كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

السينمائيون الإيرانيون يقاومون الرقابة والقهر بحجة الصورة

العرب/ أمير العمري

 

مقاومة السينمائيين الإيرانيين تتواصل رغم تزايد عمليات القمع التي يتعرضون لها من قبل السلطة، مؤمنين بأن دور السينمائي هو أن يكشف الحقائق للعالم.

من يشاهد الفيلم الجديد للمخرج الإيراني المرموق محسن مخملباف، “الرئيس”، يدرك جيدا أن القمع لا يجدي، وأن السينما الجادة يمكن أن توجد وأن تستمر خارج منظومة القمع، وهذا تحديدا ما يثبته عدد من السينمائيين الإيرانيين على رأسهم مخملباف نفسه، الذي يعد المخرج الأكثر موهبة من بين أبناء جيله، والذي كان أول من أعطى “السينما الإيرانية الجديدة” التي ظهرت للعالم في التسعينات الماضية، وجهها المشرق.

“الرئيس” هو أكثر أفلام المخرج الإيراني محسن مخملباف صلة بالسياسة، أو بالنقد السياسي اللاذع الذي يعتبر بيانا سينمائيا رائعا عن رفض القهر، والاحتجاج على الديكتاتورية الدموية التي تمارس في إيران، كما في بلدان الشرق الأوسط رغم “الربيع العربي”.

وقد صنع مخملباف فيلمه هذا تحديدا، انطلاقا من الأحداث التي شهدتها بلدان عربية كثيرة كما يصرح هو، لكن الفيلم يظل عملا هجائيا يستهدف لفت الأنظار أيضا إلى ما يحدث في إيران، من انفراد حفنة ضيقة الأفق بالحكم والتحكم في البلاد والعباد منذ عقود.

دكتاتورية مزدوجة

فيلم “الرئيس” عمل هجائي ساخر يطلق فيه مخملباف العنان لخياله الخاص، فيصور كيف تنفجر ثورة شعبية في بلد غير محدد، في وجه دكتاتور عجوز يحكم البلاد منذ عقود، مارس كل أنواع القهر على شعبه، فيقرر الدكتاتور تهريب جميع أفراد أسرته.

فيلم “الرئيس” عمل هجائي ساخر يطلق فيه مخملباف العنان لخياله الخاص، فيصور كيف تنفجر ثورة شعبية في بلد غير محدد، في وجه دكتاتور عجوز

وعندما يحاول هو بعد ذلك، الفرار بجلده مع حفيده الصغير الذي قتل والده أثناء الثورة، يمنعه قائد جيشه الذي يكون قد أعلن موالاته لثورة الشعب، وقام بانقلاب عسكري استولى بموجبه على السلطة، فيفر “الرئيس” لينجو بأعجوبة مع حفيده، ثم يتنكر الاثنان ويجوبان الريف متخفيين في ثياب مهلهلة، حيث يتظاهر العجوز بأنه عازف متجوّل، يرافقه الطفل الذي يرقص على نغمات القيثارة أمام تجمعات المارة.

في المقابل تزداد أجواء الثورة الشعبية حدّة وعنفا، وينتهي الأمر بالقبض على الرجل وحفيده، فيحاكمه الثوار، ويقررون إعدامه، لكن زعيم الثوار يرفض مبدأ الإعدام، ويصور الفيلم كيف يختلف الثوار بعد إسقاط النظام على أسلوب الحكم، بين اختيار الديمقراطية، أم الدكتاتورية، وبالتالي ممارسة الانتقام والتنكيل بكل من كانوا في الحكم سابقا، وهكذا يصوّر الفيلم ليس فقط مأزق الدكتاتور، بل كذلك مأزق الذين يخلفونه دون أن يكون لديهم برنامج سياسي حقيقي للتغيير.

اختار مخملباف منذ عشر سنوات، أن يهجر إيران، وأن ينتقل بين بلدان عدة ليصنع أفلامه، في أفغانستان والهند وتركيا وطاجيكستان وجورجيا وكوريا وإيطاليا وبريطانيا وإسرائيل.

وهو يعيش مع أسرته في باريس، حيث يمتلك هناك شركة للإنتاج، تشرف عليها ابنتاه: سميرة وحنا، اللتان أخرجتا بعض الأفلام الجريئة المتميزة. لكن هجرة مخملباف إلى الخارج لم تجعله أقل استهدافا من جانب النظام الإيراني الذي حاول اغتياله غير مرة.

لم يضطرّ مخملباف وحده إلى مغادرة إيران، بل آثر أشهر مخرجي إيران، عباس كياروستامي، أن يتوقف عن صنع أفلام إيرانية في الداخل الإيراني، وأصبح يصنع أفلامه في الخارج من التمويل الخارجي.

حظر الموسيقى

في عام 2006 أخرج المخرج الإيراني الكردي، بهمن قوبادي، فيلم “نصف القمر” الذي يتابع فيه رحلة الموسيقار الكردي مامو، من كردستان إيران إلى كردستان العراق، لإحياء حفل موسيقي بعد سقوط نظام صدام حسين، وما يتعرض له في الطريق من متاعب بسبب مطاردة السلطات الإيرانية لرحلته ومحاولة منعه من عبور الحدود.

وقد منعت الرقابة عرض الفيلم في إيران، وبعد ذلك أخرج قوبادي فيلم “لا أحد يعرف شيئا عن القطط الفارسية” (2009) الذي صور معظمه سرا في طهران، وتمكن من عرضه في مهرجان كان السينمائي في ذلك العام، وأحدث عرضه هناك ضجة كبيرة، فحاول الإيرانيون منعه، لكنه عرض.

وفيه ينتقد قوبادي الحظر الرسمي للموسيقى الأوروبية في إيران، ويصوّر كيف يلجأ الشباب في إيران إلى إقامة حفلاتهم السرية للرقص والغناء والاحتفال بالحياة رغم الحظر.

على إثر ذلك، أصدرت السلطات الإيرانية حكما بمنع قوبادي من العمل السينمائي، معتبرة أن الفيلم يدعو إلى انفصال كردستان عن إيران، وكان أن هاجر قوبادي واستقرّ في الخارج، ثم أخرج فيلم “فصل الخرتيت” (2012) في تركيا، الذي اشتركت في بطولته الإيطالية مونيكا بيلوتشي أمام التركي يلماظ أردوغــان والممثل الإيراني بهروز فوسوغلي.

مازال قوبادي يعيش في المهجر ويواجه حظرا تاما في بلاده، ويصوّر فيلمه الأخير كيف يغادر شاعر كردي المعتقل بعد 30 عاما قضاها في السجن، لا يشغله سوى أمر واحد فقط، هو العثور على زوجته الجميلة التي تعتقد أنه مات منذ عشرين عاما. أما جعفر بناهي، فقد اعتقل عام 2010 مع ابنته وزوجته، وعدد من أصدقائه، بتهمة الدعاية ضد النظام الإيراني.

ونظم الكثير من المؤسسات والتجمعات السينمائية عبر العالم، حملة احتجاج على اعتقاله، لكن محكمة إيرانية أصدرت حكما بالسجن عليه لمدة 6 سنوات، ومنعه من الاشتغال بالإخراج السينمائي لمدة عشرين عاما، وحظرت عليه الاتصال بأيّة وسيلة من وسائل الإعلام الأجنبية أو المحلية.

مخملباف اختار منذ عشر سنوات، أن يهجر إيران، وأن ينتقل بين بلدان عدة ليصنع أفلامه، في أفغانستان والهند وتركيا وطاجيكستان

وخلال الفترة بين صدور الحكم ونظر الاستئناف، أخرج بناهي فيلم “هذا ليس فيلما” (2011) وهو فيلم وثائقي يسخر من السلطات الإيرانية، وقد تمكن من تهريبه إلى مهرجان كان لكي يعرض هناك.وفي عام 2013 نجح بناهي في تصوير فيلم “وراء الستائر” بشكل سري، بعد أن أطلق سراحــه، لكنـه بقي رهن الإقامة الجبرية.

وقد تمكن مؤخرا من إخراج فيلم “تاكسي” الذي فاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين الأخير، وإن جاءت الجائزة لأسباب سياسية وليست فنية، وقد أصبح أحد أنجح المخرجين الإيرانيين، وهو أصغر فرهادي، الذي فاز فيلمه “انفصال” (2010) بجائزة الأوسكار التي تمنح لأحسن فيلم أجنبي، يفضل العمل في إخراج أفلام أجنبية خارج إيران. وقد أخرج عام 2013 فيلم “الماضي” من إنتاج فرنسي، ثم توقف عن الإخراج في إيران منذ ذلك الوقت.

ومازال المخرج بارفير سيد يقيم ويعمل في الولايات المتحدة، وقد أخرج حتى الآن فيلمين تدور أحداثهما في أوساط الإيرانيين الذين يعيشون بالمنفى وهما “المهمة” (1983)، و”نقطة تفتيش” (1987)، وكان قد أخرج فيلم “المأزق” قبل فراره من إيران عام 1976. مقاومة السينمائيين الإيرانيين مستمرة، والقمع يتزايد أيضا، ودور السينمائي هو أن يكشف الحقائق للعالم.

معز كمون يطرح 'حرة' في القاعات التونسية

علاقة خفية بين بطل فيلم 'حرة' كريم ( أحمد القاسمي) والبطلة علياء (فاطمة ناصر) تنتهي بكشف أمور على خلاف ما كان متوقعا.

العرب / تونس- يستعد المخرج التونسي معز كمون لطرح فيلمه الطويل الثالث “حرة”، انطلاقا من الحادي عشر من مارس الجاري بالقاعات التونسية، والفيلم من بطولة فاطمة ناصر، أحمد القاسمي، سامية رحيم وجمال ساسي.

“حرة” يروي قصة كريم (أحمد القاسمي) الذي فقد والده ووجد نفسه وحيدا مع والدته، وهي امرأة ذات ميولات شيوعية، تقرر هذه الأخيرة إعادة الاتصال بأصدقائها القدامى، وفي خضم هذه الاضطرابات يشعر كريم بميل نحو امرأة متزوجة علياء (فاطمة ناصر) التي كانت معنفة من قبل زوجها.

علاقة خفية تنمو بين كريم وعلياء، لكن ذات ليلة وأثناء لمّ شمل أصدقاء والدته القدامى، تحدث أمور على خلاف ما كان متوقعا.

مخرج العمل معز كمون درس السينما في فرنسا، ليتوجه إثرها للعمل في الحقل السينمائي كمساعد مخرج مع العديد من المخرجين التونسيين، أمثال النوري بوزيد وسلمى بكار وفريد بوغدير.

كما اشتغل كمون مع العديد من المخرجين الأجانب كعبدالرحمان سيساكو، وفلورا غوماز، وأنطوني منغلا في “الجريح الأنكليزي”، وجورج لوكاس في “حرب النجوم” الرابع والخامس.

قدّم كمون أول فيلم روائي طويل له سنة 2006، بعنوان “كلمة رجال” وهو شريط مقتبس من رواية “بروموسبور” للروائي التونسي حسن بن عثمان، الذي شارك به في افتتاح المهرجان العالمي بالدنمارك.

أما الفيلم الروائي الثاني الطويل لكمون، فكان “آخر ديسمبر” الذي تميز في العديد من المسابقات الرسمية، وتحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل ممثلة في المهرجان العالمي بالقاهرة، والجائزة الثانية في المهرجان العالمي بجنيف للأفلام المشرقية، والجائزة الفضية في مهرجان مسقط. ليكون فيلمه الطويل الثالث “حرة”، والذي تم اختياره سنة 2014 في مهرجان البحر الأبيض المتوسط “سينيلاما” بفرنسا.

العرب اللندنية في

03.03.2015

 
 

"هيتشكوك - تروفو".. "هوفيك - ريبستاين"

أحمد شوقي

أُكن حبا خاصا للمحاورات السينمائية، المحاورات التي تتم بين طرفين كلاهما على علم حقيقي بفن السينما، يؤمن بها ويمتلك وجهة نظر متبلورة تجاهها، خاصة وأن نسبة هذه النوعية من المحاورات لا تتجاوز رقما ضئيلا جدا من آلاف المقابلات الصحفية التي تُجرى مع صنّاع الأفلام عالميا.

الحوار فن ذو طابع صحفي أصيل، يأخذ كثير من القائمين به تلقائيا نحو البحث عن تصريح مثير، أو حكاية مسلية، ناهيك بالطبع عن انشغال جداول المخرجين الكبار وعدم منحهم الوقت والانتباه الكافيين لمن يحاورهم في الظروف الطبيعية، اللهم إلا إذا تمكن من لفت انتباههم بسؤال ذكي وغير متوقع، وهو أمر نادر الحدوث، على الأقل بمعيار النظر للنتائج.

الأمر في منطقتنا العربية أسوأ بكثير من الخارج، والصحافة الفنية لم يعد كتّابها بنفس البريق الذي كان عليه أصحاب نفس المهنة قبل عقود. هناك بالطبع أسماء ممتازة وقادرة على إدارة حوار شيق، لكن من يحاول أن يفحص عشوائيا الحوارات الفنية المنشورة في المطبوعات العربية في يوم أو أسبوع واحد على سبيل المثال، يمكنه أن يضع يده بوضوح على ندرة المحاورات السينمائية الحقيقية.

هذا الأسبوع كان من حسن حظي أن أستمتع باثنين من الحوارات السينمائية الشيقة، أولهما كلاسيكي يجب أن يقرأه كل من له علاقة بالسينما، والآخر معاصر يشكل حلقة من حلقات أهم مشروع محاورات يمكن ملاحظته في الصحافة السينمائية العربية حاليا.

الحوار الأول ممتد في كتاب بديع يحمل عنوان "هيتشكوك - تروفو" (دار المدى 2012- 331 صفحة)، محاورة من 500 سؤال أو أكثر، وجهها الناقد والمخرج الفرنسي الشهير فرانسوا تروفو في النصف الثاني من الستينيات إلى ألفريد هيتشكوك، الرجل الذي لا يمكن لمن يرى مكانته الحالية في تاريخ السينما تخيّل أنه ظل منبوذا من قبل نقاد هوليوود، مصنفا ضمن صناع الأفلام التجارية الرديئة، حتى أعاد جيل كراسات السينما الفرنسية الاعتبار له ومنحه ما يستحق من تقدير عبر بعدها المحيط الأطلنطي في الاتجاه المعاكس هذه المرة.

محاورة "هيتشكوك - تروفو" تتم بين رجلين يعرفان يقينا قيمة موضوع النقاش، تروفو يحاور نبيا للسينما، نبيا شاهد رسالته واستوعبها وآمن بها، وكوّن رأيا واضحا تجاهها، رأيا مفاده أن هيتشكوك عاش مؤمنا بالسينما كفكرة وأسلوب حياة، وأن الأشخاص لو كانوا طبقا لتصنيف فيرديناندسيلين ينقسمون إلى مُتعريّن (يميلون للتعري) ومتلصصين (يفضلون التلصص عليهم)، فإن ألفريد كان بالقطع من الفئة الثانية، فهو كما يقول تروفو "لم يهتم بالحياة وإنما شاهدها".

الفهم السابق، والذي يتجاوز في الحقيقة مساحة الرأي إلى حيز التنظير الفلسفي، جعل لكل سؤال وكل تعليق ثقله، وجعل متعة الحوار تسيري في الاتجاهين، لا تأت فقط من إجابات المخرج البريطاني. وبشكل عام الكتاب يحتاج لوقفة أكبر من هذه بكثير، ربما أكتب عنه بالتفصيل في أسبوع لاحق.

الحوار الثاني هو مقابلة صغيرة المساحة أجراها الناقد اللبناني هوفيك حبشيان مع المخرج المكسيكي أرتورو ريبستاين (الإغواء، الحب يرقد، لا أحد يكتب إلى الكولونيل)، مقابلة على صغر مساحتها تحمل ملامح لمشروع المحاورات التي يجريها هوفيك بدأب منذ سنوات مع عدد كبار فناني العالم، محاورات تتم عادة خلال المهرجانات السينمائية المزدحمة بمقابلاتها المضغوطة زمنيا، لكنه يخرج بمحاوره فيها من حيز الحديث الاعتيادي عن فيلمه الأحدث المعروض في المهرجان، إلى مساحة أرحب من الحديث عن مشواره، عن السينما، وعن الحياة.

عن لعنة هوية مخرج من دولة كالمكسيك يقول ريبستاين لهوفيك "المشكلة عندما تكون من بلدان كهذه، أن الناس تخلط بينك وما تسمعه وتراه عن هذه البلدان. أتكلم عما تراه في وسائل الإعلام المملوءة بالكذب والتضليل. هذا يقودك إلى أن تُبيّن للناس جوازك قبل أن تريهم موهبتك. عليك أن تشرح لهم من أين أنت كي يقبلوا بك. إذا كنت مخرجًا من الشرق الأوسط، ينتظرون منك أن تنقل في أفلامك ما يقرأه الآخرون عن بلدك في الصحف، وعليك أن تقول رأيك، وإلا لن يهتموا بك. هذا أمر مروع، لأن الموهبة لا هوية لها. لكن في عصرنا الحالي، باتوا يروّضون الموهبة، كي تتناسب مع معتقدات سائدة ومعلبة، وإلا وضعوك جانبًا. شخصياً، لا تهمّني الآراء. الرأي شيء سطحي جدًا، وهو يتغير في كل لحظة".

وعن حنينه وماضيه يقول "انتهى العالم حيث ولدتُ وترعرتُ وشعرتُ أنه سبب سعادتي. عندما كان يُحكى أن العالم سينتهي في العام 2000 بحسب توقعات نوستراداموس، كان هذا صحيحاً: لم ينته مثلما كان متوقعاً، أي بالزلازل والكوراث الطبيعية، لكنه انتهى مثلما توقعه ت. س إليوت: بتأوه وليس بانفجار. الآن لدينا عالم حواسيب، ولديك الـ"أي باد"، وهو اختراع عظيم، لكن ذاكرته محدودة. عندما كنت طفلاً، كان عليّ أن أحفظ عن ظهر قلب 24 رقماً تلفونياً وعناوين الكثير من الناس، وأسماء العديد من الكتّاب وأعمالهم. الثقافة الى زوال، لأن الناس باتوا يخلطون بينها وبين المعلومات".

الحوارات السينمائية الممتعة نادرة الوجود، والعثور على اثنين منها في أسبوع واحد فرصة نادرة لا تتاح كثيرا، ولا يسع القارئ إلا أن يحاول العثور على كنوز مثل كتاب تروفو، وأن يتمنى وجود واستمرار محاورين مثل حبشيان.

موقع "دوت مصر" في

03.03.2015

 
 

في حوار مع مصر العربية..

آسر يس: أنا أنضج من التفكير في البطولة الجماعية والمطلقة.. السيناريو أهم

حوار عربي السيد

"آسر يس" فنان لا يشغله سوى العمل والسيناريو الجيد الذي يجذب الجمهور، "عامل" البطولة المطلقة أو الجماعية لا يشغله نهائيًا فكل ما يريده أن يقدم عملًا يترك علامة لدى الجمهور، يرى أن الفن يحتاج أكثر من 10 سنوات لكى يتم تحديد موقفه واللون الذي يقدم فيه.

"أسوار القمر" هو آخر أعماله، فهو يراه عملًا جيدا، مختلفا، جديدا على الجمهور، تناول لونًا معينًا وركز على قضية هامة في المجتمع المصري، بهذه الكلمات بدأ الفنان أسر يس حديثه مع "مصر العربية" عن العمل..

وإلى نص الحوار..

·        ماذا عن الشخصية التي قدمتها في فيلم "أسوار القمر"؟

شخصية مختلفة وجديدة علينا لم أقترب إليها من قبل، فمحمد حفظى استطاع أن يكتب سيناريو الفيلم بطريقة سلسلة تجذب الجميع إليه، والحمد لله ردود الأفعال التي تلقيتها حول العمل جيدة ومفيدة لى في حياتى المهنية.

·        "أسوار القمر" تم الإفراج عنه بعد ما يقرب من أربع سنوات، هل يتغير شكل الفنان في العمل؟

بالعكس أرى أن توقيت عرضه مناسب جدًا، والعمل لو تم عرضه على المدى البعيد أو القريب لم يختلف لأن الإمكانيات التي استخدمت في تصويره جديدة وغير متواجدة، ومن يشاهد العمل ويشاهدنى الآن يرى أننى أصغر من أحداث العمل، لأن اللوك الذي قمت به جديد ومختلف أظهرنى كبيرا عن سنى الحقيقي.

·        "البحر" يعتبر هو الديكور الأساسي للعمل، فما الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟

ظروف التصوير ليست سهلة، ومن السهل أن تتعرض للإصابات وخاصة أثناء مشاهد الأكشن، وتمت إصابتى وصباعى شبه انقطع وعملت عملية بسيطة فيه، وكما تعرضت للكهرباء على المركب مرة أخرى، فالصعوبات كثيرة ولكن نجاح العمل يهونها جميعًا.

·        دائمًا ما يتميز آسر يس في أعماله الدرامية والسينمائية، ماذا تفضل؟ البطولة الجماعية أم المطلقة؟

"أنا أنضج من كده، والعمل الجيد هو ما يشغل بالى أكثر"، فليس معقولاً أن يوجد عمل جيد ويحتوى على البطولة المطلقة، وأعتذر عنه لأن هذا يؤثر بالسلب، فأنا أتمنى تقديم العديد من الأعمال السينمائية لأن السينما تاريخ، فنحن نعيش على تاريخ النجوم الكبار، والحمد لله أنا راض عن نفسي وعن أعمالى التي أقدمها.

·        إلى أين وصل فيلمك الجديد "من ظهر راجل"؟

انتهينا من 40% من أحداثه والعمل يتناول طبقة معينة من المجتمع الذي نعيشه وهى الطبقة تحت المتوسطة، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.

·        ومن يقدم دور الراحل "خالد صالح" خلال أحداث العمل؟

"محمود حميدة" هو من يقدم الدور الذي كان من المفترض أن يقدمه الفنان الراحل خالد صالح.

·        "من ظهر راجل" هل يتناول جزءا معينا من الأحداث التي نعيشها حاليًا؟

العمل ليس له علاقة بالأحداث التي نعيشها، فهو يتناول قصة "ملاكم" من أسرة تحت المتوسطة، وله حلم معين، ولكن الظروف التي يمر بها تجعله يدخل في سكة شمال، ولكن بداخله شعاع نور يقوده إلى الصواب.

·        وماذا عن دراما 2015؟

لدى عملان في رمضان المقبل، مسلسل "العهد" وبدأت التصوير فيه، وأشارك في إحدى قصص مسلسل "ألف ليلة وليلة".

·        كيف ترى عودة نجوم كبار للساحة السينمائية بعد فترة ابتعاد أمثال نور الشريف وميرفت أمين وإلهام شاهين ومحمود حميدة وغيرهم؟

بالتأكيد عودة النجوم أمر مهم جدا لخلق حالة من التناغم والتواصل بين الأجيال، وهذا ما حدث في فيلمى الجديد أيضًا "من ضهر راجل"، الذي يشاركنى بطولته الفنان الكبير محمود حميدة، وسعدت بشدة بعملى معه.

·        وما رأيك في الفن في الوقت الحالى؟

الفن حاليًا يمر بموجة جديدة سوف تستمر أكثر من 10 سنوات سيحدد على أساسها من يتواجد ومن يستمر، ونوعية الأعمال التي سوف تقدم، والفترة القادمة أفضل إن شاء الله.

مصر العربية في

03.03.2015

 
 

من فضلكم الصورة أولا

العرب/ أمير العمري*

الشرط الوحيد والمطلوب الالتزام به كضرورة أساسية لمشاهدة أيّ فيلم، هو شرط جودة الصورة، أي إنتاج صورة تتمتع بمواصفات تصلح للعرض على الجمهور.

من حق السينمائيين الشباب أن يمارسوا التجريب في السينما، وأن يستخدموا الكاميرا كما يشاؤون، وأن يكتبوا ويبتكروا السيناريوهات التي تشبع خيالهم، كما أن من حقهم اكتشاف مناطق جديدة، قد تكون مجهولة فيما نطلق عليه “لغة السينما”.

وفي المقابل فإن الشرط الوحيد والمطلوب الالتزام به كضرورة أساسية لمشاهدة أيّ فيلم، هو شرط جودة الصورة، أي إنتاج صورة تتمتع بمواصفات تصلح للعرض على الجمهور، فأنت في نهاية الأمر لا تصنع الأفلام لنفسك أو لكي تعرضها على أهل بيتك وأصدقائك، بل لا بدّ لها من الوصول إلى الجمهور بأيّة وسيلة من وسائل العرض المتاحة حاليا ولو عبر شبكة الإنترنت.

أما أن تكون الصورة ذات مواصفات لا تصلح للمشاهدة أصلا، عندئذ لا يصبح هناك أيّ معنى لما هو موجود داخل الفيلم من مضمون أو رسالة أو قضية لها أهميتها، ومهما كانت عفوية الصور واللقطات، فلا بدّ أن تتمتع بدرجة من النقاء والوضوح تسمح بعرضها ومشاهدتها.

هذا للأسف ما يفتقده عدد كبير من الأفلام التي يصنعها المخرجون العرب الشباب، بدعوى أنه ليس من الضروري أن تكون الصورة واضحة ومستوية وتتمتع بدرجة ما من الإضاءة، تسمح بالتعامل معها بصريا.

كانت فكرة السينما الخشنة في الماضي، في ستينات القرن العشرين، ترتبط بظهور “السينما الثورية” التي نشأت في غابات أميركا اللاتينية، تلك السينما النضالية التي رفعت وقتها شعار “الكاميرا- سلاح” أي أو كما قال غودار، “تطلق 24 طلقة في الدقيقة”، إشارة إلى كون الكاميرا السينمائية تلتقط 24 صورة في الدقيقة الواحدة، وكانت هذه الأفلام تصوّر وسط معارك الغابات بين القوات الحكومية والثوار اليساريين.

كان التصوير في تلك الفترة يتمّ سرا وباستخدام كاميرات عتيقة من مقاس 16 أو 8 مم، ولم تكن تتوفر تقنيات حديثة متقدمة للتحميض والطبع، ولذلك سادت الصورة المهتزة المظلمة المليئة بالحبيبات. وربما أصبح هذا الطابع للصورة جزءا من فكرة الفيلم الثوري وقتذاك.

أما اليوم فقد تغيّر الحال، وأصبح من الممكن استخدام الكاميرات الرقمية الدقيقة من زوايا معينة، لا يمكن اكتشافها ويمكنها بالتالي أن تلتقط الأحداث الساخنة وقت وقوعها دون مشاكل كبيرة، كما لم تعد الأفلام المصورة بهذه الطريقة في حاجة إلى تحميض وإظهار ثم طباعة، بل أصبح يمكن عمل المونتاج والتجويد وإدخال المؤثرات والموسيقى وغيرها عن طريق الكومبيوتر، ثم إرسال الفيلم بالبريد الإلكتروني كملف ضوئي، يمكن تخزينه على إسطوانات أو على شرائح الذاكرة وعرضه على الجمهور.

وهذه الكاميرات تنتج صورا ذات درجة عالية من الوضوح والنقاء، ولم يعد بالتالي من الممكن قبول الفيلم الباهت أو المظلم، والصور المهتزة، بدعوى أنه فيلم “ثوري” فمن دون صورة واضحة لا يوجد فيلم، أليس كذلك؟

*ناقد سينمائي من مصر

العرب اللندنية في

04.03.2015

 
 

بالفيديو والصور

المخرجة عرب لطفي: نكسة 67 أعادت القضية الفلسطينية إلى السينما

محمد عبد الحليم

قالت المخرجة عرب لطفى إن خريطة السينما الفلسطينية خريطة معقدة بتعقيد المنطقة نفسها، ولم توجد حتى الآن دراسة فعلية عميقة تناقش كل قضاياها وضربت مثلا بنكسة 67 التي أعادت القضية الفلسطينية إلى السينما من جديد، لتناقش قضايا النضال ضد الاحتلال خلال الأعمال.

وأضافت عرب خلال ندوة تاريخ السينما الفلسطينية التى أقيمت مساء أمس الثلاثاء بمركز الإبداع بالأوبرا على هامش أسبوع الأفلام الفلسطينية، إن السينما كصناعة فلسطينية مرت بعدة مراحل ففى ثلاثينات القرن الماضى وقبل النكبة عرفت فلسطين السينما كصناعه جديدة قدم إبراهيم حسن سرحان فيلمين مسجل وجودهما، وقدم المخرج صلاح الدين بدرخان عام ٤٦ فيلم "حلم ليلة"، وتعرضت السينما الفلسطينية لحالة من فقدان التوازن بعد النكبة، وتسبب في انقطاعها لفترة طويلة.

ومن جانبه قال الناقد طارق الشناوى، إن المثقفين المصريين استطاعوا أن يوقفوا محاولات التطبيع مع الكيان الصهيونى، مضيفا أن المخرجين الذين ينتمون إلى عرب فلسطين ويحملون جواز سفر إسرائيليا، مواطنون شرفاء مجبرون على حمل جواز سفر الاحتلال.

وذكر الشناوى أن طريقة تناول السينما المصرية للشخصية اليهودية هي طريقة هزلية وتقليدية وساذجة وفى غالبيتها تحية للمخابرات المصرية، مؤكدا أن السينما المصرية لم تتناول القضية الفلسطينية بشكل عميق وفعال.

وأوضح أن عرض الأفلام الفلسطينية في المهرجانات العربية هو أمر شائك وخطير، وطالب بتنظيم الأمر وتقنينه.

وبالنسبة لعلاقة السينما المصرية بقضية فلسطين قال الشناوى أنها علاقة قديمة تمتد إلى ثورة يوليو،، فالمشهد الفلسطينى حاضر وبقوة في السينما المصرية، مثل فيلمي "رد قلبى"، و"فتاة من فلسطين" فالنكبة هي جزء حيوى في تلك الأعمال.

وفى سياق متصل أكد المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى، أن المشروع الثقافي الفلسطيني ناضج جداُ، على الرغم من ظروف الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أنه خلال الـ 10 سنوات الأخيرة، أصبح هناك حضور مهم  للسينما الفلسطينية على المستوى العربي والعالمي، وذلك مقارنة بدول أخرى عربية مستقرة .

وأضاف "مشهراوي" خلال حواره مع الإعلامية منى سلمان في برنامج "مصر في يوم" على فضائية دريم2 ، أن فلسطين ليس لديها صناعة سينمائية، لذلك يتم اللجوء إلى الإنتاج المشترك مع دول أخرى، وهذا يتيح للفيلم العرض في أكثر من مكان، وبرر المخرج الفلسطيني عدم حضور الفيلم الفلسطيني في السينمات المصرية، لأنها حالة منفصلة، عن باقي السينمات في العالم العربي، حيث يعتمد التسويق على اسم البطل.

وأشار المخرج الفلسطيني، أن السياسة متأخرة خطوات، عن الفن الفلسطيني، والدليل أن الوضع الفلسطيني كما هو، بل ربما يتراجع، في حين أن الفن يُعرّف العالم على فلسطين، وعلى تاريخها، لذا فإنه دائما ما يلجأ إلى الفيلم الروائي، أو الوثائقي، لأن فلسطين تحتاج إلى التوثيق، خاصة في ظل تراجع الجهاز الإعلامي.

وأشار "مشهرواي"، أن السينما الفلسطينية حالياً هى الأجدر بالتعبير عن مشكلات المواطن الفلسطينى، قائلاً: «السياسة هى حياتنا، وأى فيلم يقدم لابد أن يكون له انعكاس سياسى حتى الأفلام الرومانسية لها انعكاسات سياسية فى تأويلها».

وأعلن "مشهرواي" أنه يقوم حالياً بالتحضير لفيلم روائي تحت عنوان " كتابة على الثلج" سيقوم بتصويره في الأردن، وسيقوم ببطولته الفنان جمال سليمان.

https://www.youtube.com/watch?v=v3KLSLp6krM

مصر العربية في

04.03.2015

 
 

Short-Term 12  – الحياة كمرحلة انتقالية

زهراء إبراهيم – التقرير

من الصعب الكتابة عن هذا الفيلم، ربما لأنه يرسم بسلاسة مذهلة جانبًا كبيرًا من الحياة البشرية وتعقيداتها عن طريق حكاية تسترسل بهدوء وبدون صعوبة، مع جاذبية شديدة للحكاية على الرغم من محيطها الهادئ الذي تجعله إنسانيًا مألوفًا ومعقدًا في نفس الوقت، وبالتالي يصعب الكلام عنه والإلمام بتفاصيله الكثيرة. أو لأنه يحاول عرض دراما شائكة قد يصبح من السهل تسطيحها أو المبالغة فيها، لكنها يتناولها بهدوء وتصاعدية يجعلانها واقعية للحد الأقصى، بدون الصخب المؤلم للواقع.

هذا الفيلم عن كيف تُنسج الحكاية نسجًا لطيفًا من التفاعل البشري الذي يبدو وكأنه الحد الأدنى للتواصل؛ ولهذا يبدو وكأن الفيلم قد يخدعنا ونفكر أنه فيلم هادئ سيمر بسلاسة وينتهي نهاية سعيدة بدون الكثير من التعقيدات. أو عن كيف يمكنك أن تبدأ فيلمًا بحكاية وتنهيه بحكاية أخرى وبينهما الكثير من الحكايات التي تُروى بهدوء، لكنها وبكل سهولة تعصف بك وتحرك قلبك بعنف وتتركك بلا مقدرة على الكلام.

ربما يمكننا القول إنه عن الفتاة العشرينية المسؤولة عن الإشراف على مؤسسة لرعاية الأطفال والمراهقين الذين تعرضوا لواقع ظالم وقاس وثقيل، Brie Larson التي استطاعت أن تهيمن على السرد والصورة والشعور العام للفيلم. (بري) التي سمحت لشخصية الفتاة القوية المتزنة خارجيًا والمُثقلة قليلة الكلام أن تتلبسها لتكون (جريس) بكل ما تحمله الشخصية من أبعاد. ومن ثم ستلتقي بنفسها أو مثيلتها على صورة الفتاة الجديدة في المؤسسة (جايدن –  Kaitlyn Dever) المراهقة الفنانة المُثقلة أيضًا بماضٍ من الإيذاء النفسي والجسدي، حيث سيقود التشابه الكبير بينهما إلى تفاعل جميل يصور ما يعنيه أن يتعرف الإنسان إلى آخر في نفس حالته الوجودية تمامًا، هذا التشابك الشعوري بين الفتاتين سيجعل شخصية (جريس) واضحة، واضعًا إياها في محور الحكاية.

ويمكن أن يكون الفيلم عن علاقة حب بين اثنين قررا أن تكون وظيفتهما في مكان لرعاية الأطفال المهمشين والمنبوذين الذين تعرضوا للإيذاء بمختلف أنواعه. وربما أتت العلاقة بعد التقائهما في الوظيفة، لا نعلم ذلك. لكن، لا يسعك إلا أن تحب تلك العلاقة ودفئها، علاقة تشعرك وكأن أطفالًا كبارًا يرعون أطفالًا أصغر منهم قليلًا. هذه العلاقة تجمع بين شخصية (جريس) شديدة التعقيد غير المرنة في التعامل مع أفكارها، و(مايسون – John Gallagher) المرح المتخفف، تلك الشخصية التي تعني الدعم والحب السلس الذي ينبت بين صخور الحياة بلا سبب سوى من أجل ذات الحب نفسها بلا معانٍ أخرى. هذه العلاقة تجعل الأمور متزنة باستمرار وكأنها الركن الهادئ المنعزل إلى أقصى حد عن توتر الحياة وقلقها وحزنها المستمر، والتي وإن مرت عليها الحياة بتطفلها الذي لا يمكن إيقافه، فإنها لا تتشوه تشوهًا يغيرها ويجعلها تؤدي دورًا سيئًا ومؤذيًا أو أقل جمالًا في حياتهما.

يأخذنا الفيلم في جولة عبر مؤسسة (Short-Term 12) من خلال أعين حارس الأمن الجديد (نايت – رامي مالك) والذي يجعلنا نتحد مع عينيه الواسعتين وفضوله الطفولي أثناء سماع الحكايات التي يحكيها (مايسون) عن الأطفال. نايت الذي يتفاعل مع الأطفال وكأنه واحد منهم، لكنه غير مقيد بقيودهم التي فرضها عليهم ماضيهم السيئ، حيث ينطلق في كلام غير محسوب في البداية ما يخلق حالة من رد الفعل المشحون من الأولاد. هكذا نتحد معه كزائرين جدد نود أن نعرف لماذا يحاول بعض الأطفال الهرب باستمرار، وحتى متى يظلون تحت رعاية المؤسسة، وما هو شكل الحياة الكامنة في قلب هذه البناية، وغير ذلك.

في ذروة الحكاية تقف (جريس) ممسكة بعصا البيسبول في غضب شديد وأنفاس ثقيلة أمام سرير ينام عليه رجل ما، على وجهها تتجمع المشاعر السيئة كلها التي تبدأ في الظهور بهدوء وندرك وجودها كامنًا تحت السطح الهادئ تمامًا والمتزن الذي يزخر بالحزن الصامت. تلك الذروة تسبقها أيام من تعامل جريس مع مشاكل الأطفال ومشاكلها الشخصية وحملها وعلاقتها مع (مايسون) الذي يمثل النقاء والأمان في حياتها. تليها لحظات السلام والجمال الذي لا يخلو الواقع منه أحيانًا. كل ذلك تتوجه اللغة الجسدية والإيماءات الناطقة التي استطاعت لارسون التحكم بها كأدوات لغوية أبلغ تعبيرًا عن الحالة التي تسود الفيلم، بين انكماشها على ذاتها تحت دش الماء، أو الانحناءة الطفيفة على مكتبها، أو ملامح وجهها الهادئة وميل رقبتها الدائم مع انعدام سيمترية تصفيفة شعرها باستمرار والتي تعطي أحيانًا شعورًا بأن نصف وجهها فقط هو ما يمكننا رؤيته، وحتى إيذاء نفسها الذي يبلغ ذروته مع ذروة الأحداث، حين تبكي للمرة الأولى وتقرر أن هناك رد فعل ما ينبغي اتخاذه على كل تلك الفوضى، فينتهي بها الأمر ممسكة بعصا البيسبول وهي تفور غضبًا واشمئزازًا من والد (جايدن) ذلك الرجل الذي يمثل ماضيها الأليم. في النهاية تفي جريس بتوقعاتنا، وبدلًا من أن تحكي حكايتها التي ننتظرها طوال الفيلم لمايسون -حبيبها أو أقرب أصدقائها أو أي شخص آخر عدا ذاتها مهما كان مقربًا- فإنها تحكيها لجايدن -ذاتها الصغيرة- والتي لا تريد لها أن تعيش هذه المأساة أطول من ذلك.

التناغم المطلق في هذا الفيلم بين الزوايا الواسعة للغاية المبهرة للعين والمقربة التي تهتم بالوجه وانفعالاته يعطي كل إطار في الفيلم معنى مختلفًا يليق بالحدث، لكنه لا ينفصل عن الجو العام الهادئ والاستمرار الذي لا ينقطع، كالحياة تمامًا. ما يميز صورة هذا الفيلم هو استخدام الكاميرا المهتزة التي لا تخلو لقطة واحدة منها، لكن مع التعمق في الأحداث يصبح وجود ذلك الاهتزاز جانبًا أساسيًا يصيغ حالة الفيلم كالألوان والموسيقى، ويمكن إدراكه أكثر وبشكل أوضح في لحظات التوتر والصمت والانكماش على الذات. على سيرة الألوان، كل لقطة تصطبغ بما يمكنك أن تتوقعه منها، غير مستغرب أن تكون اللحظات التي تحمل حزنًا وثقلًا على القلب ذات ألوان باهتة تتراوح بين درجات الأزرق، مع صمت أو هدوء تحيطه موسيقى لا تكاد تُدرك. فيما تكتسب اللقطات الصاخبة المرحة ألوانًا زاهية فيها الأحمر والأصفر والكثير من التدرجات المحيطة بهما، وربما ترتدي (لارسون) فستانًا وترقص مع (مايسون) على أغنية مكسيكية وجودها فريد ومبهرج وسط خط الأحداث الذي لا يرتفع ببهجة حقيقية وقوية إلا هنا. وبين هذا وذاك، تأتي اللحظات المحايدة ذات الخط المستقيم والحوارات الهادئة اليومية التكرارية في العادة، مع ألوان محايدة تمامًا بلا معنى مستتر خلفها وصمت يكتفي بالأصوات الطبيعية في الخلفية.

هذا فيلم شاعري، لا يوجد مشهد فيه تنقصه الروعة في شيء، غير أن اللحظات التي تجلس فيها جريس مع جايدن أو تسير وراءها في الشارع أو تذهب إلى بيت والدها لإعادتها للمؤسسة هي اللحظات التي تجعل من هذا الفيلم دراسة نفسية عميقة للإنسان بدون الرتوش التي يسير ملتحفًا بها في الحياة. أما مشهد الختام، فهو حالة مكثفة من الجمال، بدءًا من الحكاية الجديدة التي يقصها مايسون على نايت وانتهاء بركضهم وراء الطفل الهارب -الذي لا يبدو وكأنه سيهرب فعلًا-، التصوير البطيء والموسيقى وحتى تعبيرات وجوههم وهم يركضون تجعل هذه الفينالة مثل رشة سكر أخيرة فوق الكعكة.

لنقول إن هذا الفيلم عنا، عن أعماق حياتنا وصميم مشاعرنا وتجاربنا، عن البشر والضعف البشري والقوة التي تدفعهم خلال كل شيء للنهاية. عن الحب والتعاطف النابع من الإدراك الناتج عن التشابه أو القرب. الشعور بأن الحياة بأكملها ما هي إلا مرحلة انتقالية كالتي يعيشها الأولاد في المؤسسة، هو تيمة هذا الفيلم.

التقرير الإلكترونية في

04.03.2015

 
 

Outcast الأميران الصينيان في ضيافة الصليبيين

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

ولّت، ويا للأسف، الايام التي كان اسم نيكولاس كايج على أي عمل سينمائي، يعني اننا بصدد مشاهدة فيلم فني جيد مثلLeaving Las Vegas الذي حمل له جوائز عدة مثل الاوسكار والغولدن غلوب، او حتى ترفيهي واكشن مثل The Rock أو Face off أو Con Air. صحيح أن النقاد أثنوا اخيراً على ادائه الجيد من خلال فيلمJoe عام 2013، لكن اداءه الاستثنائي هذا يظل استثناء مقارنة بالكمّ الاكبر من الادوار السيئة والاداءات المثيرة للسخرية، وأخيرها (على امل ان يكون آخرها) مشاركته غير المقنعة في Outcast من اخراج نيك باول عن سيناريو لجيمس دورمر.

الفيلم من نوع المغامرات والاكشن ويعيدنا الى القرن الثاني عشر، وتحديداً الى مملكة صينية تعاني الانهيار مذ قام الابن الاكبر للملك بقتل والده طمعاً بالحكم، واتهم شقيقه الاصغر ووارث العرش بالجريمة. الأمير الصغير يهرب برفقة شقيقته الاميرة ليان (يفي ليو)، وطريقهما تتقاطع مع جندي صليبي هو جاكوب (هايدن كريستنسن) الهارب من اشباح ماضيه والباحث عن الخلاص عن طريق الغرق في المخدرات. في البدء جاكوب الطامع بالمال يساعدهما على استعادة العرش والتخلص من مطاردة جنود الشقيق المصمم على قتلهما. يقصدون غالين (نيكولاس كايج) الصليبي زميل جاكوب الملقب بالشبح الأبيض، للاحتماء عنده استعداداً لمواجهات دامية ومعارك عنيفة مع الأمير وجنوده.

ويا للأسف مجدداً، الفيلم ورغم كونه مصوراً في ديكورات طبيعية ساحرة للريف الصيني، ورغم احتوائه على الكثير من الاكشن والمعارك الترفيهية (بعضها سريع التقطيع الى درجة عدم قدرتنا على معرفة من يضرب من)، إلا أنه مقدم في اطار ممل، ويحفل بالكليشيهات المعتادة والتركيبة التقليدية. تركيبة متوقعة ومعروفة سلفاً، تمزج كالعادة المغامرات والاكشن والمعارك بالرومانسية بين الجندي والاميرة، ومواجهة الشر المطلق المتمثل بالشقيق الاكبر، ومحاولة تحرر مقاتلين سابقين من اشباح الماضي. وما يزيد الطين بلة الصورة الداكنة التي تزيد احساسنا بالضيق، والتصوير بتقنية 3D التي لم تخدم العمل بما انها لا تقدم صورة نافرة أو بارزة حتى. التمثيل أقل من عادي، هايدن كريستنسن باهت ونيكولاس كايج مخيب للأمل فعلاً بأدائه السيئ والمبالغ وشكله السخيف.

Chappie الروبوط الطيب أمام خيارين

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

شكراً للسينما لأنها حررتنا من خوفنا من الرجال الآليين، فجعلتهم ابطالاً لطيفين وانسانيين مع كثير من المشاعر والاحاسيس، الى درجة اننا بتنا نستطيع الوقوع في غرامهم كأنهم براد بيت او جورج كلوني. كلنا تأثرنا برقة روبن ويليامز ورومانسيته في دور الروبوط الانساني فيBicentennial Man عام 1999، وكلنا تمنينا لو نتحوّل انجلينا جولي، فنتبنى اطفالاً روبوطات يحتاجون الى الحنان، امثال هالي جويل اوسمنت في Artificial Intelligence عام 2001، و Wall-Eروبوط الانيمايشن الذي أذاب قلوبنا وهو يردد اسم حبيبته "ايفا" عام 2008.

مجدداً السينما توقعنا في غرام Chappie الروبوط الجديد صاحب القلب والروح والمشاعر والذكاء، والباحث عن أم وأب وقيم ومبادئ ومكان وسط عالم لا يعتبره سوى كتلة حديد. روبوطنا ليس عادياً، فوالده ليس مخرجاً وكاتب سيناريو عادياً. إنه الجنوب افريقي الرؤيوي نيل بلومكامب، الذي سبق وقدّم كلا من التحفة العلمية الخيالية District 9عام 2009 المذهلة بالقصة العميقة، المبتكرة والمفاجئة، والسيناريو الفلسفي الذكي والاخراج الدينامي، وElysium عام 2013 اللافت بحبكته الانسانية والبيئية والسياسية. من خلال شريطه الطويل الثالث Chappie يعيدنا بلومكامب الى الخيال العلمي والموضوعات التي تدين وحشية البشر وانعدام المساواة الاجتماعية. لكن الصراع هذه المرة لن يكون بين الانسان المتسلّط والمخلوقات الفضائية الضعيفة والمسجونة على الارض كما في District 9، ولا بين أثرياء ظالمين يحرمون الفقراء دخول جنتهم لأنهم لا يستطيعون شراء بطاقة الصحة كما في Elysium. الصراع هذه المرة يدور في زمن مستقبلي، حيث قامت شركة تديرها ميشيل برادلي (سيغورني ويفر) بابتكار روبوطات على شكل رجال شرطة يحفظون الأمن بيد من حديد. الصراع بين مخترع روبوطات الشرطة ديون (ديف باتال) وزميله الحسود فينسنت (هيو جاكمان) يتطور عندما يكتشف فينسنت أن ديون ابتكر روبوطاً انسانياً يدعى "شابي" (صوت بطل District 9 وElysium شارلتو كوبلي). لكن "شابي" الذي يشبه طفلاً مولوداً حديثاً تخطفه عصابة تسعى الى استخدامه في عملية سطو، وهو يطلق على افرادها اسم أمي (يولاندي فيسر) وأبي (نينجا) وأميركا (خوسيه بابلو كانتييو). بين صانعه ديون الذي يريده انساناً كاملاً وصالحاً، وامه التي تحبه، ووالده الذي يريده مجرماً وسارقاً مثله، وفينسنت الشرير المصمم على تدميره وتدمير صانعه، "شابي" الطريف والمؤثر والذكي والحنون يضطر الى اختيار طريقه في عالم عنيف، وأن يحيا كما يتمنى هو.

فيلم Chappie مفاجأة سعيدة، مؤثرة، انسانية ومضحكة (وخصوصاً محطات تعليم شابي مبادئ اللصوصية والتحرك وارتداء الاكسسوارات ليصبح cool) وحافلة بكثير من الاكشن الترفيهي وبمؤثرات بصرية متقنة وعلى درجة كبيرة من الصدقية والواقعية.

فيلم Chappie لا يلفت فقط بذكائه وطرافته ومؤثراته ودينامية اخراجه، بل ايضاً باداءاته الجيدة، وخصوصاً "شابي" الذي ينجح صوت شارلتو كوبلي (ممثل بلومكامب المفضل على ما يبدو) وحركته المصورة بتقنية الـ Motion Capture في جعله ينبض بالانسانية والطرافة. وهو محاط ببطل Slumdog Millionaire ديف باتال المقنع، وهيو جاكمان الذي يميل في الفترة الاخيرة الى تقديم ادوار الشرير، والقديرة سيغورني ويفر في دور محدود، اضافة الى يولاندي فيسر ونينجا، مغنيي فريق الراب الجنوب افريقي Die Antwoord المشاركين بشخصيتهما الحقيقية والغريبة.

النهار اللبنانية في

04.03.2015

 
 

دخل مرحلة ما بعد الإنتاج وتصويره استغرق شهراً

«مزرعة يدو 2» إلى دور السينما قريباً

دبي ـ غسان خروب

بمزيج من الرعب والتشويق المحمل بلمسة كوميدية أطل الجزء الأول من الفيلم الإماراتي «مزرعة يدو»، للمخرج أحمد الزين على الجمهور في 2013، ليحقق آنذاك نجاحاً ملموساً، شكل في ما بعد سبباً لدفع فريق عمل الفيلم إلى تكرار التجربة مجدداً، عبر تقديم جزء ثان من الفيلم، الذي دخل أخيراً أروقة ما بعد الانتاج، بعد أن أنهى مخرجه أحمد الزين أعمال تصويره، التي امتدت على مدار شهر، ليواصل الفيلم أحداثه من حيث انتهى الجزء الأول، ليبلل بذلك الفيلم عروق الجمهور المتعطش لهذه النوعية من الأفلام.

علي محمد المرزوقي مدير شركة «ظبي الخليج» للأفلام المنتجة للفيلم أكد لـ«البيان» أن جرعة الكوميديا في الجزء الثاني ستكون مضاعفة، مشيراً إلى أن النص الذي كتبه إبراهيم المرزوقي تم تطويره بطريقة، تضمن تفوقه على الجزء الأول، منوهاً بأنهم حاولوا التنويع في مواقع التصوير لإبراز جماليات إمارات الدولة.

أحداث الجزء الثاني تبدأ من حيث انتهى الأول، حيث يتوجه فيه 5 شبان إلى الفجيرة، فيما يظل في المزرعة العامل المصري، الذي يلعب شخصيته الفنان محمد مرشد، إلى جانب الجدة التي تلعب دورها أم راشد، التي يشاركها البطولة في الجزء الثاني كل من منصور الفيلي، وعبد الله بوهاجوس، وسلامة المزروعي، وعبد الله سعيد بن حيدر، ومحمد مرشد، وياسر النيادي، وسعيد الشرياني، وعبد الله الحميري، وخالد النعيمي، وعبد الله الرمسي، وعائشة السويدي، وأمل محمد.

رعب وتشويق

ثقة فريق العمل بنجاح «مزرعة يدو 2» بدت عالية، بحسب قول علي المرزوقي، الذي أكد أن «الجزء الثاني سيكون أقوى من الأول»، منوهاً بأن سيناريو الفيلم أصابه تطوير كبير، زادت فيه جرعة الكوميديا، إلى جانب ما يحمله في أحداثه من رعب وتشويق.

ويبرر المرزوقي قرار تصوير جزء ثان، بقوله: «ما حققه الجزء الأول من نجاح في صالات العرض، وارتفاع طلبات الجمهور بضرورة استكمال الأحداث، شكلت أسباباً بارزة دفعتنا لخوض هذه التجربة مرة أخرى».

وتابع: «خلال عرضنا للجزء الأول في الصالات التجارية، شعرنا بمدى تعطش الجمهور لهذه النوعية من الأفلام، وبلا شك أن ذلك شكل عاملاً قوياً لتشجيعنا على إنتاج جزء ثان من الفيلم».

المرزوقي أشار في حديثه إلى أن السينما الإماراتية تعاني من قلة عدد الأفلام التجارية، وقال: «لدينا إنتاج ملموس من ناحية الأفلام الفنية، ولكن يظل المشاهد بحاجة إلى فيلم تجاري، يقدم له قصة واقعية، تحمل بين طياتها لمسات كوميدية وتشويقيه».

تصوير الفيلم استغرق شهراً كاملاً، تنقل فيها بين أبوظبي والعين والذيد والفجيرة، ليسلط الضوء على تنوع البيئة الإماراتية، لتمتد أحداثه على مدار ما يقارب الساعتين، ستكون ملأى بالكوميديا والأحداث المريبة. وفي الوقت الذي يتوقع أن يعرض الفيلم الصالات التجارية قريباً، فإن عملية توزيعه لن تكون تدريجية، كما حدث في الجزء الأول، كما لن تقتصر على مستوى الدولة فقط، وإنما ستشمل المنطقة كلها.

تجربة أولى

يعد «مزرعة يدو 1» أول تجربة سينمائية طويلة للمخرج أحمد الزين، بعد إمضائه لنحو 13 عاماً في صناعة الأفلام القصيرة، وكان هذا الفيلم قد عرض في الدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي، ضمن فئة «أصوات خليجية»، ولقي ردة فعل جيدة من ناحية الجمهور إبان عرضه في دور السينما.

لا سيما أنه يجمع بين أجواء الإثارة ومواجهة «الجن» في إطار كوميدي، وكان أنتاج «مزرعة يدو 1» قد استغرق نحو 6 أشهر متضمنه عمليات ما قبل الإنتاج والتصوير وما بعد الإنتاج، وهي فترة تعد قياسية بالنسبة لإنتاج الأفلام.

«يوم مالوش لازمة» يعيد هنيدي إلى السينما

دبي ـ البيان

 بعد غياب عامين من بعد فيلمه «تيته رهيبة»، أطلّ الممثل محمد هنيدي أخيراً على جمهوره متسلحاً بفيلمه الجديد «يوم مالوش لازمة» الذي صاغ نصه عمر طاهر وأخرجه أحمد الجندي.

ليقدم لنا فيه جرعة كوميدية عالية، شاركه في تقديمها روبي التي تطل بشكل ودور مختلفين، ومحمد ممدوح الزائر الجديد للسينما، وهالة فخري وطارق عبد العزيز وريهام حجاج، لينال الفيلم استحسان الجمهور الذي منحه 9 درجات.

مبدياً إعجابه بالفيلم الذي يدور حول يحيى (محمد هنيدي) العائد من الخليج ليتم زفافه إلى مها (ريهام حجاج) لتدور الأحداث في يوم واحد فقط، هو يوم الزفاف، حيث يستعد العروسان له، ولكن تقابلهما عقبات أهمها ماضي يحيى الذي يطارده من خلال بوسي (الممثلة روبي) التي لا تريد أن تتركه لينتهي الفيلم بمفاجأة غير متوقعة.

ورغم طرحه لحكاية بسيطة تشبه ما يعيشه كثيرون منا، إلا أن الفيلم جاء بقالب كوميدي خفيف، ليبدو فيه هنيدي وكأنه يعيد شخصية الكوميديان الغائب منذ فترة طويلة عن السينما العربية، ليكرس بذلك تتويجه ملكاً لهذه النوعية من الأفلام، مقدماً بفيلمه جرعة ضحك مضاعفة لا تشبه ما قدمته الأفلام الكوميدية المصرية في سنواتها الأخيرة.

جرعة كوميدية

ردة فعل الجمهور حيال الفيلم، جاءت جميلة، ففي الوقت الذي عبر فيه حازم مصطفى عن إعجابه بأفلام محمد هنيدي بشكل عام، منح فيلمه الأخير 9 درجات، لما يحمله من جرعة كوميدية عالية، وقال: «في كل مرة يبهرنا محمد هنيدي بطريقة اختياراته التي تصلح لأن يشاهدها كل أفراد العائلة».

أما راضي سلطان، فوصف الفيلم بأنه «خفيف الدم»، وقال: «سعدت كثيراً خلال متابعتي لقصته، فرغم أن الفيلم لا يتطرق إلى قضية اجتماعية بحتة، إلا أن ما يتضمنه من جرعات كوميدية، كانت كفيلة بأن تقنعني فيه»، وأشار راضي الذي منحه 8 علامات إلى أنه أعجب بأداء روبي التي قال عنها: «أعجبني الأداء الكوميدي الذي قدمته روبي في الفيلم، التي سبق لي متابعتها في أعمال تلفزيونية وسينمائية كثيرة".

في المقابل، قالت سلام شفيق، التي منحته هي الأخرى 9 علامات: «في الحقيقة، لم أكن أتخيل قبل دخولي القاعة، أن الفيلم سيكون ممتعاً لهذه الدرجة، فلم أشعر أبداً بطول الفيلم لما فيه من جرعة كوميدية عالية».

وأضافت: «بالنسبة لي أحب أداء هنيدي في السينما، فهو قادر على إدخال الضحكة على قلوبنا، ويذكرني دائماً بأداء عمالقة السينما المصرية أمثال عادل إمام».

البيان الإماراتية في

04.03.2015

 
 

«قمرة» يجمع أبرز العاملين في صناعة الأفلام إقليمياً ودولياً

الدوحة ـ «سينماتوغراف»

تستضيف مؤسسة الدوحة للأفلام في قطر أكثر من مئة من أبرز العاملين في مجال صناعة الأفلام والذين سيشاركون في الدورة الأولى من «قمرة»، أحدث مبادراتها الساعية إلى دعم صناع الأفلام الصاعدين من قطر وحول العالم وذلك ما بين 6 و11 مارس الحالي.

واختير 29 مشروعاً للمشاركة في قمرة للاستفادة من تجارب خبراء صناعة الأفلام، وذلك في إطار جلسات تشاورية وورشات عمل صُممت خصيصاً لتلبية احتياجات هذه المشروعات ودفعها إلى المراحل التالية.

وينقسم برنامج قمرة إلى قسمين حسب مرحلة المشروع، حيث سيشارك أصحاب المشروعات في مرحلة التطوير في جلسات تشاورية فردية وجماعية حول الشؤون القانونية والمبيعات والتسويق والإنتاج وكتابة السيناريو، إلى جانب اجتماعات تعارفية مرتبة سلفاً. أما أصحاب المشروعات في مرحلة ما بعد الإنتاج، فسيشاركون في سلسلة من عروض أفلام قيد التحضير وفي المرحلة الأولى من المونتاج، بالإضافة إلى الجلسات التي تليها لتقييم ردود الأفعال، حيث ستعرض في عدد من الحالات مقاطع لأول مرة على الإطلاق.

وصرحت المدير التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، فاطمة الرميحي، قائلة: «المشروعات التي اختيرت للمشاركة في قمرة هي من أعمال صناع أفلام عملنا معهم عن كثب وعلى مدار فترة طويلة من خلال برامج المنح والتطوير. ونحن في موقع فريد يتيح لنا دفع هذه المشروعات إلى المراحل التالية من خلال برنامج قمرة المكثف الذي صممناه مع مراعاة احتياجات كل مشروع على حدة». وأضافت الرميحي: «سرني جداً الدعم الذي قدمه العاملون في جميع مجالات قطاع صناعة الأفلام لقمرة في دورته الأولى. ونثمن الكرم الغامر الذي أبدوه تجاه جيل جديد من صناع الأفلام وأنا واثقة باستمرارية علاقات تعاون ستنشأ خلال الأسابيع القادمة وتردد صداها في مستقبل كل من سيشارك في قمرة».

وسيشارك في قمرة مديرون فنيون وممثلون عن المهرجانات السينمائية الدولية التالية: مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، ومهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي، ومهرجان تورنتو السينمائي الدولي، ومهرجان بوسان السينمائي الدولي، مهرجان روتردام السينمائي الدولي، ومهرجان سراييفو الدولي، ومهرجام كليرمون فيراند السينمائي الدولي، ومهرجان أبوظبي السينمائي، ومهرجان دبي السينمائي الدولي، ومهرجان لوكارنو الدولي، ومهرجان أمستردام للأفلام الوثائقية. وفي إطار مشاركة مهرجان كان السينمائي سيحضر ممثلون عن مسابقتي «السينيفونداسيون» والأفلام القصيرة، وفعاليتي أسبوع النقاد وأسبوعي المخرجين.

كما يشارك ممثلون عن مؤسسات دولية تعنى بالأفلام منها Eurimages، وصندوق Hubert Bals، Medienboard، وSørfond، وصندوق سراييفو للأفلام، وورشات عمل Binger Film Lab، وTorino Film Lab، وراوي لكتابة السيناريو، وبرنامج كان لصناع الأفلام المقيمين، وممثلون عن مؤسسات وطنية تعنى بالأفلام منها Creative England، والمعهد الدنماركي للأفلام، وCinemas du Monde.

ومع التركيز على مشروعات أفلام قيد التحضير، سيكون المشاركون على تواصل مع شركات المبيعات والإنتاج الدولية ومن بينها Elle Driver، وFortissimo Films، وMemento Films، وOpen City Films، وPicture Tree International، وSikhya Entertainment، وUrban Distribution International، وWIDE، وWild Bunch، وVisit Films، إلى جانب أهم شركات توزيع الأفلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنها Gulf Film، وFront Row Filmed Entertainment، وTeleview International، وMoving Turtle، وMC Distribution.

كما سيتميز قمرة بحضور قوي لجهات إقليمية تعنى بتمويل الأفلام منها: صندوق «سند» من أبوظبي، وإنجاز من دبي، إلى جانب الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، ومؤسسة الشاشة في بيروت، الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وشركات إنتاج سينمائية وتلفزيونية منها About Productions، وImage Nation، وMBC، وMad Solutions، وART، وشبكة الجزيرة الإعلامية. كما سيشارك ممثلون عن منصات تكنولوجية جديدة لعرض الأفلام مثل icflix وFestival Scope، إلى جانب موقع «أفلامنا» لجمع التمويل.

وسيكون المحتوى الإقليمي محور جلسة خاصة مع جامعة نورث ويسترن في قطر في 9 مارس، في إطار شراكتها مع مؤسسة الدوحة للأفلام وتعاون الطرفين على إعداد دراسة عربية شاملة بعنوان «استخدام وسائل الإعلام الترفيهية في الشرق الأوسط».

وتأتي الجلسة الخاصة بعنوان «مواكبة الطلب على المحتوى الإقليمي» ضمن فعاليات منتدى صناعات الإعلام في قطر وهو ملتقى يُعقد كل عامين ويجمع قادة صناعات الإعلام. وستركز الجلسة على ما توصلت إليه الدراسة عن الطلب الكبير على أفلام ومحتوى ترفيهي من العالم العربي، كما ستتناول الظروف التي تحول دون تلبية هذا الطلب، وستعرض الطرق الأفضل والأكثر ابتكاراً التي يلجأ إليها منتجو المحتوى المحلي في التواصل مع جماهير المنطقة في إطار البيئة الإعلامية القائمة وما يحيط بها.

يدير الجلسة جو خليل، أستاذ مقيم لدى جامعة نورث ويسترن في قطر، ويتحاور فيها كل من: فادي إسماعيل، مدير خدمات مجموعة O3 Productions/MBC Group، وسليم العازار، المدير التنفيذي لـGulf Film، وهانية مروة، مؤسسة ومديرة Metropolis Art Cinema، محمد مكي، مخرج مسلسل «تكّي»، وخليفة الهارون، مؤسس موقع ILoveQatar.net. ويشارك أيضاً في برنامج قمرة 150 منتدباً من قطاعات الأفلام والإعلام والترفيه، في إطار تحقيق أهداف قمرة في تعزيز أطر التواصل بين قطاعات السينما المحلية والإقليمية والدولية من أجل دعم المواهب الصاعدة.

ويتضمن برنامج قمرة عروض أفلام مفتوحة للجمهور من أعمال الخبراء السينمائين الخمسة في قمرة وهم: غايل غارسيا بيرنال، وليلى حاتمي، وكريستيان مونجيو، وعبدالرحمن سيساكو، ودانيس تانوفيتش، إلى جانب عروض أفلام أصوات جديدة في عالم السينما من الحاصلين على دعم برنامجي المنح والتمويل المشترك لدى مؤسسة الدوحة للأفلام.

سينماتوغراف في

04.03.2015

 
 

السينما الجزائرية: تشغيل حذر لشاشة الثورة

حميد عبد القادر

شهدت السينما الجزائرية خلال المدة الأخيرة، عودةً ملحوظةً لـ "الفيلم الثوري" أو فيلم الثورة الجزائرية، بعد أن عرف سنوات طويلةً من الركود جرّاء تراجع الحكومة عن تمويل السينما، وحلّ مؤسسات الإنتاج السينمائي التابعة للدولة.

وقد بعثت هذه المؤسسات رسمياً خلال الستينيات بعد تأميم المؤسسات الخاصة من قبل نظام الرئيس أحمد بن بلة، وواصل خليفته هواري بومدين اعتبار الإنتاج السينمائي "قضيةً رسميةً". وكان الفيلم الثوري الجزائري قد بلغ رواجاً كبيراً بعد نجاح فيلم "معركة الجزائر" (1966) للمخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو.

وفي السبعينيات، وفّرت الدولة إمكانيات ضخمة للسينمائيين من أجل تمجيد حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي (1954 - 1962)، فأُنتجت أفلام ثورية ناجحة، مثل فيلم "الأفيون والعصا" (1970)، لأحمد راشدي، المقتبس عن رواية مولود معمري، وفيلم "دورية نحو الشرق" (1971) لعمار العسكري، وغيرها من الأفلام التي تناولت الثورة الجزائرية من زاوية التقديس والتعظيم، والتماهي مع الخطاب الرسمي.

"العودة إلى الأفلام الثورية ارتبطت بميزانية وزارة الثقافة"

بعد فراغ يناهز العشرين عاماً، عرفت السنوات الأخيرة عودةً لهذا النوع من الأفلام بفعل ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة، وتخصيص صندوق خاص بدعم الإنتاج السينمائي (فداتيك) رصيده عشرين مليون دولار سنوياً، إضافةً إلى تخصيص جزء كبير من ميزانية الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال لتصوير أفلام سينمائية ثورية.

ومن بين الأفلام التي أنتجتها مؤخراً مؤسسات سينمائية خاصة بهدف سدّ فراغ العقدين الأخيرين، نجد فيلماً حول نضال القائد الثوري مصطفى بن بولعيد، للمخرج أحمد راشدي. وقد ساير الفيلم، رغم ضعفه من ناحية تقنيات الإخراج، التوجه العام السائد في الجزائر منذ سنوات، والذي أصبح يفضّل القراءة المغايرة التي تتناول مظاهر "مسكوتاً عنها" في الثورة، على غرار الصراع والخلاف بين قادة الثورة في الجبال، وعدم توافق رؤاهم وتصوّراتهم، ولجوئهم في بعض الأحيان إلى القوة لحلّ نزاعاتهم.

واستمر راشدي، رغم اعتماده على تمويل وزارتي المجاهدين والثقافة، في تقديم تصوّر مغاير لتاريخ الثورة، في فيلمه الثاني هذا العام حول شخصية كريم بلقاسم، وهو أحد قادة حرب التحرير إلى جانب مصطفى بن بولعيد، وعضو مجموعة الستة التي فجرت الثورة.

كما توقف راشدي لأول مرة عند اغتيال المناضل السياسي عبان رمضان، الذي عُرف بصراعه الدائم مع القادة العسكريين داخل جبهة التحرير الوطني، بسبب مسألة القيادة، ودور النخبة السياسية والمثقفة، وأولية السياسي على العسكري. لكنه أغفل الحديث عن الجهة التي اتخذت قرار اغتياله في تطوان في المغرب يوم 27 كانون الأول/ ديسمبر 1957.

اعتبُر تجنُّب هذا الموضوع بمثابة نقص في جرأة الطرح. كما رفض راشدي التطرّق لظروف اغتيال كريم بلقاسم نفسه في فرانكفورت في تشرين الأول/ أكتوبر 1970، ضمن ظروف ما تزال مجهولةً إلى اليوم.

من جانب آخر، يشرع المنتج بشير درايس هذا الأسبوع في تصوير أحداث فيلم ثوري جديد حول "العربي بن مهيدي"، بميزانية قدّرت بأربعة ملايين يورو. وأسندت مهمة الإخراج للسينمائي الجزائري المقيم في فرنسا شاد شنوفة، بينما يجسّد دور بن مهيدي الممثل خالد بن عيسى.

ويعرف عن الشهيد العربي بن مهيدي، أنه أحد قادة مجموعة الستة. عيّن بعد قيام الثورة كقائد للمنطقة الخامسة (الغرب الجزائري)، وقد ساند عبان رمضان في صراعه ضد القادة العسكريين من منطلق إيمانه بأن النخبة السياسية هي من يسيّر الثورة، وليس القادة العسكريين.

ألقت السلطات الفرنسية القبض على بن مهيدي في فيفري 1957، وسلمته للعقيد بيجار الذي أبدى إعجاباً كبيراً بشخصيته، ودار بينهما حوار طويل حول الثورة، حسب ما ورد في مذكراته.

وقد ادّعت وسائل الإعلام الفرنسية حينها أن بن مهيدي انتحر في زنزانته بسجن سركاجي في الجزائر العاصمة. غير أن الجنرال بول أوساريس كشف عام 2001 في مذكراته أنه أقدم شخصياً على شنق بن مهيدي. الأمر الذي أحدث توتراً في العلاقات الجزائرية الفرنسية، فظهرت أصوات تدعو إلى إجبار فرنسا على تقديم اعتذاراتها للشعب الجزائري.

كما ينتظر المخرج أحمد راشدي الضوء الأخضر من وزارة المجاهدين للشروع في تصوير فيلم حول شخصية "العقيد لطفي" الذي سقط شهيداً في معركة غير متكافئة مع الجيش الفرنسي في جبل بشار (الجنوب الغربي) يوم 27 آذار/ مارس 1957.

لكن، يبقى أن عرض الأفلام على الجمهور يظلّ مرهوناً بواقع قاعات السينما التي أغلقت خلال سنوات الإرهاب. ففي مدينة مثل الجزائر العاصمة تراجع عدد القاعات من خمسين قاعة آنذاك إلى ست قاعات فقط اليوم.

هارولد كروكس: في "جنان" الرأسمالية

زكي بيضون

في فيلمه الوثائقي الصادم "الثمن الواجب دفعه"، يسلّط المخرج الكندي هارولد كروكس الضوء على النمو الخيالي لظاهرة "الجنّة المالية" وأثرها على الاقتصاد العالمي وخطرها على النموذج الديمقراطي وقابليته للاستمرار.

يحرص الفيلم، الذي تعرضه الصالات الفرنسية حالياً، على تجنب التقوقع التقني، معتمداً لغةً عينية مبسّطة يفهمها المشاهد غير المختص، وهو يضم بشكل أساسي مداخلات اختصاصيين ومسؤولين كبار في القطاع المالي والمصالح الضريبية وموظفين سابقين في شركات عالمية.

المشاهد غير المختص يكتشف أولاً أن مفهوم الجنة المالية هو أعقد بكثير من تعريفه الشائع كبلد لا يفرض ضرائب (أو يفرض ضرائب، لكن منخفضة للغاية) على المداخيل والثروات التي تصب في بنوكه.

لكل دولة قانونها الاقتصادي الخاص، وقوانين الفضاء الاقتصادي المشترك بين الأمم (الترجمة الشائعة والخاطئة لمصطلح international هي "الدولي") ضبابيةٌ ومتداخلة إلى أقصى حدّ، بحيث تتوقف حدود القانونية فيه إلى حدّ كبير على براعة المحامين، معطوفةً على القرار السياسي للدول التي تشكله.

هذه الضبابية تسمح اليوم للشركات العملاقة العابرة للدول والقارات مثل "أمازون" و"آبل" و"غوغل"، مسلحةً بجيش من المحامين والخبراء الماليين والسياسيين أيضاً، بعدم دفع أي ضرائب تقريباً على أرباحها الطائلة، مراكمةً المال في بنوك "جنّات اقتصادية" لا تمارس فيها في الواقع أي نشاط، على غرار جزُر الكايمان (في البحر الكاريبي) والمان (في البحر الإيرلندي) التابعتين للدولة البريطانية.

"1 بالمئة من قاطني الكوكب يمتلكون 50 بالمئة من ثرواته"

ومن الجدير بالذكر أن الثروات الهائلة المخزنة في هذه البنوك ليست أوراق نقد أو قطع ذهب في خزائنها، بل مجرّد معطى معلوماتيّ في أجهزتها الإلكترونية.

يقول أحد الخبراء في الفيلم إن البحر بوسعه أن يبتلع جزر الكايمان دون أن يمس ذلك جنتها المالية. هذه الجنات ليست قابلة للموضعة مكانياً، إذ أنها تمثل ثغرات في الفضاء القانوني الاقتصادي المشترك بين الأمم، والثروات الطائلة التي تراكم فيها (بين 10 و15 بالمئة من رأس المال العالمي وفق تقدير سنة 2010) منعتقةٌ من المادة. هذا المصطلح يتكرر بانتظام في الفيلم. حتى عهد قريب كانت مراكمة الثروات محصورة بشروط المادة، لكن الفيلم يرينا أن الرأسمالية في مراحلها القصوى تترَوْحَن وتتأله متحررة من هذه الشروط.

في الماضي، كان عدد قطع الذهب والفضة محصوراً بما يخرج من المناجم، وكان عدد الأراضي بالنسبة إلى الإقطاعيين محصوراً بحدود المملكة، وعدد العبيد بالنسبة إلى الأسياد محصوراً بخصوبة الكتلة البشرية المملوكة. لكن مع انعتاق الرأسمال من المادة، صار اليوم بوسع نسبة لا تتجاوز 1 بالمئة من قاطني الكوكب وتملك تقريباً 50 بالمئة من ثرواته (وفق آخر التقديرات) أن تراكم في مستقبل غير بعيد أضعاف أضعاف هذه الثروات، وسيكون على الكوكب أن يشقى عبثاً لتسديد دينه المتفاقم.

يبيّن الفيلم لنا أن معدل اللامساواة وتفاوت الدخل بلغ اليوم تقريباً النسبة نفسها التي كان عليها في بداية القرن العشرين أيام الإمبراطوريات الاستعمارية وحقبة ما قبل الجمهوريات وامتيازات النبالة. ليس من النادر أن يتركز كل رأس مال شركة عالمية بيد شخص أو شخصين. هؤلاء هم اللاعبون المحترفون في تلك الكازينوهات المسماة بورصات دولية.

قوانين اللعب في هذه الكازينوهات هي نفسها القوانين المبهمة والمتداخلة للفضاء الاقتصادي الأممي المشترك، ونظام اللعبة مصمم ليعود باستمرار على اللاعبين المحترفين وأصحاب الكازينو والعاملين فيه بأرباح خيالية.

"يشرح لنا الفيلم بالتفصيل كيف وصل العالم إلى هذا الدرك"

على نحو شبيه بلعبة المونوبولي، أوراق اللعب هي شركات وبنوك ومراكز سكنية، وحين يحصل خلل في النظام وينقلب العداد، ينسحب اللاعبون ويبيعون أوراقهم ليبادلوها بأرصدة آمنة في الجنات المالية، وعندها يغرق العالم في البطالة.

يشرح لنا الفيلم بالتفصيل كيف وصلنا إلى هذا الدرك وكيف تمكّنت المراكز واللوبيات المالية والشركات العالمية من القضاء على نموذج الدولة الراعية الذي ازدهر في المعسكر الديمقراطي بعد الحرب العالمية الثانية ليحلّ مكانه نموذج الدولة المضاربة التي تتصرف كشركة بين الشركات.

صارت الأحزاب السياسية الغربية اليوم مرتبطة عضوياً بالشركات والبنوك العابرة للدول، وصارت هي نفسها تملك أرصدة واسعة في الجنات المالية. وحتى لو حاولت اليوم أي دولة على نحو منعزل وضع حد للمهزلة وإرغام هذه الشركات والبنوك على دفع الضرائب، فمن السهل على هذه الأخيرة نقل نشاطها إلى دول أخرى أكثر تساهلاً ودفع اقتصاد هذه الدولة إلى الانهيار.

لذا يرى كورك أن الحل الوحيد لوقف المحصلة الكارثية، هو بتضامن وتنسيق عالمي عابر للدول والقارات عليه أن يمرّ بتنسيق وتضامن عالمي بين الشعوب أيضاً، و ذلك أمر ليس قريب الحدوث في زمن انبعاث شياطين الهويات القومية والدينية.

العربي الجديد اللندنية في

04.03.2015

 
 

«سمرة»: قدمت نموذجا للمواطن الأمريكى «المطحون»

كتب - محمد عباس

بالرغم من عدم اكتمال الاسبوع الاول له بدور العرض، تعرض فيلم «الدنيا مقلوبة» الذى يقوم ببطولته باسم سمرة وعلا غانم واحمد عزمى وادوارد لهجوم شديد من قبل عدد من النقاد والجمهور واتهم بالاساءة لمصر، حيث وصف الناقد طارق الشناوى فيلم الدنيا مقلوبة بـ«الدنيا سخيفة».
 وقال ان الفيلم كان من الممكن ان يقدم رسالة مهمة للمشاهدين لولا الاستهتار بفكرة العمل والتعمق بها وتقديم العمل على انه فيلم تجارى وتمت الاستعانة فيه بالراقصات والمطربين الذين اصبحوا ماركة مسجلة فى كل الاعمال السينمائية.

وقال الشناوى ان باسم سمرة هو المسئول الوحيد عن هذا العمل لانه البطل الرئيسى له، وتابع انه بالرغم من موهبة باسم واعماله السينمائية المميزة التى قدمها طوال الاعوام الماضية الا انه لا يملك القدرة على اختيار اعماله ويحن دائما لاختيار الاعمال التجارية، موضحا انه عندما ذهب لمشاهدة الفيلم كانت دار العرض شبه خاوية مؤكدا ان الجمهور المصرى اصبح لديه وعى كبير فى الحكم على الاعمال.

وردا على هذه الانتقادات قال منتج العمل مدحت سعد ان الفيلم لم يكمل اسبوعه الاول بدور العرض وايراداته مطمئنة لحد كبير حيث حقق رقما يقترب من المليون خلال هذه الايام القليلة مما يؤكد انجذاب الجمهور له.

اما عن اساءة الفيلم لمصر كشف سعد انه تلقى خلال الايام الماضية انذارا من مكاتب احد المحامين غير المصريين بقضية مقامة ضده بسبب اساءة الفيلم لامريكا وتصويرها بشكل عشوائى، وهذا ما يؤكد عدم اساءة الفيلم لمصر.

واضاف قائلا انه تم طرح 40 نسخة من الفيلم بدور العرض وان كان العمل كما يتردد عليه من بعض الاشخاص وليس الكل كان قام اصحاب دور العرض برفع الفيلم من دور العرض.

مشيرا الى ان رأى الجمهور الذى تلقاه عن الفيلم اهم بكثير من الايرادات التى تؤكد نجاح الفيلم، وتابع سعد حديثه قائلا ان فكرة الفيلم حلم يراود اى مواطن مصرى يتمنى ان تصبح بلاده جميلة وبلدا عظيما فهو حلم تسعين مليون مصرى موضحا ان فكرة الفيلم تقلب الدنيا وتجعل مصر دولة عظمى بينما أمريكا دولة نامية يحلم سكانها بالمجىء الى مصر والعيش فيها متمنيا ان يتحقق هذا الحلم قريبا.

مشيرا إلى ان اختياره للابطال يعكس كونها شخصيات مصرية صميمة مؤكدا ان فريق العمل استطاع ان يترجم فكرة العمل بشكل ناجح بغض النظر عما تعرض له ابطال العمل فى الشكل الذين ظهروا به مؤكدا انه استعان باكبر ماكيير فى مصر والذى قام بتصميم اشكال الشخصيات والتى اشاد بها عدد كبير من الاعلاميين من خلال برامجهم التى حللنا ضيوفا بها.

وعن انتقاد الشكل الذى ظهر به الفنان باسم سمرة والباروكة الصفراء وملامحه الشرقية التى تطغى عليه قال سمرة انه جسد نموذج للمواطن الامريكى «المطحون» وهذا المغزى الحقيقى من الشخصية التى يقدمها بجانب ان بطل الفيلم كان يدور فى خياله حلم فهو مصرى ولكن يحلم بان يصبح امريكيا.

واعتقد اننا عقدنا عدة جلسات عمل وكان الشكل الذى ظهرت به فى العمل افضل الاشكال التى طرحتها.

واشار الى انه يعتز كثيرا بهذا العمل لانه يقدم رسالة مهمة للشباب وهى العمل الذى يطالب به حاليا رئيس الجمهورية فى كل خطاباته، كما ان ردود الافعال التى تلقيتها عقب عرض الفيلم كانت ايجابية بشكل كبير خاصة انها من جمهور عادى لا يعرف تجميل الحديث او تلوينه وتمنى سمرة ألا يتسرع الجمهور فى الحكم على العمل دون مشاهدته مشيرا الى ان الكثيرين ينساق وراء آراء البعض والتى تؤثر كثيرا على العمل دون مشاهدته.

وعلى جانب آخر أكد باسم سمرة أنه يجرى وراء الأدوار التى يجد فيها تحديا وشكل جديد عن الأعمال التى قدمها أو قام بتقديمها فنانيين آخرين.

واستكمل أعشق الأدوار الصعبة والتى قد لا يتوقعها الجمهور واعترض على من يتهمنى أننى أجرى وراء الأدوار الموجودة فى الأفلام التجاربة.

«شريف»: لن أعمل مع «السبكى».. وإساءته لـ«والدى» لا تغتفر

كتبت - آية رفعت

قال شريف رمزى إنه لم ولن يتعاقد مع المنتج محمد السبكى لتقديم أى عمل لا حاليا ولا فى المستقبل، وذلك تعبيرا منه عن موقفه ضد المنتج بعد حادثة السب الشهيرة التى تسبب فيها السبكى بعد سب أبيه المنتج الراحل محمد حسن رمزى على الهواء مباشرة، مما اثر سلبا على صحة رمزى التى كانت قد بدأت فى التدهور فى الآونة الاخيرة قبل وفاته فى يناير الماضى. وقال رمزى ردا على اتهامه بالتعاون مع السبكى فى فيلمه الجديد «من ضهر راجل» ان العمل من انتاج اخيه احمد السبكى وليس هو ومن اخراج صديقه كريم السبكى وهو لن يعاقب أحمد بذنب أخيه وأضاف قائلا: «أحمد السبكى رجل محترم وليس له دخل بأفعال اخيه ويتملص منها وعندما سب محمد السبكى ابى رحمه الله على الهواء اتصل أحمد فورا به وقدم اعتذاره الشخصى وأكد له فى زيارات بعدها أنه يتبرأ من فعلة أخيه وانه ليس له دخل بها. وكان من الممكن ان اعاقبه بفعل أخيه اذا كن يدعم موقفه الخطأ ولكنه رجل محترم ومختلف عن محمد كثيرا.. كما أن كريم السبكى مخرج الفيلم من أصدقائي. وقد تم عرض الفيلم على للمشاركة به قبل الواقعة ووقعت العقد بعدها على الفور. ولكننى بشكل عام ارحب بالعمل مع أحمد ولكننى لن اتعاون مع محمد تحت اى ظرف».

وعن دوره فى «من ضهر راجل» قال رمزى إنه سيظهر فى دور جديد بعيدا عن الاكشن الموجود بالفيلم وهو دور «الشيخ طه» وهو امام مسجد يحمل تركيبة غريبة ولكنه ليس متطرفا. فهو يمتهن المهنة ولا يؤمن بها كثيرا وله تركيبة نفسية معقدة. وأضاف أنه انتهى من تصوير نصف الفيلم تقريبا مضيفا ان تصوير العمل يقف كل فترة بسبب انشغال السبكى بإنتاج فيلمين آخرين مما يستدعى الوقوف لفترات بالإضافة إلى انشغال بعض الأبطال بتصوير اعمال أخرى.

ومن جانب آخر نفى رمزى ما تردد حول تعاقده على بطولة مسلسل «زواج بالإكراه» أمام الفنانة زينة والمخرجة ايمان شداد حيث قال انه منذ ان عرض عليه العمل وهو «رافضه» ولم يجد الدور المعروض عليه يقدم له الجديد أو يضيف له. لذلك قام بالاعتذار عنه ولكنه فوجئ بنشر عدد كبير من الاخبار التى تؤكد وجوده بالعمل دون أن يدري. وأضاف رمزي:» ما زلت فى مرحلة الدراسة لبعض الاعمال السينمائية والدرامية المعروضة علي، ولكنى فى الاصل ممثل سينمائى وبالتالى لا اظهر على شاشة التليفزيون الا كضيف خفيف عندما تستهوينى فكرة او دور معين».

كما قال رمزى انه لن يفكر فى تكرار تجربة السيت كوم «شريف ونص» الذى قدم الجزء الثانى منه منذ عام 2009 حيث قال إنه كان تجربة مختلفة وجديدة ولكنه لا يرغب فى اعادة تجربة واستغلال نجاحها. وأضاف انه انتهى من تصوير دوره فى فيلم «العنصر الرابع» مع مجموعة من الشباب الجدد والمخرج أحمد نادر جلال، حيث يشارك به كضيف شرف.

روز اليوسف اليومية في

04.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)