كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

تحية بيروتية الى هشام العسري:

ذروة السينما العربية الحديثة

هوفيك حبشيان

 

يلتفت مهرجان "أيام بيروت السينمائية"، في دورته الثامنة، إلى المخرج المغربي هشام العسري (37 عاماً) عبر عرض أفلامه الثلاثة وتنظيم ندوة بمشاركة العسري تغوص في تجربة هذا السينمائي الذي ينتفض بأفلامه على "ركود" السينما العربية.

خرج اسم العسري للمرة الأولى الى العلن يوم شاهدنا رائعته "النهاية" ضمن مهرجان الفيلم الوطني في مدينة طنجة المغربية، حيث فاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم. كان ذلك العام 2011. آنذاك، كتبنا ان هذه الجوهرة دليل ساطع على ولادة سينمائي عربي من الصنف النادر، علماً ان العرض في طنجة أصبح محل أخذ ورد بين اطراف مهتمة بكل شيء إلا بالسينما، فلم تقدّر أهمية هذا العمل الذي تمرد من خلاله العسري على مجمل السينما العربية ــ إذا صحت تسميتها "عربية"، وذلك انطلاقاً من لغة سينمائية طليعية ومستحدثة تبناها لاقتحام مرحلة رمزية من تاريخ بلاده (أيام قبل وفاة الملك حسن الثاني). 

استطاع المخرج الثلاثيني فرض رؤيته، فبدأت تهتم به المهرجانات العربية، من ابوظبي الى دبي، التي "تبنت" أفلامه الثلاثة ضمن تشكيلاتها الرسمية، من دون أن ينال فيها الجوائز التي كان يستحقها. صحيح انه لم يُكرّم في هذه المنابر كما كان ينبغي تكريمه، الا انه لفت الانتباه الى حدّ معين، اقله انتباه بعض النقاد المنفتحين على التجارب الجديدة.

في نحو أربع سنوات، أنجز العسري ثلاثة أفلام روائية طويلة، وانتهى قبل أسابيع قليلة من إنجاز فيلمه الرابع وهو في صدد الانتهاء من شريط خامس. هذا الشاب يعمل بسرعة لم نعهدها في السينما العربية، حيث المشاريع تركد في الأدراج لسنوات. فهو مدرك تماماً ان الطريقة المثلى لانجاز أكبر عدد من الأفلام الجيدة تكمن في تصوير أكبر عدد من الأفلام. العسري مسنودٌ ايضاً بحيويته المتزنة ومخيلته المنضبطة الطافحة بالأفكار، وايضاً اصراره على كسر التقاليد المعمولة بها في مجال الانتاج. بلغة ممعنة في الحداثة والتجديد، يأخذنا الى ذروة بصرية نادراً ما يسنح لنا الذهاب اليها في السينما العربية، حيث الصورة مهمشة لمصلحة الحكي. ولا نبالغ البتة اذا قلنا ان "النهاية" يمكن ترتيبه ضمن لائحة "أفضل عشرة أفلام عربية على الاطلاق"، للثراء الفكري والتشكيلي واللغوي الذي هو عليه.

في أفلامه الثلاثة، قدم العسري عالماً سينمائياً متكاملاً، من مكوناته كاميرا ذاتية (في بعض الأحيان)، حركة تصعيدية، لقطات خاطفة، تكرار، ابطاء لايقاع الصورة، كادرات عوجاء، الخ. رأيناه يزحف الى حيث تتوقف عادة كاميرا الآخرين عن الدوران: أماكن رطبة، قذرة، يتصاعد منها دخان ملوث. بعد "النهاية"، قدم العسري "هُم الكلاب" (2013)، قبل ان يكشف النقاب في أواخر العام الماضي عن "البحر من ورائكم" الذي عُرض في أحد الأقسام الموازية لمهرجان برلين السينمائي في دورته الأخيرة، وهو يعرفه على هذا النحو: "(فيلم يحدث) في مكان آخر، في بلد بلا ألوان، حيث تُقطع أيادي اللصوص، عالمٌ يُعتبر فيه الانسان حيواناً، والحيوان عدماً، وقعت ظاهرة غريبة".  

بالنسبة للعسري فإن العنف الاجتماعي والآدمي أكثر وطأة من أي شيء آخر، "انه موجود في كل لحظة ولا نكاد نجد مبرراً له لكننا نتفهمه". يقول: "ما أردت أن أريه في "النهاية" هو حفنة مهمشين، بعيداً من النموذج المغربي. هنا، لا بحث الا البحث عن الذات. في معظم الأفلام المغربية، ثمة طموح لدى الشخصيات الى الثراء. يتكرر باستمرار ما يأتي: نرى شاباً يريد العثور على وظيفة أو الرحيل الى أوروبا. لكن لا نرى البتة هؤلاء "الخاسرين" الذين لا يبحثون عن أحساس انساني. يسود الاعتقاد أن العدوانية ليست احساساً سينمائياً. وكذلك القلق. لكني أرى عكس ذلك. من الجيد ان نخرج من الصالة وفي قلبنا أسى. طبعاً، لا نرغب في مشاهدة افلام الاسى كل أسبوع. أقارب السينما من زاوية تاريخية، وعندما أغمض عينيَّ أفكر ببروسون وميشاييل هانيكه وانطونيوني، هؤلاء يعطونني الرغبة".

عندما شاهد الناقد المغربي سعيد المزواري الفيلم الثاني للعسري، "هُم الكلاب"، كتب قائلاً: "يصعب علينا أن نصدق ان مَن أنجز تحفة "النهاية"، هو نفسه مَن يجر الخيوط هنا. لكن، نظرة عميقة تكفي كي ندرك أن رؤية المؤلف النافذة ولازمة "فكرة إخراجية خلف كل لقطة" اللتين صنعتا باكورة العسري حاضرتان أيضاً في قلب فيلمه الثاني". في "هُم الكلاب" نكتشف رجلاً (حسن بديدة) أمضى 30 سنة في معتقل مغربي في اعقاب "إضرابات الخبز" في الدار البيضاء سنة 1981، وفجأة يتم الافراج عن هذا المعتقل (اسمه 404) تزامناً مع الحراك السياسي والاجتماعي الذي شهده المغرب سنة 2011. فتتلقفه كاميرا فريق تلفزيوني يبحث عن مادة مثيرة...

في مقابلة قيمة أجراها معه المزواري، يقول: "أحبّ كثيراً اقامة خطاب بين الواقع والخيال ــ وأسطر على الخيال وليس المتخيل. "هُم الكلاب" فيلم يراهن كثيراً على المنطقة الضبابية الواقعة بين المتخيل والوثائقي. أردتُ استعمال كاميرا خفيفة والعمل على حقبتين متباعدتين، واحدة تقع في عام 1981 وأخرى في 2011. كما أقول دائماً لأصدقائي: "أنا أعمل على ذكريات طفولتي". كان عمري أربع سنوات لا أكثر حين شهد المغرب اضرابات 1981. ولمدة عشر سنوات، لم أعرف لماذا كان صعباً عليّ أن اتحدث عن هذا الأمر. لذلك، كان مهماً بالنسبة لي أن أعيد هذه الأحداث إلى الواجهة بشكل حسيّ، من دون أن ألجأ إلى الخطب. يكمن الفخّ في هذه النوعية من الأفلام في السقوط في المباشرة أو التعبير عن السخط والغضب. أردتُ أن أبقى على مسافة معينة (...).

(*) عروض أفلام هشام العسري ضمن "أيام بيروت":

- "النهاية"، الإثنين 16 آذار الجاري، الساعة 9,30 صباحاُ، في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ألبا).

- "البحر من ورائكم"، الإثنين 16 آذار، الساعة 9,30 ليلاً، في "متروبوليس صوفيل" - الأشرفية.

- "هم الكلاب"، السبت 21 آذار، الساعة 4 بعد الظهر، في "متروبوليس صوفيل" - الأشرفية.

 (**) "أيام بيروت السينمائية" ــ من 12 الى 21 الجاري في "متروبوليس". للمزيد من المعلومات عن جدول العروض:

https://ayambeirut.wordpress.com/

المدن الإلكترونية في

16.03.2015

 
 

العالم ملك سندريلا في نسختها الجديدة

فيلم المخرج البريطاني كينيث براناه تحفة التوازن بين الفن والترفيه

كاليفورنيا: محمد رُضا

لم تتزوّج سندريلا من أمير الأحلام فقط، بل طغت على سواها من الشخصيات وسحقت الشخصيات المنافسة دوليا. في 3 أيام جمعت 132 مليونا و500 ألف دولار في أسواق متباعدة من الولايات المتحدة إلى الصين ومن بريطانيا إلى المكسيك.

داخل الإطار الأميركي الشمالي، أنجزت الفانتازيا المنتظرة 70 مليون دولار من الإيرادات. هذا يجعل الفيلم على مستوى واحد مع ما حققه فيلم آخر في ربيع العام الماضي هو «ماليفيسنت» الذي قامت أنجلينا جولي ببطولته، والذي حقق وقت الافتتاح 69 مليونا و400 ألف دولار. هذا يعني أن «سندريلا»، وهو الفيلم الجديد الذي أنجزه البريطاني اللامع كينيث براناه بميزانية قدرها 112 مليون دولار يتجاوز «ماليفيسنت» بقليل أو يتساوى معه. لكن الأمر الأهم هو أن كليهما من نوع واحد، كما لو أن الجمهور يفتقد ذلك القدر من البراءة التي كانت وفّرتها أفلام الفانتازيا العائلية، كون «ماليفيسنت» مأخوذا بتصرف عن «الأميرة النائمة»، وهو تصرّف لم يخدشه حقيقة أن البطلة فيه كانت الشريرة وليست الفتاة الصغيرة.

الملاحظة الثانية والمهمة أيضا هي أن كلا الفيلمين من إنتاج «ديزني». ليس أن ذلك يضع «ديزني» مجددا على قمة الاستوديوهات الأكثر نجاحا في هوليوود، بل يعني أنها تمسك بزمام المبادرة حين يأتي الأمر إلى نبش تلك الحكايات العائلية، التي تبث لجيل اليوم ما كانت بثته النسخ السابقة لجيل الأمس.

* أصول متعددة

يرفع بعض المثقّفين العرب حاجبيه تعجبا حين يثير فيلم من هذا النوع الإعجاب الكامل. في الواقع كان التحفة السينمائية الوحيدة التي عرضها مهرجان برلين في الشهر الماضي. في حين أن «فارس الكؤوس» لترنس ماليك كان فيلما رائعا قسّم النقاد حوله بين معجب مطلق وكاره مطلق، جمع «سندريلا» حين عرض خارج مسابقة المهرجان العتيد استحسانا واسعا. المشكلة أن الاستحسان هو أقل درجات الإعجاب الممكنة. في حين أن الفيلم من الإتقان بحيث لا يملك المرء إلا أن يصفّق لكل دقيقة أمضاها فيه. هو قمّة في التوازن بين الفن والترفيه قلما يستطيعه آخرون. وإن فعلوا، فعلى سنوات متباعدة. التاريخ يشي بأن هناك نسخا كثيرة من هذه الرواية التي يعتقد أنها كُتبت ونُشرت أول مرّة في ثلاثينات القرن السابع عشر. لكن هناك من يؤكد أن مصادر تلك الرواية قد تكون أبعد منالا؛ إذ هي، لدى بعض الباحثين، تعود إلى حكاية إغريقية حول فتاة يونانية بيعت كرقيق إلى ملك فرعوني في السنة السابعة قبل المسيح.

والمراجع غنية بالنسخ الواصلة شفهيا عبر أجيال أو كتابيا، عبر قرون، إلينا وكل نسخة تختلف عن الأخرى في تفاصيل معيّنة. الأب لم يمت باكرا في حياة سندريلا في إحدى النسخ. الزوجة الثانية التي تزوّج منها الأب لم يكن لديها ابنتان فقط، بل 6 أولاد في رواية أخرى. والساحرة الطيّبة كانت تعيش فوق شجرة في هذه النسخة وداخل البيت الكبير، خفية، في نسخة أخرى.

لكن الثابت واحد: سندريلا فتاة بالغة الجمال عانت من معاملة زوجة أبيها، بعدما توفي والدها، وسيطرتها وظلمها. تلك عاملتها كما لو كانت خادمة وتركت بناتها يُسئن إليها ويوجهن لها الإهانات والسخرية. ذات يوم يلتقي بها الأمير الوسيم ويقع في حبّها لكنها تختفي. يبحث عنها ولا يجدها. يقيم حفلة كبيرة في قصره يدعو فيها كل بنات مملكته. زوجة الأب التي تطمع في أن يتزوّج الأمير بإحدى بناتها تلبي الدعوة مع بناتها وتترك سندريلا لتنظيف البيت، لكن الساحرة الطيّبة تغدق عليها بالملابس الجميلة والأنيقة وبالحلي وبعربة سريعة وتطلب منها أن تؤم الحفلة بشرط أن تعود إلى القصر قبل منتصف الليل.

في القصر يراها الأمير من جديد ويرقص معها ويبثها حبّه، لكن عليها أن تعود إلى القصر وهكذا تختفي من جديد. إلى أن يأمر الأمير فيتم البحث عنها في كل بيت وكل ما لدى الباحثين من أدوات هو فردة حذاء من الكريستال سقطت من قدم سندريلا وهي تهرع على السلم لكي تلحق بعربتها وتعود إلى البيت. كل فتاة عليها أن تجرّب لبس تلك الفردة للتثبت من هويتها. من حسن حظ الأمير أن القياس عصي على كل الفتيات.

حين يأتي الوقت لتفتيش البيت الذي تعيش فيه سندريلا، تخفيها زوجة أبيها وتعرض ابنتيها للتجربة لكن الحذاء لا يقبل القدم والعكس صحيح. فجأة هناك غناء. الأمير يأمر فيتم جلب صاحبة الصوت.. إنها سندريلا وقدمها تدخل الحذاء من دون جهد. هي ستصبح زوجة الأمير وستصفح عن زوجة أبيها رغم كل ما ذاقته منها.

* إخراج فذ

هناك نحو 200 فيلم وعمل تلفزيوني تم تحقيقه عن هذه الفانتازيا (الأول قصير سنة 1907 وربما كان هناك قبله) لكن إذ شاهد الناقد نحو 15 منها في أوقات مختلفة، فإنه لا شيء منها قريب من إنجاز كينيث براناه هنا.

في المقام الأول، يؤسس المخرج الإنجليزي لمقدّمة وافية تمنح سندريلا نقطة انطلاق لشخصيتها بحيث تصبح وظروفها أكثر قبولا ومفهومة أكثر من قِبل الجميع.

في المقام الثاني، ما نشاهده على الشاشة ليس فقط حكاية مسرودة جيّدا، بل فيلم غارق في التفاصيل الفنية التي ترفع من مستواه من دون أن تفقد عنصر الترفيه. والترفيه ليس شتيمة. مئات ألوف الأفلام والمسلسلات حول العالم منذ مطلع السينما وغالبها يفشل في تحقيق الترفيه على أي مستوى. ما يفعله هذا الفيلم، كأي عمل منفّذ بذكاء، هو أنه يوفر للمشاهد، في أي فئة من العمر، حكاية تبدو - بتفاصيلها وأجوائها - كما لو أنها لم تُشاهد من قبل. يقودها أداء جيد من قِبل الجميع مع دور مميّز لكيت بلانشيت في شخصية زوجة الأب القاسية. ومع أن ابنتيها هنا تقتربان من الرسم الكاريكاتيري، إلا أنه الاقتراب الأصدق والأقل افتعالا من سواه، كذلك الأقرب إلى لون المادة المنشود.

ليلي جيمس التي تلعب دور سندريلا جميلة وتعكس البراءة كما هو مطلوب منها. لقطة واحدة فقط تجعلنا نقفز قليلا إلى الوراء هي لقطة تظهر فيها وهي تكشّر. الوجه العذب يتحوّل إلى سؤال نسبي فجأة، ولسبع ثوان فقط.

الجهد الأكبر هو ذلك الذي يقوم به كينيث براناه الذي عوض أن يقفز إلى مركب هوليوود على النحو الذي فعله معظم من سبقه إليها، حافظ على ذلك المستوى الذي مارسه طيلة حياته الفنية كمخرج. لقد أنجز سابقا (على المسرح والتلفزيون وفي السينما) أعمالا شكسبيرية رائعة مثل «هاملت» و«كل ذلك اللغط حول لا شيء»، وبضعة كلاسيكيات أخرى («فرنكنستاين» و«الناي السحري») وما يقوم به هنا هو تقديم الحكاية، التي تقع على بعد عشرين ألف فرسخ بعيدا عن أدب وأجواء شكسبير، كما لو كان يقدّم واحدة من روايات الكاتب الألمع.

براناه أصر ونال ما أراد: تحقيق فيلم كلاسيكي في زمن من المتعارف عليه أنه مجرد تنفيذ أعمال لا تتطلب كل ذلك الجهد طالما هي تنتمي إلى مستقبل تجاري واعد. براناه يستخدم التقنيات الحديثة المتوفّرة في بضعة مشاهد (خصوصا في المشاهد التي تقع بين الساحرة، كما تؤديها هيلينا بونام كارتر، وسندريلا) لكنه يوظّف هذه المشاهد بدقّة فنية لا تختلف عن تلك التي يمارسها على مشاهد من صميم عمل المواهب البشرية التي تقوم بها. التصميم الإنتاجي من أثاث وديكورات وتفاصيل بصرية من إبداع دانتي فيريتي، الإيطالي المولد الذي استعان بخبرته رهط كبير من كبار المخرجين من أمثال فديريكو فيلليني وفرانكو زيفيرللي، والذي حين تعرّف عليه مارتن سكورسيزي أول مرّة سنة 1993 (عندما طلبه للعمل على تصميم فيلم «عصر البراءة») طلبه في معظم المرّات اللاحقة لينجز له، من بين أعمال أخرى: «جزيرة مغلقة»Shutter Island و«هيوغو»

* فئات المشاهدين

كل شيء آخر في «سندريلا» بالنقاوة ذاتها؛ الملابس التي قامت بتصميمها ساندي باول. التصوير الذي أداره هريس زامبارلوكوس إلى موسيقى باتريك دويل التي لا تخطئها الأذن كونها تخرج عن كل ما يحيط بنا من ضجيج باسم الموسيقى هذه الأيام.

هناك ذلك المشهد الذي يراقص فيه الأمير (قام به رتشارد مادن) سندريلا في تلك الحفلة؛ إذ تراقبه (وهو يستمر على الشاشة لنحو خمس دقائق) تدرك أنه لا بد تطلّب ثلاثة أيام من التصوير على الأقل.

في ختام المطاف: هكذا تُصنع الأفلام الجميلة تماما.

إلى كل ذلك، وبالعودة إلى تلك آفاق النجاح التي تنتظر الفيلم، فإن «سندريلا» ذلك النوع من الأفلام التي يشاهدها الجميع من منطلق واحد. في الصين أنجز الفيلم 62 مليونا و400 ألف دولار، علما بأن سعر التذكرة هناك أقل بكثير من سعرها في الغرب. حجم الصين من الأسواق العالمية يبلغ اليوم 60 في المائة، حسب «ذا هوليوود ريبورتر»، في تقرير نشرته يوم الأحد الـ15 من هذا الشهر. أما في الولايات المتحدة، فإن الفيلم، كونه خاليا مما يخدش الحياء أو مما تتباهى به الكثير من الأفلام العائلية يقلب معايير الحكايات عنوة لتتيح لمفاهيم جديدة الانتشار، فإن نسبة المشاهدين دون الـ12 بلغت 31 في المائة. والنسبة الغالبة من المشاهدين (66 في المائة) هم من العائلات، ونسبة النساء منهن بدأت يوم الجمعة عاليا (77 في المائة)، ثم انحدرت بعض الشيء يومي السبت والأحد ما يدل، حسب التقرير نفسه، إلى أن حضور الرجال أيضا ارتفع.

بالمقارنة أيضا مع فيلم «ديزني» الفانتازي السابق «ماليفيسنت»، كان على الاستوديو أن يقصد الجمهور من دون أقنعة. هذه هي حكاية سندريلا وليست حكاية المرأة الشريرة التي حكمتها كما في الفيلم السابق. رئيس التوزيع في «ديزني»، ديف هوليز، يكشف على أن الترويج لفيلم براناه لم يكن سهلا، لأن الفيلم لا يتضمن منعطفا غير متوقّع: «الكل كان يعرف ما سيشاهده، لكن مسؤولي الإعلام أحسنوا اختيار المواد الترويجية التي جعلت الجمهور يدرك أنه أمام سندريلا جديدة».

الشرق الأوسط في

16.03.2015

 
 

«إنهرينت فايس» للمخرج الأمريكي بول أندرسون:

محقّق خاص من «الهيبيز» و قضايا انسانية متداخلة

سليم البيك - باريس ـ «القدس العربي»:

الفيلم من المشهد الأوّل فيه يهيّئ لمدى التداخل في الحبكات التي يتوجّب على المُشاهد متابعتها كلّ على حدة، وربطها ببعضها في الوقت نفسه، وكلّها مرتبطة بالتحقيقات التي يقوم بها «دوك» سبورتيللو، الطبيب والمحقّق الخاص الذي لا نرى زوّارا لعيادته إلا بوصفه محقّقاً، لا طبيباً.
من المشهد الأوّل تدخل على «دوك» سبورتيللو (جواكين فونكس) في بيته الساحلي في كاليفورنيا حبيبته السابقة شاستا فاي هيبوورث (كاثرين ووترستون) بعد انقطاع بينهما دام لسنين. دوك مستلقياً على كنبته يراها فجأة واقفة على باب بيته، لا يستوعب الأمر للوهلة الأولى وتطمئنه هي بأنه لا يهلوس، بفعل سيجارة الحشيش على الأغلب، التي لا تكاد تفارقه طوال الفيلم، تقصده شاستا كمحقّق خاص، طالبة منه الحؤول دون ما تخطّط له زوجة حبيبها الحالي، وحبيب هذه الزوجة، للخلاص من زوجها، أي حبيب شاستا، مليونير عقارات شهير اسمه ميكي وولفمان، وهو «تقنياً يهودي إنّما يريد أن يكون نازياً».

ليس التعقيد الذي يكتنف الفيلم من أوّله إلى آخره محدوداً بهذه اللّفة من العلاقات فحسب، بل تحديداً بما سيتفرّع عنها ويجانبها من حبكات مرتبطة بقدر ما ومنفصلة كذلك بقدر ما عن الحبكة الرئيسية التي يبدأ الفيلم بها.

في اليوم التالي من زيارة شاستا، يختفي كل من شاستا وولفمان، حبيبها، غموض تام يلفّ اختفاءهما، وهذا ما كان سيشرع دوك في التحقيق به، ستكون غايته من اللحظة هي إيجاد شاستا التي ما يزال يحتفظ ببعض الأثر من حبّها، إلى جانب البحث عن حبيبها وعن آخرين.

لا يتوقّف الفيلم على ذلك، ونحن هنا لا نشاهد فيلماً بحبكة واحدة تتطوّر بتقدّم الفيلم، بل حبكة رئيسية طرأت من دون مقدّمات، وهي إيجاد شاستا التي اختفت فجأة، إلى جانب حبكات فرعية يرتبط حل كل واحدة منها بالأخرى، لكنّ شاستا ذاتها، بعدما قلب دوك الدنيا بحثاً عنها ظاناً بأنها مخطوفة، ظهرت مجدّداً له في بيته، وفجأة مرّة أخرى، مخبرة أياه بأنها كانت في زيارة عائلية. ولأن الفيلم مبني على عدّة حبكات (أو قضايا يتطلّب من دوك حلّها) فلا ينتهي الفيلم هنا، فالمحقّق الخاص دوك، حينما يبدأ بالتحقيق في اختفاء شاستا وولفمان، يزوره في عيادته عضو من أحد تنظيمات السود المقاتلة ليطلب تحقيقات تخص أحد حرّاس وولفمان، وذلك في قضية مختلفة، وهذا الحارس يُقتل في اليوم التالي، ثم تتصل به مدمنة سابقة على المخدّرات وقد تحوّلت لمرشدة في الوعي لمخاطر الإدمان، تطلب منه التحقيق في الاختفاء الغامض لزوجها عازف الساكسفون، وهذه كذلك غير منفصلة عن باقي القضايا، يتخلّل كل ذلك العلاقة المتواترة بين البغض الشخصي والتنافس المهني بين دوك كمحقّق خاص وبين محقّق في شرطة لوس أنجلس هو بيغفوت (جوش برولين) الكاره «للهيبيز»، والمعروف عنه كأحد أبرز منتهكي الحقوق المدنيّة في سلك الشرطة.

دوك نفسه من «الهيبيز»، الكل يعرفه، كمحقّق غريب الأطوار، و«كهيبي» بمظهره الغريب، شعره ولحيته وملابسه، يمشي في عيادته حافياً، ردود فعله وسلوكه تكاد تكون متأثّرة طوال الوقت بفعل سيجارة الحشيش، وهذا ما يجعل من الفيلم كوميدياً بالدرجة الأولى، لكنه بالدرجة الأولى كذلك يُصنّف كفيلم «نْوار» (Film Noir)، وهي نوعيّة من الأفلام التي برزت في هوليوود في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، المعنيّة بجرائم فردية يدور الفيلم حول التحقيق فيها. وبالحديث عن ذلك، فـ«إنهرينت فايس» فيلم «نْوار» إنّما بنسخة هوليوودية حديثة. في أفلام «النْوار» الكلاسيكية هنالك كذلك غموض وتشابك في التحقيق تتطلّب متابعة متأنّية من قبل المُشاهد، وقد صُوّرت بالأبيض والأسود، ما كان متاحاً في حينه، واعتمدت على العتمة والظل كمعادل بصري للغموض الذي يكتنف الحبكة. هنا في «إنهرينت فايس»، الذي يصوّر عمليّة تحقيق في عام 1970، نجد احتفاء بالألوان والضوء، بأضواء النيون الملوّنة، بالديكورات، بملابس «الهيبيز» التي تميّز دوك، وكل ذلك يجعل للفيلم هويّة تميّزه عن غيره ويصعّب على المشاهد نسيانه لاحقاً، تتضّح من ملصق الفيلم قبل المشاهدة، حتى الفيلم ونهاياته.
وبالمناسبة، فحتّى هذه النهايات، لا يتيح الفيلم للمُشاهد توقّع ما سيحصل لاحقاً، ثم في المرحلة الأخيرة منه سيتضمّن الفيلم عدّة مَشاهد سيبدو كل منها بأنه الأخير إلى أن نصل فعلاً إلى المشهد الأخير.

إن حاولنا ترجمة «Inherent Vice»، أو المقصود منها، فيمكن اقتراح «عيب خلقي» أو « مَأْثَم متأصّل» أو ربّما «تآكل ذاتي»، لكن أحياناً يُفضّل التعامل مع عنوان الفيلم من دون ترجمة. في فرنسا مثلاً، في صالات السينما والملصقات وفي الصحافة، هنالك توجّه عام لترجمة عناوين الأفلام، لكن في بعضها يُترك العنوان الإنكليزي على حاله، وهو كذلك في «إنهرينت فايس». ربّما، إضافة لصعوبة حصر العنوان بترجمة وافية وكافية من دون شرح، فلأنّ للفيلم هويّة بصريّة واضحة كما سبق وذكرت من الملصق حتى المشهد الأخير، لعلّ فرادة العنوان يصبّ في هذا السياق.
الفيلم من كتابة وإخراج الأمريكي بول توماس أندرسون (نقلاً عن رواية للأمريكي توماس بينتشون نشرت في 2009 وحافظت الترجمة الفرنسية منها على العنوان الإنكليزي مع ترجمة صغيرة لها)، وأندرسون صاحب أفلام سابقة منها ما يوازي فيلمه الأخير في جودتها، كفيلمه السابق (
The Master)، الذي قام ببطولته كذلك جواكين فونيكس، وهو الفيلم الأقرب لـ«إنهرينت فايس» من حيث الأسلوب (لقطات أكثر ثباتا وتحرّك بطيء نسبياً للكاميرا في بعضها) إذا ما قارنّاه بأفلام سابقة وممتازة كذلك كـ(Magnolia) التي اعتمدت على لقطات بحركات أسرع. وفونيكس نفسه شاهدناه العام الماضي في بطولة فيلم (Her)، في شخصيّة هي النقيض تماماً من دوك، بأداء متميّز له في كليْهما ما يزيد من تباعدهما.

العرض الأول للفيلم كان في مهرجان نيويورك السينمائي العام الماضي، وحالياً يُعرض في الصالات الفرنسية، ونافس فونيكس فيه على جائزة أفضل ممثل في كل من «الأوسكار» و«الغولدن غلوب». والفيلم بالمناسبة من تلك التي، للوصول إلى قدر أكبر من المتعة أولاً والإلمام بحبكاته المتفرّعة ثانياً، يتطلّب حضورها أكثر من مرّة، من دون أن يعني ذلك، مع قراءة هذه الأسطر وتقديمها للفيلم، أن مشاهدة واحدة لن تكون وافية.

القدس العربي اللندنية في

16.03.2015

 
 

مشاهدون منحوه من 7 إلى 10 درجات

«بتوقيت القاهرة».. عودة السينــما إلى الزمن الجميل

المصدر: عُلا الشيخ ـــ دبي

بعد عرضه أول مرة عالمياً في الدورة الـ11 من مهرجان دبي السينمائي الدولي، يعرض حالياً الفيلم المصري «بتوقيت القاهرة» للمخرج والمؤلف أمير رمسيس في دور العرض المحلية، وهو من بطولة نور الشريف وميرفت أمين وسمير صبري، الى جانب الفنانين الشباب ايتن عامر وشريف رمزي وكريم قاسم، وضيفة الشرف الفنانة السورية كندة علوش.

وقد لاقى الفيلم اعجاباً مرتبطاً بالحنين، حيث يشاهد الفنانون الكبار يعودون الى الشاشة الكبيرة في فيلم واحد، مؤكدين أن الفرق بين أداء الجيل القديم من الفنانين مع الجيل الجديد، يمكن ملاحظته بسهولة في هذا الفيلم تحديداً، مانحين إياه علامة راوحت بين سبع و10 درجات.

الفيلم يدور حول ثلاث حكايات تتقاطع جميعها في نهاية أحداث الفيلم، بين شخصية يحيى المصاب بالزهايمر، وشخصية كمال ميخائيل الفنان الذي أصبح وحيداً، وعلاقته الفنية التي تجمعه مع ليلى السماحي الفنانة المعتزلة المرتبطة برجل دين متزمّت، وبين قصص مع متطلبات الشباب والمحظورات.

فقد وجدت سارة شعراوي أن الفيلم مهم جداً بوجود ثلاثة عمالقة من زمن السينما الجميل «وطريقة مزج أداء هؤلاء العمالقة مع الجيل الجديد، كانت ذكية، وتستحق التدقيق، فالفيلم بمجمله يضع يده على جرح العديد من مشكلات المجتمع»، مانحة إياه 10 درجات.

في المقابل، قالت هبة الراسي إن الفيلم تحفة فنية «يظهر فيه الفنان من الزمن الجميل وهو مازال يقدم أجمل ما عنده»، وأضافت: «شعرت بالحنين بمجرد مشاهدة ميرفت أمين ونور الشريف سوية»، مانحة الفيلم تسع درجات.

بدوره، قال اياد غانم إن الفيلم ولو أنه غير متوازن من ناحية السيناريو «إلا أن أداء الفنانين فيه، سواء من الكبار أو الجيل الجديد، كان طاغياً، وفيه تناغم واضح»، مانحاً الفيلم سبع درجات.

كل شخصية في الفيلم تبحث عن شيء ما، شيء من الممكن أن يكملها أو يعطيها دفعة للاستمرار، فيحيى المصاب بالزهايمر، يصر على مغادرة شقة ابنه، بعد سلسلة من الاهانات، بيده صورة وساعة قديمة، يبحث عن شيء ما، لكنه يصر على أن هذا الشيء هو الذي ينعش ذاكرته، وكمال ميخائيل ايضاً يبحث عن عودة ألق الشهرة لديه ولو كان من خلال اعجاب صحافية مبتدئة به، أما ليلى السماحي، التي مزقت غالبية صورها القديمة لأنها اعتزلت، فهي تبحث عن شيء اشبه بالصفعة يعيد لها ابتسامتها التي انطفأت. في المقابل، يوجد حازم مهرب الحشيش والمخدرات، معه تعيش أكثر من حكاية وأكثر من شيء مفقود يبحث عنه، وأخيراً سلمى ووائل، اللذان يحبان بعضهما منذ ثلاث سنوات، سلمى هي ابنة ليلى السماحي التي يبدو أنها تخجل من ماضي أمها، لكن هذا الخجل يتبدد شيئاً فشيئاً بعلاقتها مع وائل، حيث يقرران اقامة علاقة، ويساعدهما في ذلك صديق وائل الشيوعي؛ بحسب الصور لرموز شيوعية موجودة في منزله، سلمى تستطيع ببساطة نقل احساس كل فتاة في تجربتها الأولى خصوصاً اذا لم تكن شرعية، الخوف، القلق، الصراخ، التساؤلات الكثيرة، وأهما «اذا سلمتك نفسي ستتزوجني»؟

عمرو مصطفى خرج مذهولاً من الفيلم «الفيلم أخذنا الى قيمة صناعة سينمائية بتنا بعيدين عنها، ليس بسبب وجود فنانين كبار فيه، بل بطريقة تناوله للمعضلات التي أراد ايصالها الى الجمهور من دون اسفاف ولا جرح للمشاعر»، مؤكداً «الفيلم أعادنا الى زمن السينما عندما كانت قيمة»، مانحاً إياه 10 درجات.

في المقابل، قال أحمد الرحيمي: «الفيلم بديع، وممتع، ومؤلم، وفيه من القصص التي يعانيها غالبيتنا، وتجسيد الحكايات بجيل قديم وجديد، كان رائعاص، خصوصاً أنه يحكي هموم كل جيل بطريقته الخاصة»، مانحاً إياه 10 درجات.

كل شخصية في الفيلم هي مكملة للثانية، بطريق المصادفة، التي لها علاقة بكيفية تناول السينما لحكاية يراد منها ربطها بنهاية تفاجئ المشاهد، ولابد من الاشارة الى أن الحكايات جميعها يتخللها ظهور شخصيات ثانوية حلت كضيفة شرف على أحداث الفيلم، مثل درة وكندة علوش، وتوقيت مزج الحكايات يدور في 24 ساعة يحقق كل شخص رغبته من هذه الحياة أو ينال العقاب، كما حدث مع شخصية حازم المهرب، لكن يحيى يحقق مراده، والحال أيضاً مع ليلى السماحي وكمال ميخائيل، وسلمى ووائل.

ناهد خليل قالت إن الفيلم يأخذك الى مكان من الصعب أن لا تخرج منه سعيداً ومرتاحاً «ففيه من العناصر الفنية ما يستحق الثناء، وتأكيد أن الجيل القديم من الفنانين مازال معلماً، والدليل المقارنة بين أدائهم وأداء الجيل الجديد»، وأضافت «الفيلم فيه حلاوة تدخل الى الروح من دون استئذان»، مانحة إياه ثماني درجات. ولفت انتباه زايد عوض ايضاً الفرق بين أداء الجيل القديم والجديد «حتى في مخارج الحروف، والوقوف أمام الكاميرا، والنظرات، كانت مختلفة كثيراً بين الجيلين»، مؤكداً أن «كريم قاسم وايتن عامر وشريف رمزي استطاعوا أن يثبتوا جدارتهم في الوقوف أمام العمالقة، لكنهم أظهروا حاجتهم للتعلم أكثر»، مانحاً الفيلم سبع درجات.

سمير صبري الكوميدي

استطاع الفنان سمير صبري بشكل كوميدي وأداء محترف أن يكون حديث غالبية المشاهدين بعد انتهاء الفيلم، ومن ضمن المشاهد الكوميدية التي قدمها وكان وقعها مؤثراً، عندما قرر النزول الى رغبة ليلى السماحي وطلاقها بالرغم من أن اسمه الكامل سامح كمال ميخائيل، دلالة على اختلاف الديانة بينهما، يقوم بتجهيز كاميرا وتصوير نفسه وأمامه ليلى السماحي ويعلن طلاقه منه علناً، واعداً إياها بنشر الفيديو على صفحات التواصل الاجتماعي، لكن كل هذه الحادثة كانت ضرورة لأن تعود ليلى السماحي الى نفسها وتدرك أن ليس كل ما يتفوه به رجال الدين يتلاءم مع العقل، وتسعد لفسخ خطبتها من الرجل الذي شوّه عقلها فكرياً.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجي الضغط علي هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

16.03.2015

 
 

شيرين رضا: «خارج الخدمة» مختلف عن «الفيل الأزرق»

كتب الخبرهيثم عسران

استقبلت دور العرض أخيراً فيلم «خارج الخدمة»، الذي استعادت الفنانة شيرين رضا عبره نشاطها السينمائي بعد فترة من التوقف

في حوارها مع «الجريدة» تتحدث رضا عن فيلمها الجديد واختياراتها السينمائية المختلفة.

·        خضت تجربة الإنتاج للمرة الأولى من خلال «خارج الخدمة»، فما سبب تحمسك للتجربة؟

لم تكن تجربة إنتاج سينمائي، بقدر ما يمكن اعتبارها تعاوناً مع أصدقائي المشاركين في إنتاج الفيلم. جاءت مشاركتي من خلال التنازل عن أجري في العمل، وهو أمر تحمست له لأن الفيلم يعبِّر عن فئة مختلفة في المجتمع لم تنل اهتماماً سينمائياً سابقاً.

·        لكنك مبتعدة عن السينما منذ فترة.

اهتمامي بالسينما موجود وقائم، ولكني أبحث دوماً عن موضوعات سينمائية مختلفة، تعبر عن الواقع ولا تنتمي إلى الأعمال التجارية، فلا يمكن أن أشارك في فيلم لأجل الرقص والغناء فحسب، ما يجعلني أتروى في انتقاء أدواري، وهو أمر يعتبره البعض بطءاً في خطواتي السينمائية مقارنة بالدراما.

أشعر بأن السينما مقبلة على مرحلة مختلفة ستعوض الكساد الذي عانته خلال السنوات الماضية، خصوصاً مع وجود كتَّاب شباب لديهم طموح للتعبير عن إبداعهم، وهو ما تحتاج إليه السينما راهناً.

·        هل ارتبط ابتعادك عن السينما بنوعية الأفلام فقط؟

بالتأكيد، بدليل أنني عدت من خلال فيلم «الفيل الأزرق» الذي حقق إيرادات كبيرة ونال جوائز عدة. ترتبط اختياراتي دائماً بسيناريوهات تخطف قلبي منذ قرأتها لأول مرة، وموافقتي على «خارج الخدمة» جاءت لقناعتي بالحالة التي صنعها الفيلم، بالإضافة إلى طبيعة شخصية «هدى» التي جسدتها.

·        لكن العمل لم يحقق إيرادات كبيرة على غرار «الفيل الأزرق»!

الإيرادات ليست الحكم الوحيد في تقييم الأفلام، بالإضافة إلى أن طبيعة الفيلمين مختلفة ولا توجد مقارنة بينهما سواء في المضمون أو بتوقيت العرض، فضلاً عن أن الفيلم لا يزال في الأيام الأولى من عرضه، ومن ثم لا يمكن الحكم على الإيرادات بالوقت الحالي.

·        ما سبب تحمسك لشخصية «هدى»؟

هدى إحدى الشخصيات المركبة التي يعتقد البعض بالبداية أنها متناقضة. تعيش بمفردها وتتعاطى المخدرات، وتقبل أن تستضيف رجلاً في منزلها لا تعرفه ولا تربطها به أي علاقة جاء يهددها بمشهد فيديو، فهي تعاني وحدة قاتلة واستضافتها الشاب جاءت لأنه الوحيد الذي طرق بابها، خصوصاً أن زوجها توفي من 18 عاماً ولا تجد من يسأل عنها وتعيش معتمدة على أجر شهري تتقضاه.

·        لكن ثمة انتقادات وجهت إلى لفيلم لتعمقه في طريقة تعاطي المخدرات.

تعاطي المخدرات جزء رئيس في الأحداث، ليس فحسب لأن البطلين مدمنان، ولكن لأن طبيعة الدور تطلبت الإشارة إلى ذلك، والمشاهد التي تناولت هذا الأمر تشكل ضرورة درامية مرتبطة بالأحداث.

·        طبيعة هدى مثيرة للاستغراب كما ذكرت، فكيف تحضرت لها؟

أردت أن أصل إلى الحالة النفسية التي قد تعيشها امرأة عاشت بمفردها لفترة طويلة، لا يطرق بابها أحد، وكل علاقاتها بمحيطها هو توقيت استلام المعاش الخاص بزوجها، فيما تكتفي بمتابعة الحوادث من خلال التلفزيون. عبَّرت عن ذلك من خلال إنقاص وزني قليلاً، ووضعت مكياجاً يناسب مرحلة الشخصية العمرية.

·        كيف استطعت التعايش معها؟

لا أرتبط بتصوير أكثر من عمل في التوقيت نفسه، ما ساعدني في التفرغ لتصوير الفيلم وإنجاز العمل بشكل كامل في غضون ستة أسابيع من التصوير اليومي المتواصل والتعايش مع هدى بشكل كامل. حتى إنني لم أكن أنفصل عنها إلا عند العودة إلى منزلي.

·        اتسمت المشاهد التي ظهرت لمذيعي برامج الحوارات وتابعتها هدى بالتناقض الشديد غالباً.

بحكم ظروف حياتها، تعرف هدى الأخبار من برامج الحوارات السياسية، والتي كانت قد وصلت ذروتها خلال الفترة التي تدور بها أحداث الفيلم، لذا كان التنوع في المذيعين الذين تتابعهم طبيعياً، لأنها لا تملك اتجاهاً سياسياً معيناً، بل تتابع لتعرف ليس أكثر، وهو ما أظهرته عندما خرجت من بعد ثورة 30 يونيو بيوم لتأتي بمعاش زوجها في وقت كان كثيرون يتخوفون الخروج إلى الشارع.

·        هل وجدت صعوبة في أداء بعض المشاهد؟

الشخصية نفسها صعبة بمشاهدها كافة لاختلافها عني بشكل كامل، فلا صفة مشتركة بيني وبينها، لكن تبقى مشاهد الاغتصاب الأصعب بالنسبة إلي على المستوى الفني، بسبب طريقة التصوير وحالة التعبير عن الرفض الظاهر، فيما أنه في الحقيقة لم يكن اغتصاباً بل هي علاقة بموافقتها.

·        استغرب البعض طبيعة علاقاتها مع سعيد.

اعتبرت هدى أن سعيد زوجها والرجل الذي تحبه لوجود عناصر مشتركة كثيرة بينهما، ورغم قناعتها وموافقتها عليه، لكنها لم تستطع أن تطلب منه الزواج رسمياً، لأنها ستفقد بذلك معاش زوجها، لذا قررت أن تكمل حياتها معه.

سينمائيو مصر يرفضون توجّهات وزير الثقافة المتحفظة

كتب الخبرفايزة هنداوي

حالته من الجدل أثارتها تصريحات وزير الثقافة المصري الجديد عبد الواحد النبوي، تحديداً في ما يتعلق بدعم الدولة الأفلام ذات التوجه الوطني، ورفض {الأفلام المسفة}، مشيراً إلى أنه سيجتمع مع المنتجين للحديث معهم حول طبيعة المرحلة وخطورتها، ونوعية الأعمال التي يتطلب وجودها في هذه الفترة.

أثارت تصريحات وزير الثقافة المصري عبد الواحد النبوي (أستاذ في جامعة الأزهر) المتعلقة بالسينما استياء عدد كبير من السينمائيين في مصر، وجعلتهم يرتابون توجهاته {الرجعية}، ناهيك بكلام البعض حول انتماء الوزير تنظيمياً إلى جماعة {الإخوان}، نظراً إلى طبيعة صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، إضافة إلى مشاركته في صفحة {أغضب الإخوانية}، وكان قد سافر للعمل في قطر لعامين.  

يرى المنتج السينمائي محمد العدل، عضو لجنة السينما في المجلس الأعلى للثقافة، أن تصريحات الوزير حول الأفلام ذات التوجه الوطني واللقاء بالمنتجين تدل على توجه خطير، وأنه سيسعى إلى عقد اجتماع طارئ للجنة السينما، وسيطلب مقابلة رئيس الوزراء إبراهيم محلب للتباحث في هذا الشأن، مشيراً إلى أن المناخ السياسي والاقتصادي في مصر لا يسمح بالتصعيد، لذا سينتظرون لقاء الوزير للوقوف منه على توجهاته بوضوح.

أما الناقد السينمائي طارق الشناوي فأكد سعادته باختيار وزير من خارج الصندوق والشلل المتعارف عليها التي تسعى إلى الهيمنة على وزارة الثقافة، مشيراً إلى أنه لم ينزعج من كون الوزير أزهرياً، وأوضح أن ثمة أزهريين قدموا الكثير للثقافة والفن، من بينهم كامل ومأمون الشناوي. إلا أن تصريحات عبد الواحد بعد ذلك أقلقت طارق الشناوي، فتساءل عن تفكير الوزير في التعبير المطاطي {السينما الوطنية}، والحديث عن منع الإسفاف الفني، {فهي في النهاية كلمات مجانية ولا تستطيع أي دولة في العالم أن تمنع الفن الرديء، لكنها تملك أن تهيئ المناخ لصناعة الفن الجيد}. وتوقع الشناوي وجود صدامات سريعة بينه وبين المثقفين، ذلك أنه قد لا يملك المرونة التي كان يملكها الوزير السابق جابر عصفور، وطريقته المناورة التي كان يسترضي فيها المثقفين والدولة في آن.

ضرورة التصدي

بدوره أكد المخرج أمير رمسيس أن السينمائيين لا يجب أن يستكينوا ويقبلوا هذا التوجه المتشدد، بل لا بد من التصدي له، مشيراً إلى أن ذلك يجب أن يحدث تزامناً مع أول قرار يتخذه الوزير لا يتماشى مع حرية الفن والإبداع ويعمل على خدمة التوجه المتشدد.

وقال المخرج داود عبد السيد إنه لا يعلم شيئاً عن وزير الثقافة الجديد، مشيراً إلى أن عصفور كان يحاول جاهداً أن يصل إلى أقصى ما يمكن في الحرية بما يتماشى مع آرائه وتوجهه التنويري، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وذلك من خلال المرونة والقدرة على التنازل عن أهداف لتحقيق أهداف أخرى، وهو أمر مطلوب ومهم لأي سياسي.

عن تصريحات الوزير حول دعم الأفلام ذات التوجه الوطني والاجتماع مع المنتجين، قال عبد السيد إن توجيه السينما لم يعد ممكناً، وإذا كانت الدولة تريد إنتاج نوع معين من الأفلام فلتنتجه، ولكن عليها في المقابل أن تطلق الحرية للمنتجين الآخرين لتقديم ما يريدونه من أفلام، مشيراً إلى ضرورة التنوع السينمائي ووجود أنواع الأفلام كافة، حتى التجارية منها، فهي موجودة في البلدان كافة. لكنه أبدى خشيته من التشدد الرقابي في المرحلة المقبلة، مطالباً بإلغاء الرقابة وتفعيل التصنيف العمري لضمان الحرية، فلا ترتبط باسم وزير معين أو توجهه.

أما المنتج محمد السبكي فأشاد بتوجه وزير الثقافة الذي قال خلال لقاء تلفزيوني إنه متحفظ على أفلام محمد السبكي، ولذلك سيعرض عليه بعض الروايات لإنتاجها. وذكر السبكي أنه سعيد بمحاولة وزير الثقافة إعادة الحياة إلى السينما المصرية التي كانت قوة مصر الناعمة والحصن القوي للإنتماء والوطنية، لأن السينما تقود المجتمعات إلى المستقبل، مؤكداً أنه لا يسعى إلى الربح فحسب، ويرى ضرورة تضامن دور الدولة مع المنتج المصري لترتقي صناعة السينما.

قوس قزح وزينب

كتب الخبرمجدي الطيب

أدرك القيمون على السينما البحرينية أهمية الأدب كوسيلة لتدشين سينما وثيقة الصلة بالواقع، وأن الإغراق في المحلية أفضل السبل للوصول إلى العالمية، وامتلاك الهوية التي تمنحها خصوصية، وتميزها عن غيرها.

من هنا بدا وكأنها وجدت في الأديب البحريني أحمد المؤذن ضالتها، التي تتيح لها تحقيق أهدافها، وهو ما فعلته بالضبط في الفيلمين الروائيين القصيرين «قوس قزح» (15 دقيقة) إخراج محمود الشيخ و{زينب» (17 دقيقة) إخراج محمد إبراهيم محمد. ففي التجربتين إحساس طاغ ببشر مُعذبين قد لا يتصور البعض أن لهم وجوداً في مملكة البحرين، ورصد لحياة لا مكان فيها لزيف أو تصنع، وواقعية متفردة تختلف عن تلك التي نراها في بقية الأفلام العربية الأخرى.

في فيلم «زينب» إبحار في أعماق النفس البشرية، وتعاطف واضح مع عذاباتها، من خلال الفتاة «زينب» التي تعيش وأمها المريضة، وتعاني ضعفاً في النظر تفاقمت حدته عقب ضياع نظارتها الطبية في جدول ماء القرية، وعندما يعثر عليها صديقها «علي» يكتشف أن زجاجها تهشم ما يدفعه إلى تجشم عناء السفر إلى المدينة ليبتاع نظارة جديدة، وهو يعلم أن اللحظة التي سترتدي «زينب» فيها النظارة ستشهد رحيله، وعائلته، عن القرية، بناء على أوامر أبيه، ووقتها ستراه للمرة الأخيرة!

 أما فيلم «قوس قزح» فيحطم، بجرأة يُحسد عليها، «تابو» الجنس، من خلال الفتى المراهق «أحمد»، الذي ينشأ في منزل جدته، التي تتاجر في أدوات الزينة ومستحضرات التجميل النسائية، ويتمنى لو أصبح حلاقاً نسائياً، لكن امرأة مطلقة تستغل عشقه للتلصص على النساء، وتتحرش به جنسياً. والفيلم مأخوذ عن قصة بعنوان «الكيس ما يزال في يدي» للقاص أحمد المؤذن صدرت ضمن مجموعته القصصية «رجل للبيع»، وكتب لها السيناريو والحوار فريد رمضان، الذي كتب أيضاً سيناريو فيلم «زينب» وحواره.

في الفيلمين بساطة أخاذة، وواقعية لا تخطئها الأعين، خصوصاً فيلم «قوس قزح»، الذي يُذكرك برائعة  «عصفور السطح» (1990) للمخرج التونسي فريد بوغدير، الذي اتهم يوماً بأنه يبيع تخلف الشرق للغرب، وهو ما لم يفعله المخرج البحريني محمود الشيخ في فيلمه المليء بالتفاصيل، والذي يقدم بيئة مجهولة بالنسبة إلى الجمهور العربي، حيث الفقر الذي يدفع امرأة عجوز إلى تجهيز العرائس مقابل فليسات قليلة، ويقترب من مفردات مهنة ليس لها مثيل في المجتمع الغربي، ويكشف الحرمان الذي يقود فتاة عربية مطلقة إلى التحرش بشاب مراهق، في محاولة من جانبها للالتفاف حول أشكال القهر الاجتماعي، والعادات الصارمة التي تعانيها المرأة في ظل مجتمع مغلق ومُكبل بالقيود. وهي الحالة التي نجح طاقم العمل، خصوصاً من الممثلين: أمينة القفاص، بسام سبت وسُدابة خليفة، في تجسيدها ببراعة ومصداقية.

 تتراجع جرعة الإثارة والجرأة في فيلم «زينب» لكن مصداقيته، التي استمدها من نص أدبي مُلم بتفاصيل البيئة، وكاميرا ترصد أماكن في البحرين لا تراها الأعين كثيراً، وموسيقى ذات علاقة وثيقة بالبيئة، بالإضافة إلى الأداء التمثيلي الدافئ من: أحلام محمد، يارا المالكي، زهراء حسين، شمس، علي حسن عبد الله وحسن عبد الله، منحته خصوصية سينمائية فضلاً عن حسه الإنساني المرهف المتمثل في الأم التي ترى الدنيا من ـ وفي ـ عيني ابنتها «زينب» ضعيفة النظر، وعندما امتلكت النظارة التي تعينها على الرؤية ماتت الأم، بينما يتجسد الحب «الأفلاطوني» في الشاب «علي» الذي لا يطمع في شيء أكثر من التطلع إلى عيني «زينب»، والتمتع بالاقتراب منها.

تجربتان واعدتان في سياق سينما بحرينية خالصة لا مكان فيها لعنصر أجنبي واحد، ومن ثم جاءت مشاركة فيلم «قوس قزح» في المسابقة الرسمية لمهرجان أبو ظبي السينمائي الثامن (23 أكتوبر - 1 نوفمبر 2014) واستحق «زينب» الدعم المالي الإنتاجي، الذي جاء ضمن مبادرة أطلقتها وزارة الثقافة البحرينية تحت عنوان «صندوق دعم الأفلام البحرينية»، وكان بمثابة تتويج للخطوات المبذولة في ما يتعلق بالاهتمام بالسينما البحرينية، والسعي إلى إثرائها بأفكار مُغرقة في المحلية، وموضوعات تنطق بالصدق، ولا يغيب عنها الانحياز إلى الناس، بغير تصنع أو ادعاء، كما هي الحال في فيلمي «قوس قزح» و»زينب» تأليف أحمد المؤذن، الذي قدَّم صورة حقيقية للبيئة البحرينية، ومثلما أكد حضوره في المشهد الثقافي البحريني والخليجي، بمجموعاته القصصية: «أنثى لا تحب المطر» (2003)، «من غابات الأسمنت» (2006)، «رجل للبيع» (2009) و»وقت للخراب القادم» (2009)، أثبت أنه إضافة حقيقية إلى السينما البحرينية، على غرار إضافة الأديب المصري الكبير يوسف إدريس، الذي استثمرت السينما المصرية قصصه القصيرة وقدمت: «الحرام»، «النداهة»، «حادثة شرف» و»قاع المدينة»، وإن بدت الحاجة ملحة إلى الاستعانة بمبدعين آخرين يقودون السينما البحرينية إلى الأمام.

موسم عودة النجوم إلى الدراما التلفزيونية أبرزهم الشريف وسلامة وكريم والسقا والخشاب

كتب الخبرأمين خيرالله

بعدما ازداد بريقها بشكل لافت في السنوات الأخيرة ولم يعد نجوم الفن السابع يستطيعون فراقها فترة طويلة، تشهد دراما 2015 عودة مكثفة لهؤلاء.

هاني سلامة أول العائدين  في «قسمتي ونصيبك» كتابة عمرو محمود ياسين، إخراج علي إدريس ويشارك في بطولته مي سليم وريهام عبدالغفور.  تدور الأحداث في  30 حلقة  منفصلة متصلة،  يقدم خلالها سلامة 15 شخصية مختلفة، تظهر كل واحدة في حلقتين، وتحمل كل حلقة عنواناً مختلفاً.

 أولى مشاركات هاني سلامة في الدراما التلفزيونية كانت في «الداعية» (2013)، قصة الدكتور مدحت العدل وإخراج محمد جمال العدل.

بدوره يصوّر أحمد السقا «ذهاب وعودة»، كتابة عصام يوسف، إخراج أحمد شفيق الذي قدم معه «خطوط حمراء» (2012)،  تأليف أحمد محمود أبو زيد، إنتاج صادق الصباح، يشارك في البطولة: إنجي وجدان، ياسر جلال، فريال يوسف، إيهاب فهمي، وليد فواز، لقاء سويدان، مجدي كامل وطارق الإبياري. يتنقل فريق «ذهاب وعودة»  بين قبرص  والقاهرة  ولبنان لتصوير المشاهد الخارجية.

عودة مميزة

بعد تردد أنباء عن تدهور حاله الصحية، نفى المنتج محمد فوزي، في تصريح إلى وسائل الإعلام، تلك الأخبار، وأكد أن  نور الشريف يعكف على قراءة سيناريو «أولاد منصور التهامي» الذي كتبه مصطفى محرم، لكن لم  يُحدّد موعد لبدء التصوير.

آخر مشاركات  نور الشريف الدرامية كانت في «خلف الله» (منذ عامين) الذي تدور أحداثه في إحدى القرى التي يسكن فيها خلف الله (نور الشريف)، صاحب كرامات ومبادئ ويجد لدى أبناء قريته وأهلها ثقة ومكانة عظيمة لتوقعه حدوث مواقف غريبة في القرية.

شخصية شهريار في {ألف ليلة وليلة} تعيد  شريف منير إلى الدراما التلفزيونية. المسلسل مقتبس من الرواية الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه  وقدمت مرات، لكنها تتميز هذه المرة  باستخدام تكنولوجيا عالية في تصوير الحلقات.

 {ألف ليلة وليلة} من تأليف محمد ناير، إخراج رؤوف عبدالعزيز، يشارك في البطولة: عمرو عبدالجليل، منة شلبي، نسرين طافش  ومجموعة من النجوم الذين سيشاركون كضيوف شرف.
 
آخر أعمال شريف منير التلفزيونية كان في {الصفعة} المأخوذ من ملفات المخابرات المصرية،  ويتمحور حول عملية وقعت في تل أبيب بين 1957 و 1972.

كريم عبدالعزيز الذي قدم {الهروب} (2012) مع المؤلف بلال فضل والمخرج محمد علي، بدأ تصوير مشاهد مسلسله الجديد {وش تاني}، من تأليف وليد يوسف،  إخراج وائل عبدالله وإنتاجه، يشارك في البطولة: حسين فهمي، منة فضالي ومحمد لطفي، ويؤدي كريم دور حارس لشخصية ذات نفوذ في الدولة.

تجديد وكوميديا

بعد  تقديم {ميراث الريح} (2013)، غابت  سمية الخشاب لتعود هذا العام مع {يا أنا يا أنتِ}، تأليف فتحي الجندي، إخراج أحمد حمودة،  يشارك في البطولة: فيفي عبده، أحمد بدير وسامح الصريطي. تدور الأحداث في إطار كوميدي اجتماعي من خلال مشاهد مشتركة بين سمية الخشاب وفيفي عبده.

 أما سيمون فتعود هذا العام بعد فترة غياب في {بين السرايات}، فيما تشارك الإعلامية نجوى إبراهيم عادل إمام بطولة {أستاذ ورئيس قسم}، وكان سبق أن شاركت في {قيود من نار} مع خالد زكي وأحمد زاهر وعايدة رياض.

أحمد عبدالعزيز الذي قدم {حارة خمس نجوم} (2012) يشترك هذا العام في {أريد رجلاً} مع إياد نصار، تأليف شهيرة سلام، إخراج بتول عرفة، وهو مقتبس من رواية بالاسم نفسه للكاتبة نور عبد المجيد، وتدور الأحداث حول وكيل نيابة يحقق في الجرائم إلى أن يقع في الحب فتتغير حياته.

حداثة واختلاف

يؤكد هاني سلامة أنه وافق على بطولة {قسمتي ونصيبك}  بعدما  لمس أن هذا العمل سيكون مختلفاً ومميزاً، نظراً إلى السيناريو الجيد والأحداث السريعة الأشبه بمشاهد السينما، مشيراً إلى أن الفكرة تحقق له رغباته لحداثتها، إذ يقدم شخصية مختلفة كل حلقتين.

يضيف أن المسلسلات العربية تطورت وأصبح لها بريق خاص قادر على جذب نجوم السينما، رغم أن العمل التلفزيوني مرهق مقارنة بالفن السابع لكثرة الحلقات والمشاهد، موضحاً أن {قسمتي ونصيبك} يتطلب منه مجهوداً مضاعفاً بسبب تجسيده 15 شخصية، لكنه مع ذلك مستمتع بالعمل.

«تحت مقص الرقيب»... يُسقط أقنعة الوصاية

كتب الخبرالقاهرة - الجريدة

صدرت عن «المركز القومي المصري للترجمة» النسخة العربية من كتاب «تحت مقص الرقيب... ما لا يسمحون لك بمشاهدته، ولماذا قصة الرقابة على السينما في بريطانيا»، من تأليف توم ديوي ماثيوز، ترجمة نهاد إبراهيم، مراجعة علي أبو شادي وتقديمه.

يتناول «تحت مقص الرقيب» تاريخ الرقابة على السينما في واحدة من أعرق الإمبراطوريات الأوروبية، والمفارقة أن كثيرين يرون الرقابة في دول العالم الثالث إحدى أقسى الرقابات في العالم، وأنها متهمة دائماً بمجابهة حرية التفكير والتعبير الفني والأدبي.

أوضح ماثيوز أن تاريخ الرقابة في بريطانيا ارتبط بالمحظورات الثلاثة «الجنس والدين والسياسة»، وتقييد حرية المبدع، والخوف من التأثير الطاغي للفن السابع على الجمهور، وطاول «مقص الرقيب» المئات من الأعمال السينمائية على مدى قرن كامل، كذلك تعد السينما أحد أكثر الفنون شهرة في اصطدامها بالرقابة، ولا يختلف الأمر بين دول العالم الثالث والمتقدمة. كذلك بيَّن كيف دخل الفن السابع إلى حلبة الصراع مع «مقص الرقيب»، وتناثرت الأشرطة المصادرة والممزقة، وظل الصدام قائماً بين المبدع والقوانين الرقابية بأشكالها المتعددة.

المفارقة أن بعض الأجهزة الرقابية يمرر الأعمال الفنية الهابطة، ويتعسف مع الإبداع الجاد، ويتخوف من طرح الفنان السلبيات الاجتماعية والسياسية، ويعمل على قمع الأفكار الجريئة، ويتذرع بضوابط حرية التعبير، وعدم الجنوح إلى الفوضى الفكرية.

تطرق ماثيوز في كتابه إلى إشكالية العلاقة بين المثقف والرقابة، لافتاً إلى أن تاريخ المصادرة لم يثبت جدواه على مر العصور، وظلت إبداعات كثيرين حاضرة في أزمنة لاحقة، وظهرت تيارات أدبية وفنية جديدة عدة، وتمردت على الأنساق الكلاسيكية والمهادنة، ودفع بعض المبدعين ثمن حريته في السجون والمنافي.

إسقاطات رمزية

لفت ماثيوز إلى خوف الرقابة من الإبداع، لا سيما ذلك الوسيط المرئي “السينما”، وتجاوز المسموح من التعبير، والأكثر مأسوية تسرب هذا الذعر إلى المبدع، وممارسته لدور الرقيب على عمله سواء كان السيناريو أو النص الأدبي، والحذف والتبديل والقمع لمخيلته وحرية تفكيره وإبداعه، كما أن الممارسات الرقابية تقترن أغلبها بالتعسف، وتتناقض مع اتساع دائرة الميديا، وظهور الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، وينحصر دورها في قمع الفكر والإبداع الماثل تحت طائلة {مقص الرقيب}.

أطروحات ماثيوز تعيد إلى الأذهان عصر محاكم التفتيش والمكارثية، واستبدال مقص الرقيب بوسائل البطش والتنكيل، وفي أفضل الأحوال إبداء الملاحظات لصاحب العمل المرئي أو المقروء، ومحاصرته بين المصادرة والإبداع الحذر، كما أن الرقابة أرقت المثقفين على مر العصور، ودفعت بهم إلى أشرس المعارك، ولم يتحمل البعض قسوة القمع، ولجأ إلى ما يسمى بالإسقاطات الرمزية، واستحضار شخوص من التاريخ، واستنطاقها بالنقد السياسي والاجتماعي، وكشف سلبيات الحقبة الحالية.

تخوفات مشروعة

أشار ماثيوز إلى أن الرقابة منذ مولدها وحتى اليوم، ارتدت أقنعة متنوعة تتماشى مع الأعراف الاجتماعية، واكتسبت صلاحيات أكبر بمعدل بطيء، لكنها ظلت خاضعة لما سماه المؤرخ غوفري بيرسون «التخوفات المشروعة»، كذلك الرقابة لها اليد العليا حتى الآن، وهناك رقابات متعددة قمعت الإبداع في مختلف المجالات، وقلصت من إمكانية تناول مشاكل وهموم إنسانية، وتحالفت القوى المحافظة والأصولية لقمع أية محاولة جادة للتعبير عن الواقع، كما يواجه المبدع العديد من الأقنعة الرقابية الأخرى، وتتمثل في المتلقي لعمله الفكري أو الفني، ورفضه لطرح سلبيات شرائح من المجتمع، ويتضاءل «مقص الرقيب» أمام دعاوى قضائية مطالبة بمنع أفلام وروايات وكتب فكرية.

ينتهي ماثيوز إلى أن الرقابة في كل زمان ومكان مهما حسنت نواياها، وارتدت من أقنعة، ستظل قيدا صارماً على حرية الفكر والإبداع، وأحد أشكال الوصاية على الفنان والمتلقي معا، وفرض ذائقة ثقافية بعينها، حتى لو استبدلت البطش والتنكيل ضوابط التعبير و{مقص الرقيب».

تجدر الإشارة إلى أن المؤلف توم ديوي ماثيوز صحافي بريطاني متخصص في الكتابة عن السينما، ويكتب في عدد كبير من الصحف البريطانية، منها «الغارديان» و{تايم آوت».

أما المترجمة نهاد إبراهيم، فناقدة مسرحية وسينمائية، حاصلة على درجة الدكتوراه في النقد الأدبي من المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون المصرية، صدر لها عدد كبير من الأعمال منها «شهرزاد في الأدب المصري المعاصر»، و{توفيق الحكيم من المسرح إلى السينما»، والمجموعة الشعرية «في بيتنا شجر التوت».

مراجع الكتاب علي أبو شادي، الناقد والباحث السينمائي المعروف، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة الأسبق، كذلك شغل منصب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، رئيس المركز القومي للسينما، رئيس المهرجان القومي للسينما المصرية. صدر له عدد كبير من الكتب السينمائية نذكر منها «سينما وسياسة»، «خمسون فيلما من كلاسيكيات السينما المصرية»، «اتجاهات السينما المصرية»، و»أبيض وأسود».

الجريدة الكويتية في

16.03.2015

 
 

نفى وجود مشكلات داخل جمعية السينمائيين

عمر عبد العزيز لـ«النهار» لن أكرر تجربة العمل النقابي

القاهرة - أحمد الجندي

اكد المخرج عمر عبدالعزيز عضو مجلس ادارة نقابة المهن السينمائية على قراره بعدم خوض الانتخابات المقبلة للنقابة والمقرر اقامتها في شهر يونيو المقبل.. واشار عبدالعزيز في تصريحان خاصة لـالنهار الى انه لن يكرر تجربة العمل النقابي مكتفيا بالسنوات الأربع التي قضاها عضوا في مجلس ادارة النقابة عمل خلالها قدر جهده على خدمة زملائه الاعضاء مشيرا الى انها كانت تجربة رائعة رغم ما أخذت منه من وقت وجهد

ونفى عمر بشكل قاطع ان يكون الدافع الى قراره باعتزال العمل النقابي وجود مشكلات او صراعات داخل نقابة السينمائيين او صراعات جعلته يفضل الابتعاد وعدم تكرار التجربة.. وقال: كما ذكرت كانت تجربة رائعة ولا توجد مشاكل او صراعات ولكن وجدت ان العمل النقابي وهذه المهمة التي شرفت بها ابعدتني طوال السنوات الأربع الماضية عن عملي الاساس كمخرج سينمائي وحولتني الى موظف وهو عمل او مهنة- ربما- لا اجد نفسي فيها بشكل كبير فالفنان لا يمكن ان يتحول الى موظف كل مهمته الاعمال الادارية 

واضاف: كما انني افضل ان افسح المجال لدماء جديدة من الشباب المبدعين ليأخذوا مكانهم في العمل النقابي لان هؤلاء الشباب هم امل المستقبل وحتى يكون هناك ربط وتواصل دائم بين الاجيال القديمة والجديدة.. وهذا هو التجديد الذي نأمله وننشده ونتحدث عنه بشكل دائم لكن لا نفعله على ارض الواقع.. واتمنى ان يكون التجديد سمة كل القطاعات في مصر خلال المرحلة الحالية والمقبلة حتى نعطي الفرصة بشكل اكبر للاجيال الشابة لتتحمل المسؤولية وتساهم بفكرها المتجدد وحماسها في التطور الذي لابد وان تشهده مصر في شتى المجالات 

واوضح عبد العزيز الى انه يسعى خلال الشهور القليلة الباقية له في نقابة السينمائيين الى اصدار قرار بالمشاركة مع زملائه من اعضاء مجلس الادارة بتحويل اسم النقابة الى نقابة المهن السينمائية والتلفزيونية حيث يرى ان هناك فصلا لا يجب ان يكون موجوداً بين السينمائيين والتلفزيونيين مما جعل هناك صراعاً دائماً بينهم ولا ينتخبون بعضهم في الانتخابات وتحول الامر الى فريقين رغم ان الجميع اعضاء في نقابة واحدة لكن يطلق عليها نقابة السينمائيين فقط.. وسوف نطرح هذا الاقتراح على الجمعية العمومية للنقابة في الفترة المقبلة من اجل اصداره كقرار وأرى انه سيكون منصفاً للتلفزيونيين

وبعيدا عن العمل النقابي وحول انشغاله واعماله المقبلة كمخرج سينمائي صاحب تاريخ حافل بالافلام قال عبدالعزيز منذ عدة سنوات قرأت رواية عتبات البهجة لصديقي الروائي الكبير ابراهيم عبدالمجيد واعجبتني كثيرا وقررت تحويلها الى فيلم سينمائي واشتريت حقوقها منه بالفعل لهذا الغرض لكن ظل الامر مجرد مشروع مؤجل فقط هذه السنوات الاربع.. وحاليا انا مشغول بالتحضير لهذا الفيلم الذي سيحمل السيناريو بشكل كامل وفي صورته النهائية واسندت كتابة السيناريو للمؤلف معتز المفتي

وحول عدم استعانته بإبراهيم عبدالمجيد لكتابة السيناريو وهو صاحب النص الروائي الاصلي.. قال: ابراهيم صديقي والتقينا معاً من قبل في مسلسل بين شطين وميه وهو عمل تلفزيوني لكني فضلت ان يكتب السيناريو مؤلف آخر لان السينما مختلفة وتحتاج الى حرفية اكثر في الكتابة كما ان ابراهيم عبدالمجيد مشغول بشدة ولديه مشاريعه الادبية التي تأخذ كل وقته
وعن ابطال الفيلم والقضية التي سيطرحها وموعد بدء التصوير اشار عبدالعزيز الى ان الرواية تناقش ماهية البهجة وكيف نوجدها في حياتنا وكيف نمارسها.. اما الابطال المشاركون في العمل فسيتم اختيارهم قريبا بعد الانتهاء تماما من كتابة السيناريو.. بعدها سنبدأ الاستعدادات النهائية ونحدد موعد بدء التصوير والذي سيكون غالباً في منتصف ابريل المقبل.

النهار الكويتية في

16.03.2015

 
 

الأقصر.. كرنفال السينما السمراء

أحمد شوقي

بصورة أو بأخرى، تحوّلت مدينة الأقصر خلال الأعوام الأربعة الأخيرة إلى وجهة سينمائية دائمة، يقصدها صناع السينما ومتابعوها مرتين خلال العام؛ بعد أن وقع اختيار اثنين من منظمات العمل المدني المهتمة بالفنون (مؤسستي آي شباب ونون)، على المدينة ليقام فيها مهرجان سينمائي. ثلاث دورات نُظمت من كلا المهرجانين: الأقصر للسينما المصرية والأوروبية والأقصر للسينما الأفريقية، وها هي الدورة الرابعة من المهرجان الأفريقي تنطلق مساء أمس الاثنين 16 مارس في عاصمة مصر القديمة.

سبع مرات خلال ثلاث سنوات نزور فيها الأقصر التي أصبحت شوارعها ومقاهيها وقاعاتي العرض الخاصتين بها (مركز المؤتمرات وقصر الثقافة)، ترتبط شرطيا في أذهاننا بالسينما والأفلام، بصورة ربما تسببت في اختفاء التصوّر النمطي الاعتيادي عن مدينة السياحة والمعابد. لا بأس من تغيّر التصور، لا سيما إذا كان الأمر يرتبط بفعالية ذات طابع خاص غير معتاد، وبعد ثقافي وسياسي مهم، مثل مهرجان السينما الأفريقية الذي ترك مرحلة التكوين، وتبلوّرت سماته السنوية، ليصبح حدثا سينمائيا راسخا له طابعه الخاص وتأثيره في سينما القارة السمراء.

لا أستطيع الجزم بشكل كامل، ولكن الانطباع العام من الأرقام والمشاهدات والأحاديث الشخصية هو أن المهرجان أصبح حدثا ينتظره صنّاع السينما الأفارقة، يسعون للمشاركة في مسابقته وصندوق الدعم الخاص به، وورش العمل المقامة على هامشه، انطلاقا من رغبة في التواجد بمصر ربما، أو لتراجع الاهتمام الكلاسيكي بالسينما الأفريقية في المهرجان العربي الأكثر عراقة "أيام قرطاج السينمائية"، والذي أصبحت مسابقته فقط هي المقتصرة على الأفلام العربية والأفريقية، بينما تحررت باقي برامجه وفعالياته من هذا الإطار إلى أجندة اهتمامات أكثر كونية.

ترتيب أهمية المهرجانات بالنسبة لكل صانع أفلام أمر شخصي يخص صاحبه أكثر مما يخصنا، لكن المهم أن الأقصر الأفريقي أصبح المكان الوحيد الذي يمكنك أن تقابل فيه سنويا أكبر أسماء في سينما القارة السمراء. في الأقصر قابلنا سليمان سيسيه (مالي) وموسى توري (السنغال) ورضا الباهي (تونس) وداود أولاد السيد (المغرب) وفلورا جوميز (غينيا بيساو) وآلان جوميز (السنغال) وعبد الرحمن سيساكو (موريتانيا)، وبالتأكيد هايلي جريما الذي يدير كل عام بنجاح، ورشة تدريبية مع عدد من شباب المخرجين المصريين والأفارقة، أبدى كل من تحدثت معهم ممن شاركوا فيها خلال الدورات السابقة رضاهم عنها، وبالتحديد عن الجهد والإخلاص اللذين يبذلهما الإثيوبي الكبير مع طلبته.

في الأقصر أيضا تعرفنا على مواهب شابة تحولت لأسماء لها ثقلها في القارة، فكان العرض المصري الأول لأفلام نجيب بلقاضي (تونس) وهشام العسري (المغرب) وجويل كاريكيزي (رواندا) ونانتيناينا لوفا (مدغشقر). الحضور الشاب الذي يتواصل هذا العام بفيلم مرتقب هو "جري" أو "Run" للإيفواري فيليب لوكوت، الذي ستحضر سينماه لمصر للمرة الأولى بعد الإشادة التي نالها فيلمه الصيف الماضي خلال مشاركته بقسم نظرة خاصة في مهرجان كان السينمائي الدولي. وكذلك بفيلم "ضربات أنطونوف" أو "Beats of The Antonov" لحجوج كوكا، أول فيلم في تاريخ دولة جنوب السودان الناشئة يلقى سمعة دولية جيدة ويتنقل بين المهرجانات العالمية.

أما في التكريمات فالمهرجان اختار هذا العام واحد من كبار القارة السمراء بحق، وهو البوركينابي إدريسا ويدراوجو. اختيار متماش مع كون بوركينا فاسو هي ضيف شرف المهرجان، ولكنه أيضا حضور لأحد أبرز الأسماء في تاريخ السينما الأفريقية. وديدراوجو الحاصل على جائزة لجنة التحكيم من مهرجان كان عام 1990 عن "القانون"، وجائزة النقاد من نفس المهرجان عام 1989 عن "الجدة"، بالإضافة لكونه ضمن قائمة محدودة جدا تضم صناع أفلام فازوا بجائزة مهرجان فيسباكو (المهرجان الأكبر في عالم السينما الأفريقية) على مستوى كل من الأفلام القصيرة والطويلة. ومن مصر يكرم المهرجان المخرج خالد يوسف والنجمة ليلى علوي ورجل الأعمال نجيب ساويرس (في تكريم غير مفهوم ربما يكون سببه دعمه للمهرجان، لكنه بالتأكيد لأسباب غير سينمائية).

موقع (دوت مصر) في

17.03.2015

 
 

إنطلاق الدورة الرابعة لمهرجان السينما الأفريقية بالأقصر

الأقصر- نادر أحمد وأحمد السعدي:

إنطلقت أمس الدورة الرابعة لمهرجان الأقصر الدولي للسينما الأفريقية بمشاركة 41 دولة من أفريقيا وقارات العالم بحضور د. عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق وعزت سعد محافظ الأقصر الأسبق وسيد فؤاد رئيس المهرجان وغاب المحافظ الحالي محمد بدر. 

بدأ المهرجان بنزهة نيلية للمشاركين علي متن ذهبيتين تحركتا من أمام نادي التجديف بكورنيش النيل بمصاحبة فرقة الفنون الشعبية التي قدمت مجموعة من الألحان والأغاني الشعبية وصولا إلي معبد الكرنك. 

وقال سيد فؤاد رئيس المهرجان أن الدورة الرابعة للمهرجان والتي تقام في الفترة من 16 إلي 21 من شهر مارس الحالي تشارك فيها 41 دولة أفريقية وعالمية وتشارك في مسابقة الصحفي المصري الراحل الحسيني أبو ضيف لأفلام الحريات وهي مسابقة لا تقتصر المشاركة فيها علي البلدان الأفريقية فقط. 

أكد أن المهرجان يشهد عرض 86 فيلما داخل وخارج المسابقات الرسمية. وأن من بين حضور حفل الافتتاح الفنانة ليلي علوي التي يكرمها المهرجان ومجموعة من الفنانين مثل يسرا وإلهام شاهين ومنة شلبي ومنال سلامة وسلوي محمد علي وفتحي عبد الوهاب وغيرهم من نجوم ونجمات مصر بجانب مئة من كبار نجوم وصناع السينما بالقارة الأفريقية وسفراء السنغال وكينيا وبوركينافاسو ومالي إلي جانب تكريم المخرج خالد يوسف والمخرج ادريسا وادراجو من بوركينافاسو الحاصل علي جائزتين من مهرجاني كان وبرلين بمناسبة تكريم السينما البوركينية. 

يعرض في الافتتاح الفيلم الموريتاني "تمبكتو" إخراج عبد الرحمن سيساكو وسيناريو كيسين تال ويعرض الفيلم كيف يعيش أهل "تمبكتو" في صمت فالأبواب مغلقة والشوارع خاوية حيث صارت الموسيقي والشاي والسجائر والألوان الزاهية والضحك وغيرها من مظاهر الحياة العادية من الممنوعات. 

قال إنه تم تشكيل لجنة تحكيم دولية لكل مسابقة تتكون من خمسة أعضاء مشيرا إلي أن لجان التحكيم بمسابقات الدورة الرابعة للمهرجان تضم نخبة من السينمائيين الأفارقة والمصريين الذي يمثلون مدارس فنية مختلفة ويعبرون عن أغلب الاتجاهات السينمائية في القارة السمراء. 

وأضاف أنه سيقام ضمن فعاليات المهرجان مجموعة من الندوات وورش العمل في مقدمتها ورشة المخرج الإثيوبي العالمي هايلي جريما حول صناعة الفيلم. 

وأوضح أنه ستقام أيضا ورشة عمل حول الرسوم المتحركة وتقوم بالإشراف عليها أنتونيا رنجبوم وهي مخرجة ورسامة في مجال أفلام التحريك. 

ينظم المهرجان أيضا عدة ندوات للنقاد والسينمائيين الأفارقة الذين يمثلون دولا ومناطق وأجيال مختلفة يحاضر فيها الناقد السنغالي تييرنو إبراهيما ديا رئيس تحرير موقع إيماج فرانكوفون إلي جانب قيام كلية الفنون الجميلة في الأقصر بالتعاون مع كل من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية ومعهد جوته في القاهرة ومؤسسة ستريت جرغوا ببرلين بتنظيم سلسلة ورش عمل في مجال فن الفيديو كوسيلة إبداعية تفتح مساحة جديدة للتعبير والتواصل في ساحة الفنون التشكيلية عن القضايا الاجتماعية. 

كما تقام مسابقة ومعرض للفنون التشكيلية. 

أثار غياب المحافظ محمد بدر الإفتتاح تساؤلات الحضور حيث فضل حضور اليوم المفتوح مع المواطنين بإحدي قاعات ديوان المحافظة في نفس توقيت بدء الفعاليات للاقتراب من مشكلات المواطنين. 

الجمهورية المصرية في

17.03.2015

 
 

انطلاق المرحلة النهائية لفاعليات مهرجان مصر دوت بكرة للأفلام القصيرة

كتبت- شيماء شلبي

أعلنت مؤسسة مصر دوت بكرة، لتنمية المهارات، وهي مؤسسة غير هادفة للربح مشهرة بوزارة التضامن الاجتماعي، بدء المرحلة النهائية لفاعليات مهرجان مصر دوت بكرة السنوي للأفلام القصيرة عبر الإنترنت، والذي يقام تحت رعاية كل من الشركة المصرية للاتصالات، الرائدة في تقديم خدمات الاتصالات في مصر، و"المدرسة العربية للسينما والتلفزيون"، وإذاعة "ميجا إف أم"

وتتنافس الأفلام المتأهلة لـ"جولة الأون لاين"، على جائزة الجمهور، لأكثر فيلما يحصل على أعلى نسبة تصويت في الفترة من 14 مارس، وحتى 26 مارس الجاري، قبل إعلان النتيجة النهائية بفوز 3 أفلام بالجوائز الأولى، والتي وقع الاختيار عليها من قبل لجنة التحكيم، التي تزخر بمجموعة من كبار الإعلاميين والسينمائيين والفنانين، وهم الفنانة بسمة، والإعلامي عمرو خفاجي،و المخرج عمرو سلامة، المخرجة ساندرا نشأت والفنان خالد النبوى.

ومن المقرر أن تحدد لجنة التحكيم أي من الأفلام المختارة ستعرض في حفل "أفضل أفلام المهرجان"، الذي سيعقد يوم 28 مارس 2015 ، وتتنافس على الجوائز التالية، الجائزة الأولى لأفضل فيلم 20 ألف جنيه مصري، وقيمة جائزة الفيلم صاحب المركز الثاني قدرها 10 ألاف جنيه مصري، وقيمة جائزة الفيلم صاحب المركز الثالث، 5 آلاف جنيه مصري.

من جهته قال على فرماوي، مؤسس مصر دوت بكرة: "رد فعل الشباب المصري تجاه المهرجان كان أكثر من رائع، أثبت الشباب المصري أنه قادر على الإبداع في كل الظروف، فاستطاع أن يتمسك بالفرصة لتوصيل رؤيته للعالم".

أضاف: «راهنا بكل قوة على أن المواهب الجديدة هي المستقبل وأن التكنولوجيا المتطورة هي أداتهم فى صياغة ذلك المستقبل المبهر، وبالفعل ربحنا الرهان، ونأمل بأن يستفيد الشباب من المشاركة بالمهرجان لتحقيق تطلعاتهم في مستقبل مشرق لمصر وللمصريين".

ومن جانبه قال ألفريد أصيل، نائب رئيس مؤسسة مصر دوت بكرة: "مستمرون في دعم ودفع الشباب للتقدم نحو تحسين مستقبلهم"، مشيرا إلى أن مصر دوت بكرة سعت لتحقيق شعارها، " فرصتك لتوصيل رؤيتك" احتفالا بالشباب المصري محبي السينما و الأفلام القصيرة سواء المحترفين أو الهواة، لمنحهم الفرصة لعرض مواهبهم على منصة أوسع، وأرحب، فإن مساحة انتشار المهرجان، والتي بلغت 4 ملايين مشارك، قادرة على صناعة التأثير الإيجابي في المجتمع.

وقالت نادين الدريني، مدير المهرجان، «نود أن نشكرك جميع الشباب الذين شاركوا في المهرجان، فنحن سعداء بوجود شباب مميز ومبدع كالذين شاركونا نسخة هذا العام من المهرجان».

أضافت: «استلمنا أكثر من 100 فيلم على مدار شهر فبراير، وقد وجهنا الدعوة لجميع المشاركين بالحضور الحفل الختامي لمهرجان مصر دوت بكرة 28 مارس الجاري، فالجميع فائزون بعرض مواهبهم وإبداعهم أمام العالم وليس فقط الأفلام صاحبة الثلاث مراكز الأولى».

وأشارت الدريني إلى أنه سيتم تحميل جميع الأفلام المتأهلة في جولة الأون لاين على الإنترنت الأسبوع المقبل، ابتداءً من 14 وحتى 26 من مارس الجاري، للتنافس على جائزة الجمهور والتي تقدر بـ 5 ألاف جنيه للفيلم الحائز على أعلى نسبة تصويت.

عن مصر دوت بكرة :

مؤسسة "مصر دوت بكرة" لتنمية المهارات هي مؤسسة غير هادفة للربح أنشأت عام 2013، تهدف لتطوير قدرات ومهارات الشباب والمجتمع المصري بجانب عرض وجهات نظرهم في مناحي الحياة المختلفة لمجتمع أفضل، إلى جانب كونها منصة للتواصل على الإنترنت لجميع المصريين، والتعاون في القضايا المتعلقة بالتنمية الشخصية والمجتمع من خلال مجموعة متنوعة من شبكات التواصل الاجتماعية وغير الاجتماعية وأدوات ووسائل الإعلام الحديثة والأنشطة الميدانية في جميع أنحاء البلاد.

لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع التالي:

http://www.masrdotbokra.com/

الشروق المصرية في

17.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)