كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

"ويبلاش": نبوغ يولد في الدمّ والعرق

هوفيك حبشيان

 

فوز الممثل ج. ك. سيمونز بجائزة "أوسكار" لأفضل دور ثانٍ، ومعها جائزتان للفيلم (أفضل مونتاج وأفضل ميكساج صوتي)، أتاح للبنانيين مشاهدة "ويبلاش" (جَلْد) في بيروت. هذا الشريط لداميان شازيل الذي عُرض في مهرجان "كانّ" الأخير حيث لم ينتبه اليه كثيرون، حلّ في العاصمة اللبنانية ولم يجذب سوى عدد محدود من السينيفيليين، ما جعل الصالات التي تحتضنه تتخلى عنه بعد أسبوع واحد من بدء عرضه (ما زال صامداً في صالة واحدة). فلا قضية كبيرة هنا، ولا ممثلين معروفين، ولا مؤثرات خاصة تغوي البصيرة في هذا العمل الحميمي الممعن في التفاصيل. أميركياً، حقق "ويبلاش" إيرادات بلغت ثمانية ملايين دولار، أي نحو ضعف كلفته، ولم يصل الى هذا الرقم إلا بعدما بدأ يُعرض في عدد أكبر من الصالات بعدما ترشح  لخمس جوائز "أوسكار" وفاز بثلاث منها.

بدأ كل شيء في مهرجان "ساندانس"، مطلع العام الماضي، حين أسند "ويبلاش" جائزتين: "لجنة التحكيم الكبرى" و"الجمهور". قبل عام من ذلك، كان شازيل (30 عاماً) قدّم في المهرجان نفسه فيلماً قصيراً بعنوان "ويبلاش" نال عنه جائزة الفيلم القصير. في الفيلمين، تتعلق القصة بتجربة شخصية عاشها شازيل عندما كان طالباً في جامعة برينستون -نيوجيرسي. تماماً مثل بطل "ويبلاش"، اندرو نيمان، كان مولعاً بالجاز ويريد أن يتعلم العزف على "الدرامز"، بيد انه بعد فترة من التمارين بات مقتنعاً بأنه ليس موهوباً في الموسيقى، فاتجه الى السينما.

هناك شخصيتان تتواجهان في "ويبلاش"، وكلّ ما عداهما مجرد ديكور مكمّل للقصة التي ينقلها شازيل: هناك أولاً طالب الموسيقى اندرو (مايلز تيللر) الطامح الى تعلم العزف من جهة، وهناك، من جهة ثانية، أستاذه فلاتشر (تشخيص كاريزماتي رهيب لسيمونز) المكلف تدريبه. اندرو، الذي لا يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، عازف جاز بارع في كونسرفتوار مانهاتن، يريد الالتحاق بصفّ فلاتشر والانضام الى اوركسترا تجمع أفضل العازفين. وما كان يُمكن أن يبقى محصوراً في اطار العلاقة الدراسية التقليدية، يأخذ منحى آخر في الفيلم قبل أن تتصاعد فصوله درامياً. يتبدى جلياً أنّ فلاتشر رجلٌ صارم مستبد، يعطي الأوامر لعازفيه كقائد كتيبة في الجيش، يرخي يده مرة ويشدّها عشر مرات. لا يمزح مع الموسيقى ولا يرحم مَن يستخف بها. تقنيته البيداغوجية المثيرة للجدل تقتصر على استخراج الأفضل من داخل الفنان.

في المقابل، يريد اندرو أن يكون "بادي ريتش الجديد" (عازف "دارمز" أميركي، 1917 ــ 1987)، فيتخلى عن فتاة تعجبه من أجل أن يكرس كامل قواه العقلية والجسدية لموسيقاه. لكن هذا كله ليس كافياً لأستاذ يدير الفرقة الموسيقية بالشتائم والاهانات، ولا يتوانى عن الصراخ في وجوه العازفين وابتزازهم نفسياً.

لا يخفي فلاتشر ساديته التي يبررها برغبته في العثور على عبقري يكون وريث تشارلي باركر، العازف الذي يقول إنه أصبح عظيماً بعدما سخر منه زملاؤه في إحدى الامسيات حين لم يحسن العزف. يصوّر شازيل هذه الحكاية المضطربة  كجلسة تعذيب سادية مازوشية. صحيح أنّ معزوفة "ويبلاش" (الفيديو أعلاه) التي تُستعاد مراراً اثناء التمارين، شاعرية، بيد أنها ــ على غرار اسمها الذي يعني "جَلد" ــ تشكل مدخل المُخرج الى العنف النفسي: عنف الكلام، عنف العلاقات، عنف الأحلام. طوال فترة التمارين التي تحتل مساحة كبيرة في الفيلم، لن نكون إلا في معركة لتأكيد الجدارة من ناحية والاعتراف بها من ناحية أخرى. حتى المعالجة البصرية تقارب الفيلم كما لو أنه فيلم أسود: أجواء ضاغطة، إضاءة معتمة، الخ.

"ويبلاش" ليس فيلماً عن الموسيقى بقدر ما هو عن الصمود الجسدي، وصمود الإنسان نفسه أمام جبروت الموهبة المتفجرة من الداخل. هذه من المرات النادرة نرى فيها هذا التعامل الفيزيقي مع الموسيقى، حيث تتحول الموهبة دماً وقهراً وجراحاً على الجسد، طمعاً في الوصول ــ بالمفهوم الأميركي للكلمة. كلّ شيء في الفيلم يتمحور حول فكرة "الوصول" وتحقيق الذات والإبهار، إلى حدّ أنّ غريزة النجاح تخرج من إطاره الطبيعي، لينساق خلف الوسواس المرضي والهاجس المدمر.

يحاول شازيل تفكيك عقدة "الوصول" عند الأميركيين، وهذا ليس بجديد. في فترة سابقة من العام الماضي، شاهدنا "فوكس كاتشر" لبينيت ميللر الذي يتطرّق، ولو مواربة، إلى هذا الموضوع، بيد أنّ مقاربة شازيل هنا راديكالية الى درجة اننا ننسى الموسيقى وجمالها، فنستعيدها في الختام الأسطوري حيث تتفجر كلّ الطاقات وكلّ النشوة وكلّ الهذيان في لحظة سينمائية باهرة تقطع الأنفاس. فقط في ذلك الانفجار الكبير لكلّ ما قاله الفيلم بصمت بارع طوال ساعة ونصف الساعة، ندرك عظمة الاصرار؛ اصرارٌ قد يحمل الإنسان الى انتصاره على الأحقاد التي يضمرها. فهم شازيل جيداً أنّ الطبع يغلب التطبع في الفنّ، والأشياء التي تستحق أن تسمى فناً، غالباً تولد في العرق والدم!

أيام بيروت: "السينما والدين" وتكريم صباح وفاتن حمامة

المدن - ثقافة

عقدت الجمعية الثقافية "بيروت دي سي" مؤتمراً صحافياً اليوم الجمعة 6 آذار، في فندق "سمولفيل" للإعلان عن برنامج مهرجانها "أيام بيروت السينمائية" بين 12 و21 آذار/مارس الجاري.

يفتتح المهرجان بفيلم "تيمبكتو" للمخرج عبد الرحمن سيساكو في "سينما سيتي" - أسواق بيروت. وتعرض باقي الأفلام المدرجة في برنامج العرض في سينما ميتروبوليس - أمبير صوفيل - الأشرفية. فيما تعرض أفلام "كلاسيكيات أيام بيروت السينمائية" في فندق "سمولفيل" - بدارو. وتتخلل المهرجان أنشطة "ملتقى بيروت السينمائي" بين 13 و15 آذار/مارس، وتدور فعالياته في الفندق عينه.

واختار المهرجان لهذه الدورة ثيمة "السينما والدين"، ما يشي بأن الأفلام المختارة استقت مادّتها من الواقع المعاش في العالم العربي. يتضمّن برنامج المهرجان أكثر من خمسين فيلماً مختاراً بين طويل وقصير وروائي ووثائقي.

في هذا الإطار تستضيف "أيام بيروت السينمائية" الفيلم الروسي "ليفياتان" للمخرج أندريه زياجينتسيف، الذي يعالج موضوع الدين والمسامحة. حاز الفيلم جائزة "غولدن غلوب" (رشّح لجائزة الأوسكار، حاز جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي الدولي وجائزة أفضل فيلم في مهرجان لندن السينمائي) وأثيرت حوله الكثير من النقاشات في روسيا.

ويكرّم المهرجان العراق من خلال عرض الفيلم الوثائقي (الثلاثي الأبعاد) العراقي/السويسري "أوديسا العراق" للمخرج سمير جمال الدين. وكان الفيلم لقي استحسان الجمهور في المهرجانات التي شارك فيها (مهرجان بانوراما للأفلام في برلين، اللائحة الرسمية لمهرجان الأفلام في تورونتو، اللائحة الرسمية لمهرجان السينما في أبو ظبي). يعرض "أوديسّا العراق" في أسواق بيروت، تحت رعاية سفارة سويسرا في لبنان.

ماذا يجري في سوريا؟ هذا ما تنقله إلى الجمهور اللبناني عدسة مخرجين سوريين من خلال أفلام جديدة عدة تتناول موضوع الحرب هي: فيلم "العودة إلى حمص" لطلال الديركي الذي شارك في العديد من المهرجانات السينمائية وحاز جائزة لجنة الحكم في "مهرجان صاندانس". فيلم "الرقيب الخالد" لزياد كلثوم الذي أدرج على اللائحة الرسمية لمهرجانات عدة بينها "مهرجان لوكارنو". أما فيلم "انا مع العروسة" إخراج الإيطاليان أنطونيو أغوغليارو وغابريللي دي غراندي والفلسطيني خالد الناصري فهو بدوره يتناول الموضوع السوري ومشاكل الهجرة الحالية التي تجعل من المواطن العربي والسوري من الرحالة السوريين في أوروبا. كما تستضيف "أيام بيروت السينمائية" مخرجين مهمّين من سوريا هما، أسامة محمد وفيلمه "ماء الفضة" الذي شارك في المسابقة الرسمية لـ"مهرجان كان" – خارج المنافسة، ومحمد ملص وفيلمه "سلّم إلى دمشق" الذي يبدأ عرضه التجاري مباشرة بعد انتهاء المهرجان، في سينما متروبوليس - أمپير صوفيل، أشرفية.

إلى ذلك، يخصّص مهرجان الأفلام العربية أمسيةً مُهداة الى مخيّم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا "اليرموك"، ويقدّم ضمن فئة "إطلالة على العالم العربي" فيلم "شباب اليرموك" للمخرج الفرنسي أكسيل سالفاتوري-سينز. كما يعرض فيلم"رسائل من اليرموك" للمخرج الفلسطيني القدير رشيد مشهراوي الذي أدرج على اللائحة الرسمية لمهرجان دبي السينمائي الدولي.

في بيروت، يحضر الأردن من خلال الفيلم الروائي "ذيب" للمخرج ناجي أبي نوّار الذي تدور أحداثه في وادي الرام جنوبي الأردن. وسيكون له إطلالة تجاريه في الصالات السينمائية في بيروت بدءاً من  19 آذار/ مارس.

إلى جانب ذيب يقدم المهرجان وثائقيّين "المجلس" للمخرج يحي العبدالله و"ساكن" للمخرجة ساندرا ماضي (الأردن/ فلسطين).

ثمة محطة لفلسطين مع الفيلم الروائي "عيون الحرامية" للمخرجة نجوى النجار التي تقدمه في بيروت كما يشارك فيلم "المطلوبون الـ18" لعامر شومالي وبول كوان (أدرج على اللائحة الرسمية لمهرجان تورونتو السينمائي) وفيلم "روشميا" للمخرج السوري سليم أبو الجبل الذي يتناول فلسطين(حائز على جائزة لجنة الحكم في دبي).  

المرأة وقضاياها في العالم العربي لديها محطة أيضاً هذه الدورة، فمن مصر تأتي المخرجة الشابة نادين صليب لتقدم فيلمها الوثائقي الطويل "أم غايب" حيث يعالج موضوع العقم عند المرأة وطوقها للشعور بالأمومة في المجتمعات المصرية.

ومن اليمن ستكون إطلالة لفيلم "أنا نجوم بنت العاشرة ومطلّقة" للمخرجة اليمنيّة خديجة السلامة.  

المغرب العربي

بعد عرض فيلمه "قصة يهوذا" في إطار "ملتقى مهرجان برلين"، اختار المخرج الجزائري رباح عامر زايميكا "أيام بيروت السينمائية" ليطلق فيلمه الطويل، الذي يتماهى وثيمة السنة للمهرجان "السينما والدين".  

وعلى جري عادة "أيام بيروت السينمائية"، سيتم التعريف بوجوه سينمائية من العالم العربي، وتكرّم هذا العام المخرج المغربي هشام العسري، وتعرض له ثلاثة أفلام طويلة هي: "النهاية"، "هم الكلاب" (المشاركان في مهرجان كان السينمائي الدولي في فئة – أسيد)، و"البحر من وارئهم" الذي اختير للمشاركة في مهرجان برلين. كما يعطي ندوة اختصاصية يديرها المنتج أنطوان خليفة.

ويحل المغرب ضيفاً من خلال عرض فيلم "إطار الليل" للمخرجة تالا حديد (عراقي/ مغربي).

وللسينما اللبنانية حصة في هذا المهرجان من خلال عرض عدد كبير من الأفلام، فبعد مشاركته في مهرجانات دولية عدة يقدم غسان سلهب فيلمه "الوادي" في بيروت. بالإضافة الى عدة أفلام وثائقية منها "ثمانية وعشرون ليلاً وبيت من الشعر" لأكرم زعتري، و"يوميات كلب طائر" لباسم فياض، و"لي قبور في هذه الأرض" لرين متري، و"مونومنتوم" لفادي يانيتورك، و"هوم سويت هوم" لنادين نعوس و"المرحلة الرابعة" لأحمد غصين. هذا الى جانب افلام قصيرة مستمدة من ورشتي عمل نظمتهما جمعية بيروت دي سي، الأولى للاجئين شباب سوريين وأخرى لشباب لبنانيين محرومين.

أفلام قصيرة

ككل دورة يتيح المهرجان فرصة العرض لأفلام قصيرة تمثل بلداناً عربية مختلفة – يعرض يوم الجمعة 20 آذار الساعة التاسعة الأفلام التالية: ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو  375 – لعمر الزهيري (مصر)، "نسيبي" لحسان بلعيد (الجزائر)، "في الوقت الضائع" لرامي ياسين (الأردن)، "اليد الخشبية" لكوثر بن هانية (تونس)، قطن للؤي فضل (العراق)، اليد الثالثة لهشام الادقي (المغرب)، السوق المركزي لصالح ناس (البحرين) ومن لبنان "ذات يوم" لرواد حبيقة، و"سايبة" لباسم بريش، و"ضوء" لياسمينا كاراجه، و"انا، الذاكرة" لنزار صفير.

ومن نشاطات "أيام بيروت السينمائية" ستكون هناك تحية إلى صباح وفاتن حمامة اللتين رحلتا العام 2014، وفي المناسبة سيتم عرض الفيلم الأول لصباح في مصر "القلب لو واحد" (1954) من إنتاج آسيا داغر وإخراج هنري بركات، وفيلم "أفواه وأرانب" لبركات أيضاً مع فاتن حمامة. يعرض الفيلمان في فندق "سمولڤيل" في أجواء سينمائية رائعة تتبعها أمسية موسيقية من الزمن الجميل.

المدن الإلكترونية في

06.03.2015

 
 

ناهد السباعي: تصنيف الأفلام العمري ضرورة

كتب الخبرهند موسى

الممثلة ناهد السباعي مشغولة بتحضير وتصوير أفلام سينمائية عدة، من بينها {سكر مُر، ويوم للستات، وزواج مستحيل، اللعبة الأمريكاني}. ناهد قالت إنها تحرص على أن تكون أدوارها مختلفة وغير متكررة أو تقليدية، موضحةً أن نجاحها في مسلسل {السبع وصايا} زاد من صعوبة اختيارها أدوارها.

حول تركيزها في السينما، ومشاركتها في الأفلام الأربعة كان لنا معها هذا اللقاء.

·        هل خططت لهذا الحضور السينمائي المكثف؟

على العكس. كنت أتوقع أن أشارك في أعمال تلفزيونية، لكنني لم أتلق عرضاً يجذبني ويدفعني إلى تقديمه بعد نجاح شخصية {مرمر} التي قدمتها في مسلسل {السبع وصايا}، لذا أعتبر أن العام الماضي كان جيداً بالنسبة إلي تلفزيونياً، وفكرت في أن تكون خطواتي فيه عزيزة ومتأنية، حتى لا أفقد النجاح الذي حققته.

·        ماذا عن ترشيحك لمسلسل {البيوت أسرار}؟

لم يحدث أن عرض عليّ صانعو العمل المشاركة فيه، كذلك لم أتلق ورق المسلسل لأبدي رأي بالموافقة أو الرفض. حتى إنني في فترة تحضيرهم المسلسل كنت خارج مصر أتابع دروساً في التمثيل. عموماً، أتمنى لفريق العمل التوفيق وأن يحقق نجاحاً كبيراً.

·        ما الذي جذبك للمشاركة في الأربعة أفلام؟

اختلاف أدواري فيها، كذلك فريق العمل المتميز، وموضوعاتها الجيدة التي دفعتني إلى التركيز في السينما لا التلفزيون، على الأقل خلال الفترة الراهنة, عموما،ً ما إن أشعر بوجود ما يشبه إضاءة أثناء قراءة العمل حتى أوافق على الفور، والعكس صحيح.

·        حدثينا عن مشاركتك في فيلم {سكر مُر}؟

تشاركني بطولته مجموعة من النجوم من بينهم أحمد الفيشاوي، وآيتن عامر، وشيرين عادل، وهيثم أحمد زكي، وأمينة خليل، ونبيل عيسى، وكريم فهمي، وعمر السعيد، وسارة شاهين، وهو من تأليف محمد عبد المعطي، وإخراج هاني خليفة الذي أتعاون معه للمرة الثانية بعد مسلسل «الجامعة»، وقد سعدت كثيراً بالعمل معه، فهو يملك رؤية إخراجية متميزة، وتشهد له بذلك تجاربه السابقة.

·        ماذا عن دورك فيه؟

أجسد شخصية امرأة مسيحية متزوجة، تمر ببعض المشكلات مع زوجها (عمر السعيد)، وقد انتهيت من تصويره. كان من المقرر أن يُعرض الفيلم في بداية العام الجاري، لكن الشركة المنتجة فضلت تأجيله إلى شهر أبريل المقبل.

·        ما سر تفضيلك البطولات الجماعية؟

أحب هذه النوعية من الأعمال التي تدفع الممثلين إلى تقديم أفضل أداء لديهم بما يشبه المباراة التمثيلية، كذلك تضمن متابعة عدد أكبر من المشاهدين من جمهور كل فنان. ولكن الحقيقة أن لا مقارنة بينها وبين البطولة المطلقة، فكل نوع منهما يتوقف على حسب موضوع الفيلم نفسه، وهو ما يحدد أبطاله.

·        ماذا عن دورك في «يوم للستات»؟

أجسد شخصية فتاة معاقة ذهنياً، وتعاني تأخراً عقلياً بسبب حادث معين تتعرض له، وهو ما يجعل تصرفاتها مختلفة عمّا يجب أن تفعله في مرحلتها العمرية، فرغم أنها شابة فإنها تلعب مع الأطفال كأنها طفلة بسبب توقف نمو عقلها عند هذه المرحلة.

·        هل واجهتك صعوبات خلال تجسيدك الدور؟

صعوبات كثيرة، ولكنني حاولت التغلب عليها من خلال الجلوس مع فتيات يعانين مما تعانيه هذه الفتاة لأتمكن من تجسيدها، كذلك ساعدتني مخرجة الفيلم كاملة أبو ذكري كثيراً في الوصول إلى أداء مناسب ومقنع للشخصية. أشير إلى أننا لم ننته من تصوير الفيلم لأسباب متعددة، ونعود قريباً لاستكماله.

·        ماذا عن مشاركتك في فيلم «زواج مستحيل»؟

أجسد فيه شخصية «نهلة»، فتاة مصرية يقع شقيقها «أحمد» (سامي الشيخ) في غرام أميركية خلال فترة تواجده في أميركا، ويقرر الزواج منها، فيُحضرها هي وعائلتها إلى مصر لتتعرف إلى عائلته. من هنا تنشأ الكوميديا من اختلافات العادات والتقاليد والثقافات. أقوم بدور المترجمة بين العائلتين، نظراً إلى تمكن «نهلة» من اللغة الإنكليزية. تشارك في البطولة مجموعة من الفنانين من مصر: هالة فاخر، ومحمد سلام، وعواطف حلمي. ومن أميركا: ألكسندرا جروسي وبريت كولين وبيث برودريك.

·        كيف وجدت المشاركة في عمل يضم ممثلين أميركيين ومصريين؟

سعدت بها كثيراً، وهي المرة الأولى التي أشارك فيها في مثل هذه الأعمال، وهي فرصة للتعرف إلى مدارس أخرى في التمثيل، فالأميركيون مثلاً يلتزمون بجمل الفيلم  الحوارية المكتوبة، فيما نحن لدينا نسبة عالية من الارتجال، بالإضافة إلى أنهم منظمون بدرجة شديدة، ويحرصون على عدم التدخين في موقع التصوير، بينما تجاهل هذه الأمور عادي بالنسبة إلينا...

·        كيف كانت الكواليس؟

رغم تنوع المراحل العمرية والانتماءات والجنسيات فإن روح العائلة الموجودة في الفيلم سيطرت على فريق العمل في الكواليس أيضاً، وأعتقد أن ذلك كان له الفضل في خروج المشاهد كما لو لم تكن تمثيلاً بل حقيقة، وقد انتهينا من تصوير أكثر من نصف مشاهد العمل، على أن يتم عرضه خلال شهر أكتوبر أو نوفمبر.

·        هل لحصولك على دروس في التمثيل علاقة بمشاركتك في الفيلم؟

لا علاقة بين الأمرين على الإطلاق، فقد سافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية رغبة مني في التطوير من أدائي، لأنني أرى أن مجال التمثيل يشبه كثيراً مجال الطب، وكل يوم تطرأ عليه أمور جديدة يتوجب عليّ أن أتعلمها. كذلك كنت في هذه الفترة حزينة للغاية بعدما فقدت والدي المخرج مدحت السباعي، ثم شقيقي فريد المرشدي، وفكرت في التغلب على أحزاني والبعد عن هذه الأجواء بالسفر وحضور دورات تدريبية في التمثيل.

·        ماذا عن «اللعبة الأميركاني»؟

كتب الفيلم والدي مدحت السباعي، وكان يفترض أن يتولى إخراجه أيضاً لكن وفاته حالت دون ذلك، وتنتجه والدتي ناهد فريد شوقي. أشارك في بطولته مع أحمد الفيشاوي، وما زالت تحضيراته جارية. لم نستقر على مخرج له، ولكن قريباً نعلن تفاصيله.

·        ما رأيك في الوضع السينمائي الحالي؟

أعتقد أن الانتعاشة التي حدثت فيه خلال المواسم القليلة الماضية عبر أفلام «الجزيرة 2»، و{الفيل الأزرق» ألقت بظلالها على الموسم الراهن، وهو ما يفيد العاملين في السينما، خصوصاً بعد فترة الكساد التي عاشتها السينما في الفترة السابقة بسبب ظروف البلد. وأتمنى أن يستمر الوضع على هذا النحو، والأمر متعلق بوجود مشروعات سينمائية قوية وجيدة تدفع الجمهور إلى النزول لمتابعته لأنه لا يتوجه إلى السينما لمتابعة عمل خال من القصة.

·        كيف وجدت فكرة رئيس الرقابة عبد الستار فتحي بشأن العمل بمبدأ التصنيف العمري للأفلام؟

فكرة جيدة ينبغي تطبيقها في أسرع وقت. كان يُفترض أن يتحقق هذا التطور في السينما منذ سنوات، وسيكون أمام المشاهد تقرير إما متابعة العمل أو لا، خصوصاً أن هذا القرار أو المبدأ تعمل به السينما في دور عدة، وذلك بدلاً من حذف مشاهد قد تؤثر في دراما العمل.

·        ما جديدك؟

كنت قد انتهيت منذ فترة من تصوير مشاهدي في الفيلم القصير «حار جاف صيفا» مع المخرج شريف البنداري.

فجر يوم جديد: {خارج الخدمة}

كتب الخبرمجدي الطيب

فاجأني المخرج محمود كامل في فيلمه الجديد «خارج الخدمة»، فعلى عكس أفلامه الثلاثة السابقة، التي عُرضت في عام 2009، وهي: «ميكانو»، «أدرينالين» و»عزبة آدم» وفيلم «حفلة منتصف الليل»، الذي عُرض في عام 2012، بدا وكأنه يغير جلده أو ينقلب على أسلوبه، عندما انطلق من نص للكاتب عمر سامي لا يعتمد طريقة السرد التقليدية (وسط ومقدمة ونهاية). كذلك تمرد على التركيبة المألوفة على صعيد الاستعانة بطاقم الممثلين، وقصر اختياره على النجمين أحمد الفيشاوي وشيرين رضا وعدد قليل من ممثلي الأدوار الثانوية، مثل: محمد طارق وأحمد ثابت، ليقدم رؤية شديدة الخصوصية تجاه الواقع الراهن في مصر.

بدأ «كامل» فيلمه برصد بطله «سعيد» (أحمد الفيشاوي) بهيئته المزرية، وملامحه الأقرب إلى «أحدب نوتردام»، حيث الظهر المنحني، بفعل قسوة الزمن، وملابسه الرثة، بسبب الفقر والبطالة، واللعثمة واللسان الثقيل، نتيجة الإدمان، ومن ثم كان طبيعياً أن يتحايل على حياته القاسية والديون المتراكمة عليه بالسرقةوبيع المسروقات بثمن بخس للغاية. لكنه يعجز عن بيع «الفلاشا» التي يعثر عليها في الشقة التي اقتحمها، وعندما يُخضعها للفحص يكتشف أنها تصور جريمة قتل يتعرف أحد أصدقائه إلى مرتكبتها، ويراها فرصة لابتزاز القاتلة (شيرين رضا) غير أنه يجد نفسه في مواجهة امرأة غريبة الأطوار، سرعان ما يتورط معها في علاقة غامضة وغريبة!

«حبكة» مثيرة تبلغ ذروتها مع تعرض المرأة، التي تُدعى «هدى»، للاغتصاب، بواسطة الشاب «الصعلوك»، ورغم هذا تستمرئ علاقتها به، وتتطلع إلى زياراته المتكررة، بعد أن يجمعهما إدمان المخدرات بصنوفه كافة، حيث تعيش وحيدة عقب وفاة زوجها في حادث سيارة، منذ ما يقرب من ثمانية عشر عاماً، ومن ثم ترى فيه الرفيق الذي يؤنس وحدتها، ولا تتردد في دعمه بالمال الذي يمنع عنه أذى رفاقه «البلطجية»!

لا يكتفي فيلم «خارج الخدمة» بهذه العلاقة المتوترة، وليته فعل، وإنما يزج بنفسه في دهاليز السياسة، من دون مبرر، عندما يربط بين علاقة المرأة و»الصعلوك» والأحداث السياسية التي مرت بها مصر، منذ قيام ثورة 25 يناير 2011، ويجعل من برامج «التوك شو» التي تم بثها في تلك الفترة، فضلاً عن مقدمي البرامج والنشطاء السياسيين، الذين أفرزتهم تلك الحقبة، بمثابة تعليق على الأحداث والتطورات، والمتغيرات التي عصفت بنظام الحكم في مصر. ورغم أن ذلك جاء في الخلفية إلا أنه أفسد، في رأيي، الحبكة المثيرة والجديدة للفيلم، وتسبب في شيء من التشويش على العلاقة المرضية بين البطلين، التي كان يمكن للكاتب عمر سامي أن يُخلص لها وحدها، ووقتها كنا سنصبح حيال تجربة حافلة بالإثارة والغموض والتشويق، والأسئلة التي لا تنتهي حول المرأة التي وجدت في»الصعلوك» الماء بعد الظمأ، وصارت تتهيأ، وتتزين، لزيارته وكأنها عروس في ليلة الزفاف. ورغم تواصل حال الشد والجذب بينهما فإن أواصر العلاقة لم تنفصم بينهما، وإن شابها بعض التوجس من «الصعلوك» الذي لم يتوقف عن التشكك في نواياها، والارتياب في شخصيتها، كونه لم ينس جريمة القتل التي ارتكبتها، وكانت الدافع وراء تردده على شقتها لابتزازها، قبل أن يكتشف أنها ضحية لا تختلف عنه، وأنها اختارت المخدرات وسيلة لتغييب عقلها لعلها تنسى مأساتها التي دفنتها في صندوق أسرارها، وأنها، للمفاجأة، لم تكن القاتلة التي ظنها، وإنما ممثلة أدت دوراً في عمل فني ليس أكثر!

نجح المخرج محمود كامل في ادخار المفاجآت التي ضمها سيناريو عمر سامي، والإعلان عنها في التوقيت المناسب، ليحتفظ للتجربة بغموضها وتوترها، ونهايتها الرتيبة التي وضعت البطلين في مواجهة بعضهما، وكأنهما ارتضيا بالواقع الراهن، وسلما بما كتبه لهما القدر. وبينما أدت موسيقى تامر كروان، ومونتاج هبة عثمان، الدور الأكبر في تجسيد حالة التشويق، لم يكن ثمة دور لمدير التصوير البريطاني الفنزويلي أرتورو سميث، ولم يضف الإبهار الذي يبرر الاستعانة به؛ إذ كان يمكن لأي مدير تصوير مصري أن يؤدي المهمة نفسها ببراعة واقتدار، وهو الأمر الذي ينطبق على أحمد الفيشاوي، الذي يُخيل للمرء أنه اكتفى باستلهام خبرته الحياتية، وتجربته الواقعية، بأكثر مما اجتهد في تجسيد شخصية الصعلوك «سعيد»، ولولا الشكل الواقعي، الذي أضفى على الشخصية مصداقية كبيرة، والأداء المُبهر لشيرين رضا، وحفاظها على التوازن بين الشكل والجوهر وهي تجسد شخصية «هدى»، التي اكتفت بالفرجة على الواقع من حولها، لأصبح الفيلم في مأزق كبير. لكن الأمر المؤكد أن المخرج محمود كامل أضاف الكثير إلى رصيده، عبر تجربته الجديدة في فيلم «خارج الخدمة»، بعدما نجح في أن يُقدم، مع المؤلف عمر سامي، قراءة خاصة للواقع دعمها برؤية سينمائية احترمت المتلقي، وإن كنت أتمنى أن تلقى نصيبها من الاهتمام الجماهيري والحفاوة النقدية على حد سواء.

عشرات المهرجانات السينمائية... ظاهرة إيجابية أم مصدر رزق؟

كتب الخبرفايزة هنداوي

كانت المهرجانات السينمائية في مصر حتى سنوات قريبة، تقتصر على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط ومهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، ولكن فجأة وفي غضون سنوات قليلة زاد عدد المهرجانات بشكل كبير، فهل تضيف هذه المهرجانات إلى الحركة السينمائية المصرية، أم إنها مجرد وسيلة يسترزق بها البعض دون الاهتمام الحقيقي بالسينما؟

كثرت المهرجانات السينمائية في مصر، التي تشهد بالإضافة إلى المهرجانات الثلاثة الرئيسة فيها مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، ومهرجان الأقصر للسينما الأوروبية، وعشرات المهرجانات الصغيرة في القاهرة وغيرها من الأقاليم، مثل مهرجان فاتن حمامة، ومهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة،  ومهرجان كام وغيرها.  

في هذا السياق، يقول رئيس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية السيناريست سيد فؤاد: «المهرجان مهم جداً لأسباب سينمائية وسياسية عدة، من بينها أن مصر منقطعة سينمائياً عن أفريقيا وهذا أمر غريب، فهي القارة التي ننتمي إليها، وقبل هذا المهرجان لم يشاهد الجمهور المصري أي أفلام أفريقية، كذلك الجمهور الإفريقي لا يشاهد الأفلام المصرية. لذا كان هذا المهرجان ضرورياً للتواصل السينمائي بين مصر وقاراتها، والتواصل السياسي أيضاً.
ويؤكد فؤاد أن «السينما جزء من القوى الناعمة التي تعمل على نشر الثقافة المصرية في المنطقة، خصوصاً مع أهمية دول الجنوب الإفريقي بالنسبة إلينا. وجاء اختيار الأقصر لأنها إحدى أهم المدن المصرية، ومع ذلك فأهلها محرومون من المهرجانات ومن العروض السينمائية. عموماً، وجود هذا المهرجان بشكل سنوي يقدم رسالة مهمة لعودة السياحة وتأكيد على انتشار الأمن والآمان».

أحد مؤسسي مهرجان الإسكندرية للسينما المستقلة المخرج موني محمود، أكد أن السبب الأساسي وراء إقامة مهرجان خاص بالفيلم المستقل يرجع إلى عدم الاهتمام به، وإذا كانت ثمة مسابقات خاصة به في عدد من المهرجانات فبعضها محترم والبعض الآخر «مصدر رزق» فحسب. بالتالي، كان لا بد، بحسب محمود، من مهرجان مستقل بهذه النوعية من الأفلام، «لا سيما أننا لا نحظى بتمويل سواء من وزارة الثقافة أو من الخارج، ونحن مؤمنون بأهمية توعية الجمهور، ونشر ثقافة الفيلم القصير».

ويشير إلى أن السبب وراء اختيار محافظة الإسكندرية كانت الرغبة في الخروج من الدائرة المركزية لمحافظة القاهرة، وانتشار المهرجانات في المحافظات كافة لتوسيع الثقافة السينمائية.

أما مؤسسة مهرجان فاتن حمامة السينمائي ماجي أنور فتنفي الربط بين كثرة عدد المهرجانات ووبين أنها «مصدر رزق»، مؤكدة أنها تنفق من أموالها الخاصة على المهرجان بعدما تخلت عنها أجهزة الدولة، فقد بدأ المهرجان منذ عامين وكان اسمه مهرجان المنصورة للأفلام القصيرة، إلا أن الدولة تخلت عنه فقررت نقله إلى القاهرة، وجاء اختيار اسم فاتن حمامة لأنها إحدى أهم الممثلات في السينما العربية.

كانت ماجي قد التقتها قبل وفاتها، وحصلت منها على موافقة بتسمية المهرجان باسمها كما سجلت معها كلمة إشادة بها وبالمهرجان ضمنتها ماجي في فيلم تسجيلي عنها.

بدوره يقول المخرج عمر عبد العزيز إنه سعيد بانتشار المهرجانات السينمائية في مصر، خصوصاً في الأقاليم، حيث يؤدي ذلك إلى اتساع رقعة الثقافة السينمائية، وتشجيع الجمهور على مشاهدة السينما، وبالتالي إنعاش الصناعة، مشيراً إلى أن في المغرب مئات المهرجانات، وقد يتزامن أكثر من مهرجان في وقت واحد. المهم برأيه هو التنظيم الجيد لهذه المهرجانات للاستفادة منها.

ويتفق مسعد فودة نقيب المهن السينمائية مع المخرج عمر عبد العزيز في أن انتشار المهرجانات السينمائية أمر إيجابي جداً، لا سيما المهرجانات الخاصة بالشباب، لأنها تساعد على انتشار أفلامهم التي لا يتمكنون من تسويقها في دور العرض السينمائية، لذلك فإن النقابة تدعم هذه المهرجانات وتسهم بجوائز فيها وكان آخرها مهرجان جمعية الفيلم الذي قدمت فيه النقابة شهادات تقدير للمخرجين الشباب الذين حصلت أعمالهم المستقلة على كثير من الجوائز العالمية خلال العام الماضي.

يختلف الناقد فوزي سليمان مع هذه الآراء، إذ يرى أن معظم هذه المهرجانات لا يهدف إلى خدمة السينما بل أصبحت مصدراً يسترزق منه أصحابها عبر دعم يحصلون عليه من الدولة، لذلك نجد أن مستوى الأفلام المعروضة في كثير منها ضعيف، ولا يشعر بها الجمهور ولا تؤثر بأي شكل على صناعة السينما في مصر. لذا فلا بد، برأيه، من التدقيق قبل الموافقة على إقامة أي مهرجان كي يكون مفيداً ويؤثر بشكل إيجابي.

الجريدة الكويتية في

06.03.2015

 
 

« الرجل المسلح» يحاول أن يبرئ ساحته بالقتل !

عبدالستار ناجي

كان بالامكان ان يمر فيلم الرجل المسلح مرور الكرام فى صالات العرض لولا ذلك الازدحام الكبير في اسماء النجوم الذين شحن بهم العمل، فقد رأت الشركة المنتجة، ان اسم شون بين لن يكون كافيا الى اجتذاب الجمهور الى صالات العرض فكان التحرك على منهجية انتاجية عالية المستوى عبر استبدال جميع الشخصيات الثانوية في الفيلم بنجوم كبار كانوا يطلون كضيوف شرف بمعدل عمل يومين او ثلاثة كحد أقصى، وهو أمر سهل التحقيق بالنسبة للكثير من النجوم الذين يفضلون المشاريع السريعة التي لا تتطلب ستة أسابيع من العمل والالتزام

وعلى هذا الاساس جاء فيلم الرجل المسلح الذي يتحدث عن حكاية عميل مخابرات محترف طلب آلية من أجل الموافقة على الحصول على التقاعد والعودة للفتاة التي لطالما أحبها وارادها على ان يقوم بجولة على عدد من المدن الاوروبية لأخذ براءة الذمة من الذين عمل معهم طيلة السنوات الماضية بين باريس ولندن ومدريد وغيرها من العواصم والمدن الاوروبية

وفي كل محطة من تلك المحطات هو امام نجم من كبار النجوم وحكاية ومغامرة تتواصل تفاصيلها وتفك رموزها محطة بعد أخرى وعميل بعد آخر . وفي تلك المحطات نتابع عددا من النجوم من بينهم الايرلندي ليام نيسون والاسباني خافيير باراديم والنجم الاسمر ادريس البا مرشح قوي لتجسيد شخصية العميل السري جيمس بوند - بالاضافة الى راي وينستون .

من خلال تلك الاسماء تأتي أهمية هذا الفيلم الذي يجعل المشاهد يلهث وراء تلك الاسماء وايضا المحطات وتفرعات الحكاية التي تتمحور حول ذلك العميل الذي يريد الحصول على التقاعد وقضاء بقية ايام حياته في جنوب فرنسا مع الفتاة التي أحبها، فكيف يكون الطريق لتحقيق تلك الامنية التي يسقط خلالها الكثير من الارهابيين الذين يهددون الامن في العالم، في معادلة انتاجية تعيد استثمار النجوم الذي دخلوا النصف الثاني من حياتهم العملية وباتوا غير قادرين لوحدهم على تحمل ثقل فيلم بكامله.

الفيلم من اخراج موريل بيير وهو من كان وراء فكرة تلك الخلطة التي باتت تتحرك من خلالها العديد من الاعمال السينمائية بالذات افلام المغامرات التي ما ان تنطلق الرصاصة الاولى بها حتى يصعب احصاء عدد القتلى الذين سيتساقطون لسبب او بدون سبب، فهكذا هي أفلام المغامرات بصيغتها الجديدة .

النهار الكويتية في

06.03.2015

 
 

مخصصة لتكريم أحسن فيلم يعالج موضوع السفر

'لارام' تحدث جائزة 'ابن بطوطة' السينمائية لـمهرجان 'فيسباكو'

المصطفى بنجويدة

تشارك شركة الخطوط الملكية المغربية (لارام) في المهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون بواغادوغو (فيسباكو) في عاصمة بوركينا فاسو، بجائزة خاصة أحدثتها بمناسبة الدورة الرابعة والعشرين لهذه التظاهرة الكبرى. وقررت أن تطلق اسم" ابن بطوطة" على هذه الجائزة لتكريم أحسن فيلم يعالج موضوع السفر.

تعد "لارام" الناقل الرسمي لهذا المهرجان، الذي يعقد دورته الرابعة والعشرين من 28 فبراير الجاري الى 7 مارس المقبل في عاصمة بوركينا بشعار "السينما الإفريقية: الإنتاج والتوزيع في العصر الرقمي".

وأفاد بلاغ للشركة، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أنه من خلال جائزة ابن بطوطة، التي يرأس لجنة تحكيمها المخرج داوود ولاد السيد، تعزز الخطوط الملكية المغربية التزامها مع شريكها "فيسباكو" وبوركينا فاسو، من أجل إنجاح هذا المهرجان، الذي يعد نقطة إشعاع للثقافة الإفريقية في العالم. كما تعكس إرادة الشركة الوطنية تأكيد هويتها الإفريقية، من خلال تعزيز العلاقات الثقافية داخل القارة.

تجدر الإشارة إلى أن "لارام" تدعم الفعاليات الثقافية والفنية الكبرى المنظمة في القارة. فبالإضافة إلى مهرجان واغادوغو، تعد الشركة الناقل الرسمي لبينالي داكار بالسنغال، و"ماسا"(سوق الفن والفرجة الإفريقيين) في أبيدجان.

وأضاف المصدر ذاته أن اختيار اسم "ابن بطوطة" جاء تكريما لهذا المستكشف المغربي الكبير، الذي قام برحلات استغرقت 28 عاما، خلال القرن الرابع عشر الميلادي، تنقل خلالها في ثلاث قارات (إفريقيا وآسيا وأوروبا). وكان ابن بطوطة يبحث عن الاكتشافات الجديدة، وكسب المعرفة، وتعزيز العلاقات بين الشعوب خلال رحلاته الطويلة والمتعددة، ما جعله رمزا لقيم الانفتاح والتسامح واحترام ثقافات الآخر.

وكانت "لارام" ومهرجان "فيسباكو" وقعا، في 4 فبراير 2014، اتفاقية شراكة أصبحت بموجبها الشركة الوطنية الناقل الرسمي لهذا الحدث الثقافي والفني المرموق لثلاث دورات (2015، و2017، و2019). وبموجب هذه الاتفاقية، تؤمن الخطوط الملكية المغربية النقل الرسمي للمشاركين في المهرجان ونقل مختلف المعدات اللازمة لإنجاح هذه التظاهرة، التي تهدف إلى تشجيع السينما في جميع أنحاء القارة الإفريقية.

وبالإضافة إلى منح التذاكر للدورات الثلاث من المهرجان، تقدم "لارام" أسعارا تفضيلية على تذاكر سفر زوار المهرجان في شبكتها بأكملها، التي تغطي 85 وجهة في أربع قارات، من خلال 1600 رحلة في الأسبوع.

الصحراء المغربية في

06.03.2015

 
 

The railway man .. ندوب الحرب التي لا يمحيها الزمن

علياء طلعت – التقرير

لا يوجد أقسى من الحروب، الاختراع البشري الذي تتعدد أسبابه مابين ظاهرها وهو الدفاع عن مبادئ أو دين، ولكن في الحقيقة يجمع بينها جميعًا المصالح التي تجعل دولًا تتحالف وتعادي أخرى من أجل براميل من البترول، أو قطعة أرض مليئة بالخيرات، حتى أصبح التاريخ عبارة عن حروب متتالية، ولا تحظى الكرة الأرضية بلحظة سلام واحدة، فلابد من معركة في مكان ما، ويقتل جندي آخر من أجل هدف قد لا يعنيه ولا يعيه.

وبالطبع فقد تناولت السينما الحروب وعلى الأخص الحرب العالمية الثانية بما فيها من مآسٍ في عدد كبير من الأفلام، ومنها فيلم اليوم The railway man، وهو من بطولة كولن فيرث ونيكول كيدمان، ومقتبس من قصة حقيقية حدثت للجندي لوماكس في شبابه وظلت مؤثرة في حياته حتى استطاع أن يتحرر من عبئها بعد سنوات طويلة في كهولته، ليستطيع أن يكمل حياته.

البدايات دومًا جميلة:

في بداية الثمانينيات وفي نادي المقاتلين القدامى في إنجلترا تبدأ الأحداث، حيث يجلس “إيريك لوماكس” مع أصدقائه من المحاربين، ولكنه يجلس وحيدًا مع حقيبته الصغيرة كما لو أنه يحاول الحفاظ على المسافات بينه وبين باقي البشر، وبدون مقدمات يبدأ سرد ما حدث له الأسبوع الماضي.

كان في زيارة لأحد مزادات الكتب، ثم استقل القطار عائدًا إلى بلدته، وبالصدفة البحتة يأتي المقعد الذي اختاره أمام “باتي” أو “نيكول كيدمان“، تبدأ محادثة عادية مثل التي تحدث بين أي اثنين من المسافرين، ولكن يتضح من سير الحديث أن “إيريك” مهتم للغاية بالقطارات، ويعرف مواعيد انطلاق ووصول كل قطار وباقي التفاصيل الأخرى.

ثم يتفرع الحديث بينهما ليعرف أنها وحيدة تريد أن تتعرف على المرتفعات؛ لذلك تبدأ هذه الرحلة والتي ستنتهي بعد أسبوع بعودتها إلى “أدنبرة“.

وعندما يصل القطار إلى محطته يودعها دون معرفة أي وسيلة للاتصال بها، نرجع هنا للمشهد الخاص بإيريك وهو يجلس مع زملائه يحكي لهم عن هذا الموقف، ليكتشف أنه واقع في الحب ويتذكر المعلومة الوحيدة التي يعرفها عنها، أنها ستذهب إلى أدنبرة بعد أسبوع من لقائهم، أي اليوم، ليحدد في ثواني القطار الذي ستستقله، ويهرع إلى المحطة ليجدها بالفعل في انتظار قطارها، لتبدأ قصتهما.

لو كان هذا فيلمًا رومانسيًا لكانت هذه ذروة الفيلم، ولكننا نتكلم هنا عن قصة حقيقة تم نقلها للشاشة؛ لذلك كانت هذه هي البداية فقط، تبدأ قصة حب بينهما ويتزوجا بعد قليل لتبدأ حياة زوجية من المفترض أنها سعيدة، ولكن بعد الزواج تكتشف “باتي” عن زوجها ما لم تعرفه من قبل.

فهو يعاني من الكوابيس المفزعة التي تجده بعدها ملقى على أرض الغرفة يصرخ، يدخل في نوبات اكتئاب قد تصل إلى حد العنف في بعض الأحيان، والأسوأ أنه يرفض أن يحكي لها أي تفاصيل عن ماضيه، سوى رؤوس أقلام عن التحاقه بالجيش أثناء الحرب العالمية الثانية ثم عودته وعمله كمهندس فقط.

ماض أليم:

عندما تحتار “باتي” في أمر زوجها تذهب إلى أصدقائه وتتعرف على أحدهم، وبعد الكثير من الإلحاح يبدأ بسرد قصة “إيريك” التي يرغب في نسيانها، ولكن لا يستطيع فلا يقدر سوى على كتمانها.

لقد كانا معًا ضمن الجيش البريطاني في سنغافورة، قبل سقوط الأخيرة في أيدي الجيش الياباني، ليتم أسرهم ويلاقوا صنوف الإهانة والمعاملة السيئة على أيدي القيادات والجنود اليابانين، ولشغفه الشديد بالسكك الحديدية ومعرفته بالمكان الذي يعملون به، يتبين “لإيريك” أن هدف الجيش من استعبادهم هو بناء خط سكة حديدية في هذه المنطقة المليئة بالأحراش، وهو العمل الذي يقارب المستحيل.

ورغم أنهم مضطرون للعمل ولا يوجد لديهم أي أمل في التمرد، كان الشيء الوحيد الذي يضيء أيامهم هو محاولتهم صنع جهاز راديو لمعرفة الأخبار في الوطن، وصنعوه في النهاية بفضل مهارة إيريك، وعرفوا أن الحرب قاربت على وضع أوزارها وأن هتلر على وشك الهزيمة، وبدأت روحهم المعنوية في الارتفاع حتى تم اكتشاف أمر الراديو.

بعد اكتشاف أمرالراديو وخريطة للسكك الحديدية رسمها إيريك، كانت الشكوك تدور حوله وثلاثة من زملائه، وبدأوا في تعذيبهم أمام بعضهم البعض، وهو الأمر الذي لم يحتمله الفتى الشجاع الذي قرر الاعتراف على نفسه، ليبدأ فصل أسود في حياته بعد جلب ضباط من الشرطة السرية خصيصًا للتعامل معه ومعرفة الأسرار التي يفترضون أنه يعرفها.

خلال أسبوعين لم يعلم أصدقاؤه أي معلومات عن مكانه أو ماذا حدث له، سوى أنه تم استجوابه وتعذيبه بمساعدة مترجم من الشرطة السرية هو “ناغاسا” وهو الوجه الذي يزوره في أحلامه حتى اليوم، وبعد سنوات عرف صديق إريك أن هذا الجندي حي ولم يعتبر مجرم حرب وحدد مكانه كذلك، مما فتح بابًا جديدًا أمام “باتي“، فربما الانتقام ينهي آلام زوجها.

لقاء الأعداء:

في البداية لم يوافق “إيريك” على فكرة الانتقام أو حتى زيارة المكان الذي شهد به أسوأ فترات حياته، حتى أجبره على ذلك صديقه حين انتحر شنقًا ليريه مصير كل من أخفى بداخلة آلامه، ليعدّ العدة ويذهب في رحلة إلى الماضي.

لم تقابله صعوبات في إيجاد الضابط “ناغاسا” والإيقاع به في فخ محكم؛ لأن المكان الذي شهد تعذيبه تحول إلى متحف أو مزار بينما يعمل الأخير كمرشد به.

كان اللقاء بين الاثنين من أروع مشاهد الفيلم؛ فاليوم يحدث تبادل في الأدوار، وتتحول الضحية إلى جلاد، في نفس المكان وعلى نفس الطاولة، بالطبع يلقي “إيريك” بالاتهامات على “ناغاسا” ويسأله لماذا لم يتم محاربته كمجرم حرب مثل بقية زملائه في الشرطة السرية، وتكون الإجابة بسبب إصراره على أنه فقط مترجم وليس فردًا فاعلًا في عمليات التعذيب.

سيحاول “إيريك” فعل أي شيء للانتقام من غريمه، لكنه لا يقوى وبدلًا من ذلك يستعيد الذكريات السيئة، وفي النهاية يقوم بحبسه في الصندوق الصغير من أعواد البامبو الذي حُبس به في الماضي، ويجلس بجواره، يبدأ الضابط الياباني السابق في البكاء، حزنًا على ما فعله، وعلى ما أخبره به رؤساؤه، وعلى أيامه التي أضاعها وهو مغيّب بأفكار يلقنها له الآخرون لا يعلم مدى صحتها من خطئها، ويخبره أنه لم ينسه قط، رغم مرور كل هذه السنوات؛ لأنه الوحيد الذي قال الحقيقة في حين كذب عليه الآخرون، حين أخبره أن هتلر على وشك الهزيمة.

يتركه “إيريك” أخيرًا ويعود إلى وطنه، ولكن هذه المرة بحمل نفسي أخف، بعدما زار مواطن آلامه، واستطاع أخيرًا أن يتعامل مع ما طال كبته من المشاعر السيئة، رجع إلى زوجته شخصًا جديدًا وأخبرها أنه في المرة القادمة التي يذهب فيها إلى هناك سيأخذها معه، وهذا ما كان، لينتهي الفيلم بزيارته وزوجته لصديقه الجديد الضابط “ناغاسا” وهي الصداقة التي امتدت حتى توفي الاثنان.

في الحقيقة الفيلم مميز للغاية، فهو ليس فيلم حرب، تدور أغلب مشاهده عن المعارك الدموية وتقنيات القتال، بل يهتم أكثر بالجروح التي تقاسيها الأنفس بسبب هذه الحروب، مع مباراة تمثيل رباعية بين “Colin Firth” في دور “إيريك لوماكس” الكهل، و”Jeremy Irvine” في دور لوماكس الشاب، والممثلين اليابانين في دور “ناغاسا” الشاب والكهل، بينما على الجانب الآخر كان دور “Nicole Kidman ” كباتي زوجة لوماكس مساحته صغيرة للغاية، ولكنها أجادته كالمعتاد.

الحقيقة والخيال:

كعادة الأفلام السينمائية التي ترى أن الحياة ليست مشوقة بما فيه الكفاية، تم تغيير بعض من الأحداث حتى تصبح أكثر إثارة أو رومانسية، ونستعرض سويًا بعضًا من هذه التغييرات حتى نفرق بين الحقيقة والخيال.

هل كانت باتي حب “إيريك” الأول أو زوجته الأولى؟

في الحقيقة، بعد عودة إيريك من الأسر، كانت والدته قد توفيت، ووالده تزوج من جديد ولم يجد له ملجأ سوى منزل خطيبته الذي عقد عليها خطبته قبل ذهابه للحرب، وبعد رجوعه بفترة قصيرة تزوجا وعاشا سويًا حتى دخلت باتي حياته، وقد قابل باتي بنفس الطريقة المذكورة في الفيلم، ولكنها كذلك كانت متزوجة وتركت زوجها من أجله.

هل كان لقاء “إيريك” و”ناغاسا” بنفس الطريقة الدرامية المذكورة في الفيلم؟

عندما اعتزم إيريك العودة لرؤية غريمة ناغاسا، لم يكن بغرض قتله كما هو مذكور في الفيلم، لقد ود في وقت من الأوقات أن يؤذيه بالفعل، لكن لم يصل لحد القتل، وقد كانت هناك مراسالات بينهما قبل هذه اللقاء ويمكنكم مشاهدة هذا اللقاء في الفيديو هنا.

ولقد كتب كل من إيريك وناغاسا تجربته هذه في تحويل العداء إلى صداقة في كتاب منفصل، بدأ إيريك في كتابته بعد عودته مباشرة من الحرب، وهو الذي بُنيت عليه أحداث الفيلم.

التقرير الإلكترونية في

06.03.2015

 
 

إطلاق مهرجان «أيام بيروت السينمائية» مع 40 فيلما عربيا وأجنبيا

يفتتح بـ«تمبكتو» ويستضيف مخرجين وممثلين شاركوا في الأفلام

بيروت: فيفيان حداد

أطلقت الجمعية الثقافية «بيروت دي سي» الدورة الثامنة من مهرجان «أيام بيروت السينمائية» وذلك خلال مؤتمر صحافي عقد في فندق «سمولفيل» في شارع بدارو غرب بيروت.
أما المحور الرئيسي الذي تدور حوله مواضيع أفلام هذه الدورة فهو «السينما والدين»، من منطلق تسليط الضوء على المجتمع المدني العربي عامة، الذي يرزح تحت تأثيرات هذا الموضوع بصورة أو بأخرى.

وسيتم افتتاح المهرجان الذي يبدأ في 12 مارس (آذار) الحالي لينتهي في 21 منه، مع فيلم «تمبكتو» للموريتاني عبد الرحمن سيساكو، الذي منع عرضه في دولة «بوركينا فاسو» غرب أفريقيا خوفا من التداعيات التي يمكن أن يتسبب بها على الأوضاع عامة. والمعروف أن هذا الفيلم حصد جوائز عدة في مهرجانات سينمائية عالمية، وكان أحدثها نيله 7 منها في مهرجان «جائزة سيزار» الفرنسي العالمي، إضافة إلى أخرى حصل عليها في مهرجانات سينمائية عربية كالمهرجانين السينمائيين اللذين شهدتهما مدينتا قرطاج التونسية وأبوظبي في الإمارات، كما رشح لنيل جائزة الأوسكار عن فئة الأفلام باللغة الأجنبية.

والجدير ذكره هو أن ليلة عرض الفيلم في صالة «سينما سيتي» في أسواق بيروت، سيتخللها حضور الممثل إبراهيم أحمد (أحد أبطال الفيلم) المعروف بـ«بينو»، ليلتقي أهل الصحافة في المناسبة ويتحدث عن تجربته الشخصية في الفيلم، خصوصا وأن مخرج الفيلم اعتذر عن عدم الحضور إلى لبنان لأسباب عائلية كما ذكر في المؤتمر الصحافي.

ومن بين الأفلام الـ40 التي يتضمنها برنامج المهرجان «أنا نجوم بنت العاشرة ومطلّقة» للمخرجة اليمنية خديجة السلامة، و«أوديسا العراق» للمخرج سمير جمال الدين والذي سيكون بمثابة تحية تكريمية للعراق في ظل الأوضاع غير المستقرة التي يمر بها منذ فترة طويلة. وكان هذا الفيلم قد نال استحسان الجمهور في المهرجانات التي شارك بها في برلين وتورنتو وغيرها.

ويخصص مهرجان «أيام بيروت السينمائية» مساحة لا يستهان بها للأفلام السورية، بحيث يعرض «العودة إلى حمص» لمخرجه طلال الدركي و«الرقيب خالد» لزياد كلثوم و«أنا مع العروسة» الذي يشارك في إخراجه كل من الإيطاليين أنطونيو اغوغليارو وغابريالي دي غراندي، مع الفلسطيني خالد الناصري. ويتناول الفيلم موضوع المواطن السوري ومشكلته مع الهجرة من بلده بسبب الحرب التي جعلته رحالا هائما في بلاد العالم.

وتطول لائحة الأفلام لتطال اللبنانية منها وبينها «الوادي» لغسان سلهب و«يوميات كلب طائر» لباسم فياض ويتناول هذا الأخير المشكلة النفسية المعروفة بـ«الوسواس القهري»، والذي صوره المخرج في منزله مع كلبه «zen» (أحد أبطال الفيلم).

كما ستشارك مصر من خلال فيلم «أم غايب» وهو وثائقي لنادين صليب، وكذلك الجزائر من خلال فيلم «قصة يهوذا» لرباح عامر، إضافة إلى أفلام أخرى من روسيا «لافياتان» للمخرج أندريه زياجينتسيف الذي يعالج موضوع الدين والمسامحة. وتؤكد مديرة المهرجان سابين شقير في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن غالبية الأفلام المشاركة تتناول مواضيع حياتية نعيشها حاليا. وحول مدى تعاون مقص الرقابة في مؤسسة الأمن العام، مع هذه الأفلام التي منع عرض بعضها في بلدان أخرى فتقول: «في الحقيقة لم نواجه أي مشكلات تذكر في هذا الصدد وقد لاقينا تجاوبا ودعما من قبل المعنيين بالأمر بحيث سهلوا مهمتنا أكثر من مرة». وأضافت: «المعروف عنا أننا مقاتلون شرسون في موضوع الحريات العامة ونقوم في كل دورة بجهد كبير لنعطي هذا المهرجان حيزا من الحرية يلمسه مشاهده على أرض الواقع».

أما رئيسة مؤسسة «سينما لبنان» مايا دو فريج فشكرت في مستهل المؤتمر كل من دعم هذا المهرجان وموّله وخصوصا السفارتين الفرنسية والسويسرية، وأن هذه الأخيرة لعبت دورا كبيرا في وضع لبنان على الخريطة السينمائية العالمية.

وأشارت زينة صفير المتحدثة الرسمية للمهرجان بأن جديده هذا العام هو تقديم جائزتين إحداهما من قبل مؤسسة «إيدال» لتشجيع الاستثمارات في لبنان، والثانية من قبل «الوكالة الدولية الفرنكوفونية» لتشجيع المواهب الفنية ودعمها.

وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان خصص هذا العام وضمن الأفلام العربية فئة «كلاسيكية أيام بيروت»، والتي ستعرض فيها فيلمين سينمائيين تكريما لبطلتهما الراحلتين صباح وفاتن حمامة.

كما سيتم عرضهما في فندق «سمولفيل» (أحد الداعمين للمهرجان) في بدارو وهما بعنوان «القلب واحد» (أول أفلام الراحلة صباح) و«أفواه وأرانب» الذي لاقى نجاحا منقطع النظير في منتصف السبعينات لفاتن حمامة.

ويتضمن المهرجان أيضا أفلام «اليونيسيف رؤية الذات»، وهي كناية عن 19 فيلما قصيرا صورها شباب لاجئون من سوريا ما بين بيروت والبقاع.

كما تتضمن الدورة الثامنة لـ«أيام بيروت السينمائية» ورشات عمل مع محترفين ومتخصصين في صناعة السينما، كذلك الأمر توقيع «دي في دي» فيلم «ليال بلا نوم» لمخرجته إليان راهب، ولقاءات مع ممثلين ومخرجين من لبنان وسوريا.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا المهرجان يقام سنويا بمشاركة مؤسستي «الشاشة بيروت» و«سينما لبنان» والسفارة السويسرية في لبنان.

أما الصالات السينمائية التي ستستضيف هذا المهرجان فتتوزع ما بين «أمبير سوفيل» و«سينما سيتي» وفندق «سمولفيل» في بدارو غرب بيروت.

الشرق الأوسط في

06.03.2015

 
 

جلال الطّويل: هكذا يكون الفن علاجاً للأطفال السوريين الهاربين من الحرب!

أروى الباشا - عمان – «القدس العربي»:

يرفض أن يقدّم أي عمل خارج الهم السوري ومعاناة أبناء وطنه، هو الذّي أطلّ على المشاهدين قبل بداية الثورة في سوريا عبر عدد من الأعمال الدراميّة كان للمسلسلات الشّاميّة النّصيب الأكبر منها، اضطر للابتعاد اليوم عن الدراما ككل، فلا أعمال اجتماعية معاصرة ولا تاريخية ولا حتى بيئة شامية حتى تنتصر الثورة على حد قوله.

أدوار الشّهم المليء بعنفوان الرّجولة وحب الوطن كانت طاغية على أدائه، وطاغية أيضاً على شخصه عندما تلتقيه في الحقيقة.. يعمل اليوم على أكثر من برنامج تلفزيوني يسلّط من خلالهم الضّوء على الجانب المشرق والإبداعي لأبناء بلده.. «القدس العربي» التقت الفنان السوري جلال الطويل الذي يقيم حاليّاً في العاصمة الأردنيّة عمّان وكان معه الحوار التالي..

بدايةً دعنا نتحدّث عن برنامجك التلفزيوني الجديد «العنوان سوريون» الذي تحضّر له حاليّاً..

□ البرنامج مخصّص لتسليط الضّوء على إنجازات السوريّين وإبداعاتهم في جوانب مختلفة، سواء كانو داخل سوريا أو خارجها، نُركّز على الأشخاص العاديّين وليس النّخبة أو المشاهير، وسيعرض في كل حلقة فيلم وثائقي عن أحد الاشخاص المبدعين وإنجازاتهم وقصّة حياتهم ومعاناتهم في دول اللّجوء، وسنعتمد فنيّاً على أنماط الدراما والديكو دراما، لدينا مثلاً حلقة عن اللاجئ السوري رياض الرّاضي الذّي يُحضّر لصنع أكبر قرآن في العالم يبلغ وزنه 33 طنا، ليدخل به موسوعة «غينس» العالميّة.

هل نستطيع أن نعتبر أنّ هذا البرنامج هو رد على حملة «سوريّون بلا عنوان» التي لاقت الكثير من الانتقادات؟

□ بصراحة نعم، عبارة «سوريّون بلا عنوان» التي أطلقتها قناة «أم بي سي»، استفزّتني كثيرا فكيف يكون السوريون بلا عنوان والأبجديّة الأولى في التاريخ خرجت من سوريا، وكان من حقّي أن أردّ بطريقة فنيّة توضح بأنّنا كسوريّين لدينا عناوين كثيرة للإبداع والثقافة والحب، داخل وخارج سوريا، وأنّنا قادرون على إنجاز مشاريع ضخمة ترفع الرأس رغم الحرب وكل الظّروف.

كانت لديك تجربة رمضان الماضي في تقديم برنامج «طباخ روحو» مع السوريين المهجّرين.. وطالتك انتقادات عديدة.. لماذا؟

□ هذا البرنامج وضعني في سباق مع الزّمن صوّرنا 30 حلقة في 17 يوم فقط وهو زمن قياسي، في كل يوم كنّا نصوّر حلقتين في المناطق الحدودية بين سوريا والأردن، عانينا من كثرة الأسفار والتعب، ولكن الحب ولمة الأهل التي شعرنا بها خلال تصويرنا مع العوائل السّوريّة أنستنا المشقّة، ولكون البرنامج يختص بالطّبخ فكان يجب عليّ أن أتعامل فقط مع السّيدات، وكان لدي خجل في البداية بالتّعامل معهن، ومع الوقت حاولت كسر حواجز الخجل، وانتقدوني بأنّي قبّلت يد أكثر من سيدة سوريّة، ولكن عندما تبكي أمامك تلك الأمهات العظيمات اللاتي فقدن أبنائهن وفلذات أكبادهن وبيوتهن لا تستطيع إلّا أن تقبّل جباههن وأيديهنّ..

تصويرك كان في المناطق الحدوديّة مع سوريا.. ماذا شعرت وأنت قريب جدّاً من بلادك ولا تستطيع أن تدخلها؟

- كان إحساساً فظيعاً وحنينا قاسيا يشلع القلب، أن ترى بلادك على بعد بضع الكيلومترات ولا تستطيع الوصول إليها.. ولكن أمل العودة إلى وطني أراه دوماً بعيون العوائل السوريّة التي أنا على تواصل دائم معها، هم يعطونني دوماً القوّة والحب والأمل..

بعد أن أطلّيت كمُقدّم برامج.. هل من الممكن أن تترك مجال التمثيل وتختص بالمجال الإعلامي؟

□ «يضحك».. بصراحة لا أحب مجال الإعلام لأنّه ليس اختصاصي، ولا أريد أن أكون مقدّم برامج، التّمثيل مهنتي الأولى والأحبّ لقلبي، وللأسف ابتعدت عنها لظروف قاسية، ورغم أنّني شاركت خلال الأحداث بفيلمي سينما خارج سوريا ومسلسل مصري، ولكن هذا لم يشبع لدي رغبة التمثيل، واليوم أجد نفسي في الإخراج أكثر.

دعنا نتحدّث قليلاً عن تلك التّجارب التي قدّمتها خارج سوريا مؤخّراً؟

□ قدّمت فيلما باسم «راجعين» تحدّث عن مخيّم الزّعتري للّاجئين السّوريّين، والتّجربة الأهم بالنّسبة لي فيلم «ترانزيت جيم» للمخرجة الإيرانيّة آنا فهر، الذي شارك بخمسة مهرجانات دوليّة، كنت بطل هذا الفيلم مع طفلة فلسطينية، الفيلم يتناول لعبة اللجوء من فلسطين إلى لبنان إلى سوريا.

كذلك شـاركت بالمسلسـل المصري «أبيـض غامق» للمخرجة رولا كيّال، بطولتي أنـا والفـنّانة فرح بسيسو، طرح العمل قضيّة الزواج المبـكّر، ومشاكل النّساء، وتحدّثت بالّلهجة المصرية لأول مرّة.
ولكن رغم ذلك وكما قلت هذه المـشاركات لم تُشبع لدي رغبتي الجارفة في التّمثيل، وفي النّهاية أنا لا أستطيع أن أقدّم شيئا خارج الهم السوري.

أكثر من 25 عملا سوريا عُرضـت خلال موسم رمضان الفائت.. ما رأيك بمستوى تلك الأعمال؟

□ تابعت مقتطفات من تلك الأعمال، بصراحة هناك مستوى سيىء جداً على مستوى الإخراج والتمثيل، أو في المواضيع المطروحة، للأسف الدراما السورية في السّنوات الأخيرة كانت غير حقيقيّة وبعيدة عن الجمهور، فيما عدا مسلسل «قلم حمرة» للكاتبة السّوريّة يم مشهدي الذي كان من أفضل الأعمال السوريّة التي قُدّمت في الفترة الاخيرة.

في رأيك متى تستطيع الدراما السورية أن تنتعش من جديد.. بعد هذا التّراجع المخيف؟

□ ستنتعش عندما تكون صادقة في طرح القضايا، من الممكن أن تكون الدراما لغة تقارب جميلة جدّاً بين المؤيّد والمعارض، شرط أن يكون الصّدق في الطّرح بعيداً عن التسييس دون الإنحياز لطرف معين.

هناك موجة توجّه كثيفة نحو الأعمال العربية المشتركة.. ما رأيك بمستواها وهل من الممكن أن تشارك فيها؟

□ أنا أرى أنّ هذه الأعمال ظهرت بكثافة نتيجة الظرف الحالي والإضطرابات في العالم العربي، والممثل السوري هو الأداة الواضحة في صناعة الدراما العربية المشتركة، ومع قلّة الأعمال وجد الفنان نفسه مضطرّاً لخوض هذه التجارب، رغم أنّ مضمون الدراما السورية كان أعلى من الاستعراض، ولكن في هذه المسلسلات يغلب الاستعراض، فيجد المُشاهد نفسه أمام شاشة بألوان تركية ونمط تركي ولكن بمحتوى سوري عربي، وبالنّسبة لي لا تستهويني هذه النوعية من الأعمال.

أنت من أكثر الفنانين الذين زارو مخيّمات اللاجئين السوريين وقدّموا عروضاً فنيّة هناك..كيف من الممكن أن يكون الفن علاجا نفسيا فعّالا للأطفال الهاربين من الحرب؟

□ درسـت في المـعهد العـالي للفـنون المسـرحيّة في دمشـق «السيـكو دراما» وتخصّصـت فيهــا لمـدّة سنتين، ما يحدث أنّنا نـطرح من خلال العروض المسرحيّة ما مرّ به هؤلاء الأطـفال من مـآس خـلال الحرب، ويكونون هم الأبطال والممثّلون في الوقت نفسه، وهذه الطّريقة تسهم في تفريغ المشاعر السلبية والحزن والخوف على خشبة المسرح، وتُعتبر علاجا فعّالا لهم من الصّدمات النّفسية، وتعطيهم الشعور بالفـرح والثّقـة بالنـّفس والقدرة على الإنجاز والاستمرار.. ولاقت هذه العروض نجاحاً كبيراً في البلدان التي قدّمناها فيها مثل تركيا ومصر وسوريا والأردن ولبنان.

على خطى فلوبير رحلة لكاميرا فؤاد الخوري إلى وادي النيل:

«مسلسل مصري» عين تبصر الماضي بمنطق معاصر

زهرة مرعي - بيروت ـ «القدس العربي»:

تشي عين الكاميرا لدى فؤاد الخوري بأن لخطواته رؤية محددة، وأهدافا لا تنقضي بالفوز بصورة. فصلته بالكاميرا أبعد من كونها مهنة وحسب، بل بينهما سيناريوهات وحكايات تبدأ من جذور متينة، وتبرز شغفاً بما يتشارك به مع الجمهور. بعد مرور مئة وخمسين سنة على رحلة الاستشراق التي قام بها فلوبير إلى مصر، مشى الخوري الدرب عينه.. برفقته كاميرا، ومزودا برغبة في الوصل بين رحلات الاستشراق ومصر الحديثة. وهكذا ولد «مسلسل مصري» بالأبيض والأسود.

سنة 1849 بدأت رحلة مكسيم دو كامب وفلوبير إلى مصر. اصطحب الأول معه كاميرا، وأقنع أكاديمية المعارف في باريس بإرساله في بعثة. وانتدبت وزارة التجارة والصناعة فلوبير في مهمة كتابة انطباعاته عن مصر. ومن فرنسا وفي سنة 1989 ركب فؤاد الخوري الباخرة متوجهاً إلى الإسكندرية، ومنها بدأ بتتبع خطى دو كامب وفلوبير في وادي نهر النيل. وبهذا الصدد يقول: أسفر العمل الذي تمّ انجازه بين 1989 و1990 عن مجموعة من الصور بدأت تدير ظهرها، شيئاً فشيئاً إلى قصة البداية الاستشراقية، وتتحول إلى قصة خيالية شخصية تستند إلى مصر المعاصرة. طُبع العمل عام 1999 في دار نشر Actes Sud فرنسا. توزع الكتاب على أربعة أقسام وخاتمة. الضفة الشرقية للأحياء «المدن». الضفة الغربية للأموات «الهياكل». الغياب «القبور» والتقمص «كوشوك هانم» المرأة التي أحبها فلوبير، وقد ذاع صيتها بعد وصفه لليلة أمضاها معها، في رسالة خطها إلى صديقه لويس بوييّه. 

«مسلسل مصري» مشوق أنجزه فؤاد الخوري عبر الصور، وعرضه في كاليري «تانيت» في بيروت. مجموعة من الصور خزّنتها عين منشغلة بمكونات الجمال في المشهد المنقول، وعين تتبصر الماضي، بمنطق معاصر. في صالة فسيحة انتصبت الطبيعة مع الحياة على ضفة النيل. صور كبيرة، بل هي جداريات، كفيلة برواية ما للمكان من حضارة منغرسة عميقاً في الحضارات القديمة. هو زمن منثور كما العشب، يحتاج لجمع وترميم. تلال رمادية، وما يشبه الأهرامات المتداعية. مساحات ممتدة، تأنس لبعض أشجار متباعدة، صورة تصيدتها، عين الكاميرا، ودبت فيها الحياة بوجود جمل يتفيأ من قيظ الشمس. صور متقنة، مشاهد مختارة بعناية وهدف، نفترض منه أن صاحب المشروع في السير على خطى دوكامب وفلوبير، يرغب التأكيد من جديد على أهمية المكان الحضارية. صورته مشغولة بكل مساحتها بعناصر الغنى. تتبصر في كل جنباتها لتخلص بأن ملتقطها، أراد منها أن يشحننا ذهنياً وبصرياً، بل أن يغذي ذاكرتنا، خاصة في هذا الزمن السلبي في الصور والأفعال.

بالولوج إلى المنطقة الثانية من الصور ـ جميعها بالأبيض والأسود ـ مجموعة كبيرة منها بحجم صغير، تزنر الجدار. صور ميزتها الحياة المزدهرة على ضفتي وادي النيل، وتوزعت بين الأحياء والأموات. وفي الحالتين كانت له خيارات تعكس مناخات الحياة المصرية على مستويات عدة. إنما تميزت من بينها تلك الحياة الشعبية الصادقة والعفوية. منها حياة المقهى، الأسواق، الحنطور، محطة القطار، أم كلثوم بعظمتها، وصورتها تعلو مقهى في الأقصر. للعيش في المقابر حضوره، فهو جزء لصيق من الحياة الشعبية المصرية.

فؤاد الخوري رسم سيناريو لبعض صوره. لم يترك ملهمة فلوبير «كوشوك هانم» بحالها. مددّها على كنبة باسترخاء، وغطى وجهها بمروحة. وبقيت في بالنا اسماً بدون قسمات وجها نتفاعل معه. حاك حديثاً بين فتاة ورجل مصري بجلباب. وكما كانت «كوشوك هانم» ملهمة فلوبير، كان للخوري بطلة لـ»مسلسله المصري». هي المرأة نفسها أضفت حياة بخفر وهدوء على أماكنه الحميمة. وهكذا كانت ملهمته تتسلل إلى التاريخ، وتبث فيه روح الحاضر، بعيداً عن الاستفزاز.

ترافق المعرض مع فيديو، ينقل جزءاً مما عايشه الخوري على امتداد رحلته الاستكشافية لأرض الكنانة. بيعت صوره في هذا المعرض بين 5500 و6000 يورو. 

فؤاد الخوري مواليد سنة 1952 ـ حفيد أول رئيس جمهورية للبنان الراحل بشارة الخوري ـ درس الهندسة في لندن، ثم اختار التصوير مهنة. كانت له عشرات المعارض في الدول العربية وأوروبا. رافق الراحل ياسر عرفات على متن الباخرة التي أقلته من بيروت إلى تونس في صيف سنة 1982. قريباً سيكون معرضه «مسلسل مصري» في Paris Photo.

القدس العربي اللندنية في

06.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)