كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

روبين رايت: هذه قصّتي مع شون بين

علي وجيه

 

بعد تردّد، انفتحت روبين رايت (1966) في الحديث عن زواجها السابق من النجم شون بين، وخطوبتها الحالية من الممثل بين فوستر. قرّاء عدد الشهر المقبل من مجلة «فانيتي فاير» الأميركية، يترقبون حواراً مطوّلاً مع نجمة غلافه. بطلة House of Cards أمام كيفين سبايسي، تردّدت بدايةً في كشف أوراقها.

أجابت المجلة في رسالة إلكترونية: «لستُ في وارد الحديث عن أمور كهذه. أتطلّع للأمام، ولم أكن يوماً أكثر سعادة. أكنّ الكثير من الاحترام لشون ولأبنائنا الرائعين، ولن أبيع أفراحنا وخيباتنا للاستهلاك العام».

النجمة الأميركية تعرّفت إلى بين عام 1990 في موقع تصوير فيلم State of Grace لفيل جوانو. تزوّجا عام 1996، لتكون الكرّة الثانية لكل منهما: رايت كانت مع الممثل الراحل داين ويذرسبون، فيما لم يدم زواج بين من ملكة البوب مادونا طويلاً.

ديلان (23 سنة) وهوبر جاك (21 سنة) ثمرة قرانهما الذي استمرّ 14 عاماً. بعد تفكير، نطقت روبين رايت حول زوجها السابق. «كنّا نتعلم فيما نمضي قدماً. اتفقنا على عدم العمل في الوقت نفسه، ليكون أحدنا قرب الأولاد دائماً»، تقول رايت في اتصال هاتفي، مضيفةً: «كان (بين) يجني مالاً أكثر منّي في ذلك الوقت، لذا كان القرار بسيطاً: اذهب للعمل، وسأبقى مع الأطفال. سارت الأمور بشكل جيّد كثنائي مبدع. التمثيل معاً، هو يديرني كمخرج (في The Crossing Guard عام 1995). كان ذلك رائعاً». لتفادي «فقاعة الشهرة»، غادر الزوجان لوس أنجليس، وقصدا شمال كاليفورنيا لتربية الأولاد في مناخ طبيعي.

في عام 2010، وقع الطلاق «بعد انفصالات واستشارات زوجية عدّة». تشرح رايت، موضحة: «أعتقد أنّنا كنّا معاً، ليس فقط من أجل إنجاب أولاد رائعين، ولكن لنتعلّم كيف نحبّ في المرّات التالية. حالياً، ما أبحث عنه في الناس هو اللطف». هذا ما وجدته روبين في زميلها بين فوستر الذي التقته عام 2011 في Rampart لأورين موفرمان. أعلنا خطوبتهما في العام الفائت، ثمّ انفصلا لفترة وجيزة، قبل أن يعودا مجدداً. تقول رايت: «لم أكن سعيدةً في حياتي مثل اليوم. ربّما لا يليق هذا الاعتراف بسيّدة، ولكنّني لم أضحك أو أقرأ أو أكون كما أفعل مع بين. هو يلهمني لأخرج أفضل ما عندي. لا نهاية للأشياء التي يمكن تعلّمها. كم هذا عظيم!». تكشف بجرأة أنّ فوستر «يرضيني في السرير»، قبل أن تؤكّد ثانيةً: «لقد استغرقتُ وقتاً طويلاً للنضوج. الحب ممكن كما الحياة نفسها». بطلة فيلم المغامرات القادم Everest إخراج بولتزار كورماكور تختتم قائلة: «حملتُ في سنّ الـ 23. اليوم أبلغ 48 سنة. أخيراً صرت شخصاً. أخيراً أصبحتُ جاهزةً».
حسناً، شون بين لم يقف على الأطلال أيضاً. يبدو أنّ علاقته من النجمة شارليز ثيرون تسير على ما يُرام.

طوم هانكس آخر نجوم الفيديو كليب

علي وجيه

من الذي لا يحبّ طوم هانكس؟ لا يبدو أنّ أحداً يفعل على امتداد الكوكب. أصداء ظهوره الأخير في كليب كارلي راي جيبسن الجديد I Really Like You، دليل آخر على ذلك.

النجم الأميركي ملك البهجة والطاقة الإيجابية. في الكليب، يلعب بتلقائية محببة. يحاكي شفتَي مغنّية البوب الكندية في أداء الأغنية بسلاسة وإتقان، كأنّه قد خُلِق لذلك. يستيقظ في منزل أنيق. يشقّ طريقه وسط ازدحام نيويورك، للحاق بجيبسن وبعض الراقصين في الهواء الطلق. نعم، إنّه يرقص أيضاً من دون تردد أو حرج. ليس وحده من ينضم إلى حفلة الفرح الجماعي التي تشعلها كارلي.

مواطنها جاستن بيبر يشاركهما الرقص بدوره. هي صديقته وشريكة عدد من حفلاته، منذ إعجابه بأغنيتهاCall Me Maybe، ومساعدتها في توقيع عقد مع شركة «سكوتر برون».

هذا الأخير صديق مقرّب من طوم هانكس، حتى أنّ «فورست غامب» غنّى في زفافه. على العشاء، كشف برون الفكرة التي وضعتها جيبسن لكليبها المقبل: رجل يغنّي أمام الكاميرا بدلاً منها. «هذا سيكون طريفاً ومضحكاً، خصوصاً إذا كان شخصاً غير متوقع أبداً»، تقول جيبسن لشبكة ABC الأميركية. تأتي الفكرة الجميلة من هانكس نفسه: «حسناً، لمَ لا تطلبون منّي فعل ذلك؟». هكذا، نجحت العلاقات الشخصية مجدداً. تلقّت اتصالاً من سكوتر يقترح طوم هانكس لبطولة الفيديو، قبل ثلاثة أيام من عيد الميلاد. صرخت بفرح: «هل تمزح معي؟ هذا عيد الميلاد يحلّ مبكّراً. نعم، أرجوك». بعد أسبوع من نشر الكليب الذي أخرجه بيتر غلانز على «يوتيوب»، قارب عدّاد مشاهداته ثمانية ملايين. I Really Like You أوّل أغنية من ألبوم كارلي راي جيبسن الذي سيصدر الصيف المقبل، ولم يُكشف عن عنوانه بعد. بالنسبة إلى هانكس، نترقّب جديده السينمائي المثير للاهتمام هذا العام: «جسر الجواسيس» لستيفن سبيلبرغ، و«عرض للملك» لطوم تيكوير، و«إيثاكا» لصديقته ميغ رايان. يُضاف إلى ذلك، عودة مرتقبة للبروفسور روبرت لانغدون في «الجحيم» (2016) لرون هاورد، عن رواية دان براون الأخيرة.

نجوم آخرون في عالم الكليب

طوم هانكس أحدث الملتحقين بطابور طويل من نجوم هوليوود، ممّن لم يمانعوا اللعب في كليبات أصدقاء أو مغنّين مفضّلين. منذ الظهور الغرائبي لدونالد ساذرلاند مع كايت بوش في Cloudbusting بداية الثمانينيات، أخذت تلك الحافلة تزداد ازدحاماً وسرعةً.

أحببنا جواهر عدّة من هذا العالم. في I Want Love لإلتون جون، يعود روبرت داوني جونيور إلى الحياة. يستعيد ثقة المنتجين، بعد سمعة سيئة ومسيرة آيلة للسقوط نتيجة الإدمان. هيلينا بونهام كارتر أمينة مكتبة متوترة في Out Of The Game لروفوس واينرايت. أداء جنوني لوينونا رايدر مع جون سي. رايلي على الدرامز فيTalk About the Blues لثلاثي الروك Jon Spencer Blues Explosion. دانيال رادكليف يمحو هاري بوتر بصوت ربيكا تايلور في Beginners للفرقة البريطانية Slow Club. كريستوفر واكن يطير في بهو فندق في لوس أنجليس، على وقع Weapon of Choice لـ Fatboy Slim. جايك جلينهال لاعب تنس سكّير في Giving Up the Gun لفرقة الروك الأميركية Vampire Weekend. بروس ويليس لا يبتعد عن أجواء الأكشن والمطاردات في Stylo للفرقة الافتراضية الإنكليزية Gorillaz. شيا ليوبوف يقدّم أداءً أفضل من بعض أفلامه في Elastic Heart لسيا. في الكلاسيكيات، لا ننسى ويسلي سنايبس في Bad، وإيدي ميرفي في Remember the Time لملك البوب مايكل جاكسون. الكاستينغ الجماعي الأشهر في God›s Gonna Cut You Down للأسطورة جوني كاش، ضمّ جوني ديب (ظهر في فيديوات عدّة)، وودي هارلسون، وكريس روك، وأوين ويلسون وآخرين. نهديكم أيضاً شارليز ثيرون في Crossfire لبراندون فلاورز، وزاك غالفياناكس في Not About Love لفيونا آبل، وروبن وليامز فيDon›t Worry, Be Happy لبوبي ماكفرين، وسكارليت جوهانسون فيWhat Goes Around… Comes Around لجاستين تمبرلايك. استمتعوا!

https://www.youtube.com/watch?v=TOrnUquxtwA

فيلم الأسبوع | «سندريلا»... من لحم ودم وخصر خرافي

بانة بيضون

تعود شخصية «سندريلا» الكرتونية الشهيرة إلى الشاشة عبر فيلم يحمل اسمها من إخراج كينيث براناغ. إنّها شقراء وجميلة وطيبة كالعادة، لكن ما يميّز السندريلا الجديدة التي تؤدي دورها الممثلة ليلي جايمس عن غيرها هو خصرها النحيف الذي يمكن إحاطته بيد واحدة.

خصر يبدو خيالياً أكثر من بقية الأحداث التي تتناولها الحكاية الخرافية، ما يبعث على التعاطف مع الممثلة التي تبدو عاجزة عن التنفس بسبب المشد النسائي الذي أجبرت على ارتدائه.

هذا بخلاف أخوات «سندريلا» الشريرات اللواتي يحاولن جاهدات إحكام المشد ليتوصلّن إلى خصر «سندريلا» المثالي بلا جدوى. لأنّ النحافة بحسب الفيلم على ما يبدو ترتبط بالطيبة، فيما السُمنة تقترن بالشر. فسبب جمال «سندريلا» الاستثنائي لكن الطبيعي والذي يجعلها تفوز بقلب الأمير كما يتكرر أثناء الحوارات، هي الطيبة، والشجاعة أيضاً التي لا نلمسها فعلياً. البطلة تقبل باستعباد زوجة أبيها لها وسوء معاملة أخواتها، ولا تدافع عن نفسها، لأنّها تؤمن بأنّ لا أحد شريراً بالكامل، وبأنّها ستُكافأ بطبيعة الحال على طيبتها اللا متناهية. إضافة إلى أنّها لا تستطيع هجر منزلها، الصلة الوحيدة التي تجمعها بأمها وأبيها المتوفين. وهذه إحدى التفاصيل التي يستحدثها الفيلم في محاولة ربّما لإيجاد تفسيرات منطقية لبعض وجوه الحكاية الخرافية، أو إضافة لمحة من الاستقلالية على شخصية «سندريلا». غير أنّ العمل يبقى وفياً لها في جملة الأحداث الرئيسية. أحداث مثل خياطة «سندريلا» لفستان الحفلة بنفسها في البداية، فتسخر منها زوجة الأب وتمزّقه، إلا أنّ الجنية العرّابة تظهر لاحقاً وتساعدها في إصلاحه رغم إصرار «سندريلا» أوّلاً على ارتدائه كما هو لأنّه يعود لأمها.

«سندريلا» جميلة على طبيعتها بثيابها البسيطة والرثة وبرشاقتها المذهلة التي تعتبر إحدى إيجابيات الاضطهاد التي تمارسه ضدّها زوجة أبيها عبر حرمانها من الطعام. تلك الرسالة التي يسعى الفيلم إلى إيصالها، ولو أنّه لا بد من إضافة بعض السحر ليشرق الجمال الداخلي. ومن بين التعديلات التي يجريها الشريط على الفكرة الأساسية، تلتقي «سندريلا» بالأمير في الغابة قبل الذهاب إلى الحفلة، حيث يراها ويحبّها على حقيقتها، لكن هذه الإضافة تجعل من النهاية تبدو غير منطقية أكثر بعد من النسخة الأصلية من الحكاية الخرافية. فلم يحتاج الأمير للحذاء للتعرّف على «سندريلا» التي يعرفها جيّداً؟ رغم ذلك، يُغني الفيلم الإيقاع الحيوي الذي يعتمده المخرج في أسلوب التصوير والمونتاج ومهارة المؤثرات الخاصة التي تبث الحياة في الأحداث، كما يحدث حين تسحر العرّابة اليقطينة لتتحوّل إلى عربة والفئران إلى جياد والسحلية إلى مرافق لـ«سندريلا». كل هذه اللقطات مصوّرة بحس من الطرافة.

وهناك بعض الحوارات التي تتمتع بحس الفكاهة نفسه، كحين تكون «سندريلا» قلقة وخائفة قبل دخولها إلى الحفلة من التعرّض للإحراج، فيُطمئنها مرافقها مشيراً إلى وضعه كرجل على هيئة سحلية. ويبرز أداء كايت بلانشيت اللافت في دور زوجة الأب الشريرة التي تبدو بحنكتها وحس السخرية اللاذع لديها أكثر جاذبية من شخصية «سندريلا» المسالمة والمستسلمة. لكن الممثلة ليلي جايمس تضيف إلى «سندريلا» بعض الحيوية التي تتجسّد في أدائها ذي الطابع اللعوب في بعض اللقطات، ما يُخرج هذه الشخصية من ثباتها من دون أن ننسى الظهور القصير لهيلينا بونهام كارتر في شخصية الجنية العرّابة، أحد الأدوار المناسبة تماماً لها. ففي وجه الممثلة ذات العينين الثاقبتين ما يوحي دائماً بالسحر. وبالرغم من أنّ الأمير في النهاية ينقذ «سندريلا» من تسلّط زوجة الأب الشريرة، إلا أنّها للأسف لا تتحرر من قبضة المشد النسائي الذي يقيّد جسدها!

الأخبار اللبنانية في

14.03.2015

 
 

جمعية نقاد السينما الوهميين

العرب/ أمير العمري*

أصبحت الجمعية تضم ليس فقط كتابا للسيناريو بل ومخرجين وأشباه مخرجين وطلاب المعاهد الفنية الذين لا يعتزمون أصلا ممارسة النقد.

في مصر جمعيتان “مفترضتان” للنقد السينمائي أو لنقاد السينما، الأولى هي ما يسمى بـ”جمعية نقاد السينما المصريين”، والثانية “جمعية كتاب ونقاد السينما”. كانت الأولى التي تأسست عام 1972 تتصور أنها يجب أن تكون جمعية للنقاد فقط، وكانت تسخر من الجمعية الأخرى التي أسسها كمال الملاخ بمباركة وزير تصفية النشاط الثقافي اليساري في مصر وقتها، يوسف السباعي، وتستنكر فكرة أن يوجد كتاب ونقاد السينما في كيان واحد.

فكيف يمكن أن تجمع بين نقاد الأفلام، ومن يكتبون سناريوهات الأفلام في النهار، ثم ينقدون أفلام الآخرين في الليل؟!

غير أن ما حدث، أن أصبحت الجمعية الأولى تضم، ليس فقط كتابا للسيناريو، بل ومخرجين وأشباه مخرجين وطلاب المعاهد الفنية الذين لا يعتزمون أصلا ممارسة النقد، في حين معظم أعضاء الجمعية الثانية من محرري أبواب الفن وصفحات المـنوعــات المهتــمين أســاسا بأخبــارالنجوم.

وبينما نجحت الجمعية الثانية في إقامة مهرجان الإسكندرية السينمائي بمساعدة أجهزة الدولة، فشلت الجمعية الأولى حتى في إقامة أسبوع للأفلام المصرية، بل اكتفت بأن تعرض فيلما مقرصنا أسبوعا وراء أسبوع، فلم تعد مهمتها تطوير المناهج النقدية، كما ينص أول أهدافها التي أقيمت على أساسها، بل أصبحت مجرد منتدى لعرض الأفلام دون سياق أو رؤية.

والأكثر مدعاة للدهشة، أن بضعة أشخاص أصبحوا يحتكرون، منذ سنوات، عضوية مجلس إدارة هذه الجمعية، التي تحولت بالنسبة إليهم إلى ما يشبه “التكية” التي تؤوي العاطلين عن ممارسة النقد، فمعظم أعضاء مجلس الإدارة لا علاقة لهم بالنقد السينمائي ولا يمارسونه أصلا.

كما أنهم فشلوا في العثور على المبرر الوحيد لوجودهم، وهو إصدار مجلة أو مطبوعة سينمائية دورية تحوي أفكار الجمعية، وتدير حوارا حقيقيا حول السينما المصرية، فانتفى بالتالي مبرر وجودها، وأصبح وجودا “وهميا”.

وقد فشلت الجمعية المشار إليها أيضا في تحقيق الهدف التالي الأهم، وهو الدفاع عمن يتعرض لبطش السلطة من أعضائها، فقد حولها مجلس الإدارة البيروقراطي شبه الثابت، إلى مجرد أداة لانتفاع وارتزاق أعضائه، الذين يتبادلون السفر إلى المهرجانات السينمائية.

وأصبح هم هذه الجمعية البحث عن فرص عمل لأعضاء مجلس الإدارة، كما حدث مع مهرجان القاهرة السينمائي الذي مول لهم تظاهرة “أسبوع النقاد”، ومنحهم بالمجان قاعة العرض وكل الوسائل الأخرى. وبعد أن انتهى المهرجان، عادت “جمعية نقاد السينما الوهميين” إلى سباتها العميق.

أما الجمعية الأخرى، فمشغولة كما كانت دائما، بالنفخ في مهرجانها السنوي الذي أصبح منذ دهر، غير قابل للحياة أصلا، وبات من الأفضل، أن يصبح اسمها “جمعية مهرجان الإسكندرية” على أن تقطع صلتها بالنقد السينمائي الذي لا علاقة لمعظم أعضائها به على أي حال!

*ناقد سينمائي من مصر

العرب اللندنية في

14.03.2015

 
 

جديد سينما إيزيس :

الناقد السينمائي المصري المرموق مجدي الطيب يقدم قراءة لفيلم "خطة بديلة"، ويرى انه دعوة الى الحل الفردي والتحايل على القانون

• زوايا التصوير أعادت اكتشاف أماكن تقليدية صُورت مئات المرات من قبل.. واستلهام «الكونت دي مونت كريستو» لم ينقذ الفيلم من الإخفاق

حب،خيانة وانتقام .. ثلاثة محاور تمثل المقومات الرئيسة للرواية الأشهر في العالم «الكونت دي مونت كريستو»،التي ألهمت الكثير من كتاب السينما العالمية،وقُدمت عبر الكثير من الأفلام المصرية؛مثل :«الكنز المفقود» (1939)،«أمير الانتقام» (1950)،«أمير الدهاء»(1965)،«دائرة الانتقام» (1976)،«الثأر»(1982)،«الأوباش»(1986)و«الظالم والمظلوم» (1989)، وهاهي تُلهم محمد علام كاتب سيناريو وحوار فيلم «خطة بديلة»،الذي كتب من قبل «سعيد كلاكيت» (2014) والمخرج أحمد عبد الباسط في تجربته الأولى في مجال إخراج الفيلم الروائي الطويل .

مع اللقطات الأولى للفيلم ينتقي المخرج زاوية تصوير مبتكرة تعكس هيبة وضخامة وشموخ مبنى دار القضاء العالي «حصن العدالة» لكن سرعان ما يسوق معنى متناقضاً،عبر «التترات»،التي تحول فيها دار القضاء إلى شظايا متناثرة بينما فقد ميزان العدل اتزانه،ومالت كفته،بعد أن فقد حياديته،وهي الرؤية التي يتبناها الفيلم من خلال المحامي الشريف «عادل أبو الدهب» (خالد النبوي)،الذي يرفض مجاراة صديقه القديم «طارق» (تيم حسن) في احتراف التلاعب بالقانون،والتفتيش في ثغراته لاستغلالها لصالح المجرمين،لكن حياته تنقلب رأساً على عقب بعد تعرض زوجته لحادث اغتصاب،على أيدي ثلاثة من أبناء الأباطرة،ما يؤدي إلى إجهاضها ثم وفاتها،ومثلما فعل «إدموند» بطل رواية «الكونت دي مونت كريستو»،يسعى «أبو الدهب» إلى الثأر من المتهمين،الذين برأهم القاضي «برهان» (عزت أبو عوف)،لعدم كفاية الأدلة،ولأن تقرير الطب الشرعي تم تزويره،عبر مرتشين،ويطلب رفع اسمه من جدول المشتغلين بنقابة المحامين،وينقلب على مبادئه،ويوافق على تقاضي مبلغ المليون دولار الذي قدمه الآباء على سبيل التعويض،وبعد أن يُصبح غنياً يبدأ رحلة الانتقام المنهجي مُستعيناً ب : «فريدة» (فريال يوسف) و«أشرف» (محمد سليمان)،اللذان عُرفا بالتلاعب بالقانون،بالإضافة إلى «بندق» (محمد السعدني) و«خفاش» (وائل علاء) اللذان دافع عنهما في قضية سرقة !

المثير أن فيلم «خطة بديلة» تميز بموسيقى تصويرية (محمد مدحت) ملائمة لأجواء الفيلم،وديكور (تامر فايد) معبر عن الخلفية الاجتماعية والاقتصادية للأبطال،بالإضافة إلى زوايا التصوير الأخاذة ( كاميرا سامح سليم) التي أعادت اكتشاف أماكن تقليدية صُورت مئات المرات من قبل،فضلاً عن المطاردات التي جرى تنفيذها ببراعة،رغم الإفراط في تقديمها،والتهامها غالبية مشاهد الفيلم (مونتاج عمرو عاكف)،والتوظيف الرائع للمفردات مثل : ميزان العدالة المائل،القصر الأبيض السابح في الملكوت،وكأنه في الجنة،بينما يتم التخطيط في داخله للشرور والآثام،بحجة تكريس العدالة،وإعادة الحق إلى نصابه وأصحابه،والتنفيذ الرائع لكابوس اختطاف شقيقة البطل،إلا أن السيناريو يقع في كم من الأخطاء التي تنزع عن الفيلم مصداقيته،وواقعيته،وتقوده إلى الوقوع في شرك التلفيق،وبناء المواقف التي تخاصم المنطق،كاقتحام منزل القاضي وتهديده وابنته في مشهد وعظي فج،والاختيار الذي لا يستقيم والعقل لنفس المتهمين لاغتصاب زوجة المحامي الفاسد «طارق»، بتحريض من «أبو الدهب»،لكي يتجرع الكأس الذي ذاقه من قبل؛خصوصاً أن المشاهد لم تُكتب،ولم تُنفذ،بشكل جيد،وتكرر الافتعال في سجن الشاب الثالث بسبب تشابه الأسماء،وهو الأمر الذي يتناقض والقول إن أباء الشباب الثلاثة شخصيات نافدة في المجتمع تتمتع بجاه ونفوذ وشبكة مصالح واتصالات واسعة !

سيطر على فيلم «خطة بديلة» هاجس البحث عن وسيلة لتحقيق العدالة،وسد ثغرات القانون التي يستغلها البعض للتلاعب بالقضايا،ولا يملك القضاة لها دفعاً،ما يدفعهم إلى تبرئة المتهمين،لكنه سقط في براثن الدعوة إلى الحل الفردي،وانتزاع الحق بعيداً عن القانون،في أسوأ استغلال لرواية «الكونت دي مونت كريستو»،وأسوأ اختيار لطاقم الممثلين؛فالمظهر العام للشباب الثلاثة (أحمد طه،هاني حسين ووائل سامي) وآبائهم (تميم عبده،صبري عبد المنعم وأحمد صيام) لا يوحي أبداً بانتمائهم إلى طبقة الصفوة أو علية المجتمع،بل يعكس فقراً إنتاجياً،في حين اتسم أداء خالد النبوي بالافتعال والتصنع والعصبية ونافسه تيم حسن بأداء غلبت عليه اللعثمة،وكأنه يقف أمام الكاميرا للمرة الأولى في حياته،وتراجعت فريال يوسف كثيراً،وضاعت الفروق بين أمينة خليل ورانيا الملاح .. وعزت أبو عوف !

فيلم «خطة بديلة» كان في حاجة إلى «خطة» من نوع آخر بعيداً عن «الشكل المدرسي»،الذي اختاره أصحابه،و«النهاية التقريرية»،التي تُذكرك بتعليمات الرقابة قديماً،وباستثناء الخدعة،التي تم الزج بها على طريقة أفلام «هيتشكوك»،يبدو الفيلم خطوة إلى الوراء مقارنة بأفلام كثيرة استلهمت «الكونت دي مونت كريستو»،وقدمت معالجة جديدة مثيرة،مثلما فعل المخرج سمير سيف وكاتب السيناريو إبراهيم الموجي في فيلم«دائرة الانتقام»،وفشل في الوصول إليها المخرج أحمد عبد الباسط والكاتب محمد علام الذي يُحسب له أنه لم يقل «أنا المؤلف» ! 

سينما إيزيس في

14.03.2015

 
 

«ديزني» تجدّد عالمها

زينة برجاوي

في تغريدة عبر حسابها الرسميّ على "تويتر"، أعلنت شركة «ديزني» الأميركيّة أمس الأوّل، نيّتها إصدار جزء ثانٍ من فيلم «فروزن». وخلال ساعات، تحوّل وسم Frozen 2 إلى محور اهتمام المغرّدين ووسائل الإعلام. ويأتي ذلك بعد تحوّل «فروزن» إلى أكثر الأفلام ربحاً في تاريخ الشركة التي تنجح باختراع أخبار تشغل الإعلام، على مدار الساعة.

جعلت «ديزني» بعالمها الساحر، أحد أكبر ميادين الترفيه في القرن العشرين، ولكنّها ساهمت في المقابل بترسيخ مفاهيم نمطيّة مغلوطة عن الحياة، والجمال، والبطولة.

ذلك السجال القديم/ الجديد حول الأفكار التي تروّج لها عملاقة أفلام التحريك الأميركيّة، بات يدفعها إلى تقديم صياغات جديدة لأفلامها الكلاسيكيّة، وآخرها «سندريلا» الذي وصل بصيغته الحيّة إلى الصالات اللبنانيّة أمس الأوّل. وفي النسخة الجديدة من العمل، تطلّ الممثلة الأستراليّة كيت بلانشيت بدور زوجة الأبّ الشريرة، وتلعب الممثلة البريطانيّة الصاعدة ليلي جايمز دور سندريلا، ويحظى العمل حتى الآن بردود فعل نقديّة إيجابيّة.

محاولة «ديزني» تجديد عالمها، بدأ قبل أعوام، عبر تحطيم صورة «الأميرة» التقليديّة، من خلال أفلام تقوم على أبطال مضادين، أو يتمتّعون بميزات تتناقض مع مفاهيم الشركة العنصريّة والذكوريّة. هكذا أعلنت عن ضمّ أميرة جديدة إلى فريق عالمها الخيالي، وتدعىإيلينا من أفالور، وهي أول أميرة من أصول لاتينيّة على كاتالوغ الشركة. وأعلنت «ديزني» في بيان نشرته على موقعها إنّ إيلينا مستوحاة من فولكلور أميركا اللاتينيّة، ولن يكون لها فيلم خاصّ بها، بل ستشارك في مسلسل تلفزيوني يعرض بدءاً من العام 2016. ورأى مراقبون أنّ الشركة تبحث من خلال إيلينا عن وسيلة لردّ التهم الموجّهة ضدّها بالتمييز العرقي، إذ أنّ معظم أميراتها من العرق الأبيض، باستثناء تيانا ذات البشرة السوداء في فيلم «الأميرة والضفدع» (2009)، وبوكاهونتس وهي من السكّان الأصليين لأميركا الشماليّة (1995)، وياسمين الأميرة العربيّة في فيلم «علاء الدين» (1992). وفي وقت رحّب البعض بابتكار أميرة من أصول لاتينيّة، رأى بعض النقاد أنّها ستنضمّ إلى لائحة التنميطات السلبيّة المعتمدة في أفلام «ديزني»، متذكّرين كيف طغت الصبغة الاستشراقيّة على معظم شخصيّات فيلم علاء الدين على سبيل المثال. علماً أنّ كلّ الجهود المبذولة لتجديد صورة المرأة في أفلام «ديزني»، لم تفلح في إقناع كثيرين، ومنهم على سبيل المثال الممثلة الأميركيّة ميريل ستريب التي وصفت وولت ديزني بـ «كاره النساء» العام الماضي.

الرغبة بالتجديد، تواكبها عودة قويّة إلى الكلاسيكيّات، بعد الإعلان عن إطلاق نسخة جديدة من مسلسل «قصص بطوطيّة DuckTales» الشهير، في العام 2017. أعلنت الشركة عن ذلك نهاية الشهر الماضي، ما عدّه الإعلام خبراً سعيداً للكبار قبل الصغار. حظي المسلسل بشعبيّة كبيرة خلال الثمانينيات ومطلع التسعينيات، ما يعني أنّ معظم جمهوره في حينها، صاروا آباء وأمهات اليوم. وفور الإعلان عن إنتاج موسم جديد من السلسلة، قال نائب الرئيس والمدير العام في «ديزني» مارك بوهاج، أنّ «قصص بطوطيّة» تتمتّع بمكانة خاصة في تاريخ «ديزني»، وهي مستلهمة من أعمال الرسام الأسطوري كارل باركس صاحب شخصيّة بطوط، والذي قام بتطوير السلسلة على شاشة التلفزيون. وأكّد بوهاج إنّ النسخة الجديدة ستحافظ على روح المغامرة والطاقة نفسها، لتقدّمها للجيل الجديد، مع الشخصيّات المحبّبة المعروفة مثل العمّ دهب (Scrooge McDuck)، وكركور، وفرفور، وزرزور (Huey Duck, Dewey Duck, Louie Duck).

تجديد عالم «ديزني» لا يقتصر على الأفلام والمسلسلات، بل ينسحب أيضاً على نيّتها الاستثمار في تقنيات الواقع الافتراضي. وتناقلت مواقع إخباريّة معنيّة بالتكنولوجيا أخباراً عن عمل الشركة على إعادة بناء منتزهاتها الشهيرة بنسخ افتراضيّة، للاستخدام ضمن عوالم جهاز «أوكولوس ريفت» الجاري تطويره حالياً، وهو نظارات ضخمة يتمّ ارتداؤها على الرأس، لعرض واقع افتراضي ثلاثي الأبعاد.

السفير اللبنانية في

14.03.2015

 
 

رحيل محمد وفيق.. رفيق "رأفت الهجان" الخفي

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

بعد معاناة مع مرضي القلب والكلى، رحل صباح اليوم، عن عالمنا الفنان المصري محمد وفيق، عن عمر يناهز 67 عاما، وذلك عقب إجرائه لجراحة قلب مفتوح، حيث تدهورت حالته بعد الجراحة ودخل العناية المركزة، ليلقى ربه فيها.

وغادر الشاب محمد وفيق مسقط رأسه في مدينة الإسكندرية إلى القاهرة، للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية وبعد تخرجه، أراد أن يحصل على مردود مادي يساعده على العيش في القاهرة وحده، فنصحه المقربون منه، بمحاولة إيجاد فرصة عمل للتدريب في التلفزيون المصري، وبالفعل طرق باب التلفزيون، وكان بالصدفة يتم الإعداد لعرض مسرحي عن فلسطين بعنوان "لا حدود" للمؤلف محمود شعبان، وكان بطل العرض الفنان حسين الشربيني الذي مر بظروف طارئة في هذا اليوم، ولم يستطع الحضور في موعده فاعتذر، وهو ما وضع فريق عمل المسرحية في مأزق.

وتصادف أن قرأ محمد وفيق دون قصد، دور حسين الشربيني بصوت عال في غرفته، بينما يستعد لتقديم دور قصير في العرض نفسه، فسمعه الممثل الراحل عبد البديع العربي، وكان بطلا رئيسيا للعمل فأعجب بطريقة إلقائه ومخارج ألفاظه، فطلب من مخرج العمل وقتها فوزي درويش، أن يقدم محمد وفيق الدور بدلا من الشربيني، فرفض المخرج فلم يجد عبد البديع حلا سوى التهديد، إما أن يقوم وفيق بالدور وإلا انسحب هو من العرض.

ومع الإلحاح وشعور المخرج أن انسحاب عبد البديع العربي سيورطه، لم يجد حلا سوى الرضوخ لطلبه، وبالفعل حصل وفيق على أول دور في حياته، وأثبت وجوده وكان أول المصفقين له هو المخرج.

توالت العروض المسرحية على محمد وفيق بعد ذلك، فشارك في مسرحية "سندباد" مع المخرج أحمد ذكي وكان من حضور العرض، المخرج المصري العالمي يوسف شاهين الذي اختاره لأحد الأدوار في فيلم كان يعد له، فطار وفيق فرحا بانتقاله من عالم المسرح إلى السينما، وعاش على الحلم، ولكن الحلم أجهضه عدم خروج فيلم شاهين إلى النور.

عاش وفيق مكتئبا بسبب عدم حصوله على فرصة العمل مع شاهين، ولكن سرعان ما عاد إلى حالته الطبيعية، بعد اختياره لتجسيد شخصية الظاهر بيبرس في مسلسل "المرشدي عنتر"، وأهله لهذا الدور لغته العربية الفصحى الذي تعلمها من والده الأستاذ الجامعي، فتألق وفيق في الشخصية ومن هنا بزغ نجمه وأصبح يفاضل بين العروض التي يتلقاها.

الدور الأهم والأكثر قوة في حياة محمد وفيق، هو دوره في فيلم "الرسالة" للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد، حيث قدم في هذا العمل شخصية الصحابي عمرو بن العاص، ومن هنا اشتهر وفيق ببراعته في تقديم الأدوار الصعبة، ما أهله للعمل في مسلسل "رأفت الهجان" الذي قدم فيه شخصية رجل المخابرات عزيز الجبالي، الذي يقوم بدور المرشد الخفي للشخصية الرئيسية، وحصل المسلسل على نسبة مشاهدة كبيرة وكان من أهم المسلسلات في حقبة الثمانينيات.

وأعاد وفيق الظهور في شخصية الضابط، من خلال فيلم "الهروب" مع الراحلين أحمد ذكي والمخرج عاطف الطيب، وتوالت أعمال الفنان الراحل بين المسرح والسينما والتلفزيون وإن كان التلفزيون شهد تألقه أكثر.

وكان محمد وفيق متزوجا من الفنانة القديرة كوثر العسال، التي فارقت الحياة العام الماضي.

العربي الجديد اللندنية في

14.03.2015

 
 

رحيل محمد وفيق.. الفنان المتألق

القاهرة - بوابة الوفد - محمد يحيي:

فقدت مصر والعالم العربى واحدا من أهم وأبرز فنانيها الذين أثروا بأعمالهم السينما والمسرح والتلفزيون.

رحل عنا الفنان محمد وفيق البارع في الأدوار التاريخية،  بعد رحلة من العطاء استمرت عديدًا من السنوات، عن عمر يناهز 67 عامًا بعد صراع مع المرض فى أحد مستشفيات 6أكتوبر.

ولد محمد وفيق فى 24 إبريل 1947 بالإسكندرية، لأب كان يعمل أستاذًا بالجامعة، أتم دراسته الثانوية بالمدرسة المرقسية بالإسكندرية، ثم حصل على بكالوريوس فنون مسرحية بتفوق عام 1967 في الدفعة التي ضمت "نور الشريف" و"مجدي وهبة" و"شاكر عبداللطيف"، و"عبدالعزيز مخيون".

وأثناء دراسته بالسنة الأولى في المعهد ذهب للعمل في مسرح التليفزيون كنوع من التدريب وزيادة الدخل حيث كان قادمًا من الإسكندرية، وكانت رواية "لا حدود" عن فلسطين من تأليف "محمود شعبان"، واخراج "فوزي درويش" الذي اختاره لتقديم دور جندي من جنود الأمم المتحدة، وتغيب الفنان "حسين الشربيني" ذات يوم عن العرض فقام "محمد وفيق" بقراءة دوره أثناء البروفات فتحمس له كثيرًا "عبدالبديع العربي"، وأصر أن يجسد الدور وهدد المخرج بترك المسرحية إذا لم يحدث ذلك، وأثبت وجوده وأعطاه الدور ثقة كبيرة.  

وبدأ "وفيق" في الثمانينيات تجسيد الشخصية الأكثر شهرة له وهي شخصية "عزيز الجبالي"، ضابط الاستخبارات الذي يعمل في الخفاء ليجعل حياة الجاسوس المصري "رأفت الهجان" أكثر سهولة في حياته  داخل إسرائيل، وبرغم تنوع أدواره يظل هذا الدور هو الأشهر في مسيرته.

ويظل عدد الأفلام التي قدمها "وفيق" للسينما محدودًا مقارنة بإسهامه في مجال التليفزيون، فقد قدم 16 فيلما فقط منها: "كتكوت"، و"وثالثهم الشيطان"، و"سعد اليتيم"، و"حكاية نص مليون دولار"، و"قضية سميحة بدران".

أما في عالم التليفزيون فأدى "وفيق" أدوارا مميزة في مسلسلات منها: "حق مشروع"، و"السيرة الهلالية"، و"الست أصيلة"، و"الصعود إلى القمة" بشخصية محمد بن أبي عامر الذي أسس الدولة العامرية في الأندلس، والخليفة المعتمد في "الإمام الطبري" وطارق بن زياد في "بلاط الشهداء" ونابليون بونابرت في "الأبطال" والخديو إسماعيل في "بوابة الحلواني"، والشيطان في "ساعة ولد الهدى."

تزوج من ابنة خالته الفنانة "كوثر العسال" في أواخر الثمانينيات، واستمر زواجهما الذي وصفه بالزواج السعيد حتى وفاتها أواخر عام 2013 عن 64 عامًا.

السبت , 14 مارس 2015 09:00

صور ـ محمد وفيق.. سندباد الدراما المصرية

القاهرة ـ بوابة الوفد ـ حسام شعلان:

رحل صباح اليوم السبت، الفنان القدير محمد وفيق، بعد تدهور حالته الصحية عن عمر يناهز الـ 67 عاما، حيث كان يعانى من مشاكل فى الكلى، ليلحق بزوجته الفنانة كوثر العسال والتى وافتها المنية عن عمر يناهز 64 عاما بعد صراع مع المرض.

ولد "محمد وفيق علي" بالإسكندرية لأب كان يعمل أستاذًا بالجامعة، وأتم دراسته الثانوية بالمدرسة المرقسية الثانوية بالإسكندرية ثم حصل على بكالوريوس فنون مسرحية بتفوق عام 1967 في الدفعة التي ضمت الفنانين "نور الشريف، ومجدي وهبة، وشاكر عبداللطيف، وعبدالعزيز مخيون".

ذهب للعمل في مسرح التليفزيون أثناء دراسته بالسنة الأولى في المعهد كنوع من التدريب وزيادة الدخل، واختاره المخرج فوزي درويش لتقديم دور جندي من جنود الأمم المتحدة فى رواية "لا حدود" التى تناقش القضية الفلسطينية.

شارك "وفيق" في مسرحية "سندباد" من اخراج الفنان أحمد زكي، وشجعه كثيرًا، وشاهد المسرحية المخرج الراحل يوسف شاهين وأسند له بطولة فيلم من اخراجه لكن لم يكتمل المشروع.

كانت النقلة الكبيرة في مشواره من خلال مسلسل "الكتابة على لحم يحترق" الذي قدم فيه شخصية الظاهر بيبرس، ثم كانت النقلة الكبرى من خلال مسلسل "المرشدي عنتر" ، ثم كانت مشاركته في فيلم "الرسالة" وقدم فيه شخصية "عمرو بن العاص".

في الثمانينات وعلى مدى ثلاث أجزاء شارك فى مسلسل "رأفت الهجان"، من إخراج يحيى العلمي، حيث قدم الشخصية الأكثر شهرة له وهي شخصية "عزيز الجبالي" ضابط المخابرات ، وقدم أفضل دور سينمائي له في فيلم "الهروب" من إخراج عاطف الطيب.

ويظل عدد الأفلام التي قدمها وفيق للسينما محدودًا مقارنًة بإسهامه في مجال التليفزيون فقد قدم 16 فيلمًا فقط منها "وثالثهم الشيطان، وحكاية نص مليون دولار، وقضية سميحة بدران، والسيرة الهلالية، ومحمد رسول الانسانية، والصعود الى القمة.

تزوج من ابنة خالته الفنانة "كوثر العسال" في أواخر الثمانينات واستمر زواجهما الذي وصفه بالزواج السعيد حتى وفاتها في أواخر عام 2013 عن 64عامًا بمستشفى الصفوة بمدينة 6 أكتوبر بعد صراع طويل مع المرض دام لسنوات .

السبت , 14 مارس 2015 08:28

وفاة الفنان محمد وفيق بعد صراع مع المرض

القاهرة ـ بوابة الوفد ـ حسام شعلان:

توفى صباح اليوم السبت، الفنان محمد وفيق، بعد تدهور حالته الصحية حيث كان يعانى من مشاكل فى الكلى. ومن المقرر أن تخرج من مسجد الحصرى بمدينة 6 أكتوبر بعد عصر اليوم.

الوفد المصرية في

14.03.2015

 
 

المومياء تعيد شادى عبد السلام للحياة

القاهرة- بوابة الوفد- أمانى عزام:

"يا من تذهب سوف تعود، يا من تنام سوف تصحو، يا من تمضي سوف تبعث"، بهذه الكلمات استهل المخرج الكبير شادي السلام  فيلمه المومياء، وكأنه يتنبأ بأن العهد القديم  سيعود مرة ثانية.

وقام موقع البحث العالمي "جوجل" بتغيير اللوجو الرسمى له، واستبدالها بصورة المخرج الكبير احتفالاً بذكرى ميلاده الـ(85) فى إشارة إلى مدى أهميته وقيمته فى عالم الإخراج.

ويعد فيلم المومياء واحدًا من أبرز أفلام السينما العربية، ليجعل من المخرج الكبير شادي عبد السلام واحدًا من أبرز مخرجي العالم، وحصل فيلمه على المرتبة الأولى فى استطلاع الأفلام الأجنبية الذي أجري في فرنسا عام 1994 م، كما حصد الفيلم العديد من الجوائز في المهرجانات العالمية، أبرزها جائزة (سادول) والنقاد في مهرجان قرطاج 1970 م .

وسبق شادى عبد السلام برؤيته الإخراجية الكثيرين من أبناء جيله، ولكنه لم يقدر فى حياته بسبب عدم تقدير الفن والنقاد له ولفنه وقتها، ولكنه نجح من خلال فيلمه المومياء ليتبوأ مكانة مميزة فى قائمة أهم 100 مخرج على مستوى العالم في تاريخ السينما من رابطة النقاد الدولية في فيينا بعد ربع قرن.

وظل شادي عبد السلام يبحث عن التاريخ الغائب، والهوية، والجذور،  فقد كان مُحبًا للتاريخ الفرعوني القديم  وأراد أن يوظفه من أجل بعث الهمة في روح الشعب المصري، ويستخلص منه دروسًا تفيد الأجيال القادمة من خلال تعميق فكرة الانتماء لديهم وربطهم بماضيهم وحضارتهم وجذورهم.

وعكف شادي على الانتهاء من مشروعه الثاني وهو فيلم " مأساة البيت الكبير" وعُرف باسم (إخناتون) نسبة إلى الشخصية المحورية بالفيلم، الذي لم يرَ النور حتى الآن، كما ظل يعيد في كتابته عشر سنوات قام خلالها بإعداد التصميمات والديكورات والأزياء والإكسسوارات الخاصة بالفيلم.

وقُدمت لشادى عبد السلام عدة عروض لإنتاج الفيلم ولكنه رفضها جميعا حيث كان يأبى المنطق التجاري من أساسه، وسعى إلى أن تقوم وزارة الثقافة بإنتاج الفيلم الذي يتطلب تكلفة إنتاجية عالية لكن جهوده باءت بالفشل.

ولد شادي عبد السلام بمدينة الإسكندرية في 15 مارس 1930،  وتخرج من كلية فيكتوريا بنفس المحافظة عام 1948، ثم درس فنون المسرح في لندن في الفترة من 1949 م إلى 1950، والتحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتخرج منها عام 1955، وأتيحت له تلك الفترة أن يكون تلميذا للمعماري السكندري الشهير " حسن فتحي " فعرف من خلاله الفنون الإسلامية.

وبدأ شادي عبد السلام حياته الفنية مصممًا للديكور، وعمل مساعدًا للمهندس الفني رمسيس واصف عام 1957، ثم مُساعدًا للإخراج في عدة أفلام كان أغلبها لمخرجين أجانب.

وقدم شادى عبد السلام عدة أفلام للسينما أبرزها " الفلاح الفصيح" و" جيوش الشمس" و"كرسي توت عنخ آمون الذهبي"، و"الأهرامات وما قبلها " و"رع مسيس الثاني "، كما ترك بصمته في مجالي الديكور وملابس الأفلام، وظهر ذلك خلال الفيلم التاريخي الكبير " الناصر صلاح الدين " للمخرج يوسف شاهين.

وعمل شادي في وظيفة مدير مركز الأفلام التجريبية بوزارة الثقافة 1970 ، كما عمل بالتدريس بالمعهد العالي للسينما قسم الديكور والملابس والإخراج في الفترة من عام 1963 إلى 1969.

ليرحل الفنان العبقري شادي عبد السلام في أكتوبر من عام 1986، قبل أن يتم أحلامه السينمائية، وتم تخصيص قاعة بمكتبة الإسكندرية لأعماله تتضمن أزياء وديكورات وإكسسوارات ورسومًا وضعها خلال مسيرته الفنية.

كما تم تأسيس جمعية أصدقاء شادى عبد السلام بعد وفاته، وقامت بجمع تراثه السينمائي المكون من لوحات واسكتشات رسمها لمناظر وأزياء في أفلام عمل بها سواء من إخراجه أو إخراج غيره إلى جوار الاحتفاظ بمكتبته وأوراقه وصوره المختلفة التي تجمعه مع أقرانه المبدعين العرب والعالميين في أكثر من مناسبة.

وتضم الجمعية نصوص سيناريوهات أفلامه وملخصات لأفكار حضارية وثقافية، إضافة إلى مكتبة ضخمة في شتى المعارف الإنسانية، ومن ضمنها الحضارة المصرية القديمة، كما تحتوي على بعض المقتنيات.

الوفد المصرية في

15.03.2015

 
 

«شاشات آسيوية».. قراءة نقدية واعية في إبداعات سينمائية مغايرة

عمان - ناجح حسن

يعاين كتاب (شاشات آسيوية) للناقد السينمائي اللبناني ابراهيم العريس، جوانب من تاريخ وحراك الحياة السينمائية في عدد من بلدان القارة الآسيوية: الصين، الهند ، كوريا، اليابان، تركيا ، وايران.

يشكل الكتاب الصادر حديثا عن منشورات الدورة الاولى لايام البحرين السينمائية، اضاءة جمالية وفكرية على تلاوين هذه السينمات مجتمعة، بحيث تلبي رغبات عشاق السينما والمهتمين بابداعاتها، فهي طالما استحوذت على اعجاب النقاد ونالت جوائز رفيعة في اكثر من مهرجان وملتقى سينمائي عربي ودولي.

يستهل الكتاب موضوعاته بقراءة نقدية لعدد من ابرز قامات الابداع في السينما اليابانية والتاي احتلت ما يوازي نصف صفحات الكتاب متوقفا على اسهامات المخرجين: اكيرا كوروساوا، كنجي ميزوغوشي، يوسيجورو اوزو، شوجي تيراياما، وناغايزا اوشيما،.. جميعهم صوروا اسئلة العصر من اعماق التاريخ الياباني، والذين وضعوا بصمتهم الخاصة في الفن السابع وأضافوا له الكثير من معاني الحياة والامعان في تكسير تلك العوائق التي كانت تواجه انطلاقة السينما اليابانية في ارجاء المعمورة.

وللسينما الهندية نصيب وفير من الكتاب، حيث يضم الفصل الثاني معاينة لتوجهات السينما الاخرى في الهند المغايرة لانماط نتاجات ما اصطلح على تسميتها (بوليوود)، مبينا ان الهند بين طرفي نقيض حيث اشتغالات المخرج ساتيجيت راي الذي يؤكد في حواره مع المؤلف ان لا مكان في بوليود السعيدة لفنان حقيقي، في حين يرى العريس ان شعبانة عزمي احدى ابرز نجمات الفن السينمائي بالهند تهتم بالعمل ايضا بتلك السينما الجديدة غير الجماهيرية ويثبت شهادة لواحد من روادها هو المخرج شيام بنغال يقول فيها: ان شعبانة عزمي ممثلة قديرة تفهم حقائق العمل السينمائي وتغوص عميقا في نفسيات الشخصيات وتحرص طوال الوقت على تقديم اداء مدهش.

ويطل الكتاب على السينما الجديدة في تركيا من خلال جولة على ابداعات المخرج نوري بلجي جيلان التي تنهل من قضايا واقع واخلاقيات بيئته الاجتماعية والسياسية والثقافية في اعمال سينمائية تخلط الذات بالعالم مثلما تصور مدينة اسطنبول في ذروة من مناخات الروعة، مثلما يتأمل جيلان بعين كاميرته السينمائية صبر المتلقي ويكافئه بمتعة التأمل البصري للمكان ودواخل الفرد، فهي غالبا ما تحلق بين الطبيعة واقنعة الفرد وجوهره وصورته امام ذاته.

تحت عنوان مشاكسات من ايران يتوقف الكتاب في تلك الافلام التي تحققها المرأة المخرجة في السينما الايرانية وقدرتهن على التحدي واثبات الذات، فالمؤلف يختار من بينهن اسماء مثل: مريام شهريار، تهيمة ميلاني، راكشان بني اعتماد ، سميرة مخلباف فهن من بين اشهر صانعي الافلام حاليا بايران.

ويتوجه المؤلف الى ناحية الصين من خلال رؤيته النقدية لعوالم سينما وونغ كار وي وزميله جيا جانغكي الذي جرى تقسيم سينماه دائما بين افلام وثائقية يرصد فيها تفاصيل الواقع، واخرى روائية يعيد فيها تركيب واقع بيئته، ولئن كان يمزج بين هذين النوعين في تفسيره لتحولات مجتمع الصين المعاصر.

الكتاب قراءة واعية لنماذج من سينما مختلفة عن السائد، وفيه يضيف الناقد والباحث السينمائي ابراهيم العريس للمكتبة السينمائية العربية بعدا نوعيا جديدا من الكتابة، التي لا تغفل عن الاهتمام والالتفات الى تلك الابداعات السينمائية المنسية، الآتية بفعل جهود وطاقات صانعيها الأفذاذ الموزعين في ارجاء هذا العالم الرحب.

الرأي الأردنية في

15.03.2015

 
 

أيام السينما في فلسطين.. استعادة البريق

غزة ــ علاء الحلو

ضجت قاعة المسرح في مركز القطان للطفل وسط مدينة غزة، بعدد من الأفلام التسجيلية الفلسطينية والعربية، التي أخرجها شباب فلسطينيون وعرب، استحضروا القضية الفلسطينية وحال الفلسطينيين، إضافة إلى قضايا مجتمعية متنوعة.

بدا الشغف واضحاً على ملامح عشرات الحضور، خاصة أنّ قطاع غزة محروم من وجود سينما، نتيجة الأوضاع الصعبة التي يمر بها، إضافة إلى تعطش أبنائه للفعاليات والأنشطة الفنية التي تزيل عنهم الهموم، وتشحنهم بالأمل والفرح.

الشباب كانوا أساس الأفلام التي تم عرضها خلال التظاهرة السينمائية "أيام السينما في فلسطين"، والتي عرضها مركز القطان للطفلبالتعاون مع الملتقى السينمائي الفلسطيني "بال سينما"، وتلا عرض الأفلام حلقات نقاش، تم خلالها استضافة عدد من المخرجين العرب والمختصين في صناعة السينما عبر تقنية "سكايب".

عُرضت الأفلام المشاركة على مدار أربعة أيام، وشهدت حضوراً لافتاً من المهتمين بالسينما والأنشطة الفنية والثقافية، بدأت بفيلم "احكيلي عن القدس" من فلسطين، للمخرج يوسف صالح، وفيلم "بعتذر منك بيروت" من لبنان، للمخرج أنطون فاضل. بينما عرض في اليوم الثاني، فيلم "لعبة ترانزيت" من لبنان، للمخرج آنا فهلر، ومجموعة أفلام من فلسطين، كان أولها فيلم "بيت الرمل" لمجموعة شباب، وفيلم "بنجورك يا جارة"، للمخرج أكرم دواك، وفيلم "لا مفر"، للمخرج مهند اليعقوبي، وفيلم "أوتار مقطوعة" للمخرج أحمد حسونة.

وبدأ اليوم الثالث، بعرض فيلم "مع اني أعرف أن النهر قد جف" من مصر للمخرج عمر هاملتون، وفيلم "أكثر من ساعتين" من إيران، للمخرج علي أسجاري، وفيلم "مسي بغداد" من العراق، للمخرج سهيم خليفة، إضافة إلى ثلاثة أفلام من فلسطين، وهي فيلم "مطر"، للمخرج أنس بربراوي، وفيلم "رقم خاص"، للمخرج عمر العماوي، وفيلم "مقلوبة"، للمخرج نيقولا داموني.

واختتمت التظاهرة الفنية بمجموعة أفلام فلسطينية، وهي "أبوعرب"، للمخرجة منى ظاهر، "وصفة حب"، للمخرج محمد الجبالي، "عالقون في صورتنا"، للمخرجة ميسون الهبيبي، "الثقب"، للمخرج واصف قدح، "التراب" للمخرج ضياء حروب، "اطفي الضو" للمخرج يامن أبو صبيح، إضافة إلى فيلم للمخرج العراقي حسين مالكي بعنوان "سقوط بطيء". وقال المخرج الفلسطيني عمر العيماوي، الذي شارك بفيلم "رقم خاص"، إن فيلمه يتحدث عن الدقائق التحذيرية العشر التي تمهلها قوات الاحتلال الاسرائيلي للبيت المستهدف "المنوي قصفه"، ويعرض الهوس الذي يصيب العائلة خلال تلك الدقائق القليلة. 

وأوضح العيماوي لـ"العربي الجديد"، أنّ أحداث الفيلم الذي يعرض في 8 دقائق، تدور وفق قالب درامي، وقال: "نحن نسخر إمكاناتنا البسيطة من أجل إيصال رسالتنا للعالم، ويجب أن يرى كمّ الظلم الواقع علينا (..) نملك المواهب والطاقات التي تمكننا من ذلك، لكننا نفتقر الفرص". أما رئيس الملتقى السينمائي الفلسطيني المخرج فايق جرادة، فأبدى إعجابه بالأفلام المشاركة في المهرجان الذي وصفه بـ"التظاهرة السينمائية"، وقال: "المشاركات تثبت أننا أغنياء بالمواهب القادرة على خلق واقع أفضل للفن بشكل عام، والسينما بشكل خاص".

وأضاف لـ"العربي الجديد" أهم ما يميز التظاهرة الفنية أنها جمعت الجغرافيا الفلسطينية في مكان واحد، حيث شملت أفلاما من غزة ومن الداخل المحتل عام 1948 ومن الضفة والشتات، إضافة الى أنها احتوت على أفلام عربية، ما يوضح متانة الامتداد الفلسطيني العربي. وأوضح أن للملتقى تجارب سابقة في عرض الأفلام، حيث نظم في السابق "مهرجان السينما الوثائقية"، و"أيام السينما الخليجية"، إضافة إلى سينما الهواة، لافتاً إلى أن تلك المشاركات تهدف إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات، واستنهاض جيل جديد، يختص بالثقافة السينمائية.

المخرج الشاب إبراهيم العطلة، والذي شارك في مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية بفيلم "أليكسا وغزة" والذي يعرض حال القطاع، قال لـ"العربي الجديد": "هناك ضعف في الاهتمام بالجانب الفني والسينمائي في غزة"، داعياً إلى تعزيز الفعاليات التي تساهم في النهوض بواقع السينما في فلسطين. من جانبها، أوضحت مديرة البرامج الثقافية في مركز القطان للطفل، هيام الحايك، أن المركز يقدم أيام السينما في فلسطين للسنة الثالثة على التوالي، مبينة أن السينما تساهم في إظهار الرواية الفلسطينية عبر "السرديات الخاصة بالشعب، والمعبرة عن أبجدياته".

وأشارت لـ"العربي الجديد" إلى أن السينما والأفلام المشاركة تعرض يوميات الشعب وتوثق ماضيه وتستشرف مستقبله، علاوة على أنها تفتح المجال أمام التعرف على أفلام عربية، وقالت "أيام السينما لهذا العام جاء بروح جديدة، تنطلق من رؤية لإعادة البريق للسينما الفلسطينية".

العربي الجديد اللندنية في

15.03.2015

 
 

المخرجون وسرّ النجاح مع النجوم

ربيع عواد

يحافظ بعض المخرجين على علاقة ممتازة مع النجوم ما يثمر كليبات مميزة وناجحة تحقق انتشاراً، من بين هؤلاء: سعيد الماروق ونجوى كرم، وفادي حداد وسابين، ووليد ناصيف ووليد توفيق.

يستعد المخرج سعيد الماروق للتعاون مع نجوى كرم في أغنيتها الجديدة «حبيبي مين» وهو ينشغل هذه الفترة بالتحضير لهذا العمل الذي سيكون استثنائياً، شكلا ومضموناً، وضخماً على صعيد الإنتاج، حسب رأيه، وسيشكّل نقلة نوعية لكرم على صعيد الكليبات.
وأضاف، في حديث إلى أحد المواقع الإلكترونية: «ما زال التحضير  مستمراً لأغنية «حبيبي مين»، وأنا سعيد بها لأنها ستعيش في تاريخ نجوى، وهي من أجمل ما ستقدم على الإطلاق».
ليست المرة الاولى التي يكون فيها ثمة تعاون بين كرم والماروق، فقد سبق أن تعاونا في كليب  «خليلي قلبك» وغيره، إلا أنها المرة الأولى التي يتم التعاون بينهما في أغنية رومنسية.
وتابع: {لطالما رددت لها بأنني أريد تنفيذ أغنية رومنسية معها، إلى أن جاءت «حبيبي مين»، فاتصلت بي». أشار إلى أنه يتم تسليط الضوء في هذا العمل على ايجابية نجوى في الحب التي تظهر بصورة العاشق الحقيقي.

فادي وسابين

يصوّر المخرج فادي حداد أغنية «يوه» لسابين  ويصفها بأنها من أنشط النجمات اللواتي تعاون معهن، ولديها قدرة على السيطرة على نفسها حتى في أصعب اللحظات، فهي لا تعرف التعب بل تثابر  وتجتهد للوصول إلى نتيجة جيدة.

وتابع: {مع أنني صوّرت لها منذ زمن أولى أغنياتها «بعتلي إيميل»، لكنها صدمتني أمام الكاميرا، فهي قويّة ولديها خبرة أمام الكاميرا، ولا نضطر أن نعيد المشهد، لذلك أنصحها بصراحة ومن قلبي أن تخوض مجال التمثيل».

وأضاف: {عملنا على مدى  يومين من دون نوم ولم يظهر ذلك على وجهها خلال التصوير، مع أننا غيّرنا لها الماكياج بين الثّلج والبحر، لكن وجهها تحمّل ذلك، فهي جبّارة وأغنيتها رائعة وكذلك الألبوم رائع».

ناصيف وتوفيق

يوضح المخرج وليد ناصيف أن الثقة بين الفنان والمخرج مهمة، ما يدفع بالاثنين إلى تكرار التعاون بينهما، واعطى مثالا على ذلك وليد توفيق الذي يرفض التعاون مع أحد غيره وقال في هذا السياق: {ثقة وليد توفيق بي عمياء، وهو يعتذر من كل الذي يقترحون عليه مشاريع أغانٍ مصوّرة لأنه يتعاون معي. وينطبق هذا الأمر على فنانين آخرين أيضاً، وهو أمر أقدّره فعلا}. أضاف: {أؤمن  بأهمية التنويع على صعيد المخرجين على غرار التنويع على صعيدي الشعراء والملحنين. أمّا اذا شكّل مخرج معيّن إضافة نوعية للفنان، فيجب أن يجدد التعاون معه، لئلا يخاطر في التعاون مع مخرج آخر قد يقدمه بمستوى أقل. شخصياً، بنيت هذه الثقة بفضل المعايير التي أعمل وفقها، وأهمها المصداقية واحترام المواعيد والابتكار الفني}.

عمّا إذا كان يشعر بمسؤولية في العمل مع فنان كبير مثل وليد توفيق قال: {طبعاً، وهذه المسؤولية الكبيرة تسبب لي قلقاً، لأنني أفكر بالصورة التي يجب أن أقدم الفنان من خلالها لأشكّل إضافة نوعية الى مسيرته}.  

الجريدة الكويتية في

15.03.2015

 
 

"إيدا": شخصيات على حافة الكبت القاسي والعدمية البائسة

محمد الغريب

التناقض الجمالي

في فيلم "أيدا"، للمخرج بافل باولكوفسكي نجد التشويش والتشوية الجمالي للصورة، يخلق عالماً بصريا جماليا أكثر جاذبية وإدهاشا للمشاهد، كيف لهذا التناقض أن يحدث؟ نجده يوجد بكل سهولة ويسر، وذلك عندما يتم كسر عرف التصوير السينمائي، لامبالاة واضحة في صنع الكادرات التقليدية، التناقض الجمالي يثبت نفسه، فاللقطات والكادرات مشوشة للغاية، حيث مساحات الوجوه والجسد غير متوازنة، واجزاء من الوجه غير موجودة في أحيان ليست قليلة.

رغم أن هذا القبح المتعمد يجعل المشاهد يشعر بالنفور وأن هناك شيئا غير صحيح، إلا أن الذائقة الجمالية للمتفرج تجعله يعتاد علي ذلك، وبشكل لاواعٍ يشعر بانبهار جمالي كبير، وذلك لأن هذا القبح له دلالات ومعاني مقصودة وكثير من عالم الرموز المبررة، فمساحات الفراغ في الكادرات وصغر حجم الوجوه والجسد تعني هامشية شخصيات الفيلم بشكل خاص، وهامشية الإنسان بشكل عام، أمام العالم المعاصر، وأمام صراعاته، ومنها صراع النازية مع اليهود احد محاور الفيلم، أو هناك مقاصد رمزية حول صراع قيمي، بين الحقد والكراهية، والتسامح والتعايش، فإيدا بطلة الفيلم وخالتها، تبدوان متسامحتين أمام كراهية النازية ضدهما.

دراما عنيفة

في هذا الفيلم، نجد تناقضا آخر، يتعلق بشخصيتين أنثويتين، الأولي بطلة الفيلم شخصية هادئة والأخري مشوشة، الهادئة هي راهبة مؤمنة دينيا، والأخرى ملحدة ضاربة بكل شئ عرض الحائط، وهي أيضا تشعر باللاجدوي. وهذا ما يتضح خلال سرد الفيلم، وايضا هناك حالة من السيطرة من جانب الخالة المشوشة علي شخصية إيدا بطلة الفيلم، فتأثيرها جعل الأخيرة تفعل مثلها، وتنتفح علي الحياة بعد حياة منغلقة، وتمارس حياة جنسية بكل حرية، وتشرب النبيذ، وترقص وتسمع الموسيقي مع رجال آخرين، هذا التحول المفاجئ، يعبر عن سيطرة في لاوعي إيدا جعلها تفعل ذلك.

اختيار العنصر الأنثوي له مقصد ورمز وذلك فيما يتعلق بهامشية شخصيات الفيلم أمام العالم، والذي قصده المخرج العظيم باولكوفسكي، في الكادرات غير المتوازنة وبعض السرد الحكائي للفيلم، فالأنثي خير معبر عن هذه الهامشية، فالمرأة دائما تعاني وتبحث عن حقوقها، وهذا مقصد درامي رائع عنيف وحاد، عدمية انثوية تكشر عن مكنونها الضعيف أمام ديناصورات الوجود الخاطفة للسلام والخير.

كبت قاسي ضد النازية

هذه الأنثوية الدرامية، رغم ضعفها أمام العالم، وعدميتها الواضحة، الا أنها تعبر عن قيم التسامح والتعايش حيث لم تظهر ملامح للانتقام والكراهية، ولكن ذلك يصاحبه كبت نفسي داخل الشخصيات، ويجعلها في حالة هوس وجودي ذاتي، لا ينعكس علي الخارج، ولكنه داخلي قاس. تنتحر الخالة في الفيلم بعد حياة فوضوية لا معني لها، فهي لم تستطع ان تتعايش داخليا مع ما حدث لابنها وشقيقها من اعدام علي يد متطرفين، فتذهب للموت باختيارها، حتي ترتاح من هذا القلق الوجودي والهوس النفسي القاسي.

إن حياتها فوضوية في كل شئ، فوضوية الجنس والاهتمامات الشخصية والمعيشية وطريقة الحديث، وميلها للوحدة، فهي معبر آخر عن الكبت تجاه النازية، هذه النازية التي ترسم ملامح الفيلم من الباطن، فهي ليست ظاهرة كعدو مباشر للضحايا، وايضا رد الفعل تجاهها مكبوت وغير ظاهر، هذا التعبير الشعري الباطني الرائع من المخرج، يؤكد قدرته علي استخدام المجاز السينمائي في المعني، وهو مجاز باطني طويل يحكم سردية الفيلم.

روح العدمية

 رغم تناقض الشخصيتين في الفيلم ما بين متدينة وغير مؤمنة، فإن منحي وروح العدمية تربطهما، فالهادئة هي راهبة، صامتة، تعيش الحياة الدينية بدون اختيار منها، فهي دخلت حياة الرهبنة هربا وانقاذا من بطش النازية، وهي تعيش عالما داخليا لا تفهمه جيدا، تنفذ اوامر دينية بشكل اجباري، وعندما تخرج من الدير للبحث عن قرية اهلها وجثثهم، لا تندهش من تناقض عالمين تعيش فيهما، فمعني الاختلاف وملامحه ليس موجودا لديها، وهذا يعني أن طعم الحياة ورونقها لديها مختفى ايضا قبل ان تواجه اي شئ في هذا العالم الخارجي.

وخلال رحلتها في العالم خارج الدير، تتحول بشكل مفاجئ الي حياة فوضوية بكل حرية في كل شئ، كما ذكرنا، ثم تتحول مرة اخري الي حياة الرهبنة، هذا التحول السريع ونقيضه يتم بشكل بارد ومجازي للغاية، ويدل علي عدمية الفعل وعكسه في نفس الوقت، وبذلك يفتح المخرج باب التأويلات  عبر هذا المجاز السردي والبصري لتحولات البطلة، ما هي الدوافع، لماذا لم تشعر بالسعادة عندما تحولت الي حياة الحرية، وأسئلة اخري تبحث عن اجابات.  

عين على السينما في

15.03.2015

 
 



«خارج الخدمة» للمصري محمود كامل:

سينما مختلفة تلامس الواقع ولا تشبع الجمهور

رانيا يوسف - القاهرة ـ «القدس العربي»

رغم مرور أكثر من 6 سنوات على انطلاق تجربة المخرج إبراهيم البطوط في فيلمه الروائي الطويل «عين شمس» الذي دشن به أول ذاكرة حقيقية في تاريخ السينما الموازية، أو كما يطلق عليها في مصر تيار السينما المستقلة، إلا أن بعض تجارب هذا التيار لازالت تفتقد التواصل مع جمهور السينما التجارية أو السائدة، مع ذلك ظل هذا النوع من الأفلام قليلة التكلفة، أو التي تمت صناعتها خارج إطار شركات الإنتاج الكبرى، يقاوم حصار هذه الشركات وسيطرة الموزعين على دور العرض على مدار العشر السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى تحملهم مضايقات جهاز الرقابة وقوانين نقابة المهن السينمائية التي لا تعطي تصريحا بمزاولة المهنة سوى لأعضائها.

أما المخرجون الهواة فعليهم دفع مبلغ من المال قد يوازي أضعاف ميزانية الفيلم للحصول على هذا التصريح. ساهمت تجربة إبراهيم البطوط والمخرج أحمد عبد الله في اختبار تفاعل الجمهور مع هذا النوع من الأفلام التي تحمل فكرا مختلفا عن السائد، وتقدم بإسلوب فني لم يعتد عليه الجمهور، لكن تأثيرها لم يشعر به الجمهور العادي الذي اعتاد على التلقين في الأفلام التجارية التي تعتمد على تسطيح ذائقته وتغييب وعيه، ولكن تأثيرها كان في نطاق محدود من الشباب الذي تمرد على تغييب وعيه، في ما تقدمه سينما السبكية وما شابه، هذا الجمهور لازال محدودا لكنه ساهم في دعم استمرار إنتاج الأفلام قليلة التكلفة وتحويلها من تجارب عشوائية إلى بداية تأسيس كيانات إنتاجية صغيرة تساهم في تمويل بعض مشاريع المخرجين الشباب.

آخر هذه التجارب التي لم تصمد في دور العرض أكثر من أسبوع واحد هو فيلم «خارج الخدمة»، وهو من نوعية الأفلام التي لا تتجانس مع ذوق جمهور أفلام السبكي، الفيلم ينتمي إلى النوعية التي لا تعتمد على تلقين الفكرة أو تنميط الأسلوب، بينما يحاول المخرج محمود كامل لأول مرة الاهتمام بالمضمون الفني أكثر من مغازلته شباك التذاكر، كما في أعماله السابقة، يسأل الجمهور الذي لم يجد على الشاشة راقصة وبلطجيا واغنية شعبية ومعارك مفتعلة، عن معنى الفيلم، ليؤكد المفهوم السائد والمخزي في الوقت نفسه، الذي يقسم السينما إلى أفلام تعجب الجمهور لكنها لا ترضي النقاد، وأفلام ترضي النقاد لكنها لا تحقق أي نجاح جماهيري، الفيلم أنتج بميزانية صغيرة بمشاركة أبطاله الفنان احمد الفيشاوي والفنانة شيرين رضا، شاركا في تأسيس شركة إنتاج جديدة تساهم في تمويل هذا النوع من المشاريع قليل التكلفة، ولكن هل تستطيع تلك التجمعات في مواجهة سيطرة الكيانات الإنتاجية الكبرى التي تحتكر أيضا بعضها توزيع الأفلام في دور العرض.

الفيلم هو التجربة الأولى للسيناريست عمر سامي، الذي يقدم فيه معالجة جريئة لظواهر اجتماعية ونفسية للمجتمع المصري، حاول أن يربطها بتغير الأوضاع السياسية، خاصة بعد الثورة، وربما يعتبر الفيلم من أوائل الأعمال التي ابتعدت عن المباشرة في تناول ثورة يناير/كانون الثاني، وحاولت رصد أوضاع الشارع التي لم تتغير ولم تع بوجود أي تغيير سياسي، من خلال قصة جمعت بين شخصيتين متناقضتين شاب فقير يأكل من صناديق القمامة، يقوم بدوره الفنان أحمد الفيشاوي في دور يضيف إلى رصيده الكثير، وسيدة تعيش وحيدة بعد وفاة زوجها، قدمتها الفنانة شيرين رضا، حيث جمعهما شغفهما بتناول المخدرات، وجد كل منهما في الآخر ما يكمله، تعايشا معاً في غياب كامل عما يحدث حولهما، السيناريست عمر سامي قدم شخصية المرأة والرجل التي تعكس نموذجا مصغرا لتغييب وعي المصري، من دون تصنيف جنسي أو عمري أو اجتماعي، الشاب الذي لا يجد قوت يومه، يسرق ليشتري المخدرات، فيجد مقطع فيديو لسيدة تسكن في الشارع نفسه تقتل طفلة، يذهب إليها ليبتزها ويقايضها على الفيديو، لكنها تصدمه بأنها لا تملك المال، فيقدم على اغتصابها أكثر من مرة، وتنشأ بينهما علاقة حميمية تنقذها هي من وحدتها وتنقذه هو من تشرده، ويجتمعان على تجربة أنواع كثيرة من المخدرات، يغيبان عن الحياة لساعات طويلة، يقطع المخرج هذا الغياب بفاصل صغير يأتيهما من صوت التلفاز الذي يذيع ما يحدث في ميدان التحرير وميادين مصر، لكنهما يعودان مرة اخرى إلى تناول جرعات أكبر من المخدر يفقدان بسببها الوعي عما يحدث حولهما.

المخرج محمود كامل حاول أن يخلق حالة من التماس بين حالة الفوضى الأخلاقية التي اجتاحت المصريين بعد الثورة، والفوضى النفسية التي يعانون منها قبل وبعد التغيير السياسي الذي لم يحصدوا ثماره، الكبت الجنسي والقهر الإنساني وانتشار الفقر والجهل وتدني مستوى المعيشة، كلها أوضاع بقيت على حالها، فلم يجد قطاع كبير ممن فقدوا الأمل في تحسين أحوالهم المعيشية سوى الارتفاع عن الأرض وتغييب وعيهم بمزيد من المخدرات، مثل بطلي الفيلم، اللذين حصرهما المخرج في ديكور الشقة المحدود جداً والذي يناسب استسلامهما وانفصالهما عن الواقع، نراهما لا يفيقان إلا كي يعودا إلى تناول المخدر او لممارسة الجنس، لا يغادران البيت إلا لشراء المخدرات أو الطعام. 

الفيلم هو التجربة الخامسة للمخرج محمود كامل، لكنه مع ذلك يعتبر التجربة الأولى بعيداً عن السينما التجارية بمفهومها السائد، رغم الإقبال الجماهيري المحدود عليه، إلا أنه يعتبر التجربة الأنضج بين أعماله السابقة. الإقبال الجماهيري لم يعد منذ زمن طويل هو المقياس الصحيح لاختبار نجاح أو فشل أي عمل فني، قد تتغير الأذواق مع الوقت ولكن العمل الجيد يبقى في الذاكرة.

مهرجان «غوادلخارة» (وادي الحجارة) للأفلام في المكسيك:

حلم الجميع هو الذهاب إلى هوليوود

حسام عاصي - غوادلخارة (المكسيك) «القدس العربي»:

فوز مخرجيين مكسيكيين وهما اليخاندور انريتو غونزاليز والفونسو كوران ، بجائزة الاوسكار لأفضل مخرج هذا العام والعام الماضي بالتوالي لفت انتباه المراقبين للسينما المكسيكية التي منذ نهضتها في ثلاثينيات القرن الماضي انتجت نجوما عالميين اخترقوا سور هوليوود ووصلوا الى قمتها، مثل سلمى حايك التي رُشحت لأوسكار افضل ممثلة عن دورها في فيلم «فريدة» عام 1999، والممثل داميات بشير الذي رُشح لاوسكار افضل ممثل عن دوره في فيلم «حياة افضل (2011)» والمصور إيمانويل لوبيزكي الذي حاز على 6 ترشيحات اوسكار لأفضل مصور وفاز باثنتين منهما عن فيلمي «الجاذبية (2013)» و «الرجل الطائر (2014)» والمخرج غيليرمو ديل تورو الذي حصل فيلمة «متاهة بان (2006)» 3 جوائز اوسكار. السؤال الذي يتبادر للذهن هو هل انجازات المواهب المكسيكية تعكس وضع السينما في بدلهم؟

للجواب على هذا السؤال، تقبلت دعوة لحضور الدورة الـ30 لمهرجان غواد الخارة للأفلام وهو يعتبر الاكبر في المكسيك وامريكا اللاتينية، ويستقطب صناع افلام وشركات توزيع وإعلاميين من كل انحاء العالم. ويعقد المهرجان سنويا في شهر آذار/مارس في ثاني أكبر مدينة في المكسيك وهي غواد الخارة المسماة على اسم المدينة الاندلسية «وادي الحجارة».

كل عام يركز الفيلم على سينما عالمية معينة ويستضيف صانعيها. فهذا العام كان حضور خاص للسينما الايطالية التي مُثلت بعرض 34 فيلما وكان ضيف الشرف المخرج الايطالي المعروف برناردو بيرتوليشي الذي افتتح فيلمه «أنا وانت» المهرجان ولكنه لم يتمكن من الحضور لاستلام جائزة التكريم وذلك لأسباب صحية.

الأفلام التي تُعرض في المهرجان هي عادة الافلام المستقلة، ضئيلة تكلفة الانتاج، التي لا يمكنها ان تتنافس مع افلام هوليوود الضخمة التي تسيطر على صالات السينما في المكسيك بنسبة ٪93. «هناك قانون في المكسيك يفرض على صالات السينما ان تخصص 10٪ من عروضها للأفلام المكسيكية المحلية ولكن لا أحد يلتزم بذلك، وتبقى تلك الافلام معزولة في صالات العرض الهامشية التي يصعب على الجمهور الوصول اليها،» يقول مدير المهرجان ايفان تروجيلو.

اذن تواجه السينما المكسيكية التحديات التي تواجهها كل سينمات العالم وهي منافسة افلام هوليوود التجارية ومن هنا تنبع اهمية مهرجان غواد الخارة، الذي يسلط الضوء على الأفلام المكسيكية واللاتينية من خلال الترويج لها وتقديم صانعيها للجمهور والاعلام وايصالها للموزعين العالميين. كما قابلت ايضا الكثير من المخرجين والمنتجين الذين حضروا مع مشاريعهم بحثا عن دعم مادي ومشاركين في الانتاج. وقد أخبرني بعضهم ان المهرجان، الذي ترعاه جامعة غواد الخارة، كان ساعدهم في انتاج مشاريعهم السابقة من خلال ربطهم بممولين وشركات انتاج.

قبل عامين، حاول منتجون مكسيكيون تقليد هوليوود ونجحوا في صنع فيلمين كوميديين تجاريين على نمط هوليوودي، حققا أرباحا تضاهي إيرادات افلام هوليوود وهما «تعليمات غير مشمولة» و»نحن النبلاء». هذان الفيلمين حققا أرباحا في المكسيك تضاهي دخل افلام هوليوود فضلا عن اجتياح السوق الامريكي وتصدر إيرادات شباك التذاكر هناك، وذلك بفضل وجود جالية لاتينية كبيرة في الولايات المتحدة. ويذكر ان استوديوهات هوليوود كانت وراء تسويق وتوزيع هذين الفيلمين. «نجاح هذين الفيلمين كان حظا عفويا» يقول تروجيلو ضاحكا. «فكل المحاولات اللاحقة لإنتاج افلام مشابهة باءت بالفشل ولم تحقق اي ارباح، وذلك لأن الجمهور يريد اشياء جديدة وخيالية وهذا يتطلب ميزانيات عالية.»

قلة الأموال وغلاء تكاليف صنع الافلام الابداعية والخيالية هو ما يدفع بالمواهب المكسيكية للذهاب الى هوليوود. فكل النجوم الذين ذكرناهم اعلاه لا يعيشون في المكسيك وان معظم افلامهم كانت من انتاج هوليوودي، مثل فيلم كوران «الجاذبية (2013)» الذي كلف ما يزيد عن 160 مليون دولار وفيلم المخرج ديل تورو «باسيفيك ريم (2013)» كانت ميزانيته ما يعادل 200 مليون دولار. هذان الفيلمان لقيا نجاحا هائلا في سوق التذاكر المكسيكي ولكن الغريب هو ان فيلم انريتو غونزاليز «الرجل الطائر»، الذي حصد اهم جوائز الاوسكار هذا العام، لم يدر ارباحا تذكر. «الشعب المكسيكي كان فخورا جدا بنجاح الفيلم ولكن فيلما فنيا كهذا، بعيد عن الواقع المكسيكي، ولا يستقطب الجماهير» يعلق تروجيلو.

ولكن السبب الاهم الذي يحث الفنانين المكسيكيين لترك بلدهم هو الوضع الأمني المتأزم. فمنذ ان اعلنت الحكومة الحرب على تجار المخدرات عام 2006، لقي أكثر من 100،000 شخص حتفهم وانتشرت عمليات الاغتيال والاختطاف في انحاء الدولة مما ادى الى تفادي السياح لها وخسارة فادحة في قطاع السياحة الذي كان مصدر رزق الكثير من المكسيكيين. فعندما وصلت إلى غواد الخارة، وهي مدينة آمنة نسبيا، حُذّرت من الخروج من الفندق خوفا من ان أُختطف. وهذا ما أشار إليه ديل تورو، وهو ابن هذه البلد وأحد مؤسسي هذا المهرجان، في مؤتمر صحفي هنا: «أنا اخاف ان امشي بحرية في بلدي. أشعر انني امشي في حرب وليس هناك جدار ليحميني من الرصاص. هذه ليست ازمة اجتماعية وانما انحلال اجتماعي مطلق.»
ويذكر ان ديل تورو هاجر من بلده قبل 10 اعوام بعد ان أُختطف والده وطالب المختطفون فدية لإطلاق سراحه. في النهاية تم إنقاذ ابيه ولكنه لم يصنع فيلما في المكسيك منذ «ذي ديفيل باكبون» الذي اخرجه عام 2001. ولكن رغم مخاطر العنف، يصر ديل تورو على انه سيعود الى المكسيك لإخراج فيلم هناك وهو «الملاك الفضي»، الذي يتناول قصة انتقام تدور بين مصارع ومصاص دماء. «اذا لم امت من سكتة قلبية، سوف اصنع هذا الفيلم،» يقول ساخرا وملمّحاً لوزنه الثقيل.

رغم كل المصاعب والتحديات التي تواجهها السينما المكسيكية الا انها نجحت في خلق مواهب عالمية. فبدون نجاح افلامهم المكسيكية مثل «قديسون (1999) لانريتو غونزاليز و»وأمك أيضا» لانفانسو كوران، لما تمكن هؤلاء الفنانين من اختراق هوليوود. ولكن في الوقت نفسه يمكن القول انه لو انهم بقوا في المكسيك لما وصلوا الى النجومية التي حققوها في امريكا.
هناك طبعا عوامل أخرى تساهم في اندماج الفنانين المكسيكيين في هوليوود مثل وجود جالية مكسيكية كبيرة في لوس انجلس والولايات المتحدة تحضنهم وتتدفق لمشاهدة افلامهم في صالات السينما. كما انهم يتميزون عن غيرهم من المخرجين في معالجة مواضيع حاضرة بقوة في الثقافة المكسيكية مثل العائلة والدين اضافة الى ميلهم لمزج جانب من الفنتازيا بتأثير من الواقعية السحرية للأدب الأمريكي اللاتيني.

«نجاح المكسيكيين في جوائز الأوسكار الهم الكثير من الاجيال الصاعدة في المكسيك لصنع الافلام وزاد اهتمام الشعب بالسينما،» يقول تروجيلو. ولكنه يعترف ان حلم كل مخرج شاب في المكسيك هو الوصول إلى هوليوود وليس البقاء في المكسيك.

القدس العربي اللندنية في

15.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)