كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

يســـرا: أنا لست سياسية أنا فنانة

كتب : ماجي حامد وتصوير: شريف الليثى

 

فنانة هزت عرش الفن المصرى بأقوى وأهم الحقائق والصدمات والنماذج الإنسانية، فمن خلالها سجلت موقفها الواضح والمباشر من دور الفن فى الالتفات إلى أكثر بؤر الخطر فى المجتمع المصرى، فعلى مدار أعوام طويلة ظلت مستمرة فى رحلتها مع البحث عن هذه البؤر وإزاحة الستار عنها من خلال نخبة هائلة من الأعمال الفنية الناجحة، سواء الدرامية أو السينمائية, فمن منا لا يتذكر: «طيور الظلام، الإرهاب والكباب، قضية رأى عام، فى أيدى أمينة، معالى الوزير»، وغيرها من الأعمال التى صنعت تاريخ فنانتنا.

ومن خلالها أيضا كان لها الحظ بالوقوف أمام عمالقة الفن المصرى والتعاون معهم من خلال أشهر الأعمال الفنية، لعل من أبرزهم عادل إمام، نور الشريف، أحمد زكى من الممثلين، أما من المخرجين فيوسف شاهين، خالد مرعى، شريف عرفة، عمرو عرفة وأيضا من الكتاب وحيد حامد، محسن الجلاد، محمد جلال عبدالقوى، تامر حبيب، والكثير من أسماء جيلها والأجيال التى تسبقه وأيضا الأجيال التى لحقت به، معروفة بإيمانها الشديد بالمواهب الشابة، فعلى يدها ظهر العديد من الوجوه الشابة فى جميع المجالات فهى كانت ومازالت همزة الوصل بين الماضى والحاضر، بين الخبرة والموهبة، بين أجيال سابقة وأجيال حاضرة، إنها خوشيار، شربات لوز، لقاء، أمينة، عبلة، هى النجمة يسرا التى حضرت ببساطتها المتعارف عليها، ملبية نداء الصبوحة «مجلة صباح الخير» ولديها من الحب والحنين ما يؤهلها لحديث مطول عن مشوارها الفنى حيث البداية، أهم وأبرز المحطات ونقاش متبادل مع أبناء صباح الخير الذين اجتمعوا أيضا بكل الحب للقاء محبوبتهم ومحبوبة الجميع يسرا.

سرايا عابدين

        سرايا عابدين وأحدث أعمالك الدرامية، ودور الملكة خوشيار، تلك الشخصية التى فاجأت بها جمهورك خلال رمضان الماضى؟

- أنا كممثلة عندما يعرض على دور بحجم وقيمة الملكة خوشيار لا يحق لى التردد فى قبوله، فهذا الدور يعنى لى الكثير لكونه من نوعية الأدوار التى من الصعب أن يحصل عليها الممثل بسهولة خلال مشواره الفنى، هذا بالإضافة إلى الشكل المتعارف عليه للعمل التاريخى المصرى الذى أراه لا يليق بتاريخ مصر، فما من عمل تاريخى مصرى تم إنتاجه إلا تضمن الكثير من السلبيات، ورغم كل المحاولات يظل الشكل العام لهذه النوعية من الأعمال سيئا، لذلك كانت فكرة تقديمى لعمل تاريخى مستبعدة وخارج كل حساباتى الفنية بداية من الذقون مرورا بالجلباب وصولا إلى اللغة العربية والأداء المسرحى الذى - بكل صراحة - لا أتقنه، لكن بمجرد أن صادفنى «سرايا عابدين» بكل إمكانياته الضخمة فهو أغلى عمل تاريخى عربى بلا مبالغة، حيث تجاوزت ميزانيته الـ 22 مليون دولار، فالحقيقة أن إم بى سى لم تقصر فى حق العمل على الإطلاق وهذا بالتحديد ما دفع بى وبالمخرج عمرو عرفة لتنفيذ المسلسل والتحمس من أجله، وعليه جاءت «ستار جيت» لتنفيذ المسلسل وعادل مغربى لتنفيذ الديكور ودينا نديم من أجل الملابس وباقة من أشهر النجوم اجتمعوا معا من أجل تقديم هذا العصر بكل جمالياته.

        ولكن هذا العمل رغم الميزانية الضخمة والنجاح الكبير الذى حققه على المستوى الجمالى، تباينت حوله الآراء خاصة فيما يخص الجانب التاريخى الذى على أساسه كان للمشاهد بعض المآخذ على العمل وصناعه؟

- بغض النظر عن الجانب التاريخى، فقد اتفقنا على استحالة رفضى لعمل بحجم سرايا عابدين ودور بأهمية خوشيار، ولكن إذا عدنا إلى الجانب التاريخى، فهذا الأمر أخذ من وقتنا ومجهودنا الكثير، حيث العديد من المناقشات التى جمعت بين فريق العمل، وتحديدا إذا تحدثنا عن المناقشات الخاصة بى وبالمخرج عمرو عرفة الذى فى كل مرة كان يؤكد لى أننا لا نؤرخ لفترة من تاريخ مصر، بل نقدم دراما مستوحاة، وهذا يعنى أن احتمال الخطأ والصواب من خلال الأحداث وارد، فعلى سبيل المثال فيلم فيرست نايت للممثل ريتشارد جير، هذا العمل تناول شخصيات حقيقية، ولكن من خلال أحداث لا نستطيع أن نجزم واقعيتها، فالفكرة فى تناول فترة تاريخية أبطالها فى الواقع هم أبطال الفيلم، هذا الأسلوب فى التناول متعارف عليه لدى جميع بلدان العالم، ولكنه لم يسبق لنا تقديمه من قبل إلا من خلال سرايا عابدين، وهذا ما يحسب للعمل وصناعه.

        فى كثير من الأحيان يظل المرجع التاريخى لبعض فئات المجتمع من خلال الأعمال الدرامية والسينمائية، وعليه يظل على مسلسل سرايا عابدين مسئولية كبيرة تجاه المشاهد فى كيفية تناوله لعصر الخديو إسماعيل؟

- للعلم نحن لم نخطئ فى حق الخديو إسماعيل، نظرا لتناول المسلسل لطبيعته الشخصية التى ظهرت مغرمة بالنساء، رأفت الهجان كان عاشقا للنساء، بكل إنجازاته، وغيرهما من الشخصيات التاريخية المعروف عنها عشقها للنساء، الذى بالتأكيد لا يتعارض مع حقيقة الإنجاز الذى قاموا به، فالفكرة أننا أحيانا ما نغفل حقيقة بعينها ألا وهى أن فى التاريخ تحديدا لكل كاتب وجهة نظره تجاه كل شخصية أو حقبة تاريخية، فهناك السلبى وهناك الإيجابى واليوم إذا تحدثنا عن الخديو إسماعيل سنجد من يدينه ومن لا يدينه؟! فى النهاية أنا لا أتصور أن لدى أى فرد منا حقيقة ثابتة حول هذه الشخصية، وعلى هذا الأساس تم تناول الشخصية بهذا الشكل من خلال سرايا عابدين، الذى اعتمدت من خلاله الكاتبة هبة مشارى حمادة على خيالها لتسمح ببعض المساحة من التوقع للمشاهد، فالدراما لابد أن تحمل بعض الخيال وإلا فلا داعى لتقديمها.

        ما حقيقة قيام إم بى سى بإنتاج فيلم وثائقى عن حياة الخديو إسماعيل؟

- بالفعل هناك إنتاج لفيلم وثائقى يروى قصة حياة الخديو إسماعيل من إنتاج إم بى سى، الذى من المقرر أيضا أن يتناول أهم إنجازاته ولعل الهدف الرئيسى وراء هذا الإنتاج هو توضيح حسن النية لـ إم بى سى فيما يخص ما تناوله المسلسل من جانب إنسانى وجمالى لعصر الخديو إسماعيل دون التركيز على إنجازاته، فى الوقت نفسه هناك كثير من الحوارات المهمة التى سيتضمنها الفيلم حول كيفية تناول البعض لجزء من التاريخ والاعتماد على خياله لتأليف عالم افتراضى مغاير وإن تضمن بعض الأحداث التاريخية الحقيقية بعينها، ولكن مع بعض من الاجتهادات الشخصية التى تعتمد على خيال الكاتب، والحقيقة أن هذه الحوارات توصلت إلى أحقية الكاتب فى القيام بهذا الأمر دون أن يكون فى ذلك أى نوع من التقليل من قيمة هذه الفترة التاريخية.

شربات لوز

        مازلنا نتحدث عن مفاجآت يسرا لجمهورها ومن خوشيار ننتقل إلى مسلسل «شربات لوز» الذى حقق نجاحا ساحقا أثناء عرضه لأول مرة؟ ماذا تقولين عنه؟

- حتى الآن مازلت فى حالة اندهاش من كيفية تناول الكاتب تامر حبيب لشخصية شربات، فأحيانا أثناء التصوير كان يتحدث إلى بأسلوبها بناء على رغبتى، وقد كنت أضحك مندهشة، ولكنه كان يؤكد لى أنها موجودة بكل تفصيلة ظهرت من خلالها ضمن أحداث المسلسل، فأثناء التصوير كان يصعب على أن يسقط منى شتيمة أو إيفيه خاص بشربات، فإلى أقصى مدى أحببتها حتى إننى عشقتها، فهى من أحلى أدوار حياتى، لدرجة أننى طلبت من تامر كتابة جزء ثان من شربات وأمام سمير غانم كذلك، إزاى؟! لا دخل لى وإنما عليه ككاتب أن يجد طريقة لظهور سمير، والحقيقة أنه وعدنى بذلك.

        الآن حدثينا عن لقائك بالنجم سمير غانم؟

بصراحة لم أتوقع تحمسه للمسلسل والحصول على موافقته بهذه السهولة، خاصة أن مسلسل شربات لوز كان بمثابة العودة بالنسبة له، وهذا بالتأكيد أسعدنى كثيرا، والحقيقة أن للمخرج خالد مرعى دورا كبيرا فى هذا الاختيار، فمنذ بداية الترشيحات وهو لم يكن يرى سوى سمير غانم من خلال دور حكيم ولتقديم هذه الجرعة الكوميدية القوية، وبالفعل وافق سمير على العمل ولكم أن تتخيلوا مدى متعة العمل أمامه ومدى التزامه.

غيرة فنية

        استكمالا لحديثنا عن الدراما برأيك من هى الشخصية التى تضمنها مشوارك الفنى التى تكاد تشعر بغيرة أثناء حديثنا عن شربات أو خوشيار؟

- أعتقد أمينة فى مسلسل «فى أيدى أمينة»، فهذه الشخصية من خلال التحضير لها اعتمدت على الكثير من الملفات الحقيقية من مجلس الأمومة والطفولة التى تضمنتها أحداث المسلسل، حيث أهم وأخطر القضايا مثل أولاد الشوارع، سوء معاملة الأطفال، تجارة الأعضاء، ولكن هذا العمل برأيى دراميا تعرض للظلم، فقد كان من الممكن أن يخرج بشكل أفضل ويحقق نجاحا وتأثيرا أقوى نظرا لقيمة العمل وتركيزه على أكثر المناطق خطرا فى المجتمع، إلا أنه لم ينل حقه.

فنانة محظوظة

        من الدراما إلى السينما وهذا العالم الذى تعاونت من خلاله مع أهم وأبرز فطاحله من ممثلين ومخرجين وكتاب.. ماذا تقولين؟

- أنا أعشق السينما، وأعشق هذه الجلسة أمام تلك الشاشة الكبيرة، بكل تفاصيلها من إضاءة وصورة، يا لها من قدسية خاصة جدا، تنفرد بها هذه الشاشة الساحرة، فأثناء مشاهدتى لأحدث أفلام الفنان كريم عبدالعزيز «الفيل الأزرق» مؤخرا انتابنى شعور بالوحشة أمام شاشة السينما، وشعور بالحنين، حقيقى السينما وحشتنى، ولكن إذا عدنا إلى الوراء حيث الإرهاب والكباب، المولد، طيور الظلام وإذا كان من الممكن أن أعود لتقديم أعمال بهذا الحجم وبهذه القيمة فإنه يكاد يكون مستحيلا نظرا لاختلاف المناخ العام، والثقافة، فالمناخ اليوم أكثر قسوة وعنفًا، فنحن كمصريين أصبحنا على هذه الحال ولن ننكرها، حتى إننا لم نعد كما كنا فى الماضى، بالضبط كمن يرتدى قميصا لا يخصه، ففى الماضى كانت هناك حالة من الألفة وكانت الابتسامة على وجه الجميع نتبادل التحية دون أن نعرف بعضنا البعض فى الشارع، هذا الأمر للأسف لم يعد موجودا اليوم فقد غاب عنا هذا الشعور بالألفة وغابت معه الابتسامة، وحتى نتجاوز هذه الأزمة يظل للفن دوره وللإعلام دوره وللصحافة أيضا.

        نخبة هائلة من الأعمال السينمائية صنعت تاريخ النجمة يسرا أمر لا خلاف عليه، ولكن من خلال هذه الرحلة هناك محطة لابد من الوقوف أمامها وتوضيح أسباب تحمسك لها وإقدامك عليها، هذه المحطة هى بعنوان «جيم أوفر» من إنتاج محمد السبكى؟

- مبدئيا هذا الفيلم كنت أنوى شخصيا إنتاجه وهو فيلم شهير لجينفر لوبيز، ولكن عقب الثورة توقف المشروع إلى أن فوجئت باتصال من السبكى الذى عرض عليّ العمل معه أكثر من مرة على سبيل المثال الرجل الثالث، إلا أنه لم يحدث توفيق، ولكنه هذه المرة عرض عليّ إنتاج الفيلم نفسه الذى كنت أنوى إنتاجه، أولا المنتج محمد السبكى لديه ذوقه الخاص، وهنا يظل السؤال الأهم: من دون السبكية من هم المنتجون المتواجدون بشركاتهم المعروفة للجميع استطاع أن ينتج ويجازف بأمواله لإنتاج أعمال سينمائية خلال الأربعة أعوام الماضية، فهذا الحرص الشديد من قبلهم على التواجد أمر يحسب لهم، فيلم مثل ريجاتا على سبيل المثال أنا قرأته لأنه كان معروضا عليّ، ولكن لم يتم الاتفاق، ولعل السبب الوحيد أننى لم أر نفسى فى الدور، لا شكلا ولا مضمونا، وهذا بصرف النظر عن أهمية موضوع الفيلم وقضاياه من البطالة والهجرة، نفس الشىء من خلال فيلم «جيم أوفر» الذى حقق تسعة ملايين جنيه فى ظل حظر التجول وتم تحميل أغنيته ما يقرب من الـ 15 مليونا، ولكم أن تتخيلوا حالتى أثناء تسجيلها ؟! ولكن جرأة السبكى ومجازفته برأس ماله من أجل صناعة السينما أمر لابد أن يحسب له فلولاهم ما استمرت الصناعة، بغض النظر عن فكرة تقديمه لنوعية أعمال معينة من وجهة نظره يحاكى بها جميع الأذواق، فهو بالتأكيد يتمنى تقديم أعمال جيدة، ولكن أيضا يسعى لتحقيق مكسب منها فهو يعمل على جذب جميع فئات المجتمع وتقديم ما يتناسب مع أذواقهم، السبكى عاشق للضحك ولا يحبذ البكاء وعليه لابد أن نتذكر إيجابياته كما نتذكر سلبياته.

مؤدية لا مغنية

        عالم آخر كانت لديك بصمتك الخاصة جدا من خلاله من حين لآخر، هذا العالم هو عالم الغناء الذى من خلاله كانت البداية بالنسبة لك؟

- حقيقى إن أول ظهور لى إعلاميا كان من خلال برنامج على الناصية لعمر بطيشة، وكنت برفقة والدى، ووقتها طلب منى عمر تقديم نفسى، وبعدها سألنى عن إمكانية دخولى إلى عالم الفن وإن كنت أجيد أى مهارات فنية وبكل حماس أجبته إننى أجيد التمثيل والغناء والرقص، وعليه طلب منى تقديم أغنية بصوتى، وبالفعل غنيت وكانت الأغنية للفنانة سميرة توفيق باسم بيع الجمل يا على، كنت وقتها فى السابعة عشرة من عمرى، بعدها دخلت إلى عالم الفن وأنا فى عمر الثامنة عشرة والنصف، وكان ذلك من خلال ترشيح مدير التصوير عبد الحليم نصر لى لبطولة أحدث أفلامه بعنوان «قصر فى الهواء»، حيث شاء القدر أن يستمع إليَّ فى الراديو أثناء لقائى بعمر بطيشة، وبالفعل حدث اللقاء الذى لم أكن أتوقعه نظرا لعظمة وقيمة هذا الإنسان، فقد كنت أرتعش أثناء لقائى به، فى اندهاش من الأمر هل هو حلم أم علم، ولكنه كان علما وبعدها قدمت فيلم قصر فى الهواء الذى أحبه كثيرا ولديه مكانة خاصة فى قلبى لأن منه كانت البداية، الجدير بالذكر عدم استمرار هذا الفيلم بدور العرض سوى لثلاثة أيام فقط، وبالمناسبة حصلت عنه على ألف جنيه أجرا، من خلال هذا الفيلم غنيت أيضا بعض الأغانى ومن وقتها وأنا أعشق الغناء، فمن الأغانى التى غنيتها من خلال قصر فى الهواء التى لم أستطع نسيانها حتى وقتنا هذا كانت كلماتها تقول «روحى فيك، عايشة لك، كلى لك، حتى بعد العمر تفضل روحى فيك، لو نسيت روحى ونسيتنى الهموم لو ينام ليلى ونهارى، لو أسيب الدنيا وأسكن فى النجوم، كل يوم كل ثانية فى عمرى تفضل بردو ليك». خطورة هذه الأغنية كانت فى طريقة تصويرها ورغبة المخرج فى التقاطها من أول مرة لهذا مكثت وأنا أرتعش أحفظ فى كلماتها وأذاكرها بكل تفاصيلها من تعريب وأداء، لهذا تجدوننى مازلت أتذكر كلماتها جيدا.

الحس الوطني

        من الفن إلى السياسة ومرارة الشعور بالغربة التى انتابت الفنانة يسرا عقب ثورة 25 يناير! ماذا تقولين؟

- هناك فارق كبير بين من يسعى للوصول دون النظر حوله ويريد اغتيال بعض الشخصيات الناجحة لمجرد كونهم ناجحين، مع إغفاله لرحلة نضال هؤلاء البشر، التى سبقت هذا النجاح، وبين أى شخص آخر، إنه شعور بالكراهية غير مبرر والغل الشديد ظهر من قبل البعض وقتها دفعنى للشعور باليأس والبحث عن الخطأ الكبير الذى ارتكبته فى حق البعض والذى كانت نتيجته كل هذه الكراهية، حتى إننى كانت لى تصرحات وقتها، وهذا يحق لى خاصة فى ظل الشعور بالغربة فى بلدى وبين المحيطين بى، فأنا لم أعد قادرة على الحديث، أو على الشعور بالأمان، حتى إننى فقدت الثقة فى كل من يحيط بى، وبالفعل تم نقلى إلى أحد المستشفيات عقب تدهور حالتى، ولم يستطع إخراجى من هذه الحالة سوى شربات فى شربات لوز، فقد قررت من وقتها عدم الحديث عن السياسة والخروج للعمل من خلال عمل بسيط وكوميدى عن الست المصرية الجدعة الشعبية بدمها الخفيف، بالمناسبة أنا لست سياسية، ولكن لدى الحس الوطنى، الذى أكاد أستشعر من خلاله الخطر قبيل قدومه، ففى يوم 28 يناير كنت خارج مصر، ولكننى كنت أتحدث إلى إحدى صديقاتى فى مصر وقتها وأثناء الحديث عن حال مصر قلت لها الإخوان قادمون، فليست هناك ثورة حقيقية ناجحة بدون استراتيجية، فللأسف لدى البعض مفهوم خاطئ عن الثورة وتحديدا لدى الشباب الصغير.

        مشهد فى غاية الأهمية والمسئولية ولقاؤك بالرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء الاحتفال بعيد الشرطة والمسئولية التى وضعها على عاتقك كفنانة أثناء هذا اللقاء ومداعبته لك وللفنان أحمد السقا قائلا: «والله هتتحاسبوا على اللى بتقدموه»؟

- لم يكن مشهدا أو حديثاً عابرا وإنما هو بالفعل نابع من إنسان على وعى تام بقيمة الفن ومدى تأثيره فى التوحيد بيننا كما كان دائما، وتأثيره على المجتمع بشكل إيجابى، وهذا بالتأكيد يضع على عاتقى مسئولية كبيرة، فالفن هو ضمير الأمة، من خلاله نرى سلبيات وإيجابيات هذا العالم، فهذا المشهد اتخذه البعض على محمل الغيرة والبعض لم يتخذه على محمل الجد، والبعض بث فيه سعادة بالغة، أما بالنسبة لىَّ فقد اتخذته من زاوية أخرى ألا وهى المسئولية كفنانة، كيف نستطيع كفنانين الارتقاء بالفن، ولكن هذا الارتقاء لا يعنى إنتاج كتاب عن الأخلاق والأدب، فإذا كان الأمر متوقفا على كتاب فنحن قادرون على قراءته، لكن تقديم الفن أمر مغاير وفرضه يبدأ من تحديد السبب وراء الحالة التى أصبحنا عليها اليوم، ومن وجهة نظرى ما أدى بنا إلى هذه الحالة هو المناخ العام مما لا شك فيه، فإذا تحدثنا عن قصة حب تم تقديمها فى الخمسينيات أو الستينيات من الصعب استيعابها فى ظل ما نمر به اليوم من ظروف مناخ أصبحت لغة العشوائيات هى القادرة على فرض نفسها، وللأسف لن نستطيع تجاهل وجودها، ولكن لابد من الحديث بلغة أهلها فى البداية ومن ثم نأخذ بأيديهم نحو الأمام، لابد من المجادلة ونحن على أمل وقادرون على بث الأمل تدريجيا فيهم.

        وبرأيك ما السبب وراء هذه الحالة التى أصبحنا عليها اليوم؟

- مبدئيا أنا مشفقة على رئيسنا، فكل شىء فى حاجة إلى إعادة بناء، أما بالنسبة للحالة التى أصبحنا عليها فهى لم تأت من فراغ، بل هى نتيجة لعوامل كثيرة منها الفقر والجهل، الصحة المتدهورة، والحلم الميت، وغيرها الكثير من العوامل، التى أعتقد أننا على دراية تامة بها وإن كان هذا ليس بالمهم برأيى، فالأهم كيفية تجاوز هذه العوامل والوصول إلى الأفضل، بالعمل وبتحكيم ضمائرنا والإيمان بما نقوم به.

شخصيات فى حياتها

        أخيرا لا يحق أن نختتم الحوار قبل أن نلقى الضوء على أهم وأبرز الشخصيات فى حياة يسرا الفنية والإنسانية أيضا، دعينا نبدأ من يوسف شاهين، عادل إمام، نور الشريف، أحمد زكى، وحيد حامد؟

- فى البداية إذا تحدثت عن يوسف شاهين أستطيع أن أجزم أنه أساس فى حياتى الفنية، وبقدر ما كان ديكتاتورا بقدر ما كنت أحترم وبشدة ديكتاتوريته، فهو الأقدر على الحصول على ما يريده من أى ممثل عن رضا، وتستطيع أن تلمس رضاءه عن أدائك من كثرة إيحاء عينيه وهو ينظر فى عينيك، يا له من عبقرى!

أما عادل إمام فكل ما أستطيع قوله إننى حضنت الدنيا من خلاله، خاطبت معه العالم بكل فئاته على مدار سبعة عشر فيلما، كان كل فيلم من بينها حدوتة كبيرة بالنسبة لى.

ننتقل إلى نور الشريف، الذى بلا مبالغة يعد واحدا من أعظم الفنانين، فكم هو قادر على احترام الكبير والصغير ويمنحك الفرصة كممثل، بل يضيف إليك، أنا عملت معه ثانى فيلم فى حياتى وحصلت من خلاله على جائزة أفضل ممثلة من المركز الكاثوليكى، هذا بخلاف الجانب الإنسانى فهو صديق غالٍ ومن أرقى ما يمكن، ذكاؤه خارق فى قراءة الشخصيات. من نور الشريف إلى أحمد زكى هذا الممثل العبقرى، إنه الصديق والأخ، فأنا لن أنسى أثناء تواجدى معه فى أيامه الأخيرة، وكان وقتها يتألم فى صمت ولكننى شعرت به، وهنا طلبت منه أن أغادر الغرفة ليكون على راحته ولكنه أجابنى بكلمات لن أنساها أبدا «انتى عايزة الشمس تخرج من الغرفة»، حتى الآن لم أستطع أن أحصل على صديق مثلك يا أحمد، أيضا الكاتب الكبير وحيد حامد الذى يعد المرآة التى أرى فيها عيوبى ومميزاتى، فما من قرار كنت فى حيرة بشأنه إلا وكان وحيد دليلى فى تحديد موقفى، إنسان لديه نظرة مستقبلية للأشياء وكأنه ترموميتر وطنى مخيف، قلبه يؤلمه مع كل ألم يشعر به وطنه.

        مواقف إنسانية عديدة جمعت بينك وبينها، التى إن دلت فهى تدل على مدى الصداقة والحب الذى يجمع بينكما، حدثينا عن إلهام شاهين؟

- إلهام شاهين فنانة جميلة ورائعة، وشخصية من أجدع وأنقى الشخصيات الحقيقية وبعمرى ما هنسى قوتها، وصلابتها من أجل الحق وانتصارها الذى انتصرت به لنا جميعا، هذا بخلاف المواقف الإنسانية الشخصية، فعلى مدار شهر ونصف الشهر كانت إلهام بجوارى فى محنتى الأخيرة، لم تتركنى حتى بداخل غرفة العمليات.

        وماذا إذا قلنا صلاح جاهين؟

- حبيب قلب عمرى، ففى أول اتصال بيننا قال لى: «أنا أتخن واحد فى مصر معجب بك»، فما من يوم إلا وكانت بينى وبين صلاح مكالمة للاطمئنان على، فعندما زرته لأول مرة فى مكتبه فوجئت بثلاث صور فى مكتبه صورة للسندريلا سعاد حسنى وصورة أحمد زكى وصورتى فأنا ولا مرة تخيلت أن تكون لى صورة فى مكتب صلاح جاهين.

        أخيرا إحسان عبدالقدوس ويوسف السباعى؟

- إحسان عبدالقدوس تحدث إلى عقب مسلسل أنف وثلاث عيون وإذا به يشيد بأدائى قائلا: «إننى أكثر ممثلة استطاعت تجسيد ميتو كما ينبغى».

أما يوسف السباعى فاللقاء الوحيد الذى جمع بينى وبينه كان أثناء توليه للوزارة ووقتها كان فى زيارة لأحد المعارض الذى كان يتضمن تمثالا لى من إنتاج السجينى ووقتها حرصت على الحضور والمكوث بجوار تمثالى لمدة طويلة، إلى أن حضر يوسف السباعى وقام بجولته فى المعرض دون أن يلتفت نحو تمثالى فإذا بى وأثناء مغادرته للمعرض أناديه وبصوت عالٍ لأسجل اعتراضى على عدم التفاته للتمثال الخاص بى لأفاجأ به يعود إلى ليشاهد التمثال بكل شياكة وتقدير.
وتنتهى الندوة ويحرص الحضور على التقاط الصور التذكارية مع النجمة يسرا التى لقبها المشاهدون بـ«ملكة القلوب». •

صباح الخير المصرية في

17.03.2015

 
 

المنتج نجيب عياد:

في تونس ممثلين كبار ولا يوجد لدينا المصطلح الهوليودي للنجم

حاوره في تونس- وليد أبو السعود

يعتبره الكثيرين المنتج التونسي الأبرز حاليا في مجال الدراما والسينما؛ وعرفته صناعة السينما المصرية بعمله في العديد من المشاريع المصرية ذات الإنتاج العربي المشترك وبرغم كونه منتجا إلا أنه يصر على لقب المنتج الفنان، ويؤكد أنه قادم من نوادي السينما وكراسات النقد، إنه المنتج التونسي نجيب عياد الذي حاورته «الشروق» لتنقل للقارئ صورة قريبة لصناعة السينما والدراما التونسية

·        لو أردنا توضيح صناعة السينما والتليفزيون التونسيين للجمهور المصري كيف تقدمها للقارئ باعتبارك من ابرز المنتجين التونسيين ؟

- للأسف حاليا نحن في وضع أصعب بكثير منذ عدة سنوات من حيث كم الإنتاج، حيث كان التليفزيون الوطني ينتج أربعة أعمال لشهر رمضان كما هو معتاد في الوطن العربي.
أما اليوم؛ وبعد الثورة نقص عدد المسلسلات المنتجة ولم يعد هناك إنتاج إلا لقناتين أو ثلاثة أي أن في أفضل الأحوال ثلاثة مسلسلات، وأعوام مسلسل واحد وهو ما يشكل أزمة لجميع عناصر الصناعة بتونس، وأنا يمكن تصنيفي كأكبر منتجي الدراما التليفزيونية بتونس فمنذ عام 99 وحتى الآن وأنا أقدم عملا كل عام من وقتها، وحاليا أنا أقوم ومنذ عدة سنوات في الواقع بتجويد الصورة وتقنيات العمل وهو ما ساهم في تحسن الصناعة كيفا وليس كما. ولكن البعض يتعامل مع المنتجين الكبار كانهم محتكرين ويحاولون تحطيم التجربة وهذه الأزمة نتعامل معها ومصممين على الاستمرار.

·        ماذا عن ميزانية المسلسلات التونسية؟

- مسلسل ناعورة الهواء، تكلفته 3 مليون دينار تونسي أي ما يعادل مليون ونصف مليون دولار ونحن نقدم مسلسلات قليلة التكلفة ذات جودة عالية.

·        هل تذهب معظم الميزانية لأجور النجوم كما يحدث بمصر؟

- لا فنحن ولحسن الحظ لا يوجد لدينا نجوم لدينا ممثلين كبار وأنا أتعامل معهم كممثلين كبار ومحترفين، لكن لا يوجد لدينا نجوم بالمعنى المتعارف عليه في مصر والنجم عادة هو المخرج، ولذا لا توجد لدينا حرب الأسعار والأرقام الخيالية بالطبع زادت أجور الممثلين في الفترة الأخيرة.

·        وماذا عن التسويق بالنسبة للأعمال التونسية؟

- لا يوجد لدينا توسيق وهذه هي الأزمة الكبرى التي نواجهها وخصوصا مع تفكير بعض القنوات فقط في احتكار مسلسلاتها لها، لكن فقط نوزع للجزائر والمغرب وقنواتنا مفتوحة على النايل سات وليبيا، مثلا المسلسل التونسي بالنسبة لهم مسلسل ليبي وقبل الأحداث بسوريا كانت القنوات السورية تبث كل انتاجنا التونسي لكن بعد بداية الاحداث توقف هذا.

·        أدرت مهرجان سوسة للأفلام لفترة طويلة وهو شئ غير معتاد فلماذا يصبح المنتج رئيسا لمهرجان؟

-أانا منتج غريب بعض الشئ، دخلت للسينما من نوادي السينما وكراسات النقد السينمائي، وكنت رئيس نوادي السينما بالجامعة التونسية، وصنعنا مهرجان سوسة مع بعض أصدقائي ولكن بعد الثورة تغير كل شئ حيث انسحبت من المهرجان منذ عام 2009 كي أترك للشباب فرصة تحمل المسئولية وهو عادي بالنسبة لي، فالكل يصب في نفس الخانة وأنا حتى في إنتاجاتي أٌسمي نفسي منتج فنان وأنا أعمل على السيناريو مع السيناريست، وأختار المخرج وأساهم في اختيار فريق العمل بالطبع النقود ضرورية لكن الأهم لدي هي القيمة الفنية وأن كان الوضع الحالي وجود أربعة أو خمسة منتجين والباقيين مخرجين ينتجون أفلامهم فقط، والإنتاج حاليا صعب للغاية فلدينا فقط 12 قاعة فقط بينما كنا نمتلك في عام 56 ما يقرب من 112 قاعة.

·        وما الذي حدث وأدى لهذا الانخفاض الرهيب؟

- المحيط القانوني للقاعات غير كافي، والناس أصبحت تخسر نقود نتيجة لوجود القرصنة الالكترونية ويباع بدينارين على الرصيف ويصبح لديك الفيلم قبل خروجه للقاعات والقانون الخاص بدور العرض خلق جزء كبير من المشكلة، مما أدى لخوف المستثمرين من الاستثمار في هذا المجال نتيجة لوجود قانون منذ سنة 60 يمنع تغييير نشاط دار العرض وهو ما أدي لإحجام كثيرين عن دخول المجال.

·        لكن مثل هذا القانون باللتاكيد مقصود منه حماية دور العرض فكيف أضرها؟

- عندما اقروه في الستينات كان للحماية، لكن الان وفي عام 2015 أصبح يؤدي لخوف المستثمرين مما أدى لإغلاق القاعات دون تحويل نشاطها مما أدى لاندثارها وأحلم حاليا بوجود قاعات متعددة الشاشات أو سينما المولات وهو ما نفتقده في تونس، فالقانون التونسي يعطي الحق في إنشاء السينما لكن لو أتيحت الفرصة لبيع المحمصات مثلا يتم التعامل معها كمشروع تجاري فأنت تشتري الأرض بسعر تجاري بينما لا يحق لك تغيير النشاط، لو لم تنجح في تحقيق إيرادات كافية لدار العرض وهو من أهم أسباب قلة دور العرض.

السبب الثاني، تمركزها في الحبيب بورقيبة وعدم وجود سينمات في أماكن مختلفة بتونس وأتمنى من الحكومة الجديدة أن تتفهم هذا ونحن قمنا عام 2009 وحتى عام 2010 وعلى مدار 18 شهر وضعنا تصور لخطة تطوير وضع السينما من أهم صناع السينما، ولكن توقفت خطة التطوير مع الثورة وللعلم كنا في وقت ما من رواد السينما على المستوى العربي وكانت معاملنا التونسية تاتي لها الأفلام المصرية في السبعينات والثمانينات، وهو ما يشكل خسارة كبيرة لنا كسينمائيين تونسيين وفي 2011 تم صنع المركز الوطني للسينما والصورة ووضع له قانون تقدمي جيد جدا وتقدمي لكن للاسف بنصوص مكبلة له ونحاول حاليا تطوير النصوص طبقا لمتطلبات العصر.

·        ماذا عن خطواتك المستقبلية انتاجيا؟

-أصور حاليا الجزء الثاني من مسلسلي "ناعورة الهواء"، وبعده مباشرة لدي فيلم مع مخرج تونسي هو عادل البكري وهو إنتاج تونسي إيطالي وسنصوره في الخريف المقبل ولدي فيلمين وثائقيين طويلين ومستقبلا لدي فيلمين طويلين بين 2016 و2107 أحدهما مع شوقي الماجري بعد فيلمنا "مملكة النمل".

وهذا العام تنبهت القنوات الخاصة لأهمية الإنتاج فأصبح لدينا 4 مسلسلات هذا العام لرمضان بالاضافة لـ7 سيت كوم وخصوصا مع فهمهم لانه كي تحقق مشاهدة أكبر عليك تقديم مسلسل تونسي وهو ما يدفعني للتفاؤل مستقبلا.

«سندريلا».. التى حيرت النقاد

إعداد – رشا عبدالحميد:

- شيكاغو تريبيون: أغلب مشاهد الفيلم جيدة والموسيقى الزائدة قللت من جمالها

- نيويورك أوبزرفر: أفضل من قدم لشخصية سيندريلا الخيالية وكيت بلانشيت كالكرز على رأس الكعكة

ردود افعال مختلفة يثيرها فيلم «سندريلا» المتصدر شباك التذاكر الامريكى فى اول اسبوع عرض له ، فعلى الرغم من هذا النجاح والايرادات الضخمة، الا ان العديد من النقاد اختلفوا حوله فمنهم من رأى انه فيلم رائع بكل المقاييس واخرون وجدوا ان به بعض الاخطاء .

الفيلم يروى واحدة من اكثر القصص الخيالية المحبوبة للصغار والكبار ، حيث يدور حول الفتاة الصغيرة «ايلا» التى تزوج والدها بسيدة اخرى لديها ابنتان عقب وفاة والدتها وعاشوا معا فى منزل العائلة، ولكن يتوفى والدها ايضا وتجد نفسها وحيدة ليس لديها من ينقذها من قسوة زوجة ابيها التى ألزمتها بأعمال المنزل دون مساعدة، إلى ان يتغير حظها وتقابل الامير الذى يصبح بعد احداث كثيرة زوجا لها بمساعدة الساحرة الطيبة ورغم أنف زوجة ابيها . وشارك فى البطولة ليلى جيمس فى دور سندريلا، كيت بلانشيت التى لعبت شخصية زوجة الاب ، ريتشارد مادينو لعب دور الامير، وهيلينا بونهام كارتر وقامت بدور الجنية .

وكانت اللمسات الجديدة التى وضعها المخرج كينيث برانا والمؤلف كريس وينز على القصة المشهورة محور اختلاف النقاد ، فقال الناقد مايكل فيليبس من جريدة شيكاغو تريبيون ان الفيلم مرضٍ بشكل عام ، ولكن لم تعجبه الموسيقى التى اضيفت لبعض المشاهد القوية موضحا «كان هناك فيضان من الموسيقى المستمرة وهو ما كان سيئا للغاية لأن اغلب المشاهد فى الفيلم كانت جيدة جدا، ولا تحتاج لاى شىء ليدخل فى منافسة معها «أما بالنسبة للممثلة ليلى جيمس فقال عنها «كان خيارا من الدرجة الاولى، فنجحت فى ان تجعل الدور والخير الذى به امرا مثيرا للاهتمام».

وكتب الناقد ديفيد رونى فى مجلة هوليوود ريبورتر «أن الالوان والرومانسية كانا ينفجران من الشاشة، كذلك فخامة الاستديو وما يمكن ان تفعله التكنولوجيا من امكانيات لا حدود لها ، ونجح كاتب السيناريو كريس ويتز فى الدمج بين كلا من السحر والانسانية، وفرض المخرج براناه فى بعض الاحيان جو الفكاهة مع فن التمثيل الايمائى ، كما علق رونى على اداء الممثلة كيت بلانشيت والتى قامت بدور زوجة الاب قائلا معها كانت القسوة لذيذة ونجحت فى ان تقوم بالتمثيل الرائع المتوازن حيث جعلت من مكر زوجة الاب شيئا مسليا وظريفا فى عالمها الحزين كما اعطتها مسحة من اليأس .

بينما كتب الناقد ريكس ريد من جريدة نيويورك اوبزرفر «لنكن صادقين فليس هناك من ينكر حقيقة ان هذا هو افضل فيلم قدم لشخصية سيندريلا الخيالية من بين الجميع ، اما عن فريق التمثيل فكانت الممثلة كيت بلانشيت كالكرز على رأس الكعكة، قامت بدور زوجة الاب الشريرة ببراعة والفضل يعود إلى سيناريو ويتز حيث كان لشخصيتها ثلاثة ابعاد المكيدة، الاغراء والجو الخانق ، فهى سيدة مصابة بخيبة الامل لانها ارملة لزوجان بينما هى صغيرة فى السن، وتربى ابنتان يتصفان بالغباء لذا كان غضبها من جمال ورقة ايلا هو امرا طبيعيا».

وهو ما اتفق عليه الناقد جاى لودج من صحيفة الجارديان حيث قال ان النجمة كيت بلانشيت كانت افضل شىء فى هذا الفيلم الجميل.

الشروق نشر فى : الثلاثاء 17 مارس 2015 - 11:55 ص

الجميلة سندريلا تفرض الرومانسية على شباك التذاكر

تصدر فيلم المغامرات والدراما الجديد «سندريلاCinderella  » قائمة إيرادات السينما بأمريكا خلال الأيام الثلاثة الماضية بتسجيل أكثر من 70 مليون دولار.

الفيلم بطولة ليلى جيمس وكيت بلانشيت ومن إخراج كينيث برانا.

وجاء فيلم الحركة الجديد «رن أول نايت Run All Night » فى المركز الثانى بمبيعات تذاكر قدرها 11 مليون دولار.

يقوم ببطولة الفيلم ليام نيسن وإد هاريس ويخرجه جاوما كولى سيرا.

وصعد فيلم الحركة «كينجسمان: ذا سكريت سيرفيس  Kingsman: The Secret Service » للمركز الثالث مقارنة بالمركز الرابع محققا ما يزيد على 6 مليون دولار.

الفيلم بطولة كولين فيرث وتارون إيجرتون وصمويل جاكسون ومن إخراج ماثيو فون.

وتراجع فيلم الحركة «فوكس Focus » من المركز الثانى إلى الرابع هذا الأسبوع بإيرادات تصل إلى نحو 6 ملايين دولار.

يقوم ببطولة الفيلم ويل سميث ومارجوت روبى ويخرجه جلين فيكارا وجون ريكوا.

وتراجع فيلم الخيال العلمى «تشابى Chappie » عن الصدارة ليحتل المركز الخامس هذا الاسبوع ويسجل ما يزيد على 6 ملايين دولار.

الفيلم بطولة هيو جاكمان وتشارلتو كوبلى ومن إخراج نيل بلومكامب.

الشروق المصرية في

18.03.2015

 
 

فيلم جنسي أم تشريح للنفس البشرية: "خمسون درجة من الرمادي".. الوحش داخلنا

لا يمكن إنكار أن الفيلم الأمريكي "خمسون درجة من الرمادي" Fifty Shades of Grey

محمود الغيطاني

 للمخرجة سام تايلور جونسون2015م، يكاد يكون من أكثر الأفلام الأمريكية التي تم إنتاجها هذا العام لفتا للنظر، وربما تعود

أهمية الفيلم إلى موضوعه الشائك الذي تناولته المخرجة، فالفيلم يتناول المشاكل السيكولوجية التي يعاني منها الشاب "جراي" رجل الأعمال الناجح جدا رغم صغر عمره، والذي يتقابل مع "أناستازيا ستيل"، الفتاة التي تدرس الأدب الإنجليزي، والفقيرة تماما من الخبرات مع الرجال حتى أنها مازالت بعد عذراء رغم وصولها إلى العقد الثاني من عمرها؛ ولذلك تقع في عشقه منذ الوهلة الأولى، الأمر الذي يجعلها مرتبطة به طول الوقت، رغم تحذيره لها بأنها لا تصلح لأن تكون معه.

يحاول الفيلم الإيغال داخل النفس البشرية المعقدة التي تعاني الكثير من الأمور التي قد لا يتخيلها الإنسان عن نفسه، لكنها بالفعل تكون كامنة فيه، ولعل مخرجة الفيلم تريد القول من خلاله أن النفس البشرية أكثر تعقيدا مما يمكن أن ننتظر عنها؛ ولذلك نرى الشاب "جراي" الذي يرتبط مع "أناستازيا" بعلاقة عاطفة حقيقية، وقوية، ولكن ما ينغص هذه العلاقة، والذي سنعرفه فيما بعد بشكل المفاجأة، أن "جراي" لا يمكنه الاستمتاع بالعلاقة الجنسية بينه وبين أي فتاة إلا من خلال ممارسة تعذيبهن أثناء العلاقة، أي أنه مصاب بالسادية، التي تشعره بالمتعة الجنسية القصوى حين ممارسة الجنس؛ ولذلك فقد جهز حجرة خاصة لا يعلم عنها أحد شيئا، وهي الغرفة التي تحتوي على أدوات التعذيب الجنسي لكل من تشاركه الجنس، بل ويعقد شراكة وعقدا بينه وبين أي فتاة، في أنه سوف يقوم بتعذيبها، وجعلها خاضعة له تماما، وألا تخاطبه إلا باعتباره سيدها، وأنه له الحق في عقابها في أي وقت، واستخدامه للأدوات الجنسية المختلفة، وعلى الفتاة التي توافق على هذا الأمر توقيع العقد بينهما.

فيلم "خمسون درجة من الرمادي" هو في الحقيقة رواية للكاتبة "إي.إل. جيمس" وهي الرواية التي صدرت في عام 2011م، وتم ترجمتها إلى اثنتين وخمسين لغة مختلفة، وبيع منها ما يقرب من المئة مليون نسخة في أنحاء العالم، وكان البعض قد هاجم الرواية باعتبارها رواية مكتوبة خصيصا للجنس، والحديث عن أساليب السادية والمازوخية الجنسية، ولكن المخرجة سام تايلور جونسون نجحت في ان تُقدم لنا فيلما سينمائيا مكتملا، من خلال قصة الحب التي بين الفتى والفتاة، واكتشافها المفاجئ لما يعانيه من مشاكل سيكولوجية، ورغم أنها حاولت أن تستمر معه والرضوخ لرغباته على أمل أن يغير الحب الذي بينهما من سلوكه الجنسي، ويتحول إلى شخص طبيعي، إلا أنه كان مستمرا في الإيغال في جنوحه، حتى أنه كان لديه خمسون درجة من الإيغال في القسوة الجنسية والتعذيب لها، وهو الأمر الذي آذاها جسديا إيذاء بالغا، فضلا عن الإيذاء النفسي؛ فلم تحتمل ما فعله بها في نهاية الأمر ومن ثم فارقته حينما يئست من تغيره نحو الطبيعية.

رغم الكثير من الأقاويل التي تصاعدت بالهجوم على الفيلم، إلا انه يكاد يكون من أفضل الأفلام التي تم تقديمها في هذا المجال، بل وحاولت المخرجة سوق وتقديم الأسباب التي أدت به إلى هذه المشاكل النفسية المعقدة، وهي والدته التي كانت تعمل عاهرة، وكان يعلم عنها كل شيء، هذا فضلا عن ارتباطه بعلاقة جنسية مع صديقة والدته منذ الصغر، هذه العلاقة التي علمته من خلالها أن يكون خاضعا لها، وأن تمارس عليه هذا اللون من السادية الجنسية والتعذيب، الأمر الذي جعله يدمن هذا اللون من العلاقات، ومن ثم لم يعد يستطع تخيل العلاقة الجنسية من دون هذه الممارسات، لكنه حينما تخلص من علاقته بصديقة والدته "المُسيطرة"، حاول أن يتماهى معها في دورها الجنسي ويكون هو "المُسيطر"؛ ومن ثم بدأ في ممارسة دورها الذي كانت تمارسه معه.

البوابة نيوز المصرية في

18.03.2015

 
 

Black or White... أو رمادي باهت

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

مجدداً النجم كيفن كوستنر بإدارة المخرج وكاتب السيناريو مايك بيندر الذي سبق وأداره في فيلمThe Upside of Anger عام 2005. لقاؤهما الثاني درامي ويحمل عنوان Black or White، لكن الفيلم يميل اكثر الى الرمادية الباهتة في معالجة موضوعات قوية ونافرة مثل التعصب العرقي والعلاقات العائلية المعقدة والحزن ومواجهة جروح الماضي.

كيفن كوستنر أو "بادي غارد" السينما الوسيم أصبح "جدّو" اليوت اندرسون لحفيدة صغيرة سوداء تدعى ايلويز (جيليان ايستيل)، هي ابنة ابنته التي حملت في عمر السابعة عشرة من ريجي (اندريه هولاند) مدمن المخدرات الأسود وتوفت أثناء انجابها إياها. اليوت المحامي الثري لم يسامح ريجي إذ حمّله مسؤولية وفاة ابنته وحصل على حق حضانة ايلويز التي عاشت بسعادة ورفاهية مع جدّيها الى حين وفاة جدتها. عندها يضطر اليوت إلى تخطي حزنه وغرقه في الحكول، ليخوض معركة قضائية مع جدتها لأبيها، السوداء روينا (اوكتافيا سبنسر) التي تطالب بحضانتها. ومع ظهور ريجي مجدداً، تتعقد الامور اكثر، فاليوت سيكون مستعداً لكل شيء كي لا يسمح بعودة الصغيرة الى احضان أب مدمن لا يحسن رعايتها. روينا التي ترفض الاعتراف بأن ابنها غير مسؤول تدخل الحرب وتلعب ورقة العنصرية لربح الدعوى. أما اليوت فسيكون عليه اخفاء ادمانه للكحول واثبات ان تمسكه بالصغيرة هو لمصلحتها ولا يمتّ الى العرقية بصلة.

الفيلم يتطرق الى كمية كبيرة من الموضوعات المهمة كالتعصب العرقي والعلاقات العائلية المتوترة والموت ووجع الفراق ومواجهة مآسي الماضي. لكن المؤسف ان السيناريو يقدم معظم هذه الموضوعات، وخصوصاً العلاقات بين البيض والسود، بشكل سطحي وكاريكاتوري احياناً، وهذا ما أغرق الفيلم في أجواء من الميلودراما والمواعظ. والأغرب أن قصة الفيلم تدين العنصرية والتعصب العرقي، لكنها في الوقت عينه تقدم صورة كليشيه عن السود والبيض، من خلال شخصيات كاريكاتورية ونمطية. مثلاً، يجسد السود الوالد ريجي وهو مدمن مخدرات ولا يتحمل مسؤولية ابنته. أما صورة البيض فناصعة البياض، ويجسدها الجد الثري الذي، رغم غرقه في الكحول لينسى متاعبه وفقدانه ابنته وزوجته، يجسّد الاستقرار والاهتمام والرعاية والحب وهو ما تحتاج إليه حفيدته. لكن ما ينقذ الفيلم هو سحر الصغيرة جيليان ايستيل التي تأسر القلوب بجمالها ورقتها وظرفها الى درجة انها تنسينا الكثير من ثغر الفيلم. بدوره، حضور كيفن كوستنر آسر ومقنع، واداء اوكتافيا سبنسر صلب ومؤثر وطريف في الوقت عينه، مع الاشادة بظرف الممثل مفو كواهو بشخصية دوفان استاذ الحساب والموسيقى لايلويز وسائق جدها.

Gunman القاتل المأجور مهدد بالقتل

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

بعد سلسلة أفلام الأكشن التي تولى بطولتها نجوم كبار في السن والقيمة الفنية في الأعوام العشرة الأخيرة، كنا نتوقع أن يكون بطل فيلم Gunman هو سيلفستر ستالون أو بروس ويليس أو ليام نيسون أو أرنولد شوارزينغر أو اي نجم كبير من نجوم الحركة الهوليوودية. لكن أن يعود نجم الافلام الدرامية شون بن، عن عمر 54 عاماً، للإرتماء مجدداً في احضان الحركة المطلقة التي ابتعد عنها نهائياً منذ عشرة اعوام تقريباً (آخرها كان The Interpreter مع نيكول كيدمان)، فهذا ما لم نكن نتوقعه. شون بن المرتمي عاطفياً في احضان النجمة المثيرة شارليز ثيرون في حاجة ربما ليثبت لها ولنفسه انه لا يزال شاباُ ويستطيع تقديم الحركة مثل ابن العشرين. عودة الفائز بأوسكارين عن ادائه الدرامي البارع في Mystic River وHarvey Milk، الى معترك الاكشن سيكون من خلال ثريلر شارك في انتاجه وكتابة السيناريو له، يمزج الدراما السياسية بالحركة المتفجرة والتشويق والمطاردات، مقتبس من رواية بوليسية فرنسية سبق واقتبستها السينما الفرنسية في شريط Le Choc من بطولة آلان ديلون وكاثرين دونوف عام 1982. اذن Gunman مأخوذ عن رواية فرنسية ومخرجه ايضاً هو الفرنسي بيار مورال المتخصص بهذه النوعية من الافلام مثل الجزء الاول من Banlieue 13 وTaken وFrom Paris With Love.
يؤدي شون بن دور جيم تيريه القاتل المأجور السابق الذي قام بتنفيذ جريمة اغتيال وزير التعدين في الكونغو عام 2005، مما تسبب باندلاع حرب اهلية. رغم مرور ثمانية اعوام على الحادثة، ماضي جيم يطارده مجدداً ويجبره على فتح باب الجرائم السابقة عندما يكتشف أن هناك من يسعى الى تصفيته. حرب متفجرة وطاحنة تندلع بين رجل واحد ومنظمات خطيرة في العالم، والمعارك تشتعل على جبهات افريقيا وجبل طارق ومدينة برشلونة الاسبانية وشوارع لندن بين تيريه وعملاء قد يكونون اصدقاء أو ربما اعداء شرسين امثال كوكس (مارك ريلنس) وستانلي (راي وينستون) وعميل الانتربول دوبون (البريطاني ادريس البا) وخصوصاً فيليكس (الاسباني خافيير بارديم الذي سبق والتقى شون بن عام 2000 في فيلم Before Night Falls) الذي تزوج آني (جاسمن ترينكا) حبيبة جيم السابقة. استشراس تيريه في القتال لن يكون بداعي حماية نفسه فقط، فآني مهددة بدورها، وهو مستعد لكل شيء من اجل حمايتها وكشف الحقيقة رغم ذاكرته المشوشة نتيجة تلف في الدماغ... شون بن في شخصية تذكرنا بالعميل جيسون بورن على الطريقة الفرنسية، مطاردات حماسية، ايقاع سريع في ارجاء اوروبا، هذه هي باختصار مقومات قوة Gunman الذي لا يستطيع الاعتماد كثيراً على قصته التقليدية والمكررة كثيراً في السينما، والسيناريو المتوقع (من كتابة بيت ترافيس) الذي لا يقدم جديدا مبتكرا في خانة هذه النوعية من الافلام. حتى المخرج بيار مورال لم يكن متحمساً للقصة بذاتها ولأجواء الاكشن التي يحترفها، وما دفعه لدخول هذا الثريلر هي فرصة العمل مع نجمين كبيرين مثل شون بن وخافيير بارديم اللذين سيمنحان شريطه طابعاً مختلفاً بأدائهما المتميز. شون بن آسر بحضوره الطاغي كالعادة رغم أن الفيلم لا يبرز طاقاته بقدر ما يبرز عضلاته المفتولة وجسده الصلب الذي بدا غير مناسب مع وجهه الهرم، وخافيير بارديم جذاب كالمعتاد رغم صغر مساحة دوره، وهو مقنع في دور الشرير الذي سبق وتميّز به في افلام مثل مغامرة جيمس بوند Skyfall وشريط الاخوين كوين No Country for Old Men. اما اللمسة الأنثوية والرومانسية فتوفرها للفيلم الممثلة الايطالية الجذابة جاسمن ترينكا التي شاركت وهي بعد مراهقة في فيلم La stanza del figlio (غرفة الابن) الذي عرض في لبنان عام 2001.

The Second Best Exotic Marigold Hotel

الفندق والمسنون يجددون شبابهم

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

بعد النجاح الساحق الذي حققه المتقاعدون البريطانيون في ذلك الفندق الهندي المتداعي الذي تحوّل موطنهم وفرصتهم الثانية للتشبث بالحياة والحب، صاحب الفندق سوني كابور قرر فتح فرع ثان له. خطوته تأتي متناسقة مع مبادرة منتجي شريط The Best Exotic Marigold Hotel الذين فوجئوا بالارباح التي قطفها فيلمهم الاول (,83136 مليون دولار في مقابل موازنة لم تتخط الـ 10 ملايين دولار)، فقرروا طبعاً الاستفادة من خلال تقديم جزء ثان لمغامرات هؤلاء المسنين الذين تضج في عروقهم دماء الحياة والرومانسية وسط سحر المدينة الهندية الغارقة في انتعاش الالوان، وحرارة الشمس، ورائحة البهارات، وايقاع الموسيقى والرقص.

جزء ثان يركز على الطابع التجاري الذي ظل سطحياً بعض الشيء، بعدما لعب الاول ورقة اكثر عمقاً، هي ورقة الحالة الاجتماعية والاقتصادية التي عاناها المسنون الذين أحيلوا الى التقاعد، وتعويضاتهم بدأت تتبخر في ظل غلاء معيشة لا يرحم.

مجدداً اذاً مع افراد اسرة الجزء الاول التي تضم المخرج جون مادن وكاتب السيناريو اول باركر (الذي اضطر الى تأليف حوادث جديدة للمتقاعدين ابطال رواية الكاتبة ديبوره موغاش These Foolish Things التي منها اقتبس الشريط الاول) والممثلين جودي دينش وديف باتل وماغي سميث وبيل ناغي وداني ماهوني وسيليا ايمري، نعود الى المكان نفسه، والاجواء ذاتها ورسائل الحياة المعتادة والمشاعر الطيبة التي تميل الى اثارة مشاعرنا، من خلال قصص بعضها متوقع لهؤلاء المتقاعدين الانكليز في حياتهم الجديدة في مكان يشعرهم بأهميتهم من جديد.

الفيلم في جزئه الثاني يشبه طبقاً سينمائياً نشعر اننا تذوقناه سابقاً، لكنه يظل لذيذاً بفضل نكهة كورس نجومه الذين يتسلون ويسلوننا معهم، وظرف حواراته، وسلاسة اخراجه، وبهارات اطاراته وديكوراته والوانه، وتوابل موسيقاه ورقصاته التي ستفعل فعلها فينا من جديد. واشهر تلك التوابل المضافة الى ذلك الطبق الهندي- الانكليزي، النجم الأميركي ريتشارد غير الذي انضم الى المغامرة الثانية في شخصية ضيف اميركي يدعى غي شامبرز، يصل فجأة الى الفندق الذي يخطط مديره سوني (ديف باتل) الى افتتاج فرع ثان له. سوني الذي طلب قرضاً لتمويل فندقه من مصرف في لوس انجلس، يظن ان غي شامبرز هو المبعوث السري للمصرف، ويبدأ بالاهتمام به وباظهار جماليات منطقته سعياً الى الحصول على القرض. غي يقع تحت سحر والدة سوني (ليليت دوباي) بينما سوني ينشغل به ويترك مهمة التحضير لحفل زواجه بخطيبته سوناينا (تينا ديزاي) لمجموعة المتقاعدين افلين (جودي دينش) وموريال (ماغي سميث) ودوغلاس (بيل ناغي) ومادج (سيليا ايمري) المشغولين بأمورهم العاطفية والسعيدين باستقرارهم في الهند حيث بدأوا بالعمل واصبحوا جزءًا من عائلة سوني.

النهار اللبنانية في

18.03.2015

 
 

مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية

أمــل الجمـل

من على أرض مدينة "طيبة"، تلك المدينة التي وصفها الشاعر الإغريقي هوميروس في الإلياذة بأنها مدينة "المئة باب"، مثلما لُقبت بأسماء أخرى عديدة منها: "مدينة الشمس"، و"مدينة النور"، و"مدينة الصولجان"، ثم أطلق عليها العرب اسم "الأقصر" وهو جمع الجمع لكلمة قصر لأن المدينة كانت تحتوي على كثير من قصور الفراعنة. من هنا، من معبد الكرنك المشيد بمدينة طيبة، ومن قلب مدينة الشمس التي تحتوي على ثلث آثار العالم تجري وقائع حفل افتتاح المهرجان الأول في مصر الذي يهتم بسينما اللؤلؤة السوداء. إنه مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته الرابعة، والذي تُصمّم جوائزه على هيئة قناع "توت عنخ آمون" أحد أشهر ملوك الفراعنة.

"يشارك في المهرجان هذا العام 31 دولة إفريقية سواء بعروض أفلام أو مشاركة في لجان التحكيم والورش والندوات، بالإضافة إلى مشاركة 10 دول من خارج القارة السمراء في مسابقة أفلام الحريات "الحسيني أبوضيف" والإنتاج المشترك مع الدول الأفريقية. ستشهد الدورة الرابعة عرض 86 فيلما، وحضور 100 ضيف إفريقي وأوروبي و40 من دارسي السينما بالقارة الإفريقية خصوصاً بعد مناقشات مطولة دارت حول فرص مشاركة الطلاب الأفارقة الوافدين في فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية للتعرف على الاتجاهات السينمائية المختلفة في القارة السمراء

في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة تشارك أفلام أرض الأمل "السنغال" ولا شيء حلو "رواندا" وبيتي وعمار "إثيوبيا" وإطار الليل "المغرب" وران "كوت ديفوار" وبيلا "مالاوي" والوهراني "الجزائر" وأول أكتوبر "نيجيريا" وإيف "بوركينا فاسو"، أما مصر فتشارك في المسابقة الروائية الطويلة بفيلم "الفيل الأزرق" لمروان وحيد حامد. والذي يعد من أكثر الأفلام المصرية التي حققت إيرادات في الفترة الأخيرة، وهو مأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب أحمد مراد، الذي كتب السيناريو والحوار، والفيلم من إخراج مروان حامد وبطولة كريم عبدالعزيز وخالد الصاوي ونيللي كريم.

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة تشارك أفلام امتحان الدبلوم "الكونغو" وطريقة مدغشقر "مدغشقر" وكلمة واحدة "السنغال" وحكمة المعاناة "بنين" وممر الحرية "ناميبيا" وجاي الزمان "مصر" وسقوط عمال المنجم "جنوب إفريقيا" وعلى هذه الأرض "تونس" ومعركة امرأة "الكونغو" وإيقاعات أنطونوف "السودان".  

أما مسابقة أفلام الحريات التي تحمل اسم شهيد الصحافة المصرية "الحسيني أبو ضيف" وتسمح اللائحة بمشاركة أفلام بها من خارج القارة، فتضم أفلام، حلم شهرزاد "جنوب إفريقيا" والحياة فيما بعد "رواندا" والبحث عن فيلا "نيجيريا" والثمن الأغلى "نيجيريا" وقصتنا "تنزانيا" ووتربرج إلى ووتبرج "ناميبيا" وموج "مصر" والشيخ عبد القادر "الجزائر" والمطلوبون 18 "فلسطين" و بعد 11 سبتمبر "كندا" والمعجزة الملعونة "جنوب إفريقيا" وتمبكتو "موريتانيا".

من المعروف أن جائزة "الشهيد الحسيني أبو ضيف لأفلام الحريات والثورات كانت قد استحدثت في الدورة الثانية للمهرجان باسم الصحفي المصري الذي قُتل في ديسمبر 2013 وهو يؤدي عمله بالقرب من القصر الجمهوري الذي شهد محيطه اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس محمد مرسي. وكان المهرجان في تلك الدورة – الثانية – قد خصّص أيضاً قسما لأفلام التحرر في قارة إفريقيا، وتم إهداؤه إلى روح نلسون مانديلا، وعرض خلاله فيلم "الطريق الطويل إلي الحرية" عن مسيرة مانديلا الإنسانية والنضالية، إلى جانب عدد من الأفلام التي أنتجت على مدار العقود الثلاثة الماضية وتناولت حركات التحرر الوطني وزعماء القارة ومنها ناصر 56، ثورة الجزائر، وعمر المختار، وغيرها، كما خصص المهرجان ندوته الرئيسية حول أفلام التحرر في إفريقيا.

لجان التحكيم 

تضم لجان التحكيم نخبة من السينمائيين الأفارقة والمصريين الذي يمثلون مدارس فنية مختلفة، ويعبرون عن أغلب الاتجاهات السينمائية في القارة السمراء. وتتكون لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة من المخرج تميتي بصوري من كوت ديفوار، والكاتب والناقد يماني ديميسي من إثيوبيا، والمخرج سعيد حامد من السودان، والمخرجة فانتا ريجينا من بوركينا فاسو، والفنانة منة شلبي من مصر، فيما تضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة الكاتبة والمنتجة درة بوشوشة من تونس، والمخرج سيدي فسارا ديابيتي من مالي، والمخرج مجدي أحمد علي ومدير التصوير محمد شفيق والسيناريست مدحت العدل من مصر.

تضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة النجم العالمي الإفريقي الأصل إريك إبواني، الذي قام بدور الزعيم (لومومبا) في الفيلم العالمي الشهير، والمخرج جويل كاركيزي من رواندا، والمخرج باسك إميل من الكاميرون، ومدير التصوير زكي عارف، والمخرج سعد هنداوي من مصر، أما مسابقة أفلام الحريات التي تحمل اسم شهيد الصحافة الحسيني أبو ضيف، والتي تقدم لأول مرة جائزة من آرت ووتش قدرها 1500 دولار أمريكي بالتعاون مع شبكة أرتيريال ، فتضم لجنة تحكيمها الناقد بيتر رورفيك من جنوب إفريقيا، والمخرج عبد الله ديالو من السنغال، والمنتجة ماريان خوري، والناقد طارق الشناوي، والكاتب سعد القرش من مصر .

المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو

بدأت فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان بالورش السينمائية لـ 25 من شباب السينمائيين من القارة السمراء يوم 10 مارس الحالي والتي سوف تستمر حتى نهاية المهرجان بقيادة المخرج العالمي هايلي جريما. لكن فعاليات الافتتاح الرسمي بدأت منذ صباح يوم 16 مارس الحالي "بعرض كرنفالي في النيل وشوارع ومعابد مدينة الأقصر" بحضور عدد من الوزراء وأهالي المدينة. وفي المساء جرت وقائع حفل الافتتاح.

تمبكتو 
"تمبكتو" للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو والحائز على جائزة سيزار التي توازي في فرنسا جوائز الأوسكار، هو فيلم افتتاح مهرجان الأقصر الإفريقي في دورته الرابعة 16- 21 مارس. وإدارة المهرجان اختارته لأن أحداثه تتناول قضية مهمة تمس كل إفريقيا والعالم في الوقت الحالي.. وهى قضايا الفكر الديني المتشدد، فالعمل مأخوذ عن وقائع حقيقية في عدد من دول إفريقيا جنوبي الصحراء التي أصبحت تعاني من سيطرة الفكر المتطرف. صُورت الأحداث في الصحارى الشرقية لموريتانيا بالقرب من الحدود مع مالي، وحظي الفيلم، الذي كتبه سيساكو وكيسن تال بتقدير عالمي، ونال نحو 10 جوائز في مهرجانات مختلفة من بينها جائزتين من مهرجان كان 2014 ، وفاز الشهر الماضي بسبع جوائز من مهرجان سيزار، ومنها جائزة أفضل فيلم، إلا أنه لم ينجح في الفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. جدير بالذكر أن مخرج تمبكتو عبد الرحمن سيساكو اختارته إدارة مهرجان كان السينمائي الدولي لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة ا?فلام الروائية القصيرة ومسابقة سينيفونداسيو "Cinéfondation" في الدورة المقبلة، والتي تحمل رقم 68.

إهداءات سابقة وحالية

كان المهرجان في عامه الأول قد أهدى الدورة إلى اسمي كلٍّ من التونسي الطاهر شريعة (1927-2010) مؤسس مهرجان أيام قرطاج السينمائية عام 1966، وإلى روح المخرج المصري عاطف الطيّب الكاشف (1947-1996) والذي أخرج أفلاماً بارزة منها: "سواق الأتوبيس" و"الحب فوق هضبة الهرم" و"الهروب" و"البريء". ثم أهدى المهرجان دورته الثالثة إلى روح كل من المخرج المصري الراحل شادي عبد السلام والمخرج السنغالي الراحل عثمان سمبيين. كما احتفى المهرجان بأيقونة تحرر إفريقيا ورمز نضالها ضد العنصرية الراحل العظيم “نيلسون مانديلا” لذلك اختار المهرجان أن يكون تصميم البوستر متمثل في صورة لخريطة القارة الأفريقية من خلال وجه الزعيم الجنوب إفريقي الراحل مانديلا

أما الدورة الرابعة فتم إهداءها بالكامل لاسم الفنان الراحل خالد صالح وسيتم عرض عدد من أفلامه وتنظيم ندوة بالإضافة لكتاب عن حياته من إعداد طارق الشناوي بعنوان "خالد صالح كان في الأصل حلواني" ومن المنتظر أن تعقد ندوة رئيسية تحت عنوان (خالد صالح آخر حلقات التمثيل في مصر) تتحدث عن أدائه ومناهج التمثيل في أدواره. وفيما يتعلق بالكتب أيضاً يعيد المهرجان إصدار كتاب الناقد (علي أبو شادي) والذي يحمل عنوان (وقائع السينما المصرية).

تقديمة عن المؤسسة 

يُعتبر مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية أحد أهم مشروعات مؤسسة شباب الفنانين المستقلين. وقد كانت فكرة المهرجان ‏للسيناريست سيد فؤاد نتيجة الغياب التام للفيلم الإفريقي في مصر بالإضافة إلى افتقار محافظة الأقصر لأي ‏أنشطة ثقافية وفنية على مدار العام، فكان لابد من كسر مركزية الفنون ونقلها من القاهرة والإسكندرية إلى مدينة الأقصر ‏الساحرة.. أما الجهات القائمة على دعم فعاليات المهرجان فتتمثل في كل من وزارات الثقافة والسياحة والشباب والرياضة والخارجية ونقابة المهن السينمائية بالتعاون مع محافظة الأقصر.

"ستيب
منذ ختام الدورة الثانية للمهرجان، ونتيجة لوجود عدد كبير من الأفلام المتقدمة للمشاركة في المسابقة الطويلة أعلن مُنظمو الأقصر للسينما الإفريقية أنه منذ الدورة التالية سيتم تقسيم مسابقة الأفلام الطويلة إلى مسابقتين، إحداهما للأفلام الروائية والثانية للأفلام الوثائقية، وفي الدورة الثالثة أيضا قررت إدارة المهرجان تخصيص جائزة باسم المخرج الشاب "محمد رمضان"، الذي رحل في مأساة تجمُّد الشباب في سانت كاترين، والجائزة تقدمها نقابة السينمائيين، كما قرر المهرجان إهداء بانوراما شباب السينمائيين المستقلين التي أقيمت ضمن فعاليات الدورة الثالثة إلي روح "رمضان". 

أما في الدورة الرابعة فتم استحداث برنامج Step "ستيب" لدعم الأفلام الروائية الطويلة الإفريقية خاصة الفيلم الروائي الطويل الأول أو الثاني لمخرجه.وأعلنت "عزة الحسيني" مدير صندوق اتصال أن لجنة التحكيم سوف تختار في النهاية 3 مشاريع لدعمها بمبلغ 5000 دولار لمرحلة الإعداد والتحضير للإنتاج، وسوف تعلن النتائج في ختام المهرجان. تقدم لهذه المسابقة 14 مشروعًا مختلفًا من 8 دول إفريقية هي ( ناميبيا ورواندا وساحل العاج، مدغشقر، مصر، إثيوبيا، المغرب، نيجيريا) وقررت لجنة التحكيم فوز 5 مشاريع بدعم ورشة التطوير مع الخبيرة الفرنسية "إيزابيل فوفيل".

المشاريع هي أفلام، تسعة حروف "للمخرجة "فيلبرب مبازى" من رواندا، وديسكو أفريقيا" للمخرج "لاك رازاناجاونا" من مدغشقر، ورحمة الغابة للمخرج "جويل كاريكيزى" من رواندا، وتاريخ البداية للمخرج "ياسر شفيعى" من مصر، والتحية الأخيرة لمحرك العرائس للمخرجة "نيرمين سالم" من مصر.

ضيف شرف 

في الدورة الثانية كانت مالي هي ضيف شرف المهرجان، في حين تم اختيار السينما السنغالية ضيف الشرف الدورة الثالثة. أما الدورة الحالية فتم اختيار بوركينا فاسو لتكون ضيف شرف المهرجان. يذكر أن بوركينا فاسو تنظم مهرجان فيسباكو العريق الذي تجاوز عمره الـ48 عاما عقد خلالها أربع وعشرون دورة حيث يقام كل عامين. ومن المعروف أن زيارات متبادلة من البلدين قد تمت في فترة سابقة، حيث زار وفد مهرجان "فيسباكو" للسينما الإفريقية مصر لتوقيع بروتوكول تعاون مع مهرجان الأقصر للتعاون وتبادل الخبرات، وقد اختار وفد "فيسباكو" مصر ضيف شرف دورته الماضية رقم 24، وربما لذلك أيضاً قررت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية اعتبار بوركينا فاسو ضيف شرف الدورة الرابعة من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية والمنعقدة في الفترة من 16 إلى 21 مارس الجاري.

في دورته الأولى قام المهرجان بتكريم اثنين من كبار المخرجين في القارة الإفريقية هما المخرج المصري داود عبد السيد والمخرج الإثيوبي هايلي جريما. وفي دورته الثانية كرّم كلاً من المخرج المالي سليمان سيسيه "رائد السينما الإفريقية"، ومن نيجيريا مصطفي الحسن رائد الرسوم المتحركة في إفريقيا. ومن مصر تم تكريم الفنانة يُسرا والناقد السنيمائي سمير فريد. ومخرجة الرسوم المتحركة شويكار خليفة. أما في دورته الثالثة قام المهرجان بتكريم النجم المصري محمود عبد العزيز، والمخرج التشادي الكبير محمد صالح هارون

وهذا العام، في الدورة الرابعة التي ننقل لكم بدء فعالياتها حاليا فيكَّرم المهرجان المخرج الإفريقي الكبير أدريسا واد راجو، من بوركينافاسو، والحاصل على جائزتين من مهرجان كان، وجائزة من مهرجان برلين. ومن مصر سيكرم الفنانة ليلى علوي والمخرج المصري خالد يوسف.

الجزيرة الوثائقية في

18.03.2015

 
 

عمرو سلامة يكتب:

طلب لوزير الثقافة لإنتاج الجزء الثاني من رد قلبي

الكاتبعمرو سلامة

في العام ١٩٥٧، تم إنتاج فيلم “رد قلبي”، واحد من علامات السينما المصرية، وقد حُفر في قلبنا وذهننا هذا الفيلم إلى الأبد.

شاهدنا علي ابن الجنايني الطيب البسيط.. علي الذي كان يعمل والده عند الإقطاعي الجشع الشرير.. شاهدناه كبطل مغوار.. شاهدنا كيف تحول من شخص مذلول مضطهد إلى شخص يدخل بيت الإقطاعي في النهاية كواحد من حكام البلد، ليطالبهم بأموالهم كي يعطيها للفقراء وتسود العدالة الاجتماعية والرخاء في البلاد.. فعل هذا ولم يوقفه حبه لبنته الأميرة إنجي!

بعد إدماني لمشاهدة الفيلم – سنويا- في ذكرى ثورة يوليو “المجيدة”، كبرت وقرأت وتعلمت، وعلمت أن ليس كل “علي” بطل، وليس كل غني إقطاعي جشع شرير، وعلمت أن هناك الكثير من هؤلاء الـ “علي”، فسدوا واستغلوا هذه الأموال للمتعة الشخصية ولبناء زعامات وهمية، وهناك الكثير من الأغنياء خسروا أموال، كتسبوها بعملهم لترمى في تهلكة حروب لم يكن لها أي جدوى.. علمت أن التاريخ صور لنا أبيض وأسود، بينما – في الحقيقة – كان مليئا بالألوان.. علمت في النهاية أن التاريخ تكتبه.. السينما!

كبرت أكثر.. اهتممت كثيرا بعد الثورة المصرية، وخصوصا في بداية تساؤلاتنا عن مستقبل البلد بعد مبارك، بدراسة التاريخ والسياسة، لتخيل شكل الدولة التي نتمناها.. علمت أنه – بسهولة – تستطيع أي دولة بظروف معينة أن تتحول لدولة ديكتاتورية شمولية، حتى لو كان بعد ثورة “مجيدة” أخرى، فقط إذا توافرت بعض العوامل، مثل أداة قمعية.. عدو داخلي وخارجي، وأداة إعلامية دعائية تسمى بالـ “بروباجندا”.

البروباجندا، هي عندما تبدأ أي دولة في غسل عقول الجماهير عن طريق الإعلام والصحافة والفن.. عندما تتحكم فيهم بشكل مباشر لزرع أي أفكار تريدها في عقولهم.. أن تحببهم في قياداتهم، وأن تكرههم في أعداء الدولة، وأن ترعبهم من مجرد التفكير في معارضتها.

البروباجندا.. استخدمت كثيرا حتى في دول ديموقراطية عريقة، أهمها الولايات المتحدة الأمريكية، عندما استخدمت الدولة أدوات الإعلام والفن كثيرا لإرهاب الشعب من خطر الشيوعية أو لحشدهم للوقوف خلف حروب قذرة روج لها إنها حملات لنشر الديموقراطية والحرية في العالم.

بعد ثورة يناير، دفعني تفاؤلي لأن اتخيل، أنه بعد الثورة، سيصاب أي حاكم مستقبلي في مصر بالـ “تحريروفوبيا”.. سيفكر ألف مرة قبل أن يفكر في أي انقلاب على مطالبها، لكني أدركت أنني كنت ابالغ في تفاؤلي، فإن كل حكامنا تستطيع أن تشبههم بشاب مراهق مات صديقه، فدفعته الصدمة ليصلي أسبوعا جماعة في المسجد، ثم بعدها بأسبوع ينسى ويرجع ليحتسي الخمر وينغمس في ملذاته، فبعد الثورة.. كل من أتى – مؤقتا أو منتخبا – كان أمله أن يكرر ما فعله سابقيه، ولكن بطرق مستحدثه، ربما كلهم ظنوا أن خطأ مبارك لم يكن في قمعه، بل في أنه “لم يقمع بشكل ذكي وحكيم”!

اكتب كل هذا لسببين.. أولهما: أنني سمعت خبر تنصيب وزير جديد لوزارة الثقافة.. كان عندي أمل أن أجد شخصا مجددا وتقدميا وفنانا، ليتولى هذه المهمة الشاقة وسط حرب شرسة ضد الإرهاب، ومجتمع على صفيح ساخن.. شخص له رؤية ويريد أن يستغل مكانة لتثقيف الناس.. تحريرهم، وتشجيعهم على حب الثقافة والفن، حتى لا يصبح كل شخص خامة خصبة للتحول لإرهابي مستقبلا، وحتى لا يندفع الشباب وراء حلم “دولة دينية” مزعومة، أو دولة قمعية مغرورة.

كان لدي أمل أن يغير هذا الوزير قوانين الرقابة.. أن يدعم المواهب الشابة مهما كان توجهها، لكنني فوجئت بأن أول تصريحاته أن الدولة ستدعم الأفلام “ذات التوجه الوطني”!

السبب الثاني: أنني دعيت لمشاهدة مسرحية اسمها “١٩٨٠ وإنت طالع”، قائم عليها مواهب شابة جديدة.. ذهبت بدون توقعات، لانبهر بها.. ليس فنيا فقط، قدر ما انبهرت بنبرة صوتها الغاضب والحانق على ما وصلنا إليه.

المسرحية أقوى من ألف مقال معارض.. أقوى من أي مظاهرة، تظهر لك في ساعة ونصف مقدار غضب الشباب وكبتهم، ويؤكد عليها تصفيق لا ينتهي من المشاهدين الذين اكتظت بهم الصالة.

قارنت بين الحدثين، فلدينا شباب لم يستطع أن يوصل صوته إلا عن طريق مسرحية بسيطة، لم يدعمها أحد، ولدينا دولة تريد أن ترجع للخلف أكثر من ستين سنة، وتصنع أفلام بروباجندا لتروج لما تريد أن تروج له، وتضع معاييرها لتحديد إن كانت هذه الأفلام “وطنية” أم لا!

ولأني – وأنا في المسرحية – كنت أخشى أن يكون هناك “بوكس” عملاق أمام المسرح ليأخذنا جميعا للهلاك، ولأني أريد أن اصنع أفلاما ناجحة، واتمنى أن تدعمني الدولة، فأنا سأختار أن اصنع فيلما واقدمه للدولة لتدعمه، فأنا كحال أي شخص “عايز أعيش”.

وهنا.. اتوجه لوزير الثقافة، بفكرة فيلم أظن أنه سيحبه، وهو جزء ثان لفيلم “رد قلبي”.

في عجالة تدور فكرة الفيلم حول “علي” الضابط، الذي تزوج إنجي، وأنجب منها الأولاد والبنات.. عاملهم بقسوة طوال عمره، فأتى يوم وتمرد الأولاد عليه.. طالبوا بالحرية، واستطاعوا – بعد تضحيات – أن يكتسبوها، لكن مؤقتا.

وهنا.. فقد “علي” سطوته عليهم، ولكنه كان ذكيا بقدر كاف لأن يتركهم يلعبون ويمرحون بوهم الحرية، وفي اللحظة السليمة، وببعض الابتزاز العاطفي، وببعض التخطيط والتمويه والعقاب، جعلهم – هم بنفسهم – يرجعون له ويقبلون يده ليطلبون منه أن يرجعون لقفصه.

ألا تظن معي يا سيادة الوزير أنها قصة نجاح ملهمة جدا؟! خصوصا أن “علي” سيعجب بك ويحبك جدا إن دعمتها؟

موقع (زائد 18) المصري في

18.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)