كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

عالم واسع .. في صف مدرسي ضيق

قيس قاسم

 

الصف، الذي عينّته المخرجة الفرنسية جولي بيرتوتشيللي ليكون المكان الذي تبتدأ منه تصوير فيلمها، لا يشبه بقية صفوف المدارس الفرنسية! حتى تركيبته لا تشبه تركيبة الصفوف الأخرى لأن كل طلابه هم من المهاجرين القادمين حديثاً إلى فرنسا. إنه مكان شديد الخصوصية، كوني الطابع، مختلف عن المساحات المغلقة المجاورة وربما لهذا السبب يستحق نظرة داخلية له لمعرفة ما الذي يجري فيه! فكرة مثيرة لكن كيف يمكن تحقيقها سينمائياً؟ ليس البحث عن فكرة سينمائية مناسبة ومبررة وحدها كافية للشروع في إنجاز وثائقي طموح بل ثمة عوامل أخرى لا بد من توفرّها وفي مقدمتها؛ الخامة السينمائية والفهم العميق للموضوع، وربما الأهم إقناع الطلاب أنفسهم بضرورة صناعة فيلم عنهم. إقناعهم برؤية أنفسهم على الشاشةـ  في تلك اللحظة الحاسمة من حياتهم والتي يشعر أغلبيتهم فيها بأنهم على حافة السقوط في مجاهل المستقبل الغامض وفي لحظة انفصال مؤلمة عن جذورهم القديمة.

يبدو أن صاحبة الفيلم الروائي الرائع "الشجرة" والمهتمة بعالم الطفولة وتعقيداته قد كرّست جل وقتها لمواجهة التحدي الكبير المتعلق بنسج العلاقة مع الطلبة وخلق صداقة حميمة بينهم وبين الكاميرا التي تراقبهم في الصف ولا تكف عن إشعارهم بوجودها طيلة وقت تلقّيهم الدروس الإضافية لتعلُّم اللغة الفرنسية وما يرافقها من تفاصيل ستكون هي، لا الأحداث، أساس بناء عمل اجتهد المترجم السويدي بأن يعطيه عنواناً ظنّه مناسباً لمضمونه؛ "الفرنسية للمبتدئين" فيما عبر أصله "مدرسة بابل" عن فهم أوسع لماهيته ذات الطابع الميثيولوجي وانطلاقه من تركيبة هؤلاء الطلبة التي تشكل بمجموع عناصرها عالماً متنوعاً؛ جغرافياً ونفسياً وثقافياً.

في الصف صبايا وصبيان من كل جهات الأرض؛ عرب وأوربيون. لاتينيون وأفارقة. جاؤوا لأسباب مختلفة إلى فرنسا فيما وحدّت المدرسة طموحاتهم في مستقبل أفضل. تترك بيرتوتشيللي كاميرتها تسجل تفاصيل حياتهم اليومية داخل الفصل وتلجأ كحلّ بصري لخلق تتابع زمني من خلال الانتقال إلى خارج الصف وتصوير ساحة المدرسة أثناء فرص الاستراحة بين الحصص. نستشعر عبر الفرص المصورة في الخارج بفصول السنة ومرور الزمن على بشر انقطعت بوصلة المكان عندهم واختلاف مقاييس الزمن حين حلّوا في المكان الجديد. ولإيجاد تقارب بين الشخوص وعالمهم الخارجي (العائلة) كانت الكاميرا ترافق مقابلات مُدرسِّي الصف لأولياء أمور الطلبة عندما تبرز الحاجة لمقابلتهم وتقديم تقارير لهم عن مستوى الطالب.

 بين هذين العالمين المنفصلين عن حركة الصف الديناميكية تتشكل ملامح صورة المهاجر الجديد والمجتمع الحاضن له، وتتجسّد بشكل صارخ في اللغة. كل كلمة في الأصل تختلف مدلولاتها عن الفرنسية لهذا ترى الاختلاف ناشباً بين الطلبة كل لحظة. مدلولاتها العميقة يستعصي على المبتدأ توصيلها كما يريد فيلجأ إلى الحركة والتعبير الجسدي وأحياناً إلى طلب المساعدة من الآخر القادم من نفس المكان فتنشأ موضوعياً حالة من الفوضى ترافقها مفارقات مضحكة تضفي على الجو روحاً فكهة تتلازم في كثير من الأحيان مع مشاعر مضطربة وحزينة تعبر كلها عن جوانيات هؤلاء التلاميذ الذين وجدوا أنفسهم في مكان جديد ولغة جديدة لا بإرادتهم بل بسبب ظروف معقدة أجبرتهم على الرحيل مع أهلهم إلى لا يسهل العيش فيه كـ"مبتدئ". أن يتعلموا جزئيات الحياة الباريسية والتكيُّف مع ثقافة مختلفة ودين مختلف بالنسبة للبعض وأن يسايروا مفاهيم حياة وطريقة عيش لم يرضعوها مع حليب أمهاتم ليس بالأمر الهيِّن، لكن قوة وديمومة الحياة نفسها تدفعهم لمجاراة ما هم عليه في الواقع والمضي بقوة نحو آفاق كُثر منهم يريدون الوصول إليها رغم الاختلافات والفجوات الثقافية الحادة التي تظهر في شريط  بيرتوتشيللي عابرة، متلاشية

فالطلبة القادمون إلى عالمهم الجديد لم يتأسّسوا بالكامل في العالم القديم ولهذا تراهم يتنازعون بين ثقافتهم وانتماءاتهم وبين المطلوب منهم؛ الاندماج، والتكيُّف مع معارف وقيَم المجتمع الفرنسي، لكنهم لن يصلوا في عنادهم إلى درجة التصادم ما يثير بدوره أسئلة جدية تسترعي المعاينة الاجتماعية الواعية لما نشاهده من بروز للأفكار المتشددة في وقتنا ومن كل الاتجاهات والبحث عن جوهر الروح المتسامحة عند الطلاب على اختلاف مشاربهم.

حين تخطو "مدرسة بابل" خطوتها الثانية والمتوقعة نحو معرفة الخاص والذاتي بين المجموع نتوقع بدورنا الذهاب إلى عينات يفرضها المكان نفسه: الصف. ولأنه كوني فستُظهر النماذج الموجودة فيه تنوعاً مذهلاً في الاهتمامات والمواهب والرغبات غير المحدودة في آن. فالمغربي يريد أن يصبح معمارياً كبيراً يبني البيوت والمدن والأمريكي اللاتيني يطمح أن يصير موسيقياً شهيراً والرومانية طبيبة والأفريقية معلمة. كل ذات تنشد معرفة ذاتها وكل صبي يحمل داخله ثقافة عميقة ورغبة في تحسين أحواله وأحوال أهله. يكشف البحث في الاهتمامات عن طغيان الروح الإنسانية عند هؤلاء بغض النظر عن منشأهم وثقافتهم، ويكشف عن روح تضامنية فيما بينهم سجلّتها الكاميرا بأدق تفاصيلها حين تركت لهم العنان للتعبير عن أفكارهم وطموحاتهم كما يرغبون لدرجة أنهم قد نسوا وجودها بالكامل بل أرادوا أيضاً تعلُّم الطريقة التي تعمل بها.

سيدخل الشريط مستوى أكثر عمقاً حين يشرع الطلاب في صنع فيلمهم الخاص وإشراكه في مسابقة "مهرجان أفلام الطلبة" السنوي. حرية التعبير والحركة وفرتا لصانعة الوثائقي الفرنسي حرية اختيار ما تريده من لقطات وقطعاً إنها كثيرة لأن مهمة التصوير كانت سهلة. كاميرا ثابتة تقريبا بإمكانها تسجيل آلاف الساعات لو أرادت لكن كيف ستأتي النتيجة بعد التقطيع؟ هذا ما أراد الطلبة تعلمُّه بدورهم وهذا ما أرادت بيرتوتشيللي توفيره في شريطها الذي لم يخرج من الصف إلا في مشاهد قليلة جداً جاءت في اتساق مع مساره الدرامي الذي اكتسب معناه الأكبر في بقائه محصوراً بين أربعة جدران تتحرك بينها كُثر من الأرواح التواقّة وتضمر خلفها قصصاً ومآسي شخصية لم تراهن الفرنسية عليها كثيراً لأنها لم ترغب في صنع فيلم عن المهاجرين يشبه غيره من الأفلام التي غارت عميقاً في الجانب الحزين والتراجيدي عندهم.

أرادت لفيلمها أن يكون عن المهاجرين بعيون أطفالهم وكيف يرون بدورهم المجتمع الجديد وطبيعة صلتهم بجذورهم التي لا تنفصل عن جذور أهلهم وتجاربهم رغم قصرها في كل بلد على حدة.

حتى العنصرية التي ما انفكت أن تكون محوراً في كثير من تفاصيل الوثائقي وموضع جدل أبطاله طيلة الوقت، لم تتوقف عندها كنقطة إشكالية قد تُحرِّف الشريط عن غايته، ربما لهذا السبب أتى "مدرسة بابل" مرحاً حيوياً طافحاً بسعادة أطفال مقبلين على الحياة يتلكأون في مسيرتهم لكنهم سرعان ما يعاودون الجري نحو هدفهم النهائي: الحياة وعيشها في المكان الذي سيكون وطنهم القادم!. لقد فاز فيلمهم "طفل القمر" بدلالاته اللغوية والثقافية الكبيرة والتي تعبر عن مكنوناتهم؛ أطفال على الأرض ورغبتهم للوصول إلى الأعالي .. إلى القمر ـ فاز بجائزة مهمة بالنسبة إليهم ـ لصدقه وقوة تعبيره وفاز "مدرسة بابل" بدوره برضى متلقِّيه ونقاده لأن الكثير منهم لم يألف طريقة شغل صانعته التي غافلتنا وتسلّلت من الصف إلى الخارج.. إلى العالم بكل سعته بطريقة سحرية ومحصنة بروح سينمائية إيجابية يظهر خلالها المهاجر ككائن لا يختلف عن الفرنسي إلا بمقدار تجربته المتنوعة وثقافته التي ستُضيف إلى ثقافة البلد المُستَضيف عمقاً وشمولاً.    

الجزيرة الوثائقية في

02.03.2015

 
 

المخرج الفرنسي ليوس كاراكس..

أسئلة الهامش الصاخب بتلاوين الظلم الإنساني

عمان - ناجح حسن

رأى المخرج الفرنسي المثير للجدل ليوس كاراكس النور مع بزوغ العام 1960 في إحدى ضواحي باريس بفرنسا، لأسرة صغيرة مكونة من أم أميركية ووالد فرنسي.

بدأ كاراكس مشواره في السينما متذوقاً للأفلام، وهو العاشق للرقص والغناء والتمثيل ومشاهدة كلاسيكيات الفن السابع الرومانسية، وقرءاته لإتجاهات وكتابات النقد السينمائي في مجلة طدفاتر السينما» الفرنسية.

إزاء هذا كله، آثر كاراكس ان يتحول إلى عالم الإخراج، ليقدم مجموعة من الأفلام القصيرة، من بينها فيلمه اللافت (بلوز مخنوق) 1980، الذي اثبت فيه انه صاحب موهبة تمتلك خصوصيتها الجمالية والدرامية المؤثرة، ثم أعقبه بعد أعوام بفيلم روائي طويل أول تحت مسمى (لقاء فتى بفتاة) 1984، أبدى فيه فهمه الخاص لمعنى تلك السينما التي ينشدها، وحققه بمتانة الصنعة من الناحية الجمالية ستطوف مع بقية أعماله القليلة المنجزة طيلة ثلاثة عقود من الزمان في مسيرته الشاقة.

شكّل كاراكس، حالة خاصة وفريدة في عالم الإخراج السينمائي بفرنسا، حيث يعيش في انزواء عن أجياله من السينمائيين، لكنه في الوقت ذاته يحظى بميزانيات غير مسبوقة في تحقيق الأفلام، وكان لفت الانظار اليه بفيلمه الروائي الطويل (دم فاسد) العام 1986، وفيه يقدم عملاً أشبه ببحث بصري خلاّب، وهو في الوقت ذاته، قاتم وعنيف ومدمر لدواخل النفس البشرية يحتشد بتلك التعقيدات الكامنة في مفهوم الحب والحرية لدى قطاعات عريضة من الشباب المعاصر الذين يتحركون في هذا العالم الشاسع، حيث صوّر واقع أولئك المشردين على نحو حقيقي وصادق بكل سلوكياتهم وهمومهم وآلامهم التي قادتهم الى مصائر على ارصفة وشوارع وساحات المدينة.

(دم فاسد) فيلم له مذاق سينمائي خاص، كونه جاء من رحم لغة جماليات الفن السابع، فيه تحضر عناصر السينما مجتمعة، تطمئن قطاع عريض من عشاق السينما على قدرة السينما في ابتكار عناصر جديدة للغتها، إذا قدّر لها أن تجذب موهبة شابة مثل ليوس كاراكس تنهل من التجريب والموسيقى وحركة الأبدان وسرديات الملاحم الأدبية, على الرغم إن هذا العمل السينمائ جاء أشبه بلقاء طويل مليء بالمشاعر, حين تلتقي فتاه في مقهى وتأخذ في طلب متكرر لمشروبها, إلى أن يمضي وقت من الإنتظار الممل، إلى أن تشعر بإنسياب وتدفق تلك الأحاسيس والمشاعر الدافئة.

في احد حوارات فيلم (دم فاسد)، التي تجيء على لسان ممثلة الفيلم جولييت بينوشيه تقول فيه: الناس الصامتون , يعتبرونهم بلهاء , أو عباقرة، وهو القول الذي تجسد في مجمل أحداث الفيلم، الذي أصرّ فيه كاراكس على تتبع حالات من الهامشيين البسطاء في دوائر محكمة من التمرد والإنعتاق والرفض للمؤسسات والقواعد والأحكام التي تضبط ايقاع حراك اجتماعي، مزنر بأركان الجماليات البصرية الطاغية، والبديعة في قدرتها على الإمساك بمفردات اللغة السينمائية، وهي تدين قبح وتشوهات سلوكيات طبقة، لكن هذا لم يمنع من انكار فئة من النقاد على المخرج مبالغته في إضفاء مظاهر بشعة على وجه الممثلة الفرنسية الحسناء بينوشيه!.. لكن خلف تلك البشاعة والقذارة توارى جمال داخلي حميم.

في العام 1991، قدّم كاراكس فيلمه اللافت (عشاق الجسر الجديد) في ميزانية انتاجية ضخمة أدت إلى إنهيار شركة أنتاج الفيلم، الاّ أن الفليم رغم الدور البليغ الذي أضطلعت به النجمة بينوشييه، وتلك الأراء الإيجابية التي تثني على العمل وفكرته غير المسبوقة التي تحتفي بمهمشي باريس وصعاليكها من الجنسين، فعلى رغم كل هذا الحشد من الاكسسوارات والديكورات الضخمة وتنوع الموسيقى المستمدة من موروث ثقافات إنسانية متباينة–حضرت فيه أغنيات فيروز وألحان الرحابنة–الاّ أنه لاقى الصد من رواد شبابيك التذاكر!.

بدت في الفيلم أفكار المخرج، كأنها موجات تتراقص على الجسر الباريسي وهي محمّلة بأشكال من أضواء الأسهم النارية على خلفية من الرقص والغناء اللتي تلتحم بايقاعاتها ذوات أفراد وجماعات لشريحة المهمشين وطارحة في الوقت عينه جملة من الاحاسيس والمشاعر المتبدلة بين اليأس والحبور على نحو يشي برغبة كاراكس في تصوير شخصيات مضطربة, مدمرة, ومتشرده، لكنها متمردة على انماط السينما الفرنسية السائدة.

انتمى الفيلم الى اسلوبية تنهج التيار الذي خطه كراكس لطموحه في إيجاد فهمه الخاص لوظيفة الفيلم على شكل تلك النماذج المضيئة في الموجة الجديدة في السينما الفرنسية، كاشفاً فيه عن طاقة تمثيلية ابداعية للنجمة الفرنسية جولييت بينوشيه – الحائزة لاحقاً على جائزة أوسكار عن دورها بفيلم (المريض الانجليزي)–وهو دور مغاير لأداء أدوار زميلاتها من الممثلات الراسخات في السينما الفرنسية.

عشاق الجسر الجديد

اشتهرت جولييت بينوشيه بطريقة ادائها المميزة في السينما، فهي تعبر عن المشاعر المختلفة التي تشعر بها شخصيتها الروائية، حيث تجسدها دون اي مبالغة في الكلام او الضحك او البكاء، وهذا لا يمنع من وصول المشاعر بشكل فعال الى المتفرجين، لان الشيء الاول الذي ينبع من شخصية جولييت هو الحس المرهف الممزوج بالبراءة والبساطة، كما بدا على نحو جليب بدورها في الفيلم الشاق (عشاق الجسر الجديد) الذي دام تصويره ثلاثة اعوام كاملة بسبب تنحي منتجه عن تمويله اثر ما اطلق البعض على مخرجه كاراكس صفة الجنون جراء نظرته غير المبالية الى الامور المالية، ورغبته في بناء ديكور باريسي ضخم وسط مدينة ريفية، ووحدها بينوشيه بطلة الفيلم وقفت الى جوار المخرج الشاب وساندته في قراراته الصعبة لاخراج فيلمه كما يريد، برفضه الخضوع الى القواعد التجارية المفروضة، وثباته على موقفه في تصوير المهمشين كما يرغب بانهم اخيار العصر وليسوا مجانين، في الوقت ظلت بينوشيه ترفض الانسحاب من الفيلم وهي تصد العديد من العروض المغرية الآتية من اوروبا وهوليود التي تلقتها طوال ثلاث سنوات للمشاركة في افلام كبيرة ولافتة، وكانت النتيجة فوزها بجائزة فيليكس الألمانية كأفضل ممثلة اوروبية للعام 1992عن دورها في فيلم (عشاق الجسر الجديد) تحت ادارة المخرج كاراكس.

عدّ هذا العمل الصاخب (عشاق الجسر الجديد)، الآتي للسينما من حالة شغف مخرجه المبكر تجاه نجوم السينما الكلاسيكية وأفلام العنف والتشويق البوليسي، التي كان يضطلع بالأدوار الرئيسية فيها الممثل الأميركي الراحل تشار لز برونسون، انه صاحب ملحمة مفعمة بالحنان والبؤس والتشرد, وفيه اثبت انه يستطيع بعد مخاض انتاجي تقديم فيلم على هيئة ظاهرة ابداع وعبقرية مبكرين.

على هذا المنوال، أثار كاراكس الصخب والجدل النقدي بفيلمه المعنون (اكس بولا ) 1999 في عمل تصالح فيه على نحو استثنائي له مع تلك اللغة السينمائية التي عرف بها مخرجون كبار، لهم بصمتهم الخاصة في الإبداع في التعاطي مه الاحاسيس والمشاعر الانسانية الآتية من أسلوبيته الشاعرية الفطنة، وتصويره الممتع والفريد لألووان من عذابات دواخل النفس، المستمدة حكايته عن نص يحكي قصة مجرم مضطرب الشخصية يرتكب سلسلة من حوادث القتل الشديدة الالتباس والغموض.

العزلة والحياد

إتسمت إشتغالات كاراكس، بالنأي عن صخب السينما الفرنسية وأفلام أقرانه من المخرجين، وهو في افلامه القليلة، التي بالكاد تتجاوز اصابع اليد الواحدة، حيث نجح في صياغتها على نمط تأثيراته ولمساته الخاصة المشبعة باجواء العزلة والحياد عن وتيرة إيقاع مجتمعه، لكنها تبدو جميعا كأنها تغرف من الهامش وتلاوينه المخضبة بعوالم الحب والموت والرصيف والجريمة والعنف الذي برع فيها بمزاجه الشخصي في تأمل مصائر الذات المليئة بصنوف التشاؤم والشك، والفراق،.. فهو رغم كل تلك الخيوط الرومانسية المستمدة من شغف المخرج بالشعر والموسيقى والفنون الأدائية التي تنهض على الحان وترانيم وأغنيات مستمدة من فسيفساء الثقافة الأسيوية والإفريقية واللاتينية.

ثم لا يلبث أن يعود كاراكس بعد غياب، وتحديدا في العام 2012، إلى إنجاز سينمائي جديد، حضر تحت مسمى (هولي موتورز)، الذي ينبش فيه بوقائع غريبة وعجيبة، تجمع في ثناياها ثقافات متعددة في المجتمع الباريسي، وهو الذي شارك فيه بالمسابقة الرسمية في مهرجان (كان) السينمائي ونافس فيه بقوة على جائزة السعفة الذهبية.

مشهدية ساخطة

في (هولي موتورز) نحن ازاء مشهدية مشحونة بالغضب والحيرة والقلق والبؤس والوهم، يجسدها اداء انفعالي صارخ مدروس يلم بضجيج الحياة وصخب عوالمها المتداخلة والمتطاحنة وهي تفرز تعقيدات وتحولات جسيمة.

يتأسس الفيلم على ذلك الاداء الخلاب لبطله الذي يقوم بدور رجل اعمال هامشي غير آبه باسرته او عائلته مؤثرا الجريمة ورصيف المدينة فهو يختار احيانا المقبرة اقامة له بصحبته احدى ضحاياه الى ان تداهمه نزاعات الموت في واحد من فنادق الطبقة الثرية.

فيلم (هولي موتورز) ترنيمة شاعرية بليغة في رثاء انسان هذا العصر، كاشفا عن عزلة وفراغ وإحباط وصدّ وعجز، كلها تسير على دفتي الخيال الرحب وقتامة الواقع وافرازاته لحالات مسكونة بالشغف والحب والتحرر، وصولا الى تلك الذروة الكامنة بمفردة الموت كخلاص لتلك الارواح البريئة التي داهمتها ايقاعات اسئلة العصر ولوثتها بهديرها الصاخب.

كتاب جديد يعاين أحوال السينما العربية تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي

عمان - الرأي

احتوى كتاب (السينما العربية، تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي ) الصادر حديثا عن مركز دراسات الوحدة العربية، جملة من الدراسات والابحاث والقراءات التي تقرأ نقديا هموم وتطلعات السينما العربية، والتي جاءت ضمن ندوة متخصصة عقدت في تونس.

جاء في مقدمة الكتاب: في حضرة الفكر السينمائي، وحضور الدور النهضوي الذي قدمته السينما العربية للفكر العربي، الماثل في أذهاننا، منذ أن كانت أجيال عربية تذهب إلى السينما، إلى زمن سجّل حضور السينما في بيوتنا تفوّقاً لا يُبارى؛ عبر تلك الصداقة الوطيدة التي جمعت بين السينما والتلفزيون، وفي جملة مبرّرات تستدعي الاحتفاء بالسينما، من أهمها: ما للسينما من حق على الثقافة العربية، ومن فضل أيضاً، وما لها من تأثير في عملية بناء وغرس الوعي، وما لهذه السينما من قدرة عجيبة في إعادة تشكيل الصوت، والكلمة، والحدث، والموقف، وحتى التخيّل...؛ إذ تصوغ الواقع من منظورها الفني، فإذا مسار الزمن غير متفلّت، كأنه في إسار زمني محدد، لكنه بليغ الإيحاء والترميز والدلالة؛ وإذا بهذه السينما في مجمل الأحوال أكثر انتقاداً لمضمون قضايانا وطرائق معاشنا وتفكيرنا، وكذلك مفردات تعبيرنا عن الأشياء؛ لذلك، استحقت السينما العربية اهتماماً في هذه الندوة.

استهلت موضوعات الكتاب بالبحث المعنون (راهن السينما العربية) بسؤال.. هل يمكن تحديد راهن السينما العربية باللحظة الآنية؛ ثم، ما هو المشترك في السينما الراهنة، من نقاط أساسية، تتجاوز المكان، من دون أن تتحرر كلياً من المحلية التي تساهم في إضفاء خصوصية درامية وجمالية؟

ويقرن البحث هذا الراهن للسينما بما يرافقها، وتحديداً ما يكون امتداداً طبيعياً لها: المهرجانات، وصالات السينما، وإصدار الكتب.ولعل مدار التساؤل أيضاً: هل توجد سينما عربية موحّدة الهوية، أم نحن أمام سينمات؟ وهو تساؤل عُقّب عليه مطوّلاً، إذ أُشير إلى محاولة يتيمة لإيجاد سينما عربية ذات مواصفات متقاربة، في العام 1972، وقد دعا منظّرو هذه السينما البديلة إلى الاستفادة من المنهج الوثائقي في إخراج الأفلام، لأن الأفلام الوثائقية برأيهم تشكّل مدرسة يتعلّم فيها السينمائيون كيف يقاربون ويعالجون قضايا الواقع العربي بصدق.شدد الكتاب في الدراسة المعنونة (كيف نكتب تاريخ السينما العربية؟) على أن كتابة تاريخ السينما العربية لا يمكنها أن تتم، كما ينبغي لها، من دون وجود خزانة سينمائية أو سينماتيك عربية، تضمّ كل الإنتاجات السينمائية العربية، كما تضمّ الوثائق المرتبطة بها (من مجلات ومقالات صحافية نقدية وكتب وملصقات وبرامج إذاعية وتلفزيونية...)، ونصح الباحث باعتماد التخزين الرقمي، وطبع نسخ من هذا المحفوظ على أقراص مضغوطة، ووضعها رهن إشارة الباحثين والراغبين في الاستفادة منها ثقافياً باتفاق مع ذوي الحقوق.وعاين الاصدار مسألة التمويل والإنتاج، والإنتاج المشترك في تركيز على تجربة المغرب، فرآها الباحث وضعية إنتاجية راكدة، واقترح عدة إجراءات لتجاوز هذا الراهن؛ فدعا إلى ضرورة التفكير في إخراج السينما (في المغرب) من «مرحلة التعاونيات»، والدفع بها إلى بناء صناعة سينمائية حقيقية، وإعادة النظر في الوظائف التي يمكن أن يلعبها صندوق الدعم في تحسين جودة الأفلام، وضرورة تشجيع الدولة للقطاع الخاص لدعم عملية الإنتاج وتجاوز «الشبّاك الواحد»، وضرورة الرفع من وتيرة الإنتاج ليصل في أفق العام 2020 إلى 40 فيلماً في السنة، وذلك عن طريق البحث عن موارد جديدة للإنتاج، وتشجيع المستثمرين على الاشتغال في القطاع السينمائي، إضافة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لإعادة الحياة للقاعات السينمائية، وإيجاد قاعات جديدة.

تتبع الكتاب تاريخ المُخرج في السينما العربية من خلال دور الاقتصادي طلعت حرب بتأسيس استديو مصر (1935) الذي اكتشف أن الأهمية القصوى في صناعة السينما إنما تكمن خلف الشاشة وخلف الكاميرا اي تتمثل بالمُخرج، فعمد إلى إرسال عدد من الشبان المصريين لدراسة الإخراج السينمائي في أوروبا.وأوضح الكتاب ان الوقت حان لوضع تاريخ حقيقي للسينمات العربية، انطلاقاً من الصانع الحقيقي للسينما، أي المُخرج؛ فالتاريخ الحقيقي لهذه السينما برأيه هو تاريخ المُخرجين لافتا الى جهود المُخرجين الروّاد، بدءاً من عبدالقادر التلمساني وكمال سليم، وصولاً إلى صلاح أبو سيف وكمال الشيخ ويوسف شاهين، الذين شكّلوا علامة مرحلة هامة، قادت إلى المرحلة الجديدة في تاريخ السينما، أي تاريخ المُخرج، وهي مرحلة الثمانينات التي شهدت ولادة وترسيخ تيار تاريخ الواقعية النقدية الذي نهل منه صلاح أبو سيف، وتيار السينما الذاتية التي يُبدع فيها المُخرج، انطلاقاً من ذاته، أعمالاً شاعرية حميمة ولافتة.وركز الكتاب في موضوع (السينما وصورتها) على مسار السينما العربية، في مراحلها المختلفة، والمعوقات التي واجهت هذه السينما، ومنها التحديات والعوائق التي قلصت من دور الفن والتصوير والسينما.وجرى فيه ايضا استعراض حالات الصعود والهبوط في مسارها التي استطاعت أن تتحول إلى فن شعبي، وتحوّلت إلى أداة جيدة للرواية، غير أنها لم تتحول إلى نوع من الصناعة الراسخة، كما هي حال السينما في استوديوهات هوليود و الهند واوروبا.وعن التداخل بين الأدب والسينما، تناولت ورقة بحثية تعامل حكايات عدد من المخرجين مع الأعمال الأدبية التي اقتبسوا منها أعمالهم السينمائية، مشيرة إلى ان تلك العلاقة لم تقتصر على الاقتباس من وجه واحد، كما اختلفت درجات ملامح هذا الاقتباس باختلاف هوية العمل السينمائي ورؤية المخرج للنص الأدبي وامكانات تحويله إلى الشاشة الكبيرة، مع ما يتطلبه العمل السينمائي من شروط، كي يكون الفيلم كائناً جمالياً مستقلاً.تحت عنوان (من سينما القضايا إلى سينما الفرد)، قدم الكتاب قراءة واعية مفادها ان الفكر العربي المعاصر لم يعمل على مقاربة السينما كظاهرة ثقافية مركبة، وبالتالي لا يعثر على أعمال عربية تتخذ من ظاهرة السينما موضوعاً للتفكير، فهي بقيت على هامش التفكير العربي.

اعتبر فصل (السينما والقضايا الكبرى: الدين، المرأة، والسياسة) ان الحدث السياسي الراهن والمتغيرات التي قدمها صناع افلام في مصر وتونس على الشاشة، تردد اصلا قبل الاندلاع الفعلي للتحولات السياسية الحادة هناك.

وحول القيمة الجمالية في السينما المستقلة واحتمالاتها، رأى الكتاب ان صناع الفيلم العربي يتوجب عليهم الخروج عن الخط التجاري الاستهلاكي، وتنويع طرائق السرد في اشتغالاتهم لتقديم محتوى ابداعي أكثر حرية ورقياً، تكون معبرة بقوة عن آراء المخرجين الذين يتحركون ويعملون بقرارهم كسينمائيين اصحاب افكار ورؤى ومواقف، وهم يبذلون اقصى طاقاتهم في طرح حلول ومعالجات لأزماتهم التمويلية وتطوير قدراتهم الدرامية والجمالية.

يشار الى انه شارك في موضوعات الكتاب كل من: ابراهيم العريس، محمد نور الدين أفاية، محمد كامل القليوبي، مصطفى المسناوي، قيس الزبيدي، أمل الجمل، بشار ابراهيم، خليل الدمون، صباح ياسين، عصام زكريا، علي سفر، فكتور سحاب، فيولا شفيق، كمال الرياحي، وليم العروسي، ونديم جرجورة.

الرأي الأردنية في

02.03.2015

 
 

القرصنة وانعدام الأمن يهددان السينما المصرية كدخل قومي

رانيا يوسف - القاهرة – «القدس العربي»:

قالت أستاذة الاقتصاد، د. رانيا الماريا، إن منظومة السينما تمثل جزءا من الدخل القومي في مصر، موضحه أن صناعة السينما على مستوى العالم، جاءت في عام 2011 بـ 90 مليار دولار كدخل قومي، وهو ما يوضح نظرة الدول المتحضره للسينما على أنها صناعة شريكة للنهوض اقتصاديا، وقالت خلال برنامج «كلام في سرك» مع الإعلامية راغدة شلهوب، نتمنى أن نعود الى زمن الفن الجميل لتأخذ مصر الصدراة في العالم العربي والشرق الاوسط، خاصه أنه لدينا كل المقومات الخاصة بصناعة السينما التي تجعلنا معتمدين عليها كدولة لتكون جزءا مهما في الدخل القومي.

وأوضحت «الماريا»، أن الأوضاع الأمنية ضلع مؤثر على هذه الصناعة التي تمر بمراحل إنتاج لسلعة تقدم لمشتر يبحث عن الترفية، فالأمر هنا مثل منظومة السياحة، حيث لا نجد السائح يعرض نفسه للخطر للحصول على الترفيه.

وأشارت إلى أن القرصنة من أهم المشاكل التي تهدد صناعة السينما، مما يتسبب في عدم الإقبال الجماهيري على هذا المنتج، ولذلك يجب أن تكون هناك وقفة أمام هذه السرقة لأن المنتج لا يريد الخسارة عندما يجد الفيلم متواجدا على المواقع الالكترونية قبل العرض السينمائي، و مادامت الدولة قادرة على حجب المواقع الإباحية، فلماذا لا يكون هناك موقف ضد المواقع التي تسرق الأفلام وتعرضها؟! وذلك في أطار الدعم لصناعة مهمة سيكون لها دور كبير في الدخل القومي.

فيما قال مدير أحد دور العرض السينمائية في وسط البلد، أسامة محمد، أن سوق دور العرض السينمائي أصبح مرهقا للغاية منذ ثورة 25 يناير، حيث هناك أفلام كثيرة، ولكن الموسم أصبح في عيد الفطر وعيد الاضحى، أما باقي أيام السنة لا نجد أقبالا يذكر، موضحا أن الوضع الأمني يتسبب في تخوف الجمهور في التوجه لدور العرض في حين أننا لم نقم برفع أسعار التذاكر منذ عام 2010 .

وأشار أسامة الى أن المنظومة السينمائية متوترة بشكل كبير، في ظل تكبدنا كأصحاب دور عرض لتكاليف كبيرة على سبيل المثال، نجد فاتورة الكهرباء الشهرية 60 ألف في حين أن الدخل لم يتعدى 100 ألف في ظل أجور الموظفين، ضريبة الملاهي، مستحقات المنتج، الإعلانات، ولكن نحن نعيش على أمل تحسن الأوضاع وعودة الجمهور، وتابع :»الإقبال الحالي متواجد في سينمات المناطق الراقية بسبب توفر الأمان هناك في ظل تراجع الاقبال على سينمات وسط البلد.

مهرجان السينما الإفريقية في واغادوغو..

دورة استثنائية لاستعراض الإبتكارات السينمائية

واغادوغو (بوركينا فاسو)- فالنتان كمباوري وسيرج دافيد:

بوركينا فاسو التي راهنت على عدم إرجاء الدورة الـ 24 لأكبر مهرجان للسينما في منطقة غرب أفريقيا، ربحت الرهان، لتطلق العنان للإبداعات والإبتكارات الأفريقية في هذا المجال ضمن دورة استثنائية بكلّ المقاييس، بحسب تقديرات المراقبين، تعدّ الأولى من نوعها عقب الإنتفاضة الشعبية التي شهدتها البلاد آواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وأطاحت بـ 27 عاما من حكم الرئيس البوركيني المستقيل بليز كمباوري. وخلال إفتتاح فعاليات المهرجان، قال وزير الثقافة البوركيني جون كلود ديوما إنّ «هذه التظاهرة الوفية لمحبّيها أرادت الإيفاء بإلتزاماتها في ما يخصّ موعد انتظامها، ولقد إتّخذنا جميع التدابير اللازمة لضمان حسن سيرها».

وتعدّ هذه الدورة الأولى من نوعها التي تنتظم إثر الإنتفاضة الشعبية التي هزّت البلاد العام الماضي، وهذا ما منحها طابعا خاصا، وجعلها محطّ أنظار في الداخل والخارج. كما شهدت حضور العديد من الشخصيات السياسية أبرزهم رئيس الوزراء البوركيني الكولونيل إيساك زيدا، والذي أعطى إشارة إنطلاق الدورة التي تنعقد، هذا العام، تحت عنوان «السينما الإفريقية: الإنتاج والبثّ في العصر الرقمي».

وشارك في هذه التظاهرة الثقافية الدولية حوالي 700 فيلم، بينها 133 فقط من إفريقيا، وهي الأفلام التي حظيت بالقبول من قبل لجنة التحكيم المشرفة على المهرجان، برئاسة المخرج الغاني كواو أنساه. ومن المنتظر أن تعرض جميع الأفلام المشاركة في 7 قاعات بالعاصمة واغادوغو، وذلك حتى السابع من شهر مارس/ أذار الجاري.

دورة استثنائية بحسب منظّميها والذين وعدوا بتقديم إبتكارات وإبداعات سينمائية تشكّل عصارة ما وصلوا إليه في مجال الفنّ السابع، كما ستحلّ مصر ضيفة شرف على هذا الحدث الثقافي الفني، إضافة إلى الترفيع في قيمة الجائزة الكبرى للمهرجان «الحصان الذهبي من يانونغا»، لتناهز الـ 20 مليون فرنك إفريقي (34.2 ألف دولار)، مقابل 10 مليون فرنك إفريقي (17.1 ألف دولار) في الدورة السابقة (2013)، بحسب ما أكّده المفوّض العام للمهرجان، أرديوما سوما» خلال حفل الإفتتاح الذي انعقد مساء السبت.

وبالإضافة إلى ما تقدّم، أفسحت هذه الدورة المجال للجاليات الإفريقية المقيمة في المهجر لتقديم إبداعاتها السينمائية المختلفة. كما خصّصت جائزة خاصة تحمل إسم «توماس سانكارا» الرئيس الخامس لبوركينا فاسو، وزعيم الثورة البوركينية توماس سانكارا (1984 – 1987)، الذي لقي حتفه في إنقلاب قاد كمباوري إلى الحكم في 15 أكتوبر/ تشرين الأوّل 1987، لأفضل فيلم قصير، وتبلغ قيمة هذه الجائزة الـ 3 مليون فرنك افريقي (أي حوالي 5 آلاف و100 دولار).

أمّا حفل الإفتتاح الرسمي، الذي جرى السبت الماضي، فقد تميّز بعروض راقية جمعت بين الرقص والموسيقى الهادئة حينا والصاخبة أحيانا للمغني السنغالي إسماعيل لو، والذي صدح بصوت عذب مرفوق بعزف ساحر على الغيتار، بأجمل أغانيه التي نالت استحسان أكثر من 5 آلاف من الحاضرين في الحفل بقصر الرياضة بأواغا. إثر ذلك، أسدل الستار ليرتفع سريعا، كاشفا عن 134 راقصا، تمكّنوا من استقطاب إنتباه الحاضرين بلوحات كوريغرافية شيّقة وبحركات بهلوانية رشيقة على إيقاع الطبل الإفريقي.. مزيج راقي من الفنون أعطت إشارة إنطلاق الدورة 24 لمهرجان السينما الإفريقية، لتمنح عشّاق الفنّ السابع في افريقيا والعالم بأسره فرصة الإطّلاع على مواهب القارة السمراء ضمن مجال تحوّل إلى صناعة عابرة للقارات. 

(الأناضول)

أقنعة غسان مطر الشريرة… أدوات ممثل قدير

كمال القاضي:

القاهرة – «القدس العربي» : كثرا ما يكوّن الجمهور انطباعا مغايرا للحقيقة عن الممثل نتيجـة الصورة النمطية التي يقدم بها على الشاشة ويساهم هو نفسه في ترسيخها فتصبح جزءا من شخصيته في تصور البعض، نظرا لتأثرهم الشديد بالفنان الفلسطيني القدير غسان مطر وهو واحد من ضحايا التنميط والاعتياد ونسف المواهب الكبرى لمجرد حصرها في قالب ثابت لا يتغير يناسب وجهة نظر المخرجين ملامح الشكل وتون الصوت والهيئة العامة للمثل.

عرفات داوود حسن المطري، الشهير بغسان مطر مواطن عربي فلسطيني غوى التمثيل في سن المراهقة حين تزاحمت بداخله الهوايات وألح عليه شعور إثبات الذات، وهو لا يزال في طور التكوين يحمل كثائر هموم الوطن ويتنقل بها حيث يكون الأمان النسبي بعيدا عن العيون المتربصة بالأعمال.

وبين فلسطين الحبيبة وموطن الإقامة في مخيم البداوي شمال لبنان بات حالم النجومية يداعب الفتى الصغير الثائر على الاحتلال المؤمن بالمقاومة والكفاح المسلح كخيار وحيد لتحرير الأرض المحتلة، ولأن الحلم المفقود لا يتحقق إلا بالسير نحوه بدأت الخطوات الأولى لعرفات في اتجاه القاهرة عام 1968 وهو التوقيت المتزامن مع حرب الاستنزاف عقب نكسة 67 ومعركة رد الاعتبار التي واكبها تيار فني تعبوي أسفر عن إنجاز عدة أعمال فنية تنوعت ما بين الـمرح والسـينما والدرامـا التلفزيونـية كان لعرفات داوود المطري نصيب منها حيث شارك في فيلـم «كلنـا فدائيون» ليكون باكورة أعماله على درب النضال الفلسطيني المصري المشترك عام 69 ويلقب باسمه الجديد «غسان مطر» فيصير واحدا من الممثلين المحترفين ينظر إليه بتقدير كبير كونه شابا وطنيا متحمسا وصاحب قضية عادلة هي قضية كل العرب، وهم كل المبدعين المخلصين وسرعان ما يرشح لدور ثان في فيلم « الفلسطيني الثائر» في العام نفسه فتصعد أسهمه بأثر الصدى الذي أحدثه أداؤه المتميز.

سنوات قليلة تمر تتبلور خلالها شخصية غسان الفنية فيبدأ في الاختيار والانتقاء والمفاضلـة بين ما يناسبه وما لا يناسـبه، ولكنه يظل رهين «الشر» خاضعا لتوازنات وحسـابات تخص المنتجين والمخرجين، وليـس له مطلق الحرية في تغيير جلده بعـيدا عن الشكل المرسوم له على الشاشـة كل ما يتاح له هو المفاضلة ما بين دور شـرير ودور شرير آخر، وعلى الرغم من الاستفادة السرـيعة والشعبية التي تحققت للفنان الكبير في وقت مبكر إلا أن تكرار الأدوار بالكيفية نفسها صار عبئا عليه ولم يشفع له ذلك الحضور الطاغي بين أساطين التمثيل ومحترفي التعبير بالوجه أمثال محمود المليجي وتوفيق الدقن وعادل أدهم وغيرهم، فجعله يجتهد ويتفانى في المساحة ذاتها وداخل المربع الضيق الأصغر بكثير من موهبته، ومضى في الدرب يقدم أدوارا ويصنع تاريخا بالمجهود الذاتي معتمدا على خصوصية الأداء وليس نوعية الأدوار فكان دوره في فيلم «الشيماء» بطولة تضارع بطولة أحمد مظهر، غير أن المساحة المتاحة له كانت بالقطع أقل فأغفل حقه وتبددت فرصته في إثبات أنه الند الحقيقي للبطل وللأسف تكرر الخطأ بحذافيره في فيلم «الأبطال»، إذ احتل الصدارة فريد شوقي وأحمد رمزي، فيما بقي مطر داعما للإثنين وهو المتمكن القدير المساوي في القيمة والقامة والموهبة.

وتوالت الأدوار والشخصيات وليزداد الفنان الفلسطيني الراحل تألقا وتميزا ينتقل عبر المراحل الزمنية ونوعية الأعمال تنقلا سلسلا فيعطي للشخصية الشريرة مذاقها المختلف ويعبر عنها بخصائص لا يملكها غيره فنراه في أعمال مهمة مثل «الغضب»، «أبناء الشيطان»، «شاهد إثبات اللصوص»، «حالة تلبس» بارعا كعادته معايشا للدور وطبيعته وخلفيته، ثم سرعان ما نراه في أدوار تلفزيونية أخرى، مثل الفرسان والأبطال والإمام أبو حنيفة وعصفور تحت المطر والكومي والسلطان عبد العزيز وعالم بدون أسوار بذات اللياقة البدنية والفنية قابضا على موهبته ممسكا بتلابيب الشر الذي كتبه عليه المخرجون فأفرز منه أشكالا وألوانا دون أن نلحظ ذلك الاستهلاك الذي يفقد الممثل تأثيره وإقناعه.

ومن التلفزيون إلى المسرح كان التـحليق والسطوع للموهبة الكبرى في أفق آخر تبدو الكوميديا ملمـحا أسـاسيا فيه تماشيا مع طبيعة المسرح المعـروفة، ولكننا لا نفقد إحساسنا بأداء غسـان الخاص فقد أكسب هو النص المسرحي بعضا من تميزه في مسرحيات كثيرة منها «الآنسة مامي» و»مراتي زعيمة عصابة» و»توم وجيمي» فلم نشعر بذلك التشابه البادي في العناوين بينه وبين أفلام «اللايت كوميدي».

اجتهد غسان قدر استطاعته وتفوق حين واتته الفرصة فهو صانع نجوميته وحده وصاحب الامتياز الأول في تقديم نفسه كشرير يحسب له ألف حساب.

القدس العربي اللندنية في

02.03.2015

 
 

الوصاية الأخلاقية… ذريعة المهرجان الكاثوليكي للسينما لتوفير الجوائز

كمال القاضي - القاهرة ـ «القدس العربي»:

ربما كانت هناك ضرورة لتسليط الضوء على فعالياته في دورته الثالثة والستين، أكثر من السنوات الماضية، لعدة أسباب أهمها أنه المهرجان السينمائي الأقدم على الإطلاق، والأقل حظا من الناحية الإعلامية والدعائية، فضلا عن أن موجات التوتر والقلق ومحاولات الوقيعة والفتنة تحتم أن يكون الاحتفال به مناسبة فنية ثقافية مهمة تثبت عكس الادعاءات وتوئد الفتنة في مهدها.

المهرجان الكاثوليكي للسينما لم يكن طوال سنواته ودوراته الماضية حدثا طائفيا يختص بشريحته دون الأخرى أو ترجمة التميز من أي نوع، ولكنه يأتي دائما في إطار الاحتفاء بالسينما المصرية ونجومها كقيمة كبرى لها صلة وثيقة بالتثقيف ودعم الصناعة السينمائية والتقاء التيارات الإبداعية المختلفة، وحسبما تقتضي التقاليد المعتادة للمهرجان الأعرق تم اختيار بعض الشخصيات لتكريمها لتكون عنوانا لنشاط بارز يتكرر مرة كل عام، وفي السياق ذاته تعرض الأفلام المتميزة التي يتم الاستقرار عليها من لجنة المشاهدة ويراعي فيها الجودة الفنية وارتفاع مستوى اللغة والتناول.

شيء واحد اختلف هذا العام هو الشعار المرفوع في الدورة 63 ويتضمن تشجيع السينما الأخلاقية طبقا لتوصيف وتصنيف إدارة المهرجان، وبالطبع يقودنا ذلك إلى قراءة الأفلام قراءة خاصة، قد لا تكون لها علاقة بالمعايير الإبداعية، لاسيما أن اقتران الإبداع بالمقاييس الأخلاقية يضع السينما في حرج لأن هذا الحكم نسبي بالضرورة، فما أراه أنا مطابقا للمواصفات والمعايير الأخلاقية، ربما يختلف عليه البعض ولا يراه كذلك، وبالتالي نكون قد فتحنا أبواب الاختلاف والجدل على مصاريعها، من دون جدوى، اللهم غير إفناء الوقت في مناقشة أبجديات وبديهيات من المفترض أن السينما تجاوزتها بمراحل، ولو أننا فعلنا هذا المبدأ حسب الرؤية الجديدة سنكون قد حكمنا بالفساد على نصف تراث السينما المصرية على الأقل، وإذا طبقنا القاعدة على أفلام المهرجانات فقط فسوف يستلزم ذلك إعادة النظر في معظم الجوائز والمطالبة بسحبها من أصحابها، لأنهم حصلوا عليها من دون استحقاق، حيث لم يطبق عليها المعيار الأخلاقي.

الغريب أن يرفع الشعار في الوقت نفسه الذي يتم فيه تعديل قانون الرقابة على المصنفات الفنية بإلغاء النص الخاص بحذف المشاهد محل الخلاف، وعرض الفيلم كاملا للكبار فقط، إذا كان غير ملائم لمن هم دون الثامنة عشر عاما من الجمهور. هذا التناقض بين محاولات اكتساب مساحة إضافية من حرية التعبير وفرض سياج مقيد لهذه الحرية، يعد الازدواج نفسه، ولا أعتقد أن ذلك في صالح السينما أو المجتمع، ليس دفاعا عن الإباحية وترك الحبل على الغارب، ولكن حفاظا على طبيعة المهرجانات وحريتها في اختيار الأفلام الأهم بغض انظر عن كونها مطابقة للمواصفات الأخلاقية من عدمه.

بعيدا عن هذا الشق يبقى المهرجان الكاثوليكي المصري في حضوره وقوته كمهرجان رائد يضارع في تاريخه وعمره الزمني مهرجان «كان»، ولا شك أن لتكريمه وقعا إيجابيا على النجوم المختارين لهذه الدورة، يحيى الفخراني ونبيلة عبيد وسعيد شيمي ومحمد وفيق وبقية الرموز الفنية المهمة، وإن كنا نأخذ عليه الخلط بين السينمائي والدرامي التلفزيوني وفقدانه لخصوصيته، لاسيما أن هناك مهرجانات ومناسبات لها الحق في تكريم نجوم التلفزيون ولكن لا بأس طالما اختلط الحابل بالنابل وانفتحت كل النوافذ على بعضها فكله عند المصريون فن.

الأجمل في تقديري أن الدورة تهدى إلى سيدة الشاشة فاتن حمامة وتحمل اسمها بوصفها صاحبة السبق في الحصول على جائزة من المهرجان المذكور في دوراته الأولى عن فيلمها «الأستاذة فاطمة» مطلع الخمسينيات، فضلا عن المبادرة الإنسانية المقدرة وهي تكريم أسماء النجوم الذين رحلوا خلال عام 2014 ومن بينهم معالي زايد وصباح ونادر جلال وخالد صالح وغيرهم.

نعود للأفلام المختارة للعرض والمنافسة على الجوائز وهي أربعة أفلام فقط توافرت فيها شروط التميز والقبول من وجهة نظر لجنة المشاهدة وهي، «الخروج للنهار» إخراج هالة لطفي، و»صنع في مصر» إخراج عمرو سلامة، و»لا مؤاخذة» للمخرج نفسه، و»ديكور» للمخرج أحمد عبد الله، و»فتاة المصنع» لمحمد خان، الذي يكرم أيضا كواحد من صناع السينما الكبار. وتمثل هذه الأفلام لا شك ذوقا متقدما لمن اختاروها فهي إبداع متقن وأوعية لأفكار متطورة تجدر بالفعل بأن تتصدر المشهد السينمائي في مهرجان مهم يرأسه الأب بطرس دانيال، ويترأس لجنة تحكيمه المخرج عمر عبد العزيز، وعضوية شيرين ورانيا فريد شوقي وباسم سمرة وبشير الديك وطارق التلمساني وطارق الشناوي وآمال عثمان. إنه تشكيل متناغم بين النقد والإخراج والتصوير والتمثيل والكتابة الصحافية. إنه الهارموني الذي نتمنى أن يعزف ما يليق بالحدث ويعبر عنه.

القدس العربي اللندنية في

03.03.2015

 
 

"صنع في الصين" .. العزف على أوتار الرأسمالية

عدنان حسين أحمد

من بين الأفلام المتميزة التي احتفى بها برنامج "علامات فارقة" في الدورة الرابعة والأربعين لمهرجان روتردام السينمائي الدولي فيلم "صُنع في الصين" للمخرج الكوري الجنوبي كيم دونغ-هو الذي أسند دور البطولة مناصفة إلى النجم بارك كي-وونغ الذي تألق في "قناع العروس" و "صديقي المعلم" والفنانة هان تشي - يا التي عرفناها في مسلسلات وأفلام مهمة أبرزها "أنا أؤمن بالحُب" و "أنت فقط حبيبي".

يندرج هذا الفيلم تحت محور "الدعاية اليومية" الموجهة ضد الصين من جهة بوصفها دولة منغلقة نأت بنفسها لعقود طويلة عن الدول المجاورة لها، وضد كوريا الجنوبية من جهة أخرى بوصفها دولة رأسمالية لا تحترم كثيراً منظومة القيم الأخلاقية حتى وإن كانت هذه الدولة تمثل واحة للديمقراطية التي تفتقر إليها كوريا الشمالية تحديداً وبعض الدول الأخرى المجاورة لها.

لم يلجأ كاتب السيناريو كيم كي-دوك ومخرج الفيلم كيم دونغ-هو إلى طرح القصة السينمائية بأسلوب مباشر وإنما اختارا عن قناعة تامة قصة واقعية لكنها لا تخلو من دلالات رمزية يمكن للمُشاهد الحصيف أن يستشفها من سياق الأحداث التي تُترى أمام عينيه. فثمة مربي صيني لأسماك الأنكليس "ثُعبان البحر" يتسلل بطريقة غير شرعية إلى كوريا الجنوبية التي صنّفت أسماكه بالملوثة ومنعت بيعها في الأسواق الكورية الجنوبية.

ليس غريباً أن يقدِّم لنا المخرج في مشهده الافتتاحي مجموعة من الشباب الصينين وهم محشورون في حوض سيارة شحن متوسطة الحجم يتعاركون على وجبات الطعام الضئيلة التي تُقذف لهم. وبما أن جوف السيارة يحتوي على فتاة شابة غيل ريم-سونغ "ليم هوا-يونغ" فإنها سوف تتعرض لبعض المضايقات حيث حاول أحدهم اغتصابها لكنّ تشين انبرى له بالمرصاد وأشبعه ضرباً حتى تركه ملطخاً بدمائه، الأمر الذي سيوحي لنا منذ البداية بأن تشين هو أنموذج للشخص القوي الذي يحافظ على حرمة النساء، ويبعد عنهنّ الأذى ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

وقبل أن يجتاز الحدود يتعرف على شخص صيني آخر هربت زوجته إلى كوريا الجنوبية ويريد الانتقام منها ومن زوجها وقد كلّف تشين، في حال موته أثناء العبور، أن يقوم بمهمة البحث عن زوجته الهاربة وقتلها هي وزوجها بعد أن زوّده بالعنوان وصورتيهما معا. وبالفعل يصاب هذا الشخص الصيني بطلق ناري ويموت في الحال بينما ينجو تشين الذي يحمل صندوقاً خشبياً يحتوي على ثلاث سمكات أنكليس حيّة ويريد فحصها في وزارة الصحة الكورية لكن أحد سواق التاكسي يأخذه إلى مديرية "الغذاء والدواء" فيمنعه الحارس من الدخول غير مرة وحينما تنتبه إليه مِي "هان تشي-يا" المفتشة في تلك المديرية تقرر فحص واحدة من سمكات الأنكليس التي لا يزال يحتفظ بها في صندوقه المحكم ولسوء الحظ تظهر الفحوصات أن السمكة ملوثة، وهذا يعني أنه هو الآخر مصاب بالتلوث طالما أن السمكة ملوثة فيعطيها عيّنة من ذراعه فتكتشف أنه مصاب بالتلوث ثم تأخذ عيّنة من يدها لتكتشف أنها مصابة هي الأخرى بنفس نسبة التلوث!

لم تقف القصة عند هذا الحدّ بل تأخذ منحىً آخر حينما تقع مِي في حُب تشين ثم تتعرف عليه تدريجياً وتكتشتف أنه قوي بدنياً حينما تدعوه إلى العشاء حيث يشتبك مع مجموعة من الشباب في عراك شرس ينتهي بانتصاره الواضح على الجميع. كما يُصادف أن تتواجد في المطعم ذاته "غيل" التي نجحت في التسلل إلى كوريا الجنوبية وبدأت العمل في هذا المطعم الذي يقدّم سمك الأنكليس إلى زبائنه.

لقد أحبت مِي أشياء كثيرة في تشين من بينها استقامته، ونزاهته، وحبه للعدالة، هذه الصفات التي يفتقر إليها الرجال في بلد رأسمالي مثل كوريا الجنوبية حيث تمّ استنساخ كل شيئ على الطريقة الأميركية.

وحينما تترسخ قصة حبهما تجد له عملاً  كحارس أمني في مكان ما حيث يعلّمه أحد أقرانه الحراس كل الكلمات البذيئة إضافة إلى بعض المفردات البسيطة الكثيرة الاستعمال بالنسبة إليه على الأقل لكنه يكتشف بالمصادفة أن هذا المكان هو مفقس لأسماك الأنكليس حيث انزلقت إحداهن خارج الباب فأعادها إلى الداخل لكن صاحب المفقس وبّخه وأخرجه في الحال. يتابع تشين خيوط هذه اللعبة فيكتشف أن حاويات الأسماك تحمل علامة مفقسه الذي يُفترض أن يكون ملوثاً كما أظهرت الفحوصات، وهذا يعني أن صديقته مِي قد خانتهُ أو خدعته في أقل تقدير.

يتطور المسار الثاني في قصة الفيلم حينما يبدأ تشين رحلة بحثه عن الزوجة الصينية التي هربت وتزوجت من رجل كوري جنوبي كي ينفذ وصية القتل التي أخذها على عاتقه حيث يصل بالنتيجة إلى الزوجة الخائنة ويطلق النار على زوجها في مشهد مرعب جداً.

يحصل تشين على مبلغ مادي كبير من صديقته مِي لكنه يتوجه في الحال إلى غيل ويطلب منها أن تعود معه إلى الصين لكنها ترفض فيعطيها كمية كبيرة من النقود طالباً منها أن تفتح مطعماً حيث يزودها بالسمك من الصين بينما تقوم هي بتقديمه إلى الزبائن في كوريا الجنوبية.
لم يدعه أصحاب المفقس غير القانوني وشأنه حيث هاجموه وأشبعوه ركلاً وضرباً بالهراوات ثم بدؤوا يساومون مِي على تسليمه حياً إن هي وقعت لهم عقداً يؤكد خلو أسماكهم الثعبانية من التلوث، فلم تجد بُداً من التوقيع على هذا العقد غير القانوني لكنها استردت منْ تُحب لكي يجد طريقه إلى مفقسه الخالي من التلوث.

على الرغم من أهمية هذه القصة السينمائية وأحداثها المتشابكة إلاّ أن ثيماتها الفرعية لا تقل أهمية عن ثيماتها الرئيسة ولكي نؤكد صحة ما نذهب إليه نقول إن هذا الفيلم يتمحور أيضاً على طبيعة العلاقة الشائكة بين كوريا الجنوبية والصين من جهة، وبقية البلدان المجاورة من جهة أخرى مثل كوريا الشمالية واليابان وسواهما من بلدان المنطقة حيث ينظر الكوريون الجنوبيون بتعالٍ إلى أقرانهم الصينيين أو الكوريين الشماليين، ولقد رأينا العديد من لقطات الفيلم ومشاهده كيف أن النساء الكوريات يرفضن شراء أية سلعة صينية، بل أنهم يتقززون من كل المأكولات المنتجة في الصين ويروجون عنها الإشاعات بأنها قذرة ومليئة بالديدان والحشرات.

الجزيرة الوثائقية في

03.03.2015

 
 

بيع 1.643 مليون تذكرة بحوالي 66.726 مليون درهم سنة 2014

تراجع مداخيل القاعات السينمائية بـ8 ملايين درهم بسبب القرصنة والضرائب

خالد لمنوري

كشفت حصيلة أصدرها المركز السينمائي المغربي برسم سنة 2014، وقدمها مدير المركز، أخيرا، بطنجة، بحضور عدد من المهنيين وموظفي المركز السينمائي المغربي، عن تراجع مداخيل القاعات السينمائية بالمغرب بحوالي ثمانية ملايين درهم.

أوضحت الحصيلة أن مداخيل سنة 2014 بلغت 66 مليونا و726 ألفا و466 درهما، من خلال بيع مليون و643 ألفا و647 ألف تذكرة، مقابل 74 مليونا و850 ألفا و832 مليون درهم سنة 2013، محصلة من مليون و792 ألفا و533 تذكرة.

وأبرزت الحصيلة أن نصيب الأفلام المغربية من السوق الوطني تراجع بدوره إلى 24 في المائة، من خلال توزيع 45 فيلما، مقابل 34 في المائة سنة 2013، وحظيت الأفلام الأمريكية بنسبة 47 في المائة من المداخيل، لتوزيع 118 فيلما بالمغرب، مقابل 8 في المائة للأفلام الفرنسية (38 فيلما)، و6 في المائة من الأفلام الهندية (20 فيلما)، و4 في المائة من الأفلام المصرية (17 فيلما).

وأرجع المهنيون سبب هذا التراجع إلى استفحال ظاهرة القرصنة، ومعاناة المهنيين من الثقل الضريبي، الذي يهدد بإغلاق المزيد من القاعات السينمائية.

وأبدى الحسين بوديح، رئيس غرفة مستغلي القاعات السينمائية، مخاوفه من استمرار مسلسل إغلاق القاعات السينمائية جراء خضوعها للضريبة على القيمة المضافة، مذكرا أن 7 قاعات أغلقت أبوابها أخيرا، جراء تطبيق هذا القانون منذ ماي 2012.

 من جهته، أكد المدير العام للمركز السينمائي المغربي، صارم الحق الفاسي الفهري، أن حل مشكل القاعات السينمائية بات من الأولويات، مشيرا إلى أن المركز يبذل "كل ما في وسعه لمحاربة القرصنة، من خلال حملات واسعة شملت عددا من المدن، ومكنت من حجز آلاف أقراص مقرصنة"، وأنه يعمل من أجل إعفاء القاعات السينمائية، التي لا تتعدى مداخيلها 3 ملايين درهم سنويا، من الضريبة على القيمة المضافة.

وبخصوص توزيع المداخيل، كشفت الحصيلة أن مجمع "ميكاراما" استحوذ على 66 في المائة من المداخيل، بمبلغ 44 مليونا و289 ألفا و552 درهما، مقابل 34 في المائة لباقي القاعات، وعددها 32 قاعة، تمركز معظمها بالدارالبيضاء.

وبسطت أربعة أفلام مغربية سيطرتها على شباك تذاكر القاعات السينمائية لسنة 2014، ويتعلق الأمر بـ"خلف الأبواب المغلقة"، من إخراج محمد عهد بنسودة، الذي تربع على قمة القائمة بـ98 ألفا و145 تذكرة، مقابل 92 ألفا و911 تذكرة لـ"الطريق إلى كابول"، إخراج إبرهيم الشكيري، الذي حل بالمركز الثاني بعد ثلاث سنوات من العرض المستمر، و53 ألفا و523 تذكرة لـ"سارة"، من إخراج سعيد الناصري، بينما اكتفى"يما" لرشيد الوالي بحوالي 27 ألف تذكرة، محتلا المركز الحادي عشر في قائمة الأفلام الثلاثين الأكثر مشاهدة سنة 2013.

وأجمع مخرجو الأفلام الأربعة على أن نجاح الفيلم المغربي تحقق بفضل حب الجمهور للسينما المغربية وتشجيعه لها، وبفضل سياسة التوزيع والحملات التي واكبت العروض، وتنوع مواضيع الأفلام، إضافة إلى جهود ممثلين وتقنيين، بذلوا كل ما في وسعهم لنجاح هذه الأفلام.

في هذا السياق، قال المخرج محمد عهد بنسودة، في تصريح لـ"المغربية" إن تربع فيلمه على قائمة شباك التذاكر خير دليل على "قوة السينما المغربية ونجاحها، بفضل حب الجمهور وتفاني المخرجين في إنجاز أفلام تتسم بالتنوع، ما يتيح للمشاهد فرصة واسعة لاختيار مشاهدة الفيلم الذي يروقه".

أما مخرج فيلم "الطريق إلى كابول" إبراهيم الشكيري، فقال في تصريح مماثل إن "الفيلم المغربي الإيجابي نجح في مصالحة الجمهور مع القاعات السينمائية، بفضل توفره على عناصر الفرجة وخلوه من المشاهد المستفزة، مشيرا إلى إن القاعات السينمائية مازالت لم تفلس، بدليل نجاح "الطريق إلى كابول"، الذي أثبت أن الجمهور مازال مستعدا لارتياد القاعات السينمائية، إذا عرضت أفلاما تحترم ذوقه وذكاءه.

ويرى المخرج رشيد الوالي أن نجاح فيلمه بالقاعات يعد حدثا مهما في مسيرته الفنية، خصوصا أن "يما" يعد أول تجربة سينمائية طويلة من إخراجه، مشيرا إلى أن نجاح فيلمه دليل على تجاوب الجمهور مع الفيلم المغربي.

الصحراء المغربية في

03.03.2015

 
 

المخرج أحمد النحاس:

«وجع البنات» يناقش قضية واقعية .. وأجور النجمات وراء الاستعانة بأسماء شابة

كتب - أحمد عثمان:

نفي المخرج أحمد النحاس حقيقة وجود أي تعاون بينه وبين التليفزيون المصري أو المشاركة في المسلسل، الذي يقوم بتصويره حاليا «وجع البنات» من تأليفه وإخراجه وإنتاجه.

وأكد «النحاس» أنه لم يحدث اتصال أو حتي كلام بخصوص مشاركة التليفزيون المصري في هذا العمل أو حتي إهدائه لنسخة من ولم يرد في نيته هذا الموضوع من أساسه ولم يصرح به وأضاف أن العمل سيعرض حصريا في رمضان علي قناة OSN ويعتبر «النحاس» أن هذا العرض الحصري وعلي قناة مشفرة ليس مغامرة ولن يضر بجماهيرية المسلسل لأن هناك اشتراكات بالملايين فيها والعرض بها يعطي المسلسل قيمة وجاذبية خاصة أن الموضوع في حد ذاته والسيناريو هو البطل الرئيسي في العمل وليس الأبطال لأنهم ليسوا نجوما للتسويق كما هو معروف في صناعة الدراما إنما ممثلات موهوبات قدمن مشاركات في مسلسلات رمضان الماضي.
وأضاف: اخترت خمس فتيات هن أبطال العمل من بين 60 وجها تقدموا لـ«الكاستيج» بينهن ممثلات معروفات لكن تم الاستقرار علي الخمس بنات وهن اللاتي يتحملن البطولة الجماعية للمسلسل وليس معهم أبطال رجالي من الشباب أو حتي «الجرائد» معروفين لأن الاعتماد في الأساس علي نجاح العمل علي السيناريو وهو تجربة جديدة في الدراما لشخصيات حقيقية ونماذج واقعية لمجموعة من الفتيات اللاتي يعملن في الغردقة عايشتها بنفسي ولمست معاناتهن وحكاياتهن بشكل واقعي ومنهم نموذج مثلا أصبحت تمثل قري سياحية ومشروعات في الغردقة وبعضهن دخلن السجن بسبب بحثها عن لقمة العيش والسكن في مكان أحد.

أقدم قضية خطيرة وواقعية «وجع البنات المصريات» في الواقع وتؤرق الشرطة المصرية وسيري المشاهد واقعية غير عادية في العمل معروفة للجميع لكن أتناولها دراميا لأول مرة بسبب خشية مواجهتها ويرصد العمل صراع هؤلاء الفتيات ما بين الصعود والهبوط في عالم واقعي بالغردقة.
وعن البطلات قال «النحاس» هن: آلاء نور ووفاء قمر وهبة أبوسريع وياسمين رحمي وأسماء عاصم وتم اختيارهن كما أشرت من بين 60 ممثلة بينهن ممثلات مشهورات علي مدار 3 شهور.
وأضاف تقديم وجوه صاعدة ليس بدعة خاصة عندما تصل أجور النجوم والنجمات لحد التجهيز والمبالغة التي في ظهوره في عدد من الأعمال فسبق أن قدمت السينما في فترتها الانتقالية وقدمت وجوها صاعدة في أفلام غيرت شكل السينما وحدثت انتفاضة بها عندما قدمت أفلام «صعيدي في الجامعة الأمريكية» و«همام في أمستردام» و«عبود علي الحدود» وغيرها من الأفلام التي اعتمدت علي جيل صاعد حقق المعادلة الصعبة في السينما.

وأضاف: التصوير يستمر 12 أسبوعيا بدأنا في مدينة الإنتاج الإعلامي وستصور أكثر من شهر في الغردقة بداية من مارس والعمل سيعرض في رمضان القادم وأشار: سأنافس بقصة وسيناريو مختلف وإخراج يعتمد علي الصورة المفتوحة بعيدا عن الجدران المغلقة ويعتمد علي الإثارة والتشويق والرومانسية والدراما الواقعية وطرح قضية خطيرة تمس المجتمع المصري بعيدا عن الابتذال الذي تعيشه الدراما.

الوفد المصرية في

03.03.2015

 
 

«نبيلة»: أفكر فى تبنى طفل لأعوض إحساس «الأمومة»

كتبت - سهير عبدالحميد

قالت نبيلة عبيد إن سر اللوك الجديد الذى ظهرت به مؤخرا هو برنامجها «نجمة العرب» الذى تكتشف فيه المواهب التمثيلية حيث ظهرت أكثر رشاقة وجمالا خاصة فى عدد من جلسات التصوير وفى الوقت ذاته لم تعط نجمة مصر الأولى إجابة صريحة كونها تعيش قصة حب جديدة أم لا  وقالت «خليهم يقولوا» وعلى الجانب الآخر ذكرت أنها تفكر بشكل جدى  فى تبنى طفل وهذا الأمر يشغلها منذ فترة طويلة لأنها حرمت من نعمة الانجاب وكان ذلك بمحض إرادتها حيث اختارت أن تعطى حياتها للفن على الرغم من أن والدتها كانت تنصحها دائما أن تنجب حتى لا تعيش وحيدة وبالفعل هذا الشعور راودها فى السنوات الأخيرة لذلك تبحث موضوع «التبنى» وهل تستطيع أن تتحمل مسئولية طفل أم لا  ونفت نبيلة ان تكون بالفعل ذهبت إلى إحدى دور الأيتام لاختيار طفل تتبناه حيث مازال الأمر مجرد فكرة.

وعن إجرائها أى عملية تجميل لتخفيض الوزن نفت نبيلة بشدة مشيرة إلى أنها لم تجر عمليات تجميل وأن كل ما فى الأمر أنها قامت بتغيير قصة شعرها ولونه وتعاملت مع بيت أزياء جديد وقامت بالتقاط عدد من الصور الفوتغرافية.

وقالت نبيلة: منذ سنوات وأنا أجلس فى بيتى ومنشغلة بالأحوال العامة للبلد التى لم تكن تشجع على تقديم أعمال فنية وهذا جعلنى أدخل فى حالة اكتئاب شديدة لكن الحمد لله أحوال البلد بدأت تستقر خلال الأيام الماضية لذلك عندما عرض على فكرة «نجمة العرب» وجدتها مختلفة عن أى برنامج اكتشاف مواهب آخر فهو يجمع بين اكتشاف الموهبة والحديث عن أهم المحطات الفنية فى حياتى وليس قصة حياتى، كما أشيع وقد سعدت جدا بهذه التجربة فأنا أرغب فى تخريج جيل جديد من الفنانات، يكون قادرًا على تحمل المسئولية.

وأشارت نبيلة إلى أنها تلقت العديد من ردود الأفعال الطيبة بعد عرض الحلقات الأولى من البرنامج لكن أبرز تهنئة جاءت لها كانت من الفنانة مديحة يسرى وأنها رغم حالتها الصحية إلا أنها حرصت على مشاهدة البرنامج وأثنت عليه حيث تربطها بها صداقة قوية منذ سنوات طويلة  تحرص على التواصل معها باستمرار سواء بالاتصال التليفونى أو بزيارتها حيث قدمت معها مجموعة من الأعمال الناجحة  بدأت  بفيلم «خطيب ماما» وتوالت بعدها الأفلام.

وعن تكريمها مؤخرا فى الدورة الـ63 لمهرجان المركز الكاثوليكى أكدت انها سعدت بهذا التكريم خاصة انه جاء من مكان تكن له كل التقدير والاحترام فالتكريم دائما يسعد الفنان ويشعره ان مشواره لم يضع هباء.

على جانب آخر أبدت نبيبلة انزعاجها من حادث قتل كلب شبرا الخيمة والطريقة البشعة التى لقى حتفه بها وتساءلت قائله : لماذا انعدمت الرحمة بهذا الشكل ليقتل حيوانا لا حول له ولا قوة بهذه البشاعة وان كنت أخاف ان يكون الطريقة التى قتل بها الكلب تكون رسالة ما لزرع الخوف فى نفوس الناس مثلما تفعل داعش الارهابية لذلك أتمنى ان يأخذ الذين فعلوا هذه الجريمة جزاءهم حتى يكونوا عبرة.

روز اليوسف اليومية في

03.03.2015

 
 

تقمص شخصيته وأنتجه وأخرجه حسين صدقى

ناصر عراق يكتب: خالد بن الوليد.. فيلم يستعرض حياة أشهر قائد عسكرى فى تاريخ العرب

*  الفيلم يمجد جمال عبد الناصر من خلال استلهامه لبطل تاريخى

*  صدقى يوجه التحية لعامر ومحيى الدين والقيسونى

لم يعشق أحد السينما مثلما افتُتِن بها النجم القديم حسين صدقى، ولم يدرك أحد قيمة السينما فى تغيير المجتمعات إلى الأفضل كما أدركها بطل العزيمة، ولم يستثمر أحد السينما لنشر المواعظ الأخلاقية والحكم الاجتماعية كما فعل حسين صدقى.. هذا الممثل الذى اختلط فى ذهنه الفن بالإرشاد، والأطياف على الشاشة بالمقدسات الدينية، لذا لا عجب أن تحتشد أفلامه كلها بالنصائح الطيبة والدعوة إلى الأخلاق الحميدة، ولا غرابة فى أن يقدم على إنتاج فيلم يتناول سيرة واحد من أمهر المحاربين فى التاريخ الإسلامى.. إنه خالد بن الوليد.

تعالوا أقص عليكم نبأ هذا الفنان الاستثنائى، ثم نعرج سريعًا على الفيلم وملابساته.

حسين صدقى.. البداية

تقول الناقدة السينمائية ناهد صلاح – فى كتابها المهم “حسين صدقى.. الملتزم” والذى صدر على هامش مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ 36 – تقول إن نجمنا نشأ يتيم الأب، وإن أمه كانت تركية صارمة لا تكاد تعرف العربية، فلقّنته الجدية والالتزام الدينى، وتضيف ناهد صلاح بالنص: “لعل هذا ما تعلمه على مهل يليق بزمانه ومجتمعه فى الحلمية الجديدة.. حيّه وشارعه وبيته، حيث ولد فى 9 يوليو 1913″.

عرف حسين صدقى الطريق إلى فن التمثيل عن طريق دراسته – فى الفترة المسائية – فى قاعة المحاضرات بمدرسة الإبراهيمية، حيث تلقى أهم الدروس على يد أباطرة التمثيل فى ذلك الزمان: جورج أبيض، وعزيز عيد وزكى طليمات.

فى ذلك الزمن كان البلد خارجًا من ثورة 1919، تلك الثورة التى غيرت وجه الحياة فى مصر تمامًا، وانتشلتها من أفكار العصور الوسطى وتقاليدها البالية، وقذفت بها إلى رحاب الزمن الحديث ومتطلباته، فأنشأت الجامعة والأحزاب السياسية والمصانع الحديثة والبنوك الوطنية والمسرح والسينما والإذاعة والصحف، الأمر الذى انعكس بشدة على فكر الشاب الصغير عاشق التمثيل.

ترسم ناهد صلاح صورة للفتى حسين صدقى فى ذلك الزمن البعيد، فتقول إنه كان: “يقطع طريق الفن مع صديق طفولته المخرج محمد عبد الجواد، بن عبد الجواد محمد سكرتير فرقة رمسيس حينذاك، ويتردّد معه على مقاهى عماد الدين المعروفة بأنها ملاذ الفنانين، وأبرزها مقهى ريجنيا، حيث عُرِف من خلالها حسين صدقى كشاب خجول يجلس قليلاً ثم يغادر قبل العاشرة مساءً، لم يشارك الجالسين حفلات ما بعد منتصف الليل الصاخبة، فقط يكتفى بسماع أحاديث الفن ويتناول كوبًا من اليانسون”.

لم تكن لنجمنا تجربة مسرحية مهمة، وإنما اختطفته السينما سريعًا، ليشارك الفنانة أمينة محمد بطولة فيلم “تيتاونج” عام 1937، وكما يقول الناقد السينمائى الكبير كمال رمزى: “فى الاختبارات الأولى التى أجراها مصور الفيلم كورنيل لاختيار بطل الفيلم – تيتاونج – وجد أن حسين صدقى يتمتع بوجه مريح، متناسب الملامح والقسمات، يبعث على الثقة، وبالتالى فضله على العديد من الوجوه الأخرى”، وذلك كما جاء فى كتابه “نجوم السينما العربية.. الوجوه والأقنعة”.

كما تعرف، فإن السينما المصرية عادة ما تسير فى ركاب السينما العالمية – هوليوود تحديدًا – من حيث الشكل والمضمون، وها هو كمال رمزى يوضح هذه النقطة قائلا: “ظهور حسين صدقى صاحب التجربة القصيرة والمتواضعة فى المسرح، وإسناد دور البطولة له، يرجع لأسباب سينمائية محضة، تتعلق بمواصفاته الشكلية التى تلائم شاشة السينما وتجسد مفهوم “الجمال والرجولة” الذى لا بدّ من أن يتوافر فى صورة النجم المستوحاة من صور الأجانب، وخاصة أبطال الأفلام الهوليودية: روبرت تايلور، وجارى كوبر، وروبرت مونتجمرى وجون جلبرت”.

بهذه الملامح الجادة الرصينة والمريحة، وبالذهنية التى تتكئ على مفهوم مطلق للأخلاق، حافظ حسين صدقى على حضوره السينمائى المتألق طوال أربعينيات القرن العشرين، ثم بدأ نجمه يشحب بعد ثورة يوليو، التى أسهمت فى تغيير المزاج العام للجمهور، رغم أن حسين كان من أكثر مؤيدى الثورة وتربطه علاقات طيبة مع بعض الضباط الأحرار، وخاصة أنور السادات.

خالد بن الوليد وتمجيد البطل

فى يوم واحد عرض فيلما: خالد بن الوليد، والست نواعم، الأول جاد وصارم ويحتشد بالمواعظ والحكم، والثانى كوميدى وخفيف ومترع بالأغانى والرقصات، الأول بالألوان الطبيعية – التى كانت مكلفة فى ذلك الوقت – والثانى أبيض وأسود، الأول أخرجه وأنتجه وقام بدور البطولة فيه حسين صدقى، والثانى أخرجه يوسف معلوف ولعب إسماعيل ياسين وتحية كاريوكا وحسن فايق أدوار البطولة.

عرض الفيلمان فى يوم 16 يونيو من عام 1958، أى بعد حرب السويس بأقل من عامين، وإذا كنا نستطيع أن نفهم حاجة السينما للأفلام الكوميدية الخفيفة التى يقبل عليها الجمهور، فما الذى دفع حسين صدقى لأن يغامر بأمواله وينتج فيلمًا صارمًا، وقد أدارت له الأيام وجهها الطيب؟ لا تفسير سوى موقفه الأخلاقى الدائم، فالرجل صاحب رؤية وهدف، فلما رأى العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، قرر خوض المعركة بالإسهام بماله وفنه ليشحذ همم المصريين ويمجد بطلهم الجديد – جمال عبد الناصر – من خلال استدعاء بطل آخر من التاريخ الإسلامى العريق.

الفيلم بطولة مريم فخر الدين، ومديحة يسرى، وحسين رياض، وزكى طليمات، وقد كتب فى المقدمة هذه الفقرة المهمة بتوقيع حسين صدقى – المخرج والمنتج – حيث جاء فيها: “أفلام مصر الحديثة.. تتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير للسادة الوزراء: المشير أركان الحرب عبد الحكيم عامر وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة، السيد زكريا محيى الدين وزير الداخلية، السيد الدكتور عبد المنعم القيسونى وزير المالية، وذلك لما تفضلوا بتقديمه من مساعدة ضخمة ساهمت معنا فى إهداء هذا العمل السينمائى الضخم للعالم أجمع.. حسين صدقى”.

هكذا إذن قدمت الدولة إمكاناتها الكبيرة حتى يخرج هذا الفيلم للنور بصورة مشرفة، وهو ما كان بالفعل، وما إن يختفى الإهداء حتى تظهر صورة ضخمة للكرة الأرضية، وتقترب الكاميرا تدريجيًّا من الخريطة حتى تصل إلى جزيرة العرب، لتبدأ بعد ذلك كتابة الأسماء.

فكرة هذه المقدمة – الجغرافية – اقتبسها حسين صدقى من الفيلم الأمريكى الشهير “كازابلانكا Casablanca” الذى عرض فى عام 1942 وأخرجه Michael Curtiz وقام ببطولته النجم همفرى بوجارت والنجمة أنجريد برجمان.

على أيّة حال، حكاية خالد معروفة، وهكذا رأينا تقلّبه بين الكفر والإيمان ومعاركه وبطولته، كما أسرف صانعو الفيلم فى استعراض علاقته الغرامية وما شابها من مأساة ليزيدوا من نبرة الدراما، كل هذا مرّ عليه الفيلم بذكاء، وإن كانت النبرة الوعظية زائدة كعادة أفلام حسين صدقى، وما يهمنا هنا أن نشير إلى أن الفيلم عرض دون مشكلات، لا من الرقابة الدينية – الأزهر تحديدًا – ولا من رقابة المجتمع.

صحيح أن خالد بن الوليد ليس من العشرة المبشرين بالجنة، لكنه شخصية إسلامية محاطة بدرجة من القداسة، لكن المجتمع فى زمن عرض الفيلم كان منفتحًا على الأفكار كافة، ولم تكن المعزوفة الكريهة لتحريم الفن قد انطلقت بعد.

النهاية الحزينة.. رحلة حسين صدقى من الفن للبرلمان

بعد أن انصرف عنه الجمهور، قرر حسين صدقى مواصلة رسالته الأخلاقية من خلال عضوية مجلس الأمة – البرلمان – وهكذا رشح نفسه عن دائرة المعادى عام 1964 ونجح بالفعل، لكنه لم يكرر التجربة، وعاد إلى دنيا الفن والإخراج يعمل بجد واجتهاد، ومن أسف فقد كانت سنواته الأخيرة موجعة للقلب، اقرأ ما ذكرته ناهد صلاح فى كتابها: “ظل حسين صدقى يعمل حتى آخر لحظة فى حياته دون كلل أو راحة، كأنه يثبت لنفسه قبل الجميع أن ما زال أمامه الكثير لينجزه، حتى أصيب بجلطة وشلل نصفى تم نقله على إثرهما إلى مستشفى المعادى، ثم سافر مع ابنه الطيار “حسين” إلى أمريكا لاستكمال العلاج، وبعد ستة أشهر عاد إلى مصر محاولاً استئناف نشاطه فى الإخراج التليفزيونى، لكنه أصيب بأزمة قلبية وتوفى على الفور فى الساعة الواحدة من صباح 16 فبراير 1976، رحل قبل أن ينتهى من إخراج فيلمه التليفزيونى “الخنساء .. شاعرة العرب”.

أجل.. 39 سنة مضت على رحيل حسين صدقى، ومع ذلك فأفلامه ما زالت تعرض وتلقى الاستحسان من جمهور هذه الأيام، حقًا.. الفن أبقى من الميت.

كايرو دار المصرية في

03.03.2015

 
 

إياد صالح : نور الذي يسبق “نوره” دايما نور الشمس

إعلام.أورج

شتاء ٢٠٠٧

كان موعد التصوير الساعة ١١ صباحا، وكانت القاعدة أن عليك كمساعد مخرج التواجد بموقع التصوير قبل الموعد المحدد بساعة من أجل تحضير أي أمر قبل بدء التصوير، ومن أجل أن يبدء التصوير فعليا في الموعد المحدد، كنت ملتزم بتلك القاعدة، ولكن في ذلك اليوم وصلت لأستديو التصوير قبل الموعد بساعتين اي في التاسعة، لم يكن هناك أي شخص قد وصل الإستديو، ولكن لاحظت أن سيارة تشبه سيارة البطل تقف أمام البلاتوه، لست جيد في تذكر انواع او أرقام السيارات، فخمنت أن هناك من وجد المكان خالي أمام الاستديو فتوقف هناك، دخلت الي الممر الذي يحتوي غرف الممثلين والمكياج لم يكن هناك سوي العامل المسئول وكان مازل نائما علي كرسيه، قررت ان لا اوقظه من أجل ان يفتح لي غرفة الإخراج، واتركه يستمتع بتلك الساعة المتبقية علي بدء حضور الناس، فكرت أن اذهب لمقهي قريب، ثم بلا سبب قررت ان ادخل للاستديو نفسه لأشاهد الديكور، دخلت المكان، كانت مازالت رائحة الدهانات والعمل تملئ المكان، وبينما اتحرك داخل الغرف، وصلت الي ديكور بهو المنزل، لأجده يجلس علي كرسي في منتصف البهو، اذا كانت سيارته ولكن لماذا أتي مبكرا جدا، سلمت عليه، فسألني “جاي بدري” شرحت له أني استيقظت مبكرا ففضلت أن أتي قبل الزحام، لم استطع أن امنع نفسي من أسأله نفس السؤال خاصة أن من عادة النجم المصري بطل العمل أن يأتي متأخرا ليكون كل شئ جاهز فلا ينتظر كثيرا، سألته فأجاب “احيانا لازم اشوف المكان وهو فاضي، عشان أعرف همثل فيه ازاي ” كان الرد غريب ، وكان البطل هو ” نور الشريف

تفكر ليه ..تفكر ليه .. أنت سايب التانيين يفكرولك ..متطلبش من كل واحد يوصل للكمال ” 

المصير ١٩٩٧

عكس الصورة الشهيرة للمخرج وهو يقف في وسط اللوكيشن ليصرخ : أكشن، فكثيرا ما يكون المساعد الأول في صناعة المسلسلات هو من يطلب من الكاميرات أن تدور والصوت أن يسجل ويقول هو : أكشن … في ذلك اليوم كان المساعد الأول قد قرر أن يترك العمل بسبب خلاف مع الانتاج، وفي وسط السعي لإقناعه بالعودة للعمل، لم يكن أمام المخرج اختيار سوي أن اتولي أنا مهام المساعد الأول حتي عودته، لم يكن الأمر يمثل سعادة لي فهي مسئولية معقدة علي مساعد ثاني في بداية حياته، كنت في قمت التوتر فلا أريد أن أخطئ في أي شئ حتي وإن كان بسيطا، وفي محاولة مني للسيطرة علي اللوكيشن، كنت اتعمد أن أصدر الأوامر بصوت عالي وصارم- تصرف مراهق – لتأكيد السيطرة … كان المشهد لنور الشريف مع أحد ابنائه في المسلسل، وكان مشهد حزين، يتحدث فيه الأبن بحزن عن ماحدث له ، بصوت عالي هتفت : اااااكشن، بدأ المشهد ولكن لخطأ تقني كان يجب أن نعيد، هيا بنا: اااااكشن، تكرر الخطأ فتوقفنا، تحرك نور الشريف من مكانه واقترب مني في هدوء، وبصوت هامس قالي لي : ممكن تقول أكشن بصوت واطي شويه، بالطبع ارتبكت وفعلت كما طلب، دون أن أفهم لماذا طلب ذلك، وشعرت بأن هناك خطأ ما، بمجرد انتهاء المشهد وقبل أن يخرج من الاستديو نادني توقعت أن يسأل عن المشهد التالي .. ولكن بنفس الهدوء : شوف فكر دايما في حالة المشهد وانت بتقول اكشن، لأن صوتك وادائك هيأثر علي الممثل وادائه، فمتزعقش فمشهد مطلوب من الممثل يكون هادي وحزين لأنك هتأثر عليه.

تحفظلي بيتين شعر تبقي شاعر، تحفظلي آيتين تبقي عالم، تعرف ايه عن الطب ، عن حركة الكون، عن الرياضيات، عن الكيمياء، عن الفلسفة، تعرف ايه عن الحب عن الحق عن العدل

المصير ١٩٩٧

في احد المرات، بينما كان عمال الإضاءة يعملون علي إضاءة أحد المشاهد، كان أمامي فرصة أن اتحدث مع الاستاذ عن بعض الأمور الفنية كان من بينها حديث حول المخرجين، يوسف شاهين، عاطف الطيب. سمير سيف ، وفي وسط الحديث سألني ، تفتكر إيه اهم حاجة في المخرج ؟ كانت اجابتي بسرعة المراهق، الصورة ..رد بهدوء ” لا… أهم حاجة في المخرج القرار …مافيش شخص يستحق أن يكون مخرج لو مش صاحب قرار ، القرارت هيا اللي بتحدد هو مين، وهيعمل إيه، وازاي

ميرفت : لوبعت التاكسي … تطلقني 

حسن : يا خسارة يا ميرفت …حتي لو مبعتش التاكسي…أنت طالق 

سواق الاتوبيس ١٩٨٢

شتاء ٢٠٠٨

كنت أقف في شارع لبنان، تقريبا انتظر صديق او انتظر تاكسي، وفجأة وجدت نور الشريف ينزل من سيارته ومتجه لمكتبه الذي أعرف انه في هذا الشارع، ذهبت لمصافحته، كنت قد أعتذرت عن العمل في الجزء الثاني من مسلسل الدالي، من أجل أن أعمل مع مخرج صديق كان سيقدم اول تجربة اخراج مسلسل له في هذا العام وفضلت أن أعمل معه ، بعد السلام وقليل من الكلام عن الاخبار والصحة، قال لي ” أنا عرفت أنك مش معانا في الجزء التاني ” شعرت بأحراج شديد ولم أكن اتوقع أن يكون مهتم بأمر يخص مجرد مساعد مخرج ، قلت له ” اه للأسف مضيت مسلسل تاني ” … رد بمزاح ” إيه مش عايز تشتغل مع نور الشريف؟ ” بالطبع انطلقت في سيل من التوضيحات والشرح عن علاقتي بالمخرج الأخر وأنه ساعدني في بداية حياتي العملية وأني أريد أن أكون معه … الخ ” ابتسم الأستاذ وتمني لي التوفيق ، ثم قال بطريقة مسرحية ” أنت موهوب بس بتزهق بسرعة ..خد بالك من نفسك ” وتحرك بهدوء نحو مكتبه.
ظللت لفترة طويلة اسأل نفسي كيف يستطيع نجم بهذا الحجم أن يهتم بمساعد مخرج بل ويكون عنه فكرة ، ينتج عنها نصيحة ، فلقد عملت مع كثيرين، كنت عندما التقي بهم بعد سنوات ، يتذكر بالكاد في أي عمل التقينا ، إذا تذكر أصلا أننا عملنا معا.

شتاء 2014

في مهرجان دبي , كان العرض الأول لفيلم ” بتوقيت القاهرة “، لا يمكن أن تقاوم فكرة حضور الفيلم ومشاهدته في أول عرض له , خاصة أن كنت تعرف ان ” نور الشريف ” سيتواجد في قاعة العرض , والتي كانت امتلأت بالجمهور لدرجة أنه كان مصيري أنا وصديقي المخرج أمجد أبو العلاء الجلوس علي الأرض في نهاية القاعة , وبمجرد صعود ” نور الشريف ” الي المسرح بعد ان قدمه رئيس المهرجان ، بدأت حالة من التصفيق الغريب ، في العادة يبدأ التصفيق عاليا ثم يهدأ تدريجيا حتي ينتهي ، قد يطول في حالة أهمية النجم ولكن دائما ما يكون تدريجيا , لكن في ذلك اليوم بدأ التصفيق عاليا، وعندما بدأ في الهدوء عاد ليرتفع مرة أخري , ثم هدأ ثم عاد ليرتفع مرة أخري، وكأن الجمهور كان يشعر في نهاية التصفيق أنه لا يكفي, فيعود ليبدأ من جديد، كنت أشعر أني أصفق لكل ما قدم نور الشريف وليس فقط بتوقيت القاهرة ، وعندما نظرت لأمجد شعرت أننا لا نود أن نقول لأنفسنا أننا نخاف ان تكون هذه المرة هي المرة الأخيرة

أنا عايز حد أمين مؤتمن يسمع اللي هقوله 

أنا عمري ما كان لي ارض في البلد دي

وعمري ما كان لي أهل يسألوا عن أحوالي

كان لي أصحاب ..

بس هي ..أحلى حاجة كنت بشوفها

هي اللي كانت الشمس ما بتشرق

إلا لما تفتح شبكها وتطل

دايما كان نورها يسبق نور الشمس

دم الغزال – ٢٠٠٥

الـ 5 مشاهد السابقة ومشاهد أخري كثيرة هي مجرد ذكريات شخصية كنت أكتفي بأن أحكيها للأصدقاء علي المقهى و اتذكرها دائما كلما شاهدت نور الشريف يتحدث في برنامج أو جريدة او يظهر في صورة علي الانترنت،أشارك الكثيرين في إيمانهم أن نور الشريف ممثل عظيم وقدم الكثير والكثير من الأفلام علي مدي نصف قرن، كما أشاركهم في الاختلاف علي أدائه في أحد الأفلام أو المسلسلات

ولكني دائما أري في “نور الشريف” ماهو أبعد من الممثل أو النجم أوالمخرج أوالمنتج
نور الشريف تجربة انسانية مصرية فريدة لشخص أحب الفن وأمن به، وقرر أن يكرس حياته من أجل ذلك, نور الشريف أحب السينما حب حقيقي أخلص لها بكل ما يملك
لذلك فلا اتعجب أن تكتب المواقع الأخباريه أخبار عن مرضه في نفس الوقت التي تكتب أخبار عن اختياره لمسلسل لرمضان القادم ، أو أن تنتشر شائعة عن موته، فينفيها المخرج حسني صالح بأن يتحدث عن أن نور الشريف أهداه اليوم كتاب ليقرأه

نور الشريف الفنان يشبه نجيب محفوظ الأديب، فالثاني ليس مجرد أديب بل هو أحد قطع ” البازل” التي تكمل صورة مصر، وكذلك نور الشريف، فأنت ان أردت أن تحكي حكاية مصر والسينما فلا يمكنك الا أن تتوقف عند نور الشريف أكثر من مرة، وفي اكثر من لحظة

نور الشريف لن يموت، لأن ” نور ” نور الشريف كان دايما سابق نور الشمس .

إعلام.أورج المصرية في

03.03.2015

 
 

تصوير 38 عملاً سينمائيًا أجنبيًا في المغرب عام 2014

بينها «القناص الأميركي».. وأدرت عليه ملايين الدولارات

مراكش: عبد الكبير الميناوي

تم في السنة الماضية تصوير 38 عملا سينمائيا وتلفزيونيا أجنبيا بالمغرب، أدرت عليه أكثر من مليار و166 مليون درهم (الدولار يساوي 8 دولارات). وارجع صارم الفاسي الفهري، المدير العام للمركز السينمائي المغربي التطور والتدفق النوعي والمتزايد للاستثمارات الأجنبية إلى الاستقرار السياسي والأمني الذي يميز المغرب، فضلا عن الإمكانيات المتوفرة في الاستقبال السينمائي والموارد البشرية المؤهلة، وكذلك التسهيلات التي تقدمها المؤسسات الإدارية رهن إشارة المنتجين الأجانب.

ومن أجل دعم هذا القطاع ومرافقة الدينامية التي يعرفها، عمد الكثير من المستثمرين، المغاربة والأجانب، إلى تشييد استوديوهات للتصوير مجهزة بأحدث المعدات في كل من الدار البيضاء وورزازات (استوديو أطلس، استوديو كان زمان، استوديو سينيدينا، استوديو إستر أندروميدا).
وعرفت الإنتاجات الأجنبية التي تم تصويرها بالمغرب تنوعا في أجناسها وجنسياتها، حيث ضمت أعمالا سينمائية وتلفزية، من دول رائدة سينمائيا، ومن مختلف القارات، كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والهند ومصر. وتأتي أفلام «القناص الأميركي» لكلينت إيستوود، و«روك القصبة» لباري ليفنسون، و«ملكة الصحراء» لورنر هيرزوغ، وسلسلة «الناقل» لإريك فالي، على رأس الأعمال السينمائية والتلفزية التي ضمتها قائمة الأفلام المصورة بالمغرب في 2104.
ويعود إقبال كبار المنتجين والمخرجين على الفضاءات المغربية لتصوير أفلامهم إلى بدايات القرن الماضي.
وتأتي ورزازات، التي تلقب بـ«هوليوود أفريقيا»، على رأس المدن المغربية التي احتضنت تصوير أكثر الأعمال السينمائية، متبوعة بمدن طنجة ومراكش والدار البيضاء. ويعود بدء التصوير في ورزازات إلى عشرينيات القرن الماضي، حين صورت أفلام «الدم» (1922) للفرنسي لويتز مورا؛ و«إن شاء الله» (1922) للفرنسي فرانز توسان؛ و«عندما تعود السنونو إلى أعشاشها» (1927) للألماني جيمس بوير؛ و«في ظل الحريم» (1928) للفرنسيين ليون ماتوت وأندري ليابل.
وكشف الفهري عن بعض هذه الإحصائيات خلال ندوة لتقديم حصيلة السينما المغربية في 2014 نظمت في بطنجة.

ومن أبرز الأفلام التي صورت، في العقود الأخيرة، في مختلف مناطق المغرب، وحققت صدى عالميا، سواء على مستوى متعة المشاهدة واعتراف النقاد أو حجم الإيرادات، كان هناك «آخر رغبات المسيح» (1987)، لمارتن سكورسيزي؛ و«شاي في الصحراء» (1989)، لبرناندو برتولوتشي، وبطولة روجي مور؛ و«كوندون» (1996) لمارتن سكورسيزي؛ و«المصارع» (2000)، لريدلي سكوت، وبطولة راسل كرو؛ و«سقوط الصقر الأسود» (2001)، لريدلي سكوت، وبطولة جوش هارتنت؛ و«لعبة التجسس» (2001)، لتوني سكوت، وبطولة روبرت ريدفورد وبراد بيت وكاثرين ماكورماك؛ و«هوية بورن» (2002)، لدوغ ليمان، وبطولة مات ديمون وفرانكا بوتينت؛ و«الإسكندر» (2004)، لأوليفر ستون، وبطولة كولن فاريل؛ و«طروادة» (2004)، لولفغانغ بيتيرسن، وبطولة براد بيت وإيريك بانا وأورلاندو بلوم وشون بين؛ و«مملكة السماء» (2005)، لريدلي سكوت، وبطولة أورلاندو بلوم وإيفا غرين وغسان مسعود وجيريمي آيرونز؛ و«المومياء» (2005)، لستيفن سومارز، وبطولة براندن فريزر وراشيل وايز؛ و«بابل» 2006) لأليخاندرو غونزالس إناريتو، وبطولة براد بيت كيت بلانشيت؛ و«أمير فارس: رمال الزمن» (2010)، لمايك نيويل، وبطولة بن كينغسلي وجيك جيلنهال.

واستثمارا للمكتسبات الجغرافية والمؤهلات البشرية للمغرب، ووعيا منها بالانعكاسات الإيجابية التي يمكن أن تنتج عن تصوير الأفلام، سواء على مستوى الاقتصاد الوطني، بشكل عام، أو خلق فرص الشغل والتكوين المهني للفنيين والتقنيين المغاربة، بشكل خاص، عمدت الحكومة المغربية، بمبادرة من المركز السينمائي المغربي، إلى اتخاذ جملة من التدابير لصالح المنتجين الأجانب.
وتشمل هذه مساهمة من القوات الرسمية للدولة، بما فيها القوات المسلحة الملكية وقوات الطيران والقوات البحرية الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني في تصوير الأفلام، وتسهيل إجراءات الاستيراد المؤقت للأسلحة والذخيرة الضرورية لتصوير الأفلام، والحصول على تخفيضات من طرف الخطوط الملكية المغربية لنقل الأشخاص والأمتعة، وتحديد أسعار رمزية للتصوير بالفضاءات والآثار التاريخية، والإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة على جميع الممتلكات، وكذا الخدمات التي تتم بالمغرب. كما تم تبسيط التعريفة الخاصة بالجمارك سواء عند استيراد معدات التصوير أو عند تصديرها، وخلق مصالح داخل المركز السينمائي المغربي تشرف على تسهيل الإجراءات الإدارية وتسهيل الاتصال بالمصالح والسلطات المعنية بالتصوير.

ولا تمكن الإنتاجات السينمائية الضخمة من تحريك عجلة الاقتصاد الوطني، فحسب، بل تساهم في تعزيز إشعاع وجاذبية صورة المغرب على الصعيد الدولي، الشيء الذي يساهم في استقطاب المزيد من الإنتاجات العالمية، دون إغفال الإيجابيات التسويقية التي يمكن جنيها من توافد مخرجين وممثلين عالميين من حجم ريدلي سكوت ومارتن سكورسيزي وأوليفر ستون وتوم كروز وراسل كرو ونيكول كيدمان وتوم هانكس وكلينت إيستوود، وغيرهم، خاصة فيما يتعلق بدعم وجهة المغرب السياحية، وتأكيد ما يعيشه من أمن واستقرار.

كما أن الاهتمام الذي توليه أعلى سلطة في البلاد لقطاع السينما، يحث السلطات العمومية، وكذا المهنيين والفنانين، من أجل العمل على تحقيق هذه الرغبة الأكيدة والمشتركة، المتمثلة في ازدهار صناعة سينمائية حقيقية بالمغرب.

ويساهم عدد من المهرجانات والمظاهرات السينمائية، ذات البعد القاري والعالمي، في دعم توجهات المغرب، خاصة فيما يتعلق باستقطاب كبار المنتجين العالميين لتصوير إنتاجاتهم، بشكل يفتح باب التواصل واللقاء ويعزز جو الثقة في وجهة المغرب.

الشرق الأوسط في

03.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)