كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

'نسيان' إرادة البقاء الإنساني تنتصر على سطوة التكنولوجيا

العرب/ طاهر علوان

 

فيلم 'نسيان' عمل سينمائي يجمع بين الخيال العلمي والمغامرة حيث ينقل المشاهد إلى عالم المجهول بما في ذلك من تفاصيل لمشاهد من المستقبل.

في فيلم “نسيان” للمخرج جوزيف كوسينسكي المولود عام 1973، وهو واحد من أهم المبتكرين اللامعين في مجال الغرافيك والتصاميم ثلاثية الأبعاد، سيكون المشاهد في العام 2077، وقد تمّ غزو الأرض بعد تدميرها، وتدمير القمر قبل ستين عاما، من قبل أقوام أخرى من كوكب آخر، لم يعد كوكبهم صالحا للحياة فطمعوا في احتلال الأرض.

يؤدي تدمير القمر في فيلم “نسيان” إلى هزات عنيفة وتسونامي مروّع، في مقابل ذلك يدافع سكان الأرض عن كوكبهم بشراسة، مستخدمين السلاح الذري لينتصروا في الحرب، ولكن الكثير منهم هلكوا، ولم يبق إلاّ القليل ممن لم تعد الأرض تصلح لسكناهم بسبب التلوّث والتدمير، فاضطروا إلى بناء محطة فضائية مؤقتة، قبل الرحيل إلى كوكب “تيتان”، وهو أحد أقمار كوكب زحل.

يتوقف المشاهد في الفيلم أمام اثنين من الناجين من الأرض، وهما الضابط “جاك هاربر” أو “التقني 49” (الممثل توم كروز) مع شريكته “فيكا” (الممثلة أندريا ريسنبورغ)، حيث تكون مهمة “جاك” هي إدامة المحركات الهيدروليكية التي تحوّل مياه البحر إلى طاقة انشطارية من أجل المستعمرة الجديدة، وذلك ما يتوقف عليه أمر نجاة البشرية المتبقية برمّتها.

الفيلمينطويعلى دراما متماسكة ومسحة من الرومانسية، ممثلة في صراع البطل بين حنين لحب ماض وعشق حالي

في هذه المهام تقوم “فيكا” بالسيطرة والمراقبة والرصد، من خلال تقنيات رصد بالغة التطوّر، فضلا عن استخدام الحوّامات من غير طيار في الدفاع عن المحطة، وكذلك الدفاع عن حدود المستعمرة، وهي حوّامات كروية الشكل مزوّدة بمجسّات وكاميرات وأسلحة ليزرية متطوّرة وفتاكة. أما من يتولى إصدار الأوامر فهي “سالي” (الممثلة ميليسا ليو)، وهي المشرفة العامة على كل شؤون المستعمرة وقرارات السلم والحرب.

“لا أستطيع أن ألغي إحساسي بالحنين إلى الأرض، الأرض ستظل هي وطني”، بهذه الكلمات ينطلق “جاك” في مهمّاته لإصلاح الحوّامات تحت رصد ومراقبة ضابطة الاتصال “فيكا”، وحيث تتعرض تلك الحوّامات بين الحين والآخر إلى هجمات. خلال تلك الرحلات المكوكية يعود “جاك” إلى منزل ريفي خشبي بسيط في أرض خضراء معزولة، هي إحدى البقاع الباقية التي ينعش فيها ذاكرته.

فهو بالرغم من محو ذاكرته قبل خمس سنوات، فإنه لا يزال يستذكر أحلاما مشوشة، ومنها لقاء يتمّ بينه وبين فتاة مجهولة في نيويورك، تقدّم نفسها على أنها زوجته في مشهد جميل مصنوع بعناية بالأبيض والأسود.

بعد عدّة رحلات مكوكية ومغامرات ومصادمات، يقع “جاك” تحت سيطرة الغرباء المدججين بالسلاح الذين يقودهم “مالكولم بيتش” (الممثل مورغان فريمان)، الذي يطلب منه أن يركّب سلاحا ذريا على مركبتهم العاطلة، لغرض الانتقام ممن دمّر كوكبهم، وإلى الآن يظن “جاك” أن هؤلاء أشرار وغرباء، ليكتشف فيما بعد أنهم ليسوا إلاّ أهله من بقايا أهل الأرض الناجين والمحطمين الذين تلاحقهم حوّامات “سالي” وتقتلهم بلا رحمة.

يعثر “جاك” في الحطام على مركبة مأهولة وفيها امرأة وقع تنويمها منذ عقود، ويقوم بنقلها إلى المحطة لغرض أن تستعيد وعيها، وبالرغم من كل أعذارها والأسباب التي تذكرها في سبب وجودها، إلاّ أنها في الأخير تخبره أنها زوجته، فيربط ذلك بوجه تلك الفتاة التي تأتيه في أحلامه، لكن دون جدوى فالمحو الإجباري للذاكرة ألغى وجودها من عقله.

بعد عدّة رحلات مكوكية ومغامرات ومصادمات، يقع "جاك" تحت سيطرة الغرباء المدججين بالسلاح الذين يقودهم "مالكولم بيتش"

ينضمّ “جاك” إلى أهل الأرض في صراع شرس للانتقام من “سالي” وفريقها وأسلحتها المتطوّرة، لتتوّج بقرار من “جاك” للقيام بمهمة مواجهة المحطة التي يقودها من ضربوا الأرض. وخلال ذلك يجري الزجّ بشخص شبيه لـ”جاك” وفتاة شبيهة بـ”فيكا”، لكن ذلك لن يفلح في التشويش على “جاك” في مهماته لإنقاذ من بقي من أهل الأرض.

يتميّز الفيلم بصنعة إخراجية متقنة إلى حدّ كبير، فالتقنيات والمعدّات والاستخدام اللوني السائد (الرمادي، الأقرب إلى الأبيض)، كلها جعلت من الفيلم رسالة مقنعة إلى حدّ كبير، خاصة لعشاق هذا النوع من أفلام الخيال العلمي.

توم كروز ومورغان فريمان أضافا بأدائهما إلى العمل متعة مميّزة، أما تلك الأماكن المحترقة بفعل الحروب والهزات الأرضية، فلم يجد فريق صنع الفيلم أفضل من براكين أيسلندا وما حولها مكانا للتصوير.

ويتفق نقاد الفيلم على أنه ينطوي على دراما متماسكة ومسحة من الرومانسية، ممثلا في الصراع ما بين علاقة “جاك” بشريكته الحالية “فيكا” التي تعيش معه في المدار، وبين عودته لزوجته الأرضية، وهو ما أضاف بعدا آخر أكثر جاذبية للأحداث.

العرب اللندنية في

23.02.2015

 
 

محمد الجبالي: غزةّ داخل سيارة «إسعاف»

إسلام السقا

رام اللهيشهد هذا العام خروج عدد من الأفلام الفلسطينية التي تحاول جذب انتباه العالم إلى القضايا التي تشغلها. وتأتي هذه الأفلام في سياق الاهتمام العالمي الجديد بالسينما الفلسطينية خلال السنوات القليلة الماضية. كان من الطبيعي امتداد هذا التسارع في الإنتاج الفنّي المحلّي ليصل إلى قطاع غزّة، كونه يشكّل أرضيّة غنيّة يمكن عبرها إبراز رواية فلسطينية جديد وفريدة ومليئة بالأحداث والقصص غير المحكية. أفلام يُعتبر وجودها تحديّاً كبيراً كونها خرجت في العام الذي شهدت فيه المدينة حربها الأشرس على الإطلاق.

هكذا، قرر المخرج الشاب محمد الجبالي من مدينة غزّة، أن ينضم إلى طاقم وحدة إسعاف ميداني أثناء عملها في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزّة في تموز (يوليو) الماضي. من دون أي فرصة للفهم أو التحليل، كانت كاميرا الجبالي تدور من موقع مواجهة مشتعل إلى آخر، متعرّضاً مع طاقم الإسعاف لخطر الموت خلال كل ثانية.

يشكّل الجبالي تجربة غزيّة جديدة وفريدة. عبر عمله المكثّف في مجال صناعة الأفلام، استطاع أخيراً أن يتغلّب على حالة اليأس والإحباط المسيطرة على الحياة اليوميّة في غزّة، وقام بصنع فيلمه الطويل الأوّل في ظروف شبه مستحيلة، ومجنونة تماماً. يرتبط الفيلم التسجيلي بالفكر الفني الجديد الذي بدأ بالتوسّع في أوساط الفنانين الفلسطينيين الشباب، والقائم على عدم التركيز على صورة الدم، بل على الوجه الأكثر إيلاماً من صور الأشلاء، وأيضاً على الجمال الروحي الذي يحاول المحتل تشويهه يومياً وبكل شراسة، وذلك عبر شخصيّة «أبو مرزوق»، سائق الإسعاف والشخصيّة الرئيسيّة في الفيلم.

شريط وثّق المجازر الأخيرة وليلة تدمير حيّ الشجاعيّة

«شاهدت الكثير من الأمور المروّعة، ولم أكن أفكر في إنجاز الفيلم في ذلك الوقت» يقول الجبالي الذي غادر إلى النرويج بعد تلقّيه دعوة للالتحاق بدورات قصيرة في صناعة الأفلام. هكذا وجد الشاب الغزي نفسه أمام الخيار الذي لا يقل صعوبة عن الحرب نفسها، وهو العودة مجبراً إلى مشاهدة اللقطات التي صورها في الحرب بعد أشهر معدودة على انتهائها. مشاهد لا تزال تشتعل يومياً في عقول من عاشها فعلاً. جاء ذلك بعدما عُرضت عليه المساعدة في توليف الفيلم لقاء عرضه للمرة الأولى في أضخم مهرجان سينمائي في النرويج هو «مهرجان ترومسو السينمائي الدولي» الشهر الماضي. حينها، شهدت القاعات التي عرض فيها الشريط حالة دراميّة من التأثر الذي تطوّر إلى بكاء شمل الحضور المتنوّع الجنسيات الذي بات حديثه كله، مع الوقت، عن الفيلم الفلسطيني الذي تسبب في حالة فريدة ومؤلمة من العجز الذي يتبع مرحلة كشف الحقيقة الغائبة.

يتحدّث الجبالي عن الليلة الأسوأ في الحرب، هي ليلة تدمير حيّ الشجاعيّة شرق مدينة غزّة. كان يرافق الطاقم الطبيّ هناك منذ الليلة السابقة، واستطاع أن يعيش تفاصيل النكبة الفظيعة التي حلّت في هذا الحي المكتظ بالسكّان. نكبة دفعت المخرج الشاب إلى القيام بدور لم يضعه في حسبانه، وهو مشاركة المسعفين في انتشال الضحايا. هذا الأمر الذي عرّضه للإصابة المباشرة من شظايا صاروخ مفاجئ، كان سيحوله إلى رقم يُضاف إلى قائمة «الصحافيين» الذين قضوا في الحرب الأخيرة.

مع الجبالي، نحن أمام حالة موغلة بفلسطينيتها. ولربما كانت هذه هي النقطة التي تثير الجدل المستمر حول السينما الفلسطينية؛ هل هي فلسطينية حقاً أم لا؟ في الفيلم، يقوم الجبالي بعرض قضيّة معبر رفح الذي يعد إحدى مشاكله الشخصيّة، ومشكلة جميع سكان قطاع غزة. دفع الحسّ بالمسؤولية الجبالي نحو الإسراع في إنجاز الفيلم الذي بدا من المستحيل انجازه في ذلك الوقت، لأسباب نفسية ولوجستية. ولأنه فيلم تسجيلي بالأساس، تم تصويره بلا سيناريو أُعد مسبقاً. ترشح «إسعاف» لجائزة «السلام النرويجي»، من بين 11 فيلماً مشاركاً. قد يصبح هذا الفيلم هو المرجع المستقبلي الكبير الذي استطاع توثيق الحرب الأخيرة بكامل تفاصيلها، من خلال المكان الأكثر ملاءمة لهذا الهدف: سيارة «إسعاف».

الأخبار اللبنانية في

23.02.2015

 
 

افتتاح المهرجان الوطني للسينما في طنجة

من لا يحبّ السينما لا يحبّ الله

عبد الرحيم الخصار (الرباط)

«مَن لا يُحبّ السينما لا يحبّ الله». هذه هي العبارة التي افتتح بها الناقد السينمائي محمد الكلاوي الدورة السادسة عشرة من «المهرجان الوطني للسينما في طنجة، خلال لحظة تكريمه رفقة الممثلة مليكة العماري. كانت تلك الجملة التي نطق بها الكلاوي رئيس جمعية نقاد السينما بالمغرب في افتتاح المهرجان كافية ليصفق لها الحضور طويلاً، فسّر الرجل كلامه بأن الله جميل يحب الجمال، والسينما فن جميل، مَن لا يحبّه لا يحبّ الله. ربما هي كلمة بسيطة، لكنّها تنحو إلى أن تعيد انتباه أهل السينما إلى الرسالة النبيلة التي يحملها الفن السابع، في زمن اشتدّ فيه التطرف، وسادت فيه الفوضى والعنف، بدلاً من القيم الجميلة التي تدعو إليها السينما ومعها سائر الفنون.

حفل الافتتاح الذي أقيم مساء الجمعة الأخير بسينما «الريف» تضمن فضلاً عن الكلمات الرسمية تقديم فيلم «العرض» لمخرجه اسماعيل فروخي الذي سبق أن حاز جائزة المهرجان قبل عشر سنوات، وفقرة تكريمية للفنان الراحل محمد بسطاوي تحوّلت إلى استعادة لثلاثة أسماء غادرت الحياة في السنة الأخيرة، يتعلّق الأمر بالمخرج عبد الله أزواد والممثلتين زينب السمايكي وآمال معروف التي توفيت إثر انهيار عمارة قديمة بالدار البيضاء.

اختار المهرجان هذه السنة في موائده المستديرة أن يبتعد عن العناوين الكبرى التي تطغى على معظم التظاهرات السينمائية الراهنة، وانحاز لمناقشة قضايا تخصّ مهنيي القطاع، فالندوات الرئيسية لهذه الدورة ستتناول العديد من المحاور أبرزها: «الاستعمال الجيد للتسبيق على المداخيل»، «التدابير الضريبية التحفيزية لفائدة الإنتاج السينمائي والسمعي البصري في العالم»، «السيناريو: إبداع أم تكرار»، «الإنتاج السينمائي المغربي الإسباني المشترك، الحصيلة والآفاق»، «مؤلفون ومخرجون مغاربة في المهجر».

يعتبر مهرجان الفيلم الوطني بطنجة أبرز حدث فني يولي الأهمية للسينما المغربية، ويبدو الرقم 15 لافتاً هذه الدورة، إذاً سيتنافس 15 فيلماً طويلاً و15 فيلماً قصيراً على 15 جائزة. لائحة الأفلام الطويلة تضم العناوين التالية: «الفروج» لعبد الله فركوس، «دالاس» لمحمد علي محبود، «الوشاح الأحمر» لمحمد اليونسي، «الأوراق الميتة» ليونس الركاب، «كاريان بوليود» لياسين فنان، «خنيفسة الرماد» لسناء عكرود، «نصف سماء» لعبد القادر لقطع، «إطار الليل» لطالا حديد، «جوق العميان» لمحمد مفتكر، «رهان» لمحمد الكغاط، «عايدة» لإدريس المريني، «الريف 58-59» لطارق الإدريسي، «أكادير اكسبريس «ليوسف فاضل، «الشعيبية» ليوسف بريطل، و «الحمالة» لسعيد الناصري. وستعرض هذه الأفلام بسينما «روكسي» على مدار أيام المهرجان الذي سيستمر حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري.

لجنة تحكيم الأفلام الطويلة يترأسها الناقد محمد برادة، وتضم الفنانة كريمة الصقلي، والتشكيلية أحلام المسفر، والناقد مصطفى المسناوي، والمونتير علال السهبي، والمنتج العلمي الخلوقي. وسيعلن عن جوائز المهرجان في الحفل الاختتامي مساء السبت المقبل، وكانت الجائزة الكبرى للعام الماضي قد عادت للمخرج كمال كمال عن فيلمه «الصوت الخفيّ»، بينما حاز نور الدين الخماري جائزة الدورة التي سبقتها بفيلمه «زيرو».

السفير اللبنانية في

23.02.2015

 
 

فنجان شاى مع وحيد حامد(2)

مصرتُخيف.. ولا تخاف

القاهرة – بوابة الوفد –حنان أبوالضياء

«كثيرون لا يعرفون «وحيد حامد».. ولكن يصدقونه.. والسر يكمن داخل هذا الوجدان الذى مازال يجرى ويحبو داخل طفولته بين الحقول، ممسكاً بجلباب أبيه الفلاح؛ ناثر البذور باحثاً عن الرزق؛ فتحتضنها الأرض السوداء، وتنجبها قمحاً أخضر مشبعاً برائحة النقاء ومبللاً بقطرات ندى الأخذ بالاسباب، ثم الرجاء على الله.. أجمل الأوقات التى تقضيها مع «وحيد حامد» تكون دائما مع ذكرياته فى طفولته وشبابه؛ أكسير الحياة الذى يجعله أكثر تفاؤلاً وسعادة.. فخوراً هو دائما بسنوات الكفاح يتلفح بها فتقيه شر السقوط فى آفة الكبر.. فى أحياناً كثيرة أراه يتزين بطفولته البسيطة التى لا يمحوها من الذاكرة كما يفعل الكثيرون، هى مجوهراته التى لا يفرط فيها أبداً. وخاصة يوم «الخبيز».. وها هى أمه ذات الوجه الصبوح المنير بنعمة الرضا التى أورثته إياها تخلط دقيق الذرة بدقيق القمح قبل العجين.. الأجمل أنه دائما يتذكر أنها مرات عديدة كانت تتعمد جعل نسبة دقيق الذرة الأعلى، تلك هى الحكمة الاقتصادية للمرأة المصرية القادرة على إدارة زمن الأزمات، رائحة الخبيز تعود به لجمال هذه الأيام.. وصدقونى أن من يتعطر برائحة خبيز الأم.. إنسان مختلف.. وهذا هو «وحيد حامد» الذى أعرفه».

فى المرات العديدة التى التقيت فيها وحيد حامد خلال 25 عاماً أو أكثر؛ قليلاً جداً ما أمسكت ورقة وقلماً، كنت أحافظ على كنوزى الخاصة بالحوار معه فى كل شىء؛ وأجد أن الحوار الصحفى له شاطئ يجب أن ترسو عليه إن آجلاً أو عاجلاً أما الحوار الإنسانى فشواطئه بلا مرسى، وجميل هو الإبحار مع إنسان داخله مبدع، ومن هنا عرفت وحيد حامد الصديق الوفى لأفكاره ومبادئه وأصدقائه.

فى لقائنا الأخير استدرجته إلى الكلام عن السعادة والجمال وخاصة أنه عاشق للاحتفاظ بكل صورة جميلة وله مفهومه الخاص عن رؤية الإنسان للجمال من حوله وقبل انتهائي من السؤال كانت الإجابة من خلال ما يحبه من شعر إيليا أبو ماضى:

أيّهذا الشّاكي وما بك داء

كيف تغدو إذا غدوت عليلاً؟

إنّ شرّ الجناة في الأرض نفس

تتوقّى، قبل الرّحيل، الرّحيلا

وترى الشّوك في الورود، وتعمى

أن ترى فوقها النّدى إكليلا

·        وحيد حامد له فلسفته الخاصة بالنسبة للفلوس يرى أنه لا تعدو أن تكون بنزين عربية الحياة، وما زاد عن ذلك فهو فائض عن احتياجات الإنسان.

- عالم السينما له قوانينه الخاصة جداً والتى تتحكم فيه وعلى رأسها لا صوت يعلو فوق صوت النجم، ولكن هذا القانون يتوارى عندما يصبح المبدع وحيد حامد هو الكاتب، فالكلمة الأولى والأخيرة له، مهما كان اسم النجم المشارك فى العمل، خاصة أن معظم النقلات الحقيقية فى حياة هؤلاء النجوم كان سببها وحيد حامد، وأكبر دليل على ذلك «عادل إمام» فالدخول إلى عالم الأفلام السياسية والتى حولت مجرى حياته تماما كانت من خلال ما كتبه وحيد وأخرجه شريف عرفة «اللعب مع الكبار» طيور الظلام «الإرهاب والكباب» و«المنسى» و«النوم فى العسل».. وأخيرًا «عمارة يعقوبيان»، هذا العمل الذى حلم به وحيد حامد كثيراً فى أن يجد نصاً يجمع أكبر عدد من النجوم.. وعمارة يعقوبيان كانت بمثابة الدعم الأول لابنه مروان حامد فهو كان يرى أن من حق الإنسان وضع ابنه على بداية الطريق ثم يتركه سابحاً فى الاتجاه الذى يريده.

·        سألته عن مروان كمبدع؟

- مروان مبدع له أسلوبه الخاص وسعدت كثيرا بما حققه فيلمه «الفيل الأزرق» من جوائز.

·        كيف ترى أحمد مراد؟

- كاتب له أدواته المتمكن منها، إلى جانب أننى معجب جداً بمستوى أخلاقه.

·        ولأن وحيد حامد يعرف قيمة الوقت سألته عن فيلم قط وفار.. وهل جاء فى وقته؟

- فيلم قط وفار عمل بمثابة «البنبونية».. ولكن يجب احتواؤه على كل مفردات السينما الجميلة، أنا أحب هذا النوع من كوميديا الموقف؛ لذلك عندما قرأت قصة عبدالرحمن فهمى، أردت الدخول بها إلى دنيا لعبة القط والفار المستمرة بين المواطن العادى، والسلطة التى تحكمه.

·        لماذا تكره الناس أمن الدولة وتخاف من المخابرات؟

- لا يوجد دولة فى العالم إلا ولديها أجهزة أمنية حتى الدول الآمنة مثل سويسرا, وشىء طبيعى أن يكون هناك عداء بين اللص والشرطة. والأجهزة الأمنية تطارد الخارجين على القانون, وشىء طبيعى أن يتم استهدافها سواء كانت مخابرات أو أمن دولة. والخطة كانت موجودة لغزو المخابرات أيام ثورة 25 يناير كما حدث مع أمن الدولة والحمد لله أن هذا لم يحدث.

·        هناك ناس مازالت تلعب على حكاية أن أجهزة أمن الدولة عذبت الإخوان؟

- إذا كانت عذبتهم فإن جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم فلماذا لم يقيموا قضايا ضد من عذبوهم!

·        لأنه لم يتعذب أحد؟

- إن جناح خيرت الشاطر فى السجن قبل 25 يناير كان فيه كل الوسائل للحياة الناعمة, لدرجة أن من سعد وهناه من المسجونين من النظام السابق أن يكون هذا مكانه.. وسأذكر لك حكاية تؤكد ما أقول قبل الثورة بفترة كان معى ميعاد مع عصام العريان وتم التأكيد عليه ليلا. وفى الصباح انتظرته ولم يأت, وعندما قلت لصحفى كان يزورنى إننى فى انتظار عصام العريان, قال لى: ستنتظر كثيراً لأنه قبض عليه بالأمس, فحاولت الاتصال بتليفونه المحمول لاطمئن عليه وبعد محاولات عديدة رد علىّ ابنه وأكد المعلومة, وقال لى إذا أردت أن تراه فهذا سهل لأنه ينزل كل يوم أربعاء لمستشفى قصر العينى لعلاج أسنانه.. وهذا ما كان يحدث وهو مسجون وأتحداه أن يكذبنى. وإذا فعل ذلك يمكنك التأكد من ملفات المستشفى نفسها.

·        فى فيلمك «دم الغزال» أشرت بقوة إلى أسباب ظاهرة الإرهاب؟

- نعم هى الفقر والبطالة المتمثلة فى الشخصية التى أداها محمود عبدالغني.

·        المصرى البسيط يقع دائما بين راحتى التسول أو السقوط فى براثن الإرهاب؟

- إننا فى مأساة حقيقية كثيراً ما أنظر حولى باحثاً عن المصرى الحقيقى صاحب العزة والكرامة فأراه قد اختفى؛ ومن أراه لم تعد تلك الصفات من شيمه وأخلاقه، فالجميع أصبحوا متسولين بطريقة أو بأخرى.. والغريب أن التسول أصبح الإعلان عنه بصور دائمة ليل نهار بأشكال مختلفة مليئة بالقسوة والفظاظة من خلال وسائل الاعلام.

·        فاجأته.. بالعودة للوراء وقلت له: منذ 25 عاماً قال لى الكاتب الراحل صالح مرسى (إن هناك مخططاً لتدمير الإنسان المصرى خلال عشرين عاماً عن طريق التعليم).. هل تؤمن مثلى الآن أن هذا المخطط نفذ بقوة؟

- للأسف أن أول شىء كان التعليم, وتم تدميره تماماً.. ونفذ المخطط بكفاءة منقطعة النظير وبوحشية مفرطة. ولكن إذا أحببتى القضاء على مجتمع فالباب الأول الذى تنفذى منه هو الصحة. ومصر ويلا الأسف الأولى باقتدار فى أمراض الكبد والسرطان والسكر، إلى جانب الانهيار التام للمؤسسات الطبية, فلا يوجد فى مصر مستشفى حقيقى, بل إن معظم المستشفيات مرتع للأوبئة, الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود. وعامل الانهيار الثانى فى مصر هو الثقافة وأقصد بها الثقافة العفوية التى تستسقى من المصادر السمعية والبصرية، للأسف نحن الآن نعيش مرحلة تدمير الثقافة الشعبية وحل محلها الثقافة العشوائية, الرخيصة, فتغيرت اللغة والسلوكيات بناءً على تلك الثقافة, التى انتقلت بسرعة كالنار من خلال أفلام المقاولات والاغانى الهابطة.

·        هل تلك الأفلام والأغانى كانت مقصودة؟

- سآخذك إلى منحنى توضيحى يفسر لكى ما حدث قبل الإجابة عن السؤال!..للأسف إن فى السنوات الأخيرة تم تحميل المجتمع ما لا يتحمله من البشر, وحدث فى مصر انفلات سكانى, وأعتقد أن التيارات الدينية التى سيطرت على مصر من السبعينات شجعت على إنجاب هذا السيل من البشر. الذين بلا تعليم ولا فرصة عمل ولا ثقافة, مما زاد من مشكلة المجتمع المصرى بضراوة. إلى جانب إلى أنه تم تقسيم مصر بشكل طائفى (غير معترف به) ولكنه فى الواقع قائم ومن هنا يكمن الخطر. مصر لم تقسم جغرافياً ولكن قسمت طائفياً.

·        ما سر اشتعال المنطقة حولنا؟

- يجب أن يعلم الجميع أن أمريكا وإسرائيل لا تريدان الدخول في حرب مباشرة في المنطقة العربية، ولكن يورطان غيرهما بهذه الحرب فالحلم الدائم هو تفتيت الأمة العربية وإضعافها، وما يحدث بين الحين والآخر من إحداث فتنة بين السنة والشيعة، والمسلمين والمسيحيين جزء منها. الخطة كبيرة و30 يونية أفسدتها لأن الإخوان كانوا ينفذونها كما قال الكتاب.

·        كنت أول من نبهت إلى خطورة «التنظيمات الاسلامية» وعلى رأسها حماس؟

- كل الشواهد والاحداث تقول إن «حماس» صناعة إسرائيلية، الهدف الأول من أنشائها كان القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، التي هي أصل المقاومة الفلسطينية. هل يعقل أن تلك الجماعة لم توجه رصاصة واحدة حقيقية تجاه إسرائيل وهاهم يعيسون فى الأرض فساداً ويحاولون بشتى الطرق توجيه الضربات للجيش المصرى.

·        وداعش؟

- رافد جديد من روافد المنظومة الإرهابية الأمريكية لتحقيق حلم الشرق الأوسط الجديد, فكما هو معروف من أن تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن صناعة أمريكية فإن داعش خلقت بعد فشل المشروع الأمريكى لتقسيم المنطقة؛ وإلا بماذا تفسرى أنه عندما تحدث أي إساءة لأي مسيحي في مصر أو لبنان تنقلب عليه أمريكا وتتحدث عن حقوق الإنسان بينما عندما تقتل «داعش» المسيحيين في مدينة الموصول العراقية لم تحرك ساكنًا، أما إدانتها لمقتل المصريين مؤخراً فهو بمثابة ضجيج بلا طحن وذر للرماد فى العيون.

ولأن النضال لا يحتاج إلى طلقات رصاص ففى أحيان كثيرة تصبح الكلمات أشد قوة من طلقات الرصاص لأنها دائماً ما تكون كاشفة ومبصرة لما لا يراه العامة وهذا ما كان يفعله وحيد حامد فى أعماله السينمائية والتليفزيونية ومقالاته.. وإذا كان وحيد قد كشف تاريخ الخرفان فى مسلسل الجماعة فإنه أرخ لنشأة الفاشية الدينية فى مسلسل العائلة، لذلك فأنا أتمنى أن يقدم مسلسلا يستقى شخصياته من سلسلة مقالاته «جمهورية عساكر وثورة الكبش».. وهذا هو الحلم الذى يحتاج إلى فنجان شاى آخر مع وحيد حامد إن شاء الله.

الوفد المصرية في

23.02.2015

 
 

رواندا.. بالسينما تتعافى!

قيس قاسم

هل يمكن للسينما أن تكون علاجاً ومطهراً للذنوب؟ هل يمكن أن تكون وسيلة لنسيان آلام الماضي والانفتاح على المستقبل في أشد تجارب البشر دموية؟ من هذة الأسئلة ينطلق الفيلم الوثائقي "لُقْيَة هيليوود" ليبحث في التجربة الرواندية المتواضعة والطموحة في مجال انتاج أفلام سينمائية بعد المجازر البشرية التي ارتكبتها حكومة الرئيس هوتر في عام 1994 ضد قبائل التوتسي وراح ضحيتها قرابة مليون انسان، تناولتها بعض الأفلام الغربية من بينها "

فندق رواندا" لتيري جورج الذي جاء بعد عشر سنوات من المذبحة ليقول شيئاً فيها، في حين ثمة محاولات محلية سبقتها ولكن لبساطتها وقلة التركيز الاعلامي عليها لم يلتفت اليها أحد ومن هذة الزاوية يمكن قراءة نص ليا وارشافسكي وكريس توي اللذان أرادا تنبيه العالم الى وجود محاولات واعية تريد تأسيس فن سينمائي يراجع من منظور مستقبلي الحدث الذي هز العالم وينطلق الى آفاق أرحب تتجاوزه بفن لا يحتمل التوقف، متحرك دوماً، وهذا ما أدركه عراب "السينما الرواندية أيوب كاساسا ماغو واشتغل عليه بأفلامه أو عبر ادارته لمهرجان "هيليوود" السينمائي الجوال ومنه جاء اسم الفيلم "لُقْيَة هيليوود" الصادم بجماله وقوته.

لأن أيوب ماغو محب للسينما فحديثه عنها حديث العاشق عن معشوقته، ولأنه من ضحايا الابادة الجماعية فهو يعرف ما الذي تعنيه لمن أكتَوَى بنيرانها ولأنه مثقف أيضاً فهو يعي مهمته ولا يرتضي لأدواته التعبيرية، السينما أن تكون وسيلة انتقام بل يريدها منجزاً ابداعياً تشخص الواقع وتبني عليه لإنطلاق انساني متسامح ومن هنا سندرك لماذا كان التركيز عليه واضحاً في الشريط الذي أراده صانعاه الأمريكيان ان يكون مثل كتاب مُصوَّر يُقَلبه أحدهم ويحكي قصة كل صورة فيه بلغته الخاصة ولهذا جاء شاملاً ومتنوعاً، فيه؛ تخطيطات توضيحية ومقاطع من أفلام قديمة ومقابلات ومشاهد من جمال بلاد أفريقية سنمر عليها عبر مسيرة المهرجان السينمائي وتجربة سينمائيين جدد فيها وبهذا سنتابع مرحلة تاريخية تمتد من بداية "الابادة الجماعية" الى لحظة نهاية دورة قريبة من دورات المهرجان الجوال على سيارة تقطع البلاد طولاً وعرضاً وتعرض على الناس في القرى أفلاماً أغلبيتها من صنع مبدعيها وتتحدث بنفس لغتهم التي يعرفونها؛ الكينيرواندية.

في خاصه الكثير من العام، وفي تجربته اختصار لتجارب آلاف مثله من ضحايا عنف قادة سياسيين جيروا القبلية لمصالحهم على حساب بلد عاش فترات مظلمة لن يذكرها التاريخ إلا بوصفها محطات خراب وكراهية بغيضة يتوقف المخرج أيوب كثيراً عند أكثرها ايلاماً على نفسه، قتل والدته وشعوره بالذنب الذي دفعه للإدمان على المخدرات والوصول الى حافة الهاوية. يحكي أيوب عن ندمه لطلبه من والدته، التي كانت وقت اندلاع المذبحة معه 

في أوغندا، العودة الى البلاد. لقد قتلها شباب قبائل الهوتو في ذروة اندفاعهم الجنوني للإنتقام من الأقلية التوتسية وأحرقوا جثتها مع عشرات من أقاربها في القرية. ستدفع التجربة المريرة المخرج للانطواء والانسحاب والى تناول المخدرات التي أنجز، بعد أن تعافى منها، فيلماً عنها: "يوم الخروج" وسيتذكر تجربته السينمائية الأولى بعد أن انتشلته زوجته من الموت البطىء الذاهب اليه بنفسه ـ في فيلم كيفين ماكدونالد "آخر ملوك اسكتلندا" ولعب دور البطولة فيه الممثل فورست ويتكر. لقد شَغَله منتجه كريستن بوكسون مديراً تنفيذاً محلياً عنده ومن خلالها أحب السينما واكتشف وجود ميول خيالية عنده تصب في هذا السحر الذي يتعرف عليه لأول مرة. ثم يقلب في صوَره الشخصية ليصل الى اللحظة التي قرر تعلم هذا الفن في "مركز رواندا للسينما" المتواضع الامكانيات المتطوع لتعليم شباب رواندا فن السينما. سيكرس بعد مدة أيوب كل وقته وجهده للسينما وسيشتغل مع زملائه الطلبة ومعلميه في عدة أفلام محلية توثق بالكاميرا المحمولة المجزرة وتفاصيلها. عن هذة التجربة سيتولى صاحب المركز أريك كابيرا الحديث عن الصورة التي توثق تاريخ السينما الرواندية الحديثة العهد "التقيت بمخرجين أجانب ومصوريين جاؤوا الى هنا لصنع أفلام عما حدث في بلادي ولكنهم كانوا في الغالب يجهلون الكثير عنا". يتذكر أن أحدهم قال له "أصنعوا أفلاماً بأنفسكم وسيعرف العالم عنكم الكثير" هكذا بدأت فكرة المركز والعمل على انتاج أفلام صُناعُها من رواندا وكانت منطلقاً للشروع بتأسيس مهرجان التلال "هيليوود". 

الموسيقى ستتغير عند الانتقال الى هذا الفصل من الوثائقي لتكون فرحة، سعيدة راقصة تصاحب السيارة المتجولة وتنتقل مع ركابها؛ السينمائيون المتطوعون لتعريف شعبهم بفن أغلبيتهم وبخاصة سكان القرى البعيدة يجهلونه، ومن يعرفه منهم يعرفه من خلال هوليوود لا "هيليوود" الرواندية بامتياز. سينقلب طابع الفيلم من سردي مصحوب بالصور التوضيحية الى فيلم "طريق" مصحوب بدفق من مَشاهد تعكس جمال الطبيعة الساحرة والألوان الزاهية وحركة شعب بسيط في الحقول مازال يتألم من وجع الماضي إلا أن أطفاله ينشدون حياة جديدة ربما يريدونها سعيدة وساحرة مثل الشاشة التي تبهرهم بما يتحرك فوقها من صور لم يشاهدوها من قبل

مصاحبة الشريط لفريق المهرجان في انتقالاته وعروضه ومعرفة المشاكل التي تواجهه من مناخية وأشدها كراهية على أنفسهم المطر الذي يعيق المشاهدة والعمل وأخرى لها صلة بشح الكهرباء الى جانب نقص المال الدائم لتعكس بدورها الواقع الحقيقي للبلاد ومعضلاته الاقتصادية والاجتماعية والأصعب السياسية حين يمر بقبائل مختلفة متناحرة كانت، وبعضها لم يتخلص حتى اللحظة، من ضغائن الماضي لكن اللافت أن الأفلام والسينما وبتكرار المهرجانات قد غيّرت الكثير وبخاصة عند الأطفال الذين بدأوا نسيان ما كان أهلهم يُسمعونهم من حكايات رعب وخوف من الآخر. لقد وحدت السينما في حدود قدرتها بالفعل شعب متحارب وقربت رؤى مبدعين مختلفي الاتجاهات

يوزع الفيلم في مقابلاته مع المخرجين بين مقاطع من أفلامهم وتجاربهم الانتاجية وفهمهم للسينما وبين تلمس تأثيراتها على الناس، رغم ميلها الى مخاطبتهم بلغة التسامح ونسيان الماضي والعفو وهي أفكار نبيلة لكنها غير مهضمومة بسهولة، ومع هذا يشتغل السينمائيون بذات الروح ما يكشف عن وعي متقدم لصناع السينما في بلد لا يعرف من تقاليدها أو أصول مشاهدتها إلا القليل لكن ارادة مجموعة متحمسة من محبي السينما تسهم كل يوم في تغيير الصورة القيمة لتصنع مكانها واحدة جديدة زاهية ساحرة مبهرة تنعكس في عيون الناس والأطفال وتفتح آفاق محبة بوسيلة لا يمكنها إلا أن تكون انسانية وشاملة لا تميز بين الأعراق وأن فعلت فقد أخلت بمهمتها التي سوف يتذكر مشاهدو هذا النص البصري المذهل والأكثر من بسيط كيف أن الوعي والالتزام الأخلاقي يحتمان على السينمائي لعب دور الداعية السياسي والاجتماعي غير المباشر والمقاطع التي عرضها الشريط من الأفلام المنتجة بأدوات بسيطة في البلاد تنحو هذا المنحى سينمائيا، عملياً وليس ثرثرة نظرية. يكرس الوثائقي جزءاً من وقته لمعاينة نظرة فريق عمل المهرجان الى صاحبه فنجد طغيان الروح المحبة والنظرة المبجلة لمنجز يعرفون جيداً أنه يصب في مصلحة ما يحبون وفي مصلحة شعب لا بد له من التعالي على آلامه، ثم ومن خلالهم يدخل الوثائقي الى حياته الشخصية والعائلية لنرى كيف يربي أطفاله وأي أفكار يغذيهم بها. وبمهارة نادرة يدخل في نفس الوقت في مفاصل حيواتهم، دون أن يشعرهم بذلك لكنهم يجدون أنفسهم على الشاشة يتحدثون بما يفكرون ويقولون ماذا يحبون ويكرهون، في تفاصيل دقيقة جعلت من "لُقْيَة هيليوود" لُقْية حقيقية فيها من كل شيء قليل: الخاص والعام، السينما والسياسة، الأطفال وتربيتهم الجاني والضحية، القسوة والفرح. أي صنيع وأي ابهار يقدم لنا عبر السينما وسحرها الدائم في دقائق قليلة.

الجزيرة الوثائقية في

23.02.2015

 
 

علا الشافعى تكتب:

مكارثية «قشطة يابا» فى قضية حمزة نمرة

أعتقد أن التوصيف الصادق والحقيقى لما قامت به نقابة الموسيقيين فى حق المطرب حمزة نمرة، هو كلمة "بلطجة"، فكيف يتم إصدار قرار بشطب عضوية مطرب أيًا كان، سواء اتفقنا أو اختلفنا مع الفن الذى يقدمه، هكذا وبدم بارد، وكأن الفنانين أصبحوا يشتغلون مخبرين على بعضهم البعض، ويحق لبعضهم إلصاق التهم بالآخر، فى استدعاء صارخ لأجواء "المكارثية" الأمريكية الرجعية التى انتشرت فى خمسينيات القرن الماضى. وحسب كلام سكرتير النقابة، فإن النقابة قررت إيقاف عضوية المطرب حمزة نمرة، لاتجاهه السياسى ودعمه لفكر جماعة الإخوان الإرهابية، حيث قال السكرتير العام، "اجتمعنا مع أعضاء الجمعية العمومية خارج النقابة، وقررنا إيقافه"، وشدد سكرتير النقابة فى تصريحاته على أن النقابة تمتلك صورًا لحمزة نمرة وهو يرفع شارة رابعة، قائلًا، "هذا الشخص ماينفعش نطبطب عليه، خصوصا وهو لا يمتلك تاريخًا فنيًا، واتجاهه السياسى يسىء لنا كفنانين". ويبدو أن القرار الذى اتخذه بعض أعضاء النقابة التى ليس لها صاحب، وتشهد الكثير من الخلافات، تم اتخاذه فى إحدى الجلسات "الظريفة واللذيذة" التى تجمع بعض "الآلاتية" الذين اعتقد بعضهم أن قرارا كهذا سيصفق له الجميع، ويطلقون الهتافات وصفارات الإعجاب بالقرار الموقع بختم النقابة الذى لا يزال يحمل اسم مصطفى كامل مطرب "قشطة يابا"، ولا أعتقد أن سكرتير النقابة الباحث عن الشهرة والأضواء قد اتخذ هذا القرار من رأسه وقرر فجأة أن يصرح باسم مصطفى كامل دون الرجوع إليه، ويبدو أن مطرب الشعبيات والفن الراقى والمرشح لعضوية مجلس الشعب مصطفى كامل كان يرغب فى اتخاذ قرار عنترى يجذب به الأضواء خصوصًا وأنه يخشى على النقابة من الفن "الردىء" الذى يقدمه نمرة، وبنفس المنطق كان من باب أولى ألا يجلس هو على كرسى سبق وجلست عليه سيدة الغناء العربى أم كلثوم. ويبدو أن كامل وجد أن عليه التنصل من قراره بعد الهجوم الشديد الذى قوبل به سواء من جانب الإعلاميين أو رواد مواقع التواصل الاجتماعى وغالبية العاملين فى الوسط الغنائى لذلك سارع بإصدار بيان رسمى عبر صفحته الرسمية على "تويتر"، قال فيه "أنا ضد قرار إيقاف حمزة نمرة عن الغناء، ويستحيل إيقاف مطرب بدون إجراء تحقيق معه، والتوقيع الخاص بالمستند هو توقيعى ولكنه مسجل على جهاز الكمبيوتر، وتم استخدامه بدون علمى

اليوم السابع المصرية في

23.02.2015

 
 

أول فيلم عن «جهاد النكاح» يصوّره رضا الباهي في لبنان...

بقلم محمد حجازي

وأخيراً هناك من بادر لتصوير فيلم عن الموضوع.

كان المخرج التونسي نوري بوزيد قال لنا حين التقيناه في جلسة حوارية ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي العام المنصرم انه يعمل على مشروع مهم يتناول ما اتفق على تسميته إعلامياً بـ: جهاد النكاح، مستندا إلى شهادات من تم التغرير بهن من التونسيات، وذهبن إلى سوريا، والتحقن بالجماعات المقاتلة، وخضن في هذا الأمر من باب أنهن قدّمن أجسادهن قربى للمقاتلين بالجملة، وأبلغنا المخرج الكبير أنه التقى صبيتين من اللواتي ذهبن وعدن كسيرات الخاطر، مهشمات الجناح، نادمات على خسارة عذريتهن بطريقة وحشية، وأبلغته الفتاتان بأنهما ستساعدانه بكل ما تمتلكانه من طاقة كي تصل هذه القضية إلى كافة أفراد المجتمع العربي حتى لا تقع فتيات أخريات في الخطأ نفسه.

ومضت فترة أشهر متلاحقة، ولم تفدنا الأنباء التي نتابعها من تونس عن أي حراك لبدء التصوير.. وإذا بالخبر المتكامل يصلنا من تونس أيضاً لكن من شيخ المخرجين التونسيين، المخضرم رضا الباهي، والذي كان آخر أفلامه عن مارلون براندو، ومعه، من خلال شاب يشبهه، الباهي أعلن عن أن سيناريو من الموضوع بات جاهزاً للتصوير تحت عنوان: زهرة حلب، وقد اختار مواطنته الأجمل والأمهر في تقمص الأدوار هند صبري التي أبدت موافقة فورية على لعب شخصية صحافية تتولى إنجاز تحقيق عن اللواتي سارعن وسافرن إلى سوريا للإلتحاق بـ (الجهاديين) وتأمين متطلباتهم الجنسية حتى يقوموا هم بواجبهم على الجبهات وفي المواجهات المختلفة..
الباهي أشار إلى أن معظم مشاهد الفيلم ستصوّر في لبنان ربما لأن لبنان شبيه بالطبيعة السورية، وربما لأنّ النص يناسبه أكثر، أو ثالثاً وأخيراً لأن الباهي على شراكة إنتاجية مع المدير العام لتلفزيون الجديد ديمتري خضر، وبالتالي فإن إمكانية العمل في لبنان تصبح أيسر، وأسهل وأكثر فعالية في العمل.

والواقع أننا تعوّدنا في عالمنا العربي على قضايا تنقضي عليها سنوات كثيرة ولا ينتبه إليها أي سينمائي لرصدها وإثارتها في عمل سينمائي، وربما كانت حرب تشرين بين العرب وإسرئيل من أبرز الشواهد على  كلامنا، فحتى الآن لم يصوّر فيلم ينسجم مع فخامة وأهمية ودقة ما حصل رغم مرور أكثر من أربعين عاماً عليها، أي الحرب.

وفيما لم يُعرف مصدر الإنتاج فإننا على يقين من دخول جهة أوروبية، الأرجح  أنّها فرنسية على خط التمويل، فحتى الأجنبيات رحّبن بالفكرة، الرجال رحّبوا بالقتال، والنساء بالجهاد العاطفي الذي خضَّ العالم كله وصدرت نداءات من مرجعيات دينية وزمنية تدعو لعدم الانجراف وراء هذا الفكر المدمّر.

هذه الظاهرة التي طرأت على قضايانا العربية المصيرية، قلبت العديد من الموازين وشغلت أوساطاً اجتماعية وسياسية ودينية، وكان الرأي السديد هو تجاهلها والابتعاد عنها، وعدّها البعض جزءاً من حملة الشيخ المصري الذي عاقبه الأزهر وطرده لأنه أفتى بضرورة أنْ تقبل المرأة أو ترحّب برغبة الرجل بالرضاعة من صدر زميلة له في العمل، وهو ما أُطلِقَ عليه «إرضاع الكبير».

«زهرة حلب».. سيكون أول فيلم عربي يضيء على «جهاد النكاح»، وتكمن أهميته في أن الباهي التقى نماذج من التونسيات العائدات من جحيم هذا الجهاد، وأخذ منهن الكثير مما يثير الفضول، ويضيف في المعلومات على المتوافر لديه، من أجل إظهار كذب الصورة التي ارتسمت حين مباشرة حملة التطويع لأخذ الشباب والصبايا إلى الجهاد، على أساس أنْ يجاهد كل طرف بالغاية المرجوّة منه.

بكل بساطة هذا دور السينما.

هذه مهمة الأفلام أن تكون وثيقة واضحة، تفتح أبواب المعرفة للمتفرّج، وتدلّه على الصح والخطأ، وتقول له الحقيقة، لا أنْ تتخفْى خلف إصبع بسيط، بينما كل الظواهر واضحة المعالم.
«
زهرة حلب» لا شك في أنه سيعثر على مَنْ يقدّره في أنحاء الوطن العربي، في وقت نتطلع فيه إلى وقت ينجح فيه سينمائي أو أكثر في فضح كامل المؤامرات التي تُحاك وتُنفّذ ضد أمتنا لتفريق جموعها، وإخضاعها.

دول منعته.. وأخرى حذفت منه.. ولبنان عرضه كاملاً

«50 ظلاً لـ غراي» جريء صريح من نوع «الإيروتيك»

القصة.. النص والإخراج لنساء.. والبطلة كانت رائعة...

هو شريط ذاع صيته في كل مكان.

عدد من الدول العربية منعه، وقلّة حذفت منه مشاهد حارة وحميمة، ولبنان وحده عرضه بالكامل.. ماليزيا منعته، بريطانيا شهدت تظاهرات نسائية اعتبرته من ضمن العنف ضد النساء ووصف بطل الفيلم بالمغتصب.

(Fifty Shades of Grey) عنوان الفيلم الذي صوّرته المخرجة الإنكليزية سام تايلور - جونسون (48 عاماً) عن نص لمواطنتها كيلي مارسال، إقتباساً عن رواية للكاتبة (E.L. James) تتمحور حول علاقة جنسية بين ملياردير يدعى كريستيان غراي (جيمي دورنان) ومدرّسة أدب إنكليزي تدعى أناستازيا، وتلعب الدور داكوتا جونسون ابنة النجمين دون جونسون وميلاني غريڤيث (طلقها انطونيو بانديراس مؤخراً).

لفكرة القصة منطق سليم وخاص، كريستيان وضع أناستازيا في صورة علاقاته النسائية السابقة وعددها على الأقل 15 إمرأة، كن جميعاً يوقّعن على عقد معه بأن عليهن فعل ما يريده بهن، خصوصاً في الغرفة الخاصة بالحركات المختلفة ووسائل التعذيب التي تتلوّن معها بألف لون.

الأمور منذ اللحظة الأولي مشت بمنطق بسيط. وكان كلاهما في حالة متعة خاصة لكنها مع ذلك رفضت توقيع العقد، عقد الرضوخ معه، وبدأت لعبة رد الصاع له صاعين، وراح يلاحظ أنها تبدي عناداً في علاقتها به، محاولة التملص من هيمنته، وهو لا يبدي إهتماماً لكنه لا يحبذ الخروج معها، وتناول الطعام معها في مطعم أو حتى الظهور معها في أي مكان.

وإذا بها هي الوحيدة التي قالت له: لا. وفي رحلة العذاب بينهما بكت كثيراً لكنها نالت متعة كبيرة رفضت معها أخيراً أن تكون عبدة خاضعة له. وهكذا رفضت وأغلقت الباب خلفها، بعد أن عاشت أياماً من المتعة التي لا حدود لها في لقطات وأوضاع أقرب إلى «الايروتيك» منها إلى «البورنو»، نعم كان الجسد ممدداً على الشاشة لكن التصوير والموسيقى المصاحبة ووجهي الممثلين كانا على صلة بمعنى واحد هو الإنسان.

العري لم يكن رخيصاً.

وداكوتا مثلت جيداً، وقدّمت استعراضاً مهنياً خالياً من الإغواء أو الإغراء، كانت مع صديقها يمارسان الحب وحسب على مزاجهما. على مدى ساعتين وأربع دقائق، صوّرت كل أحداثه بين فانكوڤر وكولومبيا البريطانية، وقد عرضته الصالات الأميركية في 13 شباط/ فبراير الجاري.

البطلة داكوتا مرَّت على السجادة الحمراء مؤخراً في مهرجان برلين السينمائي وردت على الهتافات ضد الفيلم بالقول:

أدعوكم لمشاهدة الفيلم لأن فيه رسالة مختلفة كما تهتفون ضده في الخارج هنا.

وقالت: لا يوجد مشهد في الفيلم تتعرّض فيه البطلة التي هي أنا للعنف. بل كل القرارات اتخذتها هي.. أنا هي إمرأة لديها نزاهة وقوة رائعتين وهي تكتشف قوتها ونشاطها الجنسي... وأعتقد أن الأمر جميل

عروض 
شقة بمفتاح واحد لعلاقات جانبية كشفت النوايا السيئة بين 5 أصدقاء

سيرة المخابرات بين الراحلين والجيل الجديد.. وضرورة المواجهة الحتمية...

بين، 12 و21 آذار/ مارس المقبل ستقام الدورة الثامنة من مهرجان أيام بيروت السينمائية تحت شعار: السينما والدين، وتم الإعلان عن إفتتاح التظاهرة بفيلم: «تمبكتو» للمخرج الموريتاني العالمي عبد الرحمن سيساكو، لتكون المرة الثالثة التي يعرض فيها سيساكو فيلماً له في المهرجان منذ العام 2002.

والجيد في المهرجان أنه ينسجم مع واقع المناخ الديني في العالم حاليا، وسيكون أحد أبطال الفيلم ضيفاً على المهرجان الذي نعود إليه لاحقاً مع اقتراب افتتاحه.

{ The loft

صوّر هذا الفيلم في بلجيكا بميزانية 14 مليون دولار، جنى منها في الخمسة أيام الأولى من عرضه (3.753.684) دولاراً، في إخراج للبلجيكي ايريك ڤان لوي، عن سيناريو لـ بارت دوبوي، وويسلي سترايك..

مناخ الفيلم متداخل جداً، خمسة أصدقاء ومفتاح واحد لشقة واحدة يترددون تباعاً عليها للفوز بعلاقات خاصة خارج النطاق الزوجي... ورغم كل الإنسجام فيما بينهم فإنهم أظهروا خسّة في السلوك الشخصي وراح معظمهم يغوي بنساء الآخرين. إلى أن اصطدموا بورطة كبيرة حين العثور على حسناء خارقة وقد ذبحت في السرير وعثروا عليها مقيّدة، لتبدأ لعب المد والجزر بين الأصدقاء الخمسة.

لكل واحد من الخمسة قصته، وعلاقاته، وامكانات واسعة لإرتكاب جريمة في سبيل إخفاء شيء ما عن الباقين، وراح الشك يحوم حول الحاضرين واحداً واحداً، ولا وجود لأي حسم، لتظهر أشرطة رصدت بتحركات الجميع خلال مواعيد مجيئهم إلى الشقة مع نساء مختلفات وليتبيّن أن زوجة فلان مع فلان آخر، لتلتهب الأحاسيس، وفيما يريد أحدهم الأخذ بشرفه من الآخر يجد أنه هو أيضاً الملام لأن التسجيل يظهره مع زوجة واحد من الأصدقاء.

كل هذا ليقول الفيلم ان الجميع كانوا أصحاب نوايا مع بعضهم البعض، ومن استطاع نيل زوجة الأخر لم يتأخّر في ذلك.

الشريط الذي أدار تصويره نيكولاس كاراكاتسانيس، لعب أدواره الأولى كارل أوربان، جيمس مارسدن، ويتوورث ميلر، إيريك ستونستريت، ماتياس شونارتس، في مواجهة إيزابيل لوكاس، راشائيل تايلور، رونا ميترا.

{ Kingsman: The Secret Service

لـ ماثيو ڤوغن عن نص للمخرج مع مارك ميلر، دان غيبونز، صوّر في لندن مع 22 مساعد مخرج مع مدير التصوير جورج ريشموند، في 129 دقيقة، و«كاست» متميّز وفاعل خصوصاً في الدورين الأولين مع كولن فيرث في شخصية سيد العملاء هاري هارت، وصموئيل ل. جاكسون في دور ڤالانتاين الشرير الذي يرغب في تدمير العالم من حوله وجعل البشر كلهم في قبضته لكي ينهي حياتهم.

«هارت»، سيد الجواسيس والعملاء، قتل أحدهم وهو يدافع عنه، عندما رمى بنفسه فوق رجل مزنّر بالديناميت كان يريد تطييره مع كل الحاضرين، وحفظ هارت هذا العمل وأراد تعويض ابنه الصغير الذي كبر وأثبت جدارة في القتال والهرب والمراوغة لذا وجد إلى جانبه هارت الذي دعمه بالكامل وأدخله في السلك بعدما خاض وإياه معارك كثيرة ومتداخلة، مع أشرار عديدين، بدا خلالها هارت قادراً على هزيمة العشرات من الأشخاص دفعة واحدة، فقط بواسطة مظلته السوداء التي لا تصد وترد الرصاص فقط، بل ان قذائف الأنيرغا كانت تصطدم بالمظلة دونما فعالية، وبعد لحظات يكون هذا السيد واقفاً بهدوء والكل من حوله على الأرض.

كل هذه الأجواء تجعل الإنتساب إلى نادي الـ (Kingsman) لمن هم جديرون به، وإذا بالإبن البار يعيّن مكان هارت بعد مصرعه في مواجهة صعبة.

شارك في الفيلم: تارون ايغرتون، ومارك سترونغ

اللواء اللبنانية في

23.02.2015

 
 

بعد توجيهات الرئيسي السيسي بعودة أمجاد السينما المصرية :

هل نستفيد من تجربة السينما الهندية في بوليوود ؟

تحقيق - محمد الحنفي

هل يمكن أن تسترد السينما المصرية عافيتها وتصبح واحدة من أهم مصادر الدخل القومي كما يتمني الرئيس السيسي ، مثلما الحال في "هوليوود" أمريكا أو "بوليوود" الهند التي تدر أرباحا سنوية تفوق الخمسة مليارات دولار ، من جملة استثمارات فاقت الـ25 مليار دولار سنويا وأصبحت أفلامها ضيفا دائما ومطلوبا في كل سينمات العالم بما فيها السينما الأمريكية؟

في الأسبوع قبل الماضي اجتمعت الدكتورة فايزة أبو النجا ووزير الصناعة والتجارة منير فخري عبد النور ، برموز السينما المصرية وممثلي أفرعها المختلفة أبرزهم يسرا وإلهام شاهين وداوود عبد السيد والكاتب الكبير وحيد حامد بهدف بحث ملف المشروع القومي لصناعة السينما الذي تتبناه الدولة حالياً، للوصول إلي الطريقة المثلي لكيفية تدعيم هذه الصناعة من قبل الدولة وليس احتكارها أو تملكها، وكذلك وضع آليات للنهوض بها وعودتها لسابق عهدها حتي تتغير الصورة الذهنية والألفاظ الموجودة خلال السنوات الماضية التي سيطرت علي صناعة السينما في مصر، وأدت إلي تراجع مستواها، ونقلت لهم مدي اهتمام رئاسة الجمهورية بهذا المجال باعتبار السينما من عناصر القوة الناعمة لمصر، وعنصرا مهما جداً لدعم الاقتصاد المصري، وقالت "إن الرئاسة تنظر لصناعة السينما علي أنها أمن قومي، مشيرة إلي أن المشروع القومي للنهوض بصناعة السينما لا يعني سيطرة الدولة عليها أو تأميمها بل عودة عصر الريادة للسينما المصرية.

وفي ختام الاجتماع الذي استغرق ساعات طويلة ضربت الدكتورة أبو النجا أمثلة بهوليود التي تحقق أكبر عائد دخل قومي أمريكي، وكذلك الحال في مدينة بوليوود بالهند التي نتناول تجربتها الرائدة في هذا الملف .

علي الرغم من أن السينما المصرية أكبر عمرا من السينما الهندية التي احتفلت بمئويتها عام 2013 إلا أن الفارق شاسع بين إنجازات هذه وإخفاقات تلك ، فالسينما المصرية ذات الـ119 عاما لم تقدم لنا سوي 4000 فيلم فقط طوال تاريخها، وتقلص إنتاجها السنوي الحالي بشكل خطير وتعاني خسائر تتخطي الـ 200 مليون جنيه كل عام حسبما تقول غرفة صناعة السينما ، في الوقت الذي تشهد فيه السينما الهندية انتعاشة غير مسبوقة ومنتظمة حيث تعرض سنوياً ما يقرب من ألف فيلم في أكثر من 13 ألف دار عرض سينمائي، يشاهدها عشرة آلاف مشاهد يترددون علي السينما يومياً ويشترون ما يزيد علي 3.3 مليار تذكرة سنويا، مما يجعل الهند صاحبة أكبر عدد من رواد السينما في العالم .

إن حجم صناعة السينما الهندية 5 مليارات دولار تدر عليها أرباحا تصل إلي 4مليارات دولار ، وفتحت لها أسواقا ليس في قارة آسيا وحدها، ولكن في أوروبا وأمريكا، بالإضافة إلي أنها فرضت وجودها علي أهم مهرجان عالمي هو مهرجان "كان" السينمائي الدولي ، الذي خصص برنامجا لسينما "بوليوود" منذ سنوات !

أما اسم بوليوود فيعود إلي مدينة "بومباي" عاصمة السينما الهندية، التي تقع بها أضخم استوديوهات لتصوير الأفلام وتحميضها وطباعتها! هذه السينما التي كنا حتي وقت قريب، نضرب بها المثل بأنها سينما المليودراما والمبالغات، والأحداث اللامنطقية! وصلت إلي العالمية بأفلامها ونجومها الذين أصبحوا وجوها معروفة للجمهورين الأمريكي والأوروبي، نذكر منهم النجمة الهندية إشواريا راي، التي اختيرت لتكون وجها إعلانيا عن منتجات الراعي الرسمي لمهرجان «كان»، كما شاركت في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية منذ عدة سنوات، وشاركت أيضا في بطولة بعض الأفلام الأمريكية مثل الفهد الوردي أمام ستيف مارتن! أما أميتاب باتشان أهم نجوم السينما الهندية، وأحد أعمدتها فقد شارك هو الآخر في فيلم المخرج بازلورمان "جاتسبي العظيم " أمام ليوناردو دي كابريو، وسبقه عرفان خان الذي شارك في بطولة فيلم "حياة باي" للمخرج جانج لي، الذي كان مرشحا للأوسكار وعن شاروخان الذي أصبح فتي بوليوود المدلل ونجمها الأول فقل ماشئت !

ولا تتوقف العالمية في الهند عند نجوم التمثيل فقط ، إذ اختطفت السينما الأمريكية المخرجة الهندية مايرا ناير، التي قدمت أكثر من فيلم في استوديوهات هوليوود، بعد نجاحها في تقديم أفلام هندية جادة، مثل اسم العيلة، زواج مونسو، كما سوترا "وهي أفلام لا علاقة لها بما هو سائد من أفلام الميلودراما الاستعراضية! أما الموسيقار الهندي "أ . رحمن" فقد ذاعت شهرته، عالميا عندما اختاره المخرج البريطاني داني بويل لوضع الموسيقي التصويرية لفيلم "مليونير العشوائيات"، وحصل بها علي جائزة الأوسكار !

لقد باتت بوليوود أو مدينة السينما الهندية تمثل شبحا مخيفا لهوليوود أو مدينة السينما الأمريكية، وصارت تنافسها حتي في أفلام الخيال العلمي التي تتطلب ميزانية باهظة في إنتاجها واستخدام أحدث التقنيات السمعية والبصرية، فقدمت في السنوات الأخيرة، مجموعة أفلام البطل الخارق الذي يجمع في آن واحد بين باتمان "بحلته السوداء وقناع الوجه" وبين سوبرمان، الذي يتمتع بقوي خارقة، تمكنه من التحليق في الهواء والقفز من ارتفاعات شاهقة، وحمل عمارات وأبنية علي كتفيه!!

وفي سياق الكلام عن صناعة الترفيه والإعلام في الهند وفقا لتقرير صدر عن «إرنست آند يونغ» للاستشارات نقول إنها تنمو سنويا بنسبة 20 في المائة ، وأتت بإيرادات بلغت 25 مليارا في عام 2014، ؛ لهذا لم يكن مفاجئا أن تدخل شركات هوليوود مثل والت ديزني وفوكس القرن العشرين وفياكوم 18، ووارنر براذرز وسوني بيكتشرز إلي سوق الأفلام الهندية وأن تعمل علي إنتاج أو تسويق أو توزيع أفلام هندية، لأنه من الأسهل تحقيق الربح في الهند بدلا من لوس أنجلوس، حيث يبلغ متوسط تكلفة إنتاج الفيلم في بوليوود نحو مليوني دولار فقط، في مقابل 47.7 مليون دولار في هوليوود. كما تنخفض تكاليف التسويق كثيرا في الهند.

إن السؤال الذي يطرح نفسه الآن : ما سر هذه السينما الأمريكية وكيف حققت كل هذه النجاحات والقفزات حتي أصبحت ندا قويا للسينما الأمريكية وباتت أفيون الشعوب الخليجية التي تدفع ملايين الدولارات سنويا لمشاهدة أفلامها ؟

في البداية تري الناقدة الكبيرة ماجدة موريس أن الهنود كان لديهم إصرار كبيرعلي وصول أفلامهم إلي العالمية، وبالفعل نجحوا في تحقيق هذا الهدف، حتي أصبحت سينما بوليوود قادرة علي منافسة السينما الأميركية والأوروبية، فهي تنتج مئات الأفلام المتنوعة سنوياً، كما تحرص علي الترويج لها بكل الوسائل، سواء عبر فضائيات أسسها القائمون علي صناعة السينما الهندية وتخصصت في عرض أفلام بوليوود ، أو بالتواجد المؤثر في المهرجانات العالمية، وتشير الناقدة ماجدة إلي وجود نوعين من السينما الهندية، أولهما التجاري الشعبي الذي يحتل المركز الأول لدي العرب، خاصة في منطقة الخليج، لأنه يعتمد علي المحتوي الترفيهي الذي يضم الغناء والرقص والأكشن والقصص الرومانسية، بالإضافة إلي وجود تقارب حضاري بين الجمهورين الهندي والعربي.

أما النوع الثاني فيقتصر علي مجموعة متميزة من الأفلام التي نجحت في حصد عشرات الجوائز خلال السنوات الماضية، وفي دخول منافسة شرسة مع السينما الأمريكية، كما أن سر نجاح سينما بوليوود لم يقتصر علي مضمونها المختلف، فنجومها كان لهم دور مهم في المكانة المتميزة التي تحتلها الأفلام الهندية الآن ، لما يتمتعون بجاذبية خاصة بدايةً من أميتاب باتشان مروراً بشاه روخان وكارينا كابور، وغيرهم كما أن دبلجة هذه الأفلام إلي أكثر من 20 لغة أخري ساهمت في نجاح السينما الهندية عالميا، فضلا عن هويتها المختلفة تماماً عما يقدم في أفلام السينما العالمية المعروفة، وما يتم طرحه من مواضيع متنوعة في أفلام بوليوود يتركز عادة علي الناحيتين الإنسانية والاجتماعية القريبة من مجتمعاتنا العربية الأكثر ميلاً للعاطفة .

بينما يري الفنان الكبير أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين أن صناع السينما الهندية قد أدركوا منذ اللحظة الأولي قيمة هذا المنتج وتعاملوا معه بجدية فتم إنشاء أعداد كبيرة جدا من دور العرض في جميع المدن والمحافظات بالإضافة إلي سوق التوزيع الخارجي في كل دول العالم تقريبا، ومن ثم فقد أصبح للفيلم الهندي عشاقه في كل بلاد الدنيا. وأصبحت السينما جزءا من برنامج الحياة اليومي لدي الأسرة في الهند. نجح صناعها في تطبيق المعادلة الصعبة "السينما صناعة وتجارة وفن" ، فأصبح دخل الهند من السينما أكبر من الدخل القومي الإجمالي لدول كثيرة.

أما الناقد السينمائي المخضرم طارق الشناوي فيشير إلي أن السينما الهندية حققت العديد من المنجزات الفنية، علي رأسها الوصول إلي قلوب المشاهدين بسرعة، لأنها تتميز عن السينما الأمريكية والأوروبية في العديد من الأشياء، أهمها اعتمادها علي دور القدر في حياة الإنسان، فهذا الأمر يتفق عليه كل مشاهد مهما كانت درجة ثقافته.

ويضيف: »السينما الهندية تفوقت علي الأمريكية والأوروبية في دول الخليج، فالأفلام الهندية تحتل المركز الأول في قلوب جماهير الخليج حتي أصبحت أفيونهم، بينما تراجع الفيلم الأمريكي في المركز الثاني والمصري في المركز الثالث، وهذا التفوق يرجع إلي العادات والتقاليد المتشابهة بين المجتمعين الخليجي والهندي، بالإضافة إلي أن الجماهير العربية بوجه عام تعشق الغناء والرقص والأكشن، وهي المعايير الثلاثة الموجودة في أي فيلم هندي.

أما الدكتور سيد خطاب أستاذ الدراما بأكاديمية الفنون ورئيس جهاز الرقابة الأسبق فله وجهة نظر ثاقبة ومحترمة في ظاهرة السينما البوليودية يقول فيها : "الذهاب إلي السينما جزء من ثقافة وتقاليد المجتمع في الهند. وهذا هو جوهر الموضوع. فالدولة هناك لا تشارك في الإنتاج السينمائي ،لكنها توفر مناخا مناسبا يشجع الجميع علي العمل والاستثمار في هذا المجال. والهنود لديهم شركات تسويق علي أعلي مستوي. تستطيع الوصول إلي آخر بلاد الدنيا لتوزيع الفيلم الهندي. وبالتالي فإن مردود وعائد أرباح أي فيلم يعادل مئات المرات تكاليف الإنتاج. رغم أن تكلفة إنتاج الفيلم زهيدة جدا لاعتمادها علي التصوير الخارجي في الأماكن المفتوحة والحدائق والقصور القديمة، وكل هذه تتم بدون مقابل تشجيعاً من الدولة. عكس ما يحدث في مصر. ويؤكد د. خطاب علي أن سر نجاح الأفلام الهندية يكمن في الموضوعات الدرامية والإبهار اللوني والمؤثرات السمعية والبصرية والموسيقي والغناء المميز جدا لدي الهنود. فحدوتة الفيلم بسيطة لكنها تناقش قضايا إنسانية تمس مشاعر الناس بالإضافة الي وقصص الحب والتضحيات والبطولات .

المصور المصرية في

23.02.2015

 
 

Mommy – الحب أحيانا لا يكفي

محمود سمير – التقرير

نادرًا ما أكرر مشاهدة ذات الفيلم في السينما أكثر من مرة، وجدتني أشاهد هذا الفيلم ثلاث مرات، وفي كل مرة يزداد تعلقي به أكثر وأكثر.

فيلم (Mommy) كندي الجنسية، وتدور أحداثه في مقاطعة كوبيك الفرنسية.

(ديان ديسبري) في معضلة كبرى؛ فقد توفي زوجها، وفصلت عن عملها الصحفي وهي على مشارف سن اليأس.  فوق كل هذا،  يعاني ابنها المراهق (ستيف) من سلوك عدواني شرس، ترتب عليه فصله من مركز التأهيل الذي كان يعالج به إثر قيامه بحرق زميل له وإصابته بحروق من الدرجة الثانية والثالثة.

“اسمعيني جيدًا (ديان). لقد تعاملت مع الكثير من الشباب والأطفال. نجحنا في مساعدة الجامح منهم وخسرنا البعض الآخر. أسوأ ما يمكن ارتكابه في حق طفل مريض، اعتقادنا أنه يكفي أن نغمره بالحب والاهتمام ليشفى. ليس للحب علاقة بالمرض، الحب لا يكفي في بعض الحالات”.   مديرة المصحة (ديان) ضربت كل الكلام الذي قيل لها بعرض الحائط، و قررت أن تتحمل مسؤولية (ستيف) وحدها برغم الإفلاس والبطالة التي تعاني منها.

لكن، الحب لا يكفي. أينما حل (ستيف)، حلت المشاكل والمناوشات. لم تستطع (ديان) التوفيق بين محاولات البحث عن عمل  وتدريس (ستيف) بالمنزل. ضاقت أمامها الخيارات وأصبح الاختيار الأسهل هو إرسال (ستيف) لمستشفى الأمراض النفسية الحكومي لتتولى الحكومة رعايته.

في هذا التوقيت تعرفت (ديان) على (كايلا) جارتها الجديدة والغامضة. (كايلا) تحولت إلى طاقة نور في حياة هذه العائلة الصغيرة، حين تولت مهمة تدريس (ستيف) وصارت دعمًا عاطفيًا قويًا لـ(ديان).

كانت أحوال الأسرة الصغيرة قد بدأت تستقر، إلا أن ماضي (ستيف) أطل من جديد مهددًا بِذَرّ كل ما وصلوا إليه أدراج الرياح.

فيلم (Mommy) نجح على كافة الأصعدة؛ نجح كنص، كتمثيل، كإخراج، كتصوير، كديكور، وحتى كملابس.

أخرج الفيلم المخرج الكندي الكوبيكي زافيير دولان، لقب دولان بالمعجزة الصغيرة؛ كونه أخرج أول أفلامه في سن التاسعة عشرة. (Mommy) هو فيلمه الخامس وهو الآن في الخامسة والعشرين.

مستوى الأداء في (Mommy) بارع لدرجة مخيفة. (آن دورفال) قامت بدور (ديان)، وقامت (سوزان كليمون) بدور الجارة الغامضة (كايلا)، وأخيرًا قام الوجه الجديد (أنطوان أولفييه بيلون) بدور (ستيف).

قدمت (دورفال) أمًّا غير تقليدية بالمرة. للوهلة الأولى تبدو ديان للمشاهد كامرأة سوقية في طريقة الكلام والملبس؛ فالعلكة لا تفارقها، وملبسها هو ملبس مراهقة صغيرة، ما جعلها مطمعًا للرجال من حولها.

صنعت (ديان) هذه الصورة من أجل الحصول على ما تريده لنفسها ولابنها. المثير للسخرية أن برغم كل التضحيات التي تقوم بها إلا أنها كلها تذهب أدراج الرياح؛ بسبب (ستيف) وطبعه الصعب.

(ستيف) جامح وذو لسان سليط؛ لذلك فشل في تكوين أي صداقات أو علاقات قوية؛ نظرًا لطبعه الصعب. لا يهتم أحد به سوى أمه ومؤخرًا (كايلا)، علاقة ستيف وديان معقدة. كمشاهد لا تعرف إن كانت علاقة أم و ابن أم أخ و أخت أم علاقة بين حبيبين.

استحضر الممثل (بيلون) أداء الممثل (عمر ساي) في الفيلم الفرنسي (Intouchables)، ومكولاي كاليكين في فيلم (Home Alone).

“أعلم أن بداخله فتىً طيبًا، لكن إذا فقد ستيف أعصابه، لابد من أن تهربي من أمامه؛ فالأمور عندها تخرج من السيطرة“. ديان ديسبرى

على جانب آخر، أقوى أداء تمثيلي كان من نصيب الممثلة (سوزان كليمون)، والتي أدت دور (كايلا).

(كايلا) هي القلب العاطفي للفيلم. هي شخصية انطوائية تعاني صعوبة في النطق ولا تثق بنفسها، نتيجة لأزمة مرت بها انقطعت (كايلا) عن عملها كمدرسة. منفصلة عاطفيًا عن أسرتها وحياتها الأسرية، رتيبة ومملة.

(كايلا) كثيرة الانتقال من مكان لآخر؛ نظرًا لطبيعة عمل زوجها؛ لذلك عندما انتقلت إلى جوار (ديان) و(ستيف) كانت متشوقة للتعرف عليهم كونهما مخرجًا من الرتابة والعزلة التي تعاني منها.

على مستوى الصورة، تعاون (دولان) مع مدير التصوير المخضرم  الكوبيكي (أندريه توربان).

(توربان) صور الفيلم المرشح للأوسكار حرائق (Incendies) للمخرج الكندي (دينيس بيلنوف)، والذي أخرج بعدها فيلم سجناء (Prisoners) لـ(هيو جاكمان).

قام دولان بتغيير شكل كادر الصورة، ليصبح الكادر مربعًا بدلًا من الكادر السينمائي التقليدي المستطيل باقتراح من مدير التصوير.

للوهلة الأولى ظننت أن هذا التغيير مفتعل وفي غير محله؛ إلا أن اعتماد (دولان) على استخدام اللقطات المتوسطة والقريبة في الفيلم، جعل الكادر المربع عازلًا للشخصية عن البيئة المحيطة بها، مع أداء الممثلين الرائع يجعلك الكادر المربع في حالة توحد تام مع الشخصيات.

قام( توربان) باستخدام ألوان الإضاءة الدافئة، ما أعطى الفيلم جوًا حالمًا؛ بالرغم من كونه اختيارًا يناقض طبيعة النص التراجيدي، إلا أن هذا الاختيار جعل الشخصيات الرئيسة تظهر في صورة بطولية وشجاعة.

اختيار الموسيقى من قبل (دولان) كان أكثر من رائع. أغلب الأغاني المستخدمة، أغاني مشهورة جدًا ذاعت في التسعينيات وفي أوائل الألفية الجديدة، هذه الأغاني استخدمت للتأثير العاطفي وليس للافتعال.

على سبيل المثال، استخدم دولان  أغنية سيلين ديون الشهيرة (On ne change pas) في مشهد جمع بين الشخصيات الثلاث في لقائهم الأول. استخدامه للاغنية أنتج مشهدًا من أكثر المشاهد بهجة في تاريخ السينما من وجهة نظري.

لقب دولان بالفتى العبقري، كونه يقوم بالعديد من المهام في أفلامه؛ فهو المخرج وكاتب السيناريو، والمنتج والمونتير ومصمم الملابس وفي أحيان كثيرة الممثل فيها.

عرض الفيلم في مهرجان كان العام الماضي، واستقبل بحفاوة كبيرة. فاز بجائزة لجنة التحكيم مناصفة مع فيلم “وداعًا للغة” للمخرج (جون لوك جودار)، ورشحت كندا الفيلم لجائزة الأوسكار كأحسن فيلم أجنبي،  وللأسف لم يصل للترشيحات النهائية ولا حتى القائمة القصيرة.

تقييم الفيلم 10/10  - إعلان الفيلم

التقرير الإلكترونية في

23.02.2015

 
 

مشاهدون أشادوا بالفيلم ومنحوه العلامة الكاملة

«غدي».. المعاق «الملاك» منبوذ من الحي

المصدر: علا الشيخ - دبي

اعتبر مشاهدون أن الفيلم اللبناني «غدي» الذي يعرض في دور السينما المحلية يعزف على وتر حساس، ويتناول حكاية إنسانية تجعل المشاهد يتفاعل معها، مؤكدين أن الفيلم الذي أخرجه أمين درة، وقام ببطولته كاتبه جورج خباز، ومنى طايع، وأنطوان ملتقى، وغيرهم، يستحق العلامة الكاملة.

وقع قصص قبل النوم على الأطفال، وتلك النظرة المراقبة طوال سرد الحكاية، وتعابير الوجه التي تبتسم حيناً وتحزن حيناً وتنتظر النهاية السعيدة دائماً، هذا الوقع وإحساسه تماماً يشبه متابعة فيلم «غذي».

ويحكي الفيلم الذي مر أكثر من عامين على إنتاجه، وجاب مهرجانات عدة، وحاز جوائز كثيرة، ونال إشادات مشاهدين استطلعت آراءهم «الإمارات اليوم»، قصة الطفل (غدي) المصاب بمتلازمة داون، المنبوذ من الحي الذي قرر عدد من أفراده أن يقدموا شكوى ضد عائلة الطفل لإرساله إلى مؤسسة مختصة بسبب صوته الذي يزعجهم ليلاً ونهاراً.

حكاية غدي تروى من خلال والد «لابا» الشاب العازف على البيانو المتزوج من حبيبة الطفولة، ولديهما بنتان وغدي، لابا شخصية مهذبة لا يحب المشكلت لغته الموسيقى، وعرّابه أستاذه في الموسيقى أيضاً، كان لابا منذ صغره شغوفاً بكتابة قصص الحي، يراقبهم من شباك منزله ويرصد كل تحركاتهم ويدونها، هذا الرصد استفاد منه عندما كبر، وعندما تعرض لاحتمالية أخذ ابنه بالقانون من حضنه.

يكمن ذكاء الفيلم في وضعه قصة هذا الصبي المعاق ليكشف قسوة المجتمع ليس عليه فحسب، بل على كل فرد يقرر أن يكون حراً في خياراته، مثل قصة «تقلا» التي أحبت «حسن»، وحرمت منه بسبب شقيقها الذي هاجر إلى البرازيل وبسبب نظرة الحي لها.

مشاهدون تفاعلوا مع أحداث الفيلم، وترقبوها دون ملل، فالقصة متماسكة ومدروسة بشكل جيد، والنص والسيناريو لا غبار عليهما، باستثناء بعض السقطات الإخراجية، بما أنه أول فيلم روائي طويل لمخرج «غذي».

الفيلم بشخصياته المتعددة، من اللحام إلى الحلاق إلى المحامي حتى بائعة الهوى، كانت كلها تحكي قصة حي يشبه أحياء كثيرة، في مجتمعات عدة، تتذكر وأنت تشاهد هذا الفيلم شخصيات مرت فعلاً بذاكرتك في الطفولة، فالفيلم ممتع، ويجتذب المشاهد ويدخله إلى عوالمه، وهذا ما أكدته فرح الحارثي (24 عاماً) التي قالت، إن «الفيلم أدخلني إلى عوالم ذلك الحي، والشخصيات فيه قريبة جداً من الواقع. استمتعت به كثيراً لدرجة أنه عندما انتهى حزنت، وشعرت أنني أريد المزيد من الحكايات».

عندما قرر الحي الإبلاغ عن غدي، وجد والده مخرجاً، بأن يقنع أهالي الحي بأن غدي ليس سوى ملاك من السماء، جاء ليخلصهم من أعبائهم ويحقق لهم أمنياتهم، ومن خلال مذكراته وهو طفل ورصده استطاع أن يقنع الحي أن غدي هو الذي أخبره عنها، وتحدث للمرة الأولى في حياته، فاستجاب الحي له المؤمن بطبيعة الحال، وقرر أفراده إعطاءه مهلة أسبوعاً ليثبت لهم صحة كلامه.

من جانبه، قال أيهم بركات (30 عاماً) «أنا فخور بأن يكون هذا الفيلم لبنانياً، فالسينما في لبنان إذا وجدت لا ترقى أفلامها لأن تعرض، لكن هذا الفيلم وضع يده على الجرح بطريقة لطيفة، وناقش قضية نظرة المجتمع للمعاقين، وكشف الكثير من زيف المجتمع» واصفاً جورج خباز بأنه «فنان ذكي وصاحب مواقف مهمة».

بينما قالت حنين العناني (25 عاماً) إن «الفيلم تحفة فنية، أحببته بشكل كبير، مع أنني لم أتوقع أن أشاهد فيلماً لبنانياً يؤثر بي بهذا القدر؛ فالقصة ذكية ومفعمة بالأحداث والمواقف والحب وكل المشاعر المتضاربة، وأرى أن الفيلم عائلي بامتياز، ويجب على الأمهات والآباء اصطحاب أبنائهم لمشاهدته لأنه يقدم قيمة وعبرة للحياة».

بعد أن اقتنع سكان الحي برواية لابا، والد غدي، أصبح عليه إثبات أن غدي ملاك، وهذا الإثبات يجعله يبحث عن مناصرين له، مثل كوافير النساء القادر على الإتيان بأخبار نساء الحي، والشاب الأسمر اللون مع أنه لبناني إلا أنه منبوذ؛ فالحي يعتبره «درجة ثالثة» بسبب لون بشرته، والرجل المحب للأضواء الملقب بـ«هبيلة» الحي، هؤلاء لن يشعر أهالي الحي بهم أثناء مراقبتهم، وظيفتهم الإتيان بأخبار الحي، ليثبت لابا أن ابنه المعاق ملاك من السماء، ويعلم «الغيب»، وينجح في المهمة التي تصعب كل يوم، خصوصاً الطلبات المادية من قبل أهالي الحي، ويصبح غدي بين يوم وليلة الملاك الحارس للحي، وكيف لا وهو الذي يحقق لهم المعجزات، حتى إن الفتاة التي كانت ترجو طفلاً أصبحت حاملاً، ولعبت «المصادفة» دورها لمصلحة غدي.

من جهته، رأى علي حسين أن «الفيلم مهم جدا، لكنه لم يكن متنوعاً، إذ ركز على الطائفة المسيحية في لبنان، وكأن لا أحد غيرهم يعيش في هذا البلد، وعندما أراد أن يحكي عن ديانة أخرى حصرها في تقلا، وحسن الذي يعيش في الجنوب، وهذا الشيء ليس صحيحاً، فالأحياء في لبنان متنوعة وليست حصراً على طائفة دون أخرى»، مستدركاً بأن «هذه السقطة لم تؤثر على قيمة الفيلم فنياً، فالفيلم جميل جدا وقضيته هادفة».

توجد في الفيلم أحداث وقصص كثيرة، وأيضاً المصاعب التي تواجه فريق لابا، والد غدي، وسردها قد يضيع جزءاً من قصة الفيلم المشوقة التي تستحق مشاهدتها على الشاشة الكبيرة.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

23.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)