كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

غسان سلهب:

أحب أن أفهم من الآخرين كيف يشاهدون أفلامي

نديم جرجوره

 

في جديده «الوادي»، يصنع اللبناني غسّان سلهب (مواليد داكار/ السنغال، 4 أيار 1958) مزيداً من جمال الصُورة السينمائية في مقاربة أحوال وانفعالات وحالات. يذهب بلغته إلى ما هو أبعد من سرد عادي لحكاية محكمة البناء، لأن الأهمّ كامنٌ في تكثيف الصُوَر ضمن سياق جمالي متكامل ودقيق وقابل لأن يكون مرايا ذوات ومعالم وتفاصيل.

فقدان ذاكرة يضع رجلاً في مقابل مجموعة أناس منعزلين في مزرعة بقاعية. مواجهة صامتة ومبطّنة، لكن المرايا تلعب دوراً في الحوار الخفيّ بين الطرفين.

·        ] أودّ البدء معك من أمر شخصيّ بحت: ينتابني شعورٌ بقلق ما عندما أُقرّر إجراء حوار مع مخرج أشعر بحبّ كبير لأفلامه.

ـ أنتَ تعرف أكثر منّي أن الكتابة عن فيلم لا تحبّه أسهل من الكتابة عن فيلم تحبّه. اللاحبّ أسهل في التعبير والتفسير، لكن أن تُشارك الحبّ وتكتب عن فيلم تحبّه، أمرٌ صعبٌ. هذا شيء شخصيّ لا جماعيّ. لا أريد أن أضع نفسي مكانك، لكنّي أفهم ما قلتَه.

·        ] أقول هذا، وأتذكّر ما أخبرتني إياه بعد مشاهدتي فيلمك القصير Posthume (فيديو، 28 د.، 2007)، عندما أردتُ قراءة النصوص الشعرية المرافقة للنص البصريّ كي أفهم بعض ما في الفيلم: «الأهمّ أن تُحسّ بالفيلم». هكذا بتُّ أتعامل مع أفلامك كلّها. هكذا أشعرُ أني عاجزٌ، أحياناً، عن الكتابة أو التحليل أو النقاش.

ـ الإحساس ضروريٌ جداً. أتفهّم شعورك.

ماذا بعد؟

·        ] مع هذا، سأنطلق في «دردشتي» وإياك من اللحظات الأولى لـ «الوادي»: هناك حادث سير يقع من دون أن نراه، إذ نكتفي بالاستماع إلى حالة وقوعه. ثم، فجأة، يخرج رجل (كارلوس شاهين) من وادٍ وينظر حوله. هناك بُقع دم على قميصه الأبيض. عند مُشاهدتي هذه اللقطة، شعرتُ كأن هذا الرجل يولد من جديد. كأن هناك بداية مرحلة جديدة في حياته.

ـ تفسير الأمور مهمّ جداً بالنسبة إليّ. أحبّ أن أستمع إلى الآخرين وأفهم منهم كيف يُشاهدون أفلامي. لا علاقة لهذا بما إذا أحبّوا الفيلم أو لا، بل لأرى ماذا أفعل. السينما ليست قوالب جاهزة. أهتمّ بمعرفة انفعال هؤلاء إزاء ما أصنعه ويُشاهدونه.

منذ فترة، قرأتُ حواراً مع كاتبة فرنسية قالت فيه إن الناس عندما يسألونها عن الكتاب الجديد الذي ألّفته أخيراً تعرف لماذا كتبته. هذا عائدٌ لوجود طبقات عديدة داخل كل واحد منّا. داخل كل فنان أو سينمائي أو كاتب. عندما أصنع فيلماً لا أقول إن الشخص الذي يمثّله فلان يعني هذا أو يعكس ذاك أو يقول ذلك. لكن، في الوقت نفسه، أعرف أني إذا وضعت هذه المَشاهد وليست تلك، أو هذه الصورة وليست تلك، أعرف أن أموراً عديدة ستحدث، وأن أشياء كثيرة ستنفتح أمام المُشاهدين.

في «الوادي»، هناك إنسان (كارلوس شاهين) بات أشبه بصفحة بيضاء، وهناك مُشاهِدٌ وأنا والعمل برمّته.

هذا هو الفن السينمائي: صورة زائد صورة. تضع هذه قبل تلك. تحذف هذه وتُبقِي على تلك. فقدان صورة يؤدّي إلى نتائج لا تشبه تلك التي أبلغها إذا لم أتخلّ عن صورة أخرى. عندما أضع الصُوَر بشكل معين أعرف كيف سيتفاعل بعضها مع البعض الآخر، وأعرف ما التأثير الذي سيحدث، وأعرف أن التأثير سيتغيّر حتماً. أنا لم أقصد أن يكون صعود كارلوس شاهين من الوادي بالطريقة التي أشرتَ إليها أنتَ. لم أقصد أن يكون شبيهاً بخروج لعازر من القبر وولادته الجديدة. لا أعرف أين هو يسوع في هذا كلّه. لا أحد يعرف أصلاً ما الذي حصل للعازر بعد قيامته، أو ما إذا كان لعازر سعيداً بقيامته أو لا، أو موافقاً عليها أو لا. الجميع يعرفون قصّة قيامته فقط.

قوّة السينما بالنسبة إليّ كامنةٌ في مدى قدرتها على أن تمنح الجميع «قراءات عديدة». لعلّ الفن السينمائيّ أقدر الفنون على إدخالنا في تعقيدات، وفي الوقت نفسه، أقدرها على تسهيل القراءات وجعلها تافهة. اخترتُ الطريق الأولى منذ البداية.

·        ] أنا أيضاً لم أكن أقصد بالولادة الجديدة لهذا الرجل لعازر وقصة قيامته. لكن، أشعر بعد ما ذكرتَه أنتَ الآن أن الفرق بين الاثنين هو معرفتنا ـ إلى حدّ ما ـ إلى أين ذهب الرجل في فيلمك.

ـ هل فعلاً تعرف إلى أين ذهب، وما الذي حصل له؟

·        ] أقول «إلى حدّ ما». هناك ولادة جديدة له. مرحلة جديدة من حياته، وإن كانت مسألة معرفة إلى أين ذهب وما الذي فعله غير مهمّة جداً بقدر أهمية التفاصيل الأخرى. كفقدان الذاكرة مثلاً.

ـ فقدان الذاكرة صورة عنّي. ذات مرة قبل أعوام عديدة دخلت غيبوبة لـ4 أيام، فقدتُ خلالها الذاكرة. ليست صدفة أن أضع فقدان الذاكرة في الفيلم، مع أني لا أصنع أفلاماً كي أتحدّث عنّي فيها.

·        ] فقدان الذاكرة قد يكون فردياً أو جماعياً. أشعر كأنه انعكاس لفقدان ذاكرة لبنانية جماعية.

ـ وهو مقصود. أي أن اللبنانيين يريدون فقدان ذاكرتهم عمداً. اللبناني يعرف، إذا فكّر قليلاً، أن لديه مشكلة مع الذاكرة، ومع الحاضر أيضاً. إذا كانت الذاكرة قوية «سيَفرُط» كلّ شيء. لن يستطيع عندها أن يقول «أنا هكذا» أو «أنا هكذا».

لكن ليس فقدان الذاكرة فقط، بل الانفعال اللاحق بها، أو انفعالها هي بالذات. هل أنا غريب، ليس عن نفسي فقط بل عن الآخر أيضاً؟ أنا لستُ واضحاً، أو بالأحرى لم أعد واضحاً. أنا صفحة بيضاء. شخص مثل كارلوس شاهين يمتلك جسداً ضخماً لا تستطيع أن تواسيه أو تحنّ عليه، وهو لا يُخيفك بضخامة جسده في الوقت نفسه. هذا الشخص يفقد ذاكرته ويُصبح غريباً. المفردة الفرنسية Etranger أكثر دلالة وعمقاً من تعبير «غريب» بالعربية.

المكان

الرجل بات غريباً. الجماعة تستقبله في مزرعتها، مع أنهم يبدون كأنهم لم يستقبلوه. هو غريبٌ بالنسبة إليهم، وهم أيضاً غرباء بالنسبة إليه. ما يهمّني في مسألة فقدان الذاكرة هو انفعالها، وردود الفعل عليها. أنتَ وأنا والجميع نعرف أن لدينا فقدان ذاكرة مقصودا. هذا ليس نابعاً من صدفة. الحروب المستمرة لا نزال نعيشها. مثلاً: حرب العام 2006 دمّرت قرى وبلدات ومدناً في جنوب لبنان، بالإضافة إلى تدمير الضاحية الجنوبية لبيروت. في عامين اثنين تقريباً تمّت إعادة إعمار كل شيء، بالقرف نفسه أو ربما بقرف أكثر. نحن «عَمّرنا» بهذه الطريقة لأننا لا نريد مواجهة دمارنا الداخليّ والخارجيّ.

أنطلق من هنا ولا أحكي عنه. خطأ كبيرٌ أن يقول مخرجٌ لبنانيّ إنه يعرف الحرب الأهلية. في الصين يعرفون الحرب الأهلية أيضاً. القصّة ليست حرباً أهلية بل «أين نحن الآن؟» بعد وقوع هذه الحرب.

·        ] هذا كلّه في مستوى الحالة النفسية والفكرية والتأملية. لكن، ماذا عن المكان؟ لن أدخل في نقاش حول مسألة معروفة لديّ تماماً: أنت لا تضع المكان كديكور للفيلم، بل كشخصية فاعلة ومؤثّرة.

ـ في «الوادي»، لم أذهب إلى البقاع لأن المناخ أجمل، أو لأن الجوّ العام قابلٌ لكتابة أشعار، كما تفعل الشخصية التي يؤدّيها فادي أبي سمرا. هؤلاء الناس يقيمون في مزرعة في البقاع لأن لديهم حججاً خاصّة بهم. ربما لأسباب مادية. لكن، يمكن للمرء أن يربح أموالاً في أي مكان آخر أيضاً. استغلّيتُ هذا. أنا أحبّ الذهاب إلى أمكنة، كما في «الجبل» (2011). انعزلت الشخصية (فادي أبي سمرا أيضاً) كلّياً في غرفة في مكان بعيدين عن الجميع. في «الوادي»، مجموعة المزرعة انعزلت لأسبابها الخاصّة. ربما بقصد فقدان الذاكرة. إحدى الشخصيات تقول إن وقتاً طويلاً مرّ عليها من دون أن «تنزل» إلى بيروت.

ما يحصل في البلد أننا ضربنا أنفسنا كي نفقد ذاكرتنا. لكننا لم نتوقّف هنا فقط، بل اخترنا الإنكار أيضاً. أفراد المجموعة اختاروا العزلة في مزرعة في البقاع. صناعة المخدرات محتاجة إلى عزلة؟ ربما. لكن، لا تنسى أن كتابة الشعر (فادي أبي سمرا) وممارسة الرسم (يُمنى مروان) محتاجتان هما أيضاً إلى عزلة.

·        ] في «الجبل» مثلاً، كانت هناك كذبة أيضاً. شخصية فادي أبي سمرا كذبت على الجميع موهمة إياهم بأنها مسافرة خارج البلد، قبل الذهاب إلى الجبل لعيش عزلتها.

ـ ضروريٌ بالنسبة إليّ أن تكون الكذبة في «الجبل» واضحة منذ البداية. التركيبة الداخلية المبطّنة لـ «الجبل» تهمّني كثيراً. هذا أيضاً شخص بات صفحة بيضاء. لكنها ليست صفحة «تُكتب»، بل أنت من سيكتب عليها، أو أنا. في «الوادي»، هناك شخص/ فردٌ في مقابل 4 أو 5 أفراد آخرين. أثناء تناولهم بعضهم مع البعض الآخر طعام الغداء أو العشاء، تظنّ أنهم عائلة متكاملة. لكنهم أفراد منعزلون. كلّ واحد منهم منعزلٌ. ربما الرجل يكون الوحيد بينهم غير المنعزل.

بعد ظهر غدٍ الأحد، 22 آذار 2015، يبدأ العرض التجاري لـ «الوادي» في صالة «سينما متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية).

السفير اللبنانية في

21.03.2015

 
 

وثائقي HBO عن الساينتولوجيا:

السينما في وجه التعصّب

علي وجيه

منذ عرضه الأوّل في مهرجان «ساندانس» الفائت، لم يتوقفGoing Clear: Scientology and the Prison of Belief عن إثارة الزوابع. الوثائقي الذي أخرجه الأميركي أليكس غيبني (1953)، وأنتجته شبكة HBO عن كتاب لورانس رايت، يتحرّى المسكوت عنه في كواليس المذهب الديني الغامض والمثير للجدل. يطارد الجانب المظلم منذ تأسيس «الكنيسة السينتولوجية» عام 1954 على يد الكاتب الأميركي ل. رون هوبارد، وصولاً إلى رئيسها الحالي دايفد مسكافيج. يكشف أساليب الكنيسة في استقطاب نجوم هوليوود من أمثال طوم كروز وجون ترافولتا، بل والتدخّل الوقح في حياتهم. يلتقي مسؤولين وأعضاء سابقين في الحركة، للحديث عن تجاوزات وعقوبات نفسية وجسدية بحق بعضهم. الكنيسة لم تكتفِ بالفرجة، بل نظّمت حملات صحافية وإعلانية، واصفةً الشريط بأنّه «دعاية كاذبة». غيبني من الوثائقيين المرموقين في الولايات المتحدة. المواضيع السجالية تروقه دائماً. شريطه Taxi to the Dark Side حول وسائل التعذيب الأميركية في أفغانستان والعراق وغوانتانامو، الحائز جائزة الأوسكار عام 2007، مثال صارخ على ذلك. بعد قراءة كتاب رايت، لم يتمكّن من مقاومة الإغراء.

شرع في الأفلمة بالاشتراك مع رايت نفسه في الإنتاج. أعاد البناء الدرامي، اعتماداً على مقابلات مع ثمانية سينتولوجيين سابقين، منهم المخرج الأوسكاري باول هاغيس والمسؤول الثاني في الكنيسة سابقاً مارك راثبون، وحبيبة جون ترافولتا السابقة سيلفيا تايلور. ادّعاءات الشريط صاعقة. ليس أقلّها تسبّب الكنيسة في انفصال طوم كروز عن نيكول كيدمان، لأنّها «مصدر محتمل للمشاكل». سبب ذلك يعود إلى تخصّص والدها في علم النفس الذي ترفضه الكنيسة بالمطلق، ما يجعل إخلاصها مثار شكّ دائم. لم تكتفِ المنظمة بالتجسّس على هاتف كيدمان، بل مارست ضغوطاً على كروز للتخلّص من زوجته. هذا ما حصل بالفعل عام 2001. في فلك المشاهير، يواصل الفيلم توليد العواصف. جون ترافولتا لا يستطيع الرحيل عن الكنيسة خوفاً منها. يبدو أنّهم «يعرفون أكثر من اللازم» عن حياته الشخصية. الضغط النفسي ليس الاعتداء الوحيد على الأتباع و«المؤمنين». هناك عقوبات تصل إلى الضرب والإهانة الفظّة. تنظيف الحمّامات باللسان إحدى الصور الكابوسيّة التي يرويها ضيوف الفيلم. يُضاف إلى كل ذلك، التسلّل إلى البنية التنظيمية للمذهب وأساليب انتشاره. مع حجم الممتلكات والتبرّعات الذي يتجاوز مليار دولار، تبدو «المنظومة» أقرب إلى شبكة تجارية مغلّفة بوجه ديني دكتاتوري. مع ذلك، يصرّ «بوضوح» على تراجع عدد أتباع الديانة إلى خمسين ألفاً حول العالم. بعد العرض، لاقى الشريط احتفاءً نقدياً كبيراً، بسبب الجرأة ومتانة البنية وسخونة الموضوع. السينتولوجيون ردّوا بعنف على مختلف الجبهات. حجزوا صفحات كاملة في «نيويورك تايمز» و«لوس أنجلس تايمز» لمهاجمة الشريط الذي وصفوه بـ«الدعاية الكاذبة». نشطوا على تويتر ومحرّكات البحث للترويج لردودهم، والنيل من ضيوف الفيلم: «المجموعة المعتادة من المهووسين الساخطين بسبب طردهم من الكنيسة قبل 30 عاماً بسبب مخالفاتهم. هؤلاء لديهم سجل موثق في اختلاق الأكاذيب من أجل المال». وصل الأمر بمسؤولي الكنيسة إلى مراسلة نقاد السينما، وهي سابقة غريبة في التعاطي الإعلامي. وثائقي HBO دليل آخر في صلب هدف الشريط: «كيف يمكن للإيمان الأعمى أن يتحوّل إلى سجن لصاحبه». يثبت أنّ التعصّب الفكري يمكن أن يظهر في أرقى الأوساط (لنتذكّر موجة الكابالا منذ بضع سنوات، مع مشاهير مثل مادونا وبريتني سبيرز). يؤكّد أنّ السينما تبقى السلاح الفعّال ضدّ كل ذلك.

Going Clear: Scientology and the Prison of Belief يُعرض على HBO يوم 29 آذار (مارس) الحالي، بعدما وصل إلى صالات مختارة قبل أيام.

فيلم الأسبوع | Insurgent: بشر غير مطابقين!

بانة بيضون

Insurgent (متمرّد) من إخراج روبرت شوينتكي، هو الجزء الثاني من سلسة أفلام The Divergent (المختلف) المقتبسة عن الثلاثية الروائية التي تحمل الاسم نفسه للكاتبة الأميركية فيرونيكا روث. على نمط أفلام الخيال العلمي التي درجت أخيراً كـ Hunger Games (مباريات الجوع)، يصوّر الشريط عالماً هجيناً تقترن فيه سبل العيش البدائية بمخلفات التكنولوجيا المتطوّرة، ويُفترض أنّه نشأ غالباً بعد نهاية العالم الحديث والحضارة التي دُمّرت بسبب الحروب والتلوّث.

وبالطبع، المدينة الوحيدة التي نجت من نهاية العالم هي شيكاغو أو على الأقل جزء منها، حيث يعيش الناجون ضمن هذه المساحة المتبقية معزولين تماماً عن العالم الخارجي، بواسطة الجدار الكهربائي الضخم الذي يحيط بكامل المدينة.

اللافت أنّ النظام السياسي الديكتاتوري الذي يحكم المدينة مبني على مفهوم تقسيم المواطنين إلى فئات محدّدة بحسب اختلاف أنواع الشخصيات التي يمثلونها. هنالك المفكرون وهم الفئة المسيطرة التي تعتبر أنّه من حقها التحكم ببقية الفئات بسبب تفوّقها الذهني، إضافة إلى الشجعان وهم الفئة الأكثر قوّة جسدياً، والمتفانون الذين يبذلون حياتهم في سبيل الآخرين وسعادتهم. والصادقون والمسالمون. ما يعيد إلى الأذهان الهوس المتنامي بتحديد نوع الشخصية الذي تعكسه الاختبارات الرائجة على الإنترنت، لعلّ أشهرها ذاك الذي يعتمد على أبحاث عالم النفس الشهير كارل يونغ في كتابه «الأنماط النفسية» (1921). إذ يحدد الاختبار للمرء الشخصية التي ينتمي إليها، والمهن الأكثر ملاءمة له وغيرها من الأمور. والغريب أنّ بعض الشركات تعتمد على هذا الاختبار إلى جانب معطيات أخرى في اختيارها لموظفيها، ما يجعل مفهوم المستقبل الذي يروّج له الفيلم أقرب إلى الأذهان. كما أنّه يزرع الخوف من ألا يكون المرء نفسه مطابقاً للمواصفات! الفئة المنبوذة من البشر بحسب الفيلم هي تلك التي لا تنجح في مطابقة أي من فئات الشخصيات المذكورة أعلاه بحسب Insurgent التي ترأسها «إيفلين» (نعومي واتس) إضافة إلى فئة الـDivergent التي تمثلها البطلة «تريس» (شايلين وودلي). ويفترض أنّ البطلة تتطابق مع كل الفئات المذكورة وتعتبر في نظر بقية الفئات التي تخشاها «شريرة» مثل السحليّة التي تغيّر جلدها لتتماهى مع المشهد العام.

لذا، تتعرض «تريس» للملاحقة من قبل رئيسة عصابة المفكرين الشريرة «جنين» (كايت وينسليت) التي تسعى للقبض عليها وإخضاعها للاختبار للتأكد من مطابقتها لكل الفئات، ولتتمكن من قراءة الرسالة التي تركها مؤسسو المدينة في الصندوق الافتراضي الذي لا يستطيع فتحه إلا Divergent حقيقي مثل «تريس». وتنجح «تريس» برفقة صديقها «فور» (ثيو جايمس)، أحد المنتمين إلى شخصية «الشجعان»، من مواجهة قهر حكم المفكّرة «جنين»، خصوصاً بعد نجاح «تريس» في مطابقة كل الفئات وفتح الصندوق الذي يتضح أنّه لا يحاكم فئة Divergent (عكس ظنون جنين)، بل يعتبر نشأتها دليلاً على نجاح تجربة المؤسسين الذين استحدثوا هذه المدينة وعزلوها عن محيطها عبر الترويج لفكرة نهاية العالم. فكرة يتضح أنّها وللطرافة وهمية أيضاً. أما بالنسبة للحبكة الروائية للشريط، فهي أميل للتبسيط والتركيز على التشويق الحركي، لكن يسهم حضور الممثلتين كايت وينسليت ونعومي واتس في إغنائها رغم مستواها المتواضع. وأهم ما يميّز اللغة السينمائية الإبهار البصري كما في تصوير «تريس» لدى خضوعها لجهاز الاختبار. ومن خلال المؤثرات الخاصة الثلاثية الأبعاد، يأخذنا الفيلم إلى عالم الأحلام التي تراود البطلة ولو أنّه من المؤسف هدر كل هذه التقنيات المتطوّرة على مخيلة سينمائية بهذا الفقر.

نجمات الغرب: الأمومة ليست شرطاً للأنوثة

عبدالرحمن جاسم

تحلم فتيات كثيرات بالأمومة، لكن الحلم بالشيء والقيام به أمران مختلفان. بالتأكيد لاعلاقة لهما باكتمال أنوثة المرأة، كما أنّها مسألة شخصية بحت. هذا ما أضاءت عليه شهيرات أجنبيات يرفضن بشكلٍ قاطع التعامل مع الموضوع تحت ضغط المجتمع، حتى أنّ بعضهن صرّحن علناً أنّهن لا يردن الإنجاب البتة!

النجمة الفاتنة كاميرون دياز (42 سنة) التي تُعتبر اليوم بين أغلى النجمات أجراً في هوليوود، قالت لمجلة Parade الأميركية عام 2009 إنّ النساء اللواتي لم ينجبن يعرفن تماماً أنّ الإنجاب «ليس أمراً واجباً لإثبات الوجود»، مؤكدةً: «إنّني أعيش حياةً رائعة، وهذا يعود بعض الشيء إلى أنّني لم أنجب. إنّه خيار مختلف بالتأكيد».

من جهتها، شددت المخرجة والممثلة جنيفر ويستفيلد (45 سنةــ يذكرها الجمهور في فيلمها الشهير Kissing Jessica Stein) على أنّها غير نادمة على عدم الإنجاب من زوجها الممثل جون هام، مضيفةً أنّها «لن تترك ذلك الشعور يدفعها للإنجاب اليوم». أما مقدّمة البرامج الأشهر في العالم السمراء أوبرا وينفري، فبرّرت عدم الإنجاب بصراحة قائلة: «سيكرهني أطفالي إن أنجبتهم.

ففي النهاية يجب أن يتضرر شخص (أو شيء) ما من ظروف حياتي، وعلى الأرجح سيكونون هم». وفي مقابلتها مع مجلة «هوليوود ريبورتر» الأميركية في 2013، أصرّت على أنّه إذا كان الخيار بين الأطفال وبين عملها، ستفضّل عملها.

نجمة مسلسل «فريندز» جنيفر أنيستون (46 سنة) كانت صريحة للغاية أيضاً في هذا الموضوع، خصوصاً أنّها تعرّضت للكثير من التدخّل الإعلامي في حياتها الشخصية. تدخلات بدأت مع زواجها من طليقها النجم براد بيت ولم تنته حتى اليوم.

أشارت جنيفر في مقابلة مع مجلة Allure الأميركية العام الفائت إلى أنّ «هذا الأمر ليس من شأن أحد التحدّث فيه، ثم أنّه ليس ضرورياً أنّ الإنجاب لا يحوّل المرأة إلى أم. قد تمارس الأمومة مع أصدقائها، مع أطفالهم، وحتى مع كلبها».

في السياق نفسه، لفتت الممثلة ماريسا تومي (50 سنةــ يذكرها الجمهور في دورها الرائع في فيلم The Wrestler) إلى أنّه «لا أعرف لِمَ يتوجّب على النساء الإنجاب كي تتم رؤيتهن على أنّهن بشر» في حديثها إلى مجلة «مانهاتن» عام 2009. وفاجأت الممثلة الكوميدية ومقدّمة البرامج تشيلسي هاندلر (40 سنة) الجميع بقولها إنّ «الطفولة بحد ذاتها كانت معاناة كافية لأي شخص، ولا أعرف فعلاً إن كنت أستطيع أن أتحمّل فكرة أن أجعل أطفالي يمرّون في مثل هذه التجربة».

هذا التصريح كان شبيهاً بذلك الذي أطلقته الممثلة الكوميدية ومصممة الأزياء والكاتبة الكورية ــ الأميركية مارغريت تشو (46 سنة) حين أوضحت أنّه «لا أملك مشاعر أمومة. أنا لا أشعر بأي شيءٍ حين أرى أطفالاً»، مضيفة بسخرية: «أفضّل أن أتبنى شخصاً في الخمسين من عمره على تبني طفلٍ صغير».

من ناحيتها، تحدّثت الممثلة ومقدمة البرامج إلين دي جينيريس (57 سنة) بواقعية أكبر، معتبرةً في ما نشرته مجلة «بيبول» عام 2014 أنّه «يجب أن يكون لديك شعورٌ كبير ورغبةٌ عارمة (للحصول على أطفال)، فضلاً عن دافع أكبر للعمل بكل جهد وتفانٍ من أجلهم. أنا لا أريد أن أحطّم حياتهم».

العقلانية نفسها انسحبت على الممثلة الكوميدية سارة سيلفرمان (44 سنة)، المعروفة بتعليقاتها القاسية على مواضيع تعتبر من المحرّمات الاجتماعية. سيلفرمان قالت في مقابلة مع موقع «ديلي بيست» في 2010 إنّه «ليس هناك من عمر محدّد للإنجاب، كما أنّني أريد إنجاب أطفال في اللحظة التي أشعر فيها أنّني سأكون بكل جوارحي مستعدةً لأجعلهم عالمي».

الأخبار اللبنانية في

21.03.2015

 
 

فيلم "التعصب" لجريفيث وتأسيس السينما الأمريكية

أريج جمال

يمكن النظر إلى فيلم "التعصب" لديفيد وورك جريفيث ضمن سياقين متباينين تماماً؛ أولاً كفيلم قدمته السينما في مرحلة بدايات تكونها الأولى (الفيلم إنتاج 1916) وهو بالتالي فيلم يحاول حشد إمكاناته لتقديم جديد على مستوى التكنيك والفكرة في هذه الصناعة الحديثة نسبياً. كما يمكن النظر إليه في سياق كونه فيلماً من أعظم ما قدمته صناعة السينما في العالم قاطبة منذ بدأت وحتى الآن.

والحال كذلك لأن جريفيث كما اعتاد الجميع أن يقول، أسس فن الفيلم الحقيقي من خلال دأبه الظاهر على اكتشاف تقنيات جديدة لفن السينما الوليد آنذاك والذي كان لم يزلْ متأثراً إلى حد بعيد بفن المسرح الراسخ من قبله؛ وهو يستخدم تقنية "المونتاج المتوازي" التي كان قد سبق تقديمها في فيلم "سرقة القطار الكبرى" لأدوين س بورتر كما تروي المراجع السينمائية لكن بوعي أكبر وتوظيف أعمق. وجريفيث في "التعصُب" يبني تجربته بالكامل على تقنية" المونتاج المتوازي" هذه ليروي أربع حكايات هي مضمون العمل.

يقدم الفيلم أربع حكايات متوازية حول ثيمة واحدة هي "التعصُب"، حكاية معاصرة عن "العزيزة" ابنة الرجل الفقير الذي يُطرد من عمله في أحد المصانع نتيجة عنت المالك ولقائها ب"الولد" وهو كما يبرر له الفيلم ضحية الحادثة ذاتها إذ تحوّل بعد مقتل أبيه في وقائع الشغب التي جرت في المصنع اعتراضاً على قرار المالك إلى لص مجرم، والحكاية الثانية حكاية سقوط بابل بعد معركة عنيفة بين ملكها وبين ملك آخر كان يود قهر المدينة تعصُباً لمدينته ولإلهه، والثالثة حكاية مولد السيد المسيح وسط اليهود الذين كانوا قد بدأوا في ممارسة التعصُب ضد كل ضعيف بينهم، والرابعة حكاية إصرار الملكة الفرنسية كاترين دي مديتش على محاربة فرق من الشعب الفرنسي لمزاعم متعصُبة أيضاً.

ويحاول الفيلم سرد أحداث الأربع قصص من خلال الربط بينها بمشهد تحريك المهد، الذي تقدمه مشاهد الفيلم بشكل شاعري من خلال استخدام صورة مجردة لامرأة تبدو حزينة يجلس من ورائها نسوة أخريات دون اكتراث، وتقوم المرأة بتحريك المهد وعيناها ذاهلة كما لو أنها تنتظر شيئاً ما سيحدث، والمشهد الذي يُستخدم كوحدة ربط وكبؤرة في بعض الأحايين لتسريع إيقاع الفيلم من خلال استعماله بشكل متتابع في المونتاج على مسافات متقاربة، تُستخدم الإضاءة به لتمنح المشاهد شعوراً بالا مكان، الذي يخدم بدوره فركة منح "التعصُب" بعدها المُطلق لوجودها في كل العصور.

استخدام اللقطات

وتأتي براعة جريفيث في التنويع في استخدام اللقطات بأحجامها المختلفة، اللقطات الكبيرة في المشاهد الحربية ومشاهد حركة المجاميع كما في دخولهم وخروجهم من المصنع وهو استخدام أعطى شعوراً بامتداد المشهد وعمقه، واستخدم اللقطات المتوسطة لرواية الحكايات بشكل أساسي من خلال حركة شخوصه أو أبطاله المؤثرين كحركة البنت "العزيزة" و"فتاة الجبل" واتفاقات الملوك في فرنسا ومشاهد السوق في حكاية المسيح وحكاية فتاة الجبل في حربها داخل مدينة بابل، واستخدم اللقطات القريبة في إظهار انفعلات جسمانية معينة تلعب دوراً في تمرير إحساس سائد بالقلق والتوتر والخوف من قِبل الأبطال كنتيجة لتعصُب أفراد آخرين يتحكمون في مصيرهم مثل حركة اليد الوجلة للعيزية في مشاهد انتظار الحُكم على "الولد".

واُستخدمت الإضاءة أيضاً لإحداث تأثيرات متباينة فإلى جانب التوظيف الشاعري لها في مشهد حركة المهد المتكرر، برز استخدامها كوسيلة للظهور والاختفاء للانتقال بين المشاهد، كما اُستخدمت في مشاهد أخرى كي تعطي شعوراً بمرور الوقت داخل الكادر نفسه، حين كان يتم تقليلها تدريجياً حتى توشك على الاختفاء ثم تعود مرة أخرى وكأن زمناً قد مرّ تجلى هذا في مشاهد انتظار المرأة الغيورة لرئيس العصابة على سبيل المثال.

وفي حين قدم الفيلم مشاهد عظيمة كالمشاهد الحربية التي إلى جانب تكنيكها قياساً إلى زمن تقديمها المبكر جداً في صناعة السينما، وانسيابية حركة المجاميع وطبيعيتها، لم يستطع جريفيث  أن يمنع تعثر المُشاهد أثناء متابعة قصصه الأربع نتيجة كثرة التفاصيل التي تملأ نحو ثلاث ساعات هي زمن الفيلم، فكل حكاية من الحكايات الأربع كانت تصلح لتقديمها منفردة في فيلم واحد؛ ومع الانتقالات السريعة بين القصص لرغبة جريفيث في إحداث تأثير متوحد بين مصائر الأبطال يشعر المُتفرج أنه قد تعرض للتشويش مرات وأصبحت عملية متابعة الفيلم أكثر صعوبة.

فنحن نجد حكاية "السيد المسيح" تجيء كإشارة مباشرة للتعصب الديني، وكانت أقل الحكايات حضوراً على الشاشة على الإطلاق، وبدا أنها اُستخدمت في الأصل كمُتكأ للتوازي مع حالة "الولد" الذي يكاد يتعرض للشنق بلا ذنب جناه، كما يتعرض المسيح بشكل متوازي إلى الصلب أيضاً، وفيما ينجو الولد لا ينجو المسيح؛ وبسبب هذا الإفراط في تعقب التفاصيل انفلتت خيوط بعض الحكايات من بين أصابع جريفيث تماماً كضياع الطفل ابن الولد والعزيزة دون أن يحاولا استرجاعه نتيجة الانشغال الدرامي بالتُهمة الباطلة التي تم توريط الولد فيها.

شاعرية جريفيث

لم تقتصر شاعرية جريفيث على استخدام الإضاءة فسحب، إنما تجلت في طريقة كتابة اللوحات أيضاً وخاصة في مناطق شرح الحوادث وتفسيرها وفقاً لإطار التعصُب، وفي توظيف آيات من الإنجيل لدعم المعنى العام للفيلم، وفي الشكل التجريدي لاختيار أسماء الأبطال كالعزيزة والولد وفتاة والجبل، وتأتي مشاهد العذراوات في منتصف السرد كلوحات غزلها جريفيث بالكثير من الشعِّر من خلال الانفعالات المختلفة للفتيات العاريات التي تبين على وجوههن، ومن خلال إحساس كاميرا جريفيث بالتفاصيل الحسيّة لأجساد العذراوات وهو ما منح الفيلم بشكل عام بُعداً جمالياً.ولا يمكن بحال تجاهل دور موسيقى كارل دافيز الفخمة في تعويض غياب الصوت من الفيلم، إذ لعبت دوراً مجسّداً لبعض الأحداث كما في مشاهد قرع طبول الحرب والنفخ في الأبواق، إضافة إلى دورها التكميلي في إحداث الأثر الدرامي في مشاهد صلب المسيح وفي مشاهد انتزاع الطفل من بين يدي والدته العزيزة.

إن هذا الفيلم الكبير الذي صنعه جريفيث عام 1916 ، لم يكتف بالتأسيس لفن الفيلم بشكل عام لكنه مثّل المنبع الثري الذي نهلت منه أفلام سينمائية عديدة فيما بعد أمريكية وغير أمريكية، وخاصة فيما يتعلق ببناء استمرارية الحكايات وهي ظاهرة بوضوح في صناعة السينما الأمريكية، وفي استخدام المونتاج المتوازي في أفلام التشويق أو الأفلام البوليسية على النسق الذي قدمه جريفيث، وبرغم مُباشرة الفكرة الشديدة وازدحام الفيلم بالتفاصيل العديدة، فإنه يبقى قادراً على إمتاع المشاهد وإبهاره بعد أكثر من مئة عام من تقديمه.

عين على السينما في

21.03.2015

 
 

السلامي تتألق فنياً في «أنا نجود بنت العاشرة ومطلقة»

زهرة مرعي - بيروت -«القدس العربي»:

ليس حتمياً أن تكون للمبدع سيرة خاصة تحفزه للتعبير عن قضية اجتماعية ما. لكن بحدوث التلازم بين التجربة الشخصية والتعبير الفني، تتولد نكهة مثيرة للاهتمام. أما أن تكون السيرة الذاتية مدموغة بجرح طفولة، فهذا ما يجعل التعبير يفيض بمشاعر يعصى بعضها على الخيال. المخرجة اليمنية خديجة السلامي المعروفة بوثائقياتها الإنسانية الـ25، وقعت فيلمها الروائي الأول «أنا نجود بنت العاشرة ومطلّقة». عمل شكل جزءا لصيقا من روحها وتجربتها الشخصية. فيلم عرض في أيام بيروت السينمائية، ونال تصفيقاً حاداً، وسيتواصل لاحقاً في الصالات اللبنانية كعرض تجاري. في هذا الشريط المشغول بمشاعر فائقة الرهافة كانت المخرجة على موعد مع نجود. هي الطفلة التي حصدت الاعجاب والتقدير من كافة وسائل الإعلام قبل سنوات، حين قررت الهرب من الرجل الذي تمّ تزويجها له واللجوء للقاضي طلباً للطلاق. كانت في العاشرة عندما وجد ذووها أن المال الذي قدمه العريس البالغ من العمر 30 سنة سيسد رمقهم لزمن ما، وأن طفلتهم ستنزاح عن كاهلهم كبشر له متطلبات طعام، وسترة. نجود الآن في 19 من العمر، في حين الشريط الممتد على 99 دقيقة، والذي كانت ملهمته يشق طريقه. فيه تميزت عين خديجة السلامي بالشاعرية. وتمكنت رغم الكثير من المصاعب التقنية التي واجهتها خلال التصوير في اليمن، من التقاط الصورة الجميلة عن القرية اليمنية، رغم مأساوية الموضوع الذي كانت بصدده. مخرجة حبكت نصاً سلسا مترابطا. ونسجت ايقاعاً متوازنا بين الصورة والهدف المنشود منها. وأبحر الشريط عميقا في تفاصيل تقاليد وعادات المجتمع اليمني. الفيلم الذي نال جائزة «المهر العربي» في مهرجان دبي، مرشح لترحيب عربي في حال عرضه تجاريا. فالقضية التي ولجتها خديجة السلامي ليست يمنية وحسب، بل لها امتداداتها العربية، ومسارها الإنتعاش مع ازدهار الفقر، والمآسي الناجمة عن كرة النار المتفجرة، التي تجتاح أكثر من نصف شعوبنا. للأسف من سيشاهد الفيلم، ومن سيصفق للرؤية السينمائية السديدة لخديجة السلامي، ليس ذاك القابع في غياهب الفقر والجهل. والسؤال متى وكيف ستصل الرسالة إلى المستهدفين؟ ربما نجد الجواب في هذا الحوار مع خديجة السلامي:

·        كم من «نجود» مطلقات في حاضرنا العربي الذي يغلي فقراً وتشرداً وحروباً؟

• حين ناصر الإعلام نجود وصارت قصتها متداولة في اليمن شجعت الكثير من الفتيات اللواتي تمّ تزويجهن عنوة لكسر جدار الصمت، والبحث عن الطلاق كحل لهن. كثيرات حققن الطلاق، وأخريات عاجزات. بدوري ساعدت عشر فتيات على الطلاق. هؤلاء نعرفهن، والفتيات اللواتي تلتزمن الصمت كثيرات. معضلة الزواج المبكر تنتشر في الريف، وفيه لا نعرف حجم المشكلة.

·        زواج الصغيرات في اليمن قديم العهد لماذا كانت نجود الحافز؟

• تعرضت مراراً لمسألة الزواج المبكر في أفلامي الوثائقية، وللفيلم الروائي حكايته. سيدة فرنسية مشهورة كانت بصدد شراء حقوق كتابي «دموع سبأ» لكتابة سيناريو فيلم عن اليمن. المعلومة أقلقتني، رغم معرفتي بأهمية وحرفية تلك المرأة التي كانت ستأتي بفيلم رائع دون شك. لكنها في رأيي كانت ستعجز عن إيضاح الحقيقة، لجهلها العادات والتقاليد في بلد لم تزره مطلقا. خشيت من فيلم أسير الكليشيهات التي يعتمدها الغرب عن وطننا العربي. هي النظرة الخارجية التي احاذرها. حدث بيننا تنافس حاد. هي امرأة ذات شهرة ونفوذ، وقررت تصوير الفيلم في المغرب. أخبرت ناشر الكتاب بأني سوف أصور في اليمن ومع يمنيين، وسأنقل الواقع، وان تلك المرأة ستدر عليه مالاً بعيداً عن الواقع. خيرته بين الواقع والمال؟ أردته موقفاً للتاريخ، ولم يكن في بالي أنه سينحاز للواقع. لكن هذا ما فعله. كانت لي حقوق الكتاب، أخذت منه القليل، في حين كان للواقع الحيز الأكبر.

·        أن يكون الزواج المبكر جزءاً من تاريخك الشخصي فكم انعكس على عملك الفني؟

• لا شك في ذلك الانعكاس. رغبت في نقل واقعنا وبعين تشعر بهذا الواقع. كنت في الحادية عشرة من العمر حين تمّ تزويجي، ووقع الطلاق بعد ثلاثة أسابيع، تماما كما حصل مع نجود. لهذا أرى في حكايتها حكايتي.

·        هل حصلت على طلاقك بجهود ذاتية؟

• صحيح. في طفولتي لم تكن لمنظمات حقوق الإنسان الفاعلية الحالية. حينها كان طبيعيا جدا أن تُزوج الفتاة في العاشرة أو الحادية عشرة. بعد الزواج مباشرة حاولت الانتحار. وقفت والدتي إلى جانبي، وتمّ الطلاق.

·        كيف تخلصت من الصدمة؟

• الصدمة كبيرة. والخلاص منها يعتمد على شخصية كل طفلة. فهمت سريعاً أن الخلاص سبيله التعليم. عدت إلى المدرسة صباحاً. وعملت بعد الظهر. كان ضرورياً الاعتماد على الذات بعد أن تبرأ والدي وأسرتي مني.

·        أين عشت طفولتك اذاً؟

• في صنعاء مع والدتي المنفصلة عن والدي والمتزوجة من آخر. كان حضنها دافئاً، ودعمها كبيرا.

·        لماذا في رأيك نصنع السينما عن قضايا مجتمعنا والواقع يزداد تقهقراً؟

• هي السياسات الخاطئة لبعض الدول التي لا تمت بصلة للإنسان. للأسف الإنسان العربي مهمل. في بلدي اليمن لا يلقى الإنسان أي اهتمام من الحكام. هو محاصر بالجهل، والعادات والتقاليد، بالفهم المغلوط للدين وبالتعليم التلقيني. وكل هذا يشد الإنسان للخلف. نحتاج كدول عربية لثورة فكرية وتعليمية أكثر من أي شيء آخر.

·        لماذا طال انتظار حضورك في السينما الروائية؟

• هو التمويل الذي يحول دونها. معظم أفلامي الوثائقية من إنتاجي الخاص، فلست أرضى بمنتج يحدد طريقي. هدف المنتج الكسب، وهدفي الرسالة في الموضوع الذي أختاره. 

·        هل تمت مشاهدة الفيلم في اليمن؟

• كان مفترضاً أن يعرض في الشهر الحالي، وبسبب التطورات السياسية تأجل الموعد. الفيلم يجب أن يُعرض في اليمن أولاً. همي الأول التوعية في اليمن.

·        أن يُعرض فيلم نجود.. في الغرب فماذا يعني ذلك؟

• هدف العرض تحقق في رأيي حين تمّ ذلك في فرنسا وسويسرا. هذا ما توضح لي قبل قدومي إلى بيروت. في اعتقادهم أن الإنسان العربي وحش. بمشاهدتهم للفيلم تأكدوا من وجود ما يدفع هؤلاء البشر لسلوكيات مماثلة. فرنسيون وصفوا الرجال الذين يتزوجون الطفلات، بالمساكين لقلة وعيهم. لم يقولوا عنهم وحوشاً. فلست أوافق على نعت آخر بصفة دون فهم الواقع. وهذا ما وصل للغرب.

·        الغرب يمد يده حيناً لمساعدتنا إنسانياً ويشد بنا نحو القاع حين يجد له مصلحة. كم هو مسؤول عن تقهقرنا؟

• ليس لنا لوم الآخر في حالنا. نحن سبب مآسينا وعلينا الخروج من قوقعتنا. ليس لمصاعبنا حل من الآخرين. نتعلق بالغرب إما ننتظر مساعدته، أو نلقي عليه اللوم. تألمت لمشكلة «شارلي إيبدو» وتألمت أكثر لأنه وفي اليوم نفسه قضى خمسون طالباً جامعياً في اليمن بضربات من تنظيم القاعدة. وهذه الجريمة الموصوفة لم تستحق حتى ذكرها بكلمة في الإعلام الفرنسي. بل كان التركيز على أن أحد منفذي الجريمة كان في اليمن، وكأن اليمن تُصدّر الإرهاب. مهمتنا تحديد مصالحنا والاهتمام بها.

·        كامرأة دبلوماسية لسنوات طويلة في سفارة اليمن في باريس لماذا في رأيك هذا العنف الموصوف لـ»الجهاديين» المولودين في الغرب من أستراليا إلى أوروبا؟

• أظنهم ناقمون على أوضاعهم. بعضهم من أسر جيدة، وآخرون من أسر عادية أو أقل. هم فئة لا تزال تبحث عن هويتها. فلا هو حقق الاعتراف به كغربي. ولا هو مسلم أو عربي. ذاك الجيل التائه ليس له صلة لا بالإسلام ولا بالعروبة.

·        أين مسؤولية الحكومات من إدماج هؤلاء بمجتمعاتهم؟

• لا شك هي مسؤولية الحكومات في الغرب. فهذا الفرد المسمى «جهادي» من مواطنيها. بعد موجة الـ»جهاديين» إلى سوريا وغيرها من الدول العربية بدأ الغرب يطرح السؤال على نفسه. وهو يدرك تماماً أنه سيكون الهدف التالي.

·        نعود إلى الفيلم الذي غاص في التقاليد والعادات المعتمدة في اليمن. كيف لك هذا وأنت من غادرت في مطلع شبابك؟

• نعم غادرت مبكراً، لكني كنت شديدة الارتباط ببلدي وناسي. ولشدة نقمتي قلت حينها لن أعود مطلقاً. وحينها لم يكن للأثر الغربي بصماته على نفسي. لم يكن الانترنت موجوداً، وبالكاد كان التلفزيون والتليفون موجودان في بلدي. الاحساس العميق بالظلم الشخصي دفعني للقول بأني لن أعود. الحمدلله أني حصلت على منحة دراسية إلى الولايات المتحدة. في اقامتي الأوروبية قارنتها مع الولايات المتحدة، فوجدت الأخيرة تشعرنا وكأنها وطننا. هذا على صعيد الصلات الاجتماعية والإنسانية. في الولايات المتحدة يحصل الانصهار والتعارف واللقاء بين عدة أعراق وديانات، وكل منهم يشعر بأمريكيته. وكل منهم يحترم الآخر. في الولايات المتحدة شعرت بمدى احترام الآخر وفكره. ما عشته هناك دفعني للتفكر ببلدي، ومراجعة حساباتي. اليمنيون طيبون، صادقون وعفويون. مشكلتهم أنهم شعب غير متعلم وجاهل. عدت إلى وطني فتعلقي شديد به. وأنا في ذهاب وإياب بين اليمن وفرنسا.

·        أن تقدمي فيلمك الروائي الأول بالكثير من الجاذبية والسلاسة فهل هو ناتج عن تمرس طويل بالوثائقي؟

• في الواقع صرفت النظر عن العديد من المشاهد نظرا لظروف التصوير الصعبة في اليمن. رغبت في أفضل مما حققته. بحوزتي المزيد لقوله. للأسف هذا ما حدث. حافظت على المفاصل الأساسية فقط من السيناريو الذي أعددته.

·        ما هي المصاعب التي واجهتك خلال التصوير؟

• جمة. اخترت الممثلين لأشكالهم. ففي مخيلتي صورة للأب، للزوج وغيره. منهم الممثل، ومنهم من دربته. الصعوبة القصوى تمثلت في اختيار الطفلة التي عليها تجسيد نجود. بعد عذاب وجدت طفلة من أسرتي في عمر الـ10 سنوات. كان مستحيلاً أن تكون غريبة. كان عليها الغياب لشهر ونصف عن المدرسة، وأن تتواجد في مكان التصوير. والمشكلة الأكبر تكمن في صعوبة الدور.

·        ولهذا كان مشهد ما يسمى زواجا وهو اغتصاب في الواقع إيحائيا؟ وكيف تم إيصال الفكرة لهذه الطفلة؟

• أكرر كم كان صعباً أن نسمي لها الأمور. أبلغناها أن هذا الممثل سيهجم عليك ليلحق بك الأذى. دورك هو الدفاع عن نفسك بقوة. هذا ما فعلته الطفلة. دافعت عن نفسها حقيقة. بعد وقف التصوير تبين أن أظافرها غرست في زنديه، وأن الدماء سالت منهما. ولو تنبهت لهذا خلال التصوير كان مهما نقله. إعادة المشهد كانت مستحيلة. تلك الطفلة دخلت الشخصية كليا وعبرت عن صدق بالغ.

·        هل من موضوعات نسائية لا تزال تغري مخيلتك الإخراجية؟

• كثيرة. إنها موضوعات المرأة والرجل. فالرجل ضحية كما المرأة. هو ضحية نفسه والمجتمع معاً. كما أنه ضحية الأنظمة التي تهمله كما سائر المواطنين. في النهاية هذا الرجل يظلم نفسه، أسرته وشريكة حياته.

·        لماذا كتاب «دموع سبأ» بالانكليزية؟

• جاء ذلك بتشجيع من زوجي. لو سألتني عن زواجي المبكر قبل نشر الكتاب لما تكلمت. فالحادث ترك اثراً بالغاً في نفسي. بصدور الكتاب ساهم البوح في نوع من الشفاء النفسي. لم أكن قد حدّثت زوجي كثيراً عن هذه الواقعة. فهمها بالتدريج وشجعني على الكتابة. لم يقتصر الكتاب على سيرتي، بل كان صوتا يمنيا يحكي الثقافة كما الاجتماع. وكذلك التاريخ والسياسة.

القدس العربي اللندنية في

21.03.2015

 
 

في محاكاة للقصة الحقيقة

فيلم ساندريلا: الرواية نفسها بإخراج أكثر تطوراً

24 - محمد هاشم عبد السلام

انطلقت عروض أحدث أفلام والت ديزني، وأقدمها من حيث العنوان، "سندريلا"، والذي يحتل، منذ أن بدأت عروضه العالمية، المراكز الأولى في شباك التذاكر بالعديد من البلدان على مستوى العالم.

وكتب سيناريو وحوار النسخة الحديثة من "سندريلا"، المنتج وكاتب السيناريو الأمريكي كريس فيتز، وهي من إخراج المخرج المسرحي والسينمائي والممثل وكاتب السيناريو الإيرلندي كينث برانا، وهذا هو الفيلم الـ 14 في مسيرة كينث برانا السينمائية الـ 55عاماً، وقد امتد زمن عرض الفيلم لأكثر من ساعة ونصف الساعة تقريباً.

تغيرات طفيفة

قدم كينث برانا في فيلمه الجديد قصة سندريلا المعروفة، التي كثيراً ما ألهمت مخرجين السينما، وهي من تأليف الأخوين جريم، مع الاستعانة ببعض التغييرات الطفيفة وتوظيف تكنولوجيا الكمبيوتر الشديدة التطور في إخراج الكثير من المشاهد التي جاءت على نحو غاية في الإبهار بصرياً، وبديعة وممتعة جداً من الناحية الجمالية. وقد برز دورها، على سبيل المثال، في اللقطات العلوية، التي تظهر المدينة أو القصر من الداخل أو حديقة القصر الملكي أثناء الحفلة، وجعلتها تبدو وكأنها حقيقية بالفعل.

طرافة وسخرية

إلى جانب هذا، اتسمت الكثير من مشاهد الفيلم بقدر لا بأس به من الطرافة والسخرية أيضاً، واللافت، ما يتعلق بتصميم المناظر بصفة عامة والذي اتسم بالفخامة والإبهار في الكثير من المشاهد، ونجح في نقل روح العصور القديمة، حيث تدور أحداث القصة، وقد ساعد في إبراز وتكامل تلك الصورة الجمالية الرائعة التي بدت عليها المشاهد، ذلك التنفيذ الرائع للملابس وألوانها وطرزها.

قصة الفيلم

يفتتح الفيلم بولادة الطفلة "إيلا" (ليلي جيمس) ويتتبعها على نحو سريع في عدة مراحل سنية مختلفة، نرى خلالها وفاة والدتها (هايلي أتويل)، ومدى الألم والمعاناة التي تكبدتها نتيجة هذا الفراق في ذلك السن الصغير، حتى تصل إلى مرحلة البلوغ، وعندئذ يتزوج والدها (بن تشابلن) من المتسلطة الشمطاء "السيدة تريمين" (كيت بلانشيت)، التي تحضر إلى المنزل برفقة ابنتيها الدميمتين "أنستازيا" (هوليداي جرينجر)، و"دريزيلا" (صوري ماكشيرا).

وفي إحدى رحلات عمله يتوفى والد إيلا، فتتحول حياتها إلى جحيم حيث تفرض زوجة والدها وابنتيها سطوتهن على المنزل وكل من فيه، وشيئاً فشيئاً تبدد ثروة والدها، وينتهي الأمر بهم من نبلاء ذوي خدم وحراس ومسكن عامر، إلى بيت خرب لا يضم سواهم وبعض الأثاث البالي.

تدريجياً يبدأ استغلال زوجة الأب والابنتين لإيلا، التي تتحول في منزلها لمجرد خادمة لهم، ولا يكتفين بهذا بل يذيقونها مر العذاب ويعاملونها أسوأ معاملة، ويتركونها تنام في السندرة المهجورة بأعلى المنزل أو في المطبخ حيث اتسخ وجهها ذات يوم بالرماد وسناج الموقد، الأمر الذي جعلهم يطلقون عليها اسم "سندريلا"، بعدما ركبا معاً اسمها وكلمة " cinder".

في إحدى نوبات غضبها ومن فرط تعبها وإرهاقها بسبب كثرة العمل والأعباء والمتطلبات، تنطلق سندريلا في جولة بالغابة فوق حصانها، وهناك تلتقي مصادفة بذلك الفارس الوسيم أثناء اصطياده الحيوانات في الغابة، ليتضح فيما بعد أن ذلك الفارس هو ابن الملك وبالطبع يتعلق قلبه بسندريلا، وهي أيضاً، وتمضي بقية أحداث الفيلم على نفس الوتيرة التي تسير بها أحداث القصة المعروفة، حتى ينتهي الأمر بسندريلا متزوجة الأمير وصارت أميرة على عرش تلك المملكة.

اختلافات

بطبيعة الحال ثمة اختلافات طفيفة فيما يتعلق بصلتها بالقصة الأصلية، منها بالطبع اختلاق اسم سندريلا، والأهم التقاء سندريلا بابن الملك قبل الحفلة، وما ترتب عليه من دعوته لجميع نساء البلد إلى الحفلة، بدلاً من اقتصارها على الأمراء والأميرات وغيرهم من علية القوم، وفي حين كانت غاية الأم وابنتيها من الذهاب إلى الحفل هو زواج إحداهن من الأمير وتسديد ديونهن والإعلاء من شأنهن، كانت رغبة سندريلا متمثلة فقط في أن تقابل ذلك الشاب الذي كانت التقته بالغابة قبل أيام.

بعنوان "عرب أيدول"

هاني أبو أسعد يحول قصة محمد عساف لفيلم سينمائي

24 - القاهرة - محمد هاشم عبد السلام

انتهى المخرج الفلسطيني، هاني أبو أسعد، من تصوير أحدث أفلامه بعنوان "عرب أيدول"، وتدور أحداثه في الأردن، وهو من بطولة الممثلة والمخرجة اللبنانية نادين لبكي.

والفيلم الدرامي مقتبس عن القصة الحقيقية للشاب محمد عساف، الذي فاز في مسابقة البرنامج التلفزيوني الشهير عام 2013.

وصرح المخرج أبو أسعد لجريدة "التايمز الأردنية" أن الفيلم كان من المفترض أن تدور أحداثه في لبنان ومصر، لكن لأسباب سياسية واقتصادية، وفنية أيضاً، اختار أن تحل الأردن محل البلدين، وبالفعل انتهى أبو أسعد، قبل أيام قليلة، من تصوير أحداث فيلمه الأخير في مدينة عمان ومنطقة البحر الميت.

ويعتبر "عرب آيدول" أول فيلم يقوم أبو أسعد بتصويره في بلد عربي غير فلسطين، وأعرب المخرج عن امتنانه وسعادته لتلك الخطوة، خاصة مع الدعم الكامل الذي وفرته المملكة الأردنية، لينتهي تصوير الفيلم في الوقت المحدد

جدير بالذكر أن الكاتب والمنتج والمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، من مواليد الناصرة عام 1961، ويحوي رصيده السينمائي نحو 10 أفلام، بين الروائية الطويلة والوثائقية، والكثير من الجوائز، أهمها جائزة "غولدن غلوب" عام 2006 عن فيلمه "الجنة الآن"، وآخرها بمهرجان دبي العام الماضي 2014 عن فيلمه "عمر". 

والعديد من الترشيحات، أهمها الترشح مرتين لجائزة الأوسكار أحسن فيلم أجنبي، وذلك عامي 2006 عن فيلم "الجنة الآن"، وعام 2014 عن فيلم "عمر".

موقع (24) الإماراتي في

21.03.2015

 
 

الرقيب يطبق "التصنيف العمري" على الأفلام الأجنبية

القاهرة - أحمد الريدي

مع حلول أعياد الربيع واستقبال دور العرض المصرية عدداً من الأفلام خلال الفترة الجارية، بدأت هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، في تطبيق نظام "التصنيف العمري" على الأفلام التي تعرض بالسينما.

غير أن التطبيق صاحبه جدل كبير خاصة مع الأفلام الأجنبية التي طرحت أخيرا، وكان من بينها فيلم "Birdman" الحاصل على جائزة الأوسكار أخيرا، وكذلك فيلم "Fifty Shades Of Grey"، وذلك بعدما قامت الرقابة بحذف عدد كبير من المشاهد، ووصل الحذف في الفيلم الثاني إلى أكثر من 10 دقائق محذوفة رغم تطبيق "التصنيف العمري".

مبالغة وإبلاغ

الرقيب عبدالستار فتحي، تحدث لـ"العربية.نت"، مؤكداً أن الأمر لا يخلو من المبالغة في كثير من الأحيان، خاصة أنه من الممكن أن يكون هناك مشهد أو اثنين تم حذفهما، ثم يتحدث البعض بشكل مبالغ فيه حول الوقت الذي تم حذفه.

وأشار فتحي إلى أن الرقابة في تعاملها مع الأفلام الأجنبية، تقوم بالتواصل مع موزع العمل في مصر، وتبلغه بأنه سيتم حذف مشاهد مخلة معينة، من أجل إجازة الفيلم في تصنيف أقل، فإن رفض الموزع يتم التعامل مع الأمر بحلّين لا ثالث لهما، فإما أن تكون هذه المشاهد ضد القيم المصرية، سيتم رفض الفيلم بأكمله، أو تكون هذه المشاهد مقبولة ويمكن عرضها، ولكن يتم ذلك وفق تصنيف الفيلم تحت مسمى (للكبار فقط).

وأوضح الرقيب أن الموزع عادة ما يقبل بحذف المشاهد منذ البداية، حتى لا يتعرض لخسائر مادية إذا صنف الفيلم "للكبار فقط"، وبالتالي تكتفي الهيئة بتصنيف الفيلم تحت مسمى "ينصح بإرشاد عائلي" وتم طرحه بدور العرض.

3 تصنيفات وجزاء رادع

وتحدث الرقيب عن تصنيفات ثلاثة للأفلام التي تطرح في الفترة المقبلة، أولها هو الفيلم العائلي، والذي يشاهده جميع أفراد الأسرة من سن 6 إلى 16 عاما، ثم تصنيف الإرشاد العائلي من سن 16 وحتى 18 عاما"، وبعده تصنيف "للكبار فقط" وهم من فوق سن الـ18، مشيرا إلى أنه في حالة مخالفة دور العرض للتعليمات، يتم تحرير محضر بالمخالفة، وفي حال تكرار الأمر ثلاث مرات من قبل دار العرض، يتم إغلاقها لمدة شهر، وذلك من أجل إلزامها بتطبيق التصنيف العمري.

وعلى الجانب الآخر، أشار فتحي إلى أن هناك مجموعة من الأفلام الجديدة، سيشاهدها الأحد من أجل منحها الإجازة وفق التصنيف الخاص بها.

العربية نت في

21.03.2015

 
 

زواج روبي وأنغام وزينة ونسرين إمام ونبيلة عبيد في مواجهة الرأي العام

"إيلاف" تستعرض زيجات الفن التي فتحت النار على أبطالها

مصطفى القياس

حاول العديد من النجوم الحفاظ على سرية زواجهم، إلا أن أسرارهم انكشفت بسبب تفاصيل وأشياء صغيرة. فقضية إثبات زواج زينة من أحمد عز  كشفت الزواج السرّي بينه وبين أنغام، والخاتم الذي ارتدته روبي كشف زواجها السرّي من سامح عبد العزيز، وغيرها من الزيجات التي تتناولها "إيلاف" في التحقيق التالي تحت عنوان "زيجات في الوسط الفني فتحت النار على أبطالها".

القاهرةليس غريباً أن تأخذ زيجات الوسط الفني حيّزاً من اهتمام ومتابعة الجمهور والفنانين والإعلام، لكن الغريب هو الزيجات السرّية التي تنكشف للعلن مع ما يرافقها من جدلٍ إعلامي واجتماعي  فتتحول لقضايا تترسخ في الأذهان مصطحبة معها الكثير من التعليقات والتساؤلات لتبقى حديث الساعة لفتراتٍ طويلة، وتشكل هجوماً من مختلف النواحي على الوسط الفني الأمر الذي يُبقي أطرافها ضحايا القيل والقال. فبعض هذه القضايا لا تزال حديث الساعة كزواج أحمد عز وزينة، وبعضها بقي عالقاً في الذاكرة كزواج نبيلة عبيد من أسامة الباز وشائعات ارتباطها بالمخرج الراحل أشرف فهمي، علماً أن بعض الإرتباطات لم تلقَ تأييداً من الجمهور كما هي الحال مع ارتباط الفنانة مي كساب بـ"أوكا"، وغيرها من الحالات التي تستعرضها "إيلاف" في السطور التالية:

أحمد عز وزينة وأنغام

بات الحديث عن قضية إثبات نسب طفلي زينة لأحمد عز مسألة تهم الرأي العام، وأصبحت حديث الناس الذين شنوا هجوماً شديد اللهجة على الطرفين بسبب التضليل في المعلومات وعدم إثبات الحقيقة حتى الآن، فانقسم الجمهور لطرفين بين مؤيد لعز ومؤيد لزينة. واللافت أنه مع مرور الوقت تم إقحام الفنانة أنغام في زواريب هذه القضية من خلال نشر إحدى الصحف المصرية وثيقة زواج بينها وبين الفنان أحمد عز بحجة  الضغط عليه وإثبات تضليله للرأي العام، الأمر الذي جدد الهجوم على عز إلى جانب أنغام التي التزمت الصمت لأيامٍ قليلة، ثم بعدها قامت بالرد على نشر هذه الوثيقة بسبب هجوم الجمهور عليها، فأكدت أنه كان زواجاً سريا لكنه صحيح كما أكدت على واقعة الإنفصال بينهما.

مي كساب وأوكا

أما ارتباط الفنانة مي كساب بالمغني الشعبي "أوكا" فقد تحول من حدثٍ سعيد إلى مهزلة وسخرية على لسان الجمهور وسط  غموض أسباب الهجوم. فبمجرد الإعلان عن خطبتهما هاجم الجمهور "كساب"، ولكنها دافعت وقتذاك عن "أوكا" وقالت عنه من خلال صفحتها على "الفيس بوك": "أوكا حب حياتي وهو الرجل الوحيد الذي وقف إلى جانبي بعد رحيل أمي. ولا يهمنى سخرية وهجوم الآخرين لأن هذه أمور سطحية لا أهتم بها". ولم يمر سوى شهور قليلة حتى تجدد الهجوم على "كساب وأوكا في حفل  كتب الكتاب" بسبب تسريحة الشعر التي قاما بها – الكابوريا – ولكن سرعان ما هدأ الأمر وعاد الى طبيعته.

روبى وسامح عبدالعزيز

انكشف خبر زواج روبي من المخرج سامح عبدالعزيز عندما إلتقط أحد المصورين صورة لـ"روبي" وهي ترتدي "خاتم ارتباط" في يدها، حيث انتشرت التساؤلات على المواقع الإلكترونية تشير لارتباط سري وتسأل عن هوية شريك روبي في ارتباطها السري، فانتشر خبر زواجها من المخرج المصري. ولكن الجمهور شن هجومه على روبي بسبب قبولها بأن تكون زوجةً ثانية. فلم يمر هذا الزواج مرور الكرام قبل أن تأتي شرارة ثانية لتشعل الأمر وذلك من خلال طلاق "عبد العزيز" من زوجته الأولى، الأمر الذي دفع جمهور مواقع التواصل الإجتماعى للهجوم على "روبي" باعتبارها تسببت بطلاق "عبد العزيز" الذي له أطفال من زوجته الأولى، في حين قال البعض إن "ذنب أطفال سامح في عنق روبي".

محمد منير

أما "الملك- الـKing" محمد منير كما يحلو لجمهوره أن يناديه، فقد قوبِلَ خبر زواجه بسعادة غامرة من الجمهور بعد فترة عزوبية إستمرت سنواتٍ طويلة، لكنه سرعان ما وجد نفسه يقف أمام التيار بمجرد إعلانه عن خبر طلاقه بعد أقل من ثلاثة شهور، وعلى الرغم من أنه يحظى بجماهيرية كبيرة، إلا أنه نال سخط وهجوم الجمهور وسخريته بسبب طلاقه السريع.

حسين فهمى وزواجه من كفيفة

أما الفنان حسين فهمي الذي لاقى الإعلان عن زواجه مجدداً بعد طلاقه من زوجته الثانية الفنانة لقاء سويدان بعامين صدى إيجابيًا من الجمهور، فسرعان ما تحول الأمر الى كابوس عليه، وذلك عندما نشر صورة تجمعه بزوجته السعودية رانيا العصيمي على حسابه الشخصي على "تويتر". فبدأ روّاد مواقع التواصل الإجتماعى بالسخرية والهجوم عليه كونها كفيفة، حتى أن الأمر وصل الى اتهام "فهمي" بأنه  تزوجها طمعاً في ثروتها، ولكن النجم المصري لم يقف مكتوف الأيدي أمام هذه التصريحات وكتب على حسابه وقتها على "تويتر": "أرجو ألّا تسخروا من زوجتي .. فهي كفيفة". 

خالد يوسف وشاليمار الشربتلي

وبعد أقل من ثلاثة اعوام من زواجهما والذي أسفر عن طفلةٍ واحدة إنتشر خبر طلاق خالد يوسف وشاليمار، ولكن "يوسف" قام بتكذيب هذه الأخبار ونفيها لشهورٍ قليلة إلى أن خرجت أنباء تؤكد طلاقهما الأمر الذي أثار حملات هجومية من الجمهور ضده بحجة تضليله الرأي العام.

نسرين إمام والمنتج تامر مرسي 

وعلى الرغم من أن الفنانة المصرية نسرين إمام ظلت محتفظة بخبر زواجها من المنتج تامر مرسي بعيداً من الوسط الفني والصحافة، إلا أنه وبعد شهور قليلة من الزواج إنتشر الخبر بسرعة كبيرة بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي، حيث ظل الهجوم مستمراً على "إمام" كونها قبلت بأن تكون الزوجة الثانية للمنتج المصري، إلا أنها عادت وانفصلت عنه بعد عامٍ ونصف من الزواج علماً أنه والد ابنها "سليم".

نبيلة عبيد وأسامة الباز

وأعلنت الفنانة نبيلة عبيد أنها تزوجت من المستشار السابق للرئيس المخلوع حسني مبارك أسامة الباز، مؤكدة أنها لم تكن مقربة من النظام أكثر من غيرها على رغم زواجها من "الباز". وقالت إنهما انفصلا بعد مشكلة لم تدخل بتفاصيلها، واعترفت أنها كانت تعيش معه في منزلها لمدة 9 سنوات موضحة أنه لا يعنيها من كان يعلم ومن لا يعلم بذلك. ونفت حصولها على امتيازات أو مصالح بسبب زواجها من "الباز"، رغم أن الجمهور قد انتقد هذا الزواج واعتبر أن علاقتها به كانت بهدف المصالح، لكنها أعلنت أن سر التكتم على هذا الزواج كان بسبب إصرار عبيد على الإستمرار في التمثيل ومراعاةً لموقع "الباز" السياسي علماً أن هذا الزواج قد تم بموافقة مبارك. كما أن الشائعات انتشرت حول زواجها من المخرج الراحل أشرف فهمي لكنها نفت ذلك مشيرةً الى أنها لم تتزوج به بسبب غيرته ولكونه زوج صديقة لها.

في ما يلي رابط اعتراف الفنانة نبيلة عبيد حول زواجها:

https://www.youtube.com/watch?v=yA-Nu9W_n1s

مؤلفة "درجات غراي الخمسون" ستكتب سيناريوالفيلم الثاني

عبد الاله مجيد

ستتولى المؤلفة إي. ايل. جيمس كتابة سيناريو الفيلم الثاني الذي يقتبس روايتها "درجات غراي الخمسون". وكانت ايرادات الفيلم الأول زادت على 300 مليون دولار عالميا خلال الأيام القليلة الماضية رغم الاستجهان الذي لاقاه من بعض النقاد ومخاوف هوليود مما تردد عن اعتراض الكاتبة على السيناريو. واشارت تقارير الى ان جيمس هددت بسحب دعمها للفيلم ما لم يحتفظ بالحوار الأصلي وانها تدخلت لاقناع المخرجة سام تايلور جونسون بجعل المشاهدة الجنسية في الفيلم "أكثر إثارة". 

وقالت مجلة فرايتي ان المؤلفة تريد الآن ان تكتب سيناريو الفيلم الثاني بنفسها وان المحادثات مع شركة يونيفرسال هي السبب في تأخر الاعلان عن اعطاء الضوء الأخضر للفيلم الثاني. ويعني التأخير ان الفيلم الثاني لن يصل الى دور العرض قبل اواخر 2016 أو الربع الأول من 2017

وقال مراقبون ان كتابة جيمس سيناريو الفيلم الثاني بنفسها يعني استبعاد المخرجة تايلور جونسون التي اعترفت باشتبكاها مع الكاتبة في مشادات عديدة خلال تصوير الفيلم وكذلك استبعاد كاتب السيناريو الأصلي كيلي مارسيل. كما يبدو من المستبعد أن يُشرَك في الفيلم الثاني الكاتب المسرحي باتريك ماربر الذي رفضت جيمس نصه لقصة الفيلم مفضلة الحوار الأصلي عليه

وزادت مبيعات الرواية التي نُشرت عام 2012 على 100 مليون نسخة في انحاء العالم. وتأمل شركة يونيفرسال بانتاج فيلمين آخرين يستوحيان ثلاثية الكاتبة البريطانية عن ملياردير مهووس بالعلاقات الجنسية السادومازوخية وطالبة شابة ساذجة

إيلاف في

21.03.2015

 
 

النجوم في عيد الأم...

هدايا للأمهات والزوجات ودعاء للراحلات

في عيد الأم ينسى النجوم المعايير المتعارف عليها بالنسبة إلى المشاهير، وتحرك هذه المناسبة في نفوسهم فيضاً من المشاعر التي تعيدهم إلى أحضان أمهاتهم
صحيح أن الأمر لا يحتاج إلى عيد لإثبات بر الفنان بوالدته، لكن المناسبة المحددة الموعد تكون فرصة لالتقاط الأنفاس من المشاغل والهموم، والعودة إلى نبع الحنان والحب.
كيف يقضي النجوم عيد الأم؟ سؤال طرحته «الجريدة» على نجوم عرب وسجلت الانطباعات التالية.

حنان وحب وعطاء

أحمد عبدالمحسن

شوق
«الأم مدرسة، مهما قلنا لها لن نفيها حقها»، تؤكد الفنانة شوق موضحة أن عيد الأم أبرز المناسبات التي يجب أن يهتم بها الإنسان، وأقل شيء تستحقه أمهاتنا.

تضيف: «ما أجمل أن يعيش الإنسان إلى جوار أمه. على كل شخص شكر الله على هذه النعمة التي يفتقدها كثيرون بسبب خسارتهم أمهاتهم، فوجودها يمنحنا دعماً وصحة وعافية».

تتابع: «مهما قلنا حول الأم يبقى قليلاً. أتمنى أن يطيل الله بعمر الأمهات المسلمات وأن يجعلهن سبيلاً لدخول الأبناء إلى الجنة».

تسترجع شوق ذكرياتها القديمة، وتفتح صفحات كتابها العتيق الذي دونت فيه كل لحظة سعيدة قضتها مع أمها، وتقول: «ثمة أمور لا يستطيع الإنسان معرفة قيمتها الحقيقية إلا عندما يفقدها، قد يكون هذا الأمر مناسباً لكل شيء إلا الأم، فقيمتها تبقى على الدوام قبل رحيلها وبعده، لا يمكن تعويض حنانها ولا يمكن لأي مشاعر في الدنيا أن تكون بصدق ما تقدم الأم لأبنائها».
محمد رمضان

«لو قدمت حياتي بأكملها لن أفي جزءاً بسيطاً من فضل أمي علي»، يشير الفنان محمد رمضان موضحاً أهمية هذا اليوم بالنسبة إلى الأمهات، ويقول: «من الرائع أن تعبر عن حبك لأمك في كل وقت، ومن الجميل أيضاً أن تخصص يوماً معيناً لشكر أمك والثناء على ما قدمته لك طوال حياتك، فمن يفقد أمه كأنما يفقد العالم ومن فيه، وجود الأم لا تقدر قيمته بأي ثمن».

يضيف أنه يعتبر أيامه كلها بمثابة عيد الأم، ويقدم ما في وسعه لإرضاء أمه، ويتابع: «الجهد الذي بذلته الأم في تربية أبنائها يعادل جهد ملايين البشر، ولا يمكن لأي إنسان القيام به، حرمان الأم من لذتها في سبيل راحة الأبناء وسهرها وتعبها على تربيتهم. كل هذه الأمور تستحق  تقدير الأبناء. أتمنى ألا أرى في حياتي شخصاً يسيء معاملة أمه».

بدور عبدالله

«من يعامل أمه معاملة سيئة سيلقى جهنم في الدنيا قبل أن يلقاها في الآخرة»، تؤكد الفنانة بدور عبدالله، لافتة إلى أن وجود الأم يعطي الشخص أملاً وثقة، ومغادرتها هذه الدنيا يصيبه بوحشة مهما كبر به العمر، وتقول: «نسأل الله العلي العظيم أن يطيل بأعمار الأمهات. لا يمكن تقييم أهمية الأم مهما عبر الإنسان ومهما قال ومهما أنشد وغنى. الأم أحد أبواب الجنة إذا غادرت يغلق معها هذا الباب. إرضاء الأم أهم من أي أمر آخر، ولا يمكن رد الجميل لها مهما فعلنا حتى وإن رعيناها طول العمر».

تضيف أن دور الأم يختلف كلياً عن دور الأب والأصدقاء، وتأثيرها في أبنائها يرسم لهم مستقبلاً وطريقاً ليسيروا عليه في المستقبل، وتتابع: «دعاء الأم لا يمكن أن يُستبدل به أي شيء مهما كان حجمه، وبر الوالدين لا بد منه، ورعاية الأم والاهتمام بها يفتحان لك أبواب التوفيق والنجاح طوال حياتك، ويجعلان أبناءك يبادلونك المشاعر التي أعطيتها لأمك، لذا أنصح أي شخص أغضب أمه أن يقبل رأسها ويطلب منها السماح والمغفرة».

سناء القطان

«رعايتها والاهتمام بها أقل ما يمكن أن تحصل عليه الأم بعد الجهد الذي بذلته في سبيل رعاية الأبناء»، توضح الفنانة سناء القطان مؤكدة أن الشخص إذا لم يرعَ أمه بعد تقدمها في السن وبعد مرضها أو تعرضها لأزمة صحية، لا يستحق العيش.  تضيف: «أشمئز من الذين يعاملون أمهاتهم بصورة سيئة، هؤلاء ليسوا بشراً بل وحوش. يجب أن تكون للأم معاملة خاصة أهم من الزوجة والأبناء. أتمنى أن أوفق في بر والدتي ورعايتها إلى آخر يوم في حياتي».

تتأثر القطان بما تشاهد من عقوق الأبناء تجاه أهلهم خصوصاً الأم ومعاملتها معاملة سيئة، وتتابع: «لا أستطيع تمالك نفسي مع هؤلاء الأشخاص، قد يكونون مرضى نفسيين، فلا يمكن لأي شخص طبيعي معاملة أمه بهذه الطريقة. الأم أحد أبواب الجنة إذا أغلقته قد تُغلق في وجهك الأبواب كلها».

شعور لا يوصف

بيروت  -   ربيع عواد

نانسي عجرم

{ابنتاي هما فرحتي، بعدما رزقت بهما تغيرت حياتي، وأصبحت حساسة جداً وازداد خوفي ليس عليهما فحسب بل على نفسي لشعوري بمسؤولتي أمامهما ورعايتهما، والحفاظ عليهما}، تؤكد نانسي عجرم، لافتة إلى أنهما لا يفارقانها أبداً وتحرص على مرافقتهما إلى المدرسة.
تضيف: {لا أريد أن أندم في المستقبل لأنني لم أعش معهما لحظات لا يمكن استعادتها. أشعر بفرحهما حين أكون إلى جانبهما، ولا يبدو لي، في أي موقف، أنني أقوم بواجبي تجاههما بل تغمرني السعادة وأنا ألعب معهما}.  

حول كيفية تعايشهما مع فكرة أن والدتهما فنانة تشير إلى أنهما {تنتظران رؤيتي على الشاشة، خصوصاً ميلا، بينما إيلا الصغيرة تبكي حين تراني ولا تستطيع ملامستي}.

نيكول سابا

{جعلتني الأمومة أشعر بأحاسيس لم أعرفها سابقاً} توضح نيكول سابا، مشددة على أن أجمل الأوقات هي التي تمضيها إلى جانب ابنتها نيكول، لأنها أهم  شخص في حياتها وتعيش لأجلها حسب رأيها.

تضيف: {حين أصبحت أماً، بدأت أعرف معنى الحنان الذي كانت والدتي تمنحنا إياه منذ طفولتنا}، مشددة على أنها كانت، في السابق، أكثر جرأة في خطواتها ولا تعرف معنى الخوف، فيما تشعر اليوم بأنها مسؤولة أمام ابنتها وتخاف عليها، وتتابع: {كملّت كياني كامرأة لكن ابنتي هي نقطة ضعفي، وتخليت عن أمور كثيرة مثل الأنانية}.

كانت سابا أوضحت، في حديث لها، أنها اتفقت مع زوجها يوسف الخال على أن يبعدا ابنتهما عن الإعلام والأضواء والظهور على أغلفة الصحف والمجلات، وقالت في هذا السياق: {أخاف عليها وأريد أن تكون لنا حياتنا الخاصة، وأن يحترم الجمهور هذه الرغبة أيضاً}...

سابا أشارت إلى أنها تعتمد في تربية ابنتها على المبادئ التي تربت هي عليها، أي الانضباط والالتزام واحترام الغير وقالت: {أربيها بفائض محبّة وعلى أسس صحيحة ولا أحبّها أن تكبر قبل أوانها، بل أن تعيش مثلي كل مرحلة من عمرها على حدة}.

ألين خلف

«قلبت الأمومة حياتي رأسا على عقب» تؤكد ألين خلف التي رزقت بابنتها ليفي، موضحة أنها تختبر حياة جديدة ملؤها الدفء والحنان والعطاء والتضحية، ومشددة على أن الأمومة نعمة منحها الله للمرأة، وهذا الشعور هو الأسمى والأرقى على الإطلاق.

تضيف: «لا شك في أنني كنت خائفة، بادئ الأمر، لعدم معرفتي معنى  الأمومة، لكني تيقنت من أنني سأكون أمام مسؤولية كبيرة. بعدما رزقت بابنتي شعرت بفيض من الحب والقوة أمامها، ورغم أنني كنت اهتم بأولاد  أشقائي، فإن الأمومة أمر آخر مختلف، ولا أبالغ إن قلت إنني أصبحت أحب الأولاد عموماً».

كانت خلف أشارت، في حديث لها، إلى أن ابنتها أضافت إليها أمراً كان ينقصها وقالت: «ربما نحن كفنانين نغني لإسعاد الناس، والآن بات ثمة من يسعدني وهي طفلتي».

تابعت: «تحب ابنتي الاستماع إلى الموسيقى وتحرك يديها وقدميها، وحين تبكي أجد صوتها جميلا». عما إذا كانت ستغار من ابنتها في حال أصبحت نجمة، ردّت ألين: «بل أودّ أن تكون أكبر نجمة».

كارلا حداد

«ابنتي أكبر هدية من رب العالمين» تشير كارلا حداد لافتة إلى أن الأمومة اسمى شعور، وأن ابنتها الأغلى عندها، وتجتهد لقضاء معظم وقتها معها، لأنها تشعر بتقصير دائم تجاهها.

تضيف: «لدي فيض من الحنان والحب والتضحية تجاه ابنتي، وبفضلها أرى الحياة أجمل».

تتذكر حداد أنها بكت في اللحظة التي رأتها فيها للمرة الأولى داخل غرفة الجراحات ولم تشعر بهذا الإحساس سابقاً، وقالت في حديث لها: «يتملّكني شعور غريب، ورعشة تملأ جسمي كلما وجدت نفسي خارج البيت من دونها، ربما لأنني أم لأول مرة، ولكن لا أعتقد أن هذا الشعور لن يتغيّر في حال أنجبت طفلاً ثانياً... لا أعرف».

 كانت كارلا حداد نشرت على حسابها الخاص على موقع «انستغرام»، منذ فترة قصيرة، صورة لها مع ابنتها وهي ترسل قبلة لها، ووصفت شعور الأمومة بقولها: «عندما تكونين أماً تكتشفين قوة في داخلك كنت تجهلينها».

معنى الحياة

القاهرة –  بهاء عمر

عيد الأم بالنسبة إلى إلهام شاهين موعد سنوي تؤدي فيه العمرة في الأراضي المقدسة على روح والدتها الراحلة، ولا تتخلف عنها، معتبرة أنها هدية تقدمها في موعدها المعروف لأمها لترد جزءاً من حقها عليها. وحتى لا تشعر بغيابها عنها، توضح أنها تشارك في أعمال الخير وتهدي ثوابها إلى روح والدتها، مع ذلك لا تشعر بأنها قاربت جزءاً من حقها لأنها سبب وجودها في العالم أصلاً، فضلا عن سهرها وتعبها ووقوفها إلى جانبها في أوقات الشدة.

تضيف أنها شعرت بالعجز أمام معاناة والدتها أثناء مرضها، رغم المحاولات التي بذلتها لعلاجها في أفضل المستشفيات، إلا أن قضاء الله نافذ، مؤكدة أنها تفتقد حضن أمها الذي كان أكثر الأماكن أمناً، وتحاول تعويض ذلك بأداء العمرة سنويا على روح أمها الراحلة.

نهر من العطاء

تشير ليلى علوي إلى أن «ستيلا» (تحب أن تنادي والدتها  باسمها كنوع من التدليل)، تمثل لها معنى الحياة، وتتواصل معها باستمرار في عيد الأم أو غيره وتطمئن عليها، سواء كانت داخل مصر أو خارجها، لافتة إلى أن وجودها إلى جوارها وتشجيعها الدائم لها، كانا السبب الرئيس في إظهار موهبتها وتقديمها إلى الوسط منذ سنوات الطفولة، لأن والدتها كانت تعمل في الحقل الإعلامي.

تضيف أنها تحاول تجسيد معنى الأمومة الذي تعلمته منها مع ابنها بالتبني خالد، فضلا عن الحرص على حضورها إلى جانب ابنة شقيقتها ودعمها، موضحة أن والدتها تبث مشاعر الأمومة ليس في ابنتها فحسب، بل تحيط بحنانها زملاءها في الوسط وأبرزهم إلهام شاهين التي تعتبرها ابنتها أيضاً.

في حياة هاني رمزي ثلات أمهات، بحسب قوله، والدته وزوجته وابنته، موضحاً أن لكل منهن دوراً في حياته، حتى إنه في عيد الأم يقدم هدايا لهن جميعا، لافتاً إلى أن والدته محور حياته لأنها نهر من العطاء والتضحية، لتمكنها من تربيته وأشقائه حتى وصلوا إلى أعلى المناصب.

يعتقد أن بره بوالدته ليس لتربيتها له ودعمها فحسب، ولكن يضرب المثال لأولاده حتى يحرصوا على مودته في عجزه، ويقدموا لأولادهم المثل كذلك.

كل الدنيا

تتذكر أميرة العايدي والدتها عزيزة راشد التي رحلت قبل سنوات مؤكدة أنها تفتقدها في تفاصيل حياتها، خصوصاً أنها رحلت بعد وفاة والدها، وتشعر، كلما واجهت أزمة وضغوطاً على المستويين الشخصي والمهني، بفقدان والدتها التي كانت الحب الذي تستند إليه في مواجهة المشاكل.

تلفت إلى أن أبناءها يعوضونها غياب أحبابها، وأنها شعرت بمعنى المعاناة التي تتكبدها الأمهات بعدما  صارت أماً مسؤولة عن ولدين في كل تفاصيل حياتهما، بداية من استيقاظهما من النوم وتناولهما الإفطار وحتى وصولهما إلى مدارسهما ومتابعة دروسهما.

تضيف أنها لم تكن تتخيل بأنها ستتمتع بالقدرة على رعاية أولادها رغم التعب الذي هي فيه، لكن يبدو أن الخالق يضع هذه القوة في الأم، لافتة إلى أنها لم تكن تقدر معاناة الأمهات عندما كانت تعتمد على والدتها، في ما بعد، فهمت قول والدتها عن أنها لن تفهم خوفها وحرصها عليها، إلا عندما تصبح أماً وهو ما حدث بالفعل.

يكشف حسن الرداد، أنه يشتري هديتين في عيد الأم الأولى لوالدته والثانية لشقيقته، مشيراً إلى أن كلا منهما تمثل أما له، فهما كل ما تبقى له في الدنيا بعد رحيل والده، مشيراً إلى أنه يتمنى لو يستطيع رد جزء من جميل والدته وشقيقته عليه، فهما سنده في الدنيا، الداعم الأول والأخير له على مستويي المهنة وحياته العادية.

يضيف أنه كثيرا ما يواجه مشكلات وعقبات في عمله، ولا يجد سوى والدته يلجأ إليها لتدعو له بالتيسير ويتيقن عندها بحل  المشكلة ما دامت هي راضية عنه، لافتاً إلى أن كثيراً ما حدث ذلك.

الجريدة الكويتية في

21.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)