كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

مخرج الروائع.. حسن الإمام من "ملائكة جهنم"

مرورا بثلاثية نجيب محفوظ إلى "مدافن مفروشة"

عبد الرحمن بدوي

 

بدأ حياته السينمائية بإخراج "ملائكة جهنم".. طريقته الخاصة في المعالجة جعلته مخرج الروائع بعد "الثلاثية الرائعة بين القصرين وزقاق المدق وقصر الشوق".. في معظم أفلامه لم يكتف بأن يكون مخرجًا بل كان كاتبًا للقصة وسيناريستًا أيضًا، وممثلًا في بعض الأفلام. 

الرائع حسن الإمام الذي نحتفي اليوم بذكرى ميلاده الـ 96 وُلد في مثل هذا اليوم من عام 1919 بمحافظة الدقهلية ، وبدأ ممثلًا دعمته إجادته اللغتين الفرنسية والإنجليزية على اللحاق بأول طريق الفن حيث بدأ حياته العملية مترجمًا لبعض الأدوار الكوميدية والمنولوجات المسرحية لكبار المؤلفين الفرنسيين، وعلى الرغم من حبه الشديد للفن الفرنسي فإن المثل الأعلى في حياة المخرج حسن الإمام كان الفنان القدير يوسف وهبي. 

بدأ الإمام مشوار الإخراج على يد يوسف وهبي الذي أعجب به، وقرر الاستعانة به مساعد مخرج في عدد من الأعمال الرائعة منها فيلم حسن وحسن وفيلم شارع محمد علي وفيلم القرش الأبيض وفيلم عودة الغائب، وكانت فرصته الأولى فى الإخراج عام 1946 مع أول أفلامه "ملائكة فى جهنم"، وفى العام الثانى أخرج أفلام "الستات عفاريت" وفيلم "الصيت و لا الغنى" للمطرب محمد عبد المطلب لتأتى انطلاقته وعبقريته مع فيلم "اليتيمتان" لفاتن حمامه، ثم"بائعة الخبز" الذى حقق إيرادات خيالة جعلته يستحق عن جدارة أن يكون مخرج الروائع.

وكانت أعظم أفلامه التى مثلت نقطة تحول فى حياته ومسيرته الفنية "الخطايا" و"شفيقة ومتولى"، "زقاق المدق" والثلاثية للكاتب نجيب محفوظ، والخرساء والمعجزة، ومنذ ذلك الحين بدأت أعمال حسن الإمام الرائعة في الظهور على الساحة الفنية وبقوة حتى أنه تفوق على العديد من المخرجين الكبار الذين عمل تحت أيديهم مساعد مخرج أمثال أحمد بدرخان ونيازي مصطفى وهنري بركات. 

واختلف النقاد على وصف حسن الإمام فهل هو مخرج الروائع الذي أخرج الثلاثية لأديب نوبل نجيب محفوظ ، أم مخرج الميلودراما الذي بدأها بفيلم "اليتيمتين" و"ظلموني الناس"،و"حكم القوي"، و"أنا بنت ناس"، و"كاس العذاب"، و"بائعة الخبر"، أم مخرج الاستعراضات ، بسبب نجاح "خلي بالك من زوزو"، 1972 واستمراره في دور العرض لما يقرب من عام، وحكايتي مع الزمان، أميرة حبي أنا ،بمبة كشر، لنادية الجندي، بديعة مصابني، لنادية لطفي، و"سلطانة الطرب" لشريفة فاضل" ، وكل هذه الألقاب تتلاقي خيوطها في أنه يستحق بجدارة أن يكون مخرج الروائع.

ساهم حسن الإمام خلال رحلته الطويلة في صناعة النجوم، فها هي هند رستم التى آمن بموهبتها وتبناها فنيًّا، وفتح لها أبواب النجومية والشهرة من أوسع أبوابها، عندما أخرج لها ثلاثة أفلام متتالية، بينهم فيلمان من إنتاجه، كان أول هذه الأفلام "بنات الليل" فى عام 1955، تلاه فيلم "الجسد"، ثم "اعترافات زوجة"، وتجدد التعاون بينهما فى ستينيات القرن العشرين فى فيلم "شفيقة القبطية"، و"الراهبة"، وكان ختام رحلة هند رستم الفنية مع حسن الإمام عبر فيلم "عجايب يا زمن" فى نهاية السبعينيات. 

واكتشف الإمام بحاسته الفنية حسين فهمي حيث صنع منه نجمًا فى أول بطولة سينمائية له بعد عودته من أمريكا، فى فيلم "دلال المصرية"، كما فعل مع نور الشريف فى "قصر الشوق"، وزيزى البدراوى، التى اكتشفها وأطلق عليها اسم زيزى تيمُّنًا باسم ابنته" زينب"، وقدم حسن يوسف وصلاح قابيل فى زقاق المدق. 

كما أعاد الإمام اكتشاف العملاقين فريد شوقي الذى أعطاه دور البطولة لأول مرة فى فيلم "كأس العذاب"، ويحيى شاهين الذى كان يقدم الأدوار الجادة الوقور، فقدمه حسن الإمام فى دور "سى السيد" فى ثلاثية أديب نوبل نجيب محفوظ، وهو الدور الذي أصبح بصمة فى تاريخ يحيى شاهين، وفى هذا الفيلم غير إطلالة الفنانة نادية لطفى، التى كانت تظهر دائمًا فى دور الفتاة الجميلة الرقيقة الأرستقراطية، وقدمها هو بشكل مختلف تمامًا فى دور راقصة شعبية فى فيلم"قصر الشوق"، وهناك أيضًا الفنانة شادية التى اشتهرت فى بداياتها بأدوار الفتاة الدلوعة الشقية، ولكن مع حسن الإمام ارتدت زيًّا جديدًا عليها فى دور "حميدة" فى فيلم "زقاق المدق"، ودور "نعمت" فى فيلم "التلميذة". 

ساهم حسن الإمام، فى كتابة السيناريو والحوار، لعدد كبير من أفلامه، ومعظمها مأخوذة عن روايات شعبية فرنسية، وإن كان الإمام أكثر شجاعة من غيره، إذ كان دائم ذكر مصادر روايات أفلامه في مقدمتها، كما يعتبر فيلم "البوسطجي" الذي قام بتأليفه علامة من علامات السينما المصرية. 

لم يقتصر حسن الإمام على الظهور في أفلامه فقط، إذ قام بالتمثيل أيضًا في أفلام من إخراج غيره، ولعل أشهر أفلامه كممثل، دوره في فيلم "مدافن مفروشة للإيجار" مع نجلاء فتحي ومحمود ياسين، حيث قام بأداء دور التربي "الريس عياش" الذي يؤجر المدافن مفروشة للأحياء، كما مثل أيضًا في فيلم خلي بالك من زوزو.

تزوج من خارج الوسط الفني من السيدة نعمت الحديدي، وأنجب منها ثلاثة أبناء، الفنان حسين الإمام، مودي الإمام، وزينب الإمام الصحفية بالأهرام والتي عملت معه لفترة في ترجمة بعض النصوص الفرنسية. 

حصل حسن الإمام على العديد من الجوائز، منها: الجائزة التقديرية الذهبية من الجمعية المصرية للنقاد، وكرمته الدولة عام 1976 كأحد رواد الفن السادس بشهادة تقدير، كما كرمه مهرجان "نانت الفرنسى" بعرض مجموعة من أفلامه. 

أما آخر الأعمال الفنية التي قدمها المخرج حسن الإمام فكان فيلمه الرائع "عصر الحب"الذي قام بإخراجه في عام 1986 وكان ذلك قبيل وفاته بنحو عامين، وفي التاسع والعشرين من يناير عام 1988 رحل حسن الإمام وبقيت روائعه تخلد ذكره.

بوابة الأهرام في

06.03.2015

 
 

فيلم «أمل» للفرنسي بوريس لوجكين..

حين يغدو الأمل حادّاً كسكّين

ايمان حميدان (باريس)

ليس صدفة ان يحمل الفيلم الروائي الأول للمخرج الوثائقي الفرنسي بوريس لوجكين (1969) الذي يحكي قصة المهاجرين الأفريقيين وتجربة عبورهم غير الشرعية من أفريقيا الى أوروبا عنوان «أمل» Hope.

ذلك أنه رغم كآبته التي لا حدود لها لا يفتقد في نهايته الى نافذة نور ولو ضئيلة، نحو أمل يتطلع اليه المهاجرون الحالمون بحياة بعيدة عن الفقر والعنف والحروب.

إلا أن نافذة النور تلك تقع في نهاية نفق طويل ومعتم يجتازه الحالمون بأوروبا ويتعرضون في رحلتهم تلك الى أبشع أنواع القهر والابتزاز المادي والعاطفي والجنسي هذا إن كان حظهم جيداً واستطاعوا خلال رحلتهم تلك البقاء على قيد الحياة. وقد يسأل المشاهد لماذا يقوم مخرج اشتهر بأفلامه الوثائقية باللحاق بحيوات اولئك الناس الذين تركوا أوطانهم واستقروا في غيتوات مؤقتة على طريق رحلتهم نحو أوروبا التي قد تأخذ سنوات طويلة من أعمارهم. قد يجد السؤال اجوبة له إنْ تعرفنا على مشوار بوريس لوجكين الحياتي اللافت هو أيضا، اذ درس في البوليتكنيك وهي من اهم الكليات الفرنسية في باريس ثم درس الفلسفة ومارس مهنة تعليم الفلسفة الا انه فجأة ترك عالمه الاكاديمي واتجه نحو الافلام الوثائقية بعد رحلة قام بها الى فييتنام عام 2001. تلك الرحلة غيرت حياته كما يصفها. بعد اخراج عدد ضئيل من الافلام الوثائقية بدأ بوكين الاربعيني مشواره الاخراجي في فيلمه الروائي الاول «الامل» ليحكي قصة شابة نيجيرية اسمها هوب (امل) (النيجيرية انديورانس نيوتن) وشاب كاميروني اسمه ليونارد (جوستين وانغ) التقيا في رحلة الهجرة غير القانونية والسرية واشتركا في طريق قاسية وفي حلم واحد الا وهو الوصول الى اوروبا. تلك الرحلة التي تجبر المهاجر التخلي عن إنسانيته كي يستمر على قيد الحياة، تربط الاثنين بحب يبدو من المستحيل الاستمرار فيه.

مجموعة من الشباب الكاميرونيين في بلدة صغيرة من الصحراء الجزائرية... يقررون السير والانتقال بشتى وسائل الانتقال الى المغرب ويحلمون بالوصول الى اوروبا عبر اسبانيا. بينهم صبية نيجيرية اسمها أمل حاولت قدر الامكان التخفي بملابس شاب الا انها اكتُشفت وحاول احدهم التحرش بها وجوبه بعنف من بقية المجموعة. لم يشاؤا التحرش بها صحيح ولكنها صارت خارج المجموعة منذ اكتشافهم انها امرأة. ليس هذا فحسب بل كونها تنتمي أيضاً الى بلد آخر هو نيجيريا وليس الكاميرون. على الحدود المغربية الجزائرية توقفت الشاحنة التي كانت تقلهم. أُنزلوا جميعاً وتم اغتصاب هوب من قبل حرس الحدود. اراد الكاميرونيون تركها خلفهم على الطريق وتابعوا سيرهم، الا ان ليونارد شاب من المجموعة عاد لاصطحابها فيما كانت جالسة على قارعة الطريق تتمنى الموت لنفسها بعد اغتصابها. ليونارد الشاب الخجول لم يتبع الشرط الاول للهجرة غير الشرعية ألا وهو: في مغامرة الرحلة لا مكان يتسع لغيرك! عاد اليها ليساعدها على متابعة السير، يقاسمها الماء الذي يحمله... ساعدها على النهوض حين تقع من شدة الإعياء، ومتابعة السير في الصحراء تحت الشمس الحارقة. مع الوقت، غدت هوب بمثابة مصير مبهم للشاب ليونارد. مصير لم يختره إلا أنه قبله وبدأ الاعتياد عليه.

الشابة هوب والكاميروني ليونارد ارتبطا ببعضهما عبر حب نما ببطء وسط قساوة تجربة تقف دائماً على حافة الموت. رحلة الانتقال من بلد الى آخر كي يصلا الى مليلة ومنها في زورق مطاطي صغير الى الشواطئ الاسبانية لا يقل قساوة عن طريق الجلجلة. لكن يخسر ليونارد حياته ويصل الى اسبانيا جثة تحتضنها ذراعي هوب الحامل. ها قد وصلت الى اوروبا لكن بعد أن قطعت عهداً للمافيا على ان تدفع مبلغاً كبيراً لن تحصل عليه ان لم تتخل عن طفلها بعد الولادة لبيعه. هكذا يغدو الأمل حادَّاً كسكين.

شخصيات حقيقية لم تمثل قبلاً

تتداخل قصص الشخصيات بحيواتهم الحقيقية. قد يكون هذا التأثير الذي تركته حرفية المخرج في العمل لسنوات في الافلام الوثائقية فأراد في فيلمه الروائي الاول ان يقدم اناسا حقيقيين عاشوا تجربة الهجرة غير الشرعية، عانوا منها وما زالوا يعانون حتى اليوم من نتائجها. الممثلون لا اوراق لديهم تماماً كما يصورهم الفيلم. هم في الواقع مهاجرون من دون اوراق ينتظرون اليوم الذي سيكون باستطاعتهم العبور الى اوروبا.

بحث المخرج عمن يلعب أدوار شخصيات فيلمه ووجدهم في غيتوات المهاجرين في المغرب. المهم انهم تقريباً عاشوا في الواقع ما قاموا بتمثيله فأتت تعابير وجوههم وردات فعلهم عفوية وليست بعيدة عما عاشوه وخبروه. اثناء بحثه عن أشخاص للعب الأدوار الرئيسية، لم يجد المخرج أي امرأة مهاجرة بطريقة غير شرعية نجت من الاغتصاب او من الدعارة. النيجيرية انديورانس نيوتن التي لعبت دور هوب، هي فعلا مهاجرة غير شرعية وصلت الى المغرب منذ 4 سنوات وهي تعمل أي شيء في المغرب وتحلم باليوم الذي ستصل فيه الى اوروبا. كذلك الامر بالنسبة للكاميروني جوستين وانغ الذي لعب دور ليونارد الكاميروني في الفيلم. بعد ان استفاد من اموال الفيلم قرر جوستين العودة الى الكاميرون ثم دخول المغرب بأوراق حقيقية وبإجازة سفر شرعية. يريد ان يبدأ بعمل صغير يبيع فيه المنتوجات الافريقية في المغرب. أما انديورانس فقد أرسلت المال الذي حصلت عليه في الفيلم الى اهلها في نيجيريا. وما تزال تحلم بالوصول الى اوروبا ولا تريد التخلي عن هذا الحلم. تلك الغيتوات الافريقية هنا وهناك في المغرب وفي بقع عديدة من صحارى شمال افريقيا، حيث المهاجرون الذين تركوا وراءهم عائلات تعتمد على ما يبعثونه لهم من مال ولو قليل لسد رمق افراد العائلة وحمايتها من الموت جوعاً.

قد يقضي المهاجر عمره بانتظار ذلك اليوم، ذلك ان الهجرة نفسها تحتاج الى كثير من المال يدفعه المهاجر للمافيات المنظمة. في الفيلم اضطرت هوب ان تعمل في الدعارة لتجمع المال مع ليونار ليستطيعا الهرب معاً باتجاه اوروبا. الا ان المافيات غالباً ما تتدخل وتصادر المال وعلى المهاجر أن يبدأ من الصفر من اجل السفر. يبدأون من الصفر ولا يفقدون الامل في جو سيزيفي قاهر.

الهجرة عبر الوسائل غير الشرعية هي بحد ذاتها موضوع حداثي يحاكي البلدان الاوروبية خاصة والعالم الجديد من استراليا الى كندا الى الولايات المتحدة الاميركية. أن تنتقل من مسقط الرأس حيث الفقر والعنف وانسداد الافق الى اماكن أخرى تبدو لمن يطلب الهجرة شعاع حياة جديدة ومغايرة.

الهجرة غير الشرعية كما يحلو للغرب تسميتها تميت الآلاف سنوياً إما في عرض البحر أو لأسباب عديدة يقدم فيلم الأمل بعضها. الطريق التي يبدأها من اراد الهجرة غير الشرعية قاسية الى حد لا يتخيله عقل، كثير منهم يقتلون لأنهم لم يستطيعوا أن يتحملوا أو أن يتلاءموا مع شروط الطريق القاسية وأقصد هنا شروط العلاقات البشرية التي تفرض على المهاجر الخضوع لمافيات الهجرة التي تعذب وتقتل وتزور العملة ووثائق السفر، الى جانب التجارة بأي شيء من الأعضاء البشرية الى الاطفال الى تجارة الدعارة وتشغيل الفتيات المسلوبات الارادة وبيع أطفالهن. والعنف الذي يواجهه المهاجر غالباً ما يكون على أيدي اولاد بلده الذين هاجروا قبله وعاشوا تجربة العنف تلك واعتادوا عليها.

فيلم «أمل» هو عن الهجرة الافريقية الا ان في الماضي القريب ذهب المئات ان لم نقل الآلاف من الآسيويين والعرب في عرض البحر وهم يحاولون الوصول الى الشواطئ الاوروبية أو الى استراليا، وليس بعيدا في الزمن غرق الباخرة التي كانت تحمل مئات العائلات السورية والفلسطينية والعراقية في محاولة منها للنجاة من اتون الوحشية التي تضرب البلاد العربية منذ سنوات. ونرى تلازم هذا النوع من الهجرات مع التشديد في قوانين الهجرة في البلدان الاوروبية وفرض قوانين جديدة كل فترة زمنية يموت خلالها عدد كبير من فقراء العالم الهاربون من الحرب او الفقر او العنف القبلي والمجازر المتنقلة.

قد تبدو للقارئ المقارنة بين مهاجري افريقيا وبين خادمات البيوت الافريقيات وخاصة الاثيوبيات غريبة بعض الشيء. الا انها ليست كذلك. أولئك النسوة اللواتي يأتين الى لبنان والعالم العربي فيما يتركن وراءهن عائلة وأطفالاً. اولئك ايضا يضطررن الى التوقيع على صكوك ديون عليهن دفعها لمافيات التجارة بالعمالة الاسيوية التي توزع ادوارها بين البلد المصدِّر والبلد الذي يستقبل. لا ارى أي فرق على الصعيد الانساني بين تلك الجهات التي تسهل سفر العاملات وأولئك الذين يسهلون الهجرات غير الشرعية. القسوة والنذالة شعار اساسي أما المال فهو الإله الوحيد.

السفير اللبنانية في

06.03.2015

 
 

سمير حبشي ينهي «أبرياء ولكن» ويفكّر بـ«أحمد وكريستينا»

فاتن حموي

يحيط الكثير من اللغط بعرض مسلسل «أبرياء ولكن» المأخوذ عن قصص لأغاثا كريستي، أعدّها للشاشة عبد المجيد حيدر، ويتولّى إخراجها سمير حبشي. فبعدما تمّ وقف عرضه لمّا قيل إنّه «أسباب رقابيّة»، عاد إلى شاشة «أم تي في» من جديد في 23 شباط / فبراير الماضي. لكنّ القناة تراجعت عن عرضه ثلاثة أيّام في الأسبوع، وثبّتت موعده مساء كلّ سبت في التاسعة إلا ربع بدءاً من الليلة.

ينأى المخرج سمير حبشي بنفسه عن الفوضى التي أحاطت بموعد عرض العمل، ويقول لـ «السفير»: «ينصبّ تركيزي على إخراج العمل، ولا علاقة لي من قريب أو بعيد بتوقيت العرض، حتّى إنّي عرفت بتغييره عن طريق المصادفة. لكنّ تلك التقلبات تنعكس ضياعاً عند المشاهدين، وتفرمل نبض العمل. برأيي فإنّ عرض المسلسل مرة واحدة أسبوعياً، لم يعد رائجاً كما كان في السابق، ولكن يبدو أنَّ للمحطة أموراً تأخذها بعين الاعتبار».

وحول التحفّظات على بعض مشاهد المسلسل التي وصفت بالجريئة، يقول حبشي: «لم يتمّ اقتطاع أيّ مشهد، سيعرض المسلسل كما هو». ويضيف: «كان هناك نقاش حول مشاهد لنساء يضربن بعضهنّ البعض لبلوغ النشوة الجنسيّة، ولكن تمّ التوافق على أنّ تلك المشاهد غير مؤذية للعين والإحساس، ولم تحذف». يلفت المخرج في هذا السياق إلى أنّ «أبرياء ولكن» ليس عملاً درامياً للتسلية، بل «يحتاج إلى متابعة وتركيز، وهو عمل جديد على أكثر من صعيد منها الصورة والكادر والماكياج، ولن يستمتع بمشاهدته إلا هواة النوع».

يضع حبشي حالياً اللمسات الأخيرة على «أبرياء ولكن»، ويخبرنا أنّه الوحيد الذي يعرف النهاية. «لم أختم المسلسل في رأسي بعد، ولا أحد يعرف النهاية، لا الكاتب، ولا المنتج، ولا الممثلين. قمت بتصوير مشهد الجريمة أكثر من مرّة، وجعلت كلّ شخصيّة من الشخصيّات تلعب دور القاتل تباعاً، لذلك فكلّ الاحتمالات واردة». وتدور أحداث العمل حول مقتل امرأة كانت تتفنّن بضرب أولادها، وتعمل على تبنّي أطفال بغرض ممارسة العنف عليهم. وبحسب مجريات الأحداث، يبدو أنّ جميع الأبناء يمتلكون الدافع لقتل الأمّ، وأخذ حصّتهم من ثروتها.

يعمل حبشي على استكمال حلقات «أبرياء ولكن» العشرين في إحدى غرف منزله، وفي غرفة أخرى، يجري التحضيرات لمسلسل بعنوان «أحمد وكريستينا»، من كتابة كلوديا مرشليان، وإنتاج «مروى غروب». تدور أحداث المسلسل الجديد في أواخر الستينيات خلال فترة الهيبيّز، في قرية لبنانيّة مختلطة دينياً، وسيتمّ تصويره بين جبيل والبقاع. ينطلق التصوير في الرابع عشر من آذار / مارس الجاري، ليكون العمل جاهزاً للعرض في رمضان عبر قناة «الجديد».

يشارك في بطولة «أحمد وكريستينا» الممثلون دارين حمزة، كميل سلامة، سينتيا خليفة، جان قسيس، تقلا شمعون، يوسف حداد، مي صايغ، وجوزيف ساسين، وما زال البحث جارياً عمّن سيقوم بدوري الشخصيتين المحوريّتين. يقول حبشي: «نحاول أن يكون بطلا المسلسل من الوجوه الجديدة، وستتضح الصورة الأسبوع المقبل، وإذا تعذّر الأمر سنستعين بوجهين معروفين». ويضيف إنّ العمل سيدخل المنافسة الرمضانية بقوّة، «فهو مسلسل لبناني بكلّ مقوّماته، ومحطة «الجديد» تراهن عليه. أشعر أنني أمام تحدٍ كبير وجميل في آن، وعلى أتم الاستعداد والحماسة لخوض هذه التجربة».

ينتظر حبشي الانتهاء من «أحمد وكريستينا» ليتفرّغ لاستكمال فيلمه السينمائي «العقرب»، والذي كان قد أعلن البدء في إنتاجه العام 2011. «تلهّيت بالدراما على حساب فيلمي، مع العلم أن عناصره مكتملة وتحديداً من الناحية الإنتاجية. وما ابتعادي عنه إلا لشعوري بأنّ الدراما في وقتنا الحالي توازي السينما من حيث الأهمية. يمكن القول إنّ العصر الحالي هو عصر الدراما، إذ بدأت تكون ظاهرة مهمة جداً في الحياة الاجتماعية، ولها دور مهم أيضاً وهي تستحق الاهتمام بها. ذلك لا ينفي سحر السينما، إذ لا بديل عنه، ولا مانع على الإطلاق من العمل في المجالين معاً». بالرغم من ذلك، يرى حبشي أنّ الأعمال العربيّة المشتركة بحبكاتها غير المترابطة، تسيء إلى صناعة الدراما ولا تخدمها. يقول: «في الماضي كان يتم إنتاج 17 فيلماً تجارياً في عام واحد، وتمّت تسمية تلك المرحلة بالسينما الرديئة، وفي المستقبل سيتمّ توصيف المرحلة الحالية بعصر المسلسلات الرديئة على صعيد الأعمال المشتركة غير المنطقية».

السفير اللبنانية في

07.03.2015

 
 

فرسان الزمن الجميل

كتب : أكرم السعدني

لم أجد فى حياتى إنساناً صادق الأمراض وصاحبها وتأقلم عليها كما رأيت الفنان الجميل محمد وفيق، فعلى سبيل المثال فإن مرض السكر رافق محمد وفيق طيلة الأربعين عاما الماضية فكان المرض يستأسد عليه أحيانا وكان وفيق يكشر للمرض عن أنيابه فى بعض الأحيان حتى انتهى الأمر بأن أصبح المرض هو الرفيق والونيس الأوحد، خصوصا بعد أن غادرت الحياة زوجته وتوأم روحه الفنانة كوثر العسال.

قد حاول وفيق جاهدا أن ينتصر على الألم الذى خلفه رحيل كوثر العسال ولكنه أبدا ما استطاع خصوصا فى يوم ذكراها الذى كان يقوم وفيق فيه بدعوة المقربين من أصدقاء العمر الذين شاركوه البدايات وما فيها من يأس أحيانا وأمل أحيانا وإخفاق غالبا وأيام تسكعوا فيها فى الشوارع ليس من باب اللهو ولكن لضيق ذات اليد وأيام عاشوا فيها فى أرقى الفنادق فى عواصم الغرب وهؤلاء هم الفنان الرقيق البالغ الأدب الشديد والتهذيب أشرف عبدالغفور وأيضا الفنان الذى أعتبره موسوعة ثقافية تمشى على قدمين نبيل الحلفاوى والظريف بلا حدود الكبير الموهبة القليل البخت محمد فريد وكان لى شرف الانضمام إلى هذه الكوكبة المتنوعة الثرية من أهل الفن وقد خصنى وحدى محمد وفيق بمعرفة سر هذه الصحبة فى ذلك اليوم.. إنه يوم رحيل كوثر العسال التى لم تغب لحظة واحدة عن فكر محمد وفيق ولا قلبه.. كانت الأجزاخانة التى يحتفظ بها فى بيته، حيث يتناول جيشا جرارا من الدواء كان موعد الدواء فقط هو الذى يشغله عن التفكير وعن استعادة الذكريات التى هى بالنسبة إليه أجمل ذكريات العمر، والحق أقول إننى فى آخر ذكرى احتفل بها محمد وفيق بسيدة قلبه وعقله استمعت إلى ذكريات تمنيت من أعماق القلب لو أنها وجدت طريقها إلى الناس عبر شاشة تليفزيون بلادنا حتى نترك للناس قصصا من الكفاح والعرق والبحث من الذات ومحاولة الوقوف تحت بقعة ولو معتمة من الضوء، ووسط شلال الذكريات الذى انهمر استمعت إلى مواقف نادرة لنجم الزمن النبيل الأبيض والأسود سمعت حواديت عن صلاح منصور جعلتنى أرفعه إلى اسمى مكانة وعن نعيمة وصفى أيضا اكتشفت كيف يحتوى الكبير الصغير ويأخذ بيده ليعبر الجسور من المجهول إلى حيث عالم النجومية والشهرة والإبداع ولكن أهم ما خرجت به هو أن هذا الجيل الذى انتمى إليه أشرف عبدالغفور والحلفاوى ومحمد وفيق أنه كان آخر الأجيال التى نحتت فى الصخر من أجل الصعود إلى مكانة لا يدعى أحدا فيهم أنها القمة ولكنها المكانة التى يقدرها عشاق الفن.

ولحسن حظى أننى تعرفت على وفيق والحلفاوى وعبدالغفور ومحمد فريد منذ زمان قديم فقد كان أشرف عبدالغفور يسكن فى أحد شوارع الجيزة قريبا من بيت ستى أم محمود رحمها الله وكان منزل ستى فى حارة سمكة بالجيزة وهو البيت الذى تربى فيه السعدنى الكبير محمود عليه رحمة الله والسعدنى الأوسط صلاح مد الله فى عمره، ثم جئت أنا لأكون آخر سعدنى يعيش فى هذا المكان الساحر بمبانيه وأهله وكان أشرف عبدالغفور وصلاح السعدنى فى بداية الطريق إلى دنيا الفنون يخرجان من الحارة صباحا فى رحلة المرور اليومى على الإذاعة واستوديوهات التليفزيون ولا يعودان إلا عند بزوغ فجر يوم جديد واستطاع أشرف عبدالغفور أن يؤكد جدارته وموهبته فى مسلسل «القاهرة والناس» وكان العم صلاح فى نفس التوقيت يقدم شخصية «أبوالمكارم» أشهر أخرس فى تاريخ الدراما المصرية منذ تلك الأيام تعلقت بشخص أشرف عبدالغفور وأدائه.. وارتبطت بالعم صلاح، فقد كان دليلى إلى دولة الفنون بكل ما تذخر به من مبدعين فى كل المجالات وعن طريق العم صلاح تعرفت فى طفولتى على كتيبة من أهل المواهب الثقيلة سوف يأتى الوقت للكلام عنهم ولكننى اليوم سوف أركز على هؤلاء ومنهم النبيل اسما وصفة وفعلا الحلفاوى؛ هذا الفنان الذى شغلته قضايا الناس وهمومهم وأنسته أحيانا عمله وأحيانا أصحابه وغالبا عمله، وبالفعل نبيل الحلفاوى ستجده على الدوام يقوم بدور الزعيم السياسى والمفكر والمحلل للأحداث فى مواقع التواصل الاجتماعى وآه لو تدركون مريديه أنه بالنسبة إليهم كما كان الشيخ الشعراوى عليه رحمة الله بالنسبة لعشاق تفسيره وتأويله.. وفى إحدى وسائل التواصل التى لم أحبها ولم تبادلنى حبا وهى التويتر أجد للحلفاوى مشجعين بل لو شئت الدقة أولتراس حلفاوى هو يكتب لهم وهم يتلقون منه المعرفة ويأخذون منه خيوطها ويبحثون بعد ذلك فى الكتب عن المزيد من المعرفة والإبحار، واسم الحلفاوى داخل تويتر هو «القبطان» وقد أطلق عليه مشجعوه هذا اللقب بعد عرض فيلم «الطريق إلى إيلات» ولا أخفى على حضراتكم أن الحلفاوى مشجع أهلاوى صميم وهو لا يشجع الأهلى لكونه فريقا كبيرا.. ولكن الحلفاوى يشجع الأهلى لتاريخه العظيم باعتباره نادى أهل مصر والحركة الوطنية المصرية فى مواجهة أندية الاحتلال الإنجليزى وكما هو حال محمد وفيق فإن للحلفاوى أيضا تاريخاً مع المرض ولكن أحدا لا يعلم عنه شيئا.. فهو يكتم ألمه وعذاباته داخله حتى فى أقسى مراحلها يتحملها وحده دون أن يجعل له شريكا يواسيه ألمه أو يخفف عنه عذاباته والعجيب أن الحلفاوى لا يتردد على أطباء ولكنه يداوى نفسه أيضا عن طريق المواقع الإلكترونية فهو يقتحم عالم الإنترنت ويقرأ ويغوص فى الأعماق ليستخرج اللآلئ من دواء كان فيه وهنا العجب العجاب الشفاء وبالطبع هذا النبيل لم يأخذ حقه لسبب بسيط للغاية أنه لم يصادف أحدا من مخرجى الزمن الجميل الذى كان الواحد فيهم يستطيع أن يضع يده على الموهبة ويستخرج منها ما يستعصى حتى على صاحبها أن يعثر عليه أو يتعرف إليه!!

وعندما أتحدث عن محمد وفيق ينبغى أن أعود إلى العام 1981 عندما بدأنا نلتقى بشكل يومى وبلا انقطاع لدى صديق يندر الزمان أن يأتى له بمثيل وهو المتفجر المواهب كما القنبلة العنقودية بهجت قمر.. كنا - وفيق وأنا - زبائن دائمين ومترددين يوميا لدى بهجت قمر الذى كان يعد كشوف حضور وانصراف لزائريه فى غرفة مكتبه التى كانت جدرانها مزينة بعلم مصر الأخضر ونجومه الثلاث ومن حول العالم صور لجميع أفراد الأسرة العلوية بدءا من الحاكم الأعظم فى تاريخ مصر محمد على باشا وانتهاء بآخر ملوك مصر جلالة الملك فاروق وإلى جانبهم كان يعلق فى الغرفة جرس نحاس كان فى الأصل جرساً لإحدى المدارس وتم بيعه لبياع سريح بتاع روبابيكيا.. وقد توقف الزمان لدى بهجت قمر عند يوم 22 يوليو من العام 1952 فهو لم يعترف بما جرى فى اليوم التالى مباشرة وظل وفيا للعصر الملكى يحلم باليوم الذى تعود فيه الأسرة العلوية إلى الحكم وكنت وغيرى أختلف تمام الاختلاف مع العم بهجت وكان محمد وفيق يحترم وجهة نظر بهجت قمر ويختلف معه فى الرأى ولكن الاختلاف لم يكن ليباعد بين بهجت وعشاق فنه وأدبه وكتاباته وكلامه فقد كان حكاء عظيما وكان ساخرا أعظم ولكن محمد وفيق وبحسب دفتر الحضور والانصراف كان يتواجد فى مكتب بهجت من الثامنة.. فإذا دقت الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل جمع سبحته ومفاتيح سيارته وانصرف فى هدوء لذلك أطلق عليه بهجت قمر «السندريلا» وكنا نعتقد أن وفيق لديه مواعيد غرام لأن هذا التوقيت بالذات كان مقدسا لديه ولكن اكتشفنا أن وفيق يمضى هذا الوقت فى قراءة القرآن وينتظر أذان الفجر ليصليه حاضرا ثم يخلد إلى نوم عميق ولم يتغير سلوك محمد وفيق على الإطلاق وكان من غرائب ما جرى أنه يوم توفى بهجت قمر كان هذا اليوم هو 3 يناير من عام 89 موعدا لكتب كتابه على السيدة كوثر العسال فى مسجد شهير فى شارع صلاح سالم ويومها كان محمد وفيق تنهمر دموعه دون أن يستدعيها أثناء جنازة بهجت ولم يتوقف سيل الدموع ليلا أثناء عقد القران وظن البعض أنها دموع الفرح.. ولكن محمد أبدا لم يذق طعما للفرح فى ذلك اليوم الذى فقد فيه أحد أقرب البشر إلى قلبه.. وآه لو كتب لأحد من حضراتكم أن يقرب من وفيق الإنسان سنجد معدناً نادراً من البشر تسكنه كل الصفات الجميلة لدرجة أنك لا تستطيع أن تحمل له أى مشاعر غير طيبة ولا تملك أن تغضب منه ولا تجرؤ أن تقاطعه وفى شخص محمد وفيق وجدت تجسيدا لأبيات من الشعر استمع لها الخليفة المأمون ذات ليلة.. وكانت تقول:

عذيرى من الإنسان لا أن جفوته

صفا لى ولا أن كنت طوع يديه

وإنى لمشتاق إلى قرب صاحب

يروق ويصفو وإن كدرت عليه

وكانت الكلمات لأبى العتاهية ومن غناء علوية.. وهنا أعاد المغنى غناءه 7 مرات بأمر من الخليفة المأمون وبعدها اقترب منه المأمون ليقول له:

خذ منى الخلافة وأعطنى هذا الصاحب!!

والحق أقول إن محمد وفيق من هذا النوع من الأصحاب الذين لا يمكن أن تقدر صداقتهم بكنوز الأرض.. هذا الصديق الوفى الذى جامل أحد أصدقائه المقربين إلى قلبه وعقله وخرج معه لحضور ندوة فى أول أيام العاصفة الترابية التى اجتاحت بلادنا منذ عشرة أيام.. أقول: أدى محمد وفيق ما تتطلبه الصداقة ولكن وبعد أن انتهى من أداء الواجب كان عليه أن يدفع الثمن غاليا من صحته فقد تسببت العاصفة الترابية فى إصابة صدره بالتهاب رئوى حاد أدى إلى تجمع لكمية ضخمة من المياه بالرئتين وبالطبع محمد وفيق لا يزال فى غرفة العناية الفائقة بمستشفى دار الفؤاد، حيث اكتشف الأطباء وجود انسداد كامل فى أحد شرايين القلب الرئيسية وهو الأمر الذى لا بد أن يخضع بسببه وفيق لجراحة القلب المفتوح.

ياأيها الصديق النبيل دعواتنا لك بالشفاء فمثلك أصبح فى هذه الأيام عملة لا مثيل لها!! ويكفيك فخرا أنك بلغت القمة من خلال مساحة الدور الذى لعبته لدرجة أن العم صلاح السعدنى أدام الله بقاءه عندما وقعت عيناه عليك أطلق عليك لقب ريتشارد بيرتون الشرق.. فأنت عنوان للمهابة والكاريزما والبهاء.. دعوات عشاق الفنون المولى عز وجل أن يحفظك ويشفيك لتعاود مسيرة العطاء التى هى فى الكم لا تناسب مكانتك ولكنها فى الكيف.. ارتفعت بك إلى العلالى!!

«مصر القريبة» تركت الأهرامات فى أحضان البورنو

كتب : مصطفى ماهر

شاهد المصريون كليب أغنية «مصر القريبة» بطولة عدد من الفنانين المصريين والخليجيين، أبرزهم غادة عادل وصلاح عبدالله.. أشاد البعض وانتقده آخرون لم يروا فى هذه الأغنية مصر القريبة التى عرفوها فى كتب التاريخ وأغنيات النصر فى زمن الحرب وأناشيد السلام فى أوقات الاستقرار.
وبينما المخرج تامر المهدى- مخرج الكليب - يُصور مشاهد الأغنية على كورنيش النيل وفى منطقة خان الخليلى بالحسين، كان هناك آخرون من جنسيات أجنبية صوروا فيلمًا إباحيًا بجوار تمثال أبو الهول وأهرامات الجيزة.

ابتعد المهدى بنا فى «مصر القريبة» وتجاهل كل ما يرمز إلى حضارة مصر الأقدم والأشهر، ولخص لنا مصر فى عدة أمتار على كورنيش النيل الذى يعد الآن من أسوأ الأماكن فى القاهرة لكثرة زحام المتحرشين والجائلين وكل ما يرمز إلى «مصر العشوائية» أو «مصر البعيدة»، وترك المخرج رمزية النيل كونه أساس الحياة فى مصر، وركز على بائعة الورد التى تبذل قصارى جهدها لتبيع وردة مقابل 5 جنيهات، وبعضهن يبيع أشياء أخرى بمقابل أكثر بقليل وهو ما ظهر فى نظرة الفنانة غادة عادل للسائح الخليجى أثناء تقديمها الوردة وكأنها تحاول أن توقع به.

ورغم أن منطقة الأهرام من المفترض أنها مُحصنة أمنيًا لأهمية ما تحويه، ويتم إخراج الجميع من الموقع بغروب الشمس، إلا أنه يبدو أن للأفلام الإباحية «البورنو» معاملة أخرى من قبل المسئولين عن تأمين هضبة الأهرامات، فقد تبين من بعض مشاهد فيلم البورنو الروسى - تتم تصويره منذ أشهر - أن عملية التصوير تمت بسهولة فى وضح النهار وبمعرفة جهات أمنية

وهذا ما أكده الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار قائلًا: «هناك تصوير غير قانونى لمشاهد إباحية بمنطقة آثار الأهرامات نفذته إحدى السائحات الأجنبيات أثناء زيارتها للمنطقة الأثرية، وتم تحويل الواقعة إلى النيابة للتحقيق».

كما استنكرت «الجبهة الشعبية للدفاع عن الآثار» التخريب والإهمال الذى تتعرض له المناطق الأثرية وأهمها منطقة الأهرامات، وأكد منسق الجبهة أن الفيلم الإباحى حقيقى، مشيرًا إلى أن المرشد السياحى للفوج يظهر فى أحد المشاهد بجوار بعض أفراد الأمن العاملين بالمنطقة.

ولإثبات الواقعة ومحاسبة المسئول عنها، تقدم أحد المحامين ببلاغ للنائب العام ضد مدير أمن الجيزة ورئيس شرطة السياحة والآثار بمديرية أمن الجيزة ومأمور ورئيس مباحث قسم شرطة الهرم لاتهامهم بتسهيل تصوير فيلم إباحى داخل منطقة الأهرامات.

وأوضح المحامى فى بلاغه أن الفيلم تم تصويره بتقنية عالية جدًا وفى وضح النهار بتسهيل من قيادات مديرية أمن الجيزة المشكو فى حقهم - حسب البلاغ.

وأضاف المحامى أنهم سهلوا للمجرمين ارتكاب الجريمة بمنطقة الأهرامات، وأخلوا المنطقة من السائحين والزوار، وتركوا كاميرات التصوير وطاقم الإنتاج والإخراج الخاص بالفيلم وحدهم داخل المنطقة، حيث تظهر الأهرامات الثلاثة خلفهم أثناء تصويرهم على مدار 14 دقيقة مدة هذا الفيلم الذى يبث على جميع المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت.

وطالب المحامى بوقف المشكو فى حقهم ومنعهم من السفر لحين الانتهاء من التحقيق فى البلاغ، وطلب تحريات مباحث الأمن الوطنى ومباحث مكافحة الآداب عن الأجانب الذين نفذوا هذا الفيلم الإباحى، وكذلك التحرى عن منتج ومخرج الفيلم وطاقم الإعداد والتصوير وإحالتهم جميعا للمحاكمة الجنائية.

ويذكر أن الواقعة ليست الأولى من نوعها، ففى عام 1997 حدثت واقعة مشابهة، ولم يتم حتى الآن التحقيق بشأنها وكأنه تصريح بمشروعية الواقعة وتشجيع غير مباشر على تكرارها.. وهذا بالفعل ما حدث.

ومن المعروف أن منطقة الأهرامات محذورة خاصة على المصورين والمخرجين، فبعض المخرجين يشكون من منعهم من تصوير الفيديوهات السياحية التى تروج لمصر بحجة أن المنطقة لابد أن تغلق لتأمين ما بها من محتويات غالية، لكن الفيلم الإباحى كشف الحقيقة ويبدو أن المنطقة تُغلق لأغراض أخرى، يبدو أن بسبب هذا المنع  تخلى مخرج «مصر القريبة» عن فكرة التصوير هناك، واكتفى بمشاهد بسيطة على الكورنيش، أو بسبب قصور الرؤية لديه كما هو الحال على مستويات عدة.

ويبدو أن «فضيحة» الفيلم الإباحى كانت وجبة شهية تناولها نشطاء الإخوان على مواقع التواصل الإجتماعى، بالإضافة لبعض الجهات الإعلامية الأجنبية مثل «السى إن إن»، التى نشرت خبرًا بعنوان «فيلم الأهرامات الإباحى يثير ضجة على مواقع التواصل فى مصر».

وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعى هاشتاج بعنوان «فيلم-بورنو- الأهرامات» وهاشتاج «عشان- خاطر- بوتن»، لانتقاد الواقعة والسخرية من الواقع، وعبروا عن استيائهم، واندهاشهم أن الحكومة لا تعترض على أفعال السائحين الإباحية بينما تتم مراقبة أفعال المصريين.

 لا يمكننا لوم أى جهة أو شخص تنتقد الواقعة قبل أن تحاسب الدولة المسئول عنها.. فالفضائح تتوالى ولا يستطيع لأحد عن يوقف انتشار أخبارها، خاصة إذا كانت تتعلق بتاريخ مصر وسمعتها الدولية، لا أحد يمكنه وقف الفيضان الالكترونى، لكن الأسهل توقيف المسئول عن الفضيحة منعًا لتكرارها ووقفًا للفضائح.

مجلة روز اليوسف في

07.03.2015

 
 

خارج الخدمه.. هوس أن تعيش علي الحافة

نـاهـد صـلاح

هنا، أقف وأتفرج علي العالم من زاوية واحدة هي زاويتي الثابتة، لن أتحرك خطوة واحدة ولن أتزحزح عن هذه البلاطة التي اخترتها أو دُفعت إليها لأكون حرفاً من حروف الأبجدية في الفراغ الفسيح وأنغمس في الغياب لأشهد السراب، لذا لن أشتبك في الأحداث المشتعلة فغيابي دليل علي أن كل شيء في مهب الريح، فلا تعنيني الحياة برمتها؛ فأنا لم أعنِ لها شيئاً يوماً، فتكفيني الفرجة وإن طالتني بعض الركلات أو رمية طوبة وحجر.

تتشابك تفاصيل الصورة لبطلي فيلم (خارج الخدمة) عند هذه النقطة التي تُظهرهما لوهلة كاثنين من البشر تخليا عن مفردات أساسية لإنسانيتهما في لحظة قابضة تجعلك تجفل وتخاف وإمعاناً في الخيال ربما تراهما وحشين في منتهي القسوة، فتحملق في دهشة ولكنك لن تتجاوزهما وتمضي مسرعاً في طريقك، بل ستتابعهما بابتسامة ساخرة وتفكر في حكمة الحياة التي لهما العالم ملهاة يراقبانها عن كثب بعينين نصف مفتوحتين وإحساس يخلو من الدهشة ويمتليء برَكْل العالم.

شاب مدمن متشرد في ثلاثينيته يطوف شوارع وسط البلد بملابسه الرثة التي تكاد تفوح منها رائحة العفن، صورته تبدو انعكاساً لبؤسه وبؤس مجتمع هو أبعد من فكرة الجغرافيا وتقاسيمها في قسوته حيث تضيق الدائرة لتصير هذه القسوة أسلوباً للعيش في جحيم المخدرات ولعبة الموت اليومي وتفاصيلها؛ عنف أو ضرب أو الانحباس في نفق الخيبة ليصبح الشقاء قدرا، وامرأة أربعينية انسحبت التعاسة علي ملامحها الباهتة فحولتها شبحاً للوحدة، منعزلة بعد وفاة زوجها منذ 18 عاماً ولم يكن ينقصها سوي أن تقبل هذا الشاب المدمن الذي يهددها بعد أن يعثر في رحلة تشرده داخل شقة خاوية يسرق بعض مقتنياتها علي فلاشة تحتوي علي فيديو لها وهي تخنق طفلة، حلاً بديلاً لعزلتها البائسة، في البداية تواجه ابتزازه فيعتدي الشاب عليها ويغتصبها ثم تتطور العلاقة بينهما بشكل مفاجيء ولا شيء يزعجهما تقريباً بالرغم من أنهما علي بعد أمتار قليلة من الأحداث المشتعلة في الميدان في الفترة التي تسبق ثورة 30 يونيو، مجرد اثنين منسيين علي أريكة أمام شاشة تنقل كل الأحداث بالخارج بينما هما يغرقان في دخان الحشيش أو يتوهان في مغارة المخدرات. 

لا شك في أن لقاء كهذا في الفيلم الذي كتبه عمر سامي وأخرجه محمود كامل وقام ببطولته أحمد الفيشاوي وشيرين رضا (طرفا معادلة البطولة والأحداث)، كان قابلاً لأن يكون مدخلاً إلي عوالم ومتاهات، خريطة مفتوحة علي بلد ومجتمع وناس وفضاءات إنسانية متنوعة، حيز مفتوح علي أسئلة ملتبسة ومعلقة تدور داخل فرد في علاقته بنفسه وعلاقته بالآخرين وتحديات لا تنتهي، لكن امتدت حالة التوهان من داخل الفيلم إلي خارجه، شخصيات بلا جذور ولا أصول ولا خلفية؛ هدي وسعيد عشب شيطاني يُطَوح في الهواء ولا يثبت علي الأرض، فلا نفهم أبداً من هو سعيد، ابن مين في مصر، ولا من هي هدي هذه الأرملة التعيسة، أو لماذا تضيق بهما دنياهما لتأخذ حيز هذه الشقة الصغيرة، دون تفسير لهذا التقوقع الدرامي في بقعة جغرافية ودون استخدامه كأداة سينمائية لفهم التحولات، أو لماذا يفضلان الانفصال عن الواقع؟ لم يقدم الفيلم مبرراً درامياً لهذا الاختيار الذي يُجدف في الحصي، بل بدا أن المسار الدرامي من فرط استسهال دربه متقشفاً حيناً وسطحياً في زاوية أخري كأنه كتابة علي ورق سلوفان، تنزلق دون أن تحفر خطاً مميزاً في صنع حكاية قادرة علي أن تكون واقعية وصادمة أو في رسم صورة لا تتنصل من ملامحها. 

الانفصال بين الداخل والخارج لا يلعب حيلته الفنية في لعبة المرايا علي الخط الرفيع بين الواقع والخيال أو علي الراهن والمصائر المتناقضة والمتضاربة والتمزقات الحادة التي يعيشها الفرد والجماعة. السيناريو،  إذن هو المشكلة التي كسرت حالة الفيلم المتفردة كمعادلة مستلة من واقع مأسور بالخوف والقلق وحطام الروح، والمفروض أن شخصياته المنسحقة تبحث عن ملاذ آمن، لتكون مجرد صدي عبثي لشهوة التغييب كاملة التكوين والمبالغة في الانغماس المبالغ في عالم المخدرات حتي يتحول الأمر إلي طقس يومي يتكرر بنفس التدحرج الحدثي، يبدأ بكوبي الشاي وصوت الملعقة تقلب السكر، ثم التناثر الهش في فضاء الحشيش الذي يتطور رويداً إلي أنواع أخري من المخدرات وربما تحدث معركة صغيرة يتبعها اغتصاب عابر قبل الولوج إلي الغيبوبة، ولا دور فاعلا لأي من هاتين الشخصيتين سوي تعاطي المخدرات دون أن يأخذ السيناريو بيدنا لنفهم أزمتهما الحقيقية، فلم يُصوِب نظرتنا تجاه الأحداث أو اعتبار أن ما نراه أمامنا علي الشاشة هو منبثق عن حالة الإحباط التي سيطرت علي الناس عموماً إبان فترة حكم الإخوان السابقة علي 30 يونيو، فلم يستطع السيناريو أن يكون مرآة صادقة لواقع إنساني مأزوم، ويشتغل علي الأنماط الراهنة للحياة اليومية والعلاقات المرتبكة والمتوترة بسبب فوضي وغليان يعتملان في المجتمع، حيث افتقد السيناريو هوية الكتابة المشغولة بعمق الفكرة، تفاصيل كثيرة تتساقط وتخنق المخيلة التي يأسرها الفعل التكراري لشخصين توحدا في انحدار وباتت الدهشة أمراً لا يعرفانه وتفصيلة تفر من المشاهد، عيناهما ميتتان والخواء يلفهما بخيط من الاستسهال في جلب الحدث الذي لا يباغتك ويتكيء علي تدوير الفعل بطريقة ملتوية ربما تفجر سؤال الحسرة: هل هذا الفيلم عن أرواح مشردة وبشر محبطين نزعوا أنفسهم عن العالم الواقعي؟ أم أنه فيلم تعليمي عن الحشيش وأنواع أخري من المخدرات وطرق تناولها؟ والحسرة تأتي وتهجم بلا هوادة خصوصاً حين يُبهرك أداء أحمد الفيشاوي الذي تصدر كل إشارة منه لتؤكده كممثل واعِ ومحترف ولديه قدرة لافتة علي التقاط التفاصيل لم يعطلها حتي النص الضعيف ومعه شيرين رضا يغمرها من لمحات الممثلين الكبار وهي تمسك بزمام الشخصية ولكن ذلك كله يبدو هراءً وعبثاً مع إفلات الحبكة الدرامية وجمودها وهي تتعثر عند نقطة واحدة من الصعب التعامل معها أو إقناع أنفسنا أن هذا الكادر المتكرر أمام نظرنا هو تعبير عن واقع مأزوم يتسع ويستوحش دون أن يملك أطرافه حياله شيئاً، مجرد بشر علي هامش الحياة الحقيقية؛ خارج الخدمة، لأن الفيلم ذاته انفصل عن التعاطي مع المعني، وورط نفسه ببداية ملغزة ( لقطة خنق الطفلة) وصار لزاماً عليه أن يكشف اللغز، ليأتي الكشف باهتاً كردود فعل هدي طوال الفيلم كمفعول بها، مستسلمة للابتزاز والاعتداء الجسدي؛ ضرباً واغتصاباً ثم تناول كوب الشاي وهو الفعل الذي انتهي به الفيلم عندما اكتشف سعيد أن هدي ليست قاتلة وأن ما حدث كله ما هو إلا وهم في وهم وكأننا كنا نشاهد فيلماً آخر بشخصيات متشابهة لا نعرف عنهم شيئاً أو بالأحري في كل الحالات لم نعرف فعلياً من هؤلاء وما الذي أوصلهم إلي هذه الحال، ولم يصلنا أية إشارة فنية من المؤلف أن هذا أمر مقصود، ولكنه علي أي حال يظل عملا استثنائيا وحالة لا يمكن أن ترمقها بطَرْفِ جزئي وتعبرها وأنت غير مكترث، فبالرغم من غموض الفكرة تطالعنا براعة المخرج محمود كامل في تجليات لصوغ الحكاية بصرياً بصرف النظر عن غموضها وانكسارها وقدرته علي استغلال الزوايا في الشقة التي تتمحور فيها الأحداث وكذا في إدارة ممثليه ، وهو امتداد لحرفية الاشتغال السينمائي، الذي صنعه محمود كامل في أفلامه السابقة: ميكانو، أدرينالين، عزبة آدم، إضافة لهذا كله، يمكن القول إن امتلاك محمود أدوات سينمائية جدية ومحترفة جعلته يتجاوز الحد الفاصل بين مصداقية الحكاية والتباسها، دعمه في ذلك المستوي التقني، فأفسح التكوين البصري للمصور البريطاني أروتور سميث مجالاً أوسع للصورة ومنطقها الفني في القول والتعبير بدا ذلك في ضبابية عبرت عن أرواح مشردة وتحولاتها، وكذلك جاءت موسيقي تامر كروان لتستعيد النقصان في الحكاية بما يعبر عن لحظات مصيرية علي أنغام الوجع والقلق، كما أن مونتاج هبة عثمان لعب دوره في صوغ الحكاية بصرياً، ويبقي في النهاية هاجس الانتصار لصناعة سينما مختلفة لا تضل طريقها مهما كانت المناخات المحيطة.

أسبوع السينما الفلسطينية .. أفلام علي إيقاع واحد

نـاهـد صـلاح

"العدل عدل ربنا"، يقولها العجوز الفلسطيني لسائق التاكسي أو القاضي الذي يعمل مؤقتاً كسائق تاكسي بعد أن أدهشته معرفته بأنه يوجد وزارة للعدل في رام الله، يرمي العجوز جملته بتريث الذي اختبر الحياة جيداً في ظل احتلال همجي وعرف أن العدل خرافة انكسرت علي نواصي الفوضي التي تحيطنا في كل مكان، والفوضي في فلسطين بالتأكيد استثنائية وتدون فصلاً جديداً من فصول التراجيديا المضرجة بالجرح، وأقسي الجروح كما شر البلية يُضحك وهو ما شدنا إليه فيلم "عيد ميلاد ليلي" الذي عُرض مؤخراً في افتتاح أسبوع الفيلم الفلسطيني الذي نظمته السفارة الفلسطينية بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية في مركز الإبداع باسم الفنان الفلسطيني الراحل غسان مطر وتقديراً لدوره الفني والنضالي، تضمن الأسبوع عروضاً لــ13 فيلما روائياً ووثائقياً (عيد ميلاد ليلي، المروالرمان، لما شفتك، علي أجسادهم، ظل الغياب، أرض الحكاية، ناجي العلي، وصفة حب، حبيبي بيستناني عند البحر، حفنة تراب، غريبة في بيتي، كزهر اللوز، فدوي شاعرة من فلسطين)، وندوة حول فلسطين في السينما شارك فيها المخرج رشيد مشهراوي والمخرجة عرب لطفي والناقد طارق الشناوي ويديرها المنتج حسين القلا.

أما فيلم عيد ميلاد ليلي، إنتاج فلسطيني تونسي هولندي 2008، إخراج وسيناريو رشيد مشهراوي، تمثيل: محمد بكري وعرين عمري ونور زعبي، فينتصر لهذه السينما التي تتعاطي مع الفلسطيني من زاويته الإنسانية بعيداً عن فكرة الضحية أو البطل الفدائي والمقاوم، وذلك من خلال شخصية أبو ليلي سائق تاكسي، كان من قبل يعمل قاضياً، ولكن الحكومة لم تعد تستطيع دفع مرتبه، فأجبر علي أن يعمل سائق تاكسي لا يملكه،  لديه تركيبة خاصة حيث تستحوذ عليه قيم القانون والنظام وبين الفوضي، وفي يوم عيد ميلاد ابنته الوحيدة ليلي، تصر الأم علي أن يعود زوجها مبكراً ومعه هدية وكعكة عيد الميلاد، لكن الحياة اليومية في فلسطين تأخذه في اتجاهات متعددة قبل أن يصل إلي المنزل، يواجه صعاباً ومفارقات، تُعبر عن مزيج من العبث والجمال في آن واحد يسيطر علي الواقع فيمنحه خصوصية، يصل الأب في الموعد المتفق عليه حاملاً الزهور والهدية والكعكة، إشارة علي أنه هناك أمل.

الأمل والصمود وتد السينما الفلسطينية وعمادها في طيات النص والصورة والشخصيات المصنوعة من لحم ودم كما في "المر والزمان" لنجوي النجار الذي يتطرق إلي قضايا الأسري في السجون الإسرائيلية، والمرأة الفلسطينية ومعاناتها، ومصادرة الأراضي والجدار العنصري والاستيطان وصوراً أخري من واقع العيش اليومي تلتقط نبض الحياة الفلسطينية.

الشعر أيضاً بطل في الساحة الفلسطينية، والفيلم التسجيليم «فدوي»، سيناريو وإخراج ليانا بدر، هو الفيلم الفلسطيني الأول من نوعه الذي يتعرض لحياة شاعرة تجسد حكايتها تقلبات حياة شعبها ومراحل مأساته، هي فدوي طوقان وعلاقتها بمدينتها »نابلس«، فدوي ستحكي الحكاية كلها، قصة كفاح كل منهما، هي والمدينة، من أجل الحصول علي حق الاختيار والحرية. قد نكتشف أن الشاعرة استمدت قوتها في جميع معارك حياتها غير المتكافئة أبداً، من قوة حضور المدينة في التاريخ، واحتمالها لتعاقب العصور والحضارات والغزاة. حيث تقول فيه فدوي إنها جنباً إلي جنب مع الحلم والإرادة استطاعت أن تقلب مسار حياتها لكي يعرفها العالم لا لكي تتعرف وحدها عليه. 

وثائقياً من طراز ملحمي يطالعنا فيلم ظل الغياب للمخرج نصري حجاج حيث ينطلق من مخيم عين الحلوة؛ بقصص منسوجة بأنفاس بشر، كقصة فيلم  (ناجي العلي في حضن حنظلة) للمخرج فائق جرادة، التي تتنقل بنا عبر الكثير من المحطات الجميلة، التي ميزت مشوار ناجي العلي الفنان والإنسان والمناضل، الذي جعل من حنظلة الرمز، الشاهد، والاشراقة، فيلم آخر لرشيد مشهراوي هو الوثائقي "أرض الحكاية" عن حال مدينة القدس وما طرأ عليها من تغييرات بفعل تسلط الاحتلال الإسرائيلي لها منذ قيام الدولة الصهيونية في العام1948، وتاليا احتلال القدس الشرقية إثر حرب عام 1967.وتوالت أسبوع السينما الفلسطينية لتؤكد جميعها أن السينمائي الفلسطيني يتحمل المزيد من المسئولية لتحقيق إنجازات أكبر في حيز الفن والضرورة التي تصنع أفلاماً من لحم القضية الفلسطينية تحاول أن تتحاشي فخ الضحية أو النظرة الضيقة للفن والقضية.

أخبار الأدب المصرية في

07.03.2015

 
 

«أصوات» الرفاعي الأفضل لجمهور «ألوان» نيويورك

الوسط – منصورة عبدالأمير

فاز الفيلم البحريني القصير «أصوات» للمخرج حسين الرفاعي بجائزة الجمهور للأفلام القصيرة في النسخة الثانية من مسابقة ألوان Alwan 3rd I Awards.

وتنظم المسابقة في نيويورك من قبل عدد من صناع الأفلام والمنتجين الأميركان. وتقدم المسابقة عروضا شهرية لأفضل الأفلام القصيرة وأفلام الفيديو التي قدمها صناع أفلام ومخرجون من جنوب ووسط آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتقدم هذه العروض فرصة للاطلاع على أفضل انتاجات الأفلام القصيرة وأفلام الفيديو التي تزيد الوعي الاجتماعي السياسي بالمناطق التي تأتي منها الأفلام المشاركة في المسابقة.

وتدور أحداث فيلم «أصوات» حول امرأة مسنة تعيش الحاضر جسمانياً، وتمارس مشاغل يومها برتابة وبشكل روتينيي لكنها روحياً تعيش في واقع آخر. تقيم في الوسط بين حاضر لا يمكن احتماله إلا بالوهم، وعالم لا يمكن استحضاره إلا بالحيلة.

الفيلم كتابة وانتاج واخراج حسين الرفاعي، تمثيل شفيقة يوسف، ويضم طاقم عمله كل من مازن عادل في إدارة التصوير، وجعفر محمد في الإضاءة، وكيه جوز في تسجيل الصوت، وياسر سيف في الماكياج، وصالح الظاعن في متابعة الإنتاج، ونادر أمير الدين في المكساج ومحمد يحيى في المونتاج.

وعرض الفيلم في عدد من المهرجانات الدولية ضمن مسابقتها الرسمية أبرزها مهرجان الخليج السينمائي في دبي العام 2012، ومهرجان ليفت أوف للأفلام لندن (2013)، ومهرجان هونغ كونغ اندر غروند السينمائي ضمن فئة الأفلام التجريبية (2013)، ومهرجان بايرون السينمائي الدولي بأستراليا (2013).

وحصل الفيلم على عدد من الجوائز والتكريمات منها شهادة تقدير من مهرجان لوكارنيه السينمائي الدولي بسويسرا (2012)، وجائزة أفضل اخراج من مهرجان ايوني الدولي للأفلام الرقمية باليونان (2012)، وجائزة كاليفورنيا الماسية للفيلم القصير من مهرجان لوس أنجلس لأفلام اسيا والمحيط الهادي في كاليفورنيا (2012)، وجائزة أفضل مونتاج من المهرجان الأوربي للسينما المستقلة (باريس 2012)، وجائزة أفضل فيلم فائق القصر في مسابقة جائزة الفيلم الدولي في برلين (2013)، وجائزة الجمهور من مهرجان كلير فالي للأفلام باستراليا (2013).

ويعد الفيلم الرابع للمخرج والمنتج حسين الرفاعي الذي قدم سابقاً فيلم «عشاء» (2008)، و«القفص» 2009 وفيلم «هناك» 2011 الذي كتب السيناريو الخاص به أيضا وهو أحد إنتاجات الورشة التخصصية لصناعة الأفلام التي أقيمت ضمن مهرجان الخليج السينمائي العام 2011 وتمت بإشراف المخرج العالمي عباس كيارستمي.

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان أفلام الوحدة الوطنية في مايو المقبل

الوسط - محرر فضاءات

قال مدير مهرجان أفلام الوحدة الوطنية الدولي حسين العريبي، إن الدورة الثانية من المهرجان التي تنطلق في شهر مايو/ أيار 2015 استقطبت أكثر من 45 فيلماً عالمياً يمثلون الوطن العربي، وأفريقيا، وآسيا، وأوربا، وأميركا اللاتينية، وهم من خيرة الأفلام القصيرة المشاركة في كبرى المهرجانات العالمية، رغم أن باب المشاركة لم يفتح بشكل رسمي لحد الآن، مشيرا إلى أن المهرجان في دورته الحالية، كما السابقة، ينظم بشراكة بين جمعية الشبيبة البحرينية ونادي الخريجين وتقام فعالياته في صالة نادي الخريجين.

فضاءات «الوسط» حاورت العريبي حول جديد المهرجان وحول أهم التطورات في دورة هذا العام.

بداية أشار العريبي إلى أن مهرجان هذا العام سيشهد تطوراً ملحوظاً يجعل منه واحداً من أهم المهرجانات المستقلة في المنطقة على الرغم من حداثة تأسيسه، إذ من المقرر أن يستضيف المهرجان كبار نجوم السينما في العالم العربي، إلى جانب المخرجين والمشاركين في الأفلام التي تأهلت للمسابقتين الرسميتين للمهرجان.

على صعيد متصل قال العريبي إن الدورة الثانية للمهرجان من المقرر أن تشهد ولادة ثلاث أفلام جديدة تتناول الوحدة الوطنية بعد أن استطاعت الحصول على جائزة تمويل أفلام الوحدة الوطنية في الدورة السابقة، وهم مشاريع المخرجين: أحمد الفردان، سلمان يوسف، ومحمد الصقر. مشيراً إلى أن المهرجان يستقبل هذا العام مشاريع ثلاثة أفلام جديدة خاصة بموضوع الوحدة الوطنية وتشعباته، حيث يتوجب على الراغبين في المشاركة تقديم السيناريو الأدبي، وتصور مختصر عن السيناريو التنفيذي للفيلم.

حول الأفلام المشاركة في المهرجان، أوضح العريبي «ستتوزع الأفلام على ثلاث فئات هي فئة أفلام المسابقة الدولية: وهي فئة مخصصة إلى أفضل الأفلام المحلية والعربية والدولية، بغض النظر عن موضوعها، حيث ستنافس هذه الأفلام على جائزة أفضل فيلم دولي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة بأفضل فيلم دولي، أما الفئة الثالثة فهي فئة خاصة بأفلام الوحدة الوطنية».

وأوضح العريبي «ارتأت اللجنة العليا للمهرجان أن تخصص فئة خاصة بأفلام الوحدة الوطنية، وأن تتوسع في مفهومها لتشمل مبدأ التعايش، وقبول الآخر، وتتناول الصراعات الإثنية والعرقية، والحروب الأهلية، وغيرها من الموضوعات التي تندرج في هذا السياق بغض النظر عن جنسية هذه الأفلام، مضيفا بأن هذ هالأفلام «ستتسابق للحصول على جائزة لأفضل فيلم خاص بالوحدة الوطنية، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة بفيلم الوحدة الوطنية».

بالإضافة إلى ذلك، أشار العريبي، إلى أن المهرجان «سيعرض خارج المسابقة في فئة محطات، أفلاماً عديدة متنوعة لم يحالفها الحظ في الدخول في مسابقات الفئتين السابقتين».

كذلك اضاف العريبي «سوف تقام على هامش العروض ندوة حول تناول السينما لقضية الوحدة الوطنية وذلك بمشاركة مؤلفين ومخرجين عرب لهم تجارب في هذا المجال. كما ستنظم ورشة عمل حول تحفيز المخيلة في صياغة السيناريو السينمائي».

وبخصوص لجنة التحكيم، أفاد مدير المهرجان «من المقرر أن تتكون لجنة تحكيم هذا العام من محكمين خليجيين وعرب، إلى جانب المحكمين البحرينيين لضمان تمثيل أوسع للخبرات والتجارب خلال تحكيم الأفلام».

أخيرا حث مدير مهرجان أفلام الوحدة الوطنية الدولي حسين العريبي المخرجين البحرينيين والعرب على تقديم طلبات المشاركة في المهرجان قبل نهاية شهر مارس/ آذار 2015، عن طريق ملء الاستمارة الالكترونية على موقع المهرجان www.shabeebah.org،أو التواصل عبر البريد الالكتروني bh.unityff@gmail.com ، ويمكن للراغبين الاستفسار هاتفياً الاتصال على 66356630+973.

يشار إلى أن الدورة الأولى من مهرجان أفلام الوحدة الوطنية الدولي انطلقت العام 2014 ضمن مبادرة أطلقتها جمعية الشبيبة البحرينية لتعزيز الوحدة الوطنية عن طريق إقامة مهرجان فيلمي دولي خاص بهذا الموضوع. وتبنى نادي الخريجين هذه المبادرة لاحقاً ليشكل شراكة نوعية مع جمعية الشبيبة البحرينية في تنظيم المهرجان.

هذا وقد فاز بجائزة أفضل فيلم في الدورة الأولى من المهرجان فيلم (ONE) للمخرجة المكسيكية باولا فيلا، وفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فيلم (سكون) للمخرج البحريني عمار الكوهجي، وفاز فيلم ( لعبة) للمخرج البحريني صالح ناس بجائزة المركز الثالث.

الوسط البحرينية في

07.03.2015

 
 

إيرادات القاعات تراجعت وتقلص عدد الأفلام المتوجة بالمهرجانات الدولية

ارتفاع حجم الاستثمارات الأجنبية وسيطرة الأفلام المغربية على شباك تذاكر

خالد لمنوري

كشفت الحصيلة السينمائية، التي أصدرها المركز السينمائي المغربي برسم سنة 2014، وقدمها مدير المركز السينمائي المغربي، أخيرا، بطنجة، بحضور عدد من المهنيين وموظفي المركز السينمائي المغربي، عن تراجع مداخيل القاعات السينمائية بالمغرب.

عزت الحصيلة هذا التراجع إلى إقفال القاعات واستفحال القرصنة، كما تراجع عدد الأفلام المغربية المتوجة في المهرجانات الدولية بالمقارنة مع السنة المنصرمة، بسبب التركيز على الكم، وبالمقابل حقق المغرب إيرادات قياسية في حجم الاستثمارات السينمائية الأجنبية.

وأوضحت الحصيلة أن مداخيل القاعات السينمائية تراجعت بحوالي ثمانية ملايين درهم، سنة 2014، مسجلة 66 مليونا و726 ألفا و466 درهما، من خلال بيع مليون و643 ألفا و647 ألف تذكرة، مقابل 74 مليونا و850 ألفا و832 مليون درهم سنة 2013 محصلة من مليون و792 ألفا و533 ألف تذكرة.

وأبرزت الحصيلة أن نصيب الأفلام المغربية من السوق الوطني تراجع إلى 24 في المائة من خلال توزيع 45 فيلما، مقابل 34 في المائة سنة 2013، وحظيت الأفلام الأمريكية بـ47 في المائة من المداخيل، من خلال توزيع 118 فيلما بالمغرب، مقابل 8 في المائة للأفلام الفرنسية (38 فيلما)، و6 في المائة من الأفلام الهندية (20 فيلما)، و4 في المائة من الأفلام المصرية (17 فيلما).

وعزا المهنيون هذا التراجع إلى قلة القاعات، التي تغلق أبوابها كل سنة بسبب العديد من المشاكل، رغم الدعم الذي تمنحه الدولة للتحديث والرقمنة.

وأكدت الحصيلة أن عدد دور العرض لم يتعد 31 قاعة عرض، بواقع 57 شاشة في سنة 2014، مقابل 33 قاعة بواقع 58 شاشة في الفترة ذاتها من السنة الماضية.

بخصوص توزيع مداخيل القاعات السينمائية، كشفت الحصيلة أن مجمع "ميكاراما" استحوذ لوحده على 66 في المائة من المداخيل 44 مليونا و289 ألفا و552 درهما، مقابل 34 في المائة لباقي القاعات وعددها 32 قاعة يتمركز معظمها بالدارالبيضاء.

وحقق مركب "ميكاراما" الدارالبيضاء، بشاشاته الأربعة عشر، لوحده نصف مداخيل القاعات السينمائية المغربية، التي بلغت 66 مليونا و726 ألفا و466 درهما من خلال بيع مليون و643 ألفا و647 تذكرة.

ورغم حفاظها على موقعها المتميز في إفريقيا والعالم العربي، للسنة السادسة على التوالي في إنتاج الأفلام أزيد من 20 فيلما في السنة، إلا أن استمرار المراهنة على الكم أثر بشكل سلبي على الكيف، وظهر الأمر في تراجع عدد الجوائز السينمائية التي حصل عليها المغرب هذه السنة خلال مشاركته في مختلف المهرجانات الدولية.

وشهدت سنة 2014 حصول الأفلام المغربية على 39 جائزة دولية فقط، مقابل 55 جائزة سنة 2013.

ومن أبرز الأفلام المتوجة سنة 2014، فيلم "هم الكلاب" لهشام العسري، الحاصل على 7 جوائز دولية، من أهمها الجائزة الكبرى لمهرجان الشاشات السوداء بياوندي بالكامرون، وجائزة "التانيت" الفضي لقرطاج بتونس، وجائزة لجنة التحكيم بالجزائر. وكذلك "وداعا كارمن" لمحمد أمين بنعمراوي، الفائز بأربع جوائز من أبرزها الجائزة الكبرى لمهرجان مالمو للفيلم العربي بالسويد، كما حاز فيلم "خلف الأبواب المغلقة" لمحمد عهد بنسودة بـ3 جوائز من أبرزها أحسن فيلم بنيودلهي، وجائزة الخنجر الذهبي من سلطنة عمان.

وبسطت أربعة أفلام مغربية سيطرتها على شباك التذاكر لسنة 2014، ويتعلق الأمر بـ"خلف الأبواب المغلقة"، من إخراج محمد عهد بنسودة، الذي تربع على قمة القائمة بـ98 ألفا و145 تذكرة، مقابل 92 ألفا و911 تذكرة لـ"الطريق إلى كابول"، من إخراج إبرهيم الشكيري، الذي حل بالمركز الثاني بعد ثلاث سنوات من العرض المستمر، و53 ألفا و523 تذكرة لـ"سارة"، من إخراج سعيد الناصري، بينما اكتفى شريط"يما" لرشيد الوالي بـ27 ألف تذكرة محتلا المركز الحادي عشر في قائمة الأفلام الثلاثين الأكثر مشاهدة في المغرب سنة 2013.

وبفضل استقراره السياسي والأمني وقوة بنيات الاستقبال، استقبل المغرب خلال عام 2014 تصوير 38 إنتاجا دوليا بين أفلام طويلة وسلسلات تلفزيونية، درت على القطاع مليارا و166 مليون درهم.

وكشفت حصيلة السينما المغربية لعام 2014 أن إيرادات تصوير الأفلام السينمائية الدولية بالمملكة تجاوزت مليارا و166 مليون درهم، محققة قفزة كبيرة، إذ لم تتجاوز قيمة الاستثمارات السينمائية الأجنبية بالمغرب عام 2010 مبلغ 140 مليون درهم لتنزل إلى 98 مليون درهم عام 2011 ثم ترتفع إلى 312 مليون درهم عام 2012 و220 مليون درهم عام 2013.

أفلام مغربية تبسط سيطرتها على شباك تذاكر 2014

بسطت أربعة أفلام مغربية سيطرتها على شباك تذاكر القاعات السينمائية لسنة 2014، ويتعلق الأمر بـ"خلف الأبواب المغلقة" من إخراج محمد عهد بنسودة، الذي تربع على قمة القائمة بـ98 ألفا و145 تذكرة، مقابل 92 ألفا و911 تذكرة لـ"الطريق إلى كابول" من إخراج إبرهيم الشكيري، الذي حل بالمركز الثاني بعد ثلاث سنوات من العرض المستمر، و53 ألفا و523 تذكرة لـ"سارة" من إخراج سعيد الناصري، بينما اكتفى شريط"يما" لرشيد الوالي بـ27 ألف تذكرة محتلا المركز الحادي عشر في قائمة الأفلام الثلاثين الأكثر مشاهدة في المغرب سنة 2013.

وشهدت سنة 2014 عرض 13 فيلما غربيا جديدا بالقاعات السينمائية المغربية من بينها "كان يا ما كان" لسعيد سي الناصري الذي استقطب 23 ألفا و643 تذكرة، و"غضب" لمخرجه محمد زين الدين، و"سرير الأسرار" للجيلالي فرحاتي، و"أحلام القاصرات" لخديجة السعدي لوكلير، و"عيد الميلاد" لرشيد لحلو.

وأوضحت الحصيلة أن المغاربة يقبلون بكثرة على ارتياد القاعات السينمائية في الأشهر الأربعة الأولى من السنة، حيث سجل شهر يناير 2014 بيع أزيد من 208 آلاف تذكرة، متبوعا بشهر مارس 190 ألف تذكرة، ثم شهر أبريل 164 ألف تذكرة، وأخيرا شهر فبراير بـ161 ألف تذكرة، بينما تقل المداخيل في شهر رمضان حوالي 28 ألف تذكرة، حيث يزيد الإقبال على التلفزيون، كما يقل الإقبال في يونيو بسبب الامتحانات النهائية.

وأجمع مخرجو الأفلام التي تربعت على شباك تذاكر 2014 على أن نجاح الفيلم المغربي تحقق بفضل حب الجمهور للسينما المغربية وتشجيعه لها، ثم بفضل سياسة التوزيع والحملات التي واكبت العروض، وتنوع مواضيع الأفلام، إضافة إلى جهود ممثلين وتقنيين بذلوا كل ما في وسعهم لنجاح هذه الأفلام.

وفي هذا السياق، قال المخرج المغربي محمد عهد بنسودة، في تصريح لـ"المغربية" أن تربع فيلمه على قائمة شباك التذاكر في المغرب، خير دليل على قوة السينما المغربية ونجاحها بفضل حب الجمهور وتفاني المخرجين المغاربة في إنجاز أفلام تتسم بالتنوع، ما يتيح للمشاهد فرصة واسعة لاختيار مشاهدة الفيلم يروقه.

وأكد بنسودة أن السينما المغربية تشهد انتعاشا ملحوظا بشهادة الجميع، وبلغة الأرقام، فإنها أصبحت تنتج قرابة 23 فيلما طويلا، وأزيد من 60 فيلما قصيرا، وهذا شيء إيجابي لأن الكم يعني الاقتراب من تحقيق الكيف، الذي يعني بدوره إرضاء كافة الأذواق، من خلال تعدد المواضيع، حسب بنسودة.

أما مخرج فيلم "الطريق إلى كابول" إبراهيم الشكيري، فقال في تصريح مماثل، أن الفيلم المغربي الإيجابي نجح في مصالحة الجمهور مع القاعات السينمائية بفضل توفره على عناصر الفرجة وخلوه من المشاهد المستفزة، مشيرا إلى إن القاعات السينمائية المغربية مازالت لم تفلس بعد، بدليل أن النجاح الذي حققه "الطريق إلى كابول" أثبت أن الجمهور المغربي ما زال مستعدا لارتياد القاعات السينمائية، إذا عرضت أفلام تحترم ذوقه وذكاءه.

ويرى المخرج المغربي رشيد الوالي أن نجاح فيلمه بالقاعات يعد حدثا مهما في مسيرته الفنية، خصوصا أن "يما" يعد أول تجربة سينمائية طويلة من إخراجه، مشيرا إلى أن نجاح فيلمه دليل على تجاوب الجمهور مع الفيلم المغربي.

الصحراء المغربية في

07.03.2015

 
 

"ذيب" الأردني في أيام بيروت السينمائية قبل عرضه عربياً

العربي الجديد

قبل يومين من إطلاقه في دور العرض بالعالم العربي، يشارك الفيلم الأردني "ذيب"، في الدورة الثامنة من مهرجان أيام بيروت السينمائية، حيث يُعرض الفيلم يوم الثلاثاء 17 مارس/ آذار، بحضور مخرجه ناجي أبو نوَّار.

ويعرض "ذيب" عربيا يوم 19 مارس/آذار، حيث يبدأ في لبنان والإمارات والأردن، وفي 26 مارس/آذار يعرض الفيلم في دول أخرى.

ويقدم فيلم ذيب مغامرة تدور في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي "ذيب"، وشقيقه "حسين"، اللذين يتركان مضارب قبيلتهما، في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى. حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر، على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

وحصل مخرج الفيلم على جائزة أفضل صانع أفلام عربي لعام 2014، من مجلة "فارايتي"، كما كان أول فيلم أردني، يحصل على جائزة أفضل مخرج في مسابقة "آفاق جديدة"، ضمن مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، كما نال الفيلم تنويها خاصا من مهرجان لندن السينمائي، التابع لـمعهد السينما البريطاني، ثم جائزة أفضل فيلم من العالم العربي بمسابقة آفاق جديدة.

وحاز الفيلم ايضا جائزة "فيبريسكي" لأفضل فيلم روائي، في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، إضافة إلى شهادة تقدير خاصة في مسابقة آفاق السينما العربية، ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وجائزة أفضل عمل إخراجي أول، من المهرجان السينمائي الدولي لفن التصوير السينمائي (كاميريميج) في بولندا، ضمن مسابقة الأعمال الروائية الأولى للمخرجين.

والفيلم مدته 100 دقيقة، وتم تصويره في صحراء جنوب الأردن، وتعاون فيه المنتجون مع المجتمعات البدوية، التي تم التصوير بالقرب منها، وشارك في التمثيل بالفيلم، أفراد من العشائر البدوية التي تعيش في المنطقة، بعد إشراكهم في ورش عمل للتمثيل والأداء لمدة 8 أشهر.

و"ذيب" هو أول الأفلام الطويلة للمخرج والكاتب الأردني ناجي أبو نوّار، الذي اشترك في كتابته مع باسل غندور، منذ عام 2010، بعد أن كتب وأخرج فيلمه القصير الأول "وفاة ملاكم"، عام 2009.

وقام الطفل جاسر عيد بدور "ذيب" في الفيلم، وشارك في التمثيل حسين سلامة وحسن مطلق ومرجي عودة، بالإضافة إلى الممثل جاك فوكس.

ويجمع الفيلم فريق عمل عالمياً، في مقدمته مدير التصوير النمسوي وولفغانغ تالر، والملحن البريطاني جيري لين، ومصممة الديكور البريطانية آنا لافيل، بينما قام البريطاني روبرت لويد بمونتاج الفيلم.

والفيلم من إنتاج شركة "بيت الشوارب" التي أسسها الأردني باسل غندور، بالتعاون مع "نور بيكتشرز" من خلال المنتج البريطاني روبرت لويد، وشركة الخلود للإنتاج الفني، وشارك في الإنتاج ناصر قلعجي وليث المجالي، وتقوم نادين طوقان بدور المنتج المنفذ، بينما تتولى شركة MAD Solutions مسؤولية توزيع الفيلم في العالم العربي.

وقد نال مشروع فيلم ذيب، منحاً مقدمة من صندوق سند في أبوظبي، ومؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق رؤى جنوب شرق السويسري.

العربي الجديد اللندنية في

07.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)