كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

أنجلينا جولي لـ«الشرق الأوسط»: الإخراج بؤرة اهتمامي

الممثلة الأميركية تحدثت عن فيلمها الأخير «المتماسك» وأكدت أهمية مواجهة الحروب بالعزيمة وتأدية الرسالة الإعلامية

بالم سبرينغز (ولاية كاليفورنيا): محمد رُضا

 

عندما طلبت أنجلينا جولي من الأخوين جوول وإيثان كوون كتابة سيناريو مقتبس عن كتاب لورا هيلينبراند المسمى «المتماسك» أو «غير المكسور» (Unbroken) كانت قد قرأت الكتاب أكثر من مرّة وقررت اختياره ليكون فيلمها الجديد كمخرجة.

كان ذلك قبل أربع سنوات. ابتاعت حقوق الكتاب الذي هو من نوع «البيوغرافي»، وأسندت الكتابة أولا إلى ريتشارد نيكلسون وريتشارد لاغرافانيس في عام 2012، ثم اختارت الأخوين المخرجين كوون لإعادة الكتابة في مطلع العام التالي. في منتصف سنة 2014 بوشر التصوير الذي تم بكامله في أستراليا. قبيل نهاية السنة بات الفيلم جاهزا للعرض، ومع مطلع هذا العام احتل رقعة متواضعة من العروض التجارية، ولو أنه أخفق في دخول محراب سباق أفضل فيلم أو أفضل مخرج (رشّح لأوسكار أفضل تصوير الذي قام به البارع روجر ديكنز، الذي يصوّر عادة أفلام كوون). مقابل كلفته التي وصلت إلى 65 مليون دولار، أنجز 152 مليونا حول العالم، من بينها 116 مليونا في الولايات المتحدة وكندا.

·        تقدمين في «المتماسك» شخصية واقعية..

- ذلك كان جزءا مهمًّا من السبب الذي دفعني لتحقيق هذا الفيلم.. الشخصية هنا حقيقية. حين قابلت لويز فعلا وجدته إنسانا رائعا. أصبح بالنسبة لي بمثابة أب. كان شخصا يجعلك تحس بالألفة سريعا، وأعتقد أنه أحب الناس طوال حياته، وما هو مميّز به أنه لا يحمل ضغينة حتى على معتقليه. قال لي: «هذه كانت الحرب وهي انتهت»، وهذا ما أردت سماعه.

·        هل كان معنيا بأن يتم تحقيق فيلم عنه؟

- كان سعيدا بالفكرة، لكني لا أنسى أنه قال لي ذات مرة وأنا أخبره بأن موعد البدء بالتصوير يقترب: «لا تصنعي فيلما عن كم أنا عظيم. لا أريد أن أبدو متميزا. اصنعي فيلما يؤكد للناس أن في ذواتهم عظمة».

·        فيلماك يدوران، جزئيا، حول حربين مختلفين. إنهما ليسا فيلمي حرب، لكن الحرب هي بعض مضامينهما. هل ترين أن لديك اهتماما أكيدا بالحروب التي مرت أو التي نعيشها؟

- لدي اهتمام بالتأكيد بما يحدث حولنا، لكني صنعت كلا هذين الفيلمين لسببين مختلفين. «بلاد الدم والعسل» كان عبارة عن سؤال شغلني وأردت أن أبحث عن جواب له، وهو كيف يتحوّل جيران الأمس ومواطنو دولة واحدة إلى أعداء.. وهذا يحدث اليوم في غير مكان. لكن في «المتماسك» الوضع مختلف. لم أكن أبحث هنا عن حقائق لأعلنها، لأن الكتاب كان هو الحقيقة التي تكفيني لكي أستمد منها ما أريد. ما كنت أريده هو تأكيد ذلك الإيمان الذي لم يخبُ داخل لويز وهو يعايش واحدة من أصعب مراحل حياته. جابه القوّة التي فرضت عليها بقوّة الرفض في داخله.

·        ماذا يعني لك ذلك؟

- الكثير. لأنه ذكّرني بأننا نحتاج لأن نواجه الأوضاع الصعبة التي نعيشها اليوم بسبب هذه الحروب وأن ننتصر. ألا ننكسر. قوة عزيمته هي ما نحتاج إليه لكي نستمر في تأدية الرسالة.

·        اختلاف آخر بين عمليك هو أن الأول يعتمد على شخصية خيالية ولو أنها تبحث في الواقع، بينما الثاني هو عن شخصية واقعية..

- صحيح. زامبريني مات ونحن لم ننته من العمل على الفيلم. كان ذلك صدمة بالنسبة لي. لقد أحببته بالفعل. لهذا يعني لي الكثير.

·        لم يتسن له مشاهدة الفيلم؟

- حين دخل المستشفى كان في السابعة والتسعين من العمر، وأبلغت بأنه دخل المستشفى فأخذت الفيلم ولم يكن جاهزا بعد وعرضته عليه. كنت أرقب ردود فعله وهو يشاهد الفيلم. هذا كان له أثر إيجابي في نفسه وفي نفسي. كنا سعيدين بذلك.

·        كون الموضوع هنا حقيقيا يعني أنك كنت مطالبة باعتماد قدر أعلى من الواقعية؟

- نعم، لكن ذلك لم يكن يقلقني لأننا كنا ننطلق من كتاب يؤرخ كل شيء ومن سيناريو مكتوب بعناية كبيرة. لكني لم أكتف بذلك. كما قلت كلما تحدّث مع الآخرين، وأنا أتكلم عن رجل في التسعينات من عمره، كان لا يزال محبا وواثقا من أن كل فرد فيه شيء عظيم في داخله. كان متواضعا حيال تجربته. هذا لا تستطيع أن تكتبه في السيناريو بل عليك أن تجد طريقة لكي تضعه في الفيلم. تأمل أن أكون نجحت في ذلك.

·        كان لويز زامبريني رياضيا كذلك.. المثير في الفيلم أنه لم يتناول أيا من المراحل لأكثر من المدة المطلوبة مما خلق توازنا..

- نعم كان رياضيا فاز بسباقات جري وعاد إلى الرياضة مرّة واحدة بعد الإفراج عنه. بالنسبة إلى التوازن هذا كان بدهيا. هذه السيرة كانت تفرض على الفيلم مناخاته المتعددة. تابعناه، كما رأيت، حين كان صبيا وحين صار شابا، ثم حين التحق بالحرب وحين القبض عليه وما بعد. كل مرحلة عليها أن تكمل التي قبلها وتهيئ لما بعدها.

·        حين تحدثت إليك في أعقاب «بلد الدم والعسل» كنت واثقة من أنك ستواصلين العمل كمخرجة. وأرى أنك اخترت هذا المشروع في العام ذاته الذي انتهى فيه العمل على الفيلم السابق (2011). كيف ترين الوضع حتى الآن؟

- الإخراج هو بؤرة اهتمامي الآن. دافعي ما زال هو نفسه وهو تقديم الحكايات التي أريد تقديمها. تلك التي أرغب بها لأنها حكايات خاصة. عندي القدرة على أن آخذ مشروعا معينا وأضمن له كل ما يحتاجه من وقت وعناية واهتمام. الفيلم الأول علمني الكثير مما استفدت منه وأنا أحقق هذا الفيلم.

·        المشروع الأول كان مستقل الإنتاج.. الثاني غير مستقل.. هل من ضغوط؟

- إنتاجيا؟ لا. الضغط هو أنك مع ميزانية كبيرة عليك أن تحسن صرفها وإدارتها. هناك قدر محدد من المال لكل عمل ولا تستطيع أن تتجاوزه. عليك أن تصرفه في محله.. طبعا الأمر نفسه في كل فيلم، لكن المهمة صعبة أكثر في فيلم فيه طائرات وتصوير في البحر وإقامة معسكرات.. تعرف ذلك.

·        لديك فيلم قريب مع براد بت.. عنوانه «بجانب البحر» (By the Sea)..

- نعم.

·        طالما سمعنا عن أنكما تخططان له..

- لسنوات ونحن نبحث عن مشروع جيد. كنت فكرت بقصة هذا الفيلم قبل سنوات وأجلت العمل عليها مرات، ثم اتفقنا أن علينا أن نقوم بتحقيق هذا الفيلم الآن. لقد حان وقته.

·        هل من السهل أن تديري زوجك في فيلم تقومين بإخراجه وبطولته؟

- كمخرج تريد أن تحمي ممثليك جميعا وأن تساعدهم، وكممثلة أنا تحت ذات الرغبة. أعتقد أن التجربة مهمة لكلينا ونابعة من حب واحترام كل منا للآخر.

انطلاق فعاليات مهرجان الأقصر السينمائي اليوم بمشاركة 86 فيلمًا

يكرم المهرجان مجموعة من الفنانين مثل يسرا وإلهام شاهين

الأقصر - لندن: «الشرق الأوسط»

تنطلق بمدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، اليوم (الاثنين)، فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الأقصر الدولي للسينما الأفريقية، وسط أجواء تتسم بسحر نهر النيل الخالد وغموض الفراعنة، وبحضور وزيري الثقافة والرياضة بمصر، ومحافظ الأقصر محمد بدر، ورئيس الوزراء المصري الأسبق الدكتور عصام شرف.

وقال سيد فؤاد رئيس المهرجان في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، اليوم (الأحد)، إن الدورة الرابعة للمهرجان، التي تقام في الفترة من 16 إلى 21 من شهر مارس (آذار) الحالي تشارك فيها 31 دولة أفريقية، و10 دول تنتمي لقارات العالم المختلفة، وتشارك في مسابقة الصحافي المصري الراحل الحسيني أبو ضيف لأفلام الحريات، وهي المسابقة التي لا تقتصر المشاركة فيها على البلدان الأفريقية.

وأشار فؤاد إلى أن المهرجان سيشهد عروضا لعدد 86 فيلما داخل وخارج المسابقات الرسمية، وأن من بين حضور حفل الافتتاح الفنانة ليلى علوي التي يكرمها المهرجان، ومجموعة من الفنانين مثل يسرا وإلهام شاهين ومنة شلبي ومنال سلامة وسلوى محمد علي وفتحي عبد الوهاب وغيرهم من نجوم ونجمات مصر، بجانب مائة من كبار نجوم وصناع السينما بالقارة الأفريقية، وسفراء السنغال وكينيا وبوركينافاسو ومالي والكاميرون. ولفت إلى أن فعاليات الافتتاح تبدأ بكرنفال وسط نهر النيل ومعابد ملوك وملكات الفراعنة في شرق مدينة الأقصر.

وقال رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية إن الدورة الرابعة للمهرجان ستشهد تكريم المخرج خالد يوسف، والنجمة ليلى علوي من مصر، والمخرج إدريسا وإدراجو من بوركينافاسو الحاصل على جائزتين من مهرجاني كان وبرلين، بمناسبة تكريم سينما بوركينافاسو.

ويعرض في الافتتاح الفيلم الموريتاني «تمبكتو» إخراج عبد الرحمن سيساكو وسيناريو عبد الرحمن سيساكو، كيسين تال وتصوير سفيان الفاني، وموسيقى أمين بوهافة، وبطولة إبراهيم أحمد وتولو كيكي وأبيل جفري. ويعرض الفيلم كيف يعيش أهل «تمبكتو» في صمت فالأبواب مغلقة والشوارع خاوية حيث صارت الموسيقى، والشاي، والسجائر، والألوان الزاهية، والضحك، من الممنوعات.

وقال سيد فؤاد إنه تم تشكيل لجنة تحكيم دولية لكل مسابقة تتكون من 5 أعضاء، لافتا إلى أن لجان التحكيم بمسابقات الدورة الرابعة للمهرجان تضم نخبة من السينمائيين الأفارقة والمصريين الذي يمثلون مدارس فنية مختلفة، ويعبرون عن أغلب الاتجاهات السينمائية في القارة السمراء.

وأضاف أنه سيقام ضمن فعاليات المهرجان مجموعة من الندوات وورش العمل. في مقدمتها ورشة المخرج الإثيوبي العالمي هايلي جريما حول صناعة الفيلم.

وأوضح أنه ستقام أيضا ورشة عمل حول الرسوم المتحركة وتقوم بالإشراف عليها أنتونيا رنجبوم وهي مخرجة ورسامة في مجال أفلام التحريك.

وينظم المهرجان هذا العام مائدة نقاش مستديرة، يجتمع فيها عدد من النقاد السينمائيين الأفارقة، الذين يمثلون دولا ومناطق وأجيالا مختلفة، كما ينظم مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية ورشة النقاد السينمائيين الشباب التي يحاضر فيها الناقد السنغالي تييرنو إبراهيما ديا، رئيس تحرير موقع «إيماج فرانكوفون».

وكشف فؤاد عن قيام كلية الفنون الجميلة بالأقصر، بالتعاون مع كل من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية ومعهد جوته بالقاهرة ومؤسسة ستريت جرغوا ببرلين، بتنظيم سلسلة ورش عمل في مجال فن الفيديو كوسيلة إبداعية.

تفتح مساحة جديدة للتعبير والتواصل في ساحة الفنون التشكيلية عن القضايا الاجتماعية. كما يقام على هامش المهرجان مسابقة ومعرض للفنون التشكيلية تحت عنوان «وجوه وأقنعة».

الشرق الأوسط في

12.03.2015

 
 

غدا مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية.. فى نسخته الرابعة

بقلم: سعيد عبدالغني

إذا كانت أفلام السينما. لها أهمية خاصة فى عرضها فى دور العرض المحلية لكل دول العالم. فإن المهرجانات السينمائية باعتبارها الوعاء المهم جدا. لعرض أفلام السينما. الخاصة بكل أفلام العالم وأفلام دولها. وتحتل المهرجانات مساحة كبيرة. بأعدادها فى كل دولة. ومنها مهرجانات محلية. ومهرجانات دولية. ومهرجانات تسعى للحصول على صفة الدولية. 

والمهرجانات السينمائية التى تحظى بالصفة الدولية. يصل عددها إلى 12 دولة. منها مهرجان الأوسكار. وكان. ومهرجان القاهرة السينمائى الدولى.

وفى مصر الآن أكثر من 15 مهرجانا. منها على سبيل الذكر. مهرجان الإسكندرية السينمائي. والمهرجان القومى للسينما المصرية. ومهرجان جمعية الفيلم المصري. ومهرجان الإعلام والدراما. والإسماعيلية. وبورسعيد. وسينما الأطفال. ومنها مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية. ومهرجان الأقصر للسينما الإفريقية. الذى ستبدأ دورته الرابعة غدا يوم 16 مارس الحالي. وتستمر فعالياته حتى السبت 21من مارس الحالي!.

وتشترك فى المهرجان 31 دولة بعروض أفلام أو مشاركة فى لجان التحكيم. والندوات والورش. وتشترك 10 دول من خارج القارة السمراء فى مسابقة. أفلام الحريات! ومع أقسام المهرجان وأفلامها المشاركة فى المسابقات!.

- أفلام الحريات. قسم خاص: 

يحمل اسم شهيد الصحافة المصرية الحسينى أبوضيف. وتضم أفلاما من خارج القارة الإفريقية. منها أفلام الجنوب إفريقى. حلم شهر زاد. والرواندى. والحياة فيما بعد. والنيجيرى. البحث عن فيلا. وفيلم. الثمن الأغلي. ومن تنزانيا. فيلم. قصتنا - ومن ناميبى فيلم - تربرج إلى ووتبرج - والمصرى. فيلم - موج - والفلسطيني. المطلوبون 18- والجزائرى فيلم. الشيخ عبدالقادر. والكندى. فيلم- بعد 11 سبتمبر- والجنوب إفريقى فيلم - المعجزة الملعونة. والموريتاني. فيلم. تمبكتو!.

- قسم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة: 

التى تتنافس على جوائز المهرجان منها أفلام - الرواندي. لاشيء حلو. والمغربي. إطار الليل. والكوت ديفواري. فيلم- ران- والسنغالي. أرض الأمل. والأثيوبى فيلم- بيتى عمار- والجزائري. فيلم. الوهرانى والنيجيرى. فيلم. أول أكتوبر.- والبوركينى. فيلم. إيف. والفيلم المصرى. الفيل الأرزق. بطولة كريم عبدالعزيز. خالد الصاوى. نيللى إخراج مروان حامد. 

- مسابقة الأفلام القصيرة: 

يشارك فيها 16 فيلما. منها التنزانى سمكة الأرض- التونسي. نيران- السوداني. جوبا- النيجيرى دعمى الأمريكي. والمغرب فيلم. فاكهة محرمة. والأوغندي. فيلم. أسهر على راحتى والكونغولي. ماتنجا. والفيلم المصري. لحظة!.

- مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة: 

الفيلم الكونجولى. امتحان الدبلوم. وفيلم السنغال. كلمة واحدة - والمدغشقري. طريقة مدغشقر. والفيلم البنيني. حكمة المعاناة ممر الحرية. والجنوب إفريقى. سقوط عمال المنجم - والتونسى. فيلم. على هذه الأرض. والسودانى. إيقاعات أنطونوف. والفيلم المصرى جاى الزمان!.

- ونأتى إلى التكريمات: 

تم اختيار ثلاثة نجوم من أبرز صناع السينما كما ذكرت إدارة المهرجان. هم النجمة ليلى علوي. والمخرج خالد يوسف وإدريسا وادرجو من بوركينافاسو لتكريمهم فى افتتاح المهرجان، وقد أعلنت إدارة المهرجان أيضا. عن أن المهرجان قد استحدث درعا يحمل اسم طلعت حرب. سيتم إهداؤه للمهندس نجيب ساويرس تقديرا لدوره الكبير فى العمل على إنشاء عدد كبير من دور العرض السينمائى بمدينة الأقصر لدعم السينما والثقافة وتكريم النجمة ليلى علوي. يرجع لأنها أثرت السينما بالعديد من الأدوار سواء كممثلة أو كمنتجة. حيث أسهمت فى تقديم تجارب مختلفة عن الأفلام السينمائية التجارية السائدة!.

وبالنسبة لتكريم المخرج خالد يوسف. أعلنت إدارة المهرجان أن تكريمه. يرجع إلى أنه قدم العديد من الأفلام السينمائية عن المهمشين والفقراء. ويعرض له فى المهرجان ثلاثة أفلام. هى فيلم. كف القمر. وفيلم. هى فوضي. وفيلم. حين ميسرة.

أما المخرج البوركينى إدريسا وادراجو. فهو تم تكريمه لمجهوداته السينمائية صاحبة الرسائل المهمة. وهو المخرج حاصد الجوائز من عدد كبير من المهرجانات العالمية.

وأهدت إدارة المهرجان الدورة الحالية- رقم 4- لروح الفنان الراحل خالد صالح. كما سيصدر المهرجان كتابا خاصا عن النجم الراحل ومشواره الفني. وهو من إعداد الناقد السينمائى طارق الشناوي!.

أما بالنسبة للجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة الرسمية فتكون من المخرج تمينى بصوري. والكاتب يمانى ديميس. والمخرج المصرى سعيد حامد. والمخرجة فانتاريجيليتا والنجمة المصرية منة شلبي!.

وأما لجنة تحكيم المسابقة الخاصة بالأفلام التسجيلية فتتكون من المؤلفة. درة يوشوشة. والمخرج سيدى فسار. ومدير التصوير عمر شفيق والمؤلف مدحت العدل. والمخرج مجدى أحمد علي.
ونرجو النجاح الكبير للدورة الرابعة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية! 

الرحلة إلى باريس

أنا الآن. مع مجموعة العمل. التى ستتحمل مسئولية. هذا الفيلم الخطير. الذى قرأت كل تفاصيله. قبل الموافقة على القيام ببطولته مع مجموعة من النجوم. الذين سيصورون أحداث الفيلم فى باريس. وهم أولا. جميع العمال الفنيين فى الإضاءة والتصوير. والمخرج نادر جلال. والسيناريست بشير الديك. والممثلون. يوسف فوزى وحسن حسين. وخليل مرسي. وطبعا النجمة البطلة نادية الجندى أمل- وأنا طبعا باسم- بوتا- فى الفيلم. وقد أحضرت معي. مجموعة من الملابس الخاصة بى. والتى سأظهر بها. فى أحداث الفيلم والحمد لله. أن جميع ما أحضرته من ملابسى. كانت تحقق تماما شخصية - بوتا- الذى يعيش فى باريس. وتواءما مع ملابس الفرنسيين والموضات التى تشتهر بها باريس. فى عام 1990 وما قبله. ومعى فى الطائرة منتج الفيلم الصديق محمد مختار. وطوال الرحلة من مصر إلى مطار العاصمة باريس. والغريب أننا لم نتحدث عن موضوع الفيلم وأحداثه. مع كل الأبطال والعاملين فى الفيلم. وكانت الرحلة. هادئة. وصامتة أحيانا. ومليئة بالضجة. والضحك طوال الرحلة. حتى وصلت بنا الطائرة إلى المطار. ونزلنا جميعا وكل منا. ينتظر متعلقاته من الطائرة. وكانت أجهزة الإضاءة والتصوير. بدائية. فأجهزة الإضاءة. ضخمة جدا. واحتاجت وقتا طويلا لخروجها من الطائرة. ولم تكن هناك أى اعتراضات أو تعطيل فى خروج الأجهزة. وأبطال الفيلم جميعا. وركبنا السيارات التى كانت تنتظرنا. خارج المطار. وبها فى كل سيارة سائق عربي. أو فرنسي. فى انتظارنا. وقامت السيارات بتوصيلنا إلى أوتيل كونكورد لافايت. وهو واحد من أهم الأوتيلات- اللوكاندات. فى باريس. وينزل فيها كثير من الشخصيات المهمة من كثير من الدول. وخاصة الدول العربية!

ودخلنا إلى صالة الأوتيل الرائع. وفوجئت بوجود زميلى الصحفى بالأهرام يوسف فرنسيس الذى كان رئيسا لقسم السينما فى الأهرام. والذى تسلمت منه أنا رئاسة القسم ورحب بى وبمجموعة نجوم الفيلم. ونحن نسلم أوراقنا للمسئولين فى الأوتيل. وإذا بجماهير المعجبين بنجوم السينما المصرية الذين حضروا لتصوير فيلمهم فى باريس. ورحبوا بنا بشكل كبير. وأصروا على عزومتنا. فى كافيه كبير بنفس الأوتيل وتبادلنا معهم. الحديث حول رحلتنا. ومدة إقامتنا وأبدوا استعدادهم للتعاون فى تسهيل كل أمور قد نحتاجها فى عملنا السينمائي!

وبعد كل هذه الترحيبات. صعد كل منا إلى حجرته أو الجناح الخاص به. والصديق المنتج محمد مختار يقوم بترتيب الأمور. وذهب كل منا إلى مكانه المحدد. 

ودخلت الجناح الخاص بي. وأخرجت ملابسى من حقيبتين بهما الملابس والاحتياجات الخاصة بي. وسمعت أجراس التليفون الموجود فى الغرفة. وكان المتحدث هو الصديق المنتج محمد مختار. يطمئن على راحتي. وبعد الاطمئنان. قلت له. يا صديقى علينا. أن نعمل اجتماعا لكل الزملاء مساء الغد لكى نتحدث معا. عن طريقة التعامل مع بعضنا. قبل التصوير. وإبداء الأساليب المطلوبة. وكل طلبات العاملين فى الاجتماع ستكون على نفقتى الخاصة أبطالا وعمالا. ووافق الصديق على هذا الاقتراح. وجلست بعد أن غيرت ملابسي. وجلست أمام شبه مكتب جميل. أراجع أحداث سيناريو الفيلم بهدوء. قبل أن أنام!

وإلى لقاء!. 

نجوم كانوا وأصبحوا النجم سيلفستر ستالونى

النجم الشهير سيلفستر ستالونى. هو الآخر من الذين كانوا. وأصبحوا. كان يكافح فى بداياته للحصول على فرصة لدخول عالم التمثيل بأى شكل. وبأى وسيلة. لكن حظوظه كانت ضئيلة جدا. لتحقيق حلمه. بالدخول فى عالم الفن. كممثل فى عالم السينما!

فاضطر إلى العمل فى مهن عديدة. بعضها محرج جدا. والبعض الآخر أقل إحراجا ليتمكن من تأمين قوته. كان ذلك فى عام 1969. وكان لم يجد أمامه عملا محترما. فاضطر أن يعمل كبواب سينما فى مدينة نيويورك. وكمساعد طاه للمأكولات السريعة. أما أسوأ عمل له فكان منظف أقفاص فى حديقة حيوانات ـcentral parkzoo حيث كان يتقاضى 1012 دولارا أمريكيا فى الساعة لتنظيف أقفاص الأسود من - البراز- والأشياء الأخرى التى يتسبب فيها الأسود فى أقفاصهم. وفى تلك الفترة من حبه فى التمثيل كتب إستالونى سيناريو فيلمه الأنجح والأشهر على الإطلاق. وهو فيلم - روكى وعرضه على منتجين عديدين. مشترطا أن يؤدى هو دور البطولة. إلى أن عثر أخيرا على منتجين وافقوا على مطلبه. لأنه كان فعلا شكلا وجسدا قويا. وجرأة. وإصرارا على أن يكون هو البطل. بموافقة المنتجين على طلبه ومنذ ذلك الحين تغيرت حياته. وأصبح نجما شهيرا. وانضم إلى نجوم. كانوا. وأصبحوا! وقدم مشوارا طويلا فى أفلام عديدة ناجحة جدا. ومعظمها. مثل البطل الذى لقبه فى السيناريو. الخاص. بروكي. الذى فتح له أبواب الشهرة والنجومية!. 

الأهرام المسائي في

15.03.2015

 
 

رحيل "محمد وفيق"أشهر ضابط مخابرات على الشاشة

بقلم: شريف نادى

هناك دائما أعمال لا تكتمل إلا بوجود عناصر فنية تعد أهم من نجم العمل نفسه هكذا كان حال الفنان محمد وفيق صاحب أشهر الأعمال الدرامية على الشاشة، والذى شيعت جنازته من مسجد الحصرى عقب صلاة العصر بحضور نقيب المهن التمثيلية، ونبيل الحلفاوي، أشرف زكي، أحمد بدير، أحمد صيام، إنعام سالوسة، أحمد صلاح السعدنى و أسرة الفنان الراحل، ليدفن بعدها بمقابر العائلة.

وجاءت وفاة الفنان محمد وفيق بعد رحلة مع المرض نتيجة مشاكل فى القلب والكلي، لتتدهورالحالة الصحية فى الفترة الأخيرة ويفارق الحياة بعد رحلة من العطاء الفنى استمرت لما يقرب من 35 عاما، حيث يعد وفيق واحدا من النجوم الذين برزوا خلال فترة الثمانينيات، رغم أن بدايته الفنية كانت فى فترة السبعينيات إلا أن مساحة الأدوار المحدودة التى قدمها كانت كفيلة لأن تتنبأ بمولد نجم كبير فى المستقبل، وعلى الرغم من بداياته السينمائية إلا أن اغلب اختياراته جاءت لصالح التليفزيون ليشارك فى عدد من الأعمال الناجحة والتى تركت بصمة مع الجمهور وحفرت إسم محمد وفيق مع المشاهد، ومن بينها "بوابة الحلواني، ليالى الحلمية، رأفت الهجان، الأصدقاء، وعدد من الأعمال الدرامية الأخري.

وللفنان الراحل عدد من الأعمال التى كان يجرى تصويرهم استعدادا لعرضها فى شهر رمضان المقبل وهم "ألف ليلة وليلة" والذى يلعب بطولته الفنان شريف منير ونيكول سابا وإخراج رؤوف عبدالعزيز، ومسلسل "تحت السيطرة" بطولة هشام سليم ونيللى كريم، وتأليف مريم ناعوم، وإخراج تامر محسن، ومسلسل "مولانا العاشق" بطولة مصطفى شعبان، ودينا، تأليف أحمد عبدالفتاح، وإخراج عثمان أبولبن.

وللفنان الراحل العديد من الأعمال الفنية التى صنعت نجوميته على مدار سنوات عديدة كان أبرزها عبدالعزيز الجبالى ضابط الاستخبارات المصرية فى مسلسل رأفت الهجان، وليالى الحلمية بداية من الجزء الثاني، شارع المواردي، "السيرة الهلالية "بشخصية "الزناتى خليفة"،"هرقل" فى "محمد رسول الانسانية"، "الصعود الى القمة" بشخصية "محمد بن أبى عامر" الذى أسس الدولة العامرية فى الأندلس، و"الخليفة المعتمد" فى "الامام الطبري" و"طارق بن زياد" فى "بلاط الشهداء" و"نابليون بونابرت" فى "الابطال" و"الخديو إسماعيل" فى "بوابة الحلواني") والشيطان فى "ساعة ولد الهدي".

وكذلك عدد من الأفلام الذى لم يتخطى 16 فيلما كان أبرزهم مثل "الرسالة" الذى قدم فيها شخصية عمرو بن العاص، فيلم (الهروب) إخراج عاطف الطيب، حيث قام بدور الضابط البراجماتى (فؤاد الشرنوبي) الذى عاد لتوه من أمريكا محملًا بأساليب أمنية جديدة، "وثالثهم الشيطان" لكمال الشيخ،"حكاية نص مليون دولار" و"قضية سميحة بدران". 

مهرجان "المرأة العربية السينمائى" فى لاهاى يبحث عن توسيع رقعة عروضه

بقلم: خالد عيسى

استطاعت الدورة الخامسة من مهرجان المرأة العربية السينمائى فى لاهاى أن تجذب شبابا معنيين بالسينما وقضايا المرأة العربية، يضاف إلى ذلك حضور كبير للجمهور الهولندى والعربى فاق بكثير الدورات الماضية، ربما تضع هذه النقاط المنظمين أمام مسئولية تقديم صورة أكثر شمولية واتساعا عن المرأة العربية من خلال مضاعفة عدد الأفلام الجادة التى تتناول قضايا المرأة.
"الأهرام المسائي" تابع المهرجان وتحضيراته منذ البداية وقدم أفكارا ربما تساهم فى تدعيم وإرساء أهداف المهرجان خاصة توسيع رقعة العروض على غرار المهرجانات العربية فى هولندا التى تقدم عروضها فى أكثر من مدينة واحدة، ولعل توأمة مع مهرجانات سينمائية عربية وأوربية معنية بقضايا المرأة سيفتح آفاقا أكبر للمهرجان.

تقول آسيا ريان مديرة المهرجان: إننا بالفعل نتوق إلى مثل هذه الشراكات وربما اتخذنا عدة خطوات على الطريق بالتواصل مع إدارات العديد من المهرجانات العربية والأوربية، وربما تشهد الدورة القادمة تفعيلا لتلك الأفكار.

وكان مهرجان المرأة العربية السينمائى فى لاهاى قد اختار محور "الأم العربية والأمومة" إضافة إلى القضايا الاجتماعية للمرأة العربية عبر 16 فيلماً روائياً وقصيراً ووثائقياً عرضت على مدى ثلاثة أيام وسط العاصمة السياسية لهولندا.

وكان الافتتاح بتوقيع المخرج المصرى أحمد عبدالله مع "ديكور" حيث تعيش مصممة إنتاج مصرية تدعى مها مشاكل نفسية تجعلها تخلط بين الواقع والوهم، وكان يمكن للفيلم أن يكون أكثر تأثيرا على المشاهد لولا سقوطه فى الكوميديا غير المبررة والتى أفرغت الفيلم من طابعه الجاد. 

وعلى غرار الدورات الماضية عرض المهرجان أفلاما وثائقية وروائية لمخرجين عرب وأجانب تناولت القضايا الاجتماعية للمرأة العربية.

وعن التركيز على البعد الاجتماعى فى قضايا المرأة العربية قالت آسيا ريان. 

"نركز فى مهرجان المرأة العربية السينمائى على الأفلام التى تتمحور على القضايا الاجتماعية، وهذا يساعدنا على اختيار أفلام عن واقع المرأة من داخل المجتمعات العربية، ومن مختلف المواقع والشرائح، فنحن نهتم بالأفلام التى تتناول المرأة العربية من عدة زوايا، باعتبارها أما أو أختا أو زوجة، أو موظفة أو عاملة أو ربة بيت، وهذا يمنحنا مساحة أكبر لتقديم المرأة العربية فى المجتمع الاوروبى وبهذه الطريقة أيضا نمد جسرا بين ثقافة المرأة العربية والمرأة الأوربية".

ولم يقتصر الاهتمام الهولندى على الجمهور الهولندى من عشاق الفن السابع وإنما شمل وسائل الإعلام التى قامت بتغطية فعاليات المهرجان، كما حضرت شخصيات سياسية مثل البرلماني الهولندى أحمد مركوش الذى أشاد بالمكتسبات الجديدة للمرأة فى العالم العربى الذى قال إن صورة المرأة العربية فى الغرب هى غالبا صورة سلبية، إذ تقترن بانتهاك حقوقها، وخاصة حينما يكون الموضوع مرتبطا بالإسلام، وفى نفس الحال نرى هذه الصورة قد تغيرت مع الربيع العربى فقد نزلت المرأة إلى الشارع للمطالبة بحقوقها وكرامتها، وقد شهدت السنوات الأخيرة حضور المرأة فى الإعلام الهولندى كمناضلة، وهذا تغير كبير وهام.

وفى محور الأم العربية والأمومة عرض المهرجان ثمانية أفلام روائية ووثائقية منها الفيلم الفرنسى الروائي الطويل "ابن الآخر" للمخرجة الفرنسية لورين ليفى التى حاولت تجنب الطابع السياسي عند تناولها لموضوع فيلمها الذى يروى عملية تبادل خاطئ للرضع بين عائلتين فلسطينية وإسرائيلية أثناء خروجهما من مستشفى حيفا بعد الولادة، وبعد اكتشاف الشابين لأصل هويتهما، تطفو على السطح أسئلة بديهية ومؤلمة، حيث يتساءل يوسف إن كان سيبقى يهوديا مع أن أمه فلسطينية، خصوصا عندما يفاجئه جواب الحاخام بأنه قد فقد يهوديته فور اكتشاف الأمر.

اختتام المهرجان كما افتتاحه كان بفيلم مصرى حمل عنوان "أم غايب" للمخرجة المصرية نادين صليب وهو اشتراك مصرى هولندى والحائز على جائزة الجمهور الخاصة من مهرجان إيدفا IDFA لعام 2014 وجائزة FIPRESCI لأفضل فيلم وثائقي من مهرجان أبوظبى السينمائى لعام 2014. تدور أحداث الفيلم حول حنان أو أم غايب وهو اللقب الشعبى الذى يطلقه أهل البلدة الجنوبية على المرأة التى تتأخر فى الإنجاب فلا يقال لها "عاقر" ولكنها م لطفل لا يزال غائبا فى رحم الغيب. 

الأهرام المسائي في

15.03.2015

 
 

أسامة عبد الفتاح يكتب:

"خارج الخدمة".. "تانجو أخير" في القاهرة

** أداء متميز لشخصيات على هامش المجتمع موجودة بالمعنى المادي لكنها في الحقيقة غائبة

** تدور الأحداث خلال عهد الإخوان حين كان معظم المصريين يكتفون بالفرجة ويشعرون باليأس

احتاج المخرج محمود كامل إلى تقديم أربعة أفلام روائية طويلة دون المستوى، "أدرينالين" و"عزبة آدم" و"ميكانو" و"حفلة منتصف الليل"، حتى يتوصل إلى لغته السينمائية الخاصة، ويصنع فيلما جيدا ومتماسكا لا يسير - كما في "عزبة آدم" - على "باترون" سينما العشوائيات، ولا يسعى - كما في الأفلام الثلاثة الأخرى - لتقليد الأفلام الأمريكية من دون امتلاك القدرة على ذلك، وإن كان يبدو متأثرا بالسينما الأوروبية، وتحديدا عالم المخرج الإيطالي الكبير برناردو برتولوتشي.
وأقصد فيلمه الخامس "خارج الخدمة"، الذي بدأ عرضه تجاريا في مصر 25 فبراير الماضي، من تأليف عمر سامي وبطولة أحمد الفيشاوي وشيرين رضا، والذي يستعيد - مع الفارق الكبير بالطبع - بعض أجواء فيلم برتولوتشي الشهير "التانجو الأخير في باريس" (1972)، الذي قام ببطولته النجم الكبير مارلون براندو وماريا شنايدر، والذي أثار جدلا واسعا لدى عرضه بسبب مشاهده الجنسية الفجة.

لا يحتوي فيلمنا بالطبع على مشاهد مماثلة، وإن كان يقوم على الفكرة الرئيسية التي يطرحها الفيلم الإيطالي - الفرنسي، وهي اجتماع رجل وامرأة، من دون سابق معرفة، في شقة، والألعاب الخطيرة الناجمة عن هذا اللقاء، بما فيها الجنس العنيف، الذي يقدمان عليه في تحفة برتولوتشي قبل حتى أن يعرف كل منهما اسم الآخر، وهو ما يتكرر في "خارج الخدمة"، حيث لا يعرف الصعلوك "سعيد" (الفيشاوي) اسم الأرملة الوحيدة "هدى" (شيرين رضا) إلا بعد أن يتم اللقاء الجنسي بينهما، والذي تسميه هي "اغتصابا"، إلا أننا نعرف فيما بعد أنه تم برضاها، وأنها سمحت للغريب بدخول حياتها ليقتل معها وحدتها ويطفئ ظمأها العاطفي.
ومن أخطر ألعاب اللقاء المثير، المخدرات، التي يعتبرها الاثنان ملجأ مما هما فيه، حيث يهرب إليها هو من بؤسه وديونه، وتستعين بها هي على وحدتها.. إلا أنني آخذ على الفيلم الإفراط في مشاهد تعاطي المخدرات، لا من الناحية الأخلاقية أو حتى الجمالية، ولكن من ناحية التكنيك، حيث تتكرر تلك المشاهد بشكل ستاتيكي نمطي، وتتكرر أيضا ردود أفعال الشخصيتين بعد تناولها، مما يصل في بعض الأحيان إلى درجة الملل، ويهدد تدفق السرد الدرامي.
على الهامش

يدور الفيلم حول شخصيات على هامش الحياة والمجتمع، موجودة بالمعنى المادي لكنها في الحقيقة غير موجودة، مثل الحاضرين الغائبين، أناس "خارج الخدمة"، تماما مثل مصعد العمارة المعطل.. ويمكن اعتبار الفيلم أيضا عملا عن حزب "الكنبة"، التي تستضيف كثيرا من المشاهد، والتي يكتفي الجالسون عليها - ومنهم بطلانا - بالفرجة، سواء على المجتمع من خلف زجاج النوافذ، أو على التليفزيون، الذي يبدو هو الآخر مثل الحاضر الغائب، حيث يعمل طوال الوقت، وتثبته البطلة على القنوات الإخبارية، من دون أن يؤثر ما يبثه على أحد، إذا التفت إليه أحد أصلا.

ونفهم مما يبثه التليفزيون أن الأحداث تدور خلال الفترة التي استولت فيها عصابة الإخوان على الحكم، والتي كان معظم المصريين خلالها "خارج الخدمة"، يكتفون بالفرجة، ويشعرون باليأس والإحباط والخوف على بلادهم التي كان حكم الإخوان ينذر بتحويلها إلى أفغانستان أو صومال جديدة.. ولا يعني ذلك بالطبع أنهم كانوا يهربون جميعا إلى المخدرات أو يخوضون علاقات جنسية خارج مؤسسة الزواج مثل بطلي الفيلم، ولكن أقصد أن الفيلم توقف عند لحظات خيم فيها اليأس على مصر، وساد شعور عام بأنه تمت سرقة ثورة الوطن، بل الوطن نفسه.

يعكس الفيلم وصول محمود كامل أخيرا إلى مرحلة النضج، وساعده في إنجاز العمل على هذه الصورة الجيدة فنيون متميزون على رأسهم مدير التصوير الفنزويلي أرتورو سميث، الذي كانت مهمته صعبة في التعبير عن أعماق الشخصيتين الرئيسيتين رغم التصوير معظم الوقت داخل الشقة بإمكانيات ضعيفة وخيارات محدودة، وذكرني في هذا الصدد - والقياس مع الفارق الكبير بالطبع - بأسطورة التصوير الإيطالي الشهير فيتوريو ستورارو، الذي قام بنفس المهمة في "التانجو الأخير في باريس".

تميز أيضا بطلا الفيلم، اللذان تحملا ضغطا كبيرا لتركيز الكاميرا معظم الوقت على وجهيهما وردود أفعالهما، من دون ماكياج أو تصفيف شعر إلا بغرض التقبيح، وقد نجحا بلا شك، فكان الفيشاوي متمكنا كعادته، وحافظ باقتدار على ظهره مقوسا ليعبر بالمظهر الخارجي عن التشوهات الداخلية للشخصية.. أما شيرين رضا، فأدت أفضل أدوارها على الإطلاق منذ بدأت التمثيل، وأعلنت للجميع أنها جاهزة للمشاركة في أي نوعية درامية.

جريدة القاهرة في

15.03.2015

 
 

"عيون الحرميّة": المقاوِم ذَكَر وبطل وخارق

حسن الساحلي

تعيش شخصيات فيلم "عيون الحرميّة"، الذي عُرض أمس ضمن مهرجان أيام بيروت السينمائية، خارج الزمن الفيلمي أو خارج منطقه

فلا تحاول المخرجة الفلسطينية، نجوى نجار، تبرير مصائر شخصياته المنافية لأي منطق. فهي بوضع يدها على موضوع أكبر من هذا التبرير، تبعد التفاصيل الأخرى الى الهامش. يخرج طارق (الشخصية الرئيسية) من السجن بعد 10 سنوات على دخوله، بعدما قتل 11 جنديا إسرائيليا. يخرج ليفاجأ بموت زوجته واختفاء ابنته الوحيدة. يبدأ الزمن الفيلمي قبل اعتقاله بوقت قصير ثم يقفز حتى خروجه. لا نعرف أي شيء عن السنوات العشر التي قضاها في السجن والتي لا نعلم ان حاول خلالها معرفة مصير عائلته!

 

يحاول إيجاد ابنته. يقولون له نابلس، فيذهب. لكنه محتاج إلى عمل، فيوظّفه أحد النافذين في المدينة كعامل في شبكة المياه، ويُسكنه في معمل الخياطة الذي يملكه. نكتشف بعد حين أن ابنته التي لا يتجاوز عمرها العشر سنوات بكثير، قد تبنّتها امرأة جزائرية (المغنية الجزائرية سعاد ماسّي) وتشتغل في معمل الخياطة نفسه الذي يعيش فيه! تخلق علاقة وديّة بين طارق وابنته، خصوصاً بعد علمه بمقاومتها الجيش الإسرائيلي من خلال رمي النفايات عليهم. نكتشف بعد حين أن الفتاة تشارك في عمليات سرقة مع مجموعة من الأطفال، ويأخذ طارق وعداً منها بأن تتوقف عن السرقة في حال ساعدها في تعلّم لعبة البلياردو! 

يشبه "طارق" شخصيات أفلام الأبطال الخارقين الأميركية. فهو، في تحوّله الى أسطورة بعد قتله عدداً كبيراً من الأشرار (الجنود الإسرائيليين) بمفرده، وببارودة بدائية الصنع، يكرّس قدراته الخارقة. كأن إنقاذ الشعب الفلسطيني من مآسيه يتطلب بطلاً خارقاً يحمل من القدرات ما يفتقده الفلسطيني "العادي". يخرج البطل الخارق من السجن، ليجد أنه، وخلال غيابه، عاد الأشرار (العملاء) إلى حكم الضعفاء من خلال شخصية العميل (عادل) المسيطرة على حياتهم. يتآمر عادل ضد أهله من خلال بيعه مياه المدينة إلى المستوطنات الإسرائيلية. يفضحه طارق في آخر الفيلم ويعيد المياه المسروقة الى أهلها.

لا يتكلم طارق كثيراً خلال الفيلم، فهو في قدومه من عالم البطولة الخاص لا يحتاج الى ذلك. يأخذ موقع المتفرج أو المراقب لتفاصيل يوميّات الفلسطينيين. بسطاء هم، بحسب ما تحاول صانعة الفيلم إبرازهم. يشاهدون مباريات كرة القدم أو برامج الطبخ من دون إكتراث للتطورات السياسية، يجلسون في المقهى بلا عمل بسبب سوء الأحوال الإقتصادية. تبرر جلوسهم هذا خطابات متفرقة عن اختفاء فرص العمل وظلم الإحتلال.

تنقسم شخصيات الفيلم بين كبار في السن وأطفال. لا وجود لذكور شباب بينهم سوى طارق. لا مكان للشباب خارج الصورة النمطية التي تحملها صانعة الفيلم عن الفلسطيني. ففي حال وجودهم، لا يكونون إلا أبطالاً. يسيطر عليهم عادل العميل، الذي يسرقهم من دون علمهم ويحفّزهم على التخاذل أمام الجنود الإسرائيليين من أجل لقمة العيش. يساعدهم في المقابل من خلال تقديم تصاريح للخروج من المدينة.

ينقسم المجتمع الفلسطيني، بحسب الفيلم، الى قسمين. الفلسطينيون البسطاء الذي يتعاطفون مع حركات المقاومة، ويمثلون معسكر الخير. وهناك المتعاملون مع الإسرائيلي والناقمون على من يحاول مقاومة هذا الوضع، ويمثلون معسكر الشر. لا مكان في الفيلم لما يخرج عن هذا التنميط. لا نساء فاعلات كذلك. أخذت المغنية الجزائرية سعاد ماسّي دور المرأة التي تتبنى ابنة البطل. لا تقول خلال الفيلم سوى كلمات معدودة، وتبدو شبه مستسلمة لقدرها. هي جزائرية بينهم ومتفرّجة، لكن طارق يذكّرها بأنها أكثر من ذلك. فهي، بحسبه، ابنة بلد المليون شهيد وهذا ما يمكن أن يساويها معهم.

"سوبر هيرو" فلسطيني، أخذ دوره خالد أبو النجا، وكانت صانعة الفيلم وصفته بالرمز الثوري وبرّرت إعطاءه الدور رغم جنسيته المصرية. فرمزيّته، بحسبها، تعطي شحناً إضافياً للدور. صوّر الفيلم بطريقة الكاميرا المحمولة لإضافة الطابع التوثيقي الواقعي. حاولت المخرجة تعبئة الفراغ الكبير في السيناريو والحبكة، باستعمال مكثف للموسيقى التي زادت في ابتذال مَشاهد الفيلم المفتعلة. لم يشفع للمخرجة استعمال مشاهد "فلاش باك" من عملية قتل الجنود الإسرائليين، والتي عرضتها بشكل متقطع، خلال كامل وقت الفيلم، لإقناع المشاهد ربما بأن أسطورة البطل المقاوم يمكنها تعويض الضعف الذي يتسم به العمل. 

فيلم يحاول أن يكون جماهيرياً، لكنه يفشل. فالفيلم التجاري بحاجة الى أكثر من تسريع المونتاج واختيار نجوم معروفين. هناك منطق خاص يجب أن يكون موحّداً في هذا النوع من الأفلام وليس مجرّد قصّة مفتعلة تحاول الإستفادة من التعاطف مع القضية الفلسطينية، ربما للجمع بين طرفي المجد: القضية والنجاح التجاري.

المدن الإلكترونية في

15.03.2015

 
 

حوار: الذين قالوا "لا" للجمهورية الإسلامية

محمد موسى

في صيف عام 1988، وقبل أشهر قليلة من انتهاء الحرب الإيرانية العراقية، قامت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الإيرانية بتصفية مئات، ويقال الآلاف، من الموقوفين السياسيين في سجونها، والمنتمين في أغلبهم لحركات سياسية يسارية. أحيطت المجازر تلك بالكتمان، ولن تصل أخبارها ولسنوات عديدة إلى العالم الخارجي، كما ستبقى مجهولة  في إيران نفسها. في بدايات هذه الألفية، بدأ إيرانيون يعيشون خارج بلدهم، ومنهم من كان في تلك السجون وقتها، أو من الذين فقدوا أحباب لهم فيها، بتنظيم أنفسهم من أجل مُقاضاة  الحكومة الإيرانية على ما اقترفته  في عام 1988، وفي السنوات التي سبقت ذلك العام أيضاً. جهود الإيرانيون ستثمر في عام 2012، عندما نظموا محكمة شعبية دولية  توزعت جلساتها على العاصمة البريطانية  لندن ومدينة لاهاي الهولندية.

يُصور المُخرج الإيراني المقيم في السويد نيما سروستانى محاكمة مدينة لاهاي في فيلمه التسجيلي "الذين قالوا لا". يبقى العمل التسجيلي ولحدود كبيرة داخل قاعة المحكمة، مُسجّلاً شهادات الإيرانيين الآتين من دول عديدة، لاستحضار تلك الأوقات العصيبة من حياتهم. وبرغم  أن كاميرا المخرج ذهبت إلى السويد واليابان وحتى إيران في سعيها لإعادة  تجميع قطع الصورة المتشظية  للناس والوقائع، إلا أن تميُّز الفيلم يتجسد بنقله الفنيّ الحساس لتفاصيل حدث مفصلي زائل، لا يمكن إعادة تمثيله. ينقل الفيلم مجموعة كبيرة من الشهادات والتي يتم توليفها على نحو زمني تصاعدي، لتُقدِّم صورة بانورامية مُعمقّة عما حصل في السجون الإيرانية عام 1988، مُلتقطاً في طريقه لحظات عاطفية مؤثرة من أجواء المحكمة ومن خارجها.

عن فيلمه "الذين قالوا لا"، والذي عُرض قبل أشهر في مهرجان "أدفا" الدولي للسينما التسجيلية  وسيُعرض في نهاية شهر مارس الجاري ضمن مهرجان "Movies that Matter " في مدينة لاهاي الهولندية، كان هذا الحوار مع المخرج نيما سروستانى.

        ربما لا زال كثيرون لا يعرفون ماذا وقع في عام 1988 لمعتقلين سياسين إيرانيين، هل لك أن تختصر لنا الأحداث تلك، وأين كنت وقتها؟

يبدو عام الثورة الإسلامية الإيرانية الأول، بكل عنفه، بريئاً وبلا دماء عندما يُقارن بالعقد الذي سيعقبه، والذي وصلت المجازر فيه إلى ذروتها  في عام 1988. ففي نهاية شهر يوليو، وبينما كانت الحرب مع العراق تقترب من نهايتها مع بوادر هدنة جدليّة، أُغلقت فجأة السجون التي كانت مُكتظة بالسجناء السياسيين المعارضين لسياسية النظام الإيراني، وتم إلغاء كل الزيارات العائلية المُقررة لذوي السجناء لأبنائهم، كما مُنع الاستماع  إلى الراديو ومشاهدة التلفزيون وتوقف توزيع الصحف داخل السجن. تم إبقاء السجناء في زنزاناتهم، ومُنعوا من التمشِّي في باحات السجون، والمرضى منهم من الذهاب إلى المستشفى. الوحيدون الذين كان لهم الحق في الزيارة كانوا: إيرانيين رسميين من الأجهزة الأمنية الحكومية، ومعممين ملتحين كانوا يحضرون بسيارات حديثة  تابعة  للدولة لتفحُّص السجون النائيّة. كذلك كثُر تواجد القضاة الدينيين والنائب العام ورئيس المخابرات، الذين قابلوا كل السجناء الذين كان عددهم  يقترب من الآلاف، والمحبوسين لانتمائاتهم  لحركات سياسية مُختلفة الاتجاهات.

وفد "لجنة الموت" الرسمي ذاك كان يسأل أولئك الشباب والشابات سؤالاً واحداً بصيغة ثابتة إذا كانوا لازالوا ينتمون للأحزاب اليسارية؟ معظم السجناء كانوا محتجزين منذ عام 1981، لأنهم شاركوا في احتجاجات الشارع، أو لحيازتهم على منشورات سياسية، ولم يعرفوا أن حياتهم ستعتمد على جواب ذلك السؤال!

أولئك الذين أجابوا بأنهم مازالوا مستمرين في الانتماء لمنظمات سياسية  مُعارضة  تم عصب أعينهم، ووضعهم في صف سيتوجّه إلى المشانق. لقد تم شنقهم عن طريق رافعات، أربعة أشخاص في كل مرة. وأحياناً تم تعليقهم عن طريق حبال عُلّقت في قاعة الاجتماعات بالسجن، ستة أشخاص لكل وجبة. البعض تم أخذهم إلى ثكنات الجيش، وأُمروا بكتابة وصياتهم ثم تم إطلاق النار عليهم عن طريق مجموعات خاصة. بعدها تم وضع مُطهِّر على أجسادهم وتحمليهم في شاحنات ودُفنوا في مقابر جماعية. بعد أشهر من ذلك التاريخ، استلمت عوائل السجناء التي كانت مُتلهفة لأي معلومات عن أبنائها أكياس بلاستيكية تحتوي الأغراض الخاصة للراحلين، ولم يتم إخبار العوائل تلك بأي معلومات عن القبور الخاصة  بأحبائهم وأُمروا بعدم إقامة أي مجالس عزاء عامة. بحلول منتصف شهر أغسطس، تم إعدام الآلاف من السجناء بدون مُحاكمات، ومن دون حق الاستئناف، وتماماً بلا رحمة.

كان عليّ أن أترك إيران في عام 1982، لجأت إلى دولة الإمارات العربية التي وصلت إليها عن طريق الخليج الفارسي، بعد ذلك انتقلت من الإمارات للسويد. في صيف عام 1988 كنت أعيش في السويد. لم أعرف وقتها الكثير عن القتل الجماعي الذي حدث آنذاك، مثلي مثل الباقين في إيران وخارجها. سمعت وقتها أن المجازر تركزّت بشكل أساسي  في سجون: إيفين وجوهردشت في طهران. لكن لا أحد كان يعرف وقتها عدد الذين تم إعدامهم. بعدها سمعت أن السجناء أنفسهم الذين نجوا من تلك التصفيات، لم يعرفوا بالتحديد ماذا حدث لزملائهم الذين شاركوهم الزنزانات، وتم اقتيادهم منها. بعد أشهر من تلك المجازر تم السماح لأهل الناجين بزيارة أحبائهم في السجن. عندها بدأت الصورة تتضح عما حدث، عن طريق الناجين أنفسهم والذين بدئوا يحصون زملائهم الذين لم يعودوا للزنزانات.

        هل تتبعّت خلال السنوات التي أعقبت تلك المجازر الجهود التي كان يقوم بها مواطنين من بلدك لتنظيم محكمة دولية لمُحاسبة الحكومة الإيرانية؟

بدأت في عمليات بحثي الخاصة بمجزرة عام 1988 في عام 2001. بعدها، بدأت مجموعة من الإيرانيين الذين يعيشون في الشتات جهودهم من أجل محاكمة النظام الإيراني. لقد استغرقهم الأمر ما يقرب من الأربعة عشر عاما لتنظيم هذه المحكمة. كنت مسؤولاً عن تنظيم الإعلام أثناء جلسات المحكمة، وتوزيع أخبار يوميات المحكمة إلكترونيا للمهتمين حول العالم. هذا في الوقت الذي كنت أُصوِّر فيه مشاهد  لفيلمي "الذين قالوا لا".

        عندما بدا مؤكداً أن المحكمة في طريقها لكي تصبح واقعاً، ماذا كانت خططك الأولية لها كصانع أفلام، هل كنت تريد أن تُصوِّر مايجري في يوميات المحكمة وعلى النحو الذي ظهر في الفيلم؟

لم أكن أعي وقت التصوير بأني سوف أستخدم مشاهد المحكمة بالشكل الموسّع والطاغي الذي شاهدته  في النسخة النهائية من الفيلم. أخذت القرار أثناء عمليات توليف الفيلم. كنت قبلها قد جمعت مئات الساعات الفيلمية للزمن الذي سبق المحكمة. فريقي صور جلسات المحكمة في العاصمة الإنكليزية لندن، وفي مدينة لاهاي الهولندية. وضعنا عدة كاميرات في القاعات، وصورنا كل شيء وبدون توقف.

الأمر الذي انتفعنا به من هذه المحكمة بالنسبة  لصناعة هذا الفيلم، هو أننا لم نحتج لإجراء حوارات مع أي شخصية، فالقضاة والمحققين قاموا بالمهمة نيابة عنا، وسئلوا كل الأسئلة المناسبة. هذا سهّل عملنا كثيراً. خاصة أني كنت مشغولاً طوال وقت المحكمة في عمليات نقل تفاصيل ما يجري عبر الإنترنت للخارج. هذا الأمر لم يترك لي الكثير من الوقت حتى أقود فريق المصورين أثناء تصوير جلسات المحكمة. بعد أن اطلّعنا على شهادات الشهود، والذين قُدِّر عددهم بحوالي 115 شاهداً. عثرنا على ما يُمكن اعتباره نواة أولية لبناء للفيلم، عندها قررنا أن نُركِّز على أقوال الشهود في الفيلم، لتُشكِّل هذه سرديّة الفيلم الأساسية.

        ماهي المشاكل والتحديات التي واجهتها أثناء تنفيذ الفيلم، أي المحطات كانت الأصعب: التصوير في إيران واليابان والسويد، أو تصوير حدثاً لا يمكن السيطرة عليه مثل وقائع المحكمة الشعبية الدولية؟

كما قلت لك، لقد بدأت هذا المشروع في عام 2001. صورت في عدة دول في الأربعة عشر عاماً الماضية، مُتتبعاً شخصيات مُتعددة، منهم ناجين من المجزرة، أوعوائل لناجين. الرحلة إلى اليابان كانت مُقررة كجزء من الفيلم. غرض الرحلة كانت مقابلة شخصية مُهمة اسمها: مصطفى بور محمدي، والذي كان عضواً في "لجنة الموت" وقتها، ويشغل اليوم منصب وزير العدل في الحكومة الإيرانية.

لم أواجه مشاكل أثناء تصوير محكمة إيران الدولية، ولا بعدها. أكثر التفاصيل صعوبة وخطورة في تنفيذ الفيلم، كان التصوير في إيران. لقد خاطرنا كثيراً بوجودنا هناك، فمن الشائع في إيران إرسال ناس إلى السجن أو الإعدام بسبب البحث في هذه القضية أو إذا تم إلقاء القبض على من يُصوِّر المقابر الجماعية خارج العاصمة طهران. لقد خطّطنا لأيام عن الطرق الأمينة للتصوير بدون أن نلفت انتباه السلطات الإيرانية. خاصة أن المقبرة الجماعية  في منطقة خاوران كانت تخضع لحراسات مُشددة متواصلة من الشرطة الذين يرتدون لباساً مدنياً، لمنع أي مصورين أو إعلاميين من الوصول إليها.

كان مُهماً كثيرا من رحلاتي لإيران أن أجد شهوداً على ما حدث، أو يقدمون شهادات بشكل أو بآخر عن المجزرة الجماعية. هذا كان هدف زياراتي لإيران ومقابلة إيراينين بشكل سريّ. كمثال، قابلت أُمّ اكتشف جثة ابنها في أحد القبور الجماعية خارج العاصمة طهران، وحفار قبور قام بدفن بعض الضحايا بنفسه. أوعندما قابلت أية الله منتظري، الإمام الذي كان من المفترض أن يخلف الخميني نفسه.

مشروع الفيلم هو بلا تردد الأصعب في حياتي المهنية لليوم. يرجع ذلك جزئياً لأن المجزرة تعني الكثير لي على الصعيد الشخصي، ذلك أن أخي ومجموعة من أصدقائي كانوا ضمن الذين أُعدموا. كما كان من الصعب جداً إيجاد المواد الفيلمية والأرشيفية الخاصة بالموضوع، فحكومة الجمهورية الإيرانية الإسلامية ترفض الحديث عن المجزرة، كما تحاول منذ ذلك الوقت إخفاء كل الأدلة التي تشير إلى تورطها فيها. كان علينا أن نأخذ الكثير من الحذر والحيطة طوال فترة التصوير. لكني أؤمن دائماً أنه إذا كان المرء مُصرّاً على فعل شيء فسيصل لمسعاه رغم كل الظروف.

الجزيرة الوثائقية في

15.03.2015

 
 

تعرف على حلم شادي عبدالسلام الذي منعه الموت من تحقيقه

محمد فهمي

توفى شادي عبدالسلام في أكتوبر من عام 1986، قبل أن يتم أحلامه للسينما والفن والتي بدأها برائعته "المومياء"، الفيلم الذي نال إعجاب العالم كله. ويوافق اليوم الأحد، الذكرى الـ 85 لميلاده.

وأشهر أفلام المخرج السينمائي الراحل، هو فيلم "المومياء"، لكن كثيرين لا يعرفون أن عبدالسلام كان له حلما لم يكتمل، وهو فيلم "إخناتون".

عبدالسلام الذي ظل يبحث في التاريخ عن الهوية وجذور التاريخ الفرعوني ووظف ذلك في رائعته "المومياء"، بدأ قبل وفاته في التحضير لتقديم فيلم "إخناتون"، الذي فشل في إيجاد تمويل عربي له، وظل الفيلم حبيس الأدراج لتكلفته الإنتاجية العالية، في ظل رفضه لكافة أنواع التمويل الأجنبي، وتوفى قبل أن يكتمل حلمه.

حلم عبدالسلام لمشروعه الجديد بنفس مستقبل "المومياء"، الذي حصد عدد كبير من الجوائز في المهرجانات العالمية، ومنها جائزة "سادول"، وجائزة النقاد في مهرجان قرطاج، واختير ضمن أهم 100 مخرج على مستوى العالم خلال تاريخ السينما العالمية من رابطة النقاد الدولية في فيينا، كما احتل الفيلم المرتبة الأولى في استطلاع الأفلام الأجنبية الذي أجري في فرنسا عام 1994.

وفاز فيلمه القصير "الفلاح الفصيح"، المأخوذ عن إحدى البرديات الفرعونية القديمة، والمعروفة باسم "شكوى الفلاح الفصيح"، بجائزة أسد سان مارك الفضية، بالمهرجان العالمي الحادي والعشرين للفيلم التسجيلي والقصير فينسيا 1970، وجائزة المهرجان السادس عشر العالمي للسينما الدينية فلادوليد إسبانيا 1971، وجائزة أحسن فيلم بمهرجان الأفلام التسجيلية والقصيرة وزارة الثقافة، وجائزتي السيناريو والإخراج بمهرجان الأفلام التسجيلية والقصيرة، وشهادة اشتراك في مهرجان لندن 1970، واختير الفيلم من أفضل أفلام عام 1970.

جوجل يحتفل بذكرى ميلاد شادي عبدالسلام

ناهد سمير

يوافق اليوم 15 مارس، الذكرى الـ 85 لميلاد المخرج شادي عبدالسلام، الذي احتفل به "جوجل" على طريقته، حيث قال القائمون عليه "كل عام وشادي بألف خير، إعرف المزيد عن شعار Google بمناسبة ذكرى ميلاد المخرج شادي عبدالسلام".

وأوضح القائمون على جوجل أن الشعار يمثل مشهد من إحدى اللوحات المصرية القديمة ممثلة بأوزيريس، رئيس محكمة الموتى، عند قدماء المصريين, والذي يرى ويحاسب على الأعمال الدنيويه طبقا للأسطورة الدينية المصرية القديمة، ويقف أمامه شادي عبدالسلام عارضا مجمل إسهاماته في توثيق والتعريف في الحضارة المصرية القديمة (ممثله ببكرة الفيلم). 

كل عام و شادي بألف خير! إعرف المزيد عن شعار Google بمناسبة ذكرى ميلاد المخرج شادي عبد السلام http://t.co/gzL6egxsxhpic.twitter.com/GxJkz02DVk

شادى عبدالسلام، مخرج مصري، ولد في مدينة الإسكندرية، في 15 مارس 1930، وتخرج في كلية فيكتوريا بالإسكندرية عام 1948، ودرس لاحقا فنون المسرح في لندن في الفترة من 1949 إلى 1950.

التحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وتخرج فيها عام 1955، وأتاحت له تلك الفترة أن يكون تلميذا للمعماري السكندري الشهير "حسن فتحي"، فعرف من خلاله الفنون الإسلامية.

بدأ شادي عبدالسلام حياته الفنية مصمما للديكور وعمل مساعدا للمهندس الفني رمسيس واصف، عام 1957، ثم عمل مساعدا للإخراج في عدة أفلام كان أغلبها لمخرجين أجانب.

شارك شادي في الفيلم البولندي "الفرعون"، من إخراج كافليرو فيتش، وهي نقطة البداية الحقيقية في مشواره.

كما شارك في إعداد ديكورات الفيلم وأزياءه واكسسواراته، وعمل أيضا كمساعد مخرج في فيلم "وإسلاماه"، إخراج أندرو مارتون، والفيلم الإيطالي "الحضارة"، للمخرج "روبرتوروسللين"، والفيلم الأمريكي "كليوباترا"، للمخرج "جوزيف مانكوفيتش".

قدم للسينما المصرية عددا من الأفلام القصيرة الهامة، ومنها:

"الفلاح الفصيح" 1970، الفيلم المأخوذ عن إحدى البرديات الفرعونية القديمة، والمعروفة باسم "شكوى الفلاح الفصيح". وفاز الفيلم بجائزة السيدالك في فينسيا في نفس العام.

- "جيوش الشمس"، 1974.

- "كرسي توت عنخ آمون الذهبي".

- "الأهرامات وما قبلها"، 1984.

- "رع مسيس الثاني"، 1986.

المومياء..

وفيلم "المومياء.. يوم أن تحصى السنين"، الذي أخرجه شادي عام 1974، يعتبر من أهم الأفلام العربية التي قدمت في تاريخ السينما، وهو يعالج قضية الهوية والحفاظ على التراث الحضاري لمصر، حيث كان يرى شادي أن الحضارة المصرية القديمة، هي تجربة إنسانية وفكرية عميقة تستحق أن تدرس وتستلهم لتكون مصدر لنهضة وتقدم مصر. واستهل شادي فيلمه المومياء بهذه الكلمات:

"يا من تذهب سوف تعود

يا من تنام سوف تصحو

يا من تمضي سوف تبعث"

ونال الفيلم العديد من الجوائز في المهرجانات العالمية، منها جائزة "سادول"، وجائزة النقاد في مهرجان قرطاج 1970، وغيرها من الجوائز، ومن خلال فيلم "المومياء" استحق شادي عبدالسلام أن يكون واحدا من أبرز مخرجي العالم، فقد اختير ضمن أهم 100 مخرج على مستوى العالم في تاريخ السينما بالعالم، من رابطة النقاد الدولية في فيينا، واحتل "المومياء" المرتبة الأولي في استطلاع الأفلام الأجنبية الذي أجري في فرنسا عام 1994.

توفى شادي عبدالسلام في أكتوبر من عام 1986، قبل أن يتم أحلامه للسينما والفن والتي بدأها برائعته "المومياء"، الفيلم الذي نال إعجاب العالم كله.

موقع (دوت مصر) في

15.03.2015

 
 

بلاغ يتهم «زينة» بالفعل الفاضح.. ويطلب حظر ظهورها على القنوات الرسمية

الإسكندرية- نسرين عبدالرحيم

تقدم شريف جاد الله المحامى السكندرى ببلاغ إلى المحامى العام الأول لنيابة استئناف الإسكندرية حمل رقم 1134 لسنة 2015 عرائض محامى عام أول ضد «زينة» ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون عن جريمة الفعل الفاضح غير العلنى وطالباً إصدار قرار بحظر ظهورها أو عرض أعمالها على القنوات الرسمية للدولة.

وأوضح جاد الله فى بلاغه إن قضية «زينة» و«أحمد عز» ليست مجرد قضية عادية، فهذه القضية ستؤثر فى الحياة القانونية المصرية بل وفى الحياة السياسية، فعندما تنجب «زينة» ولدين فهذا أمر يعنيها فكم من مرة تتزوج فنانة زواجاً «علنياً» غير «معلن» للجمهور، لكن الأزمة ثارت عندما أعلنت أن هذين الولدين هما من الفنان أحمد عز وأن الولدين ثمرة زواج ليس فقط «غير رسمى» بل أيضاً «غير مكتوب» فاخترعت لنا الفنانة المحترمة مصطلح «الزواج الشفوى»، فأن تتزوج زينة أو لا تتزوج وأن تجنب أو لا تنجب فهذا أمر يخصها.. لكن أن تفرض زينة على الحياة القانونية المصرية وضعاً يرتب أحكاماً خطيرة، فهذا ما يجب أن نتصدى له. وأضاف جاد الله إن القضية بمنتهى البساطة أن لدينا سيدة أنجبت ولدين خارج إطار الزواج المكتوب فلا ورقة رسمية ولا عرفية، وبالتالى فإن خطورة عدم محاسبة الفنانة زينة جنائياً عن جريمة الفعل الفاضح غير العلنى سيعنى أننا لن نستطيع المحاسبة عن أى جريمة من جرائم الآداب، فلو تم ضبط شقة تدار للدعارة وادعت كل امرأة مع رجل أن بينهما عقد زواج شفوى استناداً للسابقة القانونية لزينة، فمعنى ذلك أن النيابة ستكون ملزمة بالإفراج عنهم ومعنى ذلك انهيار النصوص القانونية الخاصة بجرائم الآداب فى مصر، وستشهد مصر تطوراً جديداً فبدلاً من موضة «الزواج العرفى المكتوب» التى شاعت فى مصر بين الشباب ستظهر موضة «الزواج الشفوى» وبدلاً من الزواج على مذهب الإمام أبى حنيفة النعمان، سيصبح الزواج على مذهب «زينة» فلا ورقة ولا قلم ولا شهود ولا وجع دماغ. وأضاف إن الفن شأنه شأن أى مهنة فى المجتمع، فحلاله حلال وحرامه حرام، والفنان كما تضعه الدولة فى سماء، الحياة الاجتماعية وتسميه «نجماً» وتجعل منه قدوة، فيجب أيضاً عند الخطأ أن يحاسب بكل دقة، لأن إفلاته من العقاب سيؤدى إلى نتائج خطيرة لذلك ليس عجيباً أن يكون «التيار الإخوانى» منتظراً للنتيجة النهائية لقضية زينة وأحمد عز حتى يهاجموا نظام الدولة والذى يقنن على حد تعبيرهم الزنى، فهم لم ينسوا كيف تم التشهير بمحمد مرسى عندما أصدر قراراً بمد تصريح «الخمور» لمدة ثلاث سنوات لذلك فهم ينتظرون لرد التحية بالمثل للرئيس عبدالفتاح السيسى.

 واختتم بلاغه طالباً إجراء تحقيق جنائى عادل مع الفنانة زينة ما دامت ليست فوق القانون وطلب فتوى من الأزهر الشريف حول مدى شرعية الواقعة، وأخيراً أن تصدر النيابة العامة بياناً حول ما تم فى الطعن بالنقض الذى قدمته النيابة ضد شقيقة الفنانة زينة فى القضية رقم 3 لسنة 2010 جنايات القاهرة والتى اتهمت فيها بالاتجار بالهيروين بعدما تم ضبطها وبحوزتها عشرات الجرامات من مخدر الهيروين.

ومن جانبها قالت سحر عبدالرحمن رئيسة مؤسسة المرأة الجديدة إن الحكم القضائى يتم على الأوراق المثبتة حول القضية، مشيرة إلى أن دور محكمة الأسرة ما لا شك فيه ليقف بجانب المرأة لكن القاضى يجب عليه تطبيق الحكم القانونى والشرعى نسبة للأوراق الموجودة أمامه دون تحيز، وعن مؤشر الحكم قالت: القضية لم تنتهى بعد.

يذكر أن زينة اتهمت عز بأبوة تؤامها، لكنه ينفى علاقته بها.

روز اليوسف اليومية في

15.03.2015

 
 

(جون ويك): رجل المستحيل بعيون هوليوودية

محمد حمدي – التقرير

يعرف أبناء جيلي جيدا من الذي أتحدث عنه عندما أقول (رجل المستحيل).. الشخصية الخيالية التي ابتكرها الطبيب المصري وكاتب المغامرات الموجهة للشباب (نبيل فاروق)، والتي ساهمت كتاباته في تشكيل وجدان الشباب العربي من المحيط للخليج، وأخرجت للفضاء الأدبي أقلاما لكتاب شباب، بدأوا حياتهم الأدبية من خلال متابعتهم لضابط المخابرات المصري (ن-1).

عندما شاهدت فيلم John Wick (جون ويك) للمخرج ديفيد ليتش David Leitch ومن بطولة الشهير كيانو ريفز Keanu Reeves في دور (جون ويك)، تذكرت على الفور شخصية (أدهم صبري)، ضابط المخابرات المصري الاستثنائى، الذي يجيد العديد من اللغات وقادر على تنفيذ مهام فى غاية الصعوبة والسرية.

 هناك الكثير من التشابهات بين الفيلم والشخصية، لكن الاختلافات موجودة أيضا، هذا التقرير يحاول الربط بين (جون ويك) و(أدهم صبري).

يبدأ الفيلم بمشاهد غير مفهومة لجون ويك، مصابًا بشدة، يهبط من سيارته ويبدأ فى مطالعة مقطع فيديو لزوجته الحبيبة، زوجته التي تموت بعد صراع مع المرض فى المشهد التالي مباشرة، ونعرف من السياق أن المشهد الاول لـ(ويك)، كان يسترجع من خلاله قصته مع زوجته، ومع الأخرين.

يحاول (ويك) التأقلم مع حياته الجديدة بعد فقد زوجته، يحمل له البريد مفجأة غير متوقعة، كلبًا صغيرًا ظريفًا تركته له الزوجة كهدية وداع أخيرة، يبدأ (ويك) في التعامل مع الجرو بحب وحرص، فهو يحمل -بشكل أو بآخر- قطعة من زوجته الراحلة. هل يتركه القدرُ؟

الإجابة المباشرة هى : لا؛ فـ(ويك) يقع فريسة لعصابة من الشباب المراهق، لا يعرفون الرحمة، يهاجمون منزله ويسرقون سيارته، ويحطمون سيارة أخرى تعود ملكيتها له، وعندما يحاول التصدي له يضربونه بعنف ويتركونه بين الحياة والموت، ثم يقتلون كلبه ويرحلون إلى غير عودة.

الربع الأول من الفيلم يتركك مع فكرة كيف يمكن لمواطن أمريكي بسيط وضعيف أن يتعرض لقهر واستغلال العصابات المنتشرة في المدن الأمريكية.

 لكن المفاجأة التي يحملها الفيلم تتمثل فى السؤال التالى: هل جون ويك مواطن أمريكي بسيط ضعيف؟

الإجابة المباشرة هذه المرة أيضا هي: لا!

(جون ويك) رجل من نوع خاص، فبالإضافة لقدراته غير المعهودة على استخدام الأسلحة النارية، يجيد أيضا فنون القتال المتلاحم وأساليب إخضاع الأعداء بذكاء ولياقة.

يمتلك (ويك) أيضًا مجموعة من الأسلحة النارية والعملات الذهبية الخاصة، والتي جمعها من عمله لفترات طويلة مع عصابات المدينة، التي يعرفه رجالها جيدا، وشرطتها أيضا.

“(أدهم صبري) رجل من نوع خاص فهو يجيد استخدام جميع أنواع الأسلحة من المسدس إلى قاذفة القنابل وكل فنون القتال من المصارعة وحتى التايكوندو، هذا بالإضافة إلى إجادته التامة لست لغات حية وبراعته الفائقة في استخدام أدوات التنكر و(المكياج) وقيادة السيارات والطائرات وحتى الغواصات إلى جانب مهارات أخرى متعددة“، من مقدمة سلسلة (رجل المستحيل) للكاتب نبيل فاروق.

شاهد هذا المقطع من الفيلم الذي يتشابه لدرجة كبيرة مع مقدمة سلسلة رجل المستحيل:

كان (جون) قد قرر هجرة ماضيه الأسود، بعدما وقع فى الحب، وبعد وفاة زوجته، قرر ويك الاستمرار في حياته المسالمة الجديدة، وأن يأخذ الوقت الكافى ليعيش راعيًا للجرو الصغير الذي تركته له.

 لكن زمرة المراهقين حرمته من فرصته الأخيرة، فانطلق طوال مدة عرض الفيلم فى رحلة انتقام دموية، تستهدف المراهق Alfie Allenقائد العصابة المسؤولة عما حدث له.

والد المجرم الصغير، يعرف جون ويك حق المعرفة، يرسل مجموعة من القتلة المحترفين للنيل منه (ويك)، بأسلوب يعرفه القارئ المصري جيدا.

 إنه التجسيد الحي لكيفية محاولة مجموعات القتل المحترفة النيل من (أدهم صبري)، لكن (ويك) يقضي على المهاجمين بأسلوب يذكرنا بأسلوب (أدهم) فى القتال، بداية من القتال مرتديا ملابس السهرة، وحتي الخلط بين استعمال الأسلحة النارية والمهارات الجسدية القتالية في المعارك.

لكن (ويك) يختلف عن (أدهم صبري)، فى تفضيل الأخير لعدم القتل إلا فى حالات الضرورة، بينما يقتل (ويك) كل من يجده أمامه فى أسرع وقت.

يمكن مشاهدة مشهد صراع (ويك) مع من حاولوا قتله فى منزله من هنا:

مع نجاة (ويك) من محاولة القتل فى منزله، يتجه للإقامة فى أحد الفنادق الخاصة، وهنا ندرك واحدة من أفضل نقاط تميز الفيلم.

الفيلم صنع حياة كاملة خاصة بالمجرمين فى المدينة، بداية من فندق يقدم خدماته الخاصة للمجرمين على مدار الساعة، وله قواعد وقوانين تقضى بضرورة عدم وقوع أيّ جرائم أو استهداف لنزلاء الفندق أثناء إقامتهم، ونهاية بتوحيد عملة خاصة من الذهب النادر الذي يستخدم نظير الخدمات التي يقدمها.

وها هي نقطة  تشابه أخرى بين الفيلم وبين روايات (رجل المستحيل)، التي كثيرا ما قرأنا فيها عن المنازل الآمنة التى تقدمها أجهزة المخابرات، وتحوي دائما مجموعة من الأسلحة، ومصادر للمعلومات، أجهزة كمبيوتر، أو حتى فراش للنوم ومطبخ للوجبات السريعة!

يلتقي (ويك) فى الفندق بالسيدة (بركنز) والتي قامت بدورها Adrianne Palicki، مجرمة محترفة متخصصة فى القتل، يُدفع لها لتخالف شروط الفندق بعدم استهداف النزلاء أثناء إقامتهم، وتهاجم (جون) وهو مصاب فى فراشه فى الغرفة، يقع بينهما صراع دام ينتهي -كالعادة- بانتصار (ويك)، لكنه لا يقتلها مباشرة، ستظل (بركنز) تستهدفه لنهاية الفيلم. بمن تذكرك هذه الشخصية؟

(سونيا جراهام)، عميلة الموساد المحترفة، التقت أدهم صبري فى أحد الأعداد الأولى لسلسلة رجل المستحيل، يظل عداؤهما دائما على مدى السلسلة بالكامل، على الرغم من بعض التقلبات الدرامية التى حملتها الأحداث فيما بعد، تذكرت (سونيا) بشدة مع مشاهدتي لمشاهد صراع (بركنز) مع (ويك)، ومحاولتها الإيقاع به طوال أحداث الفيلم.

تستمر أحداث الفيلم فى الصراع بين جون ويك والعصابة المحترفة، حتي يستطيع الوصول لقاتل كلبه وسارق سيارته، لكن الأحداث لا تنتهي بقتله، فالقنبلة البشرية المسماة جون ويك، والتي انطلقت فى وجه الجميع، لن تتوقف قبل أن تحصد مزيدا من الأرواح، الأرواح التي تجاوزت ما يزيد عن 70 شخصًا فى فيديو صنعه عشاق الفيلم وتم نشره على يوتيوب ويمكن مشاهدته من هنا.

وعلى الرغم من الاختلافات بين جون ويك وأدهم صبري، فى كثرة الضحايا وكون (ويك) رجل عصابات، تظل التشابهات بين الشخصيتين قوية ومؤثرة، يمكنك قراءة موضوع مشابه للزميلة (نورا ناجي)، تحدثنا فيه عن التشابهات بين سيناريو فيلم Interstellar وكتابات الدكتور نبيل فاروق أيضا، يمكنك أن تقرأه من هنا.

التقرير الإلكترونية في

15.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)