كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

"إيدا" .. بين التقشّف اللغوي والسلاسة المونتاجية

عدنان حسين أحمد

 

يُشكِّل فيلم "إيدا"  Ida للمخرج البولندي بافل بافليكوفسكي انعطافة في رؤيته الإخراجية التي جسّدها على صعيد القصة المُقتضبة، والسيناريو المُتقشِّف الذي يقول أشياءَ كثيرة بكلمات قليلة خافتة قد تصل أحياناً إلى حدّ الهمس، وأداء درامي معبّر بعيد عن الافتعال. كما وجد المخرج ضالته في الأسود والأبيض بدل الألوان، ذلك لأن أحداث هذا الفيلم تقع في عام 1962 وأن تقنية الأسود والأبيض أكثر انسجاماً مع الماضي، وأشدّ تطابقاً مع مناخات الأحداث المفجعة للحرب العالمية الثانية التي لم نتخلص من تداعياتها حتى الوقت الراهن.

يعتقد الكثير من النقاد السينمائيين بأن الشرارة الإبداعية الأولى تكمن في القصة السينمائية أو في السيناريو المُعدّ عنها أو عن نص روائي ناجح حقق شهرة ما في الأعمّ الأغلب. وقصة فيلم "إيدا" التي كتبها المخرج بالاشتراك مع الكاتبة المسرحية الإنكليزية ريبيكا لينكيفيتش تنطوي على مثل هذه الشرارة التي توزّعت على شكل التماعات متوهجة تلامس المشاعر الإنسانية العميقة. فما ذنب إيدا "آغاتا تشوبوهوفسكا" أن تولد يهودية، وأن تنشأ وتترعرع في كنيسة كاثوليكية، وقبل أن تتكرّس وتنقطع لحياة الرهبنة إلى الأبد تُعيد اكتشاف نفسها حيث تطلب منها رئيسة الدير أن تذهب وتلتقي بخالتها فاندا كروز "آغاتا كيلوسا"، الناجية الوحيدة في عائلتها من الإبادة الجماعيّة في أثناء الاحتلال النازي لبولندا.

لم تكن خالتها امرأة عادية وإنما هي مُدعيّة عامة في النظام الشيوعي السابق، وقد انتمت إلى حركة المقاومة البولندية ضد الاحتلال النازي، وساقت العديد من الرجال الخونة إلى حتوفهم لكنها بالمقابل كانت مُدمنة على التدخين، والمشروبات الروحية، والعلاقات الجنسية مع أكثر من شخص الأمر الذي يضعها على النقيض من شخصية "إيدا" التي لم تعرف غير الكنيسة التي آوتها لسنوات طويلة.

يعتمد الفيلم برمته على تقنية البوح وآلية التلّقي الهادئ، فالخالة كروز تبوح بما لديها من معلومات مفجعة، وشيمون سكيبا يعترف بالفظاعات التي ارتكبها بحق الضحايا الذين قتلهم ودفنهم في مكان سرّي في الغابة، ووالده يُدلي ببعض المعلومات التي تُشير إلى طيبة الضحايا وحسن سلوكهم الاجتماعي، وحتى عازف الساكسافون لا يجد حرجاً في البوح بجانب من أصوله الغجرية التي ليس له يد فيها في إشارة واضحة إلى أن البشر جميعاً يجب أن يتقبّلوا انتماءاتهم ومصائرهم كما هي عليه بعيداً عن الرغبات والتمنيات.

تتلقى "إيدا" الصدمات تباعا إذ تعرف من خالتها أن اسمها ليس "آنا" كما اعتادت أن تسمعه في الدير وإنما هو "إيدا ليبنشتاين" ابنة حاييم وروژا ليبنشتاين، وأن ديانتها ليس المسيحية الكاثوليكية وإنما اليهودية، فهي من أبوين يهوديين قُتِلا في أثناء الحرب العالمية الثانية، وأن خالتها قد فقدت ولدها الوحيد أيضاً ضمن سياسة التطهير القائمة على أساس العِرق والدين ولون البشرة، فابنها كان أسمر البشرة ومختوناً الأمر الذي يسهّل الاستدلال على ديانته. أما "إيدا" فقد كانت صغيرة جداً ومن السهل تغيير ديانتها بوضعها في أي ميتم أو كنيسة من دون أن تلفت الانتباه أو تثير الشكوك.

وعلى الرغم من أهمية المنصب الوظيفي الذي شغلته الخالة كمدعية عامة أو قاضية تُلقّب بـ "فاندا الحمراء" التي كانت تتحكم بمصائر الناس المعادين على وجه الخصوص، وتزجّهم في السجون والمعتقلات، أو تضع حداً لحياتهم إلاّ أنها كانت منكسرة ومنخورة من الداخل، بل أنها اتجهّت صوب حياة العبث والمجون لأنها كانت تشعر بالضياع والخذلان واللاجدوى فلاغرابة أن تُدمن على السجائر والكحول، وتنغمس في عالم الملذات العابرة، وتفقد الإحساس بإنسانيتها، إذ تحولت إلى مجرد وعاء إيروسي يحقق رغبات الآخرين ولا يستجيب لحاجاتها العاطفية التي قد تمنح الحياة معنىً ما.

يندرج فيلم "إيدا" ضمن أفلام الطريق حيث تقوم فاندا مع ابنة أختها إيدا بأكثر من رحلة على مدار الفيلم بغية البحث عن فليكس سكيبا "آدم شسكوفسكي" الذي قتل الضحايا الثلاث، واستولى على منزلهم وأراضيهم الزراعية، لكن هذا الرجل الطاعن في السن كان راقداً في المستشفى، وكان قاب قوسين أو أدنى من الموت، وقد عثرت عليه بعد عدة محاولات. وفي لحظة المواجهة الأولى اعترف بأن عائلة ليبنشتاين كانت عائلة طيبة ولم يُشر من قريب أو بعيد إلى تورطه في عملية القتل. وحينما تصرّ إيدا وخالتها على معرفة المكان الذي دُفن فيه الضحايا يعقد شيمون سكيبا "جرزي تريلا"، ابن فليكس سكيبا اتفاقاً مع "إيدا" حيث يدلّها على المكان ويستخرج رفات الضحايا مقابل تخليها عن المطالبة بالبيت وترك والده يموت بسلام.

ربما تكون اللقطة البعيدة التي يتجّه فيها شيمون وخلفه فاندا وإيدا إلى الغابة هي من أكثر اللقطات تأثيراً وملامسة للعاطفة الإنسانية حيث تتكثّف المشاعر كلما يتعاظم البوح فيعترف شيمون بأنه هو القاتل وليس والده كما تبادر إلى ذهن الخالة أو كما تناهى إلى سمعها من حكاياتٍ وأقاويل، ولولا خِتان ابن فانيا كروز وبشرته السمراء لما كان في عِداد الأموات لأن قصته سوف تكون قابلة للتصديق وأن عملية إنقاذه لن تكون عسيرة تماماً.

لا تتوقف قصة الفيلم عند حدود الضحايا الذين قُتلوا على أيدي النازيين وإنما تمتدّ إلى حياة إيدا وخالتها اللتين تناصفتا البطولة إن صحّ التعبير. فالخالة فاندا تطلب من إيدا أن تجرّب بعض الخطايا الأرضية وأن تكتشف الجانب الحسّي في حياتها الشخصية قبل أن تكرّس حياتها كراهبة وأن تنقطع كلياً إلى الدين المسيحي حيث تُعرّفها على عازف الساكسافون ليز "ديفيد أوغرودنِك" الذي يدعوها لحضور بعض الحفلات الموسيقية والغنائية، إلاّ أنها ترفض أول الأمر لكنها تستجيب لاحقاً بعد أن تتعرف عن كثب على هذا العازف وتكتشف رؤيته للحياة الأرضية التي يفضلها ويجد نفسه فيها.

تحدث الانعطافة المهمة في الفيلم حينما تقرر الخالة فاندا الانتحار حيث تُلقي بنفسها من النافذة لتنهي حياتها بطريقة تراجيدية مفجعة، لكن الحكومة البولندية تنتبه إلى الخدمات الجليلة التي قدّمتها فاندا كروز إلى الدولة البولندية وشعبها المتعدد الأعراق والأديان فتُوارى الثرى في حفل تأبيني لائق. وحينما تعود إيدا إلى منزل خالتها وتبدأ بتقليد نمط الحياة الذي عاشته هذه الخالة المثيرة للجدل حيث ترتدي ثوبها المكشوف،وتحلّ شعرها لأول مرة، وترتدي حذاء الكعب العالي الذي لم تعتدهُ من قبل، وتبدأ بتدخين السجائر، وشرب الكحول بطريقة توحي لنا بأنها ستقلب حياتها رأساً على عقب حينما تترك العازف ليز يقبِّلها ثم يمضي معها ليلة حمراء، ويقترح عليها الزواج بغية إنجاب الأطفال، وتأسيس أسرة سعيدة تعيش حياة طبيعة، لكنها ما إن تستفيق صباحاً حتى تفاجئنا بالعودة إلى زيّها الكهنوتي القديم حيث تحمل حقيبتها وتعود إلى الدير بانتظار مناسبة التكريس وأداء القسم الذي سيضع حداً لنزواتها البشرية التي جرّبتها أول مرة مع ليز ولم تجد فيها ما يلبي حاجتها الروحية والجسدية على حدٍ سواء.

أثارت عروض هذا الفيلم في أكثر من بلد نقاشات عديدة متنوعة ينطوي بعضها على رؤى سلبية، فيما ينطوي البعض الآخر على رؤى واقعية ترى الحياة كما هي عليه من دون رتوش. ولعل الملاحظة الأبرز أن مخرج الفيلم يقدم الشخصية المسيحية البولندية وكأنها متواطئة مع الاحتلال النازي ودليلهم في ذلك أن شيمون سكيبا قد قتل ثلاثة أفراد من عائلة ليبنشتاين بدم بارد وحجج واهية لم يستطع فيها مخرج الفيلم أن يقنع المُتلقي بأن شيمون قد قتل الضحايا الثلاث من أجل وضع يده على المنزل فقط.

فجريمة القتل ظلت ملتبسة ويكتنفها الكثير من الغموض، بل أن جملة شيمون التي أطلقها قبل عقد الصفقة مع إيدا تشي بالكثير، وإلاّ فما معنى أن يخاطب إيداً قائلاً: "لا أحد يستطيع أن يثبت أي شيئ. ما حدث قد حدث". لا بد لمخرج الفيلم، أو لكاتبيّ القصة على وجه التحديد، أن يوضحا أسباب القتل ودوافعه التي ظلت مضمرة، ولربما تركاها غامضة كي يزجّا المُشاهِد العضوي في صُلب العملية الإبداعية وما تثيره من أسئلة عند الطرفين.

لا شك في أن المخرج بافليكوفسكي قد بذل جهداً كبيراً في بناء الفيلم مُحققاً رؤيته الإخراجية المتفردة التي تدين الهولوكست وتحرّم فعل القتل مهما كانت الأسباب. وقد اعتمد كاتبا النص على شخصيتين أنثويتين متناقضتين الأولى تحب الحياة، وتلهث خلف مسراتها الأرضية، لكنها ما إن فقدت الإحساس بإنسانيتها حتى وجدت طريقها الذي يفضي إلى الانتحار لا مُحالة خصوصاً بعد أن تذوّقت ملذات الحياة الأرضية، وعثرت على رفات ابنها الذي ظل ضائعاً ومنسياً في غابة مجهولة. أما إيدا فقد روّضها الدير ولم تعد تستذوق أي شيئ لأنها كانت كتلة صمّاء لم يستطع عازف الساكسافون أن يحرّك فيها أية مشاعر إنسانية فلاغرابة أن تظل مثل كتلة جامدة في فراش دافئ.

لا يقتصر الاقتصاد على الحوارات في القصة السينمائية وإنما امتدّ إلى كل مفاصل الفيلم من مؤثرات سمعية وبصرية. لابد من الإشارة إلى السلاسة المونتاجية التي جعلت الفيلم يتدفق بشكل عفوي على الرغم من مأساوية الأحداث، والمرارة الحادة التي تشعر بها غالبية الشخصيات في هذا الفيلم الذي يصور أزمنة ماضية لكنها لما تزل حاضرة بقوة حتى الوقت الراهن.
حاز فيلم "إيدا" على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي لعام 2014. وسبق لبا?ليكوفسكي أن فاز بجائزتي البافتا عن فيلميه "الملاذ الأخير" و  My Summer of Love. عُرف با?ليكوفسكي كمخرج للأفلام الوثائقية التي أمدّته بشهرة مبكرة مثل فيلمي "من موسكو إلى ييتوشكي" و"رحلة مع زيرنفسكي" اللذين لا يقلان أهمية عن أفلامه الروائية المبكرة مثل "رحلات دستويفسكي" و "ملاحم صربية". 

الجزيرة الوثائقية "في تونس"

الجزيرة الوثائقية - الدوحة

فيلم "تطاوين .. قصور ورماد"

تصحب الجزيرة الوثائقية مشاهديها الجمعة المقبل إلى تونس لتلقي نظرة معمقة وشاملة على هذا البلد ضمن نافذتها البرامجية الجديد (يوم في ..) التي تعرض من خلالها مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تحكي عن الجوانب المتعددة سياسيا وثقافيا واجتماعيا وتراثيا لبلد من البلدان العربية.

وبدءا من التاسعة صباح الجمعة 27 مارس بتوقيت مكة المكرمة وحتى الرابعة من صباح اليوم التالي يتضمن "يوم في تونس" عرض تسعة أفلام وثائقية تحكي عن تونس من زوايا متعددة وتُبَث مع إعاداتها على مدار اليوم.

يُفتتَح اليوم بفيلم "تطاوين قصور ورمادوهو وثائقي يُصوِّر القصور الصحراوية بالجنوب التونسي, متطرقا إلى هندستها, تاريخها, أصنافها و تفاعل المحيط البشري معها، لتتجول الكاميرا في معالم إرث معماري صحراوي شهد على ميلاد الحضارة و الحياة وسط قساوة الصحراء. يحتوي الفيلم على شهادات حية لسكان تمثل هذه القصور جزءا من حياتهم, و لمختصّين ممن أكدّوا أنها تُمثل أحد كنوز التراث المعماري العالمي و الإنساني. يرصد الشريط حياة الأقلية الأمازيغية في المنطقة, ويصف عن كثب طريقة عيشها التي لم تتغير منذ مئات السنين.. حياة بسيطة بعيدة عن مؤثرات العالم الخارجي, يمثل الانسجام العائلي و الحفاظ على عادات و تقاليد الأجيال السابقة أهم ثوابتها.

أبو القاسم الشابي

وعن أبي القاسم الشابي أحد أكبر الشعراء في تونس وفي العالم العربي، يُعرض فيلم "بصمات: أبو القاسم الشابي"الذي ولد سنة 1909 في الجنوب التونسي، وعلى الرغم من حياته القصيرة التي لم تتعدَّ 25 سنة إلا أن أعماله الشعرية تركت طابعا متميزا في الأدب العربي. من خلال هذا الشريط الوثائقي سنكتشف أهم موضوعاته الشعرية وأصالتها، فضلا عن أنها تركت بصمة لا تمحى.

الصادق الساسي حارس المرمى التونسي، يُعرض فيلمه"عتوقةوهو اسمه الذي اشتهر به، من خلال الفيلم سنتعرف على نشأته، دراسته، بداية مشواره الكروي مع النادي الإفريقي وأبرز المؤثرات التي ساعدت في تقوية عزيمته للتألق والنجاح. كما سنتعرف على أهم المدربين الذين درّبوه وشجعوه على تنمية قدراته ليصبح أول الحراس في تونس، وتمسكه بهذه المرتبة طيلة 16 سنة و أسرار حفاظه عليها، عدد الألقاب التي حصل عليها خلال مشواره الكروي وأهم ذكرياته خلال مسيرته الكروية، وعلاقته بناديه الأم "النادي الإفريقي".

يُعرض بعد ذلك فيلم "الكونترا" الذي يتناول المناطق الحدودية  التي  يُعدّ فيها التهريب (الكونترا)  القدر المحتوم على سكانها، إذ لا شاغل لهم سواها، فجل السكان لا يمتهنون غيرها، من قريب أو من بعيد. منهم من يقوم بتهريب السلع عبر الحدود بواسطة عربات مجهولة، ومنهم من يستعمل طرقا بسيطة كالحيوانات ومنهم من يقتصر عمله على توزيع السلع على التجار.

وعن صاحب المقدمة الشهيرة يُعرَض فيلم "ابن خلدون"متطرقا لنشأته وحياته وإسهاماته الفكرية التي أضاءت كثير من المناطق المظلمة في الفكر العربي.

تُعرض حلقة "الحركة الكشفية العربية – تونسوالتي تتناول الكشافة  التونسية، نشأتها في عشرينيات القرن العشرين، مروراً بأهم الأدوار التي قامت بها، سواء على الصعيد الوطني من نضال ضد المستعمر سلمياً وعسكرياً، أو على الصعيد الاجتماعي من إنجازات مجتمعية وأعمال إغاثية، ولا يغفل الفيلم كذلك عن الجانب السياسي حيث يرصد العلاقة بين الكشافة وبين النظام الحاكم، بدءاً بالرئيس بورقيبة ثم بن على.

جولة في الشوارع والأزقة التونسية يأخذنا فيها "تاكسي المدينة: تونس" الفيلم الذي يحكي قصة سيارة أجرة صغيرة صفراء، كما هي جميع سيارات الأجرة في تونس. سيارة ليست جديدة، تعاني من المشاكل البشرية والميكانيكية، يتناوب على قيادتها عدة سائقين، وبمتابعتنا لهم سنكتشف جوانب مختلفة من تونس والناس الذين يعيشون فيها.

يتناول فيلم "شيخ الجامع الأعظم" حياة الشيخ الإمام محمد الطاهر بن عاشور إمام جامع الزيتونة  ووسطه الاجتماعي ومكانته العلمية، بالإضافة إلى البصمات التي تركها محليا وعربيا وكذلك أهم مواقفه من القضايا الوطنية والفقهية التي طُرحت في عصره. كما يتعرض الفيلم إلى التعريف بالشيخ محمد الفاضل بن عاشور، ابن الإمام  محمد الطاهر،  الذي تعلم على يد أبيه ولكنه اشتهر أكثر منه.

عن الفن التونسي المميز، يُعرض فيلم "محطات موسيقية – تونسالذي استغرق أكثر من عام من الجهد الشاق زار فيه فريق العمل عشرة بلدان، وقابلوا أكثر من ثمانين موسيقيا، وبعد آلاف الساعات من التسجيل، قام الموسيقي والمُخرج الوثائقي " فيرمين موغوروثا"، برسم خريطة للواقِع الموسيقي في العالم العربي، رحلةٌ مليئةٌ بالإيقاعات، عبر الثقافات والعادات والحداثة والنضال والتجديد. من المغرب إلى الخليج الفارسي، من الكويت إلى لبنان، أكمل فريق" فرمين موغوروثا" رحلته الطويلة لاكتشاف الآخَر والتعرف عليه، رحلة مثيرة ومليئة بالأحاسيس التي ستأخذ المشاهد إلى عوالم لم تكن لِتَخْطرَ له على بال.

 (يوم في ..تونسيستمر معكم من التاسعة صباح الجمعة بتوقيت مكة المكرمة حتى الحادية عشر ليلا.

الجزيرة الوثائقية في

25.03.2015

 
 

مهرجان «جنيف للفيلم الشرقي» يحتفي بسينما الحب ويندد بالإرهاب

جنيف ـ «سينماتوغراف»: أمـل الجمل

على تلك القطعة الساحرة من العالم التي اشتهرت بالبنوك والساعات والشكولاته تُقام فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان جنيف للفيلم الشرقي الذي بدأ من 20 مارس وينتهي يوم 29  من الشهر الجاري ويشرف عليه المخرج والناقد السينمائي الجزائري طاهر حوشي. ويعد مهرجان الفيلم الشرقي من أشهر التظاهرات الفنية السينمائية فى سويسرا التى تلقى الضوء على السينما العربية والشرقية. بدأ المهرجان منذ 10 سنوات وتقيمه جمعية الفيلم الشرقى بجنيف، وهى جمعية مستقلة غير هادفة للربح تهتم بفنون السينما بين الشرق والغرب بدعم من مؤسسات سويسرية ودولية ومنها مديرية الثقافة لمدينة جنيف بالتعاون مع العديد من الشركاء والمؤسسات التي تسعى لارتقاء بالفعل السينمائي وإطلاع كل الأطراف على مستجدات الساحة السينمائية باستعراض التجارب الناجحة لتحقيق هدف واحد والوصول إلى طموح مشترك وهو الارتقاء بالفعل وبالصناعة السينمائية وبحث سبل دعمها.

يعرض المهرجان نحو 110 فيلماً من دول عربية وافريقية وأوربية مختلفة، والتي تتنوع بين الروائى الطويل والقصير والتسجيلى، بالاضافة إلى أن المهرجان يستضيف 60 ضيفاً من الشرق والغرب. ويخصص بعض الأيام للاحتفاء بعدد من الدول وأفلامها فهو يخصص يوماً للاحتفاء بالسينما الجزائرية والتي عرض لها تسعة أفلام متنوعة، وكان الإحتفاء الثاني مخصص للسينما التونسية ثم المغربية التي تشارك بسبعة أفلام منها ثلاثة أفلام طويلة وهي فيلم وداعا كارمن لمحمد أمين، وفيلم حمى لهشام عيوش، وفيلم البحر من ورائكم لهشام العسري. كذلك تم تخصيص يوم للاحتفاء بالسينما التركية ثم يختتمها مهرجان جنيف للفيلم الشرقي بالاحتفاء بالسينما المصرية في حضور المخرج المصري محمد خان الذي يُعرض له فيلم «فتاة المصنع»، كما يعرض المهرجان مجموعة من الأفلام المصرية منها فيلم «أهل القمة» للمخرج علي بدرخان، و«النظارة السوداء» لحسام الدين مصطفى، و«قصر الشوق» لحسن الإمام، و«النداهة» لحسين كمال، و«الرباط المقدس» لمحمود و الفقار. وفي كل يوم من تلك الأيام يقام حفل استقبال يحضره سفير البلد المحتفى به ويجتمع المخرجون والنقاد والمنتجون والجمهور السويسري والجاليات العربية والشرقية في سويسرا وذلك قبل بدء عروض الأفلام التي شهدت إقبالا كبيراً، وامتلأت القاعات بشكل لافت، كذلك أقيمت عدة أحداث هامشية منها ندوات ولقاءات وبرامج للأطفال.

وإدارة مهرجان جنيف للفيلم الشرقي حريصة على أن تمتد فعاليات وعروض الأفلام في عشرين من دور دور العرض السينمائية ليس فقط في جنيف ولكن أيضاً في مدن سويسرية آخرى مثل فيرسوا، ولوزان، ولاشو دي فون، وبعض المدن الفرنسية القريبة من الحدود السويسرية، وأيضاً تُعرض الأفلام فى مكتب الأمم المتحدة الموجود في جنيف. كذلك تتميز هذة الدورة من عمر المهرجان بأنها تركز على تيمة المشاعر الإنسانية والحب فى السينما بكافة أطيافها وذلك في رسالة رمزية تندد بالحرب والإرهاب والعنف.

ينظم المهرجان المسابقات للأفلام الطويلة والقصيرة والتسجيلية، وإلى جانب ال 110 فيلم المعروضة والتي تمثل دول مختلفة مثل: الجزائر وبلجيكا ومصر والولايات المتحدة، والأردن وإيران، لبنان، فرنسا، المغرب، فلسطين، تونس، تركيا، سويسرا، سوريا. من الأفلام الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية «الوهراني» لالياس سالم و«سينما شكوبي» لبهية علواش، ومن الأفلام القصيرة «أخو الزوج» لحسن بلعيد و”نظرات» لنور الدين قبايلي، وكذلك فليم “يدير» (2012) و”كسيلة» (2013) للطاهر حوشي المدير الفني للمهرجان. أما في قسم الأفلام الوثائقية فسوف يعرض المهرجان «949 10 امرأة» لللمخرجة نسيمة قسوم و«وقائع غامضة» (2013) للمخرج لمين عمار خوجة و«الواد الواد» (2014) لعبد النور زحزاح. كما يتضمن برنامج الفيلم الوثائقي فيلما للمخرج الجزائري-الفرنسي رشيد وجدي بعنوان «الضياع بين ضفتين – العجزة المنسيون» (فرنسا 2014).

يعد مهرجان جنيف للفيلم الشرقي حدث ثقافى مميز فالمهرجان يهتم بالدرجة الاولى بفنون السينما، ويُعد نافذة للشعب السويسري يطل منها على إبداعات العالم العربي والشرقي في عالم الفن السابع، مثلما يُسهم في تشجيع الحوار وبناء الجسور الثقافية بين الشرق والغرب. لذلك لم يكن من قبيل المصادفة أن يختار المنظمون الشاعر السوري علي احمد سعيد اصبر الشهير بادونيس إلى أن يكون الرئيس الشرفي لمهرجان الفيلم الشرقي بجنيف في دورته العاشرة 2015، وبهذه المناسبة عرض فيلم «ارض الغياب، لقاء مع ادونيس» للمخرج الايرلندي جون البار يانسن وهو وثائقي خصص للشاعر السوري ادونيس. وكان منظموا تلك الدورة يطمحون إلى «الرد على الحقد بالحب وعلى العنف بالفن وعلى الهمجية بالشعر» كما يُنتظر تنظيم نقاشات وندوات ومحاضرات حول عديد المواضيع الخاصة بـ«الشرق بكل حالاته» و«آراء ورؤى نسوية» و«نظرات متقاطعة: سويسرا- الشرق» و«الهجرة والاندماج».

سينماتوغراف في

25.03.2015

 
 

أفلام «الهيبيز».. ولدت على دراجات وحلقت في أجواء ضبابية

فيلم جديد يفتح الباب على زمن الضياع

بالم سبرينغز (ولاية كاليفورنيا) محمد رضا

لم يكن سهلا على أحد تحقيق فيلم عن أي من روايات توماس بينشون السابقة. كانت كتابته عصية على الترجمة إلى صور كونها لا تكتفي بخلق حبكة بل تغمرها بالحبكات الجانبية وبالأفكار الاجتماعية والسياسية بحيث يصبح من المتعذر، أو هكذا اعتقد كثيرون، تحقيق فيلم عنها، لأنه إذا ما تم الاكتفاء بالحبكة الرئيسية باتت المادة خفيفة وغير مغرية لعمل سينمائي، وإذا تم الحفاظ على الخيوط الشخصية والجانبية الكثيرة، أصبح العمل صعب التحقيق بسبب هذا الأسلوب تحديدا.

الرواية الوحيدة التي تحولت إلى فيلم تجرأ صاحبه على نقله إلى السينما هو «بروفستاند الخامس» الذي حققه الألماني روبرت برامكامب عن رواية بينشون الجديرة بالاهتمام «قوس قزح الجاذبية» Gravity›s Rainbow المنشورة عام 1973 وسط اهتمام أدبي ونقدي حافلين. الفيلم لم يجد أي احتفاء مواز لذلك.

هذا إلى أن قام بول توماس أندرسن بتحويل «عيب موروث» إلى فيلم ضمه إلى سيرته السينمائية المميزة بأفلام رائعة مثل «سيكون هناك دم» و«مانغوليا» و«السيد». أميركيا استقبل الفيلم جيدا مع وجود أصوات وصفته بأنه «أسوأ فيلم حققه أندرسن إلى اليوم». لكن معظم المرحبين بالفيلم اعتبروا المخرج جريئا في اختياره والفيلم ملهما من حيث عودته إلى الستينات حيث كمنت الحكاية: تحرٍ خاص (واكيم فينكس) يحقق في اختفاء شخصيات وجرائم قتل كما هي عادة كل تحر خاص آخر، لكن الجديد هنا هو تلك الركائز المهمة في عناصر الرواية والفيلم: التحري «هيبي» يواجه اليمين المتحفظ (ممثلا بشخصية تحر آخر إنما من الشرطة ذاتها يؤديه جوش برولين) والبيئة الاجتماعية الحاضنة هي بيئة نهاية الستينات (كما في الرواية) حيث كانت الموجة «الهيبية» في طريقها إلى زوال أبدي بعدما كانت احتلت رقعتها طوال ذلك العقد معبرة عن رفضها للحرب الفيتنامية (كما المؤلف نفسه في عريضة وقعها لجانب نحو 600 مثقف ونشرت في «ذا نيويورك تايمز») ودعوتها للحرية الشخصية إلى أكثر مدى. دعوة كان لا بد أن تثير معارضة غالبية الأميركيين وبينهم ليبراليين سابقين.

* جيل الوردة

لكن هذه المعارضة لم توقف سيلا من أفلام الهيبيز التي خرجت في ذلك الحين سواء قدمت شخصيات منمطة على هذه الصورة (رجال ونساء يرفعون أصابعهن في رمز للحرف V علامة النصر، ويرتدون الثياب المزينة بالورود ويتركون شعورهم تسترسل فوق أكتافهم راسمين ابتسامة نافذة بين ضبابيات الفترة ودخان لفائف الماريغوانا.

عدة أفلام انطلقت سنة 1968 لتقدم ملاحظاتها الأولى عن حياة «الهيبيز». المخرج الراحل باري شير قدم فيلما منسيا اليوم، لكن جريئا في ذلك الحين، عنوانه «فلتان في الشوارع» (الترجمة الأقرب لـWild in the Streets) حول ما يمكن أن يحدث لو وصل الشباب (دون الثلاثين) إلى البيت الأبيض وأصبح أحدهم رئيس جمهورية.

المخرج بلاك إدواردز صاغ السؤال على نحو أحداث كوميدية تقع في حفلة عادية تتحول، بوصول فوضوي يؤديه بيتر سلرز إلى كارثة بعنوان «الحفلة». والممثل جاك نيكولسون كان عمدة هذا النوع من الأفلام حتى قبل ذلك التاريخ إذ ظهر في عدة أفلام تعبر عن تلك الفترة خير تعبير مثل «ملائكة الجحيم على دراجات» (1967) و«سايك - أوت» (1958) وكلاهما من إخراج رتشارد رش. وفي عام 1969 ظهر في أهم هذه الأفلام وهو «إيزي رايدر» إلى جانب بيتر فوندا ودنيس هوبر الذي قام بتحقيق الفيلم عن كتابة له ولفوندا.

«إيزي رايدر» لم يكن كأفلام الدراجات السابقة. تلك كانت تقحم المشاهد في مقاربات إعجاب وبغض متبادلة للموجة الشبابية. لكن فيلم فوندا أراد تمجيدها عبر تقديمها كمفهوم اجتماعي لا يقصد أن يؤذي أحدا. نيكولسون هو المحامي الشاب الذي كان يمكن له أن يصعد درجات المهنة بعيدا عن هذه المتاهات. في يوم يلتقي بوايات وبيلي وهما يركبان دراجتيهما في رحلة عبر البلاد. يقلدهما نيكولسون ببراءة ويصبح ثالث الفريق الذي يتعرض على الطريق لهجوم المواطنين الشرسين. يسأل نيكولسون صديقيه الجديدين: «لماذا يكرهوننا؟»، يجيبه بيتر فوندا: «بسبب ما نمثله من حرية».

لكن المفهوم على صحته في هذا المجال ساذج لأن الموقف الأكثر شيوعا ليس مثاليا على النحو الذي تطوع به الفيلم. الهيبيون كانوا مع حرية الحب والعلاقات المفتوحة ومع التدخين الممنوع والمجتمع الخالي من القيود، يمينية أو يسارية. ربما موقفهم الأقوى الوحيد هو معارضة الحرب الفيتنامية، لكن تلك لم تنته بسببهم بل بسبب معارضة معظم الأميركيين لها وقد بدأوا باستقبال المزيد من القتلى والمعوقين عاما بعد عام من دون تحقيق نصر فعلي.

* نهاية مفتوحة

إذ حمل «إيزي رايدر» لواء الدفاع عن فكر هذه الجماعة جاء فيلم «وودستوك» التسجيلي (لمايكل وادلي، 1970) احتفاء كبيرا آخر، ولو أنه اكتفى بنقل وقائع الحفل الغنائي الكبير الذي أقيم حينها وشمل مئات ألوف الشبان الذين افترشوا أرضا قدمت إليهم لاحتوائهم، واعدين بعدم الفوضى وتنظيف المكان بعد مغادرتهم لـ3 أيام وليالٍ من العزف والغناء.

في الوقت ذاته، كان «بيلي جاك» يدافع عن الهنود الحمر الحاليين، وقد اشترك في فيلم دراجات نارية من قبل عندما لعب «ولدوا ليخسروا» Born Losers من إخراجه سنة 1976.

ما أسهم في كسر نجاح هذه الموجة فيلم خرج من لا مكان، حققه مخرج لم يحقق سواه ثم غاب هو جيمس ويليام غويريكو. الفيلم هو «إلكترا غلايد إن بلو» مع روبرت بلاك الذي يتقدم الفيلم مصنفا وضعه إذ نراه يرتدي بزته الرسمية كشرطي سير على دراجة في تلك الطرق الريفية والجبلية البعيدة. إنه يقوم بدوره كمواطن عادي، بل ربما كمواطن بسيط. في النهاية يطلق عليه أحد الهيبيين رصاصة بندقيته فيرديه على الفور.

هذه الرسالة التي تنتمي إلى اليمين بلا شك أنهت الجنوح في تصوير الهيبيين كحركة سلام وحب، ولو أن السينما لم تكف عن تصوير الفترة وما حملته من مواجهة بين تيارات الحياة السياسية في الولايات المتحدة المفتوحة منذ مطلع الستينات على كل آيديولوجيا وفكر بصرف النظر عن حجم شعبيته.

في السبعينات لاحظنا أن بطلة «قصة حب»، إلى ماكغرو، تنتمي إلى المفهوم ذاته عندما تلتقي بالمليونير رايان أونيل. آرثر بن قدم «مطعم أليس»، وهال أشبي «هارولد ومود»، وميلوش فورمان «هير» و«الإقلاع»، ودنيس هوبر عاد في دراما أخرى توعز بإثارة الموضوع ذاته في «الفيلم الأخير»، بينما حاول الرسام رالف باكشي الإحاطة بالأجواء ذاتها في «فريتز القط».

في الثمانينات، خفت الظاهرة كثيرا ثم خفت أكثر في التسعينات إلا إذا اعتبرنا «ذا دورز» لأوليفر ستون و«خوف وازدراء في لاس فيغاس» لتيري جيليام من تلك البارزة في مجال استعادة تلك الحقبة. لكن الأفلام التي تعود إلى تلك الحقبة المهمة، بما لها وبما عليها، لم تتوقف. قد يلخص عنوان فيلم حققه بروس بيرسفورد قبل 3 أعوام، وهو «سلام وحب وسوء فهم»، الكثير مما يمكن قوله في هذا التيار.

* عندما ندمت هوليوود

* في عام 1969 تشجعت شركة مترو - غولدوين - ماير وطلبت من المخرج الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني تحقيق فيلم «نقطة زابريسكي» وهو وافق، وكان فيلمه الأميركي الأول والوحيد. ما كان في بال هوليوود لم يخطر على بال أنطونيوني إذ ذهب إلى حد تأييد نسف المؤسسات الكبرى على أيدي الشبان المتمردين.

المشهد

«ماد ماكس» يصل إلى «كان»

* لا علاقة لنا باختيارات مهرجان «كان» بالطبع، لكن بعد أيام قليلة من نشر «الشرق الأوسط» (في صفحة السينما في الأسبوع الماضي) تحقيقا حول الفيلم الجديد في سلسلة «ماد ماكس» تحت قيادة المخرج جورج ميلر وبطولة توم هاردي، أعلن المهرجان الفرنسي اختياره ليعرض ضمن البرنامج الرسمي خارج المسابقة.

* وإذا كان الأمر مفاجئا إلى حد ما، فليكن. هو مفاجئ لأن أفلام السلسلة السابقة مرت تحت رادار المهرجان الفرنسي الذي لم يستضف أيا منها، رغم نجومية مل غيبسون حينها. اليوم، في عصر من المتغيرات التي تشمل مفاهيم وتودي بتقاليد، يجد المهرجان الفرنسي العتيد نفسه مطالبا بتوسيع رقعة اهتمامه طالما أن الفيلم الذي يجري اختياره للمناسبة جيد في مقام أو أكثر.

* لكن المشاهد الأولى التي شاهدناها من الفيلم تحمل تبريرات قد تدفع «كان» لاختيار الفيلم للواجهة: إنه برهان على أن سينما التشويق والأكشن ليست بالضرورة أفلاما جوفاء لا يجب أن تحظى باهتمام مهرجانات السينما لمجرد أنها ترفيهية. في الواقع، أكثر أفلام هوليوود تداولا للقضايا السياسية هي أفلام الخيال العلمي والأفلام البوليسية وأفلام الوسترن. أقلها علاقة بجوانب الحياة السياسية هي، غالبا، الأفلام الموسيقية والعاطفية والميلودرامية.

* اختيار «كان» لهذا الفيلم لكي يتلألأ في سماء مليئة بالأفلام والنجوم تم بعد أخذ موافقة شركة وورنر التي تريد من هذا الفيلم لا أن يكون آخر السلسلة، كما يقول مخرجه الأسترالي ميلر، بل منتصفها: الأول لحلقات جديدة تستطيع وورنر اعتمادها لتصبح أفلاما دورية شأنها في ذلك شأن ما تنتجه من أفلام، مثل: «سوبرمان» و«باتمان» و«فريق العدالة».

* كان من الممكن للمهرجان الفرنسي، لو أراد، تقديم بضعة أفلام كلاسيكية بمناسبة مرور 50 سنة على إنتاجها. ربما لم تخطر الفكرة على أحد، لكنها فكرة أكثر من جيدة، لأن عام 1965 كان مليئا بالأفلام الكبيرة والمهمة. مثلا هو العام الذي قدم فيه فديريكو فيلليني فيلمه الرائع «جولييت الأرواح»، وأورسون ولز «دقات منتصف الليل»، وروبرت وايز «صوت الموسيقى». ثم ماذا عن فيلم جيلو بونتوكورفيو «معركة الجزائر»، أو لوي بونييل «سيمون الصحراء»، أو آرثر بن «ميكي واحد»؟

* على ذكر «صوت الموسيقى» حضرت بطلته جولي أندروز، يوم أمس (الخميس) عرضا خاصا للفيلم أقيم في قاعة «تشاينيز ثيتر» في لوس أنجليس ومعها الممثل كريستوفر بلامر. قبل سنوات سألت أندروز عن رأيها في موقف كثير من النقاد حول الفيلم آنذاك إذ كان سلبيا، فقالت: «ربما كانت لديهم أفلام أخرى فضلوها عليه. الفترة نفسها كانت غنية جدا بالأفلام».

الشرق الأوسط في

25.03.2015

 
 

جماليات صورة وقتل للخائن وترميز مكثف وحزين لفلسطين

«ذيب» و«ساكن» فيلمان من الأردن بينهما صلة رحم أكيدة

زهرة مرعي - بيروت – «القدس العربي» :

«ذيب» فيلم من الأردن يُعرض في صالات لبنان بدءاً من 19 الشهر الجاري. هو اللقاء الأول للجمهور اللبناني مع السينما الأردنية. والفضل لمهرجان أيام بيروت السينمائية الذي أمّن هذا اللقاء الجميل. ففي عرضين متتاليين كان جمهور المهرجان مع فلسطين ومن ثم الأردن. من فلسطين قدمت ساندرا ماضي فيلمها الوثائقي «ساكن». ومن ثم جاء الموعد مع «ذيب» لناجي أبو نوّار. هي باكورته الروائية وفعلاً تستحق التوقف عندها بروية. سواء لجهة السيناريو، المشهد السينمائي، حركة الكاميرا، والأهم هي الرسالة التي يحملها الفيلم من خلال طفل يافع هو جاسر عيد أدى دور «ذيب». أبو نوّار كتب السيناريو بالتعاون مع باسل غندور. وفيه عاد بالزمن مئة سنة إلى الوراء، في عام 1916، وأختار وادي رام في الصحراء الأردنية مكاناً للتصوير. وصمم أن يكون ممثليه من البدو في المنطقة عينها ليكونوا أكثر صدقاً، ومتقنين تماماً للهجة البدوية. مع ممثل بريطاني واحد. أما كيف خلا فيلم يمتد ل 100 دقيقة من أي وجه نسائي فهذا ما برره المخرج، بالصدق. فالبدو لا يرغبون بظهور نسائهم في السينما، والاستعانة بممثلة من خارج البيئة، سيجعلها مسقطة عليها.

في فيلم «ذيب» يقرر حسين الشاب البدوي مرافقة ضيوف نزلوا على مضاربهم في رحلة بحث عن البئر الروماني والسكة الحديد العثمانية الواصلة إلى بلاد الحجاز. ترك الأمان الذي ينعم به في كنف قبيلته، وراح في رحلة محفوفة بالكثير من المخاطر قبيل الثورة العربية الكبرى. ذيب الطفل شديد التعلق بشقيقه حسين. تبع الموغلين نحو وادي رام، يمخر عباب الرمال على ناقة خانتها قواها باكراً، فبدأ الركض وراء الهدف، حتى اكتشافهم وجوده خلفهم. في وادي رام تبدأ المواجهة مع قطاع الطرق واللصوص. هي مواجهات مسلحة يلقى فيها الجميع حتفهم باستثناء ذيب. قبل مقتله راود الخوف حسين على شقيقه اليافع. حصنه بالنصيحة: لا تبتعد عن البئر لا بد سيأتي أحد إليه.

في وادي رام حيث تدور المواجهات المسلحة يبقى ذيب وحيداً. يغطي جسد شقيقه بالرمال، يجمع فوقه الحجارة في مشهد مؤثر، ويضع الشاهد بعد وشمه بشعار قبيلته. في تلك المبارزات المسلحة بهدف السطو، يضعنا المخرج أمام مشاهد تشبه أفلام الويسترن الأميركية. صورة مكتملة العناصر في تفاصيلها، وغنية. ذيب وحيداً في الوادي وقريباً من البئر، مشاهد قدمته في اختبارات ومشاعر انسانية عميقة، شفافة وقوية. وحدته وطفولته، لم تمنع قاطعي الطرق من مواجهته. وقوعه في البئر، ومحاولة تسلق الحبل، وإطلاق النار على الحبل، لحظات ومشاهد مكثفة، شكلت جزءاً من جمالية الفيلم، ودقة التصوير. جماليات التصوير لا تحصى. ومنها التقاط لحظة الفصل بين الضوء والعتمة في وادي رام. وكان للنجوم الساطعة في سمائه شاعريتها. 

خلاص ذيب يعتمد على تعلمه لمبادئ الرجولة. ويبدو انه شربها عبر الحليب. كان جسوراً قوياً في مواجهته لقاطع طرق قاس ومصاب بطلق في زنده. نظر إليه نظرة الند للند. عرض عليه خدماته، ورغم عرائه بعيداً عن أية حماية رد عليه بكل عنفوان: «ماني بحاجتك». كثّف المخرج الاختبارات في رحلة ذيب نحو عالم القوة والبأس. أجبره قاطع الطرق، وقاتل شقيقه ورفاقه على نزع الرصاصة من زنده. رافقه إلى مركز عسكري للعثمانيين، تركه خارجاً ودخل برفقته بعض الأمتعة. تلصلص ذيب على اللقاء، وتأكد بأن قاطع الطرق خائن للثورة العربية، ويتقاضى بدلاً مالياً. سحب سلاح الخائن نفسه وانتظر خروجه من ضيافة العثماني، وأطلق الرصاص على رأسه. وعندما طلب الضابط العثماني تفسيراً قال له: هذا اللي ذبح أخوي. 

في سيناريو متماسك ومعبر قدم ناجي أبو نوار فيلمه. وكانت له في صناعة «ذيب» وتقديمه للجمهور الصورة الجذابة، التي وصلت في إطار تقني جيد جداً. أراد أبو نوار في باكورته التأكيد على أهمية الثقة بالنفس، ومواجهة الخيانة، وهذا ما وصلنا عبر شخصية الطفل الآسرة، وباقي الشخصيات التي أتقنت حضورها بعفوية.

«ساكن» لساندرا ماضي 

تواصل ساندرا ماضي في فيلمها الوثائقي الجديد «ساكن» تسليط الكاميرا على الشعب الفلسطيني وقضيته التي لا تموت. في هذا الوثائقي الممتد لـ90 دقيقة لا تبدل الكاميرا في تجوالها كثيرا، بل هي مقيمة في مستشفى لمنظمة التحرير الفلسطينية في عمّان، يسكن احدى غرفه الفدائي السابق ابراهيم، والمصاب بشلل في اطرافه منذ سنة 1982. كما في افلامها السابقة، بعيداً من هنا، قمر 14، نهر البارد مخيم اعتقال وذاكرة مثقوبة، تعمل ماضي على التوثيق السينمائي للقضية الفلسطينية من خلال ناسها. أما ساكن فهو أكثر إلتصاقاً في الثيمة التي يحملها بفيلم ذاكرة مثقوبة. ساكن، تعبير مفعم بالتفسير لمن يرغب. هو سكون القضية، أو شللها أو ربما موتها كما حدث أخيراً مع روح ابراهيم. انما ابراهيم بحد ذاته شخصية ذكية، مهضومة، سريع الخاطر وفرح بتعامله مع نفسه ومحيطه. هو لا يكل عن إطلاق النكات والطرف والنوادر رغم موت جسده منذ أكثر من 30 سنة. ابراهيم مثال للمئات من الشبّان الفلسطينيين والعرب الذين جذبهم حلم تحرير فلسطين بدءاً من منتصف ستينات القرن الماضي، وصولاً إلى الاجتياح الصهيوني للبنان. في عمر الثامنة عشرة غادر ابراهيم الكويت حيث ولد من أبويين فلسطينيين. الوجهة بيروت، والهدف جنوب لبنان، والحلم الاشتباك مع جندي اسرائيلي وقتله. بين الحلم والواقع مسافة. في بيروت كُلّف ابراهيم مع آخرين بتأمين وقطع طريق ليمر موكب أبو عمّار. اشتباك مع فصيل لبناني مسلح، ادى لرصاصة في ظهر الشاب، وأقعدته. ومرّ موكب أبو عمّار من طريق آخر. في عمّان رفض ابراهيم الكرسي المتحرك. وجد في نوم السرير ما يوحي بشفاء ممكن.

لازم مستشفى لمنظمة التحرير برفقة الشاب المصري وليد الذي يقوم على الكبيرة والصغيرة من متطلباته وعلى مدار 15 عاماً. وليد والهاتف الخلوي ومحرك التلفزيون، هم كامل حياة ابراهيم. روحه المرحة ترفرف من حوله وتنعكس على من يحيط به. زواره كثر ومن الرجال فقط، والدته كلمته عبر الهاتف فمازحها بسخاء. يعتب المقاتل السابق، كما يعتب المئات غيره على اهمالهم. طلب السفر للعلاج، ولم يلق الاهتمام المطلوب. يشكو ابراهيم للكاميرا. يتحاور مع وليد الذي خدمه بأمانة وصار جزءاً من ضميره يرفض التخلي عنه مهما كانت الأسباب ليقول: ابراهيم برقبتي. يحتاجني ومستحيل أن أتخلى عنه.

في رقاده الدائم لا ينفك ابراهيم من ترداد اغنيات الثورة الفلسطينية المعروفة. ولا يبرح عن نثر الأمل من حوله. للأمور خواتيمها في الحياة. غادر وليد في اجازة إلى مصر، وغادر ابراهيم إلى منزله بطلب من الإدارة التي قررت اخلاء المستشفى لرشه بالمبيدات. وبعد يومين بالتمام ودّع الحياة. 
في فيلمها هذا لم تساير ماضي الأمل أو تغازله، انما رحل ابراهيم وهو لا يزال يردد اغنيات الثورة. تعرف تلك المخرجة الملتزمة كيف توثق مشاعر الشعب الفلسطيني. وتتقن التسلسل إلى أعماق البشر كما شاهدنا ب «ساكن».

هند صبري: تونسيتي عندي خطّ أحمر

متضايقة لما تتعرض له من هجوم وتشويه

رانيا يوسف - القاهرة – «القدس العربي»:

غضبت الفنانة هند صبري من الهجوم المتواصل عليها وقالت في كلمة وجهتها الى منتقديها علي صفحتها الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك إنها غاضبة جدا مما تتعرض له من تشويه يكاد يمس وطنيتها انها تونسية جدا جدا، واكدت هند ان الإشاعات التي انتشرت عنها أطلقها معدومي الضمير ولن يصدقها احد واضافت: «والدي تونسي من الصابرية ووالدتي تونسية من الكاف، و تونس عندي خط أحمر، و يكفيني شرفا إن إسم وطني يرتبط بأي عمل فني أو جائزة أحصل عليها منذ 1994، وهم كثير والحمد لله، وأحب مصر جدا وأعتبر نفسي منها وأدين لها و لشعبها بالكثير والكثير. زوجي مصري وبناتي مزدوجتا الجنسية … وحصلت على الجنسية المصرية بحكم زواجي وهو شيء عادي لا ينقص من تونسيتي شيئا بل يزيدني فخرا بـ»عروبتي» ومشواري الذي لا يحتاج إلى تذكير. ليس هناك قانون يجرم إزدواج الجنسية للتونسيين على حد علمي… والترهات التي تختلقونها عني تعني أنكم تشككون في وطنية ملايين التونسيين المزدوجي الجنسية الذين يمارسون حقوقهم وواجباتهم المدنية بكل وطنية، ومنهم وزراء ونواب الشعب… كفاكم نفاقا. ولن أكون كبش فداء «لأعداء النجاح وهوايتهم المفضلة تكسير أولاد البلد».

واكدت هند في رسالتها:» تونس خط أحمر، وطنيتي خط أحمر، وأي «إعلامي ينسب إلي ولو كلمة لم أقلها أو يحرف أقوالي للحصول على «فرقعة» على حسابي سوف أتخذ أنا و فريقي القانوني ضده الإجراءات القانونية اللازمة».

القدس العربي اللندنية في

25.03.2015

 
 

صبري عبدالمنعم: "زجزاج" يقدم الواقع بقسوته

القاهرة - بوابة الوفد - دينا دياب:

صبري عبدالمنعم من الشخصيات التي تضيف لأي عمل فني، كان له ظهور سينمائي واضح مؤخراً بفيلمي «زجزاج» و«خطة بديلة»، ورغم دوره الصغير في الأحداث لكنه مؤثر ما بين شخصية الأب الذي يحافظ علي ابنته ورجل الأعمال الذي يخوض صراعات كثيرة في مواجهة القانون.. النجومية من وجهة نظره تتمثل في التأثير في الجمهور من خلال الدور حتي لو كان بسيطاً.. سألته.

·        كيف تري الانتقادات الموجهة لفيلم «زجزاج»؟

- الفيلم هو نقل من الواقع لشخصية أربع فتيات يعشن مشاعر متغيرة وعصيبة وأعتقد انه نموذج لكل امرأة في المجتمع المصري وتجسيدي لشخصية والد ريم البارودي رغم صغره لكنه نموذج للأب الذي يعاني من خروج ابنته عن طوعه، وشعور الرجل العجوز الذي لا يعرف معني كلمة الأمان علي ابنته التي تخرج وتعاني من طلاقها والعثور علي قوت يومها، رغم انه دور ضيف شرف لكني اعتبره من أهم أدواري لان به رسالة، والأهم من الانتقادات التي توجه للأفلام ان يبحث عن حل لأزمات الشباب التي تقدمها السينما.

·        هل تأجيل الفيلم كل هذه السنوات أثر علي نجاحه؟

- انتهينا من تصوير الفيلم منذ عامين، ولم تحدد الشركة المنتجة موعدا لعرضه بسبب الأحداث السياسية الحالية وتوقيت عرض الفيلم كان مناسباً للغاية لانه عرض مع مجموعة كبيرة من الأفلام جعلت المنافسة القوية تشجع كل الأفلام علي عرضها وللحق لم أتخيل ان الفيلم سيلقي كل هذا النجاح لكن به نقاط تعيد الجمهور للسينما.

·        من الملاحظ في مشوارك الفني اهتمامك بمشاركة الشباب فهل تتعمد ذلك؟

- السينما بالنسبة لي هي الشباب، ومن يراهن عليهم لن يخسر أبدا، وأري أن اتجاه الشباب بفكره وقوته تجاه تقديم أفكار وموضوعات مختلفة وجريئة هو مستقبل السينما المصرية وأنا أعشق التعامل مع الشباب سواء في التمثيل أو الإخراج، وأري ان السينما إذا لم تقم علي روح الشباب فلن نستعيدها أبدا.

·        فيلم «خطة بديلة» واجه صعوبات كثيرة لكي يخرج للنور؟

- علي العكس لم يواجه أي صعوبات، كل من شاركوا في الفيلم سعداء به، وشاركوا فيه بحب والفيلم يرصد صراع رجال الأعمال والمال في مواجهة القانون، ويطرح فكرة إذا لم يستطع الإنسان أن يأخذ حقه بالقانون فماذا يفعل لكي يحصل علي حقه دون القانون، والفيلم يقدم مشاكل كثيرة جدا واجهت المجتمع المصري في الآونة الأخيرة وهي ظاهرة البلطجة، كنا نسمع عن الحزب الوطني وتزاوج السلطة برأس المال والشعب المصري ثار علي ذلك وقام بثورته، والفيلم تأكيد إننا لن نسمح ان يحدث ذلك من جديد، ورسالة أيضا ان يؤمن الشعب بمعني كلمة دولة المؤسسات.

·        الأفلام المعروضة في هذا الموسم تتناول ألفاظا ومشاهد ساخنة، كيف تري الجرأة في تناول هذه المشاهد؟

- الفن دائما به تطور وانعكاس للمجتمع الاقتصادي والسياسي والظروف الأخري فكل مرحلة لها إيجابياتها وسلبياتها ولا نستطيع ان نقول إن الفن بعيد عن الواقع لكنه نموذج واضح لكل ما يحدث في الأرض والشارع، والفن إذا لم يأت بألفاظ الشارع فلن يصدقه أحد لانه دائما انعكاس واضح، ونحن في لحظة راهنة فيها تحولات سياسية واقتصادية مؤثرة علي مصر وعلي كل مجالات من فن وغيره.

·        كيف تري الفن في مواجهة الإرهاب؟

- دائما هناك صراع حتمي اجتماعي سياسي ينجم عنه حركة فنية، الفن والسياسة كلاهما ليس معزولاً عن الآخر، والحراك الاجتماعي هو الذي يحرك الفن والإرهاب حالة عارضة في تاريخ الأمة المصرية واجهنا النكسة في 67، وانتصرنا في 73 وقدمنا فناً جيداً واجه السلبيات وعبر عن حال المجتمع.

الفن هو القوة الناعمة التي تتحدث باسمها مصر في مواجهة كل خطر، فالفن لا يقل أهمية عن المؤتمر الاقتصادي أو قناة السويس فكل ذلك سينتج عنه حركة واحدة وهي جميعا مع مصر ضد الإرهاب.

ذكرى ميلاد "إمبراطور الشر" زكى رستم

القاهرة- بوابة الوفد- محمد يحيى:

يحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان القدير والممثل النجم غير النمطي الأسطورة صاحب الوجه السبورة الذي تدرس وتشخص ملامحه ونظرات عينيه جميع الأدوار والعظيم مسرحًا وشاشة وهو الفنان "زكى رستم".

كتبت عنه مجلة لايف عام 1919 إنه أعظم ممثل في الشرق وقارنت بينه وبين العالمي الممثل البريطانى "شارلزلوتون"، المؤرخ والناقد العالمي "جورج سادول" يقول إنه النسخة المصرية من "أورسن ويلز", الطاغية والوزير الألعبان والباشا الوقور والموظف الغلبان والعمدة واللص وتاجر الخضار.. فتوة الحسينية وباب الشعرية, وأبو البنات الحنون الذي يدور معهن حول ترابيزة السفرة يردد معهن "بيت العز يا بيتنا".

ولد الفنان "زكى رستم" فى 25مارس 1903 في قصر يمتلكه جده اللواء "محمود رستم باشا" أحدى أبرز رجال الجيش بحي الحلمية، وكان والده “محرم بك رستم” عضواً بارزاً في الحزب الوطني وصديقاً شخصياً للزعيمين "مصطفى كامل، محمد فريد".

حصل "زكي رستم" علي شهادة البكالوريا عام 1920م، وعلي الرغم من رغبة والده في الحاقة بكلية الحقوق إلا أنه رفض استكمال تعليمه الجامعي واختار هوايته المفضلة "التمثيل" متمرداً علي تقاليد الأسرة، الأمر الذي اعتبرته والدته مثل سيء لإخوته وقامت بطرده من السرايا، وكان صدمة شديده عليها فأصيبت بالشلل.

كانت نقطة التحول في حياه "زكي رستم" عندما التقي بالفنان "عبد الوارث عسر" الذي ضمه إلى إحدى فرق الهواة المسرحية، ثم انضم بعد ذلك إلي العديد من الفرق المسرحية منها فرقة "جورج أبيض، عزيز عيد، اتحاد الممثلين".

تُعد "الفرقة القومية" التي استمر بها الفنان "زكي رستم"  10سنوات، والتي قدم من خلالها العديد من العروض المسرحية أكثر الفرق تأثيراً في حياته، ثم اقتحم عالم التمثيل السينمائي من خلال فيلم "زينب" أمام الفنانة "بهيجة حافظ" الذى جسد "رستم" دور حسن زوج زينب الذي يتزوجها رغم علمه بأنها تحب رجلًا آخر ليضع رستم قدمه على أول درجات مشوار طويل من النجومية.

اشتهر "زكي رستم" بأدائه المتميز وقدرته الفائقة على تقمص الشخصيات التي يؤديها حتي أُطلق عليه "رائد مدرسة الاندماج"، وفي عام 1962م حصل على وسام الفنون والعلوم والأدب من الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر".

بلغ الرصيد الفني للفنان "زكي رستم" ما يقرب من 240 فيلماً من أبرزها: "العزيمة، زليخة تحب عاشور، إلى الأبد، الشرير، عدو المرأة، خاتم سليمان، ياسمين، معلش يا زهر، بائعة الخبز، الفتوة، إمرأة على الطريق، الضحايا، الوردة البيضاء، ليلى بنت الصحراء، ليلى البدوية، بنت الأكابر"، بينما كان آخر أعماله فيلم "أجازة صيف" عام 1967م.

عانى الفنان "زكى رستم" في سنواته الفنية الأخيرة من ضعف السمع، ثم اعتزل التمثيل نهائياً عام 1968م، وابتعد عن السينما بعد أن فقد حاسة السمع تدريجياً، وفي يوم 15 فبراير عام 1972م أُصيب بأزمة قلبية مفاجأة نقل على إثرها إلى المستشفى دار الفؤاد ولكن وافته المنية فى نفس اليوم، والغريب أن "رستم" الذي زامل وعاش مع أكبر نجوم الفن توفى دون أن يشعر به أحد ولم يسير في جنازته أي من نجوم الفن.

الوفد المصرية في

25.03.2015

 
 

من بطولة النجمة شيلين وودلي

المتمردون يتصدر شباك التذاكر الأمريكي

24 ـ محمد هاشم عبد السلام

لا يزال فيلم الإثارة والخيال العلمي الجديد، "المتمردون"، يتصدر قائمة أعلى إيرادات السينما بأمريكا، وذلك منذ أن انطلقت عروضه مطلع هذا الأسبوع، وتحديداً في العشرين من هذا الشهر. وقد تجاوزت أرباح الفيلم حتى الآن سبعة وخمسين مليون دولار أمريكي. والفيلم من إخراج الكاتب والمؤلف الموسيقي الألماني روبرت شفنتكه

والفيلم، الذي يمتد زمن عرضه لما يقترب من الساعتين، من بطولة النجمة شيلين وودلي في در "تريس" وإنسل إلجورت في دور "كاليب" والنجم جاي كورتني في دور "إريك" والنجمة كيت وينسلت في دور "جينين". والفيلم مأخوذ عن رواية للكاتبة والأديبة "فيرونيكا روث"، أما السيناريو فقام بكتابته ثلاثة من كتاب السيناريو هم برايان دوفيلد، وأكيفا جولدسمان، ومارك بومباك

وجدير بالذكر أن فيلم "المتمردون" هو الجزء الثاني، الذي يكمل أحداث فيلم العام الماضي، والذي حمل عنوان، "المختلفون"، وكان من بطولة شيلين وودلي أيضًا وكيت وينسلت وثيو جيمس ومن إخراج نيل بيرجر، الذي اكتفى بإنتاج هذا الجزء ولم يشترك في إخراجه.

يدور الفيلم، الذي تجري أحداثه في المستقبل، حول الفتاة الجميلة تريس ذات القدرات الخارقة، والتي ولدت مختلفة عن سائر المحيطين بها من أفراد المجتمع الغريب والمنقسم من حولها إلى عدة فصائل متباينة. وذلك دون أن تجد في نفسها القدرة على التلاؤم مع أي من الفصائل الموجودة حولها، الأمر الذي يعرض أمنها ويهدد حياتها بخطر تعرضها للموت.

في تلك الفترة المستقبلية التي ولدت فيها تريس، وحيث تدور أحداث الفيلم بمدينة شيكاغو المدمرة، انقسم المجتمع إلى خمس فصائل مختلفة ومتباينة بعد حرب ضارية، فهناك فصيل المختلفين الذين تنتمي إليهم تريس، وفصيل النساك الذي نشأت تريس بينهم، وفصيل المثقفين الذي تنتمي إليه "جينين"، وفصيل كبير ممن يطلق عليهم الشجعان أو الذين لا يهابون شيئًا، وفصيل أخير من الودودين.

وللسمات الخارقة التي تتصف بها جريس يتم مطاردتها من جانب فصيل المثقفين بقيادة جينين، وتتعرض للكثير من الملاحقات، هي وصديقها وشقيقها واثنين من الزملاء، الذي يحاولون الهرب والمقاومة. من ناحية أخرى، تشعر تريس، التي فقدت والديها في الحرب، بحزن شديد وتطاردها الكوابيس والأحزان وتلوم نفسها وتحدوها الرغبة في الانتقام وتحرير ذلك المجتمع المنقسم على نفسه وإعادة توحيده.

قرار تريس ومن معها من الممكن أن يدمرها ويقضي على حياتها، وممكن أيضًا أن تكون له مردودات إيجابية. أيًا كانت التبعات، فعلى المرء أن يختار، خاصة لو كان الأمر متعلقًا بمحاولة إنقاذ من يحبهم وينتمي ويخلص لهم، وفي نفس الوقت التغلب على نزعة الانتقام والتحلي بروح المسامحة والقدرة على التفهم والغفران، وهذا هو ما تحاول تريس أن تفعله على امتداد الفيلم.

موقع (24) الإماراتي في

25.03.2015

 
 

أول فيلم روائي طويل لفاضل المهيري

«عبود كنديشن» ثلاثية الوحدة والعزوبية وقلة الحظ

دبي ــ ريما عبدالفتاح

استطاع فيلم «عبود كنديشن»، أول فيلم روائي طويل للمخرج فاضل المهيري، إغراء عدد كبير من عشاق السينما، أول من أمس، في ريل سينما بدبي مول، لا سيما وأن اسمه يوحي بالكثير من الكوميديا والتشويق، وهذا ما شكل عامل جذب للمراهقين تحديداً الذين أتوا مع أسرهم لمشاهدة الفيلم الذي يتناول قصة الشاب الإماراتي «عبود كنديشن» وثلاثية الوحدة والعزوبية وقلة الحظ التي يعاني منها في حياته.

بداية

يبدأ الفيلم بمشهد رجل يكتب رسالة ويخفيها في علبة صغيرة ثم يقوم بدفن شيء ما في باحة المنزل، وبعدها يترك المخرج فاضل المهيري المشاهدين مع مشهد كوميدي أبطاله موظفان مصريان يعملان في مجال توصيل الطلبات لمطعم متخصص في الأكلات الشعبية، حيث يندهش أحدهما من اسم منطقة «الهباب» ليرد الآخر عليه: «ومالو ما احنا في مصر كنا نوصل الأكل لزفتة وهِنا نروح الهباب».

عبود أو عبدالله جارالله كنديشن، خريج ثانوية عامة قسم أدبي، لا يتقن اللغة الإنجليزية، ويتعامل مع وظيفته الحكومية التي أمضى فيها 13 عاماً باستهتار، حيث يستغل وقت الدوام الرسمي لبيع «العيش» و«الهريس» و«اللحم» للموظفين، أملاً في زيادة دخله، ولكن الإدارة تتنبه لسلوكياته غير المقبولة وتقرر نقله للعمل في مكان آخر انطلاقاً من مبدأ «التطوير يتطلب التغيير»، والاستعانة بموظفين جامعيين جدد، أما عن تسميته بـ«كنديشن»، فذلك أن والده كان أحد تجار المكيفات المعروفين.

حبيبة عبود

أما بالنسبة للجانب العاطفي في حياة عبود كنديشن، فيبرز الفيلم تعلق عبود بشابة من «الفريج» اسمها «عايدة»، وتتميز بطموحها وسعيها نحو تطوير نفسها من الناحية التعليمية، وكلما كان يناقشها بموضوع الزواج تطلب منه التروي والصبر بحجة الدراسة.

وحول حياته الخاصة، يعيش عبود كنديشن في منزل شعبي مع مدبر المنزل الهندي «شوكت» الذي يحضر له الطعام ويدبر شؤون المنزل ويعتني بالدجاج والبط، ويقوم بأعمال الغسيل والمسح والشطف.

معاناة

معاناة «عبود» تبدأ مع صدور قرار نقله من العمل، حيث يحاول الاستعانة بأحد أصدقائه للوصول إلى ابن مديره في العمل، عله يتراجع عن قرار نقله، ولكن صديقه يتخلى عنه ويرفض مساعدته ويمنعه من استغلال ابن المدير، ويطلب منه التعامل مع معطيات الواقع برضا وقناعة. أما بالنسبة للشابة التي يحبها، فتتركه بسبب بساطته وقلة إمكاناته والفارق الكبير بينها وبينه من حيث المستويين المادي والتعليمي.

ليلة استثنائية

وفي ليلة تغير مجرى حياته، فبينما كان عبود يبحث عن شيء ما في مخزن البيت، سقطت جرة فخارية وجد فيها علبة صغيرة وبداخلها رسالة توضح أن كنزاً ما تم دفنه تحت النخلة في المنزل، ليسرع عبود نحوها، ويبدأ بعملية الحفر ويستخرج سبائك ذهبية براقة، تعيد احترام الآخرين له تماماً على مبدأ «معاك قرش تسوى قرش».

ميزانية

ويقول المخرج فاضل المهيري: بلغت ميزانية الفيلم نحو 100 ألف درهم، وهي دعم من شركة «أدنوك للتوزيع»، وهذا يفسر ضعف الفيلم من الناحية التقنية، ولكنا كفريق عمل أردنا المجازفة وتقديم عمل سينمائي شجاع يسهم في تشجيع المواطنين على عدم التوقف عند عائق الدعم المادي وإيجاد الحلول السريعة من أجل تطوير السينما الإماراتية، وكما هو معروف «الخطوة الأولى هي الأصعب والأخطر»، ولكننا اجتزناها بنجاح.

حياة «الفريج»

وتابع: الفيلم يستهدف الشباب، ويعكس حياة «الفريج» التي بدأت تختفي ملامحها في أبوظبي مع إيقاع الحياة السريع، وكم كان مثيراً إعجاب الجنسيات الآسيوية بالعلاقة الإنسانية التي جمعت بين «عبود» ومدبر منزله «شوكت» في الفيلم.

وحول الشخصيات، أوضح المهيري، أن جميع الممثلين يظهرون للمرة الأولى، وقال: لقد أبدع عبدالرحمن الناخي الذي جسد شخصية عبود في الفيلم، في تأدية دوره على أكمل وجه. أما بالنسبة لآراء البعض بأن الفيلم مملاً وسطحياً، قال المهيري: الجمهور متشبع من أفلام هوليوود، و«عبود كونديشن» تجربة أولى وشجاعة.

علامات الجمهور

يرى السعودي محمد سعيد، أن الفيلم ممل والأحداث غير مترابطة ومنحه علامة 2 /10، أما أحمد خلفان ومحمد أحمد من الإمارات، فأكدا أن ظرافة «عبود كونديشن» مميزة ومنحا الفيلم 6/10، فيما أكدت السورية لما أحمد، أن شعورها بالملل دفعها للخروج من صالة السينما في منتصف عرض الفيلم ومنحته 2/10.

البيان الإماراتية في

25.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)