كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

«أيام بيروت السينمائية» الثامنة..

سينما المعاناة السورية والقهر الفلسطيني

نديم جرجوره

 

تُكافح «أيام بيروت السينمائية» من أجل استمرارية وجودها في المشهد الثقافي ـ الفني اللبناني. تُصرّ على مقارعة التحدّيات القاسية، كي يبقى لبيروت مهرجان سينمائي عربي. تريد كسر المألوف في المهرجانات المحلية، فتختار السينما العربية عنواناً، وتتحرّر من وطأة المنافسة والمسابقات، وتحاول أن تجد دائماً ما يُعينها على تنظيم دورات تُقام مرة واحدة كل عامين. بين 12 و21 آذار 2015، تُقيم دورتها الثامنة في صالة سينما «متروبوليس» (مركز صوفيل، الأشرفية)، بالإضافة إلى مكانين آخرين يُضافان إلى الصالة الرئيسية هذه: «سينما سيتي أسواق بيروت»، حيث تُقام حفلة الافتتاح التي يتخلّلها عرض «تمبوكتو» للموريتاني عبد الرحمن سيساكو، بحضور الممثل الرئيسي فيه إبراهيم أحمد، و «فندق سمولفيل» (بدارو)، وفيه، بالإضافة إلى ورش عمل ولقاءات، برنامج «أيام كلاسيكية»، المتضمّن تكريماً للممثلتين الراحلتين اللبنانية صباح والمصرية فاتن حمامة، بعرض فيلمين للمصري هنري بركات: «القلب له واحد» (1945)، وهو أول ظهور سينمائي لصباح، و «أفواه وأرانب» (1977) أحد أجمل أفلام الثنائي بركات ـ حمامة.

الـ«أيام» نافذة للسينما العربية الحديثة الإنتاج، تتيح للمهتمّ مشاهدة بعض عناوينها المنتجة في بلدان مخرجيها، أو في دول الاغتراب. تنويع ضروريّ، واختبارات بصرية، وقراءات درامية وجمالية لأحوال أناس ومجتمعات. «الحدث العربي» بمكوّناته التخريبية والدموية العنيفة، حاضرٌ روائياً ووثائقياً. أبرز العناوين وأهمها: «ماء الفضّة، سوريا ـ صورة ذاتية» للثنائي أسامة محمد ووئام سيماف بدرخان. هناك أيضاً «سلّم إلى دمشق» لمحمد ملص، و «العودة إلى حمص» لطلال ديركي، و «رسائل من اليرموك» للفلسطيني رشيد مشهراوي، و «شباب اليرموك» للفرنسي أكسل سالفاتوري ـ سينز، و «أنا مع العروسة» للفلسطيني خالد سليمان الناصري والإيطاليين غبريال دل غراندي وأنتونيو أوغليارو، و «الرقيب الخالد» للسوري زياد كلثوم. الأول جَمعٌ للقطات مُصوّرة بتقنيات مختلفة، وبناء بصري يصنع من الموت نشيداً للحياة، ويخوض معركة الصورة في مواجهة القتل والتعذيب، ويفتح أفقاً فنياً لنقاش حول معاني التصوير والسينما والحياة والهجرة والعيش على التخوم المخيفة للخراب. الثاني يدخل منزلاً دمشقياً يضمّ شباباً سوريين من طوائف وطبقات اجتماعية مختلفة، في ظلّ الخراب نفسه الحاصل في الجوار، كي يروي فصولاً من حكاية الفرد ـ الإنسان في مواجهة قدره ومخاوفه ورغباته وهواجسه، وكي يقول شيئاً عن قسوة الانقلاب المدوّي في المسار الحياتي للسوريين. الثالث متابعة لحكاية حمص عبر 3 شباب: الرياضي عبد الباسط (حارس مرمى سابق للمنتخب السوري للشباب في كرة القدم) والناشط الإعلامي أسامة الحمصي، والمخرج نفسه، الذي يروي تفاصيل رحلته في الجحيم الذي يُصنع يومياً في حمص. الرابع عبارة عن رسائل من مخيّم اليرموك، ملتقطة في لحظات صعبة، ومنحازة إلى الحياة في مواجهة الموت. الخامس متعلّق بالمخيّم نفسه، عبر شباب يحكون عن الهجرة والحياة والانفعالات. «أنا مع العروسة» يروي قصص 5 مهاجرين سوريين وفلسطينيين إلى ميلانو، تمهيداً لانتقالهم إلى السويد. الفيلم الأخير ينطلق من سؤال: ماذا يحدث حين يجد السينمائيّ نفسه جندياً في معركة طاحنة؟ إذ إن المخرج نفسه يُصبح رقيباً مجنّداً في إحدى المعارك الطاحنة في فصول الخراب السوري (المليحة، غوطة دمشق الشرقية).

هناك أفلام أخرى أيضاً، اثنان أردنيان: «المجلس» ليحيى العبدالله («السفير»، 29 كانون الأول 2014) و «ذيب» لناجي أبو نوّار («السفير»، 29 كانون الثاني 2015): الأول حكاية مدرسة صغارٍ يمارسون حقّهم في الانتخاب، ويكشفون بعض البؤس المعتمل في بيئة ومجتمع ومؤسّسات. الثاني حكاية الصبيّ ذيب ورحلته في الحياة بحثاً عن خلاص وعن لقاء مع الذات والعالم (تبدأ عروضه التجارية اللبنانية في 19 آذار 2015). و3 فلسطينية: «عيون الحرامية» لنجوى النجّار و «رُوشمْيا» لسليم أبو جبل («السفير، 31 كانون الأول 2014)، و «المطلوبون الـ 18» للفلسطيني عامر الشوملي والكندي بول كوان. في الأول، حكاية مناضل يعود بعد غياب بحثاً عن ابنته. في الثاني، متابعة سينمائية دقيقة لحكاية الزوجين العجوزين يوسف حسان وآمنة في مواجهة قرار بلدية حيفا بإزالة كوخهما في الوادي لإنشاء نفق. الثالث محاكاة ساخرة تمزج الوثائقي بالتحريك، وتروي قصّة أبناء مدينة بيت ساحور أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى (تدور الأحداث في العام 1988)، الذين يشترون 18 بقرة لصنع الحليب، قبل أن تنقضّ عليهم قوات الجيش الإسرائيلي. لكن الحكاية أبعد من هذا وأعمق، لتوغّلها في يوميات أناس يُتقنون المواجهة ولا يهابون القمع ويعرفون معنى الحياة.

هذه نماذج. البرنامج يتضمّن عناوين عديدة، بعضها مفتوح على أسئلة السينما والصورة والحياة والتفاصيل، وبعضها الآخر مهموم بالذاتيّ في التعامل مع الكاميرا.

السفير اللبنانية في

09.03.2015

 
 

زوم

بيروت تتحدّى بـ «تمبكتو» وبعروض تحترمها الرقابة...

بقلم محمد حجازي

ثلاثة أيام فقط وتشاهد بيروت الشريط العالمي: «تمبتكو» الذي صوّره الموريتاني العالمي عبد الرحمن سيساكو في مالي عن العبث والتخريب الذي طال الآثار والمؤلفات والموروثات على يد التكفيريين... سيساكو صوَّر أول فيلم عن الموضوع وتجرّأ على إقتحام الميدان رغم كل المحاذير، واحترمه العالم من خلال الدورة الأخيرة لمهرجان كان، ونال عدة «سيزارات» مؤخراً في العاصمة التي يعيش فيها باريس.

«تمبكتو» عبر إلى العرض، من دون إقتطاع أي مشهد منه، وكأنها بركة لعودة مهرجان أيام بيروت السينمائية بعد غياب عامين ونصف العام بسبب ظروف البلد والمنطقة، وها هو يعود تحت عنوان يمجّد الحرية والإنسان، في الدورة الثامنة من المهرجان..

لكن «تمبكتو» واحد من مجموعة أفلام منعتها المنطقة وسمحت بها الرقابة في لبنان، واعتبرتها لا تمسّ بالممنوعات إطلاقاً، كما أن إمكانية مشاهدتها سراً متاحة من خلال قراصنة هم الأقوى على تأمين نسخ كاملة من سوق مزدهرة وبألف ليرة للـ «سي دي»، يعني بأقل من دولار واحد، ومنها: قناص أميركي، للمخرج كلينت إيستوود والذي ثارت ضده بعض الأقلام العربية متهمة إياه بأنه يمجّد قتل الجنود الأميركيين للمواطنين العراقيين، بينما هو في الواقع قراءة شفافة لواقع الندم الأميركي على العديد من الجرائم المرتكبة وبعضها من قناصي التجربة والذين نرى منهم برادلي كوبر في شخصية تقول إنها ملتزمة بأوامر الجيش، فيما زوجته لا تكف عن القلق والمطالبة بأن يترك تلك الساحة لأهلها وتدعوه للعودة إلى بيته وعائلته لأنها لا تريد خسارته.
كذلك كانت حال الفيلم «الإيروتيك» (Fifty Shades of Grey) الذي صوّره المخرج سام تايلور جونسون في فانكوڤر - كندا، ولعبت بطولته جيمس دورنان والجميلة جداً داكوتا جونسون (إبنة: دون جونسون وميلاني غريڤيث)، وعلاقة عاطفية أرادها شاب ثري مع شابة جميلة وفق نزواته الخاصة جداً، الاستعراض كان لجسد المرأة وليس للفعل العاطفي نفسه، مما يعطي الشريط قدرة للدفاع عن نفسه في هذه الخصوصية التي تفصل بين نموذجين من اللقطات على الشاشة، وجاءت النتيجة إحترام الرقابة لتوجّه الفيلم وعرضه كاملاً، بإستثناء أن الاعتراضات لم تأتِ من جهة لبنانية عليه، بل كانت رقابة الإخوان العرب هي الحاضرة، فاقتطع منه في عدة بلدان، ومُنع في أخرى، أما بيروت فشاهدته كاملاً من دون حركات إستعراضية من أي نوع.

إنها تحية أخرى نوجّهها للرقابة عندنا، في وقت عرف عنا في هذا البلد كم نحن لا يعجبنا شيئا، ونادراً ما سمعنا كلاماً إيجابياً عن السلطة عندنا، أو عن بعض الهيئات العاملة، أمنية كانت أم إجتماعية أم سواها، ولو أن المجال يتيح لنا توسيع الدائرة لتشمل الخشبات لكانت النماذج لا تحصى.

نقول كل هذا وحرصنا على صورة بيروت لا يتبدّل. نريدها كما يراها الجميع في الداخل والخارج، مدينة متوازنة، حضارية، تتلقى نتاج شطري العالم وتهضمه في أعماقها ثم تعبّر عنه في برمجه لقاءاتها ومهرجاناتها وندوات الفكر فيها، لاعبة الدور المعروف عنها والمنوط بها.

وإذا كانت أستوديوهاتنا، والعديد من المرابع والمواقع السياحية تعجّ بفرق تصوير للسينما أو التلفزيون، فهذا دليل إضافي على الحرية المتاحة، حيث لا يرفض طلب للتصوير في معظم الأماكن إلا تلك التي فيها حساسية أو خطر، وهذا يشمل اللبنانيين والعرب والأجانب.

إن على عاصمتنا أن تحافظ على هذا الهامش الطيب، الرحب، الذي لطالما ميّزنا عن محيطنا، إلى حد القول ان القناة التي عمل عليها وإفتتحها في المنامة مؤخراً لم يحتمل حريتها أحد، لكنها لو فعلت هنالك من لبنان لإختلف الأمر، فكل منابرنا، وفضائياتنا مفتوحة للبنانيين والعرب، والكل يعرفون أن ما يقال في بيروت أو ما يسمح به عندنا لا يتاح في أي مكان آخر، فلطالما كانت بيروت موئل الحرية والواحة التي تستريح فيها الأفكار، وإن تناقضت أو تضاربت.

ولنا في المناشدة المستمرة لمرجعياتنا الرسمية الأمنية والسياسية إبقاء الهامش الموجود للحركة والقول، وإعلان الأفكار الجديدة، تحت سقف إحترام القوانين المرعية الإجراء، ما يعتبر ضمانة لهذه الخصوصية اللبنانية التي لا شبيه لها في دنيا العرب، وهذه فضيلة الحرية لتي نتمتع بها ونتمسّك بها ولا نريد لها ضعفاً أو قصوراً أو تخاذلاً

عروض

«سيرينا» دعامة متينة لحضور جنيفر لورانس

«كيج» في شريط ضعيف مع الصين.. و«سلمى» تكرِّر زميلاتها...

سلمى حايك في شريط «أكشن» بعنوان (Everly) على شاشاتنا في 92 دقيقة، تعرضه الشاشات الأميركية منذ 23 كانون الثاني/ يناير 2015، بإدارة المخرج جو لينش عن سيناريو لـ يال هانون وقصة للاثنين معاً... وحدها سلمى تقاتل، تقتل، تنتصر على كل الرجال... ومعها جنيفر بلانك، إيروس سيرتيك، توغو إيغاوا، كارولين شيكيزي، هيرويوكي واتانابي وغبرييلا رايت.

فيلم صغير آخر (Outcast) لـ نيكولاس كيج (غالين) مع هايدن كريستنسن (جايكوب) يديرهما نيك باويل عن سيناريو لـ جيمس دورمر، في إنتاج صيني - أميركي، صوّرت مشاهده في بكين. عرضته ماليزيا لأول مرّة في 26 أيلول/ سبتمبر 2014. وعلى مدى 99 دقيقة نواكب أجواء من تاريخ الصين عن خلاف عائلي أثّر على سلالة إحدى الأميرات التي ثار على ذويها أحد الأقارب، وهربت مع شقيقها وحيدين لتجد «جايكوب» في حمايتهما وهو قارع كتيبة كاملة لمنع الجنود من القضاء عليه لأخذ الأميرين معهم.

عمل متواضع، هزيل، غير جاذب يجعلنا نتساءل لماذا يقبل نجم بمثل هذه النماذج؟!

{ (Serena):

وإن كان هذا الفيلم يحمل تاريخ العام المنصرم 2014 إلا أنه من النماذج الجيدة التي يتكامل فيها عنصر التمثيل والإخراج والنص المتماسك لـ كريستوفر كيل مقتبساً إياه عن كتاب لـ رون راش.
الفيلم صوّر في تشيكيا وتعرضه الصالات الأميركية في 26 شباط/ فبراير الماضي. وعلى مدى 109 دقائق نشعر بأن العمل ممسوك وحوار بشكل رائع مع المخرجة الدانماركية سوزان بيار المولودة في كوبنهاغن عام 1960 (لها: عالم أفضل 2010، بعد الزواج 2006) ومعها 7 مساعدين، فيما «الكاستنغ» (جينا جاي) رسا على الرائعين برادلي كوبر، وجنيفر لورانس، في شخصيتي: بامبرتون، وسيرينا.

هو يمتلك أرضاً يستغل أخشابها ومعه عشرات العمال ويرفض بيع الأرض إلى أحد المتموّلين لبناء منتزه، أنجب طفلاً من نادلة إعتادت حمل الطعام إليه في مكتبه لكن الأمر ظل سراً، وتدخل على الخط الجميلة جداً «سيرينا» وسرعان ما يتواجد المناخ الداعم لعلاقة قوية بينهما أوصلتهما إلى زواج سريع، وحمل لم يدم بعدما أجهضت، وتزامن ذلك مع إكتشاف «سيرينا» أن لـ بامبرتون طفلاً من النادلة، وهو ما يجعلها تغضب كثيراً، وتعمل على مسار: كيدهن عظيم، وتقوم بقتل المرأة التي آَوَتْ الطفل وأمه، وتعمل على التخلص من الفتاة، مما يدفع بامبرتون لمحاولة خنق سيرينا، وهو يذهب إلى إبنه والنادلة تاركاً سيرينا التي تشعل المنزل الذي تقيم فيه لتنهي حياتها بطريقة دراماتيكية.

الفيلم جيد شارك في باقي أدواره: ريس ايفانز، توبي جونز، ديفيد دانسيك، شون هاريس، آنا أولارو، كيم بودنيا

دعوى

إستئناف...

لم يفلح المنتج محمد السبكي في جعل غرفة صناعة السينما تتراجع عن قرارها بوقفه عاماً عن العمل ووقف إنتاجه بالكامل بسبب ما سمّي «تدنّي أسلوبه» في نقد سياسات غرفة صناعة السينما تلفزيونياً بوجود الراحل محمد حسن رمزي.

قرار مستغرب، فقد كان ممكناً معاقبته بطريقة أخرى، بجعله يدفع مالاً مثلاً ولماذا وقف عمله؟! وهو أكثر الذين يعملون على الساحة رغم ما يطاله من ملاحظات كون أعماله من نوع «الهلس»، وهي لطالما حضرت في الثمانينات ولم يمنعها أحد

نقد

(Chappie): «روبوت» ذكي تعلَّم عادات البشر

ساعتان مثيرتان تقدّم فيها «باتل» على «جاكمان»...

لم تزل الأشرطة كثيفة على شاشاتنا، مع تنويعة جاذبة تؤمّن لجميع الأذواق مشاهدة مؤكدة، ومن ضمن هذا المناخ يحضر الشريط الجماهيري جداً (Chappie) للمخرج نايل بلومكامب الذي كتب النص مع تيري تاتشيل، لوضعنا في عالم «الروبوتات» لكن في مواقف ظريفة، متتابعة، وجاذبة من دون الإعتماد على حضور الممثلين وإن يكون في مقدمتهم هيو جاكمان (ڤنسنت)، حيث نفاجأ أنه ليس البطل الفعلي، فالدور الأبرر هو للممثل الهندي ديڤ باتل (ديون) الذي عرفناه بطلاً لشريط: Slumdog Millionaire، ويُعطى هنا الدور الأول كصانع «روبوت» ذكي ومتميّز يدعى «شابي» في واحد من أكبر المختبرات العلمية في جوهانسبرغ (جنوب أفريقيا) حتى تتمكن قوى البوليس من الإعتماد عليه في القبض على المطلوبين بسرعة.

«شابي»، عنده طموحات وأمنيات، يناقش، يطلب، يشعر، عنده أجواء خاصة به كأنه بشري عادي، وبدا كما لو أن التنافس بين بطلي الفيلم: جاكمان وباتل، موجود في سيناريو الفيلم. فالشخصيتان موجودتان في المختبر العلمي الرسمي وهما في حال تنافس. فنسنت يحاول إقناع المسؤولة الأولى ميشيل (سيغورناي ويڤر) بوقف مشروع ديون لأنه غير مجدٍ مما دفع هذا الشاب لأن يحمل «شابي» ويخبأه في مكان آمن يصعب تصوّر وجوده فيه، لدى مجموعة عبثية من اللصوص الصغار.

ورغم أن فنسنت تعقَّب ديون وعرف بوجود «شابي» في المكان، فإن المشكلة كانت في أحد اللصوص الذي علّمه كيف يمشي الرعاع، وكيف يضع مسدساً على خصره، وكيف يسرق، ويهدد ويتوعد، إلى آخر مفردات القاموس الشوارعي، وحين التنفيذ نجح «شابي» في سرقة سيارتين حديثتين قاد إحداهما بسرعة جنونية، وحين وصل باتل راح يقنعه بأنه لم يصنعه فقط من أجل الأعمال الأمنية والشريرة بل لكي يحمّله رسالة إنسانية إيجابية.

وفي تطوّرات متلاحقة تعرّض «شابي» للإهانة والضرب وتحرك بعدها هذا المخلوق وأخذ بثأره، خصوصاً عندما قررت ميشيل بإيعاز من ڤنسنت القضاء على «شابي» وأخرجت من المستودعات «الروبوت» الأصلي العملاق والذي سقط بعدها بالرصاص رغم ضخامته ونجا «شابي» والتحق بصانعه ديون الذي كان فعلياً بطل الشريط متجاوزاً النجم جاكمان.

ساعتان جميلتان مع الفيلم الذي أدار مؤثراته الخاصة والمشهدية الخبيران: ماكس بولمان، وكريس هارڤي، وأدى دور «شابي» بالصوت شارلتو كوبلاي

تحية 
إلى مطر..

مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا أنهى عرض 13 فيلماً فلسطينياً يوم الجمعة الماضي بندوة حول القضية في السينما، أدارها المخرج حسين القلا وشارك فيها: سيّد مشهراوي، عرب لطفي، وطارق الشناوي. وأهديت التظاهرة إلى روح الفنان الراحل منذ أيام غسان مطر.

عيد ميلاد ليلى، المر والرمان، لما شفتك، على أجسادهم، ظل الغياب، أرض الحكاية، ناجي العلي، وصفة حب، حبيبي بيستناني عند البحر، حفنة تراب، غريبة في بيتي، كزهر اللوز، فدوى شاعرة من فلسطين، هي الأفلام التي عرضت

اللواء اللبنانية في

09.03.2015

 
 

مشاهدون: النجم الهوليوودي مازال قادراً على إدهاشنا

ويل سميث يعود بعد غياب بـ «تركيز»

المصدر: علا الشيخ - دبي

أعاد المخرجان غلين فيكارا وجون ريكوا، النجم ويل سميث، بعد غياب سنوات، إلى الشاشة الكبيرة من خلال فيلم «فوكس» (تركيز)، الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، وحظي بإقبال جماهيري في دور السينما حول العالم.

سميث، الذي على ما يبدو مازال قادراً على تجسيد دور الشاب المرغوب به، من خلال بنيته وخفة ظله، استطاع أن يكون اسمه، الذي وضع فوق اسم الفيلم، عامل جذب جماهيري، حسب آراء مشاهدين استطلعت آراءهم «الإمارات اليوم»، والذين وصفوا قصة الفيلم الذي يشارك سميث البطولة فيه كل من مارغو روبي ورودريغو سانتورو، بـ«الجميلة»؛ مشيرين إلى أن الفيلم يجمع بين الكوميديا والرومانسية والتشويق والحركة، بشكل جعلهم منجذبين إلى كل أحداثه.

يدور «فوكس» حول نيكي الذي ورث آلية الاحتيال من جده ووالده، وحول التغيرات التي تطرأ على حياته بعدما دق قلبه بصدق، وقرر أن يحب.

الفيلم ومع أنه لم ينل إعجاب بعض النقاد السينمائيين العالميين، إلا أنه حظي برضا جمهور، ورسم الابتسامة على وجوه مشاهدين منحوا الفيلم علامة راوحت بين سبع وتسع درجات.

ثنائي جديد

بعد التعريف البانورامي بشخصية نيكي وكيف أصبح محتالاً بالوراثة من جده ووالده، تنتقل المشاهد لتظهر شخصية (جيس) التي يلتقيها نيكي في نيويورك، وهي محتالة مبتدئة تحاول إبهار نيكي ملك الاحتيال، من خلال خفة يديها في السرقة.

من جهتها، اعتبرت ذكرى الزعابي أن الثنائية التي جمعت بين سميث وروبي ستستمر «فبينهما كيمياء جميلة على الرغم من فارق العمر، لكنهما استطاعا أن يشكلا ثنائياً رومانسياً وكوميدياً في الوقت نفسه».

وأضافت «الفيلم ممتع، وجعلنا نضحك ونستمتع في كل لحظة فيه»، مانحة إياه تسع درجات.

بينما، قالت نهى متولي: «لقد وقعت في غرام الفيلم، إذ مازال سميث شاباً يافعاً، ولا تظهر عليه علامات التقدم في العمر، والأهم من ذلك أنه مازال قادراً على إضحاكنا وتقديم نوعية مختلفة في الأداء»، مانحة الفيلم تسع درجات.

غالبية المشاهدين كانت معجبة بويل سميث، الذي طغى على الأبطال الآخرين، وهذا ما قاله يزن علام، موضحاً أن «سميث استطاع ان يؤكد أن غيابه ليس سوى تكتيك لعودة لا تنسى، فحقيقة بهرني أداؤه ومحافظته على شبابه وخفة ظله أيضاً»، مانحاً الفيلم سبع درجات.

إنكار الحب

يتلاقى جيس ونيكي، وتظهر بوادر علاقة رومانسية في الأفق، لكن نيكي يقرر الابتعاد، خوفاً من التورط في الحب، ويتركها كتلميذة تتعلم فنون الاحتيال.

من ناحيته، قال هاني محمد إن «الفيلم في جزئه الأول كان عبارة عن تشويق وكوميديا طاغية على التحول الذي حدث في الجزء الثاني بعد لقاء الحبيبين بعد غياب، فقرار نيكي بالانفصال، وإنكاره الحب، خوفاً من أن يتاثر عمله، كان شجاعاً بمقياس العقل، لكن القلب كان غير متوازن، لذلك من المتوقع أن يعلم المشاهد أن العودة ستكون مؤكدة». وأضاف «الفيلم لطيف وحيوي، ويبعث في النفس السرور»، مانحاً إياه سبع درجات.

ومع الآراء السابقة اتفقت هبة سلامة، وقالت: «الفيلم جميل مع أن جزءاً من فكرته ضد الأخلاق، فهو يدور حول عمليات الاحتيال، لكن جرعة الكوميديا حولته إلى نكتة، وهذا ذكاء، إذ يتقبل المشاهد الفيلم لأنه يدرك أن قصته عبارة عن مزحة ساخرة»، مانحة إياه تسع درجات. المصادفة وحدها تجمع بين نيكي وجيس بعد غياب دام ثلاث سنوات، وقد أصبحت صديقة لملياردير يستخدم المحتالين الفذين لتنفيذ مهامه، وكان نيكي من هؤلاء.

الأكشن

لا يمكن الفصل بين ويل سميث والأكشن، خصوصاً في قصة لها علاقة بعالم المال والأعمال والنصب والاحتيال، ولأن قلبه أصبح ينبض حباً، تغيرت حتى نظرته للأمور، وهذا ما سيقلب كثيراً من التفاصيل في الفيلم. «فوكس» بالنسبة لهزار علي «ممتع وجميل وظله خفيف، وويل سميث كان رائعاً، بل قريباً من القلب بشكل مضاعف، حتى بقية الأبطال كانوا متناغمين، فمن الواضح أن طاقة سميث الجميلة والمحبة كانت حاضرة أثناء تصوير الفيلم»، مانحة إياه تسع درجات.

فيما أكد غالب فهيم أن الفيلم يبرز أن كفة الحب هي التي تنتصر دائماً، مضيفاً «من يرَ نيكي في بداية الفيلم لا يعرفه في وسطه وآخره، وهذا التحول المراد منه أن يظل سميث فناناً قريباً من قلوب محبيه»، مانحاً الفيلم تسع درجات.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

09.03.2015

 
 

عبر موقع يوتيوب

أفلام مصر العالمية مجاناً على الإنترنت

24 - محمد هشام عبدالسلام

"الأفكار لها أجنحة... ولا أحد يستطيع منعها من التحليق"، تلك الجملة الواردة على لسان النجم نور الشريف في فيلم "المصير" (1997)، للمخرج الراحل القدير يوسف شاهين، تردد صداها منذ أيام قليلة على صفحات شبكة الإنترنت، وتحديداً على موقع اليوتيوب، ليُمتع محبي وعشاق الفن السابع وسينما يوسف وغيره من المخرجين المتميزين.

ووضعت "أفلام مصر العالمية" على محطتها على يوتيوب، العديد من أفلامها للمشاهدة المجانية. وشركة أفلام مصر العالمية، ذات السمعة الطيبة في مصر والعالم العربي، أسسها يوسف شاهين من حر ماله في عام 1972، لتنتج له أفلامه، وقد أنتجت بالفعل العديد من الروائع الشاهينية، كما أنتجت لغيره أيضاً من المخرجين العديد من الأفلام الروائية الطويلة والتسجيلية. والمعروف أن شاهين ظل يدير شركته، ويتردد على مكتبها الكائن بشارع شامبليون حتى آخر أيام حياته، ومن بعده انتقلت الإدارة إلى ابنة شقيقته المنتجة المعروفة ماريان خوري كي تواصل المسيرة.

قناة مصر العالمية

وبعد عدة خطوات ناجحة من جانب الشركة، كانت آخرها سينما "زاوية" الوحيدة المتخصصة في مصر في عرض الأفلام المتميزة والحاصلة على كبرى الجوائز العالمية بالمهرجانات الدولية والتي لا تعرض في السينمات التجارية، فاجأت أفلام مصر العالمية جمهور ومحبي سينما يوسف شاهين في مصر والعالم العربي، بإنشاء قناة مصر العالمية على موقع يوتيوب الشهير وتحميل العديد من الأفلام النادرة بها.

ومع توفير نسخ شديدة الجودة من الأفلام، حتى القديمة منها والتي لم تطبع من قبل على اسطوانات مدمجة ولم تعرض بالقنوات ومن العسير جداً الحصول عليها، يستطيع الآن عشاق هذه الأفلام الاطلاع عليها مجاناً عبر شبكة الإنترنت. وسوف يجد المتصفح لموقع القناة ستة وعشرين فيلماً من أفلام يوسف شاهين، كلها مزود بنبذة لكل فيلم وقائمة بالممثلين ومعلومات أخرى تهم الباحثين.

أعمال أخرى

وإلى جانب العديد من الأعمال الأخرى، أربعة وعشرين فيلماً حتى الآن لمخرجين مختلفين، مثل يسري نصر الله، ورضوان الكاشف، وأسماء البكري، وغيرهم من الأسماء المعروفة. بالإضافة إلى أكثر من خمسة عشر فيلماً تسجيلياً منها، "عاشقات السينما" بجزئيه، و"القاهرة منورة بأهلها"، و"أسطورة روزاليوسف". إلى جانب اثني عشرة حلقة بعنوان "حدوتة شاهين"، وهي سلسلة حلقات تسجيلية مسجلة مع شاهين ولم تطبع من قبل. وكذلك اثنين وثلاثين حلقة تسجيلية من حلقات "شاهين ليه؟"، وهي من أهم وأطول الحلقات التي سُجلت مع شاهين وتحدث فيها بالتفصيل عن كل مرحلة من مراحل مشواره المهني بالتفصيل قبل وفاته.

كذلك توجد على القناة جميع حلقات المسلسل التلفزيوني المعروف، ثلاثين حلقة، "دوران شبرا"، وهو من إخراج خالد الحجر، وبطولة دلال عبد العزيز، وعفاف شعيب، وحورية فرغلي، وهيثم أحمد زكي.

انتصار الحب على الموت

"بوكاتشيو الرائع" رؤية جديدة لفيلم شهير بدور العرض الإيطالية

24- إعداد: محمد هاشم عبد السلام

في جديدهما المقدم حديثاً للسينما العالمية بصفة عامة والإيطالية بصفة خاصة، بعنوان "بوكاتشيو الرائع"، والذي بدأت عروضه في دور العرض الإيطالية الأسبوع الماضي، اختار الأخوان باولو وفيتوريو تافاياني، وهما في منتصف الثمانيات، العودة إلى أحد النصوص الأدبية الخالدة في التاريخ الأدبي والإنساني، وهو العمل الذي يحمل عنوان "الديكاميرون" للإيطالي جيوفاني بوكاتشيو.
وبعد فوز فيلمهما الأخير "قيصر يجب أن يموت" بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي عام 2012، يعود أستاذان من أساتذة الإخراج السينمائي المعاصرين، المخضرمين باولو وفيتوريوتافاياني، إلى نص أدبي أيضاً ليقتبسا منه بتصرف، السيناريو الذي كتباه لفيلمهما "بوكاتشيو الرائع"، والذي يتناول تيمة الحب على وجه التحديد، والحب هنا في نسخة تافاياني يتجلى في أبرز صوره، لأن الموت والخراب يحيطان به من كل جانب.

تدور أحداث الفيلم على وجه التحديد في 1348، حيث الموت الأسود أو وباء الطاعون يضرب فلورنسا، حاصداً آلاف الأرواح، ومخلفاً مئات الجثث في الشوارع والطرقات أو فوق عربات حمل الموتي حيث تنقلها إلى المقابر الجماعية، وتاركاً المدينة غارقة في رائحة الموت الحتمي. وهرباً من ذلك المصير المحدق، يقرر مجموعة من الشباب، عشرة شبان، الانعزال بعيداً عن هذا الكابوس في إحدى الفيلات الريفية.

وبالفعل تلتقي الفتيات السبع، في المرحلة العمرية نفسها، ويرتدين نفس الأزياء مع اختلاف الألوان، في إحدى الكنائس للتخطيط للهرب، وتستأذن ثلاثة منهن في اصطحاب أصدقائهن الذكور معهن في رحلتهم تلك. ومن ثم يشرع الشبان العشرة في رحلتهم، حتى يصلون في النهاية إلى وجهتهم، وهناك لتمضية الوقت، يقررون فيما بينهم أن يحكي كل واحد منهم قصصاً للآخرين، وذلك على امتداد عشرة أيام، تدور كلها حول تيمة الحب.

وتجمع تلك الحكايات التي يرويها الشباب، والتي يبدو عليهم أنهم يرتجلونها عفوياً، بين الآسى والحزن وعدم الفوز بالمحبوب وتكليل الأمر بالزواج في النهاية، أو حول الموت أو المرض الذي قد يختطف أحد الحبيبن ويترك محبوبه عرضة لشتى المصاعب أو الفروق الطبقية والفقر والغنى فيما يتعلق بأحد الحبيبين، كما لا تخلو بعض القصص من الفرح والنكات والسخرية، وليس ثمة جدال في أن قصص الحب تلك تلامس الكثير من الفضائل أو الخصال الأخرى مثل الصدق والإخلاص والتضحية والتفاني وغيرها.

وبالطبع فإن أبطال تلك القصص هم الشباب العشرة  أنفسهم الذين يقومون بسرد تلك الحكايات أو قصها والمجتمعين معاً بهذه الفيلا، والذين يقضون أوقات فراغهم التي تتخلل حكيهم لقصهم لتلك في إعداد الطعام وتجهيز الخبز، والسباحة في البحيرة واللهو تحت المطر، في تأكيد قوي على حبهم للحياة واحتفالهم بها.

واستعان الأخوان تافاياني في تصوير فيلمهما بالمصور الرائع "سيموني زمباني"، الذي صور لهما من قبل فيلمهما "قيصر يجب أن يموت"، واختار سيموني التصوير وسط الكثير من أنقاض وأطلال مناطق تاريخية بتوسكانا ولاتسيو، لإكساب مشاهد الفيلم الكثير من المصداقية، بحيث تبدو أجواء القرن الثالث عشر جلية بارزة.، كما كان للإضاءة والملابس مفعول السحر في أن تظهر الكادرات بتلك الصور الرائعة التي ظهرت عليها، والتي بدت بالضبط كما لو كانت لوحات تشكيلية مرسومة بريشة كبار المبدعين.

يذكر أن الفيلم يقف على النقيض تماماً من النسخ السابقة التي استلهمت الديكاميرون من قبل في السينما الإيطالية والعالمية، وتحديداً تلك النسخة التي أخرجها المخرج الإيطالي الكبير بييرو باولو بازوليني عام 1971، والتي حملت عنوان "الديكاميرون".

موقع (24) الإماراتي في

09.03.2015

 
 

نصائح خبراء صناعة الأفلام لمواهب «قمرة»

انبذوا الصور النمطية لتصنعوا فيلماً قصيراً رائعاً واعرفوا جمهوركم

الدوحة ـ «سينماتوغراف»

أتيح لصناع الأفلام في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فرص ثمينة لتعزيز أطر التواصل مع أبرز العاملين في صناعة الأفلام من خلال جلسات تدريبية جماعية وفردية ضمن فعاليات ملتقى قمرة الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام لأول مرة.

وتحقيقاً لأهداف قمرة المتمثلة بتعزيز مهارات جيل صاعد من صناع الأفلام، أوكل إلى مجموعة من الخبراء إدارة سلسلة من جلسات العمل الصباحية والجلسات التدريبية الجماعية والفردية وعروض أفلام ما زالت قيد التحضير. وكان قد وقع الاختيار على 29 مشروعاً في مختلف مراحل للانتاج لتمكين أصحابها من الاستفادة من جلسات توجيهية واجتماعات عمل صُممت خصيصاً لتلبية احتياجات مشروعاتهم.

وفي إطار جلسة تدريبية جماعية حول صناعة الأفلام القصيرة، حث سيباستيان أوبير، مديرAd Astra Films، المشاركين على التخلي عن الصور النمطية للخروج بأفلام قصيرة قوية. وبالاعتماد على خبرته الطويلة في مشاهدة المئات من الأفلام القصيرة كل عام، قال أوبير أنه لا بد أن يكون للأفلام القصيرة معنى عالمي حتى لو كانت قصصها محلية، حتى تجد مكانها عند أي جمهور حول العالم.

«لا تعتمدوا على القص واللصق عند رواية قصص شخصية» قال أوبير، «وكونوا واضحين بخصوص سياق القصة وأين تجري أحداثها ومن هم أبطالها». وأضاف أوبير بأن الأفلام القصيرة الجيدة تتميز ببروز صراع ما، ويكمن إبداع صانع الأفلام في كيفية عرض هذا الصراع.

وأشار أوبير، «عندما يترأى لكم مشهد ما بسهولة فهو بالتأكيد صورة نمطية. أجروا بحوثاُ حول قصصكم، وضعوا أنفسكم في مكان كل شخصياتكم، وتجنبوا القصص التي تعتمد على ثنائية الخير والشر، وتجاوزا الصور النمطية من خلال تبني وجهة النظرة المغايرة».

وشرح أوبير كيف للأفلام القصيرة أن تتجنب الضوضاء والفوضى عبر الالتزام بنوع الفيلم من خلال اختيار الممثلين باحترافية، والاستعانة بالخبراء في مونتاج وصنع اختبارات الشاشة. كما أكد على أهمية الحوارات القصيرة والبسيطة ودور الموسيقى في صناعة فيلم قصير جيد.

وفي استعراضه لأهم اتجاهات سوق الأفلام في المبيعات والتوزيع، قال فردريك كورفيز، مدير ومؤسس Urban Distribution International أنه من الأهمية الكبرى أن يحدد صاحب الفيلم إلى أين سيأخد فيلمه، سواء كان ذلك المكان مهرجانات سينمائية أو إلى شركات التوزيع بأقل الضمانات، حيث سيؤثر قراره هذا على مدى قابلية الفيلم للتسويق.

وقدم كورفيز نظرة متعمقة إلى نقاط ضعف وقوة المهرجانات السينمائية الكبرى حيث بات صعباً جداً على صناع الأفلام اللذين ما زالوا في بداية مسيرتهم الفنية المشاركة فيها. كما حذر من الفكرة السائدة عن المهرجانات السينمائية المختلفة، سواء كانت تتوجه لجمهور معين أو عريض، حيث توسم الفيلم وتضعه في خانة معينة مما قد يضر بمبيعاته.

وقال كورفيز أن سحر صناعة الأفلام يكمن في عدم القدرة على التنبؤ بما يمكن أن يحصل للمنتج النهائي. فقد يحقق فيلم صور بميزانية شحيحة وبسقف توقعات متدن أكبر نجاحات الموسم. كما أشار إلى الاعتبارات الواجب مراعاتها عند التعاقد مع وكلاء مبيعات حتى لا تضر هذه الاتفاقات بمستقبل صناع الأفلام الذين يدخلون فيها.

وتمحورت السلسة الأولى من جلسات قمرة الصباحية حول كيفية إشراك أفلام صناع الأفلام الصاعدين في المهرجانات السينمائية الدولية، حيث ناقش مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي، مبادرة المهرجان التمويلية إنجاز.

وقام ريمي بون أوم، ممثل عن فعالية أسبوع النقاد ضمن مهرجان كان السينمائي، وكريستوفر لو بارك، ممثل عن فعالية أسبوعي المخرجين أيضاً ضمن مهرجان كان، بتوضيح عملية إطلاق الأفلام خلال هذه الفعاليات. كما قام كل من كاميرون بايلي من مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وبيانكا تال من مهرجان روتردام الدولي، وكاريل أوش من مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي، بمناقشة هذه المهرجانات وتوفير تفاصيل عنها.

وناقش راين كامب من شركة Visit Films كيفية بيع الأفلام المستقلة التي تتبنى الرؤى الإبداعية الشخصية لمخرجيها في الولايات المتحدة، كما تحدثت جميلة يسترا من شركة Binger Films إلى جيل صاعد من صناع الأفلام حول تطوير أفلامهم في هذه الشركة. وأدار كل من درة بوشوشة من أيام قرطاج السينمائية، وأدريك فام نيووينهيوزن وفانيا كالوديرشك من مهرجان كوبنهاجن الدولي للأفلام الوثائقية، جلسات عمل صباحية، حول دفع مشروعات أفلام المواهب الصاعدة إلى المراحل التالية.

وأتيح لأصحاب مشروعات أفلام في مرحلة التطوير فرصة المشاركة في جلسات تشاورية فردية مع الخبير السينمائي في قمرة دانيس تانوفيتش، بالإضافة إلى جلسات مشابهة مع خبراء في التطوير وكتابة السيناريو.

فعاليات اليوم الثالث لـ «قمرة الدوحة»

عرض فيلم «تمبكتو» وجلسة حواريه مع مخرجه عبد الرحمن سيساكو

أصوات جديدة في عالم السينما تسلط الضوء على «ذكريات منقوشة على حجر»

الدوحة ـ «سينماتوغراف»

سيكون عرض فيلم «تمبكتو» ضمن عروض أفلام خبراء سينمائيين معاصرين، من أبرز فعاليات ملتقى قمرة يوم الإثنين (9 مارس 2015)، حيث سيتبع العرض جلسة حوارية تجمع المخرج عبد الرحمن سيساكو بالجمهور، وسيُعرض الفيلم في الساعة 7 مساءً في مسرح الدراما  في مبنى رقم 16 في الحي الثقافي كتارا.

ويمثل فيلم «تمبكتو» (فرنسا وموريتانيا ومالي وقطر؛ العربية والفرنسية والطارقية؛ 2014)، الذي رُشح لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي هذا العام، نداء استغاثة مدهش ومقلقل ضد التعصب واحتفالاً قوياً بالكرامة الإنسانية.

واختار الخبير السينمائي في قمرة سيساكو، الذي يتواجد في الدوحة لنصح وتوجيه أصحاب المواهب الصاعدة في المنطقة، نبرة صبورة ورقيقة لفيلمه «تمبكتو». ويستعين سيساكو بأسلوب المجاز في تصوير الرعب الزاحف إلى عقول ونفوس سكان المدينة الوديعين، التي استولى عليها إرهابيون أجانب وفرضوا على أهلها حكماً قاسياً.

وقال سيساكو «لا أسعى من خلال الفيلم إلى إضفاء صبغة عاطفية مبالغ فيها على أحداث تاريخية بغرض إخراج فيلم مؤثر». وأضاف، «جل ما أريده هو أن أعطي شهادتي فيها بصفتي صانع أفلام، فلا أستطيع أبداً القول بأنني لم أعرف عنها. ومدفوعاً بما أعرف، قررت أن أحكي هذه القصة على أمل أن لا يضطر طفل إلى تعلم هذا الدرس في المستقبل – أن يُقتل أبواه لأنهما ببساطة يحبان بعضهما البعض».

وفي تلبية الطلب الجماهيري الكبير على الفيلم، قررت مؤسسة الدوحة للأفلام عرض «تمبكتو» مرة ثانية يوم الأربعاء الموافق 11 مارس.

كما يتاح للجمهور يوم الإثنين مشاهدة فيلم «ذكريات منقوشة على حجر» (العراق وألمانيا وقطر؛ العربية والكردية والألمانية؛ 2014) ضمن عروض أفلام أصوات جديدة في عالم السينما. وتدور أحداث الفيلم الحاصل على دعم برنامج منح مؤسسة الدوحة للأفلام من إخراج شوكت أمين كوركي حول المتاعب التي تواجه الشخصية المتخلية المخرج حسين حسن في محاولته صنع فيلم عن حملة التطهير العرقي التي تعرض لها أكراد العراق.

وكان تصوير الفيلم المُتخيل عسيراً حسب ما يتنبأ به قانون مورفي، «إذا كانت إمكانية الخطأ قائمة فوقوعه حتمي»، حيث يعاني المخرج وفريق عمل الفيلم من شح التمويل، ونزاعات عائلية، وحتى حراس الحدود العدوانيين في سبيل صنع الفيلم. ويسير كوركي بمهارة على الخط الفاصل بين الكوميديا والتراجيديا مع محافظته على نبرة تتميزة بالخفة فيما يخص المحرك الرئيسي للقصة.

سينماتوغراف في

09.03.2015

 
 

المخرج أحمد عبد الباسط: أرفض التدخُّل في عملي

كتب الخبرهيثم عسران

طرح المخرج أحمد عبد الباسط أحدث أعماله السينمائية «خطة بديلة» خلال الشهر الماضي. في حواره مع «الجريدة» يتحدث عن الفيلم ومشاكل حدثت خلال التصوير بينه وبين بطل الفيلم خالد النبوي.

·        ما سبب مشكلتك مع الفنان خالد النبوي؟

كانت المشكلة الرئيسة رغبته في التدخل في عملي، وهو ما أرفضه، فهو ممثل له جمهوره ولكن في الوقت نفسه ثمة حدود للممثل في العمل، فلا يصح أن يشترط ليتابع تصوير مشاهده حذف مشاهد ممثلين آخرين لصالحه. كان هذا الأمر السبب الحقيقي للخلاف بيننا.

قبل تصوير الفيلم، نصحني كثيرون بالحذر من التعامل معه ولكني تمسكت به لكونه الأصلح للدور، وعرضت عليه العمل، ومع مرور الوقت رحت أتجنب التعامل معه في التفاصيل الفنية، رغم أن مشاركتي في إنتاج الفيلم مع شقيقي كانت تتطلب اهتمامي بأمور الممثلين.

·        لكن عادة لا يشاهد الفنانون الفيلم إلا بعد الانتهاء منه؟

شاهد خالد النبوي الفيلم بصورته قبل النهائية، وكان يتبقى تسجيل صوته في بعض المشاهد. لكنه قرر الامتناع عن ذلك لرفضي الاستجابة لشروطه بعد مشاهدة النسخة الأولية من الفيلم.

·        ما هي هذه المشاهد؟

طلب حذف مشهد للفنان تيم الحسن الذي تقاسم بطولة الفيلم معه بحجة أنه لم ينطق اللهجة المصرية بشكل جيد، وهو أمر رفضته بشكل كامل، ليس فحسب لأن تيم قدَّم المشهد بشكل جيد، بل لأنه لا يجوز لزميل أن يقيّم زميله في العمل ولأن هذا الأمر من اختصاص المخرج وحده. كذلك لا يعقل أن تيم الحسن الذي قدم أعمالاً مصرية ناجحة عدة لم يوفق في نطق اللهجة المصرية. كذلك طلب حذف مشهد آخر للفنان عزت أبو عوف، قال خالد بأن الأخير ظهر فيه وعلامات التقدم بالعمر واضحة عليه، رغم أن الفيلم صور كاملاً في بضعة أشهر بشكل متواصل.

·        كيف تعاملت معه؟

أبلغته رفضي فكرة تدخله في عملي، فرفض تسجيل الأداء الصوتي على بعض المشاهد، وعندما توجهت إلى نقابة السينمائيين طلب أن يحصل على بقية أجره مقابل التسجيل الصوتي رغم أن الجزء المتبقي كان قد وعد بالتنازل عنه بعد إنفاقه في تنفيذ بعض الطلبات الخاصة به. لكن في النهاية سددت المبلغ، لأننا لم نصغ هذا الاتفاق بشكل قانوني سليم.

·        هل قام بالتسجيل بعد حصوله على المستحقات المالية؟

لم ينفذ وعده معي وكان الوقت يداهمني، خصوصاً مع رغبتي في طرح الفيلم خلال احتفالات عيد الميلاد، استبدلت بالدوبلاج الصوتي الذي كان يفترض أن يقوم به موسيقى تعبِّر عن حالة المشهد الفنية، وخرجت الصورة بشكل جيد.

·        هل تعتزم مقاضاته؟

بالتأكيد. أقمت دعوى تبدأ جلساتها يوم 22 مارس الجاري، وسأحصل على حقي منه بالقانون، خصوصاً أنه تسبب لي بخسائر عدة بسبب تأخيره وعدم التزامه.

·        ماذا عن تدخلات تيم الحسن؟

تعامل تيم الحسن بشكل احترافي كبير من اللحظة الأولى، ولم يتدخل في العمل، بل على العكس نفَّذ جميع المشاهد بالطريقة التي اتفقنا عليها مسبقاً، فهو ممثل مجتهد بذل مجهوداً كبيراً لخروج العمل بشكل جيد.

تأجيل وتأخير

·        لكن الفيلم تأخر عرضه عن الموعد المحدد؟

كان التأخير بسبب انتظاري خالد النبوي فترة طويلة على أمل أن يفي وعده بأداء التسجيل الصوتي، وفور انتهائي من الفيلم طرحته في الصالات رغم إدراكي أن التوقيت ليس الأنسب إنتاجياً، فعرض الفيلم في الميلاد كان سيؤدي إلى زيادة إيراداته بالتأكيد، خصوصاً أن منافسته ستكون ضمن مجموعة أفلام لم يشارك فيها نجوم الشباك، على عكس الفترة الراهنة.

·        لماذا لم تؤجل الفيلم إلى موسم آخر؟

لم تكن لدي رغبة في ذلك لأسباب عدة، أبرزها أن الفيلم عندما لا يطرح فور الانتهاء منه يوصف «بالمعلب» ما قد يضر به لاحقاً ويؤثر على إيراداته وإحجام الجمهور عن مشاهدته. غير أنه حقق إيرادات جيدة في الأسبوع الأول وأتوقع أن يحقق إيرادات أكبر مع استمراره في الصالات خلال الأسابيع المقبلة.

·        لم تصاحب الفيلم حملة دعائية ضخمة على غرار بقية الأعمال التي طرحت في التوقيت نفسه؟

طرحنا حملة إعلانية ضخمة تكلفت 800 ألف جنيه تقريباً، وهو مبلغ كبير للغاية، خصوصاً بالنسبة إلى شركتي التي لا تزال في بدايتها، لذا اكتفيت بالاعتماد على الدعاية التي ينشرها الجمهور بعد مشاهدة الفيلم.

·        ما كان أصعب مشهد بالنسبة إليك خلال التصوير؟

مشاهد الاغتصاب، وأردت تقديمها بشكل محترم لا يجعل الجمهور يخجل، لذا اعتمدت على الرمزية بشكل أكبر، الأمر الذي جعل الفيلم يمرّ من الرقابة المصرية من دون ملاحظات.

·        لكن الرقابة الخليجية حذفت المشاهد.

علمت بذلك عن طريق المصادفة بعد مشاهدة بطل الفيلم تيم الحسن النسخة في الإمارات، واستغربت الموقف. لكن في النهاية قرار الرقابة تم تنفيذه ولم أعترض عليه.

·        اتهم الفيلم بالاقتباس من أفلام عربية عدة دارت أحداثها في إطار الحركة؟

ينتمي الفيلم إلى نوعية الأعمال التي تجعل الجمهور يفكر خلال الأحداث ولا تلقى  أمامه بشكل عام.لم أشعر أن العمل مقتبس، خصوصاً أنني تحمست لإنتاجه لكونه تجربة سينمائية مختلفة.

فجر يوم جديد: {خطة بديلة}

كتب الخبرمجدي الطيب

حب، خيانة وانتقام... ثلاثة محاور تمثل المقومات الرئيسة للرواية الأشهر في العالم «الكونت دي مونت كريستو»، التي ألهمت الكثير من كتاب السينما العالمية، وقُدمت عبر  أفلام مصرية عدة؛ مثل: «الكنز المفقود» (1939)، «أمير الانتقام» (1950)، «أمير الدهاء» (1965)، «دائرة الانتقام» (1976)، «الثأر» (1982)، «الأوباش» (1986)، و{الظالم والمظلوم» (1989). وها هي تُلهم محمد علام كاتب سيناريو وحوار فيلم «خطة بديلة»، الذي كتب سابقاً «سعيد كلاكيت» (2014) والمخرج أحمد عبد الباسط في تجربته الأولى في مجال إخراج الفيلم الروائي الطويل.

مع اللقطات الأولى للفيلم ينتقي المخرج زاوية تصوير مبتكرة تعكس هيبة وضخامة وشموخ مبنى دار القضاء العالي «حصن العدالة»، لكن سرعان ما يسوق معنى متناقضاً، عبر «التترات»، التي تحول فيها دار القضاء إلى شظايا متناثرة بينما فقد ميزان العدل اتزانه، ومالت كفته، بعدما فقد حياديته. وهي الرؤية التي يتبناها الفيلم من خلال المحامي الشريف «عادل أبو الدهب» (خالد النبوي)، الذي يرفض مجاراة صديقه القديم «طارق» (تيم حسن) في احتراف التلاعب بالقانون، والتفتيش في ثغراته لاستغلالها لصالح المجرمين. لكن حياته تنقلب رأساً على عقب بعد تعرض زوجته لحادث اغتصاب، على أيدي ثلاثة من أبناء الأباطرة، ما يؤدي إلى إجهاضها ثم وفاتها. ومثلما فعل «إدموند» بطل رواية «الكونت دي مونت كريستو»، يسعى «أبو الدهب» إلى الثأر من المتهمين، الذين برأهم القاضي «برهان» (عزت أبو عوف)، لعدم كفاية الأدلة، ولأن تقرير الطب الشرعي تم تزويره، عبر مرتشين. فيطلب رفع اسمه من جدول المشتغلين في نقابة المحامين، وينقلب على مبادئه، ويوافق على تقاضي مبلغ المليون دولار الذي قدمه الآباء على سبيل التعويض، وبعد أن يُصبح غنياً يبدأ رحلة الانتقام المنهجي مُستعيناً بـ : «فريدة» (فريال يوسف) و{أشرف» (محمد سليمان)، اللذين عُرفا بالتلاعب بالقانون، بالإضافة إلى «بندق» (محمد السعدني) و{خفاش» (وائل علاء) اللذين دافع عنهما في قضية سرقة!

المثير أن فيلم «خطة بديلة» تميز بموسيقى تصويرية (محمد مدحت) ملائمة لأجواء الفيلم، وديكور (تامر فايد) معبر عن الخلفية الاجتماعية والاقتصادية للأبطال، بالإضافة إلى زوايا التصوير الأخاذة (كاميرا سامح سليم) التي أعادت اكتشاف أماكن تقليدية صُورت مئات المرات سابقاً، فضلاً عن المطاردات التي جرى تنفيذها ببراعة، رغم الإفراط في تقديمها، والتهامها غالبية مشاهد الفيلم (مونتاج عمرو عاكف)، والتوظيف الرائع للمفردات مثل: ميزان العدالة المائل، القصر الأبيض السابح في الملكوت، وكأنه في الجنة، بينما يتم التخطيط في داخله للشرور والآثام، بحجة تكريس العدالة، وإعادة الحق إلى نصابه وأصحابه. ولا ننسى التنفيذ الرائع لكابوس اختطاف شقيقة البطل. إلا أن السيناريو يقع في كم من الأخطاء التي تنزع عن الفيلم مصداقيته، وواقعيته، وتقوده إلى الوقوع في شرك التلفيق، وبناء المواقف التي تخاصم المنطق، كاقتحام منزل القاضي وتهديده وابنته في مشهد وعظي فج، والاختيار الذي لا يستقيم والعقل لنفس المتهمين لاغتصاب زوجة المحامي الفاسد «طارق»، بتحريض من «أبو الدهب»، كي يتجرع الكأس التي ذاقها؛ خصوصاً أن المشاهد لم تُكتب، ولم تُنفذ، بشكل جيد، وتكرر الافتعال في سجن الشاب الثالث بسبب تشابه الأسماء، وهو الأمر الذي يتناقض والقول إن أباء الشباب الثلاثة شخصيات نافذة في المجتمع تتمتع بجاه ونفوذ وشبكة مصالح واتصالات واسعة!

سيطر على فيلم «خطة بديلة» هاجس البحث عن وسيلة لتحقيق العدالة، وسد ثغرات القانون التي يستغلها البعض للتلاعب بالقضايا، ولا يملك القضاة لها دفعاً، ما يدفعهم إلى تبرئة المتهمين. لكنه سقط في براثن الدعوة إلى الحل الفردي، وانتزاع الحق بعيداً عن القانون، في أسوأ استغلال لرواية «الكونت دي مونت كريستو»، وأسوأ اختيار لطاقم الممثلين؛ فالمظهر العام للشباب الثلاثة (أحمد طه، هاني حسين ووائل سامي) وآبائهم (تميم عبده، صبري عبد المنعم وأحمد صيام) لا يوحي أبداً بانتمائهم إلى طبقة الصفوة أو علية المجتمع، بل يعكس فقراً إنتاجياً، في حين اتسم أداء خالد النبوي بالافتعال والتصنع والعصبية ونافسه تيم حسن بأداء غلبت عليه اللعثمة، وكأنه يقف أمام الكاميرا للمرة الأولى في حياته، وتراجعت فريال يوسف كثيراً، وضاعت الفروق بين أمينة خليل ورانيا الملاح... وعزت أبو عوف!

فيلم «خطة بديلة» كان في حاجة إلى «خطة» من نوع آخر بعيداً عن «الشكل المدرسي»، الذي اختاره أصحابه، و{النهاية التقريرية»، التي تُذكرك بتعليمات الرقابة قديماً. وباستثناء الخدعة، التي تم الزج بها على طريقة أفلام «هيتشكوك»، يبدو الفيلم خطوة إلى الوراء مقارنة بأفلام كثيرة استلهمت «الكونت دي مونت كريستو» وقدمت معالجة جديدة مثيرة، مثلما فعل المخرج سمير سيف وكاتب السيناريو إبراهيم الموجي في فيلم {دائرة الانتقام»، وفشل في الوصول إليها المخرج أحمد عبد الباسط والكاتب محمد علام الذي يُحسب له أنه لم يقل «أنا المؤلف»! 

«تصنيف الأفلام العمري»... بين القبول والرفض

كتب الخبرأمين خيرالله

قرر جهاز الرقابة على المصنفات الفنية أخيراً تطبيق نظام التصنيف العمري في إصدار تصاريح عرض الأفلام في الصالات، بدءا من أوائل شهر أبريل المقبل، ذلك للحد من عملية الحذف والرفض التي يشكو منها صانعو السينما... في السطور التالية نتعرف إلى رد فعل المعنيين بالشأن السينمائي في مصر حول تطبيق هذا القرار.

دافع رئيس الرقابة على المصنفات الفنية عبدالستار فتحي عن «تصنيف الأفلام العمري»، مؤكداً لـ «الجريدة» أن هذا النظام لا يتعارض تماماً مع عمل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية. وتابع أن النظام الجديد سيقلل من حذف المشاهد من الأفلام، قائلاً: «لن يسمح النظام الجديد بتمرير الأفلام أو الأعمال التي تدعو مثلاً إلى الشذوذ والإلحاد أو الأعمال التي تحض وتدفع إلى الفتنة الطائفية».

رأى فتحي أن تنفيذ التصنيف العمري سيكون نقلة كبيرة، مؤكداً أن عدداً كبيراً من المسؤولين والمعنيين بالشأن الفني والثقافي في مصر على رأسهم وزير الثقافة والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة وبعض الخبراء والنقاد شاركوا في إعداده، متمنياً التزام دور العرض السينمائي بتنفيذ القانون الجديد والتعامل مع الجمهور بحسب الفئات الثلاث وهي 12 و15 و18. وأكد أنهم سيطبقون عقوبات قاسية على دور العرض التي لا تتلزم بهذه التفاصيل، وقد تصل إلى غرامات مالية كبيرة.

من ناحيتها، رحبت النجمة إلهام شاهين بالنظام الجديد المزمع تنفيذه، مؤكدة أنها فكرة جيدة لو أحسن استخدامها وتم تنفيذها بشكل لائق، مؤكدة أن ثمة أعمالاً لا تناسب الأعمار الصغيرة فيما هي ملائمة للكبار، لذا يعطي هذا النظام حرية للقيمين على الفن ومساحة لجهاز الرقابة على المصنفات في عدم وأد الإبداع أو حذف المشاهد أو رفض الأعمال الفنية.

تابعت شاهين: «يجب أن يكون داخل كل فنان جهاز رقابة داخلي يحضه لتقديم أعمال جيدة تخاطب عقل الجمهور، في مقابل الامتناع عن تقديم الأعمال المسفة احتراماً لذاته ولجمهوره وليس خوفاً من مقص الرقيب. كذلك لا بد من أن يراعي تقاليد المجتمع العربي الذي ينتمي إليه، وتركيبة العرب الشخصية بغض النظر عن موافقة الجهات الرقابية على أعماله أو رفضها لها».

ورحَّب المخرج مجدي أحمد علي بتطبيق نظام التصنيف العمري شرط تنفيذه النظام بشفافية ومن دون استثناءات، خصوصاً أن هذا القانون في حال تنفيذه بشكل عادل يكون مطابقاً للدستور المصري الذي يؤكد أنه لا حجر أو منع للإبداع. وطالب بإعادة هيكلة إدارة «الرقابة على المصنفات الفنية»، عبر تغيير طريقة تعاملها مع المبدعين، مطالباً القيمين عليها بالابتعاد عن الروتين والبيروقراطية، كما في المصالح الحكومية البعيدة عن المجال الإبداعي.

وطالب مجدي أحمد علي المسؤولين بتوضيح الصورة كاملة حول آلية العمل الجديد، متسائلاً: «هل التصنيف العمري سيسري على الأعمال التي تحوي مشاهد جنسية فحسب، أم سيشمل الأفلام السينمائية كافة»، مشيراً إلى أنه لا يوجد مبدع في مصر لم يتضرر من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بأي شكل من الأشكال، ما بين منع عرض أو حذف مشاهد أو تعطيل سيناريوهات.

أكد الناقد السينمائي محمود قاسم من جانبه أن «التصنيف العمري» محكوم عليه بالفشل قبل أن يبدأ بسبب عدم تطبيق القوانين فعلياً، ضارباً المثل بأفلام تحمل لافتة للكبار فقط ورغم ذلك تجد صغار سن داخل قاعات العرض، بسبب دفعهم نقوداً بسيطة لأفراد الأمن في الدور السينمائية.

وأضاف قاسم: «سيتضرر أصحاب دور العرض كثيراً من هذا التصنيف لعدم وجود رقابة فعلية من الدولة، ما سيجعله يفتح الباب للجميع. من ثم، لن تستطيع الجهات الرقابية في الدولة السيطرة على هذه الأزمة، ومن غير المعقول تعيين شخص مراقب في كل دار عرض»، موضحاً أن مشاكل كثيرة قد تحدث بسبب منع الشباب من دخول أحد الأفلام، قائلاً: «التخبط سيكون سيد الموقف».

هاجم أيضاً الناقد السينمائي نادر عدلي قانون التصنيف العمري قائلاً: «هذا الكلام كله للاستهلاك المحلي فحسب، ولن تكون له جدوى بعدما شعرت وزارة الثقافة و{الرقابة على المصنفات» بأنهما في مأزق حقيقي نتيجة منع عدد كبير من الأفلام المصرية والأجنبية في الستة أشهر الأخيرة، وهو أمر لم يشهد مثله تاريخ السينما المصرية، مشيراً إلى أن منع بعض الأعمال أو حذف مشاهد بعينها جاءا أحياناً بأمر الدولة ممثلةً بوزارة الثقافة، وكانت التهمة تلصق بـ «الرقابة على المصنفات الفنية» لتجميل الصورة.

تابع نادر عدلي: «التصنيف العمري مجرد مراوغة لثلاثة أسباب: أولاً، لا يمكن تصوير أي فيلم إلا بموافقة الرقابة على السيناريو، وإذا أضيفت مشاهد غير متفق عليها يُمنع الفيلم. ثانياً، لا يتضمن القانون المصري ما يسمى «التصنيف العمري» الذي يحتاج إلى قوانين عدة لتفعيله. أخيراً، كل ما يخص إدارة الرقابة على المصنفات الفنية لا يتماشى مع دستور 2013 ويجب تعديل هذه النصوص كافة لتتلاءم مع الدستور الجديد».

أفلام مهرجان {أيام بيروت السينمائية} تحارب التطرف

كتب الخبربيروت - الجريدة

تنظّم الجمعية الثقافية {بيروت دي سي} الدورة الثامنة من مهرجان {أيام بيروت السينمائية} للعام 2015، بين 12 و21 مارس الجاري. ثيمة الدورة {السينما والدين}، ما يشي بأن الأفلام المختارة استقت مادّتها من الواقع المعاش في العالم العربي. ويتضمّن برنامج المهرجان أكثر من 50 فيلماً بين طويل وقصير وروائي ووثائقي.

يفتتح فيلم «تيمبكتو» للمخرج عبد الرحمن سيساكو مهرجان الأفلام العربية في «أيام بيروت السينمائية»، وذلك في «سينما سيتي» بأسواق بيروت. وتعرض باقي الأفلام المدرجة في برنامج العرض في سينما ميتروبوليس، أمبير صوفيل، بالأشرفية في بيروت. أما أفلام «كلاسيكيات أيام بيروت السينمائية» فتعرض في فندق «سمول فيل»، ببدارو في بيروت. وتتخلل المهرجان أنشطة «ملتقى بيروت السينمائي» بين 13 و15 مارس، في الفندق عينه.

لما اختار المهرجان ثيمة «السينما والدين»، تستضيف «أيام بيروت السينمائية» الفيلم الروسي «ليفياتان» للمخرج أندريه زياجينتسيف، الذي يعالج موضوع الدين والمسامحة. وقد حصل على جائزة «غولدن غلوب» (رشّح لجائزة الأوسكار، حاز جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي الدولي وجائزة أفضل فيلم في مهرجان لندن السينمائي) وأثيرت حوله نقاشات كثيرة في روسيا.

بالعودة إلى فيلم الإفتتاح، ينطلق المهرجان مع فيلم «تيمبكتو» بحضور الممثل الرئيس إبراهيم أحمد المعروف بـ{ﭘينو». ويشار أن الفيلم شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي 2014، وفاز بسبع جوائز «سيزار» (أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل صوت، أفضل موسيقى، أفضل مونتاج، أفضل صورة، أفضل سيناريو)، كذلك رشّح لنيل جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم باللغة الأجنبية.

ويكرّم المهرجان في دورته الثامنة العراق من خلال عرض الفيلم الوثائقي (الثلاثي الأبعاد) العراقي/ السويسري «أوديسا العراق» للمخرج سمير جمال الدين. وكان الفيلم حاز استحسان الجمهور في مهرجان بانوراما للأفلام في برلين، واللائحة الرسمية لمهرجان الأفلام في تورونتو، واللائحة الرسمية لمهرجان السينما في أبو ظبي. يعرض «أوديسّا العراق» في أسواق بيروت، برعاية سفارة سويسرا في لبنان.

سورية

ماذا يجري في سورية؟ هذا ما تنقله إلى الجمهور اللبناني عدسة مخرجين سوريين من خلال أفلام جديدة عدة تتناول موضوع الحرب هي: فيلم «العودة إلى حمص» لطلال الدركي الذي شارك في مهرجانات سينمائية عدة وحاز جائزة لجنة الحكم في «مهرجان صاندانس». فيلم «الرقيب الخالد» لزياد كلثوم الذي أدرج على اللائحة الرسمية لمهرجانات عدة من بينها «مهرجان لوكارنو». أما فيلم «أنا مع العروسة» من إخراج الإيطاليين أنطونيو أغوغليارو وغابريللي دي غراندي والفلسطيني خالد الناصري فيتناول الموضوع السوري ومشاكل الهجرة التي تجعل من المواطن السوري من الرحالة السوريين في أوروبا.

 كذلك تستضيف «أيام بيروت السينمائية» المخرجين السوريين أسامة محمد وفيلمه «ماء الفضة» الذي شارك في المسابقة الرسمية لـ{مهرجان كان» (خارج المنافسة)، ومحمد ملص وفيلمه «سلّم إلى دمشق».

ويخصّص مهرجان الأفلام العربية أمسيةً مُهداة الى مخيّم اللاجئين الفلسطينيين في سورية «اليرموك»، ويقدّم ضمن فئة «إطلالة على العالم العربي» فيلم «شباب اليرموك» للمخرج الفرنسي أكسيل سالفاتوري-سينز. كما يعرض فيلم «رسائل من اليرموك» للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي أدرج على اللائحة الرسمية لمهرجان دبي السينمائي الدولي.

في بيروت تحضر الأردن من خلال الفيلم الروائي «ذيب» للمخرج ناجي أبي نوّار، وتدور أحداثه في وادي الرام جنوبي الأردن. يبيّن الفيلم الحركة النشيطة للصناعة السينمائية في هذا البلد.

ويقدم المهرجان وثائقيّين «المجلس» للمخرج يحي العبدالله و{ساكن» للمخرجة ساندرا ماضي (الأردن/ فلسطين).

محطة فلسطين تأتي مع الفيلم الروائي الطويل «عيون الحرامية» للمخرجة نجوى النجار التي تقدمه في بيروت، كذلك يشارك فيلم «المطلوبون الـ18» لعامر شومالي وبول كوان (أدرج على اللائحة الرسمية لمهرجان تورونتو السينمائي) وفيلم «روشميا» للمخرج السوري سليم أبو الجبل الذي يتناول فلسطين (حائز جائزة لجنة الحكم في دبي).

للمرأة وقضاياها في العالم العربي محطة أيضاً هذه الدورة، فمن مصر تأتي المخرجة الشابة نادين صليب لتقدم فيلمها الوثائقي الطويل «أم غايب» حيث يعالج موضوع العقم عند المرأة وطوقها للشعور بالأمومة في المجتمعات المصرية.

تضاف دولة اليمن إلى الخارطة السينمائية للأفلام العربية التي شاركت في «مهرجان أيام بيروت السينمائية» منذ انطلاقه في العام 2001، حيث سنشاهد إطلالة لفيلم «أنا نجوم بنت العاشرة ومطلّقة» للمخرجة اليمنيّة خديجة السلامة. اقتبس الفيلم من الرواية الشهيرة التي تناولت واقع المرأة اليمنية الصعب جداً.

المغرب العربي

بعد عرض فيلم «قصة يهوذا» في إطار «ملتقى مهرجان برلين»، اختار المخرج الجزائري رباح عامر زايميكا «أيام بيروت السينمائية» ليطل فيلمه الطويل، الذي يتماهى وثيمة السنة للمهرجان «سينما والدين»، للمرة الأولى على العالم العربي. يقدّم الفيلم بالاشتراك مع مهرجان برلين.

وعلى جري عادة «أيام بيروت السينمائية» التعريف بوجوه سينمائية من العالم العربي، تكرّم هذا العام المخرج المغربي هشام العسري الذي قدّم أعمالاً مميزة خلال مسيرته، وتعرض له ثلاثة أفلام طويلة هي: «النهاية»، «هم الكلاب»، و{البحر من وارئهم» الذي اختير للمشاركة في مهرجان برلين.

أمّا المغرب فيحلّ ضيفاً مميّزاً على المهرجان هذه السنة من خلال عرض فيلم «إطار الليل» للمخرجة تالا حديد (عراقي/ مغربي).

وللسينما اللبنانية حصة كبيرة في هذا المهرجان، أبرزها  «الوادي» لغسان سلهب، بعد مشاركته في مهرجانات دولية عدة من بينها مهرجان تورونتو، ومهرجان أبوظبي حيث نال جائزة أفضل مخرج، ومهرجان قرطاج، ومهرجان دبي، ومهرجان برلين. بالإضافة الى أفلام وثائقية عدة من بينها وثائقي «ثمانية وعشرون ليلاً وبيت من الشعر» لأكرم زعتري، و{يوميات كلب طائر» لباسم فياض، و{لي قبور في هذه الأرض» لرين متري، و{مونومنتوم» لفادي يانيتورك، و{هوم سويت هوم» لنادين نعوس و{المرحلة الرابعة» لأحمد غصين.

يُذكر أن جمعية «بيروت دي سي» نظمت ورشتي عمل، الأولى للاجئين شباب سوريين وأخرى لشباب لبنانيين محرومين. أقيمت الورشتان في بيروت والبقاع.  فاختار هؤلاء الشباب تجربة صناعة الأفلام كوسيلة للتعبير عن واقع حياتهم اليومية فنفذوا أفلام قصيرة يعرض منها أيام بيروت السينمائية 19 فيلماً  الجمعة 13 مارس الساعة 4 بعد الظهر.

11 فيلماً قصيراً من العالم العربي

ككل دورة يتيح المهرجان فرصة العرض لأفلام قصيرة تمثل بلداناً عربية مختلفة. تعرض يوم الجمعة 20 مارس الساعة التاسعة الأفلام التالية:

«ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو  375» لعمر الزهيري (مصر)، «نسيبي» لحسان بلعيد (الجزائر)، «في الوقت الضائع» لرامي ياسين (الأردن)، «اليد الخشبية» لكوثر بن هانية (تونس)، قطن للؤي فضل (العراق) ، اليد الثالثة لهشام الادقي (المغرب)، السوق المركزي لصالح ناس (البحرين) ومن لبنان «ذات يوم» لرواد حبيقة، و{سايبة» لباسم بريش، و{ضوء» لياسمينا كاراجه، و{انا، الذاكرة» لنزار صفير.

كلاسيكيات أيام بيروت السينمائية

حيــن نتكلّم عـــن السينمـــا العربية لا يمكننا تجاهل نجومها الكبار الذين تغلغلوا في ذاكرتنا السينمائية العربية. في العام 2014، خسرت السينما العربية أيقونات مثل صباح وفاتن حمامة... وقرّر مهرجان الأفلام العربية «أيام بيروت السينمائية» توجيه تحية إلى هاتين النجمتين من خلال عرض الفيلم الأول لصباح في مصر «القلب لو واحد» (1954) من إنتاج آسيا داغر وإخراج هنري بركات وفيلم «أفواه وأرانب» لبركات أيضاً مع فاتن حمامة. يعرض الفيلمان في فندق «سمول ڤيل» في أجواء سينمائية رائعة تتبعها أمسية موسيقية من الزمن الجميل.

الجريدة الكويتية في

09.03.2015

 
 

'مهر يينينغا' الذهبي لفليم 'حمى' للمخرج هشام عيوش

السينما المغربية تتألق في مهرجان 'فيسباكو' بخمس جوائز

خالد لمنوري

فاز فيلم "حمى" للمخرج المغربي هشام عيوش بجائزة "مهر يينينغا" الذهبي للفيلم الطويل في مهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون لواغادوغو "فيسباكو"، الذي اختتمت دورته 24 مساء أول أمس السبت في بوركينافاسو، تحت شعار "السينما الإفريقية: الإنتاج والتوزيع في العصر الرقمي".

كما فاز فيلم "هم الكلاب"، للمخرج هشام العسري"، بجائزة أحسن تصوير سينمائي لعلي بنجلون.

وفي فئة الفيلم القصير نال المغرب جائزتي "مهر يينينغا" الذهبي عن فيلم "ماء ودم" للمخرج عبد الإله الجوهري، كما حاز المغرب جائزة المهر الفضي في الفئة ذاتها، وجائزة أحسن فيلم روائي في صنف سينما المدارس.

وهذه هي المرة الرابعة، التي يفوز فيها المغرب بالجائزة الكبرى لهذا الموعد السينمائي الإفريقي، إذ سبق أن توج بجائزة "مهر يينينغا" الذهبي في ثلاث دورات سابقة، الأولى سنة 1973 بفيلم "ألف يد ويد" لسهيل بنبركة، والثانية سنة2001 بفيلم "علي زاوا" لنبيل عيوش، والثالثة سنة 2011، بفيلم "البراق" لمحمد مفتكر.

ويحكي فيلم "حمى" قصة الطفل "بنجمان"، الذي كان يعيش رفقة والدته الفرنسية، وبعد دخولها السجن بتهمة الدعارة، يضطر إلى الانتقال للعيش رفقة والده المغربي، الذي لم يسبق له أن تعرف عليه، وفي منزل العائلة، سيضطر بنجمان إلى العيش رفقة والده وجدته وجده، لكن اللقاء كان صادما.

يقدم هشام عيوش، الذي تخصص في تسليط الضوء على المهمشين والتائهين في أفلامه، نماذج عديدة، منهم الجد الذي يحلم بالعودة إلى البلد الأم، والأب الذي يشعر أنه يعيش من أجل لا شيء، والابن المتمرد، والمهاجر الإفريقي، الذي يبحث عن السعادة بعيدا عن الدمار والحرب، والمثلي، الذي يحاول الحصول على تصالح المجتمع، بالإضافة إلى شباب الأحياء الهامشية، أبناء المهاجرين الذين يعيشون حياة كلها عنف، دون نسيان الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة (المرمي) في أحد مراكز الإيواء.

وتميزت الدورة 24 للمهرجان بشراكة خاصة مع الخطوط الملكية المغربية (لارام)، التي أحدثت جائزة خاصة أطلقت عليها اسم جائزة "ابن بطوطة" لأحسن فيلم يعالج موضوع السفر.

وكانت "لارام" ومهرجان "فيسباكو" وقعا، في 4 فبراير 2014، اتفاقية شراكة أصبحت بموجبها الشركة الوطنية الناقل الرسمي لهذا الحدث الثقافي والفني المرموق لثلاث دورات (2015، و2017، و2019). وبموجب هذه الاتفاقية، تؤمن الخطوط الملكية المغربية النقل الرسمي للمشاركين في المهرجان ونقل مختلف المعدات اللازمة لإنجاح هذه التظاهرة، التي تهدف إلى تشجيع السينما في جميع أنحاء القارة الإفريقية.

وبالإضافة إلى منح التذاكر للدورات الثلاث من المهرجان، تقدم "لارام" أسعارا تفضيلية على تذاكر سفر زوار المهرجان في شبكتها بأكملها، التي تغطي 85 وجهة في أربع قارات، من خلال 1600 رحلة في الأسبوع.

يشار أن المهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون لواغادوغو (فيسباكو) تأسس سنة 1969 بمبادرة من مجموعة هواة سينما بوركينابيين، بهدف التعريف بالسينما الإفريقية، واسترجاع الثقافة الإفريقية، من خلال تطوير القدرات السينماتوغرافية للبلدان الإفريقية من طرف الأفارقة أنفسهم.

وبعد أربعين سنة من الوجود وتنظيم 24 طبعة سارع هذا المهرجان، الذي ينظم كل عامين في العاصمة البوركينابية، إلى تجاوز حدود القارة لكسب سمعة دولية، إذ انتقل من خمسة بلدان ممثلة في البداية إلى 35 بلدا اليوم.

ومن خلال إنشاء السوق الدولية للسينما والتلفزيون الإفريقية (ميكا) أضحى المهرجان موعدا سينمائيا كبيرا في القارة الإفريقية.

الصحراء المغربية في

09.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)