كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

وودي آلن أفلام جديدة وولع بإغواء الفتيات الصغيرات

العرب/ أمير العمري

 

آلن ينوي القيام لأول مرة بإخراج مسلسل تلفزيوني بعد نحو خمسين فيلما جسد فيها نجاحات كبيرة في عالم السينما.

يعتبر المخرج الأميركي وودي آلن Woody Allen الإضافة السينمائية الأهم إلى الكوميديا السينمائية الأميركية منذ عصر الكوميديا الأول، عصر شارلي شابلن وبستر كيتون وأرنست لوبيتش والأخوين ماركس، وغيرهم. وهو نموذج للسينمائي الذي يعبّر من خلال أفلامه، عن رؤيته الخاصة للعالم، كما تحمل أفلامه بصمته الشخصية، وفلسفته الخاصة، مع قدرة واضحة، على لمس الكثير من الأفكار التي يمكن للمشاهد في أيّ مكان من العالم التفاعل معها، وهو أيضا فنان سينمائي شامل، فهو يكتب أفلامه ويخرجها ويقوم بدور البطولة فيها، ويكتب لها الموسيقى أحيانا.

أخرج آلن حتى الآن نحو خمسين فيلما منذ أن بدأ الإخراج قبل 48 عاما، وهو عدد كبير ربما لم يتوفر لمخرج أميركي آخر غيره إخراجه في هذه الفترة الزمنية. ومن بين أفضل 100 فيلم كوميدي في قائمة معهد الفيلم الأميركي، توجد خمسة أفلام من إخراج وودي آلن هي “آني هول” (يحمل الرقم 4)، و”مانهاتان” (رقم 46)، و”خذ الفلوس واجري” (رقم 46)، و”الموز” (69) وأخيرا “النائم” (80).

وحصلت أربعة من أفلامه على جائزة الأوسكار، كما وصلت أفلامه 28 مرة لترشيحات الأوسكار، 16 مرة لجائزة أحسن سيناريو، وسبع مرات لأحسن إخراج، ومرة واحدة لأحسن ممثل. والغريب أنه لم يحضر ولو مرة واحدة حفل توزيع جوائز الأوسكار، كما أنه لا يقرأ المقالات النقدية عن أفلامه، ولا يلقي بالا للسوق، أي ضرورة أن تحقق أفلامه عائدا ماليا ملموسا.

وودي آلن يعمل حاليا على الانتهاء من تصوير فيلم جديد سيكون -كالعادة- من تأليفه وإخراجه، لكنه لا يشارك في بطولته، كما كان الأمر في فيلمه الأخير مباشرة “سحر في ضوء القمر” Magic in the Moonlight. وستقوم ببطولته أيضا، إيما ستون (26 سنة)، الممثلة ذات العينين الواسعتين الزرقاوين، التي تألقت في فيلم “بيردمان” ورشحت عن دورها فيه لجائزة الأوسكار لأحسن ممثلة ثانوية. يشاركها بطولة الفيلم الجديد الذي يتكتم آلن على اسمه حتى الآن، جواكيم فينيكس وجايمي بلاكلي وباركر بوسيه.

وفي خطوة اعتبرت انقلابا كبيرا في مسيرة عمل المخرج الشهير أعلنت شركة أمازون أخيرا، أن وودي آلن سيقوم للمرة الأولى، بإخراج مسلسل تلفزيوني، لم يتمّ اختيار اسم له بعد، ولم تصرح الشركة المنتجة كذلك بعدد حلقاته، لكنها قالت إن الحلقة الواحدة ستدوم نصف ساعة. أما وودي آلن نفسه فقد علق على موضوع اتجاهه لإخراج مسلسل تلفزيوني بقوله وبطريقته المرحة: لا أعرف كيف تورّطت في هذا الموضوع، ليست لديّ أدنى فكرة، ولا أعرف من أين سأبدأ، وأظن أن شركة أمازون ستندم على ذلك.

بدايات مبشرة

بدأ وودي آلن التمثيل عام 1965 عندما كتب وشارك في بطولة فيلم “ما هو الجديد ياقطتي؟” ?What is New Pussycat -الذي أخرجه كليف دونر- مع نخبة من ألمع نجوم السينما مثل بيتر سيللرز وبيتر أوتول ورومي شنايدر وأورسولا أندريس. ثم شارك في التمثيل وكتب السيناريو لعدد من الأفلام أشهرها “اعزفها ثانية ياسام” للمخرج هربرت روس، ثم بدأ يخرج أفلامه التي يكتبها بنفسه.

وكان أول أفلامه كمخرج عام 1966 هو فيلم “ما الخطب أيها النمر ليلي؟” ?What’s Up Tiger Lily الذي اقتبسه من فيلم ياباني، ثم “خذ الفلوس واجري” (1969) ثم “الموز” (1971). ومن أهم الأفلام التي كتبها وأخرجها في السبعينات “كل ما تريد أن تعرفه عن الجنس وتخشى أن تسأل عنه” (1972)، و”النائم” (1973)، و”الحب والموت” (1975)، و”أني هول” (1977). وعندما أخرج فيلم “داخليات” (1978) كان يحاول للمرة الأولى، الابتعاد عن أسلوبه الكوميدي المعروف، وأن يقدّم عملا دراميا جادا. وكانت تلك أيضا، المرة الأولى التي يتخلى فيها عن التمثيل في أحد أفلامه، ويكتفي بالكتابة والإخراج فقط.

يعتبر فيلم “النائم” (1973) Sleeper من الكلاسيكيات الكوميدية الرفيعة في السينما الأميركية. وهو يشبه عالم جورج أورويل المستقبلي، ويصوّر رؤية متخيلة للمجتمع الشمولي، الذي يسحق إرادة الفرد، لكنه ينجو بالحب. ولكن الأهم من الفكرة، الأسلوب السينمائي الخلاب الذي يعالج به آلن الموضوع، وابتكاراته المذهلة في تصميم المشاهد والحركة وخلق المواقف الطريفة المحملة بعشرات التساؤلات في الوقت نفسه.

في فيلم “أني هول” (Annie Hall (1977 يتجه وودي آلن إلى محاولة سبر أغوار النفس البشرية وتعقيداتها، وربما تكون شخصية بطله ألفي سنجر التي يقوم بها هنا، امتدادا على نحو ما، لشخصية الأم في “داخليات”، فهو يندفع تحت إلحاح رغبة داخلية عميقة لإفساد حياة الآخرين وقدرتهم على الاستمتاع. إنها شخصية قلقة منفصلة تطرح الكثير من التساؤلات عن سرّ فشل العلاقة الزوجية، ومعنى الوجود، واللذة الجنسية.

وفي فيلم “مانهاتان” (1979) الذي صوّره آلن بالأبيض والأسود كما سيفعل مع عدد من أفلامه في تلك الحقبة، تبدو جميع الشخصيات في حالة قلق، مضطربة، بسبب عجزها عن التعبير بصدق عن مشاعرها، وهي تعاني من فشل علاقاتها السابقة التي سبق أن حركت داخلها المشاعر الحقيقية، وبالتالي أصبحت كل الشخصيات تمارس نوعا من الخيانة ولو بالفكر.

حنا وأخواتها

وفي فيلم “حنا وأخواتها” (Hanna and Her Sisters (1986 يصل وودي آلن إلى درجة عالية من النضج الفني، وفيه تتجسد خبرته سواء على مستوى الأسلوب، أو على مستوى الفكر والرؤية السينمائية. وفيه يطرح الكثير من التساؤلات حول الحب والجنس والمرض ومعنى الحياة، ومغزى الموت، ومعنى الوجود نفسه، وجود الإنسان ووجود الله، وطبيعة المشاعر الغامضة الكامنة في داخلنا، ووهم الإحساس بالخطر، وخوفنا من الموت، بينما نعجز عن تحقيق قيمة للحياة نفسها.

يبدأ الفيلم باجتماع أفراد أسرة نيويوركية، يعملون جميعا في الفن والمسرح والتمثيل، للاحتفال بنجاح مسرحية “بيت الدمية” التي تقوم ببطولتها ابنة الأسرة “حنا” (ميا فارو) وحولها يوجد والدها الذي يعزف البيانو، وأمها التي تغني، وزوجها “إليوت” (مايكل كين)، وهو محاسب الفرقة المسرحية، وأطفالها، وشقيقتاها.

هناك سعادة سطحية ظاهرة، تخفي تحتها الكثير من التناقضات والمعاناة، فزوج حنا يطارد شقيقتها الصغرى، التي تعيش مع رسام يكبرها كثيرا في العمر، فهي بحاجة لمن يرعاها ويوجهها، خاصة أنها تعاني من إدمان الخمر، وشقيقة حنا الأخرى لا تكاد تستقرّ على عمل معين، بل تظل تنتقل من الغناء إلى التمثيل إلى تصميم الأزياء ثم تحاول الكتابة للمسرح، لكنها تبقى مضطربة تعاني من عدم التحقق، وقد أدمنت الكوكايين بعد فشل تجربتها العاطفية.

أما حنا فهي الوحيدة المتوازنة بسبب نجاحها في العمل، لكنها تبدأ في الشك في زوجها الذي يكون قد بدأ علاقة عاطفية ساخنة مع شقيقتها الصغرى. أما الزوج السابق لحنا (يقوم بالدور وودي آلن نفسه) فهو منتج تلفزيوني، يخشى أن يكون مصابا بسرطان المخ ويشرف على الموت، يبدأ في تأمل مسار حياته، فقد فشل في الإنجاب في الماضي، وفشل في المحافظة على زواجه من حنا، يستقيل من عمله ويبدأ في البحث عن معنى لحياته، في الكنائس أولا ثم في شوارع نيويورك حيث يلتحق بدعاة ديانة الهاري كريشنا البوذيين، ثم يحاول الانتحار لكنه يفشل، وهكذا. إنها دراما ممتعة تتفجر بالمواقف الطريفة، تنتهي نهاية سعيدة، ولكن تحت سطح تلك السعادة، لا تزال هناك تلك المشاعر الغامضة التي يمكن أن تطفو على السطح في أيّة لحظة، فيفسد كل شيء.

نلاحظ هنا كما في عدد كبير من أفلام آلن مثل “مانهاتن” و”آني هول” وأيضا فيلمه الأحدث “سحر في ضوء القمر” ولع آلن بتصوير العلاقة بين رجل متقدم كثيرا في العمر، مع فتاة تصغره كثيرا، كما لو كان آلن نفسه يعبر عن رغبة داخلية في أن تظل دائما لديه القدرة على جذب الفتيات، ليس عن طريق الوسامة الشخصية، فآلن ليس من الممكن اعتباره وسيما بأيّ مقياس، بل بفضل تفوقه وذكائه ومواهبه المتعددة وقدرته على التفكير والحديث الممتع، وما يناقشه من تساؤلات تنفذ إلى عقل الفتيات الصغيرات وتجذب الكثيرات منهن. وخصوصا أن آلن كان قد انفصل عن زوجته وبطلة العديد من أفلامه “ميا فارو” عام 1992، بعد أن أقام علاقة عاطفية مع ابنتها بالتبني، سوون يي بريفين وكانت في الثانية والعشرين من عمرها بينما كان هو في السابعة والخمسين.

وفي فيلم “مانهاتن” يقوم بدور كاتب مسرحيات كوميدية في الثانية والأربعين من عمره، يرتبط بعلاقة مع فتاة في السابعة عشرة من عمرها، ولكنه يسأم تلك العلاقة رغم تعلق الفتاة به، وهو الذي يدفعها للانصراف عنه، ثم يقع في حب عشيقة أقرب أصدقائه.

وفي فيلمه الأحدث “سحر في ضوء القمر” (2014) الذي تدور قصته في عام 1928، نرى كيف ينجذب رجل تجاوز الخمسين من عمره (كولن فيرث) إلى فتاة في نصف عمره (إيما ستون)، رغم التناقض الكبير بينهما، فهو مؤمن بالعلم، لا يعتقد بوجود عالم ميتافيزيقي ولا حياة بعد الموت، يحاول أن يكشف احتيال وزيف الفتاة التي سيطرت على عقول ومشاعر أسرة أميركية تقيم في جنوب فرنسا، بدعوى أنها تستطيع معرفة الغيب، واستدعاء الأرواح، وعندما ينجح في ذلك يكون قد وقع في حبها، رغم أنه لا يزال يرفض منطقها البسيط الذي يتلخص في أن الإنسان في حاجة إلى قليل من الوهم لكي يستمرّ في الحياة، أما هو فيرى أخيرا أن الحب، وليس الإيمان بالغيب، هو ضمان سعادة الإنسان.

يطرح آلن مجددا نفس تيماته المألوفة التي نراها في كل أفلامه: التشكك، القلق الوجودي، معنى الحياة، الحب كوسيلة للنجاة، والسحر الذي يصنع الوهم لكنه لا يقدّم حلا، وهل تتوقف الحياة طبقا للمشيئة الإلهية، أم لأن العلم فشل في القيام باللازم؟ هل تنجو خالته من الحادث الذي تعرضت له لأن “الله استجاب لدعائه للمرة الأولى -وربما الأخيرة- في حياته، أم لأنها وجدت “أطباء ماهرين” كما يقول لصديقته؟

آلن سيعود بفيلم جديد ومسلسل جديد، وهو يبدو غير مكترث أصلا بالمزاعم الجديدة التي أثارتها ضدّه مؤخرا “ديلان فارو”، إحدى بنات زوجته السابقة ميا فارو، عندما نشرت مقالا في “نيويورك تايمز” تتهمه بالاعتداء الجنسي عليها عندما كانت في السابعة من عمرها، وهي المزاعم التي أنكرها وسيظل ينكرها باستمرار. ولكن من يدري؟

العرب اللندنية في

22.02.2015

 
 

«أسوار القمر».. حكايات عن البصر والبصيرة وما بينهما من حواجز (تحليل نقدي)

كتب: رامي عبد الرازق

ثالث اهم افلام موسم نصف السنة السينمائي في مصر بعد «بتوقيت القاهرة» لأمير رمسيس و«قط وفأر» لتامر محسن - بترتيب العرض - من بين سبعة أفلام عرضت منذ بداية عام 2015 وهو أكبر عدد أفلام عرض خلال موسم إجازة نصف العام بعد أن كان هذا الرقم حكرا على موسم الصيف والعيدين فقط.

ثلاثة أفلام «تجارية» جيدة الصنع في موسم واحد تحمل قدرا من الاختلاف عن السائد وجهدا فكريا وطاقة وجدانية ومغامرة شكلية لا شك تمثل حصيلة معقولة عقب مواسم عديدة شهدت كميات من الضحالة والابتذال والمتاجرة بكل شئ بدءا من الشعارات السياسية وصول إلى أجساد الوجوه الجديدة والقديمة على حد سواء.

يبدأ الفيلم بصراع رجلين بينما امرأة عمياء جميلة تجاهد كي تتلمس طريقها باتجاه الخارج، حيث نكتشف أنها في فيلا أنيقة على البحر ونسمع ونرى الرجلين وهم يتناحران بشكل بدائي يصل إلى حد أن أحدهم يضرب الأخر بحجر على رأسه.

سريعا تعود إلينا اضاءات من تلك الحكاية التراثية التي كانت سببا في أول خطيئة ترتكب على الأرض قابيل يقتل هابيل من أجل امرأة، الصراع الدائر ما بين أسر ياسين وعمرو سعد في تلك البقعة الساحرة من الشاطئ يخلق به المخرج حالة جمالية ذات بعد جدلي براق هذا الجمال الطبيعي لا يلوثه إلا صراع الرجلين، فثمة شر مقيم في مكان ما بين هذه النفوس وثمة تنافس وحقد وغضب وخطيئة ارتكبت واخرى على وشك أن ترتكب، بينما المرأة العمياء المتخبطة تجاهد للخروج إليهم دون أن تدري أين هي ولا لماذا يصل إلى مسامعها أصوات صراع مشتعل!

عادة ما يطلق المتخصصون على بداية الدراما الجيدة (نقطة الهجوم) على المتلقي، فكلما ذادت الأسئلة التي تتراكم في ذهن المشاهد خلال اللقطات الأولى كلما استطاع الفيلم أن يجعل مشاعره قابضة على جمر المتابعة والأستغراق.

وفي أسوار القمر لا تؤسس المشاهد الأولى لجمر المتابعة فقط ولكنها تؤسس للواقع الوجداني والفكري للفيلم، فالبداية من مشهد تراثي عظيم تستعيده كاميرا طارق العريان بتفاصيله البدائية التي تصل إلى ضربة الحجر بديلا رأس الحيوان الذي شج بها قابيل رأس هابيل.

فيما بعد خلال سياقات الأحداث سوف نستمع إلى أكثر من حكاية اسطورية ذات نفس تراثي واضح، الأولى عن اسوار القمر التي تقبع خلق البدر البعيد حيث ينتهي العالم ويذهب الموتى إلى هناك خلف الأسوار لكن يظل لنا القدرة على الحديث معهم حين يكتمل القمر كل شهر.

هذه الحكاية التي يقصها رشيد على زينة وهما جالسين على الشاطئ محاولا أن يستدرجها كما حوريات البحر إلى اعماق عالمه الذي سوف تغرق فيه لذة من فرط العبث واللهو والمخدرات والسهر والرقص والجنس ثم كآبة من اثر الخواء الروحي فألم من جراء المعاملة الجسدية الفظة والغيرة الفاضحة والقسوة غير المبررة سوى بالضعف النفسي، فجراح تشوه ملامحها الخارجية والداخلية وتضمن نزيفا مستمرا من الأسى والحسرة والرغبة في الفرار، فذاكرة مبقعة بمساحات مرعبة من النسيان وأخيرا الأصابة بعمى كلي.

الحكاية الثانية يقصها ايضا رشيد وكأنه شيطان الحكايات المغوية حين يصطحب زينة إلى تلك الجزيرة المنعزلة التي تشهد ليلة دخلتهم حيث يصطحبها إلى كهف بداخل الجزيرة كي يحكي لها عن العاشقين اللذان لم يرد لهما الناس أن يجتمعا في الحياة فقررا الموت سويا أو ربما الخلود في اعماق الكهف البعيدة.

تروق لنا الحكايات التي نسمعها على لسان رشيد فتغوينا كما تغوي زينة لكننا حين نطابقها مع الواقع الوجداني والمضمون الفيلمي نجد أنها تمثل حملا فانتازيا زائدا عن حاجة الفكرة الأساسية والتي نحكم بكونها اساسية من جراء التكرار والتركيز عليها عبر احداث الفيلم وسياقاته السردية.

فما علاقة حكاية اسوار القمر التي يرويها رشيد لزينة وتصبح عنوان الفيلم بتلك التجربة المآساوية التي تعيشها زينة مع أحمد ورشيد حين تترك الأول لأنها تشك في مشاعرها ناحيته وأنه لن يكون ابدا حبيبها غير مدركة أن حجم التماس بين ارواحهم أكثر دقة وقوة وتماسكا من ذلك التماس العابر السطحي بينها وبين رشيد.

(أنا ممكن اكون جوزك أو صاحبك أو ابوكي بس صعب أكون حبيبك)

هكذا يختصر أحمد لزينة شوكة المأساة التي يعيشها معها، هي لا ترى أن ما بينهما هو الحب الذي تريده وهو يتألم من اثر هذا الشعور لكنه يعرف أن استمرار قصتهم مرهون بادراكها المؤجل والذي لا يعلم متى سوف يأتي! ولهذا يتركها تواجه مصيرهما المشترك ولكن بمفردها، مصيرهم أن يفترقوا ثم يجتمعوا بعد حين ولكن وحدها سوف تتمرغ في عذابات الأكتشاف واهوال البصيرة.

نعود إلى البداية حين تضع زينة يدها على وجه الرجل الملقى على قارعة الطريق بعد ان صدمته سيارة زوجها يقدم لنا المخرج صورة لوجهه عبر مؤثر بصري يشبه أشعة اكس تختلط فيه الوجوه بالذكريات بهواجس الرعب من شعورها بأنها ليست فقط عمياء ولكنها لا تذكر شيئا عن أحد.

هذه اللحظة وما سبقها من ادعاء الرجل الذي يصطحبها أنه زوجها أحمد اعتمادا على ذاكرتها المعطوبة هما اللذان يسببان تلك الحالة من الخلط ما بين وجه أحمد ووجه رشيد والذي نكتشف في النهاية أن وجه كل منهم يلعب دور الأخر فوجه رشيد/ عمرو سعد ليس سوى وجه أحمد زوجها ووجه أحمد/آسر ياسين وضعته ذاكرتها المشوهة فوق جسد رشيد الذي كان السبب في عماها وبصيرتها في ذات الوقت.

ان تبدل الوجوه الذي يحدث في النهاية ما بين أحمد ورشيد لنكتشف الخدعة الدرامية التي يقدمها الفيلم كذروة تشويقية جيدة هو ذاته المعبر الرئيسي عن فكرة البصر والحقيقة التي يتمحور حولها الفيلم والتي تتضاءل بجانبها الحكايات الأسطورية عن اسوار القمر والجزر التي يلجأ إليها العشاق هربا من العالم.

فزينة وهي تملك بصرها كانت فاقدة للبصيرة والتجربة وحكمة الحياة(أنا بكتب مقالات بس أنا بيضا خالص من جوا)هكذا تقول لرشيد في جلستهم الأولى عند البحر قبل أن تستجيب لغوايته وتهبط للسباحة معه في الفجر بملابسها.

وحيت تعتصرها التجربة فتصل إلى انتزاع نور عينيها تبدأ الأشياء فيما بعد العمى تتكشف بصورة اوضح (أنا بقيت اشوف كل حاجة أحسن بعد الحادثة)، تبدأ زينة في تجاوز الوجوه إلى النفوس وتجاوز الأجساد إلى الأرواح، تعود لترى أحمد كما لم تراه من قبل مدركة أن ما كان بينهم هو ما يمكن أن يطلق عليه حب أو ضمان بحياة أكثر اشراقا وأيجابية وسعادة واخلاصا وصدقا في مقابل ذلك تدرك ببصيرتها أن رشيد لم يكون سوى غواية الفوضى واللهو وفقدان البوصلة وتحول العالم إلى خيط رفيع من الكوكايين وزجاجة خمر ملوثة برائحة انفاس ثقيلة وكدمات زرقاء حول عينيها وبضعة شرايين ممزقة في معصمه كالتي تحلم بها كل ليلة عندما تشعر بضميرها يؤنبها على تركها له في المصحة وعودتها لأحمد.

يروق لنا أن نتصور أن القمر لم يكن سوى الحقيقة التي لا ندركها إلا بعد أن تجتاز إليها أسوار التجربة الشائكة والمؤلمة لكنها في ذات الوقت تصبح الدرب الضروري من أجل أن ندرك أن حقائق البشر تكمن في أنفسهم وليس في وجوههم وأن الملامح قد تكون خادعة-تماما مثلما اختلط في عقل زينة وجه أحمد بأفعال رشيد ووجه رشيد بوداعة أحمد- إليس في هذا قياسا فكريا أكثر وضوحا وقربا من سمات الفكرة التي طرحها الفيلم بدلا من السباحة بالمتلقي حتى نهاية العالم وايهامه أن خلف البدر تقبع الأسوار التي يذهب بعدها الموتى ليرقدوا في سلام!!

لم يكن الفيلم في حاجة لتلك القصة المشوشة بل كان يكفي أن يترك لنا السيناريو قصة العاشقين التي حاول رشيد في النهاية أن يعيد احيائها لكنه أكتشف انه ليس حبيب حبيبته وأنها حتى لو ماتت فلن تخلد معه لأنها مجبرة على عهد لم تقطعه على نفسها من أجله ولكنها تتشبث بالحياة فقط من أجل رجل أخر.

استطاع طارق العريان أن يخلق من منى زكي في دور زينة أيقونة انثوية براقة ومتوهجة، كل ما يحيط بها من تفاصيل انثوية تجعلها محط انظار الجميع (شخصيات ومتفرجين) فحين تريد تحقيق الأيهام اللازم بفكرة الصراع على امرأة يجب أن تحقق في تلك المرأة هذه الأيقونية الخلابة كي تقنع المتفرج بأنها تسحق التصارع عليها، يجب أن تمنح المتفرج شعورا بالخوف من أن يصيبها مكروه وأن تجعله يتألم وهي تتلقى الصفعات والركلات من زوجها الغير المدمن الشرس فيلعنه على ما يفعله بها ثم يلعنها على ما تفعله بنفسها حين توافق على البقاء معه لمجرد أنه يعود للبكاء بين يديها الرقيقتين.

منى زكى في افضل حالاتها منذ سنوات طويلة خاصة بعد غيابتها عن السينما، لقد تخلصت من جسد المراهقة التي ظلت تتخذه ماركة مسجلة لفترة طويلة واصبحت الأن امرأة –على مدار سنوات تصوير الفيلم- انثى حية نابضة بالوجود بلا ابتذال أو شهوانية، دعم ظهورها الأيقوني اختيار الوان وموديلات ملابس واحجام لقطات وزوايا صاغها طارق العريان بدقة ودون مبالغة شكلية.

وجاء اختيار عمرو سعد وآسر ياسين بذلك التقارب الملامحي بينهم في درجات السمار والهيئة الجسمانية ولون الشعر والعيون اختيارا حكيما وصائبا لصالح التأكيد على امكانية الخلط الملامحي بينهم في ذهن شخصية زينة التي تنقل وجه هذا لذاك والعكس. وربما لو انساق المخرج وراء التباين الشكلي بين شخصيات أحمد ورشيد لخسر الكثير من الاقناع بأمكانية أن تختلط وجوههم في ذاكرة زينة كما اختلطت حقائقهم الظاهرية في البداية أمام عينيها قبل أن تفقد البصر لتكتسب بصيرة النظر إلى ما في داخلهم من ارواح ومشاعر وتفاصيل هي في النهاية ما تستحق أن يُعاشر المرء من أجله.

قفزت منى زكي بمساعدة طارق العريان فوق الميلودراما المستفزة لشخصية العمياء والتي غالبا ما تصبح فخا لأي ممثل على مستوى الأداء والحركة فقدمت العمى بلا تصنع وبقدر محكم من العجز والتحسس والأنصات وتلمس الأشياء ومن المعروف أن كل من المخرج والممثل يتقاسمان مسؤلية الأداء فلا يمكن الفصل بين توجيهات المخرج وبين انفعالات الممثل أو حركاته لأن المخرج هو العين التي ترى الكل في النهاية وظهور الممثل بهذا الشكل أو ذاك من الأداء لا يتم سوى بمباركة المخرج لانه أول من يحاسب على هذا الشكل.

وكما عوض لنا الفيلم غياب منى زكى لسنوات عن تجارب سينمائية ذات قيمة عوض لنا ايضا تلك التراهات التي كان ولا يزال عمرو سعد يشارك فيها بموهبة من المفترض أن التجربة اصقلتها من مخرج لأخر، شتان ما بين شخصية رشيد بكل تفاصيلها النفسية والأدائية والمساحات التي تمنحها لسعد وبين الشخصيات التي قدمها في افلامه الأخيرة ريجاتا ومن قبله حديد، هنا ثمة تقمص وتشخيص وانفعال ومساحات من الغواية الذكورية والتقلب والعنف والبكاء والأداء الحركي.

قام العريان بتحميل عملية التحول من شخصية ووجه أحمد لوجه وشخصية رشيد على آسر ياسين وهو تحميل جاء في موضعه الأخراجي والأدائي بشكل متقن فمع تقديرنا لموهبة عمرو سعد إلا أن آسر كان قادرا على تحقيق الأقناع وتأثير الصدمة على المتلقي وهو يراه يتبدل من وجه أحمد المحب العطوف إلى وجه رشيد المحتدم بالغضب والكراهية والأستحواذ والرغبة في الأنتقام.

تبقى الأشارة إلى أن الأهداء الاخير الذي توجهه شخصية زينة إلى القدر في مقدمة روايتها الأولى لاني كتبتها بعد أن اثقلتها وأصقلتها تجربتها بين أحمد ورشيد هو نموذج لوقوع صناع الفيلم في غواية اللغة الحوارية البراقة التي ربما لا تحوي صلةعضوية بالمضمون والضمير الوجداني للفيلم فاهداء الفيلم إلى القدر الذي يضحك ويبكي ويسعد ويشقي ويميت ويحيى والذي جعلها تجلس في غرفة مظلمة خلف اسوار القمر ما هو إلا مبالغة لفظية شكلانية فالفيلم لا يتحدث عن القدر من قريب أو بعيد بل هو عن الحقيقة التي يقرر الأنسان أن يكتشفها أو يعني بصره عنها وافعال الشخصيات وقرارتها والاحداث التي تترتب عليها كلها قادمة من فكرة ان العقدة الدرامية تنبع من الشخصية وليس العكس فالشخصيات لم تخض هذا الصراع الدموي والنفسي الرهيب لأن القدر وضعها في طريق بعضها بالصدفة أو تدخل لتصبح زينة لرشيد بعد ان كان على وشك ان تتزوج أحمد بل أن زينة هي التي اختارت بارادتها الحرة هذا الرجل ظنا منها انها تحبه ثم تكشفت لها حقيقته عقب اصابتها بالعمى الظاهري والبصيرة الداخلية.

فلا محل إذن للأعراب الدرامي لهذا الأهداء الذي اراد به صناع الفيلم تلخيص مغزى أو مستوى من الدلالات فأفلت منهم الهدف وانحرف سهمهم عن دائرة المضمون الأقوي والأكثير تأثيرا الذي أنجزوه عبر سياقات الفيلم التي اتسمت بالجدة وأحكام البناء.

سيناريو: محمد حفظي

إخراج: طارق العريان

تمثيل: منى زكي-اسر ياسين-عمرو سعد

إنتاج: وليد صبري

مدة الفيلم:110 دقيقة

المصري اليوم في

22.02.2015

 
 

حوار: مَلِك في ريف إيران

محمد موسى

لم تكن بداية الفيلم التسجيلي "أريد أن أكون مَلِكاً" للمُخرج الإيراني الشاب مهدي گنجي، توحي بالإنعطافة الحادة لنفَسَه العام وموضوعه الرئيسي والذي حدث سريعاً في الفيلم. فالبداية تلك، قدمت، وبشكل أقرب للاحتفالي التقريري، المشروع الإقتصادي الفريد للإيراني عباس برزگر وعائلته، ونجاحهم في تقديم خدمات سياحية في قلب الريف الإيراني لسُيّاح أوروبيين، اختاروا الريف بدلاً من حواضر إيرانية شهيرة لعطلتهم في البلد. لكن سرعان ما تحول الفيلم إلى بورتريه مُعتم إشكاليّ عن العائلة الصغيرة ومحيطها العام، لينقل وبحساسية كبيرة، أحلام وهواجس تلك العائلة، وبالخصوص الأب، الذي يشبه بقلقه وهمومه، شخصيات شكسبيرية مُعذبة، من التي لا تهدأ في سعيها للظفر بالسعادة والمجد.  

اختارت الدورة الأخيرة لمهرجان "أدفا" السينمائي للسينما التسجيلية، والذي ينظم سنوياً في العاصمة الهولندية أمستردام، فيلم "أريد أن أكون مَلِكاً"، ضمن مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة الأولى لمخرجيها. ينقل الفيلم صوراً من الريف الإيراني النادر الحضور بالعادة في مُجمل الإنتاج التسجيلي الإيراني، ويُبرز شخصيات، لا تشكل جزءاً  من الصور الشائعة عن الإيرانيين، والتي يستأثر عليها غالباً أبناء المُدن الإيرانية الكبيرة. كما تقترب كاميرا المخرج الشاب من الجروح المفتوحة لشخصيات فيلمه، وقدمها في مشاهد شديدة الصدق والتأثير، مُذكرة بما يجب أن تكون عليه السينما التسجيلية الحقيقية، والتي تُولد من تظافر الإخلاص للذين يقفون خلف الأفلام، والثقة التي تمنحها الشخصيات للمُخرج وفريقه الفنيّ

عن فيلمه "أريد أن أكون مَلِكاً" كان هذا الحوار مع المُخرج مهدي گنجي ..

        كيف سمعت بقصة عباس برزگر، ومتى تبلورت لديك الرؤية لإنجاز مشروع تسجيلي طويل عنه ؟

قابلت عباس قبل بضعة سنوات، عندما كُنت أعمل على سلسلة وثائقية لصالح التلفزيون الإيراني، عن إيرانيين عاديين نجحوا في التغلب على ظروفهم الصعبة ومصاعبهم الشخصية وحولوها إلى فرص ذهبية للنجاح، كما استمدوا من تلك المصاعب القوة في مُواجهة المُستقبل، كل هذا تم بابتكار فريد. وإذا كانت تلك الشخصيات تبدو عادية في الظاهر وبعيدة عن جاذبية مشاهير السياسية والفن إلا إنها تحوز على خصائص فريدة، كما إنها تملك أحلاماً وطموحات جديّة. من تلك الشخصيات كان عباس برزگر، الذي قمت بعمل فيلم عنه وقتها بطول 30 دقيقة، ركز على حياته ونجاحه.

أثناء العمل على ذلك الفيلم، لمست إمكانية أن يكون عباس بطلاً لفيلم تسجيلي طويل. لأن ما شاهدته في تفاصيل حياته توقعت أن يكون مثيراً لجمهور عريض. قضيت ثلاث سنوات في تصوير ومونتاج هذا الفيلم. همي الأول كان، كيف أستطيع أن أبرز الطبقات المتعددة لشخصية عباس، حتى يتمكن المتفرج من فهمها والشعور بصلة ما معها. ليس مهما إذا كان عباس يعيش في إيران أو في قرية صغيرة، المهم كيف يُمكن للمُشاهد من أي مكان في العالم أن يتقرب من الشخصية، وربما يُقارن خصائصها مع حياته الشخصية، وهذا يتم عبر الفيلم كوسيط.

        في أي مرحلة من المشروع شعرت أن هناك قصة أكبر من حكاية العائلة العادية في الريف الإيراني التي فتحت بيتها للسياح الأوروبيين، وبدأت في التركيز على الأزمات الشخصية والعامة لأفرادها؟

أثناء العمل على الفيلم الأول للتلفزيون الإيراني، حدثني عباس عن فترة طفولته. وكيف عندما طلب منهم المُعلم في المدرسة الإبتدائية، أن يكتبوا الوظيفة التي يتمنون العمل بها في المستقبل، كتب عباس، الآتي من أسرة فقيرة للغاية، بأنه يُريد أن يُصبح مَلِكاً. الحادثة وقعت بعد أشهر قليلة من الثورة الإسلامية في إيران والتي أطاحت بالملك الموجود. هذا  الأمر أغضب المُعلم كثيراً، الذي كان قد فقد للتو اثنين من إخوته في النزاع المسلح ضد حكم الشاه.

كان مثيرا جدا، أن يملك عباس هذا الحلم في طفولته. بعدها، وعندما شهدت طوال سنوات التصوير النجاح الذي وصل إليه الرجل الإيراني، كنت أتسائل ماذا حدث للحلم القديم. لم امتلك الجرأة على سؤاله، لكن شيئاً ما جعلني أشعر أن حلم طفولة عباس لم يمت بعد. ربما هو لازال يتمنى أن يكون ملكاً.

هذا كان الطريق لرسم شخصيته على الشاشة وتحديد الإطار العام لعلاقته مع من حوله. العلاقة مع عباس وعائلته نمت ببطء وأثناء فترة التصوير. لقد حصلت على ثقتهم بمرور الوقت. الثقة مهمة كثيراً في هذا النوع من الأفلام. بدون الثقة سيكون من الصعب أو المستحيل تقديم المشاهد التي تكشف عن أشياء خاصة في علاقات العائلة الداخلية، وتفاصيل حياتهم اليومية. في البداية كنت مشغولاً بضيوف عباس من الأوروبيين والأجانب. بعدها بدأت بالتعرف على الوحدة التي كانت تعيش فيها عائلة عباس. كل واحد منهم كان حبيس عالم خاص من الوحدة والقلق. أحسست وقتها أن هناك طبقات عديدة للشخصيات التي تحيط بعباس، وهي مُثيرة أيضاً، ويمكن أن تخاطب جمهوراً واسعاً.

        هل كان من الصعب تصوير المشاهد التي سجلت الشجارات العائلية ؟ كيف أقنعتهم بأهمية وجود الكاميرا في وسط تلك اللحظات الخاصة؟ 

لا أحد يُمكن أن يسمح للكاميرا أن تقترب منه، إذا لم يكن يثق بالشخص الذي يحملها. أسلوبي في العمل هو أن أفعل كل شيء بنفسي. أقوم وحدي بالتصوير والإضاءة والصوت والإخراج. أعمل على هذا المنوال منذ سنوات. هو ليس بالأمر الهين على الإطلاق وله مشاكله الخاصة. ما يُميز هذا الأسلوب، أنه يُقرب المُخرج من الشخصيات التي يقدمها، وهو أمر من الصعب أن يتحقق إذا كان يحيط بك كادر فنيّ كبير. ما أسعى له هو صداقة بيني وبين الشخصيات. وأعني هنا صداقة حقيقية، وليست وقتية، أو من نوع المجاملات أو الحيل لإيهام الآخر بأنك أصبحت صديقاً له. في إيران، وخاصة في القرى، هناك نوع خاص من الخجل والتواضع الذي يجعل من الصعب كثيراً لصناع الأفلام التسجيلية التقرب من النساء، وخاصة إذا كانوا من الرجال. حقيقة لا أعرف السبب الذي جعل العائلة تتقبلني وكاميرتي، وكيف فتحوا قلوبهم وأخبروني تفاصيل لم يخبروا بها أي شخص آخر من قبل.

عندما أشاهد الآن مجموعة المشاهد التي تسألني عنها، أشعر ان العائلة كانت واعية بوجود الكاميرا، وإن ذكر بعض التفاصيل التي قيلت في النزاع العائلي ذاك، كان بهدف تعريف المشاهد بتاريخ المشاكل وأصولها في البيت. كما لو كنت أو الكاميرا قاضياً عليها، وعلينا ، أي المخرج والمشاهد، بأن نحكم جميعاً في النزاع. كل واحد في ذلك النزاع قدم شهادة دفاعه وقصته بشكل متسلسل. لم أرغب بالانحياز إلى طرف، لأني أعرف أن الإنسان وعلاقاته من الأمور المُعقدة للغاية، وهناك أوجه عديدة لكل قصة. لذلك فضلت عدم التدخل تماماً. ما سعيت له في الفيلم هو ألا يحاكم الجمهور عباس أو عائلته، بل يحاولوا تفهُّم الظروف التي يعيشون فيها. أعتقد أن كل شخص منا له تجارب تتقاطع مع تجربة عباس وعائلته. أحياناً أرى بعضا من نفسي في تصرفات عباس وأفكاره. ورغم أنني ضد نهجه المكيافيلي في الحياة، اجتهدت لأن أجد جذور هذا التفكير وأُبرزها للمتفرج. حاولت القول بأن عباس هو نتيجة منطقية لماضيه. نحن جميعا نعيش تداعيات الماضي والأحداث التي مررنا بها. وحياتنا تتأثر بالطبع بالظروف التي نعيش فيها.

        كيف تصف عباس برزگر، هل يمثل طبقة اجتماعية مُعينة في إيران ؟ 

عباس شخص طموح للغاية. هو نشيط على صعيد السياحة في إيران، وخاصة السياحة البيئية، ولقد تم ذكره في العديد من الكتب السياحية العالمية، كما تم إنجاز مجموعة من التقارير التلفزيونية عن الخدمات التي يقدمها للسياحة الغير تقليدية في إيران. هو معروف إعلاميا في إيران كشخص خلق لنفسه فرصة عمل، كما أن بعض الجامعات الإيرانية تستخدم شركته الصغيرة، كنموذج للأعمال الغير تقليدية. كثيرون يتسائلون عن سر نجاحه وكيف وصل بفكرته البسيطة إلى هذا المستوى من الشهرة. هو في المقابل لا يملك علاقات جيدة مع أبناء قريته، والذين ربما يحسدوه على النجاح الذي حققه، لذلك لا يملك الكثير من الأصدقاء المُقربين.

        قضيت ثلاث سنوات في تتبع قصة عباس وعائلته، هل تخطط لمواصلة ذلك في المستقبل، أم أن رحلتك معه وعائلته انتهت بفيلم "أريد أن أكون مَلِكاً"؟

كثيرون طرحوا علي السؤال نفسه. لقد قصدت ترك نهاية الفيلم مفتوحة للمشاهد. لم تكن نهاية مُبسطّة، وكنت أتمنى أن تستدعي تساؤلات. في النهاية نرى عذابات شخصية الفيلم الرئيسية، هو لا يعرف ماذا يحمل له المُستقبل، وإذا كان سيربح أو يخسر الجولة القادمة. ربما هذا ما يفسر الفضول الإعلامي، وإذا كنت سأتابع الشخصية في المستقبل او أكتفي برحلتي معها إلى هذا الحد. لا زلت على تواصل مع عباس  لأننا أصدقاء، هو وزوجته الجديدة أنجبا طفلهما الأول، وهو ماض في توسيع عشيرته. صدقاً لا أعرف إذا كنت سوف أرجع للقصة بعد بضعة أعوام. أنا لم أصور أي مشاهد جديدة معه. ربما سوف أفعلها يوما ما، لكني لا أملك خططاً في الوقت الحاضر.

        المهتمون بالسينما حول العالم، يعرفون السينما الروائية الإيرانية من العقود الثلاث الأخيرة: أبرز الأسماء الإخراجية، والأفلام. في المقابل نحن نجهل الكثير عن السينما التسجيلية التي تُنتج في إيران، هل لك أن تحدثنا عن هذه السينما، مشهدها العام، الأنماط الانتاجية، السمات والملامح؟

الحديث عن السينما التسجيلية الإيرانية سوف يأخذ الكثير من الوقت. تاريخياً، إيران لها تقاليد ثقافية عريقة طويلة، لكنها منذ عقود في مرحلة عبور بطيء من تمجيد التراث إلى الحداثة. ولأن أغلب الناس في إيران هم مسلمون ومتدينون فإن هذا التغيير يواجه مجموعة كبيرة من التحديات. السينما التسجيلية في إيران تواجه نفس التحديات. الإيرانيون بدئوا في إنتاج الأفلام بعد خمس سنوات فقط من اختراع السينما، والسينما الإيرانية كانت دائمة معبرة عن المُجتمع الإيراني على مر السنين. دعني أتكلم عن حقلي، وهو السينما التسجيلية، خاصة السينما ذات الهمّ الإجتماعي. بسبب الحركة الفكرية والاجتماعية المتواصلة التي أشرت لها، تم إنتاج مجموعة كبيرة من الأفلام التسجيلية الاجتماعية المُهمة، وهذا يأتي بسبب تعلم مجموعة كبيرة من المخرجين لأسس إنتاج هذا النوع من الأفلام وتمكنهم من فن السينما ولغتها. نتيجة لذلك، حصلنا على جوائز لا تقل إن لم تزِد عن الجوائز التي حصلت عليها السينما الروائية الإيرانية.

لدينا أيضاً مهرجان مُهم للسينما التسجيلية يجذب حوالي 800 فيلماً كل عام. الإنتاج في إيران هو أقل من مُعدلاته في دول اوروبية أخرى. الذي يتوفر في إيران ويجعلها تُقدم أفلام تسجيلية جيدة المستوى هو: مُوضوعات مُثيرة وفهم للسينما ومعدات تقنية حديثة. الاحتفاء المتواصل بأسماء من السينما التسجيلية الإيرانية في مهرجانات عالمية هو دليل على مدى النضج الذي وصلت إليه هذه السينما. لأسباب سياسية لا يمكن لصانعي الأفلام التسجيلية الدخول في الإنتاج المُشترك مع شركات أوروبية أو أجنبية، وفي نفس الاتجاه لا يشترك المخرجين الإيرانيين كثيراً في ورشات العمل خارج إيران. رغم ذلك هم يحاولون ويجتهدون كثيرا لكي يجعلوا أفلامهم تُعبر عن مشاكل المجتمع الإيراني وهواجسه.

الجزيرة الوثائقية في

22.02.2015

 
 

تامر حبيب: أستمتع بمشاهدة منى زكى وهى تجسد شخصياتى

حوار - هند موسى:

تامر حبيب: أعدت كتابة 80% من حكى «أسوار القمر» قبل عرضه

رغم أن رصيد السيناريست تامر حبيب لا يتجاوز 11 عملا فنيا، متنوعًا بين أربعة مسلسلات، وسبعة أفلام، فإنه استطاع بكتاباته الإنسانية التى تلمس مشاعر المشاهدين وتؤثر فى نفوسهم، إيجاد مكانة مميزة لنفسه وسط أشهر كتاب السيناريو.

تامر أكد أنه لم يختَر التركيز على العلاقة بين الرجل والمرأة فى دراما اجتماعية رومانسية، وإنما الأمر يرجع إلى تفضيله لهذه النوعية من القصص كمُشاهد فى الأساس، وبالتالى عندما قرر دخول مجال الكتابة كان موضوعه الأثير، سواء فى السينما أو التليفزيون. التحرير تحدثت مع تامر عن أول تجربة كتابة مشتركة قام بها تامر فى أسوار القمر مع السيناريست محمد حفظى، وكذلك عن مسلسل طريقى ، واختياره شيرين عبد الوهاب تحديدا لتقوم ببطولته فى أول تجربة تمثيلية تليفزيونية لها.

فى البداية أكد تامر حبيب أنه لم يشارك فى كتابة السيناريو الخاص بـ أسوار القمر مع حفظى، وأشار إلى أن مشاركته فى العمل اقتصرت على الحكى الذى ترويه البطلة فى الفيلم وهى منى زكى، وذلك بعدما طلب منه المخرج طارق العريان كتابته، وأضاف: العريان كان متخوفًا من أن لا أقبل هذه المشاركة، لكننى وافقت عليها لعدة أسباب، منها أننى أعشق كتابة الحوار، وهذا النوع من المشاركات سبق أن قام بها كتاب كبار أمثال سيد بدير فى أفلام نجيب محفوظ، وهذا يعنى أن كتابة الحوار لسيناريو كتبه مؤلف آخر ليس (تقليعة) جديدة .

تامر أوضح أن إعجابه بقصة الفيلم التى كتبها محمد حفظى كان ضمن أسبب قبوله للعمل قائلا إعجابى باللعبة التى يقوم بها آسر ياسين وعمرو سعد كانت ضمن عوامل قبولى للمشاركة فى الكتابة، كذلك استهوتنى فكرة مزج و(تعشيقة) الأكشن والإثارة مع العلاقة الإنسانية والرومانسية بين الرجل والمرأة، وأجدها توليفة ذكية، لا أعتقد أنه سبق تقديمها من قبل فى عمل سينمائى بهذه الدرجة، خصوصا أن الجانبين لهما نفس الثقل والاهتمام فى السرد .

وذكر أنه قام بإعادة كتابة 80% من الحكى الذى كتبه فى أسوار القمر قبل وخلال وبعد الانتهاء من التصوير، ومشاهدته للفيلم مرتين، منها تعديل بعض الجمل الخاصة بالمرحلة التى تفقد فيها زينة (منى زكى) بصرها، ومنها: صورتى فى المراية مش هاشوفها تانى.. ملمس خدى على المخدة وحشنى.. خلاص هاعيش فى كابوس فى أوضتى اللى بقت ضلمة ، واستمرت هذه التعديلات حتى شهرين قبل عرض الفيلم.

تامر أرجع نجاح الفيلم إلى اكتمال كل العناصر الفنية فيه، قائلا أى عمل فنى هو عمل جماعى، فمثلا إذا كان هناك سيناريو جيد يقدمه مخرج غير جيد فإن العمل لن يكون ناجحا وهكذا، والأمر أشبه بامتلاك كل فرد من فريق العمل (كريديت) يزيد به من رصيد الفيلم، لكن الحقيقة طارق العريان ومنى زكى من أسباب نجاح (أسوار القمر) .

وذكر أن أسوار القمر هو التعاون الرابع له مع منى زكى بعد سهر الليالى ، و عن العشق والهوى ، و تيمور وشفيقة ، إلى جانب مشاركته معها كممثل فى مسلسل السندريلا ، وتابع استمتع بالفُرجة على أى شخصية كتبتُها تجسدها منى، وهى ما زالت محتفظة بمكانتها وترتيبها موجود فى المراكز الأولى ضمن أهم ممثلات مصر، ويشهد على ذلك آخر أفلامها (أسوار القمر)، و(احكى يا شهرزاد)، فهى تحترم فنها، وما يؤكد ذلك أنها ما زالت تحرص على الحصول على كورسات تمثيل باستمرار لتُعلى من أدائها، ولأنها صديقتى فى الأساس؛ كثيرا ما أكون موجودا معها فى أثناء قراءتها لسيناريوهات الأفلام التى تتلقى عروضا للقيام ببطولتها وأتابع احترامها للورق، واهتمامها بقراءته .

وعن مسلسل طريقى ، قال تامر حبيب إن ما دفعه لكتابته أسباب عديدة منها عشقه للأعمال الغنائية والاستعراضية، مشيرا إلى أنه مسلسل غنائى فقط، وتابع كان نفسى ألعب هذه اللعبة من زمان، وهى ليست المرة الأولى التى أكتب فيها عملا شخصيته الرئيسة مغنية، فقد سبق وكتبت (عن العشق والهوى) وقدمت منى زكى دور عازفة بيانو تجيد الغناء أيضا، وكان من المقرر أن تقدم هذا الدور أنغام، لكن نظرا لظروف حملها تم إسناد الدور لمنى، التى كانت ستؤدى دور منة شلبى فى الفيلم، وحصلت عملية تبادل فى الأدوار . ولفت إلى أن طريقى يوازن بين مشوار صعود مطربة منذ البداية حتى الشهرة، وبين الجانب الاجتماعى والرومانسى فى حياتها الذى له نصيب كبير فى موضوع المسلسل، مشيرا إلى أن ما يميز الأعمال التى قدمت مشوار صعود مطرب هو طبيعة القصة نفسها والحدوتة وتفاعل الشخصيات مع بعضها ومدى تأثيرها فى بعضها، وتأثير الرجلين اللذين فى حياة شيرين عبد الوهاب، وهما أحمد فهمى وباسل خياط، ولكل منهما ظروف مختلفة تماما عن الآخر، هذا إلى جانب الظروف الأسرية التى تعيشها مع والدتها سوسن بدر.

تامر أوضح أنه اتفق مع المنتج محمد مشيش فى البداية على تقديم مسلسل غنائى تقوم ببطولته مطربة، وكانت أولى المرشحات شيرين عبد الوهاب، مشيرا إلى أنه كان من غير الممكن الاعتماد على ممثلة تؤدى البطولة بسبب وجود أغنيات داخل العمل التى يتوجب على البطلة تقديمها. وعن اختياره لشيرين فى بطولة طريقى قال الحقيقة أننى لا أرى فى مصر مطربات عدا شيرين وأنغام مع احترامى لكل الأصوات، وشخصيا لا أتخيل قدرتى على متابعة مسلسل مكون من 30 حلقة لمطربتين غيرهما، لذا عندما بدأت تحديد ملامح الشخصية وجدت أن شيرين هى الأنسب لتجسيد شخصية (دليلة) فى العمل، كما أننى سبق ودار حديث بينى وبين شيرين التى أبدت لى رغبتها فى خوض تجربة التمثيل، لأنها ترى نفسها حاليا نضجت كثيرا عن تجربتها التمثيلية الأولى فى فيلم (ميدو مشاكل)، والتى تعترف بأن أداءها فيه لم يكن جيدا، لذا قررت الحصول على دورات تمثيلية تساعدها على إجادة تقديم دورها فى المسلسل، كذلك تجلس مع المخرج محمد شاكر باستمرار للحديث حول كل مشهد تقدمه، وهو ما يجعلنى مستمتعا بالعمل معها، خصوصا أننى أحرص على الوجود فى تصوير العمل قدر المستطاع .

تامر أكد عدم تخوفه من التعاون مع المخرج محمد شاكر فى أولى تجاربه فى إخراج مسلسلات، بعد برنامج خطوات الشيطان ، وفيلم هاتولى راجل ، معتبرا أن (طريقى) تحد كبير يخوضه من كل النواحى، وأن هذا التحدى يدفع الفرد لبذل أقصى طاقة لديه .

التحرير المصرية في

22.02.2015

 
 

العرض العالمى "صوت الموسيقى" يزور مصر بمشاركة 64 فنانا برعاية النهار

كتب محمود ترك - تصوير صلاح سعيد

أقيم مساء اليوم بأحد الفنادق بالقاهرة مؤتمرا صحفيا لإعلان تفاصيل استضافة مصر للعرض الموسيقى العالمى "صوت الموسيقى" sound of music" بحضور جون يانيكس رئيس مجلس إدارة الفرقة، كما حضر المؤتمر مسئولو شركة fun factory المسئولة عن إقامة العرض فى مصر. وأكد يانيكس أنه من سعيد بإقامة العرض فى القاهرة، مشيرا إلى أن هناك أوركسترا عالمية ومميزة تشارك فى العرض، مضيفا أن الفرقة أيضا تضم أطفالا، وكان من الصعب أن يأتوا إلى القاهرة، لكنهم تحدوا الظروف وسيأتون. وأشار يانيكس إلى أنه بعد الانتهاء من العرض فى مصر، سيعودون إلى بريطانيا ثم يذهبون إلى بيروت. وأوضح أحمد الجنزورى رئيس مجلس إدارة شركة fun factory أن إقامة العرض فى مصر يؤكد مكانتها فى العالم، ويثبت أن هناك استقرارا وآمانا فى مصر، مشيرا إلى أنهم وجدوا صعوبة كبيرة فى إيجاد مسرح مناسب فى مصر لإقامة العرض ويكون مجهزا بالإمكانيات الفنية اللازمة، وتم الاستغناء عن المسرح ليقام فى خيمة وتجهيزها بطريقة مناسبة. بينما أكدت إنجى الشبراوى المدير التنفيذى للشركة أنها سعيدة بإقامة العرض فى القاهرة، برعاية العديد من الشركات والمؤسسات ومنها قناة النهار التى ترعى الحدث إعلاميا، ويشارك به 64 فنانا . "fun factory" سبق أن نظمت عددا من العروض الضخمة والناجحة مثل "أليس فى بلاد العجائب" و"lazy town " و"sesame street" و"dora the explorer". ويحيى الحفل الفرقة التى تقدم العرض الأصلى على مسارح برودواى الشهير عالميا، وهو مأخوذ عن الفيلم الشهير الذى يحمل الاسم نفسه وسيكون الأضخم من نوعه الذى تستضيفه مصر

الأربعاء، 25 فبراير 2015 - 11:29 م

يحيى الفخرانى وداليا البحيرى يحضران العرض المسرحى "صوت الموسيقى"

كتب محمود ترك - تصوير محمد زاهر

حضر النجم يحيى الفخرانى وابنه المخرج شادى الفخرانى والنجمة داليا البحيرى والمنتج طارق الجناينى العرض المسرحى الموسيقى "صوت الموسيقى" أو the sound of music الذى أقيم مساء اليوم الأربعاء بـup town المقطم. وشهد العرض جمهور كبير من فئات عمرية مختلفة، والعرض تنظمه شركة "fun factory" أو "فن فاكتورى” المتخصصة فى تنظيم العروض المسرحية البارزة عالميا فى مصر، والتى سبق وأن نظمت عددا من العروض الضخمة والناجحة مثل "اليس فى بلاد العجائب"و"lazy town " و"sesame street" و" dora the explorer، ويرعى العرض إعلاميا قناة النهار الفضائية. ونالت المسرحية استحسان الجمهور الكبير الذى حضر خصوصا أن العرض تقدمه الفرقة الأصلية التى تقوم بجولة فى 140 دولة بمختلف أنحاء العالم فى إطار الاحتفال بمرور 50 عاما على انطلاق العروض الأولى للعمل الفنى الأشهر على مستوى العالم، وشارك فى العرض 64 ممثلا ومغنيا بريطانيا ممن يقدمون العرض الأصلى على مسارح برودواى الشهير عالميا. the sound of music هو عنوان لفيلم موسيقى غنائى أمريكى شهير حقق نجاحا كبيرا عند عرضه عام 1965 مأخوذ عن مسرحية موسيقية تحمل الاسم نفسه وقصته مبنية على كتاب السيرة الذاتية لماريا فون تراب "قصة عائلة تراب الغنائية"، أخرجه وأنتجه روبرت وايز، وبطولة كل من جولى اندروز وكريستوفر بلامر، ويحتوى على العديد من الأغانى الشعبية التى نالت شهرة فى كل أرجاء العالم خاصة أغنية "دو رى مى".

الجمعة، 27 فبراير 2015 - 10:01 م

أمير رمسيس يحضر العرض العالمى "صوت الموسيقى"

كتب محمود ترك

حضر أمس المخرج أمير رمسيس وزوجته أحد عروض المسرحية العالمية "صوت الموسيقى" the sound of music الذى يقام بمسرح up town بالمقطم. والعرض تنظمه شركة "fun factory" أو "فن فاكتورى” المتخصصة فى تنظيم العروض المسرحية البارزة عالميا فى مصر، والتى سبق وأن نظمت عددا من العروض الضخمة والناجحة مثل "اليس فى بلاد العجائب"و"lazy town " و"sesame street" و" dora the explorer، ويرعى العرض إعلاميا قناة النهار الفضائية. والعرض تقدمه الفرقة الأصلية التى تقوم بجولة فى 140 دولة بمختلف أنحاء العالم فى إطار الاحتفال بمرور 50 عاما على انطلاق العروض الأولى للعمل الفنى الأشهر على مستوى العالم، وشارك فى العرض 64 ممثلا ومغنيا بريطانيا ممن يقدمون العرض الأصلى على مسارح برودواى الشهير عالميا. the sound of music هو عنوان لفيلم موسيقى غنائى أمريكى شهير حقق نجاحا كبيرا عند عرضه عام 1965 مأخوذ عن مسرحية موسيقية تحمل الاسم نفسه وقصته مبنية على كتاب السيرة الذاتية لماريا فون تراب "قصة عائلة تراب الغنائية"، أخرجه وأنتجه روبرت وايز، وبطولة كل من جولى اندروز وكريستوفر بلامر، ويحتوى على العديد من الأغانى الشعبية التى نالت شهرة فى كل أرجاء العالم خاصة أغنية "دو رى مى".

مؤلف "الدنيا مقلوبة":

الفيلم يحمل إسقاطا على الواقع الحالى ولا يسخر منه

كتب عمرو صحصاح

قال السيناريست محمد قناوى لـ"اليوم السابع"، إن فيلم "الدنيا مقلوبة"، يتناول فى إطار كوميدى ساخر، الفرق بين الحياة فى مصر وأمريكا، ولكن فى إطار كوميدى ساخر، موضحا أنه لايقصد على الإطلاق السخرية من واقعنا المصرى، ولكنه يلقى بخياله تصورات لو تبدلت الآية بين الدولتين، وأصبحنا بدلا من أمريكا فى تقدمها، من خلال حدوتة كوميدية بسيطة، هدفها فى المقام الأول الإمتاع والتسلية. وأضاف مؤلف "الدنيا مقلوبة"، أن الفيلم سيتم عرضه بالسينمات بدءا من يوم الأربعاء المقبل، على أن تقيم أسرة العمل عرضا خاصا له بعد غد الثلاثاء، فى الثامنة ونصف مساءً بسينما كايرو بمنطقة وسط البلد. "الدنيا مقلوبة"، من بطولة باسم سمرة وعلا غانم وراندا البحيرى وإدوارد وأحمد عزمى وأيمن منصور وسعيد طرابيك ومحمد الشربينى ومطربا المهرجانات غاندى والجنتل، من تأليف محمد رفعت، وإخراج هانى صبرى. وتدور أحداث العمل حول علاقة صديقين ببعضهما أحدهما مصرى والآخر أمريكى من خلال موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، حيث يحمل الفيلم إسقاطا على أوضاع البلاد الجارية فى إطار كوميدى ساخر، من خلال الاختلاف الكبير بين طبيعة الحياة فى مصر وأمريكا، حيث يلعب الفيلم على شكل فانتازى جديد، متخيلا أن مصر هى المتقدمة وهى التى تحتل مكانة أمريكا، أما الولايات المتحدة الأمريكية فهى التى تنتمى للدول النامية بدلا من مصر، ويتواجد بها الفقر والزحام المرورى

اليوم السابع المصرية في

22.02.2015

 
 

منتج "الدنيا مقلوبة":

العرض الخاص للفيلم فى سينما كايرو غدا

كتب رحيم ترك

صرح المنتج مدحت سعد لـ"اليوم السابع" بأن العرض الخاص لفيلم الدنيا مقلوبة بطولة باسم سمرة وعلا غانم، سيقام غدا الثلاثاء فى سينما كايرو بوسط البلد فى الـ9 مساء، وذلك بحضور أبطال العمل باسم سمرة وعلا غانم وأحمد عزمى وإدوارد وراندا البحيرى. تدور أحداث الفيلم فى إطار كوميدى فانتازى من خلال تغيير الواقع، حيث تصبح مصر دولة عظمى، بينما تكون أمريكا دول نامية، ويلقى العمل الضوء على الظروف المجتمعية الصعبة من خلال دور شاب أمريكى يحاول الهجرة إلى مصر ليحقق أهدافه، ولكن الإجراءات البيروقراطية تقف حائلا أمام حلم الهجرة. "الدنيا مقلوبة"، من بطولة باسم سمرة وعلا غانم وراندا البحيرى وإدوارد وأحمد عزمى وأيمن منصور وسعيد طرابيك ومحمد الشربينى ومطربا المهرجانات غاندى والجنتل، من تأليف محمد رفعت، وإخراج هانى صبرى، ومن إنتاج شركة أرت ميوزك لمالكها المنتج مدحت سعد

اليوم السابع المصرية في

23.02.2015

 
 

نبيلة عبيد: أسامة البار كان مستعدا لمواجهة مُبَارَك بزواجنا ولم يطلب مني الإعتزال

بداياتها كانت مع سعاد حسني وتعلمت قواعد اللغة العربية مِنْ أجل «رابعة العدوية»

رانيا يوسف - القاهرة – «القدس العربي»:

قالت الفنانة نبيلة عبيد إنها دائما ما تحافظ على رشاقتها ومظهرها باتباع عادات صحية سليمة، منها عدم الإفراط في تناول الطعام وممارسة الرياضة وعدم تدخين الشيشة أو السجائر. 
وأضافت خلال حوارها مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامج «واحد من الناس»، أن أسعد لحظات حياتها عندما تتذكر أيام طفولتها في حي شبرا ومنزل جدتها وجيرانها وصديقتها منذ الطفولة، وقالت عبيد إن لها أخت وأخ أخرين، الأخت الكبيرة توفيت وهناك أخ أصغر منها شريف، وأن والدها توفي وهو في سن صغير جداً، حتى أنها لا تتذكر أنها قالت له كلمة بابا، وأن أمها هي من قامت بتربيتها هي و أخواتها ولم تتزوج، حتى أنها عندما كانت تغضب منهم تقول لهم «أنا كسرت صبها عليهم».

وقالت في حوارها إنها كانت ذكية أثناء المدرسة ومدمنة سينما، وتمنت أن تكون ممثلة منذ صغرها.
وعن والدتها قالت إنها تحملت المسؤولية منذ صغرها، فكانت الرجل والست في البيت وعشنا حياة متوسطة، وكنت أذهب إلى السينما في العيد لأشاهد أفلام فاتن حمامة، والتي أعشقها ومن معها من النجوم، وكنت أشاهد الفساتين للنجمات وأذهب إلى أختي حتى تشتري لي ملابس تشبه ملابس النجمات في السينما، وأشاهد الافلام في السينما وأعود إلى البيت وأقوم بتمثيل المشاهد أمام المرأة وأتقمص الدور، وكنت أحس أن الممثلة صادقة أم لا باستثناء الرائعة فاتن حمامة.

وأشارت النجمة أن بدايتها السينمائية كانت في دور صغير مع سعاد حسني في فيلم «ما فيش تفاهم»، من إخراج عاطف سالم، ولم تلتق مع الفنانة سعاد حسني في الفيلم، ولكنها كانت على اتصال دائم بها للاطمئنان عليها.

وأعربت عن سعادتها بدورها في فيلم «رابعة العدوية»، وخصوصاً أنه كان في بدايتها الفنية، وأن القائمين على العمل كانوا يريدون صناعة نجمة جديدة، وأوضحت أنها درست قواعد اللغة العربية بدقة وعناية حتى تتمكن من أداء المشاهد بطريقة جيدة. 

وقالت في ردها على سؤال للإعلامي عمرو الليثي عن الفشل في الحياة الزوجية ولمن تعود المسؤولية لنبيلة عبيد، أم للأزواج الثلاثة، المخرج عاطف سالم والمخرج أشرف فهمي، ود.أسامة الباز؟

قَالَتْ إنها مسألة نصيب وأن عاطف سالم كان يريدني أن أجلس في البيت، وأشرف فهمي لم يكن لديه مانع، ولكن سبب الطلاق من أشرف فهمي يعود إلى حوار لي مع اذاعي كبير تطرق الحوار إلى زواجي من أشرف فهمي، وكان الموضوع سري وغير معلن، وعلى الرغم من أني طالبته بعدم النشر، ولم أكن أريد أن أعلن خبر الزواج، إلا أن الخبر نشر في الصحف.

وأضافت أن د. أسامة الباز لم يطلب منها إعتزال الفن وأن زواجهما استمر 9 سنوات.

وفي ردها على سؤال لعمرو الليثي حول معرفة الرئيس الأسبق مبارك بزواج أسامة الباز من نبيلة عبيد، قالت نعم. وأسامة الباز أعلمه بالزواج، وكانت لدى الباز الجرأة في جميع الأمور، وقاطعها الليثي، هل طُلب من الباز إخفاء الخبر أجابته لا وعندما سألته، ماذا ستفعل لو علم مبارك بالزواج أجاب هقوله السلام عليكم. 

وفي ردها على سؤال لعمرو الليثي حول كونها زوجة مخرج، ثم زوجة مستشار الرئيس أجابت: «لم أكن أتحدث أو أتدخل مع الباز في عمله ولكني كنت استمع اليه وأفهمه، وهو لم يكن يتحدث في شغله كثيراً».

وأضافت أنه لــم يكن يتدخل في اختيار ادواري في التمثـيل، وقاطعها الليثي وحتى الأفلام، التي انتقدت النظام مثل «الراقصة والسياسي» و«كشف المستور»، قالت لم يكن يقرأ السيناريو ولا يتدخل، ولكنه كان يشاهد الأفلام ويُشـيد بما أقدمه، وأنا لا أتدخل في عمله وهو لا يتدخل في عملي، وهذا كان رائعا جداً ومريحا.

وأوضحت أن الباز كان دائما ما يكون حاضـراً في اللقاء بالزملاء والزمـيلات في العـمل الفني في البيت وكان يستـمع إليـهم، وكان، رحمه الله، بسيطاً فكان يركب مترو الإنفاق والأوتوبيـس.

وحـول برنامجها الجديد الذي أطلقته لاكتشاف المواهب قالت إنه يبحث عن موهبة جديدة تشبهني لتكون نجمة العرب، وهناك بنت قامت بتمثيل دور «رابعة العدوية» في المغرب وكانت رائعة وصادقة.

القدس العربي اللندنية في

23.02.2015

 
 

"بلال".. فيلم "أنيميشن" سعودي عن مؤذن الرسول

سلامة عبد الحميد

كشف المنتج السعودي أيمن جمال، عن الفيديو الترويجي لفيلم الرسوم المتحركة الجديد "بلال" المقرر عرضه نهاية العام الجاري في الولايات المتحدة، ولاحقا في باقي دول العالم.

وأقام جمال حفلا خاصا لعرض "تريلر" الفيلم الذي يجري حاليا الانتهاء من تجهيزه، والذي كتبه أيمن جمال بمشاركة كاتب آخر هو ياسين كامل، ويتولى إخراجه الباكستاني خورام ألافي.

ومن المقرر عرض الفيلم في نسخته الإنجليزية أولا في الولايات المتحدة الأميركية، ولاحقا في العديد من دول العالم، كما يجري التجهيز لنسخة ناطقة باللغة العربية من الفيلم لعرضه في الدول العربية.

وينتمي فيلم "بلال" إلى أفلام "الأنيميشن" التي يتم تصويرها بأحدث تقنيات السينما العالمية، وتدور أحداثه حول شخصية الصحابي الشهير بلال بن رباح، المعروف بلقب "مؤذن الرسول"، ويسرد قصة حياته منذ طفولته الأولى في بلاد الحبشة، مرورا ببيعه كعبد في جزيرة العرب، وصولا إلى تحوله إلى أحد أبرز صحابة الرسول محمد.

ويتولى تقديم أصوات الشخصيات الرئيسية في الفيلم عدد من الفنانين الأجانب، أشهرهم الممثل Adewale Akinnuoye-Agbaje الذي عرف من خلال ظهوره في عدد من الأفلام الشهيرة مثل "Thor: The Dark World" والمسلسل التليفزيوني الشهير "Game of Thrones".

ويتحدث صناع الفيلم عن التعاقد مع المطرب والملحن الأميركي الحائز على جائزة "جرامي"، جون ليجند، لتأليف الموسيقى التصويرية له.

وقدمت السينما المصرية فيلما شهيرا عن حياة "بلال بن رباح" عام 1953، كتبه وأخرجه أحمد الطوخي، وقام ببطولته يحيى شاهين وماجدة ومحمود المليجي وحسين رياض.

وما زال الكثير من الدول العربية يرفض تجسيد شخصيات الصحابة المقربين في السينما، كما أن السعودية ما زالت تمنع وجود دور عرض سينمائي، وإن ظهر في السنوات الأخيرة عدد من الأفلام السعودية، كما يعقد حاليا مهرجان سينمائي في مدينة الدمام، يحمل اسم "مهرجان أفلام السعودية".

العربي الجديد اللندنية في

23.02.2015

 
 

الفيلم الفرنسي «الأربعمئة ضربة» لفرنسوا تروفو في «شومان»

عمان - الرأي

تعرض مؤسسة شومان مساء يوم غد الثلاثاء، فيلم (الاربعمئة ضربة)، وهو أول أفلام المخرج الفرنسي الراحل فرانسوا تروفو، بعد تحوله من الكتابة في النقد السينمائي الى صناعة الافلام، انطلاقاً من نظريته في البحث عن رؤى وافاق جديدة مغايرة للسينما السائدة.

صور تروفو في الفيلم محطات مقتبسة من سيرته الذاتية وتحديدا في مرحلة الطفولة باسلوب جديد، شكل دعائم ما اصطلح على تسميته بتيار الموجة الفرنسية الجديدة، التي القت بظلالها على تيارات ومدارس سينمائية عالمية.

ودارت احداث الفيلم الحائز على جائزة أفضل مخرج من مهرجان (كان) العام 1959، حول فتى يتعرض دوما لمشكلات مثقلة بالضربات والخيبات التي يتلقاها من داخل اسرته او في محيطه الاجتماعي، وتحديدا من والدته وزوجها ومعلمه في المدرسة، الامر الذي يضطره للهروب من منزله والمدرسة اكثر من مرة، لينتهي به المطاف قابعا في السجن مع عتاة المجرمين، قبل ان يرسل إلى مركز تأهيل للفتيان، ثم لا يلبث ان يهرب منه صوب فضاءات ارحب.

يتكئ الفيلم على نصوص حوارية بليغة تدور حول الفتيان والرغبة في التحرر والانعتاق من قيود الاسرة والتعليم التقليدي والرغبة في اكتشاف عالم الكبار رغم كل العقبات والتحديات التي تحيطه به مدينة كبيرة مثل باريس.

واشتغل تروفو بالفيلم أيضا على جملة من عناصر الصورة بدلالات واشارات بليغة وايضا في الانتقال بحيوية وسلاسة من مشهد لآخر، بشكل يفيض بالرؤى والاحاسيس الانسانية، واكثر ما يتبدى ذلك في مشهد النهاية البديع الذي يجمل فيه كل تساؤلات الفيلم من خلال نظرة الفتى الشديدة الحيرة امام الكاميرا حول ما ينتظره من مصير قاتم مثقل بتداعيات الواقع وافرازاته.

الرأي الأردنية في

23.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)