كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

جون لوك غودار وسينما ما بعد الحداثة

أمير العمري*

 

يعتقد كثير من النقاد الغربيين -وينقل عنهم الكثير من النقاد العرب أيضا- أن السينمائي السويسري الفرنسي الكبير جون لوك غودار نموذج واضح لسينما ما بعد الحداثة.

وهم يستندون في ذلك إلى كون أفلامه -الحديثة بوجه خاص- تعتمد بدرجة كبيرة على الإكثار من استخدام التقابلات بين الصور التي تبدو غالبا متناقضة أو حتى متنافرة، وعلى التلاعب في استخدامه للصوت، وقطعاته السريعة من خلال المونتاج والتي تجعلك تنتقل من صورة إلى أخرى قد لا ترتبط معها بصريا بشكل مباشر.

كما أن غودار يحيل المتفرج أحيانا إلى أفلام قديمة، أي يدخل لقطات من أفلام أميركية بوجه خاص، من الأفلام الشعبية التي كانت تنتج في هوليود في ماضيها الذهبي، خصوصا ما يعرف بأفلام "حرف ب" رخيصة التكاليف.

ويستند هؤلاء هنا إلى اهتمام غودار في كتاباته -عندما كان يمارس النقد السينمائي قبيل ظهور "الموجة الجديدة" في فرنسا خلال ستينيات القرن الماضي- بالسينما الأميركية الشعبية.

كما يرى الكثير من النقاد أن غودار كان منذ بداياته منتميا إلى سينما ما بعد الحداثة، خصوصا في أفلام مثل "الصينية" و"المرأة هي المرأة" و"الخارجون"، ثم اتسعت نظرته ما بعد الحداثية تدريجيا إلى أن بلغت قمتها في أحدث فيلمين له وهما "فيلم الاشتراكية" و"وداعا للغة".

"ما بعد الحداثة لا تعني بالضرورة رفض الحداثة رفضا تاما باعتبارها نقيضا لها، بل تميل ما بعد الحداثة أكثر إلى توسيع رؤية الحداثة، مع التمرد في الوقت نفسه على أساليبها وأفكارها"

التمرد على الحداثة

أولا، يتعين القول إن ما بعد الحداثة لا تعني بالضرورة رفض الحداثة رفضا تاما باعتبارها نقيضا لها، بل تميل ما بعد الحداثة أكثر إلى توسيع رؤية الحداثة، مع التمرد في الوقت نفسه على أساليبها وأفكارها، وخصوصا ذلك الحس "اليقيني" العقلاني الواثق بما يجري في الواقع، أو تلك النظرة النقدية للواقع التي تميل بالضرورة إلى تناول الجانب السياسي.

وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكن القول إن غودار -الذي يعتبر من أكثر السينمائيين نقدا للواقع السياسي والاجتماعي في الغرب منذ أن بدأ الإخراج السينمائي أواخر خمسينيات القرن الماضي- مخرج لا يقيم وزنا للنقد السياسي، وهو الذي أبدى في أفلامه اهتماما كبيرا بالقضية الفلسطينية وبنقد إسرائيل، وجنح في فيلمه "الاشتراكية" مثلا إلى تحميل دول الغرب الاستعمارية ذنب ما يعرف "بالهولوكوست" اليهودي، ثم يقارن بينه وبين الهولوكوست الفلسطيني!

من أهم عناصر ما بعد الحداثة أيضا "موت المؤلف"، أي أن صانع العمل ينأى بنفسه عنه ويتركه للمشاهدين لتكوين رأيهم بشأنه دون أي تدخل منه، أو دون أن يكون عمله الفني مدفوعا بمشاعره ورؤاه الخاصة طبقا لتكوينه.

ورغم ما في هذه الفكرة من جاذبية نظرية، فهل يغيب غودار -المخرج المؤلف المفكر- عن سياق أفلامه، أم أنه في الحقيقة يعبر عن فكره النقدي وسخريته الحادة باستخدام الوسائل الحديثة للسينما بما في ذلك الفيديو وتعدد الشاشات ولقطات الأفلام القديمة، كما نرى مثلا في فيلمه الأحدث "وداعا للغة"، خصوصا أن غودار كان -بالمناسبة- مولعا بفكرة عجز اللغة وعقمها مع تعقد العالم الحديث منذ فيلم "المرأة هي المرأة" (1960)؟

كان الخلط بين الأساليب دائما أحد أسس سينما ما بعد الحداثة كما يتبين في أفلام المخرج كوينتين تارنتينو مثلا، حيث نشاهد الانتقال بين أسلوب فيلم الويسترن والفيلم الحربي والفيلم الكوميدي على طريقة "بستر كيتون" و"ميل بروكس"، مع التأثر بأفلام قديمة شائعة معروفة مثل "حدث ذات مرة في الغرب" و"مزيد من الدولارات" و"دستة أقذار".

فهل يهتم غودار بسينما القص واللصق على هذه الشاكلة لكي يقرّب الفيلم من الجمهور الشعبي العام كما يفعل ما بعد الحداثيون، أم أن أفلامه ما زالت تعتبر بكل المقاييس أفلاما نخبوية تكشف عن براعة صانعها وتعبر عن فكره؟

صعوبة أفلام غودار

يجد الكثير من نقاد الغرب أيضا أن أفلام غودار "من أكثر الأفلام صعوبة" في الاستيعاب والفهم، نظرا لانتقالاته المفاجئة الحادة المرهقة أحيانا للعين، خصوصا أن شريط الصوت يستمد وجوده من خصوصيته واستقلاليته بمعزل عن شريط الصورة، مما يستدعي الانتباه الشديد من جانب المتفرج لكي يلم بالفكرة من خلال إعادة رسم العلاقة بين الصورة والصوت، وهو أمر ليس سهلا بسبب التعاقب السريع للصور والأصوات.

لا يستخدم غودار في أفلامه فكرة "التلصص على الجنس" التي تعتبر ركنا مميزا في أفلام ما بعد الحداثة.

ونستطيع أن نلمح ذلك بوضوح في الفيلم الإسرائيلي الشهير "زيارة الفرقة الموسيقية" الذي كان يحاول تقديم صورة ما بعد حداثية للعلاقة بين المصريين (في زمن ما بعد الحروب) والإسرائيليين الافتراضيين من خلال تصوير علاقة حسية مباشرة، واستخدام الكثير من الرموز والاستعارات، مع العنصر المهم الآخر الذي يميز سينما ما بعد الحداثة وهو عنصر "السخرية من التاريخ"، وكأنه قدر غاشم يجب أن نضحك عليه ونرفضه ونقلل من شأنه.

فهل يسخر غودار من التاريخ، أم يتوقف في أفلامه الحديثة أمام مفارقاته وأحداثه العنيفة، لكي يدين الظلم والعنصرية والقسوة الإنسانية والاستغلال البشري والأنماط الاستهلاكية في مجتمعات الغرب التي لا تشبع.. وكلها أشياء صنعها الإنسان ورسخها ولم تفرض عليه فرضا؟

غودار يستخدم أساليب مختلفة في السرد، قد لا تنسجم مع الأساليب التقليدية المعتادة في رواية قصة تسير في مسارات محددة متوقعة سلفا -أو حسب الوصف الشائع "منطقية"- على الشاشة، بل يبتكر في أشكال السرد وإن ظل طيلة الوقت مرتبطا بشكل سردي، فهو لا يحطم ولا يدمر، وإنما يبتكر في إطار المحافظة على فكرة السرد نفسها.

يمكن القول أخيرا إن غودار -بلا شك- من أعظم السينمائيين "التجريبيين" في عصرنا، أي أنه يجرب في الشكل، ولكن دون أن يتنازل قط عن وجود "المضمون" في أفلامه.

إنه يصوغ المضمون صياغة جديدة تعتمد على رفض اللغة الشائعة التي أصبحت تعجز بنيويا عن تقديم صورة حقيقية صادقة لما يحدث في الواقع، أي أن ما يهم غودار أكثر هو الواقع: واقع التاريخ الإنساني، وواقع السينما أيضا. وهو بهذا المعنى، يغير السينما بالسينما، بعد أن عجز عن تغيير الواقع بالسياسة!

* كاتب وناقد سينمائي

الجزيرة نت في

10.03.2015

 
 

اكتشاف "قُمرة"

أحمد شوقي

بعد التنقل بين عدد من المهرجانات السينمائية العالمية والعربية والمحلية، يختفي عادة شعور الدهشة داخل نفس الناقد السينمائي، ويصبح لدى المتابع المنتظم توقعات مسبقة للفعالية التي سيحضرها، نادرًا ما يأتي توقع خاطئ. صحيح أنك تجد ما يُفاجئك من حين لآخر، فيلم مدهش أو فنان تكتشفه أو عرض ذو طابع خاص، لكنه في النهاية يبقى استثناءً لقاعدة يصعب نفي صحتها: لا توجد مفاجآت في عالم الأحداث السينمائية.

ما سبق رأي وشعور شخصي دعمته تجارب متتالية، المهرجانات والمؤتمرات وورش العمل تتشابه، على الأقل شكلاً، ويكون البحث دائمًا عن المضمون الذي يستحق عناء الترحال. لذلك فعندما يتم تنظيم فعالية جديدة على مستوى الشكل، فإنه أمر يستدعي الاهتمام، ويدفع المهتم لاتخاذ قرار مثل زيارة قطر في وقت لا تبدو فيه العلاقات السياسية بين مصر وبينها في أفضل صورها.

الفعالية هي "قُمرة"، التي يسميها البعض مهرجانا ويصفها آخرون بالملتقى، بينما لا تقول عنها المطبوعات الرسمية أكثر من أنها "أحدث مبادرات مؤسسة الدوحة للأفلام"، وهو التوصيف الذي ساعد في حالة الحيرة التي تنتاب كل الحضور تقريبا، فللمرة الأولى منذ أعوام نذهب إلى حدث سينمائي ونحن لا نملك حرفيا أي تصور عما قد يكون عليه شكله ومضمونه، بخلاف فكرة عامة جدا، تبدو جذابة لحد كبير.

الفكرة هي جمع أصحاب 29 فيلما قيد التنفيذ، 25 فيلما طويلا بين روائي وتسجيلي، وأربعة أفلام قصيرة، كلها أعمال أولى أو ثانية لمخرجيها، الذين يحضرون مع المنتجين، لتُنظم لهم "قمرة" أمرين، الأول هو اجتماعات مع أشخاص قد يكونون مفيدين للمشروعات، سواء ممثلو جهات تمويل قد تدعم الفيلم أو مهرجانات قد تتفق مبكرًا على ضمه لبرامجها، والثاني هو محاضرات مع خمسة من كبار صنّاع السينما حول العالم، ينقلون خبرتهم لأصحاب المشروعات، ويشرف كل منهم بشكل شخصي على عدد من المشروعات، التي تم اختيارها بناء على تماشيها مع ذوق الأستاذ ونوع السينما التي قدمها في مشواره، حسبما عرفت لاحقا من فاطمة الرميحي، المديرة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام ومدير قُمرة.

الأساتذة الخمسة الذين تم إعلان أسمائهم قبل شهرين أو أكثر هم المخرج البوسني دانيس تانوفيتش، صاحب دب برلين الذهبي 2013، المخرج الروماني كريستيان مانجيو، سعفة كان الذهبية 2007، المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، المرشح للأوسكار مؤخرا عن فيلمه "تمبوكتو"، الممثل المكسيكي الأشهر جايل جارسيا بيرنال (بابل، لا، تعليم سيئ)، وأخيرا الممثلة الإيرانية ليلى حاتمي، بطلة "انفصال" لأصغر فرهدي، والتي اعتذرت عن الحضور في اللحظات الأخيرة ليقوم بجدول أعمالها المخرج الفلسطيني إيليا سليمان، المستشار الفني للمؤسسة، في خطوة غير متوقعة ربما تكون في اعتقادي من حسن حظ أصحاب المشروعات، فصانع أفلام بحجم إيليا قد يكون أكثر إفادة من ممثلة مهما كانت موهبتها.

الفكرة تبدو إذن جذابة، وإن كانت متخصصة جدا ومرتبطة بالصناعة، الأمر الذي جعل قائمة الحضور من الإعلاميين لا تتجاوز 14 شخصا فقط، في سابقة فريدة من نوعها أن يكون هناك تجمع أو مهرجان، عدد صناع الأفلام فيه أضعاف عدد الإعلاميين. الأمر الذي جعلنا كإعلاميين نحذو حذو صنّاع الأفلام، ونحضر معهم الحلقات الدراسية للأساتذة، وبعض الاجتماعات التي يُسمح فيها بتواجد الإعلام، فهناك بالطبع اجتماعات خاصة ليست مفتوحة للحضور.

في محاضرته تحدث إيليا سليمان عن مشواره السينمائي، عن رحلة تحوله من شاب لا يكن إعجابا خاصا بالسينما أكثر من باقي الفنون، إلى صانع أفلام مثير للجدل يتعرض للهجوم من قبل من يشاهد فيلمه الطويل الأول "سجل اختفاء"، وصولا لتنصيبه من قبل الجميع، يتقدمهم من هاجموه من قبل واتهموه بالعمالة، كواحد من أهم صناع السينما ليس فقط في فلسطين أو المنطقة العربية، بل في العالم كله. ساعتين عن مشوار سينمائي يستحق الاحتفاء، على قلة أعمال صاحبه.

حتى لحظة كتابة هذه السطور تبدو الأمور جيدة، المحاضرات ممتعة، المقابلات الإنتاجية تتم بشكل لا يهدأ (من المقرر أن يبلغ عددها 250 مقابلة خلال خمسة أيام)، والتنظيم الجيد يتضح في كل التفاصيل. ويبقى المحك الحقيقي هو الفائدة النهائية التي سينالها كل مشروع، سواء بالعثور على تمويل أو على الأقل بالنصيحة الفنية، وهو أمر لابد أن يقوم به منظمو المهرجان قبل الجميع، يتابعون مشوار المشروعات ويعرفون من أصحابها مدى استفادتهم من التواجد في قُمرة، فإذا كان رد الفعل إيجابيا، فيمكننا وقتها أن نعلن عن انطلاق مبادرة حقيقية ـ وأصيلة في شكلها ـ لصالح السينما في المنطقة.

موقع (دوت مصر) في

10.03.2015

 
 

"نور الشريف" فنان السينما

محمود عبد الشكور

ليس "نور الشريف" مجرد مشخصاتى مجتهد أو عابر فى مسيرة السينما المصرية الطويلة، ولكننى اعتبرته دوما نموذجا لما نطلق عليه "فنان السينما" الذى يمارس التشخيص والإنتاج والإخراج، والذى يمتلك رأيا ورؤية عن مشكلات الصناعة وماضيها وحاضرها ومستقبلها، والذى يعرف كيف يقرأ ويحلل الأفلام القديمة والحديثة، فنان حقيقى أصقلت الدراسة والخبرة موهبته، وحافظت له على موقع متميز منذ النصف الثانى من الستينات من القرن العشرين.

ليس سهلا ما فعله نور فى مشواره الطويل، ولست محايدا بالقطع فى الحديث عنه، فهو أحد أوائل الممثلين الذين عرفناهم فى صبانا المبكر فى السبعينات، ونحن نكتشف عالمى التليفزيون والسينما، بل إن أول فيلم سينمائى شاهدته وأنا طفل فى دار العرض بمدينتى "نجع حمادى" كان من بطولة "نور الشريف"، مجرد فيلم هامشى فى مسيرته بعنوان "من البيت الى المدرسة"، بمشاركة نجلاء فتحى ومن إخراج أحمد ضياء الدين، ومن المسلسلات الأولى التى حفرت عميقا فى ذاكرة الطفولة حلقات "القاهرة والناس" بطولة نور وفاطمة مظهر وأشرف عبد الغفور ومحمد توفيق وكريمة مختار، لم أحب فى البداية أداءه وصوته العالى ومبالغته فى تحريك يديه مع كل جملة حوار تقريبا، ولم أحب أداءه فى عمل آخر من أعمال السبعينات بعنوان "واحترق القناع"، ما زلت أتذكر بعض مشاهده، وطريقة نور المسرحية، ولكن الطريقة التى تمكن بها هذا الممثل الذى تخرج فى معهد الفنون المسرحية من تطوير نفسه تستحق الدراسة بالفعل ، وقد ظلت عندى دوما شيئا عظيما ولافتا . أتذكر أمرا آخر من طفولتى، فقد قرات فى السبعينات صفحات هامة من مذكراته فى مجلة "آخر ساعة"، كانت تنشرها على حلقات الصحفية والناقدة "إيريس نظمى"، أدهشتنى صراحة الممثل الشاب الذى ينتقد نفسه، والذى يقول إنه مرّ بفترة ضياع كاملة بسبب النجاح المبكر، كان يترك الأفلام باستهتار، ويسافر الى بيروت، ليظهر فى أفلام تافهة، تراجع عن مكانته بعد مقاطعة المنتجين، ولكنه عاد بقوة بعد أن استعاد التزامه، أدهشنى حديثه عن تجاربه المبكرة فى معهد الفنون المسرحية، حكايته عن استخدامه للحركة البطيئة للممثلين فى مسرحية أخرجها قبل أن تستخدم هذه الحركة فى مسرحية "مدرسة المشاغبين"، حكاية غرامه مع بوسى التى شاهدها وهى صبية يافعه فى أحد الأفلام، فقرر أن يتزوجها، حديث نور عن "موعود"، أغنية "عبد الحليم "، التى استمع إليها بعد عقد قرانه على بوسى، وبالذات أصداء مقطع "وابتدى المشوار"، ما زالت هذه المعلومات محفورة فى عقلى رغم مرور كل هذه السنوات.

تغيّرت نظرتى لأدوار نور الشريف مع مراحل نضجه المدهشة، حتى طريقته فى الحديث كانت مختلفة، أتذكر أننى شاهدت له حوارا كان يحلل فيه طريقة أداء عبد الحليم حافظ لأغنية "أهواك" من الخمسينات الى السبعينات، فى حواراته المنشورة ما يكشف عن معاناة حقيقة بحثا عن طريقة للأداء أكثر بساطة، يتحدث مثلا عن أستاذين منحاه فى البدايات بعض المفاتيح: حسن الإمام الذى قال له : "قبل ما تقول الجملة بلسانك قولها بعنيك"، وسعيد مرزوق الذى جعل الممثلين على طبيعتهم، وكأن الكاميرا قد تسللت لتصورهم فى فيلمى "زوجتى والكلب" و" الخوف"، نور فى العملين يقدم نفسه بصورة أفضل بكثير لأنه تحت إدارة مخرج سينمائى كبير، لو تابعت المسافة الكبيرة بين خطواته الأولى وأدواره الناضجة كما فى "الكرنك" و" سواق الأوتوبيس" و"ليلة ساخنة" و"قلب الليل" و"دماء على الأسفلت" و"حدوتة مصرية" و"الإخوة الأعداء" و"آخر الرجال المحترمين" و"العار" و"ناجى العلى" و"بتوقيت القاهرة" ، لاكتشفت أن نور اشتغل بجدية ودأب ليقطع هذه المسافة ، ليس سهلا أبدا أن تعمل مع مخرجين متنوعين، وأن تحافظ على هذا المستوى الذى يعتمد على التحليل الواعى للشخصيات، وعلى تبسيط الأداء، مع اختيار سيناريوهات جيدة، إذ لا معنى أن تؤدى دورا لشخصية درامية مميزة ولكن فى سيناريو ردىء، وراء الإختيار دراسة ووعى هما اللذان جعلا نور يحافظ على تألقه رغم ظهور أجيال متتالية، ورغم أنه مر شخصيا بانتكاسة فى بدايته، كان يمكن أن تقضى عليه وهو فى أول الطريق.

الفنان الواعى بداخله هو الذى جعله يعترف بأقدار الآخرين فيقول إن محمود عبد العزيز يستحق جائزة أفضل ممثل عن دوره الإستثنائى فى "الكيت كات"مقارنة باجتهاد نور فى دور الأخرس بفيلم "الصرخة"، نور هو الذى رشح محمود ياسين للتكريم بدلا منه فى دورة جمعية الفيلم الأخيرة ، قال لمن اتصل به : " محمود أولى منى بالتكريم"، ونور هو الىذ منح فرصة الإخراج لأسماء جديدة هامة مثل محمد خان وسمير سيف، كان خان سينتج "ضربة شمس" من تحويشة العمر، ولكن نور تحمل مخاطرة الإنتاج، فى تجارب نورالتليفزيونية دور عظيم فى مسلسل بعنوان "أديب"، لا يتحمس لهذا الدور الصعب والمركب، ولايؤديه بمثل هذه البراعة سوى فنان مثقف وواع، ظل نور دائما يترجم حماسه الى مشروعات، لايكتفى بالأحلام، فى وقت مبكر من نجوميته قبل دور مفتش البوليس الأقل فى مشاهده فى فيلم "سونيا والمجنون"، لعبه باقتدار ورسوخ، أراد أن يقدم الدور على الشاشة الكبيرة بعد أن لعبه فى مسرحية بالمعهد، نور جهاز استقبال مذهل استفاد من كل الكبار الذين عمل معهم، لم يتوقف أبدا عن التعلم وتطوير نفسه، هذه هو سره البسيط، ودرس حياته العظيم.

التحرير المصرية في

10.03.2015

 
 

المهرجانات السينمائية في المغرب ترزح تحت وطأة التزاحم والتداخل

العرب/ محمد أشويكة

الرهان على الفن السابع في المغرب يعتبر غير كاف في ظل غياب إستراتيجية تتكامل فيها القطاعات والمؤسسات المعنية بتدبير الشأن الثقافي المغربي.

هل المغرب بلد المهرجانات السينمائية بالفعل؟ بالنظر إلى الكم الهائل منها والاختلاف الحاصل في موضوعاتها، وتوزعها على مدار السنة إلى حدّ التزاحم والتداخل، هذا السؤال يظل يطرح نفسه بإلحاح.

يحتضن المغرب كمّا مهما من التظاهرات السينمائية التي يصعب تصنيفها جملة تحت يافطة المهرجانات، ولكن بعضها ينضوي في سياق الملتقيات وما شابهها، فقد تجاوز عدد هذه الأنشطة ما يربو على الستين، إلا أنها لا تحظى بنفس الإشعاع والتأثير والمصداقية، سواء منها الدولي أو الوطني، القار أو العابر، المنتظم أو الذي يظهر ويختفي، المحترف أو الهاوي، الثقافي أو التجاري.

يصنف القرار المنظم للمهرجانات الصادر بتاريخ 19 سبتمبر 2012، والذي يحدد شروط ومعايير وطرق صرف دعم تنظيم المهرجانات السينمائية، هذه الفعاليات تصنيفا أبجديا يقسمها إلى ثلاث فئات كبرى “أ” - “ب” - “ج”، ويجعلها خاضعة للجنة تشرف على انتقاء ما يستحق الدعم منها محددة المبلغ “المناسب”، كما يضبط القرار أيضا آليات اشتغال اللجنة وطرق صرف الدعم.

ويحتضن المركز السينمائي المغربي كتابة اللجنة التي تتلقى الملفات، وتتأكد من استيفائها للشروط المنصوص عليها قانونيا، وتسهر على معاينة سيرها العادي واقعيا، وتزود اللجنة في بداية كل دورة أعضاءها بتقرير مفصل عن وضعية المهرجانات والتظاهرات.

ولا يكتفي المركز بالإشراف على تدبير السير العادي للمهرجانات السينمائية فحسب، بل ينظم أهمها كالمهرجان الوطني للفيلم، ومهرجان الفيلم القصير المتوسطي، ويمثله مديره في إدارة مهرجان مراكش الدولي للفيلم.

العديد من التظاهرات السينمائية تمر كالغيمة ولا تخلف إلا الخلاف والانقسام في بعض الأحيان

والأدهى من ذلك أنه يتحكم في تدبير جلها بشكل مباشر أو غير مباشر، فالإشراف لا يعني الحياد الكلي، وإنما بسط سلطة الدولة على المجال، كي لا يتمّ اختراقه من حيث المضامين والتوجهات.

ويتمّ هذا التحكم عن طريق تفاوت مبالغ الدعم والتمويل، أو ربما ولاء بعض المدراء، أو اقتراح من خلف الستار، أو العمل على تشجيع بعضها على حساب البعض الآخر، إذا لم يستطع التحكم في خطها وقيادتها، مما يجعل استقلاليتها أمرا غير مضمون.

وقد ساهم في تكريس هذه الوضعية هجنة تشكيلة اللجنة، فبعض من أعضائها عرف بانتماءاته الأيديولوجية الواضحة والتي أتت به إلى تقلد المهام بها، وبعض منهم لم نشاهده طيلة عقود في إحدى تلك التظاهرات، والبعض الآخر لم نعرف اهتماماته السينمائية إلا ادعاء، بينما ذوو المصداقية والثقة من أعضائها محاصرون في داخلها، ولا يمكن سماع أصواتهم وسط الجلبة.

كيف يمكن أن نتحدث عن مصداقية لجنة يقترحها شكليا المهنيون، ويختارها فعليا وزير الاتصال بعد أن يكتفي المركز السينمائي بدور الوساطة؟ أليس حريا بلجنة مستقلة ومحايدة أن يشكلها المهنيون، وتعكس البعد الثقافي للحركة “السينيفيلية” المرتبطة في عمقها بحركات حداثية ظاهرة الأصول والمبادئ؟

غياب الإستراتيجية

تندرج مهرجانات السينما في المغرب في إطار تنشيط الحركة الثقافية عامة ونشر الوعي السينمائي خاصة. إلا أن الرهان على الفن السابع وحده غير كاف، في ظل غياب إستراتيجية ثقافية شاملة تتكامل فيها القطاعات والمؤسسات المعنية بتدبير الشأن الثقافي المغربي، ولا سيما أن وزارة الثقافة، كما يبدو، لا تنخرط بشكل فعال في دعم الثقافة السينمائية ضمن سياق إستراتيجي واضح، ولا تفصل بين دعم إنتاج الأفلام ودعم ثقافة الصورة التي يشكل جهلها خطرا على الناس في الوقت الراهن.

السينما في المغرب لا يمكن أن تصبح حقلا سائبا يدخله الناس بعقلية تجارية محضة، خاصة بعد الاختراقات التي حصلت على مستوى الإنتاج والإخراج

تنشر في العديد من وسائل الإعلام المغربية والدولية ثقافة تساهم في التأثير على المخيال الجماعي بشكل ظاهر وجلي، تمويهي ومغالط، إذ تساهم المحتويات المرتبطة بالصورة في رفد العديد من الأفراد بشتى الأفكار المدسوسة في ثنايا الصور، وخاصة ما يتعلق منها بالأفكار والآراء الهدامة، والصور المغرضة ذات البعد التلقيني العقدي، ونشر طرائق الانحراف لدى عشاق الجرائم والقتل المرضي، وإنعاش هوس المتطفلين بما يسعفهم في تغذية ميولاتهم غير الطبيعية.

كل هذا يساهم في نشر اليأس والبؤس والتسطيح، وتكريس التبعية وقتل الحس النقدي وتنشئة النشء على قيم الهجنة، وخلط الواقع بالخيال.

لذلك لا بدّ من ضرورة التفكير -بعد التراكم الذي حصل على مستوى تنظيم الملتقيات السينمائية- في تطوير التجارب الجادة التي أخذت تترسخ في مفكرة التظاهرات السينمائية بالمغرب، كي تراعي شروط الفصل الموضوعي في ما بين أبعادها الثقافية والتربوية والتجارية والسياحية والسياسية والاقتصادية والترفيهية، وبالتالي، المساهمة في بلورة رؤية تخرجها من استنساخ غيرها، فقد أصبحنا نلاحظ نفس الوجوه ونفس الثيمات ونفس الأفلام.

وطفت على السطح فئة متطفلة لا تفقه في أوليات العمل السينمائي، ولكنها مستعدة للتصفيق وإبرام الصفقات (مهرجانات البزنس). نحن لسنا في حاجة إلى مهرجانات البروباغندا، وعلى المغرب أن يقطع نهائيا مع ثقافة المواسم الرخيصة التي أصبحت خلالها تظاهرات سينمائية كثيرة تعيد إنتاجها بمسحات معصرنة.

خلافات وانقسامات

يمكن الرهان على تظاهرات الهوامش (الراشيدية، إيموزار، زاگورة، آسا، بني ملال، الناظور، وجدة، الطنطان، گلميم..) التي تنتعش فيها العزلة، وتتنامى فيها مشاعر الإحساس بالغبن والإقصاء واللامساواة، فتنشأ فيها بؤر الاحتقان، وتتضاعف فيها مراتع الغلو والتطرف. ولا يمكن أن يضطلع بمثل هذه المهام، إلا ثلة من النقاد ورواد الأندية السينمائية والباحثين وعشاق السينما لأنهم الضامن الأهم للاستمرارية.

إن كل التظاهرات، مع استثناءات قليلة، تمر كالغيمة ولا تخلف إلا الخلاف والانقسام في بعض الأحيان، متناسية أن الهدف من هذه التظاهرات يكمن في إرساء ثقافة سينمائية ترفع اللبس عن ممارسة السينما كفن وتفكير.

تاريخ الحركة "السينيفيلة" داخل الأندية السينمائية في المغرب بات اليوم أشبه بنوستالجيا

كما يمتلك المشرفون عليها القوة الإقناعية التي تضغط إيجابيا على الجهات المعنية، بتسيير الشأن المحلي وإحراجها بغرض بناء قاعات للسينما والمحافظة على ما أغلق منها أو انهار، ودفعها إلى تحمل مسؤولياتها في خلق المرافق الثقافية والفنية داخل المدن، أو المناطق التي ترعى الشؤون العامة بها.

فلا يمكن أن تصبح السينما في المغرب حقلا سائبا يدخله الناس بعقلية تجارية محضة، خاصة بعد الاختراقات التي حصلت على مستوى الإنتاج والإخراج. نحن في حاجة إلى تظاهرات سينمائية حقيقية، لا سيما وأن تاريخ الحركة “السينيفيلة” داخل الأندية السينمائية بات شبه نوستالجيا، والجمعيات أو المؤسسات التي تشرف على إدارة المهرجانات هيئات مكلسة.

يظل الرئيس ومن معه على رأس هذه الجمعيات إلى أجل غير مسمى، ويدبر شؤون بعضها إداريون قد يكونون على صلة بدواليب الإدارة السينمائية، وقد يتحايل بعض مسيريها على اللجنة، دون مراعاة الشروط الأدبية والفنية للمساهمين في ندواتها ومدراء فقراتها، بدعوى ضعف الموازنات المالية.

وكثيرا ما يلاحظ عدم تطابق ما تتضمنه المشاريع مع الواقع، فضلا عن أن بعضها لا ينتج أية قيمة مضافة إلى ما سواه، ولا يحمل بعضها من صفة الدولية إلا الاسم. وهذا لا يعني أن مهرجانات أخرى جادة تستحق التنويه بجهودها، رغم حجم الدعم المرصود لها مقارنة مع غيرها، حيث يحصد مهرجان مراكش، مثلا، ما يناهز ثلثي الميزانية العامة (أحد عشر مليون درهم)، ويتقاسم الآخرون الباقي.

فيلم 'الطاغوت' تشريح درامي لروسيا المعاصرة

العرب/ نصيرة تختوخ

المخرج أندري زفياجينستيف يتناول في فيلمه 'الطاغوت' قضية الاعتداء على الحرية واحتقار حقوق الإنسان انطلاقا من معايشاته للمجتمع لفترة طويلة.

بيت كثير الزجاج والخشب قرب بحر بارنتس، وأسرة صغيرة مكونة من الأب نيكولاي (كوليا) والابن رومكا وزوجة الأب ليليا، وأحداث لا يرافقها الكثير من الموسيقى أو يصنعها ممثلون كثر، لكنها مصورة بفنية عالية وتجتمع في لقطات متلاحقة تبقي المشاهد متشوقا لمعرفة تطورها واكتشاف مآلها الأخير.

المخرج الروسي أندري زفياجينستيف يهدي السينما العالمية من خلال ”ليفياثان” (الطاغوت) الحائز على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان ”كان” 2014، والمتوّج بالغولدن غلوب والذي مثل روسيا في مسابقة الأوسكار 2015، ضمن قسم أفضل فيلم أجنبي دون أن يتحصل على جائزة، تحفة حقيقية شديدة المعاصرة تعكس فساد الواقع السياسي الروسي الذي يمكن إسقاطه على دول كثيرة، بل وأبعد من ذلك يمكن من خلاله تفهم حالة الانهيار الإنساني أمام وحش الفساد الذي يلمس كارثية وجوده من يجد نفسه في مواجهته.

فاديم عمدة المدينة يريد بيت كوليا والقطعة الأرضية من حوله، لاستغلالهما لمصالحه الخاصة، ومن أجل ذلك بإمكانه استخدام سطوته على رجال الأمن والعدل، والاستعانة بماله لاستخدام مستأجرين يعتدون جسديا على من يعترض طريق طموحه المادي.

الفيلم قوبل بانتقادات حادة، من بينها اتهامه بتقديم صورة سوداوية، وأنه يخدم البروباغندا الغربية ضد روسيا

يراه المشاهد ثملا ومتسلطا، ثم مستمعا ووديعا أمام رجل الدين، ناقما في مكتبه ومرافقا لحراسه الشخصيين في سيارته، ومنسجما مع الطقس الديني في الكنيسة.

روسيا بوتين المصغرة التي يصوّرها الفيلم، ليست تلك القمعية إلى حدّ التعذيب ولا تلك المستفيدة من طفرة اقتصادية، إنها روسيا “لوياثان” الفساد الذي لا يضره أن يؤذي أو يدمر الآخرين وحياتهم من أجل مصلحته.

يتغلغل الفساد ويصير أكبر من حقد رجل على رجل، أشرس من استخدام القانون في وجهه، خارج الفضيلة في المعتقد الديني وداخل المشهد العقائدي من أجل الصورة التي تناسب ظواهر الأمور لا جوهر حقيقتها.

ما يظهر في الفيلم أيضا إسراف في تعاطي المشروبات الكحولية، وعنف في التعامل اللفظي وانفلات للانفعالات في تعامل الأشخاص مع بعضهم البعض، يمكن من خلاله الإحساس بمزاجات متقلبة وغياب الارتياح العام وحالة تيه وسط الضغط.

يقول المخرج أندري زفياجينستف أن الفيلم الذي تعاون في كتابة السيناريو الخاص به مع رفيقه أوليغ نيغين، الذي يشتغل معه منذ ما يقارب الأربع عشرة سنة، لم يكن الغرض منه اتهام أحد، بل أتى انطلاقا من معايشاته وتأملاته للمجتمع لفترة طويلة ولسيرورة الأمور، وأن التحدي جاء بعد تعرفه على حكاية مارفين جون هييماير، حكاية الاعتداء على الحرية واحتقار حقوق الإنسان، وأنه شعر بحاجة ملحة لفعل شيء ما بطريقة مفصلة، بسيطة وموضوعية.

المخرج تعمد التصوير في طبيعة شديدة التميز، لإخراج الفيلم ومشاهده من الطابع العادي إلى استثنائية مدهشة تزيد من شدّ انتباه المشاهد

يضيف المخرج أن مارفين هييماير هو مماثل كوليا (نيكولاي) في الفيلم، وأنه أثناء تصويره للفيلم وإخباره أحد أصدقائه بالعنوان ”لوياثان”، عرّفه على كتاب “لوياثان” لطوماس هوبس الذي يعود للقرن السابع عشر، ويتحدث عن ميكانيزمات السياسة وعلاقتها مع الكنيسة، وقوة التحالف بينهما، وأن ذلك أعطى ثقلا وقوة أكبر للفيلم.

المخرج تعمد التصوير في طبيعة شديدة التميز، لإخراج الفيلم ومشاهده من الطابع العادي إلى استثنائية مدهشة تزيد من شدّ انتباه المشاهد، فتتراءى له خصوصية التفاصيل واختلافها كما أشاد بأداء الممثلين الذين رأى بعضهم في الأدوار حتى قبل أن يتقمصوها. تجدر الإشارة أن الفيلم تجدر الإشارة إلى أن الفيلم قوبل بانتقادات حادة في أوساط مناصري النظام الروسي، من بينها اتهامه بتقديم صورة سوداوية لروسيا، وأنه يخدم البروباغندا الغربية ضد روسيا.

'كابتن أميركا' يحل في ألمانيا

فريق 'كابتن أميركا' يستعدون لتصوير الجزء الثالث من الفيلم الذي يتناول قصة تحويل جسد رجل هزيل خلال الحرب العالمية الثانية إلى جندي خارق.

العرب/ برلين- ذكرت تقارير صحفية مؤخرا أنه من المنتظر تصوير مشاهد من الجزء الثالث من الفيلم الأميركي “كابتن أميركا” في ألمانيا خلال الصيف المقبل، ويشارك في هذا الجزء الممثل الألماني الأسباني دانيل برول أمام الممثل الأميركي كريس إيفانز.

ويعتزم “استوديو بابلسبرغ” في مدينة بوتسدام القريب من العاصمة برلين تصوير آخر فصل من مسلسلات شركة مارفل كومكس الأميركية.

ومن المنتظر أن يبدأ تصوير أحداث أجزاء فيلم “كابتن أميركا” مطلع أبريل المقبل في مدينة أتلانتا الأميركية، بعدها يتوجه طاقم العمل إلى بورتوريكو، وذلك قبل أن يتوجه إلى العاصمة الألمانية برلين في الصيف.

ويلعب إيفانز دور البطل الذي يحمل نفس اسم الفيلم، فيما يتوقع أن تلعب سكارليت جوهانسون دور الأرملة السوداء أمامه، فيما سيؤدي الممثل الألماني برول دور الشرير في الفيلم.

ويتناول الفيلم تحويل ستيف روجرز الرجل هزيل الجسد إبان الحرب العالمية الثانية، إلى الجندي الخارق كابتن أميركا للمساعدة في توقيف أحد مساعدي الزعيم النازي أدولف هتلر.وسيتولى الأخوان جو وأنطوني روسو إخراج الجزء الثالث من هذه السلسلة، ومن المنتظر أن يعرض في دور السينما في مايو 2016.

وحظي “كابتن أميركا: المنتقم الأول” استحسانا من النقاد، كما حقق نجاحا تجاريا كبيرا في 2011، جامعا أكثر من 370 مليون دولار حول العالم. وصدر جزء ثان بعنوان “كابتن أميركا: جندي الشتاء” في 4 أبريل 2014.

العرب اللندنية في

10.03.2015

 
 

خطة بديلة ... الانتقام طبق يؤكل بارداً

فيلم يحمل كل أخطاء وخطايا التجربة الأولي

مـاجــــــــدة خـــير اللـــه

لا أعرف علي وجه الدقة، عدد الأيام أو الساعات التي قضاها فيلم "خطة بديلة" في دور العرض السينمائي، ولكن أتصور أنه لم يستمر طويلا، فهو يحمل داخله أسباب فنائه! الفيلم يضم بين أبطاله أسماء تبعث علي الثقة، خالد النبوي وتيم حسن، وعزت أبو عوف، ولكن الغريب والمحزن حقاً أن وجود هذه الأسماء جعلنا نلتقط الطعم، ونعتقد أننا بصدد فيلم له قوام وهدف ومستوي فني مناسب، ولكن أسوأ الأعمال هي تلك التي تدعي الجدية، بينما محتواها ومستواها هو درب من دروب الهزل، والاستهانة!

اسم المخرج أحمد عبدالباسط، يتصدر الأفيشات لأول مرة، وكذلك كاتب السيناريو محمد علام، وهذا لاعلاقة له بمستوي الفيلم، فهناك كثير من المخرجين وكتاب السيناريو بدأوا أول  تجاربهم السينمائية، بأفلام ذات مستوي فني شديد التميز، ولكن فيلمنا هذا هو دليل علي حالة من عدم النضج وعدم الفهم لماهية السيناريو!

كثيرة هي الأفلام التي تعتمد علي "تيمة" الانتقام، وقد شاهدنا منها مئات الأفلام الناجحة بكل لغات العالم،  وستظل تيمة سائدة، ويخرج منها أعمال إبداعية كثيرة، فهي تضم الطرح الاجتماعي بالإضافة إلي أنها تحمل الكثير من مشاهد الحركة والأكشن، ولكن خطة بديلة أخذ من كل الأشياء قشورها فقط، حكاية الفيلم تدور حول محام ناجح ومحترم "عادل أبو الدهب" أو خالد النبوي، لكنه يتعرض إلي حادث يقلب حياته رأسا علي عقب، فعندما كان في طريقه هو وزوجته لقضاء أسبوع استجمام في منطقة ساحلية، يعترض طريقه ثلاث سيارات، يقودها ثلاثة شبان علي درجة  ملحوظة من الاستهتار واللاوعي، ويقوم الثلاثة بالاعتداء عليه بالضرب المبرح، وتبادل الاعتداء الجنسي علي زوجته الحامل "أمينة خليل" فتفقد جنينها مما يؤدي لوفاتها، هذا هو المشهد الأساسي أو الماستر سين، الذي سوف يفجر الكثير من المواقف ويصعد الأزمة، ولكن كيف تعامل المخرج مع المشهد،  سيارة المحامي تنطلق في الطريق الصحراوي، في ساعة من ساعات النهار، الطريق خال تماما، «مافيهوش صريخ ابن يومين،» ولا حتي حمار معدي غلط، ويظهر فجأة ثلاثة شبان يتسابقون بسياراتهم في الطريق، ثم يلمحون سيارة المحامي، ومعه زوجته فيطق في رؤوسهم فكرة الاعتداء عليه، وخطف زوجته، وعندما يقاومهم يوسعونه ضربا، ويتبادلون الاعتداء علي الزوجة!! الحكاية دي تاخدلها زمن قد إيه؟ أكيد مش أقل من نص ساعة، لا تظهر خلالها أي سيارة ولا عربية لوري ولا كلب معدي، كل هذا يتم في وضح النهار، حتي لم يفكر المخرج في أن يجعل المشهد منطقيا، فيصطحب الشبان الزوجة إلي مكان ناء بعيدا عن الطريق العام، كما يفعل المعتدون، لأ ده في وسط الشارع كده، وهم في منتهي الاطمئنان!

المهم يقرر المحامي أن يرفع قضية ضد الشبان الثلاث، وطبعا لابد أن تتوقع أنهم أبناء ثلاثة من رجال الأعمال الكبار، أصحاب السلطة والنفوذ، لزوم تعقيد الأمر، ويفاجأ المحامي المحترم "خالد النبوي" أن من يترافع مع الشبان المتهمين باغتصاب زوجته هو صديقه وزميله "تيم حسن" ولكنه يختلف عنه في أنه من وجهة نظر الفيلم محام بلا ضمير يمكن أن يقف مع الظالم إذا كان قادرا علي دفع أتعاب ضخمة، وحتي يعبر السيناريو علي أن هذا المحامي فاسد أو منحرف، يعمل إيه تفتكر؟ المسألة في غاية البساطة، يجعله يلوك لبانة طوال الوقت، حتي وهو يترافع أمام القاضي، وسوف يقفز إلي ذهنك، أحمد زكي في فيلم ضد الحكومة حيث كان يقدم شخصية محامي تعويضات فاسد،  طبعا الفيلم كان من إخراج عاطف الطيب رحمه الله، وسيناريو بشير الديك متعه الله بالصحة، وتأمل تركيب الشخصية وأسلوب الأداء هنا وهناك، حتي حركة الجسم وطريقة المشية، وهو مانطلق عليه لغة الجسد، التي يستخدمها الممثل للتعبير عن تركيبة الشخصية، وتكوينها الاجتماعي والنفسي، وليس عندي ثمة شك، علي الإطلاق في أن "تيم حسن"  ممثل موهوب بحق ولديه القدرة علي أداء مختلف الأنماط البشرية بنفس درجة الإجادة، وأعماله السابقة تشهد علي ذلك، خاصة في الدراما السورية، ولكني أراه هنا في فيلم "خطة بديلة" وكأنه يبذل جهدا خارقا للتعبير عن موقف، يمكن أن يقدمه ممثل آخر بنظرة من عينيه أو بلفتة، وهو مايدل علي أن المخرج لم تكن له أي سيطرة علي أداء الممثل، والحقيقة أن الأمر لايخص تيم حسن فقط، ولكن خالد النبوي أيضا فقد بدا وجهه بلاستيكيا خاليا من التعبير في كثير من المواقف، وطبعا لاتسألني عن أداء أمينة خليل ولا فريال يوسف!

أما كيف سارت خطة الانتقام، كما وضعها المحامي الشريف "خالد النبوي" فهي أن يذيق زميله المحامي "تيم حسن" من نفس الكأس ويتفق مع الشبان الثلاث أنفسهم، علي مهاجمة زوجة زميله المحامي وتصويرها أثناء اغتصابها، حتي يشعره بالمرارة، ويكسر رجولته، وكأن البلد مافيهاش غير هؤلاء الشبان الثلاث، الذين تخصصوا في اغتصاب زوجات المحامين، وعلي الجانب الآخر، يقوم خالد النبوي بتهديد القاضي الذي حكم ببراءة من اغتصبوا زوجته، بأنه سوف يفعل نفس الشيء مع ابنته، يعني الانتقام قائم علي تبادل الاغتصاب؟ وتبادل الفضائح، وتبادل السي ديهات! ولا مانع من ذلك، ألا أن كل هذه الأمور تتم في سذاجة وحالة من الهذيان والعبث، ولن تجد في الفيلم مشهداً تلمح فيه أي إبداع بصري، رغم أن مدير التصوير هو سامح سليم، آفة بعض الأفلام هو عملية التنميط ، فرجال الأعمال لا يفعلون شيئا في الحياة غير التفكير في إيذاء المحامي "خالد النبوي"، وكل المشاهد التي تجمعهم تجدهم جلوسا علي الأرائك في حالة ثرثرة عقيمة، أما المحامية فريال يوسف التي استعان بها خالد النبوي فهي تحاول أن تلقي شباكها عليه، وكأنه الرجل الوحيد في العالم! طبعا يزيد الأمر سوءا وعبثاً أن تكتشف في النهاية أن زوجة خالد النبوي لم تمت كما ادعي وأوهم الجميع!! رغم أنه أصدر لها شهادة وفاة، ولا تسأل لماذا ادعي موتها، ولا تسأل عن أي تفاصيل أخري، فالحكاية كلها خارج المنطق، وطبعا من باب أولي لا تسأل ماهي الخطة البديلة، لأنك لاتعرف أصلا ماهي الخطة الأساسية!!

سامح حسين: مصر مش بلد شهادات

مسرحية «أنا الرئيس» تطالب بإسقاط نظام «الواسطة والمحسوبية»

محـمـــــــــد خـضــــــــــير

شايلاني ليه من حسبتك  ومخلياني صفر مرمي عالشمال .. حرماني من حنيتك ومن كعاني مشرباني قسوتك .. ده أنا نفسي أنور سكتك بدل مابنخبط في بعض في عتمتك .. ليه اللي بايع تشتريه وبتسمعيه وتريحيه وتكرميه وتعظميه وليه لقلبي بكل وعد بتوعديه يطلع يا غاليه كلام عيال ... بهذه الكلمات يُسدل الستار علي العرض المسرحي " أنا الرئيس" الذي يلقي الضوء علي العديد من المشكلات التي تواجه الشباب في ايجاد فرصة عمل أو تحقيق ذاته حتي ولو امتلك أعلي الشهادات والدرجات العلمية. ويؤكد بطل العرض سامح حسين علي أنه يخوض تجربة صعبة بكل المقاييس لأنه يتحمل عبئا ومسئولية كبيرة تخص شريحة كبري في المجتمع وهم الشباب الذين يعانون لتحقيق ذاتهم ، وسط الصراعات التي تمزق الوطن. يري سامح أن العرض يبرز كفاءة الشاب المصري وباستطاعته أن يكون عضوا فاعلا في المجتمع اذا منحت له الفرصة لذلك دون واسطة أو محسوبية .

أحمل رسالة الشباب للحكومة «عاوزين فرصة»

·        هل استطاع العرض أن يقوم بتوصيل هذه الرسالة إلي الجمهور ؟

ـ أعتقد أن العرض استطاع في هذا الوقت القصير أن يبعث بالدلائل والإشارات فكرتنا ورسالتنا القوية ، والجمهور استوعب ذلك وأتمني أن تصل الرسالة إلي المسئولين للاهتمام بجميع الكفاءات وأن تكون هي الواسطة الحقيقية وليس لاعتبارات أخري ومجاملات شخصية ، وأناقش من خلال العرض هموم شاب الأول علي دفعته وتشاء الظروف أن يتولي منصب رئيس لإحدي المؤسسات لمدة 72 فقط .

·        ألا تري أن الشخصية التي يقدمها " عصام كمال " لعب الحظ دورا لأن تتولي هذا المنصب فهل كل الشباب في حاجة لمثل هذه الصدفة التي غيرت من حياته؟

ـ أغلب جيلنا في حاجة لفرصة حقيقية لتتحول حياته 180درجة، وكثير من الخريجين يفتقدون لهذه الفرص ويبحثون عن مصدر حقيقي للدخل ولا يجدونه إلا من خلال الهجرة وهي التي أصبحت حلم حياتهم حتي قبل إنهاء مراحل تعليمهم ، ومن هنا جاء دورنا لإلقاء الضوء علي كل هذه المشكلات .

·        إذن فإن كلمات أغنية "صفر علي الشمال" كانت اصدق دليل علي وصف حال الشاب المصري ؟

ـ بالتأكيد واستطاع المؤلف خالد الشيباني أن يعبر عن ذلك بهذه الكلمات التي نختتم بها العرض وتصف حال جيل بأكمله يعاني إيجاد فرصة عمل تعينه علي صعوبات الحياة.

·        وكيف تري حال مسرح الدولة في الفترة الأخيرة ؟

ـ من خلال مشاركتي الأخيرة في العرض المسرحي أنا الرئيس أعتقد أن رؤيتي ووجهة نظري اختلفت لمسرح الدولة الذي بدأ يتعافي من جميع النواحي سواء الإمكانيات أو الموضوعات فجميع مسارح الدولة باتت شاغرة بالعروض المأخوذة عن نصوص جيدة إلي جانب مشاركة عدد كبير من النجوم وعودتهم مرة أخري لأبي الفنون وتحديدا مسرح الدولة.

·        هل سيظل مسرح الدولة وجهتك ومقصدك خلال الفترة المقبلة أم سيكون للقطاع الخاص حظ لتقديم أحد العروض من خلاله؟

ـ النص الجيد وفريق العمل هما أساس هذه المشاركة فأنا دائم البحث عن الموضوعات الجديدة وغير المستهلكة التي تجذبني وتجذب الجمهور للعرض الذي يتجاوب معه ويخرج من المسرح وهو مستمتع فنيا.

·        وهل لمست ذلك من خلال خشبة المسرح الكوميدي وعرض مسرحية أنا الرئيس؟

ـ بكل تأكيد وتجاوب الجمهور مع العرض لم يكن بالشكل الطبيعي لدرجة أننا استعنا ببعض الكراسي الخاصة بكافتيريا المسرح لأن القاعة كانت كاملة العدد طوال أيام العرض.

·        لافتة كامل العدد هل كنت تتوقعها؟

ـ إطلاقا ولم أتوقع هذا الكم من الإقبال خاصة في الأيام الأولي للعرض وكنت أتوقع أن يكون الإقبال ضعيفا خاصة في ظل الأحداث التي تمر بها البلاد ، إلي جانب هروب الجمهور من المسرح ، لكن كانت المفاجأه الحقيقية هو التزايد المستمر لجمهور العرض يوما تلو الآخر.

·        من الواضح أنك وجدت ضالتك من خلال المسرح الكوميدي؟

ـ هذا صحيح وساهمت الفنانة عايدة فهمي مديرة المسرح علي إنجاح العرض وخروجه للنور بتوفير كافة الإمكانيات وتسخيرها لنا والدليل علي ذلك الحضور الجماهيري الكبير ، كما أن العرض تم صياغته بشكل جيد من خلال الإعداد المعاصر للرواية والتي قدمها لمسرح بهذا الشكل صديقي المخرج محسن رزق.

·        اللي ضحك علي الحكومة هو النص الأصلي والذي تم تحويله مؤخرا إلي أنا الرئيس فما هو مدي التغيير؟

ـ عندما عرض علي المخرج محسن رزق فكرة تقديم عرض مسرحي طلبت منه أن نكون تحت مظلة كاتب كبير ونعرض رؤيته من خلال العرض  وبعد عدة مشاورات استقرينا علي هذا النص وقمنا أنا والمخرج بالعمل عليه بالإعداد وتبادل الأفكار والرؤي حتي خرج العرض بهذا الشكل، وقمنا بحذف مشهد بأحد الكباريهات لأنه لم يتناسب مع طبيعة العرض واستبدلناه بمشهد حفلة تنكرية، وضربنا عصفورين بحجر واحد لأن الجانب الكبير من جمهوري الأطفال.

·        ولماذا تقول إن جمهورك العريض من الأطفال؟

ـ المسرحية للكبار طبعا ولكن من حسن حظي أن لي جمهورا عريضا وقويا من الأطفال ، ويحرصون علي حضور العرض، ولا تخلو ليالي العرض من وجود نسبة كبيرة من الأطفال ، فقررت بالاتفاق مع المخرج أن نهتم بهذا النشء ونقدم لهم «اسكتش» خفيفا من خلال الملابس التي تحمل بعض الشخصيات الكرتونية .

·        هل كان لك حسابات قبل خوض هذه التجربة؟

ـ حساباتي كانت واحدة من خلال قناعاتي بالفكرة والموضوع الذي نقدمه، واحترامي الشديد لجمهوري هو الذي جعلني أختار الموضوع بعناية شديدة ، ولن أدع مجالا أن يتم اتهامي بأنني فقدت احترامي لنفسي واتجهت لتقديم الأعمال الهابطة ، فدائما أبحث عن الأعمال الجيدة التي تحمل قيمة وترضي الجمهور .

·        يحظي هذا العرض بإقبال جماهيري كبير فهل عامل الجذب هنا الأبطال أم النص االمقدم ؟

ـ المسرح والنتيجة واحدة ، لأن الجمهور الأسري عاد مرة أخري للمسرح، وسعيد جدا بهذه العودة التي أعادت للمسرح عافيته مجددا ، ولم يصبح المسرح مقصدا للشباب فقط كنوع من قضاء الوقت ، لكن أصبحت الموضوعات التي ينتجها البيت الفني للمسرح عامل جذب قويا بعيدا عن الإسفاف والابتذال.

·        يؤخذ علي عدد كبير من الفنانين ابتعادهم عن المسرح في مقابل عمل درامي رمضاني فهل هناك نية مبيتة للهروب من خشبة أبي الفنون لفضاء الدراما التليفزيونية ؟

ـ لن يحدث لأنني عاشق للمسرح وطالما هناك إقبال جماهيري وحماس شباب ونصوص جيدة واهتمام بكيانات المسرح فلن أغادره وسأظل أقدم عملا مسرحيا عندما يتاح لي ذلك.

مسرح الدولة بدأ يتعافي وأنتظروا الأفضل.

آخر ساعة المصرية في

10.03.2015

 
 

في فيلم سينمائي

أنتوني هوبكنز يحيي أشهر جرائم هولندا

24 - القاهرة - محمد هاشم عبد السلام

بدأت قبل يومين، في دور العرض الأمريكية والبريطانية، أولى العروض التجارية لفيلم الإثارة والتشويق والجريمة الجديد للمخرج دانيال ألفريدسون، بعنوان "اختطاف السيد هاينكن"، إحدى أشهر الجرائم التي نُفِذَت في تاريخ هولندا في ثمانينات القرن الماضي.

يروي فيلم "اختطاف السيد هاينكن"، من بطولة النجم أنتوني هوبكنز بدور فريدي هاينكن، القصة الحقيقية التي وقعت عام 1983 لأحد أكبر بارونات مصانع الجعة في هولندا، وصاحب اسم ماركة الجعة الشهيرة والمعروفة في أنحاء العالم باسمه.

والفيلم إنتاج هولندي بلجيكي إنجليزي مشترك، وناطق بالإنجليزية والألمانية، ويمتد زمن عرضه لساعة ونصف تقريباً، وتم تصويره في هولندا من أجل إضفاء الكثير من المصداقية على أحداث الفيلم.

ويتناول الفيلم، الذي كتب له السيناريو ويليام بروكفيلد عن تقرير صحافي نشره الكاتب الهولندي بيتر دي فريس، قصة الاختطاف والتدبير لها وتنفيذها، وذلك على يد مجموعة من الأقرباء والأصدقاء، 5 على وجه التحديد، يعملون معاً في مجال أعمال التشييد والبناء، ويمرون بإخفاق تلو الآخر، ويعانون من ضائقة مالية، ومشاكل متعلقة بواضعي اليد الذين يسكنون ممتلكاتهم وفشلوا في إخراجهم منها، وأخيراً محاولتهم الحصول على قرض من البنوك لتسيير أعمالهم، لكن المحاولة تبوء بالفشل.

ويفكر زعيمهم كور فان هوت بالحصول على المال عن طريق اختطاف الثري فريدي هاينكن، وطلب فدية مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحه، لا سيما أنه بمفرده دائماً دون حراسة خاصة، باستثناء سائقه الأمين دوديرر، ومن أجل تنفيذ الخطة يلجأ الخاطفون لسرقة أحد البنوك الصغرى لتمويل عمليتهم، ثم ينجحون بالفعل في اختطاف هاينكن وسائقه، بالرغم من أنهم ليسوا خاطفين محترفين، ولا حتى مجرمين بالسليقة.

وبالفعل يستطيعون إيهام الشرطة الهولندية بأنهم جماعة مسلحة إرهابية كبيرة تابعة لمنظمة "بادر ماينهوف" الألمانية الإرهابية، لكن خطتهم التي دبروا لها بحيث تنتهي بعد أيام قليلة تنقلب رأساً على عقب، فتطول مفاوضاتهم مع الشرطة لأسابيع، ويضيقون ذرعاً ببعضهم البعض وما اقترفوه من أخطاء غير احترافية أثناء عملية التنفيذ.

ويبدأ السيد هاينكن، المحبوس في مخبأ سري منعزل، في التلاعب بهم والنيل من أعصابهم والسخرية منهم كلما سنحت له الفرصة، ومطالبتهم بتلبية احتياجاته الخاصة، مثل تناوله الدائم للطعام الصيني، وبعد فترة طويلة من الوقت، يُطلق سراحه عقب دفع فدية مالية ضخمة وصلت إلى 35 مليون جيلدر هولندي.

شرط دعم الدولة للمنتجين

السبكي رداً على وزير الثقافة المصري: لا مانع من إنتاج أفلام هادفة

24 - القاهرة - ياسين إبراهيم

رداً على التصريحات الأخيرة التي أطلقها وزير الثقافة المصري الجديد عبدالواحد النبوي ضمن إحدى مقابلاته الإعلامية، والتي هاجم من خلالها المنتج السينمائي محمد السبكي، وطالبه بإنتاج أفلام هادفة والتخلي عن أفلامه التجارية التي تهدف للربح فقط، أكد السبكي عدم وجود أي مانع في التجاوب مع دعوته، شرط أن تتضامن الدولة معه ومع باقي المنتجين.

وجاء ذلك الرد عبر الحساب الرسمي للمنتج السينمائي على موقع "فيس بوك"، قائلاً: "رداً على السيد وزير الثقافة وسعياً وراء إعادة الحياة للسينما المصرية التي كانت قوة مصر الناعمة والحصن القوي للانتماء والوطنية..يشرفني اهتمامكم بي سيادة وزير الثقافة ويشرفني التجاوب المخلص مع التوجه العام في مصر الآن، فنحن في حاجة إلى صحوة حقيقية، فالسينما تقود المجتمعات إلى المستقبل".

وتابع: "لذلك وحرصاً مني علي التضامن والمشاركة في مستقبل جديد يعيد لمصر أمجادها الفنية فإنني أرحب بمقابلة سيادتكم في الوقت الذي تحددونه".

وأضاف: "كما أنني أرغب بشدة في التعاون معكم ومناقشة الطريقة التي تدعم الصناعة لتخرج من كبوتها، ولكي أزيل الشبهة التي تلتصق دائماً بصناع الأفلام وهي الرغبة والسعي نحو الربح فقط، فأنني على استعداد لصنع أفلام لها أصول أدبية أو مضمون قومي ووطني".

وأوضح: "ولكي يحدث النجاح المرغوب يجب أن يتضامن دور الدولة مع المنتج المصري لترتقي صناعة السينما التي سبقت دولاً كثيرة في أوروبا، ولكي نعيد أمجادها الاقتصادية فقد كانت السينما الدخل القومي الثاني بعد القطن".

وأنهى: "أخيراً فإنني كمصري قبل كوني منتجاً مصرياً، مستعد للمشاركة في الحلول لكي نزيل المعوقات والإهمال الذي أصاب جسد السينما كله".

موقع (24) الإماراتي في

10.03.2015

 
 

'الجزيرة الدنيا' الإسباني يفتتح الدورة 21 و"الوهراني" الجزائري في الاختتام

66 فيلما تتنافس على جوائز مهرجان تطوان الدولي لسينما المتوسط

خالد لمنوري

أعلن منظمو مهرجان تطوان الدولي لسينما المتوسط، أن الدورة 21 المقرر تنظيمها من 28 مارس الجاري إلى 4 أبريل المقبل، ستشهد عرض 66 فيلما، من أصل 345 فيلما توصلت بها لجان الاختيار، في كل من سينما "إسبانيول" وسينما "أبيندا" وقاعة المعهد الفرنسي بمدينة تطوان.

ستتميز الدورة 21 من المهرجان، الذي يعد من أهم وأقدم التظاهرات السينمائية بالمغرب، بعرض 12 فيلما في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، و12 شريطا في مسابقة الفيلم القصير، و15 فيلما وثائقيا، و12 فيلما في فقرة التكريمات، و6 أفلام في فقرة استعادة، و7 أفلام في فقرة "عروض أولى"، التي ستقدم خلالها أفلام تعرض لأول مرة في المغرب، فضلا عن فيلم الافتتاح وفيلم الاختتام.

وقال أحمد حسني، مدير المهرجان، إن الفيلم الإسباني "الجزيرة الدنيا" للمخرج ألبيرتو رودريغيز، سيفتتح فعاليات الدورة، التي ستختتم يوم 4 أبريل بعرض الفيلم الجزائري "الوهراني" لمخرجه إلياس سالم، مباشرة بعد حفل توزيع الجوائز.

وأبرز حسني أنه جرى اختيار الفيلم الإسباني "الجزيرة الدنيا" لافتتاح الدورة باعتباره من أهم الأفلام التي أنتجتها السينما الإسبانية، أخيرا، وحصل على عشر جوائز من أصل 17 جائزة غويا للسينما الإسبانية في مدريد، من بينها جائزة أحسن فيلم، وجائزة أحسن ممثل لخافيير غوتيريث، الذي يحل ضيفا على مهرجان تطوان، كما حظي الفيلم بجائزة أحسن سيناريو، وجائزة أحسن ممثلة واعدة للممثلة الشابة نيريا بارغوس.

وأضاف أن اختيار الفيلم الإسباني يعكس، أيضا، العلاقات القوية بين مهرجان تطوان والسينما الأندلسية، التي كرمت في تطوان خلال العديد من المناسبات، كما أن هناك تعاونا  بين مهرجان تطوان ومهرجان ملقة والمجلس الحكومي الأندلسي.

أما الفيلم الجزائري "الوهراني"، فاختير للاختتام باعتباره من أهم الأفلام الجزائرية، إذ شارك في الدورة الأخيرة من مهرجان "كان" السينمائي، وتوج بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان السينما المتوسطية في بروكسيل، كما توج مخرجه إلياس سالم بجائزة أفضل مخرج عربي، خلال الدورة الأخيرة من مهرجان أبو ظبي السينمائي، وبجائزة أحسن ممثل في مهرجان الفيلم الفرانكفوني لأنغوليم بفرنسا.

وبخصوص الإكراهات التنظيمية، أبرز حسني، في تصريح لـ "المغربية"، أن المنظمين يبذلون كل ما في وسعهم لاستمرار المهرجان، الذي يعد من أقدم التظاهرات السينمائية بالمغرب (تأسس عام 1985)، ومن أبرز المهرجانات في الضفة الجنوبية من حوض البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن المهرجان عانى في دوراته السابقة "بعض الإكراهات التنظيمية الخارجة عن إرادة المنظمين، بسبب عدم تحمل بعض الجهات المعنية مسؤوليتها في دعم الدورة 20، التي لم تتجاوز الميزانية المرصودة لتنظيمها 115 مليون سنتيم"، رغم أن المهرجان يستقبل كل سنة حوالي 180 ضيفا رسميا، بينهم 75 ضيفا أجنبيا، من 16 دولة متوسطية، وتابع أشغاله أزيد من 40 إعلاميا وصحافيا مهنيا، ينتمون إلى 8 دول متوسطية، هي المغرب، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وتونس، ومصر، وفلسطين، والجزائر، مع مواكبة يومية للقنوات والفضائيات التلفزيونية ووكالات للأنباء. كما أن المهرجان يمنح 13 جائزة في مختلف المنافسات تبلغ قيمتها 360 ألف درهم.

الصحراء المغربية في

10.03.2015

 
 

القناص الأميركي.. رواية الحدث من جانب واحد

كاظم مرشد السلوم

لم تأت الانتقادات التي وجهت لفيلم المخرج كلينت ايستوود "القناص الأميركي" اعتباطا، خصوصا من قبل الكثير من الأميركيين، الفيلم الذي يحكي قصة القناص الأميركي الأشد فتكاً في التاريخ، طرح وجهة نظر أحادية، لما جرى من أحداث في العراق إبان تواجد القناص كريس كايل هناك، ولم يتطرق الفيلم إلى وجهة النظر الأخرى، وجهة نظر المواطن العراقي الذي كان ضحية لحرب لا إرادة له فيها، ليقتل هذا القناص وكما يتبجح بذلك 160 عراقيا، يصفهم بالوحوش.
الفيلم قد يختلف عن بقية الأفـلام الأميركية التي تقدم البطل الخـارق، لهدف سياسي معين، كـون قصـة الفيلم تعتمد على رواية القناص الحقيقي كريس كايل، ومن ثـم فإنـه بطـل موجود وحقيقي، وليس من صنع الخيال السينمائي كما أراد صانعو الفيلم، معتبرين أن ما قام به كريس كايل هو دفاع منطقي عن أفراد مجموعته من الجيش الأميركي الذي كان برفقتهم، وان هذا الأمر شكل له معاناة نفسيـة كبيرة، وهو عكس الواقع لأننا بالرجوع الى روايته، لا نجـده يعاني من مطاردة أرواح ضحايـاه بـقـدر ما نجده متبجحا، يفتخر بكـل ما فعـلـه.

الحكاية

في ولاية تكساس، هناك أب لطفلين يريد منهما أن يكونا أقوياءً وألا يترددا في ضرب من يتعرض لهما، أحد هذين الطفلين هو "كريس كايل" قام بدوره الممثل برادلي كوبر، المهـيأ نفسيا للعـنف، الفيلـم يستعرض تطـور غريزة العنف لديه/ مشاجرات مع الاولاد، تدربه على الرماية، تقريعه لأخيـه .

هذا السلوك العنيف بما يتضمنه من طاقة كبيرة، يدفع كريس للتطوع في البحرية الأميركية كمجال لتفريغ هذه الطاقة، الفيلم يسندها إلى مشاهدة كريس لتفجير برج التجارة وبعض الأحداث ضد مقرات السفارات الأميركية، اختبار المارينز، يؤهله للعمل كقناص مع قوات المارينز التي تقاتل في العراق، خصوصا ان والده سبق وان دربه على الرمي في مزرعتهما عندما كان يافعا، الواجبات التي يكلف بها هي حمايـة القطعـات التـي تداهـم بيـوت بعض العراقيين على الأرض، يقتـل بلا رحمـة، حتى عندما يعـود الى بلاده فـي إجـازة يستعجـل العـودة الـى ساحة المعركـة، حيث استساغ مهمة قتل المدنيين الذي يشكلون خطرا على قواته حسب رأيه، على الرغم من اعتراض زوجته على عودتـه غير المـبررة، إذ يحـق له عدم الالتحاق كـونه متطوعا وليس جنديا يؤدي خدمته العسكرية الإلزامية، كـل ذلك يؤكـد تنامـي غريـزة القتـل لديه، ليصل عـدد المدنيين الذين قتلهم إلى 160 شخصا .

تنتهي الحرب ويعود الى بلاده ليعمل  بالتدريب في ميادين الرمي، ليقتل على يد جندي، يقال إنه مختل نفسيا، وربما يكون السبب غير هذا او أكبر منه.

جدل بشأن الفيلم

الكثير من الأميركيين لم يقتنعوا بالفيلم على الرغم من أنه حقق أرباحا عالية في شباك التذاكر، بلغت نحو 321 مليون دولار.

مخرج الأفلام الوثائقية مايكل مور قال عبر إحدى تغريداته: "قُتل عمي على يد أحد القناصين في الحرب العالمية الثانيـة، نحن نعلم أن القناصين جبنـاء لأنهـم سيطلقـون عليـك النـار مـن الخلف، القناصون ليسوا أبطالاً، وكونهم غزاة يجعل الأمر أسوأ.

المنتـقدون الآخرون جاء انتقادهـم بعد قـراءة السيرة الذاتيـة لكريس كايـل الـذي كتبها بعد تقاعـده مـن الجيش حيـث تبجح بالكـثير من الأمـور، منها قيامـه بقتل أكـثر من 30 لصاً أثناء إعصـار كاتريـنا، وضربـه لشابين حاولا سرقـة سيارتـه، لـذلك لـم يكن استقبالهم للفيلم بالجيد، اللجنة الأميركيـة العربيـة لمناهضة التمييز قالت إن "إصدار الفيلـم أدى إلـى زيـادة موجـة التهـديـدات ضد العرب والمسلمين فـي الولايـات المتحـدة". 

اللجنة وغيرهـا اتهموا كلينت إيستوود بالربط غير الصادق للعراق بهجمات 11 أيلول، البعض اعتبر ان الفيلم يحتفي بثقافة الأسلحة وتعزيـز العشق الأعمى للجيش"، كذلك ان الفيلم وسمعة كايل مبنية على مجموعـة مـن انصاف الحقائق، والخرافـات والأكاذيب.

المؤيدون للفيلم كان لهم رأي مغاير، كون الفيلم يقدم معاناة الجنود الأميركيين الذي يعبرون المحيطات دفاعا عن الأمة الأميركية ودرء الخطر الذي يمكن أن يهددها أينما وجد.

معرفة الرأي الآخر

كان بإمكان المخرج كلينت ايستوود أن يأخذ وجهة نظر الطرف الآخر للحكاية، المواطـن العراقي، لاسيما أن الفيلم يعنيه، وضحايا القناص كريس كايل هـم مواطنون عراقيون، عبر طرح العديد من التساؤلات، رأيه في الحرب، الاحتلال، وغيرها، حتى لا يضطر ايستوود الى تبني وجهـة نـظر واحدة ويراهن عليها، فالحكاية أو القضية، أي قضيـة لا تكتمـل دون معرفـة وجهـة نظر طرفـي الحكايـة، الواقعـة، لكن كان لكلينت ايستوود - رأي آخر، أو انـه لا يريد أصلا معرفة الرأي الآخـر أو وجهة النظر الأخرى كونـه غير معني بها، حتى ولـو أثر ذلك فـي مصداقيـة حكاية الفيلم ودرجـة نجاحه.

الصباح العراقية في

10.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)