كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

غسّان مطر.. انطلق لبنانيًّا وأصبح نجمًا مصريًّا

وجه آخر من وجوه الشر يغيب

لوس أنجليس: محمد رُضا

 

وفاة الممثل الفلسطيني غسّان مطر، أول من أمس، هي نهاية رحلة قطعها الراحل من هاو إلى محترف، ومن موطنه فلسطين إلى لبنان حيث ترعرع، ومن هناك إلى وطنه الثاني مصر حيث عاش ومثل معظم أفلامه.

في الواقع استوطن الممثل الذي عُرف بأدوار الشر مصر جغرافيا، والتمثيل مهنيا. لم يتبدّل ولم تبدّله الأيام كذلك. حين التقيت به قبل أشهر قليلة وتبادلنا حديثا سريعا، إذ لم يكن بيننا موعد مسبق، وجدته ما زال يحتفظ بقسمات وجهه التي فرضته ممثل شر أول. كبر سنّا، لكنه احتفظ بالنظرات وبالتجاعيد التي عرفها حتى حين كان صغيرا، والتي أكسبته ملامح الرجل الخشن أو، كما يسمّونه في هوليوود، «توفي» (Toughy).

والحقيقة هي أنه كان ذا ملامح مؤسسة لأدوار الشر. والأرجح أنها كانت ستخوّله النجاح بها لو اختار هوليوود عوض القاهرة، بمعنى أنها كانت من تلك الملامح التي لا يمكن إلا أن تؤدي به إلى أدوار الشر أينما حط. هذا على الرغم من أنه، كإنسان وكمعظم ممثلي أدوار الشر، كان على قدر كبير من الكياسة واللطف والأخلاق الحميدة. تقول المصادر إنه فلسطيني الأصل، ولد في يافا 1938/12/8، وهاجر حين كان في العاشرة من عمره إلى لبنان مع النازحين الفلسطينيين هربا من الاحتلال الفلسطيني. مثل سواها من الأسر والعائلات، لجأت عائلته إلى المخيمات التي أقيمت على عجل لاستيعاب النازحين في لبنان، ومنها انتقلت إلى مخيّم البداوي (تقول مصادر الأونروا إنه أنشئ سنة 1955). لا عجب، وهو شهد رحيله وعائلته من وطن إلى مخيّم، التزامه بالقضية الفلسطينية بعدما عايشها بوجدان اللاجئ وآماله في العودة كسواه من الفلسطينيين.

* من لبنان إلى مصر

* لا يوجد ما يؤرخ متى بدأت علاقة غسّان مطر بهواية التمثيل. لكن الثابت أن احترافه التمثيل بدأ وهو في العشرين من عمره. ففي عام 1968 استجاب المخرج الراحل حسام الدين مصطفى لطلب المنتج اللبناني أنور الشيخ ياسين وأنجز فيلما بتمويل لبناني، كما حال العديد من الإنتاجات المشتركة في تلك الفترة، وطاقم عمل معظمه مصري، بعنوان «نساء بلا غد» مع نيللي وحسن يوسف وسميرة أحمد. غسّان مطر كان له دور فيه كضابط، وكان هذا هو دوره السينمائي الثاني.

بقي في بيروت بعدها لينجز بطولة «كلنا فدائيون» من تحقيق غاري غرابتيان وإنتاج إدمون نحاس. لجانب أن الستينات كانت فترة إنتاجات لبنانية - مصرية مشتركة (ولبنانية - سورية من ناحية ثانية)، فإنها كانت أيضا منطلق أفلام روائية وتسجيلية أرادت التعبير عن القضية الفلسطينية ونضال الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي، معظمها كان تنفيسا لوضع بدا مكبّلا بالإحباطات والانتصارات التي تداولتها معظم الأفلام الروائية آنذاك. وجاءت هذه الأعمال ردّا على الهزائم (وأكبرها بالطبع هزيمة حرب 1967)، كما داعبت عواطف الجمهور الواسع الذي كان لا يزال يؤمن، رغم الهزيمة، بأن تحرير فلسطين ممكن وقادم.

لعب غسّان مطر فيلمه الثالث من هذا المنطلق. عنوانه «الفلسطيني الثائر»، وأدّى فيه دور الشاب العابث وغير الملتزم الذي يفيق على أن له دورا في النضال فيحمل السلاح لينضم إلى الفدائيين في فلسطين المحتلة. هذا الفيلم من إخراج رضا ميسر الذي كان سريع الاستجابة في تاريخ أعماله إلى أي مشروع لا يتطلّب حك الرأس وابتكار قيمة فنية للعمل.

فيلم غسان مطر الرابع كان «الضياع» (1971)، من إخراج محمد سلمان وإنتاجه عن سيناريو لفارس يواكيم. دور مطر كان رئيسيا وقد جمعه مع ثلاث ممثلات مصريات هن نادية الجندي وناهد شريف وسميرة أحمد، ومعهن الممثلة اللبنانية سعاد كريم، التي قدر لها أن توفيت قبل نحو أسبوع واحد. هذا الفيلم كان آخر مرحلته اللبنانية.

بعده نجده باشر من القاهرة ذاتها مرحلة أخرى، بدأت بفيلم محمد راضي «الأبرياء» أمام ميرفت أمين وعمادي حمدي ونور الشريف وعزت العلايلي، ثم في «المتعة والعذاب» إخراج نيازي مصطفى وبطولة شمس البارودي ونور الشريف. وتتابعت الأفلام من حينها. وظهر في 14 فيلما مصريا ما بين 1971 و1975. في معظمها لعب دور شرير في أعمال ميلودرامية وعاطفية وتشويقية، منها «شياطين البحر» و«المتعة والعذاب» و«الغضب»، لكنه سجّل حضورا ذكيا في الفيلم التاريخي «الشيماء»، بطولة سميرة أحمد، حيث لعب دور شقيقها عبد الله، وكلاهما ممن أشهر إسلامه باكرا، عن قصة لعلي أحمد باكثير.

الفيلم من إخراج حسام الدين مصطفى الذي كنّ له غسان مطر الكثير من الإعجاب، كونه أول من عمل تحت إدارته أولا، ومن طلبه للعمل معه في تلك المرحلة المبكرة مؤسسا إياه في صلب السينما المصرية. أعمالهما معا تشمل، لجانب «الشيماء»، «شياطين البحر» و«نساء ضائعات». كذلك اعتمد عليه في أدوار الشر نيازي مصطفى (لا قرابة بين المخرجين)، فشوهد في «المتعة والعذاب» و«الشيطان امرأة» من بين أفلام أخرى لاحقة.

* موقع مكتسب

* صوت غسان مطر العميق والهادر وطول قامته ورشاقتها، وملامح وجهه الجادة ونظراته القوية، ثم قدرته على أداء اللهجة المصرية جيدا، كلها أسهمت في نجاحه عبر خمسة عقود. وليس من الإنصاف القول إنه مثّل أدوار الشر وحدها، بل لعب شخصيات أخرى متعددة في أفلام ومسلسلات دينية ودرامية خصوصا في مرحلة ما بعد التسعينات.

كان حضوره مسجّلا بدنيا وكنبرة صوت عالية. في جلسات جمعتنا كان دمث الأخلاق وضاحكا، رغم أن المرء لم يكن عليه أن يكون قارئ وجوه محترف لكي يدرك أنه في داخله ذلك التوق لما هو أعلى. طموح إلى ما هو أفضل. كذلك فإن القضية التي كانت تعانق داخله لا شك أثّرت في وجدانه وإن لم يجد ما يكفي من الأفلام الوطنية التي يستطيع عبرها التعبير عن حبه لتراب وطنه.

وهو لم ينجح في القاهرة إلا بعدما برهن للجميع أنه مختلف في تقاسيم وجهه وفي الطريقة التي يؤدي بها أدواره عن الجميع، وبعدما تبيّن للمجتمع السينمائي أنه محترف وجاد.

لم يخطف الأدوار الشريرة ذاتها التي لعبها فريد شوقي ومحمود المليجي أو توفيق الدقن، لكن مثلهم جميعا عرف كيف يتميّز بخط خاص وبديل. كسب موقعه سريعا في الصف التالي لهؤلاء. لا ننسى أن شوقي والمليجي وتوفيق الدقن كان ثلاثيا كثير الظهور في أفلام مشتركة بينهم، بينما كان غسان مطر مطروحا في أفلام غالبا ما غاب عنها أي من هؤلاء، خصوصا أنه ورد في فترة متأخرة بالنسبة إليهم، فهم بدأوا التمثيل من الخمسينات أو ما قبلها.

في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حضر عرض فيلم بعنوان «حائط البطولات»، كان محمد راضي صوّره في عام 1998 لكنه مُنع من عرضه حتى السنة الماضية. للأسف لم يكن الفيلم الذي كان يجب نبشه من قبره. ولا دور غسان مطر فيه (لاعبا شخصية كاريكاتيرية لموشي ديان) من تلك الأدوار التي تُذكر له باهتمام أو إعجاب. لكن الممثل عادة ما يجد نفسه في مواقف عليه فيها قبول الأدوار التي تعرض عليه حتى لا يبقى في بيته. كذلك هو من أولئك الذي اعتبر أن أي فيلم وطني الدوافع يستحق تأييده وإسهامه.

الشرق الأوسط في

28.02.2015

 
 

غسان مطر: ثائر القضية.. شرير الشاشة!

هوفيك حبشيان

بعد تعرضه لأزمة قلبية استلزمت إدخاله الى العناية المركزة، منتصف الشهر الجاري، رحل أمس الممثل الفلسطيني غسان مطر عن 77 عاماً. انتهت أيام مطر في مصر، البلد الذي عاش فيه قسطاً من حياته، وفيه مثّل أفلاماً عديدة. في السنوات الأخيرة، نادراً ما كنا نرى عيني مطر، كانت دائماً خلف نظارتين قاتمتين، كأنهما تتفاديان النظر في عيوننا. كان يصفف شعره مثل ألفيس بريسلي وظلّ يحافظ على تلك التسريحة منذ ستينات القرن الفائت. في شبابه (اسمه الحقيقي عرفات داوود حسن المطري)، كان يحلم بأن يصبح ضابطاً، الا ان ظروفه الحياتية قررت غير ذلك، فالتحق بالإذاعة ثم بمحطات التلفزة. عمل في "تلفزيون لبنان" لفترة من الزمن، قبل أن يتجه الى الشاشة الكبيرة، وظلّ متأرجحاً بين الوسيطين.

عمل في السينما المصرية كممثل، نحو عقود أربعة، دائماً في دور الشرير، إذ كانت تقاسيم وجهه الحادة وخشونة صوته وقسوته، توحيان بأنه ليس رجل خير ولم تساعداه في تجسيد الأدوار الطيبة أو حتى المحايدة. في العام 1985، أثناء مشاركته في تصوير أحد الأفلام، تلقى خبر مقتل أسرته المكونة من أمه وزوجته وابنه (الذي سماه غيفارا تيمناً بالثائر الأرجنتيني) خلال حرب المخيمات. تنقل بين السينما والمسرح والتلفزيون، لكنه ظلّ دائماً "الفلسطيني الذي يعمل في مصر"، وجرجر خلفه، طويلاً، معاناة ان يكون المرء فلسطينياً يُنظر اليه كوافد

ومن أبرز ما قدمه في خشبة المسرح دوره اللامع في "واقدساه" العام 1988 الى جانب محمود ياسين. لم تعطه السينما المصرية الكثير. لم يسند إليه المخرجون سوى ادوار نمطية كرجل عصابات، كمحاكاة لرجل العصابات في الأفلام التجارية الغربية. لم يستطع ان يفرض حضوراً قوياً او أن يبرز موهبة معينة في مثل هذه الظروف، خصوصاً أن مظهره الخارجي لم يكن مصرياً وبالتالي لم يعرف السينمائيون المصريون كيفية التعامل معه.  

في بداياته، انخرط في حركة السينما التجارية التي انصهرت مع تطور المقاومة الفلسطينية. شارك في "الفلسطيني الثائر" لرضا ميسر العام 1969، و "كلنا فدائيون" لغاري غارابيديان الذي ألف له السيناريو. فيلمان عن المقاومة أنجزا في العام نفسه. هذه الأفلام التي كانت تستدر المشاعر وتستنجد التعاطف مع القضية، اتسمت بالحس النضالي القوي وأسهمت في تشجيع بعض الشباب على الالتحاق بصفوف الفدائيين الفلسطينيين. بيد أنها وقعت في النسيان ولم تشكل علامة مهمة على صعيد التعبير السينمائي. كان مطر ملتزماً بالقضية الفلسطينية حتى النهاية، فهو عاش نكبة بلاده من قرب، واختبر هموم شعبها إذ كان من سكان مخيم البداوي (شمال لبنان) في بداية اللجوء الفلسطيني إلى لبنان. ويربط الكاتب والمخرج الفلسطيني اللبناني نصري حجاج بين الجريمة وقرب غسان مطر من رمز المقاومة الفلسطينية، قائلاً إنها كانت "عقاباً له لقربه من ياسر عرفات الذي لطالما كان مطر يفخر في مجالسه الخاصة بمدى عمق العلاقة معه، ويحلو له أن يذكر أنه استضاف عرفات أياماً في ذلك البيت نفسه الذي شهد الجريمة البشعة بحق عائلته، في أثناء حصار بيروت العام 1982".

في سجل مطر نحو 60 عنواناً بين تلفزيون وسينما. ولعل بعض السينيفيليين يتذكرونه في فيلم "المزوّر" للمخرج الألماني فولكر شلوندورف الذي صوره العام 1980 في نيران الحرب الأهلية اللبنانية. مثّل مطر في هذا الفيلم دور فدائي فلسطيني، عشيق الممثلة هانا شيغولا. بيد أن هذه الفرصة لدخول السينما الغربية، لم يستغلها مطر. خلال السنوات الأخيرة، كان قد تخلى عن دور الشرير لمصلحة كوميديات، بينها "الآنسة ماما" مع ياسمين عبد العزيز وحسن الرداد، و"حزلقوم" مع أحمد مكي، وأنهى مسيرته بمسلسل رمضاني من 30 حلقة بطولة محمد هنيدي.

المدن الإلكترونية في

28.02.2015

 
 

رحيل غسان مطر المتألّق في أدوار الشرّ

نديم جرجوره

أيام مديدة أمضاها الممثل الفلسطيني المصري غسان مطر في نزاع مع مرض سرطانيّ أُصيب به منذ فترة، قبل أن يرحل مساء أمس الجمعة عن 77 عاماً. أيام طويلة تُشكّل نوعاً من تدريبٍ ذاتي على معنى الرحيل، وعلى استعادة أخيرة لأزمنة وذكريات. لكن غسان مطر، المولود في فلسطين والمقيم في «مخيم البداوي» في شمال لبنان فترة طويلة، قبل أن ينتقل إلى مصر للإقامة والعمل الفني، يبقى نموذجاً لمأزق العلاقة الشكلية بصورة النجم. فالشكل مناقض تماماً للمطلوب في هذه الصورة، والأدوار التي أدّاها على الشاشة الكبيرة متوافقة ونمط شعبيّ ـ تجاري قابل للعمل في مهنة محتاجة إلى مقوّمات عديدة لبلوغ شهرة أكبر وأعمّ، لعلّ أبرزها سمات وجه وحركة وحضور «كرزماتيّ» لم تكن من نصيبه.

مولود في القدس في 8 كانون الأول 1938، يأتي غسان مطر إلى لبنان في زمن انقلابات عنيفة تضعه لاحقاً أمام أسئلة الوجود والهوية والانتماء. يبدأ التمثيل عاملاً في أفلام لبنانية بدءاً من ستينيات القرن المنصرم، مختاراً إياها ـ في البداية ـ بسبب التزامها «القضية الفلسطينية»، كـ «كلنا فدائيون» (1969) لغاري غارابيديان، و «الفلسطيني الثائر» (1969) لرضا ميسر مثلاً، قبل أن ينتقل إلى القاهرة، عاملاً في أفلام كثيرة من دون تنويع أدواره فيها، إذ ارتبط اسمه وشكله وحضوره السينمائيّ بشخصية الشرير، المافياويّ أو التاجر الفاسد أو الرجل اللعين، في أفلام «الضياع» و «الشيطان امرأة» و «الغضب» و»اللصوص» وغيرها الكثير.

غير أن «تألقّه» في هذا الدور الواحد لم يمنعه من الموافقة على المشاركة في «الطريق إلى إيلات» (1993) لإنعام محمد علي، المنضوي في إطار الأعمال المصرية المنصبَّة على موضوع الصراع مع إسرائيل. لعلّه بهذا يستعيد شيئاً من بداياته التمثيلية، ومن تثبيت أصله الفلسطيني، ومن العودة إلى جذور لم يخرج عليها. وبحسب اللائحة الخاصّة بأفلامه، فإن آخر عمل سينمائي له كان في العام 2012 بعنوان «الآنسة مامي» لوائل إحسان، المنتمي إلى نوعية الأفلام الكوميدية، التي لم ينجح غسان مطر في تأدية شخصياتها، كنجاحه في أدوار الشرّ.

السفير اللبنانية في

28.02.2015

 
 

غسان مطر. من السياسة إلى عالم الفن

بقلم: شريف نادى

بعد رحلة طويلة من مشوار فنى امتزج بالسياسة فقد الوسط الفنى أمس الفنان غسان مطر والذى يعد واحدا ممن استطاعوا أن يثبت نفسه كنجم فى أدوار الشر الممزوجة بالكوميديا أسوة بستيفان روستى وتوفيق الدقن. 

ولد الفنان الراحل فى الثامن من ديسمبر 1938 باسم عرفات داوود حسن المطرى وعاش فى مخيم البداوى الواقع بشمال لبنان قبل أن ينطلق فى مسيرته الفنية التى امتدت قرابة 46 عاما.

كان حلمه أن يصبح ضابطا لكن مساره تحول بداية للإذاعة فعمل فى (راديو الثورة) ومنه إلى البرامج الإذاعية اللبنانية ثم التلفزيون اللبناني.

لم يستمر عمله طويلا فى التلفزيون اللبنانى واتجه لكتابة السيناريو فألف فيلمى (كلنا فدائيون) و(الفلسطينى الثائر).

وجاءته لاحقا فرصة التمثيل فبدأ ببعض الأدوار البسيطة لكن أثناء تصوير أحد الأفلام بالقاهرة تلقى نبأ فقدانه أسرته المكونة من أمه وزوجته وابنه فى قصف جوى للمخيمات الفلسطينية عام 1985.

وفى مصر تنقل بين السينما والمسرح والتلفزيون ولمع نجمه فى مسرحية (واقدساه) عام 1988 وقدم عددا من الأفلام مع كبار النجوم المصريين.

اعتبر أحد أبرز الممثلين الفلسطينيين وشغل منصب رئيس اتحاد الفنانين الفلسطينيين ونائب رئيس اتحاد الفنانين العرب.

وكان عضوا فى المجلس الوطنى الفلسطينى وكذلك عضوا بالمجلس المركزى لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وكان الرئيس الفلسطينى محمود عباس قلد مطر فى عام 2013 "وسام الاستحقاق والتميز تقديرا لتاريخه النضالى وعمله الفنى الذى واكب مسيرة الثورة الفلسطينية منذ انطلاقها وجسد ذلك بأفلام وأعمال عديدة واستحق بذلك لقب فنان الشعب الفلسطيني".

ومن أبرز أعماله السينمائية دوره فى فيلم (الشيماء) عام 1972 أمام سميرة أحمد وأحمد مظهر وعبدالله غيث.

كما اشترك فى مجموعة كبيرة من الأفلام المصرية لم يكتب له فيها دور البطولة لكنه ترك بصمته الخاصة فى أدوار الرجل الثانى أو نقيض البطل.

اشتهر مطر بالعديد من العبارات الشهيرة التى تداولها مترددو مواقع التواصل الاجتماعى من خلال الكوميكس التى يتداولونها مثل "باى باى يا كوتش" "اعمل الصح" حيث استطاع من خلال هذه العبارات الكوميدية التى استخدمها فى عدد من أعماله ان يجذب قاعدة عريضة من الشباب لمتابعته.

من هنا يعتبر غسان مطر مثالا للنجومية المتأخرة فعلى الرغم من امتلاكه لأدواته الفنية جيدا إلا أن شهرته المتأخرة ساهم فيها بنسبة كبيرة مشاركته فى الفترة الأخيرة بعدد من الأفلام الشبابية السينمائية حيث لم يجد الفنان الراحل أى أزمة من التعاون مع النجوم الشباب فقدم العديد من الأعمال الكوميدية معهم والتى كشف جانبا أخر فى موهبته. 

غسان مطر. "باى باى يا كوتش"

المصدر: الأهرام المسائى

بقلم: شريف نادى

يشيع اليوم جثمان الفنان غسان مطر إلى مثواه الأخير من مسجد مصطفى محمود عقب صلاة الظهر، وقال الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية: إنه من المقرر أن يدفن الجثمان بمقابر منظمة السلطة الفلسطينية بمنطقة الخفير بالقاهرة، بينما لم يتحدد بعد موعد ومكان تلقى العزاء.

وقال الفنان سامح الصريطى: وكيل نقابة المهن التمثيلية إن الوسط الفنى فقد فنانا كبيرا كان صاحب بصمة مميزة فى الأداء التمثيلي، كما أنه رحمه الله كان يتمتع بعلاقات قوية وطيبة مع عدد كبير من الفنانين من الأجيال المختلفة.

وفور إعلان السفارة الفلسطينية بالقاهرة فى بيان لها عن وفاة غسان مطر نعاه زملاؤه ومحبوه على مواقع التواصل الاجتماعى مرددين عباراته الشهيرة "باى باى يا كوتش" و"اعمل الصح"، بينما تذكر زملاؤه مواقف وأعمالا جمعتهم داعين له بالرحمة. 

الأهرام المسائي في

28.02.2015

 
 

مارون بغدادي: 15 دقيقة برفقة ميخائيل نعيمة

محمد همدر

مارون بغدادي (1950 ــ 1993) من المحظوظين الذين لم تلتهم الأحداث اللبنانية أفلامهم، أو تُهملها السنوات. ولـ «نادي لكل الناس» مجهود يُذكر في هذا الإطار، إلى جانب ما قدّمه لبرهان علويّة سابقاً، وما استطاع إنقاذه من أعمال كريستيان غازي الذي مرّ عام تقريباً على رحيله. من بين مجموعة الأفلام الروائية التي أصدرها النادي لبغدادي أخيراً، ظهرت مادة سينمائية نادرة ربّما كانت الوحيدة التي تظهر الكاتب ميخائيل نعيمة بالصورة والصوت. الصدفة وحدها أنقذت هذه النسخة.

كان بغدادي قد طلب من مصوّره ومساعده حسن نعماني، اقتطاع 15 دقيقة من فيلم «تسعون» (90 د) الذي يكرّم ويحاور الكاتب اللبناني في عامه التسعين، لاصطحابها معه إلى فرانسيس فورد كوبولا، خلال الفترة التي تدرّب فيها معه. تمّ عرض ما اقتطعه نعماني مرة واحدة على التلفزيون بعد عام على تصويره. يبدأ بغدادي من منزل نعيمة في قريته بسكنتا، ثم يصطحبه الى مدرسته والبساتين وأسواق بيروت المدمّرة وشاطئها. وهي لقاءات تمّ تصويرها عام 1977، بعد سنتين على اندلاع الحرب الأهلية. يحاور بغدادي نعيمة عن الحرب، عن جبران والله والإيمان، عن الاشتراكية، وحبّ الأرض.

عندما نسأل عن نسخة «تسعون» الكاملة، يجيب مدير «نادي لكل الناس» نجا الأشقر: «لم نجدها...» كالعديد من المواد الأخرى التي يمكنها أن تحفظ ذكريات بلد وطريقاً سينمائياً صعباً، حاول من سار به أن يعطي للسينما نكهة ولوناً مختلفين يشبهان البلد الذي تخرج منه هذه الصورة، وتشبه حكايات ناسه.

إلى جانب مادة نعيمة، هناك مجموعة مقابلات مهمّة أجرتها أكثر من قناة محلية وفرنسية مع مارون بغدادي. في هذه المقابلات، شرح بغدادي المنفى الذي اختاره لنفسه في العاصمة الفرنسية، وجهة نظره ومفهومه للسينما. شكا عدم قدرته على التعبير سينمائياً بحرّية في لبنان وعدم قدرته على التصوير والتنقل بسبب الحرب. كذلك، استعرض أكثر من تجربة خاصة بعد نجاحه المدوي في فيلم «خارج الحياة» الذي نال عنه جائزة النقاد في «مهرجان كان» عام 1991. في المقابلات، يتكلم بغدادي عن تجربته ومحطاته ورؤيته لإمكانات السينما في لبنان، إذ توثق أحلام وطموحات كبيرة، انتهت بسقطة قاتلة أنهت حياته عام 1993. من بين المقابلات، صدرت أيضاً في شريط بعنوان «أيام مارون flashback» مقابلة مع الكاتب الفرنسي ديدييه دوكوان الذي شارك مارون الكتابة في أكثر من فيلم. يحثّ دوكوان اللبنانيين على إخراج أفلام بغدادي الى النور وعرضها من جديد لأهميّتها ولما تحمله من نظرة سينمائية مختلفة. وإلى جانب هذه الشرائط، هناك وثائقي كتبه وأخرجه مروان خنيفر بعنوان «مخرج عند حدود الواقع» (17 د). يختصر الشريط مشوار بغدادي منذ الطفولة إلى السينما، ويتضّمن أرشيفاً عائلياً خاصاً ومقابلات مع ممثلين فرنسيين يتكلمون عن تجربتهم مع المخرج اللبناني.

تجسد دور فتاة جيمس بوند وهي في الخمسين

مونيكا بيلوتشي: أكتشف نفسي من جديد

إعداد: محمد هاني عطوي

قبل أن ترمي نفسها في الماء حاولت هذه الفنانة أن ترتدي زي فتاة "جيمس بوند" الرمزي وهو المايوه الذي يعتبر الاكسسوار الضروري لفتيات جيمس بوند منذ ظهور النجمة أورسولا أندروس فيه على شاطىء البحر في أحد أفلام السلسلة الشهيرة . وبدورها ستواجه النجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي التي انتهت من تصوير آخر عمل لها مع المخرج الصربي أمير كوستوريتشا العديد من المواقف الصعبة في فيلم "الطيف" الذي ستلعب فيه دوراً غاية في السرية، وهو الجزء 24 من سلسلة أفلام جيمس بوند وسيكون من إخراج سام منديس .

مونيكا التي لم تزل تلك المرأة الجميلة رغم بلوغها الخمسين، أصبحت تعيش الدور في فيلمها الجديد بحذافيره كي تكون حقاً جديرة بلقب "فتاة جيمس بوند" . مجلة "باري ماتش" حاورتها خاصة بعد ان انفصلت عن زوجها فانسون كاسيل بعد 18 عاماً من الزواج الذي أثمر ابنتين، فماذا قالت هذه "الفيلسوفة" التي تعشق الضحك والحرية واكتشاف نفسها من جديد؟

·        تقضين حياتك في الركض هنا وهناك، وكل ما حققت (بما في ذلك أطفالك) جاء في وقت متأخر، واليوم وأنت في سن الخمسين، نجدك على ملصق لفيلم "الطيف" لجيمس بوند لماذا؟

- طوال حياتي كنت أتبع نهجاً خاصاً، فلقد انجبت ابنتي "ديفا" وأنا في ال40 ويوني في ال 45 . ومثلت فيلم "لا رجعة فيه" في نفس الوقت الذي صورت فيه "أستريكس"، و"مالينا" في نفس الوقت الذي اشتغلت فيه فيلم "ماتريكس"، والآن سوف ألعب في "الطيف"، علماً بأنني لم أنته بعد من تصوير "على الطريق اللبني" للمخرج أمير كوستوريتشا . وأنا أحب فكرة هذه العوالم التي تتمازج .

·        ماذا ستفعلين في جيمس بوند القادم؟

- ليس لدي الحق في الحديث عنه . والشيء الوحيد الذي استطيع أن أقوله لك هو أن اسم الشخصية التي أجسدها هو "لوسيا" وبدأت التصوير في يناير/كانون الثاني .

·        هل تشعرين بجرح على المستوى النفسي لكونك "أكبر" فتيات جيمس بوند سنا؟

- على العكس تماماً، وهذا يثبت أخيراً أن هناك طريقة أخرى للنظر إلى النساء وأن المرأة تبلغ من العمر 50 عاماً في أيامنا هذه ولا تزال مرغوبة . بل إننا نستمع لما تقول وتبقى صورتها مرجعاً . وعندما أرى ممثلات مثل كاثرين دونوف وإيزابيل هوبير، وهن لم يزلن في قمة مجدهن في هذا العمر، فإن ذلك يمنحني مزيداً من الشجاعة والإقدام والتحليق مثلهن نحو المجد .

·        الناس بحاجة إلى شيء من الحلم والتألق . ومن خلال العناية بنجوميتك على غرار النجمات الإيطاليات في خمسينات القرن الماضي فإنك تملئين هذه الفجوة دون الوقوع في مسألة الحنين إلى الماضي، فهل هذا خيار متعمد أو أنه حقاً يعبر عنك؟

- لا يمكننا أن نخترع صورة لكن الأمر يسعدني وأنا في ال،50 أن أستمر في لفت أنظار أشخاص موهوبين . والحقيقة أنني لست أنا من يجبر المخرجين على الاتصال بي . والحرية التي أفهمها هي أن أتمكن من أن أختار ما يحلو لي، وأن أقبل أو أرفض ما يقترحونه علي . أما بالنسبة لصورتي فهي ليست سوى غيض من فيض فهي تعيش حياتها وأنا أعيش حياتي . وأعتقد أن الأنثى بداخلي هي من يغذي الممثلة، والممثلة أيضاً تغذي الأنثى . وأنا أحاول معرفة من أنا حقاً، وأحياناً أندهش من نفسي وأنا لم أعطي حتى الآن كل شيء عندي .

·        تصفين نفسك كامرأة حرة فهل أنت حقاً كذلك؟

- لنقل إنني امرأة فضولية، عاطفية ومتحمسة، تبحث عن فهم نفسها وهي تحاول تغذية الجانب الفني لديها، وفي نفس الوقت، امرأة تخاف .

نعم، الخوف من المخاطر فأنا أعلم أن التقدم لا يأتي بسهولة بل يجب دفع الثمن الذي يكون باهظاً في بعض الأحيان

·        ما آخر مرة أخذت فيها قراراً مهماً؟

- عندما قررت أنا وفانسون الطلاق بعد علاقة استمرت ثمانية عشر عاماً . أحياناً ينبغي أن تكون لديك الشجاعة كي تتقدم خطوة، وتحدث التغيير وهذا ينطوي على إعادة اكتشاف للذات .

·        قال عنكما أحد الأشخاص الذي قابلكما الصيف الماضي إنه لم يصدق أنكما انفصلتما بالطلاق وظن أنه كان أمام عاشقين! فهل يجب أن نستنتج أنكما نجحتما في الطلاق كما في الزواج؟

- ليس إلى هذا الحد، ولكن الحب، خاصة عند وجود أطفال، لا يزال موجودا لكنه ببساطة، يأخذ شكلا آخر . فلقد بقينا أصدقاء، وسوف نبقى دائماً هكذا .

·        وماذا تعلمت من هذه التجربة؟

- لا ينبغي أن نجعل الشخص الآخر هو المسؤول عن الأخطاء بشكل ممنهج ففي العلاقة الزوجية اليد الواحدة لا تصفق! ومن أجل أن تسير الأمور، ينبغي عدم التعدي على حرية الآخر . وسواء في الحب أم في الصداقة، يظهر عدم التوازن في كثير من الأحيان عندما يكون أحد الطرفين معطاء دون الآخر، والعلاقة لا تسير على هذا المنوال فإما أن تستمر مع وجود عثرات أو أنه لا يكتب لها الحياة .

·        عندما تنظرين إلى الوراء، هل تقولين "كان يمكن أن أفعل الأشياء بشكل مختلف"، أو تقولين ببساطة "هذه هي الحياة"؟

- قال أفلاطون: "كن طيباً ومحباً للأشخاص الذين تلتقيهم"، لأن كل واحد منا يدير بسرية معركة كبيرة . والحياة، معركة لكنها معركة تستحق منا العيش حقاً

·        هل تتخيلين أن تعيدي مجرى حياتك مرة أخرى في يوم ما، أو أنك تقولين كفى لقصص الحب"؟

- أؤمن بالحب قبل كل شيء . وكل التجارب التي مررت بها أثرتني على الصعيد الشخصي .

·        هل تحبين جانب الأنثى فيك في هذه المرحلة من العمر؟

- إذا كان لي أن أصف نفسي فأود أن أقول إنني في المقام الأول الأم الإيطالية في كل مجدها، ولكن أيضاً في كل مفارقاتها . وأعتقد أن الآخرين هم الذين علموني كل شيء عن نفسي . أنا احترم النساء وثمة تواطؤ بيننا، وحوار صامت يصل إلى ما هو أبعد مما نقوم به أو نبلغه . ويلزمنا الكثير من الوقت، للأسف، قبل أن نتحرر تماماً من قيودنا .

·        أنت أول الفنانات اللواتي يقلن إنهن راضيات عن الحياة، فماذا تريدين أكثر من هذا بعد اليوم؟

- لست بحاجة إلى أي شيء أكثر من ذلك! فأنا أشعر بالحيوية وأمتلك المتعة بالحياة، وتسكنني طاقة جديدة تحملني إلى بعيد . وعندما أنظر إلى بناتي يكبرن، اشعر بمرور الوقت وبأنهن أعطين لحياتي معنى وجعلنني إنسانة مختلفة . وآمل أنه عندما يبلغن سن الرشد، يشعرن كم كنت أكن لهن الكثير من الحب على الرغم من كل عيوبي وأخطائي . وأنا لا أعرف إن كنت أماً جيدة بالفعل، ولكن على أي حال، أنا أحاول .

نور الشريف: أقوى الرجال

نور الشريف: مصر في العين اليمين

نجلاء أبو النجا

بعد سنوات من الغياب عن السينما، عاد الممثل المصري (1946) القدير إلى عشقه الأوّل بـ «بتوقيت القاهرة». هو صاحب أكثر من 200 فيلم، واستحق بجدارة لقب الأب الروحي للفن السابع في البلاد. قبل تدهور حالته الصحية أخيراً وتجميد مسلسله المرتقب «أولاد منصور التهامي» (إخراج سميح النقاش)، تحدّث بطل فيلم «أقوى الرجال» (1993) عن الفن، والحياة الشخصية، والعائلة، والصحة

كرّمك أخيراً رئيس الجمهورية السابق عدلي منصور في «عيد الفن»، و«المركز الكاثوليكي»، بوصفك أحد أهم نجوم وصنّاع السينما المصرية، وصاحب بصمة في سجل السينمائيين العظماء. حدثنا عن وقع هذه التكريمات؟

أشعر بسعادة كبيرة وأنا أكرّم في بلدي وخارجه، ومن الجمهور قبل المسؤولين. التكريم الحقيقي للفنان أن يشعر بحب الناس أينما كان. وهذا وبفضل الله يحدث معي وربما هذه هي ثروتي الحقيقية. الحمد لله على تكريم الرئيس السابق عدلي منصور، فهو تكريم أعتز به جداً، كما احتفى بي «مهرجان الإسكندرية»، وكانت تظاهرة حب عظيمة جمعت الجمهور والفنانين وصناع السينما.

وهناك أيضاً تكريم «مهرجان السينما القومي» و«المهرجان الكاثوليكي» وغيرهما من الأحداث التي بكيت وأنا أشاهدها، من شدّة حبي وتقديري لها.

هل العلاج سبب فقدان وزنك أم أنّك خضعت لنظام غذائي؟

لا، لم أخضع لريجيم أو نظام غذائي. كل ما في الأمر أنّني فقدت شهيّتي أثناء العلاج، وهذا طبيعي.

هل للأحداث السياسية والأمنية الأخيرة في مصر دور في غيابك ست سنوات كاملة عن السينما؟

السينما شأنها شأن أي صناعة تتأثر بالحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد. كنت أتمنى أن تتواجد السينما رغم كل شيء لأنّ مصر رائدة في هذه الصناعة في العالم العربي. بالتأكيد، كنّا نمرّ في كارثة بكل المقاييس، ولكن الحمد لله أنّنا نتجاوزها حالياً، وبدأت الحياة تعود إلى مصر وصناعاتها المختلفة، على رأسها صناعة السينما التي لا تقل أهمية عن أي صناعة رئيسية تفتح ملايين البيوت، إضافة إلى دورها الإبداعي.

هل أحزنك ما حصل في مصر أخيراً؟

من منّا لم يعتصر قلبه على مصر واضطراباتها؟ من منّا لم يشعر كأنّه يعيش كابوساً؟ كانت مصر همّي الأكبر، والسينما همي الخاص. الحمد لله أنّ الله أزاح الغيمة وتجاوزنا الخطر الذي كان يهددنا.

هل تعتقد أنّنا تجاوزنا الكابوس بالفعل، رغم صيحات الغضب من فقدان بعض الخدمات؟

طبعاً، نحن أفضل كثيراً. نحن في مرحلة انتقالية لا بد من أن نتحمّلها. لا بد من أن يحدث تأثّر وارتباك وتوتر في المرافق والخدمات، ويجب أن نصبر حتى نتجاوز كل شيء. نحن في مرحلة صعبة جداً، ومنعطف تاريخي يجبرنا على التكاتف والأمل حتى نتجاوزه. ويكفي أنّنا صحينا من الكابوس واستعدنا مصر الحبيبة. لكن أطالب الجميع بالكف عن المطالب الفئوية، على الأقل في هذه الفترة، لغاية استعادة عافيتنا.

عدت إلى السينما مع المخرج أمير رمسيس في فيلم «بتوقيت القاهرة». ألم تخش المغامرة عبر خوض عمل من تأليف وإخراج مخرج شاب؟

بالعكس. سعدت جداً بالعمل مع أمير رمسيس، فهو مخرج واعد ذو وجهة نظر، ومتمكّن من أدواته. الفيلم من تأليفه أيضاً، وأنا أحب المخرج الذي يرى العمل ككل. فما بالك لو كان المخرج هو المؤلف؟ أمير أعجبني، وهو من مدرسة يوسف شاهين، إذ عمل معه، وأعرف أنّه «متربّي فنياً صح» ويشرب الفن منذ صغره.

أنت معروف بالحماس الذي قد يكون زائداً للشباب؟

أنا متحمّس دائماً للشباب، ولا أخشى المخاطرة، طالما أنّني أعرف أنّ أمامي شباباً واعداً. ولو عدنا إلى الوراء، سنجد أنّني كنت منتجاً وبطل فيلم كان الأوّل في حياة المخرج الكبير سمير سيف، وهو «دائرة الانتقام». يومها، كنت أيضاً ممثلاً شاباً، لكن أملك بعض المال والطموح وحب المغامرة. لذلك قدّمت سمير سيف إلى السينما، وأنا سعيد بذلك، وأتمنى من كل النجوم الكبار والشباب والمسيطرين على السينما ألا يتراجعوا أبداً عن تقديم المواهب الشابة من شتّى المجالات الفنية. ولو عدنا إلى سنوات قريبة مضت، سنجد أنّني قدّمت أيضاً ممثلين كثراً في مسلسلاتي منذ «الدالي» (2007) الذي برزت من خلاله أسماء مثل عمرو يوسف، وحسن الرداد، وأيتن عامر.

آخر أفلامك كانت مع أحمد عز وساندرا نشأت في «مسجون ترانزيت»، وقبله كان «ليلة البيبي دول» و«عمارة يعقوبيان»، فهل هذه الأعمال صعّبت عليك الاختيار بعدها؟

السينما المحلية جيّدة جداً، لكن يجب الابتعاد عن تقليد الغرب

هذه الأفلام وغيرها لها وقع خاص في نفسي، لأنّها تحدّت السوق وانفردت بطابع خاص ومؤثّر، وتمتلك قيمة فنية عالية. أنا أعتز بأنّني شاركت فيها في هذا العصر، وخصوصاً «مسجون ترانزيت» الذي شهد تلاحماً بين الأجيال. لا أنكر أنّني تعثّرت بعض الشيء أمام الإعجاب بعمل فني يعيدني إلى السينما بعد الأفلام المذكورة، وفضّلت عدم التواجد حتى يستجد جديد.

صرّحت أنّ فيلم «بتوقيت القاهرة» أخرجك من عزلتك السينمائية، ووافقت عليه منذ اللحظة الأولى، فما الحكاية؟

هذا صحيح. رغم خبرتي الطويلة، إلا أنّني أعتمد في الاختيار على الانطباعات الأولى. بمجرّد قراءتي فكرة أو معالجة تحمّسني وتعجبني من المرّة الأولى، أوافق على الفور، ويكون حكمي الأوّل هو الأخير. وهذا ما حدث مع سيناريو «بتوقيت القاهرة».

هل وجود ميرفت أمين وسمير صبري شريكي رحلتك الفنية الطويلة كان سبباً في ترحيبك بالفيلم؟

بكل تأكيد. شعرت بعودة الزمن الجميل. سمير صبري صديق عمر وفنان قدير، وميرفت أمين رفيقة عمر، وأكثر ممثلة شاركتني بطولات أفلامي.

جسدت في «بتوقيت القاهرة» شخصية رجل مسن يعاني من الزهايمر، ألم تخف من هذا الدور؟

الحياة بالنسبة إليّ مغامرة. صحيح أنا أجسّد دور رجل يعاني من هذا المرض ويُدعى يحيى شكري مراد. يعتقد الرجل أنّه يبحث عن امرأة معيّنة ولا يعرف مكانها أو أي تفاصيل عنها بل يتخيّل صورة معينة لها. يسافر يحيى من الإسكندرية إلى القاهرة ليبحث عن تلك المرأة الغامضة، ويترك وراءه ابنة تحبه جداً ومرتبطة به كثيراً، وابناً لا تربطه به علاقة قوية. يصرّ الوالد على ترك الإسكندرية ليبحث عن امرأته الغامضة، وفي الطريق يقابل شاباً يبحث عن أهله (شريف رمزي)، وتتوالى الأحداث بينهما في رحلة بحث كلّ منهما عن ضالته.

بعضهم أشار إلى أنّ الشريط يحمل رسائل سياسية، ويلمّح إلى الأحداث الأخيرة والتيار الديني، فما رأيك؟

كل ما أستطيع قوله إنّ الفيلم يرصد التغييرات في السلوك والشخصيات منذ «ثورة 25 يناير» وحتى سيطرة التيار الديني على الإعلام والسياسة، وتأثير ذلك في الشخصيات. أجمل ما في العمل أنّه يعالج كل القضايا بخفة ظل متناهية، كما أنّ المواضيع تُطرح بسلاسة وحرفية، وبشكل درامي وسلس جداً.

ما هو تحليلك للمشهد السينمائي؟

السينما حالياً جيّدة جداً، وفيها ممثلون ومخرجون على مستوى رفيع جداً. لكن نصيحتي أن يبتعدوا عن تقليد السينما غير المصرية كالأميركية وغيرها. في هذه الحالة تكون الأفلام بلا هوية ولا طعم.

هذا يعني أنّك ضد التكنيك الأميركي في الإخراج وضد اقتباس المواضيع؟

أنا مع التحديث والانفتاح على السينما العالمية، لكنّني ضد أن يطغى ذلك على هوية الموضوع، إذ نهتم بالتكنيك على حساب الموضوع. وأنا لست ضد الاقتباس لكن يجب «تمصير» الأعمال لأنّ الفن في النهاية روح ولغة وهوية.

سبق أن قلت إنّك تتمنى العمل مع المخرجة كاملة أبو ذكرى؟

أنا من المعجبين جداً بها. هي مخرجة حسّاسة وجادّة ومتمكّنة، وبالتأكيد أحب العمل معها لأنّها تحيي الأعمال الواقعية، ولعلّ النجاح الكبير الذي حققه مسلسلها الأخير «سجن النسا» أبرز دليل على هذا. في الثمانينيات، كنّا من أشد المتحمسين لتناول الواقع، وكان المخرج الراحل عاطف من أهم روّاد هذا التوجّه، إضافة إلى محمد خان، وداود عبد السيد وغيرهم.

بوسي رفيقة عمري، وكيف ننسى 40 سنة بسبب ورقة طلاق؟

سمعنا أنّك رُشّحت لأكثر من دور في أفلام عالمية ورفضت، لماذا؟

أنا فنان مصري لم أصل إلى العالمية ولم أسع إليها لا أعرف لماذا. وأنا فخور بعروبتي.

ما رأيك في مستوى الدراما هذا العام، خصوصاً أنّك سبق أن تحدثت عن الزحام المزعج؟

رغم سعادتي الشديدة بمستوى الدراما وتقدّمها، إلا أنّني أتمنى تنسيق العرض التلفزيوني بشكل أفضل مما يجري في رمضان. الزحام أصبح لا يطاق، وهذه مبالغة مدمّرة لأنّها تظلم كل الأعمال في المشاهدة.

أين أصبحت «أكاديمية نور الشريف»، ولماذا توقفت؟

لا أعلم السبب. قد تكون الظروف مجتمعة قد أدّت إلى ذلك. كان لدي حلم في استمرار الأكاديمية، وإطلاق ورش عمل تقدّم ممثلين ومخرجين وكتاب سيناريو. التوقف ليس خياري طبعاً، لكن عموماً ما لم أستطع فعله في الأكاديمية حاولت تنفيذه في أعمالي قدر المستطاع، وأنا مستمر في ذلك.

ماذا عن احتمال عودتك إلى المسرح؟

رغم عشقي للمسرح، لا أملك أي مشروع مسرحي يعيدني إلى الخشبة للأسف. هناك مشاكل كثيرة في المسرح سبق أن تحدّثت عنها، مثل ارتفاع أسعار التذاكر في المسارح الخاصة، إضافة إلى الأزمات المالية التي تواجه المسرح القومي والعام.

هل تعتبر أنّ الفن يعاني حالياً من مضايقات في المحروسة بعد منع فيلم «حلاوة الروح» (أعيد عرضه بعد المقابلة)؟

أنا ضد المنع، وضد تقييد أي عمل إبداعي لأنّ الفن انعكاس للحياة. أرفض التسرّع في القرارات والأحكام وأرجو التأني وعدم التعميم.

رغم انفصالك عن الفنانة بوسي، ما زالت علاقتكما جيّدة جداً. هل ما زلت تحبّها؟

بوسي ستظل أم ابنتيّ ورفيقة مشوار عمري الطويل. الزواج أو الانفصال لا يعنيان انقطاع العلاقة الإنسانية. كيف ننسى أكثر من 40 سنة عشرة بسبب ورقة طلاق؟

احتفلت بعقد قران ابنتك «سارة»، وتوقفت «مي» ابنتك الصغرى عن التمثيل بعد تجارب عدّة. حدّثنا عنهما؟

ابنتي «سارة» قريبة جداً من قلبي وهي تشبهني في التفكير العملي كثيراً، لذلك اختارت دراسة الإخراج. وأنا سعيد جداً أنّها وجدت نصفها الآخر وأتمنى أن يكون شريك حياتها ومصدراً لسعادتها. أما «مي» فهي رومانسية وحالمة، ومشروع ممثلة جيّدة جداً، لكنّها هاوية في النهاية وأنا لا أضغط عليها للعمل في هذا المجال. لقد عوّدت «سارة» و«مي» على حرية الرأي وتحمّل مسؤولية قراراتهما منذ الطفولة.

فيلم الأسبوع

سلمى حايك: متعة الأكشن السادي

امرأة عارية ومذعورة تهرع إلى الحمام حيث تسجن نفسها وتغرق في البكاء، بينما يبرز الوشم الضخم الملوّن الذي يغطي كامل مساحة ظهرها. هذه اللقطات هي الأولى من فيلم Everly الذي وصل أوّل من أمس إلى الصالات اللبنانية، من إخراج جو لينش، وبطولة النجمة المكسيكية ــ الأميركية الشهيرة سلمى حايك.

بعدها، تقترب الكاميرا ببطء، ونرى وجه «إفيرلي» (حايك) التي تحاول بصعوبة تمالك نفسها وتُخرج من الكيس الذي خبّأته في الحوض أدواتها استعداداً للمعركة المقبلة. المسدس والهاتف الذي لا يقلّ أهمية عن الأوّل. إنّه صلتها السرية مع العالم الخارجي منذ احتجزها رئيس العصابة «تايكو» (الممثل هيرويوكي وتانابي) في الشقة منذ أربع سنوات. تستدير وفي غضون ثوانٍ تتحوّل إلى محاربة متمرّسة. هكذا، تُطلق النار مردية جميع الرجال في الخارج، فتتناثر جثثهم في كل ركن من الغرفة. هذه فقط مقدمة المعارك الدموية والطاحنة التي على وشك أن تشهدها هذه الشقة الصغيرة التي لا يخرج منها أحد حياً.

لا تهدف «إفيرلي» إلى الدفاع عن حياتها لأنّها بحكم الميتة بعد اكتشاف «تايكو» تعاونها مع الشرطي الذي قام بقتله، وأرسل لها برأسه داخل هدية. لكن «إفيرلي» كما بطلة فيلم Kill Bill لكوينتن تارنتينو تحارب من أجل ابنتها الصغيرة وحمايتها من انتقام «تايكو» الذي يهدّد بسجنها وتحويلها إلى مومس، كسائر الفتيات المستعبدات، ومنهن «إفيرلي». هذه الأخيرة هي المفضّلة لديه ويعدّها ملكيته الخاصة. صحيح أنّ الشريط لا يقترب من أسلوب تارنتينو من حيث المستوى والحبكة، لكن نجد تقارباً مع صورة المرأة المحاربة كما في ثنائية Kill Bill التي ــ وللتناقض ــ تستمد قوّتها وشراستها من أمومتها التي هي أيضاً مصدر رقتها. بخلاف الرجل المحارب في أفلام التشويق، يشكّل الأطفال الاستثناء الوحيد الذي يتوقّف عنده القتال بين النساء. المرأة المحاربة تتعاطف حتى مع أعدائها إذا تعلّق الموضوع بالأمومة أو بالأطفال، كما نرى في Kill Bill عندما تعلم البطلة أنّها حامل فتتفق وعدوّتها على إلغاء المعركة. في «إفيرلي»، تتراجع إحدى بائعات الهوى اللواتي أرسلهن «تايكو» لقتل «إفيرلي» بعدما تطلب منها الأخيرة إمهالها الوقت الكافي لإنقاذ ابنتها، ولو أنّه يبدو غريباً الإصرار على إضافة هذا التفصيل النمطي إلى صورة المرأة المحاربة، كأنّما لإضفاء صدقية معيّنة على الشخصية، رغم أنّ هذا النوع من التشويق مبني أساساً على مبدأ اللامعقول.

يطغى على الفيلم حس من الفكاهة السوداوية التي قد تكون فجة أحياناً، كما الجملة المتكرّرة كلّما دخل أحد الشقة ورأى جثث المومسات اللواتي قتلتهن البطلة: «هنالك الكثير من بائعات الهوى الميتات هنا»، في حين تعترض «إفيرلي» على التسمية في كل مرّة قبل إطلاق النار. إجمالاً، يخفّف حس الفكاهة من هول الدماء التي تسفك والمبالغة في حبك أحداث التشويق. أحداث ــ رغم المتعة التي تجسّدها ـ تُعتبر أقرب إلى السادية. وتكتمل هذه المتعة مع قدوم شخصية «السادي»، بحسب ما يُعرّف عن نفسه لـ«إفيرلي»، مصحوباً بتابعه «المازوشي»، وبزمرة من المتنكّرين بأقنعة من المسرح الياباني. يُخرج «السادي» ما يحتاج إليه من علبة ماكياجه السادية المكوّنة من أنواع مختلفة من الأسيد الحارق، ليعيد «تشكيل وجه» الجميلة «إفيرلي»، وفق ما يقول بعد سجنها في قفص. لولا فظاعة مشاهد الحرق بالأسيد وتحلل الأجساد، لكاد المشهد أن يكون طريفاً بسرياليّته، إضافة إلى مشهد «المازوشي» الذي يصعب قتله، فكلّما وجّهت «إفيرلي» ضربة له ازداد ابتهاجاً.

بطبيعة الحال، تفتك البطلة بالسادي وأتباعه، وتطير بين الصواريخ والقنابل، إلى أن نصل إلى المواجهة النهائية مع «الشيطان تايكو» الذي تشطره حرفياً إلى نصفين. وبالرغم من هول المشاهد المعروضة، إلا أنّ الشريط بإيقاعه وأسلوب تصويره والمؤثرات الخاصة جيّد نسبياً، نظراً إلى نوع التشويق الذي يقدّمه. هو يوفّر بخفته وحسّه الساخر إمكانية مشاهدته من منظور مختلف. كأنّه يسخر ضمناً من كل المبالغات التي تعتمدها أفلام التشويق عبر تصويرها بطريقة أقرب إلى الكرتونية أحياناً. لكنّه إن أُخذ على محمل الجد أو السخرية، ما مِن سبب يفسّر كل تلك الاستعراضات الدموية التي يحتفي بها الفيلم. أما سلمى حايك، فبأدائها المتواتر بين الدرامي والساخر، فتنجح في إضفاء صدقية على الشخصية وتقريبها إلى المشاهد.

إيما واتسون والبرينس هاري... «إشاعة حب»؟

عبدالرحمن جاسم

يبدو أنّ الممثلة البريطانية الشابة إيما واتسون (1990 ــ الصورة) قريبة جداً من التحوّل إلى أميرة حقيقية من خلال ارتباطها بأمير. تؤدي الممثلة البريطانية إيمّا واتسون دوراً مهماً في الفترة الأخيرة من خلال تعيينها سفيرة للحملة التي أطلقتها «هيئة الأمم المتحدة للمرأة» قبل أشهر بعنوان He For She. الحملة تهدف إلى تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، وإنهاء التمييز والعنف اللذين تعاني منهما النساء حول العالم.

على الصعيد الشخصي، لا يقل نشاط نجمة سلسلة أفلام «هاري بوتر» أهمية أبداً. فقد كثر الحديث خلال الأيّام الماضية عن علاقة عاطفية تربطها بالأمير هاري (1984 ــ الصورة). الإشاعة بدأت من مجلة Women›s Day الأوسترالية، المعنية بمختلف شؤون المرأة.

واتسون هي واحدة من أشهر النجمات البريطانيات حالياً، ولا يعود ذلك إلى أدائها التمثيلي فحسب، بل إلى نشاطها الإنساني الكثيف: «شجّعت كثيرات على الوقوف بوجه الظلم. حتى أنّ إحداهن اتصلت بي وأخبرتني أنّها منعت والدها من تعنيفها. لهذا أنا ناشطة في هذا المجال. لهذا لا بد لنا جميعاً من التحرّك معاً».

شهرة واتسون ونشاطها الزائد قد يكونان من العوامل التي تجذب الأمير هاري إليها، نجل الأمير هاري والأميرة ديانا.

كما أنّ الأمير الرابع في ترتيب حيازة العرش البريطاني، ورغم ملامحه «الطفولية» مشاكس إلى حدٍ كبير، ولطالما كانت علاقاته بالصحافة «ملتسبة»، لا سيّما مع الصحافيين والمصوّرين الذين يحاولون اقتحام حياته الخاصة. وهو ما يشكّل قاسماً مشتركاً بينه وبين واتسون التي لا تحبّذ تدخّل الـ«باباراتزي» في خصوصياتها.

وسط الهستيريا التي عاشها الإعلام الغربي خلال الأسبوع الماضي، إضافة إلى روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، خرجت إيما واتسون عبر تويتر مخاطبة الناس بالقول: «أتذكرون ما قلته سابقاً حول عدم تصديق كل ما يُكتب في وسائل الإعلام؟»، قبل أن تضيف في تغريدة أخرى مستوحاة من نسوّيتها: «كذلك، الزواج من أمير ليس شرطاً أساسياً لأكون أميرة»، وفق ما ذكرت صحيفة الـ «إندبندنت» البريطانية. وأرفقت الممثلة الشابة التغريدة الأخيرة برابط يوتيوب لمشهد (دقيقتان) من فيلم A Little Princess (إخراج ألفونسو كوارون ــ 1995)، يتضمّن هذه العبارة الشهيرة.

إذاً تنفي بطلة فيلم «نوح» (إخراج دارين أرنوفسكي ــ 2014) ارتباطها عاطفياً بالأمير هاري، فيما هو يلتزم الصمت حيال الموضوع مكتفياً بالقول إنّه «لا دخان بلا نار»، فضلاً عن عدم صدور أي تصريح رسمي من قصر «باكينغهام». رغم ذلك، من الواضح أنّ وسائل الإعلام، وتحديداً البريطانية، غير مقتنعة بالموضوع. هنا، تشير الكثير من المصادر إلى وجود علاقة لكن لم يحن الوقت بعد لـ«إعلانها على الملأ». وربّما يكون هذا التكتم سبباً في اشتعال السوشال ميديا، و«هوس» مختلف المؤسسات الإعلامية بالوضوع.

يذكر أنّ الأمير البريطاني سبق أن ارتبط بالزيمبابوية تشيلسي دايفي، ليعودا وينفصلا بالتراضي لأنّها كانت تشعر بالحنين إلى بلادها، ولا ترغب في قضاء كلّ حياتها في لندن. أما واتسون فقد سبق أن واعدت الممثل البريطاني طون فيلتون، وزميله الأميركي روبيرتو أغواير، وآخرين.

الأخبار اللبنانية في

28.02.2015

 
 

الممثلون الباكستانيون يغزون السينما الهندية

رغم نجاح عدد منهم إلا أن بعضهم يحجمون بسبب العلاقات السياسية المتقلبة

نيودلهي: براكريتي غوبتا

على الرغم من حقيقة أن العلاقات الهندية - الباكستانية تتميز بأنها علاقات عاصفة على جانبي الحدود بين البلدين، فإن الفن لا يعرف حدودا حيث يشق كثير من الفنانين الباكستانيين طريقهم داخل صناعة الترفيه في بوليوود الهندية.

في الآونة الأخيرة، صنع الممثل الباكستاني فؤاد خان التاريخ لفوزه، قبل أي ممثل باكستاني آخر، بجائزة مهرجان الأفلام السينمائية (هي من أقدم وأرقى الجوائز السينمائية الهندية التي تعود إلى عام 1954 وتعادل الجائزة الوطنية للأفلام السينمائية) عن أدائه الفائق كممثل أول في فيلم بوليوود الشهير «خوبسورات».

قضى فؤاد خان، المولود في مدينة لاهور الباكستانية، معظم سنوات طفولته بين اليونان والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة. والصعود الفائق لفؤاد خان بعد دوره في فيلم واحد في صناعة الأفلام الهندية، يعتبر لا نظير له من قبل أي ممثل باكستاني آخر وحتى يومنا هذا.

وقد وقع بالفعل على عقد لاثنين من المشاريع السينمائية الضخمة في بوليوود، وتشاركه البطولة في إحداها الممثلة الهندية إيشواريا راي باتشان.

عقب إطلاق قناة «زينداغي» الفضائية في الهند، التي تعرض الأعمال الدرامية والقصصية من باكستان، يزداد اعتراف المشاهد الهندي بمواهب الممثلين الدراميين الباكستانيين، وكثير من الممثلين الباكستانيين الذكور لديهم متابعون ومعجبون صاروا محل حسد من الممثلات الهنديات.

يشعر الموزع السينمائي الهندي راجيش ثاداني بأن ذلك الاتجاه سوف يصب في مصلحة تعزيز الأعمال الدرامية بين الجانبين. ويقول: «يحب الناس أن يشاهدوا وجوها جديدة، ولقد قدم أولئك الممثلون كثيرا من الأعمال الجيدة في برامجهم التلفزيونية، التي هي بالمناسبة تعرض على شاشات التلفاز هنا أيضا. لذا، المشاهدون هنا متحمسون لرؤية الممثلين على الشاشات السينمائية الكبيرة جنبا إلى جنب مع ممثلي بوليوود المحبوبين». يقول الناقد السينمائي كومال ناهتا إن المفتاح هنا أن يفي الأمر بالغرض منه: «على سبيل المثال، على الرغم من أنه فيلم واحد فقط حتى الآن، فإن الممثل فؤاد أصبح من النجوم البارزين هنا. وهناك الكثير من الفضول حول شخصيته».

بعد الوصول السلس لفؤاد خان إلى بوليوود، فإن الشاب الساخط على الدراما الباكستانية، فيضان خواجة، يستعد هو الآخر للبدء في رحلته إلى بوليوود هذا العام.

فيضان خواجة ممثلا باكستانيا من مواليد الولايات المتحدة الأميركية بالأساس وقد درس صناعة الأفلام والمسرح في معهد ويسلينغ وودز الدولي في مومباي بالهند. وبدأ حياته الفنية من التلفزيون في عام 2009 عقب هجمات مومباي التي حالت دون بقائه في المدينة الهندية للعمل. وليس ذلك الممثل الشاب غريبا عن الهند حيث تلقى التدريب في التمثيل المتخصص تحت إشراف الممثل الهندي المخضرم نصير الدين شاه وغيره من الممثلين الهنود المشهورين. يأتي بعد ذلك الممثل الشاب شهروز سابزواري، الذي ينتظر خروج أول أعماله الفنية في صناعة السينما الهندية من خلال فيلم بعنوان «لاف ستوري».

تستعد المجموعة الجديدة من الممثلين الباكستانيين في بوليوود للعمل مع كبار شركائنا الفنيين في بعض الأفلام السينمائية الكبيرة.

عمران عباس، وهو من الأسماء المعروفة في الأعمال التلفزيونية الباكستانية ولديه فيلم سينمائي وحيد مع بوليوود الهندية، وعلى الرغم من أن فيلمه الأول لم يلق النجاح المنتظر، فإنه وقع عقدا لفيلم تاريخي جديد تعود قصته إلى القرن الثامن عشر وهو من إخراج المخرج الهندي المعروف مظفر علي.

يستمتع الممثلون بذلك أيضا. حيث يقول ميكال ذو الفقار، الذي اشترك مع الممثل الهندي البارز أكشاي كومار في فيلم «بيبي»: «إنه عمل كبير يجري في الهند. ولا أريد لحياتي المهنية أن تتأثر بسبب الحالة السياسية المضطربة بين البلدين». على الرغم من أن ذو الفقار قدم مجموعة من الأعمال الفنية في بوليوود، فإنه لا يخطط لأن يكون من بين الفنانين الهنود الكبار. يشرح ذو الفقار موقفه في مقابلة أجرتها معه إحدى وسائل الإعلام الهندية: «تتشارك الهند وباكستان في تاريخ مؤسف وتميلان دوما إلى النظر إلى السنوات الـ66 الماضية من العلاقات السيئة، وليس إلى 5 آلاف عام من الحياة المشتركة بصرف النظر عن الدين وبالتالي، من المخاطرة الكبيرة على الممثل الباكستاني أن ينخرط بالعمل لدى بوليوود الهندية. فإن كوني ممثلا باكستانيا في الهند له ما له من التبعات والعواقب».

يعزو ذو الفقار ممانعته لمواصلة العمل في بوليوود إلى طبيعة المشاهدين والمناخ السياسي دائم التقلب بين البلدين. وأضاف: «في عام 2008، وبعد أول أفلامي في بوليوود كنت عاقد العزم على الاستمرار في مشاريع بوليوود الفنية، ولكن بعد الصدمة القوية التي تلقتها العلاقات بين البلدين إثر هجمات مومباي الإرهابية تقطعت بي السبل هناك وبدأت في تلقي عروض العمل في موطني باكستان. إضافة إلى ذلك، يتميز الجمهور الهندي بالجرأة على عكس الجمهور الباكستاني الذي يتميز بالحساسية. لذلك، لا أريد أن أقدم أي عمل يثير حفيظة الجماهير في بلادي».

وقدم الممثل إنعام الحق فيلمين لبوليوود الهندية وأثبت مهاراته الفنية من خلال توقيعه على عقد الفيلم الجديد «تشيدايا».

وعلى الرغم من عمل بعض الممثلين الباكستانيين في بوليوود وإحجام البعض الآخر عن ذلك، فإن علي ظفار، الموسيقي الشاب الذي تحول إلى مهنة التمثيل، قد أصبح من القوى الفاعلة في صناعة السينما الهندية. حيث أنتج له 5 أفلام حتى الآن، وعمل مع كبار المنتجين والممثلين الهنود، ويستمر ظفار في العمل هناك بمنتهى الجدية والعزيمة.

يرى الممثل الهندي المخضرم أنوبام خير أن تدفق المواهب الفنية الباكستانية إلى صناعة السينما الهندية كإشارة طيبة وموضع ترحيب. حيث يقول «يعد ذلك اعترافا بالموهبة الفنية الباكستانية من قبل الجمهور الهندي. وأود لو أن هذا الجهد يستمر من كلا الطرفين»، معربا عن حرصه على زيارة باكستان كما يقول: «أود فعلا زيارة لاهور وإسلام أباد. ولقد كانت زوجتي الممثلة كيرون أوفر مني حظا حين عملت في الفيلم الباكستاني (خاموش باني)».

لم يقتصر الحضور الفني الباكستاني في السينما الهندية على الممثلين الذكور فحسب، بل كان للممثلات النساء وجودهن أيضا. حيث يتوقع اشتراك الممثلة الباكستانية الكبيرة ماهيرا خان، وهي من أصحاب الأسماء البارزة في صناعة الترفيه الباكستانية، مع نظيرتها الهندية شاروخان في فيلم جديد يحمل اسم «الأغنياء».

أصبح اسم ماهيرا معروفا بين عشية وضحاها في الهند نظرا لبرنامجها التلفزيوني ذائع الصيت «هومسافار» الذي عرض خلال العام الماضي على قناة «زينداغي» الفضائية في الهند. ولقد سافرت إلى الهند في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي للاختبار على دورها في الفيلم الجديد أمام الممثلة الهندية شاروخان، وسوف يبدأ العمل في الفيلم قريبا.

تسعى ممثلتان باكستانيتان، هما سارة لورين وحميمة مالك، إلى ترك بصمة لهما من خلال الأعمال الفنية مع بوليوود الهندية.

قدمت سارة لورين بالفعل فيلمين للسينما الهندية، ولم يبليا البلاء الحسن على شباك التذاكر هناك، ورغم ذلك وقعت الممثلة 3 عقود لأفلام جديدة وتشعر بالتفاؤل حول أعمالها المستقبلية هناك. أما حميمة مالك، وبعد النجاح الساحق لأول أفلامها في الهند تتجه إلى التوقيع على عقود لـ3 أفلام أخرى مع مؤسسة الإنتاج السينمائي الهندية الكبيرة «فيدو فينود».

تقول حميمة إن هويتها باكستانية وأولى أولوياتها هي المحافظة على سمعة بلادها في الخارج. والعمل خارج الحدود أو في داخل الوطن لا يشكل فارقا كبيرا بالنسبة للممثل/ الممثلة، لكن الأمر الوحيد المهم هو هل أداء الممثل/ الممثلة كان جيدا أم لا.

ولقد حالف الحظ الممثلين الباكستانيين الذكور أكثر من الإناث من حيث العمل في صناعة الأفلام الهندية. وعلى الرغم من محاولة الممثلات الباكستانيات ترك بصمتهن هناك، فإن النجاح لم يحالف أيهن حتى الآن. ونذكر من بينهن بعض الأسماء: سلمى أغا، وذيبا بختيار، وسومي علي، وميرا، وفينا مالك.

يعرف على المخرج ماهيش بهات مجهوده في تقديم المواهب الجديدة القادمة من باكستان، ومن بينها: عاطف أسلم، وراحات فاتح علي، وميرا، ويعتقد أن الوصول إلى السينما الهندية وشهرتها العالمية هو السبب وراء انتقال الممثلين والممثلات من الجانب الآخر من الحدود إلى الهند.

ويقول المخرج بهات لوكالة أنباء «بي تي آي» الهندية المعروفة: «أعتقد أن السينما الهندية صارت تتمتع بقوة يحسب لها حساب. لقد بدأت في العمل قبل 15 عاما. وبدأت عملي بفلسفة أساسية تدعو لإيجاد جو من السلام. وإنني سعيد أن الناس تلقت ذلك بترحيب كبير للمواهب الجديدة القادمة من باكستان. إن تصور الهنود على الشعب الباكستاني يتغير باستمرار».

الشرق الأوسط في

28.02.2015

 
 

“Force Majeure”..

حين تدفعنا “قوة قاهرة” نحو هاوية لم تكن بالحسبان

ياسمين عادل – التقرير

فيلم اليوم لا ينتمي لفئة الكوميديا السوداء كما تم توصيفه من بعض النُقاد، ولا عن الأنا الذكورية كما قد يُخيَّل للبعض، لكنه فيلم درامي عن الخوف ومدى هشاشة وحساسية العلاقات العاطفية والأُسرية، عن ردود أفعالنا الخارجة عن سيطرتنا والتي قد تختلف مع المبادئ التي نعتنقها! والأهم أنه عن الحدود الفاصلة بين الضعف البشري وادعاء الكَمَال.

Turist، فيلم سويدي إنتاج 2014. بطولة “جوهانس كونيكي Johannes Kuhnke”/ “توماس”، و”ليزا لوفين كونجسلي Lisa Loven Kongsli”/ “إيبا”. من تأليف وإخراج “روبين أوستلون Ruben Östlund”.

صَدَر الفيلم في السويد بعنوان “Turist”، أي “السائح“. بينما في النسخة العالمية منه جاء عنوانه “Force Majeure”، أي “قوة قاهرة“، ما يُعَد أكثر تعبيرًا عن القصة الرئيسة.

وقد حاز الفيلم على إشادة النقاد والعديد من الجوائز بمختلف المهرجانات، حيث فاز بجائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان السينمائي الدولي، وجائزة أفضل فيلم أجنبي في جوائز اختيار النقاد، كما حاز على نفس الجائزة السابقة في العديد من المهرجانات الأخرى، وإن كان لم يحصل عليها حين ترشح لها في الجولدن غلوب.

وفي النسخة السويدية من جوائز الأوسكار، حصد الفيلم 6 جوائز هي: أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل تصوير، أفضل سيناريو، أفضل مونتاج، أفضل ممثل مساعد. كل ذلك جَعل من المُتوقع ترشح الفيلم للأوسكار الرسمي، إلا أن هذا لم يحدث؛ ما أصاب مُخرجه بخيبة أمل شديدة، حيث كان يتصور أن فيلمه سيكون بوابة السويد لذلك العالم.

شاهد هنا رد فعل المُخرج بعد عدم ترشح فيلمه للأوسكار

تدور أحداث الفيلم حول أسرة سويدية تتجه لجبال الألب بفرنسا لقضاء عطلة سعيدة في التزلج على الجليد، غير أن ما يحدث يُغير مسار الرحلة تمامًا، بل ومصير الأسرة بأكمله. إذ إنهم في أحد أيام الإجازة يُفاجأون بحدوث انهيار ثلجي مُتجه نحوهم، ما يُصيب الجميع بالفزع،  وبينما تُحاول الزوجة حماية أولادها واحتوائهم، تجد زوجها يأخذ هاتفه المحمول ويهرب للنجاة بحياته وحده!

ينتهي الأمر على خير، لكن علاقة الزوجين تُصاب في مقتل، خاصةً حين لا يتحدث أي منهما عما حدث مع الآخر. إلا أن الزوجة لا تلبث أن تقص الحكاية على صديقة لهما، فإذا بزوجها يُنكر رد فِعله ويظل على رأيه، فلا يجدان حلًا إلا نسيان ما حدث، طالما أن جميعهم بخير.

لا تستطيع الزوجة الالتزام بالاتفاق، فتُعيد سرد القصة أمام أصدقاء آخرين، وحين يُكذِّبها زوجها ويتهمها بالمبالغة؛ تُحضر هاتفه الخلوي حيث كان يقوم بتصوير اللحظة بالصدفة، لتكشف له حقيقة الأمر بالصوت والصورة، وهنا ينهار الزوج حين يشعر أنه فقد صورته كرَب وسَنَد لأسرته في أعين زوجته وأطفاله، بل ونفسه، وتتوالى الأحداث.

قصة الفيلم قد تبدو بسيطة جدًا، لكن المُخرج اختار زاوية هامة لتناولها، ليمنحنا فيلمًا من النوعية التي تجعلنا نطرح على أنفسنا الكثير من الأسئلة، واضعين حالنا مكان الأبطال، في مُحاولة منا لاكتشاف ردود أفعالنا إذا ما اختبرنا نفس الموقف.

ويتميز الفيلم بكونه واقعيًا وذكيًا، إذ لم يُحاول طرح الموضوع بشكل تراجيدي ومأساوي، كما أنه لم يمنحنا معلومات عن شخصيات أو الماضي لأي من الأبطال حتى لا يُجبرنا على خَلق علاقات حميمية معهم أو التعاطف مع أحد على حساب الآخر، بل ترك المُشاهد على سجيته ليرى القصة من  منظور أوسع.

وقد جاء (الانهيار الثلجي) ملائمًا لفكرة المشكلات الحياتية التي تبدأ صغيرة ككرات الثلج ثم تكبر للدرجة التي تصبح معها تهديدًا صريحًا لأصحابها وشعورهم بالسلام النفسي مع أنفسهم والآخر، وكذلك لعلاقاتهم بمن حولهم، خصوصًا العلاقات الدائمة أو المهمة كالزواج والعمل وما إلى ذلك.

أما وجود زوجين آخرين بجانب الزوجين الرسميين وانعكاس حادث الانهيار الثلجي عليهما، على الرغم من كونهما لم يُعايشاه؛ كانت نقطة ذكية تعكس مدى تأثر العلاقات ببعضها البعض حتى وإن لم تواجههما نفس المشكلات.

ولعل نهاية الفيلم هي أفضل النهايات التي كان يمكن أن نحصل عليها، إذ تنتهي الأحداث باختفاء الزوجة وسط الجليد مُستنجدًة بزوجها، فيترك الأولاد ذاهبًا إليها نحو المجهول، ويعود حاملًا إياها دون أن نعرف هل كانت الزوجة حقًا بورطة، وقد استعاد الزوج شجاعته ليعود مرة أخرى لدوره كحماية لعائلته، أما أنها فعلت هذا مُتعمدةً -فقط- لتُعيد إليه هَيبته أمام أولاده أو على الأقل أمام نفسها!

يُعد “روبين أوستلوند” مخرج ومؤلف الفيلم واحدًا من أكثر المُخرجين تميزًا في السينما العالمية، حيث أمضى العقد الماضي في الحصول على العديد من الجوائز عن أعماله بالكثير من المهرجانات. كما أنه ترشح للأوسكار السويدي مرتين، إحداهما عن هذا الفيلم والثانية عن فيلمه Involuntary عام 2008.

برع “روبين” في إخراج هذا الفيلم، خاصةً وأنه بدأ حياته المهنية عام 1990 بتصوير أفلام التزلج، ما منحه أعينًا ثاقبة وخِبرة كبيرة في هذه النوعية من الأفلام والصورة المطلوبة لها فظهرت المشاهد جذابة ومُمتعة، حتى إن مشهد الانهيار الثلجي كان انهيارًا حقيقيًا بالفعل -بينما قام الممثلون بتأديته أمام شاشة خضراء- ما منح التجربة مصداقية واضحة.

وقد مال المُخرج لتقطيع الـمَشاهد بشكل حاد بعض الشيء، أما التصوير الخارجي فتم في الأماكن الحقيقية للأحداث بفرنسا، بينما التصوير الداخلي تم في السويد بعد إعداد ديكور مماثل للفندق الحقيقي.

وأخيرًا، برع الممثلون في أداء أدوارهم، حتى الأطفال، خاصةً “كريستوفر هيفجي Kristofer Hivju” في دور “مات”. أما فكرة التأريخ اليومي على الشاشة كل صباح من إجازة الزوجين، جاءت ناجحة؛ إذ جعلت الـمُشاهد دائم التَرَقُّب في انتظار وقوع الحَدَث الجلل.

ولعل أحد أفضل عناصر الفيلم بعد التصوير الرائع هي الموسيقى التصويرية، حيث تم الاستعانة بالكونشيرتو الثاني لأنطونيو فيفالدي، والذي كان قويًا، مُلهمًا، ومُتماشيًا مع الأحداث.

شاهد هنا تريلر الفيلم

التقرير الإلكترونية في

28.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)