كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

(من ألف إلى باء):

لابد من أن تضيع لتجد نفسك

ياسمين عادل – التقرير

 

سيذكُر التاريخ أن “من ألف إلى باء” هو أول فيلم محلي إماراتي يختاره مهرجان أبوظبى السينمائى كفيلم للافتتاح بعد 8 سنوات من بدايته، وهو إنتاج إماراتي – مصري – لبناني مُشترَك.

الفيلم قصة وإخراج على مصطفى، وتأليف محمد حفظي بمشاركة أشرف حمدي وروني خليل. وهو بطولة جماعية لشادي ألفونس (مصري)، فهد البتيري (سعودي)، وفادي الرفاعي (سوري). كما أنه يضم العديد من الجنسيات الأخرى؛ إذ يشارك في التمثيل فنانون من مختلف أنحاء العالم، فمن فلسطين نَجِد: ليم لوباني وعلى سليمان، من مصر: خالد أبوالنجا، يسرا اللوزي ومها أبو عوف، من سوريا: سامر المصري، من السعودية: عهد، من أمريكا: مادلين زيما، ومن كوريا الجنوبية: ونهو تشونغ.

فيلم واحد يجمع 7 جنسيات مُختلفة ما يجعله تجربة جديدة تبدو مُهمة، وعلى الرغم من أنه فيلمٌ إماراتي؛ إلا أنه خلا من أي بطل إماراتي ما أثار اندهاش البعض واستياء البعض الآخر، مُتسائلين هل كون المُخرج وإحدى الجهات المُنتجة من الإمارات بينما جميع الأبطال من بلدان مُختلفة -حتى أن الأحداث مُعظمها صُوِّر بدول أخرى- يكفي لمنح الفيلم الجنسية؟!

ويُعد هذا الفيلم ثاني الأفلام الروائية للمخرج علي مصطفى بعد فيلمه “دار الحي”، والذي عَرَض فيه الجنسيات المختلفة الموجودة في دُبي، ليبدو مُهتمًا بتسليط الضوء على تنوع الثقافات الموجود في الإمارات، والأهم فتحها ذراعيها لاحتواء كل الأجناس على اختلافهم مانحة لهم يَد العَون والإحساس بالأمان.

وقد استغرق إعداد الفيلم أربع سنوات كاملة ليخرج إلى النور، على الرغم من ذلك خرج الفيلم مُخلخلًا حاملًا الكثير من السلبيات التي سنذكرها لاحقًا.

تحكي القصة عن ثلاثة أصدقاء من جنسيات مختلفة يعيشون جميعهم في أبو ظبي،وهم رامي مدمن السوشيال ميديا، يوسف/جاي الدي جي، وعُمر مُدرس التربية الرياضية المتزوج من أروى التي أوشكت على وضع أول طفلة لهما خلال أسابيع.

وتدور الأحداث في ديسمبر 2011، حين يلتقي الثلاثة بعد انقطاع منذ وفاة صديقهم اللبناني هادي بأحداث لبنان 2006. فيقترح أحدهم على الباقيين الذهاب في رحلة برية من أبو ظبي (أ) إلى بيروت (ب) لزيارة قبر صديقهم، خاصة وأنهم تركوه قبل 5 سنوات يُسافر وحده فيموت ليظل الشعور بالذنب ينَهش كلًا منهم لسبب مُختلف.

تبدأ الرحلة من أبو ظبي مرورًا بالسعودية والأردن تليهما سوريا ثم بيروت. في كل بلد يمر الشباب بمواقف بعضها طريف وبعضها إنساني أو سياسي، خاصة مع الظروف التي تمر بها معظم البلاد العربية. يستمر الأبطال في رحلتهم بعد اجتيازهم الكثير من العراقيل قبل أن يصلوا بالنهاية لوجهَتهم.

“لابد من أن تضيع لتجد نفسك” هذا هو الشعار الذي رفعه الفيلم وصُناعه، فلطالما كان السر في الرحلة وليس جهة الوصول، جميعنا نعرف ذلك وهو ما جرى على لسان أحد الأبطال أكثر من مرة، فمثل تلك الرحلات وإن بدت بسيطة أو عادية إلا أنها تُغيِّر أبطالها تاركة بصمتها على أرواحهم للأبد.

ولا أحد يستطيع إنكار أن تلك الفكرة قُدمت كثيرًا بالأفلام الأجنبية مثل Road Trip أو The Hangover. لكن، هذا لا يعني عدم تقديمها بالسينما العربية، نعم من غير الجيد اقتباس الأفكار الغربية لكن الأفكار ليست حكرًا على أحد بأية حال طالما أنها ستُقَدَّم بشكل مُختلف ومصبوغ بالطابع العربي. وهي فكرة تستحق تَبَنيها على الأقل لتعريف العَرَب أنفسهم قبل الغرب بجغرافية الوطن العربي، وكيف أن بيئتنا الصحراوية لا تخلو من الجَمَال.

ويقول المُخرج إنه لم يود تقديم فيلم سياسي؛ بل كان يقصد تقديم فيلم مُمتع وكوميدي غير أن الأوضاع العربية فرضت نفسها على الأحداث، فلا يُمكن مثلًا الذهاب من الأردن إلى بيروت دون المرور بسوريا، وبالتالي عرض الأحوال هُناك خاصة وأن بعض أبطال الفيلم سوريون.

قد لا يُمكننا الاختلاف مع ذلك، لكننا سنضطر في تلك الحالة أن نَعيب على المُخرج السطحية التي تناول بها تلك اللحظات التي كان من المُفترض أن تكون مؤثرة! فهاهي مشاهد إنسانية للغاية تصلح بالفعل لأن يُسلَّط عليها الضوء فيُهدرها المُخرج دون حتى اكتساب تعاطف الجمهور.

كذلك بَدَت الجنسية الإسرائيلية لبعض الأبطال مُقحمة بالعمل، كما انزعج الجمهور من رَد فِعل الشاب السعودي-غير المُبرر بالفيلم- حين استمر بعلاقته مع الفتاة الإسرائيلية بعَكس المصري الذي ابتعد على الفور.

من السلبيات الأخرى بالفيلم، حالة التشُتت التي ظهرت عليها القصة، كما لو أن المُخرج أراد التقاط كافة الخيوط بيده وعرضها على الشاشة، فتفككت منه ليبدو الفيلم لقطة من هُنا وقصة من هُناك، في حين كان من الأفضل اختيار جانب ما والتركيز عليه.

كان من المؤسف أيضًا صدور ألفاظ غير لائقة على لسان أحد الشباب من وقت لآخر. كذلك جاء حوار الأبطال مع بعضهم البعض باللغة الإنجليزية مُعظم الأوقات -على الرغم من جنسياتهم العربية- مُنفرًا ولا داعي له.

وعن آداء الممثلين، فقد جاء تمثيلهم جيدًا خاصة وأنها التجربة الأولى للأبطال الثلاثة، كما أن وجود شادي ألفونس أحد مؤلفي برنامج (البرنامج)، و فهد البتيري الاستاند أب كوميدي جعل المواقف الكوميدية هي الأمتع والأكثر قوة، وإن تركت المُشاهد راغبًا في المزيد.

أما الأدوار المُساعدة، فقد بَرَع معظم أبطالها حتى إن البعض تميَّز باللحظات القليلة التي ظهر فيها على الشاشة مثل خالد أبو النجا وسامر المصري. أما يُسرا اللوزي فكان تمثيلها باهتًا جدًا، وعن ليم لوباني فجاء أداؤها معقولًا على الرغم من أن إمكانياتها الفنية ومساحة دورها يسمحان بما هو أكثر.

وعن إخراج الفيلم فلا بأس به، وقدجاءت الموسيقى التصويرية والأغنيات المُختارة حماسية وشبابية وإن بدا من الممكن تنسيقها بشكل أكثر إمتاعًا. أما أفضل ما بالفيلم فكان مشهد النهاية.

(من ألف إلى باء) فيلم يستحق تسليط الضوء عليه ليس لأنه رائع فنيًا، ولكن لأنه أول تجربة سينمائية إماراتية خارج الصندوق؛ لذا من الممكن اعتباره بمثابة البَطَل الذي فَتَح الباب على مصراعيه، كل ما في الأمر أنه نقلنا من النُقطة (أ) إلى النقطة (ب) فقط، ومازال علينا أن نُكمل المشوار لنجتاز باقي الطريق.

ثمانية مخرجين كتبوا شهادات ميلاد جديدة لأبطالهم

ياسمين عادل – التقرير

رغم أن معظم مشاهدي الأعمال الفنية تعلقهم الأكبر واهتمامهم عادة ما يكون بأبطال تلك الأعمال، إلا أنه لا خلاف على كون الـمُخرج هو رَب العمل الحقيقي والذي باختياراته ورؤيته يستطيع أن يصنع منه شيئًا مدهشًا سيبقى أو مجرد عمل آخر يتم مشاهدته مرة واحدة وكفى.

بعض المخرجين لا يستهويهم الاستسهال واختيار الممثلين للأدوار التي تشبههم، بل يمنحون الأدوار لفنانين يثقون أن لديهم ما يستطيعون تقديمه حتى وإن لم يكونوا قد قدموا مثل تلك الأعمال من قبل؛ فيُفاجئونا بهم في شكل جديد لم نكن لنتوقعه! يُفجرون داخلهم طاقات إبداعية رُبما هم أنفسهم لم يكونوا على دراية من امتلاكها؛ فنشعر كما لو أن كل تاريخهم السابق كان مجرد تمهيد، وأن عملهم هذا هو بدايتهم الفنية الحقيقية والتي لن نقبل بأقل منها بعد ذلك.

هناك العديد من المخرجين الذين يملكون القدرة على تلك الرؤية الثاقبة، والأهم عدم الخوف من المجازفة ليحصدوا في النهاية مدح الجمهور والنقاد. من هؤلاء المخرجين:

8- ساندرا نشأت

ممثلة ومخرجة مصرية، حصلت على بكالوريوس المعهد العالي للسينما قسم الإخراج. أخرجت عددًا قليلًا من الأفلام، غير أن ما يميز أفلامها أنها حتى ولو كانت قصصها عادية؛ فإن الملفت فيها سيكون الأدوار التي لا تعرف كيف في مخيلتها وجدتها تنادي على أصحابها.

يتضح ذلك منذ بدايتها وأول فيلم روائي طويل لها، فيلم “مبروك وبلبل” والذي ظهر لنا فيه الفنان العظيم يحيى الفخراني في دور “مبروك” المعاق ذهنيًا، والفنانة دلال عبد العزيز في دور “بلبل” التي تضطرها الظروف لتصبح عاهرة، والذي لم يكن هناك أي مقدمات قد توحي بأن تلك الأدوار تليق على هؤلاء الفنانين. حتى إن البعض يعتبر هذا الفيلم بمثابة اكتشاف جديد لدلال عبد العزيز بعيدًا عن أدوار الرقص وبنت الحارة الجدعة.

ومن الفنانين الذين حظوا بانطلاقة حقيقية مع ساندرا نشأت غيرت من نوعية الأدوار التي تُعرض عليهم: غادة عادل ونور؛ حيث كانت تتردد الشائعات طوال الوقت بأن غادة عادل لا تمثل إلا لأن زوجها هو مخرج العمل، وأن موهبتها لا تؤهلها سوى لدور البنت الشقية؛ فكان دورها في “ملاكي إسكندرية” بمثابة إعلان نجمة قادرة على أداء أدوار درامية أثقل من ذلك.
أما نور فهي كانت دائمة الظهور في أدوار الفتاة الجميلة، فجاء دورها في “ملاكي إسكندرية” يعلن قدرتها على تجسيد أدوار مختلفة، حتى إن شكلها كان جديدًا تمامًا كذلك. ويبدو أن ساندرا نشأت قد لمست شيئًا في موهبة نور جعلها تستعين بها مرة أخرى في فيلم “الرهينة”، لتظهر في دور المرأة التي خططت لخطف عالم مصري، لنجدها قادرة كذلك على تقديم أدوار الشر السيكوباتية.

7- كاملة أبو ذكري

مخرجة مصرية، تخرجت في المعهد العالي للسينما، تعتبر من أهم مخرجات جيلها. قدمت الكثير من الأعمال التي غيرت بها جلد ممثليها تمامًا، مثل: أحمد السقا وغادة عبد الرازق في فيلم “عن العشق والهوى”، أحمد الفيشاوي وانتصار في فيلم “واحد صفر”، انتصار وباسم سمرة في مسلسل “ذات”، دُرة وروبي ونسرين أمين في مسلسل “سجن النسا”.

ولعل من أهم الفنانات اللاتي ظهرن بشكل جديد وأكثر موهبة مع كاملة، هي نيللي كريم، والتي تراها كاملة تمتلك طاقة مرعبة وأنها من أهم الممثلات الموجودات على الساحة ولكن موهبتها مدفونة في أدوار البنت الجميلة دون أن يدركوا أن نيللي عجينة متلونة وموهبة تمثيلية ضخمة.

قدمت نيللي كريم معها ثلاثة أعمال حتى الآن، وحاليًا تقوم بتصوير العمل الرابع وهو فيلم بعنوان “يوم للستات” مع إلهام شاهين ومحمود حميدة. أما ما عرض على الشاشة بالفعل فهو فيلم “واحد صفر”، قدمت فيه دور ممرضة ترتدي الخمار، من طبقة فقيرة شعبية، والذي كان أول ظهور لنيللي خارج إطار أدوارها المتعارف عليها. غير أن الاكتشاف الأعظم لمواهب نيللي المدفونة والتي فاجأت بها جمهورها كان من خلال مسلسلي “ذات” و”سجن النسا” في رمضان 2013 و2014، والذين استحقت عنهما مكانة جديدة تربعت على عرشها عند جمهورها، حتى إنها قدمت في رمضان الماضي مسلسل “سرايا عابدين” وأدت دورها جيدًا، غير أن جمهورها لم يعد يقبل منها بأدوار أقل إبداعًا عن أدوارها مع كاملة.

نيللي كريم – سجن النسا

6- يسري نصر الله

درس السينما في المعهد العالي للسينما. عمل في بداياته كناقد سينمائي في صحيفة لبنانية، وأيضًا كمساعد مخرج مع يوسف شاهين في فيلمي “وداعًا يا بونابرت” و”حدوتة مصرية”، كما شاركه أيضًا في كتابة سيناريو فيلم “إسكندرية كمان وكمان”، ثم خاض التجربة الإخراجية في نفس العام فأخرج فيلمه الروائي الطويل الأول “سرقات صيفية”.

لعل أهم ما يميز أعماله أنه لطالما كان لديه رؤية خاصة مختلفة ومميزة، يحاول من خلالها عرض أفكاره وكيفية رؤيته للمجتمع المصري وتحولاته. أفلامه ليست تلك النوعية من الأفلام الخفيفة التي تربت على كتف المشاهد فتقول له لا تخف ستكون بخير، بل إنها تصفعه بعنف وتفتح عينيه على آخرها لعله يرى الأمر على حقيقته.

يسري نصر الله واحد من هؤلاء المخرجين الذين يعيدون تشكيل فنانيهم فيظهرون بعدها بصورة جديدة لم نكن نعرف أنها قد تشبههم. كما حدث مع هند صبري وسماح أنور في فيلم “جنينة الأسماك”. أتذكر جيدًا كيف أن دور سماح أنور رغم قصر مدته على الشاشة قد استوقفني كثيرًا، حتى إنني أراه من أجمل أدوارها والذي ظهرت من خلاله كسماح أخرى.

ولعل من أشهر الفنانيين الذين ظهروا معه بشكل مختلف، كانت منى زكي في فيلم “احكي ياشهرزاد”، حتى إن الكثيرين قد هاجموها على الدور الذي قدمته لأنهم لم يعتادوا منها على مثل هذه النوعية من الأدوار الجريئة، بل ولم يكونوا يعلمون أنها قادرة على تمثيله، لكنها رؤية المخرج وحدها التي كانت أشمل وأوسع؛ فوحدها كانت ترى أنها تستطيع.

5- رضوان الكاشف

مؤلف ومخرج مصري، حاصل على بكالوريوس في الإخراج السينمائي من المعهد العالي للسينما في القاهرة، وكان أول دفعته. ورغم عبقرية رضوان الكاشف إلا أن مشواره الفني كان قصيرًا جدًا؛ حيث توفى صغيرًا، فلم يترك لنا إلا ثلاثة أفلام روائية طويلة ومجموعة من الأفلام التسجيلية القصيرة.

من يتأمل أفلامه سيعرف كم خسرت السينما برحيله؛ إذ كان فنانًا ذا رؤية خاصة، تعد مزيجًا ما بين الواقعية القاسية والسحرية. كان طوال الوقت يحاول تقليص الفجوة بين المشاهد والواقع وحثه على السعي والبحث عن سبيل للتغيير.

قدم للسينما أفلام: “ليه يابنفسج”، “عرق البلح”، “الساحر”، وفي كل عمل منهم كنا نرى الفنانين وقد غيروا جلدهم تمامًا معه، فخرجوا في صورة جديدة ستبقى خالدة في الذهن مهما قدموا بعدها من أعمال، ولعل من أشهر هؤلاء النجوم: محمود عبد العزيز وسلوى خطاب في فيلم “الساحر”، وغالبية أبطال فيلم “عرق البلح” خاصًة شريهان التي كانت مفاجأة للجميع!

4- خيري بشارة

مخرج مصري خريح المعهد العالي للسينيما في القاهرة. لعل أهم ما يميز أفلامه واقعيتها الشديدة مع التقنيات الفنية العالية. له العديد من الأفلام المشهورة مثل: “العوامة 70″، “آيس كريم في جليم”، “كابوريا”، “يوم مر يوم حلو”، “حرب الفراولة”، “قشر البندق”، “أمريكا شيكا بيكا”.

هو ذلك المخرج صاحب الرؤية الخاصة والتي ربما لا تمس البعض، لكن عند الرجوع إليها نلاحظ كم كانت أعماله قوية وجريئة وتحاكم المجتمع بقسوة عاكسة خلل المنظومة بأكملها.

ويعتبر خيري بشارة أحد هؤلاء القادرين على منح الفنانين روحًا جديدة، كما حدث مع سيدة الشاشة فاتن حمامة في “يوم مر ويوم حلو”. فعلى الرغم من تاريخها الحافل، إلا أنها في هذا الفيلم تشعر كما لو أنها فاتن جديدة أكثر صدقًا وحميمية، كذلك شيريهان في “الطوق والأسورة” والذي يعتبره البعض عملها الأفضل بعد “عرق البلح”، حتى عمرو دياب حين تعاون معه في “آيس كريم في جليم” ظهر بشكل مختلف عن كل الأعمال الأخرى التي قدمها.

3- داوود عبد السيد

مخرج مصري، خريج معهد السينما. بدأ حياته العملية بالعمل كمساعد مخرج، لكنه لم يحب مهنة المساعد فاتجه لصناعة الأفلام التسجيلية، والتي منحته فرصة لرؤية التفاصيل والبشر بميكرسكوبه الخاص. ثم بعد 15 سنة قرر إخراج أول أفلامه الروائية الطويلة. ولعل ما يميز أعماله، والتي تستطيع التعرف عليها بسهولة بسبب بصمته وروحه، أن أعماله تحمل طابعًا يجمع ما بين الذاتية والتمرد بالإضافة لاهتمامه الدائم بالتفاصيل ونهايات أفلامه التي دومًا ما تأتي مفاجئة ورَحبة فتحمل أكثر من تأويل كما يليق بالنهايات المفتوحة.

على الرغم من أن تاريخ داوود عبد السيد مع الأفلام الطويلة ليس بكثير، إلا أنه استطاع أن يصنع لنفسه تاريخًا سيبقى لينتظر الجميع أعماله بشغف؛ فهم يعلمون أنه سيقدم لهم وجبة دسمة من الفن وسيفاجئهم دومًا باختياراته لأبطاله، فيعيدون اكتشافهم بسببه، تمامًا كما فعل مع محمود عبد العزيز في فيلم “الكيت كات” أو مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في دور فريد من نوعه لم تقدم مثله من قبل أو من بعد في “أرض الأحلام”، وصولًا لأبطال فيلمه الأخير “رسائل البحر” سواء كان آسر ياسين في دوره كيحيى الطبيب المتلعثم والذي يحب الصيد أو بسمة في دور لعله أنضج الأدوار التي قدمتها حتى الآن.

2- محمد خان

ذلك المخرج الذي لا تستطيع أن تصدق مهما أخبروك أنه لم يكن مصريًا على الورق حتى شهور قليلة مضت! حيث تحمل كل أفلامه جينات مصرية صميمة أكثر من ملايين المصريين في جواز السفر.

سافر خان إلى إنجلترا لدراسة الهندسة، غير أن القدر غير مصيره فالتحق بمعهد السينما بلندن. ولعل أهم ما يميز أفلامه هو حالة السهل الممتنع التي يقدمها بمنتهى الحرفية والإبداع. فيفاجئك بواقع وقصص وأشخاص لم تكن تعلم عن وجودهم شيئًا، لكنه بالتقاطه التفاصيل وطريقة عرضه واختياره لأبطال حكاياته يعرف كيف يجعلك تتوحد مع الحدوتة وتصبح جزءًا منها.

قدم محمد خان العديد من الأفلام التي جاء منها الكثير في قائمة أهم 100 فيلم في السينما المصرية، ولو فكر أي شخص في عمل قائمة بأفلامه المفضلة لابد وأن يجد فيها بعضًا من أعماله، والتي جاء أبطالها في ثوب مختلف عن أي عمل قدموه مع مخرجين آخرين، والأمثلة على ذلك غير قابلة للحصر: سعاد حسني في “موعد على العشاء”، عادل إمام ودوره الذي أشاد به كل النقاد في “الحريف”، أحمد زكي وميرفت أمين في “زوجة رجل مهم”، نجلاء فتحي في “أحلام هند وكاميليا” و”سوبر ماركت”، غادة عادل ودورها الأهم في “في شقة مصر الجديدة”، وأخيرًا ياسمين رئيس في “فتاة المصنع”.

ولعل ما يميز محمد خان أيضًا أنه لا يكتفي بالاهتمام بالبطل الرئيس، بل إنه يختار كل الكاست حتى الكومبارس منهم بعناية شديدة لتشعر أنه لم يكن في الإمكان أفضل مما كان بالفعل!

1- يوسف شاهين

هل كان يتوقع أحد أن يكون المخرج رقم 1 في موضوعنا اليوم شخص آخر غير المخرج العالمي يوسف شاهين؟! لا أظن ذلك.

هو مخرج سينمائي مصري ذو شهرة عالمية. العديد من أعماله اندرجت تحت بند أهم أفلام السينما المصرية بل والعربية. تميزت أعماله بأنها مثيرة للجدل؛ لذا لطالما كان له جمهوره الخاص الذي يعشق أعماله ويدافع عنها. ولقد قدم للسينما المصرية تاريخًا متنوعًا من الأعمال ما بين سيرته الذاتية في رباعية سينمائية (“إسكندرية ليه؟”، “حدوتة مصرية”، “إسكندرية كمان وكمان”، “إسكندرية نيويورك”) وبين الأفلام الغنائية والواقعية والملاحم التاريخية.

 يوسف شاهين هو أكثر المخرجين الذين قدموا وجوهًا جديدة للسينما أصبحوا نجومًا بعد ذلك، مثل: عمر الشريف وخالد النبوي وهاني سلامة وروبي ويسرا اللوزي وآخرين. كذلك أدخل العديدين من عمالقة الطرب عالم التمثيل، مثل: داليدا وماجدة الرومي ولطيفة. كما أنه وبدون أي وجه للمقارنة يعتبر أكثر مخرج وضع أبطال حكاياته في قوالب بعيدة كل البعد عن الأدوار التي قدموها قبله، ليعيد اكتشافهم وميلادهم؛ حتى إنه يكاد يكون قد فعل ذلك مع كل من تعامل معه، فلطالما كانت له رؤيته الخاصة جدًا والتي يصفها البعض بالغموض أحيانًا متى عجزوا عن فهمها.

نرى ذلك بوضوح (على سبيل المثال لا حصر) في: ماجدة في “جميلة بوحريد”، شكري سرحان في “عودة الابن الضال”، محمود المليجي في “الأرض”، سعاد حسني في “الاختيار”، نور الشريف ويسرا وسهير البابلي في “حدوتة مصرية”، نور الشريف وليلى علوي في “المصير”، خالد النبوي في “المهاجر”، نبيلة عبيد في “الآخر” وكثيرين غيرهم. أما محسن محي الدين ففي كل ما قدمه مع يوسف شاهين كان متفردًا؛ حيث لم يره أحد كما رآه هو.

التقرير الإلكترونية في

09.03.2015

 
 

باقة من الافلام الجزائرية في مهرجان الفيلم الشرقي بجنيف

جنيف - يتضمن البرنامج المقبل للمهرجان الدولي للفيلم الشرقي بجنيف الذي سينظم من 20 إلى 29 مارس/اذار تسعة أفلام جزائرية حسبما أعلن عنه الأحد منظمو المهرجان الذي يحتفل هذه السنة بذكرى تأسيسه الثانية.

وأوضح منظمو هذه التظاهرة الثقافية أن من بين هذه الأفلام ستة في المنافسة الرسمية، واحد في فئة الأفلام الطويلة واثنين في الأفلام القصيرة و ثلاثة من النوع الوثائقي.

ويمكن لرواد المهرجان أن يشاهدوا في فئة الأفلام الطويلة العمل السينمائي "الوهراني" (2014 ضمن المنافسة الرسمية) لالياس سالم.

ويسافر المخرج عبر الذاكرة الجزائرية مسترجعا الألم والأمل معا، من خلال طرح عديد الأسئلة حول إمكانية المصالحة معها وهل يمكن تبنيها من جديد، انطلاقا من صور قدمها عن الحرب التحريرية وأهم محطاتها، إضافة إلى بعض المراحل التي عرفت رجات في صفوف المناضلين والثوار الجزائريين بسبب اختلاف الرؤى.

الفيلم يتناول قصة إنسانية تتحدث عن التضحية والصداقة والحب بنيت على خلفية علاقة صداقة ونضال بين بطل الفيلم جعفر الملقب بالوهراني وحميد، طرحت بشكل جريء ونقدي.

وتروي قصة "الوهراني" عودة المجاهد جعفر أو الوهراني بعد الاستقلال إلى بيته ليفاجأ بنبأ وفاة زوجته ياسمين التي تم اغتصابها من قبل ابن أحد المعمرين، وتترك وراءها طفلا كان ثمرة ذلك الاغتصاب.

ورغم تلك الصدمة يحتضن جعفر ذلك الطفل ويكون له بمثابة الأب الحقيقي، لتبدأ رحلة أخرى بين جعفر والطفل بشير، حيث يصر الأب على إخفاء الحقيقة عليه لكن سرعان ما يبدأ الطفل في البحث على السر في اختلاف شكله عن باقي أفراد العائلة.

وكان شبح ياسمين التي لم تظهر في الفيلم حاضرا بقوة، خاصة أن وزجها عانى كثيرا من رحيلها كما لم يقبل إخفاء أصدقاىه لموتها خلال تواجده بالجبل، معتبرا ذلك بمثابة خيانة، لاسيما من قبل صديق عمره "حميد" الذي اعتلى مناصب سياسة عليا بعد الاستقلال. رغم تغير نظرة حميد لبعض المسائل إلا أنه بقي قريبا من جعفر وحاول مساعدته في تجاوز محنته في فقدان ياسمين.

ويعرض المعرجان "سينما شكوبي" (2013) لبهية علواش أما في فئة الأفلام القصيرة سيتم عرض أربعة أفلام ويتعلق الأمر بكل من "أخ الزوج" (2014 ضمن المنافسة) لحسن بلعيد و"نظرات" (2014 ضمن المنافسة) لنور الدين قبايلي وفليم "ييدير" (2012) و"كسيلة" (2013) لطاهر حوشي.

أما في فئة الأفلام الوثائقية فسيتمكن الجمهور من مشاهدة ثلاثة أفلام مشاركة ضمن المنافسة الرسمية و يتعلق الأمر بـ"949 10 امرأة" (2014) لنسيمة قسوم و"وقائع غامضة" (2013) للمخرج لمين عمار خوجة و"الواد الواد" (2014) لعبدالنور زحزاح.

كما سيتضمن البرنامج الفيلم الوثائقي للمخرج الجزائري-الفرنسي رشيد وجدي "الضياع بين ضفتين - العجزة المنسيون" (فرنسا 2014) كما يسجل مشاركة "مجموعة من 100 عمل سينمائي من الشرق والغرب مع مشاركة 60 مدعوا".

ويشير المنظمون إلى أن مهرجان الفيلم الشرقي بجنيف (2015) الذي سيكون رئيسه الشرفي الشاعر السوري علي احمد سعيد اصبر المعروف بادونيس يطمح إلى "الرد على الحقد بالحب وعلى العنف بالفن وعلى الهمجية بالشعر" كما ينتظر تنظيم نقاشات و ندوات ومحاضرات حول عديد المواضيع.

وتتعلق هذه المواضيع خاصة بـ"الشرق بكل حالاته" و"آراء ورؤى نسوية" و"نظرات متقاطعة: سويسرا- الشرق" و"الهجرة و الاندماج".

الرأي الأردنية في

09.03.2015

 
 

فى دورته الثالثة والستين ..

مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما يرفع شعار.. تحيا مصر

كتبت - هبة عادل

فى دورته الثالثة والستين.. أقام المركز الكاثوليكي المصري للسينما- حفل افتتاح مهرجانه السنوي لهذا العام منذ أيام.. مهديا هذه الدورة لروح الفنانة الراحلة سيدة الشاشة العربية .. الفنانة فاتن حمامة.

وفي كلمته الافتتاحية أكد الأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي ورئيس المهرجان أنه المهرجان هو دعوة للحب والفن والسينما.. فيما قدم تحية تقدير لشهداء الوطن من ابنائه الذين اغتيلوا مؤخراً بليبيا وجميع شهداء الواجب من رجال الشرطة والجيش والقضاء داعيا بالأمن والأمان لمصر وشعبها العظيم.

وفيما أكد الأب بطرس علي دور الفن الحقيقي في مواجهة التخلف والنفاق حيث قال إن الفن حب، أكد أيضا الأب كمال لبيب الرئيس الإقليمي للاباء الفرنسيسكان في مصر أن من يملك الايمان بالفن يملك الحياة وقال خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة الذي حضر المهرجان نائبا عنه إن المهرجان هو رسالة خير وسلام وأن المهرجان هذا العام جاء في لحظة فارقة من حياة الوطن والثقافة ايضا وانها دورة في موعدها مؤكداً علي دوره واهتمامه بالسينما كقضية أمن قومي وأن حل مشاكلها هو أمر ضروري جداً.

أما عن جوائز المهرجان لهذا العام فقد ذهبت جوائز الريادة السينمائية إلي كل من الفنانة القديرة نبيلة عبيد والفنانة العزيزة صفية العمري والفنانين حسن مصطفي وأحمد خليل ومحمد وفيق والمخرج محمد نبيه.

وذهبت جائزة التميز الإعلامي للإذاعي والإعلامي الكبير حمدي الكنيسي وجائزة المركز الخاصة للمصور السينمائي سعيد الشيمي وجائزة فريد المزاوي للمخرجة نبيهة لطفي وجائزة الأب يوسف مظلوم للفنان المتميز أحمد فرحات فيما ذهبت جوائز الإبداع الفني للموسيقار جمال سلامة والموسيقار هاني شنودة والناقد الفني كمال رمزي والسينارست والناقد الفني عاطف بشاي.

يذكر أن فاعليات المهرجان والممتدة خلال هذا الأسبوع تشمل عرضاً يومياً لواحد من الأفلام الخمسة المشاركة وهي "لامؤاخذة" للمخرج عمرو سلامة و"فتاة المصنع" للمخرج محمد خان و"صنع في مصر" للمخرج عمرو سلامة و"الخروج للنهار" للمخرجة هالة لطفى و"ديكور" للمخرج أحمد عبدالله وسيقوم المركز مساء الخميس القادم بعمل حفل تأبين لسيدة الشاشة العربية الراحلة الفنانة فاتن حمامة علي أن تختتم الفاعليات مساء الجمعة القادم من خلال نقل توزيع جوائز المهرجان.

فيما يذكر أن لجنة تحكيم المهرجان هذا العام كانت مكونة من المخرج الكبير عمر عبدالعزيز رئيسا أما الاعضاء فهم السينارسيت بشير الديك مدير التصوير طارق التلمساني والفنانون شيرين .. رانيا فريد شوقي وباسم السمرة والكاتبة الصحفية آمال عثمان الناقد الفني طارق الشناوي والموسيقار تامر كروان.

تجدر الاشارة أيضا إلي أن المركز قد منع مجموعة من الجوائز لبعض الأعمال الدرامية المتميزة وفي هذا الإطار جاءت جائزة احسن ممثل في عمل درامي من نصيب الفنان الكبير عادل إمام عن دوره في مسلسل "صاحب السعادة" وقد تسلمتها عنه الفنانة شيرين وذهبت جائزة احسن ممثلة في عمل درامي للفنانة ليلي علوي عن دورها في مسلسل "شمس" ومنح جائزة المركز التشجيعية للفنان الشاب حمزة العيلي الذي لعب الدور الشهير "مسكر" بمسلسل ابن حلال.

جدير بالذكر أن جميع الفنانين في كلمتهم قد مزجوا فرحتهم بالتكريم بدعواتهم إلي مصرنا الحبيبة رافعين جميعا شعار تحيا مصر، أحيت حفل الافتتاح المطربة الشابة جنات بمجموعة من اغانيها الرومانسية والوطنية وقدمته المذيعة الشابة نانسي إبراهيم.

وردة الحب الصافى ..

حديث نادر بين مصطفى أمين و محمد عبدالوهاب

كتب - يحيي تادرس

يعلن ناظر مدرسة الأوقاف "الخديو إسماعيل الآن" أن "محمد أفندي عبدالوهاب" تم تعيينه كأستاذ للموسيقي والغناء.

.. ويفاجأ "التلاميذ" بشاب صغير أنيق - ليس بيده "مسطرة" أو عصا - وليس متجهما كباقي المدرسين.

..

- ودلوقتي عايز أسمعكم وانتوا بتغنوا علشان أحكم علي أصواتكم.. واتفضلوا"

.. ولم يتفضل أحد إذ كانت تنقصهم الجرأة.. والأصوات الشجية.

.. لكن أحدهم يرفع أصبع يده

- ها اه .. هاتسمعنا إيه

- وحوي يا وحوي اياحا .. البنت الحلوة الفلاحة ..

.. وكان الصوت صدمة لآذان عبدالوهاب أفندي الرقيقة.. أما صاحب الصوت فكان للتلميذ حينذاك "مصطفى أمين

..

بعدها - وهذا حدث بالفعل - يختفي مدرس الموسيقي ولم يعد للمدرسة بعدها

....

ويكبران معاً

التلميذ... ومدرس الموسيقي - ويتصادقان:

- فاكر أول أجر قبضته في حياتك

- سيد درويش.. ألف فرقة مع عزيز عيد.. وأفلست .. ومع منيرة المهدية وأفلست.. والله يرحمه كان ملحن عظيم لكنه مطرب؟... صوته ما كانش بيعجب الجمهور... نصحوه - يدور علي مغني صغير يغني ألحانه.. ورشحوني ليه .. ابتديت أغني وأنا خايف.

- منه!

- بعد العصاية اللي كان مسكها باعتباره قائد الفرقة الموسيقية .. المهم بعد 4 أيام "غٌني" قبضت مبلغ مهول... ويضحك...

7 قروش صاغ.،. شربت بيهم أنا وأصحابي عصير قصب

...

- أول لحن؟

- ويضحك ... كان كلام سخيف مالوش معني

.. كان جوايا مليان أنغام مسجونة عايزة تتحرر وتخرج وماحدش عايز يديني ولا يديها فرصة لحد ما قريت خبر في جورنال

خبر ؟

- عن نقل حضرة الفاضل الصاغ المأمور "علي المفتى" إلي مدينة زفتي.

... وقعدت أدندن بأول لحن في حياتي

- أول حب؟

- - كان عمري 9 سنين وهيه كان عمرها "25 سنة" .. كنا جيران في حي الشعراني "باب الشعرية" .. كان زوجها..

- كانت متجوزة؟

- كاتب وقف المسجد "السيدة"

ويستغرق عبدالوهاب في الذكريات:

كان اسمها خديجة .. جميلة طويلة سمرا...

ويضحك ... الله عليها لما كانت بتضحك ... اسنانها كانت بتنور وضحكتها كانت ... أحلي نغم سمعته في حياتي..

كانت بتحب صوتي.. وكنت أغني لها:

"عذبني - فمهجتي في يديك"

ولاعينيها .. كنت با أغرق في بحرهم الأزرق

- وجوزها

- غار مني طبعا .. وطردني م البيت وطبعا بعد ما ضربني .. ويتنهد... ده غير علقة أخويا الشيخ حسن بعد ما عرف الحكاية

- عيل سنه 9 سنين يحب ست متجوزة؟! وكانت علقة عمرى ما اهانساها لكن حتي لو السيدة كلها ضربتني ما كانتش ممكن ابعد عنها ولا أنساها.. خديجة ... أحلي اسم .. لما كنت باغني أحس أنها بتسمعني وتشجعني.. فضلت أحبها يعني حب من طرف واحد لحد ما قابلت "زينب"

- برضه في السيدة ؟

- في الحلمية الجديدة

... ودي عرفتها أزاي؟

- في بيت واحد من أصدقائي .. كنت با أغني "فيك عشرة كوتشينة" وأغاني تانية موش أد كده - تهجيص يعني لكن فجأة حسيت أن بنت .. لأ بنت إيه .. غنوة رقيقة بتقدم لنا الشاي ... كانت أخت صديقي

.. حبيتها

- ونسيت خديجة

- قول نسيت نفسي.. وكان لازم أقابلها بأي طريقة

- وقابلتها؟

- في حوش بيتهم .. وأهدتني منديل فيه عطر لسه باشمه لحد دلوقتي.. كانت ملهمتي وأحلامي وأنغامي وقلت دي لازم اتجوزها أما أكبر واشتهر لكن الظروف

- لازم أخوها عرف

ويتنهد "عبدالوهاب سافر في بعثة للندن

غنيت لها

-أيا جارة الوادي و"مريت علي بيت الحبايب" .. لحد ما يوم ويصمت قليلاً

- سنة 1928 وصدفة عمرى ما أنساها في قطار إسكندرية

.. قابلتها .. ويضحك

- طبعا حسيت بالسعادة

- بالصدفة .. لقيت العصفورة الرقيقة أصبحت ست سمينة ومتجوزة ومعاها طفل

- إزيك يازينب.. وقعدت تحكي لي وتفكرني لكن أنا حسيت إني عشت في حلم وفقت منه في القطر لكن لما كنت با أفكر فيها أو افتكرها.. كنت باشوف صورتها الأولانية فى خيالي والمنديل والعطر اللي كان فيه... يا اااه .. ياما لحنت لها وغنيت واتمنيت تكون بتسمعني لكن..

- وبعد زينب

.. بعد الحب... عشت غيرة مجنونة

- من مين

- منيرة المهدية

- كانت بتحبك

- لا .. فكرك ما يروحش بعيد .. أنا ابتديت اشتهر والست منيرة سمعتني وعرضت عليه أمثل قدامها دور انطونيو في مسرح كليوباترا

... أول مرة أقف علي مسرح واسمع تصفيق الناس وهمه بيقولي أعد.. كانت لحظات مثيرة ..

وأما اشتهرت أكتر.. كنت با أغني قدام الجمهور

- فاكر أغانيك وقتها

- "ياجارة الوادي" و"بلبل حيران" و"كلنا نحب القمر" و"خايف أقول اللي في قلبي"

- وده اللي خلي منيرة المهدية تغير منك

- ما تستعجلشي.. الست منيرة ليها أفضال عليه عمري ما أقدر انساها

.. رواية كليوباترا.. كان الشيخ سيد درويش لحن 2/3 الألحان وانسحب ما أعرفش إيه السبب

- محمد أفندي.. تقدر تلحن باقي المسرحية

- أحاول

- إنت جواك محلن عظيم رغم سنك.. ما تخافش

....

وفعلا لحنت باقي المسرحية وحسيت أولا بإحراج إني لحنت مكان الشيخ سيد وبالفخر أن اسمي يتكتب جنب اسمه.. لكن الأهم من ده كله إعجاب الجمهور بيه كمطرب وبألحاني .. كانوا بيطلبوا مني أعيد مرة واثنين وده ما كنش بيحصل لما الست منيرة بطلة المسرحية تغني وابتدت الغيرة..

- ست منيرة .. المطرب الجديد ده هايسحب منك شهرتك

.. اسمه هايطفي اسمك ويضيع مجدك لكن المشكلة أن وجوده في المسرحية كان سبب مهم لنجاحها

ويضحك عبدالوهاب بانطلاق

... لحد ما في يوم .. كان فيه مشهد فى آخر المسرحية المفروض فيه أني أدخل المسرح جريح وأقول كلام كبير زي اللي كان بيقوله صديقي يوسف وهبي في مسرحياته.. وبعد الكلام ده كنت بانتحر وأنام علي كنبة وبعدها تيجي كليوباترا اللي هيه الست منيرة بعدما تعبان الكوبر يلدغها وتقع جنبي علي الكنبة لكن الست منيرة ربنا يسامحها بدل ما تقع جنبي.. وقعت فوقي.. وتخيل لما 90 كيلو يرقد فوق 45 كيلو وزني وقتها.

.. بعد المشهد ده كان المفروض نقف ونحيي الجمهور لكن أقف إزاي بعدما أغمي عليه .. وبعد ما أسعفوني خرجت من المسرح وحلفت أني ما أرجعلوش تاني.. وده اللي حصل

... الست

- طب الست منيرة عملت إيه بعد ما سبتها

- استعانت بالست "فتحية أحمد" وصالح عبدالحى لكن فشلت

- وإنت عملت إيه

- غنيت وحدي في مسرح رمسيس.. والمسرح ده ايامها كان أشهر مسرح في مصر.. أم كلثوم كانت بتقدم فيه "ماتينيه" يوم الخميس واخذت أنا ماتينيه يوم الأحد.. والمسرح ده كان سبب صداقتي ليوسف بيه وهبي.

- إزاي

- كان فيه قدام المسرح قهوة اسمها قهوة الفن - كنت باقعد عليها قبل حفلتي وهناك قابلته

... كان بالنسبة لي اسطورة تخوف وعلي فكرة هوه اللي خلي الناس تحترم فن التمثيل ومواعيد فتح الستارة..

كانت الستارة بتترفع الساعة 9 بالضبط وإذا حضر أي متفرج بعدها بدقيقتين يفضل واقف قدام باب المسرح لحد الفصل الثاني.. وكان له قوانينه الخاصة.

أولاً : ممنوع التصفيق أثناء التمثيل

وثانيا: ممنوع دخول المشروبات أو أي نوع من أنواع الطعام أو حتي التسالي زي اللب والسوداني

والناس كانت موافقة علي ده كله لأن اللي وضع النظام ده >ابن باشا< موش أي حد

.. وصممت إني أقابله .. وياريت ما قابلته

- إزاي

- في يوم وقفت قدام المسرح مستني عربية يوسف بيه لحد ما شفتها واقفة ويوسف بيه مستعد ينزل منها

..جريت عشان اسلم عليه

.. ويضحك.. وإذا بيوسف بيه يدفعني بايده ويضربني بالقلم علي وشي.. وقعت ع الأرض والناس ابتدت تسألنى:

- مالك

- جريت اسلم علي يوسف بيه ضربني بالقلم

- عنده حق ... إزاي تندهله باسمه من غير ما تعرفه

- ده أنا كنت با أقول له إديني إديك أبوسها يابيه قالي لي:

ياله يا كلب امشي ياكلب..

.. زمن طويل مر لحد ما اشتهرت وقابلته في يوم

- تعرف يايوسف بيه إنك ضربتني بالقلم وشتمتني

- أنا ..

وقعد يعتذر لكن قال لي عبارة عمري ماها أنساها:

عمري ما كنت أتصور أن واحد من الجماهير اللي كانت بتتلف حوليه هايصبح مطرب مشهور

.....

ويستكمل عبدالوهاب حكاياته المثيرة:

روزا اليوسف

- حكاية حب

- لأ.. حكاية غضب

... ويحكي:

... أول مرة انتجت فيها فيلم للسينما فكرت استعين بالأستاذ زكي طليمات زوج السيدة روز وقتها

- اعتقد ده كان فيلم الوردة البيضاء 1933

- مضبوط

- ..موش فاكر اختلفنا مع بعض في إيه بالضبط.. اعتذرت له واستعنت بالمخرج الشاب وقتها محمد كريم .. طبعا مدام روز زعلت وأصدرت فرمان أن اسمي ما يظهرش في المجلة

.. ورغم الخلاف ده ما تتصورش كانت الست دي بتمثل إيه

.. طاقة وحضور وفن وإصرار.. وصفات كثيرة نادر تتجمع في أي ست وقتها

ويضحك.. بمناسبة الستات كانوا لما بيشوفوا الفيلم بيبكوا ويستهلكوا عدد كبير من المناديل يجففوا بيها دموعهم.

لكن الفيلم ده كان سبب في حكاية حب لكن المرة دي مع ست ارستقراطية من عيلة معروفة

- عيلة مين

- شوقي بيه "أحمد شوقي" .. كان شوقي بيه بيحبها ويدللها .. حبينا بعض بالنظرات وياما حلمت إني اتجوزتها لكن .. إزاي اتقدم لها .. أنا فين وهيه فين

.. كنا نتبادل النظرات والتنهدات وجايز لمسات الإيدين بلا قصد.. وبس.. وماتنساش أن شوقي بيه كان بالنسبة لي ملك وأنا مجرد "فرد" من الرعية

لحد ما يوم .. راكب قطر اسكندرية سمعت خبر وفاة شوقي بيه

.. لغيت سفري ورحت بيت شوقي بيه .. دخلت من باب المطبخ ولقيت البيت مقلوب.. ما تتصورش الحزن اللي حسيت بيه لكن المفاجأة أن البنت اللي كنت باحبها أول ما شافتني اترمت في حضني .. وباستني

- سبني أحضنك وأبوسك لأن شوقي بيه كان بيحبك

.....

ويصمت برهة

لكن نسيت أقول لك.. إن غنوة "ياوردة الحب الصافي" كانت مستوحاة من حكاية حبي اليائس ده.. كنا نقعد سوا في جنينة الفيللا بتاع شوقي بيه وتقدم لي وردة

- طب ليه ما اتجوزتهاش

- إزاي ... أنا كنت مجرد ملحن شاب وهيه...

المهم

... اتخطبت لابن رئيس الوزراء وقتها والمأساة اكتملت يوم حماها الباشا ما دعاني أغني في الفرح

.. كنت با أغني ودموعي في قلبى موش قادر اظهرها لحد

.. واتصورت لما شفتها في الكوشة أن ابن رئيس الوزراء ممكن يسعدها أكتر مني لكن .. جوازها فشل وبعدها فشل جوازها الثاني والثالث وكانت كل ما تقابلني تبص في عيني بعتاب وكأنها بتقول لي.. إنت السبب

- وبعدها

- ليلي مراد

- حبيتها؟

ويضحك

بسببها كان الملك فاروق عايز يقتلني

- إزاي

- كان فيه شائعات وأخبار كتير أنها بتحبني.. الملك فاروق كان معجب بيها:

إنت فعلا بتحبي عبدالوهاب

- يامولانا أنا باحب فنه

- أنا واثق انك بتحبيه وأنا ها اخلص عليه وأريحك منه

...

الكلام ده وصلني وليلي حذرتني واحترت وخفت وحسيت إني لازم أهرب واستخبي في أي مكان.. استنجدت بصديقي عبدالحميد عبدالحق وزير الشئون الاجتماعية وقتها:

- انجدني ياباشا .. أنا خايف

- عندك حق.. الراجل ده مجنون ويعملها .. اركب عربيتك وروح العزبة بتاعتي في "أبوقرقاص"

.. واستخبيت 20 يوم بحالهم لحد ما الأمور هديت وبعدها .. حبيتنى واحدة كانت أكبر مني بـ 20 سنة .. أرملة وكانت بالغة الثراء بطريقة طمعت ناس كتير فيها..

- وعرفتها إزاي

- كانت عزماني علي حفلة في الدهبية "العوامة" بتاعتها ... وغنيت في الحفلة دي اللي كانت ماليانة بنات وستات أصغر وأجمل منها لكنها صممت تاخدني منهم

....

.. كنت خايف من أخواتها الطمعانين في ثروتها لكن ... اتجوزتها في السر.. في بيت "إيزابيل بيضا" أحد أصحاب شركة "بيضافون" للاسطوانات.

... كانت رغم سنها ماليانة أنوثة وحيوية .. الست دي علمتني كتير ... إزاي ألبس.. إزاي أكون ثروة .. إزاي افتح صالون في بيتي .. كنا بنسافر كل سنة لأوروبا .. وكانت تنقي لي الكرافتات والبدل الشيك

.. جوازنا قعد 12 سنة .. أجمل 12 سنة في حياتي لحد 1942 أيام الحرب الثانية

... اسكندرية كانت مقفولة بسبب الحرب.. والعائلات الكبيرة كانت بتصيف في رأس البر.. الأستاذ محمد التابعي دعاني أمضي الصيف في العشة بتاعته..

.. التابعي كان من أشهر وأكرم الشخصيات في مصر.. عايش عيشة الأمراء... كان كل السياسيين بيخافوا من قلمه .. المهم

.. كنت لما با أفكر في لحن جديد أسيب العشة وأروح لفندق كان اسمه "لوكاندة فؤاد" بيطل علي النيل.. وهناك قابلتها

- قابلت مين

- هانم بصحيح شفتها نسيت كل اللي عرفتهم وحبيتهم

... واتعرفت بيها

- حضرتك نازلة فين

- عند واحدة قريبتي اسمها عطية هانم الفلكي .. ارستقراطية بالغة الثراء.. كانت بتقيم في عمارة في شارع الأهرام أمام شقة ساكن فيها الأستاذ إسماعيل وهبي شقيق يوسف بيه وهبي

... اتعرفت علي أ. إسماعيل واصبحنا اصدقاء وطبعا اتعرفت علي علية ويضحك "بنت جيران"

.. واقنعتها تاخد دروس في البيانو... ومن دروس البيانو لدروس الحب

.. ولأن حكايات الحب مرتبطة معايه بحكايات الألحان ...

لحنت أيامها قصائد "الجندول" و"الكرنك" وأغنية كيلوباترا وللجندول بالذات حكاية غريبة..

.. كنت أيامها في ضيافة "مكرم عبيد باشا" وقريت القصيدة في الأهرام

معلومة (كان الأهرام ينشر قصائد الشعر فى صفحته الأولى)

.. عجبتني القصيدة وتصورت أن الشاعر هوه الأستاذ محمود حسن إسماعيل .. طلبته في التليفون:

-... أنا قريت قصيدة الجندول بتاعتك و...

- لكن دي موش قصيدتي .. اللي كتبها الشاعر علي محمود طه

.. المهم .. تزوجت السيدة دي وأصبحت أم أولادي

ويصمت فجأة ثم يضحك:

سينما مترو

- مالهة

- كنت قاعد أتفرج فيها علي فيلم وفجأة لقيت راجل بيقرب مني:

- أنا عايزك فوراً

- حضرتك مين

- بوليس

- خبر إسود

- ما تتخضش .. تعالي معايا فورا لمكتب مدير السينما

....

وفي مكتب المدير :

جانا بلاغ أن فيه محاولة لقتلك

- قتلي أنا ؟...

- واللي حرضهم ع القتل زوجتك الأولي

- عندها حق

- المهم .. زوجتي الأولي عرضت عليه تكتب لي كل أملاكها لكن .. حبي لها كان أصيب بالسكتة القلبية...

المهم ... الست دي اتوفت وكانت آخر كلمة تنطق بيها

إسمي ... الله يرحمها

...

جمال عبدالناصر

- ماله

- كان السبب في زواجي الأخير

- إزاي

- عبدالناصر أمر أني أروح دمشق أيام الوحدة مع سوريا وحجز لي مكان في طيارة وأنا بخاف موت ركوب الطيارات لكن ... اضطريت أوافق وأمري لله لكن الوسواس تملكنى.. وخدت قرار أني ما اسافرش وادعيت المرض لكن جات لي مكاملة رعبتني

- ألوه .. محمد عبدالوهاب

- أيوه حضرتك مين

- جمال عبدالناصر .. ماركبتش الطيارة ليه

- أصلي مريض

- درجة حرارتك كام

- 37 درجة و5 شروط

- ياراجل ده أنا بيبقي عندي39 درجة وباشتغل

- لكن الطيارة خلاص قامت

- أنا أصدرت أمر برجوع الطيارة وقلت لهم ما تتحركش إلا ومعاكم عبدالوهاب عشان فيه حفل كبير في دمشق فيها معظم المطربين والمطربات المصريين وانت أولهم.

ركبت الطيارة وجسمي كله بيترعش وارتفعت درجة حرارتي.. وكان قاعد جنبي عبدالغني السيد اللي ما سابنيش لحظة واحدة.

المهم نزلنا في فندق اسمه "فندق قطان" وطول الليل كان عبدالغني السيد بيدلكني بالكولونيا وفجأة صرخ

- ده فيه كلكوعة هنا .. إنت عندك خراج ولازم له عملية

- يبقي لازم أسافر مصر أعملها

- وليه مصر .. أعملها هنا

... وبالفعل عملتها وخرجت من المستشفي علي فندق "بريستول" وهناك تلقيت مكالمة من ناصر النشاشيبي اللي كان وقتها محرر في أخبار اليوم

- بتعمل إيه عندك

- باستشفي بعد العملية

طب فيه جنبي ناس بتحبك وعايزين يكلموك

- أهلا وسهلا

- أنا عزيزة هانم حرم "حيدر بك" شكري وبالمناسبة هيه خالة "نهلة القدسي"

.. المهم .. همه الاثنين زاروني

.. نهلة كانت حاطة على رأسها طرحة سوداء ولابسة تايير اسود ولابسة نضارة سوداء .. قلت لنفسي لازم دي "حولة"

- موش ممكن تشيلي النضارة ياهانم

- أسفة .. عينيه تعبانة

وصممت لازم اشوف عينيها.. قلت لها عايز أفرجك ع الجناح اللي أنا قاعد فيه.. مشينا كام خطوة ورحت شايل النضارة وفوجئت بيها "بتزغدني"

- إيه قلة الأدب دي

لكن اللي شفته عمري ما اقدر انساه .. جمال طاغي رهيب

- أنا دلوقتي بس عرفت ليه بتلبسي نضارة عشان تخبي عيونك اللي عمري ما شفت زيها في حياتي

...

وقعدنا مع بعض وحسيت أن قلبي وعواطفي أخيرا لقيت شط الأمان

.. وبعد ما تعددت اللقاءات عرضت عليها الزواج وقررت اطلق زوجتي

.. وفي أيامنا الأولي لحنت وغنيت بافكر في اللي ناسيني "لما كانت بتبعد عني"

لا موش أنا اللي أبكي

هوه افتكرني عشان تناسي

..

ومع نهلة اتحولت من محمد عبدالوهاب لـ "بيبي"

.. اسم الدلع اللي كانت بتناديني بيه

الكواكب المصرية في

09.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)