كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

القراصنة وتراجيديا في عرض البحر

طاهر علوان

 

"سأخبرك شيء، لن يكون وقع الأمر سهلا على أبنائنا، إنهم سيعيشون في عالم مختلف عن العالم الذي عشنا فيه، لنتذكر ذلك." 

في الصراع على الشاشة وفي الدراما عموما سنتساءل عن مبدأ التكافؤ والتعادل أو الرجحان لكفة على أخرى بين كفتي ذلك الصراع وتلك الدراما، قوة أضداد تجعل مسار السرد الفيلمي أكثر تشويقا وفي الوقت نفسه أكثر تماسكا وإقناعا .. في فيلم "القبطان فيليبس" المأخوذ عن قصة حقيقية، من المهم التوقف عند إشكالية الصراع والدراما والأضداد المتصارعة، هذا الفيلم نال أصداء واسعة بعد عرضه محققا إيرادات كبيرة زادت على 200  مليون دولار ورُشِّح لستة من جوائز الأوسكار لكنه لم يفز بأي منها وهو أمر معتاد في كواليس قرارات الأوسكار.

الفيلم  من إخراج (باول جرينجراس) الذي سبق وأتحفنا بفيلمه ذائع الصيت (منطقة خضراء – 2010  ) عن حرب العراق، وهو مأخوذ عن كتاب بعنوان "قبطان في الواجب" للمؤلفين ريتشارد فيليبس وستيفان تالتي اللذين تعاونا في تقديم قصة حقيقية إذ كان القبطان "ريتشارد فيليبس" قبطان الباخرة الاباما ماريسك قد تعرّض لهجوم من طرف القراصنة في عرض المحيط الهندي ولهذا  فنحن في هذا الفيلم سنكون أمام مغامرات وصراع وقطع أنفاس، من خلال البطولة الفردية ولكن السلمية للقبطان فيليبس (الممثل ذائع الصيت توم هانكس) في رحلة روتينية يقود خلالها باخرة تجارية محملة بالحاويات من ميناء صلالة في سلطنة عمان عبر خليج عدن وسواحل الصومال حيث وجهته الأخيرة هي ميناء مومباسا في كينيا.
ها هو القبطان يلملم أوراقه وامتعته ويودِّع زوجته في أحد المطارات الأمريكية ثم ليصل إلى صلالة ليتخّذ موقعه في قيادة الباخرة العملاقة (الاباما ماريسك) وبعد انطلاق الرحلة مباشرة وبسبب تردد أصداء الإغارات المفاجئة للقراصنة الصوماليين في خليج عدن وبالقرب من المياه الإقليمية للصومال فإن القبطان يدعو إلى إجراءات أمن وإخلاء تجريبية مشددة، يدرب خلالها طاقمه من العاملين والمساعدين على كيفية الإخلاء في حال تعرضهم إلى غارة من القراصنة أو إذا ما احتلوا الباخرة.

هذا التدريب في عرض البحر يثير غضب بعض أفراد طاقم الباخرة الذين يحتجّون أنهم مجرد عاملين مدنيين لا علاقة لهم بممارسات عنفية  وإطلاق رصاص ومقاومة قراصنة يعرضون فيها أنفسهم للخطر، رد القبطان بشكل مباشر وشديد: ارضَ بالأمر الواقع أو ارحل، ولدى الوصول إلى أقرب ميناء سيرتب لكل من لا يعجبه الوضع رحلة عودة لبلاده ولهذا يلزم الجميع الصمت.
مشهد مصنوع بعناية، ممثلون صوماليون وأشخاص حقيقيون، قرى صفيح متهالكة قرب السواحل الصومالية، قراصنة شباب يتنافسون على ركوب الأمواج لاختطاف أية سفينة عابرة من أجل الفدية، ينتظمون في شكل مافيا وها هو مسؤولهم المباشر يختار مجموعة منهم للإغارة على إحدى البواخر العملاقة القادمة وطلب الفدية، ويتم اختيار من سيقومون بالمهمة في زورقين ولدى اقترابهم من الباخرة الاباما، يقوم القبطان فيليبس بخدعة إذ يدخل على الخط اللاسلكي للقراصنة ويوصل لهم رسالة بأن قوات البحرية الأمريكية قادمة للإجهاز عليهم  مما يُحدث انقساما فيما بينهم، وينسحب أحد الزورقين فيما يصاب الآخر بعطب.

يعود القراصنة إلى قاعدتهم ثم يعدّون العدة مجددا لملاحقة تلك الباخرة يقودهم القرصان عبد الولي (الممثل الصومالي الشاب برقاد عبدي) هو وثلاثة من زملائه، ولدى اقترابهم من الباخرة الاباما يعلن القبطان فيليبس الطوارئ على سطح الباخرة ويناور بكل الوسائل للتخلص من زورق القراصنة الذي يقترب، وأخيرا يطلب من جميع الطاقم الاختباء في غرفة المحركات بعد أن يطلب النجدة من البحرية الأمريكية.

ينجح القراصنة في صعود الباخرة وإطلاق النار في كل اتجاه والصراخ بأنهم ليسوا من القاعدة وإنما هم صيادون أولا وقراصنة ثانيا يطالبون بفدية بعدة ملايين من الدولارات، يناور القبطان فيليبس معهم ويقنعهم أن لديه في خزانة الباخرة مبلغ 30 ألف دولار يمكن أن يمنحهم إياها وينصرفوا بسلام لكنهم يرفضون ذلك، يفتش القراصنة طوابق الباخرة بحثا عن باقي العاملين دون جدوى لكن مناورة قطع الكهرباء وإلقاء الزجاج ليصيب قدم أحد القراصنة بجراح يحول دون وصولهم إلى أحد من العاملين عدا القبطان واثنين من مساعديه، لكن بعضا من المساعدين ينجحون في القبض على القرصان عبد الولي ويجردونه من سلاحه ويضربونه وحينما لا يجد من سبيل يعلن أنه قرر الانصراف بزورق نجاة يجهز لهم من الباخرة راضيا بالمال الذي سيعطونه لهم، ولكنهم يقومون بمناورة ينجحون خلالها في أخذ القبطان رهينة معهم في زورق النجاة.

مشاهد قطع الأنفاس

تتصاعد الدراما وتحتشد قطع البحرية الأمريكية والضفادع البشرية في أقصى درجات الإنذار، وتجرى مفاوضات شاقة مع القراصنة في عرض البحر دون جدوى، إذ يرفضون الإفراج عن القبطان دون أخذ الفدية ولكن قوات البحرية تنجح في استدراج القرصان عبد الولي وجلبه إلى السفينة الحربية لغرض التفاوض معه، بينما يبقى القبطان تحت رحمة القراصنة الآخرين الشرسين الذين يوسعونه ضربا بعد محاولته الهرب سباحة، لينتهي الأمر بهم بثلاث رصاصات تجهز عليهم كلٌ بطلقة واحدة من القناصة، فيما يتم نقل عبد الولي إلى الولايات المتحدة لينال30  عاما سجنا هناك.

يحتشد الفيلم بالأحداث المتسارعة والموت يحوم حول الشخصيات في كل لحظة من جراء انفعالات وطيش ورعونة القراصنة المتهورين، وتتكامل قوتا الصراع وتتعمق الدراما: أربعة مسلحين في مقابل بواخر وزوارق حربية وضفادع بشرية وأجهزة استراق صوتيه وكاميرات تنقل عبر الأقمار الصناعية في صراع مرير يتم فيه استخدام جميع الخدع ووسائل الرصد والمراقبة والاستراق الصوتي بهدف الإجهاز على القراصنة وإنقاذ الطاقم.

يتألق فيه الممثل الكبير توم هانكس فضلا عن أداء الممثلين الصوماليين البارع الذين أدوا أدوار القراصنة وخاصة الممثل الصومالي الشاب المقيم في الولايات المتحدة "برقاد عبدي" وكان قد شارك في العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية الناجحة.

يلفت النظر البراعة في تصوير مشاهد الحركة والنجاح الملفت في التخلص من وحدة المكان، لاسيما وأن أغلب الأحداث المهمة تقع في أروقة الباخرة وممراتها الضيقة مما لا يتيح متسعا لحركة الكاميرا ولكن مع ذلك نجحت كاميرا مدير التصوير "باري اكرويد" في صنع صورة متقنة وحركة كاميرا نشيطة واكبت الأحداث، وقُدِّم خلالها بناء صوريا متماسكا ومقنعا وعلما بأنه مدير التصوير نفسه في عدد من الأفلام المهمة مثل خزانة الألم 2009 حيث حصل على جائزة أوسكار أحسن تصوير فضلا عن حصوله على ترشيحات عدة لجائزة بافتا.

أما المخرج "باول جرينجراس" 1955- فقد أخرج قبل هذا الفيلم قرابة 12 فيلما روائيا طويلا ورُشِّح مرارا لنيل جائزة بافتا والأوسكار عن عدد من أفلامه، إلا أنه لم يحصل إلا  مرة واحدة على جائزة بافتا 2006 عن فيلمه  " يونايتد 93 " كما لمع في فيلم منطقة خضراء 2010 عن احتلال العراق .

 نجح جرينجراس دون شك في صنع فيلم متميز في موضوعه ومعالجته وبنائه، وعلى مدى أكثر من ساعتين من الزمن، لم يخفت الصراع ولا تصاعد الأحداث وبذلك بقي الفيلم على وتيرة إيقاع متصاعد متزامنا مع سرد فيلمي مقنع ومميز، ومن يشاهد الفيلم لاشك أنه سيشعر  بشحنة عاطفية إذ سيتعاطف مع القبطان الطيب والشجاع والإنساني في مقابل أولئك الأشرار الذين قدموا عرضا تراجيديا في عرض البحر، وليقدم لنا الفيلم صورة أخرى للأعداء الذين يقضّون مضاجع الأبرياء ويشوهون صورة الحياة المدنية المسالمة.

الجزيرة الوثائقية في

10.03.2015

 
 

كشفت لـ «النهار» عن الدعم الذي قدمه العاملون في جميع مجالات الفن السابع

فاطمة الرميحي : «قمرة» هدفه نشر صناعة سينمائية في الخليج

الدوحة - مشاري حامد

أكدت المدير التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة الرميحي لـ النهار ان المشروعات التي اختيرت للمشاركة في قمرة بانها تتيح الفرصة أمام جمهور السينما في الدوحة لمشاهدة مجموعة من أعمال أبرز الأسماء في صناعة الأفلام إلى جانب أفلام من أصوات جديدة مدعومة من مؤسسة الدوحة للأفلام. ومن خلال البرنامج الخاص بالعاملين في صناعة الأفلام سيتاح لصناع الأفلام الصاعدين في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التواصل والعمل مع خبراء صناعة الأفلام في إطار سلسلة من ورشات العمل الإبداعية والدورات التدريبية لدفع مشروعاتهم إلى المراحل التالية. وقالت ايضا : يمثل قمرة فاتحة شراكات وعلاقات تعاون جديدة، ويتمحور حول تبادل الأفكار والمعارف والإلهام، كما يوفر فضاءً رحباً لدعم مشروعات المواهب الصاعدة حيث سيستفيد أصحابها من نصح وتوجيه الخبراء. يسعدنا الترحيب في الدوحة بمجموعة من قادة صناعة الأفلام الذين سيفتحون الأبواب أمام المشاركين في طريقهم إلى فهم جديد لعالم السينما.

وعن المشروعات قالت : المشروعات التي اختيرت للمشاركة في قمرة هي من أعمال صناع أفلام عملنا معهم عن كثب وعلى مدار فترة طويلة من خلال برامج المنح والتطوير. ونحن في موقع فريد يتيح لنا دفع هذه المشروعات إلى المراحل التالية من خلال برنامج قمرة المكثف الذي صممناه مع مراعاة احتياجات كل مشروع على حدة.

واما عن الدعم فقالت : سرني جداً الدعم الذي قدمه العاملون في جميع مجالات قطاع صناعة الأفلام لقمرة في دورته الأولى. نثمن الكرم الغامر الذي أبدوه تجاه جيل جديد من صناع الأفلام وأنا واثقة باستمرارية علاقات تعاون ستنشأ خلال الأسابيع القادمة وتردد صداها في مستقبل كل من سيشارك في قمرة. وعن الاستفادة قالت : استفدنا من تلك التجارب حيث تعلمنا الكثير وكذلك من المخرجين المشاركين وقدمت لنا خبرات من الذين حضروا الى الدوحة للمشاركة في قمرة

وبسؤالها عن الاولويات للدوحة للافلام بعد هذه الفعاليات قالت : الافلام الخليجية الطويلة ستكون لها الاولية في المرحلة القادمة وهذا مانركز عليه من خلال الاستراتيجية التي سوف نسير عليها من خلال الدوحة للافلام

وقالت ايضا : املي ان تستمر تلك الصناعة في قطر ونفعلها وكثير من الجهات تتفهم هذا الوضع بحيث تقدم تربية وتعليم كما هو حاصل في مهرجان اجيال السينمائي بحيث كان هناك تفاعل مع المدارس والجهات المختصة بالتعليم وبدأت الثقة تزداد وكذلك المشاريع والامر تفتخر به الدوحة للافلام في ان تخدم القطريين ومن اجل رفع اسم قطر

وبسؤالها ماذا نرى بعد قمرة قالت : سوف نكمل المسيرة والبعض يعتقد ان قمرة شي جديد مع العلم كنا نعمل تلك الفعاليات على مدار السنة وحاولنا في قمرة ان ندمج كل ذلك وتقديمها عبر الندوة الدراسية والاجتماعات في محيط واحد واستدعاء اكبر عدد ممكن من الخبراء للاستفادة منهم ومساعدة المخرجين وبعدها سوف يستمر العمل سواء مع المخرجين القطريين الذين سنبقى نعمل معهم على مشاريعهم ونضعهم مع من لهم خبر للاستفادة ايضا وتطوير مشاريعهم وايضا المخرجين الاخرين الذين نبقى على تواصل معهم ومتابعتهم وان شالله نرى نتائج ايجابية بعد قمرة عبر التعاون والانتاجات المشتركة والمنح وسوف يتم الاعلان عنها 

وعن النتائج قالت : من خلال الاجتماعات رأينا هناك تأكيدا على التعاون مع مخرجينا خاصة ان الاجتماعات مازالت مستمرة وكذلك تواصلهم للوصول الى الهدف او الغاية من ايجاد تلك الاجواء خاصة ان وصلت عدد الاجتماعات الى 250 اجتماعا خلال الخمس ايام التي تخللها وضع النقاط على الحروف ورؤية المشاريع وابداء الرأي فيها من قبل الخبراء وانا جدا سعيدة لتلك النتائج وعن المقابل او الربح من خلال اقامة قمرة قالت : نعتبره استثمارا ثقافيا وهدفنا في الاخير نشر صناعة سينمائية في الخليج عبر ايجاد افضل صورة ونغير فكرة العالم الغربي عنا من تلك الناحية وبالتأكيد عندما نرى تلك المشاريع يكتب لها النجاح وتشارك في المهرجانات وتفوز في جوائز فهو النجاح بحد ذاته وهو ما نسعى اليه في الحقيقة

وبسؤالها عن دعم الشركاء قالت : نعتمد دائما على شركائنا وايضا على اكبر دعم موجود لنا من مختلف المؤسسات وهذا الامر عملنا عليه منذ البداية منذ ان كنت مديرة التواصل المجتمعي وكان من صميم عملي ان اوصل المجتمع بالمؤسسة والعكس ونقرب الاهداف مع بعض وقد وصلت الى نسبة كبيرة عبر وجودهم ومساهمتهم ولم نكن نتوقع ان نرى ذلك الدعم والتواصل والحمدلله رأينا كلنا في اجيال المؤسسات التعليمية وكذلك الشبابية اغلبها كانت مشاركة معنا وداعمة لانها رأت ان هناك قيمة وخاصة عندما تكون هناك جهات حكومية تريد منا ان يكون هناك تعاون في المشاريع وهذا الامر يثلج الصدر واصبح هناك ثقة بالمؤسسة من قبل المجتمع القطري

وعن الاسماء التي سوف تشارك في المستقبل قالت : من الان نعمل على الاسماء لدعوتها والمشاركة في رؤيتنا عبر مساعد كل مخرج مبتدئ ويتم الاختيار على عدة اسس منها الانجاز والخبرة ومن عنده الاستعداد لان يساعد المواهب ونقل الخبرة اليهم.

استعرضه خلال الندوة مع مقاطع من «يد إلهية» و«الزمن الباقي»

إيليا سليمان : «سجل اختفاء» فرض نفسه رغم الرفض والفتاوى

الدوحة - مشاري حامد

شارك صانع الأفلام الفلسطيني والمستشار الفني لدى مؤسسة الدوحة للأفلام مع الحضور تفاصيل رحلته في صناعة الأفلام في إطار ندوة دراسية ضمن فعاليات ملتقى قمرة. وكانت هذه الندوة الثانية من خمس ندوات دراسية تُعقد ضمن ملتقى قمرة، وهو حدث جديد تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام لدعم صناع الأفلام الصاعدين واستحضر سليمان ذكريات نشأته في فلسطين كما تحدث عن شغفه برواية القصص الشخصية وعن صناع الأفلام الذين استمد من أعمالهم الإلهام على مدار مسيرته الفنية. وضمن فعاليات قمرة أيضاً، سيتولى سليمان نصح وتوجيه أصحاب أربعة مشروعات أفلام في مرحلة تطوير مكثفة هي: فيلم دراما الخيال العلمي البحث عن أدم (قطر) لأحمد الباكر، وفيلم دراما البحث عن الهوية مرجون والحجاب الطائر (لبنان وهولندا والولايات المتحدة وقطر) لسوزان يوسف، وفيلم دراما الصحراء سراب (قطر) لخليفة المريخي، وفيلم الكوميديا السوداء انشالله استفدت (الأردن وهولندا وألمانيا والإمارات وقطر). وتحدث سليمان عن سنوات طفولته في الناصرة في فلسطين حيث لم توجد غير دار سينما واحدة وسط مشهد فني محدود إلى حد ما. وبعدما ترك الدراسة، انتقل سليمان في عمر 21 عاماً للعيش في نيويورك كمهاجر غير شرعي حيث عمل في عدة وظائف واكتسب تجربته الأولى في عالم السينما.

وتحدث ايليا سليمان قائلا : هناك بدأت رحلة تعلمي الذاتي لصناعة الأفلام وكان أصدقائي من الطلاب يهربونني لحضور حصص السينما في جامعة نيويورك ومشاهدة الأفلام، حيث دخلت من مخرج الحريق وغادرت قبل إشعال النور مجدداً، لكنها كان بداية مسيرتي حيث تعلمت خصائص الصور والمشاهد السينمائية وأنجزت أول أفلامي في عمر 30 عاماً و لم اكن حينها اعرف كيف يكتب سيناريو الفيلم أو صناعته حيث تعلمت المصطلحات المتداولة في هذا المجال من قراءة نص فيلم الحي الصيني لرومان بولانسكي لم تكن لغتي الإنجليزية جيدة ولم أفهم الجزء الفني التقني من النص ومنها وضعيات الكاميرا وتحركاتها إلا انني نسخت العناوين بعد قراءة نص فيلم الحي الصيني لرومان بولانسكي، وبدأت بعدها بقرع الأبواب.

وقال ايضا : كانت أول مرة صورت فيها مشهداً بعد قضائي ثلاث سنوات ونصف في نيويورك. عدت إلى بلدي وكان لدى أخي كاميرا لتصوير حفلات أعياد ميلاد أولاده، واستعرتها منه عندما ذهبت لملاقاة صديقي الراعي البدوي. وصورت حينها مشهداً عن قرب لماعز ما زال لدي نسخة عنها على شريط فيديو وعشت في تلك اللحظات بداية افتتاني بعالم السينما

وقال ايضا : أول ما شهدت أفلام أوزو شعرت فوراً بالتوحد مع الكاميرا ومكانها. كما تملكني إحساس بأن سينما أوزو تشبه الأجواء التي جئت منها من ناحية الأوضاع السياسية ومحاولة عيش حياة طبيعية في ظل الاحتلال، فإن أفلامه، ومنها قصة طوكيو، تشعرك بالغربة التي تعرّض لها أفراد الجيل الأكبر بسبب ما جرى لهم كما توحي أيضاً بالنكران الذي عاشوه.

واما عن فيلمه سجل اختفاء والتحديات التي واجهته قال: ليس الفيلم تكملة لآخر أفلامي القصيرة حيث كان من المفترض أن يكون الفيلم الرابع في السلسلة، إلا انني جازفت وخاطرت بكل شيء لأنني لم أعرف ماذا أفعل غير ذلك. كنت أعلم بالفروقات الكبيرة بين الأفلام القصيرة والطويلة إلا انني قلت نفسي أن الفيلم فرض نفسه وعلي القبول بذلك وبعدما رفض عدة منتجين في فرنسا التعاون معي، وأنهم حسبوه مخرجاً أمريكياً وأن ليس لفيلمي علاقة بفلسطين، ولم يكن هناك خيار أمامي إلا إنتاج الفيلم بنفسي وانا أشكرهم على قرارهم هذا ففيلم سجل اختفاء كان ليصبح فيلماً مختلفاً لو لم أنتجه بنفسي فقد أحكمت سيطرتي على مجرى الفيلم وكان لدي مطلق الحرية في خياراتي. ومثل المشروع فرصة نادرة لصناعة فيلم بهذا الحجم وبهذا المقدار من الحرية وكان كل هذا بفضل رفض الجميع إنتاجه.

وعن مشاركة عائلته في الفيلم قال : كان والديّ كبيرين بالسن وكنت أخشى أن لا يفهما التدخل الذي مثله الفيلم في حياتهما الخاصة، كما همني بالطبع راحتهما. ولم أفاتحهما حول الموضوع حتى وقت متأخر من مرحلة ما قبل الإنتاج. أحب أبي الفكرة كثيراً حيث رأى نفسه بمكان الممثل الأمريكي المعروف همفري بوغارت وكان يعرف الكثير عن عالم السينما. وأما أمي فتلخص جوابها بالموافقة البسيطة. لم يسبق لأهالي الناصرة أن شهدوا تصوير فيلم وخاصةً فيلم لا يمثل فيه محترفون.

وعن ردود الفعل على الفيلم الذي فاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي، قال: أن الجماهير رفضت الفيلم واصفةً إياه بالمهين. وصدرت فتوى بحقه في مصر ومُنع فيلمه في أماكن كثيرة حتى أن نسخاً عنه قد أُتلفت. كما تعرضت لمقاطعة عدد من الممثلين في فلسطين لاستعانتي بأشخاص لا يحترفون التمثيل.

وبعد فيلم سجل اختفاء قال سليمان أنه تمسك أكثر برواية قصص شخصية تعتمد على مقتطفات من سيرته الذاتية، وأدرك أنه بحاجة إلى أن يعيش أكثر من خلال أفلامه ولهذا أصبح شروده وأحلام يقظته نوعاً من أنواع البحوث إلى حد ما

وتحدث ايضا عن فيلم يد الهية قائلا : بدأت مع يد إلهية بكتابة مشاهد خاصة وقصيرة ولم أكن أعرف كيفية الوصول إلى حبكة معينة إلا أنني كنت أعرف كيف أكتب هذه المشاهد التي تراكمت لتصبح في المحصلة سيناريو الفيلم.

واما عن الطبيعة الشخصية لـالزمن الباقي المبني على المذكرات قال : زرت وتحققت من كل مكان يصفه والدي في مذكراته. وما زال عديد من هذه الأماكن في حارتي، وصورنا مشاهد في نفس المكان الذي حصلت فيها

وعن رحلته في صناعة الأفلام قال : لست مقتنعاً تماماً بأنني صانع أفلام حيث لا أرى نفسي بنفس الطريقة التي أرى فيها صناع الأفلام وتتصف شخصيتي بالسكون حيث لا أجد نفسي أنجز فيلماً بعد فيلم أو أكتب نصاً بعد آخر كما هو الحال مع صناع أفلام آخرين، إلا انني أشعر بالرضا عندما أبدأ بالكتابة.

النهار الكويتية في

10.03.2015

 
 

لما شِفتِك”: لنا وطن.. ولنا حق العودة إليه

أفنان فهيد – التقرير

“طارق” واقف في أفيش الفيلم كحنظلة -طفل ناجي العلي- وجهه ونظره على فلسطين، وظهره لنا، ويداه معقودتان.

“لمّا شِفْتِك” فيلم فلسطيني أردني. إنتاج عام 2012، من تأليف وإخراج “آن ماري جاسر”. وصل لترشيحات الأوسكار قبل النهائية كأفضل فيلم أجنبي إلا أنه لم يصل للقائمة النهائية.

يحكي الفيلم عن الطفل “طارق/محمود آسفا” وأمه “غيداء/ربى بلال” اللاجئين الفلسطينييْن في مخيمات الأردن من قبل سنة النكسة، حيث لا شيء يسيطر على تفكير الطفل “طارق” إلا حلم العودة. “مِيته راح نعود؟“. يسأل السيدات العجائز اللاجئات بالمخيم ليصدمنه بأنهن لاجئات منذ عشرين عاما! ليدرك أن الانتظار بالمخيم لن يجدي نفعا، ولن يأتي أبوه من فلسطين ليصطحبهم للمنزل، وأن من يريد العودة يجب أن يعود بنفسه.

“طارق” طفل ذكي جدا، سريع في العد، ولديه حصيلة كبيرة من المعلومات، إلا أنه لا يستطيع القراءة، فشكل له ذلك عقدة نقص وتسبب له بمشاكل كثيرة في مدرسته بالمخيم.

رحلة العودة

يقرر “طارق” الهرب من أمه ومن المخيم، ويتوجه في طريقه إلى فلسطين؛ إلا أنه يضل الطريق. في الطريق يقابل أكثر من نموذج للشعب الأدرني الذي لم يحتك به من قبل. ففي البداية، مرّ على بستان فاكهة لامرأة أردنية، وللشعب الأردني آراء متباينة في أمر اللاجئين -ليس فقط الشعب الأردني بل شعب أي بلد وَرَد عليها لاجئون من أي دولة-؛ فالمرأة رحبت بالطفل الفلسطيني وأيدته بكلمات التشجيع والدعاء على الصهاينة، وحمّلته ثمرات الرمان، وعندما مرّ “طارق” على مجموعة تعطلت سيارتهم عاملته الفتيات على أنه كائن فضائي جدير بالمشاهدة، ونهره الشباب ليكمل مسيره.

غربت شمس اليوم الأول و”طارق” في الصحراء الشاسعة لا يعرف طريقا لفلسطين أو للمخيم، وعندما أشرقت شمس اليوم التالي وجد فوق رأسه أحد الجنود الفدائيين، “ليث/صالح بكري” فاصطحبه للمعسكر الذي تقام فيه التدريبات.

وهنا، تحول جذري في قصة الفيلم، من عرض حياة اللاجئين بالمخيمات إلى عرض حياة الفدائيين والتركيز على حق العودة وحق الوطن؛ فهؤلاء الفدائيون منهم من يعرف أهله بأمر تطوعه، ومنهم من لا يدري أهله عنه أي شيء.

- ماجالك مراسيل؟

ماحدا بيعرف إني هون.

ولا أنا كمان.

في بادئ الأمر، يعترض القائد على وجود “طارق” بينهم، إلا أنه  بعد قليل يجده مفيدًا في عد التدريبات التي يقوم بها المجنديين.

مشهد الغناء

مشهد ميلودرامي. اجتمع فيه الفدائيون حول النار مساءً، وكلٌّ يحمل في صدره الحنين للأهل والوطن، وحلم العودة يكبر.. لا يخبو.

تبدأ إحداهن في العزف على العود والغناء اسمعمنهنا، والإضاءة بالنار تخبو لحظة وتتوهج لحظة لتكشف عن مشاعر الأسى والحنين على وجوههم جميعًا وهم يرددون وراءها “شوي .. شوي.. يا ليل لا تروح.. إذا بان النهار بتبان الجروح..” ظهرت النار في المشهد كأنها الأمل الذي يتوهج لحظة فيضيء الوجود من حولهم، ويخبو لحظة فيظلم الكون.

“طارق” أصغر فدائي بينهم جميعا، وأكثرهم حماسة، وعندما وصل الخبر لأمه وعلمت أنه في المعسكر، وذهبت إليه… لم يوافق على العودة معها إلى المخيم؛ لأنه عائد إلى الوطن، إلى البيت.

تضطر أمه للبقاء معه بالمعسكر، وحين تصل إليهم أنباء عن ضرب المخيم بالصواريخ وقنابل النابالم الحارقة بحثًا عن الفدائيين وقوات الكفاح المسلح، ينزل الخبر كالصاعقة على الفدائيين ويصبحون كالأسود الجريحة. يريدون العودة الآن وفورًا إلى الوطن، يريدون ردّ الضربة بضربات، يريدون الانتقام.

 لكن الحقيقة تواجههم أينما ذهبوا؛ هم ليسوا مستعدين بعد.

تضطر أم طارق للبقاء في المعسكر، فلم يعد هناك مكان آخر؛ إلا أن المعسكر لم يعد يكفي لأحلام  “طارق”، فهو عائد بأي ثمن إلى البيت.

يهرب “طارق” في الصباح الباكر وقبل أن يستيقظ الجميع، ليتوجه نحو الوطن. وعندما استيقظت والدته ولم تجده، خرجت ومعها ليث وآخرون، واتجهوا نحو فلسطين خلف “طارق”. قُرب الحدود شاهدوه مختبئ من سيارات الدوريات الصهيونية، ينتظر… وعندما التفت وراءه وجد أمه تنظر إليه، وظلت النظرات معلقة بينهما.

ثم انطلق “طارق” يركض نحو الوطن، إلى البيت، فركضت “غيداء” وراءه، وبدلًا من أن تمسك يده وتعيده إلى المعسكر؛ مسكتها وركضا سويًا ليعودا إلى فلسطين، في مشهد يحبس الأنفاس؛ فقد انتظرت -حتى آخر لحظة- أن أسمع دويّ الرصاص من الناحية الأخرى قادمًا من فوهات بنادق العدو ليصيب المرأة الراكضة ناحية الوطن وابنها، لكن ذلك لم يحدث؛ فقد أنهت “آن ماري جاسر” الفيلم عند هذه اللقطة.

(لمّا شِفتِك): ليست التجربة الأولى للمخرجة “آن ماري جاسر” في إخراج وكتابة سيناريو لفيلم؛ بل فعتلها من قبل في فيلمها “ملح هذا البحر”، وفعلتها بعد ذلك في فيلمها “كأننا عشرون مستحيلا”. ومثلها مثل كل المخرجين الفلسطينين بعد النكبة، تحاول بشتى الطرق أن تجعل من فنها رسولا لتوصيل أحلام الشعب الفلسطيني وجهوده في البحث عن الوطن والتأكيد على حق العودة إليه، وتصوير حقيقة الصهاينة وهم يسلبون الفلسطينيين الأمل، كما يسلبونهم أيضًا كل قطعة أرض وصخر يحتمون بها في البلدان الأخرى.

ركّز هذا الفيلم على الطفل الفلسطيني بعد النكبة، وتشرده في البلاد المجاورة، ومأساة المخيمات وحالاتها المزرية، كما صوّر اليقين بالعودة لا مجرد الحلم، وبذل الجهود في الوصول إلى ذلك، والصبر على قسوة الشتات بالدبكة والغناء.

كما ركّزت “آن ماري” على صورة الفدائي، وأن حياته ليست موقوفة  فقط على تدريبات القنص والحرب؛ بل أوضحت أن الفدائي يعيش كما يمارس هواياته من رسم وعزف وغناء في وقت فراغه، كهذا الجندي الذي حوَّل خيمته إلى مرسم يفرّغ فيه طاقته بعد التدريبات، وشاركه “طارق” في ذلك.

موسيقى الفيلم تنوعت بين موسيقى الدبكة المتوارثة عبر الأجيال من التراث الفلسطيني والأغاني التي يغنيها الفدائيون، وبين الأغاني والموسيقى التي يستمعون إليها في المذياع. وفي كلتا الحالتين؛ فالموسيقى كانت مؤثرة وواضحة في الفيلم، واستخدم فيها العود والطبل والدف، وكانت من تأليف “كامران رستكار”. أما التصوير فكان يتنقل في بطء غير ملحوظ بين النظرات والملامح والتفاصيل الكامنة في المخيم بطريقة بديعة دمجت كل هذا في صورة واحدة، الأمر الذي برعت فيه مديرة التصوير”هيلين لوفارت”.

أما أداء الممثلين فكان بسيطًا وفي نفس الوقت مُعبّرًا، بالرغم مما خُيل لي في بداية الفيلم من افتقارالطفل “محمود” إلى الموهبة، لكن ما لبث أن تبددت تلك الخيالات بعد مرور حوالي عشرين دقيقة من الفيلم وأظهر “محمود” موهبة فطرية، أرى أنها تحتاج لصقل وتدريب.

“طارق” كان كحنظلة، إلا أن “طارق” قرر ألا تبقى يداه معقودتين بلا حيلةٍ خلف ظهره، وألا يصبر كما ينصحه الكبار وينتظر أن يتضح الموقف؛ فربما يطول الانتظار ويحول بينه وبين الوطن. لذا قرر أن ينطلق راكبًا أو حتى ماشيًا نحو الوطن، نحو فلسطين.

تقييم الفيلم على IMDB 6.3 - تقييم الكاتبة 9 - صفحة الفيلم على الموقع

التقرير الإلكترونية في

10.03.2015

 
 

Transcendence: فيلم آخر عن التكنوفوبيا

جنة عادل – التقرير

لم يتفق الأدباء وصناع السينما على شيء قدر اتفاقهم على أن الطفرات التكنولوجية ستكون سببا لفناء العالم، أو هكذا يبدو بالنظر للأعمال التي تناقش الذكاء الاصطناعي. فهل قرأت/شاهدت/سمعت عن عمل يتحدث عن طفرة تكنولوجية في ذكاء الآلات انتهت بأن عاش البشر والآلات معا بسعادة إلى الأبد؟ لا أظن.

تعددت القصص والمصير واحد، لا بد وأن تخرج الآلات عن السيطرة في النهاية وتترك العالم أكثر بؤسا وفوضى مما كان، أو ربما تدعه بين يدي منقذ مخلّص يتوقف عليه خلاص البشرية، سلسلة The matrix، فيلم I, robot، وThe Machine كأقرب الأمثلة لذهني الآن، توضح كيف أننا نضع مخاوفنا التكنولوجية على الورق ونحوّلها أفلامنا، ربما لنذكر أنفسنا بمدى انحدار الدرب الذي قررنا أن نسلكه.

فيلم Transcendence لا يختلف كثيرا عما سبقه، ويحكي عن زوجين، Will الذي يلعب دوره النجم Johnny Depp  وEvylne التي تلعب دورها النجمة Rebecca Hall، يعملان في تطوير الذكاء الاصطناعي، ولهما مشروعهما الخاص، PINN، وهو ببساطة جهاز كمبيوتر متطور فائق السرعة ذو وعي مستقل، يرى فيه العلماء طفرة حقيقية وبوابة ضخمة لمستقبل الذكاء الاصطناعي، وارتقاء الجنس البشري معه.

تنقلب حياتهما رأسا على عقب عندما يقعا ضحية عملية إرهابية نظمتها إحدى الحركات المناهضة للتكنولوجيا التي يحملاها للعالم، حيث يتم تدمير جميع معامل الذكاء الاصطناعي، فلا ينجو سوى معملهما، ويُقتل جميع خبراء تلك التكنولوجيا عدا Will وزوجته، وصديقين: Max Waters الذي يقوم بدوره النجم Paul Bettany، وJoseph Tagger والذي يلعب دوره النجم Morgan Freeman، أما Will نفسه فيصاب بخدش من رصاصة مغلفة بعنصر مشع، فينجو من الجرح، ولكن التسرب الإشعاعي لا يترك أمامه سوى شهر واحد قبل أن يلحق بمن سبقوه.

تقرر Evylne أن تنقذ ما يمكن إنقاذه من زوجها المحتضر، فتساعده كي يفرغ ما استطاع من سُيالاته العقلية وذكرياته على أقراص صلبة، ثم ترفع محتواها على جهازهما المتطور PINN، بحيث يبقى عقل Will وروحه -أو هكذا افترضت المسكينة- بعد أن يرحل جسده، كل هذا بمساعدة صديقهما Max.

الآن دعني أخبرك شيئا عن محاولات إعادة الموتى للحياة: النهايات دوما سيئة، سيئة جدا، إن كنت تفكر في المحاولة على سبيل التجربة فها أنذا قد حذرتك… لا تفعل.

يرحل Will، وتقررEvylne أن تشغل الجهاز بعقل Will، وبعد أن تنجح فيما كانت بصدده، يطلب Will أن يتصل بالإنترنت، ما يعني مع إمكانيات PINN وعقلية Will السيطرة على العالم أجمع، يهلع Max وينضم لصفوف المتخوفين من تبعات سعار التكنولوجيا، فينسحب ليترك Evylne وزوجها العائد، ليرتبا لشراء بلدة صغيرة مهجورة واستخدام سكانها في بناء نسخة أقوى من PINN، يحركها عقل Will ورغبته في الاكتشاف والسيطرة، وينضم Joseph لذات المعسكر بعد أن يرى ما بنياه بعينيه.

تتطور قدرات Will  سريعا، والآن وقد أصبح كل ما نُقِر على جهاز متصل بالإنترنت طوع بنانه، بما في هذا جميع الأبحاث والدراسات، ومع كمبيوتر فائق السرعة بحجم بلدة صغيرة يديره عقل عالم فضولي، يتمكنمن تطوير العديد من التقنيات بشكل يمكنه من شفاء المرضي، واستخدام النانو تكنولوجي في إعادة تخليق ما تلف من أنسجتهم بطريقة تجعلهم في ذات الوقت، يصبحون جزءا من الشبكة اللامتناهية التي يمثلها، فيشفي الأعمى والأعرج، وينقذ آخرين من موت محقق، ويكون جيشا صغيرا يزداد عدده يوما بعد يوما، يديره عقله الإلكتروني، على مرأىومسمع من Evylen التي تشعر أن هذا كلّه يفوق قدرتها على الاستيعاب، وتستشعر الخطر فيما يفعله زوجها، إن كان زوجها حقا.

ترى الـFBI  -بالطبع- أن الأمر بدأ يخرج عن السيطرة ولا بد من إيقافة، فبالرغم من أن مشروع Will يحمل الكثير من الوعود بحياة أفضل،  دون مرض أو جوع أو فقر أو حتى تلوث، بعد أن امتدت قدراته لتشمل التحكم الماء والهواء وكل ما يحيط به من جزيئات، إلا أن قبول هذا المشروع يعني توديع الحياة كما نعرفها، وبداية عالم جديد يلعب فيه Will دور الإله، فتقرر التصدي له.

ينجح معسكر المتخوفين من التكنولوجيا بالتعاون مع المباحث الفيدرالية في الوصول للبلدة، وبمعاونة Joseph  وMax، يتمكنون من تطوير فيروس قادر على محو شيفرة Will، ولكنه سيتسبب في الوقت ذاته في محو كل قواعد البيانات في العالم، ما يعني العودة للصفر، ليصبح هذا هو الخيار الوحيد للتخلص من Will ومخططه، وهو السيناريو الذي يفضله الجميع، وينفذونه بمعاونة Evylen نفسها، بعد أن تمكنوا من إقناعها بفداحة عواقب ما يحدث الآن، فتعود للبلدة وقد تم حقنها بالفيروس، ليبقى فقط أن يتصل جسدها بشبكة Will لينتقل إليه، فتجد أن زوجها تمكن من تخليق جسد جديد مطابق لجسده الأصلي، فتتراجع لوهلة عن المخطط الذي اعتزمته، إلا أن إصابة بالغة تجعل الموت مصيرها في الحالتين، تدفع بـWill لدمجها في شبكته المهولة، فيصيبه الفيروس ويلقيا حتفهما، وتفنى الحضارة التكنولوجية تماما.

من النهاية، ببعض الخيال يمكننا أن نتصور أن Transcendence يبدأ من حيث انتهى فيلم الفرنسي (لوك بيسون) Lucy … فبينما ينتهي الأخير بتحول الفتاة لشيء أقرب ما يكون للألوهية، شيء أثير ييعرف كل شيء، ويضع كل تلك المعرفة في جهاز كمبيوتر ضخم، يبدأ Transcendence  من جهاز الكمبيوتر الضخم ذاته، ويناقش ما الذي يمكن لهذا الإله الآلي بشري الأصل أن يفعل.

يمكننا القول إنّ الفيلم مميز بصريا، ولكنه لم يستخدم إمكانيات طاقمه المميز جدا على الإطلاق، فنحن نتحدث عن جوني ديب ومورجان فريمان، يكفي أن ترى اسم الأول على ملصق أي فيلم لتتوقع أن تجد الكثير من الخبال والمتعة، ويكفي أن ترى اسم الأخير على أي شيء لتسلم له نفسك تماما وتدعه يقنعك بما يريد أيا كان، إلا أن مساحة الحوار الضيقة وهزالة الحوار حجبت موهبتهما الفريدة.

أما عن فكرة أن يظهر جوني ديب طوال الأحداث تقريبا كانعكاس طيفي عبر شاشة كمبيوتر فقد تبدو طريفة، إلا أنها لم تكن كذلك خلال الفيلم، بل كانت متناقضة تماما لفكرة التكنولوجيا الجبارة التي يفرتض أن Will وصل إليها، ربما كانت Rebecca Hall هي الناجية الوحيدة من أزمة تهميش قدرات طاقم العمل، مع المساحة المفردة لها والتي سمحت بعرض قدراتها كممثلة متميزة.

كذلك مع قصة مماثلة، هناك الكثير من الاحتمالات والإمكانيات التي كان من الممكن أن يأخذك إليها الفيلم، وتراها على الشاشة، عوضا عن الزاوية المحدودة نوعا التي حصرك فيها الفيلم كمشاهد، فأنت تتوقع الكثير جدا، توقعات لا يرقى إليها سيناريو الفيلم الضعيف وقصته غير المحكمة، الشيء الذي انعكس على إيرادات الفيلم ورد فعل النقاد بالطبع.

في النهاية، يحسب لقصة Jack Paglen المكررة الفقيرة نوعا، على سذاجتها في بعض الأجزاء، لعبها على نقطة واحدة صحيحة، هي الخوف من التكنولوجيا، الخوف منها حد الهلع، وافتراضنا -كبشر- دوما أن العالم الذي تتمتع فيه الآلات بوعيها الخاص، حتى لو كان هذا الوعي بشري المنشأ والطابع، سينتهي بالضرورة بالفوضى والدمار، والعودة إلى نقطة البداية.

التقرير الإلكترونية في

11.03.2015

 
 

Cinderella فقدت حذاءها لكنها لم تفقد وهجها

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

"سندريلا"، اشهر اسطورة طفولية في ادب الحكايات الخرافية، سبق وفقدت حذاءها الزجاج مرات عديدة في المسرح والاوبرا والباليه والتلفزيون والسينما، لكنها لم تفقد يوماً وهجها وسحرها اللذين يأسراننا كل مرة ويسمراننا امام الخشبة والشاشة الصغيرة والكبيرة كأننا نشاهدها للمرة الاولى.

كثيرة إذن هي الاعمال الفنية التي استعادت حكاية سندريلا أو استوحت منها لتقديمها في اطار جديد ومختلف، والسينما وحدها قدمتها في ما يقارب الـ 30 فيلماً، مثل شريط جورج ميلياس عام 1899، و Ever Afterحيث ادت درو باريمور الشخصية الاسطورية عام 1998 و Another Cinderella Story مع سيلينا غوميز. اخيراً تابعناها ايضاً ضمن شريط الميوزيكال Into the Wood، قبل أن يستعيدها المخرج كينيث براناه من شريط ديزني الانيمايشن الشهير Cinderella عام 1950، فيخلع عنها الطابع الكارتوني ليلبسها سحر المشهد السينمائي ومؤثراته واناقته، ويحيي اسطورتها من خلال ممثلين حقيقيين مثل ليلي جيمس في دور سندريلا وكايت بلانشيت في شخصية زوجة ابيها وهيلينا بونهام كارتر في دور الجنية الطيبة وريتشارد مادن في دور الامير. الفيلم من انتاج ديزني التي "استطيبت" على ما يبدو تحويل افلامها الانيمايشن الى السينما الحيّة بعدما نجحت محاولة تحويل انيمايشن "الجميلة النائمة" الى Maleficent من بطولة انجلينا جولي. كلنا نعرف حكاية ايلا(ليلي جيمس) التي وصّتها امها قبل موتها بأن تتمسك بطيبتها، فحاولت ان تكون لطيفة مع زوجة والدها الجديدة والشريرة (كايت بلانشيت) وابنتيها الغبيتين اللواتي اطلقن عليها اسم "سندريلا" نسبة الى الرماد الذي كان يغطيها نتيجة اعمالها المنزلية. طبعاً مصير ايلا يتغيّر عندما تلتقي الامير كيت (ريتشارد مادن) مصادفة في الغابة فيدعوها الى الحفلة، لتصل بعدما تساعدها جنيتها الطيبة (هيلينا بونهام كارتر) على التحوّل اميرة الاحلام.

حتماً ميزة نسخة البريطاني كينيث براناه لا تكمن في فرادة القصة المحفوظة عن ظهر قلب، وخصوصاً انها استعادة حرفية لفيلم ديزني في حقبة الخمسينات. براعة كينيث براناه تكمن في انه استطاع ان يجسّد سحر الانيمايشن كله وابهاره ومخيلته، ويحولها حقيقة ملموسة. لقد نجح في ضخ هذه الاستعادة الحيّة بمشهدية باهرة تعتمد على تصوير جميل ومناظر طبيعية ساحرة وديكورات انيقة وضخمة واكسسوارات غنية وازياء تخطف الانفاس مثل فستان سندريلا الازرق وعربتها المذهبة وخصوصاً حذاءها الزجاج من تصميم شواروفسكي وتنفيذه، اضافة الى تسعة مصممين اهتموا باعادة ابتكار الحذاء الاسطوري الشهير مثل جيمي شو وبول اندرو وشارلوت اولمبيا وسلفاتور فيراغامو وغيرهم، على ان تعرض احذيتهم "السندريلية" في غاليري لافاييت من 23 آذار حتى 4 نيسان 2015. بدورها المؤثرات الخاصة "خرافية" واستعراضية بجمالها ومقنعة بنتيجتها، وخصوصاً مشهد هيلينا بونهام كارتر وهي تقوم بتحويل اللقطينة عربة مذهبة والسقّايات سائقين والفئران خيولا تجر العربة. ايضاً وايضاً الممثلون يشبهون الشخصيات الكرتونية سحراً وجمالاً والواناً، وهم مقنعون جداً وخصوصاً الثنائي الجميل والرومانسي ريتشارد مادن الجذاب وليلي جيمس التي تشعّ بالسحر والكاريزما والدفء مما يناسب الشخصية التي عرضت اولاً على ايما واتسون فاعتذرت عنها. أما كايت بلانشيت المثالية في دور زوجة الاب الشريرة، فتنضم بجدارة الى قافلة الممثلات النجمات القديرات اللواتي سبق وجسدن ادوار الشريرات في افلام الاساطير سابقاُ مثل جوليا روبرتس وميريل ستريب وشارليز ثيرون وانجلينا جولي.

Run All Night... رابط الدم يسيل الدم

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

للمرة الثالثة بعد Unknown عام 2011 وNon-Stop عام 2014، المخرج الاسباني خاييم كولت سيرا يغطس مجدداً مع النجم ليام نيسون في بحر الاكشن والثريلر في Run All Night. ومجدداً، النجم الايرلندي الذي سبق وتألق من خلال اداء دور الاب المستعد للتحوّل "سوبرمان" من اجل انقاذ ابنته في سلسلة Taken، يستعيد الملامح نفسها تقريباً في Run All Night من خلال دور والد يواجه رئيس عصابته الذي قرر قتل ابنه.

عن سيناريو لبراد انغلسباي الذي سبق وقدم نص Out Of The Furnace(ايضاً قصة انتقام عائلي من بطولة كريستيان بايل) يؤدي ليام نيسون دور جيمي كولون القاتل المحترف في بروكلين الذي عمل طويلاً لمصلحة صديقه رئيس العصابة شاون ماغواير(اد هاريس)، والذي يطارده منذ اعوام طويلة تحري الشرطة (فينست دونوفريو)، والغارق حالياً في الكحول لنسيان ماضيه وجرائمه. لكن صفعة قوية توقظه من سكره الشديد عندما يطلب منه شاون ماغواير قتل ابنه مايك كولن (جويل كينامان) الذي هجره منذ فترة طويلة. حتماً الاختيار بين الولاء لأسرته المافيوزية التي تخلى عن اسرته الحقيقية من اجلها، وبين ابنه الحقيقي لن تكون صعبة على من عودنا القيام بالمستحيل من اجل انقاذ اولاده. ليلة واحدة فقط هي كل ما تبقى لجيمي كي يحل مشكلته ويستعيد اعتباره لنفسه وثقة ابنه المعدومة فيه. والأهم أن يقتل رئيسه كي يتمكن من انقاذ نفسه وابنه من الجحيم الذي فتحت ابوابها، ومنها انطلق الشياطين في مطاردات لاهثة وتشويق متواصل واكشن مجنون ورصاص يهطل كالمطر وترفيه مضمون وراء "والد" الثريلر والاكشن حالياً في هوليوود رغم بلوغه الستين، وابنه السينمائي جويل كينامان (الملاكم السابق) الذي ورث مميّزات والده، فهو على طريق التحوّل نجماً في عالم الاكشن بعد مشاركته في افلام مثل Easy Money وSafe House و Robocopالجديد.

المغامرة لافتة بمناخها الكابوسي المحموم وايقاعها السريع والضاغط، لأن من يحركها بحرفية كبيرة هو المخرج خاييم كولت سيرا المتمرّس في خلق الحبكات اللاهثة ومشاهد الحركة الجيدة والمقنعة والاستعراضية في الوقت عينه، والاجواء الموترة التي تجمّد الدماء في العروق كما في شريطي الثريلر المرعبينHouse of Wax وOrphan. اما المطاردة الليلية ضد عقارب الساعة فخاطفة للأنفاس وقد صورت كلها خلال 48 ليلة متواصلة في نيويورك. بدورها المواجهة بين الوحشين وصاحبي الحضور القوي ليام نيسون واد هاريس، مليئة بالشرقطة و"الادرينالين"، تماماً مثل المواجهة بين الاب وابنه الحافلة بالانفعالات، وخصوصاً انها تنطلق صعبة لأنها الخيار الوحيد المتبقي امام إبن لا يثق بوالده. ايضاً في الفيلم مشاركة صغيرة لكنها تترك أثرا للنجم نيك نولتي في دور شقيق ليام نيسون.

النهار اللبنانية في

11.03.2015

 
 

خلال ثالث ندوات «قمرة» الدراسية

غايل غارسيا بيرنال: أتجاهل الصور النمطية ولا أعبأ بها

الدوحة - مشاري حامد

فاجأ المخرج والمنتج والممثل غايل غارسيا بيرنال الحضور خلال ثالث ندوات قمرة الدراسية عندما كشف أنه لم يكن يريد احتراف التمثيل، وذلك في معرض حديثه عن مشواره الفني وخبرته بالعمل مع عدة مخرجين وأفلامه العالمية. وعن ذهابه الى لندن لدراسة التمثيل قال: لقد فككوني وأعادوا بنائي من جديد. دخلت المعهد وكل ظني أنني أعرف كل شيء حيث حملت الكثير من الأحكام المسبقة وأن لا شي لديهم ليعلمونني اياه. كنت على خطأ، كما هو حال غالبيتنا في هذه المواقف

وعن حال السينما المكسكية قال : بخلاف الستينات والسبعينيات، عاشث السينما المكسيكية أسوأ فترات تاريخها المعاصر وكان الانتاج شحيحاً وكان مخرجون مثل ألفونسو كوارون، وأليخاندرو غونزاليز ايناريتو، وجييرمو ديل تورو ما زالوا على مقاعد الدراسة في كلية السينما. لم نشهد حركة كبيرة على الساحة الفنية وكان التوقع الوحيد عند المشاركة في فيلم مكسيكي هو المشاركة في حوار ما وكانت هذه حقيقة الأمر. ولم تكن تُعرض الأفلام المكسيكية في دور السينما الكبرى

وتحدث عن اول افلامه أموريس بيروس، الذي كان أول أفلامه قائلا: اتصل بي ايناريتو وقلت له أنني أرغب بأداء الدور فنصحني بقراءة السيناريو أولاً وأخذ وقتي في اتخاذ القرار. كنت قد رفضت المشاركة في ثلاثة أفلام أخرى حيث شعرت أنه قدري التمثيل في هذا الفيلم. ومن المهم تعلم رفض الأدوار في مرحلة مبكرة، فان لم أقل لا لما كان أموريس بيروس فيلمي الأول مما كان له أهمية كبيرة.

وتحدث عن فيلمه أموريس بيروس قائلا: أدعيت الاصابة بمرض لا تغيب أسبوعاً عن الدراسة بهدف استكمال تصوير الفيلم ولم نكن نعرف ما الذي نفعله، حيث صورنا مشاهد كثيرة عن قرب شديد ولم تكن الصورة واضحةً في جميع اللقطات، الا ان العمل ثوري في كثير من جوانبه ولم أحصل أبداً على النسخة التي طلبتها حيث عُرض الفيلم حول العالم وشاهده الناس في كل مكان. وكان من المستغرب حينها عرض فيلم غير ناطق بالانكليزية على هذا النطاق الواسع. وبكل تأكيد، غير الفيلم من السينما في المكسيك، كما سلط الضوء على القارة التي ينتمي اليها، ومثل علامة فارقة في تاريخ السينما العالمية.

واما عن فيلمه وأمك أيضاً، قال : كانت تجربة مذهلة ومليئة بالحب، حيث أنه من النادر للغاية عمل فيلم عن الحب. وما بين الشخصيات التي أديت أدوارها، تظل شخصيتي في هذا الفيلم هي الوحيدة التي ما زلت أتساءل عن مصيرها. وأجد أنها أقرب الشخصيات الى نشأتي

وحول العمل مع المخرجين فقد قال: توجد قوانين صارمة تحكم ما يمكن أو لا يمكن فعله وانا مع ضرورة حاجة المخرجين لاستخدام أفعال قابلة للتمثيل في وصف أفعال الشخصيات وما تود ان تصبح عليه في سبيل خلق الحركة والتوتر الدراميين. وعند سؤاله عن قراره الاستمرار بالعيش في المكسيك عوضاً عن الانتقال الى الولايات المتحدة بعدما حقق نجاحاً كبيراً، قال: كان القرار سهلاً، حيث أدركت ان لا حاجة لي بالعيش في الولايات المتحدة لأعمل هناك. وهل يمكن لهوليوود ان تعرض علي فرصة عمل أفضل من تلك التي توفرت لي من خلال فيلم يوميات دراجة نارية؟. وعند سؤاله عن التغلب على الأحكام المسبقة والصور النمطية من خلال الأعمال السينمائية، قال: لا أرى نفسي في حاجة الى العمل على الغائها حيث لا يوجد ما يسمي بـالمكسيكي النموذجي، فأفضل الطرق الى تجاوز التابو هو عدم الاعتراف به ولذا أتجاهل الصور النمطية ولا أعبأ بها.

وبسؤاله عن مهرجان أمبولنتي للأفلام الوثائقية في المكسيك قال: المهرجان عظيم ومذهل. وأكثر ما يفيد فيه هو ان للأفلام الوثائقية دورا اجتماعيا حقيقيا حيث تلغي فكرة الخطاب الواحد وتفتح المجال أمام الحوار. ويتمثل شعارنا بالاكتشاف والمشاركة والتغيير، حيث أصبح المهرجان مركزاً للتغيير الاجتماعي في المكسيك، وأرى أنه من أكثر المهرجانات أصالةً حول العالم.

عبدالله الملا: الالتقاء بأهل الخبرة فرصة لا تعوض

الدوحة - مشاري حامد

كد الكاتب والمخرج عبدالله الملا بان مشاركته في قمرة تعتبر خطوة اولى في الطريق للأفضل في ظل مشاركة أهل الخبرة من المخرجين وصناع الافلام الذي التقى بهم وتعلم منهم وأخذ بنصائحهم وقد تحدث عن مشاركته قائلا : هي فرصة خاصة انني مخرج دخلت منذ فترة لا تتجاوز السنتين في عالم الافلام والتقي ايضا خبراء الافلام حول العالم حتى أنمي موهبتي في الاخراج وأتعلم من كل خبرة التقي فيها ولدي مشروع في الملتقى وأحاول ان أرصد ردود الفعل والاخطاء التي وقعت بها من قبل من لديهم باع طويل في عالم الأفلام وايضا أعتبر وجود أهل الخبرة دليلا لي لما أفعله عندما أشارك في المهرجانات وماذا ينبغي علي ان أفعله.

وعن الفيلم المشارك قال: عرض لي فيلم شارع المطار القديم ضمن المشاريع المعروضة ويتحدث عن انعدام الرعاية في الاسرة بحيث ان التفكك اصبح سمة موجودة وكل شخص يعيش حياته بعيدا عن الآخر 

واضاف قائلا: أتمنى ان أنمي نفسي وأطور قدراتي للأفضل وأستغل وجود بعض من نراهم قدوة في عالم الافلام ووضع النقاط على الحروف وانا عندما أقول أتعلم فلأنني أعي ذلك تماما لان تلك فرصة لا تعوض وأتمنى التوفيق للجميع.

بمشاركة عدد من المبدعين السينمائيين

خبراء الأفلام: «قمرة» نموذج جديد ومغاير لدعم جيل صاعد

وصف الخبراء في صناعة الأفلام وصناع الأفلام الصاعدة ملتقى قمرة بأنه نموذج جديد ومغاير لدعم جيل صاعد من المواهب عبر توفيره «مساحة حقيقية لتعزيز أطر التواصل» وقال رشيد عبد الحميد، المنتج الفلسطيني لفيلم «ديغراديه» ان «أهم ما في الفعاليات السينمائية هو اتاحتها لمد جسور التواصل بين الناس ويشار الى ان فيلم «ديغراديه» في مرحلة ما بعد الانتاج وأحد مشروعات قمرة التسعة والعشرين التي يستفيد أصحابها من نصح وتوجيه الخبراء خلال قمرة
«
ان فرص التواصل والتشبيك هنا عظيمة»، مضيفاً ان أول تمويل حصل عليه الفيلم، الذي يتميز بطاقم تمثيل نسائي بالكامل ومن اخراج التوأم طرزان وعرب أبو ناصر، كان من مؤسسة الدوحة للأفلام. وتدور أحداث الفيلم في حي مزقه الصراع، ويمثل وفق عبد الحميد محاولة «لاثبات أنني آدمي. فقد سئم الناس من الصور التي نراها كل يوم عن المنطقة، حيث نحاول العثور على عنصر النكتة وسط هذه الأوضاع المجنونة

وكانت مؤسسة الدوحة للأفلام قد قدمت دعماً مشابهاً للمخرج جواو سالافيزا المولود في لشبونة وتحديداً لأول أفلامه الطويلة «جبل». كما أكد منتج الفيلم فرانسوا درتيماري على أهمية ملتقى قمرة في اتاحة المجال أمام «علاقات جديدة وتحديد سبل جديدة للتعاون».

وقالت أنوشا سويشاكورنبونغ، كاتبة ومخرجة فيلم «عند حلول الظلام» ان دعم المؤسسة لفيلمها التي تعمل عليه منذ ما يقارب الثلاث سنوات شكل «مفاجأة كبيرة» لها

وكان لسويشاكورنبونغ عدة اجتماعات مع العاملين في صناع الأفلام، بما فيهم وكلاء مبيعات، خلال قمرة. «طبيعة الفيلم، الذي تدور أحداثه في السبعينيات حول أحداث حقيقية لكن في اطار مقاربة خيالية لقصص متشابكة لعدة شخصيات، صعبة للغاية لذا أشكر مؤسسة الدوحة للأفلام على الدعم الذي قدمته». 

وقال ريمي بون أوم، مدير برامج فعالية أسبوع النقاد ضمن مهرجان كان السينمائي، ان اختيار مشروعات قمرة جيد جداً وأنه قدِم الى الدوحة رغم انشغاله بالتحضير لمهرجان كان «ليلتقي بصناع الأفلام ويجيب على أسئلتهم». كما قال أنه قبل عشر سنوات، كان غير العرب يمولون أفلام العالم العربي مما يعني ان «هذه القصص كانت تروى من وجهة نظر أوروبية وتتوجه الى جمهور أوروبي». وقالت ناديا دريستي، ممثلة عن الادارة الفنية لمهرجان لوكارنو السينمائي، بأن قمرة وفر منصة قوية للتعلم والتعليم عبر اتاحته الفرصة للتعرف على ثقافة صناع الأفلام في المنطقة وطريقة تفكيرهم.

وقال كاريل أوش من مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي ان المهرجان منتفتح أكثر تجاه السينما العربية وأن وجودها في قمرة غير من نظرة الصناعة اليها. «كنا في السابق نكتفي بعرض أفلام عربية عُرضت ضمن مهرجانات سينمائية دولية وبات الآن من الواضح ان ذلك غير كاف».

شارك روبرتو أولا، المدير التنفيذي لـEurimages، مع صناع الأفلام الصاعدين أبجديات الشؤون التجارية للانتاجات الدولية المشتركة في اطار جلسة تدريبية جماعية، مع التركيز على الجوانب القانونية.
وعرف أولا الانتاج المشترك بالانتاج الذي تتشارك الأطراف فيه بملكية حقوق الفيلم، كما شرح الاتجاهات المتغيرة للسوق الأوروبي. وتناولت جلسة تدريبية جماعية بادارة مستشارة كتابة النصوص كلاير دوبن تطوير حبكة الفيلم وشخصياته، حيث انقسم المشاركون الى ثلاث مجموعات عمل. وقالت ان جميع أفلام العالم العربي تطرح هموماً يتشاركها الناس حول العالم، الا ان البراعة تكمن في اظهار المنظور الشرق الأوسطي عليها. وشرحت دوبن كيفية التعريف بأبطال الفيلم وخصومهم، وتحديد أهداف ملموسة للبطل والتعريف بمخاوفه، ومراكمة الأزمات في بنية قصة الفيلم لحين لحظة انجلائها. وشهدت جلسات قمرة الصباحية مشاركة العاملين في صناعة الأفلام بوجهات نظرهم حول مختلف جوانب صناعة الأفلام. وتحدث كل من تيريسا كافينا وعلي الجابري وانتشال التميمي وأليس خروبي من مهرجان أبو ظبي السينمائي عن المهرجان وصندوقه الخاص سند لتمويل المشاريع السينمائية في مرحلة تطوير السيناريو ومراحل الانتاج النهائية.

وشرحت ناديا دريتسي من مهرجان لوكارنو السينمائي كيفية اطلاق مشروعات الأفلام في المهرجان، بينما تحدثت سافينا نيروتي من مهرجان فينيسيا السينمائي عن صناعة الأفلام في كلية بينالي السينمائية. كما تحدث بول بابوجيان من مؤسسة الشاشة في بيروت عن تمويل الأفلام الوثائقية العربية فيما تحدث حسام وهبة من مركز الجزيرة للتدريب والتطويرعن تدريب صناع الأفلام الوثائقية العرب. وقدمت جوانا فيسنت تفاصيل عن مشروع صناع الأفلام المستقلين، كما تحدث ميرساد بوريفاترا عن مهرجان سراييفو السينمائي. وشرح جورج غولدينستيرن من مسابقة السينيفونداسيون ضمن مهرجان كان عملية اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان، كما تحدث ماثيو درّاس عن تطوير مشروعات الافلام لدى برنامج Torino Film Lab.

النهار الكويتية في

11.03.2015

 
 

الدورة الرابعة تستضيف فرنسا وتكرم نعيمة المشرقي وعزيز سعد الله

أفلام مغربية وأجنبية جديدة في مهرجان مكناس للفيلم التلفزيوني

خالد لمنوري

تستعد مدينة مكناس لاحتضان الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم التلفزيوني، بالمركز الثقافي الفقيه المنوني وقاعة المعهد الفرنسي، من 13 إلى 18 مارس الجاري، بمشاركة أفلام تلفزيونية مغربية وأجنبية جديدة، تعرض لأول مرة بالمغرب.

تتميز دورة 2015، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتكريم الممثلين نعيمة المشرقي وعزيز سعد الله، في حفل الافتتاح، لما قدماه للشاشة الصغيرة من أعمال تلفزيونية ناجحة.

وأعلن المنظمون أن الدورة ستحتفي بالمشرقي وسعدالله، باعتبارهما وجهين تلفزيونيين أغنيا الساحة الفنية المغربية بالكثير من الإبداعات المتميزة، التي تركت بصمات في تاريخ الإنتاج التلفزيوني المغربي.

وقال محمود بلحسن، مدير مهرجان مكناس للفيلم التلفزيوني في ندوة صحفية عقدتها إدارة هذا المهرجان، إن اختيار الأسماء التي تحظى بالتكريم في هذه التظاهرة الثقافية الفنية، يعتمد على جملة من المقاييس، من بينها السن، وغزارة العطاء، والصيت الوطني.

وأبرز بلحسن أن الهدف من المهرجان هو تشجيع مبدعي الفيلم التلفزيوني على تقديم الأفضل. وأضاف أن ما يميز الدورة الرابعة للمهرجان هو تفضل جلالة الملك محمد السادس بإضفاء رعايته السامية عليها.

وتفتتح فعاليات الدورة الجديدة، حسب المنظمين، بعرض الفيلم التلفزيوني "الذئاب لا تنام" من إنتاج القناة الأولى وإخراج هشام الجباري.

كما تشارك القناة الأولى في المهرجان بـ"خيوط العنكبوت" لشكيب بن عمر، و"ألوان في المنفى" لمصطفى مضمون، و"عودة الماضي" لعبد الله العبداوي، أما القناة الثانية فتشارك بـ"أحلام مؤجلة" لعبدالرحيم مجد، و"ولكم واسع النظر" لحسن غنجة، و"بابا تكونيكتا" لفريدة بورقية، بينما تدخل القناة الثامنة غمار المنافسة بفيلمي "قف" من إخراج محمد بوزاكو وخالد معدور، و"الشرط" لإبراهيم الشكيري.

ويترأس الممثل المغربي محمد مفتاح لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، التي تتشكل من المخرج والممثل نوفل البراوي، والمخرج والسيناريست والروائي والمسرحي يوسف فاضل، والمخرجة والممثلة سناء عكرود، ومدير قناة أبو ظبي عيسى الميل.

واستمرارا لانفتاح المهرجان على التجارب العالمية المتميزة، تستضيف الدورة الرابعة فرنسا، باعتبارها وفقا لصناع الدورة الحالية "تجربة رائدة ومتميزة" على مستوى الفيلم التلفزيوني، إذ تنتج أزيد من 200 فيلم تلفزيوني سنويا.

ويسلط المهرجان الضوء على تجربة قنوات "فرانس تليفزيون" الرائدة في مجال الإنتاج الدرامي، خصوصا الفيلم التلفزيوني، فضلا عن تنظيم مائدة مستديرة حول تجربة قنوات "فرانس تيليفزيون" في الإنتاج الدرامي بمشاركة المنتج سطيفان سطرانو، والمخرجين إيرفي آدمار، ودومينيك لادوج، والممثل والمخرج وحيد شكيب، ومستشارة البرامج التخييلية فرانس كامو بقناة "فرانس 2".

الصحراء المغربية في

11.03.2015

 
 

«الدوحة للأفلام» تختتم الدورة الأولى من «قمرة»

أفكار وصداقات وآمال جديدة تنبأ بـ«عصر ذهبي للسينما العربية»

الدوحة ـ «سينماتوغراف»

«ضعوا أفضل المهرجانات والدورات التدريبية السينمائية في العالم في بقلاوة واحدة وستجدون قمرة»، هكذا لخصت صانعة الأفلام القطرية «هند فخرو» الحدث الجديد الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام حيث أختتمت فعاليات ملتقى قمرة أمس الأربعاء بعد ستة أيام من الجلسات التدريبية الفردية والجماعية والندوات الدراسية وجلسات العمل الصباحية.

وتفاءل صناع الأفلام القطريون المشاركون بفتح ملتقى قمرة أبواباً إلى فرص جديدة وتسهليه لهم الوصول إليها، سواء كانت تخص إمكانيات الإنتاج المشترك، أو استشارات حول قصص أفلامهم، أو مبيعات الأفلام وتوزيعها، أو المشاركة في المهرجانات السينمائية الدولية.

وفي المجمل، اختير 29 مشروعاً لصناع أفلام قطريين وعرب ومن حول العالم للمشاركة في ملتقى قمرة الذي أتاح لصناع الأفلام فرصة غير مسبوقة لتعزيز أطر التواصل بينهم وبين أكثر من مئة منتدب من حول العالم ومن العاملين في مختلف مجالات قطاع صناعة الأفلام. كما أتاح ملتقى قمرة للجمهور فرصة مشاهدة أفلام مميزة من أعمال الخبراء السينمائيين في قمرة الذين قدموا ندوات دراسية، إلى جانب عرضه مجموعة من أعمال أصوات جديدة في عالم السينما.

وخلال أسبوع قمرة، أتيح لأصحاب عشرة مشروعات قطرية قيد التطوير المشاركة في جلسات توجيهية فردية بعنوان«قابل الخبير السينمائي في قمرة» مع كل من غايل غارسيا بيرنال، وكريستيان مونجيو، وعبد الرحمن سيساكو، وإيليا سليمان، ودانيس تانوفيتش.

وفي خلقه فضاءً لعقد الاجتماعات ما بين صناع الأفلام، كانت أولوية الدورة الأولى من ملتقى قمرة طرح نموذج جديد في المنطقة لدعم جيل صاعد من المواهب من خلال «منصة حقيقة لتعزيز أطر التواصل» حسب الخبراء.

وسيظهر الأثر الحقيقي لقمرة خلال الأشهر القليلة القادمة بعدما يواصل صناع الأفلام العمل على مشروعاتهم مسلحين بعيون جديدة وذخيرة معرفية استقوها من الخبراء في صناعة الأفلام.

«سأمنح 150 بالمئة مما لدي» قالت فخرو وأضافت، «حيث سأُسخر كل ما استفدته من قمرة في خدمة مشروعاتي القادم». وقالت أن المدهش في قمرة هو إتاحته لها اللقاء بأبرز العاملين في صناعة الأفلام الذين يصعب الوصول إليهم في العادة، “أتيحت لي فرصة السؤال عن أي شيء يخص الأفلام، فهل من مكان آخر يتيح لي فرصة أن يدقق فائز بجائزة الأوسكار في سيناريو فيلمي؟».

وقالت فخرو أن أحداثاً كقمرة تسارع من وصول العالم العربي إلى«عصر ذهبي للسينما». «لم لكن لأحلم قبل عشر سنوات بالجلوس مع الخبراء هنا في الدوحة. ومما يساعد كثيراً هو فهم منظمي قمرة لإحتياجات صناع الأفلام».  وكان مشروع فيلمها «باريجات»، الذي تدور أحداثه حول إمرأة قطرية وهي تتصدى للتحديات التي تواجهها عندما تتولى إدارة شركة العطور العائلية، قد اختير ضمن مشروعات قمرة.

وقالت نورة السبيعي، التي اختير مشروع فيلمها «سراب» ضمن مشروعات قمرة، أن الملتقى كانت بمثابة «جسر بين السينما القطرية والعالمية». وفي تثمينها قمرة لإتاحته الفرصة للقاء بالخبراء والعاملين في صناعة الأفلام، قالت السبيعي أن قمرة «ترك علامة في تاريخ دعم تطوير الأفلام العربية».

وقال خليفة المريخي، صاحب مشروع فيلم «سحاب» عن مجموعة من الأصدقاء التائهين في الصحراء في بحثهم عن صقرهم الضائع، أن قمرة وفر منصة قوية للتعلم أكثر عن جميع جوانب صناعة الأفلام، لكن الأهم من ذلك هو إتاحته التبادل المعرفي حيث تعلم صناع الأفلام القطريون والخبراء الزائرون من بعضهم البعض. وقال أن عنوان الملتقى يلخص أهدافه، «نظرنا من خلال قمرة (كاميرا) إلى أنفسنا والآخرين كما نظر إلى الآخرون من خلال قمرة».

وفي حديثها عن تجربتها في المشاركة في قمرة، قالت شيخة آل ثاني صاحبة مشروع فيلم «النهر الأخير» الذي اختير ضمن مشروعات قمرة: «لقد كانت تجربتي عظيمة، حيث تعلمت الكثير من الكاتبين والمخرجين الآخرين كما تعرفت أكثر على جوانب الأفلام الفنية والتجارية بفضل المنتجين ووكلاء المبيعات والتوزيع، وعلى كيف يعمل عالم السينما.  لم أتوقع أن تكون هناك فرص كثيرة للتفاعل، وكان لي الشرف العظيم في لقاء مختلف الخبراء والتفاعل مع صناع الأفلام الآخرين. ومن الدروس التي تعلمتها خلال قمرة أن الكثير من الفرص ستتاح فقط لو ثابرنا في محاولاتنا. أنا فخورة لكوني جزء من ركب السينما العربية وهي تمضي إلى الأمام».

ووجد دافع البحث عن الذات، الذي يظهر في عديد من أفلام الخبراء السينمائيين المعروضة في إطار قمرة، صدى عند صناع الأفلام القطريين، حيث قال محمد المحميد «لم يكن الأمر كما لو أنني فقدت الصلة بجذوري»، الذي يروي مشروع فيلمه «قوة خارقة»  قصة أسرة مفككة في سعيها وراء السعادة. وأضاف «مكنني قمرة من التوسع بعالمي إلى ما هو أبعد مما تصورته». وقال أن الملتقى ساعده بطريقتين، «أولهما كان كيفية التعامل مع سيناريو الفيلم، وثانيهما التواصل مع ناس لم ألتقي بهم قبلاً في حياتي».

وقال عبد الملا، مخرج فيلم «شارع المطار القديم» الذي عُرض ضمن عروض أفلام أصوات جديدة في عالم السينما، واختير مشروع فيلمه «العيون الخضراء» عن معاناة مصاب بالغيبوبة ضمن مشروعات قمرة، أن أهم ما في ملتقى قمرة كان إتاحته المجال أمام التعرف على الجوانب غير الإبداعية لصناعة الأفلام، وهي جوانب كانت قد أتعبته في السابق وأضرت بصحته.

«كصانع أفلام، أود لو أركز فقط على فني وعلى الجوانب الإبداعية للعمل، إلا أن صناعة الأفلام لا تقتصر عليها حيث لا بد من فهم الجوانب الأخرى ، الأمر الذي من الممكن أن يكون مبعثاً للقلق وللتوتر. وبالنسبة لي، لطالما شعرت بأن ذلك يشكل عبئاً إضافياً، وفي قمرة تعلمت الكثير عن هذه الجوانب». ويأمل الملا أن يسهل كل ما تعلمه في الملتقى من حياته كصانع أفلام.

وعلى الجانب الإبداعي، نُصح الملا بتبسيط قصص أفلامه والعمل على جعلها تلقى قبولاً أكبر عند جميع الناس حيث تميل، حسب وصفه، إلى «التجريد»، إلا أنه سيحتفظ بحق اتخاذ القرار النهائي في هذا الخصوص وفق البنية والأسلوب اللذان ينوي اعتمادهما في رواية قصة فيلمه. وهنا، قال الملا، يكمن جمال قمرة. «أستطيع المحافظة على فرديتي وخصوصيتي كصانع أفلام، وفي نفس الوقت، سماع أراء متباينة ومغايرة».

وقالت مريم مسرواه، صاحبة مشروع فيلم «ليس أمامنا وقت» الذي يتناول قصة مجموعة من الأطفال وما يحل ببساطتهم عندما يكبرون، أن قمرة وفر منصة «لإجراء نقاشات معمقة مع الخبراء والاستفادة من ردود فعلهم، حيث التقيت بصناع الأفلام، والمنتجين، وخبراء السيناريو الذين نصحوني وساعدوني في الوصول إلى فهم أفضل لصناعة الأفلام».

وقالت هيفاء المنصور، مخرجة العمل الريادي «وجدة» الذي صورته بالكامل في السعودية، والتي تولت نصح وتوجيه أصحاب عدد من مشروعات قمرة، أن «الملتقى يمثل مجهوداً حقيقياً لزرع بذور سينما جيدة. اختيرت جميع المشروعات المشاركة بعناية وكثير منها من أعمال سيدات وتتناول قضايانا بشكل رائع، حيث أنها مستمدة من الحياة الحقيقة لمجتمعاتنا».

وأضافت، «قمرة مركز رئيسي للسينما في منطقة الخليج لتتقدم وتتطور. لم تكن الأفلام هنا في الماضي على مستوى عال ولذا أحجمت الجماهير عن مشاهدتها إلا أننا نأمل أن يتغير ذلك اليوم».

وكانت الكلمة الأخيرة لطالبات قطريات متحمسات لترك بصمتهن على الإخراج، حيث حضرت كل من عائشة الشماخ، وهيا الرامل، وعهود بني نصر، وشوق شاهين، من جامعة قطر عدداً من جلسات قمرة حيث استلهمن منها الرغبة في مواصلة العمل على مشروعات أحلامهن مسلحات بما تعلمنه.

ومن الدروس التي تعلمنها تحويل الأفكار إلى قصص لا تصعب على التصديق، وتصوير اللقطة المثالية، والاستفادة ليس من المخرجين فحسب بل من الممثلين من أمثال غايل غارسيا بيرنال، أحد الخبراء السينمائيين في قمرة، وأن الإبداع في الفيلم هو في العادة ثمرة التعاون والعمل الجماعي.

سينماتوغراف في

11.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)