كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

عصام زكريا يكتب:

النقد بين الفذلكة.. والمنفعة!

 

في زيارة قصيرة لمهرجان "الأقصر للسينما الأفريقية"، شاركت في ورشة عمل وندوة حول النقد السينمائي في إفريقيا والمشاكل التي تواجه المهنة والعاملين بها

المناقشات التي امتدت لأكثر من ثلاث ساعات كانت امتدادًا لهموم "نقدية" طرحت بعضها في العددين السابقين، مضافًا إليها هموم نقاد آخرين، مصريين وأفارقة، من المشاركين في الندوة.

أحد النقاد في ندوة سابقة خاصة بمهرجان "فيسباكو" الذي يعقد في بوركينا فاسو سنويا منذ عام 1969، قال في معرض حديثه عن أهمية المهرجان بالنسبة إلى نقاد أفريقيا أن الفيلم الذي لا يكتب عنه النقاد سرعان ما يجرفه النسيان وكأنه لم يوجد.

الجملة استوقفتني كثيرًا وأنا أقوم بالتحضير لندوة اليوم التالي

هل صحيح أن الأفلام التي لا يهتم بها النقاد تصبح نسيًا منسيًا، أم أنها تصورات بعض النقاد المغرورين بمهنتهم؟ وإذا كان ذلك صحيحا، فلماذا يعامل النقد بهذا "الاحتقار" والنفور من قبل السينمائيين ووسائل الإعلام؟ لماذا، مثلا، لا يوجد برنامج نقدي في الفضائيات والإذاعات العربية حتى الآن، ولماذا لا توجد مجلة متخصصة في السينما، ولا اهتمام بالنقد السينمائي في الصحف، وحتى عندما يظهر برنامج أو مجلة أو صفحة متخصصة في السينما، سرعان ما يتم إغلاقهم سريعا لعدم وجود قراء أو دعم كاف من الصناعة نفسها، التي تروج لمنتجاتها هذه البرامج والصحف؟!

الناقد علي أبو شادي الذي أدار الندوة أشار مثلا إلى المعاملة السيئة التي تعرضت لها برامج تليفزيونية مميزة وناجحة كان يقوم بإعدادها، وهي برامج استفاد منها الكثيرون من هواة السينما، وتعلموا منها مبادئ التذوق والنقد، وأنا منهم.

لا أنسى برنامج "نادي السينما" الذي كان نافذتي الأسبوعية لمطالعة السينما العالمية الفنية، وتلك الحوارات التي تسبق وتعقب عرض الأفلام، بين مقدمة البرنامج درية شرف الدين وضيوفها من النقاد والسينمائيين.

ولا أنسى كتابات الناقد كمال رمزي، التي أشرت إليها في العدد الماضي، والتي اكتشفت بعد مرور سنوات طويلة، واطلاعي على أحدث الدراسات السينمائية في العالم، أن كمال رمزي، بفطرته وشغفه بالسينما وعلاقتها بالجمهور والمجتمع، كان سباقا ورائدا لهذه الدراسات بالرغم من أنه لم يضع لها إطار نظري فلسفي، كما يفعل الدارسون الغربيون.

لا أنسى نشرات "نادي سينما القاهرة"، التي كانت تصدر أسبوعيا مع عروض الأفلام، وكان يشارك فيها كل نقاد مصر الكبار، فريد سمير وسامي السلاموني ومصطفى درويش وغيرهم.

وقد اختبرت شخصيا أهمية المطبوعات والكتابة الجادة عن السينما من خلال عملي في مجلة "الفن السابع"، التي كان يمولها ويرعاها الفنان محمود حميدة، فرغم أن المجلة كانت شهرية ولم تستمر سوى لثلاث سنوات، وتوقفت منذ أكثر من عشر سنوات، إلا أنني التقي بمعدل كل أسبوعين أو ثلاثة بشخص يخبرني أنه كان من قراء المجلة، أو أنه حصل على بعض النسخ القديمة منها، وأنه استفاد منها الكثير، ثم يبدي أسفه على توقفها ويعرب عن أمله بظهور مجلة مثلها.

حتى لو توفر النقد، والمنافذ المخصصة له، تظل المشكلة في عدم وجود تأثير يذكر لهذا النقد على سوق إنتاج وتوزيع وعرض الأفلام.

الناقد التونسي محرز القروي يبدي حزنه في الورقة التي قدمها للندوة بسبب الحالة العبثية التي تعاني منها السينما في إفريقيا عموما، ويضرب مثلا بفيلم "تمبوكتو" للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو الذي عرض في كثير من كبرى المهرجانات الدولية وكان مرشحا للأوسكار كما حصل على عدد من جوائز "سيزار" المخصصة للسينما الأوروبية، وبفضل هذا النجاح "المهرجاني" والنقدي تم توزيع الفيلم في أوروبا، وحقق نجاحا جماهيريا كبيرا وصل إلى أكثر من 850 ألف مشاهد في فرنسا وحدها، في الوقت الذي لم يتخط عدد مشاهديه ثمانية آلاف مشاهد في إفريقيا كلها.

مهرجان الأقصر نفسه أكبر مثال على الهوة السحيقة التي تفصل بين المهرجانات الفنية وأفلامها ونقادها وبين الجمهور، فالقاعات خاوية أو تكاد إلا من بعض الصحفيين القادمين من القاهرة

وهذه المشكلة ليست مقصورة على الأقصر، ولكن تعاني منها كل المهرجانات المصرية بلا استثناء، خاصة التي تقام خارج القاهرة.

كيف يمكن تقريب المسافة بين النقد والجمهور؟

رغم كل المشاكل التي يتعرض لها النقد السينمائي في العالم، وهي شبيهة بمشاكله العربية والأفريقية، إلا أن المسألة نسبية وهناك اختلاف كبير في درجة انتشارها، وفي كثير من البلاد لم يزل للنقاد تأثير كبير على الصناعة، وحتى في أمريكا نفسها هناك الكثير من الأفلام المستقلة والصغيرة التي تحقق الشهرة والنجاح بفضل اهتمام النقاد بها، وأحدث مثل على ذلك فيلما "بيردمان" و"يبلاش" الفائزين بالعديد من جوائز الأوسكار، فقد كان ما كتب عن هذين الفيلمين هو السبب الرئيسي في ترشحهما وفوزهما وأيضا في إقبال الملايين من المشاهدين عليهما.

في مصر لم تزل الهوة سحيقة، وليس هناك تأثير يذكر، إيجابيًا أو سلبيًا، للنقد على الصناعة، وسمعة النقاد في الحضيض.  

بعض القراء يرون أنهم متحزلقون و"مكلكعين" وغير مفهومين، والبعض الآخر يرى أنهم سطحيون ومجاملون للنجوم والمنتجين

وبالطبع الفئة الأولى غير الفئة الثانية، وربما يتسبب "ناقد" واحد معقد أو مرتشٍ في الإساءة للجميع

ندوة مهرجان الأقصر لم تتعرض لهذه الجزئية تحديدا، ولكن التركيز كان على كيفية رفع مستوى النقد، على مستوى الكتابة ومستوى النزاهة، وأعتقد أن تطوير النقاد لأنفسهم على المستويين هو أول خطوة لكسب حب وثقة القارئ.. وبالتالي القدرة على التأثير على الجمهور وذوقه ومن ثم التأثير على الصناعة نفسها.

...على أية حال ليست مهمة النقد التأثير على الصناعة، فهذه ستظل خاضعة لاعتبارات كثيرة استهلاكية وتجارية وسياسية، ولكن مهمة النقد الأساسية هي التأثير في ذوق النخبة الثقافية، وبالتالي رفع حد سقف التفكير والتعبير، وهو ما يسهم تدريجيا وببطء في رفع المستوى الثقافي العام

البوابة نيوز المصرية في

24.03.2015

 
 

أنجلينا جولي: الحرب مستمرّة على السرطان

نادين كنعان

بعد خضوعها لعملية اختيارية لاستئصال ثدييها في 2013، أعلنت النجمة الأميركية أنجلينا جولي (39 سنة ــ الصورة) اليوم أنّها أجرت عملية مشابهة لاستئصال مبيضيها، وذلك في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. بطلة فيلم «السائح» التي اكتشفت قبل حوالى عامين أنّها تحمل جينة 1BRCA التي يصاب 87 في المئة من النساء اللواتي يحملنها بسرطان الثدي و50 في المئة بسرطان المبيض، خسرت أمّها وجدّتها وخالتها بسبب هذا المرض. هذه المعطيات، شجعّت سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة على الإقدام على هذه الخطوة.

«الأسبوع الماضي، خصعت للعملية. كان لدي ورم صغير على أحد مبيضَي، لكن من دون علامات على وجود سرطان في أي من الأنسجة»، كتبت جولي في «نيويورك تايمز». وأضافت: «إنّها عملية جراحية أقل تعقيداً من تلك التي خضعت لها سابقاً، إلا أنّ تأثيراتها أخطر. تضع المرأة أمام انقطاع طمث إجباري». وحول هذه النقطة بالتحديد، أوضحت مخرجة فيلم Unbroken أنّه «كنت أحضّر نفسي جسدياً وعاطفياً لهذه المرحلة، وأناقش الاحتمالات المتوافرة أمامي مع الأطباء، وأبحث عن علاجات بديلة، كما كنت أضع خرائط لهرموناتي لاستبدال هورمونَي البروجسترون والإستروجين، غير أنّني لم أقرّر باكراً لأنّني شعرت أنّه ما زال أمامي أشهراً لتحديد الموعد».

وبعد سلسلة من فحوصات الدم واستشارات الأطباء، اتخذت أنجلينا جولي قرارها واتصلت بزوجها الممثل براد بيت (51 سنة) الذي كان موجوداً في فرنسا. عندها، استقل النجم الوسيم طيّارة خلال ساعات وعاد: «الشيء الجميل في مثل هذه اللحظات في الحياة أنّ هناك الكثير من الوضوح. يعلم المرء ما الذي يعيش من أجله وما هو المهم. في الأمر الكثير من الاستقطاب والسلام». علماً بأنّ بيت سبق أن عبّر عن دعمه المطلق لقرار زوجته (كانت خطيبته حينها). وفي حديث إلى صحيفة «يو. أس. آي. توداي»، عبّر بيت عن فخره بشجاعة جولي وصدقها في تشارك تجربتها مع الجمهور، مشدداً على أنّ معالجتها للمسألة هي «الأكثر حكمة»، مضيفاً أنّ جولي «تبقى أماً خارقة، وتستمر في إلهام ملايين النساء، وتؤدي دورها في إنقاذ العالم»!

في اليوم نفسه، ذهبت أنجلينا لمقابلة الطبيبة الجرّاحة التي سبق أن عالجت والدتها مارشلين يبرنراند التي توفيت عام 2007 إثر إصابتها بالسرطان عن عمر 56 سنة. لم ترَ جولي الطبيبة منذ وفاة والدتها: «عندما رأتني اغرورقت عيناها بالدموع، وقالت إنّني أشبه أمي كثيراً. صحيح أنّني انهرت عندما سمعت كلامها لكنّنا ابتسمنا واتفقنا على أنّنا سنعالج أي مشكلة وقرّرنا البدء».

خصصت جولي جزءاً كبيراً من مقالها لتشجيع النساء اللواتي يحملن جينة 1BRCA وتوعيتهن: «وجود هذه الجينة لا يعني وجوب إجراء عملية جراحية. هناك خيارات أخرى. بعض النساء يلجأن إلى حبوب منع الحمل، أو يعتمدن على علاجات بديلة مقرونة بفحوصات دورية. المهم هو معرفة كلّ الاحتمالات واختيار أكثر ما يناسبك». ولفتت جولي إلى أنّها تعرف أنّ خيار إجراء العمليات الذي اتخذته لا يحمي من كل أنواع السرطان، لكنّها ستبحث عن طرق طبيعية لتعزيز صحّتها وجهازها المناعي.

السيّدة الفاتنة التي تعتبر رمزاً للأنوثة والجمال ولطالما شكّلت مصدر إلهام لكثيرين، تطرّقت إلى واحدة من أهم الأشياء بالنسبة إلى النساء: «أشعر بأنوثتي وبارتباطي بالقرارات التي أتخذها من أجلي ومن أجل عائلتي. أعرف أنّ أولادي لن يقولوا يوماً إنّ أمّنا ماتت بسبب سرطان المبيض». وتابعت قائلة: «كما قلت سابقاً، أنا اليوم في مرحلة انقطاع الطمث، ما يعني أنّني لن أستطيع الإنجاب مجدداً (لديها ستّة أطفال، ثلاثة منهم بالتبني) وأتوقع تغيّرات فيزيولوجية، غير أنّني أشعر بالراحة، لا لأنّني قوية بل لأنّ ما سيأتي هو جزء من حياتي».

في هذا السياق، أعربت بطلة فيلم «السيّد والسيّدة سميث» عن تعاطفها مع النساء اللواتي قد يواجهن هذا الوضع قبل تمكنهن من الإنجاب: «وضعهن أصعب من وضعي بكثير. لقد سألت واكتشفت أنّ هناك إمكانية لإزالة قناتي فالوب والحفاظ على المبيضين، ما يسمح بالحفاظ على القدرة على الإنجاب وتجنّب انقطاع الطمث».

وخلصت أنجلينا جولي إلى القول إنّه في ما يتعلّق بالمشاكل الصحية تحديداً من الضروري البحث عن النصيحة ومعرفة كل الخيارات المتاحة، واتخاذ القرارت المناسبة: «المعرفة قوّة»!

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويترKanaanNadine@

رامي أبادير ومصطفى السيد... «شواكيش» الكترونية

محب جميل

ثماني مقطوعات نوّع فيها الفنانان الشابان على ثيمات موسيقية حديثة لكنها لا تنفصل عن الواقع المحيط. ورغم أن موسيقى الألبوم تتخذ مساراً الكترونياً، إلا أنها تلقي ظلالاً على الموروث الشعبي وجذور الحياة المصرية

القاهرةما الذي يمكن أن يفعله الارتجال في الموسيقى؟ فكّر قليلاً لو أطلقت حصان الخيال فوق حواجز المألوف؟ في مشروع موسيقي مشترك بين رامي أبادير (1982) ومصطفى السيد بعنوان «شواكيش» (تسجيلات «استوديو جنوب» ـ 2015) تأخذ الموسيقى الالكترونية مسارات جديدة، حيث المزج بين انتظام الشكل الموسيقي والحفاظ على الروح الارتجالية والعزف الحي. منذ مقدمة الألبوم (مقدمة رستم) تبدأ بالدخول إلى عالم غرائبي لا يفصح عن مكنوناته بسهولة.

لكن الموسيقى تنساب وتتدفق في حلقات متواصلة بين الحماس والشجن والقلق من كل ما هو آتٍ. عالم رامي الفني متداخل ومتكامل مع عناصره، فالقلق والتوتر الذي يشحن جمله الموسيقية يشبه إلى حدٍ كبير مجموعته القصصية «أرق متقطع» (دار العين ـ 2011) التي تعاون فيها مع أحمد رزق الله. تنويعات موسيقية صافية تتواتر بين الأشياء ونقيضها، بين الحلم والكابوس، الأمل والسوداوية، الحنين والملل. في عالم الموسيقى، لا أشياء مؤكدة، فالموسيقى أشبه برجل المفاجآت. كل ما عليك فعله أن تنتظر ما سيحمله لك. في تراك «100 قطة»، تتحول الموسيقى إلى ما يشبه الميتافيزيقا، كائنات تتدافع من عالم آخر كأن تأتي قطةٌ من هنا وأخرى من هناك.

بدأ أبادير كعازف غيتار قبل أن يتغيّر مساره نحو الموسيقى الإلكترونية. لعبت موسيقى الروك دوراً بارزاً في مسيرته. أما السيد، فكان للروك التقدمي Progressive rock، وأعمال «بينك فلويد» تأثير كبير على انعطافته الفنية. ورغم أن موسيقى الألبوم تتخذ مساراً إلكترونياً، إلا أنها تلقي ظلالاً على الموروث الشعبي وجذور الحياة المصرية من خلال أسماء مقطوعات محددة مثل «يا ندامة»، «خُبّيزة»، «رستم». في مقطوعة «خُبّيزة»، تبدو الحالة العامة أشبه بمزيج حسي بين موسيقى الإنشاد الصوفي التي ترتقي نحو عوالم أخرى، وموسيقى أصوات الطبيعة. قد تجد نباح كلب أو عواء ذئب في ركنٍ ما، بينما الغموض يكتنف الحالة العامة. وفي مقطوعة «شواكيش»، لا يختلف الأمر كثيراً، فالثيمة الموسيقية تشبه مشهداً لآيل مجروح تتناثر دماؤه فوق الثلج. موسيقى تطاردك في كل زاوية وآيائل تصرخ خلفك كأنها هاربة من الجحيم. في نهاية الأمر، يساورك شعورٌ بأن تلك الجمل الموسيقية تسدد لك لكماتٍ متتالية في وجهك.

هذا الشعور المتواتر بالأجواء الاسكندنافية في الموسيقى يوفر حالة من الغموض والسِحر معاً بداية من غلاف الألبوم الذي حمل موتيفاً لآيل مجروح الأنف حتى الموتيف الأخير لقرون هذا الآيل. يشير أبادير والسيد إلى أن اكتمال تلك التجربة كان مرهوناً بتسجيلها على مدار جلستين باستخدام الكيبورد وأجهزة الـ «سينثسايزر». ثماني مقطوعات نوّع فيها أبادير والسيد على ثيمات موسيقية حديثة، لكنها لا تنفصل بشكلٍ كلي عن الواقع المحيط. ضربات موسيقية متتالية في العمق بين النوتات التجريبية والعروض البصرية المبهرة. في هذا الألبوم، تشبه الموسيقى أسماكاً نزقة تشق صدر المستمع، تضعه في حالة جذب وتنافر بين قطبي لعبة النوستالجيا والحداثة. تلك النوستالجيا لعب عليها أبادير سابقاً في ألبومه «تسعيناتي» (2014)، حيث ثيمة الحنين وإعادة إنتاج مشاريع تسعينية، خصوصاً عند حميد الشاعري (الكابو) الذي أسس لموجة جديدة من الموسيقى في الوسط المصري عند نجوم تلك الفترة أمثال عمرو دياب، مصطفى قمر، هشام عباس، وسيمون. وقد تلخص مقطوعة «مأساة الكابو» في إشارتها إلى حميد تلك التجربة المميزة. هذا التناغم بين أبادير الذي يميل إلى الـDark Music وSoundscape والسيد الذي يميل إلى الـSolo Music والـMelodies، يوفر ربما حالة من التكامل تؤدي إلى تفاعل الجمهور مع هذا الارتجال والمسرحة غير المقصودة. بالرغم من ضغوط الحياة اليومية والصعبة، إلا أنّ الموسيقى الجديدة تثور وتزاحم تلك الضغوط في محاولة لفك طلاسم الحياة. فقد سبق إطلاق هذا الألبوم صدور ألبوم «بنحيي البغبغان» للفنان موريس لوقا (الأخبار 19/2/2015 ــ 23/12/2014) الذي مزج فيه بين موسيقى «السيكايدليك» والإلكترونية والمهرجانات الشعبية في تنويع على الثورة المصرية والواقع المخيف.

شون بين: «ممنونك» جورج بوش!

نادين كنعان

انشغال العالم بشون بين (1960 ــ الصورة) لا ينحصر بعودته إلى أفلام الأكشن من خلال The Gunman للمخرج الفرنسي بيار موريل، بعد حوالى عامين على تقديمه فيلم Gangster Squad (إخراج روبن فلايشر). الضجة التي يثيرها الممثل الأميركي الشهير خلال الأيّام الماضية تعود أيضاً إلى التصريحات السياسية التي أدلى بها خلال ظهوره في برنامج التوك شو «كونان» للإعلامي كونان أوبراين عبر شاشة TBS الأميركية المحلية.

النجم الملتزم والناشط سياسياً، حلّ ضيفاً على البرنامج المذكور الأسبوع الماضي في إطار التسويق لشريطه الجديد الذي شارك في كتابته وإنتاجه ويؤدي فيه دور قاتل مأجور سابق يُدعى «جيم تيريه». توجّه بين الحاصل على أوسكارين عن فيلمي Mystic River (إخراج كلينت إيستوود ــ 2003) وHarvey Milk (إخراج غاس فان سانت ــ 2008) بالشكر إلى الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن ونائبه ديك تشيني على «اختراع» تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يعيث فساداً في الشرق الأوسط.

فيديوات «داعش» تذكّره بدموية الواقع

«ذكرت ديك تشيني الأشبه بالبكتيريا الإنسانية»، قال شون بين لكونان أوبراين، مضيفاً: «معرفة أنّ هذا الرجل ما زال موجوداً تشكّل مفاجأة بالنسبة لي دائماً». وتابع حديثه الساخر من بوش وتشيني، معتبراً أنّ هذين الرجلين «اخترعا داعش. وأردت أن أشكرهما على ذلك»، فيما بدا لافتاً استخدامه لاسم التنظيم باللغة العربية، قبل أن يذكر اختصاره بالإنكليزية: ISIS.
على خطٍ موازٍ، تطرّق شون بين إلى الفيديوات التي ينشرها التنظيم الإرهابي لعمليات قطع الرؤوس التي ينفذها في مناطق مختلفة. وأكد في حديثه إلى صحيفة «تلغراف» البريطانية يوم الجمعة الماضي أنّه أُجبر نفسه على مشاهدة هذه الفيديوات لأنّه أراد أن يرى مدى الوحشية التي قد يصل إليها القتل في الواقع، مشدداً على أنّه «صُدمت من المحتوى الذي يظهر أنّ الرقابة العصرية وسياسة اللائق سياسياً ساهمتا في تخفيف حقيقة الحروب في نظر الجمهور».
«
المشكلة أنّنا حين لا نرى ما يكفي من العنف الحقيقي، نُصبح مخدّرين تجاه العنف. في الستينيات، شاهدنا كل رعب حرب الفيتنام على شاشاتنا. أما اليوم، فخدّرتنا سياسة اللائق سياسياً في ما يجب وما لا يجب عرضه على القنوات الإخبارية الأميركية»، قال شون بين للصحافية أنيتا سينغ، لافتاً إلى أنّ الشاشات الأميركية لا تتبع أسلوب تورية العنف مع «داعش» فحسب»، بل سبق أن فعلت الأمر نفسه أثناء الحرب على العراق: «لم يدعونا لنشاهد نعوش الجنود العائدة إلى الوطن».

وحول منتقدي العنف في الشرائط المشابهة لـThe Gunman، رأى بين أنّ مصدر المشكلة هو «التزمّت والكبت الجنسي. لم يُبرز أحد العنف بقدر ما فعل الأميركي جون واين، ومع ذلك لم يتعرّض لانتقادات».

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويترKanaanNadine@

الأخبار اللبنانية في

24.03.2015

 
 

سبيلبرج وبولى وتارانتينو على قائمة الأوسكار 2016

إعداد – رشا عبدالحميد

لن يكون أبدا الوقت مبكرا جدا لاعلان التوقعات لجائزة الاوسكار افضل فيلم لعام 2016، حيث نشر موقع مجلة هوليوود ريبورتر قائمة الافلام التى من المنتظر ان تكون ضمن المرشحة لهذه الجائزة العام القادم وهى:

اولا فيلم « The Hateful Eight » وهو من تأليف واخراج كوينتين تارانتينو، وبطولة شانينج تاتوم وصموئيل جاكسون، وتدور احداثه فى مرحلة ما بعد الحرب الاهلية حيث كان يحاول بعض صائدى الجوائز بالقبض على الهاربين من العدالة البحث عن مأوى اثناء عاصفة ثلجية ولكنهم يتورطون فى مؤامرة خيانة، فهل يبقون على قيد الحياة؟، وسيعرض هذا الفيلم فى شهر نوفمبر 2015 .

ثانيا فيلم «جوى» وهو من اخراج ديفيد او راسل وهو كاتب السيناريو ايضا مع انى موملو، ويشارك فى بطولة الفيلم جينيفر لورانس، برادلى كوبر وروبرت دى نيرو ، ويدور الفيلم حول حياة السيدة جو مانجانو التى تصبح واحدة من انجح سيدات الاعمال والمخترعين فى المدينة ، ومن المقرر ان يعرض هذا الفيلم فى شهر ديسمبر 2015 ، ومن الجدير بالذكر انه التعاون الثالث بين ديفيد او راسل وجينيفر لورانس .

ثالثا فيلم «أنا وإيرل والفتاة التى تموت» ويدور حول مخرج فى سن المراهقة يصادق زميلة تعانى من مرض السرطان ، ويخرج الفيلم الفونسو جوميز ريجون ، ويقوم بالبطولة جون بيرنثال ، نك اوفرمان واوليفيا كوك .

رابعا فيلم «العائد» من تأليف واخراج اليخاندرو ايناريتو ، ومن بطولة ليوناردو دى كابريوو توم هاردى، وتدور احداثه حول شخص يدعى هيو جلاس يبحث عن الانتقام من هؤلاء الذين تركوه للموت بعد ان تعرض لهجوم دب وسيعرض الفيلم فى شهر يناير 2016 .

خامسا فيلم المخرج ستيفن سبيلبرج والذى لم يتحدد له اسم بعد وهو يدور حول الجاسوسية فيحكى عن محامٍ امريكى يتم تجنيده من قبل وكالة الاستخبارات المركزية للمساعدة فى انقاذ الطيار الاسير فى الاتحاد السوفييتى ، وسيقوم بالبطولة النجم توم هانكس .

سادسا فيلم «ستيف جوبز» وهو سيرة ذاتية عن المخترع وأحد اقطاب الاعمال فى الولايات المتحدة الامريكية ستيف جوبز المؤسس والمدير التنفيذى السابق ثم رئيس مجلس إدارة شركة أبل وهو أيضا الرئيس التنفيذى لشركة بيكسار ثم عضوا فى مجلس إدارة شركة والت ديزنى بعد ذلك ، وهو من اخراج دانى بولى وبطولة مايكل فاسبندر وكات وينسلت .

سابعا فيلم « Suffragette » من اخراج سارة جافرون وتأليف ابى مورجان ، والفيلم يركز على الايام الاولى للحركة النسائية البريطانية فى اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين ، والفيلم من بطولة ميريل ستريب وكارى موليجان وهيلينا بونهام كارتر .

ثامنا فيلم « Trumbo » ويدور حول مشوار كاتب السيناريو الناجح فى هوليوود دالتون ترامبو والذى وصل إلى نهايته عندما وضع اسمه فى القائمة السوداء فى الاربعينيات لكونه من الشيوعيين ، الفيلم من اخراج جاى روتش ، والفيلم من بطولة بريان كرانستون وايل فانينج.

أدونيس يفتتح الدورة العاشرة للمهرجـان الدولى للفيلم الشرقى

كتب ــ خالد محمود

الجمهور يتفاعل مع الشاعر الكبير عقب عرض فيلم من بطولته.. وتكريم فاتن حمامة

أدان المهرجان الدولى للفيلم الشرقى بجنيف الهجوم على أرواح ضحايا الاعتداءات الأخيرة التى هزت تونس، وذلك خلال افتتاح دورته العاشرة التى انطلقت فعالياتها بدار عرض «Fonction» بدار الفنون بمدينة ڤـرولتى. وتستمر حتى 29 مارس.

شهد الافتتاح عرض الفيلم الوثائقى « Terre d'absence ، rencontre avec Adonis» لجون ألبير جانسون، إضافة إلى عرض أفلام « Mille et un Caire «و « Même pas mal « للفنان السويسرى جاك سيرونو والتونسية نادية الفانى.

وقال سفيان بوشارب مدير المهرجان: يحمل الاحتفال بمرور عشر سنوات على إنشاء المهرجان الدولى للفيلم الشرقى بجنيف نكهة خاصة بحضور الشاعر الكبير أدونيس الذى ألقى قصيدة شعرية بالمناسبة كما شارك الجمهور «تورتة» الاحتفال.

وجذب أدونيس اهتمام الجمهور الذى تفاعل معه وتابعه بتأثر خلال المناقشات الثرية والمثمرة التى تلت عرض الفيلم الوثائقى الذى كان بطلا له، كما ضم صوته لشعار المهرجان الذى يكرس الحبو الحرية واحتفى بهما على طريقته المتميزة.

واكد المدير الفنى للمهرجان، طاهر حوشى، ان المهرجان الدولى للفيلم الشرقى يشهد عرض أكثر من 100 فيلم، بينها 30 فيلما روائيا طويلا و50 فيلما قصيرا موزعة على 12 منطقة بالاضافة إلى افلام وثائقية تتنافس فى سبع مسابقات لها سبع لجان تحكيم .

كما سيكرم المهرجان فى برنامجه الكلاسيكى، سيدة الشاشة العربية الفنانة الراحلة فاتن حمامة، وعرض فيلم «أيامنا الحلوة» الذى قدمته مع عمر الشريف واحمد رمزى وعبدالحليم حافظ والذى أخرجه حلمى حليم. فيما سيخصص المهرجان قسما للسينما السويسرية، حيث سيتم عرض عشرة أفلام قصيرة تتنافس فى مسابقة «بإتقان سويسرى».

واشار إلى ان دورة هذا العام تضم 100 فيلم (طويلة، قصيرة، وثائقية) ــ 7 مسابقات بـ 7 لجان تحكيم.
ويقام على هامش المهرجان عدد من أفضل الملتقيات والندوات والمعارض والبرامج المدرسية وورش العمل منها ورشة تلقينية حول إخراج الأفلام التى ستنظم فى إطار أسبوع النشاطات ضد العنصرية والتمييز.

الشروق المصرية في

24.03.2015

 
 

قراءة جديدة في فيلم "المذنبون".. مجتمع وراء القضبان

محمد ماهر بسيوني

نحن أمام فيلم تسببت الموافقة على عرضه في إحالة رئيسة الرقابة على المصنفات الفنية في مصر وقتئذ، السيدة اعتدال ممتاز، ومجموعة من المعاونين، إلى لجنة تأديب وتم مجازاتهم على الرغم من أن اعتدال ممتاز كانت قد تركت منصبها، خلال الفترة بين تصريحها بالفيلم ووقت عرضه، لبلوغها سن التقاعد، وانتهت الأزمة التي أثارها الفيلم بإقالة جمال العطيفي وزير الثقافة آنذاك. وبعد تلك الواقعة صار الرقباء أكثر تشددا في التصريح للأعمال الفنية عملا بالأحوط.

عرض فيلم "المذنبون" - سيناريو ممدوح الليثي واخراج سعيد مرزوق- في لحظة تحول عميقة في بنية المجتمع المصري، المرحلة التي اصطلح على تسميتها بـ "الانفتاح الاقتصادي"، راصدا بوادر الفساد الحكومي في مصر وتغلغله في كافة مؤسسات الدولة، وأثره الاقتصادي على المجتمع الذي يتم دفع أفراده إلى الرشوة والسرقة وبيع الأعراض.

ينحو الفيلم في مستواه الأولي منحى الأفلام البوليسية التقليدية، فهناك جريمة قتل ومشتبه بهم، وكالعادة يكون القاتل هو آخر من تحوم حوله الشبهات، ولا يتم اكتشاف علاقته بالجريمة إلا بعد تحقيق طويل.

ولكن هذا البناء ما يلبث أن يتكشف عن مستوى سوسيولوجي عميق؛ فما يبدأ باكتشاف جريمة قتل، ينتهي بمجتمع بأكمله وراء القضبان.

الاتهام بفعل جريمة القتل موجه للجميع، والجميع بريء من هذه التهمة، ولكنه مذنب في جرائم أخرى أشد خطورة على المجتمع من مقتل ممثلة مشهورة، ولكن عقوبتها القانونية - وياللعجب - أقل من عقوبة القتل، ما يغري جميع المتهمين، بعد محاولات التملص والإفلات الأولى، بالاعتراف بجرائمهم الحقيقية التي كانوا يرتكبونها، بمحض الصدفة التي يمكن تقبلها، في نفس وقت ارتكاب جريمة القتل.

وجوه متعددة والفساد واحد 

هناك أولا ناظر المدرسة الذي يأمره رؤساؤه بإعمال القانون على الفقراء ومن لا واسطة لهم، وعدم تطبيقه على أصحاب الحظوة بل تابعي أصحاب الحظوة، والذي يسرب امتحان الشهادة لأنه اكتشف مدى ضآلة راتبه أمام تبعات الانفتاح وتزايد طلبات أولاده بما يفوق طاقته.

وهناك مسؤول الجمعية الاستهلاكية الذي يورد المنتجات المدعومة لبيت الممثلة المشهورة، ويطالب مستحقيها الفعليين باحترام النظام والوقوف في طوابير لا يحصلون بعدها على احتياجهم من السلع المدعومة، ولا ينسى في غضون ذلك ان يتظاهر  بالصلاح والتقوى والمرور على مقرأة بعيد خروجه من حفل ماجن، وقبيل الذهاب لتهريب سلع مدعومة لتاجر سوق سوداء.

والطبيب الذي جعل من عيادته وكرا يتصيد من خلاله المترددات للعلاج ليصبحن عشيقات شهوة، كما يخالف واجبه المهني ويجري عمليات إجهاض.

مسؤول الإسكان الذي يرسي تصاريح المباني بالمخالفة للقانون نظير رشوة مقدرة (شقتان لكل عمارة) وفي حالة الزيادة عن التصريح بعقارين يكتفي بأربع شقق على سبيل التخفيض، مع رشوة جنسية، ولا مانع من خيانة صديقه الطبيب السابق ذكره واقتناص زوجته المقهورة من خيانات زوجها التي لا تحصى.

منتج الأفلام الذي يمتص أجساد الفتيات الطامحات للشهرة ويقوم بعمليات التهريب.

والفتاة الجامعية التي تبيع جسدها مقابل مبلغ لا تحصل عليه في النهاية فتذوي بعد أن فرطت في شرفها بلا مقابل.

لص الخزائن الذي يبدو كجنتلمان ورجل مجتمع

رجل السياسة (ولعله شخصية أمنية) الذي تأتي علاقته بالممثلة المشهورة تتويجا لمستنقع من الفساد.

ويتبقى الشاب الأرستقراطي الذي سلبته ثورة يوليو 1952 ماله، وجرفت طبقته، وفرضت على ممتلكاته الحراسة، فانزوى وحيدا يجتر أحزانه ووحشته حتى تعرف على الممثلة وارتبط بها وشابت علاقته بها أجواء فرويدية واضحة، فهي تشبه أمه ويحاول أن يخاطب الجزء البريء فيها، ويتطلع دائما بريبة إلى أي رجل يقترب منها، لما يعرفه عن ماضيها الذي اعترفت له به دون تفاصيل، ولذا حين يتأكد من خيانتها له يقتلها دون تفكير، ولا يبدو طعنه لها في مناطق حساسة من جسدها سوى تعبير عن صدمته في استمرار خياناتها له حتى بعد الخطوبة وإهدائه لها عقد والدته الذي لا يقدر بثمن.

يبدو هذا الشاب (الذي قام بدوره حسين فهمي) كأوديب، ولكنه يمتاز عنه بأنه لم يوجه غضبه لنفسه كأوديب الأسطورة الذي فقأ عينيه، بل وجه هذا الغضب لمعشوقته شبيهة أمه، والتي مازال يحبها ويزور قبرها بعد أن قتلها بنفسه.

فساد جنسي

يستخدم سيناريو الفيلم معادلا موضوعيا لحالة الفساد المتفشية، ما استخدمته السينما المصرية كثيرا، أي جعل الشخصية الفاسدة دائما منحرفة جنسيا، وكأنه لا يكفي الممثلة (سناء كامل التي يمكننا قراءة اسمها على ضوء تصرفاتها بشكل عكسي "ظلام/ نقصان والتي تقوم بجورها سهير رمزي) أن تكون متوسطة في مخالفة لوائح تعليمية، أو مستحوذة على ما ليس من حقها من سلع تموينية مدعومة، أو منشئة لعمائر سكنية بالمخالفة للقانون، ودفع رشاوي، بل يجب أن تكون هذه الرشوة لها بعد جنسي، وأن تكون متهتكة وشبقة للرجال حتى تحمل وتجهض نفسها عند الطبيب سابق الذكر، حتى عند تقديمها مساعدة مالية للطالبة الجامعية لا يبدو ها التصرف فعلا خيرا، بقدر ما يبدو محاولة لغسل الضمير لا أكثر، وتعبيرا عن مجتمع لا يمنح الكرامة للمحتاجين، بقدر ما يمنحهم فتاتا لا تكفي احتياجاتهم ولا تمنعهم من السقوط الأخلاقي.

هذا الفساد الجنسي أيضا يطول أغلب الشخصيات في الفيلم، نجده عند الطبيب وزوجته، وصديقه مسؤول الإسكان، ولص الخزائن، ومنتج الأفلام والطالبة الجامعية، لينضموا في نفس الإطار الذي ضم الممثلة (سناء كامل).

في آخر مشاهد الفيلم، يبدو جميع المتهمين خلف قضبان الحجز الاحتياطي تمهيدا لتقدميهم للمحاكمة، لا ينجو منهم سوى السياسي (قام بدوره كمال الشناوي)، وكأن الفيلم يقصد أن المسؤول عن هذا الفساد المجتمعي مازال حرا طليقا فوق القانون، ربما لأنه هو صانع هذا القانون الذي ينطبق عليه ولكنه لا يمكن تطبيقه.

ينتهي الفيلم بينما تتعالى صيحات الناظر (يقوم بدوره عماد حمدي): النظام .. النظام، معبرة عن صرخة سينمائية أولى تردد صداها كثيرا تشير إلى المذنب الأول: أي النظام السياسي.

عين على السينما في

24.03.2015

 
 

"الوفد" تتبنى مبادرة لعقد مؤتمر فنى عالمى لمناقشة مشاكل الإبداع

كتب - علاء عادل وحمدي طارق:

رغم حالة الارتباك وتشابك التفاصيل التي تسيطر علي ملامح الوطن.. استطاع المؤتمر الاقتصادي العالمي إعادة ترتيب الأشياء ووضع مصر علي قمة الأحداث.. ليعترف القريب والبعيد بأن مصر قادرة علي العودة.. وقادرة أيضاً علي تصدر المشهد الاقتصادي.. ولا خلاف أن نجاح المؤتمر فتح شهية الوسط الفني والثقافي لمثل هذه الفاعليات التي أضاءت شوارع مصر.

«الوفد» من جانبها تتبني دعوة جادة لعقد مؤتمر فني عالمي يلتقي فيه نجوم الفن من كل دول العالم للمناقشة في كل روافد الإبداع بحثاً عن حلول لانتعاش الحالة الإبداعية وإحداث رواج في عملية الإنتاج.. حول الموضوع وفكرة الدعوة لإقامة المؤتمر الفني تحدث عدد من المبدعين.
قال المنتج هاني جرجس فوزي: إن الفنانين بمفردهم لن يستطيعوا فعل ذلك، ويجب علي الدولة أن تكون خلفهم، لأن الأمر ليس سهلاً كما يعتقد البعض، لأن مصر تصدر الفن إلي الوطن العربي، لذلك فهي سلعة لها جمهورها وأكبر دليل علي ذلك انتشار اللغة المصرية بين الدول الشقيقة التي تعلموها من الفيلم المصري.

وأضاف: الدولة هي الجهة الوحيدة التي يمكنها فعلاً ذلك، وهذا يتمثل في وزارة الثقافة واتحاد النقابات الفنية وغرفة صناعة السينما، يجب أن يتحدوا معاً لصناعة حدث مثل هذا، وبعدها يأتي دور الفنانين الذين لن يتأخروا عن خدمة وطنهم.

وأشار إلي أن أوبريت «مصر قريبة» كان دليلاً علي حب الفنانين علي المشاركة في أي أمر يخدم الوطن أو يدعو إليه.. وقال: البلد يحتاج مشاريع فنية كثيرة متمثلة في استوديوهات وقاعات عرض متعددة الوظائف، ولكن كل ذلك يحتاج إلي تخطيط، ومساعدة من الحكومة لدعم هذه المشروعات.

قال الفنان خالد عبدالجليل، مستشار وزير الثقافة: يمكن للبلد إقامة مؤتمر مثل هذا، ولكن يجب أن يكون مكوناً من صناع الصناعات وليس من العاملين بها، فالسينما والمسرح والدراما تندرج تحت مسمي صناعات إبداعية، يجب أن يكون لها مخطط واضح ومشاريع لجذب الاستثمارات.

وأضاف: المستثمر الأجنبي قبل أن يضع أمواله في مشروع ما، يجب تقديم دراسة تفصيلية عن هذا المشروع الذي سيدفع فيه رأسماله، فمثلاً إذا أردنا بناء قاعات عرض سينمائي، يجب تقديم دراسة تفصيلية عن الأماكن التي ستقام فيها وعدد رواد المكان، ونوعية الأفلام التي ستقدم ليكون مشروعاً حقيقياً له مكاسب مدروسة أو خسارة محتملة.

وأبدي «عبدالجليل» تخوفه من دعوة الفنانين من الوطن العربي وغيره، وعدم تقديم المشروعات التي تستحق مجيئهم.. وقال: مشكلة مصر الكبري أنه دائماً يكون لدينا مبادرات دون وجود مخططات للمشروعات.

يقول الفنان أشرف زكي: إن لم نستفد من إبهار العالم بمصر في الوقت الحالي، وندع إلي مؤتمر فني يليق بمكانة مصر كهوليوود للشرق، سوف نخسر لحظة تاريخية مهمة لن تتكرر مرة أخري، وسوف تحاسبنا الأجيال الحالية والقادمة.

وأضاف: اللحظة مناسبة لعودة الروح مرة أخري للفن المصري، حيث حقق المؤتمر الاقتصادي نجاحاً كبيراً، ووجه أنظار العالم أجمع إلي مصر، لذلك أتمني تضافر الجهود لإقامة هذا المؤتمر.

وأشار إلي أنه مستعد للمشاركة في ذلك الحدث العظيم، ولكن الأمر يحتاج إلي مؤسسات وليس أفراداً.. وقال: الأمر لن ينجح إلا بمشاركة مؤسسات مثل اتحاد النقابات الفنية والمنتجين العرب وإحدي الوزارات الكبري، ودعم إحدي القنوات الفضائية، وهذا لن يحدث في أسبوع، بل يحتاج إلي تحضيرات كبيرة، مثلما حدث في المؤتمر الاقتصادي.

الفنانة الكبيرة نيللي، قالت: الفن ينهض بالعمل المستمر، فدائماً عندما تبدأ عجلة الأعمال الفنية في الدوران هذه هي الفاعلية الحقيقية، فعقد مؤتمر فني من الممكن أن يكون دفعة قوية للفنانين والمنتجين من أجل تقديم أعمال جادة تلقي بظلالها علي المجتمع، ولكن المهم هو دعم الدولة للفنون مثلما كان يحدث في العهود السابقة، لأننا في الحقيقة مفتقدون كثيراً دعم الدولة الذي جعل الفنون المصرية في العهود السابقة علي رأس كافة الفنون العربية.

وقال الكاتب الكبير وحيد حامد: المرحلة الحالية مرحلة العمل الجاد، الاقتصاد كان يحتاج لمثل هذا المؤتمر ولكن بالنسبة للفن، الأمر مختلف، فالدولة والفنانون يعلمون ما يتطلبه الفن، والأفضل من وجهة نظري هو العمل الجاد الذي يفيد بلدنا، لأن مصر لم تعد في حاجة للشعارات وإنما للعمل.

ومن جانبه أكد الفنان عزت العلايلي، أن العديد من المؤتمرات عقدت خلال الفترة الماضية وخرجت بتوصيات مهمة.. وقال: هذه التوصيات لم يتحقق منها شيء، ولذلك لا أعتقد أن عقد مؤتمر فني سيحقق العائد المرجو منه، لأن الجميع يعلم ما يحتاجه الفن في المرحلة القادمة ولابد أن تتحرك الدولة، لأن الأمر بين يديها، فنحن لسنا في حاجة لعقد مؤتمر فني جديد.

الفنان أحمد عبدالعزيز، قال: مؤتمر فني سيكون ذا نفقات كبيرة بالرغم أننا نعلم أين الخطأ، ونعلم كيفية إصلاحه، فأري أن تحرك الدولة مباشرة لدعم الفن أفضل من عقد مؤتمر كبير، فهناك عدة خطوات لابد أن نتجه لها وهي أن يكون لدينا رقابة جيدة، دعم إنتاج الدولة المتوقف منذ سنوات ويحاول فقط مصارعة الهبوط، جهات الإنتاج إذا تم إصلاحها من المؤكد أن الفن سيكون في حال أفضل مما هو عليه الآن.

الناقد الفني طارق الشناوي، قال: هناك مؤتمرات عديدة قامت من أجل مناقشة وتطوير مستقبل الفن، كان آخرها وأبرزها مؤتمر دار أخبار اليوم الذي حضره رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، وكانت الدعاية كبيرة وخرج بتوصيات، ولكن المشكلة ليست في حجم المؤتمر أو من يحضره، المشكلة أن الدولة غير مهتمة ولا تحاول دعم الفن، وأعتقد أننا لابد أن نعمل في الفترة الحالية أفضل من عقد مؤتمرات لا فائدة منها.

السيناريست تامر حبيب، قال: فكرة خيالية، أتمني أن تتحقق لأنها ستشعر الفنانين باهتمام الدول بهم وهذا سيعطي لنا كفنانين طاقة أمل كبيرة، وأري أن علينا في المرحلة الحالية أن نخلص في عملنا إلي أقصي درجة لأن مصر دخلت مرحلة تحد كبيرة بمثابة عنق الزجاجة ولابد أن نشارك جميعاً في مرحلة البناء، فهذا واجبنا كمواطنين مصريين وليس كفنانين فقط، وأتمني أن يحقق المؤتمر الاقتصادي أهدافه ويكون بداية حقيقية لعودة الاستثمارات في مصر من جديد.

أفلام الجوائز.. بمهرجان سينما الطفل

القاهرة – بوابة الوفد - أنس الوجود رضوان:

حرص مهرجان سينما وفنون الطفل، على مشاركة بعض الأفلام التي حصلت على جوائز عالمية، لتعرض ضمن فعاليات المهرجان، لتميزها فى الإخراج لذى حصل على جائزة الجمهور لأفضل فيلم فى مهرجان دوربان السينمائى الدولى، وجائزة ميشيل من مهرجان هامبورج السينمائى الدولى 2013، وجائزة أفضل فيلم بمهرجان لوقا الدولى لسينما الأطفال والشباب وجائزة الأطفال لأفضل فيلم بمهرجان تورونتو السينمائى الدولى 2014، منها الفيلم الأفريقى.

والفيلم المصرى «3 شمعات» وفاز بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان سوسة الدولى بتونس العام الماضى، والجائزة الذهبية بمهرجان العالم العربى بالمغرب، كما حصل بطل الفيلم على جائزة أفضل ممثل فى مهرجان «خاركيف» للأطفال بأوكرانيا.

والفيلم الإسبانى «أوبو ستولو» الذى سبق وفاز بجائزة الجمهور لأفضل فيلم رسوم متحركة فى مهرجان «أنيس الدولى للرسوم المتحركة»، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم خيالى فى مهرجان فتناسبوكر، وكذلك الفيلم الألمانى «الأب» الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم للشباب فى مهرجان شيكاغو الدولى لسينما الأطفال، وجائزة «أوكتا فيجان» لأفضل فيلم قصير فى «أيام كرواتيا الشمالية»، والفيلم البلغارى «بسبب ماما» الذى ترشح لجائزة «أفضل فيلم رسوم متحركة بمهرجان زلين السينمائى الدولى لأفلام الشباب والأطفال»، والفيلم الهولندى «Giovanni and the water ballet» الفائز بجائزة أفضل فيلم قصير بمهرجان برلين، وجائزة الأطفال والأفلام التسجيلية بمهرجان امستردام الدولى للفيلم التسجيلي.

وفيلم «أحبك يا أمى» – لاتفيا وقد حصل على جائزة أفضل فيلم روائى بمهرجان كندا السينمائى، كما حصل على جائزة أفضل فيلم أوروبى بمهرجان زين لسينما الأطفال، والفيلم اليونانى «زهور عباد الشمس» الذى فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقى بمهرجان أثينا السينمائى الدولى، وشهادة تقدير لأفضل فيلم وثائقى بمهرجان باليمور 2013.

الوفد المصرية في

24.03.2015

 
 

أفلام مختارة في الحلقة النقدية الثالثة في مركز الفيلم البديل «سيماتك»:

صورة الرجل ما بين التفلسف والواقع السياسي والإجتماعي

محمد عبد الرحيم - القاهرة ـ «القدس العربي»:

في قاعة (زاوية) في سينما أدويون بالقاهرة، عُرضت مجموعة من الأفلام المُختارة، ضمن الحلقة النقدية الثالثة لورشة النقد السينمائي، التابعة لمركز الفيلم البديل (سيماتك).

وأشرفت على هذه الحلقة ريما مسمار، الناقدة ومديرة البرامج السينمائية في الصندوق العربي للثقافة والفنون/آفاق. ومن خلال بعض من هذه الأفلام … المصري «الخروج للنهار» هالة لطفي 2012، ومن البوسنة «فصل من حياة بائع خردة» دانيس تانوفيتش 2013، والفيلم الإيراني «10» عباس كياروستامي 2002. التي تنتمي لأساليب ومناخات سينمائية مختلفة، إلا أنه من الممكن أن نلمح خيطا يجمعها كصورة «الرجل» ودلالاتها في كل من هذه الأعمال، ومَن مِن هؤلاء بالفعل جدير بأن يعيش ويبقى، ويبتسم في النهاية، ربما لم تكن ابتسامة انتصار كاملة، لكنها حالة هدوء تأتي بعد صراع طويل. الأعمال الثلاثة تجمعها حالة انتظار «حَل» من موت مُرتقب..

موت جسدي أو معنوي، إلا أن فيلم «بائع الخردة» ــ المُنتصر الوحيد ــ كان يخشى حالة الفقد/فقد زوجته وأم طفلتيه، فكان الأجدر على البقاء، لذا فهو الأكثر تجسيداً على الشاشة، بخلاف الظلال الواهنة للرجل في كل من الفيلمين الآخرين، والمتعلقة سواء بقدر أو سلطة دينية واجتماعية.

أن تعيش كجثة

في «الخروج إلى النهار» تتوافق المرأة وابنتها ويرتبط إيقاعهما اليومي بإيقاع الرجل/الزوج والأب. جثة فوق كرسي تطوف كل منهما حولها، وتنتظم المواعيد.. من صحو ونوم، خروج وعودة من وإلى المنزل، وجبات الطعام، وصولاً إلى مجرّد فتح شبّاك حجرة، دائرة مغلقة تصيب مَن يدخلها بالدوار.

الرجل الذي أصبح جسده متهالكا ويُعاني من الجروح يشبه تماماً جدران المنزل الباهتة والمشوّهة، لذا فهو حاضر دوماً، وهو الذي يأوي المرأة والابنة، رغم ألا حول ولا قوة له، فقط يرفع عينيه في صمت اعتراضاً، والكلمة الوحيدة التي نطق بها.. «زهقان».

رحلات الطواف لا تنتهي، التي جسدتها الابنة في خروجها، الوقوف أمام ضريح (الحُسين)/جثة أخرى لا تمتلك من أمرها شيئا، هذا ما تعرفه الفتاة … بيتها/المستشفى/الطريق إلى قبر الحُسين، خطواتها تمتلك يقين المعرفة، فتسير من دون تفكير، أو يقين الثوابت الواهية. ولكن حينما ضلت طريقها، وسارت داخل عالم (آلهة الفخار).. تماثيل أشبه بآلهة مُتعددة من عصور قديمة، وتناهى إلى مسامعها أصوات الذِكر الصوفي، خرجت عن دائرة خطواتها، فاستكشفت واندهشت ثم ابتسمَت. 

إله قديم/زهقاااااان وآلهة تثير الدهشة والفرح، رغم الخطوات الضالة التي تسير إليها.

أن تعيش كظِل

لم يظهر الرجل مُتجسداً في فيلم عباس كياروستامي، لكنه كالبطل الخفي، فالأحداث كلها عبارة عن ردود فعل لأدواره في الحياة، فهو الذي يهجر ويخون ويفر وقتما يشاء ــ الطفل الصغير كمشروع يصيغه المجتمع ليأخذ دوره في عالم وتصرفات الرجال ــ من خلال نساء عديدات، نساء يحكْن تفاصيل حكاياتهن في رحلة لا تتوقف ولا تنتهي، سيارة تسير دوماً ــ الشخصية الرئيسية سائقة تاكسي ــ ولا تتوقف إلا لالتقاط أنفاسها، حكايات مهجورات وعاهرات ومتدينات، قادهن الفقد إلى أضرحة الأموات، كالدمى، الرجل هنا صورة لسُلطة دينية تسير على الأرض، وتحفز الآخرين على الكذب لانتشال اليسير من الحقوق الضائعة ــ كذبت المرأة أمام المحكمة وادّعت أن زوجها يتعاطى المخدرات، فلن يكون انفلات إلا بكذب، وهكذا الحال في ظِل الأديان التوحيدية عموماً، خوف من سُلطة ذكورية أورثتها مخيلة ملفقي الحكايات الدينية وأساطيرها. 

حالة أخرى من الطواف المزمن يلعبها كياروستامي، أكدها بالعودة مرّة أخرى للمرأة التي هجرها حبيبها وامتنع عن زواجها، وقد أحكمت غطاء رأسها، بعدما دخلت في نفق التنسّك وتخلصت من زينتها/شعرها، وكأنها تشهد حبيبها/الظِل .. فلتنظر ما فعلته بي! لكنه لا يسمع ولا يرى، تماماً كصاحب المقام الذي أصبحت تتواتر زيارتها له الآن ــ كانت لا تؤمن في مثل هذه الزيارات بأن تحقق لها أمنياتها، حينما كانت تمتلك يقين وجودها/الآخر ــ فتدخل في نفق المتحسرات على المفقودين/صورة أخرى من المرأة العجوز، التي تسير إلى المقام ثلاث مرّات في اليوم.

أن تعيش

في «فصل من حياة بائع خردة» لا وقت لترف التأمل والتفلسف، فنحن أمام حالة فعل لابد أن يتم. خرج الرجل من الحرب سليماً، لكن ساحة الحرب الآن أصبحت جسد زوجته، حياة بكاملها توشك على الانهيار، عليه تدبير النقود لإنقاذها، ولا يستطيع عمله الشاق أن يفي بذلك. 

موقف لا يُحتمل.. الرجل يواصل العمل ــ يقوم بتقطيع السيارات الهالكة ــ يصعد مرتفعات تغطيها الثلوج، عربته تتعطل، لا كهرباء في البيت، يدور على أبواب دور العلاج ولا أمل، الزوجة تتألم، وطفلتان تضحكان تحميهما غفلة الطفولة، وملامح الرجل تبتسم في أسى، فلا آلهة تفيد وقد دُفنت في الثلج وسط قطيع الخردة، فلا يجد الرجل بعد المعاناة في كل لحظة إلا تحطيم سيارته بيده وبيعها لإنقاذ امرأته. هناك حالة تمجيد للإنسان ومحاولاته وإرادته، هناك الأصدقاء ورحمتهم التي يصنعونها في عالم لن يرحم أحدا. 

الصراع هنا أشبه بصراع الملاحم القديمة/بطل وحيد لا يعرف ماذا يفعل، لكنه استطاع، لن ينتظر قدراً، أو حلا إلهيا، لا يستطيع إشعال مصباح في منزل معتم، أو نفخ الروح في شاشة تتقافز عليها عوالم أخرى تجعل حتى طفلة صغيرة تبتسم.

مهرجان تطوان السينمائي يكرم ثريا جبران وأحمد عز وفرانسيسكو روسي

روح فاتن حمامة وبسطاوي وخالد صالح تحلق في سماء المدينة

تطوان – «القدس العربي»:

يكرم مهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسطية الفنانة المغربية ثريا جبران والممثل المصري أحمد عز والمخرج الإيطالي الراحل فرانسيسكو روسي، بمناسبة الدورة 21 من المهرجان، التي تقام من 28 اذار/ مارس الجاري و4 نيسان/ أبريل المقبل.

وثريا جبران هي أيقونة الشاشة المغربية، وسيدة المسرح المغربي، منذ أكثر عن خمسين سنة. فقد ارتقت هذه النجمة المغربية إلى خشبة المسرح المغربي سنة 1964، مع فرقة «الأخوة العربية»، حين ظهرت ثريا في مسرحية «أولاد اليوم»، وصولا إلى فرقة «مسرح اليوم»، مرورا بفرقة «الشهاب» وفرقة «المعمورة» و»القناع الصغير»، ثم العمل في «مسرح الطيب الصديقي»، قبل تألقها في شاشة السينما المغربية. في السينما/ لمع اسم ثريا جبران منذ 30 سنة في فيلم «الناعورة» لعبد الكريم الدرقاوي ومولاي إدريس الكتاني، ثم في فيلم «غراميات» للطيف لحلو، و»دموع الندم» لحسن المفتي، و»بامو» لإدريس المريني، و»الناعورة» لعبد الكريم الدرقاوي، و»عطش» و»نساء ونساء» لسعد الشرايبي، و»أركانة» لحسن غنجة، و»عود الورد» للحسن زينون. وقد مثلت ثريا جبران، على الدوام، وعلى مدى كل الأفلام، صورة المرأة المغربية ذات الحضور القوي والعاصف، بكل افتتان وعنفوان، كما مثلت صورة المرأة المغربية في انتصاراتها وانكساراتها. وثريا جبران هي وزيرة الثقافة المغربية ما بين 2007 و2009، وعلى عهدها تم تحقيق العديد من المكاسب لفائدة المثقفين والفنانين المغاربة، وفي مقدمة تلك المكاسب «بطاقة الفنان المغربي». 

ويكرم المهرجان نجم السينما المصرية المعاصرة الفنان أحمد عز، الذي أدى دور البطولة في السينما المصرية الجديدة منذ أواخر التسعينيات، منذ فيلم «كلام الليل» لإيناس الدغيدي، إلى جانب الظاهرة يسرا، وهو فيلم نسجته إيناس الدغيدي من قصة لجمال الغيطاني، ليظهر من جديد في فيلم آخر لإيناس الدغيدي وهو «مذكرات مراهقة»، إلى جانب هند صبري، ثم فيلم «الباحثات عن الحرية» لإيناس الدغيدي أيضا. وقد مثلت هذه التجارب الثلاث مع إيناس الدغيدي «الثلاثة الرومانسية» لأحمد عز، إضافة إلى «حب البنات» لخالد الحجر، و«شباب تيك آواي» لسعيد محمد، قبل أن يتألق أحمد عز في أدوار درامية وحركية قوية، وفي أدوار كوميدية مرحة أيضا، حيث لمع بملامح مغايرة وأكثر جاذبية مع فيلم «الرهينة» للمخرجة ساندرا نشأت، وأعمال سينمائية أخرى، تسيد فيها أدوار البطولة، عبر أفلام قوية ومؤثرة، وفي مقدمتها فيلم «الشبح» الدراماتيكي، للمخرج عمرو عرفة، وبحضور مماثل أو أقوى منه في فيلم «بدل فاقد» لأحمد علاء، ثم في فيلم «المصلحة» وفيلم آخر في منتهى الإثارة والتشويق هو «الحفلة» لأحمد علاء الديب، قبل أن يحل ضيفا على الفيلم الأخير «هاتو لي راجل» لمحمد شاكر خضير، والذي عرض في الدورة السابقة من مهرجان تطوان. وفي مقابل ذلك، تألق أحمد عز في أدوار كوميدية مرحة وناجحة، وفي مقدمتها «سنة أولى نصب» و»حلم عزيز» و»365 يوم سعادة».

ويكرم مهرجان تطوان السينمائي في دورته الحالية ايضا علما من أعلام السينما الإيطالية والعالمية، وهرما من أهراماتها، وهو المخرج الإيطالي فرانسيسكو روسي، الذي فارق الحياة هذه السنة، عن عمر يناهز 92 عاما. وانطلق المسار السينمائي لروسي منذ 1948، حين عمل مساعدا للمخرج الكبير لوشينو فسكونتي في فيلم «الأرض تهتز»، لينتقل بعدها إلى كتابة السيناريو، قبل أن يخرج أول أفلامه الطويلة، وهو «التحدي» سنة 1958، الذي حظي بالجائزة الكبرى لمهرجان البندقية، ليتوج منذ البداية مخرجا إيطاليا مهما. وتوج المخرج بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية سنة 1963 عن فيلمه «مدينة تحت السيطرة». وكان «الهدنة» آخر فيلم لهذا المخرج الإيطالي والعالمي الكبير، بعد عشرات الأعمال السينمائية الخالدة، قبل أن يعلن روسي الهدنة مع دورة الحياة والسينما، ليرحل في كانون الثاني/ يناير الماضي.

ويستحضر مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط روح سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والممثل المغربي الكبير الراحل محمد بسطاوي، والممثل المصري الراحـل خـالد صالح في فقرة «في الذاكرة»، ويعرض أهم الأفلام التي تألقوا فيها، وهو يعتبر استحضارهم واجبا ومسؤولية تجاههم، هم الذين وضعوا ثقتهم في المهرجان، وجرى تكريمهم في الدورات السابقة، وهم الذين أثروا الخزانة السينمائية الإنسانية بأفلام وأدوار خالدة.

القدس العربي اللندنية في

24.03.2015

 
 

عراف المياه

راسل كرو يعرض أول تجاربه الإخراجية الأسبوع القادم

24 ـ محمد هاشم عبد السلام

بعد أول عرض له في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في ديسمبر الماضي بمهرجان دبي السينمائي، تبدأ مع نهاية هذا الشهر ومطلع الشهر المقبل في أوروبا وأمريكا أولى عروض الفيلم الأمريكي "عَرّاف المياه" للنجم الاسترالي الشهير راسل كرو.

في أول فيلم روائي طويل من إخراج النجم راسل كرو وبطولته أيضاً، أخرج من قبل بضعة أفلام تسجيلية قصيرة، يقدم لنا على امتداد ساعتين تقريبًا، دراما حربية تاريخية، حيث تدور أحداث الفيلم في نهاية العقد الثاني من القرن الماضي، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى. وسيناريو الفيلم من تأليف كاتبي السيناريو الاستراليين أندرو نايت وأندرو أناستاسيوس.

يقوم راسل في الفيلم بدور "كنور"، ذلك المُزارع العرّاف الذي يعرف على وجه التحديد أين تكمن المياه في باطن الأرض، وتحديدًا في الصحراء الشاسعة في الجنوب الاسترالي. وفي أكثر من مشهد نرى كنور وهو ينجح بالفعل في اكتشاف العديد من مناطق المياه، ويحفر الكثير من الآبار التي تتفجر منها المياه، بطريقة عشوائية وغير علمية بالمرة وتبدو أقرب للتبصر منها إلى اتباع القواعد العملية.

تتعقد الأمور بعض الشيء بسبب زوجته "نتاليا" (إيزابيل لوكاس)، التي تتململ مما يفعله ومن اصطحابه لها هنا وهناك وسط الصحراء القاحلة، الأمر الذي يدفعها مرة للسخرية منه ومما يفعله، ثم تطلب منه ذات مرة الاهتمام بما هو أجدى، أي، ضرورة البحث عن أولادهم. ثم تتصاعد وتيرة الأحداث أكثر فأكثر مع انتحار نتاليا المباغت تمامًا.

ربما عملا بكلامها الذي أيقظه أو اتباعًا لوصيتها أو إرضاء لها، يسافر كنور إلى تركيا، وتحديدًا اسطنبول، وهناك، نعرف أن أولاده الثلاثة كانوا ضمن الجنود الاستراليين الذين كانوا يحاربون في معركة "جاليبولي" في تركيا عام 1915، وأنهم قد قتلوا في الحرب. وبطريقته المعتادة في البحث عن المياه، يحاول كنور البحث عن أماكن جثامين أولاده الثلاثة، ويحاول، على وجه الدقة، تبين كيفية موتهم.

من ناحية، يهدف كرو من خلال فيلمه إلى إلقاء الضوء على تلك المعركة المنسية أو غير المعروفة جيدًا، والتي تعتبر نقطة سوداء في تاريخ بريطانيا الحربي، حيث خسرت تلك المعركة أمام الجيش التركي بقيادة أتاتورك، وفشلت في دخول اسطنبول، وتكبدت وقوات التحالف (استراليا، نيوزيلاندا، فرنسا) أكثر من خمسة وخمسين ألف جندي قتيل، وما يزيد عن تسعين ألف جندي عثماني قتيل، ومئات الآلاف من الجرحى من الطرفين.

ومن ناحية أخرى، ومنذ وصل بطل الفيلم كنور إلى تركيا، يبدأ راسل كرو المخرج ومعه كاتبي السيناريو، في نسج علاقة تجعلنا نطالع عبر عيني بطل الفيلم الثقافة العربية والإسلامية، وذلك من وجهة نظر ذلك الأجنبي الغريب. ويبرز هذا عبر الكثير من المشاهد بالفيلم، ومنها تقاربه مع العديد من الأتراك، والاحتكاك بهم ومصادقتهم، ومنها أيضًا تواجده ودخوله مساجد اسطنبول وتعرفه عليها، إلى جانب، التعرض بعض الشيء للسياسة ودور بريطانيا، وكذلك العديد من الدول الكبرى، في المنطقة.

موقع (24) الإماراتي في

24.03.2015

 
 

نادر الحداد: بدء تصوير فيلم الرعب «القصر» غداً

تدعمه شركة السينما الكويتية الوطنية ليشارك في المهرجانات

كتب الخبرفادي عبدالله

برعاية الشيخ دعيج الخليفة، عقد فريق الفيلم الروائي الكويتي الطويل «القصر» مؤتمراً صحافياً، أمس الأول، للوقوف عند بعض تفاصيل هذه التجربة السينمائية الجديدة للمؤلف والمخرج نادر الحداد، وقد أدار الحوار الصحافي عبدالحميد الخطيب.

استهل المخرج نادر الحداد الحديث قائلا: «لقد زرت موقع التصوير، ومن ثم كتبت النص وفقاً لخبرتي التي تجاوزت 40 عاما في الدراما التلفزيونية كمدير تصوير، وكذلك وفق من وقع اختياري عليهم من النجوم لأداء الأدوار، إذ تدور أحداث الفيلم حول مجموعة شبان يدخلون إلى أحد القصور بطلب من صديقهم الذي يخدعهم لمآرب أخرى».

وأبدى الحداد سعادته الغامرة بدعم الشيخ الخليفة وشركة السينما الكويتية الوطنية، وهو ما يدعو إلى التفاؤل والتصميم على التميز ليخرج العمل في أفضل صورة ممكنة، خصوصا أن القائمين على الفيلم سيشاركون به في المهرجانات السينمائية خارج الكويت. كما لفت إلى أن النص قد أجيز منذ فترة من الرقابة، وسيشرع بتصويره ابتداء من غد، ولمدة 25 يوماً، بكاميرا واحدة، ودون استخدام أي خدع أو الاستعانة بالغرافيكس، وتتراوح مدة الفيلم بين ساعة ونصف الساعة وساعتين إلا ربعاً، متمنيا أن يصل من خلاله إلى المستوى العالمي.

ملعب الرعب

من جهته، قال الفنان جمال الردهان إنه وافق على المشاركة من دون أي تردد، حيث إنه تعامل مع المخرج أثناء تصوير الدراما التلفزيونية، وكان موجهاً وداعماً ومشجعاً للجميع، «كما أن نوع الفيلم رعب، وهذا ملعبي، وحتى لو كان المخرج سيمارس مزحة فنية فستكون مدرسة للآخرين، نظراً لخبرته الفنية الطويلة».

ولفت الردهان إلى أنه حذر جداً في انتقاء أعماله، وقد وجد حرفية عالية في الكتابة عند قراءته نص «القصر»، لدرجة أنه تخيل العمل فيلما أميركياً، يلعب بطولته مجموعة من الفنانين الكويتيين، وهذا ليس غريبا على الحداد الذي كان منذ الثمانينيات يعّدل على نصوص كتاب كبار.

كما أكد أنه في الخليج مهرجانات سينمائية ومسرحية مهمة، ونحن متخلفون عن الركب، فلا وجود للكويت إلا ما ندر الفترة الأخيرة، لذلك تجربة الحداد جميلة، ونتمنى أن نوفق جميعا فيها، مستطردا: انا شديد في اختياراتي الفنية، وقد وجدت حرفية عالية بين سطور «القصر»، وكأنه فيلم أميركي من بطولة فنانين كويتيين، ونتمنى أن يصل للجمهور.

وبيّن الردهان: «أن الكويت رائدة في الخليج ولديها تراث فني كبير، لكننا مقلون في الوجود على صعيد المهرجانات وتقديم هذا المخزن في نتاج عصري، فأصبحنا بعيدين عن المنافسة، وأتمنى تكثيف التجارب السينمائية تجارياً لتنشيط هذه الصناعة.

بدوره، أشاد الفنان علي جمعة بالمخرج، حيث إنه صاحب عيون ثاقبة ورؤيته مختلفة، حيث أول تعاون معه كان في سهرة عن الغزو عام 1991، وكان نعم الموجه والناصح، وهذا ما نفتقده في أيامنا الحالية، مبينا في الوقت نفسه حجم المسؤولية لتقديم فيلم كويتي مميز.

أما الشيخ دعيج الخليفة فقال في مداخلة له: «يسعدني أن اكون احد اعضاء فريق الفيلم، الذي سيعرض على شاشات السينما الكويتية، ليستمتع الجمهور بعمل مميز من كافة النواحي». بينما تمنى الفنان مبارك سلطان الوصول بالفيلم إلى بر الأمان.

أما الفنان عماد العكاري فقال: «بعد قراءتي لنص الفيلم شعرت بالخوف الشديد، فالأحداث مليئة بالإثارة والتشويق والغموض، وهذه النوعية من الأفلام يحبها الجمهور».

وأعلن المنتج نواف الشتيلي عن موقع التصور وهو قصر الشيخ الراحل عبدالله المبارك، وقد رصد ميزانية مفتوحة ليخرج العمل في أفضل صورة ممكنة، مشددا على أنه لا يفكر في الربح بقدر اهتمامه بجودة العمل.

 كما أكد المنتج أحمد الحداد سعيه لأن تصل السينما الكويتية إلى أعلى مستوى ممكن.

من جانبه، قال عادل العنزي من «شركة آرت دايمنشن»: «شاركنا في الإنتاج بهدف تقديم عمل راق يليق باسم الكويت ونجومها المتميزين، لذا سخرنا كافة الإمكانات لإنجاز العمل في موعده المحدد.

الجريدة الكويتية في

24.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)