كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

بطل غسان سلهب... ذاكرة بيروت المفقودة

بانة بيضون

 

يعتبر هذا المخرج تجربة استثنائية في السينما اللبنانية. شريطه «الوادي» الذي يشكل الجزء الثاني من الثلاثية التي يحضر لها، جال مهرجانات العالم حاصداً الجوائز، قبل أن يُطرح أمس في «متروبوليس أمبير صوفيل»

بعد تجواله في عدد من المهرجانات حول العالم، منها «أبو ظبي» حيث نال جائزة أفضل إخراج، طُرح فيلم «الوادي» للمخرج اللبناني غسان سلهب (1958) أمس في «سينما متروبوليس صوفيل». في الشريط الروائي الطويل الذي يتبع فيلم «الجبل» ويشكل الجزء الثاني من الثلاثية التي يحضر لها، يسرد لنا سلهب قصة رجل يفقد الذاكرة جراء حادث سير تعرض له في الوادي.

بعد نجاته وتجواله الهائم في المنطقة المعزولة حيث وقع الحادث، يلتقي بمجموعة من الأشخاص لا يقلون غرابة عنه، فيقررون اصطحابه إلى المقر السري لإقامتهم في مزرعة في البقاع. في ما بعد، يتضح ـ كي يكتمل حظ البطل السيء ـ أنهم تجار مخدرات.

اللافت في الشريط هو جمالية لغته السينمائية التي تبرز منذ البداية عبر الكاميرا التي ترافق خطوات البطل المجهول (كارلوس شاهين) الثقيلة والمتعثرة بعد نجاته من الحادث. تلتقط التفاصيل المذهلة بدقتها، كالتجعيدة الصغيرة على ظهر قميص البطل، التي تنفرد ثم تزم بحسب إيقاع تنفسه، أو حين يركب السيارة برفقة الغرباء الذين التقى بهم للتو (فادي أبي سمرا، كارول عبود، منذر بعلبكي ويمنى مروان) حيث يصور المخرج ـــ عبر لغة سينمائية استثنائية في جماليتها وإيقاع الموسيقى الذي يجسد حالة القلق المتصاعد ــ الانعكاسات على زجاج السيارة التي تمتزج فيها المشاهد المتعاقبة في الخارج مع المشهد في الداخل في بعض اللقطات أو يلعب على التناقض بين الانعكاسات المختلفة كما في المشهد الذي نرى فيه السيارة تتراجع وتتقدم كأنما في الوقت نفسه.

لغة سينمائية استثنائية في جماليتها وإيقاع الموسيقى

وإذا كان بورتريه البطل الفاقد للذاكرة يبعث على الغرابة المقلقة والطريفة في آن معاً كما حين يرسمه المخرج بتعابير وجهه التي تعبر عن الذهول التام أو البراءة كطفل ولد للتو بالتناقض مع ضخامة جسمه، فشخصيات بقية أفراد عصابة المخدرات لا تقل تعقيداً ولا العلاقات المركبة التي تجمع بعضهم بعضاً. بالرغم من أنهم خارجون فعلياً عن القانون كما نكتشف في ما بعد، إلا أنّهم يعيشون ضمن منظومة لها قوانينها الخاصة كوجوب احترام وقت الطعام المقدس، ووجود نظام أمني صارم وحده الحمار لا يلتزم به، كما نرى في أحد المشاهد الساخرة حين يبلغ الحارس الليلي (أحمد غصين) عن الحمار الضائع. أما علاقتهم بالوافد الجديد، البطل الفاقد للذاكرة، فهي مزيج من الفضول والخشية والرغبة في استكشاف هذا الآخر الذي أتى ليحطم عزلتهم. ينشغلون بتخيل هوية هذا المجهول ويتجادلون في ما بينهم بحضوره حول اختراع اسم أو مهنة مناسبة له، غير مكترثين لوجوده. يتحول تدريجاً إلى ما هو أشبه بلعبة ضخمة يتنافسون في ما بينهم على تملكها والعبث بها. أما البطل، فيبدو مشغولاً بمحاولة الهرب من قبضة هؤلاء المجانين أكثر من استرجاع ذاكرته المفقودة. أكثر مشهد يجسد تلك العلاقة الملتبسة من الافتتان الممزوج بالسادية التي تربطهم بالبطل، عندما يحاول الهرب، فيقيدونه إلى كرسي فيما يتناوب الرجال على تعذيبه والنساء على إغرائه. يصبح جسده واللهو به مستباحاً مثل ذاكرته كما في اللقطة الطريفة حين تنفرد به الرسامة الشابة بحسب الفيلم (يمنى مروان) وتبدأ بالرسم على جسده. لا يستعيد البطل ذاكرته إلا حين تندلع الحرب التي تدمر كل شيء بما فيه مدينة بيروت. يبقى هو الشاهد الوحيد كأنما على ذاكرة المدينة المفقودة. تبرز اللغة السينمائية كدعامة للسرد الروائي في حين أنّ الحوارات متفاوتة، إذ جاءت معبرة أو طريفة في بعض المقاطع أكثر من الأخرى.

أما بالنسبة إلى إيقاع الشريط، فيتسم في بعض المقاطع بالبطء المتعمد الذي يتجسد عبر الصمت الذي يسبق الحوارات أو يتخللها، أو حتى تحركات الشخصيات ضمن المشهد، والأوتوماتيكية التي يعكسها هذا الإيقاع الموحد والمقلق وسط حالة جماد تام فيما تبدو الشخصيات أشبه بالمومياء. وحده البطل الصامت غالباً يحمل نبض الحياة المفقود لدى البقية، وربما ذلك لأنه فاقد للذاكرة على عكسهم. الخيار السينمائي الذي يبدو مقصوداً من قبل المخرج، تمكن رؤيته من وجهات نظر مختلفة. من جهة، هو يعبر عن الحالة التي يود نقلها للمشاهد أو مفهوم الوقت كما تعيشه الشخصيات بثقل فراغاته. لكن الأسلوب الذي يجسد ذلك حرفياً، قد يغرق المشاهد في الحالة نفسها. ومن هنا وجه المجازفة التي يقبل المخرج بخوضها. خيار يشكل جزءاً من وحدة رؤياه السينمائية التي ــ بخصوصيتها وجمالية لغتها السينمائية ـ تشكل تجربة استثنائية في السينما اللبنانية.

«الزيارة»... سحر المعمار ولذة الموسيقى الصوفية

نورالدين بالطيب

تونسبعد شريطه الطويل الأول «الكتبية»، قدم السينمائي نوفل صاحب الطابع للجمهور التونسي شريطه الجديد «الزيارة». العمل لون جديد في الكتابة السينمائية لم يعهده الجمهور في ما سبق من أفلام. انطلق نوفل صاحب الطابع وطارق بن شعبان الذي شاركه كتابة السيناريو من حكاية بسيطة في ظاهرها هي قصة الشاب يوسف الذي يصاب بفقدان الذاكرة وبفصام الشخصية بعد مشهد سقوط شقيقته في البئر وتعنيف والده لأمه حتى الموت.

من خلال هذه الحكاية، يطرح المخرج قضية الذاكرة بالتركيز على البيت المهجور في المدينة العتيقة، واستعراض المعمار الكولونيالي الفرنسي. هكذا، يتحول الشريط الى رحلة بين الماضي والحاضر تتخللتها حفلات «السطمبالي» («الموسيقى الزنجية») التي يعتقد بأنّها قادرة على طرد الأرواح الشريرة التي تسكن الإنسان. يوسف (غازي الزغباني) الذي يعمل سائق أجرة، كان شاهداً في صغره على سقوط شقيقته في البئر وقتل والده لأمه. يعيش يتيماً ووحيداً في شقة في المدينة الحديثة، فاقداً للذاكرة.

يصادف أن ترافقه فتاة أثناء عمله إلى منزل مهجور في المدينة العتيقة، وكان هذا المنزل هو نفسه الذي شاهد أمامه حفلة لموسيقى «السطمبالي» بعدما قاده حريف الى هناك. تبين في ما بعد أنّه عضو في مجموعة موسيقى «السطمبالي». وبعد دخول الفتاة إلى البيت المهجور في ليلة ممطرة، تنطلق رحلة يوسف في النبش في ذاكرة عائلته واستحضار الماضي. بتردده على الحي، يتعرف يوسف إلى شيخ طريقة من الطرق الصوفية (الفنان صلاح مصباح)، يفاجئه بأن المنزل الذي تقيم فيه الفتاة مهجور منذ ٣٠ سنة، وينصحه بعدم الاقتراب منه لأنّه مسكون بـ «ناس أخرى» (أرواح شريرة). مع ذلك، يصر يوسف المأخوذ بسحر تلك الفتاة الغامضة التي أوصلها في ليلة ممطرة، على دخول البيت. وتحت تأثير موسيقى السطمبالي ورؤية مجموعة من الصور القديمة، تستيقظ ذاكرة يوسف ويستحضر كل المشاهد الدامية التي عاشها في طفولته.

الشريط الذي يبدأ بنسق بطيء في البداية، ترتفع وتيرة أحداثه بشكل متواتر. يكتشف المشاهد دراما إنسانية أخاذة يتداخل فيها الواقعي بالغرائبي وسحر الموسيقى السطمبالي بسحر العمارة العربية الاسلامية في المدينة العتيقة وجمالية المعمار الكولونيالي في مستعمرات فرنسا القديمة. لذلك، يمكن اعتبار هذا الشريط الذي استعار المصطلح الصوفي «الزيارة» (موعد اسبوعي أو سنوي لزيارة الاولياء الصالحين في طقس احتفالي) سيبقى في ذاكرة الجمهور التونسي باعتباره شريطاً خارج كليشيهات السينما التونسية.

أحمد خالد: السينما المستقلة باللحم الحيّ

علا الشافعي

القاهرةإنّه واحد من المخرجين المصريين الشباب ممن لهم نشاط كثيف في مجال السينما المستقلة. شارك في العديد من المهرجانات الأوروبية والعربية، وأخرج «أبواب الخوف» (بطولة عمرو واكد) الذي يعد أول مسلسل رعب في الوطن العربي. قدم فيلمين روائيين قصيرين هما «الجنيه الخامس» و«عين السمكة»، وأنجز العديد من البرامج الوثائقية والإعلانات التلفزيونية.

أخيراً، يستعدّ أحمد خالد (1979) للمشاركة في «مهرجان كان السينمائي» بفيلمه القصير «سكر أبيض» في أيار (مايو) المقبل. عن كيفية استقباله خبر اختيار فيلمه للمشاركة في المهرجان، يقول لنا إنّ «خبر مشاركة الفيلم في أي مهرجان يسعدني ويشعرني بالرضى، ويمنحني دفعة، وأيضاً لكل صناع السينما الموهوبين الذين شاركوني في الفيلم. فالعروض مهمة للفيلم لأنها تتيح للجمهور من دول وثقافات مختلفة مشاهدته، وتمدّ جسوراً من التعارف بين ما أُصنع والمتلقي». وأضاف أن الأمر يختلف بالتأكيد في «مهرجان كان» الذي يعدّ أهم وأكبر تظاهرة سينمائية في العالم. و«هنا أحب أن أشير إلى أن الفيلم سيعرض في الركن الخاص بالأفلام القصيرة ولا تتخلله أي مسابقة، لكنه يعد أهم سوق سينمائي للفيلم القصير، ويتمتع بمميزات كبيرة لأي فيلم يشترك ويتم قبوله به».

وحول ردود الفعل التي تلقّاها بعد عرض الفيلم في «مهرجان دبي»، أوضح أنّ عرضه الأول في دبي قوبل بشكل جيد جداً، كما أن «الفيلم سيمثل مصر في بعض المهرجانات أقربها مهرجان «أفريكاميرا» في بولندا، وقد تلقيت أكثر من دعوة من مهرجانات أوروبية وعربية أخرى».

يشارك في «مهرجان كان» بفيلمه «سكر أبيض»

وفي ما يتعلق بكواليس تنفيذ الفيلم وأصعب المواقف التي واجهها، أجاب أنّ «السينما المستقلة كناية عن مجموعة من المصاعب والمراحل التي نحاول اجتيازها بدءاً من اختيار الفكرة وصولاً إلى وضع خطة التنفيذ. أهم مرحلة هي اختيار المواهب والطاقات التي تبحث عن مشاريع مستقلة تستطيع التعاون فيها لإنجاز أفلام فنية تستوعب موهبتها وطاقاتها».

وعما إذا كان يملك رغبة في التمثيل أيضاً، خصوصاً أنه يجسّد بطولة الفيلم، قال خالد إنّ «السينما التي أصنعها في أفلامي القصيرة تحمل مغامرة فنية تتطور حسب الفيلم ورؤيتي له، خصوصاً أنّ الشريط ذو طبيعة خاصة، فأنا اخترت أن يكون التصوير كله من وجهة نظر الكاميرا، وبالتالي فالبطل لن يظهر في الفيلم، لكن هو من سيقودنا خلال الحلم ليدخلنا إلى عالمه. طبيعة حركة الكاميرا معقدة، وكنت أفكر في الاستعانة بممثل آخر، لكن حساسية حركة الكاميرا وصعوبة الدور واختلافه وإيماني بأن الفيلم مختلف منذ بدايته، جعلتني أستكمل المغامرة الفنية إلى آخرها».

وعن المشاكل الإنتاجية التي واجهته، أوضح أن مشاكل إنتاج الفيلم القصير وتمويله لن تنتهي، خصوصاً أنه اهتم بأن تكون التقنية على أعلى مستوى. وعما إذا كانت هناك إجراءات معقدة اتبعها للحصول على منح تمويلية للعمل، أجاب: «فزت بمنحة لإنتاج الفيلم من «مؤسسة المورد الثقافي». وقد غطت نصف التكاليف، وباقي التكاليف دبرناها أنا وصديقي السيناريست محمود دسوقي، عن طريق تأسيس شركة، ونستعد لتكرار التجربة في مشاريع نحب أن ننتجها. وبالنسبة إلى وزارة الثقافة، فلا أريد أن أتحدث، لأن الحقيقة أن وزارة الثقافة المصرية بتكوينها الحالي هي أداة لمحاربة الثقافة ونشر الجهل ومحاربة الإبداع والفكر». وتابع أنّ المؤسسات الحكومية المعنية بالسينما والثقافة في مصر متخمة بالفساد وتتميز «بقدرة نادرة على طرد المواهب ومحاربة الثقافة. للأسف نحن نعاني من مؤسسات منتهية الصلاحية ولا توجد نية للاعتراف بالفشل أو مواجهة الأمر الواقع». يحفل «سكر أبيض» بعوالم سينمائية يتقاطع فيها الخيال والواقع بل يتلاشى الخط الفاصل بينهما أحياناً، كما بين الحياة والموت، مانحاً المشاهد مساحة سحرية لتتبع عوالم شاب مسجون في عالم الأحلام. يرصد العمل المخاوف اليومية وانعكاساتها ومطاردتها لنا سواء في الواقع أو الحلم. وستتاح للجمهور المصري مشاهدة الفيلم خلال مهرجان «لقاء الصورة» الذي يقام في المركز الفرنسي في القاهرة الشهر المقبل.

http://www.ahmedkhaled.com

عدسات شبابيّة تغزو سوريا

علي وجيه

دمشقإنّه موسم مهرجانات السينما الجديدة في سوريا. مع استمرار تعليق «مهرجان دمشق السينمائي» منذ عام 2011، ظهرت مهرجانات بديلة موجّهة للهواة أولاً. «مهرجان خطوات السينمائي الدولي» فتح الباب عام 2013 في اللاذقية، مستمرّاً للدورة الثالثة التي اختتمت أخيراً. التنظيم لـ«مجلس الشباب السوري» بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما في صالة «المسرح القومي».

منذ الدورة الثانية، توسّعت برمجة المهرجان لتضمّ أفلاماً عربية وأجنبيّة، إضافةً إلى إشراك أفلام المحترفين خارج المسابقة. سريعاً، تبعه «مهرجان الشباب السينمائي للأفلام القصيرة» في حلب عام 2014، على مسرح نقابة الفنانين. «الاتحاد الوطني لطلبة سورية – فرع معاهد حلب» يقود التنظيم، بالتعاون مع نقابة الفنانين ومديرية الثقافة. أيضاً، اقترح مسابقة رسمية لأفلام الهواة، وعروضاً خارجها للأشرطة الاحترافية. في العاصمة، أضافت المؤسسة العامة للسينما «مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة» إلى السلة العام الماضي. أفلام «مشروع دعم سينما الشباب» تنافست على الجوائز، فيما عُرضت أفلام الإنتاج الكامل على الهامش في دار الأوبرا السورية. أحدث الملتحقين بالركب هو «مهرجان أفلام الموبايل» الذي أعلن ملتقى «يا مال الشام» الثقافي إطلاقَ دورته الأولى في موعد يحدّد لاحقاً، داعياً المهتمّين إلى إرسال أفلامهم عبر صفحته على الفايسبوك.

يشترط المهرجان أن تكون الأفلام مصوّرة بكاميرا الموبايل، وألا تتجاوز 10 دقائق. لجنة التحكيم تضمّ كلاً من السينمائي محمد عبد العزيز، والممثلة اللبنانية كارمن لبّس، والمخرج والممثل سامر عمران، والزميل وسام كنعان. «هذا المهرجان يأتي لإتاحة الفرصة أمام كل من لديه موهبة لصناعة فيلم، وتمنعه العوائق الإنتاجية من ذلك» يقول مدير الملتقى أحمد كنعان لـ«الأخبار»، مضيفاً: «هي فرصة للتعرّف إلى أسماء جديدة، قد تكون أهم من الأسماء المكرّسة. لا أريد القول إنّنا نرغب في تصدير صورة عن واقع الحياة في دمشق هذه الأيام، لأنّ مجرد إقامة المهرجان يقدّم صورة واضحة لمن يريد الرؤية». إلى جانب عرض الأفلام المختارة (في مكان بديل أيضاً)، يتحدّث المسرحي والكاتب السوري عن فائدة عملية: «سندعو بعض المهتمّين بالإنتاج، فقد يكون الملتقى صلة وصل بين مبدع الفيلم ومنتجه». هذا المهرجان ليس الأوّل في البلاد. «مهرجان سوريا لأفلام الموبايل» انطلق في تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، بتنظيم من «مؤسسة الشارع للإعلام والتنمية». على اعتبار أنّ مقاطع الموبايل شكّلت «سمة أساسية من سمات الثورة السورية»، حسب موقع المهرجان (syria-film.com)، فإنّ هذه المبادرة «تسعى إلى تشجيع ودعم المواهب الجديدة في التعامل مع هذه الكاميرا كأداة إبداعية وليس فقط إخبارية، وكمحاولة لخلق منصة عرض فاعلة للتجارب الجديدة». حتى اليوم، أقام المهرجان عروضاً داخل سوريا في حلب وكفر نبل وجبل الزاوية، وخارجها في لندن وإسطنبول وغازي عنتاب وباريس.

بدوره، يستعد «مهرجان حلب» للدورة الثانية تحت اسم مختلف هو «مهرجان الشباب السينمائي العربي 2» بين 10 و 15 أيار (مايو). فتح المجال للمشاركة العربية، وتخصيص مسابقة لأفلام المحترفين إلى جانب مسابقة الهواة يرسمان جديد الحدث. هي الخطوة الأولى في هذا النوع من المهرجانات. ولكن، ماذا عن واقع المدينة ومحيطها المشتعل؟ يقول مدير المهرجان حسام حمود لـ«الأخبار»: «استمرار المهرجان للسنة الثانية يحتاج إلى مزيد من التطوير والكوادر في ظروف عمل شبه مستحيلة. الكهرباء في حلب منعدمة، وحتى الماء أحياناً، بالإضافة إلى القذائف المباغتة». بعد شهر من المهرجان الحلبي، يحلّ موعد الدورة الثانية من «مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة». نحن على موعد مع أحدث ما أنجز ضمن «مشروع دعم سينما الشباب»، وإنتاجات المؤسسة من الأفلام القصيرة. في المجمل، يُحسَب لهذه المهرجانات إسهامها في خلق حراك شبابي، وتوليد الحافز والحماس. في المقابل، هي تكشف أطناناً من المشاكل التي لا يمكن أن تصنع فيلماً وازناً: كليشيهات تلفزيونية في بلاد مسلسلات الحارات المغلقة وسفاح القربى. شريط الصوت المتهالك. غياب إدارة الممثّل. تدبيج الخطب والوطنيات والمواقف «الثورية» لا تنتشل بنى ولا تبني اشتغالات. النقطة الأبرز هي الحصول على الموافقات الأمنية من أجل التصوير الخارجي. اللهاث بين الفروع الأمنية، وسرقة الدقائق لتصوير بعض اللقطات، ليس من مهمات صانع فيلم بالتأكيد. بعد 120 عاماً على «خروج من مصانع لوميير» (40 ثانية)، صار الأمر بديهياً. الكاميرا سلاح جمالي، لا مدفع هاون.

فراس حاطوم «يستقصي» أحوال كوباني

زينب حاوي

الى روح الصحافية اللبنانية سيرينا سحيم التي قضت في حادث سير غامض على الأراضي التركية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أهدى فراس حاطوم معّد ومقدّم برنامج «استقصاء» على lbci حلقته التي بثت نهار الجمعة الماضي من كوباني.

يوم مقتل سحيم، توجّهت أصابع الاتهام إلى السلطات التركية التي ربما ضاقت ذرعاً من الصحافية اللبنانية التي كشفت من داخل مدينة «عين العرب» السورية، عدداً من الفضائح التي تدين تركيا في دعمها للمسلحين الإرهابيين.

في هذه الحلقة الاستقصائية التي سجّلت أول مهمة للبرنامج خارج الأراضي اللبنانية، قصد حاطوم مع المصور روني رميتي كوباني بعد تحريرها من «داعش» بفضل سلسلة ضربات جوية شنّها «التحالف الدولي ضد داعش»، مضافةً إليها مقاومة شرسة من المجموعات الكردية المسلحة. حلقة سردت مسار فريق العمل من تركيا وصولاً إلى أبعد نقطة ساخنة في كوباني. مسار تولى قيادته مسؤول «مكتب اتّحاد الإعلام الحرّ في كوباني» مصطفى بالي الذي أدخل الفريق وغيره من الصحافيين الأجانب والنشطاء المدينة السورية عبر المعبر الحدودي التركي بطريقة التسلل غير الشرعية. عند نقطة العبور، غابت الصور لضرورات أمنية واستعيض عنها بالرسوم الغرافيكية لشرح هذه العملية والرعب الذي رافقها بسبب إمكانية كشف المتسللين من قبل حرس الحدود التركي.

أهدى الحلقة الى الصحافية الراحلة سيرينا سحيم

في شقة صغيرة في قلب مدينة كوباني، تجمّع عدد من المراسلين الأجانب والى جانبهم فريق «استقصاء» استعداداً لبدء رحلة التجوال داخلها، ونقل ما خلّفه الاحتلال الداعشي للمدينة من دمار وخراب. وسط هذه المشاهد المؤلمة، كانت أفواج من المواطنين الأكراد تدخل المدينة من الأراضي التركية للعودة الى منازلها. لكن هذه المشاهد بالنسبة الى فريق العمل لم تكن كافية كي يعود بزوادة العمل الاستقصائي، فما كان من المراسل الشاب إلا أن طلب الذهاب الى أبعد نقطة ساخنة وتحديداً الى قرية ديكماداش، النقطة العسكرية التي تحارب فيها مجموعة من المقاتلات الكرديات. نرى في الحلقة كيف حملت هؤلاء النسوة السلاح «حماية للوطن» وتحقيقاً لرغبة «أوجلان (زعيم الحزب العمال الكردستاني) بأن تكون المرأة الكردية حرّة، فلا امرأة حرّة بلا وطن حرّ» كما صرّحت إحدى المقاتلات.

ومن ديكماداش الى قرية سليب قران التي تقع «على مرمى رصاصة من داعش»، توجه فريق العمل حيث رصد مجموعة اشتباكات حيّة بين المقاتلين الأكراد والتنظيم الإرهابي. وفي التحضير لعملية العودة، كانت أخبار مصدرها الإعلام التركي ترّوج لسيطرة «داعش» على مدينة كوباني. من داخل الغرفة التي تجمهر فيها الصحافيون الأجانب، كان صوت لأحدهم يصدح على الهاتف وينفي صحة المعلومات التي يوردها الأتراك ويضعها ضمن سياق «البروباغندا» التركية.

وفي لحظة الاستعداد لشد الرحال، كانت الأمور تزداد صعوبة إزاء إمكانية الخروج بطريقة التسلّل غير الشرعي كما كانت الحال عند الدخول. لذا، قرر حاطوم والمصّور المرافق ومعهما صحافيان من «دير شبيغل» الألمانية، تسليم أنفسهم لحرس الحدود التركية وهكذا كان. لكن الأمر تفاقم الى درجة الاستجواب البوليسي عن سبب وكيفية دخول المدينة السورية. ولولا اتصال السفارة اللبنانية لإيضاح ماهية عمل فريق «استقصاء»، لكان الأمر انتهى ربما بالاحتجاز. والمعلوم أن ساعات التوقيف أثارت ضجة في الإعلام اللبناني (9/2/2015) وعلى أساسها بنى البرنامج. إعلانه الترويجي لحلقة «كوباني»

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويترHawiZeinab@

الأخبار اللبنانية في

23.03.2015

 
 

Insurgent حب "يستعصي" على المؤامرة

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

بعد سلسلتي Hunger GamesوTwilight المقتبسين من ثلاثية قصص للمراهقين من النوع العلمي الخيالي الرومانسي والحركي من تأليف كاتبة أميركية، ومن انتاج ستوديوات Summit، تابعنا العام الماضي في الاجواء نفسها ومن المنتجين انفسهم، الجزء الأول من ثلاثية فيرونيكا روث بعنوان Divergent الذي تولى اخراجه نيل برغر وبرز من خلاله الثنائي المتفاعل بكيمياء كبير شايلان وودلي وثيو جيمس في دور الحبيبين تريس وفور.

الفيلم الاول حقق نجاحاً ساحقاً (تخطت ارباحه الـ 288 مليون دولار) بفضل السيناريو الذي دار حول حرية الاختيار والانتماء وانتصار حب العائلة على ما عداه. وقد جاء شبيهاً اكثر بسلسلة Hunger Games من حيث قصته التي تجري في زمن مستقبلي لعالمنا المدمّر، وعرّفنا الى تريس المراهقة الشجاعة والمستعصية (لأنها تملك مهارات ثلاث: الذكاء والشجاعة والنزاهة)، مما دفعها الى محاولة انقاذ العالم الجديد من طاغيته جانين ماثيوز (كايت وينسلت) التي تفصل البشر فئات: الصادقون والاذكياء واللطفاء والشجعان والمنزهون عن ايّ غاية.

هذا النجاح استلحق طبعاً بجزء ثان هو Insurgent الذي يحمل توقيع مخرج جديد هو روبرت شوينتكي. هذا التغيير لم يمنع السلسلة من المحافظة على نفَسها ورسائلها القوية، اضافة الى اسلوبها الذي يمزج الخيال والحركة والمعارك والانفعالات.

لكن الجزء الثاني تميّز باجواء اكثر نضجا وملاءمة لمن تخطوا سن المراهقة، وبكمية اكبر من الاجواء الداكنة، والايقاع السريع، والمطاردات المتلاحقة، والمؤثرات البصرية، والاكشن الحماسي المصوّر هذه المرة بتقنية الـ 3D. بدورها الديكورات التي تجسّد عالماً مستقبلياً بارداً ومدمّراً، تضاعفت في هذا الجزء مع انتقال المجموعة المقاومة الى أماكن مختلفة بأجوائها ومعالمها، ولم تعد تقتصر على مكان واحد كما في الجزء الاول. كما تحافظ السلسلة على أبطالها الأقوياء الذين ازدادوا عمقاً في هذا الجزء، مثل شايلان وودلي (الساحرة بشعرها القصير وانفعالاتها القوية وديناميتها الكبيرة وخصوصاً أنها أدّت بنفسها معظم مشاهد الحركة والمعارك)، وثيو جيمس (المقنع والجذاب) وكايت وينسلت (الباهرة حتى في دور الشريرة) وانسل الغورت وآشلي جود وميلز تيلر، اضافة الى انضمام النجمة ناوومي واتس الى هذا الجزء بدور افلين والدة فور، واوكتافيا سبنسر بدور جوانا مديرة فئة اللطفاء.

من خلال هذا الجزء الثاني، نتابع مغامرات الثنائي تريس وفور اللذين اكتشفا مؤامرة جانين ماثيوز المستعدة لقتل الأبرياء من اجل فرض سيطرة فئة الاذكياء على العالم الجديد. بعد مقتل والديها، تريس مصممة على الانتقام، ومع فور تنطلق بحثاً عمن تبقى من مستعصين لتنظيم مقاومة في وجه جانين التي أطلقت رجالها لقتل المستعصين جميعا لأنهم يشكلون خطراً على المجتمع المقموع الذي تتحكم فيه. في هذا الجزء نكتشف ايضاً الخطر الذي يجسده المستعصون، من خلال علبة غامضة من الماضي، تجدها جانين، وتحتاج الى تريس لفتحها. ماذا في العلبة؟ وأي سرّ قد يغيّر كشفه مصير هذا العالم الجديد المقسّم؟ هذا ما يجيبنا عنه الجزء الثالث والاخير، الذي يقسم بدوره الى شريطين اثنين تماماً مثل سلسلتي Harry Potter وHunger Games.

Lazarus effect القيامة المرعبة

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

السيد المسيح اقام اليعاز من الموت كما جاء في الانجيل، وهذا ما تحاول مجموعة من العلماء القيام به في فيلم Lazarus effect الذي يذكرنا كثيراً بشريط جويل شوماخر الشهير Flatliners من حيث احتواؤه اختبارات علمية وهوس العلماء باعادة ميت الى الحياة ونظرة فلسفية عن الحياة بعد الموت.

الفيلم من اخراج دايفيد غيلب ويروي حكاية الباحث الجامعي فرانك (مارك دوبلاس) الذي يحاول منذ اربعة أعوام ابتكار مصل كفيل إعادة الحياة الى الاموات، بمساعدة خطيبته زوي (اوليفيا وايلد) وزميليه كلاي (ايفان بيترز) ونيكو ( دونالد غلوفر). عندما يكتشفون اخيراً التركيبة المثالية، يدعون مصورة الفيديو آنا (ساره بولغر) للانضمام اليهم بغية تصوير انجاز اعادة احياء كلب ميت. المهمة تنجح لكن الكلب يتصرف بوحشية شرسة، فتمنعهم ادارة الجامعة من متابعة ابحاثهم. واثناء تسللهم الى المختبر لاستعادة ابحاثهم، تموت زوي نتيجة صعقة كهربائية، فيقنع فرانك مجموعته بمساعدته على استخدام المصل على زوي بغية اعادتها الى الحياة. وبالفعل، تعود زوي الى الحياة، ومعها يعود الرعب، وخصوصاً ان احياءها سيتسبب لها بخلل دماغي.

حتماً Lazarus effect لن يعيد احياء هذه النوعية من الافلام التي تدور في فلك المعضلة الدائمة بين العلم والدين والروحانيات على خلفية اجواء مرعبة، ولن يمدها بطاقة ابتكار تسمح لها بالعيش طويلاً في ذاكرة السينما. الفيلم متوسط المستوى وترفيهي لمحبي هذه النوعية، ولا يخلو من أجواء متوقعة، وكليشيهات معتادة، ومؤثرات مكررة وطرح تقليدي للسؤال عن الحد الاقصى المسموح للانسان تخطيه في مجال الابتكار العلمي. لكن اللافت أن مخرجه نجح في خلق مناخ موتّر وفي ادارة ممثلين جيدين رغم افتقاد شخصياتهم الخلفية والعمق. لقد ركّز دايفيد غيلب على مشهدية باردة ومعدنية وعلى تصوير يميل الى الازرق الباهت كالاموات، مما أسهم فعلاً في خلق مناخ يثير القشعريرة في الابدان. صحيح أن معالجته سطحية بعض الشيء للحياة بعد الموت من الناحيتين الدينية والعلمية، الا انه احسن بعدم الغوص كثيراً في المسائل النفسية والماورائية التي كان من الممكن أن تثقل الفيلم. من جهة التمثيل، برزت اوليفيا وايلد التي بدت مقنعة الى حد ما في دور عالمة عانت طفولة قاسية وتتحوّل وحشاً دموياً بعد عودتها الى الحياة.

النهار اللبنانية في

23.03.2015

 
 

زوم
لبنان مطوَّق بالمهرجانات والتظاهرات السينمائية العربية والعالمية

بقلم محمد حجازي

أمس الأول في 21 الجاري، أنهى مهرجان أيام بيروت السينمائية فعاليات دورته الثامنة، بعد دورة صاخبة، مهمة، ورائعة، إذ حملت إلى بيروت باقة من الأفلام النبيلة، والغالية من دول العرب، التي لم نتعوّد كثيراً على سينماها، لأنّها وليدة حديثاً، أو لأنّ قليلها الإنتاجي لا يصلنا.

وقبل ثلاثة أيام في العشرين من الجاري، شهدت العاصمة الثانية طرابلس، مؤتمراً صحفياً في غرفة التجارة بالمدينة، دعت إليه اللجنة التنظيمية لمهرجان طرابلس للأفلام 2015 مع الزميلين: إلياس خلاط وحسام خياط، وحسم أمر 178 فيلماً للعرض خلال أيام المهرجان، الذي يُقام بين 30 نيسان/إبريل، و7 أيار/مايو 2015، وتوزّعت الأفلام المشاركة على الشكل التالي: لبنان (21 فيلماً) إيران (12) المكسيك (10) سويسرا (6) فرنسا (44) إيطاليا وهونغ كونغ (5) اليابان، سلوڤينيا، بولونيا، والبرتغال (4) الإمارات العربية المتحدة، اليونان، ليتوانيا، وتشيكيا (3) تايوان، أميركا، الأردن، كولومبيا، ألمانيا، كرواتيا، إيرلندا، تونس، تركيا، وبلجيكا (فيلمان لكل منها).
كذلك فإنّ مسرح الحمراء في صور وعبر مديره ومنشّطه قاسم اسطمبولي أحيا عدّة تظاهرات سينمائية منها مهرجان، وتكريم كما حصل مع وديع الصافي، وصباح، وفاتن حمامة.

أيضاً نادي لكل الناس يدأب على تقديم عروض خاصة كان آخرها: الليل، لـ  محمد ملص على شاشة مترو المدينة، وسط حضور لافت، هو نفسه الزحام على أفلام المهرجانات، حيث لاحظنا أنّه ليس النقاد وحدهم مَنْ عندهم فضول الواجب، أو حب السينما لمشاهدة أكبر عدد من الأفلام، خصوصاً تلك العديدة التي نسمع عنها ولا تُتاح لنا فرصة لمشاهدتها.

وإذا ما أضفنا التظاهرات الجامعية في الأميركية، أو اللبنانية الأميركية، أو سيدة اللويزة (NDU) نجد أنّ هناك مروحة واسعة من الاهتمام اللبناني بالسينما، كإحتفاليات أو مشاهدة في مناسبات مختلفة، ولنا في هذا الإطار أنْ نتوقّف عند ظاهرة الإقبال غير المسبوق على مشاهدة الأفلام اللبنانية، التي في معظم ما عُرِضَ منها، كان المناخ تجارياً أكثر منه نخبوياً، فلماذا يكون الإقبال على مناخ تسلية أو ملئ  وقت، إذا لم يكن أصلاً حبّاً للسينما واندفاعاً باتجاهها أيّاً كانت جنسيتها، ففي مهرجان بيروت الأخير شاهدنا عملاً يمنياً جميلاً للمخرجة خديجة السلامي: أنا نجوم وعمري عشرات سنوات... ومطلقة، كما إنّنا سُعِدنا جداً بفيلم ناجي أبو نوار: ذيب، والذي قدّم صورة ناصعة عن السينما في الأردن تفتح الباب على محاولات أخرى لزملاء إما مثله درسوا وعاشوا في الخارج (لندن) أو هم لم يغادروا الأردن، لكنهم درسوا السينما وأحبّوها وعندهم في مجالها مواهب، ووجهات نظر متميّزة.

أنْ تحضر السينما على النحو الذي نراه متشعّباً عندنا اليوم، فهذا معناه أنّ جيلنا الراهن، والمعاصر، والذي يملأ الصالات ويحضر النقاشات، ويعطي رأياً صائباً في الأفلام التي يشاهدها، إنّما هو أفضل من الجيل الذي سبقه في مجال الفن السابع خصوصاً والفنون الأخرى عموماً. هذا يعطينا دفعاً لأنْ ننتظر بفرح ما الذي سيفعله أبناؤنا في المنظور من الأيام.

يقول البعض ألا ترى كل الأفلام التي تُباع النسخة منها بدولار واحد، أو بأقل قليلاً بـ ألف ليرة لبنانية، وتُباع النسخ على اختلافها، لكن فاهم السينما وهاوي هذا الفن  الراقي لا يشتري هذه النوعية وهو يدرك أنّ المتعة التي يتلقّاها من الفيلم مباشرة على شاشته لا مثيل لها عبر وسيلة أخرى، حتى على التلفزيون، مع وجود كل أجهزة الصوت المتطوّرة، ومحسّنات الصورة الواضحة كبدر التمام.

السينما تحوّلت بعد تطوّر الأجهزة، وقدرات الإنترنت، وتضاعف عدد الصالات، وظهور إنتاجات مذهلة مثلما هي حالة الفيلم الذي يؤكد أنّ هوليوود تؤمن بيوم القيامة وهي موّلت شريطاً، مع (ذي روك) «سان أندرياس»، نشاهده قريباً في بيروت، وفيه مشاهد تخطف الأنفاس لكيفية حصول الدمار وسقوط القتلى وانفتاح بطن الأرض كي تظهر كل مكوّناتها المخبأة التي ستغمر لاحقاً مساحة الكرة الأرضية كلها بحبات النار.

مريح جداً، وداعم جداً هذا المناخ من الاحتفال بالأفلام، والذهاب إلى مكان عرضها أينما كان، فلا فائدة، ولا ترفيه، ولا عالم مختلفاً بعيداً عن السينما.  

«ذيب» تحفة سينمائية تضجّ بالمشاعر الإنسانية وقوة الطفولة

الصحراء بطلة.. والفتى نجا لأنه من رملها وهوائها ونسيج أهلها

ذيب..
إنه إسم طفل عاش في بداية القرن الماضي (عام 1916) إبان تمدد السلطنة العثمانية في منطقة صحراوية جرداء، لها عاداتها، وعدد سكانها قليل، وتصوّر الكاتب والمخرج ناجي أبو نوار (الأردن) أحداثاً كاملة تدور في واحدة من قبائل المنطقة عاشت فيها قبل مئة عام بالتمام، حيث قيض لطفل يدعى «ذيب» درَّبه شقيقه الأكبر حسين (حسين سلامة) على الرماية من خلال بندقية قنص، بحيث يستطيع الدفاع عن نفسه حيث يتواجد.

على مدى مئة دقيقة. نعيش مناخاً آسراً، جميلاً، حميماً، يأخذ الناظر إلى آفاق بعيدة من دون أن يعيده إلى واقعه حتى بعد ختام الشريط، الذي لم نرَ فيه غير صحراء متمادية في مساحتها، جميلة، لا شيء مزعجاً فيها غير ناسها من خلال وجه فتى صغير يشبه هذه الصحراء في براءتها، وبُعد آفاقها.

فيها واجه قدره، وكان يعرف أكثر من غيره جانباً من أسرار الذين يصلون إلى المكان، والسؤال معهم ما الذي يريدون تخريبه. يصل جندي بريطاني يرافقه واحد من أصدقاء عائلة ذيب، وهو يريد معرفة مكان وجود الماء في تلك المنطقة، ومعه في حقيبته ما لا يسمح لأحد معرفة ما فيها، حتى ذيب، وعندما اقترب منه رغم تحذير البريطاني إدوارد (جاك فوكس) له، وعندما أمسكه بغية ضربه أو تهديده، هبّ حسين وتشاجر معه مانعاً إياه اطلاقاً من وضع يده على شقيقه الصغير، فما من شيء يجعله صاحب حق في ذلك.

بعد قليل من تحرّك المجموعة بحثاً عن المياه، يصيب قناص الجندي ادوارد فيسقط، وبعد مناورة قتل خلالها حسين عدداً من المهاجمين أصيب برصاصة قاتلة.

ذيب (جاسر عيد) في العاشرة من عمره، وهو طفل من البدو، يعني أن المخرج إشتغل على البدو الحقيقيين مدرباً إياهم على مدى ثمانية أشهر لكي يكونوا على راحتهم في الحضور أمام الكاميرا، وجاءت النتيجة مدهشة إلى حد كبير، خصوصاً مع ذيب، الذي يؤدي دوراً رائعاً في عفويته، هو بذاته الذي أمَّن التأثير المطلوب، فشقيقه حسين يصاب بطلق ويموت، لكنه كان عرف منه قبل ذلك، أن عليه إذا ما أصيب وبقي وحده أن يبقى  قريباً من مكان فيه ماء لزوم عدم الموت عطشاً.

لكن الماء كاد يقتله، فقد تعرّض لإطلاق نار من عصابة أشرار في المنطقة وإذا به يتعثر ويسقط في البئر، ويراه أحد المسلحين، فيقترب من البئر، ويقطع الحبل الموصول إلى خارج البئر، ليصبح ذيب من دون حماية وحتى في شبه إستحالة للنجاة من هذا المكان، يحاول الإتكال على وسيلة ما، فلا يجد غير البقاء صامتاً وكأنه غرق ومات، أو إنتظار ذهاب الرجل لكي يحاول الخروج، وينجح في الصعود من البئر والاختباء، ثم يقوم بمراقبة كل ما يحصل من حوله، وإذا به يرى جملاً وفوقه رجل لا يتحرك، فيتقدّم منه وينزله إلى الأرض، ويكتشف أنه ما زال على قيد الحياة، وسرعان  ما يأخذ مسدسه حتى لا يغدر به.

ذيب، يغالبه النعاس فينام ويصحو الرجل ويغافله ويسرق المسدس منه، ثم يعيده إليه، لأنه لا يستطيع الحراك، ويبقيان على هذا المنوال يتقاسمان الخبز والماء حتى ينجحا معاً في ركوب جمل والمضي به.

ربما كان من الصعب رواية شريط ممتلئ الجمال في صورته، بينما نصه وضعه أبو نوار مع باسل غندور في انتاج أردني - إماراتي مشترك، لـ بيت الشوارب، ونور بيكتشرز، وقد شارك في الشريط: حسن مطلق، ومرجي عودة. وقد صرّح النجم الأميركي مات دامون بأنه تأثر جداً بالشريط، الذي هو الفيلم الأول لمخرجه، ومع ذلك فاز عنه جائزة أفضل مخرج من مهرجان البندقية الأخيرة.

«شون بن» يعود بماله ويقدّم درساً في العضلات و«الأكشن»

(The Gunman): الأميركي يغتال في أفريقيا أمام الفرنسي موريل

عودة مظفرة لـ شون بن إلى السينما.

منذ سنوات وهذا الممثل والمخرج في آن لا يقدّم ما هو جماهيري. فقبل عامين قدّم شريطين: (The Secret Life of Walter Mitty) و(Gangster Squad) وكمخرج فهو ومنذ العام 2007 حين أطلق (Into The wild) لم يتصدّ لإخراج أي فيلم، لكنه الآن يُنجز شريط: الوجه الأخير، ويدير فيه صديقته الجديدة والأجمل شارليز ثيرون ومعها الإسباني خافييه بارديم زميله في الفيلم الذي تعرضه بيروت حالياً (The Gunman) الذي باشرته أميركا على شاشاتها يوم الجمعة في العشرين من الجاري.

بن، الذي كان إنطلق مع واحد من أقسى أفلامه: Bad Boys، إستعاد لياقته منذ أشهر، فهو يلعب الرياضة القاسية، ويتمرن بأوزان ثقيلة أخرجت عضلات ساعديه وصدره وظهره، وهو ما بدا واضحاً على الشاشة خصوصاً مع دور من نوع المطاردات والمصادمات والهروب والضرب والقتل.

هو جيم تيرييه، يعمل مع مؤسسة إنسانية في أفريقيا، لكنها غطاء لأعمال أخرى ممنوعة، تظهر تفاصيلها لاحقاً في محاولة إغتيال يتعرّض لها جيم من عدّة أشخاص وصلوا إلى مكان المؤسسة في أفريقيا، لكنه واجههم وقتل معظمهم، ويصبح معنياً في الأخذ بثأره ممن يسعون لقتله، فيتصل بسيد العملية التي نفذّها جيم كقناص محترف حين إغتال برصاصة واحدة أحد الوزراء الأفارقة، وهو عرف أن المسألة تتعلق به.

كوكس (مارك ريلانس) إلتقى بجيم، الذي حاول فهم من يطارده، ليتبيّن أن هذا الرجل ولا أحد سواه معني بقتله وعبر محترفين في هذا المجال يطاردونه أينما حلّ، وهذا ما جعل جيم يقتل أي شخص يعترضه، ووصل أخيراً إلى وكر كوكس وقتله مدعوماً من ضابط الأنتربول القوي دي بونت (إدريس ألبا)، الذي وصل إلى المكان مع قوة كبيرة كانت كافية لحسم الموضوع ومنع أي تعزيزات لـ كوكس من الوصول إلى المكان لإنقاذ الرجل من شر أعماله.

خافييه بارديم حضوره أقرب إلى ضيف الشرف في دور فيليكس، لكنه قريب من القلب، ويلعب الشخصية بهدوء وذكاء وحرفية.

أخرج الفيلم الفرنسي بيار موريل (51 عاماً) الآتي من مناخ «الأكشن»، فهو من قدّم جايسون ستاثام في جزءي (Transporter)، وليام نيسون في (Taken) (عام 2008)، عن نص لـ دون ماكفرسون وبيتي ترافيس، عن قصة نشرها في كتاب جان باتريك مانشيت.

الإنتاج الرئيسي لـ بن شخصياً، ومعه آندرو رونا وجويل سيلفر، وقد أدار التصوير خلافيو مارتينيز لابيانو، مع موسيقى لـ ماركو بيلترامي، وتولى عمليات المونتاج فريدريك تورافال، وإستعان المخرج بـ 23 مساعداً له، وأشرف على فريقي المؤثرات الخاصة، والمشهدية كل من: تيرنيرا كوستا، وجوش كوبر.

اللواء اللبنانية في

23.03.2015

 
 

في «عشم» المصري ماجي مرجان:

الأبطال يبحثون عن أنفسهم بين ظلال الثورة

كمال القاضي - القاهرة ـ «القدس العربي»:

حين تسند البطولات الجماعية لممثلين غير معروفين عند معالجة قضية اجتماعية ذات أبعاد إنسانية، تضيق المسافة بين الشخصيات الدرامية والجمهور، وتصبح معدلات التأثير أعلى بكثير، حيث يرى كل مشاهد نفسه في الشخصية التي يراها تتحرك وتمشي وتتألم، أي أن صورة النجم المشهور والبطل الاعتيادي تتلاشي تماما من ذهن وعقل المتلقي، فيتعامل مع من يقومون بالأدوار من الوجوه الجديدة، باعتبارهم أصحاب القضية الأصليين، ومن ثم يحدث التجاوب والتفاعل سريعا مع الأشخاص والأحداث.

شيء من هذا القبيل وجدناه في فيلم «عشم» لمخرجته ماجي مرجان، التي أسندت كل الأدوار والبطولات لممثلين جدد، هم في الواقع مشاريع نجوم وليسوا نجوما، فحولت الأحداث من مجرد سيناريو مكتوب إلى حالة راهنة تتشابه مع حالات كثيرة في حياتنا اليومية، أبطالها يعيشون بيننا نعرفهم ويعرفوننا جيدا، وقد اختصرت الكاتبة والمخرجة مراحل كثيرة من التمهيد والاستهلال لزوم الإقناع، وخلق علاقة التواصل مع أبطال فيلمها التراجيدي الإنساني، المركب ذي المستويات المتعددة في اللغة والوعي والفهم والموضوع.

ماجي مرجان لها بطل رئيسي «عشم» ومجموعة شخصيات مساعدة، وأبطال إضافيون داروا جميعا في فلك الفكرة وحملتهم مهمة توصيل المعنى المراد توصيله، وهو في الحقيقة ليس معنى واحدا ولكنه عدة معان وثيقة الصلة ببعضها، وإن اختلفت أشباهها وماهيتها فالفتاة التي تعمل في دورة المياه العمومية وتعاني من اضطهاد رئيستها في العمل هي صورة مطابقة في التفاصيل والشكل والطبيعة للممرضة التي تعمل مع الطبيب الشاب، وتتلمس أمنية تراها مستحيلة، حيث أنه من غير المنطقي أن تعقد الأمل في الحب والزواج، وهي واعية تماما بالمسافة الفاصلة بينهما، ومن ثم تظل طوال الأحداث تقترب وتبتعد بتردد من هدفها، من دون إحراز أي نتائج إيجابية، حتى توقن أنها ليست أكثر من أداة اتصال بينه وبين المرضى لتسهيل مهمته كطبيب، وأقصى ما يمكن أن يتحقق على مستوى آخر أن تكون بديلا له في غيابه للاعتناء بوالدته المريضة، وهذا هو المسوغ الوحيد لارتباطهما خارج المستشفى، أي أن العلاقة مشروطة بتبادل المصلحة لا أكثر ولا أقل. 

أما الفتاة العاملة في دورة المياه، فهي الأكثر اتساقا مع واقعها تقنع بابتسامات الرضا ونفحات العابرين على المرفق العمومي، من الشخصيات ذات الحيثية التي رمزت إليها الكاتبة بالممثلة المشهورة، قبل أن تنتقل الفتاة إلى عمل آخر، وترتقي في السلم الاجتماعي بالعمل في أحد محلات الملابس الجاهزة الحريمي، فتكسب خبرات مختلفة في التعامل وتطور من أسلوبها لزوم الموقع الجديد والمكانة الجديدة.

شخصيتان ثريتان للغاية تبلوران الفكرة وتقربان المشاهد من المضمون في اتجاه السعي نحو اكتمال الصورة الدرامية الاجتماعية، التي تكسبها ماجي مرجان شحنات تراجيدية مكثفة، بتوازيها مع بقية الشخصيات الأخرى المحبطة والمكسورة. 

فعشم وهو البطل البهلوان أو البلياتشو أو البائع المتجول أو كل هذه النماذج مجتمعة، إنسان طيب انقطعت مسيرته التعليمية عند حدود المرحلة المتوسطة، ففقد بوصلته وبات هائما على وجهه يجوب الشوارع والميادين ليبيع البالونات ولعب الأطفال، مستجديا العطف بمعسول الكلام وخطب الود الزائف لضرورة أكل العيش، ولأنه من نسيج الفقر والطبقة المهروسة اجتماعيا واقتصاديا نفسه يجمعه القدر بالممرضة إياها، ويجد ضالته معها وتزيح به شبح العنوسة عن طريقها فينطلقان معا على دراجة بخارية، في مشهد موح ودال على بؤس الحالة الموجعة، كأنه الفرار من سوء الحظ إلى أبعد نقطة على سطح الأرض.

نأتي إلى نموذجين آخرين مختلفين شكلا، لكنهما يعانيان من الحالة الاكتئابية نفسها، ويعيشان واقعا مريرا أيضا، جراء إصابة الزوج بمرض لم يتم الإفصاح عنه وضعف الزوجة وقلة حيلتها، فهي تحاول جاهدة صناعة البهجة بتغيير بعض عاداتها وتقاليدها لكسر الرتابة والتغلب على الإحساس بأنها مجرد ضيفة شرف في حياة زوجها المشغول بالتحاليل والأدوية، أو بمتابعة مباريات كرة القدم كوسيلة للهو والنسيان.

تلك هي ملامح المأساة متعددة الأوجه والأطر في فيلم ماجي مرجان «عشم»، التي استغرقتها التفاصيل فقدمت رؤيتها التشاؤمية الكئيبة معظم الوقت، قبل أن تغلق الدائرة على معنى مغاير لهذا المفهوم، بإتاحة الفرصة للشخصيات لتعديل مساراتها، بالنظر لما هو أبعد من اللحظة الراهنة وارتباط ذلك بقيام الثورة التي أشارت إليها بجملة عابرة قالتها إحدى الشخصيات، عشم في المصعد بعد أن ترك العمل كبائع متجول وتعين براتب ثابت عاملا للأسانسير، حيث سألته قائلة: أنت حتروح التحرير لتشارك في المظاهرات فرد بالنفي لأنه وجد الوظيفة التي كان يحلم بها.

المشهد يحمل إدانة للمجتمع الذي جعل مثل هذا المواطن يختزل غاية الثورة في مجرد الوظيفة، ولهذا لا يجد ضرورة للمشاركة فيها، طالما حصل على ما يريد وأصبح آمنا على نفسه ومستقبله، كذلك وضعت كاتبة السيناريو والمخرجة نهاية إيجابية لكل شخصية لكسر القتامة، وإضفاء مسحة من التفاؤل كأنه التبشير بالمستقبل المقبل فقد تغير حال عشم للأفضل، وجاءت تحاليل الزوج المريض سلبية، واستمرت الفتاة العاملة في محل الملابس في مهنتها الجديدة وطارت الممرضة على الدراجة البخارية إلى حيث تريد، وهكذا سقطت الأعباء عن كاهل الأبطال، حتى الرجل المسن الذي كان يداعب جارته بالورود وتوحي علاقته بها بثمة خيانة، بدا لطيفا وديعا يتصرف وفق مقتضيات السن والخبرة بشكل أبوي مقبول، وهي الشخصية التي أداها المخرج الكبير محمد خان بحساسية شديدة تنم عن اكتشاف جديد له كممثل.

لقد أثبتت ماجي أن تحت السطح الخارجي للحياة والبشر تختبئ تفاصيل كثيرة مختلفة في الشكل والجوهر.

الجائزة الكبرى للفيلم الروائي والتسجيلي الطويل لمصر والسودان في مهرجان الأقصر

الأقصر (مصر) – رويترز:

فاز الفيلم المصري (الفيل الأزرق) بجائزة النيل الكبرى لأحسن فيلم روائي طويل وفاز الفيلم السوداني (إيقاعات الأنتيتوف) بجائزة النيل الكبرى لأحسن فيلم تسجيلي طويل في (مهرجان الأقصر للسينما الافريقية) في جنوب مصر والذي اختتم مساء السبت الماضي دورته الرابعة بمشاركة 41 دولة.

ونال كل فيلم ثلاثة آلاف دولار قيمة الجائزة الكبرى إضافة إلى قناع توت عنخ آمون الذهبي.

وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة «الجائزة الفضية» وقدرها 2000 دولار للفيلم المغربي (البحر من ورائكم) وفاز بالجائزة البرونزية الفيلم الإثيوبي (بيتي وعمار). ومنحت اللجنة شهاداتي تقدير لفيلمي (عين الإعصار) من بوركينا فاسو و(أوموتوما) من رواندا.

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة «الجائزة الفضية» فيلم (المعاناة) من بنين أما الجائزة البرونزية فحصل عليها فيلم (ممرات الحرية) من ناميبيا.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة ذهبت الجائزة الكبرى لأحسن فيلم تسجيلي قصير وقدرها 2000 دولار لفيلم (وردة) من تونس ونال الجائزة الكبرى لأحسن فيلم روائي قصير وقدرها 2000 دولار أيضا فيلم (الأرض الأم) من السنغال. ومنحت اللجنة شهادتي تقدير لكل من الممثل التونسي نعمان حمدي عن دوره في فيلم (أب) وفيلم (ماتانجا) من الكونجو.

أما جائزة مسابقة أفلام الحريات والتي تبلغ 2000 دولار «وتحمل اسم شهيد الصحافة المصرية الحسيني أبوضيف» فهي مفتوحة للمشاركات غير الافريقية وفاز بها فيلم (حلم شهرزاد) من جنوب افريقيا. ومنحت لجنة التحكيم شهادتي تقدير للفيلم المصري (موج) والفيلم النيجيري (الثمن غاليا).

وتنظم المهرجان سنويا منذ 2012 مؤسسة شباب الفنانين المستقلين وهي مؤسسة مصرية لا تهدف للربح وتعمل في مجال الفنون والثقافة منذ عام 2006. ومنحت مؤسسة شباب الفنانين المستقلين جائزتها -التي تحمل اسم المخرج المصري الراحل رضوان الكاشف- للفيلم المصري (جاي الزمان). ووزعت الجوائز بحضور محافظ الأقصر محمد بدر والسيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان.

وعرض في حفل الختام فيلم تسجيلي قصير عن الممثل المصري خالد صالح (1964-2014) الذي أهديت الدورة الرابعة إلى اسمه.

وحلت بوركينا فاسو ضيف شرف في المهرجان الذي استمر ستة أيام.

وقال المخرج الإثيوبي المرموق هايلي جريما -الذي يشرف على ورشة لتدريب شباب المخرجين الأفارقة على فنون الإخراج إن المهرجان «فرصة للتفاعل الافريقي في مجال الثقافة والفنون» مشيدا بثمار الورشة التي يشرف عليها متطوعا للعام الثالث على التوالي.

وأضاف أن المخرجين الشباب سيكونون «صناع أفلام يروون حكايات بلادهم ويسهمون في تقوية الروابط الافريقية التي قادها من قبل زعماء منهم (الزعيم المصري جمال) عبد الناصر و(الزعيم الغاني كوامي) نكروما و(توماس) سينكارا» في بوركينا فاسو.

والأقصر الواقعة على بعد نحو 700 كيلومتر جنوبي القاهرة كانت عاصمة لمصر في عصر الدولة الحديثة التي يطلق عليها مؤرخون وأثريون عصر الإمبراطورية (نحو 1567-1085 قبل الميلاد) وتضم الأقصر كثيرا من أشهر آثار الفراعنة ومنها معابد الأقصر وهابو والكرنك ومتحفا الأقصر والتحنيط.

القدس العربي اللندنية في

23.03.2015

 
 

سينما المقاولات تعود إلى مصر

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

تبشر الأفلام قليلة التكلفة، التي تنتشر في مصر، بعودة "سينما المقاولات" الرخيصة القائمة على العري والبلطجة. تتواجد حالياً بعض الأفلام في دور العرض التي لم تتعدَّ مدة تصويرها الشهر الواحد تقريباً، ولم تصل تكلفتها الإنتاجية حاجز المليوني جنيه، متضمنة الديكورات وأجور الممثلين، وهو مبلغ هزيل.

إذ من الطبيعي أن يتكلف الفيلم على الأقل 10 ملايين جنيه على أبسط تقدير، وذلك لاختيار أماكن تصوير أحياناً تكون خارج مصر أو في مناطق داخل مصر يتم حساب مدة التصوير فيها بالساعة، مثل مطار القاهرة الذي تبلغ قيمة التصوير فيه لساعة واحدة عشرة آلاف جنيه، بالإضافة إلى اختيار فنانين أجورهم عالية.

من هذه الأفلام الموجودة في دور العرض، فيلم "الدنيا مقلوبة" لباسم سمرة وعلا غانم. ومن قبله، عرضت أفلام "سبوبة" للممثلين الشباب أحمد هارون وخالد حمزاوي، وإنتاج وسام حسن، و"بوسي كات" لراندا البحيري، و"واحد بيسوق واتنين في الصندوق" لمغني المهرجانات أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا والأردنية هيام الجياعي، وإنتاج شركة أي فيجن.

وكذلك عرض منذ فترة فيلم "المواطن برص" الذي يعد أول بطولة مطلقة للممثل رامي غيط، ومن إنتاج أفلام محمد أبوالعزم، وغيرها من الأعمال التي تدور في إطار التكلفة القليلة مع انعدام القيمة الفنية. "العربي الجديد" سألت القائمين على الفن في مصر عن هذه الظاهرة وكيفية إنهائها، أو على الأقل تحجيم انتشارها.

في البداية، قال المخرج والمنتج، هاني جرجس فوزي، لـ"العربي الجديد": "إنتاج أفلام قليلة التكلفة في الفترة الأخيرة، لا يعني أبداً أننا عائدون إلى سينما المقاولات بشكل كامل. هناك أفلام لم تكلف سوى مبالغ قليلة للغاية، مثل فيلم "الخروج للنهار" للمخرجة هالة لطفي، و"لا مؤاخذة" للمخرج عمرو سلامة، وغيرهما من الأفلام الرائعة. لكن لا أحد ينكر سينما المقاولات في بعض الأفلام التي لا تقوم سوى على العري، ولا يستغرق تصويرها سوى شهر، يُعرف باللغة الشعبية بـ"سلق بيض".

وأضاف: "المنتج في هذه الحالة لا يريد سوى صناعة فيلم، ولا يهمه عرضه في دور العرض، بقدر ما يهمه بيعه للفضائيات. وقد يكون هو نفسه لديه قناة فضائية، فينتج الفيلم ويعرضه بعد أن يمر بالخطوة الروتينية بالنسبة له وهو عرضه في السينما. وبعد أسبوعين يعرضه على القناة التي يملكها أو يبيع أغنية من الفيلم للقنوات الأخرى، وبالتالي يجمع ما أنفقه وأكثر.

وعاد هاني ليقول: "الأفلام بشكل عام، سواء قليلة أو مرتفعة التكلفة، هي "لقمة عيش" للكثيرين، ولا أقصد الفنانين، بقدر ما أقصد من هم وراء الكاميرا من مساعدي إخراج وفنيي إضاءة وصوت وما إلى ذلك. فهؤلاء الشخصيات لا يعملون كثيراً". من ناحيتها، قالت الناقدة ماجدة موريس لـ"العربي الجديد": "هناك العديد من الأفلام المستقلة التي تقع أيضاً تحت بند "أفلام قليلة التكلفة"، لكنها في الوقت نفسه عالية القيمة من الناحية الفنية، وحققت نجاحاً جماهيرياً ونقدياً، وحصلت على العديد من الجوائز". 

"المشكلة في صناعة السينما ليست مادية، بقدر ما هي أزمة سيناريو"

واستشهدت ماجدة بفيلم "عشم" للمخرجة ماغي مرجان، وفيلم "الخروج للنهار" للمخرجة هالة لطفي، وبعض الأفلام للمخرج إبراهيم البطوط التي اعتبرتها ذات قيمة فنية، وفي الوقت نفسه تكلفتها ليست عالية، مثل فيلم "فتاة المصنع" للممثلة ياسمين رئيس والمخرج محمد خان. وعادت ماغي لتشير إلى أنّه لا بد من وضع فاصل بين أفلام قليلة التكلفة وبين الاستسهال، عن طريق أن يحضر المنتج راقصة عارية وبلطجياً وأغاني شعبية لتحقيق إيرادات على شباك التذاكر فقط. وأنهت ماجدة كلامها بالقول: "المشكلة في صناعة السينما ليست مادية، بقدر ما هي أزمة سيناريو. هناك أفلام تكلفت ملايين الجنيهات ونجحت بشكل كبير، وأخرى تكلّفت ولم تنجح".

وقال الفنان محمود ياسين لـ"العربي الجديد": "بعض الأفلام المتواجدة حالياً والتي نشاهد إعلاناتها عبر التلفزيون قائمة فقط على مغازلة المراهقين لدخول الفيلم وتحقيق إيرادات في شباك التذاكر، ولا يوجد منها أدنى هدف. وهي تسيء إلى مصر والفن المصري، لذا يجب التصدي لها بشكل كامل". ورفض ياسين اعتبار الأفلام قليلة التكلفة كلها سيئة، مشيراً إلى أنّ هناك العديد من الأفلام التي تم تصويرها في موقع واحد وبأجور زهيدة جداً ونجحت. "نحن نبحث عن أفلام تعيد قوة السينما، وليس بالمبالغ الطائلة. الورق الجيد والمحترم كفيل بفرض نفسه بغضّ النظر عن مبلغ إنتاجه".

وفي تصريح سابق للمخرجة هالة لطفي، التي اعتمدت في بعض أفلامها مثل "الخروج للنهار" على التكلفة القليلة، أوضحت أنّ فيلمها هذا الذي شاركت أيضاً في إنتاجه، تمّ تصويره خلال 25 يوماً. "ولإيمان الممثلين بالفيلم، أعاد بعضهم جزءاً من أجورهم، ورفض البعض الآخر تقاضي أجره، إلى جانب المساعدات التي حصلوا عليها وترجمت في شكل خدمات، من بينها منح المخرج تامر سعيد معداته للتصوير الداخلي من دون مقابل مادي، وسمح لهم المخرج مجدي أحمد بالتحضير للجزء الأول من الفيلم في مكتبه".

وأضافت أنّ بعض منتجي مصر ينظرون إلى السينما على أنّها "سبوبة"، وهنا لا بد وأن يتدخل الجمهور ويبذل جهداً عاطفياً في تلقي الأفلام، ولا يكتفي باعتبار السينما مجرد تسلية وملء وقت فراغ، لأنّ السينما في النهاية فن وليست "سبوبة"، كما يحاول بعض المنتجين تصويرها.

أخيراً، علّق نائب رئيس غرفة السينما، المخرج شريف مندور، لـ"العربي الجديد": "للأسف الشديد، هناك بالفعل أفلام دون المستوى، لكن ليس بسبب قلّة تكلفتها، بل لأنّه ليست لها قيمة فنية ولا هدف ولا رسالة منها، وهذه هي سينما المقاولات".

وأشار شريف إلى أنّ معظم الأفلام الهابطة يتم رفعها من دور العرض، لأنّها لا تحقق أي إيرادات. "يخطئ من يدّعي من المنتجين أنّ دور العرض تتعمد سحب فيلم ما، فهي تسحبه، وهي أيضاً خاسرة، لأنّ دور العرض تحصل على نسبة 50% من الإيرادات، فيما يحصل المنتج على الـ50% المتبقية".

العربي الجديد اللندنية في

23.03.2015

 
 

The book thief.. عندما تكون الكتب ملاذا والكلمة حياة

علياء طلعت – التقرير

كيف تؤثر الحرب على أهل البلد التي تعلن الحرب نفسها؟ في أفلام الحرب العالمية الثانية على الأغلب نجدها تقدم الجانب المجني عليه، ولكن هل معنى أن هتلر كان سبب هذه الحرب الشنيعة أن أهل ألمانيا نفسهم لم يعانوا؟

رغم أن الفيلم حاول أن يركز على الجانب اليهودي فقط في مأساة الشعب الألماني، إلا أنه أظهر كذلك معاناة كل فرد من شعب لاقى من القهر والظلم، والشعور بالرعب الكثير.

ليزيل فتاة وحيدة يتتبع الموت خطاها:

راوي أحداث الفيلم على غير المعتاد هو الموت، ومن أحق من الموت للكلام في فيلم تدور أحداثه عن الحرب العالمية الثانية؟ ويبدأ في سرد قصة الفتاة الصغيرة ليزيل التي عايشت الموت كثيرا ولكن لم يستطع أن يسلبها حياتها؛ بل علمته هي حب الحياة.

في البداية، تفقد ليزيل أخاها الصغير ليموت بين أحضان والدتها بسبب البرد والجوع أثناء نقلهم ليصبحوا في عناية عائلة أخرى، وذلك بسبب ميول والدتها الشيوعية، ويضطروا لدفنه في الطريق، ليسقط من اللحد كتاب صغير بعد الدفن يدفعها الفضول لأخذه ثم ترجع إلى العربة التي توصلها لعائلتها الجديدة.

تبدأ حياة “ليزيل” في البيت الجديد ببعض التوتر بينها وبين الزوجة “روزا” التي تتسم بالصرامة الشديدة سواء في التعامل معها أو مع زوجها، ولكن ما يخفف عن الصغيرة أبيها الجديد “هانز” الذي يحنو عليها وعندما يرى معها الكتاب يسألها من أين أتت به؟ ثم يبدأ في قراءته معها لتتعلم الصغيرة حب القراءة والكتب على يديه.

عندما تفتح الكتب أبواب الحياة:

تبدأ حياة “ليزيل” في الانتظام، تذهب إلى المدرسة، تحظي بصديق مقرب، وتتعلم القراءة مع أبيها، حتى يوم الاحتفال بعيد ميلاد “هتلر”، ويجب احتفالا بهذا اليوم المجيد أن تعلق كل البيوت أعلام النازية الحمراء، ويرتدي الأطفال شرائط بنفس الرمز ويتجمع سكان كل حي لينشدوا أغاني وطنية، ثم ينتهي الاحتفال بمحرقة للكتب التي يرى القادة أنها ضد النظام.

بعد انتهاء الاحتفال الوحشي، تتسلل “ليزيل” لتسرق كتاب وتخفيه في ملابسها، اعتراضا منها على حرق أصدقائها المقربين، وفي طريق العودة تقابل “هانز” الذي يكتشف الكتاب معها ليعودا إلى المنزل ويبدآن قراءة الكتاب الجديد وهو رواية “الرجل الخفي”، وهي إحدى روايات الخيال العلمي للكاتب “هربرت جورج ويلز”؛ ما يدل على غرابة العقلية النازية التي ترى في رواية خيال علمي تهديدا للنظام.

الهارب اليهودي الذي يهدد أمن المنزل:

ورغم سخط “ليزيل” على هتلر الذي حرمها من أمها، والمشاكل المادية التي تعاني منها العائلة الصغيرة بسبب عدم انضمام “هانز” للحزب النازي واضطرار الزوجة للعمل في كَيّ الملابس حتى تطعم عائلتها فقد كانت سعيدة وراضية، إلى أن دخل حياتهم الشاب اليهودي ماكس، وهو ابن أحد أصدقاء الأب، كان زميله في الحرب ومات وهو يحميه؛ لذلك فهو مدين له بحياته، وبعد الحملات النازية لإلقاء القبض على اليهود هرب الشاب إلى صديق والده وهو مريض على شفا الموت.

تبدأ علاقة من الصداقة في التطور بين الصغيرة وماكس، الذي يحمل بين يديه أيضا كتابا عن هتلر يعتبره أعز ممتلكاته، وعلى الرغم من الخوف والقلق الذي يخيم على الأسرة طوال الوقت من افتضاح أمرهم؛ إلا إنهم يحظون ببعض لحظات السعادة من وقت لآخر، وتبدأ “ليزيل” في مساعدة والدتها بالتبني عن طريق توصيل الثياب التي تقوم الأخيرة بكيها لمنزل العمدة، الذي يحتوي على مكتبة ضخمة للغاية تزورها الصغيرة بعد سماح زوجة العمدة لها بذلك؛ لأنها تذكرها بابنها عاشق الكتب الذي فقدته.

بالنسبة لليزيل، هذه المكتبة هي جنة أرضية، تتمني أن تقضي حياتها كلها بداخلها، فهي عالم نظيف بعيدا عن بطش النازية، وقسوة الحرب، وجنون هتلر، والفقر في منزلها، والمرض الذي يتغلغل في جسد ماكس، ولكنها تسقط من الجنة إلى الأرض مرة أخرى عندما يعرف العمدة بما يحدث في منزله ويطردها بصفة نهائية.

ولكنها تضطر للعودة مرة أخرى متسللة من النافذة لتستعير هذه المرة كتابا تقرأه لصديقها الذي يحتضر من المرض في قبو المنزل في بيئة غير صحية تماما، كل ليلة تسهر بجواره تقرأ له الكتب، تعلم ليزيل أن في الكلمة حياة، لذلك كانت تبث الحياة في ماكس عن طريق قراءتها له، وتتشبث بالحياة عن طريق الكتابة في مذكراتها.

وتظل الحياة تسير بالعائلة الصغيرة من سيئ لأسوأ، فيترك “هانز” عائلته ليذهب ليحارب وهو الكهل الكبير، بينما يغادر “ماكس” المنزل، ولكن كل يوم تهرب ليزيل من المأساة التي يعيشها الشعب الألماني لتعيش بين أحضان الكتب في عالم مثالي من صنع المؤلفين، حتى ينتهي الفيلم نهاية مأساوية بقصف بالطائرات أثناء الليل تفقد فيه ليزيل عائلتها الجديدة وصديقها “رودي”.

ولكن قبل أن يسدل الستار، يخبرنا الراوي ببعض الأسرار التي تطمئننا على “ليزيل”، فبعد هزيمة ألمانيا يعود ماكس ليبحث عن ليزيل ليجدها تعمل في متجر والد رودي الذي عاد من الحرب، وتظل صداقتهما حتى وفاة ماكس، بينما تعيش ليزيل تقرأ وتكتب عن الحياة من وجهة نظرها حتى سن التسعين وتموت بعد ما عاشت رغم كل الموت الذي أحاط بها.

الفيلم مقتبس عن رواية بنفس الاسم للكاتب الأسترالي من أصل الماني “أركوس زوساك” الذي نقل فيها تفاصيل أخبره بها والداه عن الحياة في ألمانيا في هذه الحقبة، حاول بها أن يبرأ ساحة الألمان ويعلن أن ليس كل ألماني نازيا بالتبعية، بل إن الكثير من الشعب الألماني عانى الأمرين في هذه الحرب وبعدها، ليصبح هو بحق الضحية الحقيقة لهتلر أكثر من أي طرف أخر.

والفيلم من بطولة Sophie Nélisse في دور “ليزيل” و الرائع Geoffrey Rush في دور “هانز” و Emily Watson في دور معقد ومميز، وهو عمل فني رائع يستحق المشاهدة.

صفحة الفيلم

التقرير الإلكترونية في

23.03.2015

 
 

«الفيل الأزرق».. حاصد الجوائز

الشروق

حصل على الجائزة الكبرى فى مهرجان السينما الأفريقية بالأقصر.. والجمهور والنقاد: حقق المعادلة الصعبة

يواصل فيلم «الفيل الأزرق» حصده لجوائز المهرجانات السينمائية، ليحقق المعادلة الفنية والجماهيرية الصعبة، بعد نجاحه الجماهيرى الكبير منذ بداية عرضه وحتى الآن.

كان الفيلم قد حصد أمس الأول جائزة جديدة وهى «الجائزة الكبرى» لأفضل فيلم روائى بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، التى تسلمها المؤلف أحمد مراد.

الفيلم وصل لأعلى تقييم على الموقع الاليكترونى الشهير imdb بنسبة 8.8، وهو أعلى تقييم لفيلم مصرى على هذا الموقع الذى يعد الأكثر شعبية فى العالم ومصدرا مهما للأفلام، وذلك بعد أن حصل على تقييم 9.5 خلال الأيام الأولى لعرضه.

كما حصل على إشادة غير مسبوقة من النقاد والجمهور داخل مصر وخارجها، الذين وصفوه بـ«تحفة» سينمائية، نجحت فى إعادة السينما المصرية لقوتها، وأنه يحمل المواصفات الكاملة لفيلم عالمى، يمكن لكل مصر والعالم العربى الافتخار به. واعتبر كثير من النقاد المصريين والعرب أن مصر لو قدمت فيلمين سنويا بنفس مستوى «الفيل الأزرق»، لكانت السينما والمشاهد العربى بخير.

كما وصف النقاد مفردات الفيلم من سيناريو وإخراج وأداء بـ«الحالة الإبداعية الخاصة.. وتجربة جديدة مُتقنة تم تنفيذها بالكثير من الاحترافية، وأثبتت أن الفن الجيد مازال يحتفظ بجمهوره».

ولم يكن غريبا أن يسيطر الفيلم على جوائز مهرجان جمعية الفيلم السنوى 41 للسينما المصرية بـ9 جوائز، وهى جائزة أحسن فيلم، وجائزة الإخراج لمروان حامد، وجائزة ممثل الدور الأول للفنان كريم عبدالعزيز، جائزة ممثل الدور الثانى الفنان خالد الصاوى، جائزة أحسن ملابس لناهد نصر الله، وجائزة أحسن ديكور لمحمد عطـية، وجائزة أحسن موسيـقى لهشام نزيه، جائزة أحسن تصوير لأحمد المرسى، وجائزة سامى السلامونى للتجديد والابتكار لطارق مصطفى عن المؤثرات البصرية.

فى «الفيل الأزرق» يقدم المخرج والمنتج مروان حامد صياغة سينمائية لرواية الكاتب أحمد مراد التى تحمل الاسم نفسه وتصدرت قوائم مبيعات الكتب منذ إطلاقها فى 2012، ووصلت إلى القائمة القصيرة فى جائزة بوكر العربية العالمية، ويحكى قصة د. يحيى الذى يعود بعد 5 سنوات من العزلة الاختيارية إلى العمل فى مستشفى العباسية للصحة النفسية، حيث يعمل فى القسم الذى يقرر الحالة العقلية لمرتكبى الجرائم، ويقابل صديقا قديما يحمل إليه ماضيا جاهد طويلا لينساه، ويجد يحيى نفسه وسط مفاجآت تقلب حياته، لتتحول محاولته لاكتشاف حقيقة صديقه إلى رحلة مثيرة لاكتشاف نفسه.

شارك فى بطولة الفيلم كريم عبدالعزيز، خالد الصاوى، نيللى كريم والنجمة الكبيرة لبلبة.

الشروق المصرية في

23.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)