كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

إيليا سليمان: لم يعد لدي طموحات أو شيء أثبته للآخرين

تقليد الواقع هو لحظة فشل المخرج وعلينا التخلص من القومية العربية في السينما

حاوره: أسامة عسل وأحمد شوقي

 

إيليا سليمان رجل مشغول دائما، لكل لحظة قيمتها لديه. وبالرغم من أنه يعتبر نفسه كسولا، إلا أنه يفضل أن يقضي وقت كسله في الانشغال بالحياة بدلا من إهداره بدون طائل مع آخرين. يعمل بهدوء على أفلامه، ويمارس إسهامه في الصناعة السينمائية بعمله كمستشار لمؤسسة الدوحة للأفلام، وإشرافه على أنشطتها وأحدثها «قُمرة»، ملتقى الصناعة الأحدث الذي حاورت «سينماتوغراف» المخرج الفلسطيني الكبير في أروقته.

المقابلة بدأت كحديث إعلامي تقليدي عن «قُمرة»، قبل أن يخدمنا حسن الحظ كثيرا، فينصرف الجميع لحضور أحد الأنشطة، ويبقى صاحب «يد إلهية» يتحاور معنا في هدوء، حديث انتقل سريعا من الملتقى إلى فيلمه الجديد الذي يعكف على التحضيرات الأولية له، قبل أن يجر الحديث عن الفيلم الكلام عن الأفلام السابقة، عما أراده صاحبها فيها وكيف نفذها، وصولا لأسلوبه في العمل وقناعاته عن السينما. 83 دقيقة بالتمام والكمال سجلها عداد جهاز التسجيل، انتزعناها من عقل وقلب واحد من أهم صناع السينما المعاصرين، الرجل الذي يمتلك صوتا وسردا سينمائيا متفردا، يصعب تصنيفه لأنه لا يشبه إلا صاحبه. تقدم «سينماتوغراف» أهم ما قاله إيليا خلال الحديث، متعمدين عدم ذكر الأسئلة الواضحة ضمنا، من أجل استمرار تيار الأفكار، لعلها تكون محاولة لتقليد طريقة المخرج الكبير في السرد.

***

يقول إيليا سليمان..

كنت أتهم نفسي بالكسل قبل أعوام لأني أصنع فيلما كل سبع سنوات، لكن مع الوقت أدركت أن أفلامي هي نصف سيرة ذاتية، وأني لأصنعها، لابد وأن أعيش وأجرب وأشعر، وأن حتى الوقت الذي لا أفعل فيه كالمخرجين: أكتب سيناريو وأحضر لتصويره، هو في الحقيقة جزء من صناعة فيلمي. لا أنفي عن نفسي تهمة الكسل، ولكن أقول إني لو كنت أكثر نشاطا، لصنعت فيلما كل خمس سنوات وليس سبعا!

في النهاية، أنا أحتاج وقت لصناعة فيلم، كل ما ترونه في أفلامي أشياء رأيتها أو جربتها أو أحسست بها. الجو العام المحيط بي هو بطل الفيلم، الجو العام وقت صناعة «سجل اختفاء» مختلف عن الغضب المسيطر على «يد إلهية» المتزامن مع الانتفاضة، وهذا أمر لا يمكن إيجاده على الشاشة وأنت تعمل بتسرع.

***

فيلمي المقبل يشبه ما سبقه، فأنا لست مخرج أفلام متنوعة الاتجاهات، مستحيل أن أصنع ثلاثة أفلام نصف سيرة ذاتية ثم أغّير مساري لأصنع فيلم رعب، وإن كان الرعب موجود حاليا في الجو العام للعالم، لهذا فقد تجدونه في الفيلم، الذي أحاول فيه أن أفعل ما أفعله دائما وأعبر عن نظرتي لما يحدث حولي، لكنه بدلا من أن يرتبط بمكان واحد كالأفلام السابقة، سيكون مرتبطا بأكثر من مكان، دون التطرق للأحداث السياسية بشكل مباشر بالطبع. أحاول أن أمارس القليل من الترحال، أن أمسك بالجو العام المعولم أكثر من التركيز على وقائع شخصية مربوطة بفلسطين. باختصار كنت أعتقد دائما أن فلسطين هي نموذج مصغر للعالم، الآن انقلبت الآية ليصير العالم نموذجا مكبرا لما يحدث في فلسطين، هذا ما أحاول إحضاره للشاشة، عبر مساحات شعرية للسينما وبدون مركزية مكانية أو زمنية، لن تجد نقطة حدود يتحرك حولها «يد إلهية»، ولا نكبة يقوم عليها «الزمن الباقي». وسأظهر على الشاشة أطول من كل الأفلام السابقة، ربما لأني كلما كبرت في العمر صرت أكثر رغبة في الإمساك ببعض اللحظات.

***

الكلمات من نوعية السينما الشعرية وسينما البحث عن الهوية وغيرها هي ألفاظ لها دلالاتها، لكن أيضا لها محدوديتها، أؤمن أننا لن نستطيع أبدا أن نصف صورة سينمائية بكلمات تعبر عنها كليا حتى لو اضطررنا لفعل هذا في مقال أو تحليل. وما أقوم به هو أن أصنع فيلمي، ثم انتقل لمقعد المشاهد لأصبح مثل الجميع، أحاول أن أفهم نفسي من الفيلم، أعرف ما كنت عليه وقت صناعته، واستنتج تأثير البعد الزمني على ما صنعته بنفسي، فإذا استطاع فيلم أن يبقى مؤثرا بعد مرور أعوام، فهذا شيء أكبر من الوصف، وفي المقابل هناك أفلام تنجح وتنال جوائز وتثير الكثير من الجدل والضجة، وبعد أعوام تختفي وكأنها لم تكن. اللغة السينمائية هي ما تحدد بقاء الفيلم وانتصاره في الصراع مع الزمن.

***

في أفلامي أقوم بكتابة سيناريو تفصيلي جدا، لا يشبه أي سيناريو آخر لأني أملأه بالملاحظات والتصورات التقنية والكوريوغرافي، لدرجة ايماني بأن معظم المنتجين الذين يقرأون سيناريو لي، يعتمد حكمهم على الأفلام السابقة وليس على السيناريو نفسه، الذي قد يكون مملا للكثيرين، به تفاصيل التفاصيل. لكني وقت التصوير أعطي هذا السيناريو لمساعد الإخراج، وأبدأ العمل بطريقة مختلفة. قناعتي أنك لو اعتمدت على هذا السيناريو كدليل أو قاموس أو أنجيل، فأنت تحول فيلمك إلى «ديجا فو»، تطبق فيه السيناريو الذي كتبته قبل سنتين، تحوّل نفسك إلى نسخة قديمة منك كانت موجودة قبل سنتين. لكن لكي تصير آنيا، لتعبر نفسك في اللحظة الحالية، لابد وأن تترك مساحة لأن تبدع في اللحظة. أترك السيناريو بعيدا وأحاول أن أعيد نفسي لنقطة الصفر، وكأني أكتب من جديد، أن أخوض تجربة الإبداع الأولى من جديد. بالطبع أحيانا أجد نفسي قد تعطلت، وأن النتيجة التي توصلت إليها آنيا لا ترضي طموحي من المشهد، وقتها ببساطة أعود لنسخة السيناريو لأفهم ما كنت أريده وقت الكتابة.

هي في النهاية مجازفة، وأحيانا كثيرة تجازف وتخسر، وتقول لنفسك ليتني فعلتها بالطريقة التي كتبتها مسبقا. لكنك على الأقل تكون قد أعطيت كل طاقتك الإبداعية في اللحظة، وهذا ما يهمني في حقيقة الأمر. أنا لا أدخل أبدا بسيناريو من عشر صفحات كما يفعل البعض، لكني أكتب سيناريو ثم أجبر نفسي أن أنساه، وأعيد كتابته في التصوير، وكذلك في المونتاج.

***

على العكس مما يعتقده البعض بأني أنفذ ما أريده بدقة، أعترف بأني لم أتمكن أبدا من العمل براحة كاملة، دائما الضغوط المادية تجبرك على التغاضي عن بعض ما تريده. أريد دائما مثلا أن أقوم ببروفة كاملة في الموقع قبل أيام من التصوير، لكن بمجرد البدء في عجلة العمل تجد المنتج ومساعد الإخراج يخبرانك أنه لا يوجد وقت لذلك، وأن عليك أن تقوم بالبروفة قبل التصوير في نفس اليوم، لهذا تخرج دائما أخطاء أراها لم تكن لتحدث إذا ما نفذت ما أريده من تدريب وتجارب مسبقة، لكنه النسق الذي نعمل فيه، والذي لا يوجد فيه أصلا تصور لفكرة البروفة المنفصلة داخل موقع التصوير، تماما كما لا يوجد في ثقافتنا أن يدفع المنتج لممثل متخصص في الرقص أو في أداء حركات أكروباتية، فتصبح مجبرا دائما على أن يقوم بهذه الأدوار مؤدون لم يقفوا من قبل أمام الكاميرا، بكل ما يحمله هذا من متاعب في التعامل وصعوبة في أن يجد راحته في العمل ويعطيك ما تريده منه بدقة.

في حالات نادرة فقط تمكنت من العمل بحريتي، وكانت دائما اللحظات التي كان الإنتاج مهددا فيها بفشل المشهد إذا لم يمنحه الاهتمام الكافي. مثال ذلك مشهد النينجا في «يد إلهية»، منحوني ثلاثة أيام في ستوديو بفرنسا لأنها كانت الوسيلة الوحيدة لأن يخرج المشهد دون أن يتحول لأضحوكة، عندما تعمل بمؤثرات خاصة وتصميم رقصة ومشهد خيالي لهذه الدرجة، يصبح الإنتاج مجبرا على منحك ما تريد حتى لا يفشل العمل برمته. لكنه في النهاية كان مشهدا وحيدا في الفيلم بأكمله، وهو ما أتمنى ألا أضطر إليه في فيلمي الجديد.

***

في أول نسخة من السيناريو أضع في الحوار معلومات زائدة قليلا عن اللزوم، لأني أكون لازلت غير واثق فيما أفعله، بالظبط كما تزيد بهارات الطعام حتى تداري الطعم. مع الوقت أتخلى شيئا فشيئا عن معظم ما كتبته، والقاعدة هي أن جمل الحوارات المعلوماتية لا حاجة لها، تركيزي الكامل هو أن تعطي الصورة السينمائية معنى، المعنى الذي تريد أنت كمشاهد في الصالة أن تفهمه، نوع من «دمقرطة» الصورة. لا أريد أن استغل وضعي كصانع فيلم وأفرض سيطرتي عليك لتتلقى معنى بعينه من الصورة، وهو ما ينعكس على الحوار الذي أحب أن يكون إما مونولوجيا أو جنونيا. في «يد إلهية» عند إلقاء القمامة يرد عليها «برضه عيب»، هذا رد غير طبيعي بالتأكيد، مكتوب لأنه يخلق إيقاعا، إيقاعا صوتيا وشعريا أيضا للصورة، وليس لأنه يمدك بمعلومة عن الشخصيات. أريد أن أصف مزاجا معينا، فأصفه بكلمات هي أشبه للموسيقى منها للحوار. هذا يعني تلقائيا أن يكون الحوار مكتوبا مسبقا بدقة، لا مجال للإرتجال أو أي تغيير يخل بالإيقاع، هناك استثناءات قليلة كأن أكتشف أن هناك كلمة ثقيلة على لسان ممثل، فأعرض عليه خيارات لتغييرها، لكنه يظل في نفس الحيز الذي حددته من قبل لإيقاع الحوار والفيلم بأكمله.

***

التساؤل المهم إذا ما أردنا التفكير في تطوير السينما العربية هو إذا ما كان علينا أن نظل في سجن القومية، لا يوجد فيلم عربي وغير عربي، يوجد فيلم جيد وآخر سيئ. تجربتي الشخصية أني لم أتعاط أبدا مع السينما باعتباري مخرجا عربيا، ولم أشاهد الأفلام العربية أو أتأثر بها بشكل حقيقي، ليس لأنها سيئة ولكني أحكي ما حدث معي بالفعل بشكل شخصي. إتصالي بالسينما اللاتينية ليس أقل أو أكثر من اتصالي بالسينما العربية. بالتأكيد هناك قدر أكبر من التعاطف التلقائي، ليس نابعا من الإيمان بانتماء لحيز سينمائي، ولكن من عواطف شخصية بحتة، لو خُيّرت مثلا بين إلقاء محاضرة في فلسطين وأي دولة أخرى سأختار فلسطين، لأني أمتلك ذكريات وذاكرة وارتباطا عاطفيا، ولكن ليس لأني مخرج عربي أعمل في السينما العربية.

هذا الشعور زاد مع الزمن، خاصة بعدما تخلصت من الطموحات التي كنت أتحرك من خلالها في فيلمي الأول. كنت وقتها شابا، أريد أن أثبت من أنا ومن أين أتيت، أريد أن أوضح للعالم أني مخرج لدي ما أقوله، وأن أثبت قيمة نوعية السينما التي أقدمها. كل هذا انتهى مع الزمن، وفي رأيي أنه نوع من الطموحات يعطلك ويشوش على رؤيتك. التحدي الذي أخوضه يخص تصوري عن الصورة الشعرية، أن أصل لمحل أقدم فيه صورة مكونة من أقل ما يكون لكنها تقول أكثر ما يكون، مثل لوحات الزن التي يخوض أصحابها تجارب هائلة فقط ليقرروا وضع فرشاة لون واحدة لكنها تقول الكثير. هذا تحدي شخصي تماما أخوضه مع نفسي، لا يهمني فيه أن أثبت لأي أحد أي شيء، وهو بالمناسبة أصعب مليون مرة من كل طموحاتي الأولى.

***

«الزمن الباقي» أكثر فيلم صنعته به نقمة على اسرائيل، لأن محوره هو نكبة 48 بالطبع، وعندما أخبروني أنهم عرضوا الفيلم في السينماتيك الإسرائيلي فقابله بعض الجمهور بصيحات غضب ورفض من الدقائق الأولى، كنت أحكي الموقف وأشرب شمبانيا سعادة به. كل مرة حكت الصحافة الإسرائيلية بغضب عن مشهد من أحد أفلامي كنت أفرح. شعور ربما تخلصت منه الآن، وفي فيلمي الجديد ستشاهد نوعا مختلفا من التعامل مع اسرائيل، أتعامل مع أولاد العم بخبث، أوجه إليهم إهانات ذكية «أتكيّف» عندما أوجعهم من خلالها. مشهد مدفع الدبابة وهو يتابع حركة من يتحدث في الهاتف ومن يلقي القمامة مهين أكثر من مائة مشهد لضابط يعذب أسيرا، مشهد سيارة حظر التجول وهي تتابع العالم سعداء داخل المرقص موجع أكثر. أذكر وقت صنعت «سجل اختفاء» تحدث معي شخص مهم، من مسؤولي دعم الأفلام في اسرائيل، كره الفيلم بشكل هائل، وقال لي «لو صوّرت جنديا اسرائيليا يضرب طفلا فلسطينيا ويفجر له مخه كنت قلت لك برافو، لكن أن تصور الشرطة تهرع بسرعة، لينزل الجنود ويتبولون على الحائط، هذه إهانة حقيقية، نحن بالنسبة لك كارتون، أنت لا ترانا موجودين من الأساس»، رددت عليه بهدوء «حسنا.. هل هذا ما شعرت به فعلا؟».

أكثر ما يؤلمهم هو أن تسفههم، ألا تعطيهم وزنا. في المشهد الذي أقام الدنيا ولم يقعدها للعلم الإسرائيلي في التلفزيون، ستجد أهلي لا يهتمون ولو للحظة بالعلم ولا يعطونه أي قيمة، هذا ما أردته، لكن العرب وقتها للأسف سبوني ونعتوني بالاستسلام. قبل يومين في «قُمرة» عرضوا «سجل اختفاء»، فقام بعض الحضور وكرروا نفس الحديث، أني صهيوني خائن متخاذل لا يجب أن أكون موجودا هنا، نفس ما قيل بالضبط قبل عشرين عاما، شعور مؤلم بالطبع لكنك في النهاية لا يمكنك أن تكسب كل الناس.

***

اللحظة التي يحاول فيها المخرج أن يقلد الواقع هي لحظة فشله سينمائيا، ما يقوم به المخرج هو امتصاص المزاج العام، ويقوم بتحويره، ليخرج منه احتماليات الواقع، احتماليات الحقيقة. ليس الواقع نفسه ولا الحقيقة نفسها، لأنها أمور غير موجودة أساسا. ما هي الحقيقية؟ هناك حقيقتك وحقيقتي ولكُلٍ حقيقته، والخلاف بين رؤيتنا هو ما يخلق الفن، فلا يأتي أحدهم بعد كل هذا ليقول أنا أقدم الواقع والحقيقة ولا يوجد غيرها. أنا أحاول أن أهضم ما أراه وأقدم احتماليات الواقع، وعلى المشاهد أن يفكر ويقرر ويختار، ويكمل الصورة أيضا، يضع تخيلاته وأفكاره. في كل مرة تشاهد فيها لوحة أو فيلما، تجربتك معه تتغير لأنك ببساطة لم تعد نفس الشخص الذي تعرض لنفس المؤثر من قبل، تغير وضعك العقلي، وتغيرت مشاعرك.

***

السينما التي أطمح دائما في تقديمها تتحرك من هذا التصور. أنا لا أعتبر نفسي مخرجا ينهي سيناريو ويصوره ثم يبدأ في السيناريو التالي، لا تأتيني الأفكار هكذا، أنا أعيش، حتى أشعر بالرغبة في طرح بعض الصور التي يظهر لي أن لها دلالات معينة، قد لا أدركها كليا لكن أشعر بضرورة إخراجها على الشاشة. هذه هي اللحظة التي أبدأ عندها العمل، متحركا من صور متحركة تتحول لقصة، والقصة ليست حكاية سردية كلاسيكية، لا أرغب في هذا أبدا، أريد أن أضع الكاميرا كل مرة لألتقط صورا تتحول لمشهد يحمل قصة في حد ذاته، يتصل بشكل مباشر أو غير مباشر بما سيأتي بعده من مشاهد أخرى تحمل قصصا أخرى، ليصبح الفيلم عبارة عن قصص داخل قصص داخل قصص، فبيني وبين نفسي إلتزام أخلاقي، ألا أصنع أبدا فيلما لتشاهده مرة واحدة فتقول «والله جميل»، ولكن أن أحاول دائما أن يكمل الفيلم مسيرته مع المشاهد خارج الصالة، أن يكمل هو إخراج الفيلم ويترجمه لمشاعر، باختصار أقول دائما لو تسبب فيلمي في شعور ترجمه مشاهد بأن أمسك يد حبيبته، فهذا أفضل إطراء يمكنني أن أناله، أن تكون أفلامي «دي فاكتو» يدفع المشاهد لأن يكون أكثر سلاما داخليا، أن يساعده عمل فني على التخلص من نوازع العنف داخله، أن يحب من حوله، هذه هي السينما بالنسبة لي، أمر أكبر بكثير من مجرد حكي حكايات.

سينماتوغراف في

12.03.2015

 
 

مديحة يسري من على فراش المرض :

دافعت عن المرأة وساندت السينما

حوار - طاهر البهي

هي واحدة من أجمل عشر نساء في العالم بحسب استفتاء مجلة "تايم" الأمريكية، وهي واحدة من اثنتين ـ مع الراحلة فاتن حمامة ـ التي وقفت أمام أكبر 4 مطربين في مصر هم: محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، محمد فوزي والعندليب عبد الحليم حافظ.. وأخيرا هي "الفيديت" التي تخلت عن لقب الفتاة الأولى لتقدم أدوار الأم في سن مبكرة (الخطايا) فكانت أجمل وأرق الأمهات على الشاشتين الفضية والصغيرة..

وهذا الحوار دار على مدار عدة أيام قبل وبعد دخولها المستشفى في مدينة المهندسين بجوار منزلها كلما سنحت الظروف الصحية المتقلبة للنجمة الكبيرة القديرة عبر الهاتف الأرضي لمنزلها، وكان الحوار يتوقف كلما عاودتها آلام العظام، أو إحساسها بعدم انضباط الضغط، بعد اعتذارها مرارا عن اللقاء المباشر بسبب حرصها على الراحة وأيضا حفاظا على الصورة النضرة لبريق نجوميتها عند محبيها، فهي تتجنب اللقاءات المباشرة، إلا لعدد محدود من النجمات "بناتي كما تقول عنهن" وهن النجمات اللاتي لا يفارقنها سواء عبر هاتفها المنزلي ـ الذي تفضله عن التليفون المحمول خاصة عندما يطاردها الصداع، وأحيانا الزيارات، هؤلاء النجمات واللاتي ينادينها بلقب "ماما مديحة" هن: النجمة يسرا، والنجمة نبيلة عبيد التي لا تتوقف مكالماتها اليومية، والنجمة الكبيرة ميرفت أمين التي زارتها مرتين متتاليتين في المستشفى، والنجمة إلهام شاهين، والنجمة دلال عبد العزيز، والنجمة آثار الحكيم، ومن الفنانين الرجال يحرص على مكالمتها النجم الكبير نور الشريف رغم ظروفه الصحية شفاه الله، والنجم الكبير عادل إمام، والنجم سامح الصريطي وكيل نقابة الممثلين الإنسان قبل أن يكون النجم والفنان، وتتحمل مديرة أعمالها ومساعدتها (سحر محمد علي) عبء الرد على عشرات من المكالمات اليومية لمحبيها من عواصم العالم في صبر تشكرعليه.

تلك هي الدائرة المقربة من نجمتنا الكبيرة مديحة يسري في محنة مرضها، وقد شكلت الفنانات وفدا منهن لزيارتها في غرفتها بمستشفى السلام الدولي بالمهندسين، ومن رأى مديحة يسري في هذا التوقيت قال إنها عادت إلى سنوات شبابها بسبب فرحتها بلمسة وفاء "بناتها"، ولم تغادرها النجمة نبيلة عبيد إلا بعد أن اطمأنت على تناولها وجبة العشاء معها، في وفاء إنساني نادر يذكرنا بأخلاق الفنانين الكبار.

وعن حالتها الصحية تقول مديحة يسري: الحمد لله على كل شيء، التعب موجود من فترة وهو ناتج عن شرخ في العامود الفقري ناتج عن وقوعي على الأرض في المنزل، وبحمد الله فالإصابة "لحمت" ـ التأمت ـ ولكني أشكو من هشاشة العظام و"شوية" برد.. اطمئن الناس المصريون الأصلاء والأشقاء الذين تنهال علي مكالماتهم، وأعتذر للجميع عن عدم ردي على كثير من مكالماتهم فهم يقدرون ظروفي، فأنا لا أستطيع الحركة بسهولة إلا من خلال مساعدة العكاز.

·        قلت لها: هل أنت غاضبة من أحد توقعت وقوفه بجانبك فخذلك؟

قالت: صدقني أرجوك.. ليس في قلبي ذرة من غضب من أحد، فبناتي اللاتي أحبهن كلهن من حولي، وإذا كن ينادونني بـ"ماما"، فأنا أشعر بأمومتي فعلا معهن، وما أقوله لك ليس وليد اليوم، بل هن يغمرنني بحنانهن منذ سنوات، وهذا ما خفف عني فراق ابني عمرو الذي ناداه الله سبحانه في ريعان شبابه إثر حادث أليم، أنا سعيدة أن لي أبناء على هذا المستوى من الإبداع ومن محاسن الأخلاق والوفاء النادر.. الحمد لله.

·        قلت للنجمة الكبيرة: أنت لك فضل أنك فتحت الطريق أما الأجيال التالية من الفنانات "بناتك" كما تصفينهن في وقت لم يكن متاحا فيه الاعتراف بأي دور للمرأة؟

ـ احنا نجحنا في اقتحام مجال التمثيل مع مطلع الأربعينيات، وكما تعلم لم يكن مسموحاً للمرأة فيها بالتشخيص ـ التمثيل ـ ولذلك أنا أشعر بالفخر والسعادة، فأنا وزميلاتي نجحنا على قدر المستطاع، كوني إني أصل لهذا النجاح وأكون مثالا جيدا للمرأة المصرية، ثم أكرم بأن أنضم إلى البرلمان كعضوة في مجلس الشورى المصري لسبع سنوات بالتعيين من قبل الدولة.. أليس هذا دليل نجاح واعتراف بالمرأة المصرية بعد جهاد طويل خضناه، بالإضافة إلى المساهمات التي قدمتها في صناعة السينما عبر إنتاج العديد من الأفلام سواء من خلال الشركات التي شاركت بها من أول أفلام الفنان محمد أمين، أو أفلام محمد فوزي وما قدمناه من أعمال, إنها لاقت التقدير والاستحسان، أو من خلال أفلام مديحة يسري التي أسستها بعد ذلك .. أليس هذا نجاحا للمرأة قبل أن يكون نجاحا لمديحة يسري.

·        أقول لها أنت نموذج شديد الجمال بين نجمات جيلك.. هل حصلت حقا على لقب أجمل عشر نساء في العالم؟

ـ هذا صحيح وكان ذلك من الخارج وليست مسابقة مصرية وكان ذلك في مجلة التايم الأمريكية.. كتر خيرهم.. ومن يقول عن نفسه جميلا يبقى اسمه مغرور، ولكن الله أعطاني شكلا مقبولا أستطيع أن أقول لك إن من أحب الألقاب إلى قلبي هو (سمراء النيل) وذلك ما أشعر به فعلا أنني قطعة من "طمي" نيل مصر العظيم، فأنا أشعر بفخر عظيم لكوني واحدة من نساء الشعب المصري الأصيل، الذي أنجب العباقرة والنوابغ على مدار التاريخ من مينا إلى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أنقذ مصر من الدمار وفتنة التقسيم والوقوع في فخ الحرب الأهلية وافتكر ده واضح حوالينا، وهذا ما جعلني أنفض غبار المرض وأصر على الذهاب إلى سفارة المملكة السعودية لتقديم واجب العزاء في فقيد العرب جلالة الملك عبد الله رحمه الله، فالمصريون لا ينسون من وقف بجانبهم عند الشدائد.

·        هل هناك "رجال" تدينين بالفضل لهم؟

طبعا.. "أنا كنت محظوظة أنه في حياتي ناس كتير آمنوا بي وساعدوني"، أولهم أبي رحمة الله عليه كان مهندسا ينتمي إلى الطبقة المتوسطة، فهو أول من اكتشف ميلي للفن، وظهر ذلك أولا عندي في فن الرسم، وأذكر أنه أعطاني مكافأة مادية ضخمة لأنه طلب مني تقليد لوحة كانت في منزلنا للأهرامات ونجحت في ذلك بامتياز كما قال لي فألحقني بمدرسة للتطريز لإشباع هوايتي الفنية، ولكن رحمه الله قاوم بعد ذلك بشدة دخولي مجال التمثيل، الغريب أن فوزي ـ الفنان محمد فوزي ـ اكتشف فيما بعد حبي للرسم، فخصص لي مرسما واشترى لي كمية ضخمة من الألوان والفرش لممارسة هوايتي وبالفعل أنجزت مجموعة ضخمة من اللوحات أظن أن بعضها في حوزتي حتى اليوم، وأود أن أترحم على جميع من شاركتهم وشاركوني الحياة، فجميعهم لهم فضل بعد الله سبحانه وتعالى على مديحة يسري.

·        ومن كان صاحب الفضل في اكتشافك كنجمة سينمائية؟

الأستاذ عبد الوهاب والأستاذ محمد كريم، وكانت صدفة بمليون جنيه، كنت في جروبي مع صاحباتي بوسط البلد كنا يوم جمعة لازلت أتذكره، وكنا نضحك ونلهو، ولم أكن أدري أن عين محمد كريم ترقبني.. كان لسه راجع من أوروبا ويبدأ مشروعه مع عبد الوهاب، إلى أن تقدم نحوي وقال لي أريدك أن تصوري أغنية في فيلم الأستاذ، كانت أغنية "بلاش تبوسني" كان هيغمى علي من الفرحة وصديقاتي "شهقت" وقررت أن أخفي الأمر عن والدي ظنا مني أني "مش هتعرف" وسط جميلات عبد الوهاب، الذي وافق فورا على وقوفي أمامه وكانت موافقة الأستاذ شرط لتصويري الأغنية، وفوجئت بعد العرض بعقد بثلاثة أفلام متتالية من قبل الفنان العظيم يوسف وهبي وتوجو مزراحي، وعندما علم والدي انفعل بشدة رافضا العرض، ولكن خالتي قالت له إنها وقعت عقدا بشرط جزائي ألف جنيه.. فرضخ الأب مضطرا.

·        أنت من فنانات قلائل خدمن قضايا المرأة في السينما؟

معظم أعمالي أكدت فيها على دور المرأة وقضاياها العادلة، وقد وعيت هذا الدور مبكرا؛ لأنني كنت ألحظ اختفاء الدور الإيجابي للمرأة، "كانت تقريبا مش موجودة على الساحة" دور هامشي يقتصر على دورها ووظيفتها في المنزل، وهو دور "أقدره وأقدسه" ولكن "فين السيدات النابهات.. ومين يتكلم عنهن"، وبدأنا نقدم الأعمال التي تحث المرأة على المشاركة في بناء وطنها وتخوض ميدان العمل إلى جانب الرجل.. ثم عندما جاءت الفرصة سعيت عبر «مجلس الشورى» لأتحدث باسم السينمائيين وأظن أن مشاركاتي في طرح القضية موجود وموثق.

·        أنت نجمة من كبار وأهم نجمات الرومانسية.. ما أحب أعمالك في هذا؟

يعود ذلك إلى حظي في العمل مع كبار مخرجي تلك الفترة فمع الأستاذ بركات أذكر «أميرالانتقام» و«لحن الخلود»، ومع الأستاذ نيازي مصطفى قدمت «من أين لك هذا»، والأستاذ كمال الشيخ قدمني في «مؤامرة» و«أرض الأحلام» ومع عاشق الرومانسية عزالدين ذو الفقار قدمت «إني راحلة»، و«ابن الحداد»، وكذلك فيلم «المصري أفندي» مع الفنان حسين صدقي ومن إخراجه أيضاً.

·        أيضا قدمت أدوار الأم في فترة مبكرة من حياتك؟

قدمت شخصية الأم في عدة أعمال أشهرها «الخطايا» حين قدمت دور الأم للفنانين عبدالحليم حافظ وحسن يوسف عام 1962, ووالدة سعاد حسني في فيلم «عريس ماما» في منتصف الستينيات أيضاً، كما كان آخر أدواري السينمائية لدورالأم لثلاثة أبناء أمام الفنان الكبيرعادل إمام في فيلم «الإرهابي» في منتصف التسعينيات.

الكاثوليكي يهدي دورته الـ63 لفاتن حمامة .. شمس يتوج ليلي .. وابن حلال أفضل ممثل

كتبت - سلمى شريف

 اختتمت فعاليات مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما في دورتها  الثالثة والستين والتي أقيمت بمقر الآباء الفرنسيسكان وأهدت إلى روح سيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة.

شهد المهرجان مشاركة خمسة أفلام وهي:" لا مؤاخذة، وفتاة المصنع، وصنع في مصر، والخروج للنهار، وديكور"تكونت لجنة تحكيم المهرجان من المخرج عمـر عبدالعزيز رئيسا يرأس اللجنة وبعضوية كلٍ من الفنانين شيرين، ورانيا فريد شوقي وباسم سمرة والسيناريست بشير الديك ومدير التصوير طارق التلمساني والناقد الفني طارق الشناوي والكاتبة آمال عثمان والموسيقار تامر كروان.

حرص المهرجان على تكريم عدد من الفنانين حيث أهدى الأب بطرس دانيال، مدير المركز ورئيس المهرجان عددا من دروع التقدير لكل من المصور سعيد الشيمي، والمخرجة نبيهة لطفي، والفنان أحمد فرحات، والإعلامي حمدي الكنيسي، والموسيقار هاني شنودة، والناقدين كمال رمزي، وعاطف بشاي.

وقد أعلن المهرجان منح جوائز لعدد من نجوم الفن عن أعمالهم الدرامية والتي حققت نجاحًا كبيرًا في العام الماضي، حيث حصل الفنان عادل إمام على جائزة أفضل عمل درامي عن مسلسل «صاحب السعادة»، وتسلمت التكريم  الفنانة شيرين  نيابة عنه. .

كما فازت الفنانة ليلي علوي، بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسلسل «شمس»، وحصد الفنان حمزة العيلي جائزة أفضل ممثل شاب عن دوره في مسلسل ابن حلال.».

ولم ينس المركز مسيرة كبار الفنانين فأهدى عدداً من رموز الزمن الجميل مجموعة من الدروع جاء على رأسهم الفنانون نبيلة عبيد، وصفية العمري، وحسن مصطفى، وأحمد خليل، ومحمد وفيق، والمخرج محمد نبيل..

وقدمت المطربة جنات، ضيف شرف المهرجان5 أغنيات تحية للحضور، واختتمت الحفل بأغنية «مصر أم الدنيا»، وتسلمت درع التميز تكريما لها.

حواء المصرية في

12.03.2015

 
 

فتح أبواباً أمام أفكار وصداقات تبشر بـ«عصر ذهبي للسينما العربية»

«الدوحة للأفلام» اختتمت فعاليات الدورة الأولى من قمرة

الدوحة - مشاري حامد

اختتمت فعاليات ملتقى قمرة بعد ستة أيام من الجلسات التدريبية الفردية والجماعية والندوات الدراسية وجلسات العمل الصباحية وتفاءل صناع الأفلام القطريون المشاركون بفتح ملتقى قمرة أبواباً إلى فرص جديدة وتسهيله لهم الوصول إليها، سواء كانت تخص إمكانيات الإنتاج المشترك، أو استشارات حول قصص أفلامهم، أو مبيعات الأفلام وتوزيعها، أو المشاركة في المهرجانات السينمائية الدولية وفي المجمل، اختير 29 مشروعاً لصناع أفلام قطريين وعرب ومن حول العالم للمشاركة في ملتقى قمرة الذي أتاح لصناع الأفلام فرصة غير مسبوقة لتعزيز أطر التواصل بينهم وبين أكثر من مئة منتدب من حول العالم ومن العاملين في مختلف مجالات قطاع صناعة الأفلام. كما أتاح ملتقى قمرة للجمهور فرصة مشاهدة أفلام مميزة من أعمال الخبراء السينمائيين في قمرة الذين قدموا ندوات دراسية، إلى جانب عرضه مجموعة من أعمال أصوات جديدة في عالم السينما وخلال أسبوع قمرة، أتيح لأصحاب عشرة مشروعات قطرية قيد التطوير المشاركة في جلسات توجيهية فردية بعنوان قابل الخبير السينمائي في قمرة مع كل من غايل غارسيا بيرنال، وكريستيان مونجيو، وعبد الرحمن سيساكو، وإيليا سليمان، ودانيس تانوفيتش

وفي خلقه فضاءً لعقد الاجتماعات ما بين صناع الأفلام، كانت أولوية الدورة الأولى من ملتقى قمرة طرح نموذج جديد في المنطقة لدعم جيل صاعد من المواهب من خلال منصة حقيقية لتعزيز أطر التواصل حسب الخبراء وسيظهر الأثر الحقيقي لقمرة خلال الأشهر القليلة القادمة بعدما يواصل صناع الأفلام العمل على مشروعاتهم مسلحين بعيون جديدة وذخيرة معرفية استقوها من الخبراء في صناعة الأفلام

وقالت هند فخرو : سأُسخر كل ما استفدته من قمرة في خدمة مشروعاتي القادم والمدهش في قمرة هو إتاحته لها اللقاء بأبرز العاملين في صناعة الأفلام الذين يصعب الوصول إليهم في العادة وأتيحت لي فرصة السؤال عن أي شيء يخص الأفلام، فهل من مكان آخر يتيح لي فرصة أن يدقق فائز بجائزة الأوسكار في سيناريو فيلمي؟

واضافت: لم أكن لأحلم قبل عشر سنوات بالجلوس مع الخبراء هنا في الدوحة ومما يساعد كثيراً هو فهم منظمي قمرة لاحتياجات صناع الأفلام. وكان مشروع فيلمها باريجات، الذي تدور أحداثه حول امرأة قطرية وهي تتصدى للتحديات التي تواجهها عندما تتولى إدارة شركة العطور العائلية، قد اختير ضمن مشروعات قمرة.

وقالت نورة السبيعي، التي اختير مشروع فيلمها سراب ضمن مشروعات قمرة، أن الملتقى كانت بمثابة جسر بين السينما القطرية والعالمية. وفي تثمينها قمرة لإتاحته الفرصة للقاء بالخبراء والعاملين في صناعة الأفلام، قالت السبيعي أن قمرة ترك علامة في تاريخ دعم تطوير الأفلام العربية.

وقال خليفة المريخي، صاحب مشروع فيلم سحاب عن مجموعة من الأصدقاء التائهين في الصحراء في بحثهم عن صقرهم الضائع، أن قمرة وفر منصة قوية للتعلم أكثر عن جميع جوانب صناعة الأفلام، لكن الأهم من ذلك هو إتاحته التبادل المعرفي حيث تعلم صناع الأفلام القطريون والخبراء الزائرون من بعضهم البعض. وقال أن عنوان الملتقى يلخص أهدافه، نظرنا من خلال قمرة (كاميرا) إلى أنفسنا والآخرين كما نظر إلى الآخرون من خلال قمرة.

وفي حديثها عن تجربتها في المشاركة في قمرة، قالت شيخة آل ثاني صاحبة مشروع فيلم النهر الأخير الذي اختير ضمن مشروعات قمرة: لقد كانت تجربتي عظيمة، حيث تعلمت الكثير من الكاتبين والمخرجين الآخرين كما تعرفت أكثر على جوانب الأفلام الفنية والتجارية بفضل المنتجين ووكلاء المبيعات والتوزيع، وعلى كيف يعمل عالم السينما. لم أتوقع أن تكون هناك فرص كثيرة للتفاعل، وكان لي الشرف العظيم في لقاء مختلف الخبراء والتفاعل مع صناع الأفلام الآخرين. ومن الدروس التي تعلمتها خلال قمرة أن الكثير من الفرص ستتاح فقط لو ثابرنا في محاولاتنا. أنا فخورة لكوني جزء من ركب السينما العربية وهي تمضي إلى الأمام.

ووجد دافع البحث عن الذات، الذي يظهر في عديد من أفلام الخبراء السينمائيين المعروضة في إطار قمرة، صدى عند صناع الأفلام القطريين، حيث قال محمد المحميد لم يكن الأمر كما لو انني فقدت الصلة بجذوري، الذي يروي مشروع فيلمه قوة خارقة قصة أسرة مفككة في سعيها وراء السعادة. وأضاف مكنني قمرة من التوسع بعالمي إلى ما هو أبعد ما تصورته. وقال أن الملتقى ساعده بطريقتين، أولهما كان كيفية التعامل مع سيناريو الفيلم، وثانيهما التواصل مع ناس لم ألتق بهم قبلاً في حياتي.

وقال عبد الملا، مخرج فيلم شارع المطار القديم الذي عُرض ضمن عروض أفلام أصوات جديدة في عالم السينما، واختير مشروع فيلمه العيون الخضراء عن معاناة مصاب بالغيبوبة ضمن مشروعات قمرة، أن أهم ما في ملتقى قمرة كان إتاحته المجال أمام التعرف على الجوانب غير الإبداعية لصناعة الأفلام، وهي جوانب كانت قد أتعبته في السابق وأضرت بصحته. كصانع أفلام، أود لو أركز فقط على فني وعلى الجوانب الإبداعية للعمل، إلا أن صناعة الأفلام لا تقتصر عليها حيث لا بد من فهم الجوانب الأخرى ، الأمر الذي من الممكن أن يكون مبعثاً للقلق وللتوتر. وبالنسبة لي، لطالما شعرت بأن ذلك يشكل عبئاً إضافياً، وفي قمرة تعلمت الكثير عن هذه الجوانب. ويأمل الملا أن يسهل كل ما تعلمه في الملتقى من حياته كصانع أفلام.

وعلى الجانب الإبداعي، نُصح الملا بتبسيط قصص أفلامه والعمل على جعلها تلقى قبولاً أكبر عند جميع الناس حيث تميل، حسب وصفه، إلى التجريد، إلا أنه سيحتفظ بحق اتخاذ القرار النهائي في هذا الخصوص وفق البنية والأسلوب اللذان ينوي اعتمادهما في رواية قصة فيلمه. وهنا، قال الملا، يكمن جمال قمرة. أستطيع المحافظة على فرديتي وخصوصيتي كصانع أفلام، وفي نفس الوقت، سماع آراء متباينة ومغايرة

وقالت مريم مسرواه، صاحبة مشروع فيلم ليس أمامنا وقت الذي يتناول قصة مجموعة من الأطفال وما يحل ببساطتهم عندما يكبرون، أن قمرة وفر منصة لإجراء نقاشات معمقة مع الخبراء والاستفادة من ردود فعلهم، حيث التقيت بصناع الأفلام، والمنتجين، وخبراء السيناريو الذين نصحوني وساعدوني في الوصول إلى فهم أفضل لصناعة الأفلام. وقالت هيفاء المنصور، مخرجة العمل الريادي وجدة الذي صورته بالكامل في السعودية، والتي تولت نصح وتوجيه أصحاب عدد من مشروعات قمرة، أن الملتقى يمثل مجهوداً حقيقياً لزرع بذور سينما جيدة. اختيرت جميع المشروعات المشاركة بعناية وكثير منها من أعمال سيدات وتتناول قضايانا بشكل رائع، حيث انها مستمدة من الحياة الحقيقة لمجتمعاتنا.

وأضافت، قمرة مركز رئيسي للسينما في منطقة الخليج لتتقدم وتتطور. لم تكن الأفلام هنا في الماضي على مستوى عال ولذا أحجمت الجماهير عن مشاهدتها إلا أننا نأمل أن يتغير ذلك اليوم.

وكانت الكلمة الأخيرة لطالبات قطريات متحمسات لترك بصمتهن على الإخراج، حيث حضرت كل من عائشة الشماخ، وهيا الرامل، وعهود بني نصر، وشوق شاهين، من جامعة قطر عدداً من جلسات قمرة حيث استلهمن منها الرغبة في مواصلة العمل على مشروعات أحلامهن مسلحات بما تعلمنه.

ومن الدروس التي تعلمنها تحويل الأفكار إلى قصص لا تصعب على التصديق، وتصوير اللقطة المثالية، والاستفادة ليس من المخرجين فحسب بل من الممثلين من أمثال غايل غارسيا بيرنال، أحد الخبراء السينمائيين في قمرة، وأن الإبداع في الفيلم هو في العادة ثمرة التعاون والعمل الجماعي كما أكدن على رغبتهن في المشاركة في مهرجان أجيال السينمائي بعدما تعلمن الكثير عن صناعة الأفلام في قمرة.

تستعد لإخراج فيلم طويل عن «سكان الحي»

أوديت مخلوف : السينما بخير طالما هناك من يدعم ويعمل

الدوحة - مشاري حامد

اكدت المخرجة اللبنانية اوديت مخلوف على انها تسعى لان تخلد وتوثق كل ما يخص من قصص عاشتها في حياتها ولذلك نراها تركز من خلال الاعمال المستقبلية تركز على ذلك المسار وبعد ان تم عرض فيلمها القصير الحيط الذي عرض ضمن فعاليات قمرة بدورته الاولى والذي اشاد فيه عدد كبير من الحضور لوجود الشخصيات الحقيقية التي عاشت تلك الفترة من الحرب الاهلية في لبنان وقصتهم مع الحائط الذي اصبح لكل شخص منهم معه علاقة وطيدة ومكان للذكريات

وتحدثت اوديت لـ النهار عن الفيلم قائلة : تلك لا تعد التجربة الاولى لي فقد سبق وان شاركت في ترايبكا الدوحة واعتبر قمرة مميزا لانه ليس لعرض الافلام فقط بل يجمع العديد من لديهم المشاريع والخبراء من بلدان مختلفة وقد كانت لي مشاركة في عدد من المهرجانات في الاسماعلية وكان ولندن وبيروت.

وقالت ايضا : الحائط قصة حقيقية واحببت ان اصورها بصورة مختلفة عبر اللقاءات مع الناس الذين عاشوا وكان لهم ارتباط مع الحائط الذي كان لديهم اعتقاد سائد بانه يحميهم من الحرب والقصف وبالتالي عندما قرر اصحاب المنزل ان يهدم تكون المفاجأة بانه عادي وليس كما كانوا يعتقدون ولذلك تكون الفكرة ان الناس تتعلق بامور عكس ما كانوا يتصورونه ولعل فكرة الحائط قد جمعتهم على مختلف الانتماءات والمعتقدات وتوحدوا تحته حماية من عواقب الحرب. واما عن جديدها قالت : بعد ان انتهي من قمرة استعد لعمل فيلم طويل يتكلم عن السكان في الحي والقصة تعبر عن الاشياء التي رايتها في طفولتي وعشت مع الناس الذين أعرفهم واحساسهم كما انني أتمنى ان استمر في عمل الافلام التي تتكلم عن العلاقات بين العالم والسينما واحب ان اخلد القصص التي عشتها

وبسؤالها عن وضع السينما قالت : هي بالف خير طالما هناك من يدعم ويعمل ونحن بحاجة الى الدعم وعلى الرغم من قلة تلك الجهات الا اننا نجد مساعي حثيثة لاكمال مسيرة السينما العربية.

النهار الكويتية في

13.03.2015

 
 

في فيلمه الجديد

الممثل الأمريكي ليام نيسون "يهرب طوال الليل"

24. إعداد: محمد هاشم عبد السلام

يقوم الممثل الأمريكي المتميز ليام نيسون في آخر أفلامه بشخصية تحمل اسم "جيمي كونلون"، وذلك في فيلم بعنوان "هروب طوال الليل"، وهو من إخراج الإسباني جاومي كوليت سيرا، أما السيناريو فمن تأليف براد إنغلزبي، وانطلق عروض الفيلم في دور العرض الأمريكية اليوم الجمعة.

ويسرد الفيلم على امتداد ساعتين تقريباً قصة ليام نيسون أو جيمي، القاتل المحترف من بروكلين الذي كان مشهوراً فيما مضى بحفار القبور، وكان عضواً في إحدى العصابات الإجرامية المعروفة، وجيمي لا يزال على علاقة طيبة برئيس عصابته "شون ماغواير"، الذي يقوم بدوره الممثل المعروف إيد هاريس وجيمي، الذي هو في الخامسة والخمسين من عمره، ويطارده ماضيه بالإضافة إلى تعقب رجال الشرطة له دون هوادة منذ سنوات بعيدة، يعيش وحيداً دون أصحاب أو أصدقاء، حياته ضائعة مفككة، لا يدري شيئاً عن بيته وأسرته التي هجرها.

تتعقد الأمور كثيراً بعدما يتناهى إلى جيمي أن العصابة، التي كان من بين أفرادها لسنوات طويلة، قررت ترصد ابنه المشاغب والمثير للقلق والمتاعب، ميكائيل (جويل كينمان)، وقتله، بناء على أوامر من هاريس، الذي يكلف أحد القناصة المحترفين بتنفيذ المهمة، خلال تلك الليلة الحرجة التي تعتبر فاصلة في حياة جيمي يتعين عليه أن يقرر لمن سيكون ولاؤه وإلى أي جانب سيقف، هل مع رئيسه وصديقه هاريس وعائلته القديمة التي انتمى إليها سنوات طويلة أم مع ابنه الشقي ميكائيل وأسرته الحقيقية؟

وبطبيعة الحال يختار جيمي الوقوف إلى جانب وحماية ابنه ميكائيل مهما كلفه الأمر، تكفيراً عما اقترفه تجاه ابنه وأسرته خلال سنوات طويلة، وفي الوقت ذاته كي يجنب ابنه نفس المصير الذي ينتظره هو، أي الرصاصة الطائشة التي سترديه قتيلاً إن آجلاً أو عاجلاً، ومعاً يحاولان تجنب أفراد العصابة قدر المستطاع أو غيرهم من القتلة المستأجرين أو حتى ضباط الشرطة الفاسدين المرتشين الذين يسعون جميعاً ورائهم، في مطاردات ليلية تقطع الأنفاس في مختلف أحياء مدينة نيويورك وشوارعها وحتى في الغابة، عشية عيد الميلاد.

إخراج تشانغ ييمو

النجم مات ديمون في "سور الصين العظيم"

24. إعداد: محمد هاشم عبد السلام

أكد النجم مات ديمون، وأيضاً الممثل الشهير ويليام ديفو، والممثل بيدرو باسكال، إلى جانب العديد من الممثلين الصينيين مثل ينغ تيان وأندي لو، اشتراكهم في الفيلم التاريخي الأسطوري الذي يحمل عنوان "سور الصين العظيم"، والذي أعلنت شركات الإنتاج في هوليوود والصين أنه سيكون من أكبر الأفلام في تاريخ الصين والتي ستُصوّر بالكامل في الصين، وتوزع في جميع أنحاء العالم، وسيقوم بإخراجه الشهير تشانغ ييمو.

وتدور أحداث فيلم "سور الصين العظيم"، الذي سيبدأ تصويره في نهاية هذا الشهر وتم الاتفاق على أن يكون عرضه في أواخر العام القادم 2016، في الصين أثناء القرن الخامس عشر، حيث يبحث مجموعة من الجنود عن مسحوق البارود، الذي يعتقدون أنه مخبأ تحت ذلك السور الذي يتم تشييده بسرعة بالغة، في حين يكتشفون أن الأمر غير ذلك بالمرة، وأن ذلك الجدار يجري بناؤه ليس فقط من أجل صد غزوات المغول، وإنما بالأساس لتجنب بعض الكائنات أو المخلوقات الخفية والوحوش التاريخية.

وتقدر ميزانية "سور الصين العظيم" المبدئية حتى الآن بما يزيد عن مائة وخمسة وثلاثين مليون دولار أمريكي، والفيلم، الذي ينتمي إلى نوعية أفلام الإثارة والغموض، ويراود صناعه طموحًا في أن يكون ملحمياً، أعلم مخرجه الصيني تشانغ ييمو، الذي أخرج على امتداد مسيرته السينمائية ما يزيد عن خمسة وعشرين فيلمًا، وفي رصيده العديد من الترشيحات والجوائز، منها جائزتي بافتا، أن طاقم عمل الفيلم قد اكتمل الآن بعد شهور طويلة من البحث، وأن الفيلم مأخوذ عن قصة أدبية لكل من "توماس تال" و"ماكس بروكس"، أما السيناريو فهو لكل من "إدوارد زويك" و"توني جيلروي".

والجدير بالذكر أن النجم الأمريكي مات ديمون، صاحب أوسكار أحسن سيناريو كتب مباشرة للشاشة عن فيلم "الجيد سوف يفوز" عام 1997، والعديد من الترشيحات والجوائز الأخرى كممثل، وهو الآن في الخامسة والأربعين، كان آخر أدواره السينمائية هو دور "مان" في أحد أشهر أفلام العام الماضي، والذي لا يزال يعرض حتى الآن بنجاح ساحق، "إنترستيلر" (2014).

موقع (24) الإماراتي في

13.03.2015

 
 

الدورة 14 تستضيف المخرج الياباني تاكاهتا وتقدم أعمالا إفريقية وعربية

سحر التجربة الألمانية محور المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس

خالد لمنوري

تستعد مدينة مكناس لاحتضان الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي لسينما التحريك (فيكام) بين 20 و25 مارس الجاري، بعرض أفلام جديدة لرواد سينما التحريك من مختلف أنحاء العالم.

كشف المنظمون، في ندوة صحفية بالدارالبيضاء، أول أمس الأربعاء، أن المهرجان الذي تسهر على تنظيمه، منذ سنة 1993، مؤسسة "عائشة"، بشراكة مع المعهد الفرنسي، والعديد من المؤسسات العمومية والخاصة، سيسلط الضوء على سينما التحريك الألمانية، من خلال برمجة أفلام جديدة، وأخرى أنتجت خلال العقدين الأخيرين.

وأوضح المدير الفني للمهرجان، محمد بيوض، أن الدورة 14 ستتميز بمشاركة سينمائيين من ألمانيا، منهم رايموند كروم، الذي سيقدم معرض لعب للخطوط والأشكال، ثم فيلموغرافيا استرجاعية لأشرطته، أما المخرج أندرياس هيكاد، فسيكتشف عشاق سينما التحريك عوالمه الفنية، من خلال "بطاقة بيضاء" و"ماستر كلاس". وسيعرض معهد سينما التحريك الألماني بانوراما الأفلام المنتجة خلال العقدين الأخيرين.

وكشف بيوض أن الدورة 14 ستستضيف شخصية بارزة في سينما التحريك، ويتعلق الأمر بالمخرج الياباني الشهير إيساو تاكاهتا صاحب أفلام التحريك العالمية الشهيرة، المساهم في إنشاء استديوهات "غيبلي"، مشيرا إلى أن تاكاهتا سيعود إلى مكناس بعد أن افتتح "فيكام" سنة 2006، إذ سيقدم في افتتاح هذه الدورة العرض ما قبل الأول في المغرب لشريطه التحفة (حكاية الأميرة كاغويا).

وأضاف بيوض أنه، بعد مشاركات متميزة لمخرجين عالميين أمثال ميشيل أوسلو، ألكسندر بيتروف، بيتر لورد، سيعيش جمهور المهرجان "لحظة معرفية استثنائية"، من خلال فقرة "ماستر كلاس" المخرج إيساو تاكاهتا، الذي سينشطه مؤرخ سينما التحريك إيلان نغيين.

وبخصوص الحضور العربي والإفريقي لهذا المهرجان الرائد في إفريقيا والعالم العربي، أكد بيوض أن البعد العربي والإفريقي سيكون حاضرا، من خلال استضافة المخرج المصري أحمد نور وليلى التريكي، منتجة فيلم "موج"، الذي سيشاهده جمهور المهرجان، وهو وثائقي عن الشرارات الأولى للثورة المصرية في مدينة السويس، إضافة إلى مشاركة المخرج التونسي الطيب الجلولي، الذي سيكشف عن الصور الأولى لشريطه "كنزة وفستان الضوء" المقتبس من حكايات ألف ليلة وليلة.

وأضاف أن المخرج الإيفواري أبيل كوامي سيقدم شريطه "سوندياتا كايتا" (استيقاظ الأسد)، الذي سيجول في شبكة المعاهد الفرنسية بالمغرب، ضمن سلسلة "فيكام" المغرب على اعتبار أن المهرجان أصبح محطة أساسية في البرمجة الثقافية لموسم فرنسا المغرب، للمعهد الفرنسي بالمغرب.

وسيشهد المهرجان تنظيم مسابقتين دوليتين للفيلم القصير والفيلم الطويل، ستشرف عليهما لجنتا تحكيم مكونتان من متخصصين في سينما التحريك، بالإضافة إلى لجنة الشباب المكونة من تلاميذ مدينة مكناس.

وفي إطار ترسيخ ثقافة الصورة عند الناشئة وتحفيز الهواة على دخول عالم الاحتراف، سيواصل المهرجان مواكبة الطاقات المغربية الفنية الشابة في مجال سينما التحريك، من خلال جائزة عائشة، التي تبلغ قيمتها المادية 50 ألف درهم، فضلا عن تنظيم خمس ورشات تكوينية سيستفيد منها أكثر من 80 طالبا ينتمون إلى معاهد عليا في الفن والسينما بالمغرب.

وأبرز بيوض أن المهرجان سيواصل ترسيم أهدافه من خلال تقريب الجمهور المغربي من جديد سينما التحريك في العالم، ومواكبة وإبراز المواهب الشابة ومساعدتها على ولوج عوالم الصناعة السينمائية، وترسيخ مدينة مكناس كقبلة دولية لسينما التحريك، مشيرا إلى أن المهرجان أضحى موعدا سنويا قارا لدى الأطفال، كما صار موعدا، أيضا، للسينمائيين للمشاركة بأعمال فنية تراعي الحاجيات الفنية وأذواق الأطفال.

ومن أجل إشعاع المهرجان، وتعميم ثقافة الصورة على الجميع، سيتواصل برنامج "فيكام" بتخصيص أسبوع لسينما التحريك المتنقلة بالبيضاء، وعبر شبكة المعاهد الفرنسية التي ستعتمد برمجة سينمائية متميزة.

الصحراء المغربية في

13.03.2015

 
 

أحمد عاطف: {قبل الربيع} دراما توثيقية تدافع عن ثورة 25 يناير

كتب الخبرفايزة هنداوي

تتعرض ثورة 25 يناير لهجمة شرسة من بعض الأبواق الإعلامية والسياسية التي تصفها بالنكسة والمؤامرة، إلا أن فيلم {قبل الربيع} من تأليف أحمد عاطف وإخراجه وبطولة كل من أحمد وفيق وحنان مطاوع وهنا شيحة، يحاول إعادة الاعتبار لهذه الثورة المجيدة وتأكيد أنها قامت ضد الفساد والظلم

حصد الفيلم جوائز عدة من بينها جائزة الاتحاد الأوروبي في مهرجان {فيسباكو للسينما الإفريقية} في جنوب إفريقيا، وجائزة من مهرجان {وهران}، إضافة إلى مشاركته في عدد من المهرجانات.
عن الجوائز والفيلم والانتقادات التي وُجهت إليه كان هذا اللقاء مع أحمد عاطف.

·        من أين جاءتك فكرة صناعة فيلم عن دور المدونين في ثورة 25 يناير؟

الفكرة ليست جديدة، بل كانت تدور في ذهني منذ عام 2007، بعدما انتهيت من فيلم {الغابة}، حيث رصدت نمو حركة المدونين بشكل قوي ولاحظت من خلال سفرياتي المتعددة أن المصريين أكثر شعب في العالم تربطه علاقة قوية جداً بشبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً الـ}فيسبوك}، لذا اتفقت مع الناشطة السياسية والكاتبة الصحافية نوارة نجم على أن تشاركني في كتابة سيناريو حول تجربة التدوين وأهميتها في نشر الوعي.

وقع اختياري عليها لأنها كاتبة متميزة، ومتبحرة في عالم المدونين، وكانت قد بدأت في دراسة السيناريو للتدريب على الكتابة. وفعلاً كتبت المعالجة للفيلم وكان اسمه {أرض التراب}، ثم كتبنا نسخة أخرى بعنوان {21 ساعة}، حيث جاء التركيز على قمع الشرطة للمدونين، ولكن الرقابة رفضت السيناريو، ونحن لم ندخل في معركة آنذاك لأننا كنا ننوي تعديل السيناريو. لكن المشروع توقف، ثم كانت ثورة 25 يناير، وظهر دور المدونين القوي في التمهيد لها، ولاحظت ذلك بنفسي لأني كنت موجوداً في التجربة.

·        تحدثت إلى نوارة لكتابة فيلم عن المدونين ودورهم، إلا أن انشغالها بالثورة وبالأحداث السياسية حال دون ذلك فقررت كتابته بنفسي. لكن في السيناريو بعض مناطق الضعف.

أعترف بذلك، وأنا منذ البداية كنت لا أريد كتابته بمفردي، لأنني مقتنع بأنني لست كاتباً جيداً للسيناريو، فأنا في الأساس مخرج، ربما تتوافر لدي الفكرة والخطوط الرئيسة ولكني أفضل أن يكتبها شخص آخر حتى أستمتع بإبداع مختلف، رغم أن الكتابة مع شخص آخر ليست سهلة ولا بد من وجود توافق في وجهات النظر. لذلك فكرت في نوارة نجم أول مرة، كذلك كان يمكن إسناد كتابة السيناريو إلى ناصر عبد الرحمن ولكن الظروف أيضاً حالت دون ذلك، فاضطررت إلى كتابته بنفسي.

·        أحد أعضاء اللجنة التي منحت جائزة الدعم من وزارة الثقافة أكد أن السيناريو الذي وافقت عليه اللجنة كان أكثر شاعرية وليس مباشراً، فلماذا غيرته؟

كلام صحيح. ولكنني بمتابعة الأفلام المقدمة عن الثورة، وهي بالمناسبة لها خصوصيتها، إلا أنها لم تؤد دوراً مهماً وهو الشحن العاطفي والتعريف بأسباب الثورة الحقيقية. وأنا كأحد المشاركين في الثورة والمؤمنين بمبادئها، قررت التضحية بالأسلوبية والشاعرية وتقديم فيلم مباشر وبسيط حتى يصل إلى مختلف الأنماط من الجمهور، كذلك يؤدي الدور المطلوب منه للتأريخ للثورة، فهو ينتمي إلى الدراما التوثيقية ولا بد من أن يكون مباشراً، وهو نوع موجود في العالم كله.

·        لكن الدراما فيه لم تكن متماسكة وقصص الحب غير مكتملة.

كما قلت سابقاً، ينتمي الفيلم إلى الدراما التوثيقية، وكان من السهل تقديم قصص حب مكتملة ولكنني فضلت ذلك كي لا يخرح الفيلم عن سياقه، كذلك أفضل أن تكون مدة العمل ساعة ونصف الساعة ليظهر مكثفاً في رسالته ومتماسكاً، خصوصاً في ظل الإمكانات الضعيفة التي أعمل بها.

·        وهل ترى أن الفيلم حقق الغرض المطلوب منه عند استقباله في المهرجانات تحديداً؟

كان هدف الفيلم تثمين الثورة ومن قاموا بها في مواجهة محاولات تشويهها، وقد وجدت تأثير ذلك على كثيرين ممن شاهدوا الفيلم، خصوصاً الشباب والأطفال، وقد بكى البعض تأثراً بالأحداث، وهذا يعني أن الفيلم حقق هدفه والمطلوب منه.

·        لكن البعض اتهم الفيلم باختزال الثورة في أربع شخصيات فقط.

قدمنا هذه الشخصيات كنماذج للمدونين، وأكَّدنا في أكثر من موضع في الفيلم عن وجود مجموعات مشابهة، كذلك أشرنا إلى أن صفحة خالد سعيد هي التي دعت إلى الثورة، ولم نغفل دور جبهة 6 أبريل أيضاً رغم اختلافنا السياسي معها بعد ذلك.

·        بماذا تفسر حصول الفيلم على جوائز والاحتفاء به عند عرضه في المهرجانات في الخارج، بينما لم يلق تجاوباً عند مشاركته بمثل هذه التظاهرات في مصر؟

أعتقد أن السبب خلط البعض بين عملي كسينمائي وبين عملي كصحافي، خصوصاً أن الحياة الفنية والإعلامية في مصر يحكمها منطق الشللية التي تعلي من شأن أصحابها من دون موضوعية.

·        هل سيعرض تجارياً قريباً؟

كنت قد اتفقت مع المنتج والموزع محمد حسن رمزي على أن يتولى توزيعه وطرحه في دور العرض، ولكن بعد وفاته سننتظر خطوات  القيمين على شركته راهناً.

فجر يوم جديد: {يوم مالوش لازمة}

كتب الخبرمجدي الطيب

إذا كان الهدف من فيلم «يوم مالوش لازمة» تقديم فيلم قائم على الترفيه، وتضييع قرابة الساعة والنصف الساعة في «اللاشيء»، فقد نجح بطله محمد هنيدي وكاتبه عمر طاهر بالإضافة إلى مخرجه أحمد الجندي في تحقيق الهدف بدرجة كبيرة!

وإذا كان المطلوب أن يستعيد هنيدي القمة، والإيرادات، فالأمر المؤكد أن فيلمه انتزع القمة في ظل منافسة محسومة، لكنه مُطالب بمراجعة حساباته، وألا يرتكن إلى ما حققه من إيرادات قيل إنها اقتربت من الثمانية ملايين جنيه، لأنها إيرادات هزيلة مقارنة بما حققه فيلمي «الجزيرة 2» (35 مليون جنيه) و»الفيل الأزرق» (32 مليون جنيه) في الموسم السابق!

اعتمد الفيلم على دراما اليوم الواحد، حيث تبدأ الأحداث صبيحة اليوم المحدد لزفاف البطل «يحيى» (محمد هنيدي) المحاسب في أبو ظبي، واستعدادات أمه (هالة فاخر) وابن خالته «سامح» (محمد ممدوح) في حين تُجبره عروسه «مها» (ريهام حجاج) أن يبدأ يومه بزيارة قبر أبيها، وقراءة الفاتحة على روحه، ويبدو البطل متأذياً ومتضرراً. وتتوالى المشاكل التي تواجهه طوال اليوم، ويتوجس منها شراً، ويُصبح كل همه أن ينتهي اليوم على خير، وتمر ليلة العرس من دون مفاجآت، خصوصاً بعد أن تظهر  الفتاة «بوسي» (روبي) التي أحبته من طرف واحد، وأصابها مس من الجنون عندما علمت بأمر زواجه من فتاة أخرى فراحت تطارده، وتهدده بالقتل!

 هذا التحديد الصارم لزمن الأحداث كان في حاجة إلى كاتب سيناريو مخضرم يملك خبرة كبيرة، ومقدرة هائلة، في هذا النوع من الدراما، وهو ما لا يملكه الكاتب عمر طاهر، ومن ثم جاءت مواقف فيلم «يوم مالوش لازمة» أقرب إلى «الاسكتشات» التي يعتلي فيها «المونولوجست» خشبة المسرح، أو يقف وراء «الميكروفون،على غرار ما كان يحدث في البرنامج الشهير «ساعة لقلبك» ليؤدي «نمرته» ويغادر من دون أن يُخل بسياق الدراما أو يمثل غيابه أزمة من أي نوع!

حدث هذا بالضبط مع معتز التوني، رغم طرافة تقديمه شخصية طبيب التجميل الجاهل، والممثل الواعد محمد عبد الرحمن وهو يؤدي، بخفة ظل محببة، دور «الصيدلي» الأرعن، كذلك الحال مع الوجه الصاعد محمد أسامة مساعد «المتردوتيل» «شفيع» (بيومي فؤاد) و»الديلر» (أحمد فتحي) ومخرج حفل الزفاف فضلاً عن الممثل القدير سامي مغاوري في دور مدير الأمن الذي تجمعه مائدة واحدة و»الديلر» فيظنه أحد الضباط الذي عمل في خدمته. فالكل يقدم فقرته حسب إمكاناته، وحسب درجة العلاقة التي تربط كاتب النص بالشخصيات التي التقطها من محيطه، ولهذا السبب تفاوتت جرعة الكوميديا من ممثل إلى آخر، وامتلأ الفيلم بممثلين يمكن حذف أدوارهم من دون أن نأسف على غيابهم (هياتم وابنها وبنتها وهالة فاخر)، وعج بمواقف لا طائل من ورائها، على رأسها المشهد القبيح الذي تصورت فيه الأم أن ثمة علاقة شاذة بين ابنها وابن خالته، والافتعال الواضح في مشهد المأذون. بل إن الفيلم كاد يقع في براثن العنصرية، وهو يتناول أزمة التعصب الكروي، وقدم الفريق الإفريقي بشكل غاب عنه الإحساس بالمسؤولية!  

في المقابل نجح المخرج أحمد الجندي في ضبط إيقاع الفيلم (مونتاج وائل فرج)، ولم يغب الوهج عن بعض المشاهد ({الروم كونترول» التي تحولت إلى ملعب «بلاي ستيشن»)، وتعاطي البطل المخدرات في  «تواليت» الفندق، وتوظيف الموسيقى (موسيقى عمرو إسماعيل) وأغنية «بشرة خير» لكن الاستعانة بالتيمة الموسيقية لفيلم «سايكو» مع كل مشهد تظهر فيه «روبي» للإيحاء بأنها مختلة عقلياً لم يحترم ذائقة وعقلية المتفرج، لكنها مناسبة للقول إن روبي، التي أدت دور الفتاة الغيورة المخبولة، جسدت الشخصية باقتدار، وفهم، كبيرين، ولا أبالغ إذا ما قلت إنها بطلة الفيلم الحقيقية، مع الوجوه الجديدة، بينما لم تستثمر ريهام حجاج الفرصة، ولم تغادر المنطقة الرمادية في الأداء، في حين تخلص هنيدي من الصوت العالي لكنه فقد الكثير من التلقائية التي كانت تميزه في بداية مسيرته الفنية!

بلغ الارتباك الذي أصاب السيناريو ذروته في مشهد النهاية، حيث ظهر عنوان على الشاشة يؤكد مرور ثماني سنوات على ليلة العرس، وعلاوة على انتهاك الوحدة الزمنية للأحداث، وخدش دراما اليوم الواحد التي ظلت سمة للسيناريو طوال الوقت، اتسم المشهد بالتباس وغموض ليس لهما ما يبررهما، فالبطل جالس على كرسي مدولب مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، يروي لابنه وقائع يوم العرس الذي يصفه بأنه «يوم ما لوش لازمة»، وفجأة تدخل الأم/ الزوجة فنكتشف أنها  المخبولة «بوسي»، التي تعنفه لأنه أفشى سر اليوم، وتُطالبه بمغادرة الكرسي، ونُدرك أن هيتشكوك في «سايكو» كان أكثر بساطة وأقل تعقيداً!

الجريدة الكويتية في

13.03.2015

 
 

'ظل البحر' فيلم إماراتي يحتفي بجغرافيا المكان وسحره

العرب/ رضاب نهار

الفيلم يروي حكايات متباينة ومتشابهة من المجتمع الإماراتي بغاية الجرأة والشفافية ويسلّط الأضواء على المشاكل والهموم والآمال.

يفاجأ المشاهد بالبيئة الإماراتية عند متابعته لبعض ملامحها في الفيلم الإماراتي الروائي الطويل “ظل البحر” (2011) للمخرج نواف الجناحي، لما يلمحه في مشاهده من سمات مغايرة لتلك التي يعيشها مجتمع دولة الإمارات بشكله المعاصر، حيث هو اليوم من أكثر المجتمعات العالمية تطورا وحداثة في كافة المجالات.

في فيلم “ظل البحر” للإماراتي نواف الجناحي يرى المشاهد البيوت العتيقة المتقاربة في ما بينها وسط حالة من الألفة والحميمية، هي صورة لا يمكنه أن يراها في العديد من الأمكنة على أرض الإمارات، لكن لـ”الفريج” تلك المنطقة الواقعة في إمارة رأس الخيمة، منطقها الجمالي الخاص واللامتناهي في سحره.

وهنا ثمة قضية شديدة الحساسية يستعرضها الفيلم، مبينا الفارق المعيشي بين أبوظبي العاصمة التي يعيش ويعمل فيها “جاسم” شقيق “كلثم”، وبين “الفريج” الحي الشعبي الآخذ في الأصالة.

ما سبق يجعل المتابع يقف أمام مفارقة توازن بين الحداثة وسمات الماضي، من خلال تصارع الشخصيات واتخاذ الأمكنة كوسيلة وسبب في الوقت نفسه. ولعل العبارة التي تصدر عن “جاسم” تحل إشكالية الموقف، حيث قال: “البلد واحد”.

تتضح في الفيلم روح الشباب مركزة في طرح الثيمات والمواضيع، ومعالجتها وفق معطيات البيئة المحلية ومسلماتها، من خلال الرؤية الخاصة للسيناريست محمد حسن أحمد والمخرج نواف الجناحي، إذ حاولا تسليط الضوء على الحياة الاجتماعية في منطقة الفريج من خلال رصد علاقة الشاب منصور بالفتاة كلثم في إطار تحديات العادات والتقاليد من جهة، والطموح والرغبات التي تنفتح على مستقبل مجهول لا يخلو أبدا من الأمل، من جهة ثانية.

تتقاطع المصائر في المشهد الأخير على الرغم من أن الكثير من المشاهدين ظنوها تفترق، فقد أوحت ابتسامة كلثم بينما هي تنظر إلى منتصف الطريق في رحلتها مع أخيها إلى أبوظبي، وحماسة منصور عند نزوله للسباحة في مياه البحر كردة فعل على رحيلها، بأن القادم سيجمع هذين الحبيبين حتما، وستؤمّن الأيام حياة أفضل لهما معا، ربما. يحتفي “ظل البحر” بجغرافيا المكان، وبالسحر الذي يمكن أن يكتشفه المشاهد عند زيارته للكثير من زوايا رأس الخيمة. ففي كل لقطة يرسمها المخرج يتضح تآلف سحري بين عنصري التاريخي والجغرافي، بالإضافة إلى ما ارتسم على وجوه الشخصيات وفي انطباعاتهم وحركاتهم من مشاعر وأحاسيس من وحي المشهد. ولقد تمّ التركيز إخراجيا، وربما منذ مرحلة السيناريو المكتوب، على ارتباط الشخوص ببيئتهم المعيشة بكل تفاصيلها المقدمة أمام المشاهد.

من ناحية أخرى، روى الفيلم حكايات متباينة ومتشابهة من المجتمع الإماراتي بغاية الجرأة والشفافية، فلم يصور الحياة بوجهها المثالي. إنما سلّط الأضواء على المشاكل والهموم والآمال، تماما كما يحدث في أي مجتمع بأي مكان من العالم، وتأتي هذه المعالجة الدرامية لبعض المواقف والأفكار الحساسة، كمحاولة لفتح الأبواب والنوافذ، ليس على الحلول -فهو لم يطرح مشكلة بمعنى المشكلة الحقيقية- بل للخروج نحو فضاءات أوسع، من حق الإنسان أن يعيش فيها.

لم تقف اللهجة الإماراتية المحلية، على الرغم من صعوبة بعض مفرداتها عائقا عن فهم ومتابعة غير الإماراتيين للفيلم، فالبساطة سمة اتخذها كل من السيناريست والمخرج لكل عناصر العمل.

كل ذلك يجتمع في الفيلم انطلاقا من اللغة، والحبكة، والشخصيات وصولا إلى الصورة، لذا استطاع المشاهد أن يفهم ويدرك المقصد الكامن وراء كل كلمة أو عبارة جاءت على لسان الشخوص، فدخل معهم إلى البيوت، وركض بين الحارات وزار عدة أماكن يوحي بها “الفريج”.

مهرجان سينمائي في بيروت يحارب التطرف

فعاليات المهرجان تسعى إلى تسليط الضوء على جهود محاربة التطرف والاضطهاد المنتشر في الشرق الأوسط من خلال السينما والثقافة.

العرب/ بيروت - انطلق في العاصمة اللبنانية بيروت، أمس الخميس 12 مارس الجاري، “مهرجان أيام بيروت السينمائية”، في دورته الثامنة، مستضيفا عددا من الأفلام العربية التي تحاكي “واقع المنطقة” من الناحية الفنية بعيدا عن الاصطفاف السياسي.

ويستمرّ المهرجان الذي تنظمه الجمعية الثقافية للسينما “بيروت دي سي” إلى غاية 21 مارس الجاري في عدد من دور سينما ببيروت، تحت عنوان “السينما والدين”، مركزا على الأحداث السورية من خلال 6 أفلام تحاكي واقع سوريا المأساوي، أبرزها “سلّم إلى دمشق” للمخرج محمد ملص، و”ماء الفضّة” لأسامة محمد ووييم سيماف باديركسن.

وأشارت إليان الراهب من مؤسّسي “بيروت دي سي”، وتشغل منصب المدير الفني لمهرجان الفيلم العربي “أيام بيروت السينمائية” منذ العام 2002، إلى أن المهرجان “يستقبل عادة أفلاما عربية تتحدّث عن أوضاع المنطقة، من وجهة نظر المخرجين، وبطريقة إبداعية”، لافتة إلى أن “الثيمة الأساسية للمهرجان هذا العام: السينما والدين”.

وأوضحت الراهب أن “بيروت دي سي” تسعى هذا العام إلى “تسليط الضوء على الجهود المبذولة من أجل محاربة التطرف والاضطهاد المنتشر في الشرق الأوسط من خلال السينما والثقافة”.

وافتتح المهرجان أمس بالفيلم الموريتاني “تمبكتو” للمخرج عبدالرحمن سيساكو مشيرة إلى أن “هذا العام سيجمع مخرجين ومنتجين من العالم العربي بخبراء ومختصين عالميين، بهدف إفساح المجال لعملية تبادل ثقافي وتشجيع الإنتاج المشترك”.

العرب اللندنية في

13.03.2015

 
 

«السيسى» يعيد الحياة لـ«محمد على»

كتبت - سهير عبدالحميد

قالت  المؤلفة لميس جابر إنه حدث انفراجة فى أزمة فيلم «محمد على» الذى عانى على مدار عشر سنوات حتى يخرج للنور ورحلته من فيلم سينمائى إلى مسلسل ثم عودته مرة أخرى لفيلم وأضافت أنها أخذت وعدًا من الرئيس السيسى بدعم الفيلم ماديًا ومعنويًا من جانب القوات المسلحة وذلك بتوفير كل التسهيلات سواء بالتصوير فى الأماكن الأثرية والمساهمة المادية فى انتاج الفيلم.

وذكرت لميس: أثناء لقاء الرئيس منذ أيام بالمثقفين أكد على ضرورة تقديم اعمال وطنية وجادة وقوية خلال الأيام المقبلة بعيدا عن العنف والمخدرات والدم ووجه الكلام بشكل مباشر لى أنا والكاتب وحيد حامد فعرضت عليه مشروع فيلم محمد على الذى كتبته منذ 10 سنوات وقال بالنص: وأنا جاهز وتابعت لميس قائلة: وبعدها تحدثت مع مسئول بالشئون المعنوية بالقوات المسلحة بعد كلام الرئيس لى رحب وطلب منى مشروعًا جاهزًا به فنانون ومخرج وجهة إنتاج تشارك فى مع القوات المسلحة وحاليًا يجرى يحيى الفخرانى تحضيرات مع شادى الفخرانى الذى سيتولى الإخراج خاصة أنه معى فى المشروع منذ البداية وكان مشجعنى أكثر أننا نقدمه فى فيلم سينمائى وليس مسلسلاً وهناك مفاوضات مع أكثر من جهة انتاجية للدخول كشريك فى الإنتاج لأن الميزانية تتعدى الـ80 مليون جنيه.

وأكدت جابر أنها تصر هى وزوجها الفنان يحيى الفخرانى على أن الدولة هى التى تتولى إنتاج محمد على حتى تسهل لنا التصوير فى الأماكن الأثرية التى يرتفع فيها التصوير وهذا سيوفر كثيرًا فى الميزانية كل هذا سيجعل الفيلم يخرج بشكل يليق بهذه الشخصية التاريخية التى أثرت فى تاريخ مصر الحديث وهذا جعلهم يرفضون العروض الكثيرة التى جاءت لهم من الخارج لانتاج هذا العمل وآخرها عرض السفير التركى الذى عرض على الفخرانى تقديم هذا الفيلم كإنتاج مشترك وكان هذا قبل الأزمة بين البلدين لكننا رفضنا لأنهم لن يقدموا الفيلم كما نريد ولن يتركوا محمد على يشتم فى الأتراك.

وعن تعاونها مرة أخرى مع قنوات الـmbc خلال فيلم «محمد على» رفضت بشدة هذا الأمر وقالت لميس: توبة اشتغل معهم مرة ثانية بعد تجربتى فى مسلسل «الملك فاروق» حيث أصروا على حذف 10 حلقات من المسلسل وضغطوا على حاتم على لكى يحذف من السيناريو وأيامها حدثت مشكلة كبيرة بينى وبينهم ومن وقتها أخذت قرارًا بعدم التعاون معهم مرة اخرى هذا بجانب انهم لن يقدموا عملاً تاريخيًا عن مصر يقدم عظمتها والدليل على كلامى مسلسل «سرايا عابدين» الذى فشل فقد تعمدوا تشويه صورة الخديو اسماعيل واظهاره وكأنه زير نساء على الرغم من أن هذا الرجل كان له دور تاريخى كبير وفى عصره تم بناء عدد من المشروعات العملاقة وكان يتمنى ان يجعل مصر قطعة من أوروبا لذلك لا أثق أننى اقدم فيلم «محمد على» مع هذه الجهة الإنتاجية التى تتعمد تشويه تاريخ مصر فى أعمالها.

معروف أن فيلم محمد على يرجع تحضيره منذ عام 2005 عندما تعاقدت شركة جود نيوز مع لميس جابر ويحيى الفخرانى لتقديم فيلم محمد على وتم التعاقد وقتها مع المخرج حاتم على الذى رشح مجموعة من الفنانين للمشاركة فى البطولة منهم ميرفت أمين وجمال سليمان وسلاف فواخرجى ويسرا اللوزى وصابرين لكن حدثت خلافات بين المؤلفة وجهة الإنتاج جعلتهم يلغون المشروع بعدها قررت جابر تحويل العمل إلى مسلسل تليفزيونى من إنتاج شركة كنج توت لكن الظروف الإنتاجية الصعبة وقيام ثورة 25 يناير أوقفت المشروع.

روز اليوسف اليومية في

13.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)