كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

(الكواكب ـ عدد خاص)

2 بكوات وشاعر وفاطمة .. وأم كلثوم

كتب - يحيى تادرس

 

23/02/2015 - 11:15:54

غاوي أنا قراءة تيترات أفلام الأبيض والأسود بشغف فهي - تلك التيترات تتيح لي معرفة جوانب من تاريخ السينما - كما أن قراءتى لأسماء الفنانين والممثلين تجعلني أفكر في ضربات الحظ أو سوئه- التي تجعل من بعض الكومبارس نجوما لامعين.. ومن بعض النجوم.. منطفئين.

من أغرب التيترات التي لفتت انتباهى- فيلم >فاطمة< حيث هناك >2< بكوات يتصدران العناوين.

مصطفي أمين بك صاحب قصة الفيلم

سليمان بك نجيب أحد الممثلين بالفيلم

...

وفاطمة هي البداية - ليس لأن الذي قام بالبطولة السيدة >أم كلثوم< ولكن لاشبع فضول >أجيال< كانت تتساءل ... من هي فاطمة الحقيقية ومن هنا - أبدأ

....

غنت أم كلثوم وأبدعت في اغنيتها:

أحب تاني ليه.. وأقول لقلبي إيه

كان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله

سنين بحالها.. مفيش جمالها.. في حب قبله

.....

فإذا كنت - باعتبار ما كان - من عشاق صوت فريد الأطرش فلا شك قد سمعت واستمتعت ورددت :

حبيب العمر حبيتك .. وأخلصت في هواك عمري

...

أما إذا كنت >وهابي< - أي من >مريدي< الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي شدا:

إنت وعزولي وزماني.. حرام عليك

...

بلاش هذا الجيل العملاق

....

ودعنا نستمتع حين نسمع عبدالحليم حافظ:

في يوم من الأيام.. كان ليّ قلب

ويا المحبة هام .. وياريت ما حب

قسوة حبايبي مغلباني .. أوع ياقلبي تحب تاني

في يوم من الأيام

أما لماذا تلك المقدمة الطويلة.. فلأن المؤلف .. هو الشاعر الرقيق >مأمون الشناوي< - أما لماذا كتبها ولمن أبدعها

حبا .. وهجراً .. وعشقا ... وعذابا..

هنا تبدأ حكاية ... >فاطمة<

وفي اعترافاته أو مذكراته أو ذكرياته أو أحاديثه مع أ. مصطفي أمين >أو مصطفي أمين بك< حين يسأله

-... كم مرة أحببت في حياتك؟

- ... مائة مرة .. وتزوجت مرتين

.....

كان حبه الأول فكانت بطلته >بنت الجيران< التي كانت تسكن أمام بيته في حى >السيدة زينب<.

حاول أن يحدثها في التليفون - لكنه أكتشف أن ليس في بيتها تليفون >بالطبع حدث هذا قبل الموبايلات والـ S.M.S حاول أن يكتب لها خطابا يعبر فيه عن حبه - لكنه يكتشف أن الحبيبة .. لا تقرأ ولا تكتب....

....

ماذا يفعل العاشق الولهان..؟

... يكتشف أن هناك >فرحاً< سيقام في الحي - وأن الذي يحيه >الفنان القديم - الموسيقار محمد صادق< - وكان بالصدفة - صديقا له.

... يكتب أغنية - ويطلب من صديقه - أن يلحنها ويغنيها ... وكانت هي الأغنية الأولي التي يكتبها:

دبلانة بين الأدين .. ياوردتي

.....

وفي الفرح ... يطرب المعازيم ويطلبون - المطرب أن يعيد ويزيد في اللحن صائحين

كمان يا وردتي

... الكل اهتز .. ما عدا الحبيبة المقصودة

.. ويحدث الحب.. ويولد .. شاعر الحب

ومن هنا يبدأ حب أكبر .. لفاطمة ..

...

كانت أجمل فتيات السيدة ... طويلة القامة .. سمراء - في عينيها جاذبية.. تجسد سحر الأنوثة الغامض - وكان ما يميزها .. خفة دمها... ومأمون بطبعه خفيف الدم

... وكانا يتبارزان معا في السخرية من كل الناس - فإن لم يجدا مجالا للسخرية منهم ... كانا يسخران من نفسيهما!

....

سبع سنوات >سمان< يستمر الحب ولكن تتركه الحبيبة ذات يوم ... وتغلق فى وجهه النافذة!

وهنا تشتعل قريحة الشاعر فيكتب:

تكره تحب مافيش فايدة ... ماراحت النار القايدة

....

وتفهم >فاطمة< أنها المقصودة

.. ومن جديد.. تشتعل نار الحب

....

ويبدأ الشاعر في شق طريقه.. وكانت الخطوة الأولي في نجاحه مع المطرب >محمد عبدالوهاب<.

يدعوه الأستاذ إلي بيته

- أنا معجب بالأغاني اللي كتبتها للفنان محمد صادق وعندي لحن عايزك تعمل لي عليه غنوة..

وأخذ يدندن:

ياملوخيا يابدنجان

... ويجلس الشناوي ويكتب:

إنت وعزولي وزماني حرام عليك

... هل أستمر في حكاية مشوار الشناوي الأكثر من مثيرة - أم انتقل إلي ارتباطه بأم كلثوم خاصة والمناسبة مناسبتها- والمجلة بأكملها مخصصة

لها؟

....

.. يتصل به الخواجة الياس صاحب شركة >بيضافون<

- أنا يسعدني أكتب معاك عقداً .. أنت شاعر عبقري.. اتفضل امضي العقد.. لكنه تريث حتي يقرأه.

4 جنيهات مقابل الأغنية الواحدة.

كام؟!

- احمد ربنا .. احنا بنكرمك علشان خاطر أ/ عبدالوهاب

... إنت عارف أحمد رامي شاعر أم كلثوم بيقبض في الأغنية كام!

... ويفتح ملف الشاعر الكبير

..>2 جنيه< جنيهان لا غير مقابل الأغنية للسيدة أم كلثوم!

ويشعر >الشناوي< بالفرحة إذ يتقاضي أجراً >ضعف< أحمد رامي!

وكان >رامي< يقدم لأم كلثوم أغانيه مجاناً.. وكانت أم كلثوم - تلح عليه أن يتقاضى مقابلاً لأغانيه وكان يرفض:

أنا لا أتقاضي ثمن حبي

....

.. ويبدأ مع اسمهان

- أنا طالبة غنوة عن القهوة

- قهوة سادة .. زيادة .. ع الريحة ويكتب:

قهوي .. أنا أهوي

يامين يجيب لي أهوي

...

وبعدها يكتب

إمتي ها تعرف إمتي.. إني باحبك إنت

....

وبعد رحلة طويلة من الأغنيات والمطربين والمطربات كان يحلم بأن يكتب لأم كلثوم ولكن كيف؟

.. يكتب لها في البداية أغنية أول همسة وتطلب منه تعديلات.. لكن يرفض ويعرضها علي فريد الأطرش .. ويتكرر نفس الموقف في أغنية الربيع

.. تطلب تعديلات .. يرفض.. ويغنيها فريد الأطرش:

- إنت ليه موش بتوافق علي التعديلات اللي بأطلبها؟

- لو حضرتك دخلت معرض صور وأعجبتك صورة.. هل تأخذينها كما هي أم تطلبين من الرسام أن يجري عليها تعديلات!

.....

لكن أنا اللي باغني وأواجه الجمهور ولابد أن أكون مقتنعة

.....

وتقنع الشناوي ويكتب لها:

أنساك ياسلام.. أنساك ده كلام

...

لكن أم كلثوم تتوقف عن المقطع:

واعمل في حبك إيه وأعمل في روحي إيه

وتطلب منه تعديلا

وأعمل في حبك إيه ... وأقول لقلبي إيه

...

وبعدها يكتب لها

..... كل ليلة وكل يوم

... وتتوقف أم كلثوم عند مطلع :

اكتب لي قل لي إنت فين

وتعترض أم كلثوم

... أزاي أطلب من حبيبي أنه يكتب لي

إفرض إنه مابيعرفش يقرأ ولا يكتب!

.. ويعدل في الأغنية

ابعت لي قل لي إنت فين لو تقدر

.....

ورغم طول مشواره مع أم كلثوم - سأتوقف عند أغنية:

ودارت الأيام

- عاوز كام

- موش عايز ولا مليم... عايز 4% من دخل الأغنية

وتوافق.. وبعدها يصبح بهذا الدخل... من الأثرياء

....

ويكتب لعبدالحليم

خايف مرة أحب

.....

وتسأله زوجته >فاطمة< - بعد مضي >40< سنة علي زواجهما

- هل هو في حالة حب جديدة؟

ويرد مأمون:

هوه اللي يحبك ... يحب تاني؟

... وتعجبه الجملة ويكتب:

كان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله .. سنين بحالها .. مافيش جمالها في حب قبله

أحب تاني ليه.. وأقول لقلبي إيه

....

تلك هي فاطمة وحبه الكبير لها والتي كان مصطفي أمين بك يعرف تفاصيلها فيكتب >فاطمة< وفي التيترات

فاطمة

.. مصطفي أمين بك

... سليمان بك نجيب

 

23/02/2015 - 11:17:50

حمل عنوان أم كلثوم – الخالدة .. أول أعداد الكواكب بعد رحيل الست

كتب - محمد جمال كساب

عقب وفاة أم كلثوم مباشرة أصدرت مجلة «الكواكب» عددا خاصا حمل رقم 1228 بتاريخ 11 فبراير 1975، تحت عنوان" أم كلثوم: الفنانة الخالدة".

رصدت خلاله ألبوما كاملا للصور التى شهدت على حياتها من البداية إلى الخلود، ومقالات لعدد من الكتاب والفنانين من بينهم، كمال النجمى وعائشة صالح وسيد فرغلى والموسيقار محمد عبدالوهاب والشاعر كامل الشناوى، وغيرهم تناولوا عبر سطور مقالاتهم علاقتهم بها، ورأيهم فى فنها وسماتها الشخصية والفنية والإنسانية والدينية، إضافة إلى جنازتها المهيبة التى عبرت عن حب العالم كله لكوكب الشرق.

جاء مقال كمال النجمى بعنوان "خاتمة المطربات ولكن" الذى أثنى فيه على أم كلثوم باعتبارها أعظم عبقرية غنائية لم يأت مثلها على مدار 1000 عام فى تاريخ الغناء العربى، فصوتها الفذ يجعلها قديسة عند المستمعين.

أما الكاتبة عائشة صالح فسردت فى مقالها " أسرار أم كلثوم"سر هذا الصوت الجبار الذى منحها الخلود والأسلوب المميز، وفجر رغبة قوية فى الاستماع إليها، ليصبح صوتها غريزة فى حياة المجتمع العربى، فعندما تبدأ أم كلثوم الغناء، يمتنع جمهورها عن الكلام ويجلس مستمعا 5 ساعات متواصلة، ليستمتع بثلاث وصلات غنائية مرة كل ساعة ونصف الساعة فى ليلة واحدة من العاشرة صباحا وحتى الثالثة عصرا، وهذا دليل على جاذبية وسحر صوت كوكب الشرق، حيث قدمت ما يزيد على 700 أغنية متنوعة تجمع بين القصائد الدينية ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم وشعائر الإسلام المجيدة، كما أمتعت جمهورها بالأغانى الوطنية والرومانسية وغيرها، باحترامها للفكرة والكلمة واللحن والأداء وبلغة عربية فصيحة، جعلتها محورا ومذاقا لملايين المستمعين منذ عام 1910 حتى الآن، يحاكى فى تأثيره خطب الزعماء أمثال مصطفى كامل وسعد زغلول وجمال عبدالناصر.

وتحدث الموسيقار محمد عبدالوهاب عن أم كلثوم فى مقاله" أم كلثوم وسواسة أكثر منى" متناولا علاقته به وذكرياته معها ومميزات شخصيتها وعظمتها فى ذوقها الأسطورى فى اختيار أغانيها وألحانها.

ويحكى الشاعر كامل الشناوى تحت عنوان قالت لى أم كلثوم عن ذكرياته معها، واللقاء التاريخى بينها وبين محمد عبدالوهاب فى أغنية" أنت عمرى" التى حققت نجاحا كبيرا.

وتحت عنوان «أحداث هامة فى حياة أم كلثوم» أوضح الكاتب الصحفى حسين عثمان أنه برحيل أم كلثوم ، انطفأت الشمس، واستسلم جسدها للموت ولكنها ستظل خالدة خلود الزمن، وهناك الكثير من الحوادث البارزة التى تستحق تناولها لأنها من القيم الكريمة الساطعة فى حياتها، منها أثناء قيامها بالحج عام 1950، سرق مجموعة من اللصوص فيللتها بالزمالك، وألقت الشرطة القبض عليهم، وفور عودتها من البيت الحرام إلى مصر، ظلت تسأل عن الأسباب التى قادت اللصوص لارتكاب جريمتهم، هل الفقر أم الحرمان؟!، فغلبت الجوانب الإنسانية فى حكمها على من سرقوا فيللتها، فتنازلت عن حبسهم، لعلهم يفيئوا إلى أمرهم، ويعودوا إلى رشدهم، ويعالجوا دوافع الجريمة لديهم، كما يشهد التاريخ لأم كلثوم دورها الوطنى بعد نكسة 1967، حيث سجلت عدة أغانى بالإذاعة المصرية لتشجيع الجنود على القتال، من أجل تراب مصر، كما أعلنت عن تأسيس جمعية" التجمع الوطنى للمرأة المصرية" لجمع التبرعات من المحافظات والدول العربية، لصالح المجهود الحربى.

وكانت سيدة الغناء العربى تقول:

الآن تغيرت فكرة أن الفنان دوره فى تسلية الناس والترفيه عنهم فحسب، فموقعه الآن فى المقدمة مع الجنود وطلائع النضال، لأن الفنان الحقيقى كتلة من المشاعر والأحاسيس التى تنفعل بكل ما يجرى حولها، وعليه ان يقدم روحه ونفسه من أجل خدمة القضية الوطنية.

ويتناول سيد فرغلى فى مقاله " 50 عاما من العطاء الفنى لأم كلثوم" رحلتها مع الغناء منذ بدايتها مع الشيخ أبوالعلا محمد، وأبرز الشعراء والملحنين الذين تعاملت معهم، إضافة إلى تدريبها على العزف على العود مع مدرس الموسيقى محمود رحمى، فأجادت العزف عليه وراودتها فكرة التلحين فكلفت الشاعر أحمد رامى بكتابة أغنيتين " طقطوقة" " على عينى الهجر" ومونولوج " يا نسيم الفجر ريان الندى" ولحنتها وسجلتها على اسطوانات، ورغم تشجيع أصدقائها لها على هذه الخطوة إلا أنها قررت التخصص فى الغناء ولم تعاود التجربة مرة أخرى.

أما مقال " القرآن فى حياة أم كلثوم" فكتبه الكاتب الصحفى عزت الأمير متناولا فيه علاقتها بالدين الإسلامى منذ طفولتها، عندما تعلمت فى الكتاب وحفظت القرآن، مرورا بغنائها التواشيح الدينية، وإيمانها الراسخ بالله الذى منحها الموهبة، فقد كانت حريصة على الصلاة وشكر الله قبل وبعد حفلاتها، والمداومة على ختم القرآن فى رمضان، وصوم الاثنين والخميس من شهرى رجب وشعبان، كما يذكر الأمير غناءها على مسرح الأوليمبيا بباريس الذى حققت به نجاحا كبيرا، فقامت إلى غرفتها بعد انتهاء الحفل، وتصفيق الحضور لها، لتسجد بين يدى الله شاكرة، مما جعل الصحف الفرنسية تطلق عليها لقب " راهبة الإسلام"، لأنها أول مطربة عرفوها تخرج من المسرح لتصلى شاكرة فى غرفتها.

وهناك تقرير يحمل اسم " نادى أم كلثوم يبدأ من جديد" يشرح إنشاء أول ناد لأصدقاء أم كلثوم عام 1963 من خلال مجموعة من المعجبين الذين بحثوا عن شقة لتأجيرها وشراء أجهزة للتسجيل وعرضوا على الشاعر أحمد رامى أن يتولى رئاسته شرفيا، حيث كان الاجتماع الأسبوعى يوم الخميس، ومن الطريف أن النادى وضع لائحة خاصة وشروطا للعضوية، منها أن يكون العضو مداوماً على الاستماع لأم كلثوم لمدة لا تقل عن 20 عاما، ويحفظ أغانيها عن ظهر قلب، ويعرف أسماء ملحنيها ومؤلفيها، وكذلك ترتيب أغانيها وتواريخ إذاعتها، ويلم بكل ما له علاقة بحياتها الخاصة والعامة.

وروى تحقيق صحفى آخر بعنوان " الناس وأم كلثوم" علاقة بعض الأشخاص بها، ممن تعاملوا معها، مثل " سائقها الخاص"، " الطباخ"، " البواب"، " الجيران"، وتحدثوا من خلال التحقيق عن علاقتهم بها وصفاتها الإنسانية، ليؤكدوا أنها كانت حنونة وطيبة القلب، تكثر من الأعمال الخيرية فى السر والعلن.

ويسرد الصحفى صبرى الزلفى مجموعة من الصور فى مقاله " قرية أم كلثوم والأيام الحزينة" لحالة الحزن التى أصابت المواطنين فى مدينة السنبلاوين وقرية طماى الزهايرة التى ولدت فيها و10 مدن و600 قرية أخرى بمحافظة الغربية، خرج مواطنوها لا يملكون التغلب على دمعتهم، ففاض البكاء، وانهمرت الدموع، وزادت حالات الإغماء.. عند وداعهم لقيثارة السماء إلى الأبد.

وفى النهاية تناولت مجلة «الكواكب» بالصور جنازتها المهيبة تحت عنوان " القاهرة تودع أم كلثوم" .. واحتشد ما يزيد علي نصف مليون شخص فى ميدان التحرير يتقدمهم رجال الدولة والوزراء والفنانون، والإعلاميون، وجميع أطياف الشعب الذى حزن لفراقها حتى توارى جثمانها التراب، ليبقى فنها خالدا لآخر الزمن.

 

23/02/2015 - 11:19:03

ثومة تسأل إحسان عبدالقدوس فى تسجيل نادر:

إيه الفرق بين الجيل القديم والجيل الجديد؟

أعد التسجيل للنشر .. محمد المكاوى

في النصف الثاني من الستينيات وفى إطار تنافس المحطات الإذاعية على اجتذاب أكبر عدد من المستمعين، نجحت إذاعة صوت العرب فى أن تجعل كوكب الشرق >أم كلثوم< مذيعة تحاور نجوم الفكر والفن والثقافة، وهذا التسجيل الذى لا تتجاوز مدته ثمانى دقائق فقط، تحاور فيه الأديب الراحل إحسان عبدالقدوس، ودار بينهما الحوار حول الجيل الجديد والجيل القديم والفرق بينهما، ووضح فيه انحياز سيدة الغناء العربى أم كلثوم للجيل الجديد، بينما لم يجد الكاتب الكبير فرقا بين الجيلين رغم تغيير الظروف المحيطة بكل جيل، وبالطبع لم يخل الحوار من بعض الضحكات وبعض القفشات والتعليقات التى عرفناها عن ست الكل.. وإليكم الحوار.

أم كلثوم: هاسألك أسئلة جامدة شوية؟

إحسان عبدالقدوس: >يضحك

أم كلثوم: انت دايما بتتكلم عن الجيل الجديد ومتحمس لكل حاجة جديدة.. إيه السبب؟ ورأيك فى الجيل الجديد إيه؟ وإيه الفرق بينه وبين الجيل القديم؟

إحسان عبدالقدوس: الحقيقة أنا ما بفرقش بين الجيل القديم والجيل الجديد تفريق ثابت، وما فيش حاجة فى نظرى اسمها جيل قديم وجيل جديد.. يعنى مش العمر هو اللى بيخلق الناس، فيه فى الجيل القديم بتاعنا فيه ناس كويسين قوى وناس ناجحين قوى وفيه كمان ناس ما نجحوش ولم يوفقوا.. الجيل الجديد كمان كده.. فيه ناس ناجحين قوى ويمكن ينجح قوى، وفيه ناس يمكن ألا يوفقوا، انما رأىى أننا نحكم على الجيل الجديد بظروفنا وليس بظروفه هو وده بيعمل القلق وبيعمل الأحكام اللى ممكن ألا تكون صحيحة، يعنى مثلا أنا أشوف شاب من الجيل الجديد مثلا بيعمل كذا وكذا وكذا، ويتهيأ لى أنا نفسى لما كنت فى سنه، كنت بعمل إيه؟ وأقيس بقى ما كنت أعمله على ما يعمله، وده فى رأىى مش صح لأن الظروف اللى عشت فيها والظروف اللى مريت فيها، تختلف عن الظروف اللى هوه عايش فيها والظروف اللى هوه بيتحرك فيها.

أم كلثوم: لكن أنا بشوف أن الجيل الجديد واع أكثر من الجيل القديم؟

إحسان عبدالقدوس: لا .. ما نقدرش نقول كده، صحيح فيه فى الجيل الجديد شبان واعيين جدا، وبنوا نفسهم على دراسات مهمة ودراسات ثمينة ودراسات عميقة، انما كمان فيه فى الجيل الجديد ناس بتلعب، وما عندهاش العمق زى إحنا فى الجيل بتاعنا، كان فيه ناس دارسين قوى وبيفكروا بعمق وبيوصلوا وبينجحوا وكان فيه ناس لا يساوون شيئا، وما عندهمش كل القيمة دى، وزى ما بقولك هى الأحكام واحدة.. يعنى أنا نوبة كتبت إن فيه ناس عندهم 60 سنة أو 65 سنة وطريقة تفكيرهم أكثر تقدما من شبان عندهم 20 أو 25 سنة.

أم كلثوم: يعنى فى الجيل القديم والجيل الجديد .. فيه الكويس وفيه الوحش؟

إحسان عبدالقدوس: آه .. بالضبط

أم كلثوم: لكن على العموم.. الجيل الجديد الحياة تتقدم ومتاحة له، للفهم وللدرس وبشوف إنهم أوعى وأكثر تفهما لكل حاجة، ويتكلموا فى كل حاجة وبعدين أنا بشوف إن الجيل الجديد صريح عن الجيل القديم، بمعنى أنه الجيل القديم كان الولد من دول بيشرب سجاير وبيعمل كل حاجة لكن مش قدام أهله.

إحسان عبدالقدوس: آه.. صحيح

أم كلثوم: لكن دلوقت بيقدر يعمل كل حاجة قدام أبوه وقدام والدته وأنا فى نظرى مش كذب.

إحسان عبدالقدوس: لا.. مش كذب.

أم كلثوم: آه ؟

إحسان عبدالقدوس: أنا بأعتقد إن ده كله نتيجة التطور، يعنى الجيل اللى جاى بعد الجيل الجديد ده. يعنى أولاد أولادنا وأولاد أولاد أولادنا هايبصوا يلاقوا إنهم أكثر تطورا وتقدما فى الحياة عما قبلهم.

أم كلثوم: من الناحية دى أنا بأفضل الجيل الجديد لا أتكلم عن نجاحه أو فشله، انما أتكلم عليه من ناحية إنه واعى وصريح ومنفتح.. حاجة ثانية غير الجيل القديم؟

إحسان عبدالقدوس: أقولك على حاجة وأنا صغير مثلا، كنت متربى فى بيت جدى، وجدى كان رجل من الأزهر ومتدين جدا، كانت لو بنت صغيرة من البنات اللى فى سنى وأنا عندى 8 سنوات بصت من الشباك، كانوا يدونى أنا عصاية عشان أضربها لأنها بصت من الشباك.

أم كلثوم: طب وجدك ليه ما يضربهاش.. >تضحك<؟

إحسان عبدالقدوس: عشان يربونى على التقاليد بتاعتهم، طبعا أنا مقتنعتش بالكلام ده والجيل كله لم يقتنع والنهاردة البنات تعيش فى حرية.

أم كلثوم: طب ياسيدى.. نتنقل من النقطة دى لنقطة ثانية؟

إحسان عبدالقدوس: بس قبل ما نتنقل مش ممكن أنا أتمتع بأم كلثوم وأسمع حاجة دلوقت.

أم كلثوم: منى أنا ؟

إحسان عبدالقدوس: آه .. لازم، امال أسمع إزاى.. أبقى قاعد مع أم كلثوم وما أسمعش حاجة..

أم كلثوم: بس النهاردة أنا باذيع مش بأغنى؟

إحسان عبدالقدوس: معلهش. بس إنت مهما أذعتى فأنت أم كلثوم ما فيش شك، وأنا نفسى أسمع المقطع الذى تغنى فيه >القمر من فرحنا بينور أكثر<.

وهنا ينساب لحن أغنية >فكرونى< التى كتب كلماتها الشاعر الرائع عبدالوهاب محمد وألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب، وثومة تغنى.

القمر من فرحنا بينور أكثر

والنجوم حتبان لنا أجمل وأكبر

والشجر قبل الربيع حنشوفه أخضر

واللى فات ننساه وننسى كل أساه

ياللا نلحق من الزمن أيام صفاه

الحياة من غير لقانا مش حياة

وإحنا مش حنعيش ياروحى مرتين.

 

23/02/2015 - 11:20:39

تحدث عنها فى 100 ندوة ..

محفوظ عبدالرحمن : هناك قصص لم ترو عن أم كلثوم

حوار - أمينة الشريف

الكاتب محفوظ عبدالرحمن .. رغم كثرة وتنوع أعماله الدرامية .. إلا أن اسمه أصبح مرادفاً لاسم أم كلثوم .. إذا حضرت سيرتها .. يتوارد إلي الأذهان علي الفور اسم محفوظ عبدالرحمن.. استغرق سنوات طويلة فى القراءة والبحث والتدقيق حتي خرج مسلسله أم كلثوم بالشكل الذى شاهدناه عليه .. اختارها نموذجا حيا لامرأة مصرية بدأت من قاع الريف حتى وصلت إلي العالمية.. في هذا الحوار نستعيد معه بعض ذكرياته عن مسلسل أم كلثوم غير المسبوق عنها.. كما يسرد لنا بعض المواقف والمفارقات..

قدمت مسلسل " كوكب الشرق" واستغرق منك سنوات فى كتابته .. هل تعتقد أن هناك الكثير لا نعرفه عن السيدة أم كلثوم ؟

- عندما نقدم عملاً يتناول حياة شخصية مهمة ولامعة وقدمت أعمالاً متنوعة مثل أم كلثوم، بالتأكيد مهما قدمت أعمالاً عن سيرتها الذاتية، تظل هناك مواقف وقصص كثيرة لم ترو، مثال نابليون بونابرت فأنا شاهدت له 3 أفلام ، وفى اعتقادى حتى ولو شاهدت 10 أفلام أخرى لا تكفى لتناول حياة بونابرت كاملة. وفى بعض الاحيان تختلف زوايا طرح الفكرة من مخرج لآخر، فكل مخرج يرى العمل من وجهة نظره، وفى اعتقادى أنه من الممكن تقديم أم كلثوم >ثانى وثالث ورابع< بوجهات نظر مختلفة.

إذا رغبت فى تقديم عمل آخر عن أم كلثوم ماذا تتناول فيه بخلاف ما قدمته من قبل؟

- فى اعتقادى أننى قدمت كل ما عندى وبتفان واخلاص شديدين جدا، ولذلك عندما أجد حاليا كتاباً لأم كلثوم اتجنبه، وأكتفى بسماع صوتها فقط، بالإضافة إلى أنى قدمت ما يزيد على 100 ندوة عن أم كلثوم فى عدة دول ، وعلى سبيل المثال قدمت ندوة فى دولة الاردن واستغرق الحوار التليفزيونى لساعات طويلة مقارنة بنظائره من البرامج، مما أثار القلق لدي فقمت بسؤال أحد القائمين على البرنامج، وعلمت وقتها أن وزير الإعلام هو من سمح لنا بالحديث الممتد لقرابة الـ 4ساعات متواصلة، كما اننى عقدت ندوة أيضاً فى باريس عن كوكب الشرق.

حدثنا عن ندوة باريس .. وما هى ملاحظاتك عليها ؟

- كانت أغلب الأسئلة فى إطارها العادى المعتاد والمتكرر وأغلب السائلين كانوا مصريى الجنسية، ومنهم من قال لماذا لم تذكر فى المسلسل أن أم كلثوم قامت بإحياء حفل زفاف مصطفى النحاس، وآخر قال لماذا لم تقل إنى قمت بخطبتها، واتصور عندما تقدم عملاً تاريخيا يجب أن نهتم بالجزء الدرامى فى العمل ونحرص على إثارة الجمهور لنحظى بتفاعله ومشاهدته للعمل بشكل جيد ،

.. وأذكر أننى اختلفت فى بداية الامر مع ممدوح الليثى فى عدد حلقات المسلسل، حيث إننى كنت أرغب فى تقديم أم كلثوم فى 15 حلقة، مما أثار غضبه وطالبنى بزيادة الحلقات لـ 20 حلقة، وفى النهاية قدمنا السيرة الذاتية لكوكب الشرق على مدار 34 حلقة، حرصت من خلالها تقديم شخصية أم كلثوم الانسانة التى تتمثل فى بنت فقيرة تُغنى من أجل الحصول على " جنيه ونصف جنيه" ، وعندما تقاضت أجراً " 5 جنيهات"، حصلت على إجازة من المنزل لمدة أسبوع

كما التحقت بالكتاب وحفظت القرآن الكريم ، وظلت فى تحديات حتى أصبحت أكبر نجمة فى تاريخ العالم أجمع ، وجاء ذلك بمساندتها من قبل الكثيرين مثل محمد القصبجى الذى ترك ما وراءه لكى يقف بجوار أم كلثوم وظل يلحن أغانيها ويقود فرقتها، وأحمد رامى الذى كان دائما يجلب لها عدداً من الكتب كل أسبوع لقراءتها ومن ثم يناقشها فيها، وفى المقام الأول الفضل يعود للشعب المصرى.

مثل فاتن حمامة الجمهور صنع نجوميتها، ولما عملت فيلم " لا أنام" الناس زعلت وقررت الا تقدم مثل هذه النوعية مرة أخرى، وكانت حريصة انها ترى المزاج العام، وأم كلثوم نفس الشئ، وكانت خائفة إلى آخر يوم غنت فيه ، خائفة من الجمهور ألا تخسره، فهى صناعة مصرية .

هل استشرت عالم اجتماع يقوم بتحليل شخصية ام كلثوم ؟

- أنا كاتب ودارس علم نفس واجتماع، وقبل ان أفكر فى الكتابة قرأت الكثير من الكتب ، ودائماً كنت أتأمل نفسى فالكاتب مراقب بطبعه ، وقضيت فترة من عمرى لا أعترف بأننى أمتلك موهبة الكتابة، وقمت بقراءة الكثير فى علوم النفس.

واذكر فى حصص علم النفس كان المدرس يقول لى : " قوم اشرح لهم، وكنت دائماً فى غاية الحرج من زملائى".

ماذا توصلت فى تحليلك النفسى لأم كلثوم ؟

- فى اعتقادى أن صلابتها ومقاومتها يرجعان إلى البناء الأول القروى ، التى تصنع إنساناً محافظا على القيم والمبادئ التى لا يمكن له أن يحيد عنها، بالاضافة الى انها بدأت حياتها الفنية فى وقت مبكر، مما ساعدها على تحمل المسئولية وزرع بداخلها التحدى والرغبة فى النجاح ، وظلت طوال حياتها فى تحد وإصرار على النجاح والبقاء على قمة الساحة الغنائية فى العالم العربى، بالإضافة إلى انها كانت شديدة الاهتمام بعملها، وعندما انتقلت إلى القاهرة بصحبة أسرتها ظلت محتفظة بحياة القرىة، وكانت حريصة على تناول الـ " خس" و" الجعضيض" فى يوم الجمعة من كل اسبوع ، وكانت هذه الأطعمة هى الوجبات الأساسية للطبقات الفقيرة فى المجتمع، كما كانت تحرص على السير " حافية الأرجل" فى المنزل وتمارس حياتها بمنتهى التلقائية والبساطة .

.. وأذكر أنها عندما وصلت القاهرة كان عمرها يناهز الـ 20 ، وكانت تمتلك " أجندة" مدون بها الأشياء المباحة والمسموح بها والأشياء المحرم عليها فعلها ، فهى كانت إنسانة صادقة وبسيطة ، وأؤكد أنه ليس صحيحاً ما يقال عنها إنها كانت تتعاطى "المخدرات" ، فإذا كانت كذلك ما كانت تستطيع أن تستمر فى نجاحها وتظل باقية بفنها حتى وقتنا هذا، كما أنفى عنها تهمة التسبب فى قتل " أسمهان " ، لأن أسمهان كانت تتعاون مع المخابرات الإنجليزية والألمانية، وبالطبع لا يجوز الجمع بين جهازين بهذه الأهمية ، فكان من المنطقى والمتوقع - اغتيال أسمهان عاجلا ام أجلاً ، وفى اعتقادى ان اسمهان كانت ميسورة الحال ، ولم تكن فى حاجة للمال، ولكن فى حاجة لمغامرة ، والانجليز هم من قتلوها وهم أيضا من ألقوا بهذه التهمة على كوكب الشرق .

حدثنا عن خفة ظل السيدة أم كلثوم ؟

- ام كلثوم كانت خفيفة الظل لدرجة غير عادية ، وروى لى فهمى عمر الرئيس الأسبق للاذاعة نكتة وذكر فيها عندما كانت تسكن فى " فندق" بوسط المدينة، كان هناك باب >دوار< وأثناء خروجها فى إحدى المرات وكانت ترتدى >ملابس رجالى< اصطدمت بمحمد الموجى ، فقال لها " كنت بفتكرك ست" ، وهى ردت قائلة : >وأنا كنت بفتكرك راجل< ومن هنا بدأت صداقتهما التى استمرت لأعوام طويلة .

ماذا عما تردد بشأن حرصها الشديد ؟

- لم تكن بخيلة على الإطلاق ، أولا انا لم أكن مهتماً بهذا السلوك لانها قضايا شخصية ينتهى الكلام فيها بموت الشخص.

هل كانت ترغب فى الحصول على منصب فى السلطة ؟

- لا ، ولكنها كانت ترغب فى التقرب إلى السلطة فقط ، كى تكون بمثابة درع الحماية لها، فكانت تطمح فى ان تبقى فى حماية السلطة .

إذا أردنا الربط بين أم كلثوم والحب ..فهل تعتقد أنها هى مطربة الحب ؟

- كان أغلب المطربين فى هذه الفترة يقدمون الأغانى العاطفية، ولكن أم كلثوم غنت للوطن أيضاً ، ومن العوامل التى ساعدتها فى ذلك معاصرتها لشعراء قادرين على أن يبدأوا الطريق معها على سبيل المثال احمد رامى وبيرم التونسى واحمد شوقى هم من ساندوها بالعديد من القصائد ، ومنها "شمس الاصيل" لبيرم التونسى

كيف استطاعت أن تغنى بهذه المشاعر والأحاسيس ، ولم يدق الحب بابها ؟

- لا يشترط ان تكون عاشت قصة حب وعلى خلاف عبارة " فاقد الشئ لا يعطيه " ،فهناك حكمة اخرى تقول "فاقد الشئ هو الذى يستطيع ان يعطيه" .. الحرمان من الحب هو الذى يجعل ام كلثوم تغنى عن الحب .. وبالتأكيد كانت اغانيها صادقة جدا لان الصدق ينبع من تصديق الاغنية ، وانها لا تسمح للملحن أو الشاعر ان يفرض عليها اغنية لا تشعر بكلامها وتلمسه، وكانت تقوم بعمل برفات كثيرة .

هل غنت أم كلثوم أغانى هابطة ؟

- مرة واحدة ، عندما غنت فيها "والخلاعة مذهبى" الذى كتبها أحمد رامى، ولم تلق إعجاب الجمهور، وقامت بالتعديل فى الكلمات وإعادة طرحها ، إلا انها لم تحظ بقبول الجمهور ايضا، يوجد فارق بين اغنية هابطة وأخرى مجهولة لم يسمعها الكثير وتوجد اغنية لام كلثوم بعنوان " ابقى" غنتها وقت إعلان تنحى الزعيم جمال عبد الناصر، فى الاذاعة، ولم يسمع عنها إلا القليل من الناس.

وأذكر ان ام كلثوم عندما كانت تقدم اغنية لم تحظ بإعجاب الجمهور كانت لا تتعامل مع الملحن او الشاعر صاحب الغنوة، وعلى سبيل المثال ما فعلته مع محمد القصبجى ، حيث انها عندما قدمت فيلم " عايدة" تضمن الفيلم اغنيات " اوبرالية" ولم تلق استحسان الجمهور، فهجرته لفترة طويلة.

كما أذكر أن " أم كلثوم" كانت رافضة ان تغنى " يا ليلة العيد " ولكن بعد ان غناها السروجى قامت بإعادتها بصوتها المتميز .

ماذا لو أنك أبرزت السلبيات فى شخصية أم كلثوم فى المسلسل؟

- كان من النقد المتكرر لماذا لم أقم بذكر محمد الموجى و كمال الطويل واكثر الانتقادات التى وجهت للعمل أننى قدمتها على انها " ملاك " ولكن ذلك ليس صحيحا ، والناس تشاهد العمل دون تركيز، فأنا قدمت الايجابيات والسلبيات فى شخصية ام كلثوم ، وأذكر احد المواقف عندما قالت للقصبجى " أنت كبرت وكفاية عليك وكل أول شهر هيوصل لك راتبك "، مما أدى إلى إصابته بالشلل، وموقف آخر عندما أبلغها والدها رغبته السفر الى قريتهم ، وكانت فى حالة بكاء هستيرى عندما جاءها اتصال من السلطة فنسيت والدها ووالدتها ، أنا اظهرت سلبياتها ولكن بمنتهى الأدب دون المساس بالحقوق الشخصية.

.. وأذكر موقفاً لأم كلثوم ، فكان " أحمد عظمة" وهو احد العاملين بفرقتها على آلة " كونترباص" ، وعندما رغب فى السفر الى الكويت، تاركاً حفل ام كلثوم فى ذكرى 23 يوليو، وفوجئ وهو فى الطائرة بالأمن يطالبه بالعودة لالتزامه بالمشاركة فى إحياء الحفل .

البعض يرى أنك أغلقت باب الاجتهاد أمام من يرغبون فى تقديم أم كلثوم مرة اخر ى ؟

- ليس صحيحاً، فأنا مستعد أن أقوم بانقلاب على نفسى وأقدمها بشكل مختلف، وأرى أن القائمين على الأعمال التى تتضمن سيرة ذاتية لشخصية هامة، لا يهتمون بالتفاصيل الدقيقة فى الشخصية، مما يؤدى بهذه الاعمال الى الفشل.

فى اعتقادك لماذا لم تكمل مسيرة السينما ؟

- اعتقد انها عملت فى السينما غيرة من عبد الوهاب، لانه ظهر فى السينما قبلها ، والغيرة شئ عظيم ، ولكن بالفعل معظم افلامها نجحت وعلى رأسهم " فاطمة " حقق نجاحا كبيرا، ولكن هى لم يكن طريقها السينما.

تبرعت بأجور حفلاتها وتقدر بحوالى 120 مليون جنيه للجيش المصرى ..إلى هذه الدرجة كانت عاشقة للوطن ؟

- كانت شخصية متحمسة جدا ووطنية لأقصى درجة منذ اغانيها من 1952 حتى وفاتها ، بدءا من " مصر تتكلم عن نفسها " ، واضافت فى إحدى المرات على قصيدة على الهواء كانت تغنى فى حضور جمال عبد الناصر "وقالت " عندى جمال وكانت لها لمسات فى هذا الاطار ، وكانت شخصية مصرية وطنية تمثل هذا الزمن لا أحد استطاع أن يشترى ذمة أم كلثوم ، وكانت تغنى فى الدول العربية فى حدود البروتوكول ، وعلى الرغم من ارتفاع اسعار المسرح فى السبعنيات من 5 إلى 15و20 جنيها، إلا أنها لم ترفع سعر التذكرة عن 5 جنيهات فى مسرح قصر النيل وحديقة الأزبكية.

التسجيل الثانى للحوار

يبدو من حفلاتها الغنائية الشباب لم يكونوا من عشاقها ومحبيها ما تعليقك؟

- حفلات أم كلثوم، كانت دائمة ممتلئة المقاعد، وكان أغلب الحضور من الشباب الذين كانوا يحرصون على مشاهدة كوكب الشرق على خشبة المسرح تطربهم بغنائها الجميل فى حفل خميس الأول من كل شهر، ملتزمين بالـ " زى الرسمى" الغالب عليه الطابع الكلاسيكى .

كانت أن هناك سيدة تدعى " شفيقة هانم" ، حريصة على حجز عدة مقاعد فى جميع حفلات أم كلثوم ، وعندما يتعذر عليها الحضور لظروف طارئة كانت تقوم بالتصرف فى التذاكر المحجوزة لها .

على الرغم من أن الشباب كانوا حريصين دائما على الحضور، إلا أن الصالة كانت تضم أيضاً شريحة كبيرة من كبار السن، حيث إن الشباب لم يكن فى استطاعتهم توفير مبلغ 5 جنيهات وقتها .

وأضاف عبدالرحمن قائلاً مع الأسف شريحة الشباب التى تقدر الفن والغناء الطربى اختلت منذ السبعينيات . 

23/02/2015 - 11:21:50

عندما غنت علي مسرح الأوليمبيا في باريس ..

شريف الشوباشى : أم كلثوم غيرت صورة المرأة المصرية في العالم

كتبت - أمينة الشريف

يروى الكاتب الصحفى مدير مكتب الأهرام السابق في باريس شريف الشوباشى قصة غناء كوكب الشرق "أم كلثوم" على مسرح " الأوليمبيا" بباريس.

فقال " الشوباشى" ، فى البداية يجب أن نتحدث عن المناخ السياسى والنفسى السائد بعد هزيمة 1967، حيث إنها كانت بالنسبة للعالم العربى هزيمة مروعة، وجاء خبر الهزيمة على العرب فى فرنسا كالصاعقة، وسادت حالة من عدم الاتزان بين البلدان العربية.

أما على الجانب الفرنسى فكانت الدعاية الصهيونية متغلغلة جدا فى ذلك الوقت ، حيث إن فرنسا فى عام 1956 تحالفت مع إسرائيل وشنوا العدوان الثلاثى على مصر ، فكان الشعب الفرنسى مازال متشبعاً بالعدوان ، ويعتبرون الزعيم الراحل عبد الناصر ديكتاتوراً، ويصفون العالم العربى بالمجتمع المتخلف، ويزعمون أن إسرائيل بقعة حضارية فى هذا العالم تستوجب إنقاذها .

وأشار " الشوباشى" ، إلى أن المناخ السائد فى ذلك الوقت المتمثل فى الإعلام والمواطنين فى فرنسا، يشهد تضامناً كبيراً مع إسرائيل، إلا أن "ديجول" رئيس الدولة وقتها، اتخذ موقفاً عظيماً، حيث صرح بأنه لن تقف فرنسا مع من يأخذ مبادرة الحرب، وقام بإرسال خطاب للزعيم الراحل جمال عبد الناصر لكى يخبره بذلك، ويذكر أن " دجول " كان قائد المقاومة ضد القوات الألمانية عندما احتلت فرنسا، وعلى الرغم من موقفه المنحاز للسلام ونبذ العنف ، إلا أن الشعب والإعلام كانا يسبحان فى تيار مخالف تماما بتضامنهما مع الكيان الصهيونى.

واستطرد " الشوباشى" قائلاً : كان " برونو كوكاتريكس" وهو فرنسى الأصل، مدير مسرح " الأوليمبيا" ، وهو أحد أشهر المسارح الاستعراضية والغنائية فى باريس فى ذلك الوقت ، فكر فى تنظيم " أوليمبيات الأوليمبيا" يتضمن فنوناً استعراضية وغنائية تتخطى حدود المسرح الذى كان مخصصاً لنجوم باريس دون غيرهم، ويتمثل ذلك فى جلب عدد من الفنانين من مختلف دول العالم، وقام بزيارة مصر والتقى الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة، وطرح عليه هذه الفكرة، ورغبته في استضافة مواهب غنائية أو استعراضية لكى تمثل مصر فى " أوليمبيات أوليمبيا" المقامة فى باريس، فقام الأخير بطرح اسم " أم كلثوم" لكى تمثل مصر هناك .

وقال شريف الشوباشى، إن "كوكاتريكس" كان لا يعلم من هى " أم كلثوم" ، فسأل وزير الثقافة وقتها، هل هى فنانة استعراضية، أجابه " عكاشة " قائلاً : " أم كلثوم مطربة عظيمة وسوف تعلم مكانة أم كلثوم عندما تغنى على مسرح الأوليمبيا" ، وبالفعل التقى كوكاتريكس بالسيدة أم كلثوم فى منزلها الكائن بالزمالك، وطرح عليها الفكرة، فوافقت على الفور، إلا أنها اشترطت الحصول على مبلغ قدره 200 ألف فرنك، نظير إحياء حفلتين متعاقبتين، وهذا ما استقبله مدير مسرح أوليمبيا بإندهاش كبير، معتبراً أن المقابل الذى طلبته كوكب الشرق مبالغ فيه، حيث إنه لم يحصل عليه أشهر نجوم فرنسا مثل " جونيا ليبيه "، " أيديف بياف " والتى أطلقوا عليها أم كلثوم فرنسا بعد ذلك، إلا أنه وافق على حصولها على هذا المبلغ.

ويروى الشوباشى ما جاء على لسان " كوكاتريكس" في أحد الحوارات التليفزيونية عندما عاد إلى فرنسا لتجهيز الحفل الحاشد الذى يجلب نجوماً من مختلف بلدان العالم على رأسهم " أم كلثوم" ، حيث قال مدير مسرح " أوليمبيا" : عدت إلى فرنسا واضطررت لرفع ثمن التذاكر، إلا أن غالبية العرب فى فرنسا كانوا من العمال المهاجرين خاصة من شمال إفريقيا مثل عمال البناء وغيرهم، ممن لا يستطيعون شراء التذكرة المقدر ثمنها بـ 300 فرنك، نظرا لمستواهم المادى المحدود.

وعندما حدثت نكسة 1967، ظن "كوكاتريكس " أن ام كلثوم لن تحيى الحفلتين المتفق عليهما ، إلا أنه فوجئ بإصرارها على إحياء الحفلات ، ولم يكن على دراية بأنها سوف تتبرع بأجرها للمجهود الحربى ، وبدأ فى طرح التذاكر للبيع، وبعد مرور شهرين لم تبع التذاكر، فشعر " كوكاتريكس" بالندم وقتها، على الاتفاق مع أم كلثوم لإحياء حفل على مسرح " أوليمبيا" ، واعتبرها صفقة خاسرة ضمن صفقات كثيرة ناجحة.

وكان قد اتفق مع أم كلثوم على أن تصل إلى فرنسا قبل الحفل بـ 4 أيام، وعندما وصلت طلب من التليفزيون الفرنسى وقتها إجراء حوار معها، إلا أن التليفزيون لم يتحمس، فقام بالضغط على التليفزيون الفرنسى لإجراء حوار مع أم كلثوم فى المطار، وتم إذاعة الحوار فى نشرة الأخبار مساءً، وتضمن الحديث عن أسطورة الغناء العربى وكوكب الشرق ، وفى اليوم التالى للحوار التليفزيونى، فوجئ " كوكاتريكس" بتزاحم كبير من قبل المواطنين يقدر بالمئات أمام شباك التذاكر ، بالإضافة إلى طائرات قادمة من ألمانيا وإنجلترا، كما توافدت طائرات على متنها أمراء الخليج لحرصهم على حضور حفل أم كلثوم، وخلال يومين نفدت التذاكر .

ومن المواقف الطريفة التى يرويها "الشوباشى" ، أنه عندما تحدث عنها "كوكاتريكس" مدير مسرح " أوليمبيا" ، تعجبت الصحافة الفرنسية من اسم سيدة الغناء العربي متساءلة:اسمها أم إيه ؟!!" ، بالإضافة إلى موقف آخر حدث أمام شباك التذاكر حيث جاء أحد الأثرياء العرب وطلب حجز مقعد فى الصف الأول وعرض علي عاملة الشباك مبلغ 5000 فرنك ، إلا أن الموظفة قالت له إن الصف الأول " محجوز" ، فأخرج على الفور سلاحاً وكاد يقتلها، لولا تدخل " كوكاتريكس" الذى وفر له مقعداً إضافياً فى الصف الأول دون مقابل، للتغلب على الموقف .

وقال " الشوباشى" ، إنه يعد من المواقف الطريفة أيضاً عندما سأل "كوكاتريكس" أم كلثوم عن عدد الأغنيات التى تقوم بغنائها فى الحفل، فأجابته قائلة " 2 أو 3 على الأكثر"، مما أثار القلق لديه، ودار فى ذهنه تساؤل، كيف تقدم أم كلثوم 3 أغنيات فقط ؟، خاصة وأن زمن الأغنية فى فرنسا لا يتعدى الـ 3دقائق، فظن أن أم كلثوم سوف تنهى فقرتها فى زمن يقل عن 20 دقيقة، إلا أنه فؤجئ بأن أغنية أم كلثوم تستغرق أكثر من ساعة زمنية ، وغنت وقتها أم كلثوم " الأطلال ، أنت عمرى، وأغنية ثالثة" .

وروى " الشوباشى" موقفاً آخر أثار اندهاش " كوكاتريكس"، أثناء فقرة أم كلثوم الغنائية ضمن فعاليات مهرجان "أوليمبيات أوليمبيا " على مسرح "أوليمبيا في باريس، حيث قال فوجيء "كوكاتركيس" بوجود أكثر من 55 يهودىاً من المغاربة مما أشعره بالقلق وقام على أثر ذلك بتكثيف الحراسة وتعزيز الأمن، إلا أنه فوجئ بأن اليهود فى حالة انتعاش مثل الجميع ، وفى حالة صمت للاستماع لصوت كوكب الشرق ، بالإضافة لقيامهم بالـ "التصفيق والتصفير" ، تعبيراً عن إعجابهم الشديد بها.

فتوجه إليهم على الفور وطرح تساؤلا .. كيف تعشقون صوت أم كلثوم لهذه الدرجة وهي تغنى بضرورة التصدى لليهود ومحاربتهم ؟ ، فأجابوه قائلين : " أم كلثوم أعظم مطربة فى التاريخ" ولا يمكن إنكار هذا وهي تمتعنا بفنها وطربها الأصيل وهذا أمر لاعلاقة له بالأمور السياسية. وكانت هذه هى رحلة كوكب الشرق الأولى إلى باريس ، وقال عنها " كوكاتريكس" مدير مسرح " أوليمبيا": أم كلثوم تستطيع ترويض الجمهور ، وجاء ذلك بعد النجاح الساحق الذى حققته فى في هذه الحفلة.

وهناك قصة أخرى رواها "الشوباشى" عن رحلة أم كلثوم فى باريس، فقال إنها جمعت فرقتها وقالت لهم " أعلم أنه توجد هنا في باريس مغريات كثيرة، وأنتم قد ترغبون فى شراء العديد من الأمتعة والهدايا، إلا أن بلدنا فى أمس الحاجة إلى العملة الصعبة، فحاولوا أن تعودوا بهذه العملة وتقوموا بتغييرها فى مصر"، وهى لم تقم بصرف أية نقود، حتى توفرها للمجهود الحربى.

وأضاف، أنه عقب انتهاء حفل أم كلثوم، كُتبت عنها العديد من المقالات الصحفية فى فرنسا، بالإضافة إلي ظهور العديد من الكتب، وكانت بالفعل هذه الرحلة علامة فارقة لسمعتها الدولية، وعرف العالم بأسطورة أم كلثوم، وتغيرت نظرة العالم الغربى الدونية للمرأة المصرية، بعدما رأوا كوكب الشرق، و بعد نجاحها الرهيب فوجئت بـ" شارل ديجول" ، رئيس فرنسا آنذاك يرسل إليها برقية تهنئة ويقول لها فيها: التالى " مرحبا بك فى فرنسا..حققتى نجاحاً عظيماً، وانت تقدمين فناً راقيا .. وتقاليد فنية لها أصول وجذور فى التاريخ.. ونحن نرحب بك فى بلدنا " ، إلا أنها لم تقابله شخصياً .

وهذه من المرات النادرة التي يفعلها رئيس فرنسا خاصة مع فنان أو مطرب.

الكواكب المصرية في

23.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)