كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

'45 عاما' من الزواج الناجح تدمّره أسرار دفينة

العرب/ أمير العمري

 

فيلم يكشف النقاب عن مؤسسة الزواج وخفاياها من خلال تفاصيل إنسانية في التركيبة الشخصية للزوجة وزوجها.

كان الزوج الذي يقوم بدوره بن أفليك في فيلم “فتاة مختفية” للمخرج ديفيد فينشر، يعرف جيدا منذ لحظة اختفاء زوجته، أنها تريد معاقبته، بعد أن تستدرجه إلى لعبة خطرة، وتوقعه في شرّ أعماله، انتقاما لرفضه الاستمرار في علاقته الزوجية معها، خاصة بعد أن علمت أنه يخطط للطلاق، لكي يرتبط بامرأة أخرى.

سر المرأة- الزوجة في فيلم “فتاة مختفية” لا يكمن في قدرتها على إخفاء هدفها الشرير، بل في تلك الرغبة العنيفة التي تصل إلى أن تصبح هاجسا مجنونا، بالتملك والاحتفاظ بالزوج تحت إمرتها وسيطرتها، رغم يقينها بغياب الانسجام بينهما.

وعندما يتساءل هو بشكل عقلاني قبل نهاية الفيلم: وكيف يمكن الاستمرار في علاقة متوترة، معذبة، مليئة بالمشاجرات والخلافات؟ تجيبه في هدوء وثقة: هذا هو الزواج!

أما الزوجة في الفيلم البريطاني الجديد “45 عاما”، للمخرج أندرو هايغ، الذي عرض في مسابقة مهرجان برلين السينمائي، فهي لا تكتشف أنها لا تعرف عن زوجها شيئا، بل وأنها تجهل أيضا الكثير عن نفسها، عن مشاعرها، وعمّا يجمعها بهذا الرجل منذ 45 عاما.

وقبل أسبوع واحد من الاحتفال بعيد زواجهما الخامس والأربعين، وبينما يستعد الزوج “جيوف” (توم كورتناي) والزوجة “كيت” (شارلوت رامبلنغ) لإقامة حفل كبير تعويضا عن الحفل الذي ألغي في اللحظة الأخيرة، قبل خمس سنوات بمناسبة 40 عاما على زواجهما، بسبب دخول جيوف غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية عاجلة على القلب، يبدو في الأفق شبح كارثة قد تقوّض تلك العلاقة التي استمرت تلك السنين كلها، ساكنة، مستقرة، ومنسجمة، كما يبدو ظاهريا من السطح الخارجي الذي يغلف حياة الزوجين اللذين لم ينجبا أطفالا.

الداخل والخارج

قصة الفيلم نموذج لأسرة أنكليزية تقليدية تنتمي إلى الطبقة الوسطى، تقيم في منزل كبير بمنطقة ريفية رائعة في شرق أنكلترا، أما في الداخل فهناك الكثير من عدم اليقين، من التشكك، ومن الصمت الذي تقطعه أحاديث عادية كثيرة حول الكف عن التدخين، وعن الكلب الذي يجب أن يخرج للتمشي اليومي المعتاد، وأيضا عن الأصدقاء الذين ينتظرون الاحتفال الكبير المزمع إقامته، وعن الفستان الجديد الذي سترتديه الزوجة في هذه المناسبة، وعن ساعي البريد الشاب الذي كان تلميذا لكيت في الماضي، تلك المعلمة التي أصبحت متقاعدة الآن، والتي لا تدخر وسعا في الاحتفال بالطفل الجديد لساعي البريد الشاب، ومع كل ما تبديه كيت تجاهه من تودد، إلاّ أنه يتطلع إليها في قلق وريبة، فقد عرفها كمعلمة مستبدة، ذات شخصية قوية في الماضي، وهي أصبحت الآن، كأي امرأة أنكليزية تقدّم بها العمر، تملك القدرة على التحكم في مشاعرها ببرود تام.

سيناريو الفيلم مقتبس عن قصة قصيرة للكاتب ديفيد كونستانتين، معتمدا على شخصيتي الزوج والزوجة

أما الزوج جيوف فهو مدير شركة تقاعد من عمله، بعد أن كان قد ارتقى السلم من أسفله، مازال شبح ماضيه النقابي يحلق فوق أفكاره. وجيوف شخصية مليئة بالحيوية والحركة، تبدو عليه سمات الطيبة والهدوء، ويقبل كثيرا على مشاركة كيت الكثير من الأعباء المنزلية.

وفي مقابل هذه الحياة الساكنة المستقرة، تنقلب الأمور فجأة رأسا على عقب، بعد أن يتلقى جيوف مكالمة يعلم من خلالها أن السلطات عثرت أخيرا، بعد خمسين عاما، على جثة امرأة ألمانية تدعى “كاتيا” (لاحظ التشابه بين الاسمين!)، كان جيوف قد ارتبط معها بعلاقة عاطفية قبل مصرعها في حادث انهيار ثلجي في جبال الألب أثناء تزلجها على الجليد.

الاهتزازة النفسية التي تصيب جيوف ليس من الممكن إخفاؤها عن زوجته التي تبدأ في التساؤل عن حجم تلك العلاقة، وعما إذا كان قد ظل جيوف مشغولا بتلك المرأة طيلة السنوات الماضية؟ ولماذا أخفى الأمر عنها؟ ولماذا أسرع الآن -كما نرى- يفتش في دفاتره القديمة، ويخرج كل تلك الصور والشرائح المصورة لكاتيا؟ وهل كان من الممكن دفن هذا السر إلى الأبد، أم كان من الأفضل أن تعرف كيت الحقيقة؟ وهل يمكن أن تغفر له تلك العلاقة الآن بعد أن عرفتها، وهل الأمر مهم إلى هذه الدرجة رغم أن علاقة زوجها بالمرأة الألمانية مضى عليها خمسون عاما، وأنها في حكم الأموات منذ عقود عدة؟

هذه التساؤلات وغيرها كثير، هي ما يدور حولها موضوع هذا الفيلم، كاشفا الكثير من التفاصيل الإنسانية في التركيبة الشخصية للزوجة وزوجها، بل ولمؤسسة الزواج نفسها، وقدرتها على الصمود أمام أحداث تبدو “عادية”، بحيث أنك كمتفرج تنخرط في التساؤل أيضا: وهل من المكن أن يقضي زوجان معا 45 عاما دون أن يعرفا بعضيهما البعض لدرجة كافية، وهل تمضي سنوات العمر سريعة متلاحقة حقا، حيث لا تسمح للمرء بالتوقف والتساؤل عن حقيقة علاقته بالطرف الآخر في تلك “المؤسسة”، وكيف كان هذا ممكنا؟

قصة حقيقية

سيناريو الفيلم مقتبس عن قصة قصيرة للكاتب ديفيد كونستانتين، والفيلم بحكم تكوينه يعتمد اعتمادا أساسيا على الشخصيتين الرئيسيتين، أي الزوج والزوجة، مع بعض التفاصيل والشخصيات الثانوية المساندة، وبالتالي يصبح العنصر الأهم هنا هو الأداء التمثيلي أو تلك المباراة الممتعة بين اثنين من عمالقة التمثيل في العالم: توم كورتناي وشارلوت رامبلنغ.

المخرج دون شك، يدفع الأداء ويحوطه بالوهج، بحيث لا ينحرف المزاج السائد في الفيلم في اتجاه الميلودراما، كما لا يسقط الأسلوب في المنهجية البليدة لما نطلق عليه “المسرح المصور”، الذي يعتمد على الحوار، وعلى الانتقال بين اللقطات من شخصية إلى شخصية أخرى، رغم بروز الحوار بكثرة في الفيلم؛ إنه يعتمد فضلا عن ذلك، على التحكم في نبرات الصوت، الالتفاتات والإيماءات الموحية، الهمسات، والغضب المكتوم الذي يمكنك أن تشعر به لدى كيت، لكنها تعبر عنه بالنظرات أكثر من الحركة المباشرة.

الإضاءة الواقعية داخل المنزل مع الانتقال إلى الخارج، إلى المناظر الطبيعية الساكنة، تجسد الحالة النفسية والمزاجية التي تجعل الشخصية أسيرة المكان، وتجعل للمكان دلالاته الرمزية أيضا: الوحدة والعزلة والبعد عن حيوية الحياة في المدينة، إنه مزاج نفسي يوحي أيضا بمراجعة النفس، أكثر من مراجعة العلاقة مع الآخر.

قصة الفيلم نموذج لأسرة إنكليزية تقليدية تنتمي للطبقة الوسطى، أما في الداخل فهناك الكثير من عدم اليقين

في واحد من أفضل مشاهد الفيلم يحاول جيوف أن يستعيد زوجته إليه، ليمارسا الحب في الفراش بعد سنوات من القطيعة، لكنه يعجز عن الاستمرار في المحاولة، والمشهد ليس مقصودا منه البحث عن المتعة المشتركة، بل النفاذ إلى الطرف الآخر، واستعادة العلاقة الذهنية وتكثيفها في العلاقة الجسدية.

لا يوجد هنا صراخ ولا هستيريا نسائية، كما لا يتمّ التعبير بشكل مباشر تقليدي عنيف عن الألم، لكن هناك حيرة وتفكيرا ورفضا، وإحساسا بأن ما حدث لن يصبح من الممكن نسيانه أو تجاوزه، رغم كونه مجرد “حدث رمزي” يقصد منه تكثيف الغربة رغم كل ذلك العيش المشترك، ورغم ما يبذله الرجل من بسالة حقيقية، لكي يستعيد زوجته إليه، خصوصا في مشهد الذروة خلال الحفل الكبير، أمام حشد من الأصدقاء، حيث تتألق شارلوت رامبلنغ وتثبت أنها مازالت تتمتع بالكثير من السحر والجاذبية التي عرفت بها، رغم أنها قاربت السبعين من عمرها.

أما أداء توم كورتناي، فهو ما ينطبق عليه “الأداء المشحون” الذي يكشف عن قدرة هائلة على التحكم في إبداء المشاعر، في التعبير عن الحب، والرغبة في مواصلة الحياة رغم كل ما يعتريها من عقبات، وهو الممثل المتألق دوما، منذ أن ظهر بقوة على الشاشة في فيلم “عزلة عداء المسافات الطويلة” لتوني ريتشاردسون عام 1962.

التلفزيون المغربي يكرّم محمد البسطاوي

الدار البيضاء - مبارك حسني

... وأخيراً بثت القناة الأولى في التلفزيون المغربي مسلسل «دار الغزﻻن» الذي كانت أعلنت عنه بواسطة ملصقات إعلانية كبرى في سماء المدن المغربية، بعدما انتظره الجمهور لارتباطه بالممثل الكبير محمد بسطاوي الذي خلفت وفاته أخيراً أسى عميقاً في شكل لم يسبق أن عرفته الساحة الفنية المغربية من قبل. ويعود هذا الأمر لمكانة الراحل الفنية، والذي نجح في نسج علاقة خاصة وحميمية مع الجمهور التلفزيوني منذ أكثر من عقد بعد مسيرة سينمائية ومسرحية كبيرة.

البسطاوي الذي شارك في هذا العمل بعد تعاف موقت من مرضه العضال السنة الماضية، جسد في ظهوره الأخير على الشاشة دور رئيس جماعة قروية تمنحه سلطة خاصة يختلط فيها ما هو سياسي بمواصفات بدوية، وما هو موروث من عادات وتقاليد تتميز بالتسلط والعصبية وسيادة الكبار على الصغار والنساء، بخاصة وأن التسلط مرتبط بالغنى والثراء الذي يسمح بالشراء والتحايل والسيادة المطلقة... هذا كله في تعارض مع القيم المستحدثة والأفكار الجديدة المضادة للتقليد والتصورات المتخلفة للمجتمع.

ويبدو الرئيس في دوامة من المشكلات والمواقف التي تتوزع أهواءه التي تربى على تقديس الجميع لها، وضرورات خضوعه للمتمردين والمشككين والمنافسين.

ولكن ماذا لو كان أول المعارضين من لحمه ودمه، وتحديداً ابنته؟ هنا يصبح للمسلسل طابع خاص يلعب البعد العائلي دوراً في التشويق واﻹثارة، ما يعقّد الميزة الدرامية. وهكذا يلتقي المعطى السياسي وهو السمة الغالبة مع تجاذب الرغبات داخل أفراد العائلتين المشكّلتين للمسلسل: عائلة «سي اسماعيل» وعائلة «الحاج الباهي»، متبعاً في ذلك الشكل المعروف عربياً في هكذا مسلسلات.

لكن المسلسل الذي كتبته نرجس المؤدن عبر اقتباس من مسرحية شكسبيرية، يحكي في الأصل قصة طبيب عيون في إحدى القرى يحلم بالاشتغال في المدينة حيث الرفاه وسهولة العيش. وستربطه علاقة بابنة رئيس الجماعة، ما يزرع العاطفة في مركز الأحداث إلى جانب السياسة.

ولا شك في أن البعد السياسي في القصة عبر تناول أجواء الانتخابات البلدية والقروية والصراعات التي تنجم عنها، يضفي ميزة إيجابية على الدراما المغربية، بخاصة وأنه يحبل بكثير من النوادر والمواقف التي تشكل ظاهرة مجتمعية حقيقية كفيلة بتحقيق الفرجة. وهذا يندرج في إطار ما صرّح به مخرج العمل الممثل إدريس الروخ الذي استطاع إظهار إمكانات جيدة في مجال الإخراج الدرامي عبر تجربة سابقة، من خلال المسلسل الرمضاني الخفيف «ياك حنا جيران».

الحلقة الأولى التي بثت الأربعاء الماضي من مسلسل «دار الغزﻻن» بتقنية الـ «اتش دي» المتطورة أصداؤها إيجابية، وأبانت عن إمكانات تسييرية وتشخيصية لا بأس بها مع سلاسة متدفقة في الأحداث، كما أظهرت تحكم المخرج في الفضاء العام، بل وتنويعه في شكل يجعله يقترب من الطابع الواقعي المتوخى، وبالتالي يجعل التماهي ممكناً وبلا تكلف، كما نرى مثلاً في مشهد استقبال الطبيب في ساحة القرية التي زُينت وتم تأثيثها بكل مواصفات الاحتفاء المألوفة في مثل هذه المناسبات، والتي تمنح في الوقت ذاته كل شخصية مناسبة الإعلان عن نفسها بخصائصها ودورها في الدراما. وهو ما يجعلنا نتوقع حلقات مقبلة حبلى بكثير من المفاجآت الإخراجية.

يذكر أن المسلسل صوّر بالقرب من مدينة أصيلة الجميلة في قرية تضم الوادي والبحر وكل المرافق المطلوبة للوقائع المسرودة حتى تمر في أفضل ظروف التصوير. ووضع ديكور جامع وموحد غير محدد بمجال جغرافي معين مع إضافة اسم «دار الغزلان» كاسم مختلق ومتخيل. وتضم قائمة الممثلين أسماء معروفة مثل محمد الشوبي ومريم الزعيمي ونورا الصقلي وسعيد باي وآخرين أبرزهم ابن الممثل الراحل، الشاب أسامة بسطاوي في دور الطبيب.

واللافت أن هذا المسلسل حقق عند عرض الحلقة الأولى منه الأسبوع الماضي نسبة مشاهدة كبيرة، ما أعاد بعض الحياة إلى القناة الأولى وجعلها في موقع المنافسة مع القنوات الرسمية الأخرى. وهو أمر محمود لو تطور وصار حقيقة تلفزيونية مغربية.

ويبقى الظهور الأخير للممثل القدير محمد بسطاوي الذي تضمن جينيريك المسلسل إهداء له، حدثاً متميزاً.

مهرجان فرايبورغ السينمائي يوجّه تحية إلى سوريا

العرب/ أحمد محمد

فيلم 'تحية إلى سوريا' فرصة حقيقية كي يطلع المشاهد الأوروبي على طبيعة الصراع الدائر في سوريا.

ضمن فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان فرايبورغ الدولي، أقامت إدارة المهرجان برنامجا خاصا بالعروض السينمائية السورية تحت عنوان “تحية إلى سوريا”.

انطلقت بسويسرا فعاليات مهرجان فرايبورغ السينمائي الدولي في الحادي والعشرين من مارس الجاري، وتستمر حتى الـ28 منه، وفيه دعت لجنة المهرجان المخرج السوري أسامة محمد لانتقاء العروض السينمائية السورية التي تعرض ضمن فعاليات دورتها الحالية.

الحديث عن السينما السورية، يقود دوما إلى الحديث عن أحد أهم روادها، السينمائي الراحل عمر أميرلاي، الذي سيعرض فيلمه في المهرجان السويسري “الحياة اليومية في قرية سورية” (1974).

والشريط التسجيلي الذي أنجزه صاحب “الطوفان في بلاد البعث” بالشراكة مع الكاتب السوري الراحل سعدالله ونوس، يشكل واحدا من الأفلام السورية التي لا بد من العودة إليها عند مطالعة النهج الذي سلكه أميرلاي في أفلامه، مجابها فيه وبلغته السينمائية الخاصة، الطغيان بكافة أشكاله.

ومن الأفلام السورية التي أنتجت قبل زمن الثورة السورية، سيعرض أيضا الفيلم الوثائقي “رحلة في الذاكرة” (2006) للمخرجة السورية هالا محمد. وتقدم شقيقة مخرج “صندوق الدنيا” أسامة محمد، في فيلمها الأخير حكايات عن ثلاثة مناضلين سوريين هم ياسين الحاج صالح وغسان جباعي وفرج بيرقدار، وتجربتهم في واحد من أبشع السجون السياسية التي عرفتها المنطقة العربية وهو سجن “تدمر” الصحراوي. أيضا، من الأفلام المنتجة قبل انطلاق الانتفاضة السورية، سيعرض فيلم المخرج السوري الشاب ميار الرومي “في انتظار النهار” (2003). كما أدرجت في البرنامج مجموعة من الأفلام السورية التي صنعت في زمن الثورة السورية، والتي تستطيع أن تروي للمشاهد الأوروبي جزءا من حقيقة الصراع الدائر في سوريا.

الحديث عن السينما السورية يقود دوما إلى الحديث عن أحد أهم روادها، السينمائي الراحل عمر أميرلاي، الذي سيعرض فيلمه في المهرجان السويسري 'الحياة اليومية في قرية سورية'

وسيعرض فيلم “ماء الفضة” (2014) الذي أنجزه أسامة محمد بالشراكة مع وئام سيماف بدرخان، وقد حصد على العديد من الجوائز في عدد من المهرجانات العالمية. وفي نفس السياق، سيعرض فيلم “العودة إلى حمص” (2013) لطلال الديركي، وفيلم “بلدنا الرهيب” لعلي الأتاسي وزياد حمصي، و”صباحا أخاف.. مساء أغني” (2013) للسوريتين رولا اللاذقاني وسلمى الديري، وسيعرض المهرجان في أيامه السورية أيضا فيلم “مسكون” (2014) للمخرجة لواء يازجي.

ومن الإنتاجات السينمائية السورية التي حققت حضورا لافتا في السنة الماضية، سيقدم أيضا خلال الأيام السينمائية السورية في فرايبورغ، فيلم “الرقيب الخالد” (2014) للمخرج السوري الموهوب زياد كلثوم.

وضمن الأيام السورية، ستعرض العديد من الأفلام السورية القصيرة، ولا سيما تلك التي وثقها ناشطون وسينمائيون شباب، لا يزال بعضهم في سوريا حتى هذه اللحظة، يعيش جحيم الحرب مع طرفين متماثلين في الجوهر: نظام الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية.

“تحية إلى سوريا” فرصة مهمة لتقديم صورة عن الصراع الدائر في سوريا، خصوصا بعد أن استطاع نظام الأسد وحلفاؤه، تحوير الصراع عن جوهره، والترويج له على أنه حرب ضدّ التطرف والإرهاب.

كوبا تنتج أول فيلم خيال علمي في تاريخها

أحداث الفيلم الكوبي تجري في مستقبل غير بعيد، داخل مجتمع يتزايد فيه دور النباتات في التغذية، حيث يصبح تناول اللحوم محظورا.

العرب/ هافانا - أنتجت كوبا مؤخرا أول فيلم خيال علمي في تاريخ الجزيرة حمل عنوان “أوميغا 3” لمخرجه إدواردو ديل لانو، وهو عبارة عن مزيج من لقطات واقعية وأخرى كرتونية.

وعن فكرة الفيلم يقول المخرج إدواردو ديل لانو “أردت دائما تحطيم الصور النمطية، لكن عندما يعيش بلدك ظروفا خاصة فواجب عليك أن تتحدث عن ذلك، إن التشدّد الذي يتحدث عنه الفيلم نجده في أماكن متعدّدة وعلى أشكال مختلفة وقد عانينا كلنا من ذلك”.

أحداث الفيلم تجري في مستقبل غير بعيد، داخل مجتمع يتزايد فيه دور النباتات في التغذية، حيث يصبح تناول اللحوم محظورا إلى درجة اندلاع حرب عالمية يريد النباتيون من خلالها فرض نظام حميتهم على باقي سكان الأرض.

ويقول نجم التلفزيون الكوبي، كارلوس كونزالفو، الذي يقوم بدور البطولة في الفيلم “استعمل إدواردو موضوع التغذية كعذر للتطرق إلى معاناة البشرية من أشياء أكثر تعقيدا من أكل البيض أو اللحوم، أراد على الأخص أن يسلط الضوء على الحمية التي يتحمّلها الكوبيون منذ سنين”.

أما بطلة الفيلم الممثلة الكوبية دايلينيس فوينتس، فتقول عن غرابة قصة الفيلم: التجارب قبل لعب الدور كانت هي الأصعب، عندما حدثني مخرج العمل إدواردو عن لقطة فيها صراع بين مجموعة “فيكس” النباتية و”ماك” الجرثومية، ظننت أن الفيلم يتناول قصة إحدى ماركات الجعة، لم نفهم الموضوع إلاّ في النهاية. كان الأمر مضحكا!

ومن المنتظر أن يتجوّل فريق عمل الفيلم عبر العالم خلال هذه السنة، لتقديمه في أكثر من مهرجان دولي. وقد كان أول عرض دولي لفيلم “أوميغا 3”، خلال مهرجان “فونتس بورتو” في البرتغال.

العرب اللندنية في

24.03.2015

 
 

سلاحف النينجا .. مجاري نيويورك تحمي الخير !

أسامة صفار

تظهر الحيوانات جنبا إلى جنب مع الإنسان على شاشة السينما منذ عقود طويلة, بل إن بعضها نال شهرة فاقت النجوم من البشر مثل القردة الشهيرة " شيتا " التي قامت برعاية " طرزان " في طفولته طبقا لرواية الكاتب الأمريكي إدجار آلان بو، ثم الأفلام المأخوذة عنها بعد ذلك, كما اشتهر حصان "سكورسيزي" في فيلم   war horse"" رغم كونه آليا وليس حيوانا حقيقيا.
 
وتدعو الضرورة الدرامية أحيانا لوجود الحيوان كما قد يصبح وجوده في الفيلم من طبائع الأمور وخاصة في البلاد التي يُعتبر فيها جزءا من الحياة الاجتماعية, ففي الريف المصري - مثلا - تتواجد حيوانات مثل البقر والجاموس والحمار باعتبارها جزءا من حياة الريف وكذلك في أفلام الغرب الأمريكي (الويسترن) من المستحيل الاستغناء عن الحصان باعتباره في هذه الحالة من مفردات المجتمع الأساسية.

وقد تطور استخدام السينما للحيوانات بشكل فردي أو جماعي مع الاحتفاظ بتصوير طبيعتها الحيوانية إلى تصويرها باعتبارها كائنات عاقلة كما في الأجزاء الثلاثة لفيلم "كوكب القرود" بعيدا عن الفانتازيا وبجدية تامة وبالغ السينمائيون إذ قسّموا القردة - كما الإنسان - إلى أخيار وأشرار
وتغيرت هذه الطبيعة تماما في سلسلة سلاحف النينجا سواء تلك الكرتونية أو السينمائية وظهر فيلم "سلاحف النينجا المراهقين" أو"Teenage Mutant Ninja Turtles" في ديسمبر 2014, والذي قرّر صناعه ألا يقدموا السلاحف أو الفأر كما يعرفهم العالم وإنما بأشكال جديدة وقدرات مختلفة, وبالقصة نفسها التي طُرحت كمسلسل رسوم متحركة من قبل مع تعديلات بسيطة تتسّق وكونه عملا سينمائيا.

وتدور أحداث الفيلم في قالب من المغامرات والكوميديا حيث تحتاج مدينة نيويورك إلى الأبطال، بسبب سيطرة قوى الظلام عليها بقيادة (شريدر) وعصابته، ويتحكمون في كل شيء بدءًا من الشرطة ونهاية بالسياسيين الفاسدين, ويبدو المستقبل مظلمًا حتى ينهض الأبطال الأربعة (رفاييل، ومايكل أنجلو، وليوناردو، ودوناتيلو) من شبكة المجاري للتصدّي للخطر المحدق وتقف السلاحف ومعها المعلم (سبلينتر) ومذيعة الأخبار (أبريل) في وجه الأشرار من أجل إنقاذ المدينة, وبلغت تكلفة إنتاج الفيلم حوالي 125 مليون دولار، فيما بلغت إيراداته حول العالم أكثر من 477 مليون دولار.

ويعود الأصل في العمل سواء كان مسلسلا أو فيلما إلى قصص مصورة من إنتاج Mirage Studios في عام 1984, وتدورأحداثه في مدينة نيويورك بشكل رئيسي وكان أول بثّ رئيسي له في تاريخ 28 ديسيمبر 1987, أما الثاني فقُدِّم في 8 فبراير 2003.

وفيلم "سلاحف النينجا المراهقين" ليس إلا عمل فني بسيط ومسلي يبدو وكأنه لا يحمل عُمقا وهو أيضا يحمل كل ملامح الأعمال التجارية والتي تحاول أن تكون كوميدية - وإن فشل في ذلك بشكل مزري - ويشمل أيضا مشروع قصة حب خضوعا لشروط السينما

لكن السلسلة كلها تحتاج في بنيتها وملامحها إلى قراءة لا تتعلق بالترفيه بقدر ما تتعلّق بالرسالة الكامنة خلف الصورة التي تقدمها وهي قراءة قد تقترب من رؤية صناع العمل كما تقترب من تأثيره على مشاهده الذي بدأ معه طفلا ثم كبر بينما بقيت السلاحف علي حالها, ولا يوجد في سلسلة "سلاحف النينجا" اختيار لا حكمة له, فكل ملامح القصة تحوي رسائل شتى لكنها تصب في النهاية في رسالة كبري ولعل استعراضها بالتفصيل يوضِّح الأمر

تدور الأحداث في مدينة ذات طابع حداثي بما يعنيه ذلك من استبعاد النموذج المعماري الإنساني واللجوء إلى معمار لا هوية له ولا يُعبِّر عن شخصية حضارية بعينها فهو ليس إلا كتل أسمنتية تصل إلى عنان السماء التي لا تظهر في العمل إلا نادرا وتمنح الفرد شعورا بالضآلة .. هذه المدينة تشهد صراعا أبديا بين الخير والشر, أما الخير فتُمثِّله كائنات سوبر تجمع بين ذكاء الإنسان وقوة الحيوان، وتبدو مقولات الفيلسوف الألماني نيتشه حول "الإنسان السوبر" واضحة خاصة بعد اختيار السلاحف والتي تُعدّ (حلقة وصل) تطورت عبر طفرة من  المائيات إلى البرمائيات، ويتضّح هنا التوازي بين فكرة (الإنسان) على اعتبار أن الإنسان العادي والذي عاش قديما (قبل الظهور الأمريكي) وبين السوبر إنسان الذي يعيش في نيويورك وكما تُظهر السلسلة (طفرة ما) حدثت للسلاحف أدّت إلى النتيجة التي تظهر على الشاشة، فإن ثمة إنسان سوبر يعيش في نيويورك نتيجة طفرة أمريكية.

ويتعاون مع السلاحف (في الخير) مراسلة تليفزيونية هي أبريل أو نيسان (قدمت شخصيتها في الفيلم الأخير الممثلة ميجان فوكس) والتي يعني اسمها بالضرورة بداية الربيع أو تفتُّح الزهور والوصول إلى مناخ أكثر حيوية و"أبريل" هو الاسم الذي أطلقه الامبراطور أوغسطين على الشهر الرابع من العام ولكنه يعني هنا بالضرورة دلالة على بدء حقبة زمنية جديدة تتسم بالحيوية والجمال و"تفتُّح الزهور". 

وقد ظهر "رمز الشر" في السلسلة الكارتونية باسم "شريدر" وهو ذلك الشخص ذي الأصول الأمريكية لكنه تربّى وعاش في البيئة اليابانية وعاد ليحاول السيطرة على نيويورك، وفي كل مرة يُهزم من السلاحف لكنه لا يتوقّف ويحمل عداءا خاصا لزعيمهم ووالدهم الروحي الفأر "سبلنتر" وتعني ترجمة الاسم "المنشق" وتربطه بسلاحفه وحدة المصير كما تربطهم فكرة الدفاع عن المدينة والوقوف ضد الشر الذي تمثّل في "شريدر" وعصابته

ويطلق على "سلاحف النينجا" أسماء أربعة من أعظم وأشهر فناني عصر النهضة وهي، "مايكل أنجلو" و "دوناتلو" و "رافائيلو" و "ليوناردو"، ومرة أخرى ترث نيويورك تراث الفن العالمي في مجالات النحت والرسم والشعر (مايكل أنجلو كان شاعرا أيضا بالإضافة لمواهبه في النحت والرسم), لكن المدهش أن العصر نفسه فيما بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر شهد أشرس وأقوى صراع في تاريخ أوروبا بين الدين والسياسة، وشهد تطورا علميا أدى إلى تطوير الفنانين لأدواتهم الإبداعية على الأرض الإيطالية وهم أيضا يتناولون البيتزا كطعام مفضل وهي ثقافة إيطالية

وبقدر ما تبدو نيويورك هي تاج المدن ووريث الحضارة العالمية بنقاطها المضيئة، فإن التناقض يبقى جليا بين كل الميراث وبين القبول بحماية (حيوانات) للإنسان فيها (!) لكن الدهشة تقلّ إذا علمنا أن الهدف النهائي يكمن في تصور حداثي للعالم يرى أن استبعاد كل القيم القديمة هو الطريق للمستقبل، ويسلك سبل رفع القداسة عن كل ما هو إنساني وإعادة اختبار الحياة طبقا لمتطلبات الواقع، وقد نشأت بذور الحداثة وبلورتها غضبا من الدمار الذي أحدثته الحرب العالمية الأولى والثانية لتبشِّر بخلخلة كل ما هو ثابت وإعادة غربلته بما فيه الإيمان بوجود خالق للكون, ومن الواضح هنا أن النموذج الفكري المطروح ينفي وجود إله نظرا لأبدية الصراع وعدم وجود نهاية له.

نيويورك .. مدينة العالم  

تدور الأحداث المتعلقة بالسلاحف في مدينة "نيويورك" الأمريكية وهي عبارة عن كتل أسمنتية عملاقة مزروعة، يشعر السائر بينها أنه نملة أو أقل، ولا يستطيع أن يرى السماء إلا فيما ندر. وفي الفيلم والمسلسل ينتهي أفق الكاميرا بحائط في أغلب الأحيان، فلا أفق مفتوح ولا سماء و حتى الأماكن المفتوحة "مخزن الكيماويات الذي تعرّض للسرقة أو غيره" تتم السرقة ليلا وبالتالي فإن آخر نقطة في الأفق هي الظلام

ولنيويورك بريق خاص، بريق تبتدعه وقائعها الثقافية ذات الأحداث الحافلة بالتفرُّد والاستثنائية، المكتنزة دوماً بالإبداع والحداثة, وهي مدينة ذات أهمية تاريخية سواء في نوعية تخطيطها أم في أسلوب مبانيها وطبيعة أحداثها وطريقة تأسيسها

وقد ظهرت العمارة الحداثية في نيويورك منذ بداية القرن العشرين مُتمثِّلة في عدة مدارس للفكر حيث لم تكن راضية عن الأوضاع السائدة، على ضوء الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الأولى، وانتشار القلق والخوف، وغياب اليقين، وسقوط مقولات الحقائق الثابتة، وتداعي منظومة الأفكار والأخلاق التقليدية المحافظة، وتراجع القيم الفنية الكلاسيكية، وبروز روح التمرد الفردي، والانشغال في البحث عن حلول لأزمات الإنسان والتعبير عنها في الثورة لا في وعود الميتافيزيقيا، وأخذت تدعو إلى نشر أفكار جديدة في الفن والأدب والفلسفة والعمارة وغيرها، فكانت هذه الاتجاهات الفكرية بمثابة نذر الدعوة إلى عمارة جديدة تُعبِّر عن روح الحداثة، ليس في أوروبا وحدها، ولكن في العالم أجمع.

وسعى الرواد من المعماريين الحداثيين إلى إيجاد طراز جديد يُعبِّر عن النظام الاجتماعي والاقتصادي لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وذلك بالتركيز على احتياجات الطبقتين العاملة والوسطى. وقد رفضوا فكرة تطوير الطرز التاريخية والتي خدمت النظام الأرستقراطي المتداعي.

كان المنهج الذي سار عليه الحداثيون يقوم على اعتبار المباني أشكالا أو كتلاً مجردّة وإزالة كل الإشارات التاريخية والزخرفية لصالح التفاصيل الوظيفية. وصارت المباني تظهر هيكلها الإنشائي وجسور الحديد والأسطح الخرسانية بدلاً من أن تخفيها خلف أشكال تقليدية

وقد صارت هذه العناصر ذاتها محل اعتبار جمالي, وهو ما يبرر خروج السلاحف من "المجاري" لحماية نيويورك دون حساسيات، وهو ما يُعدّ أيضا صدى لمقولات تردّدت في الأدب والإبداع بشكل عام حول استخراج الجمال من القبح, ومع حلول عشرينيات القرن العشرين، كانت هناك أربعة أسماء معمارية قد حققت شهرة واسعة هي "لو كوربوزيه" في فرنسا، و"لودفيغ ميس فان دي روهي" و"وولتر غروبيس" في ألمانيا، و"فرانك لويد رايت" في أمريكا، وترك رايت الذي نادى بأن تكون العمارة جزءا عضويا من البيئة تأثيراً كبيراً على "دي روهي" و"غروبيوس".

وفي العام 1932 أقيم معرض مهم هو المعرض الدولي للعمارة الحديثة. وظهر فيه وجود اتجاهات معمارية متشابهة من حيث الطراز ولها هدف عام مشترك, وقام المعماريان هنري هيتشكوك وفيليب جونسون بجمعها تحت طراز واحد أطلقا عليه اسم "الطراز الدولي" في كتاب مشترك حدّدا فيه خصائص وسمات الحداثة على مستوى العالم، والتي كان الطراز الدولي أحد أبرز صفاتها

بدأ المعماريون يتجهون إلى الخطوط الهندسية المستقيمة وينزعون إلى بساطة الشكل، وأصبحت المخططات وظيفية ومنطقية وسهلة، وهكذا انتشرت عمارة الحداثة التي صارت تعبر عنها ناطحات السحاب، ومن أشهر الأمثلة على ذلك مبنى الأمم المتحدة في نيويورك الذي صمّمه "لوكوربوزيه".

وعكست فلسفة "لوكوربوزيه" بعض أهم ملامح التوجهّات الفكرية للحداثة المعمارية، يُعدّ لو كوربوزيه أشهر معماري في القرن العشرين على الإطلاق، وقد امتدّ تأثيره الطاغي إلى فلسفة تخطيط المدن أيضا، بلغت شهرته حدا جعلت بلده الأصلي سويسرا تضع صورته على عملتها.

وتأثرت عمارة الحداثة بالثورة الصناعية التي أدت إلى اتخّاذ المدن لطابعها، مما أدى إلى ثورة الرجوع للطبيعة ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة, ومرت العمارة الحديثة بعصر قوتها في العشرينات وهو العصر الذي صاحب ازدهارها، ثم زاد انتشارها في الخمسينات، ومع نهاية الستينات، وفقدت هذه الحركة كثيراً من قوتها الأيديولوجية بوفاة لو كوربوزييه عام 1965م، كما فقدت في نفس الوقت الكثير من قيمتها الروحية والعاطفيه كمحاولة للتأثير على المجتمع، وإن كان البعض مهتمين بها.

وانفصلت الحداثة المعمارية نهائيا عن لغة العمارة، هذه اللغة التاريخية التي عبرّت عن الإنسان الذي أنشأ العمارة من أجله, وبقيت عمارة الحداثة بدون لغة وبدون هوية "لأن اللغة هي المُعبِّر عن الهوية" كما يقول هيدغر الفيلسوف الألماني، وليس بإمكاننا اعتماد عمارة لا هوية لها ولا تساعد الإنسان على العيش في بيئته التاريخية والاجتماعية. لقد كانت العمارة تُعبِّر عن مفهوم قومي، ثم أصبحت اعتباطية فاقدة الشخصية، فالعمارة كما يقول هيدغر هي"بيت الوجود", ومع أن العمارة أصبحت في عالم الحداثة بعيدة عن شروط "اللقاء والتوافق والسكينة".

وتجاهلت عمارة الحداثة هوية التشخيص إذ أصبحت الأشكال - كما يقول "مس فان دي رو" - نتيجة عملية التصميم والابتكار، وأقرّ العالم أن إهمال لغة الذاكرة التاريخية في الحداثة المعمارية، دفع المعمار إلى التعويض عن التاريخ بالحوافز الصناعية، فأصبحت الحداثة مجرد هواية ومغامرة اعتباطية.

هي إذن عمارة يتحول معها الإنسان إلى مجرد نملة تسير بين كتل أسمنتية عملاقة, وتعكس شعورا بالضآلة للفرد مع الكثير من الاغتراب والفراغ

ومدينة تحمل طابعا معماريا بهذا الشكل ينبغي أن تظهر فيها قوى بديلة وغامضة ولا حدود لقدرتها لحماية البشر الضعفاء، وبدلا من اللجوء للإله لجأ صانعو العمل للسلاحف لتكون كائنات الحماية حيث استُبعدت الميتافيزيقا طبقا للرؤية الحداثية للعالم.

السلاحف 

اختار صناع العمل أن تكون "السلحفاة" من بين كل الحيوانات هي النموذج الذي يتم اختياره لدور البطولة في العمل، وهو حيوان برمائي أي يستطيع العيش في البيئة المائية وعلي اليابسة و طبقا لمنطق التطور فقد حدثت له طفرة مكنّته من العيش على اليابسة بعد أن كان مائيا فقط.

والسلحفاة زاحف من ذوات الدم البارد، جسمها محمي بدرقة صلبة، وهناك نوعان من السلاحف الأول بري وبعضها مائي، وتشترك السلاحف في نفس الخصائص التي تتميز بها كل الزواحف ومن بينها أنها تتنفس برئتين (السلاحف البرية والمائية أيضا)، ولها قلب مؤلّف من أذينين اثنين وبطين واحد، تتكيف حرارة جسمها مع الوسط الخارجي.

ليس للسلحفاة أسنان لكن شبه منقار قوي قد تصل قوة ضغطه إلى 80 كيلو جرام تطحن به الطعام, وتتنقل السلحفاة علي الأرض ببطء بسبب قصر أطرافها وثقل درقتها ولذلك ضُرب بها المثل في البطء، وكما يضرب المثل بالأرنب في العدو السريع ولذلك تواترت الحكايات العالمية التي تروى عن سباق بينهما تفوز به السلحفاة رغم بطئها بسبب إصرارها

ويعتبر الصينيون السلحفاة البرية فألاً حسناً ويستبشرون بها، ولذلك توجد تماثيل للسلاحف في الحدائق الصينية، ويقولون بأن وجود تمثال للسلحفاة السوداء يجلب المال والحظ السعيد غالباً ما يصورونها تحمل في فمها عملة ذهبية, ويُضرب بها المثل في طول العمر والبطء، حيث تعيش بعض السلاحف أكثر من مائة عام وكما يُقدِّس الصينيون السلحفاة فإن اليابانيون يقدسون الفأر كذلك، لكن الهندوس بالغوا في الأمر فأنشأوا له أكثر المعابد غموضا على وجه الأرض يُقدَّس هو معبد كارني ماتا في ولاية راجيستان الهندية, وأصبحت مكانا مقدسا للعبادة منذ 500 سنة، أما سبب تقديس الفئران فلأن الهندوس يعتقدون بأن هذه الفئران هي أرواح الأطفال الموتى حيث تخبرنا الأسطورة الهندية بأن الإلهة كارني ماتا حاولت استرجاع روح أحد الأطفال الموتى ولكنها فشلت في ذلك لأن ياما (إله الموت لدى الهندوس) كان قد استلم جسم الطفل ونسخه إلى إنسان ثانٍ (تناسخ وتقمُّص الأرواح لدى الهندوس) ولذلك غضبت كارني ماتا لأنها لم تستطع إرجاع روح الطفل وأمرت بأن تتقمص أرواح الأطفال الموتى شكل الفئران، قبل أن تتحول إلى بشر مرة ثانية ولهذا السبب فإن هذه الفئران في المعبد والتي يسميها الهندوس "الكامبا" أو الأطفال الصغار، ينظر إليها الهندوس على أنها تختلف عن بقية الفئران التي تعيش خارج المعبد.

وفأر السلاحف هو الأب الروحي الذي يكبر سلاحفه قليلا ويملك وعيا سابقا عليهم، وقد هداه هذا الوعي إلى رعايتهم كأبناء له ثم علمهم (الفيلم) فنون القتال، وقام بحمايتهم من التطلُّع لحياة البشر العاديين في عمر المراهقة وهو صاحب الحكمة في السلسلة والقائد الذي يحظى باحترام كبير.

النينجا 
ورثت السلاحف تراث النينجا بما يحمله من قدرات قتالية من بينها الاختفاء و قدرات إنسانية تلخص تراث وحضارة وحكمة شعوب شرق آسيا وخاصة اليابان والصين، والنينجا كجماعة بدأت الكتابة عنهم في القرن الخامس عشر كمنظمات قتالية هيمنت على مناطق في وسط اليابان، والنينجا أيضا شعب روحاني جداً وقد عاش اليابانيون الأوائل يعتقدون أن عالمهم المكون من الأنهار والجبال والبحيرات والأشجار يحمل طاقتهم وروحهم الخاصة

أما طرق القتال فقد بدأت بالصين, وبالتحديداً بعد سقوط سلالة (تانغ) حيث هرب العديد من المحاربين المطرودين والفلاسفة وقيادات الجيش إلى اليابان لتجنُّب عقاب حكام الصين الجدد, ويُعتقد أن عائلات النينجا قد تعرّضت للعديد من استراتيجيات وفلسفة هؤلاء المحاربين المنفيين على مرّ القرون, وهو ما ساعد على تشكيل ما أصبح يُعرف بالنينجوتسو, تأثرت النينجا أيضا بمجموعة من الأشخاص يُطلق عليهم (شوجينجا) الذين تجولوا في نفس المناطق الجبلية التابعة للنينجا وكانت طريقة الشوجيندو الروحية لاكتشاف الذات تتكون من إخضاع النفس لظروف الطقس والأرض القاسية في تلك المنطقة لأخذ القوة من الأرض نفسها, فهم يمشون على النار ويقفون خلف الشلالات المجمدة ويتعلقون على حافة المنحدرات في محاولة للتغلب على الخوف واكتساب قوى الطبيعة.

لم يكن لشعب النينجا طبيعة المحاربين بالذات ولكنهم كانوا يتعرّضون باستمرار لمضايقات المجتمع الحاكم في اليابان, فقد كانوا يخضعون بشكل روتيني لنظام الضرائب الغير عادل والاضطهاد الديني, ثم تعلموا في النهاية كيف يدافعون عن أنفسهم بشكل فعّال أكثر فأكثر واستخدموا معرفتهم الرئيسية بأعمال الطبيعة بالإضافة لتقنيات عسكرية توارثوها عبر السنين مثل الأسلحة ضد جيوش الحكومة المتفوقة عددياً, واستخدموا أي حيلة أو خرافة أو استراتيجية لحماية أنفسهم.

وفي حالات الضرورة كانوا يلجأون للخدع السياسية لضمان السلام، وكان هناك مايقارب سبعون أو ثمانون عشيرة نينجا تعمل في مناطق (كوجا وايجا) في اليابان أثناء قمة نشاط النينجا, ومعظم هؤلاء النينجا كانوا ينحدرون من الساموراي المطرودين.

عصر النهضة 

إطلاق الأسماء الأربعة على السلاحف ليس فقط رمزا لميراث عصر النهضة من الفن والإبداع، ولكنه يجاوز ذلك إلى ميراث المعركة التي حُسمت لصالح (العلمانية) انتصارا على قيم السيطرة الكنسية، لكنها تُترجم في العمل إلى استبعاد الدين والإله طبقا للقيم الحداثية، وفن عصر النهضة مصطلح يرمز للفن في الفترة ما بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر، وهى فترة ميلاد نهضة رائعة, إذ حدد الفنانون معالم التطور في الفن الإيطالى, وأصبحت في المدن الإيطالية مراكز للثقافة الفنية, ومع بزوغ فجر حضارة عصر النهضة تحولت مادة الحياة الطبيعية موضوعاً لملاحظة الفنانين الذين ساهموا في تقوية الاتجاهات الواقعية وفى اتباع الذوق في الفن المرتبط بالوجود الحقيقى. بدلاً من رسم الموضوعات (الميتافيزيقية) وبذلك استغنى فنان عصر النهضة عن الأساليب التى يغلب عليها (الصياغات الرمزية) و(التخطيطات الزخرفية).

وقد تطورت (العلوم التجريبية) في ذلك الوقت فكان على الفنان أن يبحث عن طرق جديدة، تُحقِّق الوحدة الزمانية والمكانية للموضوعات التى تصور البشر بعواطفهم الدافئة، في البيئة الطبيعية، وبروح درامية عميقة

وساد في عصر النهضة اتجاه لإحياء الجمال المتجسد في نماذج الفن الرومانى القديم, ذلك الجمال الحسِّى الذى تكتسب من خلاله الأشكال قواماً مادياً، وتشيع مع هذا الجمال عناصر الحيوية والحركة بدلاً من الطابع (الإستاتيكى) الذى كان يميز جمالية فن العصور الوسطى, ومن فنانى عصر النهضة "ليوناردو دافنشى" 1452-1519 الذى استخدم أسلوباً متميزا في التكوين يوحى بالعمق والشفافية, ومعه انتقل فن التصوير من المتفرد الحسى إلى المتنوع وإلى الزمانى, وابتدع الفنان طريقة في التعبير عن الزمان بتحديد مسلك الأجسام المصورة، وبتحديد القوى المؤثرة عليها

أما دوناتيلو 1386 – 1466فهو نحّات إيطالي من فلورنسا، يُعدّ من أشهر النحاتين إلى جانب مايكل أنجلو، ومن فناني إيطاليا المعروفين في القرن الخامس عشر وفي عصر النهضة الأوروبية، عُرف بنحته للشخصيات البشرية وقصصه الدرامية بعد أن درس النحت الروماني القديم ثم دمج أفكاره مع مراقبته الحادة والعاطفية للحياة اليومية، وابتكر دوناتلو أسلوب النهضة الإيطالية التي عرضها على حوائط كنائس روما وسيينا وبادوفا في مختلف المراحل من حياته.

ومايكل أنجلو رسام ونحات ومهندس وشاعر إيطالي، كان لإنجازاته الفنية الأثر الأكبر على محور الفنون ضمن عصره وخلال المراحل الفنية الأوروبية اللاحقة، وقد اتخذ من جسد الإنسان موضوعا أساسيا بالفن، وكان يؤمن أن الفن مصدره أحاسيس داخلية متأثرة بالبيئة التي يعيش فيها الفنان، ويُعدّ واحدا من ألمع رجال عصر النهضة الأوروبية وواحدا من أعظم الفنانين في جميع العصور.

ويُعدّ رافاييل واحداً من أعظم رسامي عصر النهضة الإيطالية وأكثرهم تأثيراً, رسم المناظر التاريخية والأسطورية والصور الشخصية, وكان لتكويناته الفنية المتوازنة وأشكاله المثالية التأثير الهائل على جميع فناني عصر النهضة, كان له طابعه الخاص القائم على التدرُّج اللوني الدافئ وعلى المواضيع الهادئة والمناظر الواسعة

وسلاحف النينجا ليست مجرد قصص مصورة أو حلقات مسلسل كارتوني لا نهائي أو سلسلة أفلام فقط ولكنها تصور حداثي كامل عن العالم وماهيته ومصيره استطاعت العقلية الأمريكية إنتاجه في صورة قصصية وتلقفته هوليوود لتعيد إنتاجه علي صورة أفلام تتابع من خلالها ما بدأته الرسوم المتحركة مع الأطفال قبل عدة سنوات. وقد صاروا رجالا تغذي تلك العقيدة التي أرسلت علي هيئة صور وحكايات لا تخاطب العقل بقدر ما تخترق الوجدان, لذا كانت سلسلة سلاحف النينجا من أخطر ما قُدِّم في الميديا عبر التاريخ.

الجزيرة الوثائقية في

24.03.2015

 
 

أيّام السينما العراقية.. الاشتغالات الإخراجية

كاظم مرشد السلوم

لو تفحصنا الأفلام السينمائية التي أنتجت ضمن فعالية بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013، وبعد كل اللغط الذي دار وما زال حولها، والذي تركز في إعطاء منح الأفلام الكبيرة إلى أناس لا علاقة لهم بالسينما من قريب ولا من بعيد، نجد أن بعض مخرجي هذه الأفلام لم يسبق له أن اشتغل في السينما أو في الإخراج السينمائي تحديداً، لكنه حصل على دعم مالي قد يكون كبيراً، ومع ذلك فانه لم يستطع أن يحقق فيلماً سينمائياً مهماً، بل إن بعضهم فشل بامتياز، ففاقد الشيء لا يعطيه كما يقول المثل.

بعض المخرجين الذين سبق لهم أن عملوا في السينما عبر التمثيل في عدد من الأفلام السينمائية، أو كمصورين لبعض الأفلام القصيرة، أو الوثائقية، هؤلاء وضعوا كل جهدهم في سبيل انجاز فيلم مهم، ومع ذلك لم يستطيعوا أن يحققوا ما هو مطلوب في إنتاج فيلم سينمائي يتوافر على اشتراطات الصناعة السينمائية، ربما يكونون قد صرفوا كل ما منح لهم من مال، وقد يكونون قد صرفوا من مالهم الخاص، لكن هذه هي حدود إمكانياتهم الإخراجية، وكانت أفلامهم خير معبر عن امكانياتهم.

بعضهم الآخر وهــو الذي حصل على الدعم المالي عبر وساطات أو علاقات مشبوهــة كما يقال، مثل القرابة والعلاقات الشخصية وغيرها، هؤلاء أنجزوا أفلاماً بدا واضحاً عليها سرعة الإنتاج والتقشف الكبير فيه، حيث أماكن التصوير بسيطة ومحدودة، وعدم وجود تنوع في اللقطات، والقصد من كل ذلك هو توفير أكبر قدر من المنحة المالية لتدخل في جيوبهم الشخصية، برغم أن بعض هؤلاء هم أسماء فنية كبيرة، ومن المعيب أن يتصرفوا بهذا الشكل، على الأقل من باب احترام تاريخهم الشخصي وتاريخهم الفني.

في الجانب الآخر اشتغل قسم معين وهم يراهنون على قدرتهم في ولوج عالم الاخراج السينمائي وحرصهم على إخراج فيلم سينمائي يمثل علامة مهمة في منجزهم الفني، لذلك استدعوا مدراء تصوير محترفين، ومديري إضاءة، ومحترفي الصوت، وماكيير بارع، هذه الأمور رفعت من مستوى أفلامهم، واستطاعوا من انجاز أفلام تتوافر على وسائل إقناع للمشاهد، عبر جودة الصورة والصــوت، والرسم الدقيق والجميل للمشــاهد خصوصاً في اللقطات العامة، وهــو ما مطلوب كتجربة إخراجية أولى، قد تدفع بصاحبها إلى العمل على إنتاج فيلم جديــد، موظفاً خبرته التي اكتسبها مــن تجربتــه الأولى، فكــل تجــربة تمثــل بالتأكيد تراكماً معرفياً وفنياً.

أما من حصلوا على دعم مالي متواضع، واشتغلوا على أفلام قصيرة كان قسم منها جيداً، في حين توهم آخرون أن الفيلم القصير هو فيلم سهل الإنتاج والإخراج وهو أمر غير صحيح، كون الفيلم القصير يحتاج إلى تكثيف عالٍ في شتى المستويات لإنتاج نص بصري يتوافر على جماليات الصنعة السينمائية، لذلك اتسمت أفلامهم بالبساطة حيناً والسذاجة حيناً آخر.

هذه هي وجهة نظري الخاصة بالاشتغالات الإخراجية التي لاحظتها في الأفلام المعروضة ضمن فعالية أيام السينما العراقية، وربما يكون لبعضهم وجهة نظر أخرى وهو أمر طبيعي فلكل وجهة نظره الخاصة، تبعاً لطبيعة اشتغاله هو كمتلقٍ.

ولو عدنا إلى عديد الآراء التي قيلــت قبل وبعد وفي أثناء عــرض هذه الأفلام، خصوصاً تلك التي أكدت ضرورة إعطاء الفرصة للشباب لصناعة أفلام سينمائية، وبما أن الفرصة قد ولت وان كل شيء قد انتهى الآن، وطويت صفحــة أفلام بغداد عاصمة للثقافــة العربية، فالمطلوب الآن هو الارتقاء بالمستوى الفني لهــؤلاء الشباب باشراكهم في دورات فنية في شتى التخصصــات السينمائية، حتى نصل إلى مستوى ملاكات فنية مختلفــة يمكنها أن تؤسس لمرحلة سينمائية عراقية جديدة، تستطيع أن ترتقي بمستوى السينما في البلد، وهو أمر يقع على عاتق الجميع، ولا سيما تلك المنظمات التي تعنى بالسينما والتي وجهت انتقاداتها إلى الأفلام السينمائية العراقية، إذ لا يكفي الانتقاد وحده لتطوير السينما عندنا، ولا يكفي التنظير هنا أو هناك، ولا يكفي عقد ندوات وأبحاث، بل الأمر يتطلب عملا فعليا ودعما حقيقيا يسهم في تطوير المستوى الفني للجيل الجديد من السينمائيين، كذلـك فان كليات الفنون ومعاهد الفنون الجميلة معنيـة هـي الأخرى بهذا الأمر.

الصباح الجديد العراقية في

24.03.2015

 
 

يسرا: لن أغنى للمؤتمر الاقتصادى لأن نجاحه أكبر من كل الأعمال

كتبت - سهير عبدالحميد

نفت يسرا  تجهيزها لأى عمل غنائى خلال الفترة المقبلة عن المؤتمر الاقتصادى لكن فى الوقت ذاته هى سعيدة بالنجاح المدوى الذى حققه الذى يثبت أن مصر مستمرة فى طريقها وتسير بخطى ثابتة رغم أى صعوبات أو أشخاص يريدون أن يعطلوا مسيرة هذا الوطن.

وقالت يسرا نجاح المؤتمر الاقتصادى أكبر من أى عمل فنى يصف هذا النجاح سواء من خلال أغنية أو فيلم أو مسلسل ومهما قدمنا من أعمال فلن نكون على قدر هذا الحدث العظيم.

وأشارت يسرا إلى أنها شاركت مؤخرًا فى حضور فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية التى تحرص على التواجد فيه كل عام تشجيعا للسياحة والسينما وهذه الدورة يتم تكريم عدد من أصدقائى الفنانين وعلى رأسهم ليلى علوى  بجانب أنه ملتقى فنى لعدد من السينمائيين المصريين والأفارقة الذين يشاركون بأفلامهم وهذا كله يصب فى مصلحة السينما المصرية وأتمنى أن يكون هناك مهرجان فنى لكل محافظة فى مصر ومثلما يوجد مهرجان للأقصر والإسكندرية والقاهرة والإسماعيلية يكون هناك مهرجان للمحافظات الأخرى.. وأضافت يسرا: أحرص على حضور مهرجانات بلدى حتى فى حالة عدم تكريمى.

وعن فيلمها الجديد مع تامر حبيب ومنه شلبى قالت يسرا: لا جديد بالنسبة لـ«أهل العيب»  فالفيلم كتبه تامر حبيب منذ فترة وقررنا تأجيل التحضير له فى الوقت الحالى خاصة أنه مشغول بكتابة مسلسل «طريقى» لشيرين عبدالوهاب ومنه مشغولة بتصوير مسلسلها الرمضانى «حارة اليهود» وقد نبدأ التحضير له بعد عيد الفطر بجانب أن لدى أكثر من سيناريو أقرأها لكى أعود للسينما. ومعروف أن يسرا غائبة عن شاشة السينما منذ ثلاث سنوات وكان آخر أفلامها هو «جيم أوفر» الذى قدمته مع مى عز الدين وعزت أبوعوف وإخراج أحمد البدرى وانتاج محمد السبكى.

وعن غيابها عن الموسم الرمضانى المقبل  قالت يسرا إنها تفضل أن تحصل على استراحة قصيرة رمضان المقبل وهذا لأول مرة يحدث منذ سنوات طويلة ألا يكون لديها عمل رمضانى خاصة أن الجمهور اعتاد على وجودها فى رمضان وأنها  تنتظر عرض الجزء الثانى من مسلسل «سرايا عابدين»  مطلع إبريل المقبل عقب انتهاء عرض الجزء الأول الذى يعاد عرضه الآن على إحدى القنوات الفضائية وأنها ستكتفى به خلال الفترة المقبلة خاصة بعد المجهود الذى بذلته فى تصوير المسلسل لمدة عامين وأشارت إلى أنها اعتذرت مؤخرا عن بطولة مسلسل «عكس اتجاه» مع المنتج جمال العدل الذى تربطه بها صداقة قوية والمخرجة مريم أحمدى حيث وجدت أن هناك بطئًا فى التنفيذ مما جعلها تعتذر عن المسلسل بالكامل.

على جانب آخر تم تكريم يسرا مؤخرا فى مركز «هيا» الثقافى بعمان وقامت بتكريمها الملكة رانيا زوجة العاهل الأردنى الملك عبدالله وذلك بمناسبة عيد الأم.. وقالت أن الملكة رانيا نشرت صوراً تجمعهما على موقع التواصل الاجتماعى. 

روز اليوسف اليومية في

24.03.2015

 
 

«بتوقيت القاهرة» انتصار لحق الإنسان فى الاختلاف

كتب : ماجى حامد

إصرار شديد ينتاب المخرج والكاتب الشاب أمير رمسيس فى كل مرة يتخذ فيها قراره بتقديم عمل فنى جديد يحمل اسمه، هذا الشعور بالإصرار هذه المرة وراءه تقديم عمل فنى موضوعه الرئيسى هو الانتصار للإنسانية بشكل عام، الإنسانية بجميع فئاتها، بداية من حق الإنسان فى الحب، مرورا بحقه فى الاختلاف، وصولا إلى حقه الأكبر فى الحياة، يحيى أو النجم نور الشريف، ليلى السماحى أو النجمة ميرفت أمين، حازم أو الفنان الشاب شريف رمزى، سامح كمال أو النجم سمير صبرى إلى جانب سلمى أو الفنانة آيتن عامر ووائل أو الفنان الشاب كريم قاسم أبطال أحدث أفلام المخرج أمير رمسيس «بتوقيت القاهرة»، وتوليفة اجتماعية كلاسيكية عصرية كوميدية رائعة بتوقيع أمير رمسيس، استطاعت أن تقف فى وجه أى محاولة لتشويه الإنسان أو الإنسانية.

        «بتوقيت القاهرة» فيلم ليس وليد اليوم أو حتى الأيام القليلة الماضية وإنما هو وليد سنوات، ظل فيها أمير رمسيس يعمل عليه حتى خرج إلى النور!

- بالفعل هذا الفيلم بدأت العمل عليه على مراحل مختلفة منذ عام 2010 ومرورا بنسخه المختلفة تم الانتهاء منه 2012، والحمد لله ها هو يرى النور، ومازلت فى انتظار ردود الفعل المؤجلة لحين إقبال الجمهور الأكبر لمشاهدة الفيلم واكتمال الصورة حول موضوعه وفكرته، فإلى أن يحدث ذلك أنا سعيد بما حققه الفيلم حتى الآن بين الجمهور وعلى أرض الواقع، حيث إن ردود الفعل جاءت إيجابية والحقيقة أنها هى ما تجعلنى أستطيع اليوم التمهل مطمئنا بعض الشيء لما ينتظر الفيلم خلال الأيام القادمة بدور العرض.

        دعنا نتحدث عن فكرة الفيلم وموضوعه، الذى ما من مشاهد له إلا وستجده بالضرورة لمس مغزى شخصيا وراء تقديمك له!

- ببساطة بتوقيت القاهرة شأنه شأن أى فيلم سبق وقدمته، فما وراءه هو هم شخصى، يتعلق بـ قهر المجتمع للأشخاص سواء دينيا أو فكريا أو إنسانيا وتشويههم رغم أنفهم، هؤلاء الأشخاص دائما وأبدا هم فى مواجهة للعديد من المعوقات والضغوط النابعة من المجتمع، الذى يحاول أن يجرم أفعالهم، على سبيل المثال شخصيتا ليلى وسامح وامتهانهما للفن، لنجد فى بتوقيت القاهرة محاولة للدفاع عن حقهما فى الاختيار والاختلاف، بعيدا عن أى حصار مجتمعى.

        على الرغم من ذلك لم نغفل الحس الساخر أو «كوميديا الموقف» من خلال أحداث الفيلم؟

- بالمناسبة هذا الحس الساخر هو جزء من تكوينى وشخصيتى فى الواقع، هذا بالإضافة إلى كون خط الكوميديا من خلال بتوقيت القاهرة مختلفا تماما برأيى لأننى لم أتعمد الضحك على أبطالى، ولكننى تعمدت مشاركتهم لحظات ضعفهم.

        فى ظل ما يتضمنه المجتمع المصرى من فئات متعددة وقع اختيارك على ستة نماذج فقط هم أبطال بتوقيت القاهرة.. تعليقك؟

- هذه النماذج لم يتم اختيارها بمحض الصدفة، وإنما هى نماذج لمستنى بشكل شخصى، وأحببتهم بكل ما لديهم من أخطاء، وعلى رأى يحيى -نور الشريف- «علشان يكتمل العالم لازم يتخلق ناس مختلفة»، باختصار بداية من يحيى الذى حاولت تجريده من ماضيه وهويته، مع توقف الزمن لديه وبحثه عن حبه رغم ذلك وديانة زوجته التى تمثل أزمة لعائلته، وهو ليس بالبعيد عن إطار فيلمى عن يهود مصر، مرورا بالممثلين ليلى وسامح وحالة الهجوم الدائم عليهما خاصة فى الفترة الأخيرة، وصولا إلى الثنائى «سلمى ووائل» اللذين تربطهما علاقة عاطفية وما يواجهانه من نظرة عدائية من المجتمع لهما، ما من فرد من أفراد هذا المجتمع إلا وتعرض لمثل هذه النظرة.

        بمناسبة الحديث عن فيلمك عن يهود مصر وإقحامك لفكرة الفيلم من جديد من خلال فيلم «بتوقيت القاهرة»، وتحديدا من خلال زوجة النجم نور الشريف.. بصراحة ألم تخش اتهامك بالتكرار ؟

- على الإطلاق، فطبيعة شخصية يحيى، هذا الرجل السكندرى، الذى عاش مرحلة مراهقته فى الأربعينيات والخمسينيات هى الدافع وراء هذا التناول لشخصية زوجته، باختصار مدى القرب الشديد بين كل من العالمين عالم يهود مصر وعالم يحيى فى بتوقيت القاهرة وحق كل عالم فى الاختلاف هو الدافع الرئيس وراء هذا التناول، بصراحة شديدة يحيى هو من فرض على هذا التناول لطبيعة شخصيته وأزمته فى الحياة.

        أمير رمسيس كيف نجحت فى إذابة الفجوة بين أجيال فيلمك بتوقيت القاهرة؟

- ببساطة شديدة فأنا برأيى التعامل مع كلا الجيلين لم يكن بالمعوق الحقيقى بالنسبة لى، فالجيل الأصغر هو جيلى وهناك تفاهم كبير بيننا، أما الجيل الأكبر فهو جيل سبق وتعامل مع سينما مختلفة، برأيى هى سينما أكثر احترافية مما نتصور، ولكن المعوق الحقيقى كان فى البحث عن شركة إنتاج ومنتج قادر على استيعاب الفكرة والتحمس من أجلها كما فعل سامح العجمى، هذا المنتج الموهوب، الذى أصر على تقديم العمل وتحمس كثيرا من أجله.

        نور الشريف...؟

- هذا ليس أول احتكاك بينى وبين النجم نور الشريف، لذلك فأنا لديّ جميع مفاتيح شخصيته، فهو فنان محترف جدا، مدرك لما يبحث عنه أمير أو أى مخرج آخر، وعليه فهو دائم الحرص على تقديم المطلوب منه، ولكن هذا لن ينفى حقيقة ما انتابنى فى البداية من شعور بالرهبة، فأنا فى النهاية أعمل مع نور الشريف، فقد حرصت على أن تجمع بيننا أكثر من جلسة عمل لكسر هذه الرهبة، إلى أن جاءت لحظة بدء التصوير، فما هى إلا ثوان وإذا بنور الشريف يتحول إلى الشخصية المكتوبة.

        من خلال أحد مشاهد الفيلم حرصت أيضا على إقحام حالة الثورة وليس الثورة بشكل مباشر.. تعليقك؟

- السبب أن هذه الحالة هى حالة وسط البلد وجزء من مجتمعها الذى نشأت فيه من قديم الزمان، وما هى المصادفة التى جعلتها تتشابه مع حالة الثورة، حيث المقاهى والشباب الذى يجتمع للحديث عن همومه وهموم بلده.•

صباح الخير المصرية في

24.03.2015

 
 

"السر المدفون" فيلم لبناني إيراني عن "مقاومة إسرائيل"

بيروت - ربيع فران

ثمة خلاف واضح على كثير من تفاصيل صناعة السينما اللبنانية، وشبه اتفاق على أن الطائفية زادتها ارتباكاً.

يظهر ذلك من خلال إنتاج قدّم في السنوات العشر الأخيرة، وشكّل معظمه تغطية للحرب اللبنانية بأفلام تحاكي تلك المرحلة، وعندما حاول بعضهم كسر رتابة سينما الحرب؛ تحولت إلى الكوميديا من دون أي هدف، وسقطت في فخ السطحية بإنتاج تحوّل مع الزمن إلى "تجاري" بدل أن يستثمر في مستقبل السينما اللبنانية بشكل متقن، بجمع عناصر التطوير. 

في سياق هذا النقاش بدأ قبل يومين في لبنان عرض فيلم "السرّ المدفون" الذي يتحدّث في جزء منه عن المقاومة اللبنانية أيّام الاحتلال الإسرائيلي للبنان. وهو إنتاج لبناني حرّك العجلة مجدّداً بقيادة مخرجإيراني هو علي غفاري.

يروي الفيلم قصّة عامر كلاكش، أحد المقاومين اللبنانيين، والذي ترك منزله جنوب لبنان وفجّر نفسه في دورية للاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة. وحدها أمّه علمت بما فعله، وأخفت السرّ ما يقارب 14 عاماً عن والده وعائلته ومحيطها القروي.

هذه باختصار قصّة فيلم يتوجّه إلى جمهور لبناني، ربما يقدّر قيمة العمل الفني في القصّة والحبكة الدرامية، لكنّه يبتعد عن الخطّ التقليدي للسينما اللبنانية المنقسمة على نفسها، لأسباب عدّة منها التمويل، ما يجعل اللجوء إلى المموّل الأجنبي مشروعاً ومطلوباً.

في الفيلم مجموعة من الممثلين اللبنانيين توحّدوا من أجل قضية يتّفق بشأنها الجميع، وهي "مقاومة الاحتلال الإسرائيلي". الأبطال هم كارمن لبّس وعمار شلق وباسم مغنية ويوسف حدّاد، ويقوم بدور الشاب الانتحاري علي كمال الدين (24 عاماً).

وقال كمال الدين لـ "العربي الجديد": "الدور معقّد جداً، كما أنها المرّة الأولى التي ألعب فيها دوراً محورياً. لم ألتفت إلا إلى شخصية عامر كلاكش المقاوم الذي أراد أن يدفن سرّه لحظة اتّخذ قراره بتفجير نفسه في حاجز إسرائيلي، مع ما يتطلّبه الدور من حنكة وحرفة". 

"قصّة حقيقية وموثّقة، بحسب المنتج وصنّاع الفيلم، جمعت لبنانيين من مختلف الطوائف"

ويتابع: "أمي في الفيلم هي كارمن لبُّس. وهي الوحيدة التي تعلم بقراري السرّي. إذ اتّفقت معها على ذلك، وهي ستحفظ السرّ 14 عاماً، بعد أن أوهمت الجميع بأنّني هاجرتُ إلى الكويت". 

قصّة حقيقية وموثّقة، بحسب المنتج وصنّاع الفيلم، جمعت لبنانيين من مختلف الطوائف في رسالة واحدة موجّهة مفادها بأنّ "العدو الدائم هو المحتل الصهيوني".

ومن دون شكّ فإنّ المؤثّرات المتقنة في الفيلم تنمّ عن مهنية حقيقية نقلها المخرج إلى السينما اللبنانية، في مواجهة حنكة الأبطال وحرفيتهم، ما رفع من قيمة الفيلم وجعله يحصد جوائز، حتّى قبل عرضه التجاري في بيروت.

يبقى أن "السرّ المدفون" ليس الفيلم اللبناني الوحيد الموجّه سياسياً، بسبب التمويل والرؤية الفنية الخاصّة.

العربي الجديد اللندنية في

24.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)