كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

نادين صليب تستنطق "أم غايب" بفانتازيا الأمومة

حاورها: هوفيك حبشيان

 

يُعدّ فيلم "أم غايب"، للمخرجة الشابة نادين صليب، أحد أبرز اكتشافات السينما الوثائقية المصنوعة في مصر على مدار السنوات الأخيرة

بحساسية عالية، تنهل طاقتها من تفاصيل الحياة اليومية، ذهبت صليب الى حيث تعيش شخصيات غنية، في منطقة شبه منكوبة تبعد أربع ساعات عن القاهرة، لتغوص في معاناة حنان، السيدة التي عجزت عن الإنجاب منذ أكثر من 12 عاماً، رغم محاولاتها المتكررة

يضعنا الشريط في الظروف الصعبة المحيطة بها: ضغوط وأحكام جاهزة رجعية تحول دون أن تحظى حنان بحياة حرة، بل تموضعها في إطار الضحية التي ربما تستحق قدرها. ببساطة، تأتينا صليب، في أول تجربة طويلة لها، بعمل دافئ عُرض هذا الأسبوع في مهرجان "أيام بيروت السينمائية"، قبل أن يستكمل مشواره الى مهرجان تسالونيك للفيلم الوثائقي في اليونان.. حيث أجرت معها "المدن" الحوار التالي:

·        أخبريني عن علاقتكِ بالبيئة المصوَّرة في الفيلم. كيف قمتِ بتصويرها، وكيف تعرفتِ إليها؟

- أرتادُ المكان منذ نحو عشر سنوات. ليس لأيّ غرضٍ، بل لأنّ الاسم لطالما تردَّد على مسمعي. استغربتُ أن تطلق الأم على ابنها اسم "غايب". ظننتُ "أم غايب" كنية عادية مثل "أم محمد" مثلاً.. إلى أن وقفتُ على حقيقة الأمر وأدركتُ أنّ خلفه عاداتٍ قديمة. لمستُ داخل الاسم إحساساً شِعرياً، فقررتُ أن أنجز فيلماً أسمّيه "أم غايب". لم أدرِ لماذا، وماذا قد يتضمّن. كان ذلك في أيام الجامعة. تطلّب الأمر نحو أربع سنوات ليتحقق إنجازه. لم أكن أملكُ سوى اسم الفيلم. لم أُرد عملاً يتحدّث عن الأمومة بقدر ما يتطرّق الى الانتظار، وإلى الحلم المفقود والرغبة التي لم تتحقق. الحياة طافحة بالقصص، وينبغي من أجل إنجاز فيلمٍ، المكوث بعض الوقت مع الشخصية. تعرّفتُ الى حنان من غير نية اللقاء ضمن فيلم. وفّرتُ عليها التوتر الناجم عن فكرة التصوير، وعلى نفسي ضغط الوقوف أمام الشخصية الرئيسية. فجأة، شعرتُ بأنّ حنان هي الفيلم. وجدتها تُشبهني في معنى ما. الفارق أنّها تجيد التعبير عن نفسها، فيما أنا لا أفعل. تقول ما لا أقوى على قوله. أسئلتها عن الحياة والإيمان وقيمة الوقت...

·        لا تجيدين التعبير عن نفسِك؟ لعلّ المقصود عدم قدرتكِ على التعبير بالكلمة، والاستعاضة عنها بالصورة، وهذا ربما سبب اتجاهكِ نحو السينما؟

- لا أجيد الكلام. حنان، على عكسي، تجيده بإتقان. لديها ما يكفي من الفلسفة الداخلية والحكمة. بدا وكأننا التقينا في غرفة فارغة، وجلسنا في وضعية بوح. لم تجد قبل هذا مَن يسمعها...

·        مرَّ الفيلم بمراحل عديدة من لحظاته الأولى الى حين إنجازه. كيف تفسّرين تطوّره؟ على الأرجح أنه صُوِّر من دون أن يحظى بهيكيلية مسبقة...

- كل ما أردته ألا أُنجز فيلماً انتروبولوجياً. لو إنّه فيلم عن الأمومة لأطلعتُ على الدراسات المتعلقة بالعادات ذات الصلة بالولادة. يرى المصريون أنّها عادات خرافية من أزمانٍ قديمة. كنتُ على ثقة بأنّه، حتى السيدات الوافدات من القاهرة، متى أردن الانجاب، قمن بما هو أكثر جنوناً. هؤلاء لم يخضعن لما يُعرَف بـ"القحروطة"، لكنهنّ على استعداد لزيارة الأطباء وإنفاق ما يملكن من مال للحصول على ولد. لا أخفي أنني شعرتُ برغبة في إنجاز فيلم يحوي شيئاً من الفانتازيا...

·        في النهاية، يصعب إنكار مدى البؤس الكامن في هذه البيئة، لكنكِ أظهرتِ بعض "الجماليات"، ولم تعمدي الى الإدانة وتلقين الدروس، لا سيما في مسألة الخرافات...

- لم أشأ لوهلةٍ التورّط في الإدانة. ليس لأني في قرارتي أرفض الأمر، بل لأني لم أشعر بأن شيئاً يستحقّ أن يُدان. لا حقائق في المطلق. أجدني أصغر سناً وخبرة من إطلاق الاحكام وتقويم المسائل. لا يُلزمكَ الفيلم الوقوف على رأي واحد. المكان مليء بالقصص، ولكلٍّ أن يرويها وفق تجربته. وهو مليء بالأزمنة ومجرّد منها في الآن عينه! لهذا السبب لم أعطِ المكان اسماً ولم أضبطه في زمن. هو ببساطة قرية بين القبور، حيث تسكن سيدة تبوح بكلامٍ لم يسبق أن نطقت له، على مرأى من كاميرا لم يسبق أن وقفت أمامها.

·        كم تطلّب التصوير من وقت؟ هل تمّ على مراحل أم دفعة واحدة؟

- تطلّب نحو ثلاث سنوات، بمقدار 300 ساعة تصوير (ضحك). أزلتُ بعض الشخصيات بعدما راح الفيلم يُختَزل تدريجياًفي حنان وحدها. يعنيني الاهتمام بفكرة "الداية" (القابلة). أراها العلاقة ما بين الحياة والموت، لكنّ حنان لم تلجأ إليها. وجدتُني أحذفُ مَشاهد تصوير قابلتين، إذ لم يعد لهما دورٌ في السياق. مَشاهدهما تطلّبت ما يزيد عن 70 ساعة تصوير!

·        إذاً، نال المونتاج من وقتكِ الكثير حتى استحال ذا شكلٍ وتوجّه...

- المونتاج هو المرحلة الأصعب. أخضعنا المَشاهد للمونتاج وأكملنا التصوير في آن واحد. لكنّ المونتاج الفعلي بدأ في كانون الثاني 2014 وتطلب وقتاً. علّمني المونتاج إدراك قيمة الوقت. أحياناً ينبغي الابتعاد من الشاشة لأكوّن نظرة أصحّ. وجودي أمامها يجعلني أرغب في عدم اقتطاع أيّ مشهد. تغدو المَشاهد كالجنين في الأحشاء، اقتطاعها يشبه اقتطاع الرحم. مرهِقٌ أن يُفرَض عليكَ الانتقاء. إنّه التحدّي.

·        لكننا اعتدنا ممّن ينجزون الفيلم الأول، أن يزجّوا داخله كلّ ما يصورونه، كأنه الفيلم الأول والأخير...

- في الواقع، أخشى تقلّبات الظرف. في هذا الفيلم كانت ظروفي جيّدة، على الرغم من أنّه فيلمي الأول وتجربتي الأولى. وكان الدعم المادي هو الآخر جيداً.

·        أخبريني عن الإحساس. أكثر ما لفتني في الفيلم صدقه. لا مشاعر مفتعلة. الشخصيات من لحمٍ ودم. لا زيف...

- لم أبدأ التصوير بنيّة طرح الأسئلة. أردتُ لحنان أن تتكلّم من تلقائها، لا أن أسألها. كلانا لم يملأه إحساسٌ بالرغبة في الكلام. شعرنا بالحاجة الى الاصغاء فقط. كنا أربع صديقات، عشنا فترة التصوير كأنها رحلة. الطبيعة وحدها تطلّبت مرحلة تصوير طويلة.

·        ماذا عن رمزية مشهد الماء الآتي من النيل في بداية الفيلم؟ يشي لوهلةٍ بأنكِ تعملين بناء على إرشاداتٍ "غريزية"، بمعنى عدم إضفاء معانٍ فلسفية...

- لا أودّ لأحدٍ أن يرى الفيلم بناء على نظرتي. أردتُ من مشهد الماء رمزيتين: ما يشبه الرحم، وما يدلّ على الحياة. في البداية شعرتُ بما يعنيه العمل وفق الشعور الغريزي. يكفي أن أشعر بأنّ حضور الماء ضروري في الفيلم حتى يحضر. تمّ تصوير مَشهد الماء على ثلاث مراحل، وكنا نضطر الى انتظار السنة المقبلة ليعود المجرى غزيراً بعد الشحّ. ثم كانت لحنان قصة مع الغرق وما تعنيه النجاة من ولادة ثانية...

·        ولكن، هل تصدق الشخصيات الأمور التي تخبرها؟ كقصة المرأة التي تسرق الخيار لابنها مثلاً؟ كيف ينظرون الى هذا كلّه؟

- لم أسأل عن مدى صدق إيمانهم بهذه العادات. يتعاملون معها على أنّها حقيقة، من غير أن تكون بالضرورة حقيقة مطلقة. بتُّ أفعل الأمر عينه. لو أخبرتهم عن "حقائقي" بأني امرأة أقود سيارة وأسافر، لرموني بالتخريف. واقعي غير واقعهم، وحقائقي غير حقائقهم.

·        هو في النهاية فيلم عن الظروف التي تتعرّض لها المرأة في هذه البيئة، كأن تتحمّل مسؤولية الإنجاب والعيش تحت الضغط... لعله تحية الى سبب استمرار البشرية...

- لم أنطلق من هذا التوجّه، رغم أنّ التيمة واضحة. الفيلم عن امرأة لا بدّ أن تنجب لتنال رضى مجتمعها. لستُ أتنكّر لذلك. لكني لم أتعمّد توجيهه نحو منطلقٍ جندري. أريده عن الحلم الذي لم يتحقق، وأن يعني الرجال والنساء على السواء، لا من أجل أن يحقق نسبة مشاهدة أكبر، بل لأنه يملك الكثير ليقوله.

·        هل شاهده المشاركون في الفيلم بعد إتمامه؟

- لم يُعرَض بناءً على طلب حنان. هذا المجتمع صعبٌ للغاية. بعض الجيران لم يرحّب بوجودنا، والوضع السياسي كان مضطرباً إثر حوادث 30 يونيو/حزيران. مرةً اعتبرونا "أمريكان" لكثرة الأجانب الوافدين للتصوير في المنطقة، ومرةً اتهموننا أننا من شرطة الآثار. لم يُعرَض هناك من أجلها. حتى أنّها ليست من هواة الظهور التلفزيوني. أول شروطها كان عدم عرض الفيلم في التلفزيون المصري...

·        ألم يجرِ بينكما كلام في السياسة أو الدين؟ لم يشِ الفيلم بهذا بتاتاً...

- كان قراري عدم زجّ الفيلم في منحى سياسي أو ديني. ظلّ العم عبده يردّد بأنه لا يحبّ (الرئيس المعزول محمد) مرسي، ولا بدّ من منح "الأخوان" فرصة. تكلّموا كثيراً في السياسة. ثمة وجود لجماعة "الأخوان" في المنطقة، لكنهم لم يشوا بأيّ توجّه سياسيّ نافر. (...)  لم أسألهم يوماً عن أيّ انتماء. حتى كلامها عن الله تبلور في إطار روحاني أكثر منه الظهور من زاوية دينية.

·        ماذا عن تجربتكِ مع المهرجانات؟

- مَن شاهده أحبّه، لا سيما كبار السنّ. بعضهم ظنّه فيلماً خاصاً بالمرأة. وبعضهم أحبَّ حنان وتمنّى لو أنّ الفيلم لم يتضمّن أحداً سواها.

·        ما المشكلات التي تودّين ألا تتكرر في الفيلم المقبل؟

- أودّ أن أتيح لنفسي المزيد من الوقت للكتابة. العمل وفق الشعور الغريزي يثمر في أحيان، لكنّ لا بدّ من الوقت لتحديد الأفكار وإتقان ترتيبها.

ثلاثة أفلام قصيرة

في 2011، ارتبطت نادين صليب (مواليد القاهرة 1984) بورشة عمل ساعدتها في تقديم فيلمها الوثائقي القصير الأول "فجر"، أعقبته بفيلم "مصنوع من الزجاج"، ومن ثم "في عيون الشمس"، وكلها أنجزت العام 2012. "أم غايب" هو فيلمها الوثائقي الطويل الأول.

Um Ghayeb Trailer 2014 from Um Ghayeb on Vimeo.

المدن الإلكترونية في

22.03.2015

 
 

رسلان منتج «مملكة الصحراء»: التصوير كان صعبا وممتعا والممولون العرب وعدوا وأخلفوا

تحدث لـ «الشرق الأوسط» عن رابع تعاون مع فرنر هرتزوغ والعمل مع نيكول كيدمان

لوس أنجليس: محمد رُضا

يوجد نوعان من المنتجين العرب في السينما: نوع يرضى سريعا بما يستطيع الوصول إليه، ونوع يصر على تحقيق طموحاته العالية وينطلق مباشرة صوبها.

نك رسلان، الذي أنتج «ملكة الصحراء» من إخراج فرنر هرتزوغ وبطولة نيكول كيدمان، هو من النوع الثاني. ولد في حماه، سوريا، سنة 1964 وعرف طريق الهجرة باكرا. في عام 2000 نجده المنتج المنفذ لفيلم أميركي بعنوان «مراسيم». في عام 2004 شارك عربيان آخران يعيشان في هوليوود هما جاك نصر وجوزف مرعي إنتاج «العودة عند منتصف الليل» من بطولة الكوميدي رودني دانجرفيلد ومعه كرستي إلى وراندي كوايد. في حين لا يزال جاك نصر وجوزف مرعي يعملان معا في حقل الأفلام الصغيرة التي تتوجه مباشرة إلى السوق السائدة، انحاز نك إلى سينما ترضي الجانب الفني والوجداني من ذاته. ذلك أنه في سنة 2006 قررت شركة «مترو–غولدوين–ماير» إنتاج فيلم من إخراج الألماني هرتزوغ عنوانه «فجر الإنقاذ» (Rescue Dawn): دراما حول عملية إنقاذ لمجندين مفقودين في الحرب الفيتنامية. لم يكن الفيلم «رامبو» جديدا، بل ميزه ذلك القدر من البحث عن جوانب جديدة للحديث عن تلك الحرب من دون إهمال الجانب الترفيهي منها. مهما يكن، هذا الفيلم كان اللقاء الأول بين المنتج رسلان والمخرج هرتزوغ.

الثاني ورد بعد 4 أعوام عندما أنجز الاثنان فيلما تسجيليا بعنوان «سنة في تاييغا» ليتبعاه بالفيلم التسجيلي الآخر «إلى القاع» (Into the Abyss)الذي أنجز في عام 2011 تقديرا نقديا عاليا. «ملكة الصحراء»، الذي كنا تناولناه في واحد من تقارير مهرجان برلين هذا العام حيث شارك في المسابقة، هو التعاون الرابع. هذه المرة توجه المنتج إلى المخرج بالفكرة ومراميه كانت تقديم عمل يكون بمثابة جسر تواصل بين الشرق والغرب، التاريخ والحاضر.

إنه فيلم جيد لم يستحوذ على إعجاب كل النقاد، لكن هذا حال أفلام جيدة كثيرة خصوصا إذا ما شوهدت في المهرجانات وليس في خلال التوزيع التجاري. نيكول كيدمان أدت دور الرحالة البريطانية غرترود بل التي جابت المنطقة العربية من الأردن والعراق إلى الحجاز في مطلع القرن الماضي واكتسبت رؤية فريدة حول العرب والإسلام والبيئة البدوية الحاضنة. دافعت عما اكتسبته وأبدت إعجابها بالحياة البدوية الصحراوية التي خاضتها من دون خوف أو وجل. في حديثها لنا أثنت كيدمان على الموضوع بينما ذكر هرتزوغ أنه كان سعيدا بتقديم فيلم من بطولة امرأة لأول مرة في حياته التي امتلأت أفلاما. يتناول نك رسلان في حديث خص به «الشرق الأوسط» شتى الجوانب الإنتاجية والفنية التي صاحبت العمل ورأيه في الرسالة التي قدمها الفيلم في طياته وما واجهه الفيلم من نقد.

وفي ما يلي أبرز ما جاء في الحوار :

·        في أي مرحلة تم دخولك على خط هذا الفيلم وكيف تم ذلك؟

- أنا المنتج الرئيس لهذا الفيلم، لذلك أستطيع القول إنني عملت على الفيلم من الألف إلى الياء وفي كل مراحله. هرتزوغ وأنا بدأت من الفكرة وقمت أنا بكل الأبحاث التي كان لا بد منها حول شخصية غرترود بل وما جمعته من بحث سلمته إلى المخرج لكي يكتب السيناريو. لكن الفكرة هي فكرتي من البداية.

·        تم تصوير جزء من الأحداث في الأردن، بينما الجزء الأكبر في المغرب. إذا كانت هذه المعلومة صحيحة، هل تستطيع أن تخبرنا ما الذي تستطيع الصحراء المغربية توفيره ما لا تستطيع صحارى عربية أخرى توفيره من عناصر إنتاج وكمواقع تصوير؟

- نعم كل مشاهد الصحارى صورت في المغرب. الأردن يمتلك صحراء جميلة للغاية لكنه لا يملك المواقع التي تشبه المدن الشرقية في مطلع القرن. وتبعا لشواغل الممثلين الرئيسيين كان علينا أن نصور معظم مشاهد الصحراء والمدن في بلد واحد.

·        ما الذي يمنع التنوع في هذه الحالة؟

- الانتقال من موقع إلى آخر سيتطلب إغلاق الموقع الأول لفترة زمنية مما يعني أن عددا من الممثلين سيبقون بلا عمل طيلة أيام التصوير في الموقع الثاني. من ناحية أخرى، كل من المغرب والأردن لديه مواقع تصوير خلابة.

·        كمنتج، ما الذي تبحث عنه في سيناريو ما؟

- أحب أن أعمل على مشروع يحوي مادة صلبة وعلى موضوع يمثل قدرا من الاختلاف عن السائد في بال المشاهدين. أحب أن أرى المشاهدين يتركون الصالة وهم يفكرون.

·        كيف كان التعامل مع نيكول كيدمان؟

- وضح سؤالك قليلا.

·        كيف كانت ردة فعلها الأول على المشروع، كيف وجدتها خلال التصوير، وإلى أي مدى تجاوبت مع رغبات المخرج الفنية؟

- تجاوبت نيكول باهتمام كبير نحو المشروع. أبدت رغبتها فيه. لم يستغرق الأمر سوى أسابيع قليلة قبل أن نستلم موافقتها. كانت تعلم أن التصوير سيستغرق فترة طويلة وطلبت أن تصطحب معها بناتها لكي يشاركنها تجربة العيش والعمل في الصحراء.

·        كيف تأقلمت مع الصحراء إذن؟

- جيدا وسريعا. في كل صباح ومساء كانت تقوم بتمارين الركض على كثبان الرمل. كانت مهتمة جدا بالبحث بدورها عن معالم الشخصية التي تقوم بها. عرفت مثلا أن غرترود كانت تستخدم حوض استحمام يصاحبها أينما سافرت فاقترحت على هرتزوغ أن يضيف مشهدا لها وهي تستحم في الصحراء. الفكرة أعجبت هرتزوغ والمشهد موجود على الشاشة بالفعل وهو من أكثر المشاهد إثارة للإعجاب فعلا.

نيكول كانت تفضل النوم خلال النهار على الرمال الناعمة رغم أن دارتها (موبايل هوم) كان بالقرب من موقع التصوير. لكن ما أسعدني شخصيا هي أنها أعلنت منذ وصولها أنها الآن في «عالم فرنر هرتزوغ»، كما قالت.

·        مشروع كهذا، يحتوي على إعادة سرد تاريخي وجزء من سيرة حياة حقيقية ويتم تصوير معظم مشاهده في الصحراء، لا بد أنه كان سلسلة متصلة من التحديات. لكن ما هو أصعب هذه التحديات؟

- التصوير في الصحراء كان صعبا لكنه كان في الوقت ذاته متعة. كانت هناك مصاعب تتعلق بالبيئة الصحراوية ذاتها، مثلا عندما كانت تهب العواصف الرملية. لديك فريق عمل ومعدات يجب حمايتها. وهناك تصوير يجب أن يتم.

·        ماذا عن المسائل التمويلية، هل واجهت صعوبات في هذا النطاق؟

- في البداية واجهت صعوبات كبيرة. كوني اعتمدت على ممولين من الشرق الأوسط في بادئ الأمر، لكنهم لم يفوا بما وعدوا به. كانت وعودا خاوية تماما. حالما قررت البحث عن التمويل عبر الطرق التقليدية، ومن دون مساهمات عربية، تمكنت من تأمين التمويل في ظرف شهر واحد. تعلمت الدرس، لكني رغم ذلك لا أستطيع القول إن المشروع كان صعبا.

·        حين شاهدنا الفيلم في برلين قرأنا في اليوم التالي انطباعات النقاد. لم أفهم كيف لا يمكن للبعض منهم تقدير العمل بحد ذاته أو تفويت العناصر الفنية التي يتكون منها… ما رأيك أنت؟

- لا تستطيع أن ترضي الجميع. الجمهور أحب الفيلم. بعض النقاد لم يكن منصفا. لكن بعض النقاد الآخرين كتبوا جيدا عنه. لكن في العموم، لم يعرف النقاد شيئا عن غرترود بل قبل هذا الفيلم لكنهم فجأة كتبوا كما لو كانوا خبراء في تاريخها وعلى إلمام شديد بها وبالفترة التي قضتها في الربوع العربية.

سأكشف لك شيئا: تمت كتابة 15 سيناريو عن حياة هذه الشخصية وكلها أخفقت في التحول إلى أفلام، من بينها مشروع للمخرج والمنتج ريدلي سكوت ما زال مجرد فكرة.

·        هناك من انتقد عدم وجود ممثلين عرب في أدوار رئيسة.

- صحيح. لكن المنتقدين لا يعرفون خلفية العمل ولا كيف أن على الإنتاج أخذ قرارات مصيرية. كان علي أن أبحث عن أسماء ذات قيمة تجارية ولو كانت غربية لشتى الأدوار الأولى والمساندة الأساسية لأن الممثلين العرب لا يستطيعون تأمين التمويل المطلوب. أحد النقاد كتب أن الممثل جاي عبدو سرق الكاميرا من نيكول كيدمان.. أعتقد أن هذا الناقد كان تائها.

·        هل هناك المزيد من الأفلام المزمعة مع هرتزوغ؟

- نعم. في أواخر شهر أغسطس (آب) سنبدأ العمل على تصوير فيلم حول الجندي الياباني هيرو أونادا الذي استمر في حالة حرب فوق الجزيرة التي كان يعيش فيها لـ35 سنة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية معتقدا أنها ما زالت مستمرة.

فيلم «المقابلة» يستقبل في كوريا الشمالية بالنيران

بالونات تحمل 100 ألف أسطوانة للفيلم تعبر الحدود

سيول - لندن: «الشرق الأوسط»

حذرت كوريا الشمالية أمس، الأحد، من أنها ستطلق النار على البالونات التي تحمل 100 ألف أسطوانة (دي في دي) لفيلم «المقابلة» الساخر وينوي ناشطون كوريون جنوبيون إطلاقها عبر الحدود.

وينوي هؤلاء الناشطون إلقاء 500 ألف بيان معاد للنظام الشمالي في أراضي كوريا الشمالية الأسبوع المقبل ونسخا من فيلم «المقابلة» الذي يتناول بسخرية محاولة اغتيال للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وحذر الجيش الكوري الشمالي من أن «كل القوة النارية للوحدات (الجيش الكوري الشمالي) المنتشرة على خط الجبهة ستستخدم دون إنذار مسبق لتدمير البالونات».

وأكدت بيونغ يانغ في رسالة بثتها وكالة الأنباء الرسمية أن عملية إطلاق الصواريخ هذه ستعد «استفزازا سياسيا» و«إعلان حرب فعليا». من جهته، أكد الجيش الكوري الجنوبي أنه سيرد على أي إطلاق نار على أراضيه.

ويفترض أن يقوم الناشطون بمشروعهم هذا في الذكرى الخامسة لغرق سفينة الحرب الكورية الجنوبية في 2010 مما أدى إلى مقتل 46 بحارا. وتتهم سيول الشمال بإغراقها. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2014، قام ناشطون بمبادرة مماثلة لإلقاء منشورات مناهضة مما أدى إلى تبادل لإطلاق النار على جانبي الحدود.

وكانت شركة «سوني بيكتشرز» الأميركية قد قررت عرض الفيلم وهو من إنتاجها في عدد من دور السينما المستقلة بمناسبة عطلة عيد الميلاد، بعد أن كانت قررت وقف عرضه بسبب تعرضها لأكثر الهجمات الإلكترونية تدميرا احتجاجا على إنتاجها الفيلم. وتتهم الولايات المتحدة كوريا الشمالية بشن هذا الهجوم.

ورفضت سلاسل كبرى من دور السينما عرض الفيلم بعد تهديدات بهجمات عليها وعلى المتفرجين من جانب قراصنة الإنترنت، حيث كان من المقرر أصلا عرضه في 2500 صالة، لكن أكثر بقليل من 300 دار عرض في أنحاء الولايات المتحدة وافقت على عرض الفيلم وسط إقبال كبير.

وقال مدير إحدى دور العرض إن «إدارة شرطة نيويورك رتبت لنشر عناصرها خارج الدار». وأضاف أنه «تلقى اتصالا أيضا من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) للحفاظ على سلامة المشاهدين». ونقل مراسلو وكالات الأنباء عددا من آراء الرواد الذين اشتروا تذاكر لمشاهدة الفيلم، حيث قال معظمهم إنهم «فعلوا ذلك لإبداء رفضهم للرقابة».

وعشية العرض الأول له في بعض دور العرض، طرحت شركة «سوني بيكتشرز» فيلمها على الإنترنت، وقال الرئيس التنفيذي للشركة مايكل لينتون، إن «طرحه على الإنترنت جاء عقب أسبوع من المحادثات مع (غوغل) و(مايكروسوفت) وشركاء آخرين». وأعلنت الشركة أن الفيلم موجود على «غوغل بلاي» و«يوتيوب موفيز» و«إكسبوكس» فيديو التابع لـ«مايكروسوفت»، والموقع الخاص بالفيلم. وقد واجهت شبكتا «إكسبوكس» لـ«مايكروسوفت» و«بلاي ستيشن» مشكلات في الاتصال مع المستخدمين مساء أمس، حيث أعلنت جماعة للقرصنة تطلق على نفسها اسم «ليزارد سكواد» المسؤولية عنها، في حين لم يتبين بعد ما إذا كانت للأمر علاقة بإتاحة تنزيل الفيلم عبر «إكسبوكس».

بدوره قال الرئيس الأميركي باراك أوباما لصحافيين «إنني سعيد بخروج الفيلم »، لكنه لم يوضح ما إذا كان سيشاهده.

ويروي الفيلم قصة صحافيين اثنين يمثل دوريهما جيمس فرانكو وسيث روغن، يحصلان على موعد لمقابلة كيم جونغ أون، وتتدخل وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الأميركية لتطلب منهما اغتياله.

الشرق الأوسط في

22.03.2015

 
 

ملحمة "تحضير" ذئاب منغوليا

زكي بيضون

كيف تُمكن قراءة تكليف الحكومة الصينية مخرج "سبعة أعوام في التيبت"، الفرنسي جان جاك أنّو، بإخراج فيلم ملحمي مستوحى من كتاب صيني يعدّ الأكثر مبيعاً عن الصدمة الحضارية "المُهلوَدة" (نسبةً إلى هوليوود) بين "الرجل الأبيض" الصيني وذئاب منغوليا، وذلك بميزانية خيالية تقارب الأربعين مليون دولار؟

صار بوسع المرء أن يتساءل ما إذا كانت الخطوة التالية ستتمثل في إقدام الحكومة الصينية بنفسها على تمويل الفيلم المقبل عن التيبت المُهلوَد، فيفتتح ذلك فصلاً هزلياً جديداً في العلاقة المعقدة بين الدالاي لاما، الذي عرف كيف يسوّق لنفسه ولمحافظته الانفصالية بنجاح منقطع النظير في سوق الروحانيات الهوليوودي والغربي؛ والحكومة الصينية البراغماتية التي عرفت كيف تحجز حصتها في البيزنس الروحاني الناشئ وتستثمر في السياحة الغربية المتدفقة إلى التيبت المقموع.

نعود إلى فيلم جان جاك أنّو "الذئب الأخير"، المستوحى من كتاب جيانغ رونغ "طوطم الذئب". تدور أحداث العمل في خضم الأزمة الشاملة التي طبعت التاريخ الصيني الحديث وأُطلق عليها الاسم الإشكالي "الثورة الثقافية". تقوم السلطات الثورية بإرسال مجموعة من الشباب المتعلمين من بكين إلى مقاطعة منغوليا لتعليم البدو الرعاة المغول لغة الماندرين وأساليب العيش "المتحضر". ويظهر لاحقاً أنهم البعثة الأولى في حملة لاستيطان المقاطعة.

توكل إلى الطالب البكيني شين تسين وصديقه مهمة تلقين التحضّر إلى قبيلة مغولية بدائية تتخذ من الذئب طوطماً. إلا أن العكس هو الذي يحصل. يقع شين تسين في سحر الزعيم العجوز والحكيم الذي يتبنّاه كابن له ويلقنه تقاليد ومعتقدات القبيلة التي تعيش منذ آلاف السنين مع الذئاب والطبيعة في سلام ووئام طوباويين، وتتماهى معهما في علاقة صوفية طوطمية. يتضح أن العلاقة الروحية التي تربط قبيلة الرعاة بقبيلة الذئاب هي في الآن نفسه علاقة عضوية.

"لوهلة يخال لنا أننا نرى الصينيين شقراً بعيون زرقاء"

يتعلم الرعاة من الذئاب فنون الصيد والحرب. وفي الشتاء، تدفع هذه الأخيرة طرائدها إلى بحيرة متجلدة هي أشبه ببراد طبيعي يحفظ لحمها من الفساد. يتقاسم الرعاة مخزون البحيرة مع الذئاب، لكن من دون أن يأخذوا أكثر مما يلبي حاجتهم ويفيض عن حاجة الذئاب، ما يسمح لهم بالصمود حتى الربيع.

يبدو الرعاة كذلك مهتمين بالتوازن البيئي، فهم لا يريدون أن تتكاثر الغزلان بحيث تلتهم كل العشب في البرية ولا تترك شيئاً للقطيع، ولا أن تتكاثر الذئاب بحيث تجوع وتهاجم القطيع. وفي النهاية، تكتمل علاقة التصوف العضوي بين القبيلة والطبيعة عند الموت، فهم لا يُدفنون، بل يمنحون لحمهم للبرية عرفاناً منهم بجميلها عليهم.

إلا أن هذا الوئام الطوباوي ينكسر حين تدفع السلطات إلى المقاطعة بمستوطنين جدد مع آلات زراعية حديثة، يرافقهم ضابط شيوعي مكلّف بالقضاء على الذئاب، "أعداء الثورة". هنا تبدأ حرب استنزاف طويلة بين الفريقين.

يقوم الضابط باستنفاد مخزون البحيرة لتجويع الذئاب ويقتل أطفالها وينشر الفخاخ للقضاء عليها، فترد هذه الأخيرة بعنف من خلال مهاجمة قطعان المغول والمستوطنين. مع بدء عملية التطهير العرقي، يقبض شين تسين على ذئب رضيع ويتبناه. حين تفهم السلطات أنها أساءت تقدير قوة الذئاب، ترسل مليشيا مسلحة للقضاء عليها.

يجوب الصينيون البرية بالجيبات والكلاشنكوفات، يصطادون الذئاب ويشعلون الحرائق لمحاصرتها في مشهدية ملحمية "أبوكاليبتية"، وحين لا يبقى سوى زعيم الذئاب الكاريزماتي ذي العينين الخضراوين والساحرتين، يقول الضابط لرجاله إنه يريده حياً، فتطارده الجيبات لساعات طوال.

"مشهدية ملحمية "أبوكاليبتية" لحملات قتل الذئاب وحرقها"

في النهاية، يتوقف الزعيم المنهك، يحدق في خصومه بنبل وعنفوان، ثم يسقط ميتاً من شدة الإعياء. بالتوازي مع موت الزعيم الذئب، يموت زعيم المغول بعد أن يقع في فخ نصبه المستوطنون للذئاب، في رمزية لا يمكن للمرء أن يخطئ دلالتها. الذئب الأخير في الفيلم له ثلاثة وجوه: زعيم الذئاب وزعيم المغول والذئب المدجّن الذي رباه شين تسين. الأول والثاني يموتان معاً بعد أن عاشا متحدين بالعقد الطوطمي، ولا يبقى سوى الثالث.

من المؤسف أن المحللين الفرنسيين اكتفوا بالنقل الببغائي عن الحملة التسويقية للفيلم والحملة التسويقية للرواية التي سبقتها في الإعلام الغربي، ولم تستوقفهم كثيراً واقعة أن الحكومة الصينية هي التي موّلت هذا الفيلم الثوري! الفيلم لا ينتصر للمغول ولا يدين الصينيين بالمطلق.

في مواضع عدة، يتم الثناء على إيجابيات التقنيات الحديثة، ومن حين إلى آخر يسخر شين تسين المُتمَغوِل من خرافات المغول. موت الذئب المغولي يظهر بالأحرى كقدر محتوم، وهذا الأخير يعرف أن زمانه ولّى، بعد أن يقاتل حتى آخر نفس، هو يقبل مصيره بشجاعة وعنفوان، وينحني الصينيون أمامه احتراماً.

من وقت إلى آخر، ثمة لقطات فلاش باك من أفلام رعاة البقر والهنود الحمر، ولوهلة يخال لنا أننا نرى الصينيين شقراً بعيون زرقاء. لكن المخيلة الهوليوودية هنا مؤطرة جيداً بالكادر الصيني.

يظهر الفيلم أن السلطات الصينية لا تريد إبادة البدو المغول بل تدجينهم، وسور الصين العظيم، الذي لا ينفك يظهر في خلفية فيلم جان جاك أنّو، يذكّر بفارق جوهري بين الحضارة الصينية والحضارة الغربية التي لم تبن أسواراً بينها وبين العالم، كما لم تستطع أي أسوار أن تقف في وجه جيوشها وغزواتها. لكن الفيلم يرينا أيضاً بوضوح أن الصينيين "تغرّبوا" ولم يعودوا يختبئون خلف الأسوار.

"وهران للفيلم العربي": دورة على عجل

الجزائر ــ عبد الرزاق بوكبة

حين قررت وزيرة الثقافة الجزائرية الجديدة، نادية العبيدي، إلغاء دورة العام الماضي من "مهرجان وهران للفيلم العربي"، خضع قرارها لتأويلات مختلفة، منها أن الوزيرة، التي هي مخرجة أصلاً، خضعت لضغوطات ثلّة من المثقفين المترفعين عن وجود منبر للسينما العربية، في مشهد هواه فرنسي؛ منبر استطاع أن يُعيد الارتباط القوي بين المشاهد الجزائري ومفردات الفيلم القادم من المشرق، خصوصاً في الفترة التي تولّى حمراوي حبيب شوقي فيها إدارة المهرجان.

العبيدي قالت يومها إنها هدفت بقرار إلغاء الدورة إلى تخليص المهرجان من "الأذرع المكسورة"، وإعادته إلى السكة التي رُسمت له منذ تأسيسه عام 2007، أي تثمين الإبداع السينمائي العربي، وخلق مناخ صحي لعمل عربي مشترك في هذا الإطار.

يقول محمد علال، عضو اللجنة الفنية في الإدارة الجديدة، إن ثمة هدفين سيتحققان في دورة حزيران/ يونيو المقبلة، من خلال جملة من الإجراءات: تثبيت المهرجان في هذا التوقيت الذي يتزامن مع نهاية "مهرجان كان"، والانفتاح على الكفاءات الشابة التي تملك اطلاعاً مباشراً على جديد الفيلم العربي.

إدارة المهرجان فتحت باب الترشح أمام السينمائيين العرب، في ظل مخاوف من عزوفهم عن ذلك، نظراً إلى العودة المفاجئة للمهرجان وضيق الوقت المتبقي لانعقاده بعد أن كان موعده في شهر أكتوبر/ تشرين الأول. ولعل هذا ما يفسّر رفع القيمة المالية للجوائز كإحدى الإغراءات للمشاركة في دورته المقبلة.

كما تراهن الإدارة الجديدة على مصداقية لجنة التحكيم التي أثار تعيين بعض وجوهها جدلاً إعلامياً في الدورات السابقة، وهو المعطى الذي يتم التكتم عليه بشدة، غير أن بعض التسريبات تشير إلى أن اللجنة ستضم، إلى جانب سينمائيين جزائريين وعرب، وجوهاً من أوروبا، مع الإبقاء على مجالات المنافسة نفسها، أي "جائزة الفيلم الطويل" و"جائزة الفيلم القصير" و"جائزة الفيلم الوثائقي" و"جائزة الإعلام السينمائي".

وعلمت "العربي الجديد" بأن الدورة ستكرّم كلاً من سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة، التي رحلت في منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، نظراً إلى حضورها المتميّز في المخيال السينمائي العربي عبر أفلامها التي رافقت أحلام عدة أجيال عربية، والكاتبة الراحلة آسيا جبار، التي أخرجت عدة أفلام احتفت فيها بنضالات المرأة الجزائرية، منها "نوبة نساء جبل شنوة"، (1978)، كما سيُكرَّم المخرج الأخضر حامينة عن فيلمه "وقائع سنين الجمر"، تزامناً مع عيد ميلاده الخامس والثمانين.

من جديد الدورة أيضاً ملتقى الرواية والسينما، إذ سيقارب باحثون جزائريون وعرب الأسئلة المتعلقة بعلاقة السينما بفن الرواية، والسياقات الموضوعية التي جعلت الرواية العربية بعيدة عن الشاشة، كما سيتم الاستماع إلى تجارب روائية اندرجت في هذا الإطار، مثل جمال الغيطاني من مصر، ورشيد بوجدرة، من الجزائر.

"سيماتك": السينما المستقلّة تتنفّس

أحمد ندا

ظلت السينما المستقلة أو البديلة في مصر، طوال الخمسة عشر عاماً الماضية، شوكة في حلق المنتجين. كثيرٌ منهم تعاملوا معها باعتبارها ابناً غير شرعي للسينما، لمجرد أنها خرجت بعيداً عن عباءتهم.

وطوال تلك الفترة، كانت هناك مجموعة من السينمائيين الشباب، أصرّوا على السباحة ضد التيار، بحثاً عن شكل مغاير للسينما المعتادة، رغم أن ظهور أفلام بميزانيات ضئيلة جدّاً لم يكن أمراً هيناً، وسط حيتان السينما ودور العرض.

كانت السينما المستقلة مجرّد مصطلح ومعلومة غامضة لا تؤثر في الواقع السينمائي المصري. في المقابل، كانت هناك أشبه بمعركة باردة بين مؤسسة الدولة المتمثلة في وزارة الثقافة وكيانات الإنتاج السينمائي الكبرى.

لذلك، في وسط العاصمة، حيث مركز النشاطات الثقافية والفنية، يطلّ "سيماتك" أو "مركز الفيلم البديل"، المكان الذي يحاول أن يدعم السينما البديلة أو المستقلة، ويساعدها لكي تصل لمساحة أكبر من الجمهور. السينما المستقلة ذلك النوع من السينما لا يشاهده إلا فئة قليلة ممن يهتمون بها، وبالتالي تكون بعيدة عن الجمهور العادي، كما صرّح المصور والمخرج ماجد نادر أحد العاملين في المركز.. مشروع سيماتك يسعى إلى خلق مساحة جديدة للسينما المستقلة، يأتي الهدف منها في تربية الجمهور على كيفية مشاهدة هذه النوعية من الأفلام.

المكان به صالة عرض صغيرة وقاعتين متعددين الأغراض، تستخدم هذه المساحة لعمل ورش  - آخرها ورشة النقد السينمائي المقامة في الوقت الحالي- أو لعمل بروفات أو مقابلات مع فريق العمل بأجر رمزي.

وهناك أيضاً كافيتريا للسينمائيين يلتقون بها، ويتحدثون فيها عن السينما، ومكتبة للأفلام والكتب، ومعمل لتحميض أفلام 16 و18 مللي.

أسس هذه المساحة للسينما المستقلة المخرج تامر السعيد والممثل خالد عبد الله، لمحاولة خلق بنية تحتية ومساحة لتنفس الفيلم المستقل خارج دهاليز الدولة وكهنوتها، وبعيداً كذلك عن طاحونة القطاع الخاص التي تحتفي بنوعية محددة من الأفلام ذات الإيرادات العالية، دونما اعتبار للجودة الفنية.

ما زالت أليس: عندما تصبح الذاكرة آلة الفقدان

سليمان الحقيوي

رُشّحت جوليان مور لجائزة الأوسكار عن أربعة أعمال سابقة شاركت فيها بين عامَي 1997 و2002، من دون أن تنال هذه الجائزة. وقد حصدتها أخيراً عن دورها الجديد في فيلم "ما زالت أليس" أو "ستيل أليس"، علماً أنها لم ترتح لهذا العمل عندما اطّلعت على السيناريو في البداية.

ثمة سؤال يتكرر طوال مدة الشريط ويخالف دلالة عنوانه: هل ما تزال أليس موجودة؟ إذ يروي العمل قصة أليس هولاند، الأستاذة الجامعية وإحدى أهم علماء اللغويات في العالم، التي ستلاحظ في البداية عدم قدرتها على تذكّر بعض الكلمات في موضوع تخصّصها، أثناء إلقاء محاضرة، قبل أن تنسى طريق عودتها إلى منزلها بعد ممارستها للركض.

وبعد مقابلة الطبيب وإجراء فحوصات كثيرة، يؤكّد لها الأخير أنها مصابة بنوعٍ نادر من الزهايمر المبكر، فينقلب عالم أليس، السيدة التي كان يشار إليها بالعالمة الذكية، وتصبح مهددة بفقدان كل شيء تحتفظ به في ذاكرتها، بما في ذلك أسرتها وعملها.

وبسرعة، تحاول أليس أن تثبت لنفسها أنها لا تزال موجودة من خلال تنشيط قدرتها على التذكّر، فتكتب لائحة أسئلة على هاتفها، وتحاول أن تجيب عنها بشكل يومي، مهددةً نفسها، في حال الفشل في الإجابة عن أحدها، بأخذ جرعة كبيرة وقاتلة من الأقراص الطبية تنهي بها حياتها، فما معنى الحياة من دون تذكّر تفاصيلها.

على أي حال، هذا ما سيذكّرها به الفيديو الذي صورته بنفسها ودأبت على مشاهدته؛ إذ ستفشل أليس في الإجابة عن أسئلتها المعتادة، بل ستفشل في التعرّف إلى إحدى بناتها. وفي أحد المشاهد المؤثرة في الفيلم، ستنسى حتى طريق الحمام! ومع ذلك، ستخوض حرباً مع هذا المرض، وتجد دعماً كبيراً من أسرتها، خصوصاً من زوجها جون هولاند (أليك بالدوين).

"يختلف عن أفلام الأمراض الجسدية أو النفسية المعتادة "

حياة المصاب بالزهايمر داخل مجتمعه، هي الجوانب التي يعمل الفيلم على التدقيق في تفاصيلها، وكذلك نظرة الناس إليه. فأليس لن تطيق أن ينظر إليها الناس نظرة الشفقة بعد أن يتمكّن منها المرض. وستختزل علاقتها بالمرض في كلمتها الأخيرة التي ستلقيها في لقاء حول مرض الزهايمر، وتشكّل اللحظة أو المشهد الذي سيبكي حتماً كل من يشاهد الفيلم، وربما هو المشهد الذي جلب النجاح لـ"ستيل أليس"، وجائزة الأوسكار لمور.

الأكيد هو أن مور قدّمت في هذا العمل أحد أهم أدوارها، إذ يختلف الفيلم عن قصص الأمراض الجسدية أو النفسية المعتادة، لأن أحداثه تدور عن مصابة بالزهايمر تروي قصتها بنفسها، وبالتالي فهي ليست شخصية جانبية بل مركزية، لا تغيب عن أي مشهد من مشاهد الفيلم تقريباً، وبالتالي، تبقى في مواجهة الكاميرا طوال مئة دقيقة، وترتبط جميع الأحداث بما تقوم به أو بما تقوله.

ولأداء دورها، لم تعتمد مور على موهبتها فقط، بل تواصلت مع العديد من المصابين بهذا المرض وتقرّبت منهم، الأمر الذي سمح لها بملاحظة أن أغلب المرضى يحتفظون بملامح شخصيتهم، على الرغم من عدم قدرتهم على التذكّر، وهو ما ساعدها على تقديم دورٍ مخالفٍ لما يعرفه الناس عن هذا المرض بأنه فقدان كلّي للذاكرة فقط.

"ستيل أليس" هو فيلم مستقل لكل من واش ويستمورلاند وريتشارد غلاتزر (توفي قبل عشرة أيام بعد صراعه مع مرض ضمور الأعصاب) اللذين اقتبساه عن رواية تحمل العنوان نفسه للكاتبة ليزا جينوفا وصدرت عام 2007، وقد واجه مصاعب كثيرة لدى انطلاقته، إذا عُرض محلياً في "مهرجان تورنتو السينمائي الدولي"، ولم يكن أحد يعرف مصير تسويقه، قبل أن تشتري شركة "سوني بيكتشر" حقوق توزيعه ويكرّس بعد ذلك كرائعة سينماتوغرافية.

العربي الجديد اللندنية في

22.03.2015

 
 

أصول السينما والحكومة.. عودة الابن الضال (ملف خاص)

كتب: محمد عبد العاطي, أميرة عاطف

هى الحاضرة دائما فى كل حديث عن أزمات الصناعة. الكل يعلم أن استعادة أصول السينما من دور عرض واستديوهات إلى حضن الدولة هى أول خطوة فى طريق الحل، بعد أن أهلكها قطار الخصخصة منذ التسعينيات حتى الآن. تبدلت الوزارات والوجوه وأزمة الصناعة، وأصولها لا تزال قائمة. تعاملت الدولة معها على مدار ما يقرب من الـ20 عاما كالابن اللقيط: تارة تتخلى عنها الثقافة، وتتركها لقطاع الأعمال، وتارة أخرى يلتقطها الاستثمار، ويعتبرها فأر تجارب ويهديها بدوره للشركة القابضة للإسكان والسياحة. منذ عام تقريبا والدولة ممثلة فى وزارة الثقافة تعلن عن قرب استعادة الأصول كمحاولة لضخ الدماء فى جسد الصناعة التى شاخت، نتيجة السياسات الخطأ.

أخيرا تنبهت الحكومة إلى النداءات العديدة التى طالبت بضرورة تبنى الدولة للصناعة وأصولها. فى سبتمبر عام 2003 أعلن وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى، خلال لقاء مفتوح جمعه بالسينمائيين، على هامش مهرجان الإسكندرية- تخلى الدولة عن السينما التى كانت لسنوات مصدرا من مصادر الدخل القومى. نزل إعلان الوزير على السينمائيين كالصاعقة، وتنبهوا أن صناعتهم دخلت طريق «اللى يروح ما يرجعش». ومنذ ذلك الحين وعلاقة الصناعة بالحكومة تسير وفقا لمقولة «ساعة تروح.. وساعة تيجى». ويوم الخميس الماضى، اجتمع وزير الثقافة الجديد عبدالواحد النبوى مع لجنة السينما لوضع نهاية للحديث الدائم عن الأصول واستعادتها بصورة جدية للبدء فى إعادة تطويرها وتدعيمها. «المصرى اليوم» تفتح ملف الأصول، وترصد آراء السينمائيين حول كيفية إدارتها وتطويرها، بما يتماشى مع العصر الحديث.

الأحد 22-03-2015 16:35 | 

خالد عبدالجليل:

الشركة القابضة للصناعات الثقافية أهم الخطوات القادمة لصناعة السينما

كتب: أميرة عاطف

قال الدكتور خالد عبدالجليل، مستشار وزير الثقافة لشؤون السينما: السينمائيون طالبوا بعودة أصول السينما لوزارة الثقافة لعدة أسباب، أولا أنها منذ أن وضعت تحت إدارة وزارة الاستثمار قبل 20 سنة، حدثت العديد من المشاكل ولأن الأساس في الاتفاق كان به مشكلة معضلة، وهى أن من يملك لا يدير ومن يدير لا يملك، وذلك لأنه منذ أسس الدكتور عاطف عبيد قطاع الأعمال، والذى كان يسعى إلى تحويل كل الأصول الاستثمارية إليه، لم يتم الأمر بالشكل الأمثل، وظلت الأصول مملوكة لوزارة الثقافة، وهو ما خلق مشاكل للمستثمرين، لأنهم لو أرادوا فعل أي تجديد أو تغيير كان لا بد من رجوعهم للمالك الذي كان يرفض.

وأضاف عبدالجليل: ثانيا إذا كانت الوزارة تمتلك أصولا بمليارات الجنيهات فلابد من أن جزءا من عائد استثمارها يعود على الصناعة نفسها بفائدة، وهو ما لم يحدث بالقدر المطلوب ولم تستفد الوزارة من شكل الإدارة القائم، ثالثا هناك بند في البروتوكول الموقع بين وزارة الثقافة ووزارة الاستثمار ينص على أن جزءا من فائض الأرباح يعود لوزارة الثقافة، وهو ما لم يحدث أيضا، وليس من المنطقى أن تمتلك أصولا بمليارات «وميدخليش منها مليم».

وأوضح عبدالجليل أن كلاً من غرفة صناعة السينما ونقابة السينمائيين ولجنة السينما بالمجلس الاعلى للثقافة تحت رعاية ومظلة وزارة الثقافة، مؤكدا أن وزارة التخطيط قد انتهت من عمل استراتيجية لصناعة السينما تدخل ضمن نقاطها الأساسية استرداد إدارة أصول السينما والطريقة المثلى لاستخدامها، والتى تشتمل على عمل صندوق لتنمية صناعة السينما، وزيادة الدعم المقدم من الدولة لوزارة الثقافة من 20 إلى 50 مليون جنيه غير مستردة، وعمل إقراض للمنتجين ودعمهم دعما غير مسترد، وإنشاء الشباك الواحد لتسهيل تصوير الأفلام الأجنبية والمصرية داخل المركز القومى للسينما، وكل ذلك من أجل النظر للاستثمار الأطول في إطار منظومة لها محددات أخرى.

وأشار إلى أن الاستغلال الأمثل لهذه الأصول من الاستديوهات ودور العرض وغيرها له آلاف التصورات، فمن الممكن عمل شركة مع القطاع الخاص لتحديث وتطوير هذه الأصول مقابل سبل كثيرة تعود على الجهتين باستفادة كبيرة، وهو ما جعل هناك تفكيرا وتصورا لعمل شركة قابضة للصناعات الثقافية داخل وزارة الثقافة تكون مهمتها عمل شراكات مع المجتمع المدنى والقطاع الخاص تستغل من خلالها هذه الأصول أفضل استغلال.

الأحد 22-03-2015 17:12 | 

درية شرف الدين:

هنعمل شركات علشان ندير أصول متهالكة؟

كتب: أميرة عاطف

أكدت الدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام السابقة، أن الأهم من فتح ملف عودة أصول السينما هو الالتفات إلى عدة أسئلة تطرح نفسها، فى مقدمتها ماذا ستفعل بها؟ وكيف تديرها بهذا الشكل الذى أصبحت عليه؟ وهل الأجدى هو استعادة هذه الأصول أم عودة النشاط السينمائى كما يجب أن يكون فى مصر؟.

وقالت «شرف الدين»: هناك العديد من القضايا المهمة المتعلقة بصناعة السينما تتطرح نفسها، مثل قضية الإنتاج ومشكلة قلة أو انعدام دور العرض فى كثير من المحافظات والأقاليم وغيرها من المشاكل التى تجعل قضية استعادة الأصول رقم 7، فالأساس فى الموضوع هو كيف يكون هناك نشاط سينمائى فى مصر قوى ومؤثر كما كان عليه من قبل.

وأضافت: للأسف الجميع يعلم أن هذه الأصول متهالكة تماما سواء كانت دور عرض أو استديوهات وتحتاج إلى العمل بشكل وتكنيك مختلف ومتطور، فمثلا دور العرض القديمة هل ستتركها تعمل بطاقة استيعاب 500 كرسى أم ستقسمها إلى عدة صلات؟ والاستديوهات التى أصبحت تعمل بطريقة قديمة وتحتاج إلى دخول ثورة التكنولوجيا والكمبيوتر والعديد من التفاصيل التى يطول شرحها ويجعل تنفيذها مستحيلاً، لأنه سيكلف الوزارة مليارات الجنيهات، وهذا الملف «بقالنا 30 سنة بنتكلم فيه وكل شوية نقول هنعمل شركات ليه علشان ندير أصول متهالكة؟!».

وتابعت شرف الدين: المهم فى هذه القضية أن من يرفع شعارها عليه أن يتعهدها ويعرض علينا كيفية التعامل معها بكل تفاصيلها وأن يكون الغرض واضحا للجميع، لأن هذا الموضوع قتل بحثا، وحان الوقت لكى نأخذ خطوات جدية، وإذا أبدى أى متخصص رأيه فسيتهم بالتدخل فيما لا يعنيه، ولذلك علينا أن نترك الموضوع للمسؤولين لأن من المؤكد أن من رفع هذا الشعار لديه خطة.

الأحد 22-03-2015 16:35 | 

شريف مندور:

طالبنا بشركة قابضة تابعة لوزارة الثقافة تدير الأصول بآليات جديدة

كتب: أميرة عاطف

قال شريف مندور، نائب رئيس غرفة صناعة السينما: (عندما اجتمعنا مع السفيرة فايزة أبوالنجا، مستشارة الأمن القومى، ومنير فخرى عبدالنور، وزير الصناعة والتجارة، واللواء أحمد جمال الدين، مستشار الرئيس، لوضع آليات هذا المشروع ومحاور تنفيذه، تناول الحديث وضع استراتيجية كاملة لتنمية صناعة السينما، فقسمت خطط التنفيذ إلى خطة طويلة الأجل ومتوسطة وقصيرة، وكانت الأخيرة هي الخاصة بمشروع استرداد أصول السينما، لأن المشروع لا يحتاج إلا إلى تفعيل قرار رئيس الوزراء، الذي قد اتخذ من قبل).

وأوضح مندور أن عملية نقل الأصول لن تتم في ليلة وضحاها، وإنما تحتاج إلى إجراءات، منها إنشاء شركة قابضة تتبع وزارة الثقافة، يتم من خلالها نقل كافة أصول السينما من شركة الصوت والضوء والسينما بما لها وما عليها.

وأضاف: (طالبنا بإنشاء شركة قابضة تدير هذه الأصول بشكل استثمارى، وليس حكوميا، لكى تحقق عائدا تستفيد منه صناعة الفن بأكملها: مسرح وتليفزيون، وليس سينما فقط، وهو ما ستحققه هذه الشركة القابضة، خاصة أننا نحتاج إلى دخل وعائد لتنمية موارد وزارة الثقافة التي تعانى من فقر مواردها طوال الوقت).

وأشار مندور إلى أن الموضوع ليس سهلاً ويحتاج إلى آليات عمل جديدة وعملية إحلال وتجديد، لأن المأساة الحقيقية في أن شركة الصوت والضوء والسينما ليس لها الحق في تجديد أي دار عرض، لأنها مستحوذة لا مالكة لهذه الأصول، ولذلك لم تضف لها أي جديد منذ تولت إدارتها، وهو ما جعلها في حالة سيئة.

وتابع مندور: (كان هناك اتجاه في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك لخصخصة كل أصول الدولة، وهو ما طبق على وزارة الثقافة في عهد الوزير فاروق حسنى، وكانت أول خطوة في طريق بيع أصول السينما لشركة الصوت والضوء والسينما، وعندما فشل مشروع الخصخصة ظلت الأمور على ما هي عليه، مجرد إدارة للأشياء، وهو ما جعل كل إنتاج الدولة من أفلام أو غيرها، والتي قامت بشرائها، حوالى 300 فيلم، تحت تصرف شركة الصوت والضوء، إضافة إلى حوالى 23 دار عرض أسىء استخدامها ولم يتم لها أي إضافة مفيدة خلال السنوات الماضية).

الأحد 22-03-2015 17:12 | 

نقل 15 دار عرض و4 استديوهات من «قطاع الأعمال» إلى «الثقافة»

كتب: محمد عبد العاطي

دخلت الشركة القابضة للسياحة والسينما، إحدى شركات قطاع الأعمال العام، في مفاوضات مع وزارة الثقافة، لنقل إدارة 15 دار سينما ومركز إنتاج تتضمن 4 استديوهات هي «مصر والأهرام وجلال ومدينة السينما» من القابضة إلى الوزارة.

قالت ميرفت حطبة، رئيس الشركة القابضة، إن هذه الأصول تديرها الشركة القابضة لصالح «الثقافة»، وإنها ليست مملوكة لها، بل تؤول ملكيتها للمجلس الأعلى للثقافة وتتكبد خسائر بسبب تراجع الإقبال على دور السينما بشكل ملحوظ.

وأضافت، في تصريح لـ«المصرى اليوم»، أن هناك مناقشات تجرى حاليا مع وزارة الثقافة لنقل إدارة هذه الأصول، ما يحتاج إلى تأسيس وزارة الثقافة شركة قابضة تؤول لها مهمة الإدارة.

وتابعت: «المناقشات لم تنته حتى الآن، وتكتفى الشركة فقط بالاتفاق على إجراءات نقل الإدارة إلى وزارة الثقافة، خاصة أن هناك استديوهات مطروحة للإيجار، ويديرها مستأجرون».

وأكدت «حطبة» أن شركة مصر للصوت والضوء تابعة للشركة القابضة للسياحة والسينما، وهى التي تدير أصول السينما لصالح المجلس الأعلى للثقافة.

كان عدد من السينمائيين قد أعد مذكرة لرئيس الوزراء بشأن تفعيل القرار الصادر من 1993 بنقل الشركات المملوكة للوزارات إلى قطاع الأعمال، وبالفعل تم نقل كل الشركات باستثناء السينما.

وقال مصدر مسؤول بقطاع الأعمال العام إن عقدا وقعته الحكومة مع شركة «الصوت والضوء»، دون أن تكتمل بنوده، لنقل أصول السينما إلى الشركة، والتى تصل قيمتها التقديرية إلى مليار دولار.

الأحد 22-03-2015 17:21 | 

سميرة أحمد:

تحتاج ملايين حتى نستفيد منها

كتب: أميرة عاطف

قالت الفنانة سميرة أحمد: (أشعر أن الموضوع هذه المرة فيه جدية، خاصة أن السفيرة فايزة أبوالنجا، مستشار الرئيس، كانت تتولى هذا الموضوع منذ حوالى 3 سنوات وكانت مهتمة به وسبق أن التقينا بها، وفى لقائنا الأخير تحدثنا في أكثر من قضية وليس في عودة أصول السينما فقط، فمثلا صفوت غطاس تحدث عن سرقة الأفلام على بعض الفضائيات، كما تحدث كل شخص من الحاضرين عن كل الأشياء المهموم بها، ونحن كفنانين كنا سعداء لأننا نسعى لحماية السينما المصرية التي كتبنا من خلالها تاريخا سواء في التمثيل أو الإنتاج، فضلا عن أننا نشعر بالغيرة والحزن على تراثنا السينمائى).

وأضافت سميرة: (كلنا ندرك أن أصول السينما ستحتاج إلى ملايين الجنيهات لكى نستطيع الاستفادة منها، ومن المفترض أن الدولة ستساعد في هذا الاتجاه، ونحن نعلم أن ظروف الدولة صعبة، ولذلك قد يأخذ هذا الموضوع بعض الوقت، لكننا متأكدون أنه سيرى النور، لأن الاتجاه لفكرة إحياء دور الفن واضح جدا من جانب الدولة، لكن هذه الثروة الكبيرة لن نستعيدها بشكل جيد في يوم وليلة).

وتابعت: (من أهم الموضوعات التي ناقشناها فكرة الإيجار الخاص بأماكن التصوير، فالجميع متضرر منها، فمثلا مطار القاهرة يصل إيجاره إلى 10 آلاف جنيه في الساعة، وهناك أماكن أثرية عديدة محظور التصوير فيها، وفى المقابل عندما نشاهد مسلسلات تركية نشعر بالدهشة من المناظر الموجودة فيها، لذلك طالبنا بالوقوف بجوار المنتجين، لأن أي منتج لم يعد يضمن أن يسترد أمواله من الإنتاج، ونحن نعلم أن هذه الصناعة من الأساس تعتمد على الإنتاج).

الأحد 22-03-2015 17:22 | 

محمد العدل:

لابد من الاستعانة بكفاءات واعية حتى لا تتكرر المأساة

كتب: أميرة عاطف

أكد المنتج محمد العدل أن من أهم النقاط التي ستعمل على نجاح هذا الموضوع أن تضم الشركة القابضة التي سيتم إنشاؤها تحت رعاية وزارة الثقافة، كفاءات واعية لما تقوم به من عمل، ولديها خبرة واسعة في إدارة هذه المنظومة الضخمة، بمعنى أن تعى جيدا معنى استديوهات ومعامل ودور عرض وكيفية إدارتها لكى لا تتكرر المأساة مرة أخرى.

وأشار العدل إلى أن كل الأصول من استديوهات ومعامل ودور عرض وغيرها لابد أن تدار بشكل جديد ومختلف عن ذى قبل من ناحية التكنيك والشكل، لما لها من أهمية كبيرة إذا أحسن استخدامها في دعم منظومة صناعة السينما وغيرها من الصناعات الفنية الأخرى. وأكد العدل أن الخطأ الذي حدث بخصوص عدم وجود ممثلين من نقابة السينمائيين في الاجتماع مع السفيرة فايزة أبوالنجا غير مقصود، لأنه كانت هناك جهتان توجهان الدعوة واعتقدت كل جهة منهما أنها قامت بتوجيه الدعوة إلى النقابة، موضحا أنه تم تلافى هذا الخطأ عن طريق عمل لقاء مصغر مع وزير الثقافة السابق جابر عصفور، حضره مسعد فودة، نقيب السينمائيين، والمنتج جابى خورى وشريف مندور وخالد عبدالجليل، وتم توضيح أهم النقاط التي تم الاتفاق عليها للنقيب.

الأحد 22-03-2015 17:22 | 

عادل الميهي:

أغلب من يديرونها لا يفهمون فى الإدارة

كتب: أميرة عاطف

قال المنتج عادل الميهى مسؤول الإنتاج باستديو جلال: أعتقد أن القطاع الخاص نجح في إدارة الاستديوهات التي قام بتأجيرها، لكن إدارة دور العرض لم تنجح لأن الموضوع كانت تحكمه مصالح، لأن المنتجين الذين يملكون دور العرض هم الذين استولوا على دور العرض وأفلامهم تأخذ وقتها بينما الذين لا يملكون دور عرض «بيروحوا في الرجلين وأفلامهم بتتشال».

وأضاف الميهى: ما الذي يمنع من أن تستفيد الدولة من الاستديوهات ودور العرض وتحسن إدارتها من خلال خريجى قسم الإنتاج بمعهد السينما الذين يفهمون في إدارة دور العرض والتوزيع السينمائى «إحنا عاملين معهد السينما ليه»، إذا لم يتم توظيف خريجيه في أماكنهم، وما تسبب في وجود مشكلة في الإدارة هو أن أغلب من يديرون هذه الأماكن لا يفهمون في إدارتها، فهم موظفون من خريجى كليات الحقوق والتجارة وليس لهم علاقة بصناعة السينما.

وأشار إلى أن عدد الاستديوهات حاليا كبير جدا، لأن أي شخص بإمكانه أن ينشئ بلاتوه تصوير، موضحا أن إيجار الاستديوهات غال على المنتجن، مما تسبب في وجود مشكلة بالإنتاج.

وتابع: إذا عادت استديوهات جلال والمدينة والنحاس للدولة سيتم كسر سيطرة القطاع الخاص، وستبدأ الدولة في تشغيل ممتلكاتها، وسيعود كثير من المنتجين للإنتاج مرة أخرى، وإذا لم يحدث ذلك لن يعود الإنتاج السينمائى لسابق عهده، ولكى تعمل أصول الدولة التي تم استردادها بالشكل الأمثل لابد أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ونتخلى عن فكرة «الواسطة» والمعارف، ونتمسك أكثر بأهل الخبرة والكفاءات لأن السينما صناعة ضخمة وتحتاج لفكر يديرها.

وعن موقف استديو جلال الذي قام المخرج رأفت الميهى بتأجيره من الدولة قال: رأفت الميهى قام بتقسيم الاستديو إلى بلاتوهين، الأول باسم صلاح أبوسيف والثانى باسم كمال الشيخ، والمنطقة الموجودة عند حمام السباحة أطلق عليها اسم سعاد حسنى، والاستديو مازال عقده ساريا لمدة 4 أو 5 سنوات لكن ليس لدينا مشكلة في تسليمه للدولة لأن رأفت الميهى مريض ولم يعد قادرا على إدارته رغم أن الاستديو حالته جيدة جدا، فعندما تسلمناه لم يكن به أي شىء لأن المخرج الراحل يوسف شاهين أخذ كل شىء حتى الحنفيات قبل أن يتركه للدولة.

المصري اليوم في

22.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)