كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

'بتوقيت القاهرة'

فيلم يفشل في تحويل الكلمة إلى أفق الشاشة

العرب/ رامي عبدالرازق

 

فيلم 'بتوقيت القاهرة' يكشف حياة مجتمع يعيش تحولات ضخمة نحو الأسوأ معتمدا على ظرفي زمان ومكان دراميين منفصلين.

يقول المخرج دارين أرونوفسكي إن هناك مكانا واحدا فقط لوضع الكاميرا من أجل تصوير لقطة أو مشهد ما، وهذا الوضع لا يجب أن يقتنع به المشاهد، ولكن أن يؤمن تماما بأن اللقطة لا يمكن أن تحدث شعوريا، إلاّ إذا التقطت من هذه الزاوية تحديدا.

فيلم “بتوقيت القاهرة” لأمير رمسيس، يطرح ثلاث حكايات منفصلة ومتصلة في آن تدور خلال يوم واحد؛ اثنتان في القاهرة، وواحدة في الطريق إليها من الإسكندرية، الصلة العضوية بينها هي عنوان الفيلم “بتوقيت القاهرة” الذي يحتوي على ظرفي زمان ومكان دراميين، أي الآن في الحاضر، وهنا في المجتمع الذي يشهد تحوّلات ضخمة نحو الأسوإ.

هذه التحوّلات تبرز مكثفة من خلال علاقات الشخصيات المتشظية في عوالمها (ديلر أي مضارب لحساب الآخرين، ورجل مصاب بالزهايمر، وممثلة معتزلة، وممثل عجوز)، سواء كانت تلك العلاقات مع تاريخها الشخصي والجمعي، أو مع بعضها من خلال لقاءات متقاطعة بحكم الصدفة القدرية أو القرارات الانفعالية.

“يحيى شكري مراد”، وهو بالمناسبة اسم شخصية يوسف شاهين في أفلام السيرة الذاتية، المصاب بالزهايمر يقرر أن ينزل إلى القاهرة، كي يبحث عن امرأة لا يذكر عنها سوى أنها حب حياته، حاملا معه ساعة ضخمة هي تجسيد مادي لفكرة الزمن الذي يحمله بداخله، لكنه في صورة مشاعر وليست ذكريات محددة، أو كما يقول للديلر الذي يصاحبه في تلك الرحلة: أصبحت أنسى الناس وأتذكر فقط مشاعري تجاههم.

وفي الوقت الذي يعاني منه يحيى مراد من قسوة ابنه “السلفي” ظاهريا والمعاق باطنيا -فهو لا يمنعه تديّنه من ضرب أبيه على وجهه-، نجد ليلى سماحي الممثلة المعتزلة وحب عمره نفسها أمام فتوى عبثية -قد تكون واقعية بالمناسبة- تجعل من كل ممثل وممثلة عقدا قرانهما في أي فيلم سينمائي زوجا وزوجة بشهادة الجمهور، ويجب عليهما أن يطلقا إذا ما أراد أحدهما الزواج، وبناء على تلك الفتوى تذهب إلى الممثل العجوز سامح كمال لكي تطلب منه تطليقها، فيصاب بحالة من الهيستريا.

الكثير من مشاهد الفيلم ولقطاته يمكن الاستماع إليها، وفهمها شعوريا ونفسيا دون الحاجة إلى النظر إلى الشاشة

إذن تتقاطع حياة يحيى وليلى في عنصر واضح، وهو أن كلا منهما يقع تحت طائلة المدّ الرجعي للتشدد الديني، فيهرب يحيى من ابنه، وتحاول ليلى بشتى الطرق إقناع سامح بتطليقها إلى أن تلتقي بيحيى عبر الصدفة المدبرة قدريا، فيكتشف كل منهما أن النجاة من النسيان والقفز فوق شوك الواقع، لن يتحقق سوى باستعادة مشاعر الحب الأول المفتقدة والرائعة.

وهي ذات المشاعر التي تجعل من وائل وسلمى ابنة ليلى، يقاومان الكبت والازدواجية والقناعات البالية والظروف الاجتماعية البائسة عبر ممارسة الحب لأول مرة في شقة صديق وائل، بعد أن قاما بتنظيفها من أجل أن تليق بفعل الممارسة المقدس لأول مرة.

نتوقف هنا أمام عنصرين أساسين في قراءة سيناريو أمير رمسيس: الأول هو إهداء الفيلم لصوت شادية، واتخاذ أغنيات شادية المعادل الصوتي الدرامي لأحداث الفيلم الشعورية وتفاصيل العلاقة بين الشخصيات، فشادية من أوائل الفنانات اللاتي اعتزلن السينما وارتدين الحجاب.

وفي المقابل ظلت ذلك الصوت الأيقوني الرائع بكل المزاجية الجميلة التي يخلقها سماعه، فالفن لا يرتبط بوجود مبدعه، بل هو فعل إنساني وجودي مستمرّ، وبمجرّد أن يولد يصبح ملكا للوجدان الجمعي.

ليس من الغريب إذن أن يجعل أمير رمسيس الكاتب والمخرج، صوت شادية الخالد معادلا صوتيا لفيلم، يتحدث عن فاشية التزمت وحدود الدين وبراح الدنيا.

العنصر الثاني هو فكرة ثنائية الأجيال التي تمزقها الازدواجية، فالفيلم يدور بين جيلين: جيل يحيى وليلى وسامح، وهو جيل قادم من عصر الحريات والتفتح والإعلاء من شأن الحياة، وجيل الأبناء المتمثل في الابن السلفي ليحيى وأخته الطيبة التي قامت بدورها درة وسلمى ابنة ليلى وحبيبها وائل وأخيرا حازم الديلر الشاب، بل ويمتد إلى ابن سامح المهاجر إلى كندا، الذي نسمع صوته فقط عبر الهاتف، حين يبلغ ليلى أن تعتذر لوالده عن الدعوة التي وجهها إليه بالحضور إلى المهجر.

هذا الجيل الممزق شعوريا ونفسيا واقتصاديا هو الانعكاس الأمثل لفكرة ما يحدث هنا والآن، فليلى تقول لسامح إنها تريد أن تتزوج بعد أن أعلنت توبتها عن السينما، من أجل أن تحظى باحترام ابنتها، بينما ابنتها نفسها لا تجد منفذا لممارسة مشاعرها الطبيعية مع حبيبها سوى شقة صديقه الثوري، صارخة فيه إن هذا يمكن أن يحولهما إلى حجر، وتقصد عجزهما عن ممارسة مشاعرهما وحجم الكبت الضاغط عليهما من مجتمع متحرش، يدّعي الفضيلة ويؤمن بأن خطيئة السرّ خير من حب العلن.

أما الابن السلفي فهو نموذج التشدّد بوجهه القبيح، فهو يضرب والده وحين يغادر هربا منه يبلغ عنه البوليس من أجل مطاردته، وكأنه مجرم هارب، بينما تقف الابنة الطيبة في موضع رمادي عاجز، لا تستطيع سوى أن توصي الديلر المغامر بالحفاظ على الأب بعد أن صارت ذاكرته الشعورية، هي كل ما تبقى له في هذا المجتمع البائس.

وفي سياق مغاير إن مدّ الخط الشعوري والوجودي على استقامته يجعلنا نستشعر أن يحيى شكري مراد، الذي يتطابق اسما مع أبرز شخصيات شاهين، أو هو سلخة من روح شاهين نفسه، أصيب بالزهامير عن عمد، لكي ينسى قسوة الواقع وجفاف المشاعر والتفاصيل من حوله، بعد أن ماتت زوجته ومن قبلها غادرت حبيبته.

فتوى عبثية تجعل من كل ممثل وممثلة، عقدا قرانهما في أي فيلم سينمائي زوجا وزوجة بشهادة الجمهور

في المقابل ماذا فعل أمير رمسيس المخرج في سيناريو أمير رمسيس المؤلف؟ الحقيقة هو لم يفعل الكثير، وهو ما يعيدنا إلى رأي أرونوفسكي الصارم، فالكثير من مشاهد الفيلم ولقطاته يمكن الاستماع إليها وفهمها شعوريا ونفسيا دون الحاجة إلى النظر للشاشة، فالزوايا والأحجام لا تضيف أيّ شيء. صورة فاترة لشخصين يجلسان في بهو فيلا يتبادلان الحديث، دون أن يكون لزخم التفاصيل من حولهما أيّ علاقة بما يمارسان من فعل الجدل، حول عبثية الفتوى التي أحضرتها ليلى لسامح.

على مستوى الأداء يبدو نور الشريف أكثر إقناعا من أيّ ممثل آخر، دون الحاجة إلى بذل أيّ جهد تمثيلي، وعلى العكس تماما أخفقت ميرفت أمين في الوصول بنا إلى مستوى التعاطف المطلوب، مع ممثلة معتزلة صارت نهبا لهلوسات دينية نتيجة فقر الروح وتواضع الموارد المالية.

وبدا سمير صبري منهكا أكثر مما تحتمل شخصية الممثل المتصابي. ومع ذلك يظل المخرج شريكا في تواضع مستوى الأداء، فهو عين الكاميرا على الممثل وهو صاحب قرار الاختيار من البداية، كما أن الأداء المتفاوت ما بين عفوية آيتن عامر وبساطتها في التعبير عن مشاعر الفتاة التي تريد ممارسة الحب في مجتمع متخلف لن يغفر لها ذلك، في مقابل بلادة كريم قاسم وتلعثمه بحثا عن كلمات الحوار، مما أفسد هارمونية كان من المفترض أن تتولد في ذلك الخط الدرامي الذي يربط لا شعوريا، بين رحلة حازم ويحيى وجدل سامح وليلى.

“بتوقيت القاهرة” ليس مجرّد تجربة فيلمية تستحق المشاهدة، ولكنه أيضا درس في كيفية البحث عن المخرج المناسب للسيناريو، حتى ولو كان المخرج نفسه هو الكاتب، وليس في هذا عيب، بل هو مكمن القوة ورأس الحكمة المطلوبة للخروج بفيلم جيّد من أرض الكلمة إلى أفق الشاشة.

'حب مجنون' رومانسية جارفة تنتهي بقتل وانتحار

العرب/ نصيرة تختوخ

فيلم 'حب مجنون' يعايش أجواء أرستقراطية ألمانية تشتكي من امتداد الأثر الفرنسي وتهديده لاستقرار طبقي تعوّدت عليه فئة تنعم بامتيازات خاصة.

عالم من الألوان الحية والمريحة وديكورات متسمة بالهدوء، تنقلنا إليه المخرجة النمساوية جيسيكا هاوسنر عبر فيلمها “حب مجنون“، الذي شارك في مهرجان كان 2014، ومهرجانات عالمية أخرى، وشرع في عرضه ببعض دور السينما في فبراير 2015.

مع الفنانة بيرته شخنوينك في دور هانرييت الزوجة الرقيقة المسالمة، وكريستيان فريدل مؤديا دور الكاتب والشاعر الألماني هاينريش فون كلايست، الذي استلهم العمل من قصة حياته، يعود مشاهد فيلم “حب مجنون” إلى برلين (1810-1811) ليعايش أجواء أرستقراطية ألمانية، تشتكي من حين لآخر من امتداد الأثر الفرنسي وتهديده لاستقرار طبقي تعوّدت عليه فئة تنعم بامتيازات خاصة.

هانرييت فوخل الزوجة والأم المتزنة، تتعرف على هاينريش فون كلايست الشاعر، الذي فشل في إقناع ماري التي يحبها بأن تنتحر معه؛ في البداية من خلال قصيدة له، وبعد ذلك من خلال حوارات في مجالس ولقاءات، فتغوص أكثر فيما تشعر به، وإن لم تبد تحوّلات كبيرة في سلوكياتها.

يواجه الشاعر المرأة التي تعبّر في أولى حواراتها معه عن رضاها، لكونها ملكا لزوجها، بحقيقة نظرته لنفسه وللحياة ورغبته في الموت، ويحاول إقناعها كذلك بغياب الحب في حياتها أيضا.

هايرينش يرى نفسه حسّاسا بروح جريحة، وبعد أن تمرض هانرييت وتتوجس خيفة بخصوص مرضها، لا يزعجه أن يقول لها أنه أيضا مريض داخليا، وأن علته لا ترى.

الشاعر لا يتخلى عن فكرته وصديقته ماري التي رفضت اقتراح الانتحار برفقته أكثر من مرة تقبل على الزواج من فرنسي، متشبثة بالحياة، بينما تراجع هانرييت نظرتها للأمر وتبدي استعدادا لمشاركته رحلة الذهاب إلى الموت.

إظهار التحكم في العاطفة ولجمها لصالح البروتوكول الاجتماعي والحدود المرسومة بين الأفراد

الطبيب أعلمها بعد استشارات لزملاء له بأن حالتها ميؤوس منها، ونفى شكوكه بأنّ آلامها الجسدية قد تكون ناجمة عن معاناة نفسية، وزوجها وابنتها ووالدتها شاركوها تلقي الخبر.

في مشاهد كثيرة من الفيلم يظهر التحكم في العاطفة ولجمها لصالح البروتوكول الاجتماعي والحدود المرسومة بين الأفراد، حتى وإن اشتدّت القرابة بينهم. المسافة بين هانرييت وزوجها، أو بينها ووالدتها، أو بينها وابنتها تتساوى في كونها تحافظ على بعد يجعلها لا تذوب وتعرّي الضعف والرهف.

هناك احترام مستميت في حفظ صور نمطية، لا تسقط أمام المستجدات مهما كانت مخيفة أو مقلقة. الزوج فوخل الذي يقترح على زوجته المريضة أن تقصد معه باريس لاحقا، من أجل العلاج لا يزعجه أن تخرج للنزهة مع الشاعر.

في الغابة الباردة تتحقق الأمنية، لا تكاد هانرييت تستدير حتى تخرسها رصاصة ويفي الشاعر بوعده لنفسه، فيكون الميت بعدها. تتردد في الفيلم أغنيتان على إيقاع البيانو: الأولى عن بنفسجة تشاهد راعية جميلة فتتمنى لو كانت أجمل الأزهار، فتقطفها الفتاة وتضمها فتكون قريبة إلى صدرها، لكن الفتاة ماشية لا تنتبه لها، فتدوسها ومع ذلك تفنى سعيدة بأن لامستها قدم الجميلة.

والثانية عن الرغبة في الذهاب إلى مكان مريح خارج عن الاضطراب والقلق، وضعهما في الفيلم، كباقات الأزهار وأشياء أخرى ذات دلالات شاركت في إثراء المشاهد، جاءت معزّزة لرهانات المخرجة التي تجاوزت إثارة الدهشة عن طريق فتنة الزي والرومانسيات التاريخية، إلى عمق الصراع الداخلي وأثر المسافة والقدرة على الاحتواء بين الأشخاص.

عندما يجيب هاينريش فون كلايست زوج هانرييت، السائل عن محتوى الحقيبة، بأنّه يحمل أدوات لصيد الفراشات، ويستغرب هذا الأخير قائلا ”فراشات في نوفمبر!”. ألا يعرف هذا الأخير أن روح زوجته ستكون فراشة نوفمبر التي أرادها الشاعر أن تتعرف على عذابه الروحي وتشاركه الرحلة.

نهاية “حب مجنون” بالمعلومة الجديدة التي سيكشفها الطبيب في المشاهد الأخيرة، تؤكد حقيقة الرهف الإنساني الذي وإن سترته الأناقة واللباقة والسلوك المهذب لا تستطيع إلغاءه. تمّ تصوير ”حب مجنون” في لوكسمبورغ وألمانيا والنمسا، لكن العنوان جاء فرنسيا “أمور فو” أي حب مجنون.

البوركيني إدريسا واد راجو يكرم في الأقصر

إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية تقرر تكريم الفنانة ليلى علوي باعتبارها واحدة من أهم الممثلات في السينما المصرية على مدى أكثر من ربع قرن.

العرب/ القاهرة- يكرّم “مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية” في دورته الرابعة الشهر القادم، الممثلة المصرية ليلى علوي والمخرج المصري خالد يوسف والمخرج إدريسا واد راجو من بوركينا فاسو، التي تحل ضيف شرف على المهرجان الذي يقام سنويا في مدينة الأقصر الأثرية في جنوب مصر. وتفتتح الدورة الجديدة في 16 مارس، التي تستمرّ ستة أيام وتعرض أفلاما من 41 دولة.

وقال السيناريست سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر في بيان إن إدارة المهرجان قررت تكريم ليلى علوي باعتبارها “واحدة من أهم الممثلات في السينما المصرية على مدى أكثر من ربع قرن، كما أثرت السينما المصرية أيضا كمنتجة لأفلام تختلف عن السينما التجارية السائدة”.

وأضاف أن المهرجان سيكرم خالد يوسف عن مجمل أفلامه السينمائية التي كان "بعضها شرارة لثورة الشعب المصري في 25 يناير 2011"، والتي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.

وقال إن المهرجان سيكرم واد راجو “لكونه واحدا من أهم مخرجي القارة السمراء، وحصلت أفلامه على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة النقاد من مهرجان كان عام 1989 عن فيلم “الجدة”، وجائزة لجنة التحكيم من مهرجان كان عام 1990 عن فيلم “القانون” وجائزة الدب الفضي من مهرجان برلين عام 1992 عن فيلم “سامبا تراوري”.

وأعلن المهرجان في وقت سابق أن الدورة الرابعة ستهدى إلى اسم الممثل المصري خالد صالح (1964-2014).وقال سيد فؤاد إن المهرجان سيصدر كتابا عن صالح الذي توفي في سبتمبر 2014 عقب إجرائه جراحة في القلب، من إعداد الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي،

وتنظم مؤسسة شباب الفنانين المستقلين، وهي مؤسسة مصرية لا تهدف إلى الربح، وتعمل في مجال الفنون والثقافة منذ عام 2006، مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية منذ عام 2012.

العرب اللندنية في

20.02.2015

 
 

"أسوار القمر"..بعد أربع سنوات من التصوير

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

أعربت الممثلة المصرية منى زكي عن سعادتها بعرض فيلمها "أسوار القمر" بعد حوالي أربع سنوات من البدء في تصويره وتعرضه لسلسلة طويلة من التأجيلات.

وأشارت منى خلال تصريحها لـ "العربي الجديد" إلى أنّها كانت متلهفة لعرض الفيلم كما لو أنّها تنتظر مولوداً جديداً، لأنّ هذا الفيلم تأجّل لأسباب عديدة، منها الظروف الأمنيّة التي تمر بها مصر بعد ثورة 25 يناير وحالة عدم الاستقرار، وهو ما كان لا يجدي معه على الإطلاق عرض أي فيلم، كما أنّ كل ممثلي العمل ارتبطوا بتصوير أعمال أخرى.

ورأت منى أنّ التأجيل أتى لصالح الفيلم ليظهر بالشكل اللائق له، بقدر المجهود الذي بذله كافة صناعه، سواء من فنانين أو فنيين، وكل من هم وراء الكاميرا، الجنود المجهولين. وتطرّقت منى للحديث عن العمل مع المخرج طارق العريان، مشيرة إلى أنّ له تكتيكاً هائلاً في الإخراج ورؤيته الإخراجية المختلفة، والفضل الكبير في إظهار العمل بهذه الصورة اللائقة التي أشاد بها كل من شاهدوا الفيلم.

وأوضحت أنّها أشفقت على المنتج وليد صبري من حجم المبالغ التي أنفقها في هذا الفيلم، إذ إنّه تكلف أموالاً طائلة، لأنّ التصوير في البحر استغرق أياماً، خصوصاً المشاهد التي كانت تعاد مراراً لأسباب مناخيّة.

أما المخرج طارق العريان فقد أكمل ما تحدّثت عنه منى في حديثه إلى "العربي الجديد" عن جزئية التصوير في البحر، التي كانت مرهقة جداً، وكان يريد في بداية التحضيرات للفيلم أن يكون التصوير خارج مصر، لكن تجنّباً لزيادة النفقات، لجأوا إلى فكرة بناء مركب في مدينة الإنتاج الإعلامي والتصوير في البحر، وعمل على متابعة الأعمال الأجنبية لمعرفة تقنيّة تصوير مثل هذه الأعمال لأنّها جديدة على الصعيد العربي.

من ناحيته، لفت الفنان عمرو سعد أحد أبطال الفيلم لـ"لعربي الجديد"، إلى أنّه كان متشوقاً للغاية لرؤية مجهود كل المشاركين على الشاشة. موضحاً أنّ هذا الفيلم له مذاق خاص لدى كل من عمل فيه، "لأننا أكثر الناس معرفة بالمجهود الذي بُذل، فما يظهر على الشاشة ويراه الناس في ساعتين استغرق منا تصويراً امتد لأربع سنوات". ولم ينكر سعد توقّف العمل لعدة شهور نظراً لارتباطهم بتصوير مسلسلات شهر رمضان، كما أنّ ثورة يناير سبب أساسيّ في تأخير انتهاء التصوير، الذي اضطرّهم إلى التوقف مرات عدّة.

وأشار الفنان آسر ياسين في تصريحه لـ "لعربي الجديد" إلى أنّه كان يتمنى أن يجمعه عمل سينمائي مع المخرج طارق العريان، الذي وصفه بالعالمي، وتحقق هذا الحلم، متمنياً تكرار العمل معه.

ووجّه الشكر له وللمنتج وليد صبري ولفريق العمل كله لأنّ الجميع بذل مجهوداً كبيراً، "مررنا بمراحل صعبة للغاية، لكن حبنا للعمل ورغبتنا في إظهار أحلى وأبهى صورة، جعلنا نصبر، والحمد لله النتيجة جاءت على لسان الجمهور الذي أشاد بالعمل".

هذا وقد حضر العرض الخاص أيضاً المطربة السورية أصالة نصري زوجة المخرج طارق العريان، كما حضرت المطربة المصرية أنغام الصديقة المقربة لأصالة.

العربي الجديد اللندنية في

20.02.2015

 
 

نورية بن إبراهيم: فنانات مغربيات يسعين لكسر تابوه الجنس

النجومية ليست بالأمر السهل المسألة في منتهى الصعوبة حين يتعلق الأمر بفنانة

حميد عقبي - باريس – «القدس العربي»:

نورية بن ابراهيم فنانة وممثلة مغربية تخوض تجارب مسرحية كمخرجة تميل لكشف الواقع ولا تتحرج في كسر التابوهات، كما في مسرحيتها «ديالى» التي سبق عرضها في المغرب وستعرض في الخامس من مارس/آذار في معهد العالم العربي في باريس، البعض يُحرف عنوان المسرحية ويسميه «الطبون ديالي» إشارة إلى العضوء التناسلي للمرأة وهذا ما ترفضه المخرجة التي شُنت وتُشن ضدها حملات شرسة، حسب رأيها سوء الفهم اقتصر على الشريحة التي لم تشاهد العمل، لأن المعالجة كانت فنية محظة وفي قالب كوميدي ودرامي على السواء وهي تواصل العرض والعمل في ظروف فنية أحيانا تكون صعبة لكن عندما يفهم الناس رؤيتها الفنية قد تتغير وجهة نظرهم، نستضيفها في حوار فني لتكشف الكثير عن هذه المسرحية المثيرة للجدل وعن مسيرتها الفنية وتحلق بنا في قضايا مثيرة يشهدها الوسط الفني المغربي الذي يشهد حرائق وفضائح وصرخات تنادي بقانون يحمي كرامة الفنان وإنسانيته.

هناك هجوم شرس ضدك احدهم كتب («الوزانية نورية بن إبراهيم تنضم إلى أستاذتها لطيفة أحرار وتنظم عرضا مسرحيا تحت عنوان «الطبون ديالي») ماذا تريدين القول في مسرحيتك؟ ما أسباب هذا الهجوم؟ ما هو ردك؟

□ المسرحية عنوانها «ديالي» عمل فني محترف اعتمد على شهادات حية لاكثر من 150 امرأة من مختلف الشرائح الاجتماعية، عن نساء مغربيات، عن معاناتهن وسط مجتمع مغلق دون وصاية ذكورية، ويهدف الى كسر تابو «الجنس» وعلاقة المرأة بعضوها التناسلي، والنظرة الدونية للمجتمع، والمشاكل التي تتعرض لها المرأة جراء ذلك من تحرش واغتصاب وعنف لفظي ورمزي وجسدي… مسرحية ديالي تعري واقع مجتمع في علاقته بالمرأة وبالجسد الانثوي. سوء الفهم اقتصر على الشريحة التي لم تشاهد العمل، لأن المعالجة كانت فنية محظة وفي قالب كوميدي ودرامي على السواء.

هل وصلت فكرتك أم كان سوء فهم؟ كيف كانت مع معالجتك؟

□ معالجتي درامية مسرحية ستجدون ثلاث نساء فوق الخشبة وهن ممثلات محترفات… يرتكزن على التعبير الجسدي والايمائي ومحاكاة سخصيات من الواقع.. يغنين يرقصن يتألمن يلعبن.. يقفن يجلسن… فيهن من الطفولة ما فيهن.. من الأنوثة مافيهن.. من الذكورة ايضا، فيهن مافيهن فلا يستندن على عناصر مكملة للعمل المسرحي عادة.. من ديكور وموسيقى وتقنيات مسرحية… ذخيرة حية تجمع بين والاحتراف الموهبة، أود القول إن المرأة ليس مجرد عضو جنسي بل روح وعقل واحساس.

هل الوصول للنجومية أمر صعب للفنانة المغربية؟

□ أعتقد أن الوصول إلى النجومية ليس بالأمر السهل على أي فنان، بل أن المسألة في منتهى الصعوبة حين يتعلق الأمر بفنانة امرأة، خصوصا إذا كانت تحترم مسيرتها المهنية وتشق طريقها بكل ثبات وحذر.

النجومية في نظري تتحقق اذا توافرت شروط الجد والمثابرة وبدل الجهد من أجل إعطاء نتاجات فنية واحترافية تحترم ذكاء المتلقي. وهدا ما يؤهل الفنانة لتصبح نجمة.

هل المخرج السينمائي المغربي يمتلك الأساليب الفنية لدعم الممثلين وابراز حضورهم وتوهجهم؟ يمكنكِ ذكر بعض المخرجين والحديث عن طريقتهم في التعامل معكم؟

□ لقد عرفت الساحة السينمائية في السنوات الأخيرة غزارة في الانتاجات، حيث أغنت الرصيد السينمائي المغربي كما وكيفا. وكشفت عن مخرجين متميزين من ناحية الرؤى الاخراجية والإختيارات الفنية، فالمخرج المغربي أصبح يتوجه إلى التكوين الأكاديمي من أجل صقل الموهبة والتمكن من آليات الإخراج الحديثة، خصوصا مع ظهور معاهد عليا حكومية او خاصة تستقطب متخصصين في تقنيات السينما من أجل التدريس والتأطير، ولعل الممثل يعد أهم العناصر في نجاح العمل السينمائي، فبغض النظر عن حبه للشخصية المؤداة وإخلاصه لها إلا أنه الوجه الثاني للعملة السينمائية وهي المخرج، والذي من دوره توجيهه ونحته لأنه أقرب إلى النص والشخصيات والجو الدرامي العام، فالعلاقة بينهما تحتل حيزا مهما في نجاح أو فشل العمل، فبقدر ما تكون هده العلاقة مثمرة حيث يقدم المخرج توجيهاته ورؤاه إلى الممثل بدقة وليونة ويقوم الممثل بعمله من أجل تجسيد هذه الرؤى وإثراء الشــخصية بالموهبة الإحترافية بقدر ما يسهم ذلك في الري بالعمـل. ويبـرز بذلك الاثنان معا كعنصرين متلازمين في العملية الإبداعية.
شخصيا كان لي الحظ ولو بصورة متواضـعة في الإشـتغال مع ثلة من المخرجين المتميزين في أفلام سينمائية قصيرة واخرى تلفزيونة، جعلتني ألمس عن قرب قداسة العلاقة بيني كممثلة وبين الطرف الآخر، سواء كان مخرجا أو مخرجـة، وأعتقد أن موهبتي وحساسيتي الفنية وكوني ممثلة محترفة لا يلغي نهائيا دور المخرج في توجيهي وتوهجي، لأن كل تجربة بالنسبة لي هي في حد ذاتها مختبر ومدرسة ونجاحي في أداء دوري منوط بالحوار الجاد والتواصل المستمر والقلق الفني الذي أشترك فيه مع المخرج.

ما الذي يقلق الفنان المغربي، وأنتِ ما الذي تشعرين أنه يعيقك كمبدعة؟

□ لا أستطيع أن أحكم على ما يقلق الفنـان المــغربي بصـفة عامة، لكن ما يقلقني شخصيا هو التهميش الذي يطال بعض الفنانين وحيف يفرض نفسه بحدة، فرغم كفاءة واحتـرافية بعض الفنانين وربما أحيانا حتى تجربتهم، فهم لا يحظون بفـرص حقيقـية لإثبات جدارتهم طبعا في غياب لقانون أو مدونة تحمي حقوقهم وتنصفهم من دهاقنة الفن والمتاجرين باسمه. وتصون كرامتهم من التسول للوبيات الفن من أجل الحضور بفرص حقيقية لابراز الذات.

صراحة ما يعيقني كمبدعة هو التعتيم الذي يلف مجال الفنون في المغرب بشكل عام، فأنا في حاجة ماسة لأرى بلدي يتمتع بعصر دهبي على كل الاصعدة والفن بشكل خاص باعتباره نافدة تطل على.

حدثينا عن بدايتكِ الفنية، هل تتذكرين أول عمل لك؟ من الذي دفعكِ لهذا العاـلم وهل ندمتِ لهذا الإختيار؟

□ بداياتي الفنية كالغالبية العظمى من فناني هذا البلد العزيز إنطلقت من دار الشـباب التي كانت متنفسا حقيقيـا لي لإكتشاف موهبتي وميولاتي الفنية والمسرحية خاصة، وتطورت بعد حصولي على شهادة الباكالوريا التي خولت لي الإنتقال من عالم محدود الطموحات إلى عالم مشرع على كل الاحلام كان إحداها أن أصبح ممثلة.

كيف تصفين المشهد الفني السينمائي والمسـرحي المغربي اليوم؟ وإلى أين يتجه؟

□ أعتقد أن المغرب يعرف حاليا تطورا كبيرا ومذهلا، فشيوع السينما كفن عبر ارجاء المعمور ومشاركة العديد من الأفلام المغربية في مهرجانات عالمية داخل الوطن أو خارجه هي إرهاصات على أننا نسير بخطى جميلة نحو اكتساب مكانة محـترمة مقارنة بالانتاجات الدولية.

مايحز في نفسي هو تردي دور السينما وقلة القاعات ومشكل التوزيع ، وشح في خلق فرص دعم وانتاج حقيقية للمشاريع السينمائية، وغياب شراكات دولية عبر المهرجانات المنظمة بالمغرب. 
ولا أستثني المسرح المغربي من هذا التطور الذي يطال السينما المغربية، بل لعلني أجده في أوج عطائه باختلاف وتباين التجارب التي تزكي المشهد المسرحي وتفرض نفسها على الصعيد العربي بشكل قوي.

ما أبرز شخصية أديتها التصقت في ذهنكِ أو كان لها تأثير خاص عليكِ؟

□ كل الشخصيات التي قمت بتأديتها، سواء منها المسرحية أو التلفزيونية أو السينمائية قريبة إلى قلبي ولها مكانة خاصة في مسيرتي الإحترافية، ربما يصعب علي الاختيار بينها. ولكني أقول دائما إن أجمل الاشياء هي التي لم تحصل بعد. والشخصية التي ستلتصق بذهني بقوة هي التي لم أؤديها بعد.

القدس العربي اللندنية في

20.02.2015

 
 

قصة “العيون الكبيرة”.. الأكثر غرابة في تاريخ الفن

منة الله فهيد – التقرير

“أعتقد أن ما فعلته (كاين) كان رائعًا، لو لم يكن كذلك؛ لما أعجب الكثيرون به“.

هكذا جاءت شهادة أيقونة البوب آرت  الشهير “آندي وارهول- Andy Warhol”، في مقدمة الفيلم، تعليقًا على أعمال “مارجريت كاينت Margaret Keane” الفنية.

الفيلم يتناول واحدة من أكثر القصص شهرة وغرابة في عالم الفن، القرن الماضي، تدور أحداثه حول خلاف الزوجين “كاين” على حقوق ملكية لوحات “العيون الكبيرة”، التي نسبت لزوجها “والتر” على مدار عشر سنوات منذ أواخر الخمسينيات. تقرر “مارجريت” الخروج عن صمتها، بعد كل هذه المدة، لتعلن أنها صاحبة اللوحات الحقيقية؛ مصطحبة شكواها إلى قاعة المحكمة.

يعود المخرج “تيم بورتون- Tim Burton”، في فيلمه “Big Eyes”، للعمل ثانية مع الثنائي “سكوت ألكسندر- Scott Alexander” و”لاري كارازوسكي- Larry Karaszewski”؛ وهما الثنائي اللذين وضعا سيناريو فيلمه الشهير “Ed Wood” عام 1994، ليُعد هذا الفيلم كثاني تجربة لـ “بورتون” في أعمال السير الذاتية، بعد انقطاع دام 20 عامًا.

يبدأ الفيلم بمشهد حزم “مارجريت” لأمتعتها هي وابنتها، وتجميع لوحاتها من على جدران المنزل؛ استعدادًا لهجر زوجها الخانق (وهو شيء لم يكن شائعًا في ذلك الوقت). تضع “مارجريت” ابنتها “جين” في الكرسي الخلفي للسيارة، وتنطلق نحو “سان فرانسيسكو”، حيث تقطن صديقتها المقربة “ديان”؛ لتعيش معها.

استقبلتها صديقتها وأخبرتها عن معارض لوحات الفن في المدينة التي يغلب عليها الطابع الحديث، النوع الذي لا تجيده “مارجريت”. لم تجد “مارجريت”، التي درست الفن في أحد المعاهد المتخصصة، لديها سوى لوحاتها للحصول على عمل، فذهبت إلى صاحب إحدى شركات الأثاث؛ بحثًا عن وظيفة، لتصبح مهمتها نقش بعض الرسومات على ظهر أسرة الأطفال.

في عطلة نهاية الأسبوع، ذهبت “مارجريت” لأحد معارض اللوحات بالهواء الطلق، لتقوم فيها بعرض رسم صور شخصية للمارة مقابل دولارين؛ قلمّا وافق أحدهم على منحها إياهما دون مفاصلة.

لفت نظر “مارجريت” الرجل المجاور لها، الذي وقف يبيع لوحاته التي تظهر شوارع وأبنية “باريس” مقابل 35 دولارًا، بسبب لباقة حديثه مع المشترين.

بمجرد أن يقع نظر “والتر كاين” عليها، لحق بها ليسديها النصيحة: “لا تبعي نفسك بشكل رخيص”. أخبرها أنها تقلل من قيمة نفسها ببيع لوحتها بهذا الثمن الزهيد، وأن السر يكمن في إيجاد جملة رنانة تلقيها على أسماع الزبائن تجعلهم مستعدين لدفع الثمن المطلوب.

أخذت “مارجريت” بسحر حديثه وثقته العالية بنفسه ومحاولته لنقل هذه الثقة إليها، فتقبلت دعوته للخروج معًا؛ حيث أخبرها أنه ترك زوجته ليذهب إلى “باريس” لدراسة الفن، وتفتح “مارجريت” له قلبها فتخبره أنها لم تكن حرة يومًا ما للقيام بالاختيارات التي تريدها، فقدرها كأنثى، حولها من ابنة أحدهم، لزوجة آخر؛ لتصبح أمًا لـ “جين”، ابنتها التي لم تعرف سواها، لذلك تظهر في جميع لوحاتها.

أثناء جلوسهما أمام أحد المناظر الخلابة، قامت “مارجريت” برسم ابنتها، بينما أبقى “والتر كاين” على لوحته فارغة؛ معللًا ذلك بانتظار الإلهام. سألها “والتر” عن السر وراء عيون لوحاتها الكبيرة، فأجابته أن العيون هي مرآة الروح، ورسمها بهذا الحجم الأكبر من الطبيعي؛ يعبر عن عواطفها، وأنها في طفولتها ظلت صماء لفترة، نتيجة عملية جراحية أجرتها، مما جعلها طوال هذه الفترة تشاهد العالم عبر عينيها المتسعتين.

قاطع حديثهما أحد أصدقاء “والتر”، الذي اتضح أنه يعمل كسمسار عقارات وأنه يبقي موهبته الفنية لأيام الآحاد.

تلقت “مارجريت” دعوى قضائية من زوجها السابق يتهمها فيها أنها لن تستطيع توفير الحياة اللائقة لابنتيهما “جين” كأم عازبة، ليعرض عليها “والتر” الزواج بها على الفور، واصطحابها إلى “هاواي” لقضاء شهر العسل. وافقت “مارجريت”، التي بدت مغرمة به، دون إعادة تفكير في الأمر.

بعد زواجهما، أصبحت “مارجريت” توقع لوحاتها بالاسم “كاين”، بدلًا من “أولبيرك” لقب زوجها السابق، لتحتوي لوحاتها ولوحات زوجها على نفس التوقيع “كاين”.

أبدت صديقتها “ديان”، في حديثهما معًا، قلقها حيال هذا الزواج المتسرع؛ فـ “والتر” معروف بعذوبة اللسان ومغازلة فتيات عالم الفن، ولكن “مارجريت” بدت واثقة في زوجها ومدافعة عنه إلى أبعد مدى.

حاول “والتر” اصطحاب لوحاته هو و”مارجريت” إلى أحد معارض البيع، وعلى الرغم من أن “العيون الكبيرة” استرعت انتباه صاحب المعرض، إلا أنه رفض عرضها عنده؛ لعدم اعتباره لهذا النوع فنًا يليق بالعرض على جدران معرضه.

عقلية سمسار المبيعات لم تقف أمام هذا الإخفاق، فذهب إلى صاحب أحد النوادي التي تقدم موسيقى الجاز وطلب منه عرض لوحاته، إلا أن الأخير لم يوافق، فعرض عليه أن يقوم بتأجير جدران النادي بمقابل مادي لعرض اللوحات عليها؛ علّها تجذب أنظار رواد النادي.

أعطى الرجل لـ “والتر” جدران ممر دورات المياة ليعلق عليها لوحاته هو و”مارجريت”، الأمر الذي جعل “والتر” يتشاجر مع مالك النادي من شدة الغيظ والإهانة، إلى أن توقفت إحدى الزبائن أمام إحدى لوحات “العيون الكبيرة” مأخوذة بعينيها الحزينتين ومثنية على “والتر” الذي ظنت أنه صاحب اللوحة لوجود التوقيع “كاين” أسفلها، لم يحاول “والتر” تصحيح المعلومة للمشترية، ربما لاعتقاده أنه شيء غير مهم، ولكن عند عودته في اليوم التالي؛ وجد أن جميع لوحات “العيون الكبيرة” قد بيعت، وأن الجميع يظن أنه هو من رسمها.

لدى عودته إلى المنزل، حكى “والتر” لـ “مارجريت” عن النجاح الذي حققته لوحاتها، وأن هناك صحفيًا مكتشفًا للمواهب “ديك نولت”، سيكتب عن أعمالها في الجرائد، وهناك معارض ستطالب باقتناء اللوحات؛ مخفيًا الجزء الخاص باللبس الذي حدث وجعل الناس يعتقدون أنه صاحب “العيون الكبيرة”.

قامت “مارجريت” برسم المزيد من الأطفال ذوي الأعين الكبيرة؛ لتلاقي حاجة المشتريين. وعند انتهائها من إحداهما، فكرت في اصطحابها بنفسها إلى النادي، لتصل أثناء حديث “والتر” مع بعض الزبائن، يخبرهم أن العيون مرآة الروح وأنه يرسمهم بهذا الحجم ليعبر عن عواطفه؛ مقتبسًا كلماتها التي أخبرته بها في لقائهما الثاني.

صُدمت “مارجريت”، التي لم تكن على علم بأمر كذبته، وسألته: “لماذا تكذب؟ لماذا تتقبل الثناء على شيء لم تقم به في الأساس؟”، أجابها “والتر” أنه رجل مبيعات، وأن الزبائن لا يكترثون حقًا لهوية صاحب الرسومات، وأنه يفعل ذلك من أجلها، وفي النهاية؛ فالمال الذي يجنيه يذهب إليها.

حقق “والتر” شهرة واسعة في عالم الفن بمساعدة الصحفي “ديك نولت”، الذي ساعده بتتبع سير الشخصيات المرموقة وإهدائهم لوحات فنية أثناء زيارتهم للمدينة؛ مما شجعه لافتتاح معرض خاص به ليعرض فيه لوحاته (لوحات مارجريت).

لاحظت “جاين” أن اللوحات التي ينسبها “والتر” لنفسه ماهي إلا لوحات أمها، ولكن “والتر” أخبرها أنه صاحب اللوحات، ولكنه قام بمحاكاة رسومات أمها. اضطرت “مارجريت” للتصديق على كلامه، والكذب على ابنتها لأول مرة؛ مما جعلها تذهب فيما بعد للكنيسة لطلب الغفران على هذه الخطيئة.

في يوم افتتاحية المعرض، علّق الجميع على لوحات “العيون الكبيرة” بالإيجاب أو بالسلب. سألت “ديان” صديقتها “مارجريت” عن لوحاتها؛ فأجابتها أنهما قررا عرض لوحات “والتر” فقط هذه المرة. وعند سؤال أحد الحضور لها إذا كانت ترسم هي الأخرى أم لا، جاءت إجابتها ملخصة لحالة التشكك وانعدام الهوية التي تشعر بها: “لا أعرف”.

تضاعفت مبيعات “كاين” بشكل غير مسبوق، فأصبح الزبائن يتنافسون للحصول على ملصقات الإعلانات، لعدم تمكنهم من تحمل ثمن اللوحات؛ مما أوحي إلى “والتر” أن ينسخ اللوحات ويبيعها في محلات البقالة بثمن زهيد.

لم يعكر صفو هذا النجاح سوى رأي أحد النقاد، الذي رأى أن ما يقدمه “والتر” ليس فنًا، وأن أخبار الجرائد هي ما تمنحه شهرته؛ وليست جوائز النقاد. اضطر “والتر” أن ينسج قصة  ليرويها في أحد البرامج التلفزيونية عن السبب وراء رسومات “العيون الكبيرة”، وأرجع ذلك لتأثره بنظرات الأطفال التي كانت تملأ العالم بالأسى، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية؛ ليكسب تعاطف المشاهدين ودموعهم.

في أحد محلات البقالة ،التي تبيع ملصقات لوحاتها، وجدت “مارجريت” أعين كل من في المحل كبيرة، وتحدق بها على اتساعها؛ كأن لوحاتها قد تجسدت في هؤلاء المارة ينظرون إليها ويلومنها على تخليها عنهم.

هذا المشهد، يعد في رأيي، الأكثر بلاغة في الفيلم والأدق في توصيل الرسالة؛ فـ “مارجريت” التي سمحت لزوجها أن يقنعها أنه لا بأس في طمس هويتها، وجعلها تقضي مايقرب من 16 ساعة يوميًا في المرسم، بعيدًا عن ابنتها، من أجل أن تؤمّن مستقبلها؛ اكتشفت أن كل هذا لا يعني شيئًا أمام تخليها عن حلمها وموهبتها.

جعل هذا الموقف “مارجريت” تعود للمنزل، وتبدأ في رسم لوحة مختلفة عن سابقيتها، أشبه بلوحة شخصية. سألها “والتر” كيف سيبرر هذا الانتقال في الأسلوب للجمهور؛ فأجابته أنها ستعرض هذه اللوحات باسمها هذه المرة، وأنها وإن تركت له ملكية “العيون الكبيرة”، فمن حقها أن تمتلك شيئًا آخر.

وافق “والتر” مضطرًا، وقام بعرض لوحاتها في معرضه، ولكنه أبدًا لم يسمح لها بالحديث عن فنها مع الجمهور أو الصحفيين.

اكتفت “مارجريت” بالقدر الضئيل من الظهور، الذي سمح لها به “والتر”، وقضت أغلب وقتها بين جدران مرسمها لتستطيع التوفيق بين لوحات “العيون لكبيرة” ولوحاتها الجديدة. وفي وسط بحثها عن بعض الأدوات، وجدت صندوقًا مليئًا بلوحات شوارع وأبنية “باريس”، التي اعتاد “والتر” نسبها إلى نفسه، ولكنها موقعة هذه المرة باسم “سانيك”، الذي اتضح أنه الفنان الأصلي للوحات، وأن “والتر” كان يضع اسمه “كاين” فوق اسمه طوال هذا الوقت.

عند مصارحتها له؛ أنكر بشدة، ولكنه اعترف بعد ضغطها عليه، ليتضح لنا ولها أنه لا يستطيع رسم أي شيء وأنه لم يذهب إلى “باريس” لدراسة الفن من قبل كما يدعي. وتنضم هذه الكذبة إلى سيل كذباته السابقة، وتفقد معها “مارجريت” ما تبقى من مشاعر كانت لا تزال تكنها لهذا الرجل، وتظهر مشاعر السخط والاحتقار عليها نحوه في المقابل.

اتخذ حب “والتر” للشهرة والتقدير مسارًا آخر نحو جنون العظمة والارتياب، فصار ينقّب عن كل فرصة ليقطع ألسنة النقاد ويمجد اسمه في عالم الفن؛ فارتأى أن يشارك في أحد المعارض العالمية، التي تشرف عليها الأمم المتحدة، بلوحة كبيرة الحجم، تضم صورًا لأطفال العالم بمختلف ألوانهم وألسنتهم.

أرادها أن تكون قطعته الفنية المميزة، ولكن على غير المتوقع؛ لم تنل اللوحة الاستحسان الذي انتظره “والتر”، واستغل ذلك الناقد الذي طالما صنف أعماله كشيء لا يرقى لأن يطلق عليه كلمة فن. جن جنون “والتر” عند قراءة المقال الهجومي عليه، وكاد أن يعتدي على الناقد في إحدى الحفلات لولا أن الأخير أمسك يده في آخر لحظة؛ ليصب “والتر” جام غضبع على “مارجريت”، التي رأى أنها السبب الأول في هذا الهجوم الذي تلقاه، لأنها تعمدت إخراج لوحة سيئة؛ لتقوم بإحراجه أمام الجميع. وفي ظل انفعاله حاول إشعال النار في المرسم الذي اختبئت فيه هي وابنتها منه.

فرّت “مارجريت” بابنتها من نيران “والتر” من الباب الخلفي، مرة أخرى وضعت “مارجريت” “جاين” في المقعد الخلفي لسيارتها؛ هاربة بها من زواج فاشل آخر.

اتجهت نحو “هاواي”، حيث استقرت هناك وقامت بالتعرف على بعض السيدات، وهناك أيضًا تلقت اتصالًا من “والتر”، يساومها فيه على الطلاق؛ مقابل حقوق جميع اللوحات السابقة، ورسم 100 لوحة جديدة، يستطيع نسبهم إلى نفسه فيما بعد.

أرسلت “مارجريت” له لوحات جديدة كما طلب، ولكن هذه المرة وقعت بالحروف الأولى من اسمها بدلًا من “كاين”، لم تكتف بهذا أيضًا؛ بل رتبت لقاءً إذاعيًا مع أحد البرامج الإذاعية أعلنت فيه أنها الصاحبة الحقيقية للوحات “العيون الكبيرة”، وأنه (والتر) مدعٍ تلقى الثناء على أعمالها طيلة العقد الماضي.

لم يستسلم “والتر” أمام ادعاء “مارجريت”، وأشاع بمساعدة الصحفي “ديك نولت” أن زوجته قد جنت، وأنها تنسخ أعماله وتنسبها إلى نفسها، ردًا على ذلك؛ قررت “مارجريت” مقاضاته بدعوى نسب أعمالها إليه.

كانت الدعوى من أغرب ما يمكن، فعلى مدار عشر سنوات؛ هناك مئات من المقالات والاحتفاليات التي صرّحت “مارجريت” خلالها أن “والتر” هو صاحب اللوحات، وهناك أعمالًا باسمه في مختلف متاحف أنحاء البلاد.

لم يجد القاضي أمامه طريقة للفصل بينهما سوى إعطاء لوحة فارغة لكل منهما، ومنحهما ساعة، ليقوما برسم إحدى لوحات “العيون الكبيرة”. فرحت “مارجريت” بهذا الحكم؛ لعلمها أن “والتر” لا يستطيع الإمساك بفرشاة رسم، وبالفعل عندما قاربت الساعة على الانتهاء؛ كانت “مارجريت” قد أوشكت من الانتهاء من لوحتها، في حين جلس “والتر” أمام لوحته الفارغة، منتظرًا الإلهام، ومن ثم تعلل أنه أصيب بشد عضلي يمنعه من الرسم.

منحت المحكمة “مارجريت” حقوق ملكية لوحاتها، في حين رفض “والتر” الاعتراف باحتياله، وظل يدعي أنه صاحب اللوحات الحقيقي حتى وفاته عام 2000، على الرغم من عدم إنتاج لوحة واحدة منذ تاريخ انفصال “مارجريت” عنه.

مازالت “مارجريت” تعيش حتى يومنا هذا، وتقوم بالرسم رغم بلوغها 86 ربيعًا، ونجح كاتبا السيناريو “سكوت ألكسندر- Scott Alexander” و”لاري كارازوسكي- Larry Karaszewski” في الحصول على إذنها، لتحويل قصتها إلى فيلم سينمائي، استغرق الأمر منهما 11 عامًا لتنفيذه؛ ليقدموا لنا فيلم “Big Eyes” في أواخر 2014، الفيلم الذي اعتبره النقاد من أفضل ما أخرج “تيم بورتون- Tim Burton” خلال سنوات.

قدمت “إيمي أدامز” أداءً مثيرًا للإعجاب؛ فاستطاعت مزج أوجه شخصية “مارجريت” المختلفة، بين المرأة التي تهجر زوجها وتخرج بحثًا عن عمل، والمرأة التي تسترت على كذبة طوال عشر سنوات من أجل تأمين مستقبل طفلتها؛ ومن ثم التمرد والخروج عن الصمت وإعلان الحرب على زوجها السابق وصاحب الفضل فيما حصلت عليه أعمالها من شهرة.

حصلت “إيمي أدامز- Amy Adams” على جائزة الـ “جولدن جلوب” عن أدائها لدور مارجريت، وتوقع الكثيرون ترشحها لجائزة الأوسكار؛ إلا أن قائمة الترشيحات جاءت خالية من اسمها، كإحدى مفاجآت الأوسكار التي اعتدناها من أكاديمية الفنون.

قام “كريستوف والتز- Christoph Waltz” بدور الرجل المهووس، ورغم أنه لم يكن أفضل أدائه، إلا أنه ترشح عن الدور لعدة جوائز.

ربما لم يفسر الفيلم البعد النفسي للشخصيات؛ الذي حول “والتر” من الرجل المحب المساعد، للرجل المتسلط العدواني، إذا ما تطلب الأمر. ونفس الأمر بالنسبة لشخصية “مارجريت”؛ صمتها طوال هذا السنوات يجعلك تتسائل: هل كانت ستتحدث يومًا ما لو لم يحاول “والتر” إشعال النار في مرسمها هي وابنتها ذاك اليوم؟

بشكل عام؛ خرج الفيلم، على غير عادة أفلام السير الذاتية، بشكل خفيف، بل ومضحك أحيانًا، وهو أحد هذه الأفلام التي تستمتع بمشاهدتها، بل وقد ترغب في رؤيته أكثر من مرة.

التقرير الإلكترونية في

20.02.2015

 
 

400 فيلم تتنافس في دورته الثانية التي تقام 21 الجاري

«السرد الإبداعي».. منصّة لجيل سينمائي جديد

المصدر: محمد عبدالمقصود - دبي

أعلنت كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأميركية في دبي عودة مهرجانها السينمائي الثاني «السرد الإبداعي»، مهرجان الفيلم القصير للطلاّب، وذلك خلال مؤتمر صحافي عُقد بالتعاون مع الراعي البلاتيني للحدث «كاديلاك».

وبعد فتح أبواب الترشح لهذا العام، تقدم للحدث 400 فيلم من كل أنحاء العالم ضمن فئات متنوّعة راوحت بين الوثائقي، الروائي، الرسوم المتحركة، والسيناريوهات.

وعلى الرغم من الجودة المتميزة للأفلام المشاركة، قامت لجنة من المتخصّصين الدوليّين في مجال السينما وصناعة الأفلام بالاطّلاع على الأعمال التي تمّت تصفيتها، لتصل إلى 65 فيلماً مرشحاً للمنافسة خلال فعاليات المهرجان الذي يقام من 21 إلى 24 فبراير الجاري.

وأعلن عميد كلية محمد بن راشد للإعلام مدير مجموعة قنوات «إم بي سي»، علي جابر، أنّه سوف يتمّ توزيع الجوائز ضمن حفل ختاميّ للمهرجان يعلن خلاله اسم الفائز عن كلّ فئة، كما سيتم اختيار الفيلم الرابح على كلّ الفئات من خلال دراسة إحصائية لرأي الجمهور. وعن أهميّة هذا المهرجان علّق جابر: «يهدف هذا المهرجان إلى إعطاء الجيل الجديد من صانعي الأفلام الطموحين الفرصة لمشاركة نظرتهم الفريدة من نوعها على صعيد الساحة العالمية». وأضاف جابر: «لاشكّ أنّ هذا المهرجان أصبح مرجعاً لصنّاع الأفلام، والدليل زيادة عدد الأفلام المقدّمة بشكل كبير هذا العام، ما يضعنا أمام مسؤوليّة تقديم الأفضل بما يزيد من خبرة ومعرفة هذا الجيل الجديد من المبدعين».

وقال رئيس لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي المدير العام لمدينة دبي للاستوديوهات، جمال الشريف: «نحن سعداء جداً أن نقوم بدعم الجيل المقبل من صنّاع الأفلام من خلال مهرجان (السرد الإبداعي)، ونحن ملتزمون في لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي برعاية المواهب ودعم النمو لصناعة الإعلام والإنتاج، كما أننا واثقون بأننا من خلال دعمنا والمشاركة الوثيقة مع الجامعات الموقرة، مثل الجامعة الأميركية في دبي والطلاب الموهوبين، سنكون قادرين على إلهام المواهب المحلية وزيادة إنتاج المحتوى المحلي»، وأضاف جمال: «إن المهرجان يوفر منصة ممتازة لجيل الموهوبين من صناع الأفلام للتعلم، والتنافس، وتبادل الأفكار الإبداعية والابتكار. ونحن نتطلع إلى أن نكون جزءاً من هذا المهرجان ورؤية الأفلام التي سيقوم بإنتاجها مجموعة من الطلاب الموهوبين».

ويتضمن برنامج المهرجان مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية والتثقيفيّة التي تهدف إلى تعزيز مشاركة صنّاع الأفلام، ومساعدتهم على تطوير مهاراتهم من خلال تواصل مباشر مع أبرز المتخصصين في هذا المجال.

أفلام

تتضمن قائمة الأفلام التي سيتم عرضها على شاشة المهرجان لهذا العام، وثائقي «يوميات شهرزاد» بحضور المخرجة زينة دكّاش، والفيلم المرشح لجائزة الأوسكار «ليس للكرامة جدران»، يليه جلسة أسئلة وأجوبة نقاشية بحضور المخرجة سارة إسحاق، وفيلم «وينن» كتابة جورج خبّار وإنتاج جامعة اللويزة. وسيحظى الطلبة أيضاً بفرصة المشاركة في سلسلة من ورش العمل التي يستضيفها كل من «أدفانسد ميديا تكنولوجيز»، وكاديلاك، وعضو اللجنة التحكيمية دييغو فاندوز من مدرسة براغ للسينما، وأحد كبار الممثلين العرب. أمّا بالنسبة إلى الفائزين فلن تكون السمعة الدولية مكسبهم الوحيد فحسب، وإنما سيفوزون بالعديد من الجوائز النقدية، وغيرها من الجوائز التي ستوزّع خلال الحفل الختامي للمهرجان. وإلى جانب «كاديلاك»، الراعي البلاتيني للمهرجان، يشارك مهرجان دبي السينمائي شريكاً استراتيجياً للحدث، إضافة إلى مجموعة «إم بي سي» الراعي الإعلامي لمهرجان «السرد الإبداعي».

الإمارات اليوم في

20.02.2015

 
 

ساعدها شقيقها محمد فوزي وكونت ثنائياً مع زوجها فريد شوقي

«هدى سلطان».. نصف قرن من العطاء المتوهج

سعيد ياسين (القاهرة)

«هدى سلطان».. اعتمدت فيه على صوت نابض ذي حس عالٍ، وقوة ممزوجة بإحساس طبيعي، وكانت من أبرز نجمات الفيلم الغنائي و التمثيل، وقدمت الأدوار المتنوعة، قبل أن تنهي مشوارها بمرحلة أدوار الأم الحنون .

ولدت هدى واسمها الحقيقي، بهيجة عبد السلام عبد العال الحو في إحدى قرى مصر 15 أغسطس 1925 لعائلة محافظة، ولها خمسة أشقاء، أكبرهم الفنان محمد فوزي والمطربة هند علام، وكان شقيقها قد خالف رغبة أسرته، وذهب للقاهرة ليعمل بالفن، وظل على خلاف مع والده الذي لم يعترف بما فعله حتى حقق نجاحاً كبيراً.

موهبة

وظهرت عليها موهبة الغناء منذ الطفولة، وقدمت عام 1937 في حفلة مدرسية أغنية لأم كلثوم فصفق لها الجمهور ومنذ ذلك الحين لم يفارقها الحلم بأن تصبح مطربة، وحين حضرت للقاهرة مع زوجها الأول في منتصف الأربعينيات أصرت على اقتحام مجال الفن، فتم طلاقها وواجهت معارضة شديدة من أهلها، لكن مهد لها شقيقها محمد فوزي الطريق، واعتمدت في الإذاعة المصرية مطربة، وأصبحت نجمة برنامج «أضواء المدينة».

وفي عام 1950 خطت أولى خطواتها في السينما من خلال فيلم «ست الحسن» أمام كمال الشناوي وليلى فوزي وإخراج نيازي مصطفى الذي كانت تربطها علاقة صداقة مع زوجته الفنانة كوكا، وتغير اسمها إلى هدى سلطان، وبسبب نجاحها في فيلمها الأول حصلت عام 1951 على دور البطولة في فيلمها الثاني «حكم القوي» أمام فريد شوقي ومحسن سرحان.

ثنائي

وكونت مع فريد شوقي خلال فترة زواجهما التي امتدت 18 عاماً ثنائياً فنياً أثمر أكثر من 20 فيلماً.

وبرعت في تجسيد شخصيات الأخت والحبيبة والمتشردة والسارقة والزوجة الثانية والمقهورة، وتركت بصمة مختلفة لأدوار الإغراء، وهو ما تجسد في تقديم شخصية المرأة التي تسعى وراء رغباتها في فيلم «امرأة في الطريق»، ونالت عنه العديد من الجوائز، وهو ما تكرر في «السكرية» و«جعلوني مجرماً»، وشاركت مع يوسف شاهين في بطولة خمسة أفلام هي «نساء بلا رجال» 1953، و«الاختيار» 1971، و«عودة الابن الضال» 1976، و«وداعاً بونابرت» 1985، و«إسكندرية كمان وكمان» 1990.

ومع بداية الثمانينيات والتسعينيات ركزت نشاطها على التلفزيون، ولم تفكر في اعتزال الفن رغم ارتدائها الحجاب، حيث شاركت بأدوار الأم في العديد من المسلسلات الدينية والاجتماعية والتاريخية الناجحة مع كبار النجوم ومن بينها «زينب والعرش» و«أيوب البحر» و«الرجل والحصان» و«علي الزيبق» و«ليالي الحلمية» و«بين القصرين» و«قصر الشوق» و«ارابيسك» و«الوتد» و«هارون الرشيد» و«زيزينيا» و«رد قلبي» و«الليل وآخره» و«طرح البحر» و«مصر الجديدة».

مسرحيات

وقدمت العديد من المسرحيات التي كانت تعتز بها ومنها «وداد الغازية» و«الحرافيش» و«الملاك الأزرق» و«سيد درويش» و«بمبة كشر». وغنت عشرات الأغنيات في أفلامها وتعاونت فيها مع كبار الشعراء والملحنين ومن بينها «فرحنا ياللى وحشتونا» و«إن كنت ناسي أفكرك» و«لاموني» و«يا حلاوة الورد» و«ليه تشاغلنى» و«ما فيناش من قولة آه» و«رجع الهوى تاني» و«نورت البيت» و«حبيبي ما لقتش مثاله» و«عشاق المحاسن» و«من بحري وبنحبوه» و«يا ضاربين الودع» و«عيش بالأمل» وغيرها.

وتزوجت خمس مرات الأولى من محمد نجيب وأنجبت منه ابنتها الكبرى «نبيلة» والثانية من المنتج والموزع السينمائي فؤاد الجزايرلي، والثالثة من فؤاد الأطرش شقيق فريد الأطرش، والرابعة من فريد شوقي وأنجبت منه ابنتيها «ناهد» و«مها»، والخامسة من المخرج المسرحي حسن عبدالسلام.

وتوفيت بعد وفاة ابنتها «مها» بخمسين يوماً، عن 81 عاماً في 5 يونيو 2006 في المستشفى بعد صراع طويل مع سرطان الرئة.

الأول في مهرجان دبي لأهم 100 فيلم عربي

«المومياء».. فيلم عن صراع الهوية والتاريخ والحاضر

القاهرة (الاتحاد)

«المومياء».. واحد من أعظم 100 فيلم في العالم ، ونال الكثير من الجوائز الدولية واحتفلت به مهرجانات عالمية عديدة، وفي الوقت الذي احتل فيه المركز الثالث في قائمة أفضل 100 فيلم مصري بعد فيلمي «العزيمة» و«الأرض»، احتل المركز الأول في مهرجان دبي السينمائي لأهم 100 فيلم في تاريخ السينما العربية في دورته العاشرة العام 2013 في استفتاء شارك فيه أكثر من 475 من نخبة النقاد والمخرجين والكتّاب والروائيين والأكاديميين وخبراء صناعة السينما في العالم العربي والغربي.

«المومياء» يعد الفيلم الروائي الطويل الوحيد لمخرجه شادي عبدالسلام «1930 إلى 1986» الذي عمل قبل هذا الفيلم في تصميم ديكور وأزياء العديد من الأفلام التاريخية المهمة منها «واإسلاماه»، و«عنترة بن شداد»، و«شفيقة القبطية»، و«رابعة العدوية»، و«أمير الدهاء»، و«الناصر صلاح الدين» وتناول قضية الهوية المصرية والمحافظة على التراث المصري، وحرص شادي على أن يؤكد في بداية الفيلم التعبير عن شخصية الإنسان المصري بأصوله الحقيقية وتاريخه الكبير من خلال جمل استهل بها مقدمة الفيلم منها «يا من تذهب سوف تعود، يا من تنام سوف تصحو، يا من تمضي سوف تبعث، فالخلد لك».

ورصد الفيلم المأخوذ عن قصة اكتشاف مخبأ المومياوات بالدير البحري عام 1881 والذي ضم مومياوات أعظم فراعنة مصر من أمثال أحمس الأول وسيتي الأول ورمسيس الثاني، أحداثاً حقيقية حيث تعيش قبيلة تدعى «الحربات» في صعيد مصر، أشتهرت بالتنقيب عن الآثار الفرعونية ثم بيعها، وبعد موت شيخ القبيلة يقرر أولاده التوقف عن سرقة الآثار، فيتم قتل أحد الأولاد على يد عمه، بينما ينجح الثاني في إبلاغ بعثة الآثار عن مكان المقبرة التي تبيع قبيلته محتوياتها.

الإتحاد الإماراتية في

20.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)