كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

المخرج طارق العريان فى حوار لـ "الأهرام المسائى":

متفائل جدا بمستقبل السينما فى المرحلة المقبلة

بقلم: ماجدة الطباخ

 

هو مخرج متميز له أسلوبه الخاص، دراسته فى الولايات المتحدة أكسبته الكثير من الخبرة فى مجال الإخراج، تميز برؤية ثاقبة ومختلفة، واستعان بخبرته الأجنبية فى خدمة أعماله التى رأت النور بنكهة جديدة إعتمدت على الإبهار والإبداع ولكن بلغة عربية، وهو يرى أن الجمهور له دور مهم ورئيسى فى تحديد هوية ونوعية ومضمون وشكل الأعمال التى يقدمها صناع السينما، وهو أيضا يرى أن فيلمه أولاد رزق يمثل بالنسبة له فيلما شعبيا لكنه يحتوى على لغة سينمائية مبهرة، ويحترم عقلية المشاهد شكلا ومضمونا.

هو متجدد دائما فى أعماله، قدم العديد من الأعمال شملت رؤية مختلفة لشكل الإعلان، والأغنيات المصورة التى قدمها لكبار النجوم، وظهرت أيضا فى أفلامه المتميزة فأبدع فى الإمبراطور ، وأجاد فى الباشا ، وأثر بـ تيتو وتميز فى أسوار القمر ، وننتظره قريبا فى أولاد رزق هو المخرج طارق العريان الذى كان لـ الأهرام المسائي هذا الحوار معه. 

·        ما رأيك فى السينما المصرية فى الوقت الحالي؟

مرت السينما بتجارب عديدة بسبب الثورة فأفرزت نوعا جديدا من الأفلام، مثل المزيكا التى اختلفت أيضا عن سابقتها أيضا، وطفت على السطح نوعية معينة من الأفلاميرى منتجوها أنها مضمونة، وهو ما نجده فى كثير من الأفلام التى قدمها ألسبكى، وأفلام أخرى من بينها فيلم القشاش .

·        وهل هناك نوعية مختلفة من الأفلام لفتت انتباهك فى هذه الفترة بعيدا عن هذا الشكل؟

أعجبتنى تجربة فيلم الفيل الأزرق وفيلم الجزيرة لأن كلا منهما يتضمن تجربة جيدة، وجدتا رد فعل إيجابى من قبل الجمهور، والناس أحبتهما كثيرا لأن كلا منهما يحتوى على عناصر جذب مختلفة جذبت الجمهور وأعجبته، وفيلم الفيل الأزرق الذى قدم شكلا محددا والذى أرى أنه لو تم تقديمه بشكل غير ذلك لما نال إعجاب الناس.

·        ما هو الدافع الأساسى الذى يقودك لاختيار نوعية الأعمال التى تقوم بتقديمها؟

لا يوجد لدى أى دوافع تسبق الجمهور وبالتأكيد يكون له رؤية واضحة، ويحب الأشياء الجديدة، والمبهرة، ويصعب توجيهه أو فرض عمل معين عليه، فهو يذهب إلى دور العرض برغبته وإرادته، ويدفع فلوسه من أجل متعة المشاهدة، وأدعو كل من يقوم على الفن فى مصر إلى أن يجعل الجمهور المصرى فى مقدمة أولوياته لأنه على درجة عالية من الوعى الفنى لا يمكن تجاهلها.

·        وماذا عن فيلمك الجديد أولاد رزق ؟

أنا مشغول حاليا بعملية المونتاج الخاص به، وهى تعد من أهم مراحل العمل.

·        وإلى أى نوعية ينتمى هذا الفيلم؟

ينتمى الى نوعية الأفلام الشعبية التى تهم قطاعا كبيرا من المجتمع، ويضم مجموعة من النجوم أحمد عز، وعمرو يوسف، وأحمد الفيشاوى، وأحمد مالك، ونسرين أمين.

·        هل كانت ردود الأفعال على فيلم أسوار القمر كانت مرضية بالنسبة لك؟

وصلتنى ردود أفعال إيجابية كثيرة منذ بداية عرض الفيلم وحتى هذا الوقت، وفى كل مرة اجد تعليقات جيدة، وآراء إيجابية وإشادة بمستوى الفيلم، وهذا الأمر أسعدنى جدا، ورغم أننى انتهيت من العمل فيه منذ 4 سنوات واستخدمت وقتها تقنية جديدة، إلا أن عرض الفيلم تأخر كثيرا ولو عرض منذ الانتهاء منه لكانت تلك التقنية أكثر إبهارا، وهو من بطولة النجوم منى زكى، وعمرو سعد، وآسر ياسين.

·        وما رأيك فى الأفلام الشعبية؟

خلال الفترة الماضية تم عرض عدد من تلك الأفلام، واعتقد كثير من القائمين عليها أنها سوف تحقق إيرادات كبيرة ونجاحا منقطع النظير يعنى بلغة السينما هتاكل فى السوق، ولكن ذلك لم يحدث فى كثير منها.

·        وبرأيك ما الأسباب التى حالت دون تحقيق النجاح أو الإيرادات العالية لبعضها؟

لأن الكثير من تلك الأفلام يفتقد لعناصر الجذب التى تتضمن مجموعة من الأدوات المختلفة، واكتفى صناع تلك الأفلام بالاعتماد على مجموعة من العناصر التى تراوحت ما بين رقصة، أو أغنية، أو بلطجى، اعتقادا منهم أنها سوف تجذب الجمهور.

·        وهل تتوافر عناصر الجذب فى فيلمك أولاد رزق ؟

هو فيلم شعبى ولكن به لغة سينمائية مبهرة مع الأداء الجيد، والمونتاج الجيد، كما يحتوى على عناصر جذب مختلفة، إضافة إلى التنوع، كما أنه يحترم عقلية المشاهد. 

·        وهل نجد تلك العناصر فى كثير من أفلامنا حاليا. وماذا يحدث إذا لم تتوفر تلك العناصر؟

نحن حاليا نفتقد إلى بعض هذه العناصر، ولا نجدها بسهولة فهناك بعض الأعمال الجيدة ولكن لا تتوافر فيها تلك العناصر بشكل مناسب، فمثلا تكون الإضاءة غير ملائمة، أو يكون الديكور غير مناسب أو تتسبب قلة الإمكانات أو ضعف الإنتاج فى معاناة الفيلم من أوجه قصور متعددة. 

·        وما رأيك فيمن يقولون إن مصر تمتلك عناصر جذب لتصوير أفلام أجنبية ولا يتم إستغلالها؟

أتفق تماما مع من يقولون إن مصر تمتلك أماكن جميلة ومتميزة وتنفرد بها عن أى بلد آخر، ولكن علينا أن نتفق أيضا على أنه يوجد أيضا بعض العراقيل لأسباب عديدة أولها صعوبة دخول الكاميرات إلى المنطقة المراد التصوير بها، وكذلك عدم قدرة الشركات على تأمين هذه الأعمال، إضافة إلى عدم توافر عنصر الأمن، لأن جهة تأمين العمل تجد صعوبة منذ قبل الثورة وليس الآن فقط.

·        وما هى رؤيتك لمستقبل السينما فى الفترة المقبلة؟

أنا متفائل جدا بالمستقبل، وأرى إن البلد يسير فى الطريق الصحيح والمضبوط، 

·        هل ترى أن نجاح المؤتمر الإقتصادى فى مصر سوف يؤثر مستقبلا فى صناعة السينما؟

أنا فخور جدا بالرئيس عبدالفتاح السيسى، وعلى الشعب المصرى أن يفتخر به، ونجاح المؤتمر الإقتصادى شيء عظيم ومشرف وخطوة إيجابية نحو مستقبل أفضل، ليس فقط فى صناعة السينما ولكن فى كل الصناعات. 

الأهرام المسائي في

12.03.2015

 
 

جان كوكتو يكتب عن أورسون ويلز

ترجمة: تماضر فاتح

التقيت اورسون ويلز عام 1936 في نهاية رحلتي حول العالم. كان ذلك في هارلم عند عرض مسرحية ماكبث من قبل فريق أسود من الممثلين، كان اداءً غريباً ورائعاً وأسرني بفضل اداء غلينوي، ويستكوت ومونرو ويلير. كان ارسون ويلز في ريعان شبابه. جمعنا ماكبث مرة ثانية في مهرجان فينيسيا عام 1948. والامر الغريب جداً اني لم اربط بين ذلك الشاب اليافع الذي لعب دور "ماكبث الاسود" وذلك المخرج المشهور الذي كان سيريني "ماكبث" آخر (وهو فيلم له) في مسرح صغير على الليدو، (وهو ملهى ليلي على شاطئ رملي). هو الذي ذكرني، اننا كنا في بار في فينيسيا عندما  كنت قد اشرت اليه في المناسبة الماضية بأنه عادة بالامكان التمويه على مشهد المشي اثناء النوم على خشبة المسرح، في حين اعتبر ان يكون ذلك حاسماً.

ان فيلم "ماكبث" لأورسون ويلز هو فيلم موديت maudit، ذلك في المعنى النبيل للجملة التي نستخدمها لدعم مهرجان بياريتز. 

يترك فيلم "ماكبث" لأورسون ويلز مشاهديه صماً وعمياناً واجزم بان اولئك الذين يحبون ذلك – بمن فيهم انا شخصياً – هم قلة جداً. لقد صور ويلز الفيلم بسرعة كبيرة بعد عدد كبير من البروفات – هذا يعني انه اراد ان يستمر ويبقى مع النمط والنموذج كما هو الامر في المسرح، محاولاً اثبات ان بامكان صناعة السينما ان تضع أي عمل تحت "عدستها المكبرة" وتجاهل ما يجب ان يكون نمطاً لصناعة السينما. انا لا اوافق على المختصر "سينما" بسبب ما يمثله. في فينيسيا انت تسمع الناس وهم يكررون نفس العبارة بشكل ثابت: "انها سينما جيدة" او "انها سينما غير جيدة" لقد اعتدنا الضحك على مثل هذا، وكما يمكن ان تتخيلوا، وعندما اجريت المقابلة معنا نحن الاثنين معاً على الراديو، اجاب كل من ويلز وانا، انه يجب ان نكون سعداء بمعرفة ماذا كان يعني فيلم "سينما جديدة" ولم نطلب أي شيء افضل من معرفة الوصفة حتى نتمكن من متابعتها.

ان فيلم "ماكبث" لاورسون ويلز هو عمل قوة عارضة وحشية. يضعون على رؤوسهم تيجاناً من الورق المقوى، ويرتدون جلود حيوانات مثل سائقي سيارات بمحركات قديمة، يتحرك ابطال المسرحية باتجاه ممرات المسرح وكأنه سكة قطار تحت الارض يشبه الحلم، موجود في الاقبية المخربة التي تنز منها الرطوبة وعبر مناجم الفحم الحجري المهجورة. لم تترك لقطة واحدة للصدفة. الكاميرا دائما موجودة في عين المكان، الذي منه عين القدر تختار ان تتبع ضحاياها. في بعض الاحيان، نتساءل في أي عصر يظهر هذا الكابوس، وعندما نرى ليدي ماكبث لأول مرة، وذلك قبل ان تنسحب الكاميرا الى الخلف لكي تكون حيث تكون هي موجودة، نحن تقريباً نراها سيدة في ثوب عصري وهي مستلقية على اريكة من الفراش بجانب هاتفها.

يجلب اورسون ويلز موهبة ممثل تراجيدي كبير لدور ماكبث، وفي حين ان لهجة اسكتلندية يتم تقليدها من قبل اميركي قد لاتطاق لدى الآذان الناطقة بالانكليزية، يجب ان اعترف ان ذلك لم يعد يزعجني، وبأنني لن افعل ذلك ولو كنت اجيد الانكليزية بطلاقة، لان ماهو متوقع فقط هو ان تلك الوحوش الغريبة ستنطق بلغة متوحشة كلمات شكسبير التي ستظل كلماته.

باختصار انا محكّم متواضع وقاض افضل من الآخرين، أي انه، بدون وجود أي شيء يعرقل تقديري، كنت قد اشتركت كلياً في المؤامرة ومضايقتي وعدم راحتي كانت تأتي من ذلك وليس من عيب في اللفظ.

اخرج ويلز الفيلم خارج المنافسة في مهرجان فينيسيا وتم عرضه في مهرجان "اوبجيكتيف 49" في عام 1949، في "صالة الكيمياء" وكان الفيلم يلاقي نفس الاعتراض في كل مكان. الفيلم هو خلاصة وصورة عن اورسون ويلز، شخصية تسخف وتقلل من قيمة التقاليد، وتحرز النجاح من خلال ضعفه هو. احياناً تكون جرأته ملهمة وولدت تحت مثل هذا النجم المحظوظ بحيث ان الجمهور يسمح لنفسه ان يكسب – على سبيل المثال في المشهد من "المواطن كين" حيث يكسر "كين" كل شيء في غرفته، او قاعة المرايا في فيلم "السيدة من شنغهاي".

ومع ذلك، فان الحقيقة هي انه بعد الايقاع المدغم لفيلم "المواطن كين"، توقع الجمهور تعاقب سلسلة من الاختزال وخاب ظنه بالجمال الهادئ لـ (آل أمبرسون الرائعون). لم يكن من السهل متابعة نبرات الصوت والمداخل والمخارج التي نقلتنا من الصور غير العادية لمليونير الصغير، مثل لويس الرابع عشر الى الفوران الهستيري لعمته.

الذي صدم جماهير الجاز والمولعين بالرقص كان ويلز الذي كان مهتماً ببلزاك، وويلز ذلك العالم النفساني، وويلز الذي يعيد بناء بيوت استعمارية كولونيالية اميركية. لقد اعاد اكتشاف ويلز في فيلمه المربك "السيدة من شنغهاي"، ولكن اضاعوه ثانية في فيلم "الغريب"، وهذا الانكفاء اعادنا الى الوراء الى ذلك الزمن عندما غادر اورسون ويلز روما كي يعيش في باريس.

انه يشبه العملاق صاحب وداعة النظرة الطفولية، شجرة مزدحمة بالطيور والظل، كلب كسر مقوده وذهب لكي يستريح مضطجعاً في السرير من مفرض الورد، وهو المهمل النشيط، مجنون حكيم، وهو في خلوة يطوقها حشد من الناس، طالب نائم في الصف، شخص ستراتيجي يتظاهر انه مخمور عندما يريد ان يترك لوحده.

افضل من أي شخص آخر يبدو غير مكترث بالقوة الحقيقية، متظاهراً ان يكون تماماً بانه على غير هدى ويسير منقاداً وعينه نصف مفتوحة. هذه الطريقة المهملة اثرت عليه في بعض الاحيان ومثل دب في سباته، حماه من البرد ومن القلقلة الشديدة في عالم السينما. الهمته ان يبحر، ان يترك هوليوود وان ينجرف نحو رفاق آخرين ومنظورات واتجاهات اخرى.

في الصباح عندما غادرت باريس الى نيويورك، ارسل لي اورسون يولز لعبة على شكل ساعة آلية، لها شكل ارنب ابيض رائع تلوي اذنيها وتقرع الطبل. لقد ذكرتني هذه اللعبة بالارنب الطبال الذي ذكره "ابولينير" في تقدمة "بيكاسو – ماتيس" الى معرض "بول غويوم" والذي بالنسبة له يقف ممثلاً المفاجأة التي تقدم التحية لنا ونحن على زاوية الطريق.

كانت هذه اللعبة الفخمة الشعار الحقيقي لويلز، وتوقيعه الحقيقي. وعندما أحصل على اوسكار من اميركا تظهر امرأة تقف على طرف اصابع قدمها وفي فرنسا عندما تم منحي النصر الصغير لسموثريس، اعتبر الارنب الابيض من اورسون ويلز هو اوسكار الاوسكارات، وجائزتي الحقيقية.

اكرر القول ان لغة صناعة السينما، لاتكون في الكلمات. المرة الاولى التي عرض لي فيها فيلم "الآباء الرهيبون" كانت في سينما سان ماركو في فينيسيا، على هامش المهرجان الذي منه كنت قد اتبعت نموذج ويلز الذي استخدمه في ماكبث وكان يجب ان انسحب من "النسر ذو الرأسين"، كنا جالسين احدنا بجانب الآخر.

هو لايستطيع ان يفهم الحوار بالكامل ولكن عند ادنى فارق بسيط في الاتجاه، كان يضغط على ذراعي باقصى ما في وسعه. كان العرض متوسط المستوى لانه لم يكن هناك مايكفي من الطاقة الكهربائية في جهاز العرض، وبالكاد يستطيع الشخص ان يميز الوجوه التي هي مهمة جداً في فيلم من هذا النوع. ولما اعتذرت من اجل ذلك، قال لي ان جمال الفيلم هو شيء ابعد من العين والاذن، ولايكمن في الحوار ولا في جهاز العرض الذي يمكن ان يكون قد عرض بشكل سيئ وغير مسموع، دون تدمير ايقاعه.

انا اوافق على ذلك. في زمن فيلم "آل أمبرسون الرائعون"، على سبيل المثال، انه يأخذ الفكرة الى وجهة ايجاد علاج للسحر في تأثيرات الصور الفوتوغرافية. ولكن بعد مشاهدة "الآباء الرهيبون" في مقهى فلوريان على ميدان سان ماركو، اتفقنا انه يجب الا يذهب الشخص من حالة النقيض في السحر والجمال الى اخرى، لان من شأن هذا ان يكون تماماً مثل رسم المناظر الطبيعية التي اعطت تأثيراً فورياً عن الشيخوخة.

في الحقيقة لا ويلز ولا انا نحب التحدث عن عملنا. يحصل مشهد الحياة في الطريق. كان بامكاننا البقاء بدون حراك ولوقت طويل نراقب نشاط الفندق فيما حولنا. ان مثل هذا الجمود وعدم الحركة كان مقلقاً للغاية لرجال الاعمال المشغولين، والخبراء المعنيين في صناعة السينما. كان ذلك مثل تعذيب طائر الجندول عندما كان يجب على رجال الاعمال المشغولين والخبراء المتلهفين ان يكونوا معاً وان يخضعوا لايقاعه. بدأ الناس في الشك فينا. واعتبر الهدوء لدينا على انه شكل من اشكال التجسس. كان صمتنا مرعباً ومادة متفجرة فعلاً. اذا حدث وضحكنا، كان ذلك يؤخذ على انه ترويع. رأيت رجالاً جديين يستعجلون الخطى ويتجاوزوننا باقصى سرعة، خائفين من ان يوقع بهم. لقد اتهمنا بجريمة مهرجان "الاذى"، على اساس تشكيل عصبة.

كان هذا غير واقعي البتة وقريباً جداً من شكل الاختلال العقلي الجماعي الى حد لم استطع لا انا ولا ويلز ان نرتب لقاء في باريس.

يذهب هو في طريق. انا اذهب في طريق آخر. عندما يدخل المطعم يخبره المالك بأنني قد تركت للتو، والعكس بالعكس. كلانا نكره الهاتف. باختصار، اصبحت اجتماعاتنا ما يجب ان يقال عنها: معجزة. وتحصل المعجزة عندما يجب ان تحصل.

ساترك الامر لبازان لكي يخبركم بالتفصيل حول جسم متعدد الجوانب من العمل، الذي لاينحصر عمله في صناعة السينما، لكن في الصحافة، نكتة الهبوط المريخية السريعة وانتاجه لفيلمي "يوليوس قيصر" و "حول العالم في 80 يوماً" قد لعبت كلها دوراً كبيراً. اردت تقديم رسم سريع لصديق احب واحترم والذي هو عبارة عن حشو في الكلام حيث يكون اورسون ويلز معنياً، بما ان صداقتي واعجابي هي نفسها واحدة والشيء ذاته.

علم جمال السينما..(السينما الصافية) أنموذجاً

علاء مشذوب عبود

إن المرحلة في التنظير الجمالي التي استغرقت قرنين من الزمان قد انقضت بنا الى أن الخبرة الجمالية والنتاج الجمالي من بعدها ليسا مجرد إحساس آلي بالموضوع وعكسه بطريقة جامدة، وبالتالي فلم تعد تلك المعطيات الطبيعية إلا مجرد حوافز ينطلق منها الفنان لخلق صور من ابتداعه هو نفسه، فالتنظير الجمالي الحديث بمجمله أدى الى رفض التقليد أو المحاكاة بدعوى أن المهم في الفن هو تلك الرغبة العارمة في خلق نسق من الصور الحيوية على حدِ تعبير (هربرت ريد).

أما (بيكاسو) فيقول (إن الفن كما هو معروف ليس هو الحقيقة لكنه كذبة تجعلنا ندرك الحقيقة أو على الأقل تلك الحقيقة التي كتب لنا أن نفهمها)، والواقع أن التنظير الجمالي كان مرفوعاً الى هذا الموقف لا لمجرد التأملات في الفن حسب، ولكن من منطلق الثورة الصناعية التي غيّرت من نظرتنا كليـاً الى العالم فلم يعد الفكر البشري على تلك الثقة الراسخة بمفهومها عن الكون، بل أن النظرة القديمة قد اهتزت من جذورها بعد اكتشاف الذرة كحجر أساس في بناء الكون ونظريات النسبية والكم التي فتحت الباب على مصراعيه لنظريات لا يعلم أحد الى أين ستنتهي...إلا أن مهمة الفنان الحديث كما يقول (جون جبرت) لا تنحصر في محاكاة ما يريد إبداعه فالواقع أن الفنان لا يقلـِّد الظواهر وإنما الظاهر هي النتيجة التي يتوصل إليها، فلكي يكون التصوير محاكاة أو تقليداً ينبغي له عندئذ أن يتناسى الظواهر. ويرى الباحثون أن هذا القول يعبـِّر عن واقعية جديدة يفسرها (باك): بأن المسألة في الفن لم تكن يوما في الفن التشكيلي أو الشعراء أو الموسيقى، مسألة تمثيل شيء ما وإنما المهم هو خلق شيء مؤثر جميل أو دراماتيكي وهذا أمر مختلف كل الاختلاف. 

وبهذا المعنى يكون تصوير الطبيعة كما هي خيانة للحقيقة وللطبيعة في آنٍ معا، بل لابـد من مستوى معين من التجديد يقترب بنا من الحقيقة وهكذا تذوب الفواصل بين الطبيعة والتجريدية كما تشير مقولة الفنان التجريدي (بيت موندريان) التي تنص على : أن الفن التجريدي يتعارض مع التصوير الطبيعي للأشياء ولكنه لا يتعارض مع الطبيعة نفسها كما وقع في ظن الكثيرين .

وهكذا نرى أن معظم الفنانين المعاصرين يميلون إلى رفض النظرية التقليدية في الفن وهي تلك النظرية التي تقول بمحاكاة الطبيعة.

ولما بقي حلم الحركة يراود الإنسان منذ اللحظات الأولى التي وصلت فيه الإنسانية الى مراحل النضج حتى العقد الأخير من القرن التاسع عشر، برغم محاولاته المستمرة في فن الرسم عن طريق خلق الإيهام بالحركة عبر لوحات عـدة لنفس الموضوع "ففي مكان ضيق ووحيد واكب الفنان لحظات متتابعة من اليمين الى اليسار: القديس دنيس واقفاً أمام النطع، ثم راكعاً وقد حزَّ في عنقه سيف الجلاد، وأخيرا جثته ممددة وراء النطع وقد تدحرجت الرأس الى المنظر القريب في مقدمة الرسم، وهناك أذن واحدة تشكيلية كبيرة ... مع وجود تتابع درامي"القديس ثلاث مرات" وما أن اكتشفت السينما كصناعة حتى حققت الإبهار من خلال خرق القوانين الفيزيائية عن طريق التلاعب بالزمن من خلال الخدع السينمائية (التسريع والتبطيء) بالحركة، ومن ثم قدرتها العجيبة على بناء واقع جديد (الماوراء واقع) من خلال تجسيد الأحلام والهلوسات والجنس والفوضى والأشباح ...الخ. إن تجسيد الحركة من خلال واقع مرئي جعل الإنسان في ذلك الوقت يقف أمامها وعلامة التعجب تدور في ذهنه.

وبرغم أن البعض كان يعـد الكاميرا آلة تسجيل، تشبه في عملها المسرح، إلا أن الأخوة لوميير الذي صنع سنة 1895 بضعة واثنى عشر فلماً، قد تميزوا في تسجيل بعض الأفلام من أهمها وصول القطار، والرشاش المرشوش، اللذان نالا شُهرة حتى أن الفلم (وصول القطار) أحدث الرعب في قلوب الجمهور عندما تقدم من أقصى الشاشة الى أمامها... وخلال عمر ناهز الثالثة والسبعين عاماً أخرج ميلييه (1861- 1938) قرابة خمسمائة فلم، كلها من نوع الأفلام القصيرة لم يبقَ منها سوى خمسين، أحسنها هو فلم (رحلة الى القمر) عام 1902، ومثلهما الكثير.

وإذ بدأت السينما تكتمل النضج بعد أن تخصص بعض الفنانين في مجال الصورة المتحركة (السينماتوغراف) وتركهم للعمل في المسرح، ومن ثم بدأت تتحول تدريجيا السينما من الارتجال الى اكتشاف جوانبها الفنية مثل المونتاج، وكتابة النص ومن ثم وجود مخرج وممثلين، عندها حدث تحول جوهري في هذا الفن الوليد، بعد أن ركزت أغلب أركانه في ذلك الوقت باستثناء الصوت واللون في هذا الوقت، وراحت السينما بعد أن شاعت في العالم الغربي بعمومه تدور كاميراتها لتسجل آلاف الأفلام، فقد سجل "أول فلم كاوبوي حقيقي للمخرج (إدوين إس.بورتر) بعنوان سرقة القطار الكبرى (1903) ... ومن بين أبطال ذلك الفلم (جلبرت إم. أندرسون) (1883-1971) ...الذي لعب دور شخصية (برونكو بيلي) في ذلك الفلم، وهي شخصية ابتدعها بالأصل الروائي (بيتر بي. كاين) لروايته (برونكو بيلي والفتى) (1908) مستحدثاً بذلك أول بطل كاوبوي سُجلت مغامراته فيما لا يقل عن 300 فلم قصير " .

وكانت كل تلك الأفلام قد صنعت من أجل التسلية والمتعة، ومن ثم اعتبارها كسلعة ينتظر من ورائها الربح، وبالتوازي مع ذلك الفهم، خرجت مجموعة ممن يهتمون بعلم جمال السينما، تطرح مجموعة من الأسئلة، هل أن غائية السينما هو نسخ الواقع، أسوة بالفنون الأخرى باعتبارها الفن السابع كما أطلق عليها ذلك (كانودو)، الذي يحتوي الفنون الستة والتي تنحل من الواقع مادتها أم أن لها القدرة على تخطي ذلك الواقع الى الحلم؟ 

"ففي عام 1925 قامت حركة طليعية في فرنسا، معادية للسينما الوصفية، التي تعتمد على الحكاية والسرد القصصي، وراحت هذه الحركة تشيد بالصورة على اعتبارها غاية في ذاتها، وبدأت تهتم بالفلم التجريدي وترعاه، وعُرفت هذه الحركة باسم (السينما البحتة) التي لا تعتمد على الأدب أو المسرح، وإنما تعتمد ذاتيتها وجوها الخاص، الذي أعطى مجالا حقيقيا، لانطلاق الخيال السينمائي البحت، وقد عُرفت في بعض الأحيان باسم (السينما البصرية) لأنها تعتمد على تدرجات الضوء بين الظل والنور وعلى الإيقاع والشكل، وكلها وسائل بصرية خالصة مثل (البالية الميكانيكي) للمصور فرناند ليجه Ballet mecanique par Fernand Leger و(العودة الى العقل) للمصور Le Retour a Ia raison par Man Ray. والسينما الخالصة قريبة الشبه جداً، بما أسماه دزيخا فيرتوف Dziga Vertov في التاريخ نفسه تقريبا بعين السينما أو سينما العين. والفلم المطلق يتضمن رسوما وتشكيلات متحركة، قد لا يعبر الواحد منها عن معنى أو تعبير، ولكنها في مجموعها تحمل معنى وتعبيراً عن جو نفسي أو خيال معين، مثل المرحلة الأولى من فلم (فانتازيا) لوالت دزني عام 1941".

ومن الذين تبنوا هذا المفهوم (السينما الصافية) هم: آبيل غانس، ومارسيل شووب، وجان أبشتاين، ورينيه كلير، وأيلي فور، وجرمين دولاك والأخيرة تقول في" كتابها (الأفلام البصرية واللابصرية: إن للسينما والموسيقى رابطاً مشتركاً: حيث بإمكان الحركة وحدها أن تخلق التأثير المطلوب عبر إيقاعها وتطورها، تلك هي قناعة جرمان دولاك الأساسية (أن الحركة في اتساعها هي التي تخلق البُعـد الدرامي) وهي بهذا تصل الى مفهوم الحركة الصافية، التي تكون، بمعنى ما، متحررة من كل تجسد مفرط في ماديته يؤدي الى الهبوط بها. (إن التعبير الذي ينبغي الوصول اليه يجب أن يبزغ وحسب من التناسقات البصرية الرؤيوية، يجب البحث عن التأثير المطلوب في المعنى البصري وحده" .

وقد انضوت تحت عباءة الموجة الجديدة للسينما الطليعية مجموعة مدارس، منها المدرسة الدادائية التي انبثقت عن المدرسة التكعيبية التي طوّرت فكرة التمزق ليس في الرسم والنحت وحدهما ، بل في الأدب والسينما، وهي في كل تنظيراتها تعـد متطرفة حتى عُدَّ أصحابُها مجانين، ومن الذين أنتجوا أفلاما تحت المدرسة الدادائية هم: المخرج (ميل بروكس) وفلمه (السروج الملتهبة) والمخرج (نورمان ماكلارن) وفلمه (الجيران)، والمخرج (مان راي) وفلمه (العودة الى العقل)، والمخرج رينيه كلير وفلمه (بين الفصول) والمخرج فلانارد ليجيه وفلمه (الباليه الميكانيكي)...الخ.

وكذلك المدرسة السريالية التي لا تختلف كثيرا عن المدرسة الدادائية، في اشتملاها على رسامين وكتـّاب بالإضافة الى صانعي الأفلام، "وربما كان (أندريه بريتون) هو الشخصية المركزية في الحركة الجديدة وهو عالم نفسي وشاعر أصدر البيان السريالي (ما بعد الواقعية) عام 1924" . ومن أهم مخرجي هذه المدرسة هم لويس بويونيل وسلفادور دالي (الكلب الأندلسي) وجان كوكتو (دم شاعر). 

أما رينيه شووب فيلحُ "على واقع أن الجمال ذا الدلالة التي تتمتع به الصور المتحركة، بإمكانه أن يكون مستقلا عن الموضوع وعن الوصف، بحيث تكون مهمته إنجاز بُعـد تشكيلي للديمومة الزمنية. إن الأفلام تحتوي (على شكل حركات، على لا نهاية داخلية في اللغة التي تشكلها الحركات) ومن الطبيعي أن يكون هذا الكاتب قد وصل الى حـد التفكير بأنه بدلا من الفلم السائد المنبني على فعل درامي، يفضل فلماً تكون شخصياته الوحيدة كتلات من الضوء منظوراً إليها على شكل تركيبات مؤثرة.. دراما خالية من أي تعبير عاطفي، تتطور عبر التعارض بين الأضواء التي تحل كميتها العجائبية محل كل تعبير" . 

 لا يزال ينتج أفلاماً ممتازة برغم أنها ليست طليعية متطرفة كما كانت في العشرينات والثلاثينات" .*إلا أن هذه التنظيرات كلها كانت عندما كانت السينما بلا صوت وبلا لون، بالإضافة الى غياب التطور الحقيقي لحياة الإنسان التقنية بكل تداخلاتها العلمية إبتداءً من التلفزيون وصولا الى الإنترنيت والقادم أعظم..ومع ذلك استمرت هذه الحركة الطليعية التي منها السينما الصافية بعد ذلك "فقد بدأ (جان كوكتو) و(هانز ريختر) مثلا صناعة الأفلام في العشرينات ولم يتوقفا إلا في الستينات، (لويس بونيويل)

وفي الختام أعتقد أن مثل هذه الموجة الجديدة وبالخصوص (السينما الصافية) من الصعب أن تلقى لها رواجاً جماهيرياً وأكاديمياً يدفع أجرة التذكرة ليرى إرهاصات بعض المخرجين ، فمن الصعب اليوم إنتاج فلم ينضوي تحت عنوان (الفلم المجرد) الذي ليس فيه محتوى حقيقي وإنما يتكون من أشكال (بحتة)..فقد أصر ريختر على أن الأقرباء الطبيعيين للفلم ليس الأدب والدراما وإنما الفن التجريدي والرقص والموسيقى التجريديين، مثلما من الصعب أن يجد له منتجين بعد أن أصبحت السينما صناعة مُكلفة، ولكن كان لزاما على المتخصصين أن ينيروا صفحة مهمة من مراحل التحول الذي مرت بها السينما هذا الفن الكبير، ولا زالت تلك المرحلة من الموجة الجديدة مستمرة برغم إنها يكاد ينحصر وجودها في أميركا وبعض دول أوروبا.

السينمائي صالح الصحن وحديث عن فيلم "سـر القوارير"

قحطان جاسم جواد

حقق فيلم "سر القوارير" نجاحاً طيباً عند عرضه في صالة المسرح الوطني بحيث أثنى النقاد عليه على نحو أشادوا به كثيرا.  الفيلم من تأليف وسيناريو وحوار القاص عبدالستار البيضاني واخراج الدكتور علي حنون وأداء مجموعة من الفنانين منهم آلاء حسين ومازن محمد مصطفى ود فاضل خليل وسامي قفطان وآسيا كمال وأمير البصري وآخرون. 

من بين الذين يحتفظون برأي مهم في الفيلم وتفاصيله الدكتور الأكاديمي والكاتب صالح الصحن . التقينا به للحديث عن الفيلم في أكثر من جانب، فبدأ الدكتور صالح الصحن حديثه عن فيلم سر القوارير للمخرج د. علي حنون فقال:

يستطيع المتذوق المتلقي أن يقيس مساحة حدود رؤية المخرج ودرايته الحرفية بعمله عبر الثراء الذهني والبصري الواضح في تصميم وتنويع اللقطات بحجوم متعددة وبتنويعات حركية ذات زوايا واتجاهات تلاحق وتناغم الحركة والفعل التعبيري بانسجام عالٍ وبما يحقق المشاهد الكبيرة التي تتطلب رسماً مسبقاً في ادارة وحركة الممثلين والكاميرا والمكونات ككل.

·        ماذا عن تقنيات الصوت في الفيلم؟

- كان الصوت في سر القوارير حاملا للقوة التعبيرية وعلى وفق المسامع والذائقة الصوتية المثلى بما في ذلك بناء الموسيقى التصويرية وحسن التحكم في تدرج وانسجام الفعل الصوري مع المجرى السمعي المؤثر باختيار موسيقى تحمل شغف الروح ومشاعرها ومعاناتها ودفقها التعبيري باحساس عالٍ وبانفعال كبير وقد اجاد الموسيقار دريد فاضل الخفاجي في الحفاظ على البُنية السمعية النابضة في الفلم.

·        كان الإخراج يتمتع بنظرة شاعرية للأحداث، فكيف ترى ذلك؟

- كان المخرج يمثل دور (الشاعر) الذي صمم الشكل البصري الباهر وحافظ على تنويعته المتدفقة في منظومة مونتاج بنائية مندفعة في التيه الذي تختفي فيه ممكنات السرد ومثابات العقدة التي اعلن المخرج يقظته في وضع الحلول الملائمة لها في التوقيت الدرامي الحتمي للزمن وبما يعزز تشغيل وحدة الوظائف السردية للمحتوى الدرامي للقصة جماليا، وهذا ما تحقق في السيطرة على ادارة المتغيرات السردية وتفرعاتها المتعددة والمنبثقة من العقدة الرئيسة فضلا عن مشاهد الاسترجاع الحتمية التي تلاحق الفكرة بحثاً عن خيوط السرد الفلمي ومعطيات الحكاية وعقدتها المتشعبة .

·        هناك تهمة لمخرجي التلفزيون عندما يعملون في السينما بأنهم يظلون أسيرين لذلك، فكيف وجدت عمل المخرج في الفيلم بهذه القضية بالذات؟ 

- تخلص المخرج الى حد ما من التهمة الدائمة التي لاحقت أغلب المخرجين بالوقوع في شرك السمة التلفزيونية لأفلامهم السينمائية التي عدها البعض انها عيباً لا بد من التخلص منه ,وبرغم ان فكرة الفلم لم تتبنَّ المنحى الفلسفي والاقتصار على فكرة الدراما الاجتماعية التي اجاد كتابتها الكاتب عبدالستار البيضاني, فقد عكف المخرج على رسم وتصميم حكاية سينمائية باشكال وتكوينات باهرة في اللقطة والمشهد وبتقنيات عالية تجاوزت الحدود التقليدية البسيطة بفعل دقة التحكم بمسارات السرد وتركيب المشاهد وزمن اللقطة ومقدار حاجتها من اللون والضوء والحركة التعبيرية ودرجة تفاعلها مع الموجودات .

·        كيف رأيت أداء الممثلين في الفيلم ؟ 

- يشكل حضور كادر التمثيل القدير المحترف والمتمكن من الأداء الفــذ علامة بارزة ومهمة من علامات فلم سر القوارير بما قدمه الفنان القدير سامي قفطان وخبرته السينمائية والتعامل مع الكاميرا وبما يقابله بالتوازن الشيخ التاجر الذي جسده الفنان القدير د. فاضل خليل واحتواء المشهد بدفق تعبيري ثــر، اما أداء الممثل النجم مازن محمد مصطفى فقد طغى على المشهد البصري في التجسيد والأداء والثقة بالتوازن بتحريك منظومة المشاعر والعواطف وتأجيج الصراع بهيبة عالية برغم دنيويته الليلية. وجاء السحر كعادته متمثلا بالنجمة القديرة المتالقة آلاء حسين بدور مناهل التي تبوَّأت فيه سلطة المشهد الدرامي وعنفوان تحريكه من خلال بهاء الأداء التعبيري الدقيق وقوة التفاعل مع الفعل والحدث والشخصيات ما خلق منها ذات الشخصية النموذجية المستوفية لاشتراطات بنائها المنهجي المتمثل بالقوة والحكمة والصبر والحب والتوازن والمعرفة والتجرد من الرذائل والانكسارات والأغراض النفعية. ومما يلفت النظر في سحر الأداء المتميز وحرفيته المعهودة كان متجسداً لدى الفنانة القديرة آسيا كمال في دور زوجة المزارع وبحدود لا يتعدى اكثر من مشهدين ولكنها خلقت من الحميمية الثائرة بفعل الحيف الذي أصابها جراء جشع التاجر وبخس بضاعتها والتي قدمت طاقات تعبيرية هائلة من الحضور الملفت بما يدعنا ان نقول إنها حقاً سجلت الدرس الاحترافي المطلوب في التمثيل والقائم على طبيعة الدور وليس على عدد المشاهد وكثرة اللقطات بحسب مناهج التمثيل المعروفة.

·        وهل هناك ملاحظات أخرى حول الفيلم؟

هناك بعض الملاحظات التي يمكن الإشارة إليها وهي :

- تجاهل النص الفلمي النموذج والصفة الدينية في مجتمع الأحداث أفراداً ومؤسسات كجزء من منظومة البنية الاجتماعية آنذاك، وتحفظ كثيراً من الإشارة الى الصلاة والجامع وما يُشير الى ذلك من أيقونات باستثناء طرحه شخصية دينية (شكلا) جسدها الممثل طلال هادي وباطار لا يخلو من الطرفة والبساطة . 

- كعادة أغلب الأعمال العراقية الدرامية لم يتخلص الفيلم من اشكالية ضبط النطق باللهجة المحلية سواء كانت من الشمال او الجنوب او الغرب او الوسط وهذا ما حصل في بعض الهنات في النطق والتعبير واختلاف المفردات .

- يبقى زمن الفيلم ( ساعتان وعشرون دقيقة ) بحاجة الى قسطرة مونتاجية قدر الإمكان لحذف بعض الإطالات التي احتلت أزمنة يمكن اختصارها بما يحافظ على جسد الفيلم وبنيته الجمالية.

المدى العراقية في

26.03.2015

 
 

شيري عادل: هذه مواصفات فتي أحلامي

في انتظار فيلم "سكر مر" مع مخرج "سهر الليالي"

ياسمين كفافي

ضحكتها صافية كالأطفال تجمع بين سحر الأنثي وبراءة الصغار.. لها طلة وحضور تجعل الجمهور ينتظرها بشغف.. انها الفنانة شيري عادل. 

كانت بدايتها وهي لا تزال في الخامسة من خلال مجال الإعلانات اختفت لتعود فتاة شابة وممثلة ناجحة.. قدمت في فترة قصيرة عدة أعمال منها الكوميدي "بلبل حيران" والبوليسي "رقم مجهول" وحالياً تستعد شيري لثلاثة أعمال فيلم "سكر مر" ومسلسل "البيوت أسرار" و"لعبة إبليس".

·        مسلسلات في وقت واحد.. ألا تخافين من تضارب الأدوار وأوقات العرض؟ 

** في بدايتي لم أكن اهتم بالتضارب بين أوقات عرض أعمالي الآن أصبح لدي وعي بضرورة وجود اختلاف بين المسلسلين ف "البيوت أسرار" مسلسل 60 حلقة أي سيعرض خارج السباق الرمضاني.. أما "لعبة إبليس" فهو 30 حلقة للنجم يوسف الشريف الذي أصبحت مسلسلاته جزء من شهر رمضان يتابعها الجمهور بشغف كما أنني سعيدة بالتعاون مع المخرج أحمد نادر جلال وبالتأكيد شخصيتي تخلتف في كل عمل عن الآخر. 

سر البطولة الجماعية 

·        العرض الحصري للمسلسلات في بعض القنوات.. يفيده أم يضره؟ 

** ليس له قاعدة.. هناك مسلسلات حصرية تنجح جداً مثل "شيخ العرب همام" والعكس صحيح فمن الممكن ان يعرض مسلسل علي كل القنوات ولا ينجح.. العمل الجيد يفرض نجاحه. 

·        هل أخذتك الدراما التليفزيونية من السينما؟ 

** لم يحدث هذا.. أنا في انتظار عرض فيلم "سكر مر" مع المخرج هاني خليفة الذي سبق وقدم "سهر الليالي" الفيلم يضم نخبة من النجوم مثل أحمد الفيشاوي وهيثم أحمد زكي وآيتن عامر وناهد السباعي وعمر السعيد وأقوم بدور زوجة هيثم زكي التي تعاني من مشاكل في حياتها معه.. الدور جميل وإنساني والشخصية قريبة من كل زوجة مصرية نراها كل يوم في الشارع. 

·        جيلك اضطر لتقديم البطولة الجماعية.. هل لعدم وجود أعمال أم انه اتجاه عام في الفن؟ 

** أعمال البطولة الجماعية يقدمها نجوم كبار سبق وقدموا من قبل بطولات فردية.. هذه الأعمال تكون مكتوبة بشكل رائع.. عن نفسي حتي لو قدمت البطولة المطلقة ثم عرض علي عمل مثل "سكر مر" سأقدمه لأنه فيلم رائع ومخرجه عظيم.. والبطولة المطلقة لا تتعارض مع البطولات الجماعية والمهم بالنسبة لي الدور جيد. 

·        بعد "سهر الليالي".. ظل هاني خليفة لسنوات لا يعمل.. بعد تجربتك معه هل هو مخرج صعب؟ 

** لم أعرف انه توقف لقد قدم مسلسل "الجامعة" وأظن انه عمل في الخارج وسعدت بالعمل معه وطلع مني ومن زملائي "شغل جديد" أعتقد انه من أروع المخرجين الذين عملت معهم. 

مفاجأة 2015 

·        هاني خليفة كمخرج لا يعمل بمبدأ السينما النظيفة التي تتبعها شيري عادل.. هل قدمت تنازلات؟ 

** أنا ضد شعارات السينما النظيفة وعليپالممثل ان يقدم ما يريده فيپهدوء دون مزايدات وشعارات.. كل واحد حر وفي النهاية الجمهور يشاهد أعمالك وسيفهم من تلقاء نفسه من هي شيري وما هي أدوارها وحدودها. 

·        هل هناك دور غير شكلك عند الجمهور أم أنك لا تزالين في انتظار هذا الدور؟ 

** أنا دائماً في انتظار دور يعيد تقديمي للجمهور ومخرج يطلع مني شيء جديد ولكن هذا لا يمنع ان هناك أدواراً تركت بصمة اختلاف مثل "شيخ العرب همام" من خلال دور صعيدية مجنونة وأيضاً رقم مجهول والملكة ناريمان اسم مؤقت واعتقد ان 2015 سيغير شكلي لدي الجمهور. 

·        هل هناك دور تتمني تقديمه؟ 

** لا يوجد دور معين ولكن أتمني عمل دور البنت البدوية وأتمني تقديم أعمال تاريخية باللغة العربية الفصحي أو العامية حسب شكل الدور. 

·        بعد "بلبل حيران" لم تتجهي أكثر للكوميديا؟ 

** لا أريد التقيد بأي لون أنا من عشاق الأفلام البوليسية والرومانسية واستمتع بالكوميدي.. وأحب كل أنواع الفن. 

·        شخصيتك في بلبل حيران فتاة طيبة مطيعة لخطيبها لدرجة الهوس به وهو ما أعجب الشباب .. فهل شيري عادل كذلك في الواقع؟ 

** "تضحك" طاعة الزوج لا تعني ان أكون ممسوخة الشخصية وبلا رأي كما ظهرت في الفيلم.. بالتأكيد انا مختلفة تماماًپأن هذا لدور رغم إعجاب العديد من المشاهدين خصوصاً الشباب به. 

·        ما هي مواصفات فارس أحلامك؟ 

** ليست له مواصفات شكلية معينة أتمني ان يكون رجل شرقي يحبني ويحب عملي بصراحة لن ارتبط إلا بعد قصة حب. 

·        صفحتك علي الفيس بوك تحمل آراء سياسية.. هل هذا صحيح؟ 

** لا أعتبرها آراء سياسية.. أري ان آراء الفنان السياسية أقرب للحياة الشخصية ويجب ان يحتفظ بها لنفسه.. ما أقدمه هو انفعالي وحزني علي شهداء الوطن من الجيش والشرطة وضحايا داعش ثم فرحي بضربات الجيش المصري. 

·        ما هي صفحتك علي الفيس بوك؟ 

** لدي صفحة علي الفيس بوك Sherryadedofficial وأخري علي انستجرام فقط وكل منهما عمرها ثلاثة أسابيع فقط.. قبل هذا كانت صفحات مزورة تنقل أخباراً ومعلومات مغلوطة عني ولا يوجد لدي حساب علي "تويتر". 

شيري.. والإعلانات 

·        شيري عادل عملت وهي طفلة.. كيف استفدت من هذه التجربة؟ 

** أفادتني جداًپفي كسر رهبة الكاميرا والخوف منها وتعودت علي جو التصوير والتمثيل. أما التمثيل وأنت كبيرة فإنه أصعب لأن أدواري صعبة وفيها أحاسيس مختلفة في نفس الوقت يعني حزينة وفرحانة وبتحث في لحظة واحدة وأنا صغيرة كان التمثيل أسهل وأبسط. 

·        هل يمكنك تقديم عمل للطفل؟ 

** أتمني أن أجد برنامجاً أو عملاً استعراضياً شرط ان يقدم للطفل معلومة مفيدة له ويكون عملاً جيداً. 

·        شيري بدأت مع الإعلانات وقدمته وهي كبيرة.. ما ضرر الإعلان علي الفنان؟ 

** الضرر الوحيد ان يكون المنتج مغشوشاً أو سيئاً.. أنا لن أقدم أيپإعلان سوي بعد استخدام المنتج علي نفسي والتأكد من سلامته حتي لا أتهم بتضليل المشاهد الذي يثق بي وبما أعلن عنه. 

مقعد بين الشاشتين

المهرجان وحديقة الأوبرا

بقلم: ماجدة موريس

عاد مهرجان سينما الطفل إلي العمل بعد توقف لثلاث سنوات. ولأول مرة يصبح رئيسه هو رئيس المجلس الأعلي للثقافة د.محمد عفيفي ومديرته ترأس مركز ثقافة الطفل هي د.ايمان سند أما الأمين العام له فهي السيدة سهير عبدالقادر صاحبة الخبرة الطويلة في العمل داخل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والتي استطاعت في حفل الافتتاح اضافة عدد من نجوم السينما والمسرح والغناء إلي قائمة المكرمين مثل ياسمين عبدالعزيز ومحمد صبحي وهاني شاكر ووجود النجوم مهم بل ساحر في هذه المحافل كما يعرفه كل من اقترب من كواليس المهرجانات. ليس في القاهرة وحدها وانما في كل مكان من مصر حتي الأقصر.. فالمصريون يحبون نجومهم ويسعدون بوجودهم من الكبار للأطفال وهو ما بدا واضحا في حفل افتتاح المهرجان مساء الجمعة الماضي بدار الأوبرا المصرية.. وليس النجوم فقط. فقد أقبل الأطفال الذين أسعدتهم ظروفهم بالذهاب إلي موقع المهرجان علي ورش الرسم والأقنعة وعلي عروض الأراجوز تحديدا وأيضا الغناء والتي أقيمت بساحة دار الأوبرا.. اقبال واضح يعكس تعطشا لهذه الفنون التي لم تعد موجودة في حياتنا ولا علي شاشاتنا وبالطبع غير موجودة في المدارس ولعل هذا الاقبال يمثل رسالة مهمة للمسئولين عن المهرجان لأهمية تصدير هذه الرسالة إلي المسئولين عن الأنشطة بوزارة التربية والتعليم وحتي تستعيد مدارسنا الأنشطة الفنية التي ساهمت في تربية أجيال علي محبة الوطن والخير من خلال التعاطي مع كل الأنشطة الثقافية والرياضية وعودة الروح إلي المدارس المصرية العامة التي فقدت الكثير حين ألغيت كل الأنشطة لحساب المناهج التعليمية فقط. وبرغم هذا هجر التلاميذ مدارسهم من أجل مراكز الدروس الخصوصية وربما لو كانت الأنشطة الثقافية والفنية موجودة لما هرب التلاميذ.. أو أصبحوا أكثر حبا للتعليم كما كان غيرهم من الأجيال السابقة. 

أين ذهبت "تو" ؟ 

* كانت ملء السمع والبصر.. قناة شابة نشطة تهتم بشئون الناس العاديين في مواقعهم وأماكن أحداثهم. وأيضا تهتم بالفنون وتسعي للبحث عن المواهب. لكن قناة تو "TWO" ابنة شبكة CBC اختفت فجأة في ظروف غامضة وكأنها لم تكن موجودة علي الخريطة وبدلا من أن تصدر الشبكة الأم. المسئولين عنها بالطبع. بيانا إلي الجمهور الذي اعتاد مشاهدتها. فإنها صمتت تماما وكأن أمر هذا الجمهور لا يعنيها أو انه لا يوجد شيء يستحق التوضيح أو الاعتذار للجمهور. أو ربما اعتقد أصحاب القناة انه لا احد يشاهدها وبالتالي لا يوجد جمهور وهو أمر مرفوض في كل الحالات فإذا كانت القنوات الخاصة المصرية تحافظ علي حقوقها من خلال الغرف التي انشأتها. فإن عليها أيضا الحفاظ علي حقوق المشاهد واحترامه والإعلان عن سبب إلغاء قناة بدون انذار لأن هناك عقدا غير مكتوب بين المشاهد ووسيلة الإعلام من بين مواده حقه في معرفة سبب اطلاق بث القناة أو محطة الاذاعة أو الجريدة وأيضا سبب الاغلاق. خاصة أن قنوات الشبكة المذكورة لم تقصر في الإعلان عن موقفها تجاه أي أمر عام من خلال البيانات التي تتصدر شاشاتها في أي مناسبة. 

حوار طرشان 

*علي شاشة "TEN" أو قناة التحرير سابقا. استضافت بسمة وهبي تامر أمين في برنامجها "هي مش فوضي" وليدور أغرب حوار بين اثنين من أصحاب نفس المهنة المفترض فيها ان يكون حوارها مع الآخرين.. كان سبب الاستضافة هو السؤال عن تصريحات تامر عبر برنامجه في "روتانا مصرية" حول نظافة المصريين ومطالبته للناس بالاستحمام يوميا وهو أمر مخجل. سواء هذا الحديث أو تخصيص حلقة من برنامج علي قناة أخري لمناقشته. وهي مناقشة ليس هذا مجالها ولا مكانها أيضا وانما أحبت صاحبة البرنامج أن تستفيد من الضجة باثارة ضجة أخري وبدلا من أن تستضيف خبراء في علوم الاجتماع والإعلام والصحة النفسية لتسألهم عن أهمية وقيمة هذه الكلمات حين تقال علي الهواء أمام ملايين المصريين والعرب وتوجه الاتهام العام لعموم المصريين فضلت السيدة بسمة استضافة زميلها حتي تبدو هي المدافعة عن المصريين. وأيضا لتسأله عن رأيه في الراقصات.. والسؤال الآن هو ما الذي استفاده أي مشاهد من هذه الحلقة غير "حوار طرشان" لا يليق ببرنامج في هذه الأيام.. وإلي متي تظل قوانين الإعلام الجديدة في دور الإعداد بما فيها ميثاق الشرف الذي لابد أن يواجه هذه الأقوال المنثورة. هنا وهناك من الإعلاميين وأن تكون المحاسبة علي درجة من المسئولية تلائم كل ما يبتدعه السادة أصحاب البرامج من أفكار وأقوال بدون ادراك عواقبها. أما هؤلاء الذين يفضلون تقديم أقوال زملائهم وزميلاتهم وسؤالهم حول تفاصيل صغيرة تافهة فهم لا يقدمون إعلاما وإنما يبتدعون نوعا جديدا من البرامج هو برامج النميمة ويا ويلنا من هذا الفقر البرامجي الذي بدأت أعراضه تظهر بوضوح في أغلب القنوات المصرية الخاصة. 

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

26.03.2015

 
 

«حيدر» حصد 5 جوائز للسينما الوطنية بالهند

خاص ـ «سينماتوغراف»

فاز فيلم يستند الى معالجة حديثة لرواية شكسبير «هاملت» تقع أحداثه في ولاية كشمير المضطربة 5 جوائز في مسابقة جوائز السينما الوطنية بالهند يوم الثلاثاء الماضي وإن كان تم تجاهله في الفئات الأكثر شهرة.

وحصد فيلم «حيدر  Haider» للمخرج فيشال بهاردواج والذي تستند أعماله السينمائية الأخيرة الى تراجيديات شيكسبيرية جوائز عن الحوار وتصميم الملابس والموسيقى وتصميم الرقصات وتحريك الشفاة في أغان مسجلة سلفا.

ويعد هذا الفيلم هو الثالث للمخرج بهاردواج، والذى يتبنى فيه كتابات الانجليزي الشهير ويليام شكسبير، وقد قدم فيما قبل فيلمى «أومكارا» عام 2006 والمأخوذ عن قصة «عطيل»، وكان من بطولة النجم أجاى ديف جان، سيف على خان، وفيفك أوبيروى، وكارينا كابور، كونكونا سين شارما، وبيباشا باسو فى البطولة النسائية. وكان الفيلم الآخر بعنوان «مقبول» عام 2003 والمقتبس عن «ماكبث»، ومن بطولة تابو، و إرفان خان.

وقد قبول الفيلم الهندي «حيدر» عند عرضه بالترحيب الكبير من النقاد والجمهور ووصف بأنه «واحد من أهم الأفلام الهندية لعام 2014 ».

وتدور أحداث الفيلم في كشمير الجزء الخاضع لسيطرة الهند. ويؤدي شاهد كابور دور هاملت، بينما تلعب شرادا كابور دور أوفيليا، في حين تقوم تابو بدور «غرترود» أم هاملت، ويؤدي كاي كاي مينون دور كلوديوس.

ونجح الفيلم في عرض التحولات والمنعطفات المعروفة بها دراما هاملت لشكسبير، لتتناول أحداث التمرد المسلح في كشمير في التسعينيات من القرن الماضي.

وتدور أحداث القصة حول الشاعر حيدر الذي يعود إلى كشمير في ذروة التمرد ليجد أن والده اختفى ووالدته أقامت علاقة مع عمه.

وأشاد النقاد بأداء شاهد كابور في فيلم حيدر وتظل شخصية «شاهد» أو «هاملت» هي المحور الرئيسي الذي تدور حوله أحداث الفيلم. فينطلق شاهد في رحلة محفوفة بالمخاطر ليعثر على والده وينتهي به الأمر بالانجرار إلى عالم السياسة.

ويرى النقاد أن بهاردواج نجح في إظهار المشاعر القوية لهاملت في الفيلم، مع استمرار التركيز بقوة على «كشمير» الإقليم الذي شهد أسوأ صراع مسلح في تاريخه خلال التسعينيات من القرن الماضي بعد أن وقعت اشتباكات عنيفة بين جماعات انفصالية وقوات الأمن للمطالبة بالاستقلال عن «حكم الهند».

وكانت كشمير، التي تؤكد الهند وباكستان أحقيتهما فيها، محور صراع مشتعل لأكثر من 60 عاما، وخاضت الدولتان المتنافستان الواقعتان في جنوب آسيا حربين وصراعا مسلحا محدودا من أجل السيطرة على هذا الإقليم.

وقال جيسون بورك في صحيفة غارديان البريطانية إن «حيدر يعرض مشاهد معبرة للغاية عن التعذيب في معسكرات الجيش الهندي وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان للمسؤولين الهنود».

وقوبل هذا التصوير الجرئ بإشادة من جانب النقاد السينمائيين وجمهور بهاردواج أيضا.

ويرى معظم المحللين أن الأفلام السابقة التي تتحدث عن كشمير فشلت بشكل كبير في إلقاء الضوء على المشاكل الحقيقية، ويحاول حيدر سد هذه الثغرة.

وذكرت صحيفة «ذا هندو» الهندية إن الأمر «تطلب قدرا من الجرأة، والطموح والمهارة للسير في طريقين مختلفين في نفس الوقت».

وأضافت بأن بهاردواج «أخرج الأفضل من ثلاثية شكسبير، وهي تجسيد هاملت الذي يلقي نظرة جريئة على التاريخ السياسي الحديث لكشمير».

وشددت الصحيفة على أنه «لا يمكن إنكار أنه جرى بالفعل العثور على مقابر جماعية لأناس مختفين».

وأشار مقال في صحيفة «فرست بوست» إلى أن «تصوير الواقع السياسي المضطرب في كشمير» يمثل تحديا كبيرا و”تحديا أكبر حينما تكون المشكلة في قلب التوتر بين سكان كشمير والهند».

ولا تزال كشمير تمثل واحدة من أكثر القضايا السياسية إثارة للجدل في الهند الحديثة وتثير مشاعر متأججة.

وفي الوقت نفسه، واجه بهاردواج أيضا انتقادات شديدة بسبب ما وصفه كثيرون بأنه «تصوير غير منصف» لقوات الجيش.

لكنه دافع عن سير أحداث الفيلم. وقال «أنا أيضا هندي، وأنا أيضا وطني وأحب أيضا بلدي، ولذا فلن أفعل أي شيء ضد مصلحة بلدي، لكنني سأعلق بالتأكيد على أي شيء غير إنساني».

وبالرغم من الجدل حول سير أحداث الفيلم، فإن نجاح فيلم «حيدر» دفع بعض المحللين ليقولون إنه يظهر أن الهند أصبحت أكثر انفتاحا على مناقشة قضايا حساسة كان مسكوتا عنها فيما مضى.

شاهد التريللر الخاص بالفيلم الهندي «حيدر  Haider»:

سينماتوغراف في

26.03.2015

 
 

عصام زكريا يكتب:

وزارة البلاغات الكيدية.. الثقافة سابقًا!

بعد أكثر من ربع قرن قضاها فاروق حسني وزيرًا للثقافة في عهد مبارك، شهدت الوزارة بعد ثورة 25 يناير ثمانية تغييرات وزارية وستة وزراء في أربع سنوات، هم على التوالي جابر عصفور، عماد أبوغازي، شاكر عبدالحميد، صابر عرب، علاء عبدالعزيز، صابر عرب مرة ثانية، جابر عصفور مرة ثانية، وأخيرًا عبدالواحد النبوي.

وبالإضافة إلى أن لعبة الكراسي الموسيقية هذه لم يكن لها مثيل في وزارة أخرى، هناك أسماء أخرى رشحت للمنصب، وتم استبعادها بعد الهجوم الذي تعرضت له، والأسماء التي تولت المنصب تعرضت لحملات من الهجوم منذ أول لحظة وحتى خروجها من الوزارة.

لا تفسير لذلك سوى أن المثقفين يجيدون الكلام أكثر من غيرهم، وأحيانا لا يجيدون غيره، خاصة إذا كان كلاما فضائحيا ساخرا لاذعا يمارسون فيه لعبة "نتف الريش" على طريقة الديوك المتحاربة.
كان من الطبيعي إذن أن يتحول "فيسبوك" إلى ساحة للمعارك الثقافية، ومنها معارك وزارة الثقافة، وقد شهدت السنوات الأخيرة إنشاء الكثير من الصفحات المخصصة لتصفية الحسابات وشن الهجمات والتصدي لها بين الفئات والشخصيات المتصارعة داخل الوزارة.

من بين هذه الصفحات التي ذاع صيتها في الفترة الأخيرة "ألتراس وزارة الثقافة" ثم "ائتلاف وزارة الثقافة المصرية"، وهي صفحات دأبت على الهجوم، لسبب، وبدون سبب، على بعض قيادات الوزارة، ومنهم رئيس هيئة الكتاب أحمد مجاهد، رئيس المركز القومي للسينما وليد سيف، رئيس صندوق التنمية الثقافية محمد أبو سعدة. المدهش أن الصفحة تمتدح، أيضا بسبب، ومن غير سبب، في آخرين على رأسهم رئيس قطاع الانتاج الثقافي سيد خاطر، ورئيس هيئة قصور الثقافة السابق سيد خطاب.

مثل معظم الاتهامات الرائجة هذه الأيام، يحتل الفساد المساحة الأكبر منها، وهو "فساد" مدعوم بالوثائق والمستندات، وتقارير المركزي للمحاسبات، وحسب متابعتنا للصفحة وما ينشر عليها، فإن الجهاز المركزي للمحاسبات يتحرك في بعض الحالات عقب نشر الواقعة، وليس قبلها، كما هي العادة في معظم التقارير الصحفية.

لا نملك هنا تأكيد أو نفي وقائع الفساد والمخالفات الإدارية وإهدار المال العام وغيرها مما ينشر على صفحة "ائتلاف وزارة الثقافة المصرية"، ولكن هناك عدة ملاحظات تستحق الذكر: أولها استهداف أسماء بعينها، دون غيرها، وكيل المديح للبعض الآخر. والثانية أن أي اتهام، حتى لو كان مدعوما ببعض الأوراق المصورة، يظل مجرد كلام طالما أنه لم يجر تحقيق إداري وقضائي فيه، وإصدار حكم بالإدانة على مرتكبيه.

الملحوظة الثالثة أن الصفحة لا تحمل أسماء المسئولين عنها، وهو ما يجعلها أشبه بالشكاوى الكيدية غير الموقعة التي اعتاد الموظفون المصريون على كتابتها وارسالها ضد بعضهم البعض.

أخيرا، أمام "فوضى النشر" هذه كان من الطبيعي أن تظهر صفحة مضادة تحمل اسم " ابتزاز ألتراس وزارة الثقافة"، وهي مثل الصفحات الأخرى لا تحمل أسماء محرريها، ولكنها تكشف أسماء الموظفين بالوزارة المسئولين عن الصفحات السابق ذكرها، وتتهمهم بممارسة الابتزاز ضد قيادات الوزارة وشن الهجوم على من يرفض الدفع.

وسواء كانت النوايا طيبة أم خبيثة فإن هذه الفوضى في الاتهامات، وعدم وجود نتائج تحقيقات وعقوبات رادعة لمن فسد، أو لمن اتهم زميله بالفساد، فإن النتيجة الوحيدة هي ضياع الحق، وترويج الفساد.

البوابة نيوز المصرية في

26.03.2015

 
 

سميرة عبد العزيز : جيناتى الفنية فى أولادى و أحفادى

كتبت - سهام صقر

هى كالماء غزيرة وسخية .. كالهواء والنسيم الرقيق .. غامرة كالضياء على وجهها قنديل من البهاء تحسها رقيقة كالنسيم ولكن صارمة إذا اكتشفت خطأ أو واجهت سلبية أو سفاهة تجدها لا ترتاح إلا إذا قامت بتصحيحه بنفس الرقة والرقى فهى متيمة بالاتقان وعندما تجد عدم استجابة لتصحيح الخطأ تتحول إلى متمردة عصية ترفض الابتذال والترخص هى سميرة عبد العزيز ابنة الإسكندرية بجبينها الوضاء وصفاؤها كصفاء بحرها القديم.

بمجرد وقوع بصرك عليها تدرك فى الحال أنها مصرية صميمة عاشقة لمصريتها وللفن فى أجل وأكمل المعانى, تشع فيها بوارق من الشعور بالمسئولية والقدرة على تحمل الصعاب لتصل إلى ما تريد.. لوجهها ملامح وكأن التى رسمتها ريشة الحب.            

عندما استقبلتنا عند باب بيتها فى مدينة زايد بكرم وحفاوة المصريين الفطرية وكان رنين صوتها العذب كدمع الغنوة وعينين نبيلتين تترقرق فيها أصول الأشياء فعندما تراها لأول مرة كأنك تعرفها منذ زمن .. وهكذا كان اللقاء بوجدان غاية فى الثراء والعمق .. فهى شخصية شامخة من الزمن الجميل متواضعة معتدة بنفسها بمنتهى الاعتدال .. وكان لابد أن أسألها عن بداياتها وخاصة فى الإذاعة وارتباط الأذن المصرية بها من خلال برنامجها القيم الشهير "قال الفيلسوف".

وعن ارتباطها بالراحلة فاتن حمامة تقول: بدأت فى إذاعة الإسكندرية بعد أن اكتشفنى ملك الإذاعة حافظ عبد الوهاب.. "وجدير بالذكر أن حافظ عبد الوهاب هو من تبنى الراحل عبد الحليم حافظ وسماه على اسمه", وكان هذا الاكتشاف من خلال كلية التجارة عندما شاهدها على مسرح الجامعة فى مسرحية من بطولتها تلك المسرحية التى نالت فيها المركز الأول فى التمثيل على مستوى الجامعات والذى سلمنى كأس التكريم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. وهذه الصورة هى والزعيم الراحل تتصدر مدخل بيتها المليء بعديد من جوائز التقدير والتكريم على مستوى الدولة والعالم العربي, ثم اخذنى الأستاذ حافظ عبد الوهاب "الكلام على لسانها" لتكون بدايتى فى عمل العديد من المسلسلات فى إذاعة الإسكندرية.. ثم انتقلت إلى القاهرة بناءً على نصيحة أحد المخرجين وعملت فى إذاعة القاهرة تحت إشراف أعمدة الإذاعة محمد محمود شعبان  بابا شارو, والمخرج العظيم حسنى عبد العزيز, والمؤلف محمود يوسف وهو أيضا من الصحفيين الأجلاء وكان له عامود يومى فى جريدة الجمهورية شهير باسم "شموع تحترق" حيث عملت فى عدة برامج كان أشهرها برنامج "أماكن لها تاريخ" واشتهر البرنامج بصوتها العذب المميز, وتستطرد قائلة ثم عرض عليها الأستاذ محمود يوسف برنامج "قال الفيلسوف" الذى تفوقت فيه بصوتها العذب وخفة ظلها ورصانتها وللقيم والحكم الذى يدعو إليها البرنامج ببساطة وتشويق, وقد أخذ الناس برقة صوتها وروعة إحساسها حتى أنها كان يصلها رسائل من معجبين ليخطبوا ودها.. وهو من أنجح البرامج الإذاعية وعمره الآن أكثر من ثلاثين عاما.

وعندما سألتها عن رفيق عمرها وزوجها الكاتب الكبير"محفوظ عبد الرحمن" لمعت عيناها حنانا وحبا فهى زوجة محبة جدا لزوجها وبدا صوتها طاغيا فى رقته مرهف الحس, وبوقار شديد يعبر عن إخلاص وتقدير قالت: على فكرة لقد حصل زوجى على جائزة النيل هذا العام هذا غير الجوائز التى حصل عليها قبل ذلك تقديرا لأعماله العظيمة, ثم واصلت الحديث عن زوجها وقالت: لقد التقيت بزوجى على الورق من خلال مسلسل عنترة وبدأنا من وقتها قصة حب انتهت بالزواج, وهو الزواج الثانى بالنسبة لى وله, ولى ابنة وهو له ولد وبنت, وأصبحنا أسرة واحدة وهم أشقاء لا فرق بينهم, وهم باسم ويعمل مخرجا ولكن خارج مصر وذلك نظرا للمناخ الفنى وما أصابه من انهيار, وأما الثانية فهى مها وتدرس فى جامعة كامبردج, والابنة الثالثة مرشدة سياحية, أما أحفادى فريدة راقصة باليه فى الأوبرا, والثانى على خالد عازف عود فى فرقة نصير شمه, فالفن ممتد فى الأبناء والأحفاد بأصالة الجينات الفنية القوية فى دم الأم والأب.   

وعندما جاءت سيرة الراحلة العظيمة فاتن حمامة حيث ظهرت سميرة عبد العزيز عبر الشاشات عند وفاتها تعبر عن علاقة صداقة قوية وحزن وألم شديد بفقدان الصديقة والفنانة واكتشفت من خلال حديثى معها أن هناك تشابها كبيرا بينهما فى الشخصية والروح الجلية فى الصوت الرقيق الناعم الذى ينم عن أنوثة طاغية الذى لا ينفى وقارا وقوة شخصية واعتدادا وثقة فى النفس فسألتها هل هذا التشابه بسبب التقارب بينكما أم لأن فاتن كانت قدوة بالنسبة لها فتطبعت بها فقالت: إنها كانت تعشقها منذ إدراكها فكانت تقلدها فى طريقة لبسها بفاستينها الكلوش والجيبونات التى اشتهرت بها حتى كانت تصر أن تعمل نفس قصة شعرها وتسعى لتشاهد كل أفلامها فى السنيما بقوة, أما عن لقائهما فكان من خلال مسلسل ضمير أبلة حكمت وتحكى تفاصيل هذا اللقاء الذى أثمر صداقة قوية ورائعة إلى أن رحلت فاتن عن عالمنا, فكانت بروفة التصوير فى مدرسة وفاتن تلقى بخطبة للتلاميذ وكان رهبة فاتن حمامة تطغى على كل المشتركين فى العمل, ثم أثناء أداء فاتن للخطبة قالت كلمة خطأ لغويا وهى كلمة التلاميذ الجدد بفتح الدال بدلا من ضمها وماكان من سميرة إلا أن تركت اللوكيشن لتذهب للمخرجة أنعام محمد على لتقول لها أن تصلح الكلمة لفاتن ولم تجرؤ المخرجة أن تقول الملحوظة لفاتن فذهبت إليها سميرة المعتزة بلغتها العربية التى طالما أخذت من عمرها دراسة وحبا وأيضا استجابة لضميرها الثقافى والفنى وأيضا اتقانها وإخلاصها لرسالتها, فقالت لفاتن الكلمة نطقها الصحيح كذا وإن أحببت فقوليها بالعامية, وما كان من العظيمة فاتن إلا أنها تتقبل الملحوظة وتقولها بالعربية الفصحى, وبعد التصوير قالت فاتن لسميرة صح كده قالت سميرة أيوة فابتسمت فاتن وقبلتها قبلة حب وعرفان، ومن هنا انكسر حاجز الرهبة لتبدأ علاقة الود والصداقة الحميمة عندما طلبت منها فاتن أن تشاركها حجرتها فى مكان التصوير وتلازمها, ويجب هنا أن أذكر مدى عظمة فناني العصر الجميل كل يتقبل النقد من الآخر ونصحه حتى لو كان أصغر منه بلا عقد أو تكلف أو كبر النجومية, لقد كانت بساطتهم وتواضعهم سر عظمتهم وتربعهم فى قلوب الملايين وفى ذاكرة التاريخ, واسمحوا لى أن أروى موقفا آخر سردته الجميلة سميرة عبد العزيز مع فاتن لم استطع أن أخفيه عن القراء الأعزاء، وهو موقف منتهى الرقى والمرونة التى يتسم بها العظماء وهو أثناء تصوير المسلسل وكانت فاتن جديدة على طريقة الفيديو لأنها كان تعودها على طريقة السنيما فى التصوير فاعترضت فاتن على طريقة الالتفات من كاميرا إلى أخرى وقالت: "أنا لست فى تصوير منوعات", فأسرعت سميرة عبد العزيز وهى فنانة التليفزيون العريقة فهدأت من روع فاتن وشرحت لها أن طريقة تصوير الفيديو تختلف عن السينما وكانت فاتن غاضبة جدا فما كان منها إلا أنها امتثلت لكلام سميرة ونظرت لها نظرتها المشهورة خلاص "هاتعلمهالكو", ثم ذهبت للمخرجة إنعم محمد على وداعبتها قائلة: "فهمناها وهابقى أحسن منكو", وهكذا كانت مشاعر الود والتفاهم بين اثنين عظماء حتى أن فاتن عندما كانت تغضب تسأل عن سميرة وتقول فين البلسم!

وعند انتهاء التصوير ذهبت فنانتنا سميرة عبد العزيز إلى فاتن لتودعها وقالت ياريت نتقابل فقالت فاتن بلهفة: "ايه ده هو احنا  مش هانشوف بعض تانى.. احنا لازم نتقابل أنا بحبك قوى وخلاص احنا بقينا صحاب", وأسرعت فأعطتها رقم تليفونها وبدأت رحلة صداقة قوية بين القامتين كانت رحلة وفاء وأخوة وعلاقة نبيلة تعلمت سميرة عبد العزيز منها البساطة وعدم التكلف فى التمثيل والمكياج وأيضا بساطة الحياة مع مراعاة الحدود فى العلاقات بين الناس لذلك كانت الناس تذوب حبا فى فاتن حمامة وفى نفس الوقت ترهبها احتراما وتقدير وكذلك سميرة عبد العزيز لذلك كانت العلاقة بينهما قوية قوة صدقهما للفن والاحترام للفكر والمبادئ, وهكذا فسميرة عبد العزيز التى كانت فاتن حمامة قدوتها وسارت على دربها فتلاقا فكانا مكملين لبعض كأصدقاء, هي سميرة عبد العزيز التى كان أولى جوائزها فى التمثيل من الزعيم عبد الناصر وهى التى كانت نجمة المسرح القومى فى عصره الذهبى مع مسرحيات وطنى عكا وصلاح الدين وانطونيو وكليوباترا وساندتها العملاقة سميحة أيوب, وكانت لها معها مواقف أقل ما يقال عنها إنها عظيمة من عظماء سميرة عبد العزيز التى أخذت العديد من الجوائز من المسرح القومى وجائزة الميكروفون الذهبي من الإذاعة لما سألتها عن أعز الجوائز على قلبها, قالت أنا راضية جدا وسعيدة لما وصلت إليه ولكن أغلى جائزة على قلبى جائزة حب الناس عندما منحونى لقب الفنانة المحترمة.

سميرة عبد العزيز المحترمة إنسانة وفنانة فى نهاية حديثى كان لابد أن أذكر أن مجلة حواء العزيزة كانت وجه الخير على فنانتنا الجميلة فكانت نجمة الغلاف فى بداياتها وشرفنى أن تكون ضيفتى الآن فى مجلتنا الحبيبة.

حواء المصرية في

26.03.2015

 
 

في اليوم العالمي للمسرح.. تحية إلى حسين الرفاعي

حسين عبدعلي خليل

لو سألت عنه قوقل، لن يخبرك الكثير، ولن تتجاوز إجابته أنه مواليد 1973 البحرين، شارك في العديد من المسرحيات والمسلسلات التيلفزيونية وله القليل من الأفلام القصيرة والكثير من المشاريع المؤجلة. لو سألت عنه الناس، في أحسن الحالات سيلوذون بالصمت قبل الكثير من التردد في إجابتهم المختومة بعلامة استفهام: تقصد المارد الذي يخرج من فانوس مصطفى رشيد في المسابقات التيلفزيونية علاء الدين؟!.

في الوقت الذي كان فيه حسين الرفاعي -ومازال- بالنسبة لي على الأقل وبالنسبة لآخرين أمثالي أشبه بـ «محرك بحث» ومرجع ثقافي. لا يتوانَ عن تضبيط ياقة قميصه بيديه وهو يجيب أي سؤال تطرحه عليه. لذلك كنتُ أنهمر عليه بالأسئلة كلّما تصادفنا في المسرح أو في مقهى أو حتى في بيت علي الشرقاوي حيث كانت سهراتنا تلامس طرف فجر اليوم الثاني. وعلى الرغم أنه يحترف أمرين: الإجابات المقنعة، والثاني جر ذيل السؤال إلى مناطق جديدة. إلا أنني دائماً ما أقف حياله موقف المعارض اللا مقتنع بما يقدمه من إجابات، ليس لشيء يذكر سوى استفزازه أكثر، فيستفيض في معلوماته وآراءه وأفكاره أكثر.

هذا التقشف «القوقلي» عن أخباره وإنجازاته إنما هو وليد كون هذا الرجل يعشق العمل بصمتٍ شديد جداً. بعيداً كل البعد عن الزخرفة الإعلامية، لا تغرّه التكنولوجيا ولا بهرجة شبكات التواصل الإجتماعي في نشر إنجازاته. يهمّه أن يكون العمل الذي يشتغل عليه في الواجهة بينما يتوارى في الخلف. في الخلف البعيد جداً حتى تكاد لا تراه.

يفوز فيلمه القصير «أصوات» بجائزة «ايونس الدولي للأفلام» باليونان، يفوز مرة أخرى بجائزة «كاليفورنيا للأفلام». يعرض فيلمه القصير «عشاء» في مهرجان كان. يؤسس مسرح الصواري. يؤسس مهرجان الصواري للأفلام. يدفع من حوله من الشباب تجاه مهرجانات عربية وعالمية. يدّس في رؤوسهم جرثومة عناوين كتب مهمة، وأسماء مسرحيات، أفلام، مخرجين، مؤلفين، ممثلين،…، ومصورين. يشارك في العديد من ورشات العمل. نشاطاته تتعدى المحلية للإقليمية والدولية عبر تأسيسه لمؤسسات مهتمة بالشأن الثقافي. كل ذلك وأكثر، بصمت. لا صحيفة كتبت، ولا إذاعة تكلمت، ولا تيلفزيون رأى. لا تويتر رتوت، ولا انستجرام صوّر، ولا فيسبوك أعجب.

أكتب ما أكتب، ليس لتسليط الضوء عليه، فهو أكبر من كل بقع الضوء. إنما كتبتُ لأنني عندما رأيت صورته وهو قابض على رأس خالد الرويعي الذي يمد ذراعيه كنسر، في مسرحية «سكوريال» لعبدالله السعداوي. تسربت لذاكرتي كل الأعمال والأفكار التي أشتغلتها، وتلك التي أنوي على اشتغالها. لم يتبادر إلى ذهني عملٌ ما، فكرة ما، مشروع أو رأي، إلا ومرّ بين يدي الرفاعي. يقلبه جيداً ليبدي رأيه الذي لن يبخل جهده في التمحيص والتنقيح حتى تظن أنه يكسر كل مجاديف قاربك. إلا أن هذا التكسير يأتي برغبة أن يغير مجاديف قاربك بماكينة، ويحول قاربك الخشبي إلى طوربيد متفجر ومتشظ.

لذلك، عندما أتوجه بتحيتي هذا العام في اليوم العالمي للمسرح للصديق حسين الرفاعي، إنما آوّد أن أحيل الكثير مما أنا عليه الآن، ولجزء كبير من تكوين شخصيتي لهذا الرجل. ولكي أقول له بكل عفوية:

حسين الرفاعي.. نحبّك.

مدونة الكاتب في

26.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)