كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

'تسامي' فيلم يبحر في الذكاء الصناعي لإنقاذ البشرية

العرب/ طاهر علوان

 

الفيلم يطرح فرضية أن النظام المتكامل بين الذكاء البشري والصناعي قادر على إنقاذ البشرية من العديد من المشكلات المعقدة.

فيلم “تسامي” أو “تفوق” للمخرج والي بفيستير (إنتاج 2014)، يحلق بعيدا في الخيال العلمي مستندا في ذلك إلى الحقائق المتعلقة باستخدام قدرات العقل البشري، في كل موحد مع مساحة من الصراعات بين البشر والعاطفة والحب.

فيلم ” تفوق” لوالي بفيستير يقدم نخبة من ألمع نجوم هوليوود، مثل الممثل جوني ديب في دور “البروفيسور ويل”، والممثل مورغان فريمان في دور “عميل أف بي آي” وآخرين.

“البروفيسور ويل” بدعم ومساعدة زوجته إيفلين (الممثلة ريبيكا هال)، يواصل إجراء أبحاثه في موضوع الإدماج بين الذكاء والذاكرة العقلية البشرية الطبيعية-البيولوجية، وبين نظيرتها الصناعية، وصولا إلى الذكاء الصناعي بالغ التطور.

يظهر ويل في الفيلم وهو يلقي محاضراته وإنجازاته في قاعة ضخمة تكتظ بالباحثين وطلبة العلم، وبمشاركة زميله الباحث ماكس (الممثل باول بيتاني)، وبعد انتهاء المحاضرة، وفيما هو خارج يتعرض ويل إلى إطلاق نار برصاصة واحدة، يتضح فيما بعد أنها ملوثة بمادة البلوتونيوم المشعة والقاتلة، ولهذا لا يبقى له من أمل في الحياة سوى شهر واحد.

هذا الأمر يدفع بزوجته إلى البحث عن حل ومخرج من هذه المأساة، وتتوصل إلى نتيجة تقترحها على ويل بتحميل وعيه وخبراته في النظام المعلوماتي، وبالتعاون مع صديقهما المشترك ماكس، تجرى العملية التي هي مزيج بين الجراحة الدماغية لربط التوصيلات وبين النظم المعلوماتية الرقمية، وفجأة يكتشف الاثنان نجاح ما قاما به، ولكن ماكس لا يصدق الأمر ويرفض التسليم به، مما يضطر إيفلين إلى طرده نهائيا.

فيلم "تفوق" يقدم من خلاله المخرج الوعي البشري مخزنا في الحواسيب ويبقي على ظل الإنسان

تعترض ماكس عصابة من الإرهابيين والمتطرفين المتشددين الرافضين لمشاريع الذكاء الصناعي، لأنها تعده تدخلا في الخلق الإنساني ومساسا بالدين، ويعذبونه ويسجنونه، وفي الأخير ينجحون في تجنيده في وقت تصل خلاله إيفلين إلى مستوى متطور من الحوار اليومي مع زوجها، حتى تشعر به، وكأنه عاد حيا مع أنه لا يظهر إلاّ عبر الشاشات ومن خلال شبكة الإنتـرنت أو من خلال صوته ورسائله.

في المقابل يرعاها بيل من غدر تلك المجموعة الإرهابية التي تلاحق المشروع، وتقوم بعمليات اغتيال منظمة للعاملين فيه ونسف معاملهم، ولهذا تبقى إيفلين عصية عليهم، بسبب تدارك ويل للمواقف وتحذيرها من الذهاب إلى هذا المكان أو ذاك.

تنشئ إيفلين بإرشاد من ويل مدينة فاضلة فريدة من نوعها، مدينة ذكية ضخمة تحتشد بالأجهزة والمعدات المتطورة في مجالات الذكاء الصناعي والقدرات الفائقة لكائنات مستنسخة، وتجارب متطورة على الخلايا الجذعية، وصولا إلى النجاح في استنساخ كائنات مخبرية، وهي التي تقوم بإنشاء منظومة للطاقة الشمسية والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى إجراء جراحات لا يتدخل فيها الإنسان لإنقاذ حياة البشر.

ومع ذلك يتم تجنيد تلك الشخصيات وتحويلها إلى نوع من الكائنات المصنعة ذات القدرات العالية. بعد زيارة للموقع من قبل عميلي “أف بي آي” دونالد وتاغر (الممثلان سيليان ميرفي ومورغان فيرمان)، يتأكد أن المشروع صار يشكل خطرا قوميا، بسبب عدم القدرة على السيطرة على مخرجاته، وبسبب بلوغ مرحلة من السيطرة على القدرات البشرية، وإنتاج الكائنات المستنسخة.

هنا يتم الاتفاق بين الشبكة الإرهابية، وبين “أف بي آي” على الإجهاز على المشروع، وبالفعل يتمّ قصفه بالمدفعية، لكن الكائنات المستنسخة تنجح في تفادي ذلك الهجوم.

يلجأ ماكس إلى حل، وهو زرع فايروس في جسم أحد عمال الموقع، لغرض التسلل إلى النظام وتخريبه في حدود ما يقوم به ويل من تجارب، وتقع مواجهة عنيفة يتمّ فيها ضرب كل شيء في الموقع، إلاّ أن القدرات الخارقة التي توصل إليها ويل تحول دون الوصول إلى نتائج مؤثرة.

ويل يظهر في الفيلم وهو يلقي محاضراته وإنجازاته في قاعة ضخمة تكتظ بالباحثين وطلبة العلم، وبمشاركة زميله الباحث ماكس (الممثل باول بيتاني)

في الآن ذاته تجد إيفلين نفسها في حيرة من أمرها، ولا سيما بعد اكتشافها أن زوجها يقوم بالفعل بإجراء تجارب بالغة الخطورة على البشر، والوصول إلى ابتكارات غير مسبوقة في مجال الاستنساخ، ولهذا تتفق مع “أف بي آي” ومع صديقها ماكس، على إقناع ويل بأن يجري تحميلها إلى نظامه.

ومن خلال ذلك تقوم إيفلين بتغيير مخرجات النظام كله، لكنها تتعرض إلى جراح خطيرة من جراء القصف، لتجد نفسها لأول مرة في مواجهة صورة حقيقية لزوجها، وتخوض معه جدالا، ثم نصل إلى محصلة أن الفيروسات تفتك بالنظام المعلوماتي كله، وبالتالي تنتقل إلى نظام الكرة الأرضية بأكمله، فيتعطل الإنترنت من حول العالم.

كل هذا يترتب عنه توقف المصانع وتجهيزات الكهرباء وحركة الطائرات، لتنتقل البشرية إلى العيش في ظلام دامس، فيما يجد ماكس صديقيه: ويل وإيفلين وهما متعانقان، وقد غابا بعيدا عن العالم الواقعي.

كما يطرح الفيلم فرضية أن هذا النظام المتكامل المفترض قادر على إنقاذ البشرية من العديد من المشكلات المعقدة، ومنها التلوث بكل أشكاله وتنقية المياه بشكل طبيعي.

العرب اللندنية في

02.03.2015

 
 

مشاهدون أشادوا بالفيلم.. وامتدحوا المعالجة الجديدة في السينما العربية

«خطة بديلة».. كل شيء مصـنوع بشكل جيد

المصدر: علا الشيخ - دبي

استمتع مشاهدون بالتجربة الأولى لصناعة فيلم روائي طويل للمخرج أحمد عبدالباسط في الفيلم المصري «خطة بديلة»، من بطولة خالد النبوي والفنان السوري تيم حسن وأمينة خليل وغيرهم.

الفيلم يحكي شقين في المناخ نفسه، مناخ القضاء والعدل، بين محاميَين يمثل أحدهما النزاهة، والآخر الالتواء لتحقيق المراد، وقد قال مشاهدون إن الفيلم الذي سِمَته «الأكشن» قصته جميلة، وفيه الكثير من الحوارات العميقة، وقال البعض الآخر، إن طرح مسألة القضاء في فيلم في هذه الفترة تحديداً له مغزى كبير، وأثنى آخرون على دورَي بطلَي الفيلم، تيم حسن وخالد النبوي، مؤكدين أن التناغم بين ممثلي الفيلم كان واضحاً، على عكس ما تناولته وسائل الإعلام عن الخلافات التي وصلت إلى المحاكم بين مخرج العمل وخالد النبوي.

المشهد الأول من الفيلم يجمع بين المحامي عادل أبوالدهب النزيه، وزميله المحامي طارق عبدالرحمن الذي يستغل كل شيء لتضييع الحق، ويبحث عن ثغرات قانونية لتحمي موكليه، حيث يجتمع الاثنان في محاولة من (طارق) لإقناع أبوالدهب بقبول الدفاع عن أحد المجرمين مقابل مبلغ مادي كبير، فيرفض هذا العرض بشدة، ومن هذا المشهد تبدأ تكوين علاقتك مع أبطال الفيلم .

ولاء أحمد (26 عاماً) قال «الفيلم أدهشني، ففيه كل المعايير الفنية المصنوعة بشكل جيد، وبإدارة مخرج جيد»، مؤكداً «القصة ملهمة، وطريقة تناولها تشبه الأفلام الأجنبية»، مشيرا إلى أن دور تيم حسن كان جيداً لكنه لم يكن الطاغي، مانحاً إياه سبع درجات.

في المقابل قال حسين محمد (33 عاماً) «منذ المشهد الأول عرفت قصة الفيلم، وأنها تحكي عن القضاء في مصر»، وأضاف «لكن ما لفتني هو طريقة تناول أحداث الفيلم، فالجرأة التي لا تخدش كانت أساس الحكاية، إضافة إلى تمثيل قوي من قبل أغلب الممثلين» مانحاً إياه تسع درجات.

في المقابل قال أيهم الراسي (35 عاماً) «لأول مرة أشاهد فيلماً عربياً أحب الأكشن فيه، مع أنني شخصياً لست من محبي خالد النبوي، لكني أعجبت بأدائه في الفيلم كثيراً»، مانحاً إياه سبع درجات.

تبدأ الأحداث الفعلية في الفيلم وتغيير حياة كل شخص فيه بعد رحلة تجمع بين أبوالدهب وزوجته الحامل، فيقوم ثلاثة شباب باعتراض طريقهم والاعتداء عليهما، واغتصاب الزوجة «وهو المشهد المحذوف من الفيلم» لكن المشاهد يدرك هذا الشيء، فيفقد أبوالدهب زوجته وطفله الذي لم يولد بعد. قالت نورين عساف (28 عاماً) «طريقة إيصال فساد القضاء، من خلال أبسط الحقوق التي لها علاقة بعائلة فقدت أحد أفرادها، هي طريقة ذكية، وأعجبت بها على الرغم من النهاية غير المتوقعة للفيلم»، وقالت «النبوي وتيم حسن قدما دورين مذهلين، وكانا بالفعل ندين في الفيلم وكأنها مبارزة في إظهار من فيهما أفضل» مانحة الفيلم ثماني درجات.

وبدوره قال طارق بلوري (32 عاماً) «أنا شخصياً فخور بالفيلم لأنني مصري، ولأن هذا الفيلم قدم حكاية تخصنا ونفكر فيها ملياً»، مؤكداً «كل فرد في الفيلم يستحق الثناء والتقدير» مانحاً الفيلم تسع درجات.

رولا إسماعيل (37 عاماً) قالت «شعرت أنني أشاهد فيلماً أجنبياً، فالأدوات التي قدمها صانع العمل وطريقة العرض تشبه كثيراً الأفلام الأجنبية التي تعتمد الأكشن في طريقة تقديمها للقصة»، مبدية إعجابها بالوجوه السينمائية الجديدة في الفيلم ومؤكدة «أن تيم حسن أتقن دور الانتهازي» مانحة إياه ثماني درجات.

ومع أن أبوالدهب يعمل محامياً، ويعلم تماماً كواليس سلك القضاء، لكنه أصر على أن يأخذ حقه بالقانون الذي لم يقف معه في اتهامه للشباب الثلاثة أصحاب النفوذ ، بسبب عدم وجود أدلة كافية لإدانتهم، ويتساءل «أين العدالة؟» بعد انهياره في قاعة المحكمة، فيقرر أن يغير مجرى تعاطيه مع القضية بمعاونة زملائه.

الفيلم جاء في وقته حسب تمارا علي (36 عاماً) «فجملة الأدلة غير كافية، بتنا نسمعها كثيراً، وهذا الفيلم قدم جزءاً من معاناة الناس من القضاء الذي لم يتغير كثيراً ومازال يراعي الكثير من المحسوبيات»، وأضافت «الفيلم جيد وأنا استمتعت به»، مانحة إياه سبع درجات.

في المقابل أبدى نور عطية (40 عاماً) إعجابه بقصة الفيلم وطريقة التعاطي مع الحبكة فيه، مؤكداً «أحببت إظهار الجانبين، الخير والشر، في الفيلم من خلال محاميَين، هذا التفصيل له إسقاطات كثيرة على الواقع الذي تعيشه مصر»، مانحا إياه تسع درجات.

ألا تتوقع النهاية فهو نجاح في أن الفيلم وقصته أخذاك إلى أبعد حد، وأن تعجب بالنهاية كخلاصة للفيلم هو في حد ذاته إعجاب ضمني بالفيلم.

النهاية كانت بالنسبة لتهاني رشدي (29 عاماً) صادمة «لكنني أحببتها لأنها فاجأتني فعلاً ولم أكن أتوقعها، واعتبرتها أقوى مشهد في الفيلم»، مانحة الفيلم سبع درجات. وهذا الشعور أيضا كان بالنسبة لموفق عنابي (38 عاماً) «فوجئت بطريقة صناعة مشهد النهاية الذي ارتقى لشكل السينما الهوليوودية»، وقال «أنا فخور بهذا الفيلم مع أنني سمعت أنه تم حذف مشاهد منه كان من الممكن أن تشكل فرقاً في طريقة تعاطينا معه» مانحاً إياه تسع درجات.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

02.03.2015

 
 

يجول رشيد مشهراوي في مخيم اليرموك من خلال عيون شاب أراد أن تصل مأساة مخيم لاجئي (اليرموك) إلى العالم

(رسائل من اليرموك): وصلت لكن أحداً لم يتحرك!

دبي: بهيج وردة - تصوير: مصطفى عذاب

كثيرة هي الصور المأساوية التي نقلت عن مخيم اليرموك الذي لا يزال محاصراً. لكن بعضاً من الصور كانت تقول العكس. الفرقة الموسيقية التي تعزف رفقة الخراب في المخيم تؤكد على إصرار الحياة. بعض مقاطع الموسيقى التي انتشرت كالنار في هشيم مواقع التواصل الاجتماعي لها حكاية يرويها (رسائل من اليرموك)، لكن كيف لهذه الموسيقى أن تصدح وسط الجوع والمأساة والبرد؟ من أين للإنسان هذه الطاقة على الشعور بالجمال والحب كما بطل الفيلم نيراز ومخرجه المنفذ؟ أسئلة كثيرة تصارع الروح عن حقيقة حدوث مأساة الجوع في العصر الحديث؟ من المسؤول؟ لا يقين في هذا الفيلم.

الكثير من الأسئلة يطرحها رشيد مشهراوي على أبطاله، ورفيق فيلمه نيراز الذي يدين له مخيم (اليرموك) بالصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي تشاهدها. إلا أنه يطرحها معه، ومعك عندما تشاهد ما يحدث، والأنكى أن الحدث مستمر في الحدوث. ألم الفيلم الوثائقي يرافقك في كل المراحل. في مرحلة المشاهدة، والتفكير، والحوار، والاستماع للحوار وتفريغه، وتحريره، وقراءته منشوراً، لكنه بالتأكيد لا يصل إلى ألم من يعيش المأساة، فـ (من يعد العصي ليس كمن يتلقاها). المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي رافق فيلمه الذي عرض أخيراً في مهرجان دبي السينمائي 2014، حيث التقته (أرى) وكان هذا الحوار.

·        كثيرون أخذوا على الفيلم أنك لم تكن منحازاً لطرف من الأطراف، هل كان الأمر مقصوداً؟ 

طبعاً، كلنا نمتلك من الوعي ما يكفي لمحاولة تلمس ما يحدث، منذ بداية الأشياء (أنا أسميها أشياء لأني لا أعرف إن كانت حرباً أم ثورة) أركّز في الفيلم على الإنسان الذي يعيش داخل المخيم وكيف يقضي حياته ضمن حرب هو عملياً ليس طرفاً فيها. أنا همي الناس التي تموت كل يوم من الجوع والقصف والمرض، وخصوصاً الأطفال. وفي الوقت نفسه أحببت أن يطرح الفيلم أسئلة، من قبيل من المسؤول؟ إذ لربما يقول أحدهم: النظام السوري، فيما آخر ويقول: المعارضة، وثالث يزعم أن الفلسطينيين هم السبب لأنهم منقسمون. أيضاً الفلسطينيون مع وضد وفيهم كافة الأطياف، لكن أنا كسينمائي هذا ليس موضوعي. أنا أريد القول: الآن في مكان ما هناك بشر مثلنا يعيشون هكذا.

·        ألم تخش أن يسألك أحدهم عن صلتك كفلسطيني بما يحدث وكونك طرفاً في هذا الفيلم، خصوصاً أن كلا الطرفين يمتلكان ما يكفي من اليقين لنفي معرفة أي آخر بما يحدث على الأرض السورية؟ 

لا. أنا طرف. أولاً كإنسان يمشي على الأرض، وأعتبر أن الصمت على هكذا خيانة، وأنا طرف كإنسان كما سبق لي وكنت طرفاً عندما صنعت فيلماً عن الأطفال في بغداد بعد الحرب، أو عن عمالة الأطفال في مصر، أو عن حياة الأطفال في المغرب، كفلسطيني أنا طرف، وكلنا نتشارك مع بعض في هذا الكون. طبعاً هذا كلام كبير، ولو وددت أن أتحدث بمنطق آخر كنت لأقول أنا فلسطيني وهؤلاء فلسطينيون، وأنا لاجئ. ولدت في مخيم لاجئين في غزة، وأعرف معنى القصف واللجوء والبرد والجوع، ومعنى انتظار وصول المساعدات من الأونروا، وأعرف أن هنالك نقصاً في الغذاء، وأعرف أن الناس لا تفكر في الغد إنما تكتفي بالتفكير بنصف ساعة لاحقة. أحلام الناس تتدمر أمام عيونها.

·        كيف التقيت نيراز سعيد ولميس، أو بالأحرى كيف بدأت حكاية الفيلم؟ 

في الواقع القصة انطلقت من لميس التي بادرتني باتصال وأخبرتني عن شاب في مخيم اليرموك يصور صوراً فوتوغرافية وفيديو، ومحاصر، ولا يعرف كيف يمكن له أن يقدم شيئاً لهؤلاء الناس، وأخبرتني أنه يحاول أن يُسمعَ صوت هؤلاء الناس واستغاثتهم، وأنا بدوري انحزت له ولهم وأردت أن أوصل صوت الناس واستغاثتهم.

·        هل هذا استمرارية للفعل المقاوم الذي يعيشه الفلسطيني حتى ضمن مخيم اللجوء ولو لم يكن حاملاً لبندقية، والذي تحرص على تقديمه في السينما؟ 

هذه وسائل طبعاً لتمنحك استمراريةً وبقاءً وأملاً وتجعلك تتواصل مع العالم بلغة يفهمها، لكن الأشياء التي تحدث للفلسطينيين في كل مكان من العالم، ليست خياراً إنما فرضت وعليه التعامل معها، لكن اليرموك وضعه مختلف. أنت موجود هناك كلاجئ فلسطيني، ومطلوب منك النزوح ثانيةً، وفي الواقع بعض الناس لا مكان لديها لتخرج إليه سوى الشوارع والمدارس. الفلسطيني اللاجئ في اليرموك ليس بمقدوره أن يشبه اللاجئ السوري في أوروبا أو الدول الاسكندنافية لأن عليه أولاً أن يكون سورياً!. وعملياً أنت لاجئ وعليك أن تكون مرة أخرى لاجئاً، لكن لا يوجد مكان يستقبلك. هذا أمر صعب.

مؤلمٌ المقطع الذي استخدمته من شعر محمود درويش (تركنا فيكِ شهداءنا الذين نوصيك بهم خيراً)، والمفارقة أن طلب التوصية لا يمكن تنفيذه مع الأحياء فكيف بالشهداء!. حتى عندما خرجت بنا الكاميرا إلى قرية عولم التي أبادها (الاسرائيلي) لم تشأ أن تخبر نيراز سعيد أنها غير موجودة بعد حتى لا تقتل في داخله حلم العودة

هناك حالة بخصوصية عالية، هناك نوع من العبث. هناك معطيات تجمعت من الصعب أن تفرز حالة مشابهة في الإنسانية. أنت وسط حالة من اللافهم. أنت لا تعلم هل أنت نظام أم ثورة أم أنك فقط تريد العيش. هناك ناس في اليرموك فقط تحلم أن تعيش.

·        هل تغليف الفيلم بالحيرة هو محاولة للهروب من (يقين) ما؟ فأنت طيلة الوقت تسأل وتقول أنا لا أعرف ماذا سأفعل ويستمر فعل الحيرة طيلة الفيلم، فهل الحيرة من عدم وجود واقع، ما الحيرة التي تتحدث عنها؟

الحيرة هنا نوعان. الأولى اجتماعية إنسانية سياسية وأنا كإنسان لا حلّ لدي. ولا أستطيع أن أقول لأي أحد انتظر ستفرج غداً. أما سينمائياً فإذا أردت صناعة فيلم عن مخيم اليرموك في وضعه الحالي، فالموضوع صعب لأني أنا أيضاً لا أفهم ماذا يحدث هناك، فكل يوم هناك تطورات وتغيرات. ولو تحدثنا عن بنية الفيلم والتطور الدرامي في هذا السياق، ونوعية الشخصيات وتطورها وكيفية تفكيرك بالفيلم من قبل، فالموضوع صعب لأني لا أعرف، وبعض شخوص فيلمي تموت. أنا خرجت من الفيلم كما دخلته. بالتالي أنا لا حكاية لدي لأحكيها، لذا اكتفيت بإثارة الموضوع، لأوصل صوت هؤلاء الناس عبر السينما من خلال كوني مخرجاً.

·        هل قمتم بتنسيق معرض (صور من اليرموك) خلال الفيلم أم كان منفصلاً عن سياق الفيلم؟

لا كان جزءاً من الفيلم والحيرة. كنت أسأل نفسي ماذا سأفعل؟ فاهتديت إلى الفكرة التي وددت من خلالها أن أقوم بشيء ولو بسيطاً، فكانت فكرة معرض صور نيراز سعيد التي عرضت في متحف محمود درويش، وحصد المعرض إقبالاً لافتاً، ودعيت أبرز المعنيين بالثقافة وأطلقنا المعرض وتواصلنا بشكل مباشر مع المخيم، لكن عندما غادرت كان إحساسي بالشيء الملموس غير موجود. أي أن شعور العجز لا يزال مسيطراً علي. ربما لو صنعت فيلماً فلربما صنعته لنفسي، لأني أريد أن أقول ما عندي.

·        ما أبرز الصعوبات التي واجهتك أثناء تصوير الفيلم وكم استغرق تصويره تقريباً؟

التصوير استمر حوالي 8 شهور، لكن بالطبع ليس بشكل يومي لأن الموضوع رهن بالوضع في اليرموك وتوفر الكهرباء، وإمكانية المقابلات عبر سكايب، وصعوبات التنقل. الزمن كان طويلاً في الفيلم. أما الصعوبات فكانت نفسية في جزئها الأكبر لأني سرعان ما توغلت في الفيلم وصرت جزءاً من الحكاية دون قرار، وأثناء تصويرنا صارت الحرب على غزة وأنا في رام الله، صار كل مكان مستهدفاً. أهلي في غزة وأنا أنجز فيلماً عن اليرموك، والناس تخرج مظاهرات تضامنية مع غزة وهم محاصرون في اليرموك. ومن في اليرموك يسألونني عن غزة.

استشهد شقيق نيراز خلال الفيلم، وهنا أحسست بالعجز ماذا سأقول له؟ ماذا سيقول هو؟ حاولت قدر الإمكان أن أكون صادقاً وأميناً للحالة ولهؤلاء الأشخاص الذين صنعت برفقتهم الفيلم، أو صنعوا لي الفيلم أو صنعت لهم الفيلم، في الحقيقة لا أعرف. لكنه بالنهاية ليس فيلماً هو قضية.

أنا أصنع الأفلام منذ أكثر من 30 سنة، وحصدت الجوائز في كل المهرجانات العالمية من برلين إلى كان إلى تورنتو، والسينما كانت ولا تزال تعلمني أشياء، لكن أهم ما عملتني إياه السينما أن الإنسان أهم من الفيلم، والإنسان أهم من المهرجان، وإن لم يكن أهم فلماذا الأفلام؟ ولماذا السينما؟

 

زارت دبي أخيراً لافتتاح متجرها وتقول إنها درست ذوق المرأة العربية وأتت خصيصاً لإرضائها

نيكول ريتشي: جئت لأجل المراة العربية

دبي: أحمد جلال

لا شك أن لبرنامج تلفزيون الواقع (The simple Life) الذي كانت بطلته نيكول ريتشي مع صديقتها باريس هيلتون والذي استقطب ملايين المشاهدين في الأميركتين والعالم، كان له الأثر الأكبر في مسيرة ريتشي الفنانة ومصممة الأزياء والوجه الاجتماعي البارز في الولايات المتحدة، فلم تلبث بعدها أن دخلت في مضمار العمل الإنساني إلى جانب زوجها جول مادن، حيث قررا فتح مركز لرعاية الطفولة، وربما كان استقطابها لوسائل الإعلام خلال تواجدها في منصات العرض أو كبرى المتاجر، الأثر الأبرز كذلك في بناء مملكتها الخاصة وثروتها الكبيرة التي استطاعت من خلالها أن تنتقل في أكثر من موقع لتجسد البعد الفنِّي والإنساني لعملها وفي أبهى صوره.

أيقونة إبداع

غالباً ما تكون نشأة المبدعين والفنانين في أوساط المجال الفني بين موسيقيين ومصممي الأزياء المبدعين. هذا بالضبط ما جعل من الأميركية Nicole Richie أيقونةً متعددة المواهب، فهي مؤلفة ومنتجة وممثلة ومقدمة برامج موضة وأزياء. وارتباطها الوطيد بعالم الموضة والأزياء أدى في ما بعد لبروز مصممة أزياء تحاكي الموضة بشهرتها وشخصيتها التي تعكس كل قطعة من علامتها التجارية التي أصدرتها أخيراً، ولتجد كل امرأة عصرية ما يناسبها من الملابس بذوق الأيقونة الأميركية Richie على مستوى عال من الرقي.

أسلوب مميز

لكل امرأة في عالم الموضة أسلوبها الخاص، لا سيما أن كل واحدة منهن تنفرد بخصوصية التصميم عن غيرها من النجمات. هنا وبشكل خاص تميزت النجمة الأميركية Nicole Richie عن غيرها كونها عاشقة لقطع الملابس المميزة والفريدة، وقد ظهرت عبر الانترنت كعارضة وهي ترتدي فساتين لأشهر العلامات التجارية مثل Dolce&Gabbana، Dilek Hanif،Lana Jewelry ،Christian Louboutin ، Alexander wangs، فضلاً عن علامتها الخاصة House Of Harlow1960 التي تميزت بتصميم كل قطعة منها بذوقها الرائع كي تكون مميزة كنجمات هوليود. تقول نيكول: (أرتدي أيضاً فساتين تترجم مشاعري، وذلك لكي يصل إحساسي لكل متابعي، ولا أحاكي الموضة بحذافيرها لأن بعضها لا يناسب ذوقي. ولست أيضاً ممن يبحثون عن المظاهر الرسمية، لأني أحب أن أبدو بصورة طبيعية، وهذا هو نمطي الخاص).

إطلالة صارخة 

ربما بدت ريتشي، في بعض الأحيان، مواكبةً للموضة بأحداث صيحاتها، حيث ظهرت مرات عدة بلوك صارخ، فضلاً عن الألوان الزاهية التي تميزها كلون شعرها الأزرق المليء بالحيوية والطاقة، كما اعتبرت أن النقوش الوردية موضةً لا تضاهى عبر السنين، وتوضح: (قلما أرتدي الأسود لأنه يشعرني بالإحباط، أعشق الألوان النارية الزاهية التي تليق لوجهي. لست أيضاً من النساء اللواتي يملن لانتعال الكعوب العالية كل ليلة تحت مسمى الهوت كوتور، الجينز وقمصاني الملونة بسحر الباستيل كافية لأن تكون سر أناقتي. والإكسسوارات هي محور ملابسي مهما كانت خارجةً عن القاعدة، وأنصح النساء دائماً بتجريب الإكسسوارات المعدنية كنوع من الجرأة).

وقد ظهرت ريتشي في صورها الأخيرة ترتدي ملابس من أرقى العلامات التجارية مثل Valentino، Albert Ferreti، Emperio Armani، Jennifer Meyer، Gaydamak تضيف: (إن اختيارك للألوان يعكس شخصيتك وعاطفتك من الداخل).

حياة عائلية 

طيلة حياتها كانت ريتشي محاطةً بشخصيات ناجحة، حيث تجد مصدر إلهامها في أمها التي كانت تمتلك خزانة كبيرة مليئة بالقطع الفريدة ومن أشهر العلامات التجارية وأدوات وألوان الماكياج وتزيين الشعر، تقول ريتشي: (أمي هي مصدر إلهامي، ووالدي ليونيل ريتشي كان له الفضل الأكبر في أن يكون عندي عاطفة جياشة وحساً مرهفاً، حيث أحاطني بموسيقاه التي تملؤني بالحيوية).

وتضيف: (حياتي العائلية لم تعقني أو تقف عثرة أمام حياتي العملية، فقد أصررت على استكمال مسيرتي الفنية خلال فترة حملي ووضعي لطفلتي بسبب رغبتي في التأكد من نجاح أعمالي في مجال الأزياء، وبالعكس كانت فكرة مجموعاتي تدور حول ملابس الأمهات).

بداية فكر 

ليس من السهل على أي منا الانتقال إلى بلد آخر يختلف عنا فكرياً وثقافياً، بل يُعتبر تحدياً صعباً جداً، وتعتبر ريشتي أن مثل هذه التجربة برهان على نجاحها في عالم الموضة وإثباتاً قاطعاً على فهم الثقافات الأخرى، ورداً على ما يقال من شائعات عنها، الأمر الذي أدى فيما بعد إلى امتداد علامتها التجارية House Of harlow1960 لتصل إلى دبي، تقول: (درست جيداً طبيعة الموقف، واطلعت على ثقافة المرأة العربية، جئت لأخاطب المرأة العربية بشكل خاص وأجعلها تبحث عما يناسبها بين مجموعاتي التي أتمنى أن تنال إعجابها، وهي تتنوع من الأزياء والإكسسوارات عالية الجودة والنظارات الشمسية والأحذية والحقائب، بالإضافة إلى مجموعة ساحرة من العطور).

متجر المشاهير 

خلال مهرجان دبي للتسوق 2015، توجت ريتشي نجاحها في عالم الموضة والأزياء من خلال افتتاح لمتجرها House Of Harlow1960 ضمن سلسلة متاجر المشاهير. وتعبر ريتشي عن سعادتها وتقول: (بالتأكيد ستنال كل قطعة في متجري إعجاب نجمات الموضة مثل كيم كارداشيان وجيسيكا ألبا ومايلي سايرس.. وغيرهن من النجمات اللواتي يعتبرن أيقونات للموضة بأحدث صيحاتها، حيث يقدم المتجر تشكيلة جديدة مستوحاة من النمط الفرنسي في النقوشات والطبعات الوردية بألوان هادئة. وهناك أيضاً تشكيلة من الأحذية والصنادل المسطحة المزودة بالشرائط لربيع وصيف 2015، وهي مفعمة بالخفة والانسيابية والبساطة. كما توجد تصاميم بارزة لسترات مطرزة بأدق التفاصيل، بالإضافة إلى السترات الصوفية المخططة ذات الأزرار والسراويل القصيرة المصنوعة من جلد الغزال والمزينة بشرائط وحقائب من دون حمالة، وجميعها عليها توقيع ريتشي بخطوط عريضة ملفتة للنظر).

عباءة دبي

في إطلالة خاصة حضرت نيكول بفستان مصمم على هيئة عباية رائعة من Dior، ولم تخفِ سعادتها بارتدائها قائلةً: (حصلت على هذه العباءة من معرض أقيم للألبسة التراثية قبل شهر من الآن، وقد أحضرتها معي إلى دبي لتزيد من ألق زيارتي وتجربتي المميزة التي ألهمتني كثيراً وساعدتني في الاطلاع على تصاميم الجميع).

وبسؤالها عن رأيها بالأزياء الإماراتية، تجيب: (تشكّل التصاميم الجميلة والمتنوعة في دبي مصدر إلهام كبير لي). وتأتي زيارة ريتشي تزامناً مع زيارتها لمهرجان دبي للتسوق وافتتاح أول متجر لها في دبي تحت اسم (هاوس أوف هارلو 1960). وعن انطباعها عن دبي والمنطقة تقول: (إنها زيارتي الأولى لمنطقة الشرق الأوسط، ولم تكن لدي أي فكرة مسبقة عما ينتظرني، وقد دهشت لروعة دبي ولمشهد عالم الموضة المذهل في المدينة، التي تختلف كثيراً عن أميركا بشكل عام، وأنا في غاية السعادة لوجودي هنا. ويمكنني القول بأن دبي هي أكثر مدن الأزياء روعةً في العالم).

مجلة أرى الإماراتية في

02.03.2015

 
 

زوم 
عكاظ الأفلام العالمية أفضل أسواقها بيروت...

بقلم محمد حجازي

أعلنت الأوسكارات.

جوائز كثيرة كنا معها بالتمام والكمال، فالأفلام المقدَّرة، والفنانون الفائزون كلهم أهل لما نالوه، في وقت نعتبر فيه العام 2014 واحداً من الأعوام النادرة التي تكون فيها الأفلام المعروضة، ثم المرشحة والمتسابقة جيدة إلى هذا الحد، النسبة عالية،  وقد مرَّت علينا سنة شاهدنا فيها باقة من أمتع الأفلام، ليس الأميركية فقط كونها وافدة من هوليوود، بل إن بريطانيا «بيّضتها» هذه الفترة كما فعلتها فرنسا مؤخراً حين أطلقت «الفنان».

نعم لقد عشنا براحة مع موعد الأوسكار،  وعرفنا أن أياً كان من اللائحة لو فاز لن نشعر بغبن، لغيره أبداً، فكيف يتنافس من أحببناهم ونغضب إذا فاز أحدهم. أبداً، كنا معها كلها، حتى «تمبتكو» للموريتاني عبد الرحمن سيساكو الذي ستراه بيروت في إفتتاح مهرجانها السينمائي في 12 آذار/ مارس الجاري لم نعتبره خسارة بل هو حاضر، وكرّمته أوروبا بالسيزار، و«إيدا» الشريط الفائز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنكليزية من الأعمال الجيدة التي تستأهل تكريماً عالمياً.

ولأننا أمة لا يعجبها العجب، ودائماً نعثر لأي أمر جيد في حياتنا على مرادف سلبي، محبط، نلجأ إليه مع كل إنجاز نحققه، نحب تكرار تحية التقدير لشركات التوزيع السينمائي المعتمدة كمكاتب للشركات العالمية، لأننا نظل على الدوام في حالة إستنفار مع مديري هذه الجهات أولاً للدعوات المتتالية أسبوعياً التي توجّه إلينا لكي نشاهد فيلماً هنا أو آخر هناك في صالة ثانية أو ثالثة، بحيث نكون على إطلاع دائم وميداني على كل جديد، حين حصوله أو بعد حصوله بقليل.
ولن ننسى أن شريط جوليان مور (Still Aice) شاهدناه في عرض خاص الأربعاء في 24 الجاري، وكانت الجوائز أعلنت صباحاً (الإثنين) بتوقيت بيروت، ونالت عنها مور أوسكار أفضل ممثلة أولى، حصل هذا بعدما كنا شاهدنا معظم الأشرطة المتبارية والواردة على لائحة الترشيحات تباعاً في عروض خاصة، إن الموزعين يقدّرون النقاد ويريدون العثور على أفضل الأبواب لوضعهم في صورة ما يستجد سينمائياً، وهذا المناخ تعرفه الشركات الأجنبية في مواطنها ما بين لوس أنجلوس، ولندن، وباريس خصوصاً، إذ منهم يسارعون إلى الموافقة على العروض الخاصة في مواعيد محددة، وقبل حتى أن تعرض في افتتاحات لطالما عرفت حشوداً من النجوم وأهل الفن السابع، ومع ذلك نشاهدها في بيروت، تقديراً لمدينة فيها أكبر عدد من صالات العرض في العالم قياساً على مساحة لبنان التي تكاد لا تذكر حين الحديث عن مساحة الدول الأخرى، الكبرى جداً.

نعم كثيراً ما نشاهد أفلام هوليوود قبل أهل المدينة نفسها.

وهذا تكريم وتمييز وتقدير.

واللبنانيون الذين تدفقوا على الصالات لمتابعة كل المتنافسين على أوسكار 87، كانوا في حالة فرح ثقافية، فنية، وحتى في مجال التسلية، لقد ملأت الأفلام فراغ ساعاتهم، وجعلت من يتابعون جديد السينما يكادون لا يغادرون الصالات المظلمة، فالفرصة سانحة بكل بساطة لمشاهدة كل الأفلام... نعم كل الأفلام.

هذا تتيحه بيروت فقط.

صحف العديد من الدول العربية تعطي مواعيد بعيدة للأفلام الجديدة،  وتعلن عن أشرطة تكاد تنساها بيروت، التي تشع بصالاتها من الدرجة الممتازة، والتي توفّر أفضل الأفلام وأحدثها، مع تقنية عرض فائقة الدقة، كل هذا لكي يكون محب السينما بأمان ولا يخاف من شيء أبداً، كالإعتقاد بأن ما يقرأه عن الأفلام لن يراه بأم العين قريباً أبداً ودائماً العرض قاب قوسين أو أدنى.

لم نعثر بعد على عبارة تكفي لتوصيف هذه الحالة أبداً.

لكنها فرصة أكيدة للقول ان صناعة الصالات في لبنان ستبقى الأولى في دول العالم المتحضّر. هناك 125 صالة سينما، أفلام لا تعدّ ولا تحصى، وهي تصل من أقاصي الأرض لكي تكون على شاشاتنا، ووسط روّاد يفهمون ويقدّرون ويتذوّقون ما يشاهدونه، وهذه ميزة ليست متوفرة لشعوب كثيرة ليس في المنطقة فقط بل في العالم أجمع.

مرَّ الأوسكار 87 على خير.

قدّم لنا أفلاماً ضخمة ورائعة، وأحاطنا علماً بأن السينما ما زالت في صدارة الفنون المرئية، وان القادم من الأيام سيشهد ولادات ابداعية سينمائية تفوق كل ما عرفناه محلياً وفي العالم.

شريطان بارزان على شاشاتنا مع 4 مخرجين والنتيجة جيدة.. مؤثرة وجاذبة

«جوليان مور» رائعة مع الألزهايمر في شخصية «أليس» الممزَّقة من داخلها

«ويل سميث» سارق ومحتال يظل يلعب حتى النهاية.. ويفوز بإمرأة فقط

بخمسة ملايين دولار فقط وصل فيلم (Still Alice) للمخرجين ريتشارد غلاتزر، وواش ريستمورلند إلى ترشيحات الأوسكار في الدورة 87 ثم إلى الفوز بأوسكار أفضل ممثلة لـ جوليان مور في دور أليس هولاند الأستاذة الجامعية المتخصصة في علم الألسن، والناجحة في زواجها من جون (ألك بالدوين) ولهما 4 أبناء: آنا (كيت بوسوورث)، ليديا (كريستن ستيوارت)، شارلي (شين ماكراي) وتوم (هانتر باريش).

ابنة الـ 55 عاماً إستطاعت أداء واحد من الأدوار الصعبة لسيدة ناجحة منطلقة، تصاب فجأة بأعراض الألزهايمر، وتبدأ عندها في النسيان، وحصول مفاجآت محرجة لها، أقلّها محاولتها الذهاب إلى الحمام فتنسى أين هو في المنزل، وتبلل نفسها ليهتم بها زوجها القريب جداً منها محاولاً تهدئة خاطرها، وعدم إشعارها بأن الأمور تسوء أو أنها باتت عبئاً على المنزل وأهله.
الأبناء والزوج كلهم يحاولون طمأنتها وهي لا تدري كيف تعمل وكيف تتحرك، وماذا عليها أن تفعل وسط هذا المناخ الجديد، حيث لم يعد الكلام مريحاً على لسانها أبداً، بات قليلاً وهي تسأل السؤال عينه عدّة مرات، ومع ذلك فالأمور محلولة مع الزوج، وكان الجميع مرتاحين لأنها لبّت الدعوة لإلقاء محاضرة حول الألزهايمر مصارحة الحضور أنها بدأت تنسى وها هي الأعراض بادية عليها.

أجواء الفيلم الجميل كتبها المخرجان عن رواية لـ ليزا جينوفا، وجاءت النتيجة مؤثرة جداً ولا مجال للإنقطاع عن الأحداث على مدار الأجواء المحيطة، خصوصاً ما يستطيعه الزوج، وما تبادر به هي، آليس، وما يفعله الأبناء، أو ما يتصادمون من أجله.

مور التي عرفناها في (Crazy Stupid Love) و(Game Change) و(Don Jon) و(The English Teacher) و(Non Stop) و(Carrie) و(Maps to the Stars) وقريباً نشاهد لها (Freeheld), تؤدي الشخصية بوجه قلق، ومشاعر تتحرك من الداخل، وفطرية في الأداء من خلال خبرة طويلة من عام 87 في التلفزيون مع سداسية (I`ll Take Manhattan).

الألزهايمر أزعج آليس وتركها أسفة على أنها تمتلك الكثير من المعلومات عن المرض ولا تقدر التعبير لأن النّاس تتكلم بسرعة أما هي فلا شيء يتغيّر في مفاهيمها وقناعاتها. وقد أعجبنا «الكاستنغ» الذي اختار ألك بالدوين لدور الزوج فهو أدى العديد من المشاهد المميّزة درامياً، بعدما أرهقته الأفلام في الأدوار السلبية، بعيداً عن وسامته الطاغية. لعب باقي الأدوار: سيث جيليام، سيتفان كونكون، ايرين دراك، دانيال دجارول، مع شريط في 101 دقيقة.

{ (Focus):

جديد ويل سميث، عرضته بيروت في 26 الجاري، يديره المخرجان غلين فيكارا، وجون ريكا، في عمل كتباه معاً، واستعانا بفريق تمثيلي متمكن: مارغوت روبي (جيس)، أدريان مارتينيز (فارهاد)، روبرت تايلور (ماك أوين)، ستيفاني هونوريه (جانيس)، دومينيك فوموزا (جاريد)، خوان مينوجن (مارسيللو).

الشريط تعرضه أميركا بدءاً من 27 شباط المنصرم في 104 دقائق، صوّر في نيو اورليانز (لويزيانا)، وهو أول فيلم يجمع سميث مع روبي، والثاني سيكون بعنوان: (Suicide Squad).
ويتمحور الفيلم السريع والخفيف الظل، وكثرة الجميلات السارقات فيه حول حالات إحتيال في إطار ظريف بين نيكي (ويل سميث) وجيس مع بعضهما ثم من خلالهما مع آخرين، فالحب وقع بين الطرفين، وراحا ينفذان عمليات ناجحة صغيرة وكثيرة، أفضل من كبيرة جداً وكأنما يريدان التقاعد من بعدها عن هذا الفعل، وكان فريق منسجم مدرب جيداً يتولى التنفيذ في الشارع، في الأماكن المكتظة بحيث لا يشعر أحد بما يجري وحتى لو تمّ الضبط فإن أي إثبات ليس موجوداً، لأن الغرض المسروق يصبح في لحظات أسير آخرين أخذوه في الشارع وتناوبوا على حمله حتى يذهب فوراً إلى حساب نيكي.

يختصر الفيلم نفسه منذ المشهد الأول، تجيء جيس إلى نيكي في أحد المقاهي متعرّفة عليه، طالبة منه التصرف على أنهما يعرفان بعضهما، هرباً من سطوة شخص معها، والذي هو نفسه الذي يتولى ضبطهما معاً، ويواجهه نيكي بإبتسامة تقول: لقد كشفتك منذ وقت، أنتم مراهقون في فعل الاحتيال. لذا يخضع نيكي الصبية الجميلة لدورة مكثفة في الإحتيال والسرقة الخفيفة، وبالتالي الإنضمام إلى مجموعته.

لا جاذب قوياً في الفيلم سوى حضور سميث

نقد

(Whiplash) صدام موسيقي بين مايسترو وعازف

ولادة ممثلين رائعين ومخرج ثلاثيني مع درس سينمائي..

كم أسعدنا وأمتعنا هذا الفيلم..

كم شعرنا أن السينما بخير.. مرة جديدة مع فيلم لا ينسى، ويصعب المرور عليه دونما إكتراث، أو تقدير أهمية.

(Whiplash) نص وإخراج داميان شازيل وبطولة مطلقة لممثلين رائعين حتى الثمالة وإن كان الأول جي. كاي. سيمونس، قدّم شخصية فلاتشر، المايسترو المبهر الذي يريد الفوز في حياته المهنية بباقة من العازفين المبدعين الذين يعيدون أمجاد الكبار في العزف على الآلات الجماهيرية وحيازة ألقاب مهمة في مجال ابداعاتهم، وأدى سيمونس الدور بكثير من الابهار في تقمص الدور وتوصيله مؤثرا للمشاهدين.

الثاني هو بطل الشريط مايلز تيلر، لاعب دور العازف الموهوب آندرو، الذي ولشدة إعجابه بـ فلاتشر كانت أمنيته دائماً أن يكون في عداد فريقه الموسيقي الذي كلما دخل في مسابقة على مستوى البلاد حاز المركز الأول، كونه الأقدر على تدريس العازفين وإعدادهم ليكونوا متفوّقين في ابداعهم، لكن الأمور لم تكن سهلة مع هذا الشاب الذي إنصاع لمزاجية فلاتشر، وتحمّل صراخه وطريقته الفجّة في المخاطبة، وعدم مراعاته للشيء أمام رغبته في الفوز بأفضل أداء عزفي، وبالتالي الوصول إلى ما بعد قدرة العازف على العطاء، كان يطلب أعلى مستوى من طاقة العطاء حتى يكون مرتاحاً.

هذه السادية وراء الخلاف مع العازف آندرو (28 عاماً) الذي رضخ بالكامل لكل طلبات فلاتشر، ومزاجه، وكلماته النابية، من أجل نيل حظوة في العمل معه، ولم يفهم وهو يتلقى القسوة والشدة والغضب، واللاإيجابية أن هذا المايسترو إنما يعتمد طريقة عكسية لأخذ أقصى ما يمكن من آندرو، وعندما زادت الأمور عن حدّها بشكل مزعج، قرر آندرو المواجهة، طالما أن فلاتشر يأتيه كل يوم بمن يزعجه إلى جانبه ويعزف على الآلات الإيقاعية لإحباط عزيمته وجعله يعطي قدراً أكبر من الإجادة في العزف، عندها عاد إلى بيته وراح يتدرب بشكل مكثف إلى أن سال الدم من يديه وغرق في تعرّق غير طبيعي وكاد يغمى عليه، فقط في محاولة لبلوغ الحد الأقصى في هذا المجال.

لكن كل هذا أيضاً لم يشفع له في كسب رضى فلاتشر الذي اعتبره ما زال بطيئاًَ ويحتاج إلى جهد إضافي لنيل رضاه، الأمر الذي أخرج أندرو عن طوره وهاجم المايسترو على المسرح لخنقه.

ينسحب آندرو الذي أبعد عن طريقه صديقته الجميلة نيكول (ميليسا بينوا) فقط لأنه يُريد التركيز على عزفه، ولم يعرف استردادها لاحقاً، ويعتزل في منزله، إلى أن ترفع دعوى ضد فلاشتر يدعمها آندرو وتقول بأن قسوة هذا المايسترو تسببت في وفاة شاب، والحبل على الجرار. تمر الأيام ويلتقي الإثنان مصادفة بعدما قرأ آندرو إعلاناً عن حفل يشارك فيه فلاتشر ويعزف على الأكورديون، فيقصده ويراه عن بُعد داخل المكان، ويناديه فلاتشر ليبلغه بأنه منذ طرده من المعهد بفعل شكوى أحد الطلبة (كان يقصده هو) وهو يعمل بشكل متفرق، وعرض على الشاب أن يعزف معه في فريق سيقدّم حفلاً في القريب، وبعد تردد ذهب آندرو، وكانت المفاجأة أن المايسترو يرغب في الثأر لما فعله به، فأبلغه أنه سيتم عزف مقطوعة، وحين التقديم أمر بعزف أخرى لإحراجه أمام الحضور فتلعثم وتردد آندرو، وترك مكانه ومشى، ثم عاد سريعاً وباشر العزف والطرق بكل طاقته، بمعزل عن كامل الفريق، غير عابئ بوجود المايسترو والفرقة حتى آخر نفس.

الشريط كان مرشحاً لخمسة أوسكارات منها: أفضل سيناريو مقتبس، نفذ بميزانية ثلاثة ملايين و300 ألف دولار وجنى الفيلم بين 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2014 و6 شباط/ فبراير 2015 حوالى تسعة ملايين ونصف المليون دولار

والمخرج كاتب النص شازيل لم يتعدَّ الثلاثين من عمره، أميركي من مواليد رود آيلاند، له عام 2013 شريط: (The last exorcism part 2). 

اللواء اللبنانية في

02.03.2015

 
 

محمود حميدة: لا أتدخّل في عمل أحد

كتب الخبرأمين خيرالله

بعد سنوات من الغياب عن الساحة السينمائية، يعود الفنان محمود حميدة إلى الأضواء عبر أكثر من دور، إضافة إلى أعمال أخرى انتهى من تصويرها، وتنتظر العرض... في السطور التالية يتحدث النجم مع «الجريدة» عن هذه التجارب.

·        هل كنت تتوقع النجاح الكبير لـ{قط وفار»؟

للفيلم السينمائي مقومات عدة متى توافرت ينجح، أولها السيناريو الجيد، وهو ما تحقق بوجود أحد أهم الكتاب في مصر السيناريست وحيد حامد. مهما تحدثت عنه فلن أوفيه حقه، بالإضافة إلى المخرج تامر محسن الذي كان بمثابة مفاجأة كبيرة لي، كذلك محمد فراج الذي أتوقع له أن يكون أحد النجوم الكبار خلال وقت قصير، ولا يمكن أن أنسى السورية سوزان نجم الدين صاحبة الإطلالة الجميلة والأداء الجيد الواثق.

·        قال البعض إنك تدخلت في تفاصيل كثيرة ومن بينها موعد العرض. هل هذا صحيح؟

على العكس تماماً. لا أتدخل في عمل المنتج أو الموزع أو أي فرد في الطاقم لأني أؤمن بدوري جيداً، ولا أقبل بأن يتدخل في عملي أحد أيضاً. تحديد موعد العرض مسؤولية المنتج والموزع، لأنهما أدرى مني بذلك، ويعرفان المواعيد المناسبة لعرض كل عمل، لكن أحياناً يأخذ المنتج رأي بطل الفيلم ومخرجه، ويتشاور معهما في توقيت الطرح، ما يوحي للبعض بأن ثمة تدخلات.

·        الأغنية الدعائية والموسيقى المصاحبة لـ «قط وفار» من فئة «الراب». ألم تكن لك ملاحظات عليهما، خصوصاً أن البعض يرفض هذه الموسيقى ويراها هابطة؟

أستمتع بأنواع عدة من الموسيقى، وما دامت الكلمات التي تصاحبها معبرة وتنم عن أمر هادف فلماذا أعترض عليها؟ حتى موسيقى المهرجانات أندمج معها أحياناً، خصوصاً عندما تكون كلماتها جيدة، فيما تنفرني منها الكلمات الفارغة.

·        ألم تخش من رد الفعل السيئ نظير مشاركتك في ثلاثة أفلام دفعة واحدة خلال الموسم السينمائي الحالي؟

كل فيلم من الأعمال الثلاثة أعجبتني فكرته والسيناريو. الأفلام جيدة وتنوع الدور واختلاف الشخصيات سبب قبولي المشاركة بها. في «قط وفار»، أجسد دور وزير الداخلية، وفي «ريجاتا» دور تاجر سلاح. أما في «من ضهر راجل} فأؤدي دور شخص بسيط، ومع اختلاف الأفكار لا أجد ما يخيفني من كثرة ظهوري في وقت واحد.

·        ماذا عن «من ضهر راجل»؟

تطلب مني الفيلم مجهوداً مضاعفاً، لأن الشخصية تمر بمراحل عمرية عدة، بالإضافة إلى اللياقة البدنية، حيث أقوم بتعليم ابني (آسر ياسين) رياضة الملاكمة. تشارك في الفيلم أيضاً ياسمين رئيس، أخرجه كريم السبكي، وكتبه محمد أمين راضي، وأنتجه محمد السبكي.

·        كيف تتعامل مع المخرجين الشباب الذين عملت معهم في هذه الأفلام؟

أسعدني كثيراً اكتشافي عدداً كبيراً من الفنانين الموهوبين الذين تعاملت معهم في الفترة الأخيرة، من بينهم المخرجون تامر محسن وكريم السبكي ومحمد سامي، بالإضافة إلى الممثلين الشباب، فمصر غنية فعلاً بسينمائيين واعدين دارسين، يعلمون جيداً ماذا تعني كلمة «سينما». أتوقع أن يشهد «الفن السابع» المصري تطوراً هائلاً خلال الفترة المقبلة، وهو ما بدأت بشائره في الظهور.

·        لكن يرى البعض أن السينما المصرية انحدر مستواها كثيراً خلال السنوات الماضية، خصوصاً أفلام شركة «السبكي» بسبب وجود الراقصة والمغني الشعبي والبلطجي في كل عمل من أعمالها... ما رأيك؟

خدمت عائلة السبكي الفن المصري كثيراً، خصوصاً في السنوات الأربع الأخيرة عندما كانوا ينتجون بمفردهم فحملوا السينما على أياديهم وتخطوا بها المرحلة الصعبة، فيما فضل الآخرون الاختباء خوفاً من المخاطرة والمغامرة.  

·        لكن هذه الأعمال تؤثر سلباً على الشباب وعلى المجتمع، كما يقول البعض. كيف ترى ذلك؟

الصورة التي نراها في الدراما سواء سينما أو تلفزيون هي مشاهد منقولة من الحياة والواقع، وتسليط الضوء عليها في السينما سيجعل المجتمع ينفر منها ويناقش أسبابها وليس العكس. والأهم والأجدى أن نمنع وجود هذه النماذج في المجتمع، وليس في الأفلام فحسب.

·        ثمة وجهتا نظر: ترى الأولى أن السينما المصرية في تطور مستمر إلى الأفضل، والبعض الآخر يراها تنحدر وتنهار. مع أي من الرأيين تتفق؟

غياب القوانين المنظمة للفن والسينما في مصر يجعلنا في حالة نزيف وتدهور مستمرين، فلا يوجد لدينا ما يمنع القراصنة من سرقة الأعمال الفنية وعرضها مجاناً أو على أقراص مدمجة على الأرصفة. للأسف، مثل هذه التصرفات تنذر بأخطار كبيرة وستكون عواقبها وخيمة جداً.

·        درست أكثر من مجال سينمائي فكيف استفدت منها، وماذا أضافت إليك؟

عندما اتجهت للدراسة لم يكن في بالي أي شيء، إلا الرغبة في معرفة تفاصيل عملي. فكيف لي أن أعمل في مجال لا أفهم تفاصيله؟ من هذا المنطلق اتجهت لدراسة كل ما يخص الفن والتمثيل ولم يكن في بالي أي شيء آخر.

·        يرى البعض أن الموهبة وحدها تجعل صاحبها نجماً كبيراً بدليل أن نجوم الزمن الجميل لم يدرسوا التمثيل لكنهم كانوا عمالقة. هل هذا صحيح؟

تصقل الدراسة الموهبة. أنصح كل من يرغب في الاشتغال بالفن بأن يتقدم للدراسة سواء كان مخرجاً أو ممثلاً أو منتجاً أو حتى موزعاً.

موسم «نصف السنة»... فشل في متابعة «صحوة» عيد الأضحى

كتب الخبرأحمد بركات

سيطر الإحباط على صانعي السينما لعدم قدرة موسم نصف العام على متابعة {الصحوة} التي شهدها موسم عيد الأضحى، إذ فوجئ منتجو الأفلام بضعف الإيرادات، ما فسره البعض بسوء الأحوال السياسية والأمنية، في حين أرجعه آخرون إلى مشكلات تقليدية كالقرصنة والتسريب.

{للمرة  الأولى، منذ سنوات، يطرح صانعو السينما سبعة أفلام في موسم وصف بـ«القصير} نسبياً}، هكذا بدأ أمير رمسيس مخرج {بتوقيت القاهرة} حديثه لـ {الجريدة}، مؤكداً أنه بدلاً من استثمار ذلك، ضربت العشوائية حركة توزيع الأفلام واستمرارها في دور العرض، مشيراً إلى أن غياب التخطيط، مرض مزمن في بلادنا وصناعة السينما جزء منه، متمنياً أن تكون ثمة اعتبارات واضحة تحدد مسار الموسم، وترسم ملامحه بشكل واضح توافقاً مع دور العرض وطول الموسم، وتتعامل مع أي أحداث طارئة.

ويضيف رمسيس: {لا يجب إغفال الظروف السياسية التي تعيشها البلاد وتنعكس على الأحوال المعيشية للمواطنين، وبالتالي لن يجدوا مساحة في حياتهم لدخول السينما وسط هذه الضغوط المتراكمة}، مشيراً إلى أنه، رغم الاضطرابات في الحياة السياسية والعبث في التوزيع، يعتبر أن فيلمه حقق نجاحاً ملموساً، وعليه فهو راضٍ عن ردود الفعل حول {توقيت القاهرة} ضمن هذا الموسم السينمائي.

ظروف مختلفة

يعزو المخرج علاء الشريف حالة {الركود} إلى قراصنة الأفلام وتصوير أعمال جديدة في دور عرض الأقاليم، وبثها على فضائيات تصل إلى البيوت عبر {توصيلات} غير شرعية، مشيراً إلى أن يقظة شرطة الإنترنت ومتابعتها لكل ما يتم تسريبه يحافظان على الموسم السينمائي والإقبال المستمر على دور العرض، فيما غياب التنسيق بين أجهزة الأمن وأصحاب هذه الدور يتيح تسريب الأفلام بسهولة، فيؤثر على العجلة السينمائية ككل في أحد المواسم.

ويطالب الشريف بحصر دور العرض السينمائي على مستوى الجمهورية، ونشر كاميرات حديثة فيها مرتبطة بغرفة مركزية تكشف اللصوص داخل دور العرض في القاعات الخالية، وتحد من السرقات والقرصنة، ما يطيل من عمر الموسم السينمائي ويحافظ على إقبال الجمهور باستمرار، مشدداً على ضرورة توعية المواطنين بمقاطعة الفضائيات المعروفة بالقرصنة على الأفلام.

بدوره، يتهم الموزع والمنتج هشام عبد الخالق الظروف المناخية بالتسبب في النتائج غير المرضية في هذا الموسم السينمائي، مشيراً إلى أن موجات البرد التي ضربت البلاد أخيراً والعواصف الترابية والأمطار ألزمت الجميع منازلهم وتركت دور العرض خاوية فترة ليست بقليلة.

ويضيف عبد الخالق أن التفاؤل الذي انتاب صانعي السينما في موسم عيد الأضحى دفعهم إلى طرح كمّ من الأعمال هذا الموسم من دون حسابات دقيقة، فبعدما حصد {الفيل الأزرق} 30 مليون جنيه وحققت أعمال أخرى 15 مليوناً سادت حالة حقيقية من البهجة لدى المخرجين والموزعين الذين لم يتوقعوا تراجع الإيرادات بهذا الشكل، مشيراً إلى أن ثمة نجوماً على غرار محمد هنيدي اعتمدوا على رصيدهم لدى الجمهور في تحقيق إيرادات.

أوضاع متردية

يعبّر المنتج ورئيس غرفة صناعة السينما فاروق صبري عن عدم رضاه بحصاد هذا الموسم، مقارنة بما جرى في مواسم سابقة، رافضاً الهجوم على الأعمال أو تقييمها بعيداً عن السياق الذي يؤثر فيها بسبب الأحداث الأمنية والسياسية، مؤكداً أن هذا الموسم جيد على صعيد المحتوى السينمائي، رغم أنه لم ينل حظاً طيباً مقارنة بموسم عيد الأضحى، عازياً السبب إلى التفجيرات والصدامات الدامية التي كانت بمثابة {فزاعة} في طريق مرتادي دور العرض ومنعتهم من الذهاب إلى السينما.

يطالب صبري بمعالجة الأوضاع السياسية والاجتماعية في البلاد بما يكفل اختفاء موجات العنف والتظاهر والاشتباكات، ومنع ظواهر التحرش والسرقات، متوقعاً أن ينعكس ذلك على حالة الشارع المصري ويرفع درجة اهتمام الجمهور بجديد الأعمال التي يتم طرحها، لافتاً إلى أن {نوعية الأفلام على مدار موسمين ماضيين جذبت شريحة معينة من الجمهور يجب ألا نفقدها لصالح ظهور أعمال أخرى أقل قيمة}.

إحصائيات

كانت شركات التوزيع الكبرى تدوالت تدوينات عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، توضح إحصائيات لإيرادات أفلام هذا الموسم وجاءت كالتالي: {يوم مالوش لازمة} من بطولة محمد هنيدي وروبي حقق نحو 6 ملايين و500 ألف جنيه، {أسوار القمر} من بطولة منى زكي وآسر ياسين 4 ملايين جنيه، {ريجاتا} من بطولة عمرو سعد وإلهام شاهين مليوناً و971 ألفاً و619 جنيهاً.

حقق {خطة بديلة} لخالد النبوي في أول أسبوع من عرضه 307 آلاف و666 جنيها، {بتوقيت القاهرة} 900 ألف جنيه، {قط وفار} لمحمود حميدة 620 ألف جنيه، {هز وسط البلد} لإلهام شاهين 334 ألفا و495 جنيهاً، {القط} لعمرو واكد وفاروق الفيشاوي وصلاح حنفي وإخراج إبراهيم البطوط 366 ألفاً و578 جنيهاً.

الجريدة الكويتية في

02.03.2015

 
 

عزيز دادس وأمال الأطرش أفضل ممثلين في الدورة 16

'إطار الليل' يخطف الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم

خالد لمنوري

اختتمت، مساء أول أمس السبت، بطنجة، فعاليات الدورة السادسة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بتتويج الشريط الروائي الطويل "إطار الليل" للمخرجة طالا حديد بالجائزة الكبرى، إضافة إلى تتويجه بجائزة النقد، التي تمنحها الجمعية المغربية لنقاد السينما.

تميز حفل اختتام الدورة 16 بحضور وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، الذي أشرف على تسليم الجائزة الكبرى، والفنانة المغربية حنان الفاضلي، التي قدمت فقرة من عرضها الجديد حنان شو لجمهور المهرجان.

وقال رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، الأديب والناقد محمد برادة، إن معظم الأعمال المشاركة في المهرجان لم تتوفر على مقومات الفيلم السينمائي في الشكل، وعلى عمق المضمون بالنسبة للموضوع، مشيدا في الوقت ذاته بتجارب الشباب التي طبعت الدورة 16، في إشارة إلى تتويج أول تجربة سينمائية طويلة لطالا حديد بالجائزة الكبرى، فضلا عن تتويج أفلام روائية أخرى هي الأولى لمخرجيها، حيث عادت جائزتا أحسن دورين رجالي ونسائي للممثلين آمال الأطرش وعزيز دادس عن دوريهما المتميزين في فيلم "دالاس" للمخرج محمد علي مجبود، وذهبت جائزة ثاني دور رجالي للممثل عادل أبا تراب عن دوره في أول تجربة سينمائية للمخرج ياسين فنان "كاريان بوليود"، الذي توج بجائزة العمل السينمائي الأول، كما حصل فيلم "الشعيبية" ليوسف بريطل على جائزة الصوت وكانت من نصيب  كريم الروندة.

وانتزع شريط "جوق العميين" ثاني تجربة سينمائية لمحمد مفتكر جائزتي الإخراج والموسيقى الأصلية لديدي لا كولد، وحصد فيلم "عايدة" ثالث تجربة فيلمية لإدريس المريني ثلاث جوائز هي جائزة ثاني أحسن دور نسائي للممثلة هدى الريحاني، وجائزة الصورة لكزافيي كاسترو، وجائزة المونطاج لمريم الشادلي، واكتفى فيلم "نصف السماء" بجائزة السيناريو، التي عادت للمخرج المخضرم عبد القادر لقطع والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي.

وبخصوص جوائز المسابقة الرسمية للفيلم القصير، استحوذ "حوت الصحراء" لعلاء الجم، على الجائزة الكبرى وجائزة السيناريو، بينما عادت جائزة لجنة التحكيم للمخرج أمين صابر عن فيلمه "رحلة في الصندوق".

وقال رئيس لجنة تحكيم الفيلم القصير، رشيد العروسي، إن أغلب الأفلام كانت تعاني مشاكل في الكتابة وإدارة الممثل، داعيا المخرجين الشباب إلى بذل المزيد من الجهد، لأن الفيلم القصير يعد خطوة مهمة في مسيرة أي مخرج يتطلع إلى مزاولة العمل السينمائي.

وعادت جائزة النقد للفيلم الطويل "إطار الليل" لمخرجته طالا حديد، و"حوت الصحراء" لعلاء الجم في صنف الفيلم القصير.

وتميزت الدورة السادسة عشرة بإضافة جائزتي أراكني الإسبانية، التي عادت للفيلم الوثائقي "الريف 58-59" لمخرجه طارق الادريسي وقيمتها 5000 دولار، وجائزة الأندية السينمائية، التي ترأس لجنة تحكيمها المختار أيت عمر، وسلمها رئيس الجامعة عبد الخالق بلعربي لفيلم "نصف السماء" لعبد القادر لقطع.

28.02.2015 

انتقاء أفلام روائية طويلة ومغربة لجنتي التحكيم ورد الاعتبار للنقد السينمائي

نقاد ومهتمون سينمائيون يثمنون الدورة 16 للمهرجان الوطني للفيلم

موفد 'المغربية' إلى طنجة: خالد لمنوري

أجمع نقاد ومهتمون بالسينما على أن الدورة 16 للمهرجان الوطني للفيلم أعطت نفسا جديدا لهذه التظاهرة الفنية الوطنية المهمة، من خلال العديد من التغييرات الإيجابية، التي من شأنها أن تساهم في تطويرها ومنحها المزيد من الدينامية.

رأى هؤلاء المهتمون بالفن السابع أن الدورة الحالية حملت العديد من التغييرات الإيجابية، من أبرزها انتقاء الأفلام الروائية الطويلة، ومغربة لجنتي التحكيم، ورد الاعتبار للنقد السينمائي، وإشراك المهنيين من خلال العديد من الموائد المستديرة والندوات.

في هذا السياق قال الناقد السينمائي ورئيس جمعية النقاد، خليل الدامون، في حديث لـ"المغربية"، "إن ارتفاع عدد الأفلام المنتجة بالمغرب سنة 2014 (22 عملا، منها 17 فيلما روائيا و5 أفلام وثائقية)، فرض عملية الانتقاء لحصر الأفلام الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية في 15 فيلما، تم اختيارها من طرف ممثلين للهيئات المهنية، ويتعلق الأمر بالجمعية المغربية لنقاد السينما، التي كنت ممثلا لها، إلى جانب إدريس الإدريسي، ممثل اتحاد المخرجين والمؤلفين المغاربة، وجمال السويسي، ممثل الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام ومحمد عبد الرحمان التازي، رئيس الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام".

وأشار الدامون إلى أن عملية الاختيار تمت في أجواء مهنية تحلت بالحياد، وعن مصير الأفلام الخمسة التي لم تقبل في المسابقة الرسمية لهذه السنة، قال الدامون إن المنظمين كانوا يسعون إلى برمجتها في بانوراما العروض الموازية، إلا أن أصحابها لم يتقبلوا الأمر ليتم إلغاء برنامج العروض الموازية وتعويضه بندوات وموائد مستديرة لمهنيي القطاع.

من جهته، اعتبر الناقد حسن وهبي أن الدورة 16 من المهرجان تميزت عن غيرها من الدورات السابقة، "أولا بكون لجنة التحكيم مغربية كليا عكس لجان السنوات الماضية، التي كان يترأسها أو يشارك فيها أجانب"، مضيفا أن هناك ملاحظة أخرى تخص لجنتي التحكيم وهي انفتاح المهرجان على المسؤولين بالتلفزيون، حيث تضم اللجنتان ممثلين لقطاع السمعي البصري، ويتعلق الأمر بالمدير المركزي للإنتاج والبرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة العلمي الخلوقي، ومدير الإنتاج الدرامي بالقناة الثانية نجيب الرفايف، ومديرة قطب التسويق بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بيسان خيرات، إلى جانب شخصيات من عالم التشكيل والسينما والغناء، والنقد، والأدب، حيث يترأس الأديب والروائي والناقد الأدبي المغربي محمد برادة، لجنة تحكيم الفيلم الطويل.

26.02.2015 

بريطل: الحسين طلال لعب دورا مهما في تسليط الضوء على أهم المحطات من حياة الراحلة

'الشعيبية' رحلة سينمائية في عوالم امرأة بسيطة وصلت إلى العالمية

خالد لمنوري

تواصلت عروض المسابقة الرسمية للدورة 16 من المهرجان الوطني للفيلم بعرض أربعة أفلام جديدة، استقبلها الجمهور بحرارة لما تحملها من رسائل إنسانية عميقة وتقنيات فنية تجعل منها أعمالا متميزة.

يتعلق الأمر بفيلمين قصيرين هما "وسيط" لمولاي الطيب بوحنانة، و"الرحلة في صندوق" لأمين صابر، وفيلمين طويلين الأول روائي من صنف السيرة الذاتية وهو الفيلم الأول في مسيرة مخرجه يوسف بريطل، الذي بدا مسيرته السينمائية بإخراج العديد من الأفلام القصيرة، والثاني فيلم وثائقي للمخرج طارق الإدريسي بعنوان"الريف 58 / 59".

تميزت الأفلام الأربعة المذكورة بالتنوع في المواضيع واختلاف التقنيات المستعملة في التصوير.

'الشعيبة' سفر سينمائي إلى عوالم أيقونة الفن المغربي

بطريقة السهل الممتنع استطاع المخرج المغربي الشاب يوسف بريطل السفر بالمشاهد إلى عوالم الفنانة التشكيلية المغربية الراحلة الشعيبية، في فيلم أنصف المرأة المغربية، التي ظلت حبيسة كليشيهات ومشاهد نمطية قدمتها السينما المغربية للمتلقي كـ"عاهرة، ومغلوب على أمرها، ومستغلة".

من خلال سيرة الشعيبية استطاع بريطل أن يقدم صورة جميلة للمرأة المغربية المكافحة والمناضلة، التي حرصت على تربية ابنها، وشق طريقها والخروج من دائرة المعاناة التي فرضت عليها، منذ طفولته التي لم تكن سهلة، إذ تم تزويجها لرجل طاعن في السن، وهي الطفلة التي لم يتجاوز عمرها 13 سنة.

اثناء مناقشته الفيلم، قال يوسف بريطل إن الفيلم ما كان ليرى النور من دون مساعدة ابن الشعيبية الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، الذي لعب دورا مهما في تسليط الضوء على أهم المحطات من حياة الراحلة بكل تلقائية، وعلى منجزها الفني المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية.

وأشاد بريطل بتعاون الحسين طلال، لأن الأمر لم يكن سهلا على ابن سيشاهد صورة تقريبية لوالدته، بعد مرور 10 سنوات على رحيلها.

من جانبه نوه الحسين طلال بالمستوى الجيد للفيلم، والأداء المتميز لبطلته السعدية ازكون، مشيرا إلى أن عينيه دمعتا وهو يشاهد أداء أزكون المقنع، وكأن والدته لم ترحل، وهي بالفعل كذلك لأن الفيلم خلدها، كما خلدتها أعمالها المتناثرة في كل أنحاء العالم والنصوص التي كتبت عنها وهي كثيرة لا تعد ولاتحصى.

يتناول الفيلم، الذي جسدت أدواره السعدية أزكون، ومراد الزوي، وسارة حنين، ومحمد خيي، ومحمد نظيف، وعصام بوعلي، وسعيد باي، وإدريس الروخ، بعض المحطات الأساسية من حياة الشعيبية ابتداء من طفولتها بمنطقة اشتوكة التي رأت فيها النور، مرورا بمحطات إقامتها بالدارالبيضاء، وزواجها من رجل مسن وهي طفلة، ونضالها من أجل تربية ابنها الحسين بعد وفاة زوجها، ورسوماتها التمهيدية الأولى في عالم الرسم، وكفاحها من أجل الوصول إلى مبتغاها، رغم سخرية الكثيرين الذين لم يتوانوا في وصفها بالجاهلة والأمية، انتهاء بالاعتراف الدولي من خلال عرض أعمالها مع فنانين عالميين كبار أمثال بيكاسو وميرو، وبراغ، ومودغلياني، وآخرين.

كما يتطرق الفيلم إلى علاقة الشعيبية بعمالقة التشكيل المغربي في تلك الفترة أمثال الشرقاوي، والجيلالي الغرباوي الذي مات في ظروف قاسية، كما يصور الفيلم علاقة الشعيبية مع عباقرة الفن التشكيلي، وهي التي لم تكن تدري أن أعمالها تثبت على جدار الأروقة العالمية وبجوارها أعمال فنانين رحلوا في عز العطاء، حيث ظلت الشعيبية تعتقد أن بيكاسو وصونيا دولوناي وآخرين أحياء يرزقون، إذ لم يستطع ابنها طلال كشف حقيقة موت هؤلاء.

يستحضر الفيلم البدايات الأولى لاكتشاف الشعيبية في سنة1961، حيث حل بيير كودبير ناقد فرنسي، ومدير متحف الفن الحديث بباريس، بالمغرب، صحبة الفنان التشكيلي الراحل الشرقاوي، من أجل رؤية أعمال ابنها طلال، وصادف ذلك اليوم وجود عاملين من أجل صباغة المنزل، الذي تقطن به.

جاء الناقد الفرنسي للاطلاع على تجربة الابن الصباغية مدفوعا بزميله الشرقاوي، وبينما كان الجميع يتحدث عن الفن والحركة الفنية في المغرب وأوروبا وتحديدا الموجات التي ظهرت في فرنسا، تقدمت الشعيبية نحو الرجل، وقالت له "مسيو أنا أرسم كذلك "، وحين أطلعته على مجموعة من قطع الكارتون وبها رسومات عبارة عن مشاهد تمهيدية، وخطوط تحيل على الزربية، تفاجأ كودبير، وقال أنت رسمت هذه الأشياء، فأجابت الشعيبية نعم أنا "مسيو".

ومن أجل إعطاء قيمة للطخات التمهيدية للشعيبية، التي رسمتها، استرسل كودبير في حديثه عن تجربة أحد الفنانين الفرنسيين وهو خريج مدرسة الفنون الجميلة بباريس يدعى بيسيير، قضى 70 سنة من عمره، كي يصل إلى ما رسمته الشعيبية.

استغرب الناقد الفرنسي صنيعها الفني ولم يدر بخلده أن يجد امرأة مغربية على ذلك العهد تتعاطى الصباغة، فأطال النظر، في مجالسيه كأنه يبحث عن شيء أو يفكر في شيء، وقال بلغة الواثق إن الشعيبية ستصبح رسامة كبيرة وسيكون لها شأن كبير في ما بعد، وطلب من ابنها ألا يتدخل في رسوماتها، ونصحه بتركها وشأنها، وستشق طريقها لوحدها.

وسرد الفيلم أيضا، رؤيا الشعيبية، إذ رأت في المنام رجالا يرتدون لباسا أبيض اللون، منحوها أدوات الصباغة، ومن ثمة رهنت مستقبلها بالصباغة. وقصدت أحد المحلات المتخصصة في بيع لوازم الصباغة مرتدية جلبابا تقليديا، فخاطبها البائع بسخرية "هذا ليس محلا للتوابل"، ولما رأى أنها تريد الصباغة قال "هل تعتقدين أنك ستصبحين مثل بيكاسو؟"، وبالطبع كانت الشعيبية تجهل كل شيء عن الفنان العالمي بيكاسو، الذي ستعرض يوما أعمالها رفقته في معرض نظم في باريس.

'وسيط' فيلم قصير حول كائن فضائي يبحث عن الحب

يتناول فيلم "وسيط" الذي ينتمي إلى صنف الخيال العلمي، قصة كائن فضائي من كوكب آخر يبحث عن الحب لإنقاذ كوكبه من الفناء.

بطلب من قائد الكوكب البعيد عن الأرض والمأهول بأناس بدون إحساس، ينزل وسيط إلى الأرض بحثا عن الحب الذي لا يوجد في أي كوكب آخر غير الأرض، فيتعرض لمواقف كثيرة، لكنه يصل في النهاية إلى مبتغاه.

ونجح مخرج الفيلم في إيصال فكرته إلى المشاهد من خلال تركيزه على ضرورة سيادة الحب والقناعة لإنقاذ الكوكب من الفناء، فبدون القيم النبيلة لن يكون هناك استمرار للحياة.

وفي هذا السياق قال مخرج الفيلم إن فكرة الشريط مستمدة من الواقع، حيث أحس في فترة من الفترات بالاغتراب، وعدم القدرة على الاندماج في بيئة اخرى غير تلك التي ولد ونشأ فيها، وهذا ما دفعه إلى إنجاز الشريط، مشيرا إلى أننا نستطيع بالحب وحده العيش في أي مكان بالعالم في سلام.

'رحلة في الصندوق' سفر جثة نحو الانعتاق

اختار المخرج المغربي المقيم بفرنسا، أمين صابر موضوع الموت في أرض الاغتراب محورا لشريطه الأول "رحلة في الصندوق".

تتمحور أحداث الشريط، الذي ينتمي إلى صنف السينما الروائية الوثائقية، حول مغترب مغربي يعمل كل ما بوسعه لنقل جثة صديقه إلى المغرب، حتى تتمكن والدته من دفنه.

أمام ضيق ذات اليد، وعجزه عن توفير تكاليف نقل الجثمان إلى المغرب، يحاول بطل الفيلم تدبر الأمر، من خلال طرق كل الأبواب الممكنة، لأن صديقه الموتفى لم يتوفر على تأمين خاص بحالة الوفاة.

ما بين المساطر الإدارية، والبحث عن حل لإخرج الجثة من ثلاجة الأموات، يصور الفيلم معاناة البطل، التي تنتهي بفضل تضامن بعض أفراد الجالية المغربية من الجيل الأول بكورسيكا، الذين يتكلفون بجمع المصاريف اللازمة والإسراع بنقل الجثمان إلى المغرب، في مشهد يوحي إلى راحة جثة الميت التي تصل إلى ذويها في رحلة جوية ترمز إلى انعتاق روح الميت، الذي ظلت جثته حبيسة جسده المتجمد بثلاجة الموتى.

عن اختياره لهذا الموضوع ومزواجته بين الروائي والوثائقي في الفيلم، قال المخرج أمين صابر، إن الشريط مستوحى من قصة حقيقية، مشيرا إلى أنه كان ينوي إنجاز فيلم وثائقي في البداية، لكنه لم يستطع تصوير جثة ميت حقيقي، احتراما لحرمة الموت، وهذا ما دفعه إلى الجمع بين المتخيل والواقعي.

وعن الصعوبات التي تعرض لها أثناء تصويره لهذا الموضوع الحساس، قال صابر إنه عانى في مشاهد معينة، حيث وجد صعوبة في تصوير مشهد غسل الميت، لأن إمام المسجد الكلف بالأمر رفض الظهور في فيلم روائي، وبعد جهد كبير تفهم الإمام الأمر ووافق على التعاون من اجل إيصال معاناة المهاجرين إلى المتلقي والكشف عن وجه آخر من وجوه الاغتراب.

'ريف 58-59' فيلم وثائقي يكسر حاجز الصمت

"ريف 58-59″، شريط وثائقي يؤرخ لحقبة من تاريخ المغرب عاشها الريف، وترتبط بأحداث انطلقت شرارتها من "ايت بوخلف" بمنطقة أيت ورياغل.

ويهدف الشريط، الذي أخرجه طارق الإدريسي، إلى تقديم مقاربة من زوايا متعددة لأحداث الريف غداة الاستقلال، عبر الاعتماد على شهادات من بعض الذين عاشوا الأحداث من ضحايا، وباحثين وصحافيين وحقوقيين من بينهم مصطفى العلوي، وإدريس اليزمي..  

وأبرز طارق الإدريسي أن عنوان تكسير جدار الصمت، جاء لأن الفيلم الوثائقي تعرض لأحد الطابوهات التي لا تتحدث عنها كثيرا بالمغرب، وكان من الواجب تكسيره والحديث عن هذه الحقبة التاريخية، مشيرا إلى أنه لا يجزم أن ما جاء في الشريط هو ماحدث في تلك الفترة، وقال إن الأمر لا يتعلق بحقيقة مطلقة، وإنما جزء منها.

من جانبها قالت منتجة الفيلم صوفيا أغيلاس أن دافعها للمشاركة في إنتاج هذا الفيلم، خلق نوعا من المصالحة، التي راهن عليها المغرب في فترة الانتقال الديمقراطي.

يذكر ان الفيلم، الذي انتجته شركتا "فارفيرا" و"كوموس" للإنتاج حصل على دعم من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمجلس الاستشاري لشؤون الجالية ومفوضية الاتحاد الأوروبي وسفارة هولندا بالمغرب.

الصحراء المغربية في

02.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)