كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

حب بين الجلاد والضحية وسط الحرب والمجازر

«الجناح الفرنسي».. في بيتنــا عدونا

المصدر: عُلا الشيخ ـــ دبي

 

في فيلم «سويت فرانسيس» (الجناح الفرنسي)، للمخرج البريطاني ساول ديب، تسيطر على المشاهد مشاعر غريبة، تكاد تكون متضاربة من شدة وقعها، خصوصاً عندما يكون محور الحكاية علاقة حب تنمو بين ضابط ألماني وفتاة فرنسية ريفية، وسط الحرب العالمية الثانية، وشدة المجازر التي ارتكبها هتلر رأس النازية.

الفيلم، الذي أدى أدوار البطولة فيه ميشيل ويليامز وماتياس شوينارتس وكريستين سكوت توماس، لا ينقل مشاعر الحب بين الجلاد والضحية، بل يتطرق أيضاً إلى سلطة المال ودورها في الحرب، ويحكي أيضاً عن أنه كيف لأناس عاديين استغلال الحرب لتحقيق مآربهم الشخصية، كانتقام جار من جاره من خلال إرسال رسالة لعنصر نازي فيها الكثير من الأكاذيب.. يحكي الفيلم كل تلك المشاعر، غير متناسٍ المرور على شخصيات أبت إلا أن تكون ذخراً للوطن كشخصية المزارع الذي سيغير الكثير من توازنات الحكاية المأخوذة من مذكرات ومخطوطات لكاتبتها إيرين نيميروفسكي، وظهرت بعد 46 عاماً من وفاتها.

في بلدة ريفية فرنسية، وتحديداً في يونيو عام 1940، يبدأ الفرنسيون النزوح من العاصمة باريس، بعد أن سيطر عليها هتلر، هذه البلدة التي تنقسم إلى طبقتين رئيستين وهما الإقطاعيون والمزارعون.

يبدأ المشهد مع الشخصية الرئيسة في الفيلم (لوسيل) التي تعيش مع حماتها المتسلطة المتحكمة ذات النفوذ المالي، نجدها تمنع لوسيل من العزف على البيانو حتى يعود ابنها من الحرب، تنساق لوسيل لها ولقراراتها تماماً، حتى لو لم تقتنع بها، كاليوم الذي قررا فيه تحصيل إيجار المنازل على الرغم من محاولة لوسيل إقناعها بأن الأمر خطير، وليس وقته، خصوصاً في وجود اللاجئين، لنعرف أنها تريد أن تصطاد في الماء العكر من خلال ترحيل من لم يدفع الإيجار، وتأجير المنزل للاجئين بسعر مضاعف، في هذه الأثناء تحوم طائرات ألمانية فوق رؤوس اللاجئين الفرنسيين، وكأنها لم تكتف بترحيلهم بل أصرت على اللحاق بهم وقتلهم، وكانت هذه إشارة واضحة لما سيأتي، خصوصاً بعد اتفاق الهدنة بين الحكومتين الفرنسية والألمانية، فتجد فرقة ألمانية استولت على المدينة الريفية، وأول إجراء كان تغيير التوقيت إلى التوقيت الألماني، هنا نسمع صوت الحماة المتسلطة وهي تتمتم للوسيل «لن أغير توقيتي أبداً».

يدور الفيلم في ثلاثة محاور رئيسة، الأول العلاقة التي ستربط بين لوسيل والضابط الألماني برونو وعنوانها شغفهما بالموسيقى. أما الثاني فحول سلطة المال في المدينة، إذ يسعى إقطاعيون من أجل الحفاظ على أملاكهم إلى التقرب من الألمان ويغدقون عليهم الهدايا. أما المحور الثالث فيتمثل في شخصية مادلين زوجة المزارع التي تشكل الطبقة الفقيرة، وتشكل طبيعة النساء في المدينة التي خلت من الذكور الشباب بسبب التحاقهم بالحرب، وزوجها المصاب في قدمه الذي سيكون له الدور البطولي الأكبر في ما يتعلق بالوطن والكرامة.

كل تلك المحاور في الفيلم يتخللها الكثير من الخيانات والولاءات، لتتجمع كلها في نهاية الفيلم في مشهد تريد معرفة ما حدث لكل شخصية فيه، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالحرب التي ترفع شعار الموت لا الحياة.

حتى مسألة توزيع الضباط والجنود على منازل الفرنسيين كانت تحكمها الطبقة الاجتماعية، فالأغنياء في منازل الإقطاعيين، والفقراء في منازل المزارعين، لذا أصبح الضابط الرفيع المستوى برونو في منزل لوسيل، وهنا تبدأ الحكاية، خصوصاً في اللحظة التي يطلب فيها برونو من الحماة المتسلطة أن تفتح له الغرفة التي يوجد فيها بيانو، ويبدأ كل ليلة بعزف مقطوعة تستفز لوسيل المتخصصة بالموسيقى لأنها لم تعرفها، لاسيما مع محاولاتها في تجاهله، بناء على توصيات حماتها التي تذكرها دائماً «في بيتنا عدونا».

مع كل ليلة تصدح من غرفة برونو أصوات الموسيقى، يبدأ نهاره بمهمة موكلة إليه وهي فتح رسائل سكان المدينة، وأغلبيتها إخباريات فيها الكثير من المعلومات الكاذبة، وهدفها الانتقام من خلال التواطؤ مع العدو، هذا المشهد هو الذي يجمع بين لوسيل وبرونو في غرفة واحدة، تحاول بعد أن تجرأت على البحث عن «نوتة» الموسيقى لتعرف أساسها، يدخل برونو الغرفة ويوبخها، ويتبادر إلى ذهنه أنها تراقبه، فتحاول أن توضح له أنها جاءت للبحث عن شيء يخصها، فيأمرها بقراءة الرسائل بصوت عالٍ، هنا تبدأ الثقة بين الجانبين، تحاول أن تقول له إن في الرسائل افتراءات كثيرة، ويؤكد لها أنه يعرف لكن الحرب دائماً تكشف معادن البشر.

في المقابل، تظهر شخصية مادلين زوجة المزارع، التي تستضيف في بيتها الفقير ضابطاً استطاع أحد الإقطاعيين رشوة مسؤوله كيلا يسمح له بالمكوث في قصره، هذا الضابط يغازل مادلين على مرأى من زوجها، ويجرحه بكثير من العبارات، في هذا الحين تنتشر في المدينة الصغيرة، التي لا يوجد فيها سر، علاقة الثقة التي تجمع بين لوسيل والضابط برونو، ويتهمها البعض بالخيانة، وآخرون وجدوا فيها شجاعة، وجميعهم يطلبون منها خدمات تخصهم وذويهم، كالخدمة التي طلبها المزارع من لوسيل بضرورة تدخل الضابط برونو في نقل الضابط المتحرش، كما طلبت امرأة ذات سلطة منها استولى جنود ألمان على قصرها لأنها تركته، بأن تجلب لها بعض المقتنيات، وبمعية الضابط برونو تفوقت بالمهمة.

كل هذه التفاصيل وغيرها الكثير التي تلوح ضمن أدوات فنية وأداء متقن، تقرّب بين لوسيل والضابط الألماني، ضمنياً يحاولان إنكار هذه الحالة، لكن كل المؤشرات والأحداث تقربهما من بعضهما أكثر، خصوصاً بعد أن تكتشف لوسيل رسالة في مكتب برونو تؤكد خيانة زوجها لها وإنجابه طفلة، وبات حالياً أسير حرب.

الانقسام الطبقي الذي كان متفشياً في فرنسا في تلك الحقبة، تظهر ذروته، عندما بدأ الفقراء من المزارعين والعمال بسرقة الطعام من قصور الأغنياء، فتكشف زوجة العمدة الصديق للألمان اللص وهو نفسه المزارع زوج مادلين، الذي يخدم لديهم، تهدده فيقول لها «الذي فعلتموه بنا أكثر إجراماً من الذي يفعله الألمان، ولن ننسى، تمني أن يظل الألمان أكثر ليحموكم». ويغادر فتحاول أن تقول لزوجها الذي لا يعطي الموضوع أهمية، فتستفزه بكذبة أن المزارع حاول قتلها، هذه الكذبة تكشف تماماً ماهية ما يدور حول تجار الحرب من الدم الواحد.
يرى الضابط المقيم في منزل المزارع فرصته الذهبية في قتله والانفراد بزوجته، بسبب إخبارية عنه من قبل العمدة، لكن المزارع يقتله ويهرب، في الوقت الذي قرر فيه العاشقان لوسيل وبرونو الانتقال الى خطوة تجمعهما، وفي الليلة نفسها الموعودة، يتلقى الضابط أوامر بضرورة البحث عن المزارع، ويقرر المسؤول عن الضباط الألمان القبض على العمدة، لأن القانون يحكم بقتل العمدة اذا لم يتم العثور على المزارع لأنه يشتغل في أراضيه، ومع هذا تظل زوجة العمدة صامتة عن كذبتها.

وبينما تنتظر لوسيل عودة برونو إلى المنزل بعدما رتبا موعد اللقاء مع غياب حماتها التي ستبات ليلة في منزل شقيقته، تظهر عند الباب مادلين زوجة المزارع تستجديها الذهاب إلى محل زوجها الهارب وتطمئن عليه، ترفض لوسيل إنقاذها لأنها فكرت في اللقاء فقط، فتنهال بالسباب عليها وتتهمها بالخيانة.

يتأخر برونو ولا يعود الى المنزل فهو المسؤول عن البحث عن المزارع، تفكر لوسيل في أنها كادت أن تخون وطنها بسبب علاقة حب مع قاتل شعبها، فتنقذ المزارع وتخبئه في منزلها، وتلبسه ملابس زوجها كي تستعطف حماتها عندما تكشف الموضوع.

تمضي 48 ساعة دون ظهور للمزارع فيتم الحكم بالإعدام على العمدة، وتكون طلقة النهاية من سلاح برونو.
مع أن أحداث الفيلم حاولت كثيراً إظهار برونو أنه مجبر على كل فعل إجرامي يقترفه، وحاولت الدخول إلى تفاصيل تفكيره وعلاقته بالموسيقى وبمساعدة الفرنسيين على قدر استطاعته، إلا أن الحرب لا تسمح بمساواة من يحمل السلاح ومن لا يحمله، وهنا تنقلب كل الحكاية، من جهة عمل بطولي تقوم به لوسيل وحماتها في حماية المزارع ومن جهة أخرى برونو المدرك تماماً أنه خسر لوسيل للأبد.

الطلب الأخير من لوسيل لبرونو يترافق مع موعد رحيل الجنود الألمان من المدينة، بأن يستخرج لها إذناً بالسماح للسفر إلى باريس، هو يعلم تماماً أن المزارع في حمايتها، لكن جندياً صغيراً في فرقته يشك بلوسيل، ويضع ورقة إلى جانب الإذن بضرورة تفتيش سيارتها، يعلم برونو بالموضوع ويحاول اللحاق بها، في الوقت الذي يقتل فيه المزارع جنود الحرس على الحدود، وينتقل المشهدإلى لوسيل وهي تصوب المسدس إلى وجه برونو الذي قال لها يوماً إنه سيلتقي بها بشكل لن تتوقعه.

ينتهي الفيلم، ولوسيل والمزارع في طريقهما إلى باريس، وهي تحكي القصة كراوية، أنها نجت لكنها لم تعلم يوماً ماذا حل بالشخص الوحيد الذي أحبته في حياتها، وقد ترك في غرفته النوتة الموسيقية التي اكتشفت لوسيل أنها من تأليفه وأطلق عليها عنوان الفيلم «الجناح الفرنسي».

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

26.03.2015

 
 

الجنسية «المصرية» زادتنى فخرا بعروبتى.. و«تونس» خط أحمر

كتبت - سهير عبدالحميد

استغلت هند صبرى عدم انشغالها بأى أعمال فنية فى الفترة الحالية لاستئناف أنشطتها الاجتماعية حيث تواصل دورها كسفيرة لبرنامج الأغذية العالمى لمكافحة الجوع والتى تم تعيينها فيه منذ عام 2009 كذلك عملها كسفيرة للنوايا الحسنة وقد انتهت من تصوير أكثر من إعلان لحملة ضد الجوع كما انتهت من تصوير أكثر من إعلان لمرضى السرطان فى الصعيد والذى شاركها فيه  الفنان أحمد السقا.

هند صبرى قالت أنها فضلت أن تأخذ إجازة فنية هذه الفترة بعد المجهود الشاق الذى بذلته العام الماضى سواء فى تصوير مسلسل «امبراطورية ميم» الذى شاركت به الموسم الرمضانى وشاركها البطولة محمد شاهين وسلوى خطاب واخرجته مريم أبوعوف وناقشت من خلاله السلبيات التى عاشتها مصر بعد ثورة 25 يناير كذلك فيلم «الجزيرة 2» الذى قدمته مع السقا وخالد صالح وخالد الصاوى ونضال الشافعى وإخراج شريف عرفة، حيث تتفرغ لرعاية زوجها وبناتها كذلك للعمل العام إلى أن تجد عملاً فنيا مناسبا حيث عرض عليها الكثير من السيناريوهات سواء فى السينما أو الفيديو لكنها لم تجد الشيء الذى يناسبها لذلك فضلت الجلوس على كرسى المشاهد فى رمضان المقبل، وعن مصير فيلمها التونسى «زهرة حلب» الذى تعود به للسينما التونسية بعد غياب قالت هند: صورت جزءا كبيرا من الفيلم خلال الفترة الماضية وتتبقى منه مشاهد بسيطة ليكون جاهزاً للعرض وقد سعدت جدا بهذا العمل لأنه يعيدنى لسينما بلدى التى أعشقها.

وعن تأثير عملها كسفيرة للنوايا الحسنة أو كسفيرة لبرنامج الأغذية العالمى على شخصيتها قالت هند إن العمل العام يؤثر أكثر فى حياتى الخاصة كإنسانة أكثر منها كفنانة حيث يرتقى بادميتى فقد تعلمت من خلال زيارتى للاجئين كيف أحدد أولوياتى كإنسانة قبل أى شيء لكن على المستوى الفنى لم يؤثر على اختياراتى الفنية.

وعلى الجانب الآخر تعرضت هند صبرى لهجوم شديد من الإعلام التونسى بعد حصولها مؤخرا على الجنسية المصرية وردت هند صبرى فى تصريحات شديدة اللهجة على الذين يشككون فى وطنيتها وقالت: كى أقطع الطريق على معدومى الضمير والمهنية الذين يحاولون التشكيك فى وطنيتى لن أصمت لكم ولن يصدقكم أحد».

وأضافت «أنا تونسية جدا جدا والدى من الصابرية ووالدتى من الكاف، وتونس عندى خط أحمر ويكفينى شرفا أن اسم وطنى يرتبط بأى عمل فنى أو جائزة أحصل عليها منذ 1994، وهى كثيرة والحمد لله، وأحب مصر وأعتبر نفسى منها وأدين لها ولشعبها وزوجى مصرى وبناتى مزدوجتا الجنسية، وحصلت عليها بحكم زواجى وهو شىء عادى لا ينقص من تونسيتى بل يزيدنى فخرا بـ«عروبتى» ومشوارى الذى لا يحتاج إلى تذكير.

وتابعت: «ليس هناك قانون يجرم ازدواج الجنسية للتونسيين على حد علمى، الترهات التى تختلقونها عنى تعنى أنكم تشككون فى وطنية ملايين التونسيين المزدوجى الجنسية الذين يمارسون حقوقهم وواجباتهم المدنية بكل وطنية ومنهم وزراء ونواب الشعب.. كفاكم نفاقا.

واستكملت «لن أكون كبش فداء لأعداء النجاح وهوايتهم المفضلة، تكسير ولاد البلاد كما قلت، تونس خط أحمر، وطنيتى خط أحمر وأى إعلامى ينسب إلى ولو كلمة لم أقلها أو يحرف أقوالى للحصول على «فرقعة» على حسابى سوف أتخذ أنا وفريقى القانونى ضده الإجراءات القانونية اللازمة».

روز اليوسف اليومية في

26.03.2015

 
 

إبراهيم دشيشة لـ«الشرق الأوسط»: أهدافي إصلاحية.. ودعم شبابنا من خلال الإبداع

منتج سعودي شاب يدخل غمار السينما العالمية بفيلم «ترنيمة مدينة»

لندن: معد فياض

يستهل رجل الأعمال السعودي الشاب إبراهيم دشيشة مسيرته في الإنتاج السينمائي انطلاقا من السينما العالمية، مصرّا على تقديم أفلام «ذات طابع إنساني وتحمل رسائل إصلاحية توجيهية وباللغة الإنجليزية»، حيث أنتج، وفي أقل من عام، فيلمين، «هايدا كابلر» عن مسرحية هنريك إيبسين، و«ترنيمة مدينة»، الذي سيشارك بافتتاح خاص في مهرجان لندن السينمائي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

يقول دشيشة: «أنا أهدف لإيصال رسائل إصلاحية لمجتمعاتنا من خلال السينما لأني وجدت الفيلم هو أفضل وسيلة لإيصال هذه الرسائل، فأنا لست ممن يبحثون عن الشهرة أو التظاهر، بل مهمتي أهدافها واضحة، وهي مهمة إصلاحية، دخلت هذا المجال لأضع بصمة وتاريخا وليس لألفت الأنظار»، موضحا: «السينما بالنسبة لي عشق كبير، فعندما كنت في الثامنة عشرة من عمري وفزت على المنطقة الغربية ببطولة المملكة العربية السعودية في لعبة الكاراتيه كنت أحلم بأن أكون بطل أحد أفلام الأكشن مثل بروسلي، وكنت دائما أفكر أن الرياضة هي إحدى أهم الرسائل الإصلاحية للشباب، وما زلت أعتقد بذلك، ولكن الدراسة أخذتني ومن ثم البزنس، لكن حلم السينما لم يغادرني، اليوم عندما وجدت نفسي أقف على أرضية مالية تمكنني من الإنتاج السينمائي اتجهت إلى السينما العالمية حيث أسست شركة (دشيشة كلوبال فيلم بروداكشن) في جنيف، التي سأنقلها إلى لندن قريبا».

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط» في لندن، أوضح دشيشة سبب إصراره على الانطلاق من السينما العالمية، وليس من العربية، قائلا: «كانت هناك محاولات لمنتجين ومخرجين عرب معروفين لإيصال أفلامهم إلى العالمية، أمثال مصطفى العقاد في فيلمي (عمر المختار) و(الرسالة)، ويوسف شاهين في أفلام عدة، هذه الأفلام عملت صدى واسع لكنها لم تعمل إيرادات تمكنهم من الاستمرار بإنتاجهم، ولم تترك تأثيرها الكبير عند المشاهد الغربي».

يضيف قائلا: «لو بدأنا مع السينما العربية، فسنبقى نراوح بمكاننا، وأعمالنا ستبقى محصورة في عالمنا العربي ولا يعرف عنا العالم أي شيء ولن نصل إلى المتلقي الغربي، بينما مع السينما الغربية أو العالمية، فسوف نصل إلى المتلقي الغربي والعالم وإلى جمهورنا العربي، هنا يجب أن نكون دقيقين ومهتمين بموضوع الفيلم وقصته والسيناريو والإخراج والتقنية؛ إذ لا يعني أن نقدم فيلما غربيا باهتا لا يعرض في السينمات الغربية أو لا يشارك في مهرجانات دولية»، مستطردا: «السينما العربية لم تصل إلى مصاف أي فيلم عالمي في الإيرادات، حيث إن إيرادات كل صالات السينما في العالم العربي لو اجتمعت وفي فيلم عالمي كبير ومهم فلا تحقق أكثر من نصف مليون دولار حدا أعلى، بينما صالات أوروبا وأميركا تعمل مئات الملايين من الدولارات، يعني حساب شباك التذاكر في صالات العرض العربية غير موجود في خريطة السينما العالمية أساسا، ولا يعملون له أي حساب».

يؤكد دشيشة: «كوني منتجا سينمائيا عربيا أريد أن أبين للعالم أن ما ترونه من تطرف أو صور التخلف في عالمنا العربي ليس هو الأساس، وأن المتطرفين قلة أمام الغالبية من الكفاءات والمبدعين في الفنون والرياضة والثقافة والعلوم والفكر، هذا ما أريد أن أقوله، ولو نجحنا في ذلك من خلال السينما العالمية وبلغة الغرب ستكون بقية العناصر متاحة وسهلة بالنسبة لي»، معترفا: «أنا دخلت من بوابة صعبة.. أعرف ذلك، وأنا أحب التحدي ولا أرضى بالطرق السهلة لأنها لا تقود إلى نتائج مهمة أو كبيرة، فإذا نجحت في مجال السينما العالمية، فستكون السينما المحلية لاحقا أمرا سهلا».

وعن تجربته الإنتاجية، يقول رجل الأعمال السعودي الذي يترأس مجلس إدارة «مجموعة دشيشة للاستثمارات» في جنيف: «أنتجنا بعد 3 أشهر من تأسيس شركتنا فيلم (هايدا كابلر) عن مسرحية هنريك إيبسين، وهو فيلم تلفزيوني، ونجحنا بتسويقه بسهولة في مهرجان (كان) وبنسخته الماضية لقناة تلفزيونية ألمانية، وكانت بداية موفقة ومشجعة بالنسبة لنا»، مستطردا: «كان الهدف من وجودنا في مهرجان كان هو البحث عن سيناريو فيلم سينمائي طويل، وقد عرضت علينا 7 سيناريوهات درسناها كلجنة مؤلفة من اختصاصيين بدقة حتى تم اختيار سيناريو (ترنيمة مدينة) URBAN HYMN للكاتب البريطاني (Nick Moorcoft) وإخراج (Michael Caton - Jones)، وهو مخرج بريطاني معروف عالميا، ومن بطولة كل من:Shirley Henderson، Letitia Wright، Isabella Laughland، Ian Hart Steven Mackintosh، والمنتج، إضافة لي، هو الفنان المعروف أنور قوادري، وقد أردنا أن يتم تصوير وإنتاج الفيلم في بريطانيا لتوفر جميع العناصر، وقد تعمدنا أن تكون غالبية أبطال الفيلم من الشباب أو ليسوا من النجوم الكبار، خصوصا بطلتي الفيلم، كوننا أردنا أن يركز المتلقي على الرسالة التي يحملها العمل، وهي رسالة إصلاحية تهدف لأن تقول إن الموسيقى هي وسيلة مهمة لتوجيه الشباب وإنقاذهم من بؤر الشر، علما بأن الفيلم أنتج بميزانية متواضعة».

يقول: «لو رشحت ممثلات يعتمدن جمالهن في الأداء والبهرجة ما كنت تميزت عن الآخرين، ما يهمني أن تصل رسائلنا للمتلقي، فأنا دخلت عالم الإنتاج وعندي رسائل أريد إيصالها للآخرين، وإلا فمن السهل إنتاج أعمال سريعة وباهتة.. الرسائل واضحة في فيلمنا، وضميري مرتاح جدا، حتى ولو لم يعمل المردود المالي المرجو أيضا فأنا مرتاح».

دشيشة وضمن دعمه للشباب، خصص ومن خلال مؤسسة «جائزة دشيشة» جوائز «للمبدعين الشباب في المملكة ممن يحققون أرقام قياسية قارية أو عالمية، وللمبدعين في مجالات العلوم والثقافة والفنون بأنواعها، وسنعمم هذه الجوائز على جميع شبابنا العربي»، داعيا «أصحاب رؤوس الأموال والحكومات العربية للاستفادة من هذه التجربة لدعم المبدعين من الشباب، فنحن عرفنا الطريق إلى ذلك». يقول: «نعم نحن رجال أعمال، لكن اهتمامنا بالثقافة والفنون والعلوم يأتي ضمن مهمتنا الإصلاحية والتوجيهية، فنحن من الداعمين الرئيسيين لمعرض جنيف الدولي للكتاب، حيث لنا مساحة واسعة ورواق عربي للندوات».

ويؤكد المنتج السعودي الشاب على أن «نجاحنا في أي عمل هو اعتمادنا أنا وشقيقي الدكتور أسامة على الاختصاصيين في أعمالهم، هذا المبدأ هو السائد في جميع أعمالنا، وأن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب، وهذا ما قمنا به في (دشيشة كلوبال بروداكشن) حتى لا نخسر، فضمن أهدافنا تحقيق الأرباح بالتأكيد كي نستمر في الإنتاج وإلا سنتوقف». ويضيف: «هدفي إنتاج أفلام تجارية ذات قيم فكرية وفنية، وعندنا شباب موهوبون، ونرصدهم بدقة، وسوف نرشحهم لأفلام من أجل تهيئتهم للنجومية».

الشرق الأوسط في

26.03.2015

 
 

أحمد زكي في عيون بطلاته

عربي السيد

تمر غدًا الذكري العاشرة على رحيل "النمر الأسود" أحمد زكي، وبالرغم من مرور سنوات عديدة  إلا أنه ما زال متواجد وسط جمهوره من خلال أعماله السينمائية.

تعرض مصر العربية خلال هذا التقرير رأى البطلات اللاتي شاركن النجم الراحل أحمد زكي أعماله السينمائية..

الفنانة نبيلة عبيد التي شاركته بطولة فيلمي "الراقصة والسياسي" و "التخشيبة"، قالت: أحمد زكي فنان لن يعوض مرة أخري، فكان ممثل عظيم جدًا، وقدمنا أنجح الأدوار في أعمالنا السينمائية، ويجب علينا جميعًا أن ندعي له بالرحمة.

وقالت الفنانة عفاف شعيب التي شاركته في فيلمه "ضد الحكومة" كنت أول من فتح الطريق أمام أحمد زكي في عالم الفن من خلال اختياري له ليشارك في أحد الأعمال الدرامية.

وتابعت "شعيب" في أغلب لقاءته دائما يذكر أنني أول من فتح له الطريق فى عالم الفن، وكان يقول لي "لولاكي لم يكن أحمد زكي نجم السينما"، فكنت أعتز بصداقته جدًا.

واضافت شعيب كان زوجي لم يسمح لأحد الدخول للمنزل في غيابه إلا أحمد زكي، وكان دائما مثل أخي ، ويأخذ رائي في جميع أعماله السينمائية، ودائما كان يقول لابنه "هيثم" دي عمتك.

ومن جانبها قالت النجمة "لبلبة" التي لعبت دور البطولة أمام أحمد زكي في فيلمه "ضد الحكومة"  لن أنسي صفع أحمد زكي لي بالقلم في فيلم "ضد الحكومة"، فهو ترك تاريخ وفن سيظل متواجد إلى الأبد، وتابعت كان دائما يقول لي أنت "نجمة موهوبة".

وقالت الفنانة صفية العمرى التي شاركته في بطولة فيلمه "البيه البواب" و مسلسل "الأيام" أحمد زكي مدرية تعلمت منه الكثير، فأنا اعتبره ممثل عالمي وليس فنان عادي، فبالرغم  من رحيله إلا أنه موجود من خلال أعمال الفنية التي تركها لنا.

وقالت الفنانة فيفي عبده التي شاركت أحمد زكي بطولة فيلمه "امرأة واحدة لا تكفي" أن الراحل أحمد زكي  ترك تراث فني لن يعوض مرة أخري، فيظل متواجد أمام الجمهور من خلالهم.

وعبرت الفنانة منى زكي الذى شاركت معه في فيلم "أضحك الصورة تتطلع حلوة" عن مدى حبها للفنان الراحل أحمد زكي، والذي تحل ذكرى وفاته في السابع والعشرون من مارس الجاري، أثناء استضافتها في حلقة خاصة عن الراحل أحمد زكي في برنامج «البيت بيتك» على فضائية «ten».

وقالت منى، إن أكثر شيء أسعدها يوم زفافها، هو تواجد الفنان أحمد زكي في الفرح، مضيفة: تواجده جعلني أشعر بالفخر وأظهر لي قيمه كبيرة وسط أصدقائي و عائلتي .

مصر العربية في

26.03.2015

 
 

في ذكرى رحيله.. أحمد زكي.. النمر الأسود لعب بـ "البيضة والحجر" ووقف "ضد الحكومة" واختتم بـ"حليم"

عبد الرحمن بدوي

بدأ من "هالو شلبي" وبعد تخرجه فى معهد الفنون لمع في "مدرسة المشاغبين" و"العيال كبرت".. جسد العديد من الشخصيات المهمة التي أثرت في الحياة المصرية والعربية، ومنها فيلم " ناصر 56" الذي جسد به شخصية الزعيم "جمال عبدالناصر"، وفيلم "أيام السادات"، واختتم حياته الفنية بفيلم "حليم"، قصة حياة العندليب عبد الحليم حافظ.

عندما نتحدث عن الفنان الراحل أحمد زكي الذي نحتفي اليوم بالذكرى العاشرة لرحيله فإننا نتحدث عن حالة نادرة في السينما المصرية، استطاع بجد واقتدار خلال مشواره الفني أن يقنعك بأنه "البيه البواب"، والدجال، والزعيم، والعندليب، والبطل، والصحفي، والتُربي، والفلاح الساذج.. وشخصيات أخرى، لعبها بشكل جعله فنانًا شاملًا مرنًا متمكنًا من تجسيد كل الأدوار.

وأحمد زكي الذي ولد 18 نوفمبر عام 1949م في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، هو الابن الوحيد لأبيه الذي توفى بعد ولادته فتزوجت أمه بعد وفاة زوجها وتربى مع جده، تخرج في قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1973م بتقدير امتياز.

وعلى الرغم من بداياته في المسرح وتميزه في التليفزيون من خلال "الأيام" الذي جسد من خلاله قصة حياة الأديب الكبير طه حسين، والمسلسل الدرامي الاستعراضي "هو وهي" مع السندريلا سعاد حسني، فإن السينما حظيت بنصيب الأسد في مشواره الفني.

تزوج الفنان "أحمد زكي" مرة واحدة فقط، كانت من الفنانة الراحلة "هالة فؤاد"، وأنجب منها ابنه الوحيد "هيثم" الذي اتجه أيضًا إلى التمثيل، واستكمل دور والده في فيلم "حليم" عقب رحيله.

ومن أبرز أعماله السينمائية: "أبناء الصمت" – "شفيقة ومتولي" – "الباطنية" – "عيون لا تنام" – "الراقصة والطبال" – "النمر الأسود" – "الحب فوق هضبة الهرم"- "البيه البواب" – "زوجة رجل مهم" – “ضد الحكومة" – "كابوريا" – "أيام السادات" – "نزوة" – "استاكوزا"- "مستر كاراتيه"- بينما كان فيلم "حليم" هو آخر أفلام الراحل أحمد زكي، الذي قام بتمثيله أثناء فترة مرضه الشديدة.

تعددت ثنائيات الفنان أحمد زكي مع نجمات السينما، وقد كان لسعاد حسني نصيب الأسد فيها، تلتها يسرا، ورغدة، كما شاركته نبيلة عبيد، وشيرين سيف النصر، وشيرين رضا، وصفية العمري، وميرفت أمين، ونادية الجندي، في بطولة العديد من الأفلام التي قام ببطولتها.

ويعتبر الفنان أحمد زكي من الفنانين القلائل الذين يرفضون أن يقوم "الدوبلير" بالتمثيل مكانه في الأدوار الخطرة، ويقول إنه في فيلم "عيون لا تنام" حمل أنبوبة غاز مشتعلة، وألقى بنفسه من سيارة مسرعة في فيلم "طائر على الطريق"، وأكل علقة ساخنة حقيقية في فيلم "العوامة 70". 

ويعتقد أحمد زكي بأن عدم استخدام البديل يعطي الفنان قدرة وتدريبًا أكثر، وقد حمله هذا الاعتقاد على أن ينام في ثلاجة الموتى بعد أن أسلم نفسه للماكيير الذي كسا أو دهن وجهه بزرقة الموت والجروح الدامية، كما اقتضى دوره في "فيلم موعد على العشاء".

وقد بقى في الثلاجة إلى أن دخلت عليه بطلة الفيلم سعاد حسني لتكشف عن وجهه وتتعرف عليه بعد أن صدمه زوجها السابق بسيارته. وقد أعيد تصوير المشهد، الذي استلزم إقفال الثلاجة على أحمد زكي، عدة مرات حتى تأتي اللقطة التي لا تستغرق أكثر من بضع ثوانٍ من وقت الفيلم، مقنعة للمتفرج. يقول عن تجربته داخل الثلاجة: أحسست بأن أعصابي كلها تنسحب وكأنما توقفت دقات قلبي، وأنا أحاول تمثيل لقطة الموت.. وقد ضغطت على قدمي بشدة لأنبه أعصابي وأنذرها. 

وفي فيلم "طائر على الطريق" أصر على تعلم السباحة، عندما طلب منه المخرج محمد خان أن يستعين بالبديل في مشهد السباحة، باعتباره لا يعرف السباحة، خصوصًا عندما علم منه بأن التصوير سيبدأ بعد شهر ونصف. فقد اختفى حوالي أسبوعين، وعندما عاد قال لمحمد خان مازحًا : تحب أعدي المانش !! فرد عليه : إزاي ؟ قال : أنا عازمك على الغداء بجوار حمام السباحة بالنادي الأهلي. وأثناء جلوسهما هناك، ذهب أحمد زكي إلى غرفة الملابس، وارتدى المايوه.. ثم حيا المخرج خان.. وقفز في حمام السباحة وقام بعبوره عدة مرات بحركات فنية. وعندما خرج من الماء قال لمحمد خان : لقد ظللت أتدرب هنا 15 يومًا على يد المدرب. 

وتعامل أحمد زكي مع أبرز مخرجى السينما المصرية، وبالتحديد مخرجي الواقعية الجديدة من أمثال عاطف الطيب في "البريء" و"الهروب"، ومحمد خان في "موعد على العشاء"، "العوامة"، "أيام السادات" وداود عبد السيد في "أرض الخوف""، واختاره يوسف شاهين لفيلم "إسكندرية... ليه؟"وشريف عرفة في "اضحك الصورة تطلع حلوة" و"أيام السادات" وتعامل أيضًا مع إيناس الدغيدى في "امرأة واحدة لا تكفي". 

نال الفنان "أحمد زكي" العديد من الجوائز والتكريمات خلال مشواره الفني، حيث حصل علي جائزة مهرجان الإسكندرية عن فيلم "امرأة واحدة لا تكفي" عام 1989م، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم "كابوريا" 1990م، كما حصل على جائزة أحسن ممثل عن فيلم "أيام السادات" عام 2001م، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن فيلم "معالي الوزير" عام 2002م. 

كما حصل على وسام الدولة من الطبقة الأولى - منحه الرئيس المصري السابق مبارك - كنوع من التكريم عن أدائه في فيلم "أيام السادات"، واحتكاره جوائز أفضل ممثل مصري عدة أعوام متلاحقة. 

وفي 27 مارس 2005م توفي الفنان "أحمد زكي" إثر صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، حيث دخل المستشفى في حالة صحية حرجة نتيجة لمضاعفات الورم السرطاني في صدره وانتشاره إلى الكبد والغدد اللمفاوية في البطن، وتم تشييع جثمانه إلى مقبرته بمدينة السادس من أكتوبر التي أشرف بنفسه على بنائها.

بوابة الأهرام في

27.03.2015

 
 

في ذكرى مرور 10 سنوات على رحيله..

أحمد زكي بقلم: أحمد زكي

«عشر سنوات تمر على رحيل أحمد زكي، وهو اسم يعني الكثير في تاريخ السينما المصرية والعربية، ورغم مقالات وتحليلات النقاد العديدة والمتنوعة خلال السنوات الماضية عن مسيرة هذا العبقري في فن التمثيل، ستبقى الكتابات عنه لسنوات مقبلة تنقب وتبحث وتكتشف وتقف عند الكثير من ابداع هذا النجم الفذ، وتكتفي «سينماتوغراف» في ذكراه اليوم برسالة حب لروحه، كتبها أحمد زكي بنفسه عن نفسه، تحوي ملامح من حياته ورحلته السينمائية، وصعوباته في الحياة ومع أفلامه، فياترى ماذا كتب وقال أحمد زكي عن أحمد زكي؟!». 

«سينماتوغراف»

***

جئت الى القاهرة وأنا في العشرين: المعهد، الطموح والمعاناة والوسط الفني وصعوبة التجانس معه، عندما تكون قد قضيت حياتك في الزقازيق مع أناس بسطاء بلا عقد عظمة ولا هستيريا شهرة.. ثم الأفلام والوعود والآلام والأحلام .. وفجأة، يوم عيد ميلادي الثلاثين، نظرت الى السنين التي مرت وقلت: أنا سرقت.. نشلوا مني عشر سنين.

عندما يكبر الواحد يتيماً تختلط الأشياء في نفسه.. الإبتسامة بالحزن والحزن بالضحك والضحك بالدموع!.. أنا إنسان سريع البكاء، لا أبتسم، لا أمزح. صحيح آخذ كتاب ليلة القدر لمصطفى أمين، أقرأ فيه وأبكي.. أدخل الى السينما وأجلس لأشاهد ميلودراما درجة ثالثة فأجد دموعي تسيل وأبكي، عندما أخرج من العرض وآخذ في تحليل الفيلم، قد أجده سخيفاً وأضحك من نفسي، لكني أمام المآسي أبكي بشكل غير طبيعي، أو ربما هذا هو الطبيعي، ومن لا يبكي هو في النهاية إنسان يحبس أحاسيسه ويكبتها.

المثقفون يستعملون كلمة إكتئاب، ربما أنا مكتئب، أعتقد أنني شديد التشاؤم شديد التفاؤل. أنزل الى أعماق اليأس، وتحت أعثر على أشعة ساطعة للأمل. لدي صديق، عالم نفساني، ساعدني كثيراً (في السنوات الأخيرة) ويؤكد أن هذا كله يعود الى الطفولة اليتيمة، أيام كان هناك ولد يود أن يحنو عليه أحد ويسأله ما بك؟.

في العاشرة كنت وكأنني في العشرين.. في العشرين شعرت بأنني في الأربعين. عشت دائماً أكبر من سني.. وفجأة، يوم عيد ميلادي الثلاثين. أدركت أن طفولتي وشبابي نشلا.. حياتي ميلودراما كأنها من أفلام حسن الإمام. والدي توفي وأنا في السنة الأولى. أتى بي ولم يكن في الدنيا سوى هو وأنا، وهاهو يتركني ويموت. أمي كانت فلاحة صبية، لا يجوز أن تظل عزباء، فزوجوها وعاشت مع زوجها، وكبرت أنا في بيوت العائلة، بلا أخوة .. ورأيت أمي للمرة الأولى وأنا في السابعة.. ذات يوم جاءت الى البيت إمرأة حزينة جداً، ورأيتها تنظر اليّ بعينين حزينتين، ثم قبلتني دون أن تتكلم ورحلت. شعرت بإحتواء غريب. هذه النظرة الى الآن تصحبني، حتى اليوم عندما تنظر اليّ أمي فالنظرة الحزينة ذاتها تنظر. في السابعة من عمري أدركت أنني لا أعرف كلمة أب وأم، والى اليوم عندما تمر في حوار مسلسل أو فيلم كلمة بابا أو ماما، أشعر بحرج ويستعصي عليّ نطق الكلمة.

عندما كنت طالباً في مدرسة الزقازيق الثانوية، كنت منطويا جداً لكن الأشياء تنطبع في ذهني بطريقة عجيبة: تصرفات الناس، إبتساماتهم، سكوتهم. من ركني المنزوي، كنت أراقب العالم وتراكمت في داخلي الأحاسيس وشعرت بحاجة لكي أصرخ، لكي أخرج ما في داخلي. وكان التمثيل هو المنفذ، ففي داخلي دوامات من القلق لاتزال تلاحقني، فأصبح المسرح بيتي. رأيت الناس تهتم بي وتحيطني بالحب، فقررت أن هذا هو مجالي الطبيعي.

بعد ذلك بفترة إشتركت في مهرجان المدارس الثانوية ونلت جائزة أفضل ممثل على مستوى مدارس الجمهورية. حينها سمعت أكثر من شخص يهمس: الولد ده إذا أتى القاهرة، يمكنه الدخول الى معهد التمثيل. والقاهرة بالنسبة اليّ كانت مثل الحجاز، في الناحية الأخرى من العالم. السنوات الأولى في العاصمة.. يالها من سنوات صعبة ومثيرة في الوقت ذاته. من يوم ما أتيت الى القاهرة أعتبر أنني أجدت مرتين.. في إمتحان الدخول الى المعهد ويوم التخرج.

ثلاثة أرباع طاقتي كانت تهدر في تفكيري بكيف أتعامل مع الناس، والربع الباقي للفن. أصعب من العمل على الخشبة الساعات التي تقضيها في الكواليس.. كم من مرة شعرت بأنني مقهور، صغير، معقد بعدم تمكني من التفاهم مع الناس.. وسط غريب، الوسط الفني المصري.. مشحون بالكثير من النفاق والخوف والقلق.. أشاهد الناس تسلم على بعضها بحرارة، وأول ما يدير أحدهم ظهره تنهال عليه الشتائم ويقذف بالنميمة.. ومع الوقت والتجارب، أدركت أن الناس في النهاية ليست بيضاء وسوداء، إنما هناك المخطط والمنقط والمرقط والأخضر والأحمر والأصفر.. أشكال وألوان.

اليوم علينا معالجة الإنسان.. أنا لا أجيد الفلسفة ولا العلوم العويصة.. أنا رجل بسيط جداً لديه أحاسيس يريد التعبير عنها.. لست رجل مذهب سياسي ولا غيره، أنا إنسان ممثل يبحث عن وسائل للتعبير عن الإنسان. الإنسان في هذا العصر يعيش وسط عواصف من الماديات الجنونية، والسينما في بلادنا تظل تتطرق إليه بسطحية.

هدفي هو إبن آدم، تشريحه، السير ورائه، ملاحقته، الكشف عما وراء الكلمات، ماهو خلف الحوار المباشر.

الإنسان ومتناقضاته، أي إنسان، إذا حلل بعمق يشبهني ويشبهك ويشبه غيرنا.. المعاناة هي واحدة.. الطبقات والثقافات عناصر مهمة، لكن الجوهر واحد. الجنون موحد.. حروب وأسلحة وألم وخوف ودمار، كتلة غربية وكتلة شرقية، العالم كله غارق في العنف نفسه والقلق ذاته. والإنسان هو المطحون. ليس هناك ثورة حقيقية في أي مكان من العالم.. هناك غباء عام وإنسان مطحون.

عيون لا تنام

الشخصيات التي أديتها في السينما حزينة، ظريفة، محبطة، حالمة، متأملة.. تعاطفت مع كل الأدوار، غير أنني أعتز بشخصية إسماعيل في فيلم عيون لاتنام، فيها أربع نقلات في الإحساس.. في البداية الولد عدواني جداً كريه جداً، وساعة يشعر بالحب يصبح طفلاً.. الطفولة تجتاح نظرته الى العالم والى الآخرين .. وهاهو يبتسم كما الأطفال، ثم يعود يتوحش من أجل المال، ثم يحاول التبرئة، ثم يفقد صوابه.. كلها نقلات تقتضي عناية خاصة بالأداء. في عيون لاتنام جملة أتعبتني جداً، جعلتني أحوم في الديكور وأحرق علبة سجائر بأكملها.. مديحة كامل تسأل: إنت بتحبني يا إسماعيل؟، فكيف يجيب هذا الولد الميكانيكي الذي يجهل معنى الحب، وأي شيء عنه؟، يجيبها: أنا ما عرفش إيه هو الحب، لكن إذا كان الحب هو أني أكون عايز أشوفك بإستمرار، ولما بشوفك ما يبقاش فيه غيرك في الدنيا، وعايزك ليّه أنا بس .. يبقى بحبك.

سطران ورغم ذلك رحت أدور حول الديكور عشر مرات.. لحظة يبوح إبن آدم بحبه، لحظة نقية جداً، لابد أن تطلع من القلب.. إذا لم تكن من القلب فلن تصل.. واحد ميكانيكي يعبر عن الحب، ليس توفيق الحكيم وليس طالباً في الجامعة، وإنما ميكانيكي يعيش لحظة حب.. هذه اللحظة أصعب لقطة في الفيلم.

الهروب

وفي فيلم «الهروب» كنت خائف جدا من صعود القطار وأتعجب دائما من الذين يركبون فوق القطار دون ان يسقطوا، وعندما حان المشهد نسيت تماما اني «احمد زكي» فالشخصية التي أؤديها «منتصر» تركب على سطح القطار بشكل طبيعي فوجدت نفسي اصعد بسلاسه واجلس فوق بمنتهي الهدوء بشكل جعلني اتعجب من نفسي، بينما كان باقي طاقم التصوير خائفون ويربطون انفسهم بالحبال رعبا من السقوط .. هذه هي علاقتي بالتمثيل تشبه تماما رحلتي مع الحياة.

مخرج الفيلم الألمانى: صنعت «حماقات» من أجل طفلى

القاهرة ـ «سينماتوغراف»:  مروة أبو عيش

شهد اليوم الأخير لمهرجان القاهرة الدولى لسينما وفنون الطفل عرض الفيلم الألمانى «Fiddlesticks   أو حماقات»للمخرج فيت هيلمر الذى جاء ليوم واحد لزيارة القاهرة وحضور عرض وندوة فيلمه، متجها بعدها الى روسيا والولايات المتحدة حيث يعرض فيلمه الذى شارك فى 45 مهرجانا وحصل على 7 جوائز من مهرجانات عالمية.

تدور أحداث الفيلم داخل بلدة صغيرة بألمانيا حيث يسعى الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وست سنوات لعمل اختراعات مبتكرة سعيا منهم لانقاذ أجدادهم من الحياة فى دور المسنين، الفيلم – بحسب رأى المخرج – يحاول تسليط الضوء على مدى أهمية العلاقة بين الأبناء والأجداد الذين يهتمون بأحفادهم أكثر من الأباء أنفسهم، ولكن حينما تزداد متاعبهم يكون مصيرهم الاقامة فى دور المسنين.

أقيمت ندوة عقب عرض الفيلم أدارتها عطية خيرى وحضرها جمهور من الأطفال الذين  تفاعلوا مع الفيلم  وقاموا بطرح تساؤلاتهم على مخرجه.

حول سبب اختياره لموضوع الفيلم الملئ بالخيال العنيف، قال المخرج فيت هيلمر: «أن فكرة الفيلم أساسا لتشجيع الابتكار والابداع، وأنه اذا كانت بعض الدول الأوروبية تقوم بعمل اختبار على منتجاتها قبل أن تطلقها للجمهور، فاذا نجحت تطرحها للتوزيع على نطاق أوسع، وهى نفس الفكرة التى أسعى لتوصيلها والتى يقوم الأطفال الصغار بتنفيذها من خلال ابتكاراتهم لبعض المنتجات وحاولت تقديم ذلك بطريقة بسيطة وشعرية من خلال هذه المجموعة من الأطفال».

وتحدث أيضا هيلمر عن فكرة الفيلم وكيف جاءته فقال:

«عندما كان طفلى عمره أربع سنوات أردت أن أصحبه الى السينما و كانت الأفلام التى تناسب عمره من نوعية الرسوم المتحركة، لكنه عبر عن سأمه من أفلام الكارتون فرأيت أن أقدم له فيلما من نوعية مختلفة لم يشاهدها من قبل، واخترت أن أصنع فيلما روائيا من أجله ومن أجل كافة الأطفال في مثل عمره، فسألته ماذا تريد أن تشاهد في هذا الفيلم؟ فقال «أريد أن أرى مركبا وقطارا وعربة مطافئ وعربة بوليس» فسألته وماذا ستفعل بكل هذه الأشياء، قال أريد أن يحصل تصادم بينها وتقع حادثة كبيرة، وكانت هذه نقطة البداية التى انطلقت منها الى فكرة الفيلم».

«لقد قمت بصناعة هذا الفيلم للتقرب من ابنى الذى ذهب مع أمه الى باريس عقب انفصالنا، فكان الفيلم بمثابة إهداء له وطريقة للتواصل معه».

وسأله أحد الأطفال عما اذا كان يرى أن الفيلم يمثل خطورة على الأطفال لما فيه من تصرفات غريبة من قبل الأطفال الذين يتسلقون الجرار وأفعال أخرى من هذا القبيل من الممكن أن يقوم الأطفال بتقليدها، فأجاب هيت بثقة «أعتقد أن الأطفال أذكياء جدا ويعرفون كيف يميزون بين الواقعى والخيالى، فهم يتمتعون بحس عالى ويحسنون التقدير، وهناك أكثر من مائة ألف طفل شاهدوا الفيلم إلى الآن ولم يقم أحدهم بفعل أمر خطير كتسلق الجرار الذى ذكرته»، كما تحدث هيت عن سبب اختياره لعنوان الفيلم Fiddlesticks وماذا يعنى فقال: «ان الاسم يعنى None sense أو شئ بلا معنى واخترته لأنه اسم طريف ويطلق دائما على الأطفال لأنهم يقدمون عادة على أفعال حمقاء ليس لها معنى، كما أنه فيلما خياليا من الدرجة الأولى وقد أظهرت الأطفال وأبطال الفيلم وكل الشخصيات كما يحب أن يشاهدها الصغار».

وحول الصعوبات التى واجهها أثناء تنفيذ الفيلم قال: كان اختيار الأطفال أمرا صعبا جدا، خاصة فى عمر الأربع سنوات فلقد قمت باختبار 1000 طفلا حتى استقريت على هؤلاء الأطفال الستة واستغرق التحضير شهرا من أجل تعليم الأطفال كيف يمثلون فيما إستغرق التصوير شهرين كاملين وكان من الصعب نقل أحساسهم بشكل طبيعي مما تطلب منى الكثير من الجهد.

وسألته طفلة حول القيمة الأخلاقية التى يريد أن يقدمها من خلال الفيلم، فتوجه فيت الى الطفلة التى طرحت هذا السؤال وقال لها : «أنت من يجب أن يحدد اذا ما كنت قد خرجت بعد مشاهدة الفيلم بقيمة أخلاقية أو استفدتى بشكل ما».

وأضاف موجها حديثه الى الأطفال: «أنت من تستطيع أن تحدد بنفسك ماذا أستفدت» .. فكل واحد منكم قد يستفيد بشكل مختلف عن الأخر، أما اذا كنتم تريدون رأيا بالفعل فأهم شئ آلاتصنتون طوال الوقت الى أبويكم لأنهم لا يعرفون كل شئ وليسوا دائما على صواب، بالطبع عليكم أحترامهم ولكن فكروا واستخدموا عقولكم فيما يقولونه لكم – ومع إحترامى للجميع – لكن على الأباء والأجداد أن يتقربوا من أولادهم و أن يعطوهم المزيد من الوقت».

وتحدث فيت هيلمر أيضا عن أهم عوامل نجاح أى فيلم من وجهة نظره ، فقال: «كان هناك مخرج كبير يقول دائما، تستطيع أن تنجح اذا ما توافرت لك ثلاثة أشياء السيناريو الجيد والسيناريو الجيد والسيناريو الجيد».

سينماتوغراف في

26.03.2015

 
 

حليم وزكي مشهد واحد و"مصير مشترك"

بقلم: احمد عبدالمقصود  محمود عبدالرشيد

من الصعب أن تجد فى الحياة شخصين متطابقين فى أمور كثيرة سواء فى النشأة اوالموهبة وحتى ظروف المرض والموت أيضا الا أن هذه القاعدة اختلفت فى عبدالحليم واحمد زكى عاشا يتيمين وعانا فى بداية حياتهما وظلا يتدرجان فى النجاحات حتى وصلا إلى قمة الشهرة بنفس درجة المعاناة وبنفس حب الجمهور لهما على الرغم من البعد الزمنى بينهما ولقائهما النادر معا 

كان عبدالحليم مطربا وممثلا وكان زكى ممثلا فقط ولم يحترف الغناء إلا انه كان أحيانا يغنى فى بعض أفلامه وعندما اعتزم زكى تجسيد شخصية حليم لم يكن مجرد دور أو شخصية يؤديها فكل من شاهد الفيلم او حضر كواليس تصوير ه يعلم جيدا أن زكى كان يشعر انه يجسد سيرته هو الذاتية لقربها من ظروف حياته حتى إن مشاهد المرض لم تكن مجرد تمثيل فقد كان يعانى من آلام المرض. 

حليم وزكى من مواليد محافظة واحدة هى محافظة الشرقية حصل احمد زكى على وسام الدولة من الطبقة الأولى كنوع من التكريم له عن أدائه فى فيلم " أيام السادات" كما حصل عبدالحليم حافظ على العديد من التكريمات. 

اول لقاء لهما لم يكن مرتبا فقد حضر عبدالحليم حافظ مع احد الامراء العرب عرض مسرحية مدرسة المشاغبين ثم توجه الى غرف الفنانين وسلم عليهم سقط سهوا منه المرور على غرفة زكى وهو ما احزن زكى وعلم عبدالحليم بالأمر فقرر ان يذهب فى اليوم التالى الى غرفة زكى الذى أخذه بالأحضان ونزلت دموعه فرحا بلقاء حليم. 

عاش زكى وحليم يتيمين فقيرين مريضين وكانا يحملان نفس جينات النبوغ والموهبة والتحدى. وفازا بحب الجمهور لهما منذ بداية مشوارهما الفنى حتى النهاية نهاية المشوار جمعها نفس الشهر الذى رحلا فيه عن عالمنا 

- زكىc. v

- الاسم الحقيقي: أحمد زكى متولى عبدالرحمن بدوي

- الدولة: مصر

- تاريخ الولادة: 18 نوفمبر 1949

مكان الولادة: الزقازيق، الشرقية، مصر

- الدراسة 

حصل زكى على الإعدادية ثم دخل المدرسة الصناعية، حيث شجعه ناظر المدرسة الذى كان يحب المسرح وفى حفل المدرسة تمت دعوة مجموعة من الفنانين من القاهرة، وقابلوه، ونصحوه بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية الذى تخرج فيه عام 1973

- أول عمل فنى 

هاللو شلبي

- إجمالى أعماله 

سبعة وخمسون فيلما واربعة مسلسلات واربع مسرحيات

- تركة أحمد زكى 

كان رصيد احمد زكى قبل وفاته ايام قليلة 130 جنيه بعد ان سحب رصيده من البنك الذى قدر بحوالى 300 الف جنيه لانفاقها على فيلم العندليب حيث سافر أكثر من مرة لباريس قبل مرضه للاتفاق مع متخصصين فى المكياج وتعاقد مع اثنين من أشهر العاملين فى ذلك المجال كما ذكر ابنه هيثم زكى ان والده اضطر الى رهن سيارته وشقته لتغطية هذه النفقات كل ذلك قبل إقدام عماد أديب على إنتاج الفيلم

- تاريخ الوفاة 

27 مارس 2005

(العمر: 55 سنة) 

- الوفاة 

توفى أحمد زكى فى القاهرة يوم 27 مارس 2005 إثر صراع طويل للغاية مع مرض سرطان الرئة نتيجة كثرة السجائر التى كان يدخنها، وعولج على نفقة الحكومة المصرية فى الخارج، وتردد أنه أصيب بالعمى فى أواخر أيامة إلا أنه طلب من المحيطين به تكتم الخبر 

- مكان الوفاة 

مستشفى دار الفؤاد، مدينة 6 أكتوبر، الجيزة، مصر

- ألقاب أخرى 

الإمبراطور، النمر الأسود. 

سنوات العمل 1967 - 2005

- الزوجة 

هالة فؤاد

- الأبناء هيثم

سعاد. الصديق المشترك بين حليم وزكى

اذا كان عبدالحليم قد ساند سعاد حسنى فى بداياتها الفنية وشجعها فان سعاد هى ايضا من وقفت بجانب احمد زكي

فهى من رشحت زكى للقيام بدور حبيبها فى فيلم الكرنك عام 1975 ولكن تم استبداله بنور الشريف مما سبب له أزمة نفسية جعلته يفكر فى الهجرة الا أنها وقفت بجانبه فى هذه المحنة وجعلته هى وصلاح جاهين يعدل عن فكرة الهجرة واستمرت صداقتهما بعدها على مدار سنين وجمعت بينهما عدة أعمال فنية كفيلم (دعوة على العشاء) والمسلسل الغنائى (هو وهي) إلى خاتمة أفلامها (الراعى والنساء) ويعلم جميع محبين عبدالحليم وسعاد حسنى بالعلاقة العاطفية التى ربطت الطرفين فكانت سعاد بمثابة عامل حى مشترك بين حليم وزكي

- حليمc.v

- الاسم الحقيقى عبدالحليم على شبانة

- البلد: مصر

- الاسم المستعار: عبدالحليم حافظ

- لقبه: العندليب الأسمر

- الولادة: 21 يونيو 1929

مكان الولادة: الشرقية، مصر

- الدراسة 

التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943 حين التقى بالفنان كمال الطويل حيث كان عبدالحليم طالبا فى قسم تلحين، وكمال فى قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا فى المعهد حتى تخرجهما عام 1948 ورشح للسفر فى بعثة حكومية إلى الخارج لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آله الأبواه عام 1950. 

- أول فيلم 

لحن الوفاء 1955 

- أول أغنية له 

1952 بعد أن قدم أغنية "يا حلو يا اسمر" كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي، وعموماً فإن هناك اتفاقاً أنه غنى (صافينى مرة) كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجى فى أغسطس عام 1952 ورفضتها الجماهير من أول وهلة

- تركة حليم 

كان لعبدالحليم شقتين فى عمارة الزهراء بالزمالك وشقة فى عمارة السعوديين بالدقى والتى تخلى عنها لشقيقه اسماعيل شبانة 

فيلا على شاطئ العجمى بالاسكندرية 

شقة فى لندن وشقة بلبنان بمحلة الرملة البيضاء شاليه بالأهرامات 

- سيارات حليم

سيارة مرسيدس س 10 ذهبى موديل 1975 هدية من احد الامراء العرب سيارة سيتروين دوفين هدية من المغرب مزودة بتليفزيون وراديو وبها مقعد خلفى كسرير كان يستخدمها حليم عند السفر الى الاسكندرية

الى جانب سيارة بلاستيكية كان يقودها العندليب على البلاج خلال الصيف

- الوفاة 

30 مارس 1977 (العمر: 47 سنة) 

توفى حليم يوم الأربعاء فى 30 مارس 1977 فى لندن عن عمر يناهز السابعة والأربعين عاما، والسبب الأساسى فى وفاته هو الدم الملوث الذى نقل إليه حاملا معه التهاب كبدى فيروسى فيروس سى الذى تعذر علاجه مع وجود تليف فى الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر كما قد أوضح فحصه فى لندن، ولم يكن لذلك المرض علاج وقتها وبينت بعض الآراء أن السبب المباشر فى موته هو خدش المنظار الذى أوصل لأمعاه مما أدى إلى النزيف وقد حاول الأطباء منع النزيف بوضع بالون ليبلعه لمنع تسرب الدم ولكن عبدالحليم مات ولم يستطع بلع البالون الطبي. حزن الجمهور حزنا شديدا حتى أن بعض الفتيات من مصر انتحرن بعد معرفتهن بهذا الخبر. وقد تم تشييع جثمانه فى جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر والفنانة الراحلة أم كلثوم سواء فى عدد البشر المشاركين فى الجنازة الذى بلغ أكثر من 2.5 مليون شخص 

الأهرام المسائي في

27.03.2015

 
 

الإمبراطور” عشر سنوات على الرحيل

أفنان فهيد – التقرير

كأننا بالأمس القريب فُجعنا بخبر رحيله. في السابع والعشرين من هذا الشهر يكون قد مرّ على وفاة جوكر الأفلام عشر سنوات، ما أسرع الأيام!

ولد “أحمد زكي” في أحد الأحياء الفقيرة بمدينة الزقازيق محافظة الشرقية، يوم الأربعاء 18 نوفمبر لعام 1949 في أسرة متوسطة الحال. توفى والده قبل أن يكمل الثانية من العمر، ثم تزوجت أمه، فانتقلت مسؤولية تربيته إلى جدته.

في طفولته كان يتمنى “أحمد زكي” الالتحاق بكلية الشرطة، إلا أن أحلامه ذهبت أدراج الرياح؛ ففي المرحلة الإعدادية لم يتمكن من الحصول على الدرجات التي تؤهله لدخول الثانوية العامة، فاضطر للتوجه إلى التعليم الثانوي الصناعي. ومن حسن حظه أن مدير المدرسة وقتها كان “كامل إسماعيل نجم”، الذي كان فنانًا ورسامًا. يعشق تصميم ديكورات المسرح، فقرر عمل مسرحية بالمدرسة، واختار إحدى مسرحيات “نجيب الريحاني” و”بديع خيري” ليقوم الطلبة بتمثيلها، ومن ضمنهم طبعًا الطالب “أحمد زكي”. حضر تلك المسرحية مفتش المسرح بالشرقية وأعجب بالعمل إعجابًا شديدًا وأشاد بتمثيل الطالب “أحمد زكي”، وقرر أن تشترك في مسابقة المدارس على مستوى الجمهورية، لتحصل المسرحية على الكأس، وتذهب جائزة أحسن ممثل لـ “أحمد زكي” لتكون هذه أول جائزة يحصدها في حياته عن أدائه التمثيلي.

وقع “زكي” في عشق التمثيل، فذهب إلى خاله “عم صقر” الذي يعمل نجارًا بمسرح القاهرة للعرائس علّه يتوسط له لدخول معهد السينما بدبلوم الصنايع -المعهد العالي للسينما لا يقبل سوى حملة الشهادة الثانوية العامة-، فرحب به خاله ترحابًا شديدًا، ووعده بمساعدته، وذهب به إلى “محمد بركات” الذي أخذه بدوره وقدمه إلى “زكي طليمات” وطلب منه تمثيل بعض المشاهد فأداها بمنتهى البراعة؛ فوافق على استثنائه من القاعدة.

في أثناء دراسة “أحمد زكي” بالمعهد، قُدِّم على مسرح البالون، استعراض القاهرة ألف عام احتفالًا بمرور 1000 عام على إنشاء القاهرة على يد المعز لدين الله الفاطمي. وتم الاستعانة بطلبة المعهد العالي للسينما للعب دورالكومبارس. وفي أثناء هذا العرض تغيب بعض النجوم الكبار، فكان المخرج الألماني “إيرفن لايستر” يسند دور النجم المتغيب إلى “أحمد زكي” الذي كان يؤديه بمنتهى البراعة كأنه النجم نفسه، فأطلق عليه “لايستر” لقب الجوكر كناية عن تقمصه الأدوار بسهولة.

فيما بعد وعندما لعب أحمد زكي دورًا صغيرًا في مسرحية “هاللو شلبي”، ظهرت قدرته على تقمص الأدوار واستحقاقه للقب الجوكر؛ ففي المسحرية، لعب دور خادم في أحد الفنادق، يتمنى الانضمام للفرقة المسرحية المقيمة بالفندق ولكي يبرهن لهم على موهبته تقمص دور “محمود المليجي” في أحد الأفلام، وما أن تقمص الدور ضج المسرح بالتصفيق والتحية.

ثم جاءت نقطة التحول الكبرى في حياة “أحمد زكي” في مسرحية “مدرسة المشاغبين”، التي عرّفته للجمهور المصري والعربي.

وبعد النجاح الساحق للمسرحية؛ تشجع المنتج على تقديم مسرحية جديدة بنفس النجوم السابقة، إلا أن بعضهم اعتذر. لكن، “العيال كبرت” نجحت كسابقتها، ولعب فيها “زكي” كوميديا بصورة مبهرة دون افتعال، فطغى أداؤه على نجوم الكوميديا المشاركين في المسرحية.

أما بدايات “أحمد زكي” في السينما فقد كانت عبر أدوار بسيطة؛ لأن المخرجين لم يروا فيه نجم شباك أو بطلًا أوحد. فعندما تم ترشيحه لبطولة فيلم “الكرنك” اعترض عليه “رمسيس نجيب” بسبب مظهره! وأنه من غير المعقول أن يقف أمام “سعاد حسني” ويطالبها بالوقوع في غرامه!
ظل “أحمد زكي” يلعب الأدوار الصغيرة في أكثر من فيلم إلى أن دارت الأيام وقام ببطولة أول فيلم أمام “سعاد حسني” وهو فيلم “شفيقة ومتولي”، والذي رشحه وأصر عليه هو “صلاح جاهين” كاتب سيناريو الفيلم.

ومن بعدها كانت ولادة “أحمد زكي” كنجم حقيقي لا خلاف عليه.

من بعدها، توالت أدوار البطولة على “أحمد زكي”، ومنها البطولات التليفزيونية مثل مسلسل “حكايات هو وهي” الذي كتب “صلاح جاهين” له السيناريو، وقام بدور البطولة أمامه النجمة “سعاد حسني” أيضًا. ذلك المسلسل الذي حقق نجاحًا مدويًا وسمح لـ “زكي” أن يُقدم مُختلف الأدوار، بسبب انفصال حلقاته.

وفي خلال مسيرته الفنية،  قام “أحمد زكي” بأداء شخصيات عديدة؛ سنسلط الضوء على بعضها في هذا التقرير.

موعد على العشاء..

“شكري” مصفف الشعر الذي وقع في غرام زبونة الصالون “نوال” لا تبتسم أبدًا وشرعت في البكاء ذات مرة. لتسنح له فرصة التصريح بحبه لها بعد طلاقها، لتنتهي هذه العلاقة بمقتل “شكري” على يد طليق “نوال”.

وبالرغم من أن شخصية “”شكري” شخصية ثانوية والزوج “عزت” هو الشخصية الرئيسة في الفيلم، إلا أن نوعًا من الخلط حدث للمشاهد؛ فالكثيرون اعتقدوا أن الفيلم من بطولة “سعاد حسني” و”أحمد زكي” وليس “حسين فهمي”؛ حيث لم يخلُ بالرغم من صغره من عبقرية لا محدودة.

البرىء..

وأحمد “سبع الليل” مجند الأمن المركزي الذي تم تلقينه على أن من يقوم بالمظاهرات أو يعتقل سياسيًا أحد أعداء للوطن، إحدى علامات السينما المصرية.

 فحياة “سبع الليل” كانت تسير كما أراد الكبار، إلى أن جاء اليوم الذي وجد نفسه يضرب فيه، “حسين أفندي” ابن قريته الذي شجعه على الانضمام للتجنيد وأفهمه أن ذلك خدمة للوطن. ليبدأ “سبع الليل” في إدراك أن من داوم الاعتداء عليهم بأمر من رؤسائه، ماهم إلا أبناء الوطن الشرفاء الذين يملكون رأيًا مخالفًا لرأي الحكومة.

شخصية “سبع الليل” خلقت ليؤديها “أحمد زكي” فلا نستطيع أن نتخيل أن يحل أحدًا محله. فملامح “زكي” المصرية السمراء الشبيهة جدًا بملامح جنود الأمن المركزي المجلوبين من الريف المصري أهلته لتأدية هذا الدور، بالإضافة إلى عبقريته في أداء شخصية الجاهل الذي أدرك فجأة أنه لم يخدم الوطن قط، بل آذاه وضرب أبناءه، وأن حياته في المعسكر ماهي إلا كذبة، وأنه مضطر لإكمال الكذبة طوال فترة تجنيده. البريء الذي دخل المعسكر على سجيته النظيفة، تحول فيه تدريجيًا إلى قاتل، فأولًا نجده ينحت عود الخيزران ليصنع نايًا، ثم يأمره الضابط أن يلقي به من أعلى برج المراقبة! ثم في نهاية الفيلم الممنوعة من العرض، يفتح الرصاص عشوائيًا على الضباط وسيارة الترحيلات التي جلبت شبابًا ونشطاءً آخرين.

سواق الهانم.. 1994

من الأدوار الخفيفة أو الكوميدية التي قام بها “زكي” كان دور “حمادة” في فيلم “سواق الهانم”، والذي عمل سواقًا وحلالًا لمشاكل الأسرة الأرستقراطية. والذي أوشك على الوقوع في أخطائهم التي حاول أن ينهاهم عنها، قبل أن يتدارك الموقف ويعود لحبيبته السابقة ويترك ابنة الأسرة الغنية.

اضحك الصورة تطلع حلوة.. 1998

“سيد” مصور الفوتوغرافيا الذي ترك منزله والأستوديو الخاص به في قرية “هيهيا” ورحل مع والدته وابنته التي التحقت بكلية الطب إلى القاهرة، ليعمل كمصور متجول، ثم يتعرض لأزمة ابنته التي بدأت في الخجل من عمله، ثم مشكلتها العاطفية.

جسد “زكي” شخصية الفقير عزيز النفس، الذي لا يخلو من المبادئ، ولا يتخلى عن شرف المهنة أيًا كان من يأمره بذلك. كما لا يتخلى عن حق ابنته حتى لو ذهب لأخذه من عرين الأسد نفسه.

معالي الوزير.. 2002

من الجندي البريء إلى الوزير الفاسد. الذي وصف نفسه في أحد مشاهد الفيلم “ابتديت مظلوم، أصبحت ظالم”؛ ففي البداية تم تجنيده في الجامعة للإرشاد عن زملائه السياسين، ثم أصبح وزيرًا بسبب تشابه أسماء بينه وبين شخص آخر كان المفترض أن يتولى الوزارة.

الشخصية التي جسدها “زكي” في الفيلم كانت شخصية الوزير الفاسد الذي شعر بالذنب. ليس لأن ضميره استيقظ فجأة؛ بل بسبب الكوابيس التي ظلت تلاحقه كلما سقط نائمًا، هذا الصراع الذي أدّاه “زكي” ببراعة منقطعة النظير، فالوزير الذي يعاني بسبب أفعاله، لا يتوقف عن اقتراف المزيد منها؛ بل تطوع له نفسه، قتل مدير مكتبه الذي يعرف بصراعه الداخلي.

تجسيد الشخصيات الحقيقية..

تفوق “زكي” على نفسه في تقمص شخصية “عبد الناصر” و”أنور السادات” في فيلمي “ناصر 56″ و”أيام السادات”، وآخر أعماله فيلم “حليم” والذي توفى قبل أن يكمله. كما برع في تجسيد شخصية الأديب “طه حسين” في مسلسل “الأيام”. صورته طغت على صورة الشخصيات الحقيقية، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على مدى براعته في تقمص الشخصية بكل خلجاتها وتفاصيلها الصغيرة؛ وذلك بسبب اتباعه لمدرسة الـ Method Acting، والتي أسسها المخرج والممثل المسرحي الروسي “قسطنطين ستانيسلافسكي”؛ فـ”أحمد زكي” هو الممثل الوحيد في مصر والوطن العربي الذي يتبع هذه المدرسة، سواء بقصد أو بدون قصد. فيحكى أنه كان يندمج في شخصية الدور الذي يقوم بتقمصه حتى في غير ساعات التصوير، ولا ينفصل عن الشخصية إلا بعد شهور طويلة من الانتهاء من الفيلم.

فمثلًا، أثناء تصوير فيلم “زوجة رجل مهم” تقمص شخصية ضابط أمن الدولة، وصار يصيح في العاملين كما يفعل “هشام” في الفيلم.

أما بعد انتهائه من شخصية “السادات” فظل يتحدث بطريقته مدة طويلة.

يروي “محمود سعد” أنه ذهب في إحدى المرات لزيارة “أحمد زكي”، فوجده نائمًا على الأريكة مرتديًا بذلته، وبجواره عدد كبير من أكواب القهوة، فجلس بجانبه حتى يستيقظ. وعندما فعل؛ ألقى عليه السلام وخرج لإكمال تصوير أحد المشاهد. ثم أدرك “سعد” بعد ذلك أن ما شاهده لم يكن سوى مشهد في فيلم “ضد الحكومة” وكان “زكي” قد اندمج فيه قبل تصويره.

كما يُحكى أيضًا أن “زكي” عندما اكشتف حقيقة مرضه أراد أن يزامن بين موته الحقيقي وموت “حليم” في الفيلم؛ إلا أن الموت حال بينه وبين ذلك فمات قبل إنهاء الفيلم.

مات “أحمد زكي” وهو يجسد آخر شخصية وهي “عبد الحيلم”؛ إلا أنه إلى الآن -وبعد مرور عشر سنوات على رحيله- لم يخرج أحد بفكرة إنتاج -مسلسل أو فيلم- عن حياة الإمبراطور. بالطبع ليس تجاهلًا أو نسيانًا، ربما فقط لم يتوفر إلى يومنا هذا مَن يؤدي دوره ويكون بمثل موهبته أو حتى يقاربها.

مسيرة “أحمد زكي” حافلة بالأعمال العظيمة التي لن نستطيع ذكرها في هذا التقرير، ولن نستطيع أن نغفلها أيضًا. فمثلًا، دوره في “النمر الأسود”، “كابوريا”، “استاكوزا”، “مستر كاراتيه”، “زوجة رجل مهم”، “البيه البواب”، “البيضة والحجر”، “الحب فوق هضبة الهرم”، “شادر السمك”، “ضد الحكومة”، “هيستريا”، “أربعة في مهمة رسمية”، وغيرهم من الأدوار. وفي الحقيقة فإن أي عمل اشترك فيه “أحمد زكي” -حتى إن كان الدور بسيطًا- فإنه يُصنّف كعمل قوي؛ فاشتراك “أحمد زكي” به، يضفي على العمل رونقًا خاصًا كدوره في: “إسكندرية.. ليه” فبالرغم من أن الدور صغير جدًا؛ إلا أنه كان واضحًا وخصوصًا في مشهده الأسطوري مع “محمود المليجي”.

وإن مافضلش معاك غير قلبك مش حاتموت حاتعيش..

أصيب “أحمد زكي” في آخر أيامه بالمرض الخبيث؛ إلا أن هذا لم يوقفه عن تأدية عمله حتى اللحظة الأخيرة، ويمكن أن نرى بوضوح مظاهر الإعياء البادية عليه في فيلم “حليم”. وبالرغم من أن حالته الصحية في آخر أيامه كانت قد تدهورت تمامًا؛ إلا أن جمهوره لم يفقد الأمل في شفائه، ليخرج خبر وفاته صادمًا كما لو أنه كان صحيحًا معافى ولم يكن يحتضر.

وبالرغم من انقضاء 10 سنوات على رحيله؛ إلا أن “أحمد زكي” لم يغب عن جمهوره لحظة واحدة؛ بسبب شخصيته المحبوبة، وبسبب أدواره العظيمة، لينطبق عليه بحق، تعبير  الغائب الحاضر في قلوب محبيه.

مصدر معظم المعلومات الشخصية من كتاب “روائع النجوم”

التقرير الإلكترونية في

27.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)