كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

ناومي واتس: أنا لاعبة كرة تحولت ممثلة مغرية

باريس - نبيل مسعد

 

اكتشف السينمائي الأميركي ديفيد لينش عام 2000، ناومي واتس ومنحها أحد الدورين الرئيسيين في فيلمه «مالهولند درايف» إلى جانب ممثلة ثانية ناشئة في ذلك الحين اسمها لورا إيلينا هارينغ لم يسعفها الحظ مثلما حدث مع واتس التي صارت بين يوم ولــيلة، نجمة مرموقة. وتميل الفنانة إلى التذكير بأنها كانت قد تعدت سن الثلاثين حين لازمها النجاح، وأنها سعت من قبل طوال عشــر سنوات من أجل الحصول على اعتراف ما من الوسط الفني الأميركي أو الأوروبي بموهبتها وقدراتها المتعددة أمام الكاميرا.

وواتس بريطانية المولد وأسترالية الجنسية، عمرها الآن 46 سنة، وهي متزوجة منذ عام 2005 بالممثل الهوليوودي ليف شرايبر ولها منه صبيان.

وآخر فيلم تؤدي واتس بطولته النسائية عنوانه «بيردمان» (الرجل الطير) من إخراج أليخاندرو غونزاليس إيناريتو، وهي تظهر فيه إلى جوار النجم مايكل كيتون الذي طال غيابه عن الشاشة بين الفترة التي كان يؤدي فيها شخصية باتمان (الرجل الوطواط) في نهاية التسعينات من القرن العشرين ومطلع الألفية الحالية، قبل عودته الآن، ويا لسخرية الأحداث، في فيلم يروي حكاية ممثل لمع في دور بيردمان منقذ البشرية وضاع بعد ذلك في بحر النسيان فصار يسعى إلى استعادة أمجاده من طريق المسرح، علماً أن كيتون تم ترشيحه لجائزة أوسكار أفضل ممثل عن هذا الدور.

حضرت واتس في باريس العرض الافتتاحي المخصص للإعلام لفيلم «بيردمان» فالتقتها «الحياة» وحاورتها.

·        كيف كانت علاقتك بالنجم مايكل كيتون العائد إلى الساحة، أثناء تصوير «بيردمان»؟

- علاقة معلم بتلميذته، فهو مهما غاب يظل من كبار عمالقة المهنة الفنية، وأنا لم أطلب منه أي شيء بطبيعة الحال، لكنه اعتبر أن من واجبه أن ينصحني قبل تصوير المشاهد التي أظهر فيها وراح يحذرني بشيء من المزاح من الممثل زاك غاليـــفاناكيس الذي أديت معه لقطات عدة مدعياً أن غاليــفانـــاكيس بالتحديد من النوع الطموح الذي لا يتردد عن محاولة «خطف» البطولة من زملائه أمـــام الكاميرا. لقد دفع بي كلامه إلى تحسين مستوى أدائي وإلى إظهار طاقتي كاملة في كل لقطة، سواء مثلت فيها مع غاليفاناكيس، أم مع كيتون نفسه.

·        وماذا عن زاك غاليفاناكيس إذاً؟

- غاليفاناكيس من النوع المرح، ألا تراه في أفلامه الساخرة يتصرف مثل الصبي؟ هو في الحياة اليومية تقريباً مثلما هو على الشاشة، وهو يهوى المزاح حتى أثناء العمل، وأقصد بالطبع بين لقطتين وليس أمام الكاميرا، فهو، وفق قوله، إذا امتنع عن ترك العنان لروحه المرحة يفقد قدرته على التركيز ويتحول في غمضة عين إلى ممثل رديء. أنا أتذكر أنني ضحكت معه كثيراً وسمعته يروي النكات أمام الفريق التقني في الأوقات التي لم يكن يتحدث فيها إلى زوجته بواسطة الهاتف الخليوي، فهو عاشق كأنه لا يزال في الجامعة، على رغم كونه رب أسرة، وهذا ما يعجبني فيه. وعلى العموم فهو لم يحاول أبداً أن يخطف مني البطولة أمام الكاميرا مثلما قاله لي مايكل كيتون.

·        هل تعرفين ما الذي جعلك تفوزين بدور الأميرة الراحلة ديانا في فيلم «ديانا»؟

- لا، أنا في الحقيقة لا أعرف، فنادراً ما يبوح المخرج إلى الممثلين بالأسباب الحقيقية التي تجعله يختار فلاناً بدلاً عن غيره لدور معين. لقد أجريت الاختبار التقليدي أمام الكاميرا وقرأت فقرة من الحوار في حضـــور المخرج وأحد المنتجين، ثم علمت في ما بعد أنني حصلت على الدور. أعتـــقد شخصياً أن مظهـــري لعب دوره في الحكاية، وربما لأنني أحسنت الأداء في يوم الاختبار، ولا أعرف أكثر من ذلك.

·        ألا توجد في لندن أي ممثلة قادرة على أداء الدور، حتى تلجأ الشركة المنتجة وهي بريطانية، إلى ممثلة هوليوودية لتقمص شخصية الأميرة ديانا؟

- هذا السؤال يجب توجيهه إلى الشركة المنتجة أو إلى مخرج الفيلم، فأنا كممثلة لا أملك السلطة ولا تتسنى لي مناقشة القرارات الصادرة عن الجهات العليا، إضافة إلى كوني سعيدة بكل عمل جديد يأتيني، حالي حال غيري من الممثلات، ما يعني أن هذا النوع من الاعتبارات يتجاوزني تماماً. ومن ناحية ثانية دعني ألفت انتباهك إلى أن جذوري أسترالية بريطانية مختلطة.

فيديو كليب

·        لم أقصد مضايقتك فأنت كنت ممتازة في الدور، هل تحدثيننا عن بدايتك في المهنة الفنية؟

- بدأت فنانة استعراضية أغني وأرقص قبل أن أتجه إلى التمثيل عبر مسلسلات تلفزيونية أسترالية، ثم في بعض أفلام الفيديو كليب المصاحبة لأغنيات بعض المشاهير، وجاءتني السينما في عام 2000 من خلال فيلم «مالهولاند درايف» للسينمائي الكبير ديفيد لينش، فكانت الانطلاقة.

·        هل توقفت عن الاستعراض؟

- نعم، لأنني مارست هذا النشاط أصلاً بهدف الانتقال من خلاله إلى السينما وبالتالي اعتزلته فور تحقيق أمنيتي.

·        ما الذي منعك من ممارسة التمثيل منذ البداية من دون اللجوء إلى وساطة الغناء والرقص فوق المسارح وفي أفلام الفيديو كليب؟

- سهولة الحصول على عروض مغرية للعمل كراقصة بفضل مظهري، بينما التمثيل له متطلبات لا تتوقف عند الجمال الخارجي وحسب.

·        أنت تحبذين العمل السهل إذاً؟

- نعم إلى حد ما، بمعنى أنني مستعدة للعمل الشاق من أجل التطور في ميدان يكون قد فتح لي بابه أساساً وليس لمجرد محاولة اقتحام الأبواب المغلقة كلياً.

دعاية الفيلم

·        من النادر أن تنجح راقصة في أفلام الفيديو كليب كممثلة، والأدلة كثيرة على ذلك، فما الذي جعلك تؤمنين بعكس ذلك بالنسبة إليك؟

- طموحي واستعدادي الكلي لمغادرة الاستعراض فور توافر الفرصة المناسبة للدخول إلى عالم السينما والتلفزيون، على عكس الراقصات النجمات اللاتي يرغبن في الدمج بين المهنتين، ما يجعل الشركات المنتجة تعين راقصة في دور سينمائي وتبني دعاية الفيلم حول شهرتها في التلفزيون والمسرح الاستعراضي. والجمهور إذاً يتردد إلى صالة السينما ليرى راقصة مشهورة وجميلة تستعرض مفاتنها فوق الشاشة من دون أي مبالاة بالدور ولا بطريقة تمثيلها، وغالباً ما تفشل هذه الأفلام كلياً أو على الأقل لا تساعد الفنانة إياها في فرض شخصيتها كممثلة.

·        ما هي هواياتك؟

- لقد أصبحت الأناقة من أهم هواياتي منذ أن صرت أحضر المناسبات السينمائية الضخمة، مثل توزيع جوائز الأوسكار ومهرجان «كان» ومهرجان برلين وغير ذلك من السهرات التي تفرض على الفنانة ارتداء أحلى الفساتين وأكثرها جاذبية، أما قبل ذلك فلم أكن أتحمّل سماع كلمة «فستان» أو كلمة «تنورة»، وكنت أقضي وقتي كله مرتدية الزي الرياضي العريض من دون أن أضع أي ماكياج فوق بشرتي أو أهتم بتسريحة شعري وغير ذلك مما تفعله الفتيات والنساء عموماً في العالم كله.

·        من الصعب تخيلك هكذا؟

- أنا مثلما قلت لك تغيرت كلياً وأصبحت مولعة بالأناقة ولا أتحمل نفسي الآن بثياب مهملة أو بتسريحة لا تليق بي، وذلك حتى إذا بقيت وحدي في بيتي.

·        وما الذي كان يحجز أنوثتك في هذا الشكل؟

- حبي لممارسة رياضة كرة القدم واحتكاكي منذ صغري بعالم الصبيان كي ألعب الكرة معهم، فكنت أخاف من أن يرفضوني إذا بدوت «أنثى» في شكل ما، أو إذا شعروا بأنني أولي جاذبيتي اهتمامي الأساسي على حساب كرة القدم.

·        وهل ما زلت تلعبين الكرة في أوقات فراغك؟

- لا، فقد تغيرت اهتماماتي، لكنني في وقت ما كنت أحلم بجدية باحتراف هذه اللعبة في فريق نسائي، فهل تتخيل لاعبة كرة تتحول راقصة وفنانة استعراضية ثم ممثلة مغرية؟ هذا ما حدث لي.

·        هل تعرفين البلاد العربية؟

- زرت مصر وأعجبت بها جداً، إذ شعرت وأنا أتأمل أهراماتها ومعابدها الفرعونية وأثارها، بأنني أمام جزء من تاريخ البشرية وأدركت كم أننا نحن البشر صغار بالمقارنة مع الهبة التي تنبثق من مثل هذه الأماكن. وزرت مرة المغرب لكن زيارة قصيرة لم تسمح لي باكتشاف معالم هذا البلد، إلا أن أهله بدوا لي أيضاً مثل أهل مصر في غاية اللطف والكرم وعلى درجة كبيرة من السيكولوجية والقدرة على فهم الآخر.

رجل السينما المصرية وصانع حداثتها

القاهرة - هيام الدهبي

في كتابه «رأفت الميهي... رجل السينما» الصادر عن صندوق التنمية الثقافية في مصر، اعترف الكاتب الصحافي محمد عاطف أن الكتابة عن رأفت الميهي ظلت حلماً يراوده ولكنه كان دائماً يتراجع خشية «تحمّل المسؤولية في الكتابة عن شخصية بوزن وقيمة الميهي».

في البدء كان النص

تخرج رأفت الميهي كما يقول لنا عاطف في الكتاب، في كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية ثم حصل على دبلوم معهد السيناريو في مطلع الستينات، ومن هنا كانت الخلفية الخاصة التي أسهمت في تجلي الحرفة وعمق الكتابة لدى الميهي الذي استطاع بمساعدة صلاح أبو سيف، أن يخترق عالم السينما من بوابة السيناريو بثقافة ورؤية صنعتا حراكاً وإنعاشاً للسينما. فقد مزج الميهي بين دراسته للأدب الإنكليزي ودراسته لفن السينما، فاستطاع بذلك الدخول في أعماق النصوص والتهام ما فيها من أفكار أساسية والاشتباك معها ثم التمرد عليها ليقدم لنا مجموعة من أروع ما أنتجته السينما المصرية والعربية في تاريخها. ويضيف الكاتب: «لمع نجم الميهي في فترة قياسية مع أول أعماله «جفت الأمطار» 1968 للمخرج سيد عيسى عن قصة عبدالله الطوخي وكانت تحمل رؤية طازجة على المستوى السينمائي والسياسي في آن واحد وكانت تلك هي نقطة التحول المهمة في حياته الفنية بالإضافة إلى تعرفه بالمخرج كمال الشيخ في السبعينات وانطلاقته الجديدة في عالم السينما».

ويعتقد عاطف بعدم إمكانية فصل رباعية الميهي - الشيخ («غروب وشروق»- «شيء في صدري»- «الهارب» و»على من نطلق الرصاص») عن الظروف والأحداث الجسام التي شكلت تجربة جيل الستينات الذي ينتمي إليه الميهي من جهة، وعن السياق التاريخي لإنتاج تلك الرباعية من جهة أخرى، أن رباعية الميهي - الشيخ تعد بوابة عشتار السينمائية.

ويشير الكاتب إلى أن النصف الأول من السبعينات شهد أيضاً تعاوناً بين الميهي ومخرجين آخرين مثل سعد عرفة («غرباء») عاطف سالم («أين عقلي») وحسام الدين مصطفى («الرصاصة لا تزال في جيبي») لدرجة جعلت البعض يطلق عليه لقب «أديب السيناريو» حيث كان له السبق في اختصار عبارة قصة وسيناريو وحوار إلى كلمة «تأليف».

عاطف قائلاً عن توقف الميهي عن العمل: «عام 1976 توقف الميهي عن الكتابة بعد رائعته «على من نطلق الرصاص» وتساءل الوسط السينمائي والجمهور عن سر هذا الابتعاد. لكنها كانت بمثابة فترة الهدوء الذي يسبق العاصفة. فقد بدا الميهي مرحلة الحرية المطلقة والتحليق إلى أعلى ويأتي عام 1981 ليشهد ميلاد رأفت الميهي مخرجاً ومؤلفاً حيث قدم لنا أفلام «عيون لا تنام» و»الأفوكاتو» و»للحب قصة أخيرة» و»السادة الرجال» و»سمك لبن تمر هندي» و»سيداتي آنساتي» و»قليل من الحب كثير من العنف» و«ميت فل» و»تفاحة» و»ست الستات» و»علشان ربنا يحبك» و»شرم برم». كما قام بإنتاج أفلام «المتوحشة» للمخرج سمير سيف و«يا دنيا يا غرامي» للمخرج مجدي أحمد علي».

ويعترف الميهي نفسه، قائلاً: «الحقيقة أنني لا أجد سبباً واضحاً لتحولي للإخراج، فقط شعرت أني أريد أن أخرج... مثلما أريد أن أشرب أو أنام... لك أن تعتبره تطوراً بيولوجياً... إنه تحول منطقي وعادل لرغبة كانت في داخلي في امتلاك العمل بصورة كاملة».

سمات

ويختتم الكاتب الصحافي محمد عاطف كتابه، قائلاً: «ربما تشترك سينما الميهي في ملامحها وبعض تقنياتها مع سينمات جيل الثمانينات التي حققها عدد من فرسان الواقعية الجديدة، فنجد فيها توازي الجودة مع الجماهيرية واستخدام المكان كرمز واستخدام كوميديا الشخصية كأداة تعريف بها وأيضاً استغلال الأحداث الجارية كخلفية للحدث الرئيسي واستخدام الفانتازيا العالية، كما أنه في النهاية يترك الحكم الأخلاقي للجمهور. ويظل عالم رأفت الميهي الإبداعي مفتوحاً للمزيد والمزيد من محاولات البحث والتنقيب فيه».

سينما اللحظة العابرة وسؤال الفن الدائم

لدار البيضاء - مبارك حسني

يعرض حالياً في القاعات السينمائية المغربية، فيلمان مطوّلان بما فيه الكفاية. والطول هنا مقياس يدلّ على القدرة على مراكمة المشاهد وملء اللقطات، في احترام كامل للتقنية السينمائية البحتة التي صارت في متناول الجميع على أية حال وبكل سهولة، من دون أن يرافق ذلك بالضرورة اجتهاد قوي وعميق على مستوى الموضوع والتصوّر الفني المتطوّر.

والفيلمان ينتميان إلى ما سبق أن نعتناه في هذا الملحق، بتيار السينما الشعبية. وكلمة تيار ﻻ يُقصد منها أي تميّز بقدر ما تصف توالياً عددياً لإنتاج سينمائي معيّن له مقبولية جماهيرية عريضة. العملان هما «الحمالة»، (أي ناقلي البضائع والبشر بالسيارات)، من إخراج سعيد الناصري، «الفروج»، (أي الديك)، من إخراج عبد الله توكونة الملقّب بفركوس. فيلمان يشتركان في الكثير من اﻷمور، أبرزها اللعب على كوميديا الموقف، وعصرها عصراً كي تؤدي أقصى ما يمكن من الاستمتاع بالضحك العادي، وقضاء وقت مليء بالمرح. الضحك العادي الذي يميّز رواية نكتة أو قفشة أو حكاية واقعية مُشخصنة، من حكايات كل يوم، التي تتضمن قدراً من المفارقة المفهومة من أول وهلة وبلا «وجع دماغ». الشرط الوحيد أن تستفز الضحك في لحظتها ومن دون أن تتغيى السخرية الجادة والهادفة ولو رامت ذلك.

العيش كيفما اتفق

وهكذا يحكي فيلم المخرج سعيد الناصري (يؤدي البطولة أيضاً)، عن شاب يتدبر قوت يومه بشتى الطرق، ومنها بيع المخدرات بالتقسيط في الحواري الشعبية. وهو يعيش مع والدته المصابة بمرض فقدان الذاكرة. يتم اختطاف الوالدة من جانب أفراد عصابة مخدرات، يشترطون إطلاق سراحها مقابل قيام الإبن بتوصيل كمية من المخدرات إلى شمال المغرب.

بالفعل، يرضخ الشاب لطلبهم، وكي لا يثير الشكوك يختلق سفراً عائلياً يضمّ جارة له تمتهن الرقص في الملاهي وطفلين، والكل مختار بدقة حرفية، أي للحصول على الجواب المنتظر وأدائه في اللحظة الكوميدية المناسبة. وبعد حين، يكتشف الشاب أن المخدرات مسروقة من عصابة مخدرات منافسة. وبهذه المعطيات، تتبدى وضعيات معتادة ومعروفة في السينما الشعبية العالمية، تستدعي بالضرورة منذ الوهلة الأولى مواقف ضحك وتضاد يكفي سردها مع وابل من الحركة والعنف والعدو والكر والفر والسباب والدم.

أما شريط المخرج عبد الله فركوس (يؤدي البطولة هو أيضاً)، فيروي حكاية عن شاب مراكشي طيب يمتهن التجارة التقليدية، يجد نفسه في مواقف محرجة أمام جاره الأجنبي، نظراً الى اختلاف العادات والممارسات السلوكية اليومية بينهما. ويوظّف الفيلم ظاهرة شراء الأجانب الغربيين للمنازل العتيقة المسماة بـ»الرياض»، في المدينة القديمة لمراكش.

وقد دأب الجار الغربي على إقامة حفلات ساهرة، الأمر الذي أقلق ديك الشاب التاجر الذي يعوّل عليه للنهوض لصلاة الفجر. وهو ما يستدعي جملة من المواقف والتصرفات المليئة بالتناقضات المضحكة، يجمّلها الصراع والاصطدام بينهما، والذي يمتد إلى الزوجة والأقرباء والجيران.

بهجة مراكش وفتوة البيضاء

المشترك في الفيلمين هو التركيز على الخصائص المحلية للمجال، أي للمدينة الأصل للمخرجين، بتقمّصها وتشخيصها كما هي من دون توظيف خارج عن المألوف. وذلك بنقلها إلى الشاشة كما يتم تداولها في الحياة اليومية العادية، وكما يتم تناولها والحديث عنها عموماً، أي عند المستوى السوسيولوجي الأول كما لو تعلّق الأمر بجرد لها. فمراكش مشهورة بحكي العامة بالبهجة، أي الفرح والنكتة والطابع المرح لسكانها مع ميل الى الحيلة الخفيفة والمداراة الطيبة. وذلك يجسّده عبد الله فركوس في كل التفاصيل، أولاً في علاقته بالديك، وهي في حدّ ذاتها دالة على وضعية هزلية كبيرة تستدعي بالضرورة القفشات، وثانياً في علاقته مع القريبين منه وكل من يلتقيه في طريقه. الشريط مراكشي بامتياز، كما يمكن للمدينة أن تمنحنا ذلك خارج الشعر والأدب والفن. وكما كان الأمر في مجال المسرح والأغنية الشعبيين.

الأمر نفسه نشاهده في فيلم «الحمالة»، حيث يسعى سعيد الناصري كما هو ديدنه في أفلامه السابقة، الى منح صور لشخصية البيضاوي (ابن الدار البيضاء) الذي من خصائصه في الحديث العام المتداول، تلك التي تتميز بنوع من «الذكاء العملي» في التصرف والسلوك، بما أنه قاطن أكبر مدينة في البلد، حيث الاقتصاد والعمارات والعلامات الحداثية في المعمار، وحيث الأحياء الشعبية والعمالية بكثرة، وحيث يسود إحساس بالتواجد في حاضرة تمكّن الساكن من أمور كثيرة يشعر معها بأنه «مميز». والممثل سعيد الناصري في شريطه هذا، يجسّد ذلك في الكلام الشائع في المحادثة الساذجة والمداراة وسرعة البديهة في التخلّص من وضعيات محرجة.

سينما الصورة المرافقة

ذلك كله يجري من فوق عبر الكلام والحركة لا غير، أما الصور فتؤدي دور المرافق لما يحدث. وهو ما يجعل العملين يندرجان في خط الإنتاج الدرامي العام، الذي خلق جمهوره عبر المسلسلات الكوميدية الرمضانية، التي اعتاد الناصري على إنتاجها وأداء دور البطولة فيها، وعبر عينة من الأفلام التلفزيونية التي أدى فيها عبد الله فركوس أدوراً كوميدية. نحن أمام سينما مغربية، بخلفية شعبوية مصرية كان قد أرساها مثلاً الكوميديان عادل إمام ومحمد هنيدي، وهي سينما خلقت جمهوراً عريضاً. سينما شعبية وُجدت كي تمكّن مشاهدها من تمضية وقت ممتع بلا هدف جمالي محدّد سلفاً، ولا تعبير فكري، ولا طموح في تكسير الصورة أو أي شيء من هذا القبيل. بعيداً عن السينما المثقفة السبعينية والسينما المتأثرة بالغرب، سلباً أو إيجاباً، وبعيداً عن طموح السينما المغربية القحة، رديفة الرواية والقصة والأدب عموماً، والتي يسعى مخرجون قليلون إلى ترسيخها، تلك التي كانت تُسمى بالسينما الوطنية، تلك المتولدة من رحم التنظير السياسي الملتزم، كما أرسته مدرسة النوادي السينمائية. فنحن هنا في نهاية الأمر، إزاء فيلمين ينطبق عليهما ما يوصف بطابع الفرجة وفن العرض في الحد الأول المقبول، وبالتالي يظل سؤال ترابط المتعة والالتزام قائماً.

«سامبا»: رحلة الأحلام إلى وطن بديل

مونتريال - «الحياة»

يعود المخرجان الفرنسيان اريك توليدانو واوليفييه نقاش مع عمر ساي (فرنسي من اصل سنغالي) الى متابعة حياة المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين المقيمن في باريس والمهددين دوماً بترحيلهم الى اوطانهم. انما في عمل سينمائي جديد اكثر درامية واقل هزلاً عن عن فيلمهما الاخير «انتوشابل «Intouchable» الذي لاقى نجاحاً باهراً داخل فرنسا وخارجها.

«سامبا» فيلم فرنسي طويل (119 دقيقة) من بطولة عمر ساي، تتمحور قصته حول مهاجر افريقي (سامبا) مقيم في باريس بصورة غيرشرعية منذ اكثر من عشر سنوات، عمل خلالها في مهن وضيعة من دون أوراق ثبوتية. تقبض عليه الشرطة وتودعه دائرة الترحيل بانتظار اليوم المقرر لاخراجه من البلاد. واثناء احتجازه في أحد معسكرات اللاجئين غيرالشرعيين، تتعرف عليه أليس (شارلوت جينزبور) احدى المتطوعات فيه. وعلى رغم معاناتها من مشاكل عاطفية وقلق وارهاق عصبي، تتعاطف معه ويحاولان ان يجدا حلولاً لمشكلاتهما. وتنشأ بينهما حال ود وصداقة تتطور في ما بعد، رغم انتماء كل منهما الى عالم آخر، الى علاقة عاطفية أبعد من الحب والرومانسية.

مشهد مأسوي

في معسكر الترحيل ينكشف المضحك المبكي. خليط من مجموعات اتنو- ثقافية، جلها من الشباب المحبطين الساعين قسرا وراء الحلم الفرنسي الذي لم يكن يدور في خلدهم للحظة انه سيكون وهماً وسراباً. كل منهم يتحدث الفرنسية على طريقته ولكنته في شكل مثير للسخرية لدرجة يصعب التفاهم بينهم وبين المترجمين. فلغة موليير لا وجود لها في مثل هذه الامكنة. يروون قصص الهروب بين أزقة باريس وسطوحها، وملاحقة الشرطة لهم وإلقاء القبض عليهم، وتغيير اسمائهم بين حين وآخر، وسوقهم كالمجرمين. الكثير منهم يصاب بحالات هيستيرية وانهيار عصبي حيال عدم الإكتراث لمشاعرهم وأحزانهم، ويتلفظ بعضهم احياناً بعبارات نابية تنم عن مدى ما يعتمر في نفوسهم من ظلم وغضب. وفي سياق مغاير ينتقل المشهد الى حفلة راقصة علَّ الرقص يوحد في ما بينهم وينسيهم أحزانهم وأشجانهم، فيما تسلط الكاميرا الضوء على سامبا المنزوي عن الآخرين. فهو لم يعتد رؤية هذه الاجواء او المشاركة فيها. هي ليست من ثقافته وعاداته فكل ما كان يشغل تفكيره هو الحصول على عمل، وتوفير مبلغ من المال لإرساله الى والدته. هذه الاجواء المحمومة تكشف مدى المعاناة التي، قلما تتناولها وسائل الاعلام او ادبيات الهجرة غير الشرعية، هي بحد ذاتها وثائق ادانة لدوائر الهجرة التي تنتهك حقوق الانسان وتنتهج سياسة عنصرية تستغلها احزاب اليمين المتطرف كوسيلة للوصول الى السلطة من جهة ورسالة ادانة مماثلة لحكومات الدول التي يعاني شبابها من ارتفاع حدة البطالة وضآلة فرص العمل من جهة ثانية. وفي غمرة هذه الأجواء البائسة، يلفت الفيلم الى قرار ايجابي يتخذه عم سامبا بالعودة الى وطنه بعد غربة نحو ربع قرن عاش فيها وحيداً بلا زوجة ولا اولاد ولا اصدقاء. وفي جوهر هذا القرار رسالة يوجهها الى زملائه ومفادها: هل يستأهل الحلم الفرنسي كل هذه المشقات والمخاطر والاذلال؟

وفي مشهد آخر يسلط الفيلم الضوء ايضاً على حوار عاطفي مؤثر بين سامبا واليس التي توجه اليه، من منطلق كونها خبيرة في اجراءات الترحيل، سلسلة من النصائح والإرشادات كضرورة التسلح بالصبر وتحمّل الانتظار والتخفي عن انظار الشرطة وعدم ارتكاب اية مخالفة، فيضيق صدره ذرعاً وينفجر وتبادله الانفعال بانفعال مماثل الى أن ينتهي المشهد بعناق حميمي رومانسي كان الاثنان ربما بحاجة الى ترجمته بلقاء جنسي (يلاحظ في اسفل شاشة الفيلم تحذير - للبالغين فقط).

في نهاية الفيلم يقرر سامبا العودة الى وطنه. الا ان أليس تقدم له بطاقة اقامة صديق قديم متوفى، فيرتاح نفسياً وتنفرج اساريره ويعدل عن السفر ويعاود العمل في مطعم على مقربة من مركز للشرطة (اشارة الى زوال دواعي الخوف والحذر) وتبدأ حياة دافئة بين الاثنين لا يشوبها قلق او خوف او مطاردة.

يذكر ان «سامبا» حظي بتغطية اعلامية وسينمائية ونقدية واسعة. فالناقد في جريدة «لا برس» مارك لوسييه يعزو نجاح الفيلم الى اعتماده على كارزمية وشعبية عمر ساي، في حين رأت الناقد الفنية في جريدة «لو دوفوار» اوديل ترامبليه انه «عمل توثيقي لمحنة المهاجرين غير الشرعيين في فرنسا واعادة اخراجها ببراعة من ارض الواقع الى الشاشة».

الحياة اللندنية في

20.02.2015

 
 

فجر يوم جديد : {الوهراني}

كتب الخبرمجدي الطيب

يبدو أن الاقتراب من التاريخ ما زال يمثِّل إشكالية صعبة بالنسبة إلى المشتغلين بصناعة السينما والتلفزيون في مصر وغيرها من الدول العربية. فالضجة التي اندلعت في مصر عقب إنتاج مسلسل «صديق العمر»، الذي يحكي قصة الصداقة والشقاق بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر، واتهام العمل بالتجني على التاريخ، وتكرار الاتهام مع مسلسل «سرايا عابدين»، ومن قبل فيلم «امرأة هزت عرش مصر» بطولة نادية الجندي، وغيرها من أعمال تناولت وقائع تاريخية، تكاد تتكرر بالضبط مع فيلم جميل عُرض في الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية (24 – 31 يناير 2015)، وما كدت انتهي من مشاهدته، والاستمتاع برؤيته السياسية، ومعالجته السينمائية، حتى علمت أنه واحد من الأفلام المغضوب عليها، وأن تهمة الخيانة تطاول مخرجه والمشاركين فيه تماماً مثلما طاولت، يوماً، المخرج عاطف الطيب والنجم نور الشريف، وكل من تورط في صنع فيلم «ناجي العلي»!

الفيلم الجديد يحمل اسم «الوهراني» (الجزائر/ فرنسا 2014) من تأليف وإخراج وبطولة إلياس سالم، الذي ولد في الجزائر في العام 1973، وحصل على شهادة في الأدب الحديث من جامعة السوربون، وقيل إنه حصل على الجنسية الفرنسية، ورصد في فيلمه قصّة الأصدقاء «جعفر» الملقب بالوهراني (إلياس سالم)  و{حميد» (خالد بن عيسى)، كذلك «سعيد» و{زياد»، ونضالهم ضد المستعمر الفرنسي. بل إنه أوحى في الفيلم بأن «الوهراني» أصبح بطلاً بالمصادفة بعدما تورط في قتل جندي فرنسي وهو يدافع عن «حميد»!

المفارقة أن المخرج الذي كان بمثابة فخر للجزائر والجزائريين، بعدما رشح فيلمه الروائي الطويل الأول «مسخرة» لأوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، ممثلاً للجزائر في مسابقة العام 2008، تحوَّل، بين ليلة وضحاها، إلى «متطاول»، بعد اتهامه بالإساءة إلى الإسلام، و{شيطنة» المجاهدين وأبطال ثورة التحرير!

أزمة فيلم «الوهراني»، في رأيي، أنه التزم بالوقائع، من دون الالتجاء إلى التزييف أو المبالغة والتهويل، ولأنه خاطب ببراعة المشاعر الإنسانية؛ فأبطال ثورة تحرير الجزائر، في الفيلم، بشر من لحم ودم، حملوا أرواحهم على أكفهم يوم أن كان الوطن في حاجة إليهم، ولم يفرطوا في وسيلة تعينهم على مواجهة المستعمر الفرنسي من دون أن يستخدموها إلى أن نجحوا في طرده، وبعد الاستقلال، في زمن ما بعد الحرب، عاشوا حياتهم، وأصابتهم الهموم (اكتشف أحدهم، البطل جعفر، أنه مطالب برعاية «بشير» الطفل اللقيط الذي أنجبته زوجته من جندي فرنسي اغتصبها في غيابه)، وهي إشارة ذات مغزى إلى الحرمات التي انتهكت على يد المستعمر، وحجم التضحيات التي بُذلت من نساء الجزائر قبل رجالها، وفي سياق النظرة الواقعية نفسها رصد المخرج والكاتب إلياس سالم التحولات التي طرأت على «الثوار» فأحتل بعضهم مناصب قيادية في الدولة، واهتم بتأمين مصالحه الخاصة، بينما سعى البعض الآخر إلى تعويض ما فاته والفوز بنصيب في الغنيمة، وفي واحد من أجرأ مشاهد الفيلم اختار «جعفر» مقر القائد الفرنسي ليصبح منزلاً له!     

قدم «الوهراني» صنوف البشر بتناقضاتهم كلها، ولم يصور أبطاله- المجاهدين في مسوح «الملائكة» المنزهين عن الخطأ، كما اعتادت الدراما التاريخية أو أعمال السير الذاتية تصويرهم، وكان حاسماً عندما قال إن الحرب لم تنته، وأن الجيل الجديد مُطالب بانتزاع الحرية، وإن اختلف مغتصبها، ولهذا السبب كان موجعاً، وهو يصرخ: «كل شيء ليس على ما يرام»، ومن ثم بدا وكأنه نكأ الجرح، الذي أراد له البعض أن يندمل، وفضح الانتهازيين والمتحالفين والمتنازلين والخونة (في الفيلم مشهد لأحد المجاهدين يصفي أحد رفاق السلاح لأن ضميره لم يمت)!

فعل المخرج إلياس سالم ذلك من دون أن يفرط في لغته السينمائية، بل استثمر عناصره الفنية، كالصورة (بيير كوتيرو) والمونتاج (فلورانس ريكارد) والموسيقى (ماتياس دوبلسيه) والتمثيل (خالد بن عيسى، أمل كاتب ياسين وبوكيفا عبد الله) والأغنية (أمل كاتب ياسين) ليقدم فيلماً جميلاً يجمع بين النظرة الواقعية التحليلية والسخرية اللاذعة (مشهد المطالبة بالحديث باللغة العربية الفصحى)، فضلاً عن الشجن الإنساني الذي ملأ الأرجاء، والمؤامرات التي تُدبر في الخفاء للتخلص من المعارضين، وروح التسامح التي انتهت بها الأحداث، مع إدراك «بشير» بأنه لقيط، ومُطالبة «الوهراني» له بألا يتوقف عن زيارته، وأن يستمر في قراءة الفاتحة على قبر أمه.

فيلم «الوهراني» في حاجة إلى هذه الروح المتسامحة لقراءته، والاستمتاع برسالته، من دون الانسياق وراء الانفعالات العصبية، والاتهامات المجانية، من نوعية أن الفيلم يسيء إلى قدسية الثورة الجزائرية، ويمثل إهانة للمجاهدين، وهي الاتهامات نفسها التي تطاول كل من تسول له نفسه الاقتراب من «التابوهات» وتحطيمها

المخرج تامر محسن:

{قط وفار} صنع دهشة غير متوقعة

كتب الخبرهند موسى

حظي المخرج تامر محسن في أولى تجاربه الإخراجية للأفلام الروائية الطويلة بتعليقات إيجابية كثيرة من مشاهدي فيلمه {قط وفار} الذي لا يزال يحقق النجاح على مستوى النقاد وفي شباك التذاكر.

حول الصعوبات التي واجهها في هذه التجربة، واختياره الشكل الكرتوني في التعبير عن الصراع بين السُلطة والشعب، كذلك تعاونه الثاني مع وحيد حامد ومحمد فراج، كان لنا معه هذا الحوار.

·        حدثنا عن ردود الأفعال التي وصلتك عن {قط وفار}؟

معظمها إيجابي، وأفضل ما فيها أن ما كنّا نطمح فيه حدث فعلاً. مثلاً، تقديم فيلم مبهج مضحكٍ، تعتمد الكوميديا فيه على الموقف، وليس الضحك لمجرد الضحك أو المرتبط بالإفيهات. كذلك أسعدني أن الجمهور تمكَّن من قراءة الفيلم جيداً، وتناولته الرؤى النقدية بوجهات نظر مختلفة، ما جعلني أشعر أنه صنع حالة من الدهشة غير المتوقعة، وهو ما كنت أطمح فيه وأتمناه ولكني لم أتنبأ به، لذا أجدها في مجملها أصداء فاقت توقعاتي.

·        إلام يرجع هذا النجاح؟

إلى عوامل كثيرة، في مقدمها سيناريو الكاتب الكبير وحيد حامد الذي يضمن استقطاب الجمهور، كذلك عودة النجم محمود حميدة إلى السينما بعد غياب سنوات، إلى جانب كونه فيلماً خفيفاً كوميدياً طُرح في توقيت الجمهور بحاجة إلى هذه النوعية.

·        ما الذي جذبك في {قط وفار} ليكون أولى تجاربك الإخراجية؟

أنه فيلم في ظاهره خفيف ولكن معناه قوي. سيضحك المشاهد عند متابعته ويشعر بسعادة إضافة إلى تحفيز عقله. شخصياً، أفضل هذه النوعية من الأفلام ذات المضمون والمغزى والتي تشغل بال المشاهد، ويشعر بها في وجدانه.

·        كيف وجدت المزج بين الخفة والمعنى الداخلي؟

لم يكن الأمر يسيراً، فنحن نقدم فكرة عميقة بمنتهى الخفة: صراع بين قط وفأر يحمل في مضمونه معاني كثيرة، وفي الوقت نفسه علينا تقديمه بشكل يفهمه الجمهور في مختلف الطبقات.

·        هل أقلقتك فكرة أن {قط وفار} هو أول أفلامك الروائية الطويلة؟

بالطبع شعرت بالقلق والخوف لأنه أول تجربة طويلة بعد مجموعة من الأفلام القصيرة، كذلك أحمل مسؤولية اسم المؤلف الذي تحقق أعماله نجاحاً كبيراً دائماً.

·        كيف تغلبت على هذا الخوف؟

أخفيته في داخلي وواصلت العمل على تحضيرات الفيلم لأنني أرى أن تقديم عمل بلا خوف وبثقة زائدة قد تكون نتيجته الفشل لأن الارتياح يخلف كسلاً. شخصياً، أحب خوفي، وأؤمن جيداً بأن المخرج كلما عظم شأنه كلما خاف أكثر من الخطوات المقبلة، وقد دفعني وساعدني خوفي على الاجتهاد في تنفيذ الفيلم.

·        كيف وجدت العمل الثاني مع وحيد حامد؟

محظوظ بالعمل معه، فمخرجون كثر يتمنون التعامل معه. ما يزيدني حظاً أنني تعاونت معه سابقاً في مسلسل {بدون ذكر أسماء}، ثم في {قط وفار}. وأتمنى أن أتعاون معه في أعمال مقبلة.

·        هل قصدت أن يحمل فيلمك الإسقاطات السياسية من الصراع بين القط والفأر؟

لا أحب الأفلام الرمزية، وإن كنت لا أنكر وجود {الرمز} في الفيلم، لكنني حاولت تقديم معان فوق الرمزية، تحمل استنكار واستهجان الآخر بأنه سبب المشكلة، حتى تتحوَّل العلاقة بينهما من النقيض إلى النقيض تماماً.

·        كيف تجد قراءة البعض أن شخصية الأم التي جسدتها سوسن بدر المقصود منها مصر؟

لم نقصد بها مصر تحديداً، فقد تكون المنطقة التي يسكن فيها الفرد، أو عائلته، أو سنده. عموماً، كل شخص يراها وفقاً لطريقة تفكيره، خصوصاً في ظل كون الطرف الآخر {عباس القط} غير مخلص لها، وهو تذكرها عندما شعر أن اقترابه منها سيكون في صالحه، خلاف ذلك هو تناساها وتناسى أصله، وتناسى أن الجميع في الصغر كانوا قططاً وفئراناً في حارة واحدة.

·        كيف استطاع الفأر الانتصار على القط؟

الفأر أو محمد فراج كان يرى نفسه ضعيفاً ولا يمكنه الوقوف أمام القط، وأنه لا يملك الأدوات التي تمكنه من الفوز عليه، حتى عرف نفسه وقيمته، وتمسك بحقه، الذي ناله في النهاية بمساعدة أهل الحارة الذين كانوا يدفعونه باستمرار إلى المطالبة بحقه.

·        لماذا اخترت الشكل الكرتوني الكوميدي في التعبير عن أحداث الفيلم؟

لأنني عندما تلقيت الفيلم كان يميل إلى الميلودراما والتراجيدي المأساوي عن موت أم ونزاع حول جثتها، ووجدت أن التوقيت الحالي غير مناسب لتناول هذه الأحداث. رأيت أن فكرة الفيلم أهم من التركيز على هذه القصة، وبدأت اهتم بالتفاصيل الدقيقة، حتى أصبح العمل أشبه بكرة الثلج، ووجدت أن الشكل الكرتوني أضاف خفة إلى الفيلم الذي يتناول في مضمونه معنى عميقاً.

·        ما الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟

أذكر منها أننا كنّا نصوِّر الأحداث في فصل الصيف، فيما أن زمانها المقرر في النص خلال موعد عيد الحب، ما اضطر الأبطال إلى ارتداء ملابس شتوية. ولكن عموماً التجربة كانت سلسة وغير معقدة في الخمسة أسابيع التي تم خلالها التصوير، كذلك أسهمت الميزانية المعقولة في تنفيذ العمل على نحو أفضل.

·        ماذا عن اختيارك أبطال العمل؟

وقع اتفاق بيني وبين المؤلف والمنتج أيضاً على إسناد البطولة إلى محمد فراج لأسباب كثيرة، من بينها أنه يملك مرونة وقدرة على تجسيد مختلف الشخصيات، إلى جانب أنه ممثل ملتزم ومحترف. وتناقشت في اختيار محمود حميدة مع وحيد حامد، وكان هو المرشح الأول والأخير للدور الذي تواجدت فيه مواصفاته، فهو ممثل قدير معروف بجديته، وهنا يقدم دوراً يمزج بين الجدية والهزلية.

·        ماذا عن السورية سوزان نجم الدين؟

رشحها السيناريست وحيد حامد. لم أكن أعرفها لأنني لست متابعاً جيداً للدراما السورية، ولكن عندما اطلعت على بعض مشاركاتها أعجبت بها، وقابلتها مع المنتج في بيروت، وبعد انتهاء جلستنا سوياً اقتنع كلانا بالآخر، ومن ثم وقعنا العقود.

·        هل نجاح الكوميديا في {قط وفار} سيدفعك إلى الاستمرار في تقديم النوعية نفسها؟

أعتبر نفسي مخرجاً سريع الملل، لذا لا أحب لعب اللعبة ذاتها باستمرار، بل ألجأ إلى التغيير، وأقدم أنواعاً لم يسبق لي تقديمها، وربما تناقض بعضها بعضاً. ولكن النوعية الأقرب إلى قلبي تلك الاجتماعية، إلا أنني لن أقدمها، وذلك ضمن اتجاه أتبعه في خطواتي السينمائية كافة.

·        ما جديدك؟

أصوِّر مسلسل {تحت السيطرة} من بطولة نيللي كريم مع محمد فراج، ونسرين أمين، وظافر العابدين، وجيهان فاضل. تولت التأليف مريم نعوم، فيما اهتم بالإنتاج جمال العدل.

«زواج مستحيل»... كوميديا حول عائلتين مصرية وأميركية

هند موسى

تكمن أهمية الفيلم المصري- الأميركي المشترك {زواج مستحيل} في أنه التجربة الأولى في هذا المجال، ويتمحور حول شاب مصري يمضي خمسة أعوام في مصر ويرتبط عاطفياً بفتاة أميركية، ويصمم على الزواج منها والعودة إلى مصر لإقامة حفلة الزفاف وسط أسرتيهما

{زواج مستحيل} أو Marriage Impossible‏ من كتابة لؤي السيد ومخرجة الفيلم نور أرناؤوط، بطولة: ناهد السباعي، سامي الشيخ، هالة فاخر، محمد سلام، عواطف حلمي، ومن أميركا ألكسندرا جروسي، بريت كولين وبيث برودريك.

توضح نور أرناؤوط في تصريح لـ {الجريدة} أن ثمة أموراً عدة تظهر التجربة المشتركة المصري - الأميركية من بينها أبطاله، اللغة المستخدمة فيه، نصفها عربي والنصف الآخر إنكليزي.

تلفت إلى أن الأحداث لا تقدّم بعقلية مصرية أو أميركية، بل بتوازن بين الاثنين، وأبرزت الاختلاف في العادات والتقاليد بشكل كوميدي صريح بين عائلة أميركية للغاية وأخرى مصرية متمسكة بعاداتها، إلى جانب مشاهد الحركة.

تضيف: {هي التجربة الأولى لي في مصر بعدما قدمت تجارب في أميركا والخليج، والحقيقة أنني متحمسة لهذا العمل لأظهر فيه جمال مصر، وإرسال رسالة طمأنينة إلى العالم الخارجي بأن مصر بلد آمن، وأن الاضطرابات الأمنية من الوارد أن تحدث في أي بلد، خصوصاً أن التصوير كله يتم في مصر}.

تتابع: {لم أواجه صعوبات أثناء التنفيذ، وانحصر الأمر بإقناع الممثلين الأميركيين بالانضمام إلى العمل ونقل إقامتهم إلى مصر لمدة شهرين، في ظل انتشار أخبار سيئة عن أحوالها}، متمنية أن يغيّر الفيلم هذه الفكرة، إلى جانب مجهودها في توضيح المطلوب من الفنانين المصريين والأميركيين أثناء التصوير، لا سيما أن لكل منهم طريقة مختلفة في العمل، وواصفة نفسها بالقاسية عند التنفيذ، لرغبتها في خروج الفيلم على أفضل شكل.

حلم ورسالة

في أول مقابلة له مع المخرجة نور أرناؤوط، استغرب لؤي السيد فكرتها ورغبتها في التعاون مع ممثلين أميركيين إلى جانب ممثلين مصريين، إلا أن تمسكها بحلمها وتحويله إلى حقيقة شجعاه على كتابة القصة معها، لافتاً إلى أن الفيلم يحمل رسالة هي أن مصر بلد الأمان، وأن العالم كله واحد مع اختلاف البشر، ومشدداً على أن الفيلم لا يتعرض لأمور سياسية ضمن الأحداث.
يضيف: «كون أفراد العائلة المصرية لا يتقنمون كلهم الإنكليزية تتولى نهلة (ناهد السباعي) مهمة الترجمة بين العائلتين، وبهدف تقديم فيلم حقيقي مقنع استعنا بممثلين أميركيين لتجسيد الشخصيات الأميركية».

المنتج هلال أرناؤوط الذي يعمل في مجال الإنتاج منذ نحو 20 سنة، ومن أعماله مسلسلات: «نابليون والمحروسة»، «الظاهر بيبرس»، «عرب لندن»، يوضح أن شركته تحلق باستمرار خارج السرب، وأن «زواج مستحيل» يختلف عن الأفلام المطروحة في مصر والوطن العربي، «لعل هذا ما يميزه، إلى جانب تركيزه على إظهار حضارة مصر».

يضيف: «بدأ التصوير في 10 يناير، وقد انتهى تصوير نحو 50% منه، من المقرر الانتهاء منه في 11 مارس، وعرضه خلال أكتوبر أو نوفمبر، وسيوزّع في مصر ودول أخرى، لأنه ليس فيلماً مصرياً وإنما مصري عالمي».

يتابع أن موازنة الفيلم بلغت نحو ثلاثة ملايين جنية، وتولت المخرجة مهمة اختيار النجوم، معرباً عن سعادته بانتهاء حركة التنقلات بين النجوم؛ فبعدما أسندت البطولة إلى أحمد عز، سارة سلامة، دلال عبد العزيز، ثريا إبراهيم، استبدلوا بسامي الشيخ، ناهد السباعي، هالة فاخر، عواطف حلمي، مؤكداً أن ذلك لم يؤثر على خطة التصوير ولا على القصة.

اختلاف وطبيعية

يجسد سامي الشيخ شخصية أحمد، شاب يقع في غرام كريستي، ويرغب في الزواج منها، ولكن بعض أفراد أسرتيهما يرفضون هذا الزواج لاختلاف نشأتهما، يشير إلى أن «زواج مستحيل» هو الفيلم المصري الأول له وبمثابة إعلان لجمال مصر.

وحول اختلاف العمل في أميركا عن مصر، يضيف: «في مصر لست بحاجة إلى حفظ الحوار الذي أقوله في مشهدي، خلافاً لما يحدث في اللغة الثانية، ما يدفعني إلى دراسة مشاهدي بالورقة والقلم، والأمر مختلف خلف الكاميرا أيضاً؛ فما إن أنتهي من تصوير مشاهدي في أميركا أذهب إلى غرفة تغيير الملابس الخاصة بي، فيما في مصر نجلس مع بعضنا البعض، ما ينعكس إيجاباً أمام الكاميرا فتبدو المشاهد طبيعية».

ناهد السباعي التي تجسّد شخصية نهلة شقيقة أحمد، تقول إن سفرها لمتابعة دورات في التمثيل لا علاقة لها بمشاركتها في هذا الفيلم، معتبرة أن «زواج مستحيل» تجربة جديدة ومختلفة استحقت المجازفة.

تضيف: «رغم صعوبة التصوير في الأهرامات والأماكن السياحية، فإن ذلك تمّ قبل أن يحضر الرئيس الروسي بوتين إلى مصر، وقد أدى تحليق الطائرات فوق موقع التصوير، إلى التوقف عن التصوير عند مرورها بسبب المشاكل التي تحدث في الصوت».

تلفت إلى أن الكوليس سادتها المحبة والكوميديا في ظل وجود نظام شديد، وفي أثناء التصوير في بعض المواقع التقطوا صوراً لهم فيها، ومن المشاهد التي تفضلها مشهد زفاف أحمد وكريستي، وقد حاولت نهلة تعليم العروس الرقص الشرقي.

تتابع أن نسبة الارتجال لدى الفنانين المصريين أعلى من الأميركيين، وكثيراً ما تبدي رغبتها أمام المخرجة في إضافة جملة أو حركة إلى المشهد.

يجسد محمد سلام شخصية عمر شقيق أحمد، ويتميز دوره بلمحة كوميدية جذبته لتقديمه، مشيداً بهذه التجربة السينمائية التي تجمع ثقافتين متضادتين.

بدورها تجسّد عواطف حلمي شخصية جدة أحمد التي ترفض إتمام هذا الزواج وتقول: «سعيدة للغاية بهذا الدور الذي أخرجني من الشرنقة التي حبسني فيها المخرجون بتقديم أدوار درامية وتراجيدية، وللمرة الأولى أؤدي دوراً كوميدياً، في الحقيقة أن الفيلم مكتوب بطريقة السهل الممتنع، والكوميديا فيه تندرج ضمن الحوار بشكل طبيعي».

أحمد حاتم: أتجوّل بين «حارة اليهود» و{حواري بوخارست» في رمضان

كتب الخبرجمال عبد القادر

تصدّره ملصقات الأعمال لم يمنعه من المشاركة في بطولات جماعية، حقق من خلالها نجاحاً أكبر ومكانة متميزة على الخريطة الفنية. إنه الفنان أحمد حاتم، الذي يشارك في الدراما الرمضانية عبر مسلسلين: «حارة اليهود»، و{حواري بوخارست»، ويؤكد أنهما خطوة جيدة في مشواره الفني.

معه كان الحوار التالي:

·        أخبرنا عن «حارة اليهود».

المسلسل من تأليف د. مدحت العدل وإخراج محمد العدل، يتمحور حول اليهود المقيمين في مصر بعد ثورة 1952 وحتى رحيلهم عنها، وعلاقتهم بالمصريين وعاداتهم وسلوكياتهم، يشارك في البطولة: منة شلبي، إياد نصار، ريهام عبد الغفور، هالة صدقي، روجينا، سيد رجب ووليد فواز.

·        ما دورك فيه؟

أؤدي دور موسى، شاب يهودي متعصب لحلم دولة إسرائيل الكبرى، ويسعى بوسائل شتى إلى تحقيقه.

·        ما الذي حمّسك للموافقة عليه؟

الشخصية مستفزة فنياً، فعندما قرأت النص أعجبت بها ووافقت عليها فوراً ومن دون تردد، لإيماني بأنها ستكون محطة مهمة في مشوار من يؤديها، ثم فريق العمل على مستوى عال من الكفاءة ومشاركتي معه إضافة إلى مشواري الفني.

·        ماذا عن التحضير للشخصية، وبماذا تختلف عن شخصية اليهودي في الأعمال السابقة؟

شاهدت شخصيات يهودية حقيقية في أفلام فيديو وصور، وتعلمت اللغة العبرية، لأن العمل يحتوي على حوارات بالعبرية، وحرصت على أن تظهر الشخصية بشكل طبيعي وبعيدة عن المبالغة في الأداء، وعن الشكل الكلاسيكي لليهودي الذي ظهر في الأعمال السينمائية القديمة.

·        ماذا عن «حواري بوخارست»؟

المسلسل من تأليف هشام هلال وإخراج محمد بكير، وهو عمل جيد يتناول الأوضاع الاجتماعية التي يعيشها المصريون عقب ثورة 30 يونيو، ويشارك في البطولة: أمير كرارة، هنا شيحة، نجلاء بدر، الراقصة دينا، مي سليم، أحمد سلامة وسارة سلامة، ومجموعة من النجوم.

·        ما دورك فيه؟

أجسد شخصية تمرّ بتحولات كثيرة، تبدأ بشكل معين وتتحوَّل بعد فترة إلى شكل آخر، لن أخوض في تفاصيل أكثر حتى لا نحرق الأحداث. هذا العمل مختلف عن كل ما قدم سابقاً، وسيراني الجمهور بشكل جديد.

·        برأيك، هل مشاركة الفنان في أكثر من عمل في صالحه؟

في الماضي، عندما كانت القنوات التلفزيونية قليلة، كان لذلك نتائج سلبية، أما الآن فيظهر الفنان في أكثر من عمل في آن، من دون أن يملّ المشاهد، يضاف إلى ذلك توافر أكثر من موسم درامي تعرض خلاله المسلسلات، ولم يعد ثمة عائق أن يشارك الفنان في أكثر من عمل، لأن عرضها في توقيت واحد غير وارد.  

·        هل يعني ذلك أن المواسم الدرامية البديلة حلت المشكلة؟

بالطبع، مسلسلات الـ60 حلقة جذبت قطاعاً من الجمهور، لكنها لم تصل إلى الحد الذي نقول فيه إن لدينا موسماً بديلاً لرمضان، لأن هذه الأعمال تدور في إطار الأعمال التركية، وبالتالي لم يتابعها إلا من يفضّل هذا النوع من الدراما، ولكن عندما تتنوع موضوعات المسلسلات الطويلة ستزيد شعبيتها وتصنع لها موسما جديداً. ثمة اقتراح بأن يخرج النجوم الكبار أمثال عادل إمام ومحمودعبد العزيز ويحيى الفخراني ونور الشريف من موسم رمضان إلى مواسم أخرى، نظراً إلى شعبيتهم التي تجعل الجمهور يبحث عنهم ويتابعهم في أي وقت.

·        أين أنت من البطولة الفردية، رغم أنك بدأت بها في السينما؟

البطولة الفردية حلم وهدف كل فنان، ومن يقول غير ذلك غير صادق، لكن لها وقتها، لا أتعجل هذا الوقت، كل ما يشغلني الآن هو تعزيز موقعي في المجال، والوصول إلى الجمهور، وعندما تحين الفرصة والوقت المناسب سأطلبها فورا. أما الآن فما زال الوقت غير مناسب لها.

·        تعتمد أعمال كثيرة على البطولة الجماعية... ما السبب في رأيك؟

نجاحها وإقبال الجمهور عليها، ما أسهم في استعادة مكانة الدراما المصرية، عموماً، لو توافرت سيناريوهات جيدة كتلك التي توافرت في الماضي، ستتابع  هذه النوعية من الدراما نجاحها، بدلا من كتابة عمل لنجم واحد يكون محور الأحداث، ما يصيب الجمهور بالملل ولا يُساعد على ظهور أي موهبة كون التركيز على النجم فحسب.

·        كيف تقيّم تجربتك مع الكوميديا والـ «سيت كوم»؟

جيدة وتعلمت منها الكثير، ولكن في الوقت الحالي فكرة تقديم عمل كوميدي أو مسلسل {سيت كوم} غير واردة على الإطلاق، لتركيزي في تقديم أعمال تضيف إلي، وهو ما وجدته في «حارة اليهود» و{حواري بوخارست».

·        كيف انبثقت فكرة تغيير الإطلالة بهذا الشكل، وهل ستستمر بها؟

بما أنني أنهيت فترة التجنيد الخاصة بي، قررت أن أترك للحيتي العنان، لكن  بعد فترة اضطررت إلى تهذيبها، إذ كنت أحضر لمسلسل {فرتيجو}، ويفترض أن يكون شكلي أكبر، فطلب مني المخرج عثمان أبو لبن أن أتركها خدمة للدور، فأعجبتني الفكرة واستمرت من وقتها على هذا الشكل، فضلا عن أنها كانت مناسبة لدوري في {السيدة الأولى} و{ابن حلال}، ولكن انتظروني في {حارة اليهود} و{حواري بوخارست} بشكل مختلف.

·        ابتعدت عن السينما رغم أن البداية كانت فيها... فما السبب؟

بعد فيلمي «أوقات فراغ» و{الماجيك» حدثت أزمة في السينما وانخفض الإنتاج، ثم انحصرت الموضوعات في أنماط محددة لا تناسبني، وبالفعل عرضت علي أعمال لكني رفضت الكثير منها، لأنها لم تناسبني، وعندما تعود السينما بشكل أفضل ويزيد الإنتاج وتتنوع الموضوعات ستجدني فيها بالتأكيد.

·        ما الأدوار التي تميل إلى تقديمها؟

أميل إلى أداء أدوار مركبة ومعقدة، وهنا لا أقصد الـ «سيكو باتيك»، بل الشخصية التي فيها خليط من التناقضات وتحتوي على مشاعر وأحاسيس مستفزة فنيا، على غرار «ابن حلال»، إذ جسدت فيه أحد أنواع الشخصيات المركبة التي أفضل تقديمها، لأنها تُبرز موهبة الممثل وقدرته.

«استوديو الأربعاء» يستذكر أيام الغزو مع إسماعيل والمؤمن

في الفقرة السينمائية عرْض «العاصفة» وفيلم تسجيلي للحداد

استمراراً لفعالياته السينمائية المحتفية بالأعياد الوطنية للكويت للأسبوع الثالث على التوالي، نظم استوديو الأربعاء أمسية سينمائية بالتعاون مع نادي الكويت للسينما مساء أمس الاول بمقر النادي بالمدرسة القبلية عرض خلالها الفيلم السينمائي الكويتي «العاصفة» من تأليف عبدالأمير التركي وإخراج محمد السنعوسي، وأعقبه عرض فيلم تسجيلي من إعداد الكاتبة فتحية الحداد عن مراحل تصويره، وهو العمل الذي أنتجه تلفزيون الكويت عام 1965.

وعقب مدير النادي الناقد السينمائي عماد النويري على الفيلم، موضحاً سماته وخصائصه وكيف مزج المخرج فيه بين أساليب عدة تجريبية وواقعية وتسجيلية.

يحكي الفيلم في النصف الأول منه عن حياة البحر والغوص على اللؤلؤ، وتتميز مشاهد هذا الجزء بفن الصوت على ظهر البوم الكويتي، أما الجزء الثاني فنشاهد من خلاله الكويت خلال  فترة ما بعد النفط وكيفية التأثير المتبادل بين كويت الماضي والكويت الحديثة عند دخول عادات غريبة على أهل الكويت.   

أما اللقاء المفتوح الذي أدارته الكاتبة السورية نور فليحان، فكان مع بطلين من أبطال الكويت هما الكاتب إسماعيل فهد إسماعيل الملقب  بأبو الرواية الكويتية صاحب سباعية «إحداثيات زمن العزلة» التي رصد فيها يوميات الغزو بدقة، ورئيس الأركان السابق بالجيش الكويتي الفريق متقاعد علي المؤمن الذي كان أيضا أول سفير كويتي في العراق بعد التحرير.

وتحدث إسماعيل عن حلمه القديم بالعمل مخرجاً سينمائياً، وكيف استعاض عنه بالكتابة المشهدية في كتبه التي بلغت «39 كتاباً» حتى الآن، مشيرا إلى أنه يكتب رواية جديدة تاريخية، كما شرح تفاصيل اتصالات شهدها بنفسه أيام الغزو العراقي الغاشم، ونشاطه ضمن المقاومة الكويتية، وفي رده على سؤال عن سبب عدم تحويل سباعيته أو أي من رواياته التي تتحدث عن تلك الفترة إلى فيلم سينمائي يوثق مرحلة مهمة من تاريخ الكويت، قال إن الإنتاج السينمائي الكويتي ضعيف، وان الدعم لهذا الفن المهم محدود، ولا توجد دور عرض كافية تشجع المنتجين السينمائيين، كما هو الحال في  البلدان العربية ومصر.

 من جهته، قال الفريق متقاعد المؤمن إنه كان يتوقع الغزو من اللحظة التي أدرك فيها عدد الحشود العراقية، وقد اتهمه البعض بالتشاؤم، ثم وقع الغزو، وأوضح المؤمن الذي كان مديراً للخطط والعمليات في مرحلة التحرير دور القوات الجوية الكويتية العظيم حين ضربت الأهداف  العسكرية للقوات الغازية بدقة متناهية بالرغم من قربها من المناطق السكنية الكويتية تشجيعاً للمقاومة على التحرك بأمان نسبي وإنزال خسائر بعناصر الاحتلال، مضيفاً ان مهمته الدبلوماسية كأول سفير في العراق بعد التحرير لم تنجح لولا علاقات الأخوة والمصاهرة والوئام بين الشعبين الشقيقين.

الجريدة الكويتية في

20.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)