كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

(الكواكب ـ عدد خاص)

قصة .. أم كلثوم مازالت تغني

تأليف - ناصر عبد الرحمن

 

23/02/2015 - 11:23:34

في حي روض الفرج ... بيت قديم له بلكونة تطل على معالم ... يغلقها الحاج محمد عوف ذو الثمانين من عمره وهو ينظر في امتنان إلي الراديو الذي يحافظ عليه منذ أن اشتراه من سوق غزة ... كان الحاج محمد عوف يعمل تاجراً في سوق العتبة يشتري الراديوهات من سوق غزة .. كان يركب القطار من محطة مصر العريقة حتي حدودنا في غزة المصرية ... طريق يسلكه كل عشرة أيام ... له ذكريات وحكايات ... ويبتسم ويشير الي الراديو الذي اشتراه في آخر سفرية الي غزة المصرية قبل تغير الحال أيام 67 ليعمل في شارع الصناديقية ...

يوم وضع الراديو على الطاولة العالية بجوار زاوية الصالة الفسيحة المكونة من ثلاث كنبات حول طاولة الراديو يوم مشهود ... والي الآن مازال الراديو مكانه يفتح كل خميس لسماع حفلة أم كلثوم ... الساعة الخامسة ...

عوف يجهز القهوة قبل سماع صوت أم كلثوم ... يستقبل أغاني أم كلثوم بلهفة رغم سماعه هذه الاغاني آلاف المرات دائماً يتذوق معاني كلمات الأغاني بذائقة جديدة كل مرة ... لم يشعر مرة بالاكتفاء ولم يقرر مرة أن يترك أم كلثوم تغني وحدها دائماً يأنس بصوتها كأنها تغني له وكأنه يكتفي بها عن العالم ...

لم يعد المعلم عوف يريد الخروج للعالم بعد مرضه المزمن بصدره..

صاحب أم كلثوم منذ هجرته من الصعيد الي مصر... عام 44 نفس العام الذي غنت فيه أم كلثوم أغنية رق الحبيب ... لان صبياً وسط اخوته فوق صندل يحمل >فخار< من سوهاج ... هرب مع اخوته من الفقر والمرض والجهل والموت الي القاهرة على ظهر الصندل.

ليستقر المعلم عوف بجوار حديقة الازبكية ... لم ينس يوم ذهابه عند قريبه الذي يحرس إحدي بوابات حديقة الازبكية الاربع... وهو اليوم الذي ستغني فيه ست أم كلثوم رائعة الشاعر أحمد رامي رق الحبيب... تلحين العبقري مجدد الموسيقي بعد سيد درويش الموسيقار محمد القصبجي ... وبعد رجاء وافق الحارس السوهاجي ويستمع الي صوتها .. كانت فرحة عوف عارمة من شاب صغير أول ما يري في مصر حفلة لأم كلثوم ... يا لها من هدية ربانية لم ينس حلاوتها رغم تجاوز عمره منتصف السبعينيات ... كان ينتظر مرور النهار حتي يحل موعد الحفلة .. هذا لم يهتم كثيراً بجلسة السمر بعد العصر فرغم أنه يجلس بجوار دائرتهم يشرب الشاي وهم يتحدثون عن حديقة الازبكية التي أنشأها المهندس الفرنسي (باريل ديشان) 1872 على مساحة 18 فداناً وانها على اسم القائد المملوكي (أزبك) وأن الخديو إسماعيل هو الذي أنشأ المسرح المصري الذي يمثل فيه عباقرة التمثيل منذ يعقوب صنوع للقباني والروايات لمحمد تيمور وتوفيق الحكيم وعزيز أباظة.

يتعصب أحد الحراس وهو يشير بأصبعه انه أول من شاهد حفلة لأم كلثوم عام 43 أول يوم الخميس 4 فبراير يقفز الحراس عندما ينتبهون لأبواق سيارات ....

اكتمل جمهور مسرح الازبكية ... عوف من مكانه الخفي يتابع وجهاء المجتمع وأشرافه وقادته... في زينتهم ينتظرون ظهور الست أم كلثوم ... يا لها من هيبة ويا لها من لحظات لم يصل اليها فنان مثل أم كلثوم ... دقات ثلاث ... ثم كشف الستار العيون والقلوب تتجه نحو المسرح ... وكأن الأصوات اختفت وظهر الصمت وانفرد لدرجة ان عوف وضع يده على فمه خشية ان ينتبه اليه أحد.. لكن مع بداية عزف المقدمة الموسيقية للعبقري محمد القصبجي دار كأس النشوة بين الجميع في دقائق استسلم للجمال الجميع ودخل خيمة العسكر والاندماج .. تظهر أم كلثوم كالقمر ليلة تمامه ... تسلب عقل الجميع وتفتح القلوب الي طاقة الحب التي تتجلي وتظهر ... تغني الست رق الحبيب وواعدني يوم ... وكان له مدة غايب عني

يشعر عوف كأنه خرج من باب الدنيا الي الجنة بوابة النشوة والجمال .. يتمايل عوف كأنه يري السعادة والطرب لتزيل السيدة بصوتها تعب الهجرة من الصعيد الي القاهرة وينسي عوف ماضيه وحاضره ويتذوق حلاوة السكر ... يخرج عن وقاره ويفترش الارض ... فلا شئ يسع ما يشعر به سوي الارض التي خلق منها.

كيف تستطيع هذه الموهبة الفخمة والصوت الاستثنائي أن يجمع الجميع تحت سيطرة وسطوة حنجرتها وسحر بيانها وتمام اللحن وجمال صوتها ... وأن يتفق الجميع على حبها وتتباين ثقافتهم واختلافهم من حراس مسرح الازبكية الي عمال المسرح الي الجمهور المتباينة جداً من الوجهاء والاعيان من النساء والرجال من السعداء والتعساء.. الجميع يتمايل في نشوة واستسلام من تمسح عينها بالمناديل ومن يطفئ سيجارته ومن يلتفت ليخفي عن جاره الدموع ومن حالة من الاستحالة وعوف الذي يخفي دموعه هو الآخر وهي تغني (وإيه يفيد الزمن مع اللي عاش في الخيال... واللي في قلبه سكن ... انعم عليه بالوصال طالع علي النهار ... سهران بنور الأمل)

ويبكي المعلم عوف سنينه الخمسين التي مرت منذ سماع رق الحبيب لأول مرة وها هو الآن يصنع قهوته ويحتسيها على أنغام الموسيقار محمد القصبجي ... سبرتاية فنجان القهوة ... يجلس على السجادة ويديه جناحان فوق الكنبة البلدي .. يهز رأسه وهو يستمع الي صوت الست أم كلثوم .. يتنفس معها ويفصل عن العالم يدخل عالم الخيال على صوت أم كلثوم الطائر.

(وفضلت أفكر في معادي ... واحسب لقربه الف حساب ... وكان كلامي مع سحابي عن المحبة والاحباب).

يسكن في بيت قديم بدرب البيدق بالعتبة بجوار سور الازبكية ويعمل في صنع الصواني النحاس بحي سيدنا الحسين في شارع الصناديقية ويعيش في اجواء الاحياء الشعبية ذات التقاليد والاخلاق ... يشارك الحاج فوزي أبو العينين ويتجمع مع أهالي ونجاري شارع الصناديقية حول جهاز الراديو الذي يعيد اغنية رق الحبيب يوم الخميس

(ولما قرب معاد حبيبي ورحت اقابله ... هنيت فؤادي على نصيبي من قرب وصله... لقتني طايل من الدنيا كل اللي اهواه)

بنت جميلة تخرج من دكان والدها ... وهي تخفي نظرات الترحيب بابن عمها عوف الذي يستقبل اشارات الرضا بطلب الزواج منها .. وكان عمه - عازف الناس - جمّال في صعيد مصر يسافر بين المدن حتي السودان وهو يغني للجمال التي تبكي عند سماع صوته ... يدخل عوف عند عمه يفاجأ به يجلس في صمت يستمع الي صوت أم كلثوم في هيبة ووقار وعينه تبكي وكأنه أخذ مكان الجمل وبكا من فرط احساسه بصوت الست أم كلثوم (بس اللي فاضل لي أسعد بلقاه لما خطر ده على فكري ... حير أمري)...

يسكن عوف مع حبيبته وبنت عمه شقة في حي روض الفرج وصوت ام كلثوم واغنية رق الحبيب.

يركب عوف الترماي من روض الفرج حتي ميدان العتبة ثم يسير في شارع الازهر حتي شارع الصناديقية... وصوت أم كلثوم يعلو في دكاكين الشوارع بعد زيادة أعداد الراديوهات ويسر شراءها.. أم كلثوم يوم الخميس في الخامسة مساء

(والقرب سبب تعذيبي ... ولقتني خايف على عمري ليروح مني)

وفي عام 1991 ودخول أمريكا المنطقة ... يقف عوف والحاج فوزي وعم نبيل وعم محمد النجار والحاج هادي وباقي اهالي الصناديقية أمام شاشة التليفزيون يتابعون لاول مرة الحرب من خلال التليفزيون .. يتعثر الحاج عوف من جراء افتقار الاجانب وندرة السياحة ويترك شارع الصناديقية بعد فض الشركة بينه وبين صديق عمره الحاج فوزي

ويعود عوف متعباً تائهاً الي بيته في روض الفرج ... كعادته صمته أكثر من كلامه ... تفهم زوجته وحبيبته وابنة عمه فتتركه وتغلق عليه بابه بعد أن وضعت أغنية رق الحبيب داخل الكاسيت .. ولينتبه عوف الي صوت نديمته الست أم كلثوم.

(ولقتني خايف على عمري ليروح مني ... من غير ما أشوف حُسن حبيبي)

تنسيه الست كعادتها آلامه وأحزانه وهو في عالم خيالها وزهو صوتها

(رق الحبيب وواعدني يوم ... وكان له مدة غايب عني ... حرمت عيني الليل من النوم.. لاجل النهار مايطمني).

خبط على باب شقة روض الفرج ... يدخل ابنه الكبير يوم الاحد 2004 ليجد والده على سجادة نائما وقد انتقلت روحه بينما تغني ام كلثوم (غير اللي يتمناه قلبي ...سهرت استناه ... واسمع كلامي معاه).

ويجلس ابن عوف على نفس السجادة ... ينظر الي برواز والده وهو يستمع الي صوت الست ام كلثوم (واشوف خياله قاعد جنبي)

يلتفت ناصر الي يمينه ليري ابتسامة والده عوف وهو يهز رأسه في وقار وأنس على ايقاع محمد القصبجي

(رق الحبيب وواعدني يوم ... وكان له مدة غايب عني)

حمزة يفتح باب الصالة .. يلتفت في لطف وخفة ظل وهو يدعي عدم رؤية والده ويجري حتي يصطدم بوالده

يشير حمزة الي الكاسيت والي صوت أم كلثوم (مين دي اللي بتغني؟)

يجيب الاب (أم كلثوم)

فيسأل حمزة (هي مش ماتت)

فيجيب الاب وهو يهز رأسه (آه بس لسه بتغني)

(ولقتني خايف على عمري .. ليروح مني ... من غير ما أشوف ... حُسن حبيبي)

 

23/02/2015 - 11:25:40

أبرزها أم كلثوم عصر من الفن ومعجزة الغناء العربى و قيثارة العرب .. 11 كتابا على ضفاف حنجرتها الذهبية

كتب - محمد جمال كساب

نرصد 11 كتابا مصريا وعربيا تناولت السيرة الذاتية والجوانب الإنسانية والفنية لكوكب الشرق أم كلثوم قبل وبعد وفاتها فى آلاف الصفحات صدرت عن عدة دور نشر.

أولها: " أم كلثوم التى لا يعرفها أحد" تأليف محمود عوض من خلال 172 صفحة عن دار أخبار اليوم عام 1969، وأم كلثوم " قيثارة العرب" 160 صفحة عن مكتبة الجماهير ببيروت عام 1975، ومن تأليف نعمات أحمد فؤاد صدر كتاب" أم كلثوم من عصر الفن" من 508 صفحات ملحق به الوثائق والصور، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، و"لغز أم كلثوم وكلمات أخرى" تأليف رجاء النقاش فى 162 صفحة، من إصدار مؤسسة دار الهلال عام 1978، و"ذكريات ووجوه وقصص من المسرح" عن هيئة الكتاب من خلال 220 صفحة عام 1981، و" مسلمات مؤمنات" تأليف محمد على قطب فى 238 صفحة عن المكتبة الإسلامية عام 1984 بالقاهرة، وكتب أحمد زكى عبدالحليم " نساء فوق القمة" 148 صفحة عن دار فيصل بالقاهرة عام 1978، ومن تأليف مصطفى أمين" شخصيات لا تنسى" من جزءين.

وعن دار المعارف عام 1988، صدر كتاب" ذكريات عاشق رامى وأم كلثوم"لمحمد تبارك فى 128 صفحة عن دار أخبار اليوم، و" رجال فى حياة أم كلثوم" فى 232 صفحة للصحفى عبدالنور خليل، عن مطبعة روزااليوسف عام 1992و" أم كلثوم كوكب شرق ومعجزة الغناء العربى" تأليف د. رتيبة الحفنى عام 2008

 

23/02/2015 - 11:26:50

ثومة .. بنت القرية

كتب - خليل زيدان

القرية في حياة أم كلثوم هي النشأة والأرض الطيبة التي ولدت عليها ، ظلت تستنشق نسماتها طوال عمرها ، ويراودها الحنين إلى الحقول ورائحة الزرع والساقية والنخيل والأشجار وهواء الريف النقي .

وفي حوار لها مع الأستاذ كمال الملاخ في الأهرام بتاريخ 7/11/1962 أكدت أنه لا شئ عندها أعز من القرية ومعالمها .

وقالت إن القرية تستأثر بحبها والحنين ، وتصف مشهد فيضان النيل في الترعة فتقول: ساعتها يبقى الحشيش طالع أخضر من وسط الميّة .. أهو ده المنظر اللي يفرحني بصحيح ، لغاية دلوقت باحن إليه ، فاركب عربيتي وأروح لغاية القناطر الخيرية، خصوصاً أيام المية بتاعة الفيضان اللي لونها بني مش الرايقة ، تصوروا المنظر ده لو قعدت قدامه ساعات ما أزهقش، لأنه بيفكرني بطفولتي.

وكانت أم كلثوم تحرص بين الحين والآخر على الذهاب إلى قريتها >طماى الزهايرة< تستعيد طفولتها وتذهب إلى الحقول وتطعم الماشية بيدها وتسرح بالذاكرة وتناجي أيام طفولتها .. وتحرص وهي في القرية أن تتناول أكلة الطفولة المفضلة كما تسميها، وهي السريس والجبنة القريش.

 

23/02/2015 - 11:28:55

متحف أم كلثوم .. زيارة لوجدان أمة

كتب - الشاعر : أحمد عنتر

على شاطئ نيل مصر الخالد وفي بقعة ساحرة منه تقع جزيرة الروضة ذات العبق التاريخي الجميل ؛ حيث بلغت أوج شهرتها في أواخر العصر الفاطمي ؛ و لم تكن مصادفةً أن يقع الاختيار على هذا الموقع ليُضافَ إلى ثرائه التاريخي - حيث يوجد مقياس النيل و قصر المانسترلي - هرمٌ ثالث يتمثل في متحف سيدة الغناء العربي أم كلثوم ؛ فكوكب الشرق التي انتمت الى النيل و واديه ؛ وشدت ؛ وترنمت بكلمات بيرم التونسى : >شمس الأصيل< وترقرق صوتها بين الضفتين : " أنا وحبيبي يانيل نِلْنَا أمانينا .." ..لم يكن غريبا أن يُطِلَ متحفُها على النيل؛ أو أن يتوسطه في جزيرة الروضة ؛ وهى التي اختارت _ ومنذ زمن بعيد ؛ حين أتيحت لها الفرصة _ أن يكون بيتُها مُشرفًا على النيل بشارع أبي الفدا في الزمالك ..تناجيه عيونها صباح مساء في شجنٍ متصل ..

المتحف...فكرة نبيلة تحولت إلى فندق ..!

قبل أن يُوَارَى جثمان أم كلثوم الثرى في الخامس من فبراير عام 1975 كانت الصحف القاهرية تَزِفُّ بشرى إقامة متحف لها ؛ برعاية وإشراف الدولة ؛ تقديرا لعطائها النبيل !! ..فقد نشرت جريدة الأهرام الرسمية في صفحتها الأخيرة يوم 4 / 2 / 1975 >وأم كلثوم لم تدفن بعد< وفي زاوية >من غير عنوان< وبقلم الناقد الفني كمال الملاخ ؛ نشرت خبرًا تحت عنوان :>تحويل فيللا أم كلثوم الى متحف قومي< يؤكد على صدور قرار وزارة الثقافة بشراء فيللا أم كلثوم وتحويلها الى متحف يضم تراثها الشخصي والفني .. وينتهى الخبر إلى أن المتحف سيفتح أبوابه أمام الجماهير وأبناء العالم العربي .. والسائحين !!

ولم تكد ذكرى الأربعين تحل حتى نشطت الذاكرة وبدأت الأوراق والقرارات تصب في هذا الاتجاه ..حيث صدر قرار رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد العزيز حجازي ؛ بناء على قرار رئيس الجمهورية ؛ بتشكيل لجنة تضم السادة : وزير السياحة؛ والدكتور أحمد كمال أبو المجد >وزير الإعلام< ويوسف السباعي >وزير الثقافة< والمهندس عثمان أحمد عثمان >وزير الإسكان والتعمير< ومحافظ القاهرة ؛ والسادة : الدكتور حسن الحفناوي >زوج الراحلة< والمهندس محمد الدسوقي عن أسرة " فنانة الشعب أم كلثوم .." كما نص في القرار .. وكُلِّفت اللجنة بدراسة مشروع إقامة >دار أم كلثوم للفنون< ووضع خطة التنفيذ.. وقد ألحق وزير الثقافة يوسف السباعي قرار رئيس الوزراء بصورة للمشروع في صورته النهائية بالتعديلات التي أدخلتها عليه لجنة التعليم والبحث العلمي والثقافة ؛ وغير ذلك من اقتراحات .. وتم إرساله الى المهندس محمد الدسوقي >بن شقيقة أم كلثوم وعميد العائلة بعد رحيلها< بعد ثلاث وعشرين سنة؛ عام 1998 ؛وفي مراحل التجهيز للمتحف ؛ جلستُ الى الراحل المهندس محمد الدسوقي فى منزله بشارع الكامل محمد بالزمالك ؛ وكان المرض قد أقعده؛ وأمام خزينة أم كلثوم شاركْتُه فحصَ الأوراق والوثائق وفرزها ..وحين وقعت أوراق القرار بين يديْ سألته : لماذا لم تتم إقامة المتحف بعد وفاة أم كلثوم مباشرة ؟ وما هو مصير الفيللا التي كانت المكان الوحيد اللائق لإقامته؟ وطلب الرجل بِرِقَّةٍ إعفاءه من الإجابة .. وألححتُ عليه فلبَّى مطلبي ولكنه طلب أن أُوقف المسجل الصغير الذي كنت حريصًا على أن أسجل به كل شاردة وواردة في جلساتي معه توثيقا وتأكيدا ..وبدأ يروِي قصة الفيللا .. وبصوتٍ واهٍ وأسىً نازف جاءت كلماتُه التي أنقلها عن شريط الصوت:.. بعد وفاة أم كلثوم انتظرنا سنوات أن تبدأ الحكومة في تنفيذ قرارها..كنا كلما سألنا جاءت الإجابة عن طريق بعض المسئولين أن مصرَ لتَوِّها خارجة من حرب اكتوبر وهناك أولويات أهمها إقامة البنية التحتية !!..

كانت هناك إشارات ودلائل على عدم الجدية والتسويف.. حتى ذلك الوقت كنا نحتفظ بكل مقتنيات الراحلة ونحرص على صيانتها حيث كانت قد أوصتنا بضرورة تقديمها الى الدولة في حالة الشروع في بناء متحفها >ويضيف الرجل بأسى< من سوء حظ أم كلثوم أنها عاشت بعد رحيل عبد الناصر ..ليتها ماتت في حياته . لكان الاهتمام بها لائقًا!!

ثم يستطرد :

- .بالنسبة للفيللا كانت غالية جدا على أم كلثوم ؛ بَنَتْهَا على يديها طوبة طوبة سنة 1938 وصمَّمها المهنس النابغة علي لبيب.. بعد رحيل أم كلثوم أغلقناها ؛ وكنا قد تحملنا أجور ورواتب العاملين بها ست سنوات ..كان طبيعيا أن ترعاها الحشرات والجرذان بعد أن أُهْمِلَت الحديقة .. وأصاب التلف أخشاب الباركيه في أرضية الحجرات .. ونحن ننتظر أن تمنحنا الدولة ثمنا تقديريا لها يفي بالحقوق الشرعية لبعض الأفراد من فقراء الأسرة ممن لهم حق في الإرث..ثم سمعنا من مصادر وثيقة أن عثمان أحمد عثمان حاول أن يبعث الحياة في الفكرة مع إحدى الشخصيات النسائية المتنفذة والمعروف عنها مناهضتها لأم كلثوم ..لكنها نهرته بقولها : " لم يبق إلا الفنانات والراقصات والغوازي نعمل لهم متاحف !!"

وحينما ألححنا عليهم أن يتسلموا الفيللا ويقيموا المتحف فيما بعد ؛ وقد خيرناهم بين التنازل عن الفيللا مقابل ثمن معقول غير باهظ ؛ إذا كان في نية الدولة إقامة المتحف ؛ أو بيعها إلى أى مشترٍ بالثمن الذي تستحقه شريطةَ أن يحمل أىُ بناءٍ على أرضها اسم أم كلثوم وأن يوضع تمثال لها على مدخله ويخصص الدور الأرضي منه لعرض مقتنياتها في صورة متحف ولو صغيرا .. وكان قد وصلنا أكثر من عرض لشراء الفيللاا..فوجئنا بالرد:

>بيعوها17< ألف جنيه لفيللا على النيل في >أبوالفدا< بالزمالك00شيدتها ؛ وأقامت بها كوكب الشرق أم كلثوم!! .." ويستطرد - بعد أن طلبت إليه أن يعيد ماجاء في حديثه حيث أقنعته بأنني سأحتفظ بتسجيلاتي للتاريخ ولن أنشر منها ما يصيبه بلوم أو أذى أو يتسبب في حرج للراحلة الكريمة أو أسرتها ؛ وقد كان رحمه الله حريصا على ذلك - وأدرت المسجل.. وأعاد بالتفصيل فقرات حديثه السابقة 00 وأضف ...بعد يأس من جدية الدولة ..وإزاء إلحاحات الورثة لتنفيذ شرع الله في الميراث ..لم نجد إلا قبول العرض الذي تقدم به أحد المستثمرين >المليونير السعودي باخشوين

متحف أم كلثوم

كان من المقرر أن يتم افتتاح متحف أم كلثوم مساء الجمعة 28 ديسمبر2001- كما هو مثبت على اللوحة الرخامية بمدخل المتحف _ واختيار هذا اليوم يرجع لكونه موافقا لذكرى ميلاد كوكب الشرق ؛ حيث ولدت - كما تؤكد أوثق المراجع - في 28 ديسمبر عام 1898 .. لكن تم تأجيل الافتتاح يومين ليكون الأحد 30 ديسمبر حتى يتسنى للسيدة قرينة رئيس الجمهورية حضوره !! وقد أدهشني اهتمام( السيدة الأولى) بإنجاز المشروع ومتابعتها الدائبة لمراحله..وكنت أعزو ذلك إلى شئ من " كيد النساء ".. فإذا كانت سابقتُها قد عُرِفَ عنها إساءتها إلى أم كلثوم والإقلال من قيمتها وقدرها ؛ والحيلولة دون إقامة أى عمل يُكَرِّم الراحلة ؛ فها هى؛ خليفتُها ؛تحت رعايتها السنية تقيم لها متحفا تتابع مراحله وتحرص على افتتاحه بنفسها ومساحة المتحف لاتتعدى 250 مترا ولكنها على صِغَرِها تتسع لفيض غامر شاسع من الأصالة والجمال ..وقد تكون قارورة العطر صغيرة الحجم ولكنها تتسع لموجاتٍ لا تُحَد من العبير ..والزائر للمتحف يطالعه في الحديقة تمثال بسيط أنيق لكوكب الشرق أبدعه الفنان آدم حنين..على مقربةٍ منه تجسيد رخامي رأسي لآلة القانون - وهى آلة موسيقية شرقية فاعلة في التخت والأوركسترا الكلثومي - محفور عليها تاريخ ميلاد ورحيل كوكب الشرق تتصاعد منه الى الفضاء جدائل نحاسية تشكل >مفتاح صول< الموسيقي ..وكان من المقرر أن تصطف ؛ في الحديقة وعلى جانبىْ الممر المؤدي لمدخل المتحف ؛ تماثيلٌ نصفية للمبدعين الذين أسهموا في ترسيخ وتتويج الأسطورة الكلثومية - مؤلفين وملحنين مثل : محمد القصبجي ورياض السنباطي وزكريا أحمد ورامى وشوقي وبيرم التونسي وغيرهم .. وحالت الظروف دون تحقيق ذلك .

ما إن يخطو الزائر خطوته الأولى داخل المتحف إلا ويفاجأ بأم كلثوم أمامه وجها لوجه ..!! ..ففي فترينة زجاجية أنيقة تطالعه النظارة الكلثومية الشهيرة المرصعة بالماس..و لايملك إلا أن يتخيل وجه أم كلثوم خلفها ..!!..كذلك يتدلى من سقف الفترينة منديل أم كلثوم الشهير ..لقد تم اختزال عنوان المتحف وشخصية صاحبته في هذيْن الملمحيْن بالغي الخصوصية بها .. فنظارة أم كلثوم منذ عام 1953 وبعد عودتها من رحلتها العلاجية الى أمريكا ؛ صارت جزءا من وجهها المصري الأصيل ..أما المنديل الذي صاحبها في حفلاتها فهو رفيق أصابعها ..تدغدغه .. وتسِرُّ اليه .. تحنو وتقسو.. وتضغط عليه فيستوعب انفعالاتها وهى تشدو ..وهو ؛ أيضا ؛ كما اعترفت ؛ يمتص عرق يديها الناتج عن اضطرابها من لقاء جماهيرها التي تحسب لها كل مرة ألف حساب ؛ و هي معبودة هذه الجماهير..!!

ومقتنيات المتحف ثمينة ومتنوعة نقف عند أُولاَها : أزياء وملابس السيدة أم كلثوم ..وقد رُوعِىَ في عرضها أن تكون أولا : معروفة لدى الجماهير ؛ أى سبق لهم رؤيتها بها.. سواء في الصور أو التسجيلات التليفزيونية ..فهذا الثوب غنت به " يامسهرني " وذاك غنت به " الأطلال " في حفل تونس ؛ وهناك تسجيلات معروفة بذلك ؛ وهكذا ....ثانيا : رُوعِىَ أن تُعبِّر الأزياء المعروضة عن شخصية المحتفَى بها .. فأم كلثوم سيدة محافظة وقورة بدأت مسيرتَها بتلاوة القرآن الكريم .. وأنشدت قصائد المديح النبوي ومن الطبيعي أن تحتفظ ثيابها بالطابع المحافظ ذي الأكمام السابغة ..والذي يعكس مفهومَها للأناقة أنها تتمثل في البساطة .. كذلك يعكس >موديل< الثياب المعروضة إنتماءها العربي؛ فكُلُها تأتي في شكل العباءات العربية السمت والهيئة ..ولم يتم عرض أزياء عصرية من مقتنيات كوكب الشرق - التي كانت حريصة على الأناقة واقتناء الموديلات الحديثة - لأنها لاتكشف لنا أغوار أم كلثوم الحقيقية.

وإزاء هذا الملمح الفارق في شخصية أم كلثوم : إنتمائها القومي العربي.. تستوقفنا الصور والوثائق التي تحملنا على أجنحتها الأثيرية إلى تخوم الذاكرة ؛ حيث لازال الحلم القومي يحتفظ بسحره الآسر؛ يشرئب بوجهه من شرفة الزمن الجميل.

أم كلثوم : جامعة الوجدان العربي

كان ياما كان 00!!

الخميس الأول من كل شهر ..كلمة السر بين الجماهير العربية ..الموعد الوحيد الذي تَحَلَّقَ حوله الوجدان العربي..على اختلاف الميول والأذواق والأعمار والهويات الإقليمية المحدودة 00 إنها ليلة ميلاد جديدة للروح.. حين يحمل الأثير _ مختزلا الفن في عمره الحقيقي يتخلل دقائق تمتد عدة ساعات

_ عبر هذا الصوت العبقري من مسرح

حديقة الأزبكية ..أو من دار سينما قصر النيل ..أو سينما ريفولي حيث تصبح هذه البقعة المحدودة _ مساحةً

_مركزا للكون وملتقى الآذان والأسماع

.. وعبر ذبذبات الأثير تلتقي الأرواح العربية والقلوب ..ليس في الوطن العربي الكبير فحسب..بل تتجاوز حدوده إلى المهاجر الأوروبية والأمريكية..لتسجل ظاهرة فريدة وحقيقة دامغة ؛ عبَّر عنها بعض الصحفيين الغربيين بقولهم : .." إن العرب اختلفوا وتنافروا ..ولم يتفقوا إلا على صوت أم كلثوم.

الخميس الأول من كل شهر ..تنسى الأمة خلافاتها وتناحرها 00 إنه موعد سامر كوني إختارته أم كلثوم منذ أول عقد ربط بينها وبين شركة >ماركوني< صاحبة امتياز الإذاعة المصرية .. وبمقتضاه شق صوتها أجواء الفضاء ليلة الخميس 31 مايو 1934 ..وكان هذا الموعد صكا وميثاقا وقعته بحنجرتها لوحدة عربية انصهر فيها الوجدان .. وحدة لم يعرف أبعادها ميدان السياسة... نجحت ..ولم تنفصم عراها حتى بعد خفوت الصوت برحيل الجسد ..!!

آمنت أم كلثوم بتلك الوحدة ..وأغمضت عينيها طويلا على حلم قومي بهيج .. لم يتخلق سياسيا في وعيها إلا بعد اختماره واكتماله في وجدانها في سنوات التكوين :ألم تحفظ القرآن العربي ..؟؟!!

ألم تقرأ الموشحات والشعر العربي وتترنم بالقصائد العربية ؟؟!!

ألم تَرْتَدِ العقالَ والزىَّ البدويين وهى دون العاشرة ..؟؟!!

ثم قبل هذا وذاك: ألم تكن بنت مصر العربية التي تمتد جذورُها ضاربةً في أغوار العروبة وأعماقها؟!

إذن ليس من الغريب عليها أن تحاول جاهدة أن تحقق >جامعة عربية< من خلال صوتها العبقري واختياراتها النادرة من قصائد شعراء الأمة ..ففضلا عن غنائها للتراث العربي القديم بقصائد لأبي فراس الحمداني وابن النبيه وابن الفارض وصفىّ الدين الحلي والعباس بن الأحنف . والشريف الرضي وشوقي وحافظ ابراهيم ...وغيرهم ..فإنها ترنمت بقصائد الشاعرالأمير عبدالله الفيصل من السعودية >ثورة الشك و من أجل عينيك< وللشاعر اللبناني جورج جرداق >هذه ليلتي< وللشاعر السوداني الهادي آدم >أغدا ألقاك< وللشاعرالسوري نزار قباني >أصبح عندي الآن بندقية< وللشاعر الكويتي أحمد مشاري العدواني >شدا لك المجد وغنى الظفر _ يادارنا يادار< وقد عاجلها الموت قبل أن يكتمل مشروعها الفني القومي هذا ..إذ ضمت خزينتها أوراقا تحمل قصائد لأبي القاسم الشابي من تونس ؛؛ وعمر أبي ريشة من سوريا ؛ وبدوي الجبل من فلسطين ؛ ومحمد الفيتوري الذي لم تنجح له محاولة سابقة مع الراحلة الخالدة . كما حملت هذه الأوراق نصّاً تراثيا من شعر أبي نواس في التوبة والزهد كانت تنوي العودة به الى الشدو بالتراث العربي ؛ بل يتنامى وعيها بهذا الدور فتتجاوز الدائرة العربية إلى الدائرة الاسلامية فتغني >رباعيات< عمر الخيام الشاعر الفارسي و>ىحديث الروح< للشاعر الباكستاني محمد إقبال ..

طوف ..وشوف ..

وتؤكد مجموعة الأوسمة والنياشين المعروضة في المتحف أن شعبنا العربي عرف لها هذا الدور و ثَمَّنَ مواقفَها وقدر عطاءها الفني الأصيل ..فتبارت الأقطار العربية في تكريمها :في عام1946 تحصل على وسام الرافدين العراقي من الدرجة الأولى ؛ ووسام الاستحقاق السوري عام 1955 ...وفي بيروت بعد أن يعزف في استقبالها السلام الملكي المصري تمنحها لبنان وسام الأرز الوطني برتبة كوماندز عام1959 ...ويقلدها الملك حسين وسام النهضة الأردني في حفل خاص بتكريمها ...وفي العام نفسه يهديها الملك محمد الخامس ملك المغرب سوارا من الذهب مرصعا بالماس ؛ كما قدم لها عمدة مدينة فاس شمعة خضراء بطول المتر مرصعة بالذهب ... وفي عام 1958 يمنحها الملك الحسن الثاني ملك المغرب وسام الكفاءة الفكرية وهو أرفع أوسمة المملكة .. كما أهدتها تونس وسام وقلادة الجمهورية الأكبر عام 1968 .. .يضاف إليها في قاعة الأوسمة وسام نجمة الامتياز الذي قلده لها سفير الباكستان في حفل خاص أقيم بالقاهرة بعد شدوها بقصيدة >حديث الروح< لشاعر باكستان محمد إقبال عام 1967.

ظ و يبقى ما تحفظ الأوراق إلى جانب ما تعرضه قاعات المتحف من صور نادرة لكوكب الشرق في مراحل مختلفة من عمرها ؛ و صور تغطي زياراتها الفنية خارج الوطن ؛ والعديد من قطع الإكسسوار والحقائب والأحذية النسائية ؛ تبقى الخطابات المتبادلة بينها وبين القادة والملوك والرؤساء ؛ وكبار الشخصيات العامة ؛ ومخطوطات الأغاني بخطوط مؤلفيها وتعديلات أم كلثوم على بعض كلماتها ؛ وبراءات الأوسمة والنياشين المهداة إليها ؛ تبقى كلها من أهم الوثائق التي تُضفي التمايزَ والثراءَ على المتحف ويكفي أن يكون في طليعة هذه الوثائق أول عقد بينها وبين الإذاعة المصرية ؛ والمؤرخ بالخامس من يونيو عام 1934 أى قبل مرور أسبوع من عمر الإذاعة الوليدة في 31 مايو 1934.

ويستطيع أى زائرٍ للمتحف ؛ أو باحثٍ مهتم بسيرة أم كلثوم الفنية والاجتماعية ؛ أو عاشقٍ متتبع لتاريخ الفن والموسيقى والغناء العربي ؛ أن يجد ضالته المنشودة من مادة معرفية ؛ إذا قضى بضع سويعات في >المكتبة السمع / بصرية< التي تشغل قاعة صغيرة ملحقة بالمتحف ؛ يجدها الزائر عن يساره في مواجهة فترينات عرض الأزياء، وهذه المكتبة على صغرها شكلا ؛ تبقى ثرية قيمةً ومحتوىً وموضوعًا وقد واكب إعداد محتوياتها جمع بقية مقتنيات المتحف من آثار كوكب الشرق أى قبل سنوات خمس من ظهور المتحف إلى حيز الوجود.

في البداية كانت الفكرة في ذهن الوزير فاروق حسني أن تكون هناك قاعة تضم تسجيلات إذاعية صوتية ؛ وما تيسر من شرائط فيديو لحفلات أم كلثوم >بعد بداية البث التليفزيوني في مصر عام 1960< ومن خلال شاشات مجموعة من أجهزة الكمبيوتر يمكن للرواد - على اختلاف أذواقهم وتباين أمزجتهم _ أن يستمتع كلٌ بسماع لحنه المفضل ؛ أو متابعة مرحلة فنية من مراحل تاريخ أم كلثوم الفني.

وبدأ العمل في هذا الاتجاه ؛ وفي احد الاجتماعات التي كانت تُعقد دوريًا لعرض ومتابعة ماتم إنجازه من المشروع ؛ ومناقشة ما تتطلبه المرحلة التالية ؛ اقترحتُ أن تضم المكتبة الى جانب وجهها الألكتروني العصري ؛ مادةً ورقيةً مقروءة ً يمكن لمن شاء الرجوع إليها عند الحاجة ؛ خاصة وأن التعامل مع الكمبيوتر لم يكن شائعا وميسَّرًا كما هو رائج اليوم ؛ و قوبل الاقتراح بفتور وتحفظ ؛ وانتهى هذا الاجتماع وأنا على يقين وإصرار بأهمية طرح الاقتراح ومناقشته في اجتماع قادم.

في الأسبوع التالي؛ وقبيل بداية الاجتماع ؛ فاجأني السيد الوزير فاروق حسني بطلبه أن أقدم تَصَوُّرًا بالاقتراح السابق طرحه في الاجتماع الماضي ، وقمت _ بإيجاز _ بتقديم المقترح الذي يقتضي جمعَ كلِّ ما كُتِبَ في الصحف والمجلات والدوريات المصرية عن السيدة أم كلثوم؛ وكل مايتعلق بها من قريب أو بعيد؛ منذ نزوحها الى القاهرة عام 1924؛ حتى إنشاء المتحف؛ كذا كل مايعكس المناخ الفني السائد في عصرها ؛ وعلاقاتها بكبار الشخصيات العامة وأخبار مؤلفي و ملحني أغانيها ؛ فضلا ً عمَّا تم تأليفه من كتب متخصصة تذخر بها المكتبة العربية عن كوكب الشرق بكل أبعاد حضورها : الفني والشخصي والاجتماعي والإنساني.

وقوبل المقترح هذه المرة ببعض التأييد والاهتمام ؛ وإن تحفظ البعض بسبب صعوبة تنفيذ ذلك لاتساع الرقعة الزمنية >من عام 1924 إلى عام 2000< وكثرة المادة التي يصعب جمعها لتعَدُّد و تَنَوُّع و تَشَعُّب مصادرها.

وحسم السيد الوزير الموقف بإبدائه الموافقة علي البدء في تنفيذ المقترح فورًا؛ وأسند إليّ تلك المهمة ؛ بصفتي >مدير المتحف تحت الإنشاء ورئيس لجنة جمع المقتنيات< وتبيَّن لي ؛ آنذاك فقط ؛ حجم المسئولية وضخامتها !!؛ وبدأتُ البحث عن الخطوة الأولى .. ودائما ما أصعب الوصول إليها.

في لقاء غير مخطط له جمعني بالصديق الناشر محمد هاشم >صاحب دار ميريت للنشر ؛ وكانت تقطع خطواتها الأولى على طريق نجاحها الملحوظ فيما بعد< وتَطَرَقَ الحديث إلى آخر أخبار المتحف ؛ وبحماسِهِ المعروف عنه أبدى استعداده التام لأن تتولى الدار تنفيذ المطلوب من جمع وتصوير وتبويب و تصنيف المادة المطلوبة و تقديمها في مجلدات فاخرة للوزارة >حيث كانت الدار آنذاك تقوم بمهام مراكز الأبحاث< وأخبرني أن لديه أكثر من فريق عمل من طلبة قسم الوثائق والمكتبات بالجامعات المصرية سيتولى توجيههم إلى أرشيف الصحف والمجلات ودار الكتب و الوثائق لإنجاز المشروع.

وبالفعل قامت الدار بتنفيذ ما وعد صاحبها الذي تحمَّل أعباء كافة التكاليف خاصة والدار في بدايات الطريق ؛ ولم يتقاض أي مقابل إلا بعد استلام المتحف لأكثر من ثمانمائة مجلد استغرق إعدادها السنوات الخمس.

وهذه المجلدات ؛ إضافة إلى مجموعة الكتب الصادرة عن أم كلثوم ؛ بالعربية والفرنسية والإنجليزية ؛ التي تيسّر لنا جمعها وتزويد المكتبة بها آنذاك ؛ إلى جانب مجموعة ؛ غير قليلة ؛ من النوتات الموسيقية لبعض أغاني كوكب الشرق ؛ أصبحت ؛ كلها ؛ قلب المتحف النابض معرفة ومتعة و فنّاً ..

وقد كان هناك طموح يراودني طوال فترة رئاستي للمتحف ؛ أن تضم هذه المكتبة ؛ بعد أن غطت مجلداتها ما كُتِبَ عن أم كلثوم في الصحافة المصرية ؛ أن نقوم بجمع ما كُتِبَ عنها في الصحافة العربية ؛ و هى مادة غزيرة ؛ في أقطار زارتها واحتفت شعوبها بها ؛ مثل تونس والكويت ولبنان والإمارات والمغرب والسودان وغيرها ؛ وبالفعل بدأتُ الاتصالات لجمع هذه المادة ؛ ولكن لم يكتب لتلك المحاولة النجاح .. فدائما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ..

 

23/02/2015 - 11:29:59

6 أفلام فى مسيرتها السينمائية ..

الغيرة الفنية دفعت أم كلثوم للتمثيل

كتبت - نورا أنور

مع سطوع نجم المطربة أم كلثوم بدأت في تلقي عروض للمشاركة في أعمال سينمائية ولكنها كانت ترفض الفكرة من أساسها ولكن عندما أطمأنت أم كلثوم إلي أنها أصبحت من أهم المطربات في مصر بل وتربعت علي عرش الغناء بعد ان أصبحت لها أغنيات تذاع عبر الاذاعة المصرية بجانب الحفلات الشهرية وكان ذلك في منتصف الثلاثينيات قررت دخول مجال التمثيل وكان أبرز ما شجعها _ والبعض يرى أن الغيرة ممن سبقوها فى السينما - علي خوض التجربة قيام المطرب محمد عبد الوهاب بتقديم فيلمه الاول " الوردة البيضاء" وكان ذلك عام 1933 ومن بعده قدمت منيرة المهدية فيلم "الغندورة" عام 1935 لتخوض كوكب الشرق تجربة السينما بداية من عام 1936 لتقدم ستة أفلام حتي عام 1948 ورغم قلة افلامها إلا أنه يمكن اعتبار هذه الافلام هي من أبرز الافلام الغنائية خلال فترة الثلاثينيات والاربعينيات في تاريخ الفيلم الغنائي المصري بصفة عامة .

كان قرار كوكب الشرق دخول عالم السينما حكاية، حيث أرادت أن تبدأ مشوارها السينمائى بفيلم من إنتاجها، ولذلك قامت بالاتصال برفيق الدرب الشاعر أحمد رامى وطلبت منه البحث عن قصة تصلح لتقديمها على شاشة السينما، كما طلبت منه الاتصال بالمخرج محمد كريم لإخراج هذا الفيلم الذى تقاضت عنه 5 آلاف جنيه وكان مبلغا خياليا فى هذه الفترة، وبالفعل قام رامى بوضع فكرة مبدئية للفيلم واتصل بكريم الذى كان من أهم مخرجى هذه الفترة خاصة بعد فيلمه "الوردة البيضاء" بطولة محمد عبد الوهاب، ولكن حدثت بعض المشاكل كان سببها كريم، الذى أدلى بحوار صحفى فى جريدة "البلاغ" قال فيه: إنه غير مقتنع بأم كلثوم كممثلة، واتضح أن هذا الكلام على لسان كريم غير صحيح إلا أن أم كلثوم لم تقبل اعتذاره، وتراجعت عن استكمال مشروعها السينمائى معه تماما.

وعندما سمع طلعت حرب باشا بهذا الأمر عرض عليها أن يقوم ستوديو مصر بإنتاج الفيلم، وشجعها على استكمال التجربة، لكنها اشترطت اختيار المخرج والأبطال، وبالفعل ساعدها رامى على ذلك ووقع الاختيار على المخرج الشاب أحمد بدرخان الذى كان عائدا لتوه من بعثة لدراسة السينما فى فرنسا وكان له فيما بعد النصيب الأكبر من إخراج أفلام أم كلثوم، إلا أن مدير الاستديو وقتها أحمد سالم قرر سحب الفيلم من بدرخان وإسناده للمخرج الألمانى فريتز كرامب المستشار الفنى للاستوديو وكان ذلك عام 1936، فيلم"وداد" وشارك باسم مصر لأول مرة في مهرجان فينيسيا الدولي في ذلك العام ويحكي الفيلم عن عصر المماليك حيث تنشأ علاقة حب بين الشاب التاجر "باهر" وأدى دوره يحيى نجاتي وجاريته "وداد" (أم كلثوم)، التي تتمتع بصوت ملائكي، وبينما يتناجى الحبيبان يسطو قطاع الطريق على قافلة باهر التجارية ويستولون على بضاعته التي تمثل رأس ماله كله. ويشكو باهر سوء الدهر وتبدأ مطالبته بالديون ويستمهل أصحابها ويضطر لبيع كل ما يملك ولا يستطيع سداد دينه. تعرض عليه " وداد " أن يبيعها في سوق الجوارى فهى ذات صوت جميل وربما تأتى له بثمن باهظ يسدد به دينه لكنه يرفض فكرة بيع محبوبته، وتلح "وداد" في طلبها هذا تضحية بنفسها وقلبها فداء للمحبوب. أخيرا يوافق باهر على مضض ويبيعها ليبدأ حياته التجارية من جديد..وكتب قصة الفيلم أحمد رامي، وأعد السيناريو والحوار أحمد بدرخان. وشارك ام كلثوم البطولة فيه كل من: أحمد علام، مختار عثمان، منسي فهمي، كوكا، محمود المليجي، يحيى نجاتي، فؤاد فهيم، فتوح نشاطي وكان فيلم" وداد" أول تعاون فنى بين أم كلثوم والملحن رياض السنباطي، ووضع الموسيقى التصويرية للفيلم، وقدمت أم كلثوم فيه أغنية "على بلد المحبوب ودينى"، لينطلق معها السنباطي بعد ذلك في رحلة طويلة من العطاء الفني الأصيل

قصة نشيد الأمل

وفي عام 1937، قدمت ام كلثوم فيلم منيت شبابي أو (قصة نشيد الأمل)، وفيه يقوم اسماعيل (عباس فارس) بتطليق زوجته آمال (أم كلثوم)، تاركاً إياها وحيدة لتقاسي مصاعب الحياة مع ابنتها سلوى، ويسوق لها القدر الطبيب عاصم (زكي طليمات) الذي يقوم بعلاج ابنتها، ويكتشف موهبة آمال المتميزة في الغناء، فيساعدها على أن تجد لنفسها عملاً مستغلاً فيه موهبتها، ولكن طليقها لا يتركها فى حالها حتى بعد طلاقه إياها... والفيلم إخراج أحمد بدرخان. تأليف أدمون تويما سيناريو وحوار أحمد رامي. وشارك في بطولة الفيلم استيفان روستي، ماري منيب، وغنت ام كلثوم فيه عدة أغاني أشهرها" افرح يا قلبي لك نصيب" من كلمات أحمد رامي وألحان رياض السنباطي.

فيلم "دنانير"

في عام 1939، قدمت ام كلثوم فيلم "دنانير" الذي كتب قصته وحواره وألف أغانيه أحمد رامي، وأخرجه وأعد له السيناريو أحمد بدرخان. وفي الفيلم، يستمع الوزير جعفر البرمكي (سليمان نجيب) إلى صوت البدوية دنانير (أم كلثوم) وهى تغني أثناء مروره بالصحراء. فيُعجب بصوتها بشدة ويقترح على مربيتها أن يصحبها معه إلى بغداد كي تتعلم أصول الغناء على يدي (إبراهيم الموصلي). وتتاح لها الفرصة كي تغني أمام الخليفة هارون الرشيد (عباس فارس)، فيعجب بصوتها. وتصبح مغنيته المفضلة وتزداد المؤامرات للإساءة إلى الوزير (جعفر) لدى (هارون الرشيد) الذي ينتهي به التفكير إلى أن يأمر السياف بقطع رقبة الوزير .. وقد قدمت أم كلثوم فيه أغنية (يا ليلة العيد أنستينا)، من كلمات أحمدرامي وألحان رياض السنباطي، حيث غنتها أمام الخليفة هارون الرشيد ووزيره جعفر. وفيما بعد، تم حذف الأغنية من أحداث الفيلم بناءً على إصرار أم كلثوم نفسها، لتصبح مرتبطة أكثر بليلة العيد.

حكاية "عايدة"

في عام 1942، قدمت أم كلثوم فيلم "عايدة" المقتبس عن أوبرا "عايدة

Aida " للمؤلف الموسيقي الإيطالي

فيردي Verdi، والتي ألفها خصيصا لحفل افتتاح قناة السويس في عهد الخديو اسماعيل عام 1869، والفيلم يعد محاولة لتقليد فن الأوبرا العالمية..ويحكي الفيلم عن "عايدة" أم كلثوم، الفتاة القروية ووالدها محمد أفندى الرجل الفقير الذي يعمل فى أرض زراعية يملكها أمين باشا، وهو رجل عسكرى النزعة، له ابن اسمه سامى نال البكالوريا، لكنه لم يكمل تعليمه، وكان للباشا ابنة اسمها ثريا فى سن عايدة، تتم جريمة قتل فى المزرعة يموت فيها محمد أفندى الذى يذهب ضحية قيامه بواجبه فى نفس يوم حصول عايدة على البكالوريا، يشمل ابن الباشا عايدة بعطفه، وتلتحق بمعهد الموسيقى، وتنمو قصة حب بين عايدة وسامى، مما يسبب غضب الباشا، لكنها تحفز سامى على استكمال الدراسة، ويقتنع الباشا بأهمية عايدة فى حياة ابنه، فيزوجها له.. والفيلم كتب له القصة والسيناريو والحوار عباس يونس وفتوح نشاطي، وأخرجه أحمد بدرخان وشارك ام كلثوم البطولة كل من ابراهيم حمودة، سليمان نجيب، عباس فارس. ومن أشهر الأغنيات التي قدمتها ام كلثوم في الفيلم أوبريت عايدة مع إبراهيم حمودة، من كلمات أحمدرامي، وتلحين محمد القصبجي، ورياض السنباطي.

راعية الغنم "سلامة"

في عام 1944، قدمت أم كلثوم فيلم "سلامة"، وتدور أحداثه فى عصر الدولة الأموية، حول راعية الأغنام "سلامة" أم كلثوم، ذات الصوت الساحر، والتى تربطها علاقة حب مع عبدالرحمن "يحيى شاهين"، ويقف أمام حبها طمع ابن سهيل فيها، فتهرب منه خوفا على نفسها وحبها، ويبدأ عبدالرحمن رحلة بحثه عنها وقصة الفيلم واقعية، حدثت بالفعل فى عهد الدولة الأموية منذ ألف وثلاثمائة عام، كما ورد هذا فى مقدمة الفيلم وكتب قصة الفيلم علي أحمد باكثير، وأخرجه توجو مزراحي ومن أبطاله يحيي شاهين، عبدالوارث عسر، استيفان روستي، فؤاد شفيق، زوزو نبيل.. ومن أشهر أغاني الفيلم «غني لي شوي شوي، وقل لي ولا تخبيش يا زين»، من كلمات بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد.

الممرضة الشابة "فاطمة"

آخر أفلام أم كلثوم، وكان في عام 1948، ويحكي عن فاطمة (أم كلثوم) الممرضة الشابة حسنة الخلق التي يسند إليها مهمة السهر على مباشرة علاج أحد الباشاوات المرضى، وعندما يراها ابنه (فتحي) أنور وجدي، يعجب بجمالها وحلاوة صوتها وهى تغني، فيقع فى حبها. يحاول فتحى إغراءها بشتى الوسائل إلا أنه يفشل فى استمالتها، ولما كانت لديه رغبة جامحة فيها فإنه لم يجد وسيلة غير الزواج منها، وبالفعل يتزوجها بعقد زواج عرفى ويصطحبها لقضاء شهر العسل فى الإسكندرية، ويعود بها ليعيشا فى بيتها المتواضع فى إحدى الحارات نظرا لغضب والده الباشا مما حدث. وعدم تقبل فتحى تحمل العيش والتعامل مع أهل الحارة يهجرها. وقد ضاق بها ذرعا.كتب القصة والسيناريو والحوار للفيلم بديع خيري، وأخرجه أحمد بدرخان وشارك في بطولته كل من انور وجدي، سليمان نجيب، حسن فايق وغنت أم كلثوم في الفيلم أغنية «أصون كرامتي» كلمات احمد رامي وألحان رياض السنباطي، و«جمال الدنيا يحلى» لأحمد رامي وألحان زكريا أحمد.

ومن المواقف الطريفة التى حدثت أثناء تصوير آخر أفلامها "فاطمة" بطولتها مع أنور وجدى وسليمـــان نجيــب وحســن فايـــق وزوزو شكيب وإخراج أحمد بدرخان عام 1948، وكانت أم كلثوم قد بدأت تصوير مشاهدها فى الفيلم، وبعد مرور عدة أيام على التصوير بدأت بوادر مشكلة، إذ تضمن السيناريو أحد المشاهد به قبلة بين أم كلثوم وأنوروجدي، لكن أم كلثوم رفضت بشدة تصوير مشهد القبلة هذا، كما رفضت تحويل القبلة إلى مجرد عناق بينهما، وقررت الانسحاب الكلي من التصوير لولا تدخل بعض الوسطاء فى محاولة للوصول لحل وسط، وأخيراً تم التوصل إلى حل يرضى جميع الأطراف، من خلال مشهد بديل يجلس فيه أنور وجدي وأم كلثوم في قارب، ويجلس أنور وجدي بقربها يتطلع إليها بهيام بينما أم كلثوم تشدو أغنية "جمال الدنيا يحلا يحلا لى وأنا وياك".

خصوصية التجربة

وإذا نظرنا إلى أفلام أم كلثوم سنجد 5 أفلام تحمل اسم البطلة باستثناء "نشيد الأمل" وهى "وداد، دنانير، عايدة، سلامة وفاطمة"وثلاثة من هذه الأفلام وهى "وداد، دنانير وسلامة" يمكن تصنيفها ضمن أفلام الفانتازيا التاريخية، واللافت فى هذه الأفلام أن أم كلثوم قدمت فيها دور الجارية المغنية، فشاهدنا ذلك فى "وداد" حيث كانت جارية فى عصر المماليك، ثم "دنانير" كانت جارية فى عصر هارون الرشيد، ثم "سلامة" وكانت جارية فى عصر الدولة الأموية وكانت هذه الأفلام الثلاثة لا ترتبط بالعصر الذي عاشته أم كلثوم وإنما اختارت الحقبات الزمنية الغابرة حتى لا تكون هناك حاجة لبطلة مودرن تواكب متطلبات العصر الحديث.

ومن العوامل التى تعطى لتجربة أم كلثوم السينمائية خصوصية حرصها على إيجاد تنوع فى الفيلم الواحد بالاستعانة بعدة أسماء موسيقية، مثل: الشيخ زكريا أحمد، محمد القصبجى ورياض السنباطى، فسعى كل منهم للتفوق وإظهار أجمل ما عنده من ألحان وجمل موسيقية وكان هناك تنوع ملحوظ فى معظم أغنيات أفلام أم كلثوم بسبب تعدد الرؤى الموسيقية للملحنين، باستثناء فيلم "سلامة" الذى وضع جميع ألحانه زكريا أحمد فيما عدا "أحب القس سلامة" حيث لحنها رياض السنباطى.

 

23/02/2015 - 11:31:15

نوادر وقفشات وخفة ظل .. الوجه الآخر لكوكب الشرق

كتبت - باكينام قطامش

ذكاء فطرى متقد ، سرعة بديهة منقطعة النظير ، خفة الدم المصرية ، هذه هى صفات سيدة الغناء العربى أم كلثوم التى اشتهرت بحبها للنكتة وتدبير المقالب والرد السريع المباشر فى كل المواقف ، وبعيدا عن عظمة فن الراحلة الكبيرة والكلمات التى يصفها بها الباحثون والدارسون للموسيقى والغناء دعونا نتعرف على هذا الجانب البسيط والمرح من جوانب حياتها.

المواقف الطريفة فى حياة أم كلثوم كثيرة وبديهتها الحاضرة كانت دائما موجودة ومعظم المحيطين بها كانوا يتقبلون نوادرها معهم بل ويحاولون أن يردوا لها المقالب بمثلها و لكنهم جميعا فشلوا فى التفوق عليها خاصة الذين كانوا يلتقون بها بشكل دائم .

القصبجى هو أكثر الملحنين تعرضا لفكاهات " ثومة " الذى كان مولعا بصبغ شعره واتخذت أم كلثوم من هذا الأمر مادة خصبة للتندر عليه فى أكثر من موقف فذات يوم كانا يسافران معا بالقطار وفجأة أخرج القصبجى من جيبه قلما أسود وبدأ فى صبغ شنبه وأم كلثوم تنظر نحوه ولا تتمالك نفسها من الضحك و تردد على الفور >شوفوا الراجل اللى رجع شباب بجرة قلم<.

مرة ثانية تكون صبغة القصبجى بطلة " الإفيه " فقد كان يجلس مع أم كلثوم فى نقابة الموسيقيين و هما منهمكان فى إرسال بطاقات دعوة للأعضاء وقاطعهما زميل لهما كان يبحث عن شئ ما وقال : وبعدين يا جماعة أنا مش لاقى الختامة" فنظرت ثومة إلى القصبجى من فورها قائلة " حياتك تقلع له الطربوش

مقلب ساخن من مقالب " الست " مع القصبجى وقع فى شهر رمضان قد أرسلت ثومة بطاقات دعوة على الإفطار باسم القصبجى إلى مجموعة من الأصدقاء وحددت لهم اليوم وهو لا يعلم شيئا وبالفعل ذهبوا إلي منزله فى الموعد المحدد واندهش القصبجى وفوجئ بأم كلثوم تتصل به لتوصيه بالضيوف و قالت :" يا قصبجى فطرهم كويس " فما كان منه الا أنه اصطحبهم إلى مطعم كبير و تكلف ثمن إفطار 15 شخصا .

ذات يوم اتفق بليغ حمدى والموسيقار محمد عبد الوهاب على الذهاب إلى منزل أم كلثوم ليطلعها بليغ على ما أنجزه من لحن أغنية " ظلمنا الحب " وكان بليغ فى قمة فرحته لأنه أشترى سيارة جديدة ولاحظت أم كلثوم أنه يبالغ فى اللعب بميدالية مفاتيح فسألته: " مالك يا بليغ ؟ " أجابها : " مش أنا اشتريت عربية ؟ " فقالت : " ألف مبروك هى فين ؟ " ، قال : " تحت " فقامت ثومة لترى السيارة من النافذة التى كانت فى الدور الثانى وفوجئت بحجمها الصغير جدا فنظرت إلى بليغ بسرعة قائلة : حلوة يا ابنى ما طلعتهاش معاك ليه ؟.

أما سيد مكاوى و الذى كان معروفا بخفة ظله و سخريته الدائمة من كل ما يصادفه إلى درجة أنه كان أحيانا يسخر من نفسه و يبتكر إفيهات على غياب بصره فلم يسلم من قفشات الست فأثناء عملهما فى أغنية " يا مسهرنى " طلبت منه تعديل إحدى الجمل اللحنية فقال : " حاضر أما أشوف " فأجابته بسرعة " تشوف إيه يا سيد كده يبقى عمرك ما ح تعدلها " .

زكريا أحمد كانت له قصة شديدة الطرافة مع ثومة فقد فوجئ الجميع برفعه قضية على أم كلثوم و السبب "وزة " و قد رفض الملحن الكبير أن يستعين بمحام فى المحكمة بل ترافع فى القضية بنفسه حيث قال ردا على سؤال القاضى له عن أسباب ادعائه :

عزمتنى أم كلثوم وشقيقها على أوزة مشوية عندما حضرت إلى القاهرة وبعدها قدمت لها عدة ألحان بدون مقابل فى حين أنها حصلت عن هذه الألحان على سبعة آلاف جنيه من الإذاعة أى يكون لى فى ذمتها ثلاثة آلاف جنيه وهى ليها عندى وزة " .

كما كان للقصبجى نصيب الأسد فى قفشات ثومة كان لأحمد رامى العاشق الأبدى لها نفس النصيب فذات يوم كانت أم كلثوم فى زيارة لدار الإذاعة القديمة بشارع الشريفين مصطحبة معها ابن شقيقها " إبراهيم الدسوقى " وأثناء صعودها السلم صادفت أحمد رامى نازلا فتوقف أمامها وأمسك بيدها بين يديه و ظل يردد :

" أزيك يا روحى ، أيه أخبارك يا روحى ؟ ، إنت طالعة تعملى إيه يا روحى ؟ " وابتسمت أم كلثوم برغم أنها كانت على عجل بينما بادره أبن شقيقها بقوله : "جرى إيه يا أستاذ رامى إنت مش نازل ؟ " واستغلت ثومة الفرصة وقبل أن يجيب فقالت : هو معقول ينزل وروحه طالعة " .

موقف ثان بين الاثنين فى أحد أيام الشتاء القارس حيث كان هناك موعد بينهما فى منزل أم كلثوم و برغم البرد أصر رامى على الذهاب ليكتشف أنها ليست موجودة و الخدم يقومون بالتنظيف حيث رفعوا كل السجاجيد و فتحوا النوافذ وبدأوا فى "غسل البلاط " واضطر رامى إلى انتظار ثومة فى هذا الجو شديد البرودة وعندما دخلت وجدته جالسا منكمشا على نفسه وواضعا قدميه أسفل منه فبادرته على الفور قائلة : إيه يا رامى على كده لو كنت أتأخرت كنت حطيت رجليك فى جيوبك" .

ذهبت ثومة مع رامى إلى إحدى حفلات الزفاف وقام أحد المدعوين بالغناء وكان صوته قبيحا جدا فأدار رامى ظهره له رداً على رداءته فقالت له مداعبة "اتعدل يا رامى أحسن الغنا ييجى فى ضهرك.

حتى أمير الشعراء أحمد شوقى تعرض لإحدى قفشات أم كلثوم عندما كانت تسير إلى جواره هو ورشدى باشا فى إحدى الحفلات متوجهين إلى البوفيه بعد الوصلة الأولى وكان الاثنان كباراً فى السن وظهرهما مقوساً فما كان منها الا أن ألقت بقفشتها قائلة : " أهو أنا دلوقتى ماشية بين قوسين " .

كان الشاعرعبد الوهاب محمد ضعيف البنية و شديد الخجل و فى أول لقاء بينه و بين أم كلثوم عام 1959 وكان عمره وقتها 28 عاما أرادت ثومة أن تذيب خجله و ترفع عنه الخوف والحرج فقالت : " يا عبد الوهاب أنا كنت فاكراك كبير قوى فى السن لكن أنت صغير عندك كام سنة ؟ " فأجابها وسط موجات خجله قائلا: " 25 سنة " ردت عليه بسرعة : " سنك دى و لا تأبيده " .

عام 1953 سافرت أم كلثوم إلى أمريكا و كان فى الرحلة الكاتب الكبير الراحل مصطفى أمين و أرادت أن تدبر له مقلبا ساخنا من مقالبها المعروفة فذهبا إلى مطعم فاخر لتناول الطعام على حسابه و تعمدت ثومة أن تختار أغلى الأطباق فى القائمة و قام هو باختيار نفس الأطباق مجاملة لها وعندما جاءت فاتورة الحساب تصبب المسكين عرقا من شدة الخجل فهو لم يكن يملك المبلغ المطلوب وبدأ يبحث فى جيوبه كلها على أى نقود وهى تراقبه مستمتعة بحيرته وتنتظر رد فعله وقال لها : " أنا نسيت المحفظة فى الفندق ممكن تنتظرينى هنا لحد ما أجيبها ؟ " ولكن ثومة خشيت أن يرد اليها المقلب ويذهب بلا عودة فقالت له : " لأ " فطلب منها أن تقرضه النقود ففتحت حقيبتها وكأنها ستخرج منها ما يريده ثم ارتسمت علامات الخيبة على وجهها و قالت : " أنا كمان نسيت نقودى فى الفندق " فقال مصطفى أمين : " إنت عارفة معنى كده إيه ؟ ح ياخدونا للقسم أنا وإنت " وإمعانا منها فى استكمال المقلب قالت له : " تخيل بقى مانشيتات الجرايد و المجلات ح تقول إيه " و فجأة يأتى طوق النجاة عندما يدخل " أبو رزق " صاحب أكبر محل للأزياء فى واشنطن ويراهما معا فيصر على دفع الحساب وأم كلثوم تحاول جاهدة إثناءه عن هذه الدعوة و لكن مصطفى أمين يصرخ " ادفع يا أيوب بك ما فيش فرق بينا " و هكذا أفلت من المقلب الذى لم ينسه طوال حياته .

كانت أم كلثوم على خلاف مع الكاتب الكبير محمد التابعى وراها فى يوم تغادر منزلها فسارع لمصالحتها وسألها : " رايحة فين ؟ " فقالت : " حدايق القبة " قال "كويس خدينى معاك" قالت : " بأقولك حدايق القبة مش حدايق نفسى " .

ذات يوم نشر لأحد الأدباء كتاب جديد فاتصلت به أم كلثوم تهنئه وسألته : "هو الكتاب بكام ؟ " فأجابها : " بأربعة جنيهات وعلشان خاطرك بثلاثة " فردت " ليه هو الكتاب بيتباع بالمؤلف ؟ " .

دعى الكاتب الكبير أنيس منصور لمهرجان الشباب فى فيينا ووقف أمام الميكروفون يجيب عن أسئلة الحاضرين حول مصر ثم طلبوا منه أن يغنى فغنى " هلت ليالى القمر " لثومة وعندما حكى لها هذه الواقعة قالت : " عايزة أسمع إزاى فضحتنا عند الخواجات و الله لازم أسمعك " فوقف أنيس منصور يهتف بكلمات الأغنية بصوت عال فبادرته قائلة : لما إنت خوفت القمر بالشكل ده طلع تانى إزاى ؟" .

موقف ثان بين ثومة وأنيس منصور حيث حكى لها عن رحلة ذهب فيها إلى اليابان و دعاه رجل صينى لجلسة ضمت مجموعة من الصحفيين أمريكى وإيطالى وفرنسى وهندى وقرروا أن يغنى كل منهم أغنية وكانت أصواتهم جميعا سيئة وعندما جاء دورى غنيت " أحنا معانا قرد طلع فى ليلة برد " فقالت ثومة " إيه الكلام ده ؟ " وكانت هذه الكلمات على وزن إحدى أغنياتها التى تقول " إحنا معانا بدر طالع فى ليلة قدر " وقال أنيس منصور " أعمل إيه ما أنا بصيت لصاحب الدعوة اللى قاعد جنبى ولقيته شبه القرد " .

فى إحدى الحفلات فوجئت أم كلثوم بواحد من الجمهور يصرخ بصوت عال "يا جاموس المغنى " وأخذ يكرر نفس الجملة عدة مرات فغضبت ثومة وكادت تغادر المسرح إلا أن عازف الإيقاع الشهير بفرقتها " حسن أنور " شرح لها أن هذا الرجل صعيدى وأنهم فى الصعيد يقلبون حرف القاف إلى جيم فهو يقصد يا قاموس المغنى فضحكت أم كلثوم ونظرت إلى الرجل قائلة " فين العجول اللى تفهم ؟".

كانت ثومة تحيى حفلا بالصعيد وأثناء الغناء بدأت فى " السلطنة " وانتزعت التصفيق والآهات من الجمهور الى أن عكر صفو الحفل مستمع شديد الإزعاج و صاحب صوت عال جدا وكان يتحرك بصورة دائمة تفسد متعة المحيطين به وتشتت تركيزها على المسرح فنظرت نحوه، ووجدت شنبه طويلا ومهندما ومعتنيا به فقالت على الفور : " تصدق أن شنبك متربى أكتر منك".

لم تتعود أم كلثوم على التحدث الى الجمهور ولكنها كانت ترد على الناس أحيانا من خلال كلمات الأغنية التى تغنيها وأثناء الحفل الذى شدت فيه بأغنية >الف ليلة وليلة< طلب منها أحد المعجبين فى الصالة أن تعيد المقطع الذى تغنيه أكثر من مرة فأعادته ثم انتقلت الى المقطع التالى الذى تقول من خلاله " ما تعذبناش ما تشوقناش" فقاطعها قائلا " أعد يا ست " لتعود الى المقطع السابق فنظرت اليه وقالت " ما تعذبناش " ثم سكتت وضجت الصالة بالضحك وبالتصفيق الحاد وجلس المعجب صامتا حتى نهاية الحفل .

وفى إحدى الحفلات تناولت أم كلثوم "بونبوناية " قبل صعودها الى المسرح وجلست على مقعدها الشهير وعزفت الفرقة المقدمة الموسيقية وهى تطلب إعادتها اكثر من مرة حتى تنتهى مما فى فمها فصرخ أحد المستمعين قائلا: ما تغنى بقى يا ست" فأجابته من فورها : " أما تدوب " ولم يكن أحد يعلم ماذا تقصد وما الذى سيذوب!

التقت أم كلثوم فى إحدى حفلاتها بمدير مصلحة خفر السواحل وكان مهتما بمطاردة تجار المخدرات فبادرته قائلة : " كيف الكيف ؟ " فلم يفهم القفشة فقالت : "أنت مغروز فين من زمان " ، وعندما هنأها على الوصلة الأولى ردت قائلة:

>يعنى سمعتها ده أنا شايفاك كنت قاعد معسل فى الصالة< وتركها ليعود الى مكانه فنادته " أوعى تهرب أنا عايزاك " فقال " لأ ده انا لسه عايز أسمع " فأنهت حوارهما بقولها " طيب خلى نفسك معانا " .

حضرت ثومة ماتش كرة قدم فى الأربعينيات وبجوارها أحد الباشوات وكان قصير القامة وفتحت حقيبتها لتخرج منديلا فأراد أن يداعبها بالنظر داخل الحقيبة فقالت له على الفور: حاسب يا باشا أحسن تقع فيها.

غنت أم كلثوم فى حفل للمحامين وكان نقيب محامى دمياط " الفونس نيقولا " واقفا الى جوار خشبة المسرح بشعره الأبيض ووجهه الأحمر و أهداب عينيه الصفراء وأرادت أن تجعله يعود الى مقعده فقالت له " أقعد يا أحمر محامى " وضجت الصالة كلها بالضحك.

فى لقاء مع الضباط الأحرار تقدم اليها أحدهم و كان بدينا جدا وقال لها " إنت مش فاكرانى يا ست " فنظرت اليه وقالت " ح أفتكر إيه ولا إيه ؟ " .

كان مختار حسين من أبطال مصر الكبار فى رياضة رفع الأثقال و التقى بأم كلثوم فى احدى المناسبات بعد عودته من بطولة دولية أحرز فيها إنتصارا كبيرا لمصر وذهبت لتهنئته قائلة : مبروك يا مختار إنتم عملتم إنجازات كبيرة لمصر والناس كلها بتتكلم عنكم " ثم أضافت قفشة من قفشاتها " بينى وبينك حكاية شيل الحديد دى كويسة على الأقل تقدروا تشتغلوا شيالين فى محطة مصر لما تكبروا " فقال " امال يا أفندم صنعة فى اليد " .

فى جلسة من الجلسات أخذ وجيه ثرى يتحدث بفخر عن سيارته "البونتياك" الغالية التى ورثها عن أبيه بعد وفاته والراحل بدوره كان قد ورثها عن عمه الذى توفى بعد شرائها بشهر واحد فقالت له " يا سلام العربية دى زى الدنيا " فسألها " ليه؟ " أجابت " كل من عليها فان .

ذهبت أم كلثوم إلى الإسكندرية مع السنباطى ورامى والتقوا مصادفة بالفنان الكوميدى اسماعيل ياسين فى صيدلية بمحطة الرمل و كان يقف بجوار الميزان فسألته " وزنك كام ؟ " فقال " 78 زى الفل " فبادرته قائلة: لازم اتوزنت من غير بقك " فطلب منها أن توزن نفسها فنبهها رامى إلى أن ياسين سريع البديهة و خفيف الظل ويريد رد الإفيه بمثله فرفضت الصعود للميزان ففاجأها إسماعيل ياسين بقوله " أكيد نسيتى صوتك فى مصر ومش عايزة تتوزنى من غيره " .

أحد أصدقائها كان يشكو لها من آلام فى أسنانه وهى تستمع إليه باهتمام ثم قالت فجأة : أمال بتاكل مال النبى إزاى ؟.

 

23/02/2015 - 11:32:39

ياسمينا علواني : نعم أشبه كوكب الشرق ولكن لا أقلدها

حوار - نورا أنور

رغم مرور 40 عاماً علي وفاة كوكب الشرق أم كلثوم إلا أن صوتها مازال ملء السمع والأبصار وفي نفس الوقت جواز مرور لمواهب جديدة تنطلق في عالم الغناء، "ياسمينا علواني " هي أحدث الأصوات التي اتخذت من أغاني أم كلثوم منصة لانطلاقها نحو الشهرة والنجومية والتي قدمت نفسها كموهبة واعدة ببرنامج " آراب جوت تالنت" وأثارت مشاركة الموهبة الشابة ياسمينا علواني إعجاب العديد من المتابعين، وشبهها الكثير في مواقع التواصل الاجتماعي بخليفة أم كلثوم، لقوة صوتها والتشابه الكبير بينهما، علواني تبلغ من العمر 16 عاما، ومن محافظة الإسماعيلية ونالت إعجاب لجنة التحكيم التي أهلتها للأدوار النهائية من البرنامج بسبب قوة صوتها.

ما الذي شجعك علي الغناء لأم كلثوم؟

- بكل بساطة لو أن الغناء هرم لكانت أم كلثوم قمته ، أم كلثوم هى الصوت الخالد فى حياة الفن، هى صاحبة الصوت العريض فى مساحته الرائع فى عذوبته وهى الفنانة التى أحسنت اختيار الكلمة واللحن وأحسنت الأداء فكان hداؤها هو النموذج والمقياس الذى يقاس به نجاح أى مطرب وأن من يغنى لها يستطيع اداء كل ماهو دونها.

رغم صغر سنك تغني لأم كلثوم والفارق الزمني بينكما كبير ؟

- الصوت منحة من ربنا سبحانه وتعالى وهو من أعطانى هذه النعمة والقدرة على أداء أغانى أم كلثوم بهذا الشكل وأحمد الله على ذلك ..أم كلثوم لا تقتصر علي زمن محدد وروعة أغانيها وحسن معانيها وعذوبة ألحانها جعل الجميع يستمع اليها حتى الآن لانها خير من عبرت عن المشاعرالإنسانية، فقد غنت للحب والهجر ، والفرح والألم وللوطن وابتهلت إلى الله، وهذه معانى ثابتة فى كل الأزمنة.

لماذا لم تقدمى أغاني تناسب عمرك؟

- هذه الأغاني تناسب عمرى فمن المؤكد انى سوف أؤدىها مستقبلا كما أغنى لمطربين معاصرين الآن رغم هذا سوف تبقى أم كلثوم هى المثل القدوة في حياتي.

من الذي قام بتدريبك علي الغناء لسيدة الغناء؟

- فى البداية كنت أغنى لأم كلثوم بطبيعة الحال وايضا وجدت والدى يحب أغانيها ، وكانت أول اغنية " القلب يعشق كل جميل "وبعد ذلك جاءت مرحلة الأوبرا واهتم بي المايسترو سليم سحاب وعلمنى أسس الغناء الصحيح.

ما هي أحب اغانيها؟

- كل أغانيها جميلة عظيمة إلا أنى أحب بشدة "الاطلال، هذه ليلتى، ألف ليلة وليلة، عن العشاق، الرضا والنور، القلب يعشق كل جميل".

هل تغني لأم كلثوم بطريقتها أم بطريقتك؟

- اغنى بطريقتى وبصوتى وإحساسى ومع الالتزام باللحن، وربما أشبهها ولكنى لست هى ولا أقلدها إنما اغنى أغانيها.

هل أصدقاؤك من هم في سنك يتقبلون غناءك لأم كلثوم؟

- صغار السن يحبونها خصوصا فى الاغانى ذات الايقاع السريع مثل اغنية يا ليلة العيد، هي تعتبر مصدر البهجة للاطفال قبل الكبار ، بابا دائما يقول ان العرض يخلق الطلب بمعنى ان الاغانى الجيدة إذا انتشرت سوف يكون لها جمهورها الذى يحبها وهذا ما حدث مع اصدقائى .

عندما تجلسين بمفردك لمن تغني وتسمعين؟

- أجد نفسى تلقائيا أغنى أغانى أم كلثوم واحيانا كثيرة ايضا اغنى لغيرها من المطربين سواء القدامي أو المعاصريين وذلك بحسب الحالة المزاجية والنفسية المسيطرة حينها.

الكواكب المصرية في

23.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)