كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

حضور لأفلام «الأكشن» العربية والأمريكية والهندية:

تاريخ الدور السينمائية وحكاياتها في البحرين

عبدالله المدني*

 

المعروف أن البحرين كان لها قصب السبق في احتضان أول دار للعرض السينمائي في منطقة الخليج العربي بأسرها، شأنها في ذلك شأن أسبقيتها في الكثير من الميادين مثل، التعليم والغناء والإذاعة والصحافة والطباعة والبريد والمواصلات الجوية والخدمات الصحية، وذلك على الرغم من اعتراض بعض المتشددين من أبنائها على فكرة السينما في بداية الأمر، بدعوى تعلق الأطفال بها واحتمال إقدامهم على السرقة لتوفير قيمة تذكرة الدخول. وهكذا ظهرت في البحرين في عام 1922 أول صالة للعرض السينمائي، وكانت عبارة عن كوخ صغير بناه أحد هواة السينما وهو محمود الساعاتي في المنامة، ووضع فيه ثلاثين كرسيا ولوحة بيضاء لتقوم مقام شاشة العرض، وحدد سعر تذكرة الدخول لمشاهدة الفيلم لمرة واحدة بـ»آنتين» فقط. وكانت هذه الصالة البدائية تقع على ساحل البحر في منطقة تنتشر فيها المقاهي الشعبية المبنية من سعف النخيل، ويتردد عليها الناس بكثرة. 

نجاح هذه الصالة المتواضعة كان دافعا لآخرين للإقدام على مثل هذه التجربة، خصوصا منذ عقد الثلاثينات وما تلاه حينما انحسرت الأمية، وانتشرت الأندية الثقافية، وزاد الاتصال بالعالم الخارجي، وتنامى حب الاستطلاع ومعرفة مظاهر الحياة في الخارج. وعليه تعاونت مجموعة من الشباب البحريني العاشق للفن السابع (كان بينهم علي بن عيسى آل خليفة وعبدالله الزايد وحسين يتيم) مع «شركة بن هجرس» في عام 1937 لتأسيس أول صالة للسينما بالمواصفات الحديثة النسبية، وأطلقوا عليها اسم «مرسح البحرين» جالبين لها الأفلام من مصر تحديدا. وكان أول فيلم عــُرض فيها هو فيلم «وداد» من إنتاج عام 1936 ومن بطولة أم كلثوم وأحمد علام ومحمود المليجي وكوكا، علما بأن قيمة التذكرة للدرجات الثلاث كانت روبية واحدة، 12 آنة، و6 آنات على التوالي.

بقيت سينما «مرسح البحرين» هي الوحيدة في البلاد حتى سنوات الحرب العالمية الثانية، التي فرضت أحداثها على السلطات البريطانية في البحرين جلب سينما متنقلة تعرض للجمهور آخر أنباء المعارك بين الحلفاء ودول المحور مع تطعيمها ببعض أفلام الكارتون شحذا لحضورهم مع أطفالهم. 

بعد ذلك أسس إبراهيم محمد الزياني سينما «الأهلي» في منطقة القضيبية، فعــُرفت شعبيا باسم سينما «الزياني» وتخصصت في عرض الأفلام العربية التاريخية مثل «عنتر وعبلة»، و»ظهور الإسلام»، و»وإسلاماه»، ثم كرت السبحة في الأربعينات والخمسينات والستينات بظهور العديد من دور السينما في المنامة والمحرق ومدينة عيسى ابتداء بسينما «القصيبي» في المنامة لصاحبها محمد القصيبي، التي افتتحت في 1941 واشتهرت بعرض الأفلام الهندية وأفلام طرزان ورعاة البقر (تغير اسمها إلى سينما اللؤلؤ بعد أن اشتراها تاجر كويتي في أوائل الخمسينات)، فسينما المحرق لصاحبها محمد القصيبي، التي افتتحت عام 1955 وتخصصت في عرض أفلام فريد الأطرش الاستعراضية (انتقلت ملكيتها في عام 1957 إلى عبدالرحمن راشد بستكي)، فسينما «الزبارة» التي بناها الشيخ علي بن أحمد آل خليفة قبل أن يبيعها إلى عبدالرحمن العلوي الذي يــُعزى إليه الفضل في انتشار دور السينما الأخرى مثل الحمراء (المعروف شعبيا باسم سينما بن هجرس) والنصر والبحرين وأوال والجزيرة.

وموجز القول إنه منذ الخمسينات وحتى أواسط السبعينات كانت صالات السينما المذكورة آنفا، إضافة إلى سينما الأندلس في مدينة عيسى، هي مقصد الباحثين عن المتعة والتسلية البريئة، ولاسيما منْ كان يمتلك منهم حسا مرهفا وذائقة فنية.

لم تكن دور السينما في الماضي فسيحة ونظيفة ومعطرة ومكيفة وهادئة وذات مقاعد وثيرة، كما نجدها في صالات هذه الايام داخل المجمعات التجارية الكبرى، بل العكس هو الصحيح، فقد كانت ضيقة وغير مكيفة وتكاد تخلو من دورات المياه، وكانت مقاعدها خشبية «تكسر الظهر»، وروائح جمهورها يزكم الأنوف. كما لم تكن تتقدمها محلات أنيقة تبيع ما لذ وطاب من فطائر وعصائر ومأكولات، ناهيك عن أن ثقافة ارتياد السينما وسلوكياتها، كالإنصات بصمت وبدون تعليق أو ثرثرة، كانت مفقودة، إلى درجة أنه لم يكن يمر عرض سينمائي بدون حدوث مصادمات يدوية أو لفظية بين الحضور، أو بدون صفير وصراخ احتجاجا على لقطة أو حركة من ممثل غير مرغوب فيه.

أضف إلى ذلك أنه، وبسبب من محدودية وسائل الإعلام وقلة عدد صفحات الجرائد، لم تكن الدعاية للفيلم المعروض في دور السينما متاحة بالوسائل التي نعرفها اليوم. فكان العلاج هو لجوء أصحاب دور العرض إلى استئجار بعض الصبية والعمال للترويج للفيلم، عبر لصق إعلاناتها على جدران البيوت والفرجان، أو لصقها على ظهورهم والسير بها في طرقات الأحياء التي كانت تحتضن الكثير من العمالة الآسيوية ومن الأشقاء العمانيين، أو عبر حمل تلك الإعلانات على لوحات والترويج للفيلم شفويا، أمام فرضة المنامة أثناء وصول الأشقاء العمانيين بالمراكب إلى البحرين. وكانت الدعاية الشفوية عادة ما تأخذ الصيغة التالية: «السينما الفلانية تعرض الفيلم الفلاني من بطولة الممثل الفلاني.. لا يفوتكم.. العرض يبدأ الساعة كذا.. الكراسي محدودة».
ويتذكر من عاصر تلك الحقبة أن المــُروّج لفيلم «عنتر وعبلة»، الذي تماهى معه الكثيرون من محبي الأكشن والقتال بالسيوف، كان يصرخ قائلا: «تعالوا شوفوا عنتر الليلة.. عنتر صار أقوى من البارحة.. وسيفه صار أطول.. وحبيبته صارت أجمل». والغريب أن مثل هذه الإدعاءات والمزاعم كانت تنطلي على الكثيرين، فيصدقونها، ويذهبون لمشاهدة فيلم سبق أن شاهدوه من أجل اكتشاف الفرق المزعوم، ثم ليخرجوا من الصالة معلنين أن عنترة كان بالفعل أقوى من المرة السابقة، وأنه قتل بسيفه الجديد عددا أكبر من خصومه عن ذي قبل، وأن عبلة كانت بالفعل أجمل وإنْ كان وزنها قد زاد قليلا.

وفي اعتقادي أن ظاهرة الإعلان الشفوي بالصورة التي أتينا على ذكرها انتقلت إلى البحرين من العراق، حيث يقول بعض المرويات أن ذلك كان يحدث على نطاق واسع في أحياء بغداد والبصرة وكركوك والموصل، وكان الناس يستجيبون له، خصوصا إذا ما كان المعروض فيلما مصريا من أفلام ثنائيات الخير والشر، من تلك التي برع فيها الراحلان فريد شوقي ومحمود المليجي مع زوجة الأول هدى سلطان، حيث كانت الدعايات الشفوية تنسج الكثير من «الأكاذيب» حول هذه الأفلام ترغيبا للجمهور لحضورها. من ذلك الادعاء مثلا بأن فريد شوقي سوف يسدد 1000 لكمة للمليجي في فيلم الليلة، وهذا، إنْ صح، فمعناه أن كل دقيقة في الفيلم يوجد فيه أكثر من 100 لكمة على اعتبار أن مدة الفيلم 90 دقيقة. وطبقا للمرويات العراقية حول السينما فإن الإعلانات الشفوية ظلت موجودة طويلا حتى بعد تطور الصحافة وقيامها بالإعلان عن الأفلام المعروضة في دور السينما، إلى أن اختفت تماما بحلول 1959 وهو العام الذي حظر فيه الزعيم عبدالكريم قاسم عرض الأفلام المصرية في أنحاء الجمهورية العراقية كافة بسبب خلافاته السياسية مع النظام الناصري.

وثنائيات الخير والشر التي تحدثنا عنها كانت تستقطب الجمهور في البحرين أيضا وبكثافة، بل كان الحضور يتعاطف مع طرفها الخيــّر بالتصفيق ومع طرفها الشرير بالتصفير بمجرد ظهورهما على الشاشة، أو بتحذير الطرف الأول من الطرف الثاني قبل أنْ يباغته بضربة من الخلف، ويظل كذلك طوال زمن الفيلم وسط حماس وترقب رغم علمه المسبق بأن سيناريو الفيلم معد بصورة يجعل الخير ينتصر على الشر في النهاية. وطالما أتينا على ذكر التصفير كصور من صور الاحتجاج والازدراء والاعتراض، فإني أتذكر أن الكثيرين من محبي الموسيقار فريد الأطرش كانوا يتعمدون حضور أفلام منافسه عبدالحليم حافظ في دور العرض بالمنامة كي يـُفسدوا على أنصار الأخير مشاهدة العرض بالتصفير الذي عادة ما كان يؤدي إلى خلافات وتبادل الضرب بقناني المرطبات الفارغة، وتكسير المقاعد وتلطيخ شاشة العرض. 

وهذه الظاهرة غير الحضارية لم تكن مقتصرة على البحرين، فبسبب قلة الوعي وعدم تغليظ العقوبة اضطرت شركة السينما الكويتية في 1957 إلى إغلاق أول دار عرض سينمائي أقامته في الكويت في 1954وهي «سينما الشرقية» إلى الأبد، وذلك على إثر أعمال شغب وتكسير وتقاذف بزجاجات المرطبات داخل صالة العرض، لأن الجمهور لم يعجبه الفيلم المعروض، وكان فيلما هنديا بعنوان «من أجل أبنائي».

في بدايات ظهور دور السينما في البحرين، كان الاتجاه السائد لدى البالغين هو حضور أفلام «الأكشن» العربية والأمريكية والهندية، حبا في مشاهدة المغامرات العنيفة والصراعات المثيرة التي تحبس الأنفاس، فكانوا مثلا يحرصون على ملاحقة أفلام طرزان وهرقل، لأن الأخيرين كانا يجسدان صورة البطل الأسطوري الذي لايـُقهر ويستطيع مواجهة خصومه – مهما كثر عددهم بضربات ساحقة ماحقة بواسطة عضلاته وجسمه العاري. والمضحك في هذا السياق أن بعض المغرمين بأفلام كهذه كان يسافر في إجازته إلى شيراز (عبر مطار الظهران، حيث لم تكن هناك رحلات جوية مباشرة بين البحرين وإيران وقتذاك بسبب ادعاءات إيران الباطلة بالسيادة على أرخبيل البحرين) ويشاهد هناك أفلام هرقل وطرزان مدبلجة إلى اللغة الفارسية، ثم يعود إلى البحرين لينشر بين معارفه البسطاء أنّ هرقل وطرزان من أصول فارسية، لأنه سمعهما وهما يتحدثان الفارسية بطلاقة، بل كان يمضي أكثر من ذلك ليؤكد أنهما من المذهب الجعفري أيضا، لأنهما لم يكونا يحركان صخرة أو جبلا إلا وهما يصرخان قائلين: «يا حسين» أو «يا علي» أو «يا أبا الفضل»!

وكان الشيء ذاته، أي ملاحقة أفلام «الأكشن» والمغامرات، سائدة في صفوفنا أيضا حينما كنا صغارا، لا نملك الذائقة الفنية، ولا ثقافة اختيار الأفلام وتقييمها، حيث كان المعيار الذي نبني عليه ذهابنا إلى فيلم ما من عدمه، بدراهمنا القليلة التي كنا نقتصدها بشق الأنفس من مصروفنا المدرسي المتواضع، هو عدد المعارك في الفيلم الواحد. ولهذا الغرض كنا نقف عند دور العرض لحظة خروج المشاهدين منها لنسألهم: كيف كان الفيلم؟.. كم معركة كانت فيه؟ فإذا كان الجواب أقل من عشر معارك، تركنا تلك السينما ورحنا نفتش عن سينما أخرى تعرض فيلما فيه 20 أو 30 معركة، وهكذا.

في مرحلة لاحقة، حينما تقدم بنا العمر قليلا وأصبحنا مراهقين بشوارب مخطوطة، تحول اهتمامنا إلى الفيلم العاطفي والرومانسي، وبالتالي صارت وجهتنا هي سينما البحرين التي اشتهرت بعرضها لأحدث الأفلام المصرية لعبدالحليم حافظ وكمال الشناوي ورشدي أباظة وأحمد رمزي وعمر الشريف وشكري سرحان ومحرم فؤاد مع زميلاتهم من نجمات السينما المصرية في عصرها الذهبي. كان معظم قصص تلك الأفلام مكررة وعبارة عن توليفات درامية ساذجة بمقاييس اليوم، لكننا كنا نحرص على مشاهدتها حتى آخر ثانية من العرض، على الرغم من علمنا المسبق بما سوف تكون عليه النهاية. فمثلا حينما كان سراج منير يغضب على ابنه قائلا: «الزواجة دي مش حتـّم»، فإننا كنا نعلم مسبقا أنها ستتم رغما عن أنفه. وحينما كان زكي رستم يقسم غاضبا أنه سيحرم ابنه من الميراث إنْ أقدم على الزواج من راقصة أو مطربة، فإننا كنا نعلم أن قلبه سيرق بمجرد رؤية أحفاده. وحينما كنا نشاهد زكي إبراهيم متمددا على سرير المرض وبجانبه عبدالعظيم كامل الممثل الأصلع الذي تخصص في أدوار الطبيب الذي يـُستدعى إلى المنزل فيأتي بشنطته ويقيس الحرارة ويكتب الروشتة، فإننا كنا نعرف مسبقا أنه سيموت، لكن بعد أن يتلفظ بوصيته الأخيرة كاملة. وحينما كنا نشاهد إسماعيل ياسين وعبدالسلام النابلسي يتعاركان ويدبر كل منهما المكائد للآخر من أجل الفوز بقلب البطلة، فإننا كنا نعرف مسبقا أن الأمر سوف يحسم لصالح العبيط إسماعيل على حساب المكابر عبدالسلام صاحب النفخة الكذابة.

*كاتب وباحث وروائي بحريني

في رحيل محمد وفيق:

النجومية بعيدا عن البطولة المطلقة

كمال القاضي - القاهرة – «القدس العربي»:

في مسلسل «عصر الحب» المأخوذ عن رواية الأديب الكبير نجيب محفوظ كان الاكتشاف الحقيقي للفنان الراحل محمد وفيق فقد قدم شخصية «عزت» ابن الست عين الفنانة القديرة «سميحة أيوب» وهو شاب مدلل يتسم بالأنانية وحب الذات ويهوي المشرح والتمثيل كانت المباراة في هذا المسلسل بين صلاح السعدني ورغدة والراحل الكبير على أشدها فجميعهم يدركون قيمة العمل وطبيعة الأدوار ويعرفون تماما أهمية رواية « عصر الحب « كواحدة من الأعمال الأدبية الفارقة فهي وثيقة دالة على عصر ومرحلة وشخوص.

من هذا الدور ارتبط محمد وفيق بشخصية الأناني والانتهازي ورجل الصفقات فهي الملامح الأصعب في الأداء والتعبير خاصة إذا كان الممثل في طبيعته الشخصية على النقيض من هذه الصفات ولهذه المفارقة بين الطبيعة الشخصية والدور كان التمكن عنوان الأداء ليس في مسلسل « عصر الحب « فحسب ولكن في الأعمال التي جاءت بعده أيضا وحملت السمات نفسها مثل « أبو العلا البشري» على سبيل المثال إذا كاد محمد وفيق أن يكون هو ذلك الشقيق الأكبر الذي يزوج أمه للبشري وأخته لرجل الأعمال المسن نظيم شعراوي من أجل الثراء ولا يتورع من مناقشة أحلامه ومشروعاته المستقبلية المترتبة على صفقات الزواج أو المقايضة أو البيع بكل جرأة كأن ما يفعله عمل مشروع لا غضاضة فيه إلي هذا الحد كانت درجة الإتقان والصدق في أداء الممثل القدير الذي جسد نمطا إنسانيا يعيش بيننا.

في مسلسل «رأفت الهجان» كان الوجه الأخر للفنان ضابط المخابرات «عزيز الجبالي» المكلف بإعداد العميل المصري وتجهيزه ليكون لائقا بالمهمة الشاقة والخطرة ينجح الرجل في اكتساب ثقة رأفت الهجان عن بعد فهو لم يره وجها لوجه ولكنه أتم مهمته وأقام ذلك الجسر الإنساني بينه وبين شخص لا يعرفه من خلال وسيط أخر هو الضابط محسن ممتاز «يوسف شعبان» الذي تولي التعامل مباشرة مع رأفت كان ظهور الفنان الراحل محمد وفيق قيلا في الحلقات وربما اقتصر على الجزء الأول فقط في مقابلاته مع فراو سمحون زوجة الهجان بعد وفاته « يسرا « ومع ذك كانت إطلالته القليلة مؤثرة للغاية فهي حجر الزاوية لمسيرة البطل الكاملة وبفضل رصانة محمد وفيق أداء وفنا بات دوره علامة مهمة جديرة بالذكر والتحليل وبالطبع لم يكن هذا هو العمل الوحيد وإنما جاء ضمن مسلسلات كثيرة قدمها وحظيت بالاهتمام البالغ يحضرنا منها بوابة الحلواني فهو العمل التاريخي الأشهر الذي اكسبه شهرة وساهم في انتشاره عي نطاق واسع وقد ساعده في ذلك إجادته للغة العربية ونطقه السليم لها كمتمرس ومدقق في مخارج الألفاظ والإعراب فلا ينصب مرفوعا لا يرفع منصوبا.

وبالقطع لم تكن الدراما التليفزيونية ملعب محمد وفيق الوحيد فمن قبلها كان المسرح صاحب الفضل الأكبر في تكوينه الفني والتزامه ووضح عباراته وسماته ومن بعدها جاءت السينما بتأثيرها الطاغي فتحول إليها بتوازن ومسؤولية وقدم من خلالها ما يناسبه من أفلام كان أبرزها عصفور الشرق وامرأة آيلة للسقوط ومجرم مع مرتبة الشرف وحب تحت المطر ولا شئ يهم والرسالة وقضية سميحة بدران ورغم تعدد النماذج والشخصيات والموضوعات إلا أن أدوار معينة هي التي ظلت راسخة في الأذهان لعل أميزها دوره في «الهروب» حيث قدم صورة سلبية لضابط أمن الدولة العنيد الشرس المقابلة لشخصية الضابط الأخر التي جسدها الفنان عبد العزيز مخيون والمناقضة تماما في صفاتها وخصالها وتكوينها الإنساني .

قدم الراحل صورة الضابط باقتدار مع الفنان أحمد زكي وأغلق مشهد النهاية عليهما سويا إذ لقيا مصرعهما فكان الثمن مزدوجا لمن خرج على القانون ومن تجاوزه باستغلال السلطة والنفوذ وهي النهاية التي رأى المخرج الراحل عاطف الطيب أنها مناسبة.

أما في فيلم «سعد اليتيم» فكان الأمر مختلفا هو الرجل الطيب المتقي المناهض لشقيقه الأكبر محمود مري الفتوة المستبد يلقي مصرعه ويذهب ضحية الجهل والبطش وهي صورة مغايرة وبعيدة كل البعد عما سبق ذكره من ادوار الانتهازي او الشرير أو ما شابه مثل تنوع محمد وفيق عمقا وقدرة على التقمص فليس الخروج السلس من شخصية والدخول في شخصية أخري سوي الدليل علي الموهبة والوعي بإبعاد ما يسند إليه من ادوار.

قدم الفنان أيضا على مستوي مختلف من الإجادة والإبداع أعمالا إذاعية استخدم فيها قدراته الصوتية بطبقات متباينة حيث اعتمد في نقل الشخصية للمستمع بتفاصيلها وانفعالاتها على الإحساس المرهف بها وتجاوبه معها بصوته ووجدانه فنجح كما نجح في التليفزيون والسينما ولذات الصلة بين التمثيل الإذاعي والإلقاء ساهم في تقديم أسماء الله الحسنى عبر الشاشة والميكروفون مع الفنانة مديحه المصري وأشرف عبد الغفور وسميرة عبد العزيز وذلك لما يتمتع به صوته من الإحساس بالخشوع أو إشعار المشاهد والمستمع به وهو ما يؤكد أنه كان موصلا جيدا للمشاعر والأحاسيس على اختلاف نوعياتها .

عاش الفنان الكبير محمد وفيق 66 عاما حافلة بالنجاحات والتجارب فقد قضى منها نحو 40 عاما باحثا عن المتميز والمؤثر والهادف من أشكال الفن وسائطه المتعددة ترافقه المشوار والرحلة زوجته الفنانة كوثر العسال التي كانت تؤمن به وتشاطره الحياة الفنية بحلوها ومرها ولها ذات المزاج الإبداعي والموهبة التمثيلية.

رحل الفنان وبقيت الذكري والإبداعات الجميلة كنزا لا يفنى.

القدس العربي اللندنية في

17.03.2015

 
 

غارسيا ماركيز.. سينما مُغَلَّفة بالأدب

قيس الزبيدي

قلة من عشّاق الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز تعرف علاقته الوثيقة بالسينما. صحيح أن رواياته مثل "قصة موت معلن" و"الحب في زمن الكوليرا" حُوّلت إلى أفلام، لكنه كتب بنفسه أيضاً سيناريوهات كثيرة، ووضع كتاباً عن المخرج التشيلي (من أصل فلسطيني) ميغيل ليتين بعنوان "مهمّة سرية في تشيلي".

كذلك، أمضى صاحب "وقائع موت معلن" وقتاً طويلاً في إعداد ورشات لتطوير القصص والحكايات في مدرسة "سان أنطونيو دي لوس بانيوس الدولية للسينما والتلفزيون"، ليتم تحويلها، بعدئذ، إلى سيناريوهات في ورشة ماركيز في المكسيك، بهدف دعم المدرسة مالياً.

من هنا، لم يكن اختياره رئيساً للجنة تحكيم "مهرجان كان السينمائي" في عام 1982، بسبب قيمة أعماله الأدبية وحسب، إنما أيضاً لدوره الفعّال في تقديم أعمال جميلة للشاشة الفضيّة.

وقبل شهور قليلة، صدر كتاب "غارسيا ماركيز والسينما" للناقد المصري عصام زكريا ضمن منشورات "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" 2014. يتألف العمل من أربعة فصول، الثلاثة الأولى منها تعمل كما لو أنها مقدمة وتوطئة للفصل الرابع، إذ يتناول ثلاثة عشر فيلماً من الأفلام التي حُوّلت إلى السينما بعد اقتباسها عن قصص ماركيز ورواياته، إضافة إلى أفلام أخرى كتب لها السيناريو بشكل مباشر.

"يعترف أن تجربته في السينما عزّزت إمكاناته الروائية"

يعترف ماركيز أن تجربته في السينما عزّزت إمكاناته الروائية، ويستشهد بالناقد الأميركي دونالد إم موراليس الذي يرى أن كل شيء كتبه قبل رواية "مئة عام من العزلة" ما هو إلا سينما مُغَلَّفة بالأدب وقصص مؤهلة بشكل تلقائي لأن تصبح أفلاماً. أما الناقدة الأميركية كاثلين ماكنيرني فترى أن جميع أعمال ماركيز، التي تعدّ ثانوية، تتميز بخصائص بصرية قوية جداً وهو أمر يعود إلى تأثير السينما الكبير عليه.

تبدأ "ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" وكأنها سيناريو كُتِب بما يسمى لغة واصفة، وهي من ناحية الأسلوب - بحسب ماركيز - أميل إلى السيناريو السينمائي، "الشخصيات تتحرك وكأن كاميرا تتبعها". ويضيف "أشاهد الكاميرا: نزع الكولونيل غطاء علبة البن فتأكد أنه لم يبق فيها سوى قدر ملعقة صغيرة، تناول إبريق القهوة من الموقد وسكب نصف ما يحتويه من ماء على الأرض الترابية وكشط بسكين محتويات العلبة ونفضه فوق الإبريق حتى سقطت آخر ذرات البن مختلطة بصدأ العلبة".

تأثر ماركيز بأفلام الواقعية الجديدة الإيطالية ووقع في عشق فيلم "سارق الدراجة" لفيتوريو دي سيكا وكتب فيه شعراً، وعدّه أكثر الأفلام إنسانية في تاريخ السينما. كذلك تأثر بفيلم روسيلليني "الجنرال دي لا روفير" الذي مثل شخصيته دي سيكا وتمنى أن يرسم بنفسه شخصية الجنرال في رواية.

ورغم إعجاب ماركيز بفيلم "قصة خالدة" (1968) لأورسون ويلز وفيلم "اللحية الحمراء" (1965) لكوروساوا، الذي شاهده خلال عشرين سنة ست مرات، إلا أن تأليفه رواية "قصة موت معلن" واتّباعه فيها أسلوباً سردياً يعتمد بناءً بوليسياً كان نتيجة تأثّره وولعه بأسلوب التشويق والإيقاع السريع في أعمال ألفرد هيتشكوك.

يرى ماركيز أن مهنتيه كروائي وكاتب سيناريو مختلفتين اختلافاً جذرياً، لأنه حين يكتب رواية لا يشارك أحداً بأي شيء، أما حين يكتب للسينما، فيكون عمله تابعاً ويصبح عمله جزءاً من عمل آخرين من مخرج وطاقم تصوير وممثلين. أيضاً من يقرأ الرواية يتخيل الأمور كما يشاء ويتصور أشكال الشخصيات وتأثيث الأمكنة والجغرافيا، أما من يشاهد الفيلم فلا تترك له الشاشة حرية للخيال: "أنا أكتب والقرّاء يتخيلون".

"تأثر بالواقعية الجديدة الإيطالية وكوروساوا وهيتشكوك"

لكن تبقى كتابة السيناريو، التي يجدها عملاً إبداعياً، سلطة يخضع لها الأدب، فمن دون السيناريو الأدبي لا توجد سينما روائية. ويبدو لماركيز أن كاتب السيناريو هو مجرد مسمار في ماكينة السينما: "أستطيع أن أقول إن ما كنت أراه على الشاشة لم يكن على الإطلاق كما تصوّرته أثناء الكتابة".

من المعروف أن ماركيز لم يسمح أبداً أن تُحوّل روايته "مئة عام من العزلة" إلى السينما، ورفض عرضاً من الممثل أنطوني كوين بتحويل الرواية إلى فيلم لقاء مليون دولار. ويقول في هذا الصدد: "لأنني لا أريد أن أجد الكولونيل أورليانو يتحول إلى صورة أنطوني كوين على أغلفة الرواية".

لكنه وافق على تفليم روايته "الحب في زمن الكوليرا" بعد إلحاح المنتج سكوت ستايندورف الذي استمر ثلاث سنوات، وذلك لقاء ثلاثة ملايين دولار، رغم أنه اعتقد أن تحويلها إلى السينما مهمة عسيرة، لأنها رواية ملحمية مثل "مئة عام من العزلة"، وقد كتبها ماركيز في نحو خمسمئة صفحة، وتمتد أحداثها على ما يقرب نصف قرن في أزمنة متعاقبة وأمكنة متعددة.

ومن الجدير ذكره أن ماركيز ليس الروائي الوحيد الذي تم تقديمه عربياً في كتاب حول خصوصيته مع السينما، فقد نظّم "مهرجان أبوظبي السينمائي" في دورته الخامسة عام 2011 برنامجاً سينمائياً خاصاً كانت مناسبته الذكرى المئوية لميلاد نجيب محفوظ، وأصدر المهرجان كتاب "نجيب محفوظ سينمائياً"، والذي ساهمت فيه كاتبة السيناريو المكسيكية باث إليثيا غارثيا دييغو التي حولت روايته "بداية ونهاية" إلى فيلم أخرجه زوجها ريبتسين، ونال عنه جائزة أفضل فيلم في "مهرجان سان سباستيان السينمائي" والجائزة الذهبية وجائزة النقاد الدولية في "مهرجان المكسيك السينمائي" في عام 1994.

وتقول الكاتبة: "سحرتني رواية "بداية ونهاية"، لأن نجيب محفوظ حكواتي متمرّس، وما سحرني فيها أنها تحكي عن عائلة يدفعها المجتمع إلى أن تتوحش ويبدأ أفرادها بأكل بعضهم بعضاً، كما لو أنهم من أكلة لحوم البشر".

ثلاثة أعمال من الأفلام الماركيزية اعتبر الناقد راميرز أوسبينا أنها ترقى إلى مصاف النتاج الأدبي للروائي الكولومبي، أولها "ليس هناك لصوص في هذه المدينة" الذي أنتج عام 1965 وقد أخذه المخرج المكسيكي ألبيرتو إيزاك عن قصة لماركيز، ويظهر فيه أثر الواقعية الإيطالية بقوة، وإن تخللته مشاهد متأثرة بأعمال التجريبيين والسورياليين.

والعمل الثاني هو "وقت للموت" الذي عُرض عام 1985 من إخراج الكولومبي خورخي تريانا وقد كتب ماركيز السيناريو له كاملاً. بينما "معجزة في روما" ثالث الأفلام المأخوذة عن قصة لماركيز من إخراج الكولومبي ليساندرو دوكي نارانجو في عام 1989.

وبعد حصول ماركيز على نوبل في عام 1982، عرض عليه المخرج الإيطالي فرانشيسكو روزي تحويل روايته "قصة موت معلن" إلى السينما، وبالفعل أُنجز الفيلم وعُرِض في عام 1987 في "مهرجان موسكو السينمائي الدولي"، حيث اعتُبر واحداً من أفضل الأعمال التي اقتبست عن أعماله الأدبية.

ذيب: الصحراء والتاريخ وحروب ليست لنا

أحمد باشا

قليلة هي الأفلام الروائية العربية التي أتيحت لها عروض مختلفة كتلك التي تحققت للفيلم الأردني الطويل "ذيب" (2014). فبعد أن حظي هذا العمل، الذي أخرجه ناجي أبو نوار، باستقبال جيّد وجوائز في مهرجانات طوكيو وفينيسا وتورنتو ولندن، سيدخل دور العرض العربية، بدءاً من التاسع عشر من شهر آذار/ مارس الجاري.

في فيلمه الطويل الأول يسعى أبو نوار إلى تقديم بيئة بدوية من خلال رصد مغامرة صحراوية بطلها طفل يدعى ذيب، يتعرف من خلالها إلى العالم ونزاعاته خارج حدود القبيلة. لكن قبل ذلك، ثمة حادثة مؤسسة في الفيلم هي وفاة الوالد التي يجد ذيب نفسه، إثرها، تحت رعاية أخيه الأكبر حسين.

يضطر الأخوان لمرافقة ضابط بريطاني ومساعده في رحلتهم، فيعترضهم مسلحون ويُقتل الثلاثة الكبار، بينما ينجو ذيب، ليبدأ باكتشاف نفسه وسط ما تخبئه الصحراء من جثث ووحوش وقطاع طرق. وبسرعة، يلتقي ذيب بقاطع الطريق (قاتل شقيقه حسين)، فيساعده ويكملا رحلتهما إلى المجهول سوياً.

"وجود الشخصيات يقتصر على حمل الأفكار وتسيير الحكاية"

تتراكم جملة المشاهدات في ذهن ذيب إلى أن يقوم بقتل قاطع الطريق. فعل القتل لم يكن فعلاً فطرياً بقدر ما هو تطور منطقي لتشرّب الطفل العنف كمّاً ونوعاً. كما أن القتل ليس منفصلاً عن جملة المصالح العامة، فمجموعة من أبناء القبائل الذين كانوا يقودون قوافل الحجاج تحولت إلى قطاع طرق بعد استخدام الحجاج لخط الحجاز الحديدي، وآخرون يمثلهم في الفيلم مرجي (مساعد الضابط) عملوا مع البريطانيين.

في ظلّ عبث الصحراء وصعوبة قوانين الحياة فيها، تنعدم الخيوط الفاصلة بين المفاهيم الجمعية المؤسسة، فينعدم أي خطاب أو سلوك ما بعد قبلي(أيام الحرب العالمية الأولى) لصالح تعويذة العيش في الصحراء الذي يمثله في الفيلم صوت الأب في بداية الفيلم، "القوي ياكل الضعيف".

يقتل ذيب قاتل أخيه ثم يبتعد عن السكة الحديدية ذاهباً إلى الصحراء الشاسعة حيث ينتظره مستقبل ليس أفضل بكثير من واقع شخصيتيّ مرجي وقاطع الطريق في الفيلم.

يتخذ الفيلم من الحرب العالمية الأولى خلفية تاريخية إلا أنها ليست ظاهرة أو فاعلة في حبكة الفيلم، كما أن الشخصيات موجودة بوصفها حاملة للأفكار ومسيرة للحكاية فقط، فافتقدت ملامحها الخاصة وغابت صراعاتها الداخلية تماماً.

يبرع الفيلم في نقل مساحات الجمال والضوء في الصحراء؛ مساحات لم تخف عطب السيناريو ولا ضعف أداء جزء من الممثلين، خصوصاً لاعبي الأدوار الثانوية، إلا أن الاستقبال الجماهيري للفيلم قد يلفت النظر إلى مواضيع تكمن بين البيئة والتاريخ، وهي مواضيع نادراً ما تصدّت لها كاميرا المخرجين العرب.

صرح أخير للسينما في عدن وحنين لزمن آخر

فرانس برس

ما زال مبنى سينما "هوريكين" الواقع في شارع غاندي بوسط عدن، يتمتع بالجاذبية بالرغم من التقادم الواضح على جدرانه. فآخر صرح للفن السابع في كبرى مدن جنوب اليمن، يكافح من أجل البقاء.

عرض واحد يومياً عند مغيب الشمس خلف الجبل البركاني الذي يطل على السينما المفتوحة حيث يجتمع بعض محبي الأفلام، ومعظمهم من المتقدمين في السنّ، ويكفي ذلك للتذكير بأن عدن كانت في يوم من الأيام مدينة تعشق السينما.

لا شيء يعرقل الروتين اليومي لسينما "هوريكين"، لا الأزمة السياسية التي اضطر الرئيس عبد ربه منصور هادي، بسببها للانتقال من صنعاء إلى عدن، ولا المخاوف الأمنية المتزايدة في هذه المدينة التي يعيش فيها 800 ألف نسمة.

وكانت الثقافة تشكل في السابق أحد أبرز العناصر التي جعلت من عدن مدينة فريدة في محيطها، وهي التي كانتمستعمرة بريطانيةوميناء مفتوحاً على الخارج، خلافاً لصنعاء النائية والمحافظة في الشمال. وبعد الجلاء البريطاني في 1967، أبقى الاشتراكيون الماركسيون الذين حكموا جنوب اليمن على التقليد المنفتح في عاصمة اليمن الجنوبي.

إلا أن روح المدينة تضررت بعد الوحدة مع الشمال، وخصوصاً بعد حرب 1994 حين قضى الحكم في الشمال بالحديد والنار على محاولة جنوبية للانفصال. ومنذ ذلك الوقت، ما انفكت الأصولية الدينية تتوسع في عدن وفي سائر أنحاء جنوب اليمن.

وقال عارف ناجي علي، الناشط في جمعية الوضاح، التي تُعنى بالثقافة: "سبب تخلي الكثير من المشاهدين عن السينما هو حرب 1994 حيث تبعتها كثير من الفتاوى، التي اعتبرت السينما حراماً". وأضاف: "توقفت كثير من العائلات عن الذهاب إلى دور السينما، بالرغم من أن عدن كانت مركزاً للسينما والمسرح".

وتختلط قصة سينما "هوريكين" في عدن بتاريخ أسرة محلية ثرية. فالوالد الذي يُعرف باسم "ماستر حمود"، كان مديراً لدائرة التربية في عدن إبان حكم البريطانيين. أما ابنه طاهر فقد بدأ اعتباراً من منتصف القرن العشرين، فتح صالات السينما ومن بينها "هوريكين"، وذلك إلى أن قام الاشتراكيون بتأميم ممتلكات العائلة. وعُرف طاهر باسم "ملك السينما" وكانت العروض الأولى للأفلام المصرية تتم بشكل متزامن في القاهرة وعدن.

واستعادت الأسرة ممتلكاتها بعد العام 1994، إلا أنها لم تستأنف النشاط السينمائي في معظم الصالات التي كانت تملكها. وتم تحويل ثلاث من الصالات لاستخدامات أخرى. واختفت صالات السينما في عدن، أمّا "هوريكين" فتقاوم بفضل مقاومة مالكيها.

تحظى الصالة بجدران إلا أنها دون سقف، وتضم صفوفاً من المقاعد الخشبية أمام الشاشة البيضاء. وفي "كشك" بيع البطاقات، ينتظر أحمد محمد قايد زبائن السينما يومياً، وغالباً ما يكونون الأشخاص أنفسهم. ويقع الكشك في ممر تحيط به ملصقات أفلام الأسبوع، وهي فيلم مصري كلاسيكي وخمسة أفلام هندية.

وقال الموظف المتقاعد أحمد صالح (75 سنة): "لقد قضى التلفزيون تماماً على السينما، ولم يعد هناك أي بيت لا يملك التلفزيون". وأضاف "ما زلت أحب السينما، فهي تسمح لي بالاختلاط بالناس وتمضية الوقت".

ويصل المشاهدون تباعاً، وبأعداد قليلة. ليس بينهم شباب ولا نساء. فقط أولئك الرجال الذين يحملون الحنين لزمن جميل مضى. وفي تمام الساعة السادسة والنصف مساء، يُطلق جرس صغير إيذاناً ببدء العرض. وفيما تبدأ أشعة الشمس بالمغيب، تظهر أطياف الممثلين بصعوبة على الشاشة البيضاء في الهواء الطلق. الفيلم هندي والترجمة بالعربية، إلا أن لا أحد يهتم بذلك، فالأهم هو التواجد في هذا المكان الذي يبدو وكأنه من زمن آخر.

العربي الجديد اللندنية في

17.03.2015

 
 

أسامة عبد الفتاح يكتب:

"بيردمان".. أو "فضيلة الجهل" التي استحقت الأوسكار!

** تحفة جديدة لـ "إينياريتو" يواصل بها إبهار العالم.. واستخدام مذهل للقطة المشهدية

عند الإشارة إلى العمل الفائز - عن جدارة واستحقاق - بجائزة أوسكار أفضل فيلم هذا العام، تكتفي جميع وسائل الإعلام بكلمة "بيردمان"، أي "الرجل الطائر"، ولا تذكر أي منها العنوان كاملا، وهو: "بيردمان، أو فضيلة الجهل غير المتوقعة"، رغم أهميته البالغة في تلقي الفيلم، وكونه مفتاح دخول عالمه الفريد، الذي يجعل منه تحفة سينمائية بكل المقاييس.

ملتزما جدران مسرح برودواي العريق بمدينة نيويورك الأمريكية في معظم مشاهده، يسخر الفيلم من الجميع، ومن جهل الجميع، سواء بطله ريجان تومسون (مايكل كيتون)، النجم السابق لسلسلة أفلام "الرجل الطائر" الخارق، أو من الجمهور، أو من النقاد، الذين تمثلهم الناقدة الشهيرة تابيتا ديكنسون (ليندساي دنكان).

يسعى تومسون لاستعادة مجده الذي كان بعد أن انحسرت عنه الأضواء، فيستثمر كل أمواله في معالجة مسرحية لقصة قصيرة بعنوان "ما نتحدث عنه عندما نتحدث عن الحب" للكاتب الأمريكي الراحل ريموند كارفر، لكن تفاجئه ابنته سامنتا (إيما ستون) بأن أحدا لا يهمه الموضوع سواه، وبأن مشروعه محكوم عليه بالفشل، وبأنه هو نفسه انتهى، وأصبح خارج الواقع الذي يعيشه، في مواجهة أدتها ستون باقتدار رشحها لأوسكار أفضل ممثلة في دور مساعد، وإن كانت لم تفز بها.

وفي مواجهة أخرى، تتهمه الناقدة المعروفة بالجهل، وتعلن له أنها تكره مشاهير هوليوود عندما يحاولون فرض معاييرهم الفاشلة على المسرح الذي لا يعرفون عنه شيئا.. ويرد عليها بقوة متهما إياها - ومعظم النقاد في حقيقة الأمر - بالسطحية، وعدم بذل أي مجهود لدراسة أسلوب وبناء العروض، والاكتفاء بإطلاق الصفات الرنانة على الجميع وإبداعاتهم دون أن تخاطر بشيء على الإطلاق، فيما يخاطر هو بكل ما يملك، سواء من مال أو اسم.

وفي ظل ما يعانيه من إحباط ويأس، وتحت ما يواجهه من ضغوط من قبل الجميع، سواء ابنته أو زوجته السابقة "سيلفيا" (إيمي رايان) أو عشيقته "لورا" (أندريا رايزبورو)، يقرر تومسون الانتحار على خشبة المسرح باستبدال مسدس حقيقي بمسدس التمثيل، لكنه يفشل حتى في ذلك، ويطيح بأنفه فقط!

وتؤكد الناقدة جهلها الشخصي عندما تشيد بـ "فضيلة الجهل غير المتوقعة" التي جعلت البطل الخارق السابق يفعل ذلك، وتصف محاولة انتحاره ونزفه دماء حقيقية على المسرح بأنه "سيريالية" كان يحتاجها المسرح الأمريكي!

وتأتي إدانة صناع الفيلم للجمهور من خلال إبراز اهتمامه بفيديو سير البطل عاريا - بسبب ظروف قاهرة - في ميدان "تايمز" الشهير بنيويورك، أكثر من اهتمامه بالعمل الفني نفسه، حيث يحصل الفيديو على مئات الآلاف من المشاهدات على موقع "يوتيوب" في أقل من ساعة.

يرمز سير البطل عاريا في الشارع إلى سقوط القناع الذي اعتاد ارتداءه (قناع الرجل الطائر)، وظهوره على حقيقته أمام الناس.. ولا يزخر الفيلم فقط برموز وإسقاطات مماثلة، بل يُعد هو نفسه - كاملا - رمزا كبيرا يقوم على لعبة المسرحية داخل المسرحية، فنحن داخل مسرح برودواي نتابع فرقة تؤدي عرضا مسرحيا، والمسرح نفسه يقع داخل "مسرح" مدينة نيويورك الكبير، والأخيرة داخل الولايات المتحدة... إلى ما لا نهاية.

للفيلم الفذ أيضا أبعاد رمزية ودلالية وثيقة الصلة بالأدب، فلا يكتفي بقصة كارفر التي يحوِّلها تومسون إلى مسرحية، بل يصدِّره إينياريتو أيضا بأبيات لكارفر وُضعت على شاهد قبره بعد وفاته عام 1988، وتقول:

- وهل حصلت على ما تريده من هذه الحياة رغم كل شيء؟

- نعم

- وماذا كنت تريد؟

- أن أكون محبوبا.. أن أشعر بأنني محبوب على الأرض.

وربما كانت هذه الأبيات الدافع الرئيسي لدى تومسون لكي يكرر محاولة الانتحار من نافذة المستشفى في النهاية بعد أن أحس أنه استعاد حب الجمهور، وإن كنا لا نعرف: هل انتحر فعلا؟ أم طار مع الطيور التي شاهدها من نافذته؟

ليس في هذا الكلام أي قدر من المبالغة، فنحن طوال مدة العرض نتأرجح مع الفيلم بين الخيال والواقع، وبين ما يدور في ذهن البطل وما يحدث له فعليا، ولا نستطيع أن نقطع بحقيقة أي منهما، وليس ذلك مهما في كل الأحوال، فالمهم هو الدعوة للتحرر من قيود التفاهة والجهل والابتذال والانطلاق في سماء الحرية والصدق.

وللتعبير عن الأجواء المسرحية، يختار إينياريتو تنفيذ فيلمه بأسلوب اللقطة المشهدية، أي المشهد الطويل المكون من لقطة واحدة لا يقطعها - مهما تغيرت الأماكن والشخصيات - إلا في الضرورة القصوى.. ويتطلب هذا الأسلوب المذهل استعدادات تقنية غير عادية، منها إضاءة جميع الأماكن التي يمر عليها الممثلون مهما تباعدت، وإمدادها جميعا بمعدات الصوت، فضلا عن التدريبات الشاقة والطويلة للممثلين، لأنه إذا ارتكب أحدهم خطأ بسيطا بعد مرور عشر دقائق من التصوير مثلا، سيكون المخرج مضطرا لإعادة المشهد كله.

وبهذه التحفة النادرة، على المستويين الموضوعي والتقني، يواصل المكسيكي إينياريتو إبهار العالم بعد أفلامه الأربعة السابقة التي حصدت عشرات الجوائز الدولية، ومنها أحسن مخرج في مهرجان "كان" عن فيلم "بابل" عام 2006، والكرة الذهبية لأفضل فيلم عن نفس العمل.

جريدة القاهرة في

17.03.2015

 
 

بدأ يعرض في السينما

فيلم جديد يروي حياة ستيف جوبز يعد بـ"موضوعية وشفافية"

24 - محمد هاشم عبد السلام

انطلقت هذا الأسبوع عروض الفيلم التسجيلي "ستيف جوبز: الرجل في الماكينة"، الذي يمتد زمن عرضه لساعتين تقريباً، وقام بكتابته وإخراجه، واشترك أيضاً في إنتاجه مع شبكة سي إن إن، المخرج الأمريكي المعروف ألكس جيبني.

وفيلم "ستيف جوبز: الرجل في الماكينة"، يقدم الراحل في صورة ذاتية، ويظهر مدى نجاحه وعبقريته، وريادته بالطبع، على امتداد مسيرته المهنية، من دون أن يغفل إلى أي حد كان الرجل على قدر من القسوة والخداع والفظاظة في بعض التعاملات، مثل عدم اعترافه بابنته ليزا التي أنجبها من صديقته أيام الدراسة، ورفضه الإنفاق عليها. ذلك لأن مخرج الفيلم رأى ألا يسير على نفس النهج الذي كان سار عليه والتر إيزاكسون كاتب سيرة ستيف جوبز التي صدرت عقب وفاته في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011.

وتناول الفيلم مرحلة تأسيس ومشاركة ستيف في شركات هامة مثل "نيكست" و"بيكسار"، اللتين استحوذتا عليهما "ديزني" فيما بعد، ثم عودة ستيف إلى "أبل" في عام 1997، بعد استقالته وتركه لها، وذلك لإنقاذها من المشكلات التي كانت تعاني منها في تلك الفترة. ورصد ذلك التحول المذهل وتلك القفزة الهائلة التي جعلتها تحتل تلك المكانة التجارية والثقافية التي لا تزال عليها حتى اليوم.

ملفات عديدة

ومن بين الأمور الهامة التي تطرق إليها الفيلم، العديد من الوظائف والمهن وأصحابها الذين كانوا من حول ستيف أو بالشركة والذين هم بالفعل وراء المجد الحقيقي الذي حققه الرجل ولا يعرف بهم أحد ويجهل الجميع أدوراهم. كذلك، بعد العديد من فرص العمل التي أوجدتها الشركة، يتطرق لمشكلة تسريح العمال وما ترتب عليها من مشاكل عالمية أضرت بسمعة الشركة أو من ناحية أخرى عدم تفريط الشركة في الكثير من الكفاءات النادرة التي رغبت في مغادرتها للعمل في شركات أخرى منافسة. كذلك استغلال الشركة للعمالة الصينية الرخيصة لإنتاج مكونات الأجهزة بتكلفة لا تذكر.

ومن خلال رصده لخبر وفاة ستيف المحزن، والذي صدم العديد من مقتني أجهزة تابعة لماركته الشهيرة، يبين لنا المخرج كيف أنه من الممكن أن تتطور علاقة عميقة وجميلة بين الإنسان وقطعة من المعدن. وكيف تعمقت تلك العلاقة وازدادت حميمتها بعدما صارت الأجهزة، على حد تنبؤ ستيف سابقاً، في حجم مفاتيح السيارة. ويقعد مقارنة، من خلال المقاطع الأرشيفية والصور الفوتوغرافية، بين أجهزة الكمبيوتر الشخصي في الماضي وبينها الآن، وكيف أنها فيما سبق كانت تشكل عبئاً على مستخدميها وتتسم بعدم الود وتبعث، على حد قوله، على الخوف أكثر من الحب.

كما يقدم مخرج الفيلم ألكس جيبني جانباً شديد الأهمية والانتقاد للأفراد والمجتمعات التي باتت تلك الأجهزة المحمولة بمختلف أنواعها، لا سيما آي بود وآي باد وآي فون وغيرها، هي محور حياتها واهتماماتها، وينبه إلى الخطورة الشديد التي باتت تشكلها تلك الأجهزة، حيث أجبرتنا على العزلة، وتقلص علاقتنا، إلى جانب أن مشاعرنا الإنسانية مع مرور الوقت ربما تكاد تنعدم.

يعتبر المخرج فيليب ألكسندر جيبني أو الشهير بألكس جيبني من أهم مخرجي الأفلام التسجيلية في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي رصيد جيبني السينمائي، البالغ من العمر ثلاثة وستين عاماً، أكثر من ثلاثين فيلماً سينمائياً، والعديد من الترشيحات والكثير من الجوائز، أهمها الأوسكار التي فاز بها عام 2008 عن فيلمه "تاكسي إلى الجانب المظلم".

غير تاريخ الفن في السبعينات

بالصور: لوحات أكيرا كوروساوا رسمت معالم السينما اليابانية

24- ترجمة: أحمد شافعي

نشرت صحيفة هافينغتون بوست، تقريراً لكولن مارشال، يتناول الجانب غير الشهير بالقدر الكافي لدى المخرج الياباني أكيرا كوروساوا، الذي كان علاوة على براعته في استخدام الكاميرا بارعاً أيضاً بالفرشاة.

وكان أكيرا كوروساوا، "إمبراطور" السينما اليابانية، الرجل الذي صنع أفلاماً، وبمعنى من المعاني لم يصنع أفلاماً أخرى على الإطلاق، فحينما كانت تعوزه الموارد اللازمة للشروع في تصوير أحد أعماله، كان يقضي الوقت في التجهيز لأفلام في المستقبل، متأملاً كل تفاصيلها، كان المخرج الذي بذل أكثر مما بذل أي شخص غيره لرسم ملامح السينما اليابانية

وعلى الرغم من أن كثيراً من شركات الإنتاج السينمائي كانت تبتهج بهذا التفاني، إلا أن الاستديوهات اليابانية كانت تبتهج أكثر بالتعاون مما تبتهج بالابتكار، حسبما يكتب الناقد ومؤرخ السينما اليابانية دونالد ريتشي، مما صعب الأمر على كوروساوا كلما تقدم في مسيرته المهنية، فلا يعرف كيف يدبر التمويلات اللازمة لأفلامه ومشاريعه طاغية الطموح.

وذكر ريتشي أنه في سبعينيات القرن الماضي اقتنع كوروساوا أنه ما من سبيل لتصوير فيلمه "Kagemusha"، فراح ينفق الوقت في رسم كل مشهد من مشاهد فيلمه، لتصبح مجموعة لوحاته بديلاً عن الفيلم الذي لن يتسنى له تصويره

وكان كوروساوا دأب كغيره من المخرجين، على رسم المشاهد، ولكنها تحولت معه من مجرد تخطيطات إرشادية إلى معارض كاملة تمثل قاعات عرض لروائع لم يكتب لها التحقق، وعند عجزه عن التصوير يعمد إلى الكتابة، فإذا لم تشبعه، رسم الأفلام رسماً.

وفي "Flavorwire" يستطيع المشاهد المقارنة بين لوحات كوروساوا ومشاهد مناظرة لها من أفلامه، "كان يصنِّع هذه الصور بيده، يبث فيها حماسه لمشروعه، حسبما يرد لدى أليسن ناستاسي
وفي سيرته الذاتية، قال كوروساوا: إن "غرضي لا يتمثل في أن أجيد الرسم، فأنا أستخدم بصورة حرة تماماً أي خامة متاحة بين يدي"، إلا أن المشاهد الحقيقية تجسد فعلياً ما كان يكرّس من وقته وطاقته الكثير من أجل استبصارها قبل الشروع في تنفيذها، وكان يحدث في بعض الأحيان أن تجد هذه الأعمال الفنية طريقها إلى ملصقات الأفلام الدعائية لا سيما بعض أعماله الأقل شهرة.

وربما يعود السبب الأكبر في اهتمام كوروساوا بالرسم، وربما بصناعة الأفلام نفسها، إلى تأثير أخيه الأكبر هايغو، الذي شاهد وإياه عواقب زلزال كانتو الذي ضرب طوكيو سنة 1923

وكان هايغو راوياً في الأفلام الصامتة ورساماً ناشئاً، ولكنه انتحر سنة 1933 بعد خيبة أمل سياسية وفيلم ناطق فاشل.

ويأتي الشاب أكيرا بعد عقد من ذلك ليخرج أول أفلامه، وينطلق في مسيرة لا بد أن يكون هايغو فخوراً بها إلى أقصى حد ممكن.

يوضح مصاعب ومشاكل اللعبة

تسجيلي جديد يتناول حياة 3 من أهم أبطال الملاكمة

24- إعداد: محمد هاشم عبد السلام

بدأت الجمعة الماضية في الولايات المتحدة الأمريكية أولى عروض الفيلم التسجيلي الأخير للمخرج بيرت ماركوس، والذي يحمل عنوان "الأبطال".

والفيلم الذي يمتد زمن عرضه لساعة وثلث الساعة تقريباً، يتناول حياة ثلاثة من أهم نجوم لعبة الملاكمة على امتداد تاريخها، وهم مايك تايسون وإيفاندر هوليفيلد وبرنارد هوبكنز.

ويتناول الفيلم سيرة هؤلاء النجوم الثلاثة الذين كانوا أبطالاً وملوكاً متوجين على عرش تلك اللعبة، كل منهم في فترة متخلفة من حياته، وعبر أحاديث العديد من المدربين والصحفيين وكتاب السيرة والأكاديميين ووكلاء اللاعبين، وأيضاً الممثل المتميز دينزيل واشنطن والمخرج والمنتج المخضرم سبايك لي والممثل مارك ولبيرج، يبين كل منهم متاعب ومصاعب تلك اللعبة ومشاكلها، مقارنةً بغيرها من اللعبات ككرة القدم أو البيسبول، ومدى توفر عوامل الأمان والسلامة بها. كما تطرق كل منهم في حديثه إلى انطباعاته أو علاقاته مع النجوم الثلاثة قبل أو أثناء أو حتى بعد توقفهم عن ممارسة الملاكمة.

وتحدث كل من الأبطال الثلاثة عن تجاربهم منذ مرحلة الطفولة، ويتضح كيف أنهم من خلفيات متواضعة اجتماعياً واقتصادياً، وانتقلوا فجأة من الفقر إلى القمة، وتحصلوا بين ليلة وضحاها على مجد وشهرة وثروة بالملايين، وكيف أثر هذا عليهم وعلى حياتهم ونفسياتهم ودفعهم إلى سلوك مسلك منحرف، فمنهم من لجأ للمخدرات، ومنهم من أدمن الشراب، ومنهم بالطبع من دخل السجن، ومنهم من بدد عشرات الملايين من ثروته.

ويوضح الفليلم إلى أي مدى أسهم عالم تلك اللعبة نفسه، لا سيما في أوساط اللاعبين المحترفين، في تلك الضغوط الشخصية والمادية على هؤلاء الثلاثة وحياتهم. إلى جانب التطرق بطبيعة الحال إلى المشاكل الصحية والجسدية التي تسببها تلك الرياضة ومدى خطورتها على الجسم،وكيف كافحوا بعد ذلك لاستعادة توازنهم والعودة مرة أخرى لممارسة حياة طبيعية عادية هادئة.

لحظات سعيدة

واختيار المخرج بيرت ماركوس لهؤلاء الأبطال الثلاثة ليس بمحض المصادفة، فمن خلال الفيلم يبدو مدى المساحات والخلفيات المشتركة التي تجمع بينهم وكيف تصل في بعض الأحيان لدرجة التطابق في الأحوال والظروف مع اختلاف التواريخ فحسب

وفي الوقت نفسه يركز المخرج على الكثير من اللحظات السعيدة أو لحظات الفوز والانتصار في حياة ومشوار كل لاعب منهم. وذلك دون أن يغفل المثير منها أو حتى المحزن، حيث تطرق مثلاً، لأذن هوليفيلد اليمني المقطوعة جزئياً، وذكرنا بأن مايك تايسون هو السبب في ذلك، عندما قضمها في إحدى المباريات الشرسة التي جمعت بينهما في 1997، أو المحزن منها عندما تناول وفاة ابنة مايك تايسون عام 2009 وهي لا تزال في الرابعة من عمرها.

يذكر أن مايك تايسون، بطل العالم في الوزن الثقيل لأكثر من تسع سنوات، يشترك الآن في العديد من الأفلام، والمسلسلات التليفزيونية، على وجه التحديد، سواء بشخصيته الحقيقية أو بأسماء أخرى. وإيفاندر هوليفيلد، بطل العالم في الوزن الثقيل لأربع سنوات، يعمل أيضاً بالتمثيل بين الحين والآخر، كما يمتهن برنارد هوبكنز التمثيل، وكان بطل العالم في الوزن المتوسط على مدى عشر سنوات.

موقع (24) الإماراتي في

17.03.2015

 
 

فيلمان لسكوت وأبو أسعد يصوران في الأردن

عمان – الرأي

انتهت عمليات تصوير الفيلم العالمي: (رجل من المريخ) للمخرج رايدلي سكوت، وايضا الفيلم الروائي الفلسطيني (محبوب العرب) للمخرج هاني ابو اسعد، في عدد من أرجاء المملكة.

وآثر المخرج سكوت صاحب افلام: (سقوط الصقر الاسود)، (مملكة الجنة) و(متن من الاكاذيب)، ان ينجز فيلمه الجديد المسمى (رجل المريخ)، في مناطق اردنية فريدة المعالم باجواء الكثبان والتضاريس الجغرافية، خصوصا وان الفيلم تدور احداثه في مناخات مستمدة من واحدة من قصص الخيال العلمي.

يؤدي الدور الرئيسي بفيلم (رجل المريخ)، كل من الممثلين الأميركيين: مات ديمون و جيسيكا تشاستاين و مايكل بينيا وهو يستند إلى رواية لأندي وير تحمل الاسم ذاته.

جرى التصوير في وادي رم جنوب الأردن، والمعروف أيضاً بوادي القمر، وهي تُعد منطقة تحفل بمفردات الطبيعة الخلابة وتشكل أيقونة مشهدية في عالم تصوير الأفلام منذ زمن طويل، تعود بداياتها إلى تصوير فيلم (لورانس العرب)، ثم تواصلت بأفلام: (انديانا جونز والحملة الصليبية الاخيرة) لستيفن سبيلبرغ، و(الكوكب الاحمر)، وسواها كثير من الافلام العالمية وصولا الى الفيلم الروائي الأردني (ذيب) لناجي ابو نوار، وهي تستحق وفقاً للمخرج سكوت الذي كان يتحدث في بيان اصدرته الهيئة الملكية الاردنية للافلام يوم امس الاثنين أن تكون منطقة وادي رم الأعجوبة الثامنة في الدنيا، وشاطره بهذا الرأي منتج الفيلم مارك هفام الذي أضاف قائلاً: كان يتوجب علينا أن نجد لريدلي أكثر المواقع إثارةً للدهشة بالعالم بما يجعلك تشعر بأنه مكان من عالم آخر.

وقال صناع فيلم (رجل المريخ) انه جرى استكشاف أماكن مختلفة، ولكننا كُنا على دراية تامة أن وادي رم مذهل حيث جرى توظيفه على نحو فتان ومدهش بأفلام راسخة في ذاكرة عشاق الفن السابع.

ووصف سكوت طاقم العمل الأردني بأنهم سريعو البديهة ونشطون في العمل، وبالحديث عن التسهيلات في الأردن اشاد فريق الفيلم الذي تنتجه شركة فوكس للقرن العشرين بدعم الملك عبد الله الثاني وسموّ الأمير علي بن الحسين مؤسس الهيئة الملكية الاردنية للأفلام، وبتعاون القوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي.

في حين بين صناع الفيلم العربي المعنون (محبوب العرب) أحدث انجازات المخرج الفلسطيني ابو اسعد–في جعبته حصيلة وفيرة من الافلام التي قادته الى السينما العالمية: (عرس رنا) ، (الجنة الآن)، و(عمر)–ان الفيلم الجديد مستوحى من السيرة الذاتية للمغني محمد عسّاف، الحائز على لقب افضل فنان موهوب في مسابقة برنامج تلفزيوني شهير، حيث تدور احداث الفيلم في مدينتي بيروت والقاهرة، ولكن لأسباب اقتصادية وفنية تم اختيار الأردن ليحل مكان المدينتين.

وعبّر أبو أسعد، الذي يُصوّر لأول مرة في بلد عربي غير فلسطين، عن راحته التامة في العمل كمخرج يعمل في الأردن، كما أعرب عن سعادته بمثل هذه التجربة، فضلاً عن اعتزازه بالإنجازات التي قدمها الطاقم الأردني الذي عمل بالفيلم.

وتقوم المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، المعروفة بفيلميها (كراميل) و (هلأ لوين؟)، باحد ادوار الفيلم واشادت بتجربتها في التصوير في الأردن وعزت ذلك بشكل أساسي إلى وجود طاقم عمل شغوف ومتحمس ولديه درجة عالية من الحرفية والاتقان والخبرة.

الرأي الأردنية في

17.03.2015

 
 

النجوم... انشغال تام بالتصوير

كتب الخبرربيع عواد

تحفل مواقع التواصل الاجتماعي بصور في كواليس تصوير المسلسلات، نشرها النجوم لترويج أعمالهم، في المقابل يتحفظ بعض النجوم عن ذكر تفاصيل أدوارهم لتبقى مفاجأة للجمهور.

تنشغل نيكول سابا في  تصوير مسلسلها الجديد {قسمتي ونصيبك} من تأليف عمرو محمود ياسين، إخراج على إدريس، بطولة: هاني سلامة، درة، مي سليم، ريهام عبد الغفور، شيري عادل، ريهام حجاج، وقمر.  كذلك أوشكت على الانتهاء من تصوير فيلم «حياتي مبهدلة» مع محمد سعد. وقد نشرت عبر صفحتها الخاصة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، صورة تجمعها مع حسن حسني الذي يشاركها البطولة، وعلّقت: «ختامها مسك مع الممثل الكبير والقدير عمّ حسن حسني، وآخر يوم تصوير فيلم (حياتي مبهدلة) عملنا اللي علينا».

جد ولعب

بدأ مصطفى الخاني تصوير دوره في «حرائر» مع المخرج باسل الخطيب، وهو العمل الثاني الذي سيظهر فيه في شهر رمضان مع الجزء السابع من «باب الحارة». يجسّد الخاني شخصية سعيد، شاب طيب، صادق ومهذب، يواجه صراعات داخل عائلته وخارجها. فتبدأ معاناته بحيرته حيال ما يقوم به والده (أيمن زيدان)، ويقع في صراع الاختيار بين أن يقبل ويتستر عما يقوم به والده من أفعالٍ سيئة وسرقة أموال العائلة والأيتام، وبين أن يُغضِب والده ويواجهه.

المسلسل من تأليف عنود خالد، يشارك في  بطولته مع الخاني:  أيمن زيدان، سلاف فواخرجي، صباح الجزائري، ميسون أبو أسعد، رفيق سبيعي، ندين سلامة، محمود نصر، نورا رحال ومجموعة من الممثلين. يذكر أن المسلسل  هو التعاون الثالث بين الخاني والمخرج الخطيب بعد «هولاكو» و{حدث في دمشق».

استأنفت سوزان نجم الدين تصوير مشاهدها في {امرأة من رماد {في سورية مع المخرج نجدت أنزور ، بعد عودتها من دبي في زيارة سريعة للأهل، والاتفاق على مشروع فني جديد. تجسد شخصية جهاد، امرأة تملك معملا فيه 250 موظفاً، وتمر بحالات نفسية وعصبية سواء مع الموظفين أو الأقارب والأصدقاء، وتدخل في قصص حب وخيانة غريبة من نوعها.

كانت نجم الدين انتهت في الأونة الأخيرة من تصوير فيلم «حب في الحرب»، إخراج عبد اللطيف عبد الحميد.

نشرت سيرين عبد النور عبر صفحتها الخاصة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قصيراً يظهر فيه عابد فهد وهو يلعب بالكرة في وقت الاستراحة، خلال تصوير { 24 قيراط}  المقرر عرضه في رمضان المقبل. يُذكر أن المسلسل من بطولة ماغي بو غصن، باسم مغنية، تقلا شمعون، ظافر العابدين، ومجموعة من الممثلين اللبنانيين والعرب.

نشر وسام حنا عبر صفحته الخاصة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، صورة له مع إليان خوند في كواليس تصوير  {صولو الليل الحزين}. وكان المسلسل دخل أسبوعه الثالث في التصوير، ويؤدي الممثلون أدواراً جريئة، يكشفون فيها كواليس ملف عارضات الأزياء والفتيات اللواتي توظّفهنّ الوكالات لأغراض غير مشروعة، لافتاً إلى ان مجرد التطرق إلى هذه الظاهرة {جرأة في حد ذاتها».

المسلسل من كتابة طوني شمعون، إخراج إيلي برباري، إنتاج شركتي {أم أند أم} و {طايع إنتربرايز}، وقد كشف برباري في حديث له أن التقنيات المعتمدة في المسلسل، لا تختلف عن التي تستخدم في أفلام السينما، فهو يصور بطريقة سينمائية عالية الجودة مع اعتماد {كادر سينمائي} يبرز فيه الممثلون.

ظرف أسود

بعد توقف تصوير ما تبقى من حلقات «قلبي دق}، قسرياً،  بسبب أزمة صحية ألمت ببطله يورغو شلهوب  أُدخل على أثرها إلى المستشفى، أكد أحد المواقع الإلكترونية أن يورغو استأنف تصوير المسلسل، وهو من كتابة كارين رزق الله، إخراج غادة دغقل، إنتاج مروان حداد.

انضمت الإعلامية إيمان أبو طالب إلى أبطال {ظرف أسود} الذي انطلق تصويره أخيرا ومن المقرر عرضه خلال شهر رمضان. تشارك في البطولة مع عمرو يوسف في ثاني تعاون بينهما بعد تقديم النشرة الفنية في قناة {روتانا سينما} مع انطلاقتها وقبل احتراف عمرو التمثيل.

المسلسل من كتابة أيمن مدحت وإخراج أحمد مدحت، ويعتبر البطولة الدرامية الثانية لعمرو يوسف.

تدور الأحداث  في إطار تشويقي حول شاب يواجه صعوبات في حياته بعد فقدانه لأسرته، يشارك في بطولته}: درة، فراس سعيد، إنجي المقدم، وصلاح عبد الله

الجريدة الكويتية في

17.03.2015

 
 

أحمد الفيشاوى: لم أروج للمخدرات ودخلت «مصحة للإدمان»

حوار - آية رفعت

فى كل مرة يحاول أحمد الفيشاوى الخروج عن المألوف فى أعماله السينمائية حيث قدم مؤخرًا أكثر من تجربة مختلفة عما يقدم فى الآونة الأخيرة، وخاض مؤخرًا تجربة لفيلمه «خارج الخدمة» الذى يحمل اسم الفيشاوى بطلًا مطلقًا ويعتمد على شخصيتين رئيسيتين ويدخل بنا لعالم المخدرات، ورغم عدم تحقيق الفيلم الإيرادات المطلوبة إلا أن الفيشاوى أكد رضاءه عن نجاح التجربة التى تحمل رسائل مهمة للمجتمع بغض النظر عن الإيرادات التى حصل عليها كمنتج لأول مرة.

وعن تجربته فى الفيلم والإنتاج والأعمال الأخرى التى ينتظرها تحدث فى الحوار التالى.

فى البداية ما سبب قبولك لفكرة الفيلم؟

عندما عرض علىَّ الفيلم وجدته مختلفا للغاية عن السائد فى السوق فى الفترات الأخيرة، وهذا ما كنت ابحث عنه، خاصة أن السيناريو مختلف عن كل الأدوار التى قمت بتقديمها من قبل، وكما ان شخصية «سعيد» التى أقوم بها فى العمل شخصية مركبة ومختلفة وجديدة وارتبطت بها وأحببت أن أقدمها.

ما التحدى الذى قدمته فى هذه الشخصية؟

- تحد كبير فلأول مرة أقدم دور المدمن بهذه الطريقة المتعمقة، كما أن هذه الشخصيات موجودة فى المجتمع ولكن لا أحد يتحدث عنها، وأراهن أننا نقابل شخصا مثل «سعيد» فى الشارع ولا أحد يلتفت إليه أو يخافون منه. ورغم انه لا يشكل جانبًا كبيرًا فى المجتمع ولكنه موجود ويجب الالتفات إليه، هم أشخاص يعيشون خارج الخدمة مثلما يقول الفيلم وعلينا أن ندخلهم الخدمة من جديد.

هل استعنت بأطباء لعرض حالة الإدمان بدقة فى الفيلم؟

- نعم بل وذهبت إلى إحدى المصحات النفسية لعلاج الإدمان حتى أراقب الأشخاص وتعبيرات وجوههم وما يعانونه، المؤلف عمر سامى قام بمساعدتى بالمعلومات التى قام بجمعها عن عالم المدمنين.

لكن الفيلم تم توجيه انتقادات له بسبب تفاصيل تعاطى المخدرات فهل ترى أن لها ضرورة درامية؟

- بالطبع فالمشاهد سيكون لديه الفضول لمعرفة ما يحدث بالتفاصيل.. وفى النهاية نحن عرضنا شخصين يصبهما الأذى من المخدرات وشاهد الجمهور ما يحدث لهما بسببها وبالتأكيد لا نقصد الترويج للإدمان كما تردد، وعموماً فى النهاية هى رؤية المخرج والمؤلف ويمكنك توجيه هذا السؤال لهما. أنا ممثل وأنفذ ما يطلب منى فى دورى.

ولماذا حرصت على حضور الفنانة سمية الألفى فى العرض الخاص؟

- والدتى صاحبة الفضل على واحبها كثيرة هى وابنتى لينا.

ما سبب توجهك لدخول مجال الإنتاج؟

- منذ فترة طويلة وأنا أحاول أن أدخل مجال الإنتاج، فأنا أساسًا من عائلة فنية سينمائية ووالدى فاروق الفيشاوى كان له شركة إنتاج وقام بإنتاج أكثر من فيلم من قبل، وأود أن أشارك أنا الآخر فى تقديم وإنتاج الأفلام السينمائية التى أحبها والتى أجد أنها مختلفة، فبدأت بهذا الفيلم. وأى فيلم أجد أنه مختلف وجيد لن أتردد فى المشاركة فى إنتاجه على الإطلاق.

ألم تخش خوض تجربة الإنتاج حاليًا فى ظل التقلبات التى يشهدها سوق السينما؟

- لا على الاطلاق، السينما هى السينما، والأفلام هى متعة الحياة، وأنا أعشق السينما وأعرف أن أى فيلم ينتج سوف يعيش وسوف يشاهده الجمهور، المهم أن يكون ذا معنى ورسالة تعيش عبر الزمن، وبالتأكيد هى فرصة جيدة أن أجرب الإنتاج فى الفترة التى تستعيد السينما رونقها وكأننى أحد الأدوات التى تساهم فى ذلك.

ما حقيقة اعتراضك على موعد طرح الفيلم؟

- بالطبع لا فقد قمنا باختيار موعد مناسب للغاية لهذا النوع من الأفلام، فهو يعتمد على فكر ومضمون جديد ومختلف عن الأفلام التى تطرح بالمواسم المختلفة، لو كان تم عرضه فى المواسم السينمائية المعروفة لن يكون مناسبًا لها ولن يكون الأمر فى مصلحته.

  ماذا عن فيلم «ولاد رزق»؟

- انتهيت مؤخرًا من تصويره وأقوم من خلاله بدور جديد علىَّ سوف يكون مفاجأة للجمهور ولكننى لا استطيع الحديث عن أي تفاصيل بسبب عنصر المفاجأة والأكشن التى يحملها الفيلم.

من المقرر أن يعرض لك فيلمان خلال الموسم السينمائى الصيفى وهما «ولاد رزق» و«سكر مر» الم تتخوف من فكرة منافسة نفسك؟

 لا أعرف بالتحديد موعد عرض الأفلام، فهى مسئولية المنتج والموزع وبالتأكيد لا أتدخل فى هذا الأمر.. وعمومًا الدورين مختلفين للغاية وحتى لو عرض الفيلمان فى نفس التوقيت فأعتقد أنه لن يحدث أى لبس لدى الجمهور فأنا اتعمد عند قبولى لأى عمل أن تكون لكل شخصية الكاريزما والعالم الخاص بها حتى أضع فى كل دور بصمة جديدة وبالتالى لا يضرنى منافسة نفسى إطلاقًا لأن لكل دور مهم ولكل عمل طبيعة مختلفة.

هل تسعى حاليًا للتركيز على السينما والابتعاد عن التليفزيون؟

- نعم فأنا سينمائى وانتمى إلى عائلة سينمائية، وقد تربيت بين تصوير الأفلام منذ صغري، وأعتقد أن السينما أهم كثيرًا من التليفزيون الذى قررت الابتعاد عنه حتى لا اشتت نفسي. وأرغب حاليًا بشكل كبير فى التقدم بالسينما.

  ما سر خلافك مع أسرة «تامر وشوقية»؟

- لا يوجد بيننا خلاف ولكن كل ما فى الأمر انى أريد الابتعاد عن الدراما ولست مستعدًا لتقديم اعمال تليفزيونية فى الوقت الحالي.. وابلغتهم اعتذارى وتم تقديره ولكن لا يوجد أي خلافات.

بعد نجاح تجربتك فى تقديم البرنامج.. هل هناك مشاريع أخرى تستعد لها كمذيع؟

- نعم احضر حاليًا للجزء الثانى من برنامج المسابقات «غنى لو تقدر» وأعمل حاليًا على تصوير بعض الحلقات استعدادًا لعرضها خلال الأشهر المقبلة.

وما شجعنى على إعادة التجربة الصدى الواسع للبرنامج ونجاحه على مستوى  الوطن العربى.

روز اليوسف اليومية في

17.03.2015

 
 

دنيا سمير غانم: ابنتي كايلا "وش السعد" على أنا وزوجي

كتب - أحمد عبدالمنعم

وصفت الفنانة دنيا سميرة غانم مولودتها "كايلا"بأنها "وش السعد" عليها وعلى زوجها الإعلامي رامي رضوان، حيث تعاقدت على الاشتراك في عضوية لجنة تحكيم البرنامج الكبير "إكس فاكتور"، في وقت تعاقد فيه زوجها على تقديم برنامج شهير هو "البيت بيتك"، وكل ذلك جاء بعد ان أبصرت ابنتهما النور.

وفي تصريحات للنشرة الفنية بوكالة أنباء الشرق الأوسط قالت دنيا إنها اصطحبت رضيعتها إلى لبنان خلال تصوير الحلقات الأولي من البرنامج حيث كانت تقسم وقتها بين التصوير ورعايتها.

وأشارت إلى أنها ترددت كثيرا في قبول عرض الاشتراك في البرنامج، لأنها لا تجد في نفسها حكما يمكن أن يتسبب في إحراج أحد المتسابقين، لكن إدارة البرنامج بمجموعة ام بي سي طمأنتها في هذا الأمر وقالت إنها تريد منها الظهور بشخصيتها العفوية والصريحة والمباشرة أولا.

وذكرت أن أمرا آخر ساهم في حسم موقفها بالقبول وهو أهمية دورها وخبرتها كممثلة في الحكم على أداء وشخصية المشتركين ثانيا، بموازاة عوامل أخرى تتعلق بالبرنامج وحجم الإنتاج جعلتها تعدل عن موقفها المتحفظ، وتتحمس بشدة للمشاركة.

ولفتت إلى أن شخصيتها العفوية بدت واضحة للجمهور خلال الحلقة الأولى من البرنامج التي عرضت الأسبوع الماضي ولن تتغير كثيرا خلال الحلقات المقبلة، لكن الجمهور سيلاحظ بعض الخبرة التي اكتسبها من حلقة لأخرى، معربة عن سعادتها بمشاركة نجمين في حجم راغب علامة وإليسا في لجنة التحكيم.

عناصر النجاح

وأشارت إلى أن البرنامج له طبيعة مختلفة عن جميع برامج اكتشاف المواهب فهو لا يعتمد على عنصر واحد أو معيار محدد لاختيار الفائز، فهناك عدة عوامل مجتمعه سيجدها المشاهد في الموهبة الواحدة منها الصوت واللوك والحضور ووقفة المسرح، منوهة إلى أنها تعتمد في تقييم المتسابقين على خبرتها في مجال التمثيل.

ومن جهة أخرى تستعد دنيا لبدء تصوير مشاهد المسلسل الجديد "فيلم هندي" الذي سيعرض في رمضان المقبل.

وقالت دنيا إنها ستبدأ خلال أيام تصوير مشاهدها الخارجية من المسلسل الذي يحمل عنوانا مؤقتا هو "فيلم هندي"، معربة عن سعادتها البالغة لأن العمل سيجمعها بوالدها، قنبلة الكوميديا، سمير غانم، مؤكدة أنه شيء يضفي على البلاتوهات جوا أسريا من نوع خاص.

"فيلم هندي" بطولة سمير غانم، ودينا سمير غانم، وسامي مغاوري، ومن إنتاج شركة روزناما للإنتاج الفني، وإخراج معتز التوني.

بوابة روز اليوسف في

17.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)