كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

الدكتور وليد سيف رئيس المركز القومى للسينما :

لن أهاجم من يهاجمنى .. ولن أتوقف عن العمل للنهوض بالمركز

حوار : محمد مختار أبودياب

 

 منحت الفرصة للشباب .. ونظام الأرقام السرية هدفة ” العدالة

الشائعات هدفها تشوية النجاح بعد الظهور المشرف فى “فسباكو

الدكتور وليد سيف يمثل قارورة عطر داخل الوسط السينمائى ونهر من الخير والحب لما يقدمه للأخرين من حولة ، وخلال الفترة القصيرة التى تولى فيها مسئولية المركز القومى للسينما نجح فى تغيير صورة المركز وجعلها أكثر إشراقا فى الداخل والخارج وأخرها مشاركتة الفعالة والمشرفة فى مهرجان فيسباكو السينمائى الاسبوع الماضى بعد ما حققه من حضور قوى نائبا عن وزير الثقافة قام خلاله بإفتتاح المهرجان مع رئيس الوزراء البوركينى وإختتامه مع رئيس الجمهورية غير مناقشة سبل تفعيل بروتوكولات التعاون مع وزارة الثقافة ومعهد السينما والمركز وهذا فضلا عن لقائه بالمخرج العربى العربى عبد الرحمن سيساكو والإتفاق المبدئى حول مشاركة مصر فى إنتاج فيلم عالمى يفضح الإرهاب المتستر بعباءة دينية زائفة ، ولكن بعد أيام قليلة من عودته وعلى الرغم من جهوده الملموسة فى إعادة مسابقة الدعم وتنشيط الإنتاج إلا أنه فوجىء بحملة هجوم عنيفة على الفيس بوك توازت مع تعيين وزير جديد للثقافة.. “نجوم اون لاين” قامت بسؤال الدكتور وليد سيف حول هذه الإتهامات وليس الإنجازات

·        فى البداية .. زعم البعض بان المركز القومى مازال فى قبضة على ابو شادى؟

الكل يعرف اننى شخص له رؤيته وأسلوبه فى العمل ولا اسمح لاحد بالتدخل فى إدارتى وهو ما كان سبب خلافاتى الحادة مع مسئولى الوزارة اثناء رئاستى لقصر السينما وهو ما تكرر فى صراعى العنيف المعلن مع الراحل ممدوح الليثى.. طريقتى فى الإدارة لا يمكن أن تخضع لتوجيهات غيرى والاستاذ على أبو شادى صديق ورئيس سابق للمركز يمكن أن أستفيد من ىرأيه وخبراته تماما مثلما أستفيد من أراء كافة الزملاء ومنهم رؤساء المركز السابقين مجدى أحمد على والقليوبى وهاشم النحاس.

·        وماذا عن جيهان إبراهيم التى يقال أنها كانت ذراعه الأيمن والتى عينتها كمديرة انتاج للعديد من الافلام بالمركز؟

لم اعينها مديرا للإنتاج ولكن مديرة للتسويق وهذا أمر طبيعى فهى من ذوات الخبرة الطويلة فى المكتب الفنى بالمركز كما أنها حاصلة على دراسات عليا فى هذا المجال.

·        ولكن البعض يردد أنك أطحت ببعض العاملين ونقلتهم من أماكنهم بالمخالفة للقوانين؟

من حق الإدارة بل ومن واجبها أن تعيد توزيع الكفاءات طبقا لحاجة العمل ومقتضياته ورؤيتها الشاملة للموقع وكل هذه القرارات صدرت بإجراءات قانونية ودون إرتكاب أى مخالفات وعلى المتضرر اللجوء للقضاء وليس الصحافة، ومن الغريب أن تفسح الصحافة الفنية مساحات للحديث عن نقل مراقب حسابات او امين مخزن دون أن تذكر شيئا عن الانشطة والفعاليات وحركة الإنتاج والمسابقات المختلفة التى يقيمها المركز.

·        يتهمك البعض بصرف مكافآت كبيرة لبعض بالمركز؟

من واقع المستندات المكافآت أقل عن الفترة المماثلة من العام الماضى على الرغم من تزايد الأعباء بثلاث مسابقات دعم ومركز ثقافى جديد وملاحقة وثائقية لمشروع قناة السويس الجديدة

·        وماذا عن إستعانة المركز بمديرى إنتاج محالين للمعاش دون اللجؤ للشباب وخريجى المعهد؟

هذا الكلام عار تمام من الصحة ولم تتم الإستعانة بأى مدير إنتاج من المحالين للمعاش أثناء فترة رئاستى على الرغم من ندرة الخبرات فى هذا التخصص بالمركز ولكننا نشجع الاجيال الجديدة ونحرص على دعمهم سواء من خلال المعينين الجدد أو وحدة دعم أفلام الشباب. يقال أن الإعتماد على الأرقام السرية

·        هو السبب فى الإشاعات والهجوم عليك من أصحاب المصالح؟

نظام الأرقم السرية سبق العمل به فى مسابقة 2010 وهو يتيح للجنة القراءة العمل بعيدا عن إزعاج وصخب البعض من أصحاب السيناريوهات كما أنه يضفى على المسابقة المزيد من الحيادية والمصداقية، فالسيناريو يذهب للجنة دون إسم العمل أو مؤلفه أو مخرجه ومهما كان الهجوم الذى أواجهه أو الشائعات الكاذبة التى تنتشر حول فوز هذا أو ذاك من قبل أن تبدأ اللجنة أعمالها لن يثنينى عن المضى فى طريقى لإتاحة الفرصة العادلة للجميع.

·        هل فكرت فى الإستقالة فى ظل هذه الأجواء المشحونة والتفرغ لكتاباتك وأبحاثك؟

تقدمت بإستقالتى أكثر من مرة فى ظروف سابقة ولكن يصعب أن أستسلم فى مواجهة هذه الحملة الشرسة التى تسعى للنيل من سمعتى التى لا أملك غيرها ، وأعلم جيد أن أصحاب القرار يقدرون جهدى فى النهوض بالمركز وإنجازاتى خلال الفترة القصيرة التى توليت فيها المسئولية شاهد عيان على العمل الجاد من أجل الرقى بجميع الفنون السينمائية

نجوم أونلاين المصرية في

18.03.2015

 
 

القط
د. هاني حجاج

يقيم الفنان لمسألة اندماج المشاهد أو المستمع ألف حساب، بل إن نوعية الجمهور في حفلات الموسيقار محمد عبد الوهاب كان لها دخل كبير في توجهه عند الغناء. المبدع الحقيقي يستمد من حماس مريديه طاقة إبداعية إضافية. وكان على المخرج إبراهيم البطوط أن يلتفت إلى هذه الحقيقة عند تقديمه فيلم (القط). تجاربه السابقة (عين شمس 2008)، (حاوي 2010)، (الشتا اللي فات 2012) جيدة في حدود مفاهيم تجارب شباب السينمائيين ومشاريع التخرج، لكن خبرته في الفيلم الروائي لم تتقدم لتقترب من القاعدة العريضة للجمهور. البطوط مضطرب، لديه لغة سينمائية أكاديمية لكنه لا يجد ما يريد أن يقوله. في بدايته كان يتحرك بحماس يداري الثغرات كما في (إيثاكي) وعندما أجبر نفسه التزام قواعد حرفية كبيرة كانت التجربة أقرب للنضوج في (عين شمس)، وبطبيعة الحال يتبدد الحماس لأن الأساس مذبذب فأخذ التوهج في الخفوت حتى تلاشى في (الشتا اللي فات). 

الكاتب والفنان سوف يوفر على نفسه الكثير من التخبط إذا أجاب قبل تنفيذ مشروعه على هذا السؤال: من الذي أرغب في إبهاره حقاً؟ هذا غرض نبيل في حد ذاته وليس من الضروري أن تكون الروايات والأفلام ثقيلة الظل بدعوى العمق الفلسفي. إذا كان السرد مدهشاً وما أراه باهراً فقد حققت المستحيل. لكنك عندما تفكر في الرفاق المثقفون على سلالم معهد السينما ومقهى الحرية، والنقاد في لجنة تحكيم المهرجان، وفي موظف حكومي وربة منزل يشاهدان الفيلم ساعة مغربية، هنا عليك أن تملك قدرات غير عادية حتى يصير ما تقدمه مظلة متينة النسيج بكل ألوان الطيف، فيستمتع المشاهد البسيط بالحبكة البوليسية في (أرض الخوف) لداود عبد السيد مثلاً، ويستخلص الواعي بُعده الجدلي، عدا ذلك يمكنك الاعتراف بحدود ما تملك وتتفق مع بقية فريق الفيلم على تيمة واضحة المعالم لجمهور محدد سلفاً. 

عندما يهبط (فاروق الفيشاوي) درجات السلم في أول مشاهد فيلم (القط)، يعمد المصور إلى وضع العدسات بزوايا تعكس ألوان النهار تنسجم فيه درجات الأزرق والأخضر والأصفر والكريمي للماء والرمل والحجارة، وتتعمد إظهار الرجل في إطار غامض مهيب، يعيد للأذهان فكرة الشيطان المُحرِّض من (سفير جهنم) إلى حسين فهمي في (لمح البصر)، والفيشاوي نفسه في (سوق المتعة) وكلها لم تنجح في تصوير هيئة مفيستو الجهنمي الذي اشترى روح فاوست. وكما أن ثمة هدنة يجب أن تفصل بين النكتة والأخرى حتى يصير العمل الكوميدي مفهوماً، عليك ألا تضع أكثر من كيان مبهم في العمل الواحد وإلا صارت المعالجة أكبر من قدرتك على التعامل معها والغموض أكثر إرهاقاً لذهن المشاهد وأعلى من حواسه على الاستيعاب؛ لأن القط (عامر واكد) هو الآخر يجعله المخرج عبارة عن مخلوق غريب تحيطه الحيرة، وعندما تتوالى المشاهد تتناثر الأسئلة مع إجابات أقل، ينتشر الغموض ولا وقت أو بال للتفسيرات خصوصاً عندما ينشأ صراع يجب أن يخوضه القط مع الحاج فتحي تاجر الأعضاء البشرية (صلاح الحنفي وهو شخص ظلمه من أقنعه بالتمثيل) نموذج تقليدي لرئيس العصابة المبهرج في أفلام جيمس بوند يقول أشياء شريرة سخيفة ويلتهم التفاح وتحيط به الفتيات العاريات طيلة الوقت. 

التوظيف البصري للأفكار التي تخطر على رأس البطوط جيد، لكن الأفكار نفسها تختلط على نفسها، في المشهد التالي لافتتاحية الفيلم يذوب القط بين جموع القاهرة كأنها متاهة أو شبكة من دهاليز عالم سفلي ثم الطرق المتعرجة في عشوائيات القاهرة. هنا تسأل نفسك: لماذا لا يكتفي المخرج بموضوع تشويقي مفهوم كما فعل مروان حامد في (إبراهيم الأبيض)؟ فيلم أكشن له جمهور معروف بالاسم رغم قصته الضعيفة وتأثيره السلبي، هذه القصة الضعيفة وهذا التأثير السلبي أصبحا من عناصر نجاح الفيلم عندما حدد مروان جمهوره بدقة، وهم أبناء العشوائيات ودواليب حشيش الجيَّارة ينعشهم مشهد المطواة قرن الغزال وخناقات الحواري! الإجابة: لأن إبراهيم البطوط طمع في جذب المشاهد الذي يقرأ كافكا ويفهم أفلام جودروفسكي السريالية، هكذا بدأت الحبكة السردية تضعف بسرعة مع ظهور مشاهد تتسلل إلى الشاشة من لا وعي المخرج مثل خروج بنت لا نعرف من هي من قصر لا نعرف أين هو ترتدي فستاناً فوق الركبة وتسريحة شعر من العشرينيات، تسير هكذا في عز الظهر الأحمر في شوارع القاهرة وتعبر من أمام الحواجز الحجرية أمام الوزارات لكي تصل إلى الحجرة الحجرية التي يعيش فيها نائب عزرائيل لتقول له أشياء لا نفهمها ثم تختفي، ولا تظهر من جديد إلا لنرى جمال ساقيها! 

يزداد التخبط عندما يقرر البطوط فجأة أن يقول مواضيع هامة، ومن جديد تتجسد خواطره الخاصة على شكل لقطات بالأبيض والأسود وكأن دكتور فرانكشتاين الفيشاوي يتابع عمليات نقل الأعضاء بآلات تصوير لا نعرف من أين جاءت. المخرج ينتقل فجأة من لعبة المطاردة بين العالم القدير والجاهل الغافل إلى معالجة اجتماعية تجريدية أشبه بفيلم (خزانة الدكتور كاليجاري). إذا كان الفيلم يطرح الأسئلة ويدعو المتفرج للتفكير فلماذا لا يمنحنا مادة كافية للمناقشة؟ هل يمكن أن تطلب من أحد أن يمتحن في عدة مواد دون كتاب واحد للمراجعة، بل أين المنهج من الأساس؟ ما هي طبيعة الصراع الذي نراه؟ هل يطرح مأساة إنسانية عامة أم مسألة محلية جداً كالفوضى والغياب الأمني والشتات السياسي؟ نحن لم نعرف أي شيء مما يلزم من الجوانب الشخصية للقط والرجل المدثر بالظلال، ما الذي يجعله فجأة قادراً على صنع قنبلة جبارة كهذه؟ أفضل عناصر الفيلم هو ثراءه البصري لكن المُحزن أنه بدا كمالا وفيرا بدده المخرج في سلعة بلا فترة ضمان، فعندما استخدم الميزانية الأفضل في تاريخه حتى الآن في أدوات تصوير وإضاءة ممتازة، جلب معها طاقماً من الممثلين الهواة، بالمجاملات وبالوساطة وبفلوسهم، تركهم يرتجلون في الحوار وطريقة الأداء فزاد الضعف. ونرجو أن تكون للبطوط سيطرة أكبر على فريقه فيما بعد، فلا ذنب لي كي أشاهد تمثيل الحنفي البشع لمجرد أنه المنتج، ولا سلمى ياقوت بأسلوبها البارد المنفر كتماثيل متحف الشمع، ولا سارة شاهين التي ترمي الكلام في وجوهنا بقرف كمن يبصق قشر لب.

Hany_haggag@hotmail.com

جريدة (المقال) المصرية في

18.03.2015

 
 

ورشة نقد سينمائي في القاهرة.. علاقة المدينة بالأفلام

نديم جرجوره

النشاط السينمائي المصري، الخارج على النظم الإنتاجية المتحكّمة بالصناعة الفنية، مستمرٌّ في اختبار أنماط متنوّعة من العمل. الأسماء المتّخذة تشي بنوع من «تمرّد» على هذه النظم الحيوية العاملة بمسمّيات مختلفة، تحاول أن ترسم معالم جديدة لسينما جديدة.

«سيماتك ـ مركز الفيلم البديل» (القاهرة) تجربة أخرى في المجال الفنيّ نفسه. التعريف به يقول إنه «مساحة تحتفي بتنوّع الأفلام المحلية والعالمية، وبجمالها وقوّتها». تمّ التأسيس قبل أشهر عديدة، انطلاقاً من «خبرة العمل في القطاع السينمائي، في خضم لحظة تاريخية، على أيدي صنّاع السينما ومحبّيها على حدّ سواء». الهدف؟ «أن يكون (المركز) مساحة لمُشاهدة الأفلام، وفتح نقاشات حولها. لاستكشاف السينما وتطويرها، مع الإيمان بأهمية الحفاظ على التراث، واستشراف المستقبل، من خلال دعم ثقافة الأفلام البديلة»، على أمل «بناء مساحة حيوية، يلتقي فيها صنّاع الأفلام ومشاهديها، لتبادل الأفكار، وإثارة النقاشات، والاستمتاع بالغنى السينمائي أساساً».

أحد نشاطاته الأساسية: «كرّاسات سيماتك». هذا برنامج تدريبيّ «يهدف إلى تطوير مهارات النقد السينمائي لمجموعة من الشباب الكتّاب، من خلال 6 ورش عمل، تتضمّن أسابيع أفلام تُعرَض أمام الراغبين في مشاهدتها جميعهم، بمشاركة نقّاد وباحثين عرب». ينتج عن البرنامج هذا مطبوعة دورية متخصّصة بالنقد السينمائي، بعنوان «كرّاسات السيماتك». بالإضافة إلى النقّاد والباحثين، هناك مبرمجون يُدرّبون الراغبين في البرمجة على أصول المهنة. كل ضيف يختار أفلاماً تُعرَض أمام المُشاركين في ورشة عمله. منهج ورش العمل هذه يعتمد النظريّ والتطبيقيّ في تحليل الأفلام والمدارس والمنهجيات المختلفة للنقد السينمائي، وتدريب عملي يهدف إلى «تنمية مهارات المُشاركين في كتابة النصوص النقدية، وفي وضع برامج عروض الأفلام في مختلف سياقات العروض السينمائية».

بعد ورشتي عمل بإدارة العراقي قيس الزبيدي والتونسي الطاهر الشيخاوي، تُشرف اللبنانية ريما المسمار على حلقة ثالثة في الإطار نفسه، بين 18 و22 آذار 2015. «الكتابة النقدية» عنوان أساسيّ. المشاركون من الكتّاب الشباب مصريون. تقول المسمار إن اختيارها عنواناً عاماً لعروض الأفلام مُحدّد بالسينما والمدينة، وبعلاقة السينمائيين بالمكان والجغرافيا. تريد الورشة «فهم العلاقة الشائكة والجدلية التي تربطنا بالمدينة، بوصفها أكثر من مجرّد مساحة جغرافية نحيا فيها الآن وهنا». فـ «المدن كلّها إشكالية، بماضيها وحاضرها، بتحوّلاتها وجمودها، بسلطويتها وخنوعها. مهما اختلفت المعايير، تنشأ عن كل منها علاقة مركّبة بين الفرد/ السينمائيّ ومدينته/ مكانه. المدينة التي هي مرساة تحصّن كينونتنا، تطرح العلاقة بها أسئلة تتجاوز «كليشيه» الانتماء أو عدمه. العلاقة بالمكان صلة قيد الإنشاء دائماً، في صيرورة مستمرّة، تسائل معنى «الانتماء» نفسه، وتحوّل الكتلة الجغرافية إلى جغرافيا نفسية وعاطفية وذهنية، تتقلّب فيها أحاسيس متضاربة».

خلال الورشة هذه، تُعرَض 5 أفلام: «غْرَا المقدّس» (وثائقي، 2013، 83 د.) للإيطالي جيانفرانكو روسي، و «متسلّلون» (وثائقي، 2012، 70 د.) للفلسطيني خالد جرّار، و «الخروج للنهار» (روائي، 2012، 96 د.) للمصرية هالة لطفي، و«عشرة» (روائي، 2001، 90 د.) للإيرانيّ عباس كياروستامي، و «أرض مجهولة» (روائي، 2002، 114 د.) للّبناني غسان سلهب. في الأول، يقوم المخرج برحلة «التفاف كبير حول روما». لكن، خلف الضوضاء الدائمة في هذه المدينة، هناك عالم غير مرئيّ. الفيلم الثاني يتابع تفاصيل مآزق وتحدّيات جمّة يعانيها فلسطينيو الضفّة الغربية على الحواجز الإسرائيلية، وفي ظلّ جدار الفصل العنصري. أما «الخروج للنهار»، فعلى الرغم من سرده حكاية ابنة وأمها ويومياتهما المثقلة بألف وجع وقسوة جرّاء احتضار الأب/ الزوج، إلاّ أن الكاميرا تخرج إلى المدينة (القاهرة)، وتلتقط شيئاً من نَفَسها وفضائها وبيئاتها الإنسانية. مع كياروستامي، هناك رحلة أيضاً في أزقة مدينة، لكن أيضاً في نفوس نساء وانفعالاتهنّ وأحلامهنّ وهواجسهنّ داخل المدينة وفي عوالمهنّ الخاصّة بهنّ، من خلال حكايات 6 نساء يروين حيواتهنّ العاطفية في 10 مشاهد، علماً أن هناك احتمالاً بأن تكون هؤلاء النسوة امرأة واحدة. مع غسان سلهب، تتجلّى بيروت كشخصية أساسية وليس فقط كمدينة، عبر قصص متنوّعة لها ولأناس مقيمين فيها، أو متجوّلين في أنحائها وأنحاء بلد لا يزال يلملم جراحه العاجزة عن أن تندمل. أناس ومدينة وعالم مفتوح على أسئلة الحياة والانتماء والعلاقة بالمكان.

السفير اللبنانية في

18.03.2015

 
 

شكرى سرحان .. فى ذكرى ميلاده ورحيله

الفلاح الأصيل، ابن النيل، أفضل ممثل فى القرن العشرين

«سينماتوغراف» ـ انتصار دردير

يستحق أن يكون مارس هو شهر شكرى سرحان فقد شهد ميلاده ووفاته ( ولد فى 13 مارس 1925، وتوفى فى 19 مارس 1997) ، ومابين التاريخين عاش 72 عاما حافلة بالنجاحات الفنية والجوائز، محققا رقما قياسيا فى عدد الأفلام التى شارك بها أو لعب بطولتها والتى بلغت 150 فيلما، لم يكن «كم» الأفلام فقط مقياسا لموهبته، وانما نوعية الأفلام التى قدمها والأدوار التى أجاد اختيارها ونجح فى أدائها بسلاسة وعذوبة، وقد اختار النقاد 15  فيلما من أفلامه ضمن أفضل مائة فيلم فى الاستفتاء الذى أجرى  قبل سنوات خلال الاحتفال بمئوية السينما المصرية، وهو أمر لم يتحقق لممثل قبله، ولهذا أختاره النقاد كأفضل ممثل خلال القرن العشرين باعتباره صاحب أكبر عدد من الأفلام المختارة، وهو ماتحقق أيضا للفنانة فاتن حمامة التى اختيرت فى نفس الاستفتاء كأفضل ممثلة.

 بهذه المقاييس كان  يجب أن يتقدم شكرى سرحان الصفوف بموهبته الكبيرة  وقدرته على تقديم شخصيات متباينة من الكوميديا الى التراجيديا والميلودراما والتنقل بين كاميرات السينما وخشبة المسرح ومسلسلات التليفزيون، وباختياراته التى تكشف – فى أغلبها- عن  وعى وذكاء، لكن هذا لم يتحقق بدرجة كافية،  فقد رأى فيه بعض المخرجين ممثلا موهوبا، لكنه ليس بذات الحضور الذى يتمتع به بعض نجوم جيله، ورأى آخرون أنه موهبة فذة ومتفردة جعلته يبقى لسنوات طوال كفتى أول، وما بين الرأيين يبقى شكرى سرحان ممثلا قديرا، يغلف أدائه هدوء مميز حتى فى أصعب مشاهده، وكان بطبيعته شخصية متواضعة وبسيطة.

شكرى سرحان المولود فى قرية الغار بمحافظة الشرقية لأب يعمل مدرسا للغة العربية  والذى وقف فى البداية ضد رغبة ابنه بدراسة التمثيل واحترافه، لكن أمام اصرار الابن  وافق على اختياره، وقد تخرج فى أول دفعة بمعهد التمثيل عام 1947، وكان قد سبقه شقيقه الأكبر صلاح سرحان الى التمثيل وشارك فى عدة أفلام منها دوره الشهير فى فيلم «الشموع السوداء» لكنه لم يحقق نصف ماحققه شكرى الذى كان يعتز كثيرا بشقيقه الأكبر ويرى فيه أستاذه ومعلمه، وقد لحق بهما بعد ذلك شقيقهما الأصغر سامى سرحان، لكنه لم يحقق نجاحا مثل أخيه.

البداية

كان أول ظهور سينمائى لشكرى عام 1945 من خلال فيلم «جنة ونار» أثناء دراسته بالمعهد وفيلم «نادية» أمام عزيزة أمير ومحمود ذو الفقار، لكن فرصته الأكبر جاءت من خلال المخرج حسين فوزى الذى اختاره ليلعب بطولة فيلم«لهاليبو» عام 1949 أمام زوجته الفنانة نعيمة عاكف.

فيلم لهاليبو

لم يقف شكرى سرحان على شاطئ الأدوار الثانية طويلا اذ سرعان ما عرفت أدوار البطولة طريقها اليه وجاءت فرصته الاكبر والأهم حينما اختاره المخرج يوسف شاهين لبطولة فيلم «ابن النيل» أمام فاتن حمامة، وقد لفت اليه الأنظار بشدة وهو يؤدى شخصية الفلاح حمدان، و ساعدته ملامح وجهه ونشأته الريفية على تقمص الشخصية بكل مفرداتها الدقيقة، أنه حمدان الريفى الذى يعتدى على الفتاة القروية الساذجة زبيدة ويتخلى عنها بعد أن سيطر عليه حلم الهجرة الى القاهرة «مثل نداهة يوسف ادريس»، ومع عرض الفيلم لفت أنظار السينمائيين بشدة الى موهبته فتخاطفوه بطلا لأفلامهم .

ابن النيل

ويمكن تقسيم مشواره السينمائى الى  مرحلتين، الأولى كانت مرحلة انتشار واسعة فقد شهدت فترة الخمسينات نشاطا فنيا  كبيرا لشكرى سرحان، اذ تدفقت عليه أدوار البطولة المطلقة ووجد فيه المخرجون ضالتهم لبراعته فى تجسيد مختلف الأدوار، ولعله – مثل أغلب الممثلين – لم يرفض دورا عرض عليه فى تلك الفترة رغبة فى تأكيد ذاته، من دون أن يتوقف طويلا أمام المستوى الفنى  لبعض أفلامه، حتى أنه كان يمثل بمعدل «فيلم كل شهر»، ففى عام 1953 على سبيل المثال  لعب بطولة عشرة أفلام هى «المستهترة»، ماليش حد، قلبى على ولدى، شريك حياتى، طريق السعادة، فى شرع مين، مليون جنيه، الدنيا لما تضحك، بائعة الخبز، بين قلبين، وقد تكرر هذا الأمر طوال فترة الخمسينيات، ومع النصف الثانى من الخمسينيات اختلفت اختياراته، ربما لاكتسابه خبرة أهلته ليكون أكثر قدرة على الاختيار وربما لارتباطه بعدد من أهم المخرجين، أمثال يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ وحسن الامام وتوفيق صالح وعز الدين ذو الفقار.

شباب إمرأة

أما المرحلة الثانية فشهدت بطولته لعدد كبير من الأفلام التى صارت الأن من كلاسيكيات السينما العربية والمأخوذة عن نصوص أدبية لكبار الكتاب، وقام باخراجها أهم مخرجى عصره، بدأت هذه المرحلة فى النصف الثانى من خمسينيات القرن الماضى بفيلم «شباب إمرأة» المأخوذ عن رواية للأديب أمين يوسف غراب وشاركته البطولة تحية كاريوكا وشادية وعبد الوارث عسر  وفردوس محمد،  وجاء الفيلم على درجة عالية من الاتقان سواء فى جميع عناصره  الفنية، خذ مثلا هذا الأداء الصادق الذى قدمه كل أبطال الفيلم، وبدا فيه سرحان متوحدا مع شخصية الشاب القروى امام بلتاجى حسنين القادم من الريف بكل براءته الى المدينة بكل إغراءاتها، انها فكرة الغواية حين تطارده شفاعات المتفجرة أنوثة والتى تفتن بشبابه وفحولته وتغويه لينغمس معها فى الرذيلة، ويهمل دراسته بعد أن باعت أمه الفقيرة الجاموسة التى تمتلكها لكى يستكمل تعليمه الجامعى فى القاهرة، ويصبح أسيرا لرغبات شفاعات حتى تساعده فتاة احبته فى صمت «تؤدى دورها شادية» وتنجح فى انقاذه، وقد عرض الفيلم للمرة الأولى فى 9 يناير 1956، وشارك فى مهرجان كان السينمائى فى نفس العام، وحقق نجاحا جماهيريا وفنيا واسعا.

الزوجة الثانية

وياتى فيلم «الزوجة الثانية» كأحد أفلامه الهامة التى أدى فيها شخصية أبو العلا الفلاح الأجير الذى يجبره عمدة القرية على طلاق زوجته ليتزوج وينجب منها ويبدو الفلاح مغلوبا على أمره وسط جبروت العمدة وحاشيته، وتنجح حيلة الزوجة فى مواجهة العمدة وتحمل لزوجها وأولادها مالذ وطاب من بيت العمدة لتقول له قولتها الشهيرة « كل يأبو العلا».

اللص والكلاب

وفى عام 1959 يلتقى لبنى عبد العزيز فى فيلم «أنا حرة» عن رواية احسان عبد القدوس ثم تتوالى أهم أدواره«السفيرة عزيزة 1961»، «لاتطفئ الشمس 1968»، «اللص والكلاب» عن رواية نجيب محفوظ 1962، الزوجة الثانية 1967، ثم لاتطفئ الشمس، البوسطجى، قنديل أم هاشم والأفلام الثلاثة قدمها خلال عام 1968.

البوسطجي

وبعد تجربتهما الناجحة فى فيلم «ابن النيل» الذى صار أحد ألقاب شكرى سرحان، أراد المخرج يوسف شاهين أن يسند اليه بطولة فيلم «الناصر صلاح الدين» ليؤدى الدور الذى أسند بعد ذلك لأحمد مظهر، فقد اعتذر سرحان عنه لاصابته بفوبيا من ركوب الخيل.

هو وفاتن وسعاد

نجمتان من أكبر ممثلات عصره  كانتا أكثر من لعبن أدوار البطولة أمامه، فاتن حمامة و سعاد حسنى، فمع فاتن قدم الطريق المسدود، قلوب الناس، طريق الأمل، طريق السعادة، أنا بنت ناس، ليلة القبض على فاطمة، ومع سعاد قدم السفيرة عزيزة، حكاية جواز، الزوجة الثانية، الست الناظرة، التلميذة والأستاذ.

قنديل ام هاشم

وقد حصل سرحان على مئات الجوائز ومنها جائزة أفضل ممثل عن أفلامه شباب إمرأة، اللص والكلاب،الزوجة الثانية، النداهة، ليلة القبض على فاطمة، كما حصل على جائزة أفضل ممثل من المهرجان الآسيوى الافريقى، ومنحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام الجمهورية من الطبقة الاولى.

سينماتوغراف في

18.03.2015

 
 

بعد عامين من إنجازه بات مفكرة ووثيقة سينمائية مهمة:

«سلّم إلى دمشق»: أقوى نقد سينمائي للنظام السوري في مناطق سيطرته

راشد عيسى - تولوز (جنوب فرنسا) ـ «القدس العربي»:

فيلم محمد ملص الأخير «سلم إلى دمشق» (2013) هو فيلم عن السينما قبل كل شيء، يحاول أن يروي حكاية السينما في سوريا، السينما الموؤدة كما يسميها ملص، فيما يضع عنواناً لمشروع مفكرة سينمائي تؤرخ لتجربته وجيله منذ عام 1974. 

ولكن أليست حكاية السينما في هذه البلاد هي حكاية كل شيء، ويمكن عبرها أن تروى حكاية سوريا الموؤدة نفسها؟ يبدأ الفيلم (وهو عرض أخيراً في مدينة تولوز الفرنسية) بمشهد لشاب يتوجه مباشرة للجمهور متحدثاً عن وصية أبيه الذي أعطاه الكاميرا وقال له أن يصور كل ما تقع عليه عيناه في الشارع. يتحدث الشاب عن أبيه في اللحظة التي تظهر في الخلفية لقطات للسينمائي السوري الراحل نزيه الشهبندر (1913-1996)، وهو سينمائي رائد ومبتكر سبق للمخرج ملص (بالاشتراك مع زميليه عمر أميرالاي وأسامة محمد) أن حقق عنه فيلماً تسجيلياً بعنوان «نور وظلال». يظهر الشهبندر في لقطة يتحسّر فيها على أرشيف السينما، والمشهد يبدو اختصاراً لما أراد ملص قوله، حيث السينما بالنسبة له هي العالم، ولم تكن عبثاً تلك اللقطة التي استخدمها المخرج في فيلم ترويجي «كلمة السر: سينما»، كما لو أن السينما هي سرّ العالم، وليست فقط مفتاحاً لبيت. 

تحضر السينما في فيلم «سلم إلى دمشق» بشكل كثيف، عبر السينمائي الشاب، ويمكن القول إنه المعادل الموضوعي للمخرج نفسه، وكان كل الوقت يعرض في منزل يجمعه مع مستأجرين شركاء، لقطات صورها بنفسه، أو من أفلام عالمية، من بينها مشاهد مداهمات وبشر مصفوفين على حائط، في إيحاء أن هذا نفسه ما يجري في الشارع السوري، الذي لم يتمكن ملص من تصوير مشاهد مباشرة منه، بالإضافة إلى مشهد يقوم فيه السينمائي الشاب بوضع بوستر من أحد أفلام الراحل أميرالاي (1944-2011) على قبره مع عبارة تقول «انكسر الخوف، الطوفان يا عمر»، في إشارة إلى فيلم أميرالاي الذي انتقد النظام السوري بجرأة «طوفان في بلاد البعث» (2003)، هناك مشاهد من تسجيلي لملص «فوق الرمل، تحت الشمس» (1995) وتستخدم المشاهد هنا كما لو أنها من شغل السينمائي الشاب نفسه في الفيلم يحققها عن والد بطلة الفيلم. 

سؤال السينما سيكون هو الحاسم في ختام الفيلم، حين يسمع الناشط حسين مرعي بخبر استشهاد السينمائي الشاب باسل شحادة (1984-2012)، وهو كان تركَ دراسته في الخارج وانضم إلى ثورة شعبه، ومن بين ما قدّمه تدريب الناشطين السوريين ومساعدتهم في أمور التصوير والمونتاج. يكسر حسين جهاز التلفزيون ثم يأخذ سلّماً إلى سطح المنزل، ليختم بصرخة «حرية»، في حركة يختلط فيها اليأس بالتحدي، يليها عتم وصوت انفجار، ليبقى الفيلم أيضاً سؤالاً مفتوحاً على نهايات غامضة.

لماذا التقمص؟

الحكاية الموازية لحكاية السينما في الفيلم هي ما يعتمل في مخيلة شابة (غالية- نجلا الوزة) واعتقادها بأنها تعيش قصة تقمّص، فهي تقول إنها ولدت في اليوم نفسه الذي انتحرت فيه زينة (الممثلة جيانا عنيد) غرقاً في بحر طرطوس. الفكرة تجد مبررها بأن البنت غالية تتحدر من مدينة طرطوس، والتلميح واضح بأنها تنتمي لطائفة تؤمن بفكرة التقمص. هي مؤمنة بخيالاتها إلى حد أنها استدلت على بيت زينة، البنت الغريقة، وعائلتها حيث تسكن في دمشق. 

جزء كبير من الفيلم هو هذه البنت (غالية) وعلاقتها المضطربة مع البنت (زينة) التي تسكنها. فتلك انتحرت إثر اعتقال أبيها (الدمشقيّ) المعارض للنظام (يؤدي دوره هنا الممثل غسان جباعي)، لكن هذه ستولد في عائلة ضابط مسرّح في إشارة إلى أنه معارض هو الآخر. وهي تقرر أن تلتحق بالتظاهرات المناهضة للنظام في ضوء اعتقال أخيها.

لا ندري أي معنى يريده المخرج من حكاية التقمص، لبنت انتحرت في ثمانينيات القرن الماضي، الفترة التي شهدت عنفاً مسلحاً انتهى بمجزرة رهيبة على يد نظام الأسد الأب كان ضحيتها عشرات آلاف الأبرياء من مدينة حماه، لتولد من جديد في عائلة أخرى، وتشبّ في عزّ اندلاع الثورة السورية. هل يرمي الفيلم إلى الربط بين الفترتين، ليقول إن ما بقي عالقاً هناك لا بد له أن ينبت في زمن آخر؟ أم أن هناك معنى مبطناً بخصوص العلاقة لبنتيْن تنتميان إلى طائفتين مختلفتين في سوريا؟

ربما يساعد بوستر الفيلم في تأكيد أن حكاية الفيلم تقع كلها في شخصيتيْ البنتين، حيث يجسد البوستر الفتاة التي تعطينا ظهرها وتتجه إلى الغرق في البحر، وتلك التي تقف على نافذة وترفع ستارة لترى المستقبل. في ختام الفيلم، لم يرد المخرج أن يقول ما تراه البنت، وجيلها من سكان ذلك البيت الدمشقي، في مستقبل البلاد، فترك الحكاية معلقة ومفتوحة، لكن يبدو أن الواقع هو ما حسم الحكاية، حيث قضت البنت، الممثلة نجلا الوزة في الواقع، انتحاراً، كأنها تكمل حكاية الفيلم في الواقع. 

حكاية الممثلة الوزة التي قضت منذ شهور تأخذنا إلى تأمل ما يمكن أن يفعله مرور الزمن بفيلم سينمائي، فلم تكد تمضي سنتان على إنتاج «سلم إلى دمشق» حتى تحوّل إلى وثيقة وشهادة سينمائية نادرة، ليس بفعل موت الوزة فقط، وقد عُرفت الممثلة الشابة بتأييدها للثورة السورية، ولديها أعمال فنية تشكيلية تعبّر عن ذلك، ولكن لأن الفيلم يقارب بأسلوبه الفيلمَ التسجيلي، حيث بعض شخصيات الفيلم ظهرت بشخصياتها وأسمائها في الواقع، فهذه نحاتة جاءت إلى الفيلم باسمها وشخصيتها ومنحوتتها، وهذا معتقل سابق روى تجربته نفسها، وهذه لاجئة عجوز من حمص جاءت تلعب دور كومبارس تقول فيه كلمتين. كذلك فإن الفيلم يفرّخ في مكان آخر، حين يقوم زياد كلثوم، وهو يلعب دور شاب في الخدمة العسكرية الإلزامية، أي كمان كان في الواقع آنذاك، بتحقيق الفيلم السينمائي «الرقيب الخالد»، وهو في نصفه تقريباً يغطي كواليس تصوير «سلم إلى دمشق» ليكون شهادة أخرى عن السينما في سوريا. الفيلم إذن يمتد في الواقع بطريقة يصبح معها مفكرة ليوميات وشخصيات يصعب التملص منها، بل وقد ارتبط بأحداث فصار له مساره وذاكرته الخاصة، في أثناء تصويره جرى اعتقال مهندس الصوت غانم المير، بل أن المخرج نفسه جرى توقيفه لساعات أثناء مرافقته لعرض الفيلم خارج البلاد.

ايوجيما السورية

اللافت أن معظم شخصيات الفيلم بلا فاعلية أو معالجة تذكر، لأنها شخصيات لا تتطور ولا تؤثر في مسار الحكاية، الصوفيّ والملاكم والنحاتة والطالب وابن الجولان المحتل والعسكري والصحافية، أولئك ممن يتشاركون البيت، ويبدو أن المخرج أرادهم على صورة سوريا التي تلمّ طوائف وقوميات، يبدو هؤلاء، حتى لو تميز بعضهم في أدائه، وكأنهم مجرد كومبارس لرفع السلّم في المشهد الختامي، في مشهد يذكّر بالصورة الشهيرة لرفع العلم الأمريكي على قمة جبل ايوجيما.

في الفيلم نقد واضح ولاذع للنظام، وقد يكون الأقوى لفيلم مشغول في مناطق تحت سيطرته، ليس فقط بسبب الانتماء الصريح لبعض أبطال الفيلم للثورة السورية، حتى لو لم يذكر اسمها بهذا الوضوح، فهناك تجربة المعتقل غسان جباعي الذي يصف الناس مطأطئي الرؤوس في الشارع السوري، وينتقد أن يعتقل الناس لسنين طويلة بسبب كلمة أو رأي، وهناك مشهد السيدة صاحبة البيت تصف مفجوعة ما جرى للناس في الجامع الأموي بدمشق إثر تظاهرة في يوم جمعة، وهناك مشهد قوي وحوار ذكي موارب، حيث بشار الأسد يلقي خطاباً على شاشة التلفزيون، والضابط المسرّح، والد غالية، أمامه. يرفع صوت الجهاز ليسمع أفضل، بعد هنيهات، وبعد أن فهم في ضوء الخطاب ألا جدوى، تسأله زوجته بأن ابنه اتصل من خارج البلاد ويسأل إن كان عليه أن يعود، يجيبها أن تخبره بألا يأتي، يعترض بالقول، والخطاب ما زال مستمراً «إلى متى تريدون أن تنظروا لكل تمرد على أنه فتنة؟». كل هذا السخط والغضب واليأس كان بفضل خطاب الأسد كما هو واضح، وهذا اعتراض غير مألوف في سينما أنجزت «تحت سقف الوطن».

«هيبتا» تحصل على لقب كتاب العام وتتحول إلى فيلم سينمائي

رانيا يوسف - القاهرة ـ «القدس العربي»:

بعد النجاح الذي حققته رواية «هيبتا» في عام 2014، حصلت رواية الكاتب الشاب محمد صادق على لقب كتاب العام في فيرجن ميغا ستورز، بسبب الإقبال على شراء الرواية من مختلف الأعمار من الجنسين، حيث اعتلت قمة قوائم المبيعات لعدة أسابيع، وصدرت منها 36 طبعة منذ إطلاقها في مطلع 2014، وهو ما يُعد رقماً قياسياً في مجال النشر الأدبي.

وحالياً تعمل شركة The Producers على تحويل «هيبتا» إلى فيلم سينمائي، بعد أن حصلت على حقوق الاقتباس الفني للرواية، ويجري العمل الآن في مراحل ما قبل الإنتاج وتطوير السيناريو، وقد شاركت The Producers بمشروع الفيلم في أنشطة مركز السينما العربية ضمن السوق السينمائي الأوروبي في الدورة الـ 65 من مهرجان برلين السينمائي الدولي في شهر شباط/فبراير 2015.

وتأخذنا رواية «هيبتا» إلى عالم الحب الذي أهلكه الجميع بحثاً، ورغم تكرار حكايته إلا أن الجميع فيه يقع بالأخطاء نفسها ليتألم الألم نفسه ويتعلق بالآمال نفسها. ويأتي اسم الرواية؛ «هيبتا»، من الرقم الإغريقي سبعة، حيث تعبر الرواية في المراحل السبع للعلاقات العاطفية، وهي: البداية، اللقاء، العلاقة، الإدراك والحقيقة ثم القرار.. وصولاً إلى الهيبتا.

«هيبتا» هي الرواية الثالثة للكاتب محمد صادق، حيث قدم سابقاً روايتي «طه الغريب»، و»بضع ساعات في يوم ما»، وتم إصدار «هيبتا» في مطلع 2014 من دار نشر الرواق للنشر والتوزيع.

مهرجان تطوان لسينما بلدان البحر المتوسط:

افتتاح بفيلم سياسي عن اسبانيا بعد رحيل الجنرال فرانكو

الرباط – «القدس العربي»

تحتفي فعاليات مهرجان تطوان لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط في دورته الواحدة والعشرين بكل من إسبانيا والجزائر ويفتتح الفيلم الإسباني «الجزيرة الدنيا» فعاليات الدورة 21 يوم السبت 28 آذار/مارس الجاري، ويسدل الستار على المهرجان يوم السبت اللاحق 4 نيسان/أبريل المقبل، بالفيلم الجزائري «الوهراني» لمخرجه الجزائري إلياس سالم.

ويحكي فيلم الافتتاح ذو الخلفية السياسية، ما عاشته إسبانيا من مخاضات الانتقال الديمقراطي، وهي تريد أن تتصالح مع نفسها، بعد رحيل الجنرال فرانكو. صاحب الفيلم الشهير «العذارى السبع»، اختار، هذه المرة، الانطلاق من إشبيلية، وبفريق عمل أندلسي، ليعانق الأفق الإسباني في فترة الثمانينيات، يوم كانت البلاد تنشد الحرية وتتطلع إلى المستقبل المغرم بالأحلام، وتقطع مع الماضي المفعم بالقسوة والآلام.

وقد توج فيلم الافتتاح بعشر جوائز من أصل 17 جائزة في مهرجان غويا، خلال دورته الأخيرة، وفي مقدمتها جائزة أحسن فيلم، وجائزة أحسن ممثل لبطل الفيلم خافيير غوتيريث، الذي يحل ضيفا على مهرجان تطوان، مثلما حظي الفيلم بجائزة أحسن سيناريو، وجائزة أحسن ممثلة واعدة كانت من نصيب الممثلة الشابة نيريا بارغوس

أما فيلم الاختتام الجزائري المثير للجدل «الوهراني»، فقد شارك في الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي، وتوج بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان السينما المتوسطية في بروكسيل، مثلما توج مخرجه إلياس سالم بجائزة أفضل مخرج عربي، خلال الدورة الأخيرة من مهرجان أبو ظبي السينمائي، وبجائزة أحسن ممثل، هذه المرة، في مهرجان الفيلم الفرونكوفوني لأنغوليم بفرنسا.

وتسائل قصة الفيلم مصير الثورة الجزائرية ومآلاتها، وهو فيلم تاريخي، يمتد على مدى ثلاثين عاما، حيث يلتقي حميد بصديقيه جعفر وفريد، وقد شارك الثلاثة من قبل في معركة التحرير الجزائرية. وبينما حافظ فريد على قيم الثورة، وظل حريصا على مواقفه وقيمه الفريدة، يتورط حميد، وقد تحول إلى رجل أعمال، في مسلسل من المصالح الخاصة، وهو يطلب من جعفر «الوهراني»، من موقع مسؤوليته الجديدة، تمكينه من الامتيازات غير المشروعة، عبر استغلال النفوذ.

وكما أشار بلاغ إدارة المهرجان أنه ما بين التحفة السينمائية الإسبانية «الجزيرة الدنيا» للمخرج ألبيرتو رودريغيث، ورائعة الجزائري إلياس سالم، تجري وقائع الدورة بعرض نحو 70 فيلما، من أصل 345 فيلما توصلت بها لجان الاختيار. وسيتم عرض أفلام الدورة في سينما إسبانيول وسينما أبيندا وقاعة المعهد الفرنسي. يتعلق الأمر بـ12 فيلما في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، و12 فيلما في مسابقة الفيلم القصير، و15 فيلما وثائقي، و12 فيلما في فقرة التكريمات، و6 أفلام في فقرة استعادة، و7 أفلام في فقرة «عروض أولى»، والتي تقدم أفلاما تعرض لأول مرة في المغرب. فضلا عن أفلام الافتتاح والأختتام.

وفي فقرة المسابقة يتنافس 13 فيلما سينمائيا على «جائزة تمودة الذهبية للسينما المتوسطية» التي يمنحها المهرجان. .ويشارك المغرب بفيلمين هما «نصف سماء» لعبد القادر لقطع، و»أفراح صغيرة» لمحمد شريف الطريبق، وتشارك مصر بفيلم «أسوار القمر» لطارق العريان إضافة إلى الفيلمين الإيطاليين «ليو باردي» لماريو مارتوني، و»أطفالنا» لإيفانو دي ماتيو، وفيلمين من تركيا هما «سيفاس» للمخرج كان مجديسي و»رافقني» لحسين كارابي، ومن لبنان فيلم «الوادي» لغسان سلهب، والفيلم التونسي «بدون2″ لجيلاني السعدي، وفيلم «عيون الحرامية» لنجوى النجار من فلسطين، وفيلم «الظواهر» لألفونصو ثارواثا من إسبانيا، وفيلم «أرض متلاشية» لجورج أوفاشفيلي من جورجيا، وفيلم «فدليو» للوسي فورليتو من فرنسا.

وإضافة إلى الجائزة الكبرى للمهرجان، هناك الجائزة الخاصة للجنة التحكيم، التي تحمل اسم المخرج المغربي الراحل محمد الركاب، و»جائزة العمل الأول، وهي مسجلة باسم المخرج الجزائري عز الدين مدور، وجائزة أحسن ممثل متوسطي، وجائزة أحسن ممثلة متوسطية، وجائزة حقوق الإنسان، التي يمنحها المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب، فضلا عن جائزة الجمهور.

كما تتنافس الى جانب مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 15 فيلما قصيرا و13 فيلما وثائقيا على «جائزة تمودة الذهبية للسينما المتوسطية»، وتمثل هذه الأفلام دول المغرب والجزائر وتونس ومصر ولبنان وسوريا وفلسطين وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان حسبما أورد ذات البلاغ.

وحول السر وراء تسمية الجائزة بتمودا أشارت ادارة المهرجان أنها هي المدينة المورية نسبة إلى موريطانيا والمغرب، التي نهضت، في بداية القرن الرابع قبل الميلاد، على أكبر واد في المنطقة، المعروف اليوم بوادي مرتيل، وهو يصل مدينة تطوان بالبحر الأبيض المتوسط. وكانت هذه المدينة واحدة من علامات الحضارة المغربية الأمازيغية القديمة، وهي عبارة عن مركز تجاري بحري يصل المغرب بجنوبه في اتجاه القارة الإفريقية، كما يتطلع المغرب من خلاله نحو أفقه المتوسطي في اتجاه أوروبا شمالا، أو حين ينعطف يمينا نحو شرق أوروبا والعالم العربي. كانت المدينة تتوفر على ميناء نهري، ينطلق في اتجاه بحر مرتيل، ومنه نحو عمق القارة الإفريقية وباقي الموانئ المتوسطية. وقد كشفت الحفريات والأبحاث الأركيولوجية الأخيرة عن عناية «التموديين» بفنون الطبخ، ومختلف أدوات وحلي التزيين، كما تم العثور على قطع لآلات موسيقية متوسطية تعود إلى تلك الفترة، وهي كلها معطيات تؤكد أن تمودة كانت كمنطقة آهلة بالحياة وفائرة بجمال الطبيعة، وزاخرة بالفنون والجمال.

ودرع المهرجان من ابداع الفنان التشكيلي المغربي عبد الكريم الوزاني وسيتم عرضه في صيغته جديدة تحت مسمى «تمودة» أثناء افتتاح الدورة الحالية من المهرجان.

هاني عادل: أحب محمد منير لأنه علّمني الاهتمام بالكلام في الأغنية

يحب الموسيقى أكثر من التمثيل ويختار أدواره بدقة

محمد عاطف - القاهرة – «القدس العربي»:

طرح الفنان هاني عادل أغاني ألبوم فرقته «وسط البلد» على موقع الشركة المنتجة وبعد أن يتشبع الجمهور منه سوف يطرح ألبومه الخاص الذي يسجله حاليا على آلة الغيتار فقط قبل تنفيذه موسيقيا بالفرقة الموسيقية المتكاملة وحتى لا يطرح في وقت ألبوم وسط البلد نفسه.

وقال: جاري تجهيز الأوراق المطلوبة حتى يطرح ألبوم وسط البلد في الأسواق وسيضاف إليه أغنيتين زيادة علي الموجود بموقع الشركة المنتجة.

لا ينظر هاني عادل غلي الأغنية شكل تجاري أم لا ولكن الإحساس والمجهود في العمل الأهم ولذا يجرب الأغنية يوزعها على الجيتار أولا ليشعر بها ثم ينفذها مع بقية الآلات الموسيقية وإذا عملت لحنا واستيقظ من نومه ووجد نفسه ناسيا للحن لا يعود له ولا ينفذه.

أوضح أنه يحب عمله الموسيقي أكثر من التمثيل ولذا يختار الأدوار بدقة شديدة لان تركيزه أكثر على الغناء والموسيقى.

أشار هاني عادل إلي ظهور فرقته الموسيقية الغنائية وسط البلد بعد قليل من الفرق مثل يحيى خليل وبعد فرقة وسط البلد ظهرت فرق عديدة.

وقال: في بداياتنا قدمنا ما غناه جيل مصطفى قمر وانتشر وقتها وتأثرت أصواتنا بهم.

أضاف: كانت الأغاني حول الحب بشكل مكرر مثلا يقال في عدد كبير من الأغنيات «أنا بحبك « وعدد أخر في سنوات أخرى عن « أنت بتحبني « ثم طرف ثالث يدخل قصة الحب وهكذا.

أوضح: أن هناك عدد قليل من الأغاني عملت علي تشغيل المخ عند الاستماع لها مثل أغاني محمد منير.

عن الدويتو يقول: أتمنى صعود صوت من خارج الصندوق كما يقال ولا يوجد صوت معين حاليا في ذهني.

حول أغنية « تجوزيني» وقصتها المختلفة قال هاني عادل: هذه الأغنية تأليف محمد دياب وتلحين الداعية معز مسعود وكانا في الأستوديو يرغبان في تنفيذها ويبدو أنها لصوت أخر ولا أعلم سبب عدم غنائه وقابلني دياب وعرض علي أداء الأغنية ووافقت ووجدت معز مسعود عازفا ماهرا للغيتار وتم عمل توزيع موسيقي للأغنية وسجلتها ثم فوجئت بها علي اليوتيوب واستمع لها مليون ونصف المليون من الجمهور ولها تأثير طيب عندهم.

وهو يرى أن ألبوم « شوكولاتة « لمنير الذي وزعته فرقة لوجيك الألمانية فيه موسيقى عالية جدا ويقول: أبحث عن الجديد دائما وبعد سماعي ألحان زياد الرحباني وجدت وجهة نظر أخرى للحب زادت من تغيير رؤيتي لما أقدمه من الحان.

يؤكد هاني عادل أن الكلمة الأصل وهي التي تؤثر وما تعمل على تغيير المستمع للأفضل هذا ما يقصده ويهوي تجميع الكتب وكلما وجد الوقت يقرأ ليعيش مع الكلام.

عن اختيار « شابيك « لمحمد منير في فيلم « ديكور « الجديد قال هاني عادل: أختارها المخرج احمد عبد الله السيد ولها معني درامي داخل الفيلم.

حول رأي محمد منير قال: بحث عن تليفوني وطلبني وكنت في عبد ميلاد صديق ورددت على الهاتف في المرة الثانية من الاتصال وجدت الصوت يقول أنت اللي عملت أحسن أغنية في 2014 وأبدي إعجابه الشديد بأغنية «شبابيك» وطريقة تعبيري عن إحساسي بها وقال أنه يعتبرها أحسن أغنية في العام الماضي.

أضاف: بعض « فانز « محمد منير على مواقع التواصل لم تعجبهم لكن منير يراها جديدة وهذا معمول به في أنحاء العالم وأعتبر محمد منير قدوة لي الذي جعلني اهتم بالكلام.

القدس العربي اللندنية في

18.03.2015

 
 

إبداعات السينما الإماراتية في مهرجان أبو ظبي للثقافة والفنون

عمان - الرأي

تنطلق اليوم  فعاليات مبادرة «السينما الإماراتية» ضمن مهرجان أبوظبي 2015 التي تضم سلسلة من عروض الأفلام السينمائية الإماراتية التي شاركت في العديد من المهرجانات العربية والعالمية وحصدت تقديرات وجوائز رفيعة . 

وتستهل العروض بفيلم (ثوب الشمس) للمخرج سالمين المري حيث تدور أحداثه بين دمشق ورأس الخيمة، متناولاً أمنية الفتاة حليمة بالزواج من فتى أحلامها، إلا أنها تواجه بالعديد من الصعاب والتحديات الاجتماعية بسبب إعاقتها. يعقبه عرض لفيلم وثائقي بعنوان (الأصل) يتناول قصة وجود البشرية، ويتبنى البساطة في طرح المفاهيم التي تحدد بداية الحياة.

وفي يوم غد الخميس يجري عرض فيلم (أمل) للمخرجة نجوم الغانم، من إنتاج 2011، وهو حائز على عدة جوائز منها الجائزة الثانية في الدورة الخامسة من مهرجان الخليج السينمائي، وجائزة المهر في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2011، ويتناول قصة فتاة قدمت للإمارات وهي محملة بالعديد من الأحلام ولكنها تجد نفسها عاجزة عن تحقيق الجزء اليسير من خططها. 

ويعقب فيلم (أمل) عرض فيلم (أنشودة العقل) للمخرجة أمل العقروبي، الذي حصد جائزة الجمهور في مهرجان دبي السينمائي الدولي العام 2013، ويروي قصة كلّ من محمد 19 سنة، وخليفة 6 سنوات، المُصابين بالتوحّد، مستعرضاً تحسّن حالتيهما بعد ثلاثة أشهر من العلاج بالموسيقى، ويتطرق الفيلم أيضاً للإحراج الاجتماعي الذي يرافق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم العربي، والمشاكل التي تواجهها العائلات عندما تخطط لمستقبل أطفالها

من ناحية ثانية، وبالتزامن مع فعاليات مهرجان أبوظبي تم في جامعة نيويورك أبوظبي تقديم «جائزة كريستو وجان كلود 2015»، بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون.

وكانت «جائزة كريستو وجان كلود 2015»،  قد شهدت استقبال العديد من المشاركات من طلبة الجامعات والخريجين، تم من بينها اختيار العمل التشكيلي «كسوة» الذي أبدعته ندى الملا، وسلوى الخضيري، وقد استوحي العمل «كسوة» من الزي التقليدي للنساء في منطقة الخليج «العباية»، وعلى الرغم من أن الفائزتين استخدمن هيكلاً فولاذياً ومواد صلبة إلا أن الشكل يعكس العباية الخليجية بوضوح ضمن حركة متموجة يضفيها النسيج المستخدم، كما أتقنتا عمل الغرز على أضلاع الشكل بطريقة في غاية الاتقان، وتكتسب رونقها من انعكاس الضوء واللون السائد للمحيط الذي تُعرض به. 

وجرى إطلاق جائزة كريستو وجان كلود في العام 2012، لتشجيع النهوض بالساحة الفنية الجديدة في دولة الإمارات، ولمنح الفائز رؤية أعمق كفنان قادر على إنجاز أعمال فنية تستحق التكريم والعرض على المجتمع.

الرأي الأردنية في

18.03.2015

 
 

عن الجهادية الخمينية والسلفية.. في غرندايزر والرجل الحديدي

زكي بيضون

في هذه الأوقات الحرجة التي تمر فيها مجتمعاتنا ومنطقتنا، ما عاد هناك مهرب من سماع نصيحة متنورينا، والنبش في موروثنا الثقافي بحثاً عن العلل المتأصلة. لكن يؤخذ على متنورينا، وإن كانوا اجتهدوا لإنارة كل خبايا الموروث الأصلي والبعيد، أنهم أهملوا الموروث المستورد والقريب.
لنأخذ مثلاً المسلسل الكرتوني غرندايزر، الذي لعب دوراً جذرياً في تكوين الوعي المقاوم والممانع لدى شرائح عربية واسعة من مواليد السبعينات والثمانينات. أذكر أنني حينما رأيت الإسرائيليين للمرة الأولى على التلفاز فوجئت بأنهم لا يشبهون مسوخ فيغا، وأجزم أن ذلك ينطبق على عدد لا يستهان به من أبناء جيلي. لكن إن كانت حبكة المسلسل تبدو بسيطة للوهلة الأولى، فما إن نسلط عليها الضوء من خلال التحليل النفسي حتى تكشف عن وجه أقل براءة. وفقاً للرمزية الفرويدية، قاعدة غرندايزر التحت ـ أرضية تحيل إلى اللاوعي ومنه إلى الرحم الأمومي، الشلال الذي يحجب مدخل القاعدة فيه إحالة واضحة إلى السوائل العضوية والجنسية، اتحاد غرندايزر مع المركبة الدائرية يحاكي اتحاد العضوين الذكري والأنثوي. 

بحسب فرويد، الإقامة في الرحم الأمومي تمثل حالة من الوحدة الطوباوية التي تسبق انسلاخ الولادة وانقسام الذات الكلية إلى جسم له احتياجاته وعالمه الخارجي، وذكرى تلك الإقامة ترافق المرء طوال حياته وتكمن في أساس تصورات المطلق واللامتناهي والفردوسي لدى الإنسان البالغ. أمام خطر عدوان فيغا المحدق، يهرع دايسكي إلى الرحم الأمومي ويستحيل فيه حيواناً منوياً مقذوفاً بسرعة فائقة، وحين يبلغ نقطة النشوة "أوميغا" أو البويضة، يتحول إلى: دوق فليد. في التحول أو البلوغ، وحدة الرحم الأمومي المستعادة تتجسد في العالم الخارجي بوصفها وحدة العضوين الذكري والأنثوي (غرندايزر والمركبة الدائرية)، دايسكي يعود إلى الرحم الأمومي حيواناً منوياً ويخرج منه قضيباً فولاذياً عملاقاً وكلي القدرة. أما عن الخلفية السيكولوجية للعدو فيغا، فالمفتاح يكمن في القائد غاندال وزوجته اللذين يتشاركان جسماً واحداً بوجهين، الواحد معلَّب داخل الآخر. هما يجسدان بداهةً اتحاد الأب والأم الذي يقف حائلاً في وجه اتحاد دايسكي مع الرحم الأمومي. أهي صدفة أن يكون وجه السيدة غاندال مسجوناً داخل وجه زوجها الذي لا ينفك ينغلق عليه ليحجبه؟ أهي صدفة أن تقرر السيدة غاندال في الحلقة ما قبل الأخيرة الإنضمام إلى دايسكي وغرندايزر، وذلك قبل أن يستيقظ وجه زوجها ليقتلها ويقتل نفسه بطلقة في رأسهما المشترك؟ أهي صدفة أن لا يظهر أهل دايسكي ولو لمرة واحدة خلال المسلسل؟

 

في معرض هذه القراءة، سؤال حرج يطرح نفسه: وماذا لو كان الوعي المقاوم الغرندايزري عبّد الطريق أمام الوعي المقاوم الكربلائي؟ ثمة نقاط مشتركة عديدة يصعب تجاهلها. مثلاً، في تعارض واضح مع الإسلام السني، النموذج الأمومي ونموذج الفتى الأغر يحضران بشدة في الإسلام الشيعي، على حساب النموذج الأبوي. الإحالة والحنين الرحميان واضحان في المقامات والمزارات الواسعة الانتشار في الثقافة الشيعية. من جهة أخرى، تتلاقى الخمينية مع الغرندايزرية في إعطاء العدو وجهاً شيطانياً يحجب الرغبة المحرمة، كما نجد في الحالتين شغف الحنين إلى أرض الهزيمة الرحمية الأولى التي تمثل انسلاخ الولادة: موقعة كربلاء وكوكب فليد.

لنجرب الآن مفاتيح الرمزية الفرويدية مع حالة أخرى أكثر تطرفاً: مسلسل الرجل الحديدي المهووس بقطع الرؤوس. هنا أيضاً الأعداء (امبراطور وامبراطورة الديناصورات) هم قناع الأهل الغائبين لدى اليتيمَين كمال ولميس. لكن الوالدان هنا إنما يقفان حائلاً دون اتحاد الأخ مع أخته في سعيهما للتماهي مع الأهل. قطع رؤوس الديناصورات يحيل إلى الخصي أو قطع القضيب، وهو يعكس حنق الطفل العاجز جنسياً ورغبته في الإنتقام من البالغ. إلا أن الأمر الأكثر مدعاة للقلق هو الشكل الذي يتخذه اتحاد الأخوين. كمال ولميس هما نصف آليان ونصف بشريان، الأمر الذي يوحي بأنهما كانا في الأساس توأما سياميا تم فصله عند الولادة. 

في الحلقة الأولى، يخرج كمال ولميس في مركبتهما الحربية لملاقاة الديناصور العملاق، وبعد فشل كل الأسلحة الثانوية، لا يبقى أمامهما إلا: الإتحاد قوة! في اتحادهما، يتغير شكل المركبة وتتخذ بوضوح شكل قضيب منتصب ومسنون سرعان ما يتبين أنه سلاح لقطع الرؤوس، يأخذ كمال النصف البشري لأخته ويتربع على مقعد القبطان، بينما تأخذ أخته نصفه الآلي وتغدو قلب محرك المركبة المولد للطاقة. ذكورة كمال تتحقق هنا بنزع الأنسنة عن أخته واستحالتها أداةً في تصرفه، الذكورة تتحقق في نفي الأنوثة وتشييئها، وتستمد قوتها من هذا الاتحاد السالب معها. لكن يتبين لنا، في الجزء الثاني من المسلسل، أن هذا الاتحاد جزئي وليس إلا تمهيداً للاتحاد التام. بعد أن يفشل سلاح الاتحاد الأول في مواجهة الديناصور الآلي الذي أرسله الإمبراطور ساتولا، تطلب لميس من أخيها أن ينضم إليها في المحرك ليموتا سويةً، يقفز كمال في قلب المحرك، وهنا يحصل ما ليس في الحسبان وتتحول المركبة المحتضرة إلى رجل آلي عملاق: الرجل الحديدي.

يشرح المعلق العربي: "أمسك كمال بالاسلاك الكهربائية التابعة للميس بقصد أن يموتا سويةً، فكان أن اكتسب أخاها قوةً عظيمة تحول من جرائها إلى بطلٍ عظيم إسمه الرجل الحديدي". هنا لميس تختفي تماماً ولا يعود كمال مجرد قبطان داخل المركبة الرحم، بل يغدو الرجل الحديدي هو جسمه الفعلي. على هذا النحو، الذكورة البالغة تتحقق بالنفي التام للإنوثة وتجوينها (من جواني) أو ابتلاعها. لا يسع المرء هنا إلا أن يفكر بأعمال عالم النفس التونسي فتحي بن سلامة الذي يعتبر أن نفي وكبت الأنوثة هو السمة الجامعة للإسلام الأصولي. في "الخلفية" السيكولوجية للمسلسل، الأنوثة، كموضوع للرغبة، تحضر بوصفها العورة الأصلية الشاهدة على السقوط والإنسلاخ عن الوحدة الرحمية الأم، واستعادة تلك الوحدة وخلاص الذات الذكورية الراغبة لا يتحقق إلا بابتلاع موضوع رغبتها. 

لكن الوحدة الرحمية سابقة على الإنقسام إلى ذكورة وأنوثة وإلى ذات راغبة وموضوع للرغبة. بالتالي، على الذكورة الراغبة، في سعيها إلى نفي الأنوثة المرغوبة والاتحاد السالب معها، أن تنفي في الآن عينه نفسها ورغبتها المتمثلة بالعضو المنتصب الذي يصبح قصه واجبًا. 

لدينا هنا بوضوح، كل العناصر المكونة لسيكولوجيا السلفية الجهادية. الوحدة الرحمية الأمومية هي كلمة السر للهوس الاصولي بالتوحيد (أهي صدفة إن كانت لحى السلفيين وشواربهم الحليقة تحاكي مداخل الأرحام؟). قد يشبه ما يجري في رأس الجهادي الإنتحاري، إلى حد ما، ما يجري في رأس الطفل الذي يشاهد اتحاد كمال ولميس: الإنتحاري إذ يفجر نفسه بالآخر (الكافر أو المرأة غير المحجوبة)، إنما يسعى إلى ملكوت الوحدة الرحمية الأم التي لا تتحقق إلا بالنفي المشترك للذات والآخر.

(*) ملاحظة: نتمنى على محبي غرندايزر والرجل الحديدي أن يتعاملوا مع المقال بوصفه محاكاة ساخرة (parodie).

"ذيب" لناجي أبو نوار: ويسترن وبداوة

حسن الساحلي

كأن قوّة ما، خفيّة، تسيّر شخصيات فيلم "ذيب" (*) للأردني ناجي أبو نوار، الذي عرض يوم أمس في مهرجان أيام بيروت السينمائية. فقد بدت شخصيات الفيلم المنتمية الى قبائل البدو في منطقة الحجاز والتي تتحكم عاداتها بخياراتها، كأنها كائنات مبرمجة تنصاع بشكل آلي للمتوارثة منذ مئات السنين

كان يكفي الجندي الإنكليزي وصديقه أن يقولا لكبير العائلة بأنهم يقصدون الشيخ محمود المعروف بسمعته في مساعدة المحتاج ليحقق لهم ما يريدان. فالشيخ قد مات وابنه الذي صار في موقعه بات مجبرا على إثبات سمعة أبيه الإيجابية ومساعدة الرجلين.

بعث الشيخ أخاه حسين كدليل للرجال في طريق ستودي بحياتهم. يلحق ذيب شقيق حسين الصغير بالقافلة بعد حين خوفاً على أخيه. يمر وقت قصير فتتعرض القافلة لهجوم مسلح ينجحون خلاله بالتصدي لقطّاع الطرق. يصر الإنكليزي المضي قدما رغم المخاطر، من أجل اللحاق بكتيبته. لا يتركه حسين وحده على الرغم من معاملته السيئة له، وغضبه منه لعدم اكتراثه بمصير الدولة الإنكليزية التي تريد مساعدتهم في التخلص من الأتراك. يموت حسين معهم في الهجوم الثاني ليبقى ذيب وحيدا في الصحراء حتى مجيء رجل مصاب على ظهر جمله. يعرف ذيب بعد حين أن الرجل هو نفسه من قتل أخاه. يساعده في البداية ويتعلم منه أساليب البقاء والسفر ثم يقتله في نهاية الفيلم.

يشبه فيلم "ذيب" أفلام الويستيرن وخاصة أعمال المخرج الأميركي سيرجيو ليوني. فيلم بطيء لكن غير ممل. كأن الصحراء تمدد الزمن فيه وتبطئه لتحوّله الى زمن آخر مختلف عن زمننا هذا. أو كأن الزمن لم يكن نفسه في الحقبة التي يصورها الفيلم. فتجري أحداث العمل خلال الثورة العربية الكبرى العام 1916 التي كان خلالها العرب يحاولون فصل مصيرهم عن الأتراك. وقتها ربما كانوا يعيشون زمنهم الخاص وهذا ما تدل عليه الإشارة الوحيدة  للزمن في الفيلم. كان الرجل الإنكليزي يمتلك ساعة يد وهي الساعة الوحيدة التي تظهر في الفيلم. كأنه يملك الوقت وحيدا أو كأن وقته الخاص الذي لا يكترث له باقي الشخصيات.

عند مقتل الإنكليزي يأخذ أحد قطاع الطرق البدو ساعته وأغراضه الأخرى التي تصبح أحد أسباب قتله لاحقا عندما يحاول بيعها للجنود الأتراك. يخبر الرجل قصّة تحوّله الى مجرم. أتى القطار التركي فأجبره على ترك عمله كدليل للحجاج. القطار الذي يختصر مدة السفر في الصحراء من شهر كامل من الشام إلى مكة الى أسبوع واحد. لم يستطع الرجل مجاراة سرعة القطار فقرر أن يصبح قاطعا للطرق. يقتله ذيب في النهاية أمام عيون الأتراك منهيا الفيلم بثأر ربما هو لازمة لأي فيلم يتناول موضوع هذه القبائل.

لا شك في أن عمل أبو نوّار الأول هذا، يقدّم مستوى مرتفع يغيب عن السينما العربية. وهذا ما يظهر عن طريق أداء الممثلين الممتاز كما يظهر في النواحي التقنية. امتلأت القاعة البارحة في سينما صوفيل مما ينبئ بنجاح جماهيري قادم لفيلم كان قد مهّد له الفوز بجوائز في مهرجان فينيسيا وأبو ظبي. لكن ما يثير الشك في هذا النوع من الأعمال هو طريقة عمل المخرج. فقد صوّر معظم مشاهد الفيلم مثلا في وادي الرم الذي صوّر فيه سابقا العديد من الأفلام الأميركية بالإضافة لفيلم لورنس العرب الذي يتناول قصة مشابهة لهذا العمل. لا يزيح الفيلم عن صورة البدو النمطية على الرغم من استعمال المخرج لهم كممثلين أساسيين في العمل. يقول المخرج أن استعمال البدو كممثلين كان ضروريا لإضافة واقعية ما على أدائهم. أخبرنا هذا باللغة الإنكليزية لعجزه عن نطق العربية بشكل جيد. كما أن العاملين الأساسيين في العمل هم من غير العرب. لا نساء في الفيلم. يبرر أبو نوار ذلك برفض القبيلة التي عمل معها أن تصور نساءها اللواتي بحسبه كن من الفاعلين الأساسيين خلال العمل وقد ساهمن في انتاج الإكسسوارات والملابس!
(*) قام الطفل جاسر بدور شخصية "ذيب" في الفيلم، وشارك في التمثيل حسين سلامة وحسن مطلق ومرجي عودة بالإضافة الى الممثل جاك فوكس.

المدن الإلكترونية في

18.03.2015

 
 

بطولة مات ديمون

ريدلي سكوت ينتهي من تصوير "المريخ" في الأردن

24 - محمد هاشم عبدالسلام

انتهى المخرج البريطاني الشهير، ريدلي سكوت، منذ أيام قليلة، من تصوير اللقطات الأخيرة في فيلمه الجديد، الذي يحمل عنوان "المريخ"، وذلك في صحراء وادي رم بالمملكة الأردنية الهاشمية. والفيلم بطولة النجم الكبير مات ديمون، والنجمة بيت يوهانسين، وجيسكا ساشتين، ومايكل بينا، وكريستين ويغ، وجيف دانيالز.

والفيلم الذي يجمع بين الخيال العلمي والإثارة والمغامرة، وهو في مرحلة المونتاج الآن، كتب له السيناريو والحوار كاتب السيناريو "دريو جودار". والسيناريو مأخوذ عن رواية بنفس العنوان حققت أعلى المبيعات وهي من تأليف "أندي واير". وتحدد تاريخ عرض الفيلم في الخامس والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) القادم. ويقوم مات ديمون في هذا الفيلم بدور "مارك ويتني" رائد الفضاء.

التصوير في الأردن

وكانت آخر مشاهد فيلم "المريخ" قد صورت بوادي "رم" أو الشهير أكثر بوادي القمر، نظراً للتشابه الشديد بين تضاريسه وتضاريس سطح القمر، وهو يقع بمنطقة حسمي جنوب الأردن على مسافة 70 كيلو متراً من مدينة العقبة الساحلية. وعن تلك المنطقة قال ريدلي سكوت: "تستحق تلك المنطقة عن جدارة أن تكون ثامن عجائب الدنيا"، وهو نفس ما قاله منتج الفيلم "مارك هوفمان". وأعرب الاثنان، ومن قبلهما النجم مات ديمون عن سعادتهم بالتصوير في الأردن، وتوفر كل ما كانوا بحاجة إليه.

والجدير بالذكر أن تلك المنطقة الشهيرة تم تصوير العديد من الأفلام القديمة المعروفة بها، ومن بينها على سبيل المثال، فيلم "لورانس العرب" للمخرج الشهير ديفيد لين وبطولة النجم عمر الشريف. كما استخدمت في الكثير من أفلام الخيال العلمي لتكون بمثابة الكوكب الأحمر أو كوكب المريخ، ومن بين أهم الأفلام التي صورت بها عن كوكب المريخ، فيلم "الأيام الأخيرة على المريخ" للمخرج البارز بريان دي بالما.

قصة الفيلم

يتناول الفيلم قصة رائد الفضاء مارك ويتني، الذي يذهب وطاقمه على متن المركبة الفضائية "المريخ" في رحلة استكشافية. وبعد عاصفة شديدة القوة والتدمير يتعرض لها مارك وطاقمه، يُفقد مارك، ويظن الجميع أن مارك قد مات بالفعل. لكن مارك الذي ينجو من تلك العاصفة بصعوبة بالغة، يجد نفسه فجأة، وحيداً وقد تقطعت به كل سبل الاتصال بكوكب الأرض أو بالمركبة، فوق أحد الكواكب العدائية المجهولة.

اعتماداً على خبرته وحسن تصرفه وما يتمتع به من ذكاء، وبالاستعانة بالقليل من الوسائل والأدوات المتاحة تحت يده، يحاول مارك بشتى السبل إيجاد وسيلة ما من أجل الاتصال مجدداً والتواصل مع كوكب الأرض أو المركبة وطاقمها، والإبلاغ عن أنه لا يزال على قيد الحياة، وأيضاً عن ذلك الكوكب الغريب وطبيعة من فيه.

وعلى مسافة مئات الملايين من الأميال، يحاول العلماء في وكالة الفضاء "ناسا" وغيرهم من العلماء الدوليين التواصل مع المركبة الفضائية "المريخ" وإعادتها إلى كوكب الأرض بشتى السبل، في حين يحاول طاقم المركبة، بجرأة شديدة يحسدون عليها تنفيذ المهمة بقدر الإمكان، وبعد تبينهم لحقيقة أمره، محاولة المساعدة في توفير عودة آمنة بطريقة أو أخرى لقائدهم مارك ويتني.

جديد كيت وينسلت

"فوضى بسيطة": فيلم يتعرض لفترة حكم لويس الرابع عشر

24 - محمد هشام عبدالسلام

في فيلمها الجديد الذي بدأت عروضه العالمية في 15 مارس (آذار)، تقوم الممثلة المتميزة كيت وينلست بدور "سابين دي بارا"، في آخر أفلامها الذي يحمل عنوان "فوضى بسيطة"، وهو فيلم درامي رومانسي كوميدي، من إخراج وتمثيل آلان ريكمان، أما التأليف فلكاتبي السيناريو جيرمي بروك وأليسون ديغان، وساعدهما المخرج آلان ريكمان.

يتقاسم بطولة فيلم "فوضى بسيطة" مع كيت وينلست الممثل ماتياس شونارتس في دور "أندريه لي نوتر"، في حين يقوم مخرج الفيلم آلان ريكمان بدور الملك لويس الرابع عشر. وتدور أحداث الفيلم خلال فترة حكم الملك الشمس، وهو لقب لويس الرابع عشر، وتحديداً في الفترة الواقعة في أواخر القرن السابع عشر. ويمتد زمن عرض الفيلم لما يقترب من ساعتين تقريباً. وبالرغم من أن الفيلم من المفترض أن أحداثه تدور في فرنسا وتتناول شخصيات ومواقف فرنسية، لكنه ناطق بالإنجليزية وتم تصويره بالكامل في أكثر من مكان في بريطانيا.

دور كيت

تقوم كيت في هذا الفيلم بدور أرملة، تعاني من تبعات فقد زوجها وابنتها، غير تقليدية التفكير، تعمل بشكل أساسي كمهندسة تصميم وتنسيق وتنفيذ المناظر الطبيعية والحدائق، وتتسم بذوق شديد الرهافة والرقي يرفض السائد، وهي تعشق دمج تصميماتها بالطبيعة ومناظرها على نحو جامح، وهذا كله وأكثر يجعلها غير محببة من جانب الكثيرين وخاصة أستاذ تصميم وتنسيق المناظر أندريه لي نوتر، الذي هو على النقيض منها، يعشق التنسيق والتصميم على الطراز الكلاسيكي.

استعداداً لانتقال الملك والبلاط الملكي من باريس إلى فرساي في عام 1682، يتم تكليف لي نوتر بإبداع وتصميم حدائق "رائعة الجمال ولا مثيل لها". ومع ضخامة المشروع وضرورة الإسراع في الانتهاء من تنفيذه في أقرب وقت، يضطر لي نوتر لتوظيف والاستعانة بالعديد من المهندسين والمساعدين والعمال. ولإعجابه بآرائها المستفزة بالنسبة له، يقبل لي نوتر بإشراك سابين في العمل معه، ويسند إليها تصميم حديقة "روكورك".

ومع تقدم الأحداث، تشعر سابين بالكثير من المضايقات والأحقاد من جانب المهندسين والمصممين من الرجال وتتفهم ذلك، لكن الأمور تتعقد أكثر ليس بسبب هؤلاء الرجال تحديداً بل بسبب نساء البلاط، وخصوصاً زوجة لي نوتر القوية المتسلطة ذات النفوذ الاجتماعي. تكون مدام لي نوتر (هيلين ماكروري) أول من يتنبأ ببدايات أو بوادر علاقة ما مستقبلية قد تجمع بين زوجها وسابين، حتى قبل أن تبدأ تلك العلاقة في التشكل فعلاً على أرض الواقع. ومن ثم تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتدمير تلك العلاقة في مهدها، وفي نفس الوقت القضاء التام وتدمير فرصة سابين في إنجاز مشروع حديقة "روكورك".

جدير بالذكر أن "فوضى بسيطة" هو ثاني أفلام الممثل آلان ريكمان كمخرج، وذلك بعد فيلمه الأول الذي أخرجه قبل سبعة عشر عاماً وكان بعنوان "ضيف الشتاء" (1997). وفي رصيد ريكمان التمثيلي أكثر من خمسة وستين فيلماً على امتداد مسيرته المهنية. وهو من مواليد لندن عام 1946، وفاز بالكثير من الجوائز وتم ترشيحه لنيل العديد منها. وقد فاز في عام 1997 بجائزتي الجولدن جلوب وإيمي لأحسن ممثل عن دوره في "راسبوتين" (1996).

موقع (24) الإماراتي في

18.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)