كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

هل هي أفلام تسجيلية أم وثائقية؟

قيس الزبيدي

 

يبدو للوهلة الأولى أن مصطلح جنس مصطلح حديث نسبيا في الخطاب النقدي، وأصله من الكلمة اللاتينية "genus" التي كانت تدل في العصر الإغريقي على تلك القصائد المنظومة في بحر معيّن، مثل شعر الرثاء أو الهجاء، وهي للمتتبع تشير إلى "kind" أو "sort" أو "specie" تتولد في بعض الأحوال كأنواع من "genus" و"gignere". والنوع هو مجموعة من الأعمال تختار ويجمع بينها سمات مشتركة.

وجاء في معجم المصطلحات الأدبية من إعداد إبراهيم فتحي (دار شرقيات/القاهرة) أن أصل الكلمة فرنسي ومرادفة للنوع أو الصنف/النمط. والجنس (النوع) الأدبي صنف أو فئة من الإنتاج الفني له شكل معيّن وتقنيات ومواضعات محددة.

يبين الفرنسي الفيلسوف والناقد السينمائي فرانسوا نيني في كتابه "الفيلم التسجيلي وحججه" أن مفردة "تسجيلي" -كما يشير قاموس تأريخ اللغة الفرنسية- مشتقة من كلمة "وثيقة" التي انحدرت عام 1214 من اللاتينية "documentum" بمعنى "مثال، نموذج/موديل، عبرة، تدريس، برهان"، وأن الاسم منحوت من الفعل "docere" "يُعلّم، يُدرّس". واشتق منه كلمة "Doctor" ومذهب أو عقيدة "Doctrine". وأصل المصلح مشتَق من الكلمة الفرنسية "Documentaire" التي تترجَم حرفيًا إلى الكلمة الإنجليزية "Travelogue" التي نشأت في الولايات المتحدة، ومضمونها يعني تجارب الترحال والاستكشاف.

"بيل نيكولس:التعريف الذي قدمه جون غريرسون يبقى الأكثر بساطة وإفادة، ففي جملة واحدة من ثلاث كلمات يتشكل مفتاح الفيلم التسجيلي/الوثائقي.. إنه معالجة خلاقة للواقع"

معالجة خلاقة

ويعود الفضل إلى جون غريرسون في إطلاق المصطلح الإنجليزي "documentary" الذي أطلقه على فيلم "موانا" لروبرت فلاهرتي، وعرَّفه حينئذٍ بأنه "معالجة خلاّقة للواقع".

ويرى الشكلاني بوريس إيخينباوم أن في كل نظرية فرضية عملا، تحدد قيمتها بترتيب الوقائع اللازمة وإدراجها في نظام ليس أكثر. ورغم أن أي مصطلح يحدّد، فإن تعريفه بالعلاقة مع الواقعة الأدبية -حسب يوري تنيانوف- يتغير، لأن الواقعة نفسها تتغير.

ما يعنينا في تاريخ السينما التسجيلية اكتشاف أن الشيء نفسه حصل لمصطلح "التسجيلي" ويحصل. ولا شك أن تغيير المصطلح يقود أيضا إلى تغيير مفهومه. وقد سعت جهود مختلفة انطلاقا من مفهوم محدد إلى أن تُغيِّر المصطلح بمفردات أخرى. فمصطلح فيلم-وقائع (Factual-Film) يحمل مفهوما مختلفا عن مصطلح فيلم درامية المواد الراهنة (Film Dramatization of actual material)، وحينما اعتمد ريشارد ميران بارسام مصطلح "الفيلم اللا خيالي" في كتاب "الفيلم اللاخيالي.. تاريخ نقدي" فإنه كان أول من أطلق هذا المصطلح، وهو مفهوم يعارض تلك المفاهيم التي ترى في الفيلم التسجيلي نوعا سينمائيا مميزا، بينما يعده هو جنسا سينمائيا يقابل جنس الفيلم الخيالي.

تسجيلي أم وثائقي؟

نعود إلى إشكالية المصطلح في اللغة العربية: تسجيلي أم وثائقي التي تنعكس أيضا في "موسوعة الشاشة الكبيرة" لمؤلفها إسماعيل بهاء الدين سليمان التي صدرت عام 2012 (مكتبة لبنان/ناشرون). فنراه يميل إلى اعتماد مصطلح وثائقي بدل تسجيلي، خصوصا أنه يجد نقادا وأكاديميين يستخدمون  مصطلح "الوثائقي"، كما تَستخدم مراجع عربية كثيرة مصطلح "تسجيلي" بدلا من "وثائقي"، بينما تستخدم مراجع أخرى المصطلحين بالتبادل.

وهذا حسب المؤلف "خلط بين مفهومَين مختلفين تماما، هما التسجيل (Recording) والتوثيق (Documenting). فالتسجيل من وجْهة نظر صاحب الموسوعة "عملية ميكانيكية بحتة، ينقل خلالها المُسجِّل ما تراه الكاميرا، وحينما تنتهي عملية التسجيل لا ينتهي دور المُسجّل فقط، بل ينتهي أيضا العمل في الفيلم. بمعنى ألا يمر الفيلم بأيّ من مراحل ما بعد عملية الإنتاج، وهو ما ينطبق على ما يُعرف بفيلم التسجيل (Record Film) رغم أنه مصطلح قليل الاستخدام".

في معرض حديثنا عن المصطلح نعود إلى الموسوعة التي -والحق يقال- تشكل مرجعا في العربية شاملا ليس له مثيل، ويصل عدد المصطلحات فيها إلى نحو 13553 مصطلحا. وبهذا يضع المؤلف بين أيدي الباحثين والنقاد ودارسي السينما ومثقفيها موسوعة سينمائية أكاديمية تحوي كل ما يتعلق بالسينما فنّا وصناعة ونظرية وتقنية ومعدات ومدارس.

"آيرا كونيغسبرغ يعرف الفيلم التسجيلي بأنه يتعامل مباشرة مع الحقيقة لا مع الخيال، ويحاول نقل الواقع واقعيا بدلا من تقديم نسخة خيالية من الواقع، ويعنى بأناس حقيقيين وأماكن حقيقية وأحداث حقيقية وأنشطة حقيقية"

يعود المؤلف إلى أغلب قواميس المصطلحات السينمائية التي صدرت في اللغة الإنجليزية، ويعرض بإسهاب ودقة كيف عُرِّف المصطلح، فقاموس السينمائيين الذي وضعه رالف سنغلتون وجيمس كونراد يعرِّف الفيلم الوثائقي -ونفضل تسمية التسجيلي- بأنه "فيلم ذو أحداث حقيقية، يوثِّق أحداثه بالناس الحقيقيين المشاركين فيه، وليس بالممثلين".

ويقدم ستيف بلاندفورد وجيم هيليير وباري كيث غرانت في قاموس الدراسات السينمائية تعريفا موجزا "الفيلم الوثائقي بشكل عام، هو أيّ عمل سينمائي موضوعه أشخاص أو أحداث أو مواقف توجد خارج العالم الفيلمي، أي توجد في العالم الحقيقي".

تعريفات
قاموس المصطلحات السينمائية يعرف الفيلم التسجيلي بأنه فيلم غير روائي أو غير تخييلي -ونفضِّل تسمية لا خيالي- وأنه عادة يصوَّر خارج الأستوديو، ويَستخدم أناسا حقيقيين لا ممثلين، ويركِّز موضوعيا على قضايا تاريخية أو علمية أو بيئية، ويكون هدفه الأساسي إلقاء الضوء على العالم الذي نعيش فيه وزيادة معرفتنا به وطرْح رؤية ذاتية فيما يتعلق بقضاياه.

في العام 1948 أصدر الاتحاد العالمي للأفلام التسجيلية تعريفا يوضح فيه هذا النوع على أنه "جميع الطرق أو الأساليب الفنية التي تَستخدم شريط السِليولويْد لتسجيل أيّ عنصر من عناصر الواقع، سواء عن طريق التصوير الفعلي أو عن طريق البناء المخلِص والمبرَّر للواقع أو إعادة بناء الواقع. أما صاحب القاموس السينمائي الكامل آيرا كونيغسبرغ فيعرفه بأنه: يتعامل مباشرة مع الحقيقة لا مع الخيال، ويحاول نقل الواقع واقعيا بدلا من تقديم نسخة خيالية من الواقع، ويعنى بأناس حقيقيين وأماكن حقيقية وأحداث حقيقية وأنشطة حقيقية.

منذ بداية نشوء تاريخ الجنس التسجيلي وأنواعه العديدة، بدا من الواضح جوهريا أن مهمة التسجيلي ليست أنْ يستنسخ الواقع (يُسجله) كما هو واقعيا، لأن كل معالجة للواقع بوسائل فيلمية تكثيف وإعادة بناء للواقع ومحاكاته.

واليوم، بعد عقود من الجدل، يقول المُنظِّر والمؤرخ السينمائي بيل نيكولس في كتابه "تقديم الواقع"، إن التعريف الذي قدمه غريرسون يبقى الأكثر بساطة وإفادة، ففي جملة واحدة من ثلاث كلمات يتشكل مفتاح الفيلم التسجيلي/الوثائقي.. إنه: معالجة خلاقة للواقع.

الجزيرة نت في

07.03.2015

 
 

«ابنة الهند»: الفيلم الممنوع... المرغوب

محمد موسى

عادت قضية جرائم الاغتصاب في الهند إلى الواجهة بعدما اقتحم آلاف الأشخاص أمس سجناً شديد الحراسة وقتلوا مشتبهاً به في جريمة اغتصاب طالبة كلية الطب جيوتي في باص في مدينة دلهي شتاء عام 2012، ووفاتها بعد الحادث. واضطرت الشرطة أمس لفرض حظر تجول لاستعادة النظام وأفادت الوكالة الفرنسية نقلاً عن وكالة «ذي برس تراست أوف إنديا» أن تظاهرة حاشدة للتنديد بالاغتصاب توجهت إلى السجن وأخرج مشاركون فيها المتهم بعد الاشتباك مع الحراس ونقلوه إلى ساحة عامة حيث عروه وضربوه وشنقوه.

وشكل قرار البرلمان الهندي أخيراً بمنع فيلم وثائقي حول الحادثة، الشرارة التي أدت إلى هذه الانتفاضة.فقبل أيام قليلة من موعد بث الفيلم على قناة «أن دي تي في» الهندية، أصدر البرلمان الهندي قراراً بمنع عرض الفيلم التسجيلي البريطاني «ابنة الهند» لاعتراض نواب على محتواه.

وأطلق قرار المنع نقاشاً إعلامياً ومجتمعياً حاداً في البلد، يكشف في جزء منه عن الصراع المتواصل في الهند بين الأفكار الحداثوية والرجعية، رغم إن الحادثة أثارت وقتها احتجاجات واهتماماً غير مسبوقين، وبدت إنها هزّت بقوة المُجتمع الهندي.

وعلى رغم إن المنع أعاق وُصول الفيلم الى جمهور القناة التلفزيونية في الهند، الا إنه سيزيد فضول كُثر هناك لمحاولة مُشاهدته بطرق مُختلفة، بخاصة إن وسائل إعلام ومواقع إلكترونية عدة حول العالم نقلت مُقتطفات منه، وركزت على قسوة محتواه، بعد عرضه التلفزيوني الأول الأسبوع الماضي على شاشة القناة الرابعة لـ «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، والذي لم يمرّ من دون ضجيج، الأمر الذي دعا القناة البريطانية لإصدار بيان، أكدت فيه بأن فريق الفيلم تعامل بحساسية مُفرطة مع حادثة الاغتصاب، وتعاون في شكل تام مع عائلة الفتاة الراحلة.

وفي الوقت الذي تستأثر مُقابلة أحد المغتصبين في الفيلم، ووقاحته بتحميل الفتاة مسؤولية الاغتصاب، لأنها كانت تتجول برفقة صديق في الساعة التاسعة مساءً، بالاهتمام الإعلامي الأكبر، يغيب الحديث عن محاولة الفيلم تحليل ظاهرة الاغتصاب في الهند، والتي قادته لعرض الفقر المدقع الذي أتى منه المغتصبون، وكشفه عورات المُجتمع الذكوري البطريركي الهندي، والذي يبدو إنه انتفض بوجه فيلم تلفزيوني من «الخارج»، حاول أن يضع إصبعه على جروح الأمّة، التي مازالت مُثقلة بأحمال الماضي على رغم الخطوات الشاسعة التي قطعتها في السنوات الأخيرة.

يعيد الفيلم التسجيلي الذي أخرجته البريطانية ليسلي أودوين، تجسيد أحداث ليلة حادثة الاغتصاب، لكنه لن يظهر أياً من تفاصيلها الحميمية المُروعة. فالفيلم وكما أشار بيان «بي بي سي» كان واعياً بمشاعر والدَي الضحية، وسيشرحان كيف إن الابنة التي أنهت للتو دراستها في كلية الطب، كانت تخطط للذهاب إلى السينما مع زميل لها، كاحتفال بسيط بالتخرج وقبل أن تبدأ فترة تدريبها في المستشفى. هذا كله لن يحدث، كما تقول الأُمّ بحزن يقطع القلوب، فستة من الشبان الذين كانوا يستقلّون الباص، ومنهم سائق الباص نفسه، سيعتدون على الفتاة، ويلقونها في الشارع مع زميلها الشاب، لترحل بعد ثلاثة أيام في المستشفى، وسط ضجة كبيرة لم تعرفها الهند من قبل.

لا يبقى الفيلم التلفزيوني مع قصة فتاته فقط، وإن بقيت هي في مركزه، فتراه يحقق باتجاهات عدة، عن الظروف التي جعلت مدينة دلهي، تشهد حادثة اغتصاب كل عشرين دقيقة. فيقابل أحد المعتدين، والذي أثار ما قاله غضباً يكاد يكون عالمياً.

يذهب الفيلم أيضاً الى الأحياء التي تعيش فيها عائلات المغتصبين، ليكشف عن حال مأسوي، لا يُبرر بالطبع الجريمة البشعة، لكنه يُلقي الضوء على وضع المُجتمع الهندي وتناقضاته، والتي لا تنحصر في طبقة اجتماعية معينة. فمحامي أحد المُدانين، كشف في حوار مع الفيلم، بأنه سيحرق ابنته إذا خالفت ما يراه هو الصراط الأخلاقي للفتيات. يبدأ الفيلم الشديد التأثير بحوار طويل مع عائلة «جيوتي»، يعودون فيه لطفولة ابنتهم، فتصف الأُمّ اليد الصغيرة لابنتها عندما كانت طفلة، وكيف كانت توقظها من النوم. في حين يعود الأب إلى سنوات دراستها، وكيف كانت تعمل عملين في اليوم من أجل دفع مصاريف تعليمها. فيما يتذكر الوالدان في خاتمة الفيلم ساعات ابنتهما الأخيرة وهي تصارع الموت، وطلبها منهما الغفران على العذاب الذي تكبدوه منذ حادثة الاغتصاب.

الأب بدوره كشف بأنه لن ينسى أبداً اللحظات الأخيرة لابنته، وإن العائلة مازالت غير قادرة على مُتابعة حياتها العادية على رغم مرور أكثر من عامين على الحادثة.

الجزيرة الوثائقية في

07.03.2015

 
 

المدرك الحسي والمجاز في السينما

محمد الغريب

الأفلام التي تتحرر من عنصر الحبكة والتشويق هي من نوعية الشرائط السينمائية الأكثر نضجا واقترابا من حالة الكمال السينمائي، وهي الأفلام التي تتيح للمشاهد حرية الادراك والتأمل. الفيلم هنا يرصد سلوك وتصرفات الانسان، بشكل حسي، حيث يتضمن اشارات سردية وبصرية مليئة بتناقضات الانسان، ليظهر الانسان كما هو في الشريط السينمائي، وتكون العناصر الاخري من الخيال والدراما، والحكاية السينمائية في خدمة الادراك الحسي للفيلم، بمعني ان تستخدم كتقنية للسرد أو كإحدي روافد الفهم الفيلمي، وليست هي الاساس، حتي تنكشف العقد البشرية والاجتماعية والأخلاقية كما هي.

وقد نجحت كثير من الأفلام العظيمة في تحقيق المدرك الحسي لدي المشاهد، ومنها كثير من الافلام صاحبة الحكاية السينمائية البسيطة، فكان التركيز اكثر علي تفاصيل الانسان والواقع المحيط به، ليتراجع  بذلك الجانب التأويلي والفكري الصرف للفيلم، ومنها مثلاً الفيلم التركي "البيات الشتوي" الذي يرصد تفاصيل شخص مثقف، يعاني من تناقضات الانسان مع الواقع المختلف عنه، وايضا صراعات هذا الشخص مع اخته وزوجته، فالثقافي هنا ينتاقض مع الآخر غير الثقافي، هذه النفسية الصراعية يرصدها المخرج نوري بيلج جيلان في الفيلم، ويشعر المشاهد، حسيا بهذا التناقض، الذي يدور حوله الفيلم، الذي يمتلئ بالتفاصيل والحوارات السردية، التي تريد ايصال موضوع الفيلم عبر المدرك الحسي، دون أن يحدث تفكيرا كبيرا في الفيلم.

المدرك الحسي والمدرك العقلي

المدرك الحسي أحد ادوات المعرفة ومكونات الوعي الانساني، وهناك فرق في المفهوم الفلسفي، لشقي الادراك، الادراكية المعقولية، والادراكية الحسية، والسينما في قوتها ورونقها، تحيل اكثر إلى الادراكية الحسية، لأنها تتميز بالذائقة الجمالية، والبصريات المدهشة، واستفزاز المشاعر والخيال، بجانب الاحالة الي الادراكية المعقولية، ولكن عبر الادراكية الحسية، بشكل مؤكد، فلا يمكن أن يكون اداة توصيل الفيلم للمشاهد عبر العقل بشكل مجرد، لأنه يصبح بذلك مثل الكتاب او الرواية، وهذا لا يمكن أن يحدث بأي حال. فليس هناك فيلماً بدون صور، وخيال سنيمائي، وابداع بصري، والحكي بالايهام، او اللايهام، بمعني ان الاداركية الحسية هي صاحبة نصيب الاسد، هي مكنونة في كل لحظة مشهدية، هي حاضنة اللحظات والثواني الفيلمية.

المدرك الحسي السينمائي ووعي المشاهد

كما أن ما يظهر في الصورة، هو اشكال تدرك بالحس، خلافا للسيناريو والحديث والحوار، فمثلا حركة الجسد، والمشاعر المتبادلة من حب وكره، انتقالا الي مراحل الصراع، ونظرات العين، وصور المكان، وحركة الزمن، كل ذلك يذهب مباشرة الي المدركات الحسية، فالداخلية بمكوناتها في الفيلم كلها تدور في فلك الادراكية الحسية.

وفي المفهوم الفلسفي، الادراك الحسي ينشط الوعي في حالة اليقظة، والانتباه للحياة، كما يؤكد علي ذلك الفيلسوف الانجليزي برتراند رسل، الذي أكد على تلازم الوعي مع حالة اليقظة، وبمعني فلسفي أخر، نطاق تأثير الادراك الحسي علي الوعي مرتبط بمساحات ضيقة منها الحالة الزمنية والمكانية، والعقلية والحسية ايضا، فالانسان في لحظة الوعي الواحدة مرتبط بشئ ما محدد، ومغلق في ذاته، عكس السينما التي تحوي خطابات اثارة الخيال والمدرك الحسي بشكل مكثف، وعالي مقارنة بالواقع.

وخير دليل علي ذلك فيلم "المرآة"، للمخرج الروسي اندرية تاركوفسكي، حيث كانت هناك حالة من الادراك الحسي تفوق كل شئ، ويصنف هذا الفيلم كأعقد فيلم في التاريخ، فالفيلم تجاوز الرمز، والاشارة، والعلامات، وبني نفسه كليا في كثافة مجازية مدهشة، فليس هناك تصنيف تقليدي للمجاز في هذا الفيلم، فالمجازات المختلفة تدور في فلك المشهدية في كل  لقطة، وذلك بالاختلاف مع المخرج اليوناني ثيو أنجيلوبولوس في فيلمه "تحديقة عوليس" حيث نجد في المشهدية هناك مجازات متعددة، وهناك هدوء نسبي في المجاز، فيجد المشاهد بعضا من الراحة البصرية والذهنية.

ولدي الفيلسوف هنري برجسون، والفيلسوف الآخر ميرلو بونتيي، نظرة الي حد ما سينمائية، تجاه تأثير المدرك الحسي علي الوعي، حيث يعرف هنري برجسون الوعي بأنه يعتمد علي الصيرورة في الزمن، ويتضمن جميع العمليات السيكولوجية الشعورية، وهذا الوعي لا يقترن بأي طابع نسبي أو ذاتي، حيث أنه دائم الحضور في حياة كل إنسان، لا يقبل القسمة إلى لحظات شعورية مرتبة بشيء ما، أو موقف معين، بحيث تتدفق و تنساب عبر الزمن حتى يصعب التمييز بين لحظاته.

وهذه الرؤية هي الأقرب الي فيلم "المرآة"، لتاركوفسكي، حيث التكثيف المجازي للوعي والصيرورة في الزمن، وتدفق الاشياء عبر الزمن بأنواعه الثلاثة ( الماضي- الحاضر- المستقبل). ويأتي المدرك الحسي في تكوين هذا الوعي، ليشمل براح هذا المدرك، في الزمن والمكان، بل انه يتجاوز ذلك اذا تعلق الامر  بالسينما، فعل الحركة، والحريات المتاحة للتلاعب الزمن في المادة الفيلمية يتيح كثير من حرية المدرك الحسي.

المجاز الشعري في الفيلم

وعند تكثيف هذا المدرك الحسي، تصبح السينما شاعرية،  حيث يتمكن الفيلم من الوصول لشعور المشاهد عبر المكون البصري المتكامل، والمجاز الشعري، ويحاول المقال الوصول الي ذلك المعني، عبر فيلمين، الأول للمخرج الفرنسي جودار، والثاني للمخرج اليوناني ثيو انجلولوبس.

فوكو وجودار يفككان اللغة والتواصل بين البشر

تتنوع أفلام جان لوك جودار، ما بين السينما الثورية، يعني الملتزمة بالكفاح الثوري، والسينما الفلسفية المتعددة، والسينما التي تدرس وتحلل الانسان والتاريخ، وفي فيلمه الأخير "وداعا للغة"، المنتج عام 2014، هو يقترب فيه من السينما الشخصية، كأن الفيلم تجربة شخصية ذاتية، لذا يكون مدلول المدرك الحسي في علوه، بجانب استخدامه فكرة المجاز، في سرد الأحداث، فهو يلمح ولا يصرح، فهناك شاعرية بالغة الدلالة، للحديث علي استمرارية وعنفوان الطبيعة أمام ضعف واختفاء الانسان، أو بمعني اصح لغة الانسان، تعلن نهايتها، ويبتعد جودار عن السرد المبسط والتقليدي للفيلم، ويتضمن الفيلم مستويات متعددة من الأحداث، مستخدما المنهج التجريبي.      

يتطرق الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو في كتابه الأشياء والكلمات،  في فصوله الاولي إلي موت عنصر الشفافية والتشابه في اللغة، وفي علاقة الكلمات بالاشياء، والعكس، وذلك خلال العصر الكلاسيكي في الثقافة الغربية، لتصبح اللغة اعتباطية، وغير مستقرة، تسير في الحواف، وتبتعد عن الوضوح والنقاء الذي كانت تتميز به فيما سبق، وهذا ما يناقشه جودار في فيلمه، الذي يعرض خلاله أحداثا تاريخية سياسية واقتصادية وثقافية خلال القرن العشرين عانت أو ادت الي زوال اللغة، وفقدان التواصل بين البشر. وهذا هو الشق والتمهيدات النظرية التي يبدأ بها بالفيلم، ثم ينتقل الي قصة سينمائية بسيطة حول قدرة رجل وامرأة علي التواصل فيما بينهما، ومن خلال حوارات طويلة تتضمن القصة التي يقول عنها جودار نفسه "فكرة بسيطة". إمرأة متزوجة ورجل أعزب.. يلتقيان، يقعان في الحب، يتشاجران، ترتفع قبضات أيديهما في الهواء، كلب شارد بين البلدة والريف، تتعاقب الفصول، يلتقي الرجل والمرأة مجددا، يجد الكلب نفسه بينهما، الآخر في واحد، والواحد في الآخر، ويصبحان ثلاثة. الزوج السابق يحطم كل شيء. الوضع كما كان في البداية. لكنه ليس كذلك. من الجنس البشري نمضي إلى المجاز. وينتهي هذا بالنباح، وصرخة طفل"!ويظهر الكلب كحل وطريق للتغير ، والقدرة علي التواصل.

ويقسم جودار الفيلم الي مجاز نظري ومجاز قصصي، ونجد  الصعوبة والابداع اكثر في المجاز القصصي، حيث يتسع المخيال البصري والسردي الحكائي ليفسر المضمون الفيلمي بوعيه الي وعي المشاهد، عن طريق المدرك الحسي والمدرك العقلي.

هذا التبعثر اللغوي لدي فوكو، نجده بغزارة في فيلم جودار. فوكو ينبه الي وجود عنصر أخر قادر علي التشابة والتواصل اللغوي، شئ آخر يساعد في ذلك، وهذا ما نجده في المجاز القصصي في الفيلم نفسه في فكرة الكلب، فالكلب كائن وعنصر في الكون لديه الحل في التواصل، استطاع جودار بعقله الفلسفي، ان يصل الي هذا الشئ المكمل للغة، والأمل الاخير لعدم ضياع اللغة بشكل كامل، فعنوان الفيلم "وداعاً للغة"، هو عنوان الكوميديا السوداء، وليس عين الحقيقة، فاللغة تحاول بالفعل الاندثار بشكل كلي، ولكن هناك شئ ما يجعلها تستمر، لذا الحياة مستمرة واللغة مستمرة.

ايضا حالة الانفصال بين الرجل والانثي، بشكل مجرد وقوي، حيث المجاز هنا كثيف ويجعل المشاهد يتلقي البصري بشكل حسي، ليصبح شاعرا بالحالة الفيلمية، التي تعني ان اللغة اصبحت منغلقة، هي خطاب في ذاتها، تتحدي نفسها في مزيد من الانغلاق، وهو ما يشير اليه فوكو حيث يرجع لتشريح كينونة اللغة في القرن السابع عشر، الكلاسيكي، ويعود اكثر من قرنين من جودار في فيلمه، فيصف اللغة والكتابة والاشياء بالتفكيك والتأويل، حيث اللغة لن تكون سوي حالة خاصة من التمثيل، وأن الانتماء العميق للغة وللعالم، يجد نفسه محلولاً، فقد فقدت اللغة كثيرا من التشابه والتواصل والتفاعل البنيوي، وفقدت ايضا من كيانها أي من الخام البدائي في شكله البسيط.

والصورة والمونتاج والحكاية هي خطاب خاص عند جودار، بالمقارنة بالمخرجين الاخريين، حيث هناك ما لم يقله جودار ويريد للمشاهد أن يقوله، وهو تأمل فكري منتظر لدي المتلقي، والمونتاج حاد وقاسي وذلك كعادة جودار في افلامه الاولي، حيث التقطيع غير مترابط بشكل جزئي، فالترابط الكلي موجود في الحكاية والصور والبصريات المدهشة، وذلك بالاضافة الي الطابع الثقافي للاقتباسات من مكونات ثقافية مثل احداث لهتلر، افكار داروين، ومن الفيلسوف جاك إيلوي، وهي احداث تاريخية وفلسفية.   

المجاز الشعري في تحديقة عوليس

تتميز سينما المخرج اليوناني ثيو انجيلوبولوس، بالذاتية، وتأثير تجاربه الشخصية علي منحي الفيلم، حيث التماثلات بينه وأبطال أفلامه قريبة وعدي، سواء في التجربة المهنية والحياتية أو في علاقاته مع عائلته ومحيطه. والعديد من ذكريات الطفولة تتحوّل إلى مشاهد سينمائية، يقول أنجيلوبولوس، "كل أفلامي هي جزء مني  وتعبير عن سيرتي الذاتية وعن حياتي  والتجارب التي عشتها والأحلام التي حلمت بها. بعض أفلامي أقرب إلى اهتماماتي الفكرية  والأخرى أقرب إلى أحداث في حياتي الواقعية". وذلك ما ينعكس علي الملمح الثاني لافلامه، وهي استعانته بالصورة المجازية الشعرية المكثفة في سرده للفيلم.

وفي تحليل فيلم "تحديقة عوليس"، نري السرد الحكائي والبصري، يتبني مجازات شعرية مكثفة، فالبصريات تسرد الحكاية، والحكاية السينمائية تحكي البصريات، هناك قطع مجازية مثل (مجاز شغف الناس بالسينما وشغف البطل بالبحث عن اول فيلم- مجاز عدمية الحب- مجاز الحنين- المجاز الحميمي العائلي) وذلك يوضح كالآتي:

المجاز الاول: الشغف بالسينما:

البحث عن أول فيلم علي الأطلاق في اليونان ومنطقة البلقان، هو الجث عن التحديقة الاولي والشفافية الاولي للسينما، طفولة البصريات، والحنين والولع للمشاهد. صناعة السينما، فيلم داخل فيلم، نظرات الي الي المراكب الشراعية والسفن، للبحث عن البكرات الثلاثة واللقطة الأولي والمشهد الأول.

يبدأ الفيلم بشغف الناس بالسينما، بقيامهم بمشاهدة فيلم في العراء، تحت المطر، هذا الفيلم الذي يصنع شغفا وهستريا عالمية به، يأتي مخرج هذا الفيلم ليشارك في عرضه، وهو نفسه من يبحث عن التحديقة الاولي للسينما. يسير في المدينة ويتذكر ايام شبابه، ويري مثل الطائر الحزين، امرأة لما يقابلها منذ عدة سنوات ماضية.

الحلم والحنين يتفاعلان مع مجاز فيلمي مدهش، العطش الصوفي والتظاهرة السينمائية، والسلطات تفرض ارداتها علي المواطنين، هذه مكونات تفاعلية مشهدية تصيب المتفرج بالارق العقلي، والاجهاد البصري.

المجاز الثاني: عدمية الحب   

يسافر المخرج، لكي ببحث عن اللقطة الاولي في المؤسسات الرسمية في دولة اخري، دون جدوي، ويقابل أنثي تعشق كلماته حتي الجنون لتقول له "انقذني.. المسني". ليبكي في حضنها، في لحظات الوداع، ويعترف لها بأنه لن يستطيع أن يحبها مطلقا، ليلعن بذلك فقدان القدرة علي الحب، فقد اصبح خالي الشغف بالأنثي.

المجاز الثالث: الحميمية العائلية

يدخل في حلم طويل، حيث يري نفسه يذهب الى بوخارست، ويقابل عائلته البعيدة عنه، ويري والدته وجده، ويبدأ مشهد الحنين والذكريات في ابداع بصري زمني، لا مثيل له، حيث يتداخل الوعي بالحاضر باللاوعي الماضي، وترقص العائلة مع بعضها البعض في مشهد ملئ برقصات حميمية غير مفزعة، ليأتي افراد السلطة للاستحواذ علي البيانو مصدر الموسيقي ومحفز الرقص.

المجاز الرابع: نهاية الايديولوجية

بطل الفيلم الباحث عن اللقطة الاولي يركب سفينة، تحمل تمثال لينين، في شكل اجزاء مترابطة، يعني تأكيد خروج الشيوعية من دول اوروبا الشرقية، حيث الناس تودع لينين علي جانبي النهر.

"الصورة المفقودة" هل سيغطي الدم القرمزي القمر أيضا!

زكريا حسن

يا أيها الدم القرمزي الذي غطى المدن والسهول.. هل ستستطيع أن تُغطي القمر أيضا؟

يتناول الفيلم التسجيلي الكمبودي "الصورة المفقودة" The Missing Pictureللمخرج ريثي بانه، الحالة التي مرت بها كمبوديا بعد ثورة  الخمير الحمر والنتائج التي حلت عليها من خلال الراوي الذي يحكي تجربته بشكل خاص ووضع كمبوديا بشكل عام، فهو نظرة خاصة ومختلفة عن الثورات، وكيف يمكن ان تُستغل لما هو عكس المراد منها.

مشهد الافتتاح يعزز التشويق لدى المتفرج الناتج من اسم الفيلم، حيث نرى مجموعة من علب وشرائط الخام الخاصة بالتصوير، وبالتدريج تظهر انها مهمله ثم نرى من خلال احدى الشرائط التي يمسكها شخص ما فتاة بزي ورقصة خاصة بكمبوديا ثم يليه مشهد من منظور المتفرج داخل البحر، وعلى مستوى الماء امواج شديدة تمنح  الاحساس بالغرق، وكل ذلك يمنح المتفرج احساسا بالغموض والتشويق بجانب اسم الفيلم الذي يظهر بعد تلك المشاهد لطرح سؤال ماذا بعد ذلك، وما مدلول تلك المشاهد؟  

استخدام المجسمات

السرد تقليدي ولكن تنفيذ الفكرة غير تقليدي، فبعد سماع صوت الراوي الذي يروي حكايته مع ثورة الخمير الحمر، وخلال ذلك تظهر يد رجل تنحت مجسمات صغيره لشخصيات تكون  بشكل غير مباشركإتفاق بين الراوي والمتفرج على ان تلك المجسمات هي التي سوف تمثل الاشخاص والأحداث بعد  ذلك  لسبب ما يتعلق باسم الفيلم. وتظهر عمليه النحت قبل الثورة وبعدها دلالة على تغير أحوال البشر، وتأتي ايضا فكرة دمج تلك المجسمات مع المشاهد الحقيقية تعزيزا للخيال.

يعقد الفيلم، بشكل غير مباشر وذكي، مقارنة من خلال المشهد الذي يتحدث به  الراوي عن قيامه بحكي قصص مختلفة لمن معه وانه كان جيدا في الحكي يتذكر قيام امريكا بإطلاق  صاروخ ابولو للقمر ونرى مشاهد لرحله الصاروخ هنا تأتي المقارنة بين ما حل بهم من تصفية وجوع وتهجير واذلال ومحو جميع الاشياء المتعلقة بذكرياتهم ومتعلقاتهم وايضا تغير التفكير الخاص بهم من خلال جلسات  لإعادة التثقيف بفكر الخمير الحمر وتحويل المدارس لمقرات الإبادة، وكل ذلك باسم التقدم والمساواة، وبين ما يقوم به غيرهم في السعي من اجل تقدم البشرية.

هناك أيضا مشهد يخفف من حدة الاحداث القاسية التي تُروى  للمتفرج في العودة الى ذكريات الراوي وايضا للمقارنة مرة أخرى بين الوضعين، ما قبل الخمير الحمر وما بعده، وهو مشهد يتذكر فيه الراوي عندما كان يذهب مع جارة المخرج للاستديو ويشاهد استخدام مخرج الفيلم الألوان المبهجة والرقصة والموسيقى الهادئة لفصل المتفرج من حالة العنف والقسوة التي يتضمنها الفيلم، وفي نفس الوقت المقارنة بتوضيح حالة التباين بين الوضعين ما قبل  الخمير الحمر وما بعده، ويعود بعد ذلك ويربط نهاية هذا المشهد بالواقع مرة أخرى بذكاء عندما يذكر ما حل للممثلين والمخرجين والمغنيين بعد سيطرة الخمير الحمر.

شريط الصوت

بما ان الفيلم قائم في تنفيذه على فكره المجسمات التي تلعب الدور الرئيسي بجانب تعليق الراوي، تأتي المؤثرات الصوتية لكي تساهم تعزيز الصورة وتعزيز خيال المتفرج عندما يشاهد صور المجسمات التي لا تتحرك، وصوت يروي الاحداث  واحيانا تكون الصورة بدون تعليق للراوي، هنا تأتي المؤثرات الصوتية من طرق للأواني وصوت الهمهمات والكلام المتداخل للشخصيات وصوت الاجراس واصوات الطيوروالحيوانات والمحركات، لتساهم كلها في تحريك خيال المشاهد وتفاعله مع الصورة، وأيضا يستخدم المخرج الموسيقى الحزينة في لحظات الصمت.

تتخلل مشاهد الفيلم في حديث الراوي عبارات عن ما هي  الصورة المفقودة تمهيدا للمشاهد الأخيرة  التي تأتي  لتعبر بالصورة هذه المرة، عن المعنى  المقصود للصورة المفقودة فهي الصورة  بمعناها المجازي  التي تعبر عن كل صور القتل والوحشية التي مارستها جماعة الخمير الحمر على الشعب الكمبودي ولم يتم تصويرها لإثبات الجرائم الوحشية التي قاموا بها.

عين على السينما في

07.03.2015

 
 

قصة حياة العالم ستيفن هوكينغ

"نظرية كل شيء".. براعة التمثيل تجلب الأوسكار

24 - محمد هاشم عبدالسلام

جاء فيلم "نظرية كل شيء" على قدر كبير من الصدق والتأثير، وهو من إخراج البريطاني جيمس مارش، وبطولة إيدي ريدماين، وفيليسيتي جونز، وتشارلي كوكس، وإميلي واتسون. وتتجاوز مدة عرضه الساعتين تقريباً. كتب له السيناريو الروائي والسيناريست أنتوني ماكارتين، والسيناريو مأخوذ عن مذكرات جين وايلد، زوجة ستيفن هوكينغ، التي صدرت بعنوان "السفر إلى اللانهاية: حياتي مع ستيفن"، في أكثر من أربعمائة وخمسين صفحة، في نهاية عام 2013.
يتناول الفيلم قصة حياة، ستيفن هوكينغ، العالم الفذ في مجال الفيزياء النظرية وعلم الكون، وصاحب أحد أشهر وأهم وأكثر الكتب مبيعاً على مدى عقود حتى يومنا هذا، وهو "تاريخ موجز للزمن"، وذلك منذ شبابه في أوائل الستينات، حيث كان يسعى من أجل التسجيل للحصول على درجة الدكتوراة في جامعة كامبريدج. والفيلم يستمد عنوانه من بحث هوكينغ الدؤوب عن معادلة واحدة كونية تمثل الوجود برمته، وتجمع بين ميكانيكا الكم والنسبية العامة.

يسلط الفيلم الضوء على الدراما البشرية المعقدة، والأفكار العلمية الكبيرة، والتأمل في الحياة والكون. وذلك من دون أن يسقط في أفخاخ تزعق بالتمسك بالأمل والنضال لآخر نفس والصبر والتحمل وتحدي المستحيل إلى آخر كل تلك الأمور، التي بوسع المتلقي أن يستشفها من الفيلم من دون مباشرة فجة أو اللعب على عواطفه واستدرار مشاعره.

أحداث الفيلم

سريعاً يدخلنا الفيلم إلى حياة هوكينغ الجامعية، وغرامه بحبيبته وزوجته جين وايلد، التي تدرس شعر العصور الوسطى في شبه الجزيرة الإيبيرية. ثم بدايات مرض ستيفن، وطبيبه الذي يخبره بأنه لن يعيش لأكثر من عامين -لا يزال على قيد الحياة حتى يومنا هذا، في الثانية والسبعين من عمره- . ثم إصرار جين على الزواج من ستيفن حب حياتها وإنجاب أطفال منه، وتحملها بمفردها طوال الوقت لأعباء زوجها والأطفال التي تفوق طاقاتها بكثير، ومن ثم تعطل حياتها الدراسية والجامعية. واستمر زواجهما لمدة تجاوزت الخمسة وعشرين عاماً تقريباً حتى انتهى بالطلاق في عام 1995.

وبالرغم من زمن الفيلم الطويل نسبياً وتخصيصه الجزء الأكبر منه لرصد الحياة الزوجية والأسرية بين ستفين وجين، إلا أن الكثير من التفصيلات الدقيقة في ثنايا تلك العلاقة التي امتدت لأكثر من عقدين لم يتطرق إليها الفيلم أو يبرزها لنا على نحو جلي، بحيث بدت حياتهما في الفيلم كلها على نحو شديد المثالية واللياقة واللباقة. فتشعر رغماً عنك أنك أمام شخصيات غاية في المثالية، ليست من كوكبنا. وكأن تسليط بعض الضوء على مثالب الشخصيات وإبراز نقاط ضعفها يقلل من جوانبها القوية المشرقة. وقد ألقى هذا بتبعاته لاحقاً عندما وصل الفيلم لتناول مرحلة انفصالهما.
حتى عندما تطرق الأمر على فترات متباعدة للاختلاف الوحيد الظاهر لنا بين شخصيتيهما، حيث يقف ستيفن على النقيض التام من الإيمان بالله وجين الشديدة الإيمان والتدين وحتى الذهاب إلى الكنيسة والانخراط في الكورال الكنسي والتدرب على الغناء في الجوقة، فإنه يمر عليه مرور الكرام دون أن يعمقه. وفي نفس الوقت، وحتى منتصف الفيلم تقريباً تُسرد الأحداث أكثر من وجهة نظر ستيفن، مع التركيز على حالته وتفاصيلها، ولا تتحرك الأحداث وتنقل لنا جانباً مغايراً بعيداً بعض الشيء عن حياتهما إلا بعدما يظهر في الصورة "جوناثان" (تشارلي كوكس)، ذلك الشاب الوسيم الأرمل الذي لديه فسحة من الوقت ولا يفعل في حياته الكثير خلا تدريب جوقة الكنيسة على الغناء الكنسي.

وبعد فترة يتبين لنا أن دخول ذلك الخط الدرامي الخاص بجوناثان كان ضرورياً من أجل إبراز العلاقة الواقعية بين جوناثان وجين، والتي تطورت من كونها مجرد علاقة أفلاطونية في البداية، وصداقة للعائلة ومساعدة لستيفن، إلى مشاعر متبادلة بينه وبين جين ثم حب وعلاقة تامة، حاولا إيقافها لضرورات واعتبارات اجتماعية وأخلاقية. لكنها ما لبثت أن عادت وكللت فيما بعد بالزواج بعد انفصال ستيفن وجين، عقب انجذابه إلى ممرضته الجديدة.

وليس ثمة شك في أن دخول جوناثان، ولاحقاً الممرضة "إلين مايسون" (ماكسين بيك)، إلى حياة كل منهما، أفسح المجال لقدر لا بأس به من التشويق والإثارة وأضفى على الفيلم الكثير من الحيوية، وأكسب الشخصيات نفحة إنسانية أخرجتها من نمطيتها وتطهرها. وقد تزوج ستيفن من ممرضته "إلين مايسون" (ماكسين بيك) في نفس عام طلاقه من جين وايلد، وما لبثا أن تطلقا أيضاً في عام 2006.

روعة الأداء

أما أداء الممثل الشديد التميز إيدي ريدماين، والذي استحق عنه بجدارة جائزة الأوسكار لأحسن ممثل هذا العام 2015، فقد جاء على نحو شديد الفنية والرقي ولم يخفق أبداً في إقناعنا بأنه بالفعل، شكلاً وجسداً وروحاً، العالم البريطاني الشهير. وذلك بداية من جموح ستيفن ورشاقته وخفة دمه كشاب في مقتبل الحياة، وأيضاً ولعه بالعلم والدراسة وفضوله الذي لا يهدأ تجاه التفكير الدائم في تأمل النظريات وحل المحادلات. ثم، تجسيده لمرحلة مرض ستيفن منذ بداياتها الأولى والتدرج في مراحلها حتى جلوسه النهائي على الكرسي المتحرك، ثم فقدانه النطق. وكيف أفلح في تجسد، لا سيما في مراحل المرض المتقدمة، كافة خلجات وقسمات وتقلصات وارتعاشات الوجهه، والأصابع، وكافة عضلات الجسد، إلى جانب صعوبات النطق.

وليس ثمة شك في أن هذا كله قد تطلب منه، إلى جانب البحث والتدقيق والتدريب المستمر لفترات طويلة، قدرة هائلة على التحكم في جسده، بحيث يطوعه كيفما شاء ليؤدي الغرض المطلوب مع كل حركة تصدر عنه، ناهيك أساساً بجلسته الطويلة ورأسه وعنقه في وضع شديد الميل فوق الكرسي المتحرك، والتحكم في عضلات الوجه وفي الفكين بحيث يظل مفتوحاً وشفتيه لأطول فترة ممكنة

نظرية كل شيء، فيلم سيري شديد النموذجية في كل شيء، وقد آثر المخرج مارش أن يتبع في سرد أحداث تلك السيرة التطور الزمني الخطي، وتجسيد الشخصيات كما بدت عليه في السيناريو أو الكتاب. والسيناريو برغم تقليديته، لكنه يمثل نموذجاً للسيناريو الناجح، فهو يسرد سيرة أحد الأفذاذ، يعيش بيننا ولا يزال يثير الجدال بعلمه ونظرياته وأبحاثه وتعليقاته ومشاركاته العامة في الحياة. وفي نفس الوقت يعرض لمأساة وكفاح وقصة تحدي على قدر كبير من الأهمية والإثارة.

إلى جانب عرضه لقصتي حب تمثلان عاملي جذب إضافيين للفيلم، بالإضافة إلى قدر كبير من اللفتات والمشاهد اللطيفة والمرحة المتناثرة على امتداد الفيلم. وحتى تلك المتعلقة بشرح النظريات العلمية الجافة والتي كان من الممكن أن تُنفِّر المتفرج العادي، عالجها السيناريو بسهولة وبساطة، وجنح المخرج في تصويرها إلى ربطها بالكثير من المفردات العادية في الحياة، مثل رغوة بيضاء على سطح فنجان قهوة أو رقصة جين ضد دوران عقارب الساعة عند ضفة النهر وستيفن يمسك بيدها أو تشابك وتعقد خيوط الصديري الصوف الذي كان ستيفن يحاول أن يرتديه.

وقبل كل هذا وغيره من نقاط القوة بالفيلم، مثل تصميم الملابس والأجواء الإنجليزية في سنوات الستينات، واستخدام المصور المتميز "بينوا ديلوم" للإضاءة الطبيعية في الكثير من المشاهد، وتحركه المتنوع بالكاميرا المحمولة لينقل لنا أجواء الجامعة وقاعاتها وغيرها من المناظر الخارجية التي عكست إلى حد بعيد أجواء الستينات، جاء اختيار طاقم التمثيل على قدر كبير من التوفيق والتميز بطبيعة الحال. فالفيلم بالفعل محمول بأكمله على أكتاف الممثلين، لا سيما صاحب الشخصية الرئيسية إيدي في دور ستيفن هوكينغ، وحتى الأدوار الثانوية كان الاختيار فيها موفقاً إلى حد بعيد. وذلك كله من دون تشتيت الانتباه أو صرف أنظار المتفرجين عن قصة الفيلم أو الموضوع الرئيسي.

ومن بين القليل الذي يؤخذ على الفيلم، مظهر ستيفن خلال سنواته الأخيرة والذي لم يتغير كثيراً منذ أن أقعده المرض، وهو أمر لم يفلح المكياج في أن يقنعنا بمرور وثقل الزمن على ستفين بعد عشرين أو ثلاثين عاماً من مرضه.

على غير المعتاد

"رجل وعدة نساء".. شعار أفلام العام في مصر

24 - القاهرة - آية فؤاد

تدور الأفلام في الغالب بين بطل رجل وامرأة، ومن غيرهما يساعد البطلين، لتأتي أفلام الموسم القادم وتقلب الموازين التي تعودت عليها السينما المصرية، إذ تقتسم عدة بطلات البطولة أمام الرجل، والذي يحمل وحده البطولة الذكورية، لتتصدر السيدات الملصقات بجانب رجل واحد.

يعد فيلم "زنقة ستات" الذي طرح ملصقه الدعائي منذ أيام، تمهيداً لنزوله في موسم شم النسيم القادم من الأفلام التي استخدمت تلك التيمة، إذ يقف الفنان الشاب حسن الرداد وسط بطولات نسائية تم اقتسامها بين أربع نجمات وهن "إيمي سمير غانم وأيتن عامر ومي سليم ونسرين أمين.

وتدور أحداث الفيلم حول الشاب المستهتر ذي العلاقات النسائية المتعددة والذي يتعرض بسببها إلى عديد من المشاكل والأزمات. والفيلم من تأليف هشام ماجد وكريم فهمي ومن إخراج خالد الحلفاوي، ومن إنتاج محمد أحمد السبكي.

الخلبوص

ونجد الأمر نفسه مع فيلم الخلبوص للفنان محمد رجب، والذي من المقرر طرحه في موسم شم النسيم القادم، وتدور أحداثه حول رجل متعدد العلاقات النسائية ليرتبط بأربع فتيات في الوقت ذاته مما يسبب له عديداً من المشاكل في حياته، وتجسد أدوارهن الفنانات إيمان العاصي وإيناس كامل وميريهان حسين ورانيا ملاح.

ويعد ذلك التشابه في الحبكتين، حجر عثر أمام الفيلمين اللذين يواجهان الجمهور في الوقت ذاته. يذكر أن آخر فيلم شارك فيه رجب هو "سالم أبو أخته" الذي عرض له العام الماضي.

يوم مالوش لازمة

برغم الحبكة المختلفة، إلا أن فيلم "يوم ملوش لازمة" المعروض حالياً بالسينمات يتبع هو أيضاً المنهج ذاته، إذ تشارك الفنان محمد هنيدي في فيلمه ريهام حجاج وروبي، اللتين يشاركانه في صورة الأفيش أيضاً في فيلم تدور قصته حول "يحيى" الشاب الذي يقوم بدوره الفنان محمد هنيدي، والذي يتزوج بالفتاة التي تجسد دورها ريهام حجاج، لتطارده روبي التي تجسد شخصية الفتاة المهووسة في الفيلم، وذلك في إطار كوميدي ساخر.

والفيلم هو التعاون الثاني بين الكاتب عمر طاهر والفنان محمد هنيدي ومن إخراج أحمد الجندي.

موقع (24) الإماراتي في

07.03.2015

 
 

هل الكتابة شيء يمكن تعلمه؟

منة الله فهيد – التقرير

بعد انقطاعه عن التمثيل وانشغاله بالقضايا السياسية، يعود النجم “هيو جرانت Hugh Grant” في تعاونه الرابع مع المخرج والمؤلف “مارك لورنس Marc Lawrence” في فيلمهما الجديد “The Rewrite”. تدور أحداث الفيلم حول كاتب السيناريو “كيث مايكلز” الذي حصل على الأوسكار في التسعينيات ولم يتمكن من كتابة فيلم آخر على نفس مستوى فيلمه الحاصل على الجائزة منذ ذاك.

يبدأ الفيلم بعدة مقابلات يجريها كيث مع بعض المنتجين، يقوم فيها بطرح فكرة نصه الجديد، إلا أن لا أحد يبدو متحمسًا لفكرته الدرامية على الرغم من عشقهم له ولفيلمه الحاصل على الأوسكار منذ 15 عامًا، بل إن بعضهم اقترح عليه اللجوء لكتابة أحد الأفلام الكوميدية التي تدور حول إحدى الفتيات المثيرات.

أثناء حديثه مع وكيلة أعماله “إيلين” وسؤالها للبحث له عن أي وظيفة بمقابل مادي يمكنه من تسديد فواتيره، أخبرته بأن جامعة “بنجهامتون” بحاجة إلى مدرس من أجل مادة الكتابة هذا الفصل وأن هذه الوظيفة ستمنحه راتبًا ومنزلًا وسيارة قريبًا ما سيفتقدهم إذا رفض هذه الوظيفة. على الرغم من كره “كيث” للتدريس عمومًا، فهو يرى المدرسين ما هم إلا مجموعة من الفشلة الذين لم يستطيعوا إنجاز أي شيء بحياتهم الخاصة فاتجهوا للتدريس للسيطرة على حياة الآخرين، إلا أنه اضطر للموافقة بعدما انقطعت عنه خدمة الكهرباء نظرًا لعدم سداده للفواتير.

في ليلته الأولى في البلدة، تعرف “كيث” على “كارين” أثناء تناوله لوجبة العشاء، التي تعرفت عليه على الفور لشهرة فيلمه ولتقدمها للالتحاق بصفه من أجل تعلم الكتابة. قضى كيث معها ليلته غير مكترث بمدى صلاحية مثل هذه العلاقة، والتي كانت سببًا فيما بعد لتحويله إلى التحقيق وتعريضه لخسارة عمله.

توجه كيث في الصباح إلى الجامعة حيث قابل “هارولد”، رئيس هيئة أعضاء التدريس والذي قام بدوره الممثل “جي.كي. سيمونز J.K. Simmons” المرشح بقوة للحصول على جائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم “Whiplash” هذا العام.

أعطاه “هارولد” حفنة من السيناريوهات التي تقدم بها الطلاب كمادة اختبار للالتحاق بصفه، وأخبره أنه سيكون عليه قراءتهم جميعًا واختيار عشرة فقط من بينهم للانضمام إلى صفه، ودعاه لحضور اجتماع أعضاء هيئة التدريس في المساء للتعرف عليهم.

لحقت به “هولي” “ماريسا تومي Marisa Tomei”، الأم العزباء التي عادت لتكمل دراستها في الجامعة، وتتخصص في علم النفس وتريد الالتحاق بصف “كيث”، أعطته هولي نصها وطلبت منه ضمها إلى صفه.

في المساء ذهب “كيث” إلى اجتماع المدرسين ولقي ترحيبًا يليق به كأحد أبناء “هوليوود”، حتى قابل “ماري ويلدون” المتيمة بأعمال الكاتبة “جين أوستن” التي يعتبرها كيث تافهة لاهتمامها بقضايا المرأة، التي يرى أنها ليست في حاجة للمحاربة من أجل حقوقها لحصولها عليها جميعًا بالفعل، جعلهما هذا الاختلاف يشتبكان في حديث بدا خلاله كيث بسبب تناوله للكثير من الكحول مناهضًا للمرأة.

لم أر لهذا المشهد أي دلالة فيما بعد سوى خلق نوع من المشاحنة بينه وبين “ويلدون”، التي ستستمتع لاحقًا (عند اكتشافها بعلاقته مع كارين) بتهديد وظيفته وحياته، على الرغم من محاولته للاعتذار إليها والتصالح معها عبر إهدائها العديد من المنتجات المزينة بصور وكلمات كاتبتها المفضلة “جين أوستن”.

لدى عودته للمنزل، تذكر “كيث” أن عليه انتقاء عشرة نصوص من التي أعطاها له “هارولد”، فقام بتفقد صفحات الطلاب المتقدمين على الإنترنت واختيارهم طبقًا لأشكالهم كما لو كان يختار طاقم تمثيل من أجل أحد أفلامه.

أخبر “كيث” طلابه في لقائه الأول بصفه، الذي لم يتضمن “هولي” بالمناسبة لكنه ضم “كارين”، أن المادة المقدمة تضمنت 30 صفحة فقط، وعليهم بكتابة 90 أخرى ليكون مجمل عدد صفحات النص 120؛ لذلك قام بتعليق الصف لمدة شهر حتى يتمكنوا من الانتهاء من كتابة نصوصهم.

أثناء تناوله للغذاء، لحقت به “هولي” لسؤاله عن سبب عدم ضمها للصف وما إن كان يرى أن نصها كان سيئًا. اعترف لها “كيث” أنه يؤمن أن الكتابة شيء لا يمكن تعليمه وأنه موهبة، إما يمتلكها الشخص أو لا. استغربت “هولي” من قوله هذا لإيمانها بأن كل شخص لديه الموهبة بداخله، هو فقط لم يحصل على معلم مناسب ليكتشفها. سخر “كيث” من كلامها الذي يعني أن بإمكان أي أحد فعل أي شيء إذا ما حصل على التوجيه اللازم، بينما أصرت “هولي” الحصول على ملاحظات من أجل تعديل نصها الذي سرعان ما اتضح لها خلال مناقشتهما البسيطة أن “كيث” لم يقرأه مطلقًا. اعترف لها أنه لم يقرأ أيًا من النصوص المقدمة وأنه سيضمها للصف تعويضًا عن ذلك، ولكن “هولي” لم ترض بتلك الترضية وطلبت منه قراءة نصها وإخبارها بملاحظاته.

اتخذ الفيلم منحى آخر بعد تلك المحادثة التي جرت بينهما، فوجد “كيث” نفسه مضطرًا لقراءة نص “هولي” للإجابة عن أسئلتها؛ مما جعله يقرأ جميع نصوص طلاب صفه أيضًا حتى لا يضعه أحد الطلاب في نفس الموقف مرة أخرى. أبلغ “كيث” الطلاب باستئناف الصف من جديد، وحينها سألته “هولي”: “إذا كنت تؤمن أن الكتابة شيء لا يمكن تعلمه، مالذي سنفعله في المحاضرة؟“، في الحقيقة لم تكن لدى “كيث” أية إجابة على هذا السؤال.

بدا هذا واضحًا للغاية عندما جلس صامتًا في الصف لا يدري ماذا يخبر طلابه، حتى أنقذته “هولي” وأخرجته من توتره قليلًا بسؤاله: “مالذي جاء بك إلى (بنجهامتون) وجعلك تتجه إلى للتدريس؟“. لم يستطع “كيث” إخبار طلابه أن السبب الوحيد الذي أتى به من “لوس أنجلوس” إلى “بنجهامتون” هو المال، فقرر اختلاق أمر كتابة فيلم عن “كاتب” وأن هذه الوظيفة ما هي إلا بحث يساعده في كتابة فيلمه الجديد. جعلته أسئلتهم عن هوية الممثل المرشح لدور البطولة يتطرق للحديث عن شخصية “البطل”، التي يدور حولها أي نص، وأعطاهم فرضًا للتفكير في فيلمهم المفضل وتحديد بطله والهدف الذي كان يسعى للحصول عليه خلال الفيلم.

أثار إعجاب “كيث” النص الذي قدمه الطالب “رونسون”، فتحدث معه وطلب منه أن يرسل له باقي الصفحات التي أنهاها الأخير بالفعل من قبل التقديم، ولكنه قدم 30 صفحة فقط التزامًا منه بشروط التقديم.

قرأ “كيث” سيناريو “رونسون” كاملًا وأخبره أنه أكثر من ممتاز، وأن لديه بعض الملاحظات البسيطة بعدما سيعرضه لوكيلة أعماله لتجد له أحد المنتجين الذي سيحوله حتمًا إلى فيلم.

قام الطلاب في الحصص التالية بقراءة أجزاء من نصوصهم، بينما قام “كيث” والآخرون بالتعليق عليها وإنشاء الملاحظات. لاحظ “كيث” أن هناك جزءًا مفقودًا عند إحدى طالباته؛ فوجه لها النصح في مشهد من مشاهد الجمل الطويلة:

“كتابة فيلم شيء صعب، يشبه بالقفز إلى المحيط، حتمًا ستحتاجين إلى طوق نجاة، هذا الطوق هو الدافع وراء الفيلم، هو الأمر الذي دفعكِ للكتابة في المقام الأول، عليكِ أن تكتشفيه وتتشبثي به للحفاظ على نصكِ/حياتكِ“.

جعل هذا “هولي” تسأله مرة أخرى عن الدافع وراء كتابته لفيلمه الحاصل على الأوسكار. ود “كيث” لو أنه لا يجيب على هذا السؤال، لكن أمام إصرار طلابه أخبرهم أنه اخترع الأمر للإجابة على أسئلة ابنه “أليكس” بعد وفاة أمه ومن ثم تحول الأمر لفيلم. سأل “كيث” طلابه أن يعطوه بعض الاقتراحات في حالة لو أنه أراد كتابة تتمة لفيلمه القديم من باب الفضول، بينما سؤاله كان من باب تسول الأفكار.

وهنا، كانت الإشارة في الفيلم إلى أن النص المكتوب غالبًا ما يكون مستوحى من حياة الكاتب الشخصية أو ألهمه في كتابته أحد أبطال حياته الحقيقية مثلما نسمع عن العديد من الكتاب.

ربما هذا الفيلم نفسه ما هو إلا انعكاس لحياة “ماك لورنس” كاتب ومخرج هذا الفيلم، فلو تأملنا قليلًا لوجدنا أن شخصية “كيث” ككاتب هجرته الأفكار منذ زمن، ما هي إلا إشارة منه لنفسه وهو الذي لم يقدم شيئًا منذ فيلمه “Did You Hear About Morgan”، والذي قام ببطولته “هيو جرانت Hugh Grant” أيضًا عام 2009.

مع الأخذ في الاعتبار أن في نهاية الفيلم سيتجه “كيث” بالفعل لكتابة فيلم عن “مدرس” يقوم بتدريس الكتابة في إحدى الجامعات كتجسيد لتجربته الشخصية، ربما هذا ما فعله “لورنس” بالفعل بصنعه لفيلمه هذا، مع الفارق أنه لم يحصل على جائزة الأوسكار يومًا.

الفيلم في المجمل من الأفلام الخفيفة التي تتطرق لمناقشة إحدى القضايا في إطار كوميدي. لم أجده رومانسيًا، على الرغم من محاولة المخرج للزج بشخصية “هولي” في دور “الحبيبة”، إلا أنني لم أعتبرها سوى “ملهمة” تقوم بمساعدته للبدء من جديد. فـ “كيث” في رأيي هو البطل الأوحد العمل، وجميع الشخصيات ثانوية تستمد أهميتها من وجوده/ غيابه.

يبقى السؤال الذي لم يجب عنه الفيلم بشكل واضح: هل الكتابة/ الموهبة شيء يمكن تعلمه؟

بالطبع نرى أن مستوى الطلاب تحسن بشكل كبير بعد الأخذ بملاحظات “كيث” والعمل بها. لكن يبقى “رونسون”، ونصه الذي كتبه من قبل أن يلتقي “كيث”، هو الأفضل؛ وهو ما أهله للدخول إلى عالم “هولييوود” وصناعة الأفلام.

من سينتصر.. الخيال أم الواقع؟!

ياسمين عادل – التقرير

Once Upon A Time مسلسل أمريكي يُعرض منه حاليًا الموسم الرابع، كما يظهر من العنوان والتي قامت المواقع العربية بترجمته “كان ياما كان” هو مسلسل يُصنف تحت بند الفانتازيا والدراما والمغامرة.

 المسلسل يدور بين عالمين: الحاضر(العالم الواقعي) والماضي (عالم الأساطير)، فأبطال العمل هم أبطال الحواديت التي تربينا عليها قديمًا مثل سنووايت، ذات الرداء الأحمر، الجميلة النائمة، بينوكيو، بيتر بان، الأقزام السبعة، الملكة الشريرة وآخرين.

حتى إن صُناع العمل -مؤخرًا- أقحموا بعض أبطال عالم ديزني وسط الأحداث لتختلط كل العوالم معًا، ويصبح من الصعب علينا أن نفصل بين الخيال والحقيقة.

تبدأ الأحداث في خط متوازٍ بين عالمين:

عالم الحواديت: وفيه تحدث كل القصص التي قرأنا عنها في الكتب أو شاهدناها في أفلام الكارتون في خطوط متشابكة تربط كل الحكايات ببعضها بطريقة محبوكة ومعقدة، حتى إنك إذا لم تنتبه لها قد يصعب عليك المتابعة.

هناك حيث الملكة الشريرة التي تريد قتل سنووايت، غير أن سنووايت تستطيع -رغمًا عن ذلك- أن تتزوج الأمير، فتغضب الملكة وتوعدهم بأنها ستلقي لعنة على الجميع سينتقلون على إثرها إلى عالم مريع/عالم البشر العاديين؛ حيث لن يتذكر أي شخص منهم حقيقته -إلا هي- ليعيشوا حياة أخرى في عالم قاتم غير مبهج ولا يعرف السحر له سبيلًا.

ولكن، هناك طريقة واحدة لنجاتهم وفك اللعنة ومن ثَمَّ رجوعهم لعالمهم الأصلي من خلال ابنة سنووايت والأمير تشارمينج -التي لم تولد بعد- إذا ما أرسلوها لعالم آخر قبل حلول اللعنة عليهم حتى لا تصاب بها مثلهم فتعود لتنقذهم.

كل ما في الأمر أن عليهم الانتظار حتى يصبح عمرها 28 عامًا لتبطل اللعنة، ولأنها ستنتقل فور ولادتها وبالتالي لن تعرف أي شيء عن عالمها الأصلي أو اللعنة كان عليهم -كذلك- أن يجدوا حلًا لتلك المشكلة!

عالم الواقع/ستوري بروك: تلك البلدة الصغيرة التي لا يعرف عنها العالم شيئًا، يعيش بها كل أبطال الغابة المسحورة بعد إصابتهم باللعنة، حياة عادية روتينية ومملة بلا نهايات سعيدة، دون أن يعلمون أنهم في الأصل قادمون من عالم آخر حيث السحر متاح والسعادة ممكنة.

هناك في تلك البلدة يعيش طفل صغير يدعى هنري، يملك كتابًا به كل الحكايات الأصلية، ولأنه يؤمن بالسحر والخيال؛ يستطيع أن يصدق ويفك اللغز، هنري في الأصل هو ابن إيما ابنة سنووايت وتشارمينج، لكنها عرضته للتبني فور ولادته ولحسن الحظ أو سوئه من تبنته هي ريجينا/الملكة الشريرة عُمدة ستوري بروك.

وفي يوم عيد ميلاد إيما الثامن والعشرين يذهب هنري إليها ويخبرها أنه ابنها، ثم يحكي لها القصة كاملة حتى إنه يُريها كتاب الحكايات، لكنها لا تصدقه بالطبع. فيكون عليه أن يجعلها تؤمن أولًا حتى تُبطَل اللعنة ويستطيع الجميع تذكر حياتهم الأولى وأن يعودوا لعالمهم القديم.

وهكذا، تتوالى الأحداث في إطار شيق ومثير يستحق المتابعة من خلال عرض الأحداث في خَطين، الواقع والفلاش باك، ما برع فيه مؤلفو المسلسل بشدة واستطاعوا من خلاله جذب المشاهدين.

تأتي الحكايات غير مطابقة بالضرورة للحواديت التي عرفناها، ما يُزيد عامل التشويق، فيمنحنا الكُتَّاب رؤية جديدة للأحداث ما يجعلنا قد نغير قناعاتنا القديمة أو نتعاطف مع أشخاص لطالما اعتقدنا أنهم الأشرار والعكس.

من القصص التي فاجئت الجمهور على سبيل المثال:

سنووايت والملكة الشريرة.. القصة الأصلية التي نشأنا عليها تفيد بأن سنووايت هي ابنة الملك الذي تزوج بعد وفاة والدتها من سيدة أخرى، كانت ترى أن سنووايت أجمل منها؛ ما أزعجها وجعلها تحاول قتلها العديد من المرات، حتى تصبح هي أجمل امرأة في الكون.

ولكن، ماذا لو علمتم أن الأمر ليس كذلك! وأن في الحقيقة ريجينا من ستصبح الملكة الشريرة بعد ذلك هي في الأصل امرأة عادية لديها مبادئ وأخلاق وقلب طيب؛ بل وإنها لم تكن تريد أن تتزوج الملك؛ لأنها تحب رجلًا آخر؟

لكنها أخطأت فأخبرت الطفلة سنووايت عن نيتها على الهرب مع حبيبها، فتى الإسطبل على أن يكون ذلك سرهما. ولأن سنووايت لا تعرف كيف تكتم سرًا؛ أخبرت والدة ريجينا بالحقيقة عساها تترك ابنتها تتزوج ممن تحب، ليتم قتل فتى الإسطبل ما يحرق قلب ريجينا ويجعلها تُكمل الزواج وتسعى بعد ذلك للانتقام لحبيبها من سنووايت.

ذات الرداء الأحمر.. تلك الفتاة التي تعيش مع جدتها، مَن تخاف عليها وتحاول أن تحميها مِن الذئب الذي يقتل البشر بلا رحمة، ما يجعله هدفًا دائمًا للصيد والقتل بمنتهى الوحشية، ماذا لو أخبرتكم أنه لم يكن هناك ذئب وأن في الحقيقة ذات الرداء الأحمر هي من تتحول عند اكتمال القمر لذئب يلتهم فرائسه، حتى إنها يومًا ما ستلتهم حبيبها دون أن تعرف؟!

وهكذا هناك الكثير من الحكايات التي ستجعلك تُعيد التفكير والحسابات لتُدرك أن أيًا كانت رؤيتك للأمر، فهي حتمًا قاصرة لا يُعول عليها لمنح الأحكام المُطلقة التي لا  تصلح إلا في وقتها فقط، هذا إن صلحت.

هل تريد أن تعرف من أنت في عالم الأساطير؟!

بسبب نجاح المسلسل انتشرت العديد من التطبيقات على موقع الفيس بوك على شكل أسئلة تجيبها لتعرف بعد ذلك ما هي الشخصية التي كان من الممكن أن تكونها إذا كنت من سكان عالم الحواديت، وقد لاقت تلك التطبيقات إقبالًا شديدًا.

ففي ظل الأحداث المأساوية التي تشهدها معظم بلدان العالم العربي وبعض الدول الأجنبية، أصبح الجميع يسعى للهرب ولو للحظات، يفكرون ويتساءلون ماذا لو لم نكن قد وُلدنا في هذا العالم البائس؟!

يُمنّون أنفسهم أنهم رُبما في عالم آخر غير هذا كانوا ليكونوا أبطالًا في حياة قد تكون هي الأخرى ليست سهلة، لكن نهاياتها سعيدة طالما أنهم ينتمون لفئة الطيبين وليس الأشرار، ذلك العالم حيث السحر موجود وإن كان له ثمن، والأشرار يأخذون جزاءهم ولو بعد بعض الوقت.

وعلى الرغم من كَون أبطال المسلسل هم أنفسهم أبطال الحكايات التي يحفظها الصغار عن ظهر قلب ويحبونها؛ إلا أن بعض النقاد والجمهور يرون أن هذا العمل غير مناسب للأطفال من هم أقل من 12 سنة؛ لعدة أسباب، رُبما أهمها أن المسلسل مُتخم بجرائم القتل والعنف ما قد يجعل الأطفال عدوانيين خاصة حين يرون أبطالًا يحبونهم كانوا يتخذونهم كمثل أعلى يقومون بمثل تلك التصرفات.

أما الأسباب الأخرى، فتراوحت ما بين وجود بعض السِباب أو المشاهد الرومانسية غير المناسبة للأعمار الصغيرة، وبين أن المسلسل سيشوه كل القصص التي كان يستغلها الأهل لزرع قيم مثل الحب، والحق، والخير، والجمال في نفوس أولادهم، ما قد يسبب لهم بعض اللغط والارتباك حين يرون الحكايات قد تغيرت ملامحها وتبدلت الحقائق، فلا يعرفون من على صواب ومن على خطأ.

التقرير الإلكترونية في

07.03.2015

 
 

هاريسون فورد يتعافى بعد تعرضه لحادث تحطم طائرة

* يتعافى الممثل الأميركي هاريسون فورد في المستشفى بعد يومين من تعرضه لحادث تحطم طائرة قديمة تعود إلى الحرب العالمية الثانية في ملعب للغولف في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا.

وذكر فورد، وهو طيار متمرس، تعطل محرك الطائرة بعد فترة وجيزة من إقلاعها بعد ظهر الخميس من مطار سانتا مونيكا. وفي تسجيل لاتصالات الطيران سمع وهو يقول لمراقبي الملاحة الجوية: «عطل في المحرك. عودة فورية».

وقال باتريك جونز المفتش بالمجلس الوطني لسلامة النقل في مؤتمر صحافي إن فورد حاول العودة إلى المطار لكنه اصطدم بشجرة وتحطم لدى هبوطه على ملعب بنمار القريب للغولف. وشاهد طبيبان يلعبان الغولف الحادث وسحبا فورد من الطائرة، خشية اندلاع النيران فيها، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية. وقال أحدهما، الطبيب سانجاي خورونا، لصحيفة «لوس أنجليس تايمز» إن فورد كان واعيا ولكنه سأل «أين أنا؟». ونقلت محطة «كيه تي إل إيه» التلفزيونية عن مصدر «قريب من عائلة فورد» قوله إنه أصيب بجروح بليغة في رأسه وإنه خضع لعملية جراحية لعلاج كسر في الكاحل والحوض.

من جانبه، قال بن فورد نجل هاريسون في تغريدة على موقع «تويتر» بعدما زار أباه في المستشفى إن والده «جُرح لكنه بخير»، واصفا أباه البالغ من العمر 72 عاما بأنه «قوي على نحو لا يصدّق». وأشاد خبراء بفورد لتمكنه من محاولة الهبوط في واحدة من المناطق القليلة الفارغة وسط منطقة ذات كثافة سكانية عالية، إذ كان يمكن أن يصطدم بمجموعة من الناس أو المنازل. وقال جيف مارتن مدرب الطيران في سانتا مونيكا لصحيفة «لوس أنجليس تايمز» إن فورد «فعل أفضل شيء يمكن القيام به». وكان السكان المحليون قد طالبوا لسنوات بإغلاق المطار، قائلين إن احتمال وقوع حادث تحطم طائرة مثلما حدث لفورد يضع السكان في خطر، إلا أن فورد قاد حملة للإبقاء على المطار مفتوحا. وشارك فورد (72 عاما)، الذي رشح لجائزة أوسكار، في العشرات من أفلام هوليوود، واشتهر بأدوار دور الطيار الجريء هان سولو في سلسلة أفلام حرب النجوم، وعالِم آثار في سلسلة أفلام إنديانا جونز.

آخر تحديث: الجمعة - 15 جمادى الأولى 1436 هـ - 06 مارس 2015 مـ

إصابة الممثل الأميركي هاريسون فورد في حادث تحطم طائرة بملعب غولف

ذكرت تقارير إخبارية أن الممثل الأميركي هاريسون فورد نقل إلى المستشفى جراء إصابته بجراح خطيرة في الرأس بعد أن سقط بطائرة قديمة تعود إلى الحرب العالمية الثانية في ملعب للغولف في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا أمس الخميس.

وقال بن فورد، نجل هاريسون، في تغريدة على موقع «تويتر» بعدما زار أباه في المستشفى إن والده «جرح لكنه بخير»، واصفا أباه البالغ من العمر 72 عاما بأنه «قوي على نحو لا يصدق».

وذكر مسؤولون في قطاع الطيران وإينا تريسيوكاس المتحدثة باسم فورد أن المشكلة مع محرك الطائرة لوحظت بعد وقت قصير من إقلاعها وأجبرت فورد على تغيير اتجاهه والهبوط اضطراريا.
وتحطمت الطائرة التي كان يستقلها الممثل في حدود الساعة 02:30 مساء بالتوقيت المحلي (22:30 مساء الخميس بتوقيت غرينتش) في ملعب بينمار للغولف على مسافة قريبة من مطار الطيران العام في سانتا مونيكا، بحسب ما ذكره شاهد عيان لمحطة «إن بي سي»، مضيفا أن طبيبين كانا يلعبان الغولف أسعفا فورد في موقع الحادث.

ورفض المسؤول التكهن بما حدث تحديدا لمحرك الطائرة القديمة غير أنه قال: «أنا واثق من أن الطيار كان سعيدا لوجود ملعب غولف هنا».

ونقلت محطة «إن بي سي نيوز» عن مصادر لم تكشف عنها أن فورد أصيب بجروح خطيرة في الرأس وربما أصيب بكسور.

وقالت تريسيوكاس لوكالة الأنباء الألمانية إن إصابته لا تهدد حياته، مشيرة إلى أن الأطباء يتوقعون أن يستعيد عافيته بشكل كامل.

وتعلم فورد قيادة الطائرات منذ فترة طويلة، وهو طيار متحمس، وكان قد تعرض لعدة حوادث منذ حصوله على رخصة الطيران قبل نحو 20 عاما حيث هبط اضطراريا بمروحيته في كاليفورنيا عام 1999، واضطر للهبوط الاضطراري بعد ذلك بعام في نبراسكا بطائرته من طراز «بيتشكرافت بونانزا» ذات المحرك الواحد وتضم 6 مقاعد.

وقال محققون في مؤتمر صحافي إن فورد كان بمفرده في الطائرة.

وذكر مسؤول في المجلس الوطني لسلامة النقل أن المجلس وإدارة الطيران الاتحادية سيحققان في ملابسات التحطم.

الشرق الأوسط في

07.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)