كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

جيمس بوند ما زال يتصدر جواسيس السينما لكن عدوه الجديد قد يكون الأخطر

عالم مكتظ بالجواسيس

لوس أنجليس: محمد رُضا

 

كاميرتان، واحدة على مقدمة سيارة آستون موديل DB10 والأخرى على مؤخرة سيارة جاغوار (موديلC - X75)، تقومان بالتصوير معا كلتاهما موجهتان ضد الأخرى، وذلك في مشهد مطاردة بين سيارتين سنراه في الفيلم الجديد من سلسلة جيمس بوند وعنوانه «سبكتر».

لا داعي للمخرج سام مندس هنا. لقد ترك المهام لمخرج الوحدة الثانية المكلفة بإخراج مشاهد المطاردة والأكشن غير الفردية (تلك التي لا تحتوي على لقطات أو جهود تمثيل من الممثلين الرئيسيين). لذا، وبينما تقع المطاردة في الشارع المؤدي إلى الفاتيكان في روما، يحصر المخرج مندس ممثليه في ستديوهات باينوود التي طالما استضافت سلسلة جيمس بوند سابقا.

لكن، هذه ليست المرة الأولى التي يتم تصوير مشاهد بوندية في روما. التصوير الذي وقع في أواخر الشهر الماضي بالقرب من الفاتيكان وفي نواحي نهر تيبر كان نوعا من الاحتفاء على مرور 20 سنة على تصوير فيلم آخر من سلسلة بوند في روما. ذلك الفيلم هو «غولدن آي» الذي تولى بطولته بوند آخر هو بيرس بروسنان تحت إدارة المخرج مارتن كامبل.

الفارق، يحلو لي أن أقول، هو أن المطاردة في ذلك الفيلم تمت بين سيارتي آستون وسيارة فيراري ولم تكن الأجهزة التقنية على ما هي عليه الآن من تقدم، ولو أن مشاهد المطاردة كانت جيدة في ذلك الفيلم وعلى النحو المنشود لها.

* اتجاه تقني

«سبكتر» هو الفيلم الرابع والعشرين من السلسلة الأشهر في عالم الجاسوسية. وهو الفيلم الرابع لبوند الجديد كما يقدمه دانيال كريغ والثاني للمخرج سام مندس الذي واجه حب الجمهور لفيلمه السابق «سكايفول» فانطلق مواجهة مهمة مستحيلة: تجاوز ما حققه سابقا من أسباب ذلك النجاح. والأسباب متعددة وكل جانب منها عبارة عن ميدان شاسع مليء بالحسابات والتحديات. هناك ما هو فني وما هو تقني وما هو إنتاجي ثم ما يتعلق بمن يقف خلف الكاميرا من فنيين وما يقف أمامها من ممثلين وما هو درامي أيضا. هذه المرة تعود منظمة «سبكتر» التي قدمتها أفلام جيمس بوند السابقة في الستينات كمنظمة إرهابية تشرف على كل قلاقل العالم إلى الواجهة، في عالم فيه ما يكفيه من قلاقل.

لكن الجاسوسية تختلف اليوم عما كانت عليه بالأمس.

في الواقع لم يعد الأمر يتطلب «سوبرهيرو» بل «سوبرماشين». لن يكن مرغوبا، في كل مرة، الدفع بمتسللين إلى ما وراء خطوط العدو للتنصت والرصد وكتابة التقارير المشفرة. التقنيات الحديثة تقوم بكل ذلك من دون تعريض العنصر البشري للمخاطر.

إنه أسلوب فيلم «محادثة» لفرنسيس فورد كوبولا (1974) الذي بدا آنذاك شططا خياليا: رجل يستطيع أن يتنصت على أحاديث الناس عن بعد بآلة استرقاق سمع وتسجيل لحساب جهاز حكومي، في حين أن الصورة المفضلة لهواة أفلام الجاسوسية كانت أولئك الرجال (غالبا) القادرين على الوصول إلى أدق أسرار المنظمات والدول المعادية متحدين القوى المختلفة والظروف الصعبة، تليها تلك المشاهد التي ينكشف فيها الغطاء عن الجاسوس فيتعرض لمحاولات القتل وللمطاردات وينجو في كل مرة. من قال إن الدنيا تخلو من العجائب؟

من «المحادثة» إلى «سيتيزنفور» (النقد أدناه) حلقة كاملة. فيلم «كوبولا» حذر من الاتجاه التقني الجديد في عمليات التجسس والفيلم التسجيلي للورا بويتراس يخبرنا أن العلوم التقنية تم تجييرها لصالح الدول القادرة على امتلاك كل القدرات لرصد الناس، كل الناس، من دون الحاجة لجهد بدني أو بشري واحد.

* رصدا للكيفية

لكن بوند لا يبدو أنه يستطيع الاتكال كثيرا على هذا النحو من العمليات. لو استطاع لكان معنى ذلك أن يرتاح من عناء عمله ويقبل بوظيفة تبقيه في جوار السيد «م» (يؤديه حاليا راف فاينس) والسكرتيرة مونيبيني (ناوومي هاريس). سيرتاح من عناء المخاطر التي تقوده إلى أكثر من باب يؤدي إلى الموت فيتجنبه في آخر لحظة، ومن تلك الرحلات غير المحمودة العواقب ما بين عواصم ومدن مختلفة (في الفيلم الجديد حضور للمغرب والمكسيك وبريطانيا وإيطاليا). بالتالي، لتغير نظام الاستقبال لدى ملايين الناس التي تود أن ترى جيمس بوند في «الأكشن» وليس وراء المكتب.

بوند، منذ فيلمه الأول، «دكتور نو» (1962)، كان رجل عنف ومجابهات. شيء مثل تطبيق المثل مع بعض التحوير «إن لم تكن بوند أكلتك الذئاب»، والذئاب حينها كانت روسية وصينية ومؤسسات تعمل في السر للتسبب في اندلاع حروب عالمية أو أخرى تريد سرقة مخزون الولايات المتحدة من الذهب الخالص. بوند قدر له، بالاستناد إلى مؤلفه إيان فليمنغ ثم إلى براعة منفذيه جميعا، أن يكون بطل العالم للمهام التي لا يستطيع جاسوس آخر القيام بها الذي قد يستحق نوبل للسلام بحسب عدد المرات التي منع فيها حدوث كوارث عالمية.

لكن، حتى في ذلك الحين لم تكن صورة بوند حقيقية. ليس أن العنصر الخيالي لم يكن مقصودا، بل كان طاغيا، بل من حيث إن ما قام به بوند من مغامرات ليس تماما ما يقوم به الجواسيس. هناك مخاطرات فعلية بالطبع، لكن لا توجد بطولات خارقة مثل السقوط من الطائرة والهبوط على الأرض بسلام من دون مظلة أو مثل تعرضه لهجوم تماسيح تخفق في التهامه أو كغرق سيارته في البحر وتحولها إلى غواصة في الوقت المناسب قبل أن يموت.

جواسيس ما قبل بوند (وما بعده ولو على نحو محدود) تؤمن بدراسة الشخصيات الماثلة وتفضيل الدراما النوعية على الحركة والمغامرة. التشويق المتأتي من مراقبة الوضع أكثر من ذلك الآتي بمساعدة التكنولوجيا داخل الفيلم وخارجه.

ألفرد هيتشكوك أوصل الأفلام الجاسوسية إلى مرتبة عالية من التشويق عندما حقق، على نحو متوال، «الرجل الذي عرف الكثير» (1934)، و«الدرجات الـ39» (1965)، و«عميل سري» (1936)، و«سابوتاج» أو «تخريب» (1936). ثم أكمل أميركيا مع «مشهورة» (1946)، و«شمال، شمالي غرب» (1959).

لكن، حتى هذه الأفلام التشويقية لم تكن رصدا للكيفية التي يعمل بها الجواسيس بقدر ما كانت حبكات تشويقية خالية من عنصر المغالاة في القدرات الإنسانية. في «الرجل الوسيط» لكارول ريد (1953)، ذلك النوع الأهدأ من الرصد لأزمة رجل أجبر على التعاون مع البريطانيين خلال الحرب الآيرلندية الأهلية. وفي «الرجل الذي لم يكن» لرونالد نيم (1956) الذي كان تلميذا لهيتشكوك؛ إذ اشتغل تحت إدارته مصورا في الثلاثينات، حكاية الجاسوس البريطاني الذي نجح في تعطيل آلية الدفاع عن جزر صقلية خلال هجوم الحلفاء سنة 1943.

لن يفيد هنا الإتيان بأمثلة كثيرة؛ إذ إن السينما الجاسوسية تتعدد وتتكاثر في اتجاهاتها وأنواعها وأحجامها. لكن المفاد في هذا الشأن هو أن العدو الجديد لبوند لن يكون في المستقبل مؤسسة سبكتر أو الروس أو الإكوادوريين. في الحقيقة لن يكونوا من البشر بل من تلك التراكمات العلمية والتقنية التي تسارع لأن تحيله على المعاش.

* على غرار بوند

* ككل بضاعة ناجحة هناك مقلدون، وفي الستينات عندما انطلق جيمس بوند أول مرة طغت تسونامي الأفلام الشبيهة جادة وهزلية ولعبت على الاسم والرقم ومنها: «العميل 8 3/4»، و«جيمس تونت»، و«008: العملية: إبادة» و«العميل 077 من الشرق مع غضب»، كما «مافياويان ضد غولدفينغر» و«د. غولدفوت وبيكيني ماشين».

شاشة الناقد

لأجل سنودون أو بسببه

الفيلم: «المواطن 4»

إخراج: لورا بويتراس

النوع: تسجيلي - الولايات المتحدة

تقييم الناقد: (3*) من خمس

* الفيلم الحائز على أوسكار أفضل فيلم تسجيلي قبل أسابيع قليلة، هو ثالث عمل للمخرجة الجيدة لورا بويتراس يتناول الحياة السياسية الأميركية بعد عدوان 2001. الفيلمان السابقان هما «بلدي، بلدي» (2006)، و«العهد» (2010)، وكلاهما يشكلان تمهيدا لهذا العمل الأفضل من سابقيه والأكثر آنية.

بويتراس كانت بدأت التحضير لفيلم حول تصنت أميركا (ممثلة بمؤسسة «وكالة الأمن القومي») وبأجهزة غير حكومية (تعمل بالتنسيق مع وكالة الأمن القومي) على مواطنيها عندما اتصل بها إدوارد سنودون وعرض عليها أن تجري معه مقابلة يكشف فيها أسرار وكالة الأمن القومي الذي كان يعمل موظفا مؤتمنا فيها عارضا الغوص على: كيف تتجسس الوكالة المفترض بها أن تحارب الإرهاب برصد المشتبه بهم على مواطنيها كافة.

المخرجة لم تكن بحاجة لمن يقنعها. هذا موضوع فيلمها أساسا، وهي لاحظت أنها موضع مراقبة. المقابلة التي تتم بينها وبين سنودون في غرفة صغيرة في أحد الفنادق شاركها فيها صحافيان كان لهما أثر كبير في نشر أولى التقارير الكاشفة لنشاط الوكالة هما غلن غرينوولد، والبريطاني أوان ماكاسكيل لكن المعلومات كانت خطرة ودامغة وهي التي دفعت بسنودون إلى البحث عن ملجأ هربا ممن قد يحاول اعتقاله أو إسكاته.

بعد أن تلتقط المخرجة ملاحظاتها حول الموضوع، بما في ذلك تصوير محطة رصد ضخمة قامت «وكالة الأمن القومي» بإنشائها في بعض جبال يوتا تستطيع التنصت على كل من في الأرض وحفظ ملفات بعدد سكان العالم، تركن المخرجة إلى ذلك الجزء الطويل من المقابلة التي تتم داخل الغرفة. على عكس المتوقع، تصور المخرجة المقابلة التي يجريها غرينوولد وماكاسكيل مع سنودون. لا تلقي أي سؤال بل تلتقط الحوار القائم. فوق ذلك تلتقط الذعر الذي كان سنودون يعيشه ويخيم على جو الغرفة. هل هو مراقب؟ هل هناك من يستمع إلى حديثه؟ (يوعز بسحب خط الهاتف من الحائط، لأنه بإمكان تقنية اليوم طلب رقم هاتف أرضي من دون أن يرن الهاتف، لكن عبره يتاح الاستماع إلى كل ما يقال). يقف عند النافذة خلف الستائر ويلقي نظرة على الشارع تحته لعله يلحظ شيئا. سنودون ليس بطلا في هذه اللقطات، بل رجلا يخشى على حياته.

تغذي المخرجة الفيلم أيضا بمشاهد لجلسات محكمة عليا تنظر في القضية وفي نفي ممثلي الكونغرس أن التنصت والرصد المرئي على غير المشتبه بهم (الغالبية) وارد وتحيط بمؤتمرات مناهضة يتحدث فيها البعض عن الموضوع وخطره. لكن يبقى سنودون نجم الفيلم. ذلك الموظف ابن التاسعة والعشرين (حينها) الذي عرض حياته للخطر عندما أدرك أنه لا يستطيع قبول ما يعرفه أو السكوت عنه.

القول بأن هذا فيلم جريء لا يعكس كل الحقيقة. في الأساس هذا فيلم تسجيلي رائع كعمل سينمائي في وقت بات كل من يصور نفسه وأقاربه ويوعز بحركة الجميع تبعا لاحتياجاته، يعتقد أنه يحقق فيلما تسجيليا. هو أيضا فيلم مهم في عصر ابتعدت الحياة فيه عن السلامة وودعت عصورا باهية وأزمنة أفضل.

TOP-10

ول سميث محبوبا

الفيلم الأكثر نجاحا في دولة الإمارات العربية المتحدة هو «كينغسمان» الذي يجمع بين المغامرة والكوميديا و… الجاسوسية. وهو الفيلم الذي يبقى هذا الأسبوع ثانيا في القوائم الأميركية بينما هبط «خمسون ظلا لغراي» من الأولى إلى الرابعة وحل مكانه على القمة فيلم حركة جديد عنوانه «فوكاس» من بطولة ول سميث الذي كان يخشى أن ينضم إلى نادي جوني دب كممثل معروف تتساقط أفلامه.

* الأفلام

1 (3*)(-) Focus (Romantic Comedy): $18.685.137 

2 (3*)(2) Kingsman (Spy): $11.880.077 

3 (3*)(3) The Sponge Bob Movie 2 (Animation): $19.820.212 

4 (2*)(1) Fifty Shades of Grey (Drama): $10.555.195 

5 (1*)(-) The Lazarus Effect (Thriller): $10.203.437 

6 (3*)(4) MaFarland USA (Drama): $7.835.205 

7 (4*)(6) American Sniper (War): $7.394.294 

8 (2*)(5) The DUFF (Comedy): $6.866.102 

9 (2*)(11) Still Alice (drama): $2.694.757 

10 (1*)(7) Hub Tub Time Machine 2 (Comedy): $2.443.538

سنوات السينما: 1947

أوسكار العام

نسدل الستار على عام 1947 بذكر أن جوائز الأوسكار لذلك العام (أقيمت في 13 مارس/ آذار)، شهدت منافسة ساخنة بين 5 أفلام ومخرجيها وهي «إنها حياة ممتعة» لفرانك كابرا، و«لقاء قصير» لديفيد لين، و«القتلة» لروبرت سيودماك، و«الحولي» لكلارنس براون، و«أفضل سنوات حياتنا» لويليام وايلر. والأخير هو الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم وأفضل إخراج. في حين فاز فردريك مارش بأوسكار أفضل ممثل عن دوره في ذلك الفيلم. أما أوسكار أفضل ممثلة فذهبت إلى أوليفيا دي هافيلاند عن دورها «لكل نفسه».

المشهد

لؤلؤة المهرجانات

* كل شيء هادئ على الجبهة الغربية بعد موسم المهرجانات والجوائز باستثناء أن النشاط السينمائي لا يهدأ كل ما في الأمر أن أحدا لم يعد يلهث وراء متابعة مصير الأفلام المتنافسة على جوائز العام التي بدأت بالغولدن غلوبس وانتهت (تقريبا) بالأوسكار

* يكتب أحد الزملاء المداومين الذين اشتغلوا في إخراج الأفلام التسجيلية سابقا أنه لا يفهم السبب الذي من أجله سرت «حمى الأوسكار» على النحو الذي وقع في الأسابيع والأشهر السابقة وهو بذلك يدين (من دون أن يستخدم الكلمة) ذلك الاهتمام ويضيف عليه أن ما شاهده من أفلام رشحت للجوائز الذهب لم تكن في رأيه تستحق

* وجهة نظره تحمل صوابا بلا ريب هناك الكثير مما سعى إليه الإعلام الدولي لنشره وتداوله ربما لو جمعنا كل ما كتب عن هذه الدورة من سباق الأوسكار في كتاب لوصل عدد صفحاته إلى ألف لكن المسألة معقدة بعض الشيء: الجمهور يريد المعرفة وعلى الصحف والمواقع الإعلامية أو المتخصصة أن تلبي الجمهور المهتم يشكل حول العالم الغالبية بين فئات الجماهير كل صحيفة أو مجلة أو موقع يود تأمين الإقبال على مواده في شتى الشؤون الحياتية بالتالي ليس هناك من سبب لعدم انغماس الإعلام برصد المناسبات التي أدت إلى الجوائز والرابح ثلاثي الأبعاد: الإعلام والجمهور والجمعيات التي توزع الجوائز وفي مقدمتها جائزة الأوسكار

* وكما ذكرنا الحديث عن الجوائز ينتهي (ولو أن بعض المقالات الأجنبية طرحت، من الآن السؤال حول ماهية الأفلام التي ستدخل عرين الجوائز في العام المقبل!) لكن النشاط السينمائي يستمر

* هناك مهرجانات مغربية وتونسية مقبلة مهرجان قمرة القطري في الأسبوع المقبل مهرجان ترايبيكا يعلن قائمة أفلامه وهناك مهرجانات فنلندية وفرنسية وتركية ولاتينية وشرق آسيوية كثيرة مقبلة في الواقع لو صرف الناقد كل أيامه منتقلا من مهرجان لمهرجان لما عرف النوم في سريره الخاص ليلة واحدة من أيام السنة

* كل ذلك قبل أن يصل موعد الحدث الأكبر في هذا المجال وهو مهرجان «كان» السينمائي الذي سيعلن برنامجه في منتصف الشهر المقبل وهو المحطة الكبيرة الثانية (بعد برلين) في عالم السينما كل سنة ومستهل موسم الصيف من المهرجانات المرموقة مثل كارلوفي فاري ولوكارنو قبل الوصول إلى المحطة الكبرى الثالثة وهي مهرجان فنيسيا الكامن في مطلع الخريف

* يبدو الأمر مثيرا للشفقة بعض الشيء تصور أن عليك أن تحسب الأيام بناء على روزنامة المهرجانات لكن إذا ما كانت السينما هي شغف الحياة لديك فإن كل التعب يتلاشى والأمل بأنك تستطيع يوما حضور 24 مهرجانا أو أكثر في السنة الواحدة يبدو لك مثل لؤلؤة نادرة تنتظر من يقتنصها.

الشرق الأوسط في

05.03.2015

 
 

أول «أوسكار» لها كأفضل ممثلة في «تبقى أليس»

جوليان مور: الكتابة الأدبية عمل فرديّ والتمثيل مُحتاج إلى تعاون جماعي

نديم جرجوره

«من بين ممثلات هوليوود، هي بالتأكيد أكثرهنّ لغزاً، وأكثرهنّ موهبة أيضاً». هكذا يصف الصحافي الفرنسي فابريس روسّولو الممثلة الأميركية جوليان مور، في مقالته المنشورة في الصحيفة الفرنسية اليومية «ليبراسيون»، بتاريخ 4 حزيران 2011. وصفٌ يكاد يكون الأنسب لشخصية سينمائية تمتدّ حكايتها مع الشاشة الكبيرة على مدى ربع قرن. ابنة قاضٍ عسكري (الكولونيل بيتر مور سميث) وطبيبة نفسية (آن، المهاجرة الاسكتلندية)، تمتلك خصوصية أن تكون نجمة من دون استعراضات باهتة، وأن تكون ممثلة من دون تخبّط في عشوائية الاختيار أو في متاهة العمل، وأن تكون امرأة من دون أن تفقد رونق سحر غامض يظهر في عينيها، فتنكشف الحكاية على غنّى إنسانيّ يتفوّق، أحياناً، على مهنية التمثيل. في أحد تعليقاتها الصحافية، تقول: «أنا لستُ مشهورةً. أنا ممثلة بكل بساطة». تبتعد عن المجلات الفنية وصحافة الـ «باباراتزي»، لأنها مقتنعة بلا جدوى الغرق في تلك المتاهة المُتعِبة: «ماذا تريد أن يروي هؤلاء عنّي؟ أنا متزوّجة الرجل نفسه منذ نحو 18 عاماً، ولديّ ولدان. هذا كل شيء». (زوجها هو المخرج بارت فروندليتش، ولها منه صبي يُدعى كاليب في الـ 17 من عمره، وصبيّة اسمها ليف هلن في الـ 13 من عمرها).

شخصيات متنوّعة

الممثلة الأكثر لغزاً وموهبة تظلّ على مسافة من جوائز «أوسكار» الهوليوودية، على مدى ربع قرن ينتهي، ليلة 22 شباط 2015، بانتزاعها جائزة أفضل ممثلة، عن دورها في «تبقى أليس» لريتشارد غلاتزر وواش ويستمورلاند: أستاذة جامعية تُدرّس مادة الألسنية، وأم لـ 3 أولاد تعيش معهم حياة عائلية طبيعية وعادية وهادئة. لكن، هناك أمرٌ غريبٌ يحدث معها. هناك نسيان يُصيبها، وشيء يُشبه فقدان ذاكرة. كلمات عديدة تفلت منها، وأحداث متنوّعة لم تعد تعرفها. شيءٌ يُشبه الانفصال عن الواقع. إنه مرض «ألزهايمر». كيف يُمكن لأليس هاولاند أن تعيش مُصابة بهذا المرض، هي المتمسّكة بمهنة أكاديمية ثابتة وناجحة، والمشرفة على تربية عائلة متماسكة وجميلة؟ «إنه الانفصال عن الواقع». هذا يعني بداية انهيار. عالمٌ كاملٌ من حولها يتداعى، وجوليان مور تأخذ أليس إلى العوالم الداخلية للألم والتوتر والتقوقع، وإلى مخابئ نَفْس تعاني وتقلق وتغيب في دهاليز المرض.

لن تكون شخصية أليس هاولاند أفضل أدوار جوليان مور، المولودة في مدينة «فايّتفيل» في ولاية «كارولينا الشمالية»، في 3 كانون الأول 1960. كثيرون يتذكّرونها في الأجمل منه، والأعمق درامياً، والأوسع التباساً، والأعقد تركيبة نفسية واجتماعية. لن تكون أليس استثناءً، مع أنها تُرافق جوليان مور في حفلة «أوسكار»، وتصعد معها على خشبة «مسرح دولبي» في لوس أنجلوس، وترفع وإياها ذاك التمثال المذهَّب. فاستعادة تاريخ من الأدوار والشخصيات والمضامين الدرامية كفيلةٌ بالتوقّف عند عناوين لا تُنسى: المزاجية المجنونة في «ليبوفسكي الكبير» (1998) للأخوين جويل وإيثان كوين، ممثلة أفلام الـ «بورنو» المدمنة على المخدرات في «ليالي الرقص» (1997) لبول توماس أندرسن (تتعاون معه مجدّداً في العام 1999، في رائعته «مانغوليا»)، العاشقة الساحرة والمرتعدة أمام صديقها المثليّ الجنس في «رجل أعزب» (2009) لتوم فورد. هذه أمثلة. كلارينس ستارلينغ، المحقّقة في «المكتب الفيدرالي للتحقيقات (أف. بي. آي.)»، تطارد الدكتور هانيبال ليكتر (أنتوني هوبكينز) آكل لحوم البشر، في «هانيبال» (2001) لريدلي سكوت. أليس فابيان، إحدى الشخصيات الكثيرة والمتعدّدة للمغني الأميركي بوب ديلان، في «أنا لست هناك» (2007) لتود هاينس. لورا براون في «الساعات» (2002) لستيفن دالدري، تلك المرأة العاكسة شيئاً من تناقض الحياة في أميركا الخمسينيات. أو زوجة الطبيب في «عمى» (2008) للبرازيلي فرناندو ميريلّيس، المقتبس عن رواية بالعنوان نفسه للبرتغالي خوسيه ساراماغو. أما «عمى»، فلن يكون الفيلم الوحيد لها المقتبس عن نصّ أدبي: فـ «الساعات» (2002)، الذي يروي 3 حكايات عن 3 نساء في أزمنة مختلفة لكن أقدارهنّ شبه متقاربة، وتفاصيل عيشهنّ متوازية في سرد مقتطفات من الذاتيّ والعام عن أحوال وحالات ـ إلى جانب شخصيتي الكاتبة الإنكليزية فيرجينيا وولف (نيكول كيدمان) بداية القرن الـ 20، وكلاريسا فوغان (ميريل ستريب) في بداية القرن الـ 21 ـ مأخوذٌ من كتاب بالعنوان نفسه للأميركي مايكل كوننغهام. و «هانيبال» بدوره مقتبس من رواية بالعنوان نفسه للأميركي توماس هارّيس.

قصّة

«لكي أكون صادقة، لم أفكّر بالضرورة في أن أصنع مساراً مهنياً. المسرح والسينما، هذا كلّه موجود لمجرّد استمراري في عالم المتخيّل الذي أوجدتُه عبر الكتب. اليوم أيضاً، ما يثير اهتمامي في فيلم ما، كامنٌ في القصّة التي يرويها. الدور هو أقلّ أهمية من السرد الحكائي الموضوع في مكانه. هكذا أيضاً نُنظّم حياتنا: عبر قصّة ذات بداية ونهاية» («ليبراسيون»، 4 حزيران 2011). تقول جوليان مور كلاماً كهذا، انطلاقاً من رغبة عميقة في ذاتها تأخذها إلى رحاب الأدب. تقول في حوار منشور في مجلة «باراد» (2007): «منذ مراهقتي، أعشق الكتابة كثيراً. أرغب في أن أبدأ مساراً أدبياً في حياتي. هذا تمنّ عزيز جداً على قلبي». برأيها، الكتابة «نشاطٌ يُمكن للمرء أن يُمارسه وحده، من دون أي تدخل خارجي. وهذا على نقيض مهنة التمثيل، التي لا يُمكن أن تتحقّق من دون تعاون جماعي». الكتابة؟ في تشرين الأول 2007، تُصدر جوليان مور أول كتاب لها مخصّص بالأطفال: Freckleface Strawberry. كتاب يرسم وقائع عيش في ظلّ «تهديد» خارجيّ للمرء. فالفتاة الصغيرة، ذات الشعر الأحمر، تعاند قدرها، وتواجه زملاء المدرسة الذين يسخرون من لون شعرها وجسمها. الترجمة الحرفية لعنوان الكتاب هي: «وجه منمّش كالفريز». ترجمة تنتقص من المعنى الحقيقي للعنوان الإنكليزي الفاقع في سخريته. لكن جوليان مور تقول إن هذا التعبير يُساق إليها عندما كانت في الـ 7 من عمرها: «في هذا العــمر نفسه، يبدأ ابني بالقول إن لون شعره لا يُعجــبه. لهـذا، أكتــبُ من أجله، وأروي له حكايتي. أُخبره الحقيقة. أقول له إن التعليقات الساخرة كلّها لا تنتهي بالضرورة عنــدما نكــبر، لكننا لا نعيرها أدنى اهتمام لأن لدينا اهتمامات أخــرى. لأن هناك أموراً أهمّ في الحياة». لم تكتف مور بكتاب واحد. ألحقته باثنين آخرين، والأخير بعــنوان «أفضــل صديق لي إلى الأبد»، يتحــوّل إلى عــمل مســرحيّ مُقــدَّم في «بــرودواي».

الكتابة؟ فعلٌ ذاتيّ محض، وتماهٍ مع النفس، وعزلة تنفتح على آفاق أرحب وأوسع. أما التمثيل، فكتابة من نوع آخر، قد لا تستسيغه جوليان مور كثيراً، مع أنها بارعةٌ فيه إلى أبعد حدّ ممكن. هي ترغب في كتابة أدبية، وتمثّل على الشاشتين الكبــــيرة والصغيرة. لكنها ناشطة أيضاً في مجالات عديدة. تتأسّف على خوض الولايات المتحدة الأميركية حروباً في جبــهات عديدة: «أحياناً، نقول إنه بات لزاماً علينا إعادة التفــكير في برمجــة عملــية التجنيد العسكري، كي يُدرك الجميع أن هنـاك شباناً يموتون كل يوم»، مضيفة: «بالله عليكم، ما الذي نفعله؟».

بطاقة «تبقى أليس»

حكاية الفيلم:

أليس هاولاند امرأة متزوّجة وسعيدة وأم لـ 3 أولاد كبار، بالإضافة إلى كونها أستاذة مشهورة في علم الألسنية. لكن، عندما تبدأ نسيان كلماتها ويتمّ تشخيص العلامات الأولى لإصابتها بمرض ألزهايمر، تُفرض على العلاقات القائمة بينها وبين عائلتها تحدّيات قاسية. معركتها من أجل أن تبقى هي نفسها تُعتبر مصدر وحي رائع.

إخراج وكتابة: ريتشارد غلاتزر وواش ويستمورلاند، وهو مقتبس عن رواية ليزا جينوفا.

تمثيل: جوليان مور وألك بالدوين وكريستن ستيوارت وكايت بوسوورث.

تصوير: دوني لونوار.

مونتاج: نيكولا شودوج.

موسيقى: إيلان أشكيري.

إنتاج: «استديو بي. أس. أم.»، وباكآب ميديا»، و»بيغ أندي بيكتشرز».

الميزانية: 5 ملايين دولار أميركي.

الإيرادات الأميركية بين 16 كانون الثاني و2 آذار 2015: 12 مليون و262 ألف دولار أميركي.

السفير اللبنانية في

05.03.2015

 
 

فيلم 'الهروب من دمشق' لا يمنع اللاجئين من الموت

العرب/ وجيهة عبدالرحمن

فيلم قصير يقوم بتغطية الحرب والضحايا التي تقع يوميا في سوريا الجريحة، كما يسلط الضوء على الحاجز العاطفي.

كنت أعرف رمضان علي قبل مغادرته مدينة القامشلي، حينما كان شابا صغيرا، لكنّني عرفت منذ لحظة التقائي به أنّ له عالمه الخاص، حديقته السرية التي يحاول قدر الإمكان الحفاظ على نقائها، بالرغم من ظروف البيت الذي كان يعيش فيه، بين رفض لفنه ورغبة في أن يمتهن مهنة ما، ليساهم في إعالة الأسرة الكبيرة، طالما أنه لم يقدر على إتمام دراسته، كنت أشجعه، وكان سعيدا بهذا التشجيع.

رمضان علي ممثل مسرحي سوري ساهم بجدارة في تنشيط المسرح بمدينة القامشلي، هذا لا يعني أنه كان الوحيد، ففي الفيلم القصير “الهروب من دمشق” يشاركه شابان سوريان، إنّهما مسرحيا القامشلي اللذان جعلا من مدينة القامشلي مدينة تحصد جوائز المسرح، بالرغم من بعدها عن جسد العاصمة وعن مراكز وقصور صنّاع القرار.

بعد رحيلهم عن سوريا لم يكتفوا بالحصول على الإقامة الأوروبية في ألمانيا، بل تجاوزوا ذلك إلى إتقان اللغة، لتبدأ بعد ذلك ومن خلالها رحلة البحث عن الذات بخلاف الكثيرين من أمثالهم، الذين امتصت أذهانهم شاشات الكمبيوتر وشبكة الإنترنت، واعتمدوا بكسلهم على التواكل.

أعرف المزيد عن رمضان علي بخلاف ريزان فرمان وهفال عثمان، أعرف عنه أيضا أنه قبل فترة قصيرة، كانت ألمانيا قد ضمته إلى موسوعة المتميزين الذين يجيدون أكثر من لغة. نعم شاب كردي سوري، عمل طوال سنوات في الظل، والآن بات يمثل تلك الدولة التي لم تحتفظ في ذاكرتها به كممثل مسرحي، أو على أقل تقدير شاب موهوب يحتاج إلى الدعم.

هناك في أوروبا حيث هناء عيشهم لم يبتعدوا بأرواحهم عن الحرب الدائرة في سوريا، ومعاناة الشعب السوري، فقد ظلت القضية السورية على الدوام ديدنهم، لذا حاولوا من خلال مهنتهم كممثلي مسرح عرض المعاناة السورية.

وفي المقابل عرضوا هذه المرة قصتهم من خلال فيلم قصير، أو ربما هي قصة كل الشباب السوري الذي أدار ظهره للبلاد التي لم تحفظ ماء وجهه. “الهروب من دمشق” فيلم قصير (14 دقيقة) من إخراج لورينز بيل وروبن ويلاند، يقوم بتغطية الحرب والضحايا التي تقع يوميا في سوريا الجريحة.

والفيلم يواجه المشاهد بالأزمة السورية بطريقة جديدة، ويسلط الضوء على الحاجز العاطفي، حيث تدور القصة حول شقيقين، أجبرتهما الحرب على الهروب، حيث يقتل الشقيق الأكبر بين أحضان الشقيق الأصغر، بينما كانا في طريق اللجوء، ويتم تشخيص الحالة العاطفية بينهما.

تلك الحالة التي لا نراها في نشرات الأخبار والصحف، الحالة التي تمثل الآلاف من اللاجئين الذين يفرون من منازلهم في السنوات الأخيرة. والجدير بالذكر أن ثلاثة من الممثلين فروا من دمشق، ولقوا مصيرا مماثلا كما سرد الفيلم.

شارك الفيلم في مهرجان هوف الدولي السينمائي 2014، وسيتم عرضه مستقبلا بعدة عواصم في العالم منها برلين، باريس، طوكيو، فيينا وبيروت.

العرب اللندنية في

05.03.2015

 
 

نجم جديد يسطع بمهرجان سان سيباستيان في دورته 62

فوز المخرج الإسباني كارلوس برموت بالقوقعة الذهبية و جائزة أحسن إخراج

خالد الكطابي* ثقافة وفنون

فاز فيلم"ماجيكل غيرل" أي" الفتاة السحرية "للمخرج الإسباني كارلوس بورموت بالقوقعة الذهبية لمهرجان سان سيباستيان في دورته 62 ويحكي الشريط قصة أليسيا، وهي فتاة مريضة تحلم باللباس السحري ليوكيكو فتاة  المسلسل الياباني . ووالدها لويس،  الذي سوف يفعل كل ما في وسعه لتحقيق حلم ابنته .وباربرا،  شابة مثيرة تعاني  من اضطرابات عقلية وداميان،  أستاذ متقاعد كل أسير لماضيه العاصف . ونتيجة علاقة بين لويس و باربارا  المتزوجة التي سيحكمها الابتزاز.. إنه سؤال  الغريزة والعقل يناقشه الفيلم في صراع مأساوي.

و نجح برموث بأسلوبه الغامض و دهاء فني في التطرق و تعميق  النقاش للعبة السلطة والهيمنة  و تمكن من الاستحواذ على انتباه المشاهدين حتى  نهاية الفيلم.

كما حصل الفيلم  نفسه على جائزة  القوقعة الفضية لأحسن إخراج و أحسن تصوير سينمائي 
وهذه هي المرة الثانية في تاريخ المهرجان التي يفوز فيها فيلم بأهم جائزتين إذ نادرا ما يتحقق ذلك 

ومنذ سنة   1997 التي عرفت جمع الجائزتين من طرف المخرج الفرنسي كلود شابرول عن فيلمه "rien no va plus".

واعتبر رئيس لجنة التحكيم  فرناندو بوفايرا أنه تم  تتويج الفيلم  "لكونه يوقظ الشغف منذ اللقحظات الأولى وأن كارلوس فرموث "سينمائي  له صوت خاص ، يبدع للعالم ومن أجل العالم".
ويعد فيلم  " الفتاة السحرية" ،ذو تكلفة إنتاجية ضئيلة بالمقارنة مع الأفلام المشاركة،ثاني فيلم طويل لفرموث  ذي 34 ربيعا ،بعد فيلمه "دياموند فلاش"  الذي عرف انتشارا واسعا بشبكة الأنترنيت في الوقت الذي لم يتم برمجته في القاعات السينمائية لأنه لم يجد من يتكلف بإنتاجه  .

وقال  كارلوس عند تسلمه للجائزتين "أحب الشخصيات أكثر من إطارات التصوير و الجائزة أخذت بدورها شكل شخصية "و أشار على أن"السينما  سفر لا يمكن أن تفعله وحدك"
وعادت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الفرنسي" حياة برية" للمخرج سيدريك كاهن ويروي على قصة فيليب فورنييه، الرجل الذي قررأن يعيش مع طفليه  في الظل حتى  لا تتمكن الشرطة من  إعادتهم إلى والدتهما بعد أن حصلت  على  إذن كفالتهما....

ونالت   القوقعة الفضية لأفضل دور نسائي الممثلة  الدانماركية بابريكا ستين  عن أدائها  في فيلم  "قلب صامت "، وهودراما حميمية. تحكي التقاء ثلاثة أجيال في  عطلة نهاية الاسبوع . قبلت الأختان ساني و هيديدي رغبة  والدتهما ،المريضىة الميؤوس من شفائها،  أن تضع  حدا لحياتها  قبل أن تزداد حالتها سؤا. ولكن مع مرور عطلة نهاية الأسبوع، يصبح قرار الأم صعبا  وتزداد  حدة السرد مع بروز الصراعات القديمة التي بدأت تطفوعلى السطح من جديد . و مخرج فيلم " قلب صامت"  الدنماركي بيل أوغيست ، سبق له أن فاز بجائزة اوسكار ومرتين اثنين توج  بالسعفة  الذهبية  بمهرجان كان.

أما جائزة  القوقعة الفضية لأحسن ممثل كانت من نصيب الإسباني خافيير غوتييريث عن دوره في فيلم"لا إيسلا مينيما"   لمخرجه ألبرتو رودريغيث  ويروي الفيلم قصة  رجلي  شرطة، لهما توجهات مختلفه، يتم توبيخهما ومعاقبتهما بنقلهما  إلى قرية نائية  للتحقيق في اختفاء مراهقين. هناك سيواجهون قاتل وحشي في مجتمع يعيش  على الماضي. كما حظي مدير تصوير نفس الفيلم أليكس الكاتالوني بجائزة لجنة التحكيم لافضل تصوير .

وتنويه خاص   للمخرج ماتياس لوكتشيسي عن فيلم "علوم طبيعية"،عرض في قسم الجيل بمهرجان برلين السينمائي وحصل على جائزة أفضل  فيلم بمهرجان السينما الأمريكية اللاتينية  بمدينة غوادالاخارا، العمل الأول لماتياس يدور حول  شخصية رئيسية وهي طفلة، على وشك أن تصيرامرأة تشعر بالحاجة لاكتشاف هويتها  الحقيقية. فهي لا تعرف من هو والدها وتقرر البحث   للعثور عليه...

كما تم التنويه بفيلم " الناس الطيبون" لفرانكو لويي فبعد  تتويج أفلامه القصيرة  في مختلف المهرجانات، لاقى عمله الأول اهتمام نقديا  إثر تقديمه في أسبوع النقاد بمهرجان كان. ويحكي  قصة الطفل إيريك ذي عشرة سنوات ،يجد نفسه  بين عشية وضحاها، يعيش مع والده غابرييل، الذي  لم يتعرف عليه من قبل و تقوم  ماريا إيزابيل، مشغلة غابرييل ،  بمساعدتهم وتدعوهم لقضاء عيد الميلاد معها  في منزلها. ولكنها ليست قادرة على تصور عواقب الاعتناء بطفل.....

وفي منافسة إيريثار لسينما الباسك كانت الجائزة من نصيب فيلم "المفاوض"لبورخا كوبياغا عمل  بورخا الجديد  من بطولة مانو أرانغورين، وهو سياسي باسكي  يقوم بدور محاورالحكومة الاسبانية في المفاوضات مع ايتا. فبعيدا عن كونه عمل رسمي ومحسوب، سرعان ما سيرى أن الصدف و الأخطاء و سؤ الفهم ستشكل علامات  تطبع الحواربين الطرفين .

أما مسابقة نظرة أخرى التي تنظمها القناة الأولى الإسبانية فقد عرفت تألق فيلم "فرقة بنات" لسيلين سياما الذي سبق أن عرضته ضمن عرض  أسبوعي المخرجين بمهرجان كان. فماريان مضطهدة من قبل أسرتها، ومسار دراستها   يؤدي إلى طريق مسدود والقانون الذكوري السائد في الحي، لكنها ستعرف  حياة جديدة عندما تلتقي بثلاث فتيات  منفتحات . تغير اسمها، وطريقة اللباس وتترك المدرسة لتصبح عضوا في الفرقة، على أمل أن يكون هذا هو الطريق الى الحرية.....

كما تم التنويه بفيلم ،" طلاق فيفيان أمسالام "لروني الكاباتز و شلومي الكاباتز يتناول الفيلم ،تم تقديمه  في أسبوعي المخرجين  في مهرجان كان،موضوع  الزواج المدني الغير المعترف به في دولة الاحتلال. لأن ذلك من اختصاص  القانون الديني ، الذي ينص على أن للزوج فقط حق منح الطلاق. فالفيلم الذي يحكي نضال امرأة واحدة للحصول على ما اعتبرته حقها المشروع...

وترأس لجنة التحكيم الرسمية لهذه الدورة المخرج الإسباني فرناندو بوبايرا و عضوية كل من الممثل فلاد إيفانوف و المخرج السينغافوري إريك خوو والممثلة الألمانية ناستاسخا كينسكي والكاتبة و المخرجة الإيرانية  مرجان ستربي و مدير التصوير الألماني رينولد فورشنايدر والمخرجة ماريانا روندون الفائزة بالجائزة الكبرى للدورة السابقة بالإضافة  إلى العضوية الشرفية للمخرج أوليك سينتسوف الذي كان معتقلا في روسيا  إثر أزمة شبه جزيرة القرم.

و دخل المنافسة 17 فيلما و ضمت "هواء طلق "للمخرجة الأرجينتينية  أنائي بيرنيري و"أوطوماطا"لكابي إيبانييز و هو إنتاج إسباني بلغاري ، "كازانوفا فارياشنز" لميكاييل ستيرمينغر  إنتاج فرنسي ألماني نمساوي و الفيلم الأمريكي "دو دروب "لميكاييل روسكام و الفيلم الفرنسي "إيدن" للمخرجة  لميا هانسن  ، الفيلم السويدي الدانماركي  "فرصة ثانية "للمخرجة سوزان بيير و الفيلم الكندي "فيلكس و مايرا "لماكسيم جيرو و الفيلم الكوري الجنوبي "هايمو" لشيم  سانغ بو و الفيلم الإسباني "لا إيسلا مينما "للمخرج ألبرتو رودريغيز وفيلم " أزهار" لمخرجيه  الإسبانيين جون كارانيو وخوسي ماري كويناغا و الفيلم الفرنسي "صديقة جديدة "لفرانسوا أزون  ، الفيلم الألماني"  فونيكس "لكريستيان بيتزلود و" قلب صامت" لبيل أوغيست ، فيلم   "تيغرس "  للمخرج البوسني دانيس تاوفيك ذي الإنتاج الهندي الفرنسي و الإنجليزي، الفيلم الفرنسي" حياة برية" للمخرج سيدريك كاهن ،"ماجيكل غيرل"لكارلوس بورموت ،"لا فوث إين أوف"لكريستيان خيمينيث و هو إنتاج كندي شيلي و خارج المسابقة تمت برمجة الفيلمين الإسبانيين "موريرون إنسيما دي سوس بوسيبيليدادس" لإيساكي لاكويستا و "لاسا وسابالا" للمخرج بابلو مالو الذي خلق ردود  فعل  متبايبة و تباين في وجهات النظر لمعالجته قضية الباسك التي تحظى بحساسية كبيرة.

وتم افتتاح المهرجان بفيلم "المعادل "بحضور بطله  الذي تم تكريمه و منحه جائزة دونستيا اعترافا بمساره الفني الهائل

دنزل واشنطن ذي 60سنة قال "إن الله منحه موهبة الوقوف أمام الكاميرا" و أضاف "إنني رجل عادي لكن أعمالي استثنائية ".كما تم أيضا تكريم البورتوريكي بينيسيو ديل طورو   الذي اعتبر أن "الجهد  الذي بذلته  جلبني  مرة أخرى إلى  مهرجان  ،لتسلم الجائزة ،حيث  أشعر  وكأنني  في وطني " و أكد  أن "تجرأ للوقوف أمام  الكاميرا إنه شيء معقد"...

وفي معرض  حديثه عن الدورة اعتبر مدير  المهرجان خوسي لويس ريبوردينوس  أنها ناجحة بكل المقاييس وأن  المسابقة الرسمية كانت الأفضل من الدورات  الأربع السابقة  و أننا قمنا بتوزيع 1300 اعتماد مقابل500بالدورة السابقة .و حظي المهرجان بمتابعة أكثر من 165 ألف  مشاهدا  و هو رقم قياسي بعدد سكان مدينة سان سيباستيان التي يبلغ186 ألف  نسمة حسب إحصاء2013 مما يجعله ضمن لائحة المهرجانات التي تحظى بأكبر عدد من المتابعين .

* كاتب صحافي

بيان اليوم المغربية في

05.03.2015

 
 

فينا توريس والسينما النسوية

ناصر ونوس

قليل ما تجد امرأة تتخذ من الإخراج السينمائي مهنة لها. لكأن هذه المهنة مقتصرة على الرجال. مع ذلك، هناك استثناءات دوماً. فينا توريس Fina Torres واحدة من هذه الاستثناءات. مخرجة وكاتبة ومنتجة سينمائية فنزويلية الأصل، رغم قلة المخرجين الفنزويليين قياساً بأقرانهم من بقية دول أمريكا اللاتينية المجاورة، تعيش متنقلة بين الولايات المتحدة والمكسيك. قائمة أفلامها ليست طويلة، فهي لم تتجاوز الخمسة أفلام حتى الآن، إضافة إلى فيلم تلفزيوني. لكنها نالت اثنتا عشرة جائزة على إخراج وكتابة وإنتاج فيلمها الروائي الأول “أوريانا”، أهمها جائزة الكاميرا الذهبية لمهرجان “كان”. وأفلام توريس تدور في معظمها حول النساء والقضايا المتعلقة بهم.

ولدت فينا توريس في التاسع من تشرين الأول/ أوكتوبر عام 1951 في العاصمة الفنزويلية كاراكاس. درست التصميم والتصوير والصحافة قبل أن تنتقل إلى باريس لدراسة السينما. بعد تخرجها عملت كمونتيرة ومصورة ومشرفة على النصوص لدى إحدى شركات الإنتاج السينمائية. بدأت بإخراج الأفلام القصيرة والوثائقية، إلى أن أخرجت فيلمها الروائي الأول “أوريانا Oriana ” عام (1985). وهو يتحدث عن ماريا (لعبتها دانييلا سيلفيرو)، المرأة الفنزويلة التي

تعيش في فرنسا وتتلقى رسالة تفيد بأن عمتها أوريانا (دوريس ويليس) قد توفيت تاركة لها مزرعة في إحدى مناطق فنزويلا النائية، حيث قضت ماريا بضعة أيام جميلة في مستهل صباها. فتناقش ماريا مع زوجها مسألة بيع المزرعة، بل ويجدان المشتري، ويسافران إلى فنزويلا، وعندما يصلان إلى المزرعة يجدان بيتاً قديماً مغبرّاً وسط غابة استوائية عند شاطئ البحر. تتجول ماريا في أنحائه مستعيدة ذكريات الأيام التي قضتها بين أرجائه. تفتش في أوراق ومقتنيات عمتها فتكتشف جوانب من حياتها. ومن خلال اللقطات والمشاهد الاستعادية (فلاش باك) يظهر لنا الفيلم ماريا التي تحاول فهم الجو الهادئ والغريب الذي يحيط في المكان والسبب الذي جعل عمتها أوريانا متمسكة به ولا تغادره. إنها تستعيد صورة عمتها الشابة، ووالدها القاسي الطبع، وحبها الأول. تستعيد جوانب من سيرة حياة عمتها، وتحديداً الجوانب المريرة في تلك السيرة، مثل علاقتها مع والدها الذي كان يعاملها بقسوة، ووحدتها في هذه المزرعة النائية والمعزولة عن المجتمع. تربط ماريا الوقائع والشخصيات والأحداث ببعضها وتخرج بصورة جميلة وأليفة للمزرعة والبيت والمحيط العام، فتقرر عدم بيعه. وهو القرار الذي يظهر في المشهد الختامي والجملة الختامية للفيلم، عندما تخرج من البيت باتجاه زوجها الذي ينتظرها في الحديقة لتقول له: “هذا البيت لم يعد للبيع”. جمالياً ينتمي هذا الفيلم بامتياز إلى ما يسمى بـ “السينما الشعرية”، تجلى ذلك في بلاغة الصورة السينمائية، والمشاهد الاستعادية المبنية على تأملات الشخصية الرئيسية في ماضيها وماضي عمتها، تلك التأملات التي تستثيرها عملية البحث في الأشياء والمقتنيات وغرف البيت وزواياه. كما تتجلى في علاقتها مع تلك الأشياء وكيف تستكشفها، تلمسها، وتقلّبها، وحتى تشمها، كما تتجلى في الحوارات القصيرة والهادئة، وغلبة لغة الصورة على لغة النص، وفي الجمل الموسيقية الهادئة والتي تعزف على آلة منفردة في أغلب الأحيان (الكمان أو البيانو). وتناغم كل ذلك مع عناصر الطبيعة التي تحيط بهذه المزرعة حيث الغابة الخضراء والجبل الكثيف الأشجار وشاطئ البحر الرحب. لكل هذه الجماليات، ولغيرها بالتأكيد، نال الفيلم، اثنتا عشرة جائزة، أهمها جائزة الكاميرا الذهبية لأول عمل روائي في مهرجان “كان” السينمائي، وجائزة غلاوبر روشا في مهرجان هافانا، وجائزة أفضل فيلم وأفضل سيناريو في مهرجان قرطاج، وأفضل فيلم في مهرجان شيكاغو.

بعد عشر سنوات على إخراجها “أوريانا” تتمكن فينا توريس من إخراج فليمها الروائي الطويل الثاني “الساعة الآلية السماوية Mécaniques célestes” (1995)، وهو اقتباس عن قصة سندريلا، ويوصف بالكوميديا الموسيقية. من إنتاج فرنسي- فنزويلي- اسباني- بلجيكي مشترك. ويحكي عن “آنا” (لعبتها أرياندا جيل) التي تترك حفل زفافها في العاصمة الفنزويلية كاراكاس لتطير إلى باريس كي تحقق حلمها في أن تصبح نجمة أوبرا. وهناك تقيم في شقة مع أربع فتيات من أمريكا الجنوبية وتعمل كعاملة تنظيف وعاملة في مخبز، في الوقت الذي تحافظ فيه على حلمها في أن تصبح مغنية أوبرا. تظهر في البداية وهي تغني للحظات في أحد الأفلام الغنائية. ومن ثم تقنع أحد أساتذة الصوت بأن تتعلم على يديه، وتحلم بأن تجري اختباراً لدى المخرج إيتالو ميديتشي الذي يجهز فريقاً للعمل في فيلم “سندريلا”. لكن هناك عقبات تعترض طريقها مثل الفتاة سيليستا التي تشاركها الشقة السكنية وتغار منها وترغمها على ترك الشقة، فتسكن مع طبيبة نفسية غريبة الأطوار. وكذلك المرأة الشريرة المسماة “لابيراتا” التي تحلم بأن تلعب الدور في الفيلم وتحاول تخريب الفرصة على آنا. والشرطة الفرنسية التي تلاحقها لمخالفتها الإقامة فتضطر للزواج من أحد الشواذ كي تحصل على الإقامة… في النهاية هو فيلم عن مطاردة الحلم حتى تحقيقه، مهما كانت العوائق. أحد النقاد وجد أن عناصر من الواقعية السحرية قد تسللت إلى ثنايا الفيلم، مثل سيارت الأجرة التي تغّير ألوانها وهي تسير في الشوارع، والغيوم التي تجوب السماء على نحو سريالي. كما وجد أن بعض مشاهده مستلهمة من الفرنسي جان لوك غودار، بينما بعضها الآخر مستلهم من المخرج التشيلي أليخاندرو خودوروفسكي. ولو أن المخرج الاسباني بيدرو ألمودوفار هو من صنع هذا الفيلم لكان احتفيَ به كأفضل عمل له طوال سنوات[1]. لكن مع ذلك نال الفيلم جائزتين في مهرجانين دوليين.

بعد خمس سنوات على “الساعة الآلية السماوية” تخرج فينا توريس فيلمها التالي “إمرأة في الأعلى Woman on Top” (2000). وهذه المرة تستعين بنجمة عالمية مثل بينيلوب كروز، والتي تلعب دور امرأة من ولاية باهيا البرازيلية

وتدعى إيزابيلا التي تجيد الطبخ وتعمل في مطعم لزوجها، يصبح بفضلها مطعماً مشهوراً وناجحاً. لكن إيزابيلا تعاني من دوار الحركة. مما يجعلها مضطرة لأن تقوم بتصرفات وعادات محددة ربما لا تروق لشركائها، منها مثلاً أنها مع زوجها يجب أن تكون دوماً في الأعلى (من هنا يأتي اسم الفيلم)، مما يتسبب بمشكلة مع الزوج فتتركه بعد مشاجرة لتغادر إلى سان فرنسيسكو حيث تعيش صديقتها مونيكا، وخلال مشاركتها في أحد دروس الطبخ يتعرف عليها منتج تلفزيوني ويعرض عليها تقديم برنامج تلفزيوني عن الطبخ، فتوافق، وسرعان ما يحقق هذا البرنامج بفضلها نسبة مشاهدة عالية وتصبح هي من أشهر الطباخين. في الوقت نفسه يبدأ المطعم الذي كانت تديره مع زوجها بالتراجع. فيسافر الزوج إلى سان فرنسيكو بحثاً عنها لاستعادتها، وعندما يجدها تعود المشاكل من جديد، وتعيش في حيرة بين العودة مع زوحها أو الاستمرار في البرنامج وعالم الشهرة. الفيلم كوميدي خيالي رومانسي، والكثير ممن كتبوا عنه وجدوا قصته مملة، وهو لم يلق الترحيب المأمول.

في عام 1985 تقوم المخرجة بزيارة كوبا، وتعجب بها، بناسها الطيبين وبطابعها المعماري الخاص، فتقرر عمل فيلم عنها، لكن هذا القرار لم يتحقق إلا بعد ربع قرن، عندما أنجزت الفيلم وأسمته “هافانا إيفا Habana Eva” (2010)، أو إيفا الهافانية. إنتاج فنزويلي كوبي فرنسي مشترك. تقول عنه في مقابلة تلفزيونية: “أنا أحب كوبا كثيراً. ومنذ أن زرت هافانا عام 1985 قررت أن أصور فيلماً هناك. وأعتقد أن كوبا هي من أجمل بلدان العالم. كاراكاس هي المدينة التي قضيت فيها طفولتي. لكنني بعدها لم أزرها. عندما زرت هافانا شعرت أنها هي مدينة طفولتي، أحسست أنها هي الجنة المفقودة. وقتها قلت أنه يجب علي أن أصور فيلماً هنا… أسميته هافانا إيفا، لأن هافانا هي شخصية في الفيلم وكذلك إيفا” يتحدث الفيلم عن

الممثلة براكريتي مدورو بطلة فيلم هافانا إيفا

الشابة إيفا التي تعمل في معمل للخياطة، وتحلم في أن تصبح مصممة أزياء، يتعرف عليها في الشارع مصور فنزويلي شاب من أصل كوبي أتى إلى كوبا كي يؤلف كتاباً عنها، لكن إيفا مرتبطة بشاب آخر وتنتظره إلى أن يكتمل تصنيع غرفة النوم حتى يتزوجان. لكن المصور الفنزويلي الذي يبدو عليه الثراء يعدها بمستقبل زاهر. وهنا عليها أن تختار بين الاثنين. لكأن إيفا تمثل هنا بلدها كوبا الذي عليه أن يختار بين البقاء على ما هو عليه أو الانفتاح على الخارج. تتعمد المخرجة إظهار حالات البؤس التي يعيشها المجتمع الكوبي، والمتمثلة في تخلف هذا المجتمع. هذا التخلف الذي يتبدى في الكثير من مظاهر الحياة، من البيوت القديمة والمتداعية والتي لم ترمم منذ أن بنيت قبل عشرات السنين، إلى الأثاث القديم الذي تضمه هذه البيوت. إلى السيارات التي تعود موديلاتها إلى ستينات وسبعينات القرن الماضي، وهنا تجري المخرجة مقارنة غير مباشرة بين السيارة الجديدة والفارهة التي يمتلكها الشاب الفنزويلي والسيارة القديمة والمتداعية التي يمتلكها عشيقها الكوبي. كما تظهر المخرجة في المقابل هذا المجتمع الذي يعيش تحت سطوة شعارات رنانة حماسية من قبيل “لن تستطيع أي قوة في العالم أن تكسرنا” الذي كتب على يافطة عملاقة في إحدى ساحات هافانا. كما تظهر المخرجة شوارع المدينة الخاوية والفاقدة للحياة والمثيرة للكآبة أحياناً. خصوصاً المشاهد التي صورت على كورنيش البحر في يوم شتوي عاصف، حيث أمواج البحر المرتفعة تضرب الرصيف. لكن في المقابل تظهر جماليات العمارة القديمة التي تزخر بها العاصمة هافانا. وتبين طيبة الشعب الكوبي وبساطته. نال “هافانا إيفا” جائزة أفضل فيلم في مهرجان نيويورك للسينما الأمريكية اللاتينية عام 2010.

مع نهاية العام الماضي (2013) كان مقرراً أن تنهي المخرجة فيلمها الجديد “ليز في أيلول Liz en Septiembre”، لكنه لم ينته بعد. وهي تقول عنه في مقطع مصور: “إنّه فيلم يصعب تعريفه، أعمل على السيناريو منذ سنة ونصف السنة دون توقف. إنّه سيناريو معقّد يحتوي على تراجيديا، ودراما، وكوميديا، موضوعه شاق وصعب، يعالج مسألة الصداقة والحب. كما يعالج موضوع اختلاف النوع والمرض والموت. إذن هو موضوع معقد وفي الوقت ذاته مسلٍّ، بالنسبة إلي هو فيلم يصعب تعريفه. سبع نساء في نزلٍ على شاطئ، تحدث معهم أشياء كثيرة. وعموماً يعالج صداقة متينة جدّاً بين سبع نساء، صداقة تحلّ محل الأسرة. ولكلّ واحدة من النساء السبع قصتها[2]. الممثلة باتريثيا فيلاسكيز التي لعبت دور ليز تضيف: “إن ليز تبحث عن شيء في حياتها لكنّها لا تعرف ما هو. لكنّنا ننتبه لنكتشف في النهاية أن ما نبحث عنه جميعنا نحن البشر هو الحب، الحب غير المشروط[3]. وهو، في الوقت نفسه، الموضوع الذي يتكرر في معظم أفلام فينا توريس، متخذاً أشكالاً ومسارات مختلفة ضمن سياق ما يمكن تسميته بالسينما النسوية.

موقع (سينما العالم الثالث) في

05.03.2015

 
 

السبكي إن أصاب...

هشام أصلان

-1-

ارتاح شيء في نفسي لردّ المنتج السينمائي محمد السبكي، على الممثل محمد صبحي، في أزمتهما الأخيرة. وذلك ليس احتفاء بالأول، لكن بإفحام الثاني، الذي يمثل شريحة من العاملين في الحقل الفني.. شريحة باتت تستسهل التلويح بعصا الفضيلة ليلًا ونهارًا، وأعطت لنفسها حق الوصاية على "الرايح والجاي".

المسألة أن نادي "ليونز نيل القاهرة" أقام تكريماً لبعض الفنانين، بينهم محمد صبحي الذي اكتشف، من خلال الصور، وجود السبكي بين المكرّمين، ثم أعلن أنه خرج من الحفلة قبل علمه بالأمر، لكنهن مع ذلك، غضب وأعلن رفضه التكريم (بمفعول رجعي)، متسائلًا: "كيف أقبل التكريم من جهة ساوت بيني وبين الفن الهابط والمنحط... كفاكم تكريماً لمن يعمل على تدمير سمعة الفن في مصر".

السبكي، المصنف منتجًا لـ"أفلام المقاولات" وببساطة رجل في "خناقة شارع"، نشر في صفحته في "تويتر" مقطعاً ساخناً لصبحي من فيلم قديم بعنوان "علي بيه مظهر"، قائلًا: "عندما تتحدث الـ... عن الشرف"، ومستذكراً مداخلة تلفزيونية لمحمد صبحي يؤيد فيها منع السلطات المصرية، قبل أشهر، عرض فيلم "حلاوة روح" (إنتاج السبكي - بطولة هيفاء وهبي).

صبحي لم ينسَ، فقط، مشاركته في العديد من أفلام المقاولات غير الناجحة، حتى جماهيرياً. لكنه تناسى أيضاً أن أحدًا لم يلُمه من قبل على تقديم تلك الأفلام، وأن أكثر ما كان يضحك الجمهور في صالات عرض مسرحياته، هي دقائق خروجه عن النص المكتوب، وأن نجاح مسلسلاته الدرامية مردّه أنها تقدم شيئاً من التسلية وليس أن غايتها "إصلاح المجتمع".

غير أن صاحب شخصية "أونكل زيزو" استحلى دور الداعية، الذي أصبح دوراً ذا سياق طبيعي داخل الأوساط الفنية المصرية، بعدما تعددت أوجهه بلا رادع، ويتحدث المضطلعون به بنبرة متعالية كريهة، تؤطر فراراً من شبح انسحاب نجومية متَربة. نبرة تتعالى على الجمهور، أكثر مما تتعالى على منتج المقاولات. ذلك أن أدوات المقاومة الحقيقية للمقاولات لا تتوافر لهم، لتقديم فن يجذب المتلقي، وهو ما كان يفعله صبحي قبل أن يرتدي بذلة حضرة الناظر.

هذا السياق تعطيه نقابة المهن السينمائية، صبغة شرعية، عندما تقرر منع ممثلة شابة من العمل بعدما قضت عقوبة السجن، بسبب تعاطيها المخدرات، بدعوى الإخلال بشرف المهنة!

الفنان، إذن، بعدما كان يقاوم سلطة الرقيب، أصبح يقاوم سلطة فنان آخر، يدّعي أنه أسمى.. أخلاقياً.

-2-

عند بوابة الحي الفخم في إحدى ضواحي القاهرة، ضحك موظف الأمن عندما سألته عن مكان عرض "صوت الموسيقى".. قال إنني أول من ينطق اسم العرض بالعربية! الجميع يسألون عن The Sound of Music.

العرض بمناسبة مرور 50 سنة على إنتاج الفيلم الشهير لروبرت وايز، وهو مفتتح مهرجان دولي أطلقه مسرح برودواي لعرض المسرحية التي تحمل العنوان نفسه في عدد من الدول. وعلى ارتفاع أسعار التذاكر، إلا أن خيمة المسرح العملاقة امتلأت، حتى جلس بعض المشاهدين على الأرض.

الزحام مدهش في سياق الحديث الدائم عن تراجع الفنون الرفيعة، بالتوازي مع عدم الإقبال على مسارح الدولة التي تقدم عروضها بأسعار زهيدة، مع الوضع في الاعتبار أن فناني "برودواي" ليسوا نجوماً يعرفهم عامّة مصر أو حتى نخبتها.

الأصدقاء قالوا إن سبب الإقبال الجماهيري (أو عدمه) يرجع في الأساس إلى عنصر التسويق. وأصدقاء آخرون أكدوا أن الجمهور يعرف طريقه، عادة، إلى هذا النوع من الأعمال في ألقها العالمي، مدللين على هذا بامتلاء قاعات الأوبرا عن آخرها عند تقديم أحد العروض الشهيرة دولياً، وإن كان المهتمون عادة هم من أبناء الطبقات المقتدرة مادياً، حيث فُسحة مأمونة من مخاطر الاحتكاك بأبناء الطبقات الشعبية!

لا أعرف مدى حجم الطبقية في هذا الأمر، لكني أعرف جيداً أن بعض الفن يستطيع تقديم عدد من مستويات التلقي، وأن هناك من يستمتع بـ"زوربا" وفيروز في مزاج معين ثم يستمتع بـ"أوكا وأورتيغا" في مزاج آخر.

المدن الإلكترونية في

05.03.2015

 
 

فيلم يجمع للمرة الثالثة الثنائي جينيفر لورانس وبرادلي كوبر.. ويُعرض في الإمارات

«سيرينا».. الأشجار لا تنقذ ســــوزان بيير

المصدر: عُلا الشيخ ـــ برلين

من له القدرة على قطع الشجر ليس صعباً عليه قتل البشر، هذا هو مغزى فيلم «سيرينا» للمخرجة الدنماركية سوزان بيير، الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، وهو من بطولة الثنائي جينيفر لورانس، وبرادلي كوبر. يدور الفيلم في عام 1929، وقت الكساد الاقتصادي في أميركا، وهو حول جورج تاجر الحطب، الذي يقوم بتدمير حقول كاملة في شمال كارولاينا، يحاول شريف الولاية بكل جهده تحويلها إلى متنزه، لكن التاجر يستخدم كل أساليب خرق القوانين من رشاوى وقتل، كي يحتفظ بهذا العمل، الذي يعرض العمال دوماً للموت الذي وصفه شريف الولاية بأنه أكثرعدداً من الذين قتلوا في الحرب الأهلية.

الحكاية تبدأ من هنا، بعد تعريف بسيط بعمل جورج والغريب أنه طيب القلب، يقوم دائماً بإسعاف العمال الذين يتعرضون للخطر، إضافة إلى هوسه وحلمه بقتل نمر في الغابة، ويسعى دائماً وراء شخصية في الفيلم يدعي أنه يعلم الغيب.

بعد ذلك، تظهر سيرينا التي تعيش حياة مدنية في ولاية أخرى، تمتطي الجواد، ترتدي أغلى الثياب، يقع في حبها جورج منذ النظرة الأولى، ويقرر الزواج بها فوراً، خصوصاً بعد معرفته أنها كانت ابنة أكبر تاجر خشب، الذي ذهب وعائلته ضحية حريق لمنزله، والناجية الوحيدة هي سيرينا، التي تظهر كنموذج للمرأة في ذلك الوقت من الصعب على الرجل تقبله، فهي قوية، معتزة بنفسها، تفهم في الاقتصاد وتجارة الأخشاب، وتؤكد لصديق عمر زوجها بوشان وشريكه في العمل «لم آتِ إلى هنا للتطريز».

علاقة جورج وسيرينا، التي تبدأ منذ دخولها الغابة ومشاهدتها امرأة حاملاً تدرك فوراً أن هذا الحمل بسبب زوجها ولا تعيره أهمية، وهنا تبدأ بذور القوة لديها، وتعلق زوجها بها أكثر وأكثر، بل والمشي وراء مشورتها دوماً، وهذا الموضوع يقلق شريكه الذي يحاول التملص من هذه الشراكة بالاتفاق مع شريف الولاية، وتكون النتيجة تحريضاً واضحاً من سيرينا لزوجها بضرورة قتله لأجل جملة تتكرر في أكثر من مشهد «هذا من أجل مستقبلنا»، ويطيعها جورج ويقتل صديقه وشريكه، فالقادرعلى قطع الشجر قادرعلى قتل البشر بسهولة، وهذا القتل يتكرر.

الفيلم لا تستطيع أن تقول عنه أنه مصنوع بحرفية مثل أعمال المخرجة السابقة مثل فيلم «عالم أفضل»، الذي نال «أوسكار» أفضل فيلم أجنبي عام 2011، يوجد فيه ضياع واضح أنقذته المشاهد الخلابة التي صورت في جمهورية التشيك، بين الأشجار التي تمتد على مد البصر، والطقس المتقلب، ولقطات مأخوذة بحرفية لم تنصفها حبكة مدروسة، وسيناريو من السهل وصفه بالضعيف.

وإذا ما أخذنا الفيلم ككل، فهو ينتقل بنا من حكاية إلى حكاية، ليست ثابتة ومتسلسلة، بل فيها الكثير من الانتقالات، حتى تحتار ما هي القصة الرئيسة في الفيلم؟ هل هي قضية قطع الأشجار وجشع التجار؟ أم قضية سيرينا التي تخسر جنينها وبناء عليه تصبح عاقراً؟ أم قضية ابن جورج من الفتاة العاملة التي ستغير مجرى الفيلم كلياً؟

لكل جريمة شاهد، والمجرم يبدأ باكتشافهم للتخلص منهم واحداً تلو الآخر، مثلما حدث مع مشاهد جريمة قتل جور لصديقه، إضافة إلى حصوله على ملفات تؤكد قيمة الرشاوى التي كان يمنحها جورج للقضاة الذين ينصفونه دائماً ضد قضية شريف الولاية في الحفاظ على الأشجار، وتحويل الغابة إلى متنزه للناس، فتقوم الشخصية التي تدعي علمها الغيب بالتخلص منه، وإعادة الملفات إلى جورج، فيتحول جورج إلى رجل تحكمه زوجته، التي تعاني ويلات ذكرياتها من موت عائلتها بالحريق، وهذه العقدة تجعلها تخاف من خسارة أي شخص تحبه.

تستمر الأحداث بالفيلم تائهة، بين شغف جورج بملاحقة نمر الغابة، وبين عقم زوجته التي باتت تفكر فقط في كيفية التخلص من ابن جورج، بعد أن اكتشفت أنه يحتفظ بصورته ويرسل إليه النقود، وبين قضية الشريف الذي يحاول جمع الأدلة لإدانة جورج.

في المشهد الذي تفقد سيرينا فيه جنينها، يبدأ قناع الرقة بالاختفاء، وتتحول بشكل ظاهر للعيان إلى امرأة متسلطة وشريرة، تراقب زوجها أكثر، تحاول إجباره على التعبير عن مشاعره بشكل أكبر، حتى تكتشف أنه يرسل نقوداً إلى ابنه غير الشرعي، هنا تقرر وبناء على جملة «من أجل مستقبلنا»، أن تتخلص من الطفل، خصوصاً بعد أن أصبح المتنبئ بالغيب كالخاتم في إصبعها فهي أنقذته من الموت، وأصبح همه تنفيذ كل رغباتها، يتفقان معاً على ضرورة قتل الطفل، وتؤكد لزوجها غير المدرك لهذه الخطة أنها تفعل كل شيء من أجلهما، ولتتأكد من كلامه أنها أهم شيء في حياته، لكنهما يفشلان في نيتهما وتستطيع الأم والطفل الهرب بمساعدة الشريف، لكن مربية الطفل تذهب ضحية.

يقصد الشريف منزل جورج ويخبره الحكاية، فتتحول مشاعر الحب تجاه سيرينا إلى كره، ويقرر جورج إنقاذ طفله من حقد سيرينا، وينجح في ذلك مقابل تسليم نفسه للشرطة، حسب اتفاق بينه وبين الشريف.

الفيلم يدور في فترة ما سمي «الكساد الكبير»، التي تعتبر أكبر وأشهر الأزمات الاقتصادية في القرن الـ20، ويضرب بها المثل لما قد يحدث في القرن الـ21، وما مدى سوء الأزمة التي قد تحدث، وقد بدأت الأزمة في أميركا، ويقول المؤرخون إنها بدأت مع انهيار سوق الأسهم الأميركية في 29 أكتوبر 1929، والمسمى «الثلاثاء الأسود». وكان تأثير الأزمة مدمراً على كل الدول تقريباً، الفقيرة منها والغنية، وانخفضت التجارة العالمية بين النصف والثلثين، كما انخفض متوسط الدخل الفردي وعائدات الضرائب والأسعار والأرباح. أكثر المتأثرين بالأزمة هي المدن خصوصاً المعتمدة على الصناعات الثقيلة كما توقفت أعمال البناء تقريباً في معظم الدول، وتأثر المزارعون بهبوط أسعار المحاصيل بنحو 60% من قيمتها. وكانت المناطق المعتمدة على قطاع الصناعات الأساسية كالزراعة والتعدين وقطع الأشجار هي الأكثر تضرراً، وذلك لنقص الطلب على المواد الأساسية بالإضافة إلى عدم وجود فرص عمل بديلة. كما أدت إلى توقف المصانع عن الإنتاج، ونتج عنها أن أصبحت عائلات بكاملها تنام في أكواخ من الكرتون، وتبحث عن قوتها في مخازن الأوساخ والقمامة. وقد سجلت دائرة الصحة في نيويورك أن أكثر من خُمس عدد الأطفال يعاني سوء التغذية. وكانت أميركا قد بدأت بازدهار اقتصادي في العشرينات، ثم ركود، ثم الانهيار الكبير عام 1929م، ومن ثم عودة عام 1932.

وعودة إلى الخطوط النهائية من الفيلم، يوفي جورج بوعده للشريف لكن على طريقته، فهو أنقذ طفله من الموت من يد المتنبئ بالغيب وأرداه قتيلاً، وأوصل الأم والطفل إلى منطقة آمنة، بعدها قصد الغابة، ليرضي شغفه بالقضاء على النمر، وينجح في قتله لكنه يرمي نفسه بأحضانه فتظهر كأنها معركة بين الاثنين قتل كل واحد منهما الآخر، يصل في سيارة كجثة، يحاول الشريف استدعاء سيرينا للتعرف إليه، إلا أنها ترتدي أجمل ملابسها، وتقرر الانتحار حرقاً، بإشعال منزلها.

تنتهي الحكاية هنا، بكثير من اللغط، لا يؤثر في أداء الثنائي الجميل جينيفر لورانس وبرادلي كوبر، لكن هذا لا يعني أن دوريهما يستحقان ترشيحهما للأوسكار المقبل.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

05.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)