كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

«جماليات الجوع» لغلاوبر روشا

البائسون يعانون و «المتمدنون» ينبهرون ويصفقون

ابراهيم العريس

 

في أواسط ستينات القرن العشرين وصل نجاح التيار السينمائي المسمى «نوفو سينما» في البرازيل الى أعلى درجات الشهرة في العالم كله. وخلال السنوات الخمس التي تلت عرض فيلم «بارافنتو» لغلاوبر روشا (1962)، كانت أفلام روشا ورفاقه أصبحت علامة أساسية ليس فقط من علامات الإنتاج السينمائي المتقدم في العالم، بل كذلك علامة على اندفاعة نضالية جديدة للفن: تحاول أن تضع هذا الفن في خدمة أهداف سياسية ثورية، ولكن من دون التضحية في الوقت نفسه بالقيم والمبادئ الجمالية والفنية نفسها. وفي هذا الإطار برزت في شكل خاص أفلام روشا، التي كان ألبرتو مورافيا من أول الذين تنبهوا ونبهوا إليها، وتحديداً منذ شاهد «بارافنتو» ورآه عامراً بالإمكانات والوعود. من هنا كان روشا نفسه أضحى نجماً كبيراً من نجوم الحياة الثقافية على مستوى العالم، يُدعى الى الندوات، تتخاطف المهرجانات أفلامه، وتترجم تصريحاته الى لغات عدة. وضمن هذا الإطار لم يكتف روشا بأن يحقق أفلاماً كبيرة، تصل الى الملايين من المتفرجين في العالم كله، بل صار يكتب المزيد من المقالات والنصوص، التي تكمل نظرياً ما كانت أفلامه تحاول قوله عملياً وجمالياً.

> والحقيقة ان الكتابة لم تكن أمراً طارئاً في حياة روشا ومسيرته، كما انها لم تكن نوعاً من تزجية الوقت خلال مرحلة الإنتظار التي تمرّ بالمبدعين السينمائيين بين انجازهم فيلماً وبدء العمل على آخر. بل نعرف ان هذا الذي سيشتهر كسينمائي ومناضل سياسي، كان قد بدأ الكتابة والنشر قبل أن يحقق أفلاماً، كما انه واصل الكتابة وفي عدد لا بأس به من المجالات حتى بعدما صار واحداً من كبار مخرجي ما كان يسمى في ذلك الحين «العالم الثالث». وهكذا إذا كان روشا ترك حين رحل باكراً عن عالمنا عدداً جيداً من أفلام تعانق فيها السياسي مع الفني، والتجديد مع النهل من التراث الشعبي في بلده البرازيل كما في أميركا اللاتينية عموماً، فإنه ترك أيضاً عدداً لا بأس به من نصوص نظرية، ستُجمع لاحقاً في كتب ليصبح من الصعب فهم كل ما أراد هذا الفنان أن يقوله في أفلامه من دونها. وفي هذا الإطار لعل في الإمكان اعتبار «جماليات الجوع» أشهر نص لروشا. بل ربما يكون أيضاً أشهر نص تحدث عن واقع أميركا اللاتينية، من خلال إطلالة على سينماها الجديدة - وبعض القديمة أيضاً - قام بها فنان معني بالأمر، وربما أكثر من أي فنان آخر.

> «جماليات الجوع» نص أتى أشبه ببيان يحاول أن يكون مؤسّساً، ألقاه روشا أصلاً، خلال تظاهرة أقيمت لأفلام «نوفو سينما» البرازيلية في مدينة جنوى الإيطالية بمبادرة من منظمات كاثوليكية يسارية وعدد من المثقفين الإيطاليين التقدميين، علماً أن إيطاليا كانت هي المكان الذي أطلق السينما البرازيلية الجديدة في أوروبا ومن ثم في العالم. والغريب في هذا الشأن هو أن التنظيمات اليسارية الكاثوليكية كانت هي المبادرة في معظم الأحيان، مع أن أفلام روشا، الأولى على الأقل، كانت من ضمن مواضيعها الأساسية مهاجمة الشعائر والطقوس الدينية لا سيما في الأرياف البرازيلية. مهما يكن، حين ألقى روشا هذا النص/ البيان في عام 1965، كان ذاق لتوه طعم النجاح الكبير الذي حققه خلال الشهور الماضية فيلمه «الإله الأسود والشيطان الأبيض»، كما كان يستعد لتحقيق فيلمه التالي الكبير «الأرض تهتز» (1966). والحقيقة ان في إمكان «جماليات الجوع» أن يساعد القارئ/ المتفرج كثيراً على فهم تلك المرحلة الانتقالية في حياة وعمل غلاوبر روشا.

> كان أمراً ذا دلالة أن يفتتح روشا هذا النص، الذي أراد منه في الأصل أن يفسر ظهور السينما النضالية في أميركا اللاتينية - وفي البرازيل خصوصاً - وظهور جمالياتها الجديدة، بالواقع الاجتماعي هناك، بالحديث عن الفارق في تلقي هذه السينما والنظرة إليها، بين الأميركي اللاتيني الذي هو المعني بالأمر أولاً وأخيراً، والمتفرج الأوروبي - الذي يسميه روشا هنا بالمتفرج المتمدن - فيقول: «في الوقت الذي تبكي أميركا اللاتينية ضروب بؤسها وفقرها العام، يأتي المراقب الغريب والمتعاطف لينمي في ذهنيته وخطابه طعم ذلك البؤس لا أكثر، ولكن ليس كعارض مأسوي، بل فقط بصفته معطى شكلياً ضمن إطار حقل اهتماماته. ومن هنا نلاحظ أن لا الإنسان اللاتيني يوصل بؤسه الى الإنسان المتمدن، ولا هذا الأخير يفهم حقاً بؤس اللاتيني». ويلاحظ روشا هنا أن المراقب الأوروبي «لا يهتم بمسارات الإبداع الفني في العالم النامي - المتخلف - إلا بمقدار ما تأتي هذه المسارات لتلبي حس الحنين لديه الى كل ما هو بدائي». أما بالنسبة الى ابن أميركا اللاتينية فإن ذلك البؤس وما ينتج منه من جماليات وضروب إبداع فني، ليس أمراً يتعلق بحنين ما أو ببدائية ما، بل هو واقع معاش، حقيقة لا يتطلع الأميركي اللاتيني إليها بانبهار، بل بصفتها وضعاً يجب التخلص منه.

> على هذا النحو إذاً، حدد روشا غايته من النص أساساً: إنه ليس نصاً نظرياً همه مداعبة أفكار وضروب حنين الإنسان المتمدن، بل هو نص يفسر كيف يتحول البؤس الى عنف، وكيف يمكن لهذا العنف أن يتحول الى سلاح قاتل، حين يتعانق مع الكراهية، كما يتحول الى إرث فني حين يتعانق مع الوعي والرغبة الواعية في التغيير. وإذ يرى روشا في نصه أن أميركا اللاتينية كانت وظلت منطقة خاضعة للكولونيالية، يعدد بعض سمات هذه المنطقة من العالم وما ينتج فيها من ديمومة الهيمنة الكولونيالية - التي ترتدي أثواباً عدة -، مثل استشراء العقم، والهستيريا والتخلف وصولاً الى الرد الأبسط على ظاهرة الجوع وهو التسوّل. التسوّل كظاهرة اجتماعية وكجزء من الإقتصاد السياسي. ومن هنا انطلاقاً من عرض هذه الأمور، يصل روشا الى استعراض الكيفية التي عالجت بها السينما - البرازيلية وغيرها - كل هذه الظواهر كواقع يتعين إيجاد الوعي بضرورة تجاوزه، بدلاً من اعتباره قدراً يتعين التعايش معه. وفي هذا الإطار أيضاً يرسم روشا الخط الفاصل بين نظرة الأميركي اللاتيني ونظرة الإنسان المتمدن. وينطلق روشا من هنا ليقول ان غوص السينما - البرازيلية خصوصاً - الجديدة في التعبير عن «جماليات الجوع» هذه، إنما هو ناتج أولاً وأخيراً من موقف وعي أخلاقي. لكنه يلفتنا الى أن المهمة ليست هنا مهمة فيلم واحد... بل مهمة مجموعة قد لا تنتهي من الأفلام. لأن الوعي في رأيه يأتي من التراكم، حيث ان إنتاج أفلام متتالية - متبدلة الأشكال والمواضيع، إنما منطلقة من الواقع نفسه لتصب فيه - هو الذي ينتهي به الأمر الى إعطاء الجمهور وعياً بوجوده الخاص. ومن هنا، يختتم روشا: «لا أرى أن ثمة نقاطاً مشتركة عدة أو نقاط التقاء بالسينما العالمية»، قبل أن يقول: «السينما البرازيلية الجديدة - طالما انه يركز حديثه عليها - إنما هي مشروع يتحقق ضمن إطار سياسة الجوع، وتعاني بالتالي، على ضوء واقعها هذا، من كل الأعراض التي تعانيها سياسة الجوع».

> بدا النص في الحقيقة ماكراً وعنيفاً، لكنه استقبل بحفاوة جعلت كثراً يغفرون لاحقاً لغلاوبر روشا (1938 - 1981) مواقف راحت تبدو للآخرين أكثر غرابة. لا سيما الموقف الذي به اختتم حياته، بعد عودته من المنفى - إثر انقلاب الجيش غادر روشا البرازيل ليعود لاحقاً ويقف الى جانب الرئيس الديموقراطي سارني -، حيث حقق فيلماً عن تاريخ البرازيل لم ينظر اليه كثر بعين الرضا، بل اعتبروه تراجعاً امتثالياً من فنان كبير. والنتيجة كانت ان الفيلم لم يفز بجائزة كبرى في مهرجان البندقية (1980) بل أعطيت الجائزة لـ «أطلانتيك سيتي» للويس مال، فما كان من روشا إلا أن غضب وصبّ جام غضبه على مال واصفاً إياه بـ «الفاشي» ما أدهش كثراً وجعلهم يلومون روشا، الذي رحل عن عالمنا بعد ذلك بشهور لتنسى مواقفه ويبقى انتاجه، أفلاماً ونصوصاً.

الحياة اللندنية في

17.02.2015

 
 

صناع الفن: تجسيد «محمد» لن يغير أفكارنا ونخشى «الفتنة»

كتبت- سهير عبدالحميد ومريم الشريف

أثار تصريح مجيد مجيدى مخرج الفيلم الإيرانى «محمد» حول اقتراب عرض العمل الذى يجسد «النبى محمد» جماهيريا، وذلك عقب مشاركته فى مهرجان طهران السينمائى،غضب كثير من المسلمين خاصة الأزهر الشريف الذى أصدر بيانا للرد على هذا الفيلم ورفضه لأن هذا العمل يجسد لأول مرة شخصية النبى محمد «عليه الصلاة والسلام» والذى يرفضه كثير من المسلمين فى مختلف انحاء العالم، وهو ما ترجمه الكثير بأنه تحد من قبل دولة إيران الشيعية التى لا تقلق من تجسيد الانبياء إلى العالم الاسلامى.

وفى السطور المقبلة استطلعنا آراء النقاد والفنانين حول قبول تجسيد النبى «عليه الصلاة والسلام» على الشاشة قبل نزول الوحى عليه..

فى البداية علق الناقد الفنى محمود قاسم على الفيلم الإيرانى «محمد» والذى يجسد فيه شخصية النبى محمد «عليه الصلاة والسلام» لاول مرة قائلا: «حينما قالت إيران بانها ستقدم عملا يجسد النبى لم يصدقهم أحد، خاصة لانها المرة الاولى التى يقدم فيها النبى، لكنهم لم يقلقوا من ذلك العمل خاصة لانه ليس محرماً لديهم تجسيد النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - خلال عمل فنى، بعكس الحال لدينا فى مصر وكثير من الدول العربية.

وأضاف «قاسم» أن ايران لم تقصد الإساءة إلى العالم الإسلامى والعربى بهذا الفيلم، خاصة لعدم شعورهم بأنه حرام او عيب تقديم النبى محمد او باقى الأنبياء فنيا، خاصة انهم قدموا من قبل شخصية النبى موسى، وعيسى، بالإضافة إلى النبى ابراهيم، ومريم العذراء.

كما لفت الانتباه الى ان ايران قدمت النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - خلال الفن التشكيلى لديها، من خلال عمل العديد من الرسومات والصور عنه.

وِأشار إلى أنه من المستحيل ان يتم تقديم أى اعمال فنية تجسد الانبياء فى مصر خلال الفترة المقبلة، خاصة لان الفكر لدينا ثابت ولا يمكنه الخروج من الاطار، رغم أننا نعلم ان ذلك مجرد تمثيل كما قدمت الفنانة نبيلة عبيد شخصية رابعة العدوية، والتى كانت قصتها بمثابة عظة ليس أكثر.

وتابع قائلا: «حتى اذا كان الفيلم الايرانى فى صالح الاسلام وردا على إساءة جريدة شارل إبدو الفرنسية، فإننا لن نكون سعداء به، خاصة لان كلنا هذا الشخص المتشدد ولا نقبل أن يمس اى شخص الدين الاسلامى».

ومن جانبها قالت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله انه لا يجب الحكم على الفيلم الايرانى دون مشاهدته اولا، خاصة أن القائمين على الفيلم اوضحوا انهم سيتناولون حياة النبى على جزءين منذ طفولته حتى قبل نزول جبريل عليه.

واضافت انها لا يمكنها افتراض ان الفيلم يسىء الى النبى، حيث تشك فى ذلك خاصة لان ايران دولة اسلامية ايضا وبالتالى لا يمكنهم الاساءة للنبى، فضلا عن انهم لا يقدمون عملا فنيا لكى يحدثوا عداء مع العالم الاسلامى كله الذى يزيد على مليار ونصف المليار.

وأضحت قائلة: «هذا لايعنى أننى لست ضد عمل يجسد النبى محمد، فذلك مرفوض خاصة فى مصر لان هذه المفاهيم تربينا عليها لكن فى نفس الوقت العالم ليس مسئولا عن طريقة تفكيرنا، خاصة انهم جسدوا المسيح عيسى، وموسى، ونوح وغيرهم».

وكشفت عن أن الجمهور المصرى سيتشوق الى رؤية هذا الفيلم الذى يتناول النبى محمد، مهما تمت مهاجمته من قبل الازهر الشريف.

 وعبر الفنان طارق لطفى عن مدى استيائه من تقديم عمل سينمائى يجسد شخصية النبى محمد «عليه الصلاة والسلام»، واصفا ان ذلك اهانة للدين الاسلامى، وذلك حتى لو كان هذا الفيلم فى مصلحة الاسلام من خلال توضيحه حقيقة الدين السمح.

وأن هذا ليس له علاقة بحرية الرأى والتعبير وما هو الا عملية سياسية بحتة، هدفها إحداث الفتنة والوقيعة بين الشيعة والسنة فى العالم.

وأشار إلى أن تجسيد الانبياء خلال أعمال فنية لا يمكن ان يحدث فى مصر، خاصة لان المصريين شعب متدين  بطبعه فضلا عن وجود الازهر الشريف الذى لايمكن أن يسمح بشىء كهذا، وأى رأى يقره الأزهر بالتأكيد سنحترمه وننفذه.

ومن جانبه عبر الفنان يوسف الشريف عن مدى رفضه لهذا الفيلم.

وأضاف أن تجسيد النبى محمد كارثة بكل المقاييس، ولا يوجد اى ممثل فى العالم يستطيع تقديمه ومهما بذل من مجهود لن يتمكن من تقديم عظمته واخلاقه، وبالتالى سيتم تقديمه بشكل خاطئ لان النبى لا يوجد فى كماله.

وعن مدى رفضه أو قبوله تقديم شخصية أى رسول فى عمل فنى أوضح ان هذا شىء مستحيل ولايمكنه المشاركة فى اى عمل فنى يقدم شخصية أى نبى، حتى أن كان لم يجسده وانما مشارك بالعمل فقط.

كما رفض الفنان هشام سليم الفيلم الايرانى «محمد»، موضحا بأن العادات والتقاليد المصرية التى تربينا عليها منذ الطفولة ترفض مثل هذا العمل ومن الصعب تغييرها.

وأضاف قائلا:تجسيد النبى عليه الصلاة والسلام شىء مرفوض بكل المقاييس، كما أنه إذا قام افضل ممثل فى العالم بتجسيد النبى محمد فلن يستطيع أن يقدمه بالطريقة المثلى.

وطالب القائمين على صناعة الفن والسينما بتقديم عمل فنى مضاد لهذا الفيلم الايرانى، يمجد النبى ويوضح صفاته وحقيقته دون تجسيده.

 وفى المقابل ينتظر السيناريست سمير الجمل خروج مسلسل «محمد» للنور والذى استغرق اربع سنوات فى كتابته حتى يظهر بشكل مشرف ويوضح حقيقة الاسلام وسماحته بهدف توجيهه للغرب ويكون رسالة لكل من يريد الاساءة لسيرة النبى الكريم عليه الصلاة والسلام فى ظل الحرب الغربية لكل ما هو اسلامى وإلصاق جرائم الارهاب به فالاحداث مأخوذة عن قصة حقيقة لراهبة كاثوليكية تزور المركز الإسلامى فى لندن لتبحث عن مصادر التسامح فى الدين الإسلامى، وهو اسقاط على الباحثة والراهبة الايرلندية كارين أرمسترونج التى تركت الدير وقدمت كتابين تسرد فيهما قيم التسامح فى الدين الإسلامى من خلال سيرة نبينا محمد «صلى الله عليه وسلم» دون تجسيده.

وأشار الجمل الى انه رفض عروض جهات انتاج تركية وايرانية لشراء المسلسل وتولى انتاجه وذلك خوفا من تحريفه وتقديمه وفقا لمذاهبهم الطائفية خاصة ايران.

وأضاف الجمل انه يتفاوض مع أكثر من شركة انتاج مصرية وعربية خلال الفترة المقبلة وشدد على أنه لا يهمه من هو المنتج بقدر ما يهمه أن يخرج العمل بشكل يشرفنا أمام أوروبا وأمريكا، مؤكداً أنه كان من الممكن أن يهديه إلى قطاع الإنتاج أو غيره، ولكنه لن يخرج بالشكل المطلوب.

مسلسل «محمد» مرشح لبطولته عدد من الفنانين المصريين والعرب منهم محمود ياسين وصابرين ونبيل الحلفاوى وحسن يوسف .

روز اليوسف اليومية في

17.02.2015

 
 

25 يناير أطلقت عنان الشعر لدى

من مواليد المنصورة «الملاذ الوحيد لديه للهروب من زحمة القاهرة»، عاشق للقراءة، فمن أبرز الأسماء التى قرأ لها كان شاعرنا بيرم التونسى، الشاعر الكبير إبراهيم ناجى، الشاعر فؤاد حداد، تزامن تكوين شخصيته مع جيل عملاق بكل قاماته بجميع المجالات: صحافة، سينما، شعر، غناء، مما أثر فى مسيرته الفنية، والذى ظهر جليا من خلال أولى تجاربه الفنية بعنوان «وقامت مصر»،

هذا العرض المسرحى الذى قام بكتابته بالتعاون مع د. محمد العدل والذى قدر له أن يطوف مختلف الجامعات المصرية لنجومه من الشباب، الذين أصبحوا اليوم نجوما فى سماء الفن، كان نجم حوارى فى ذلك الوقت طالبا بكلية الطب جامعة عين شمس، وما هى إلا خطوات معدودة التى كانت تفصله عن تحقيق حلمه بأن يصبح شاعرا كبيرا وسيناريست شهيرا، صاحب الكم الكبير من الأشعار العذبة والكثير من الأعمال الفنية الأبرز سواء فى السينما أو التليفزيون، إنه الطبيب، الشاعر، السيناريست، والإعلامى مؤخرا د. مدحت العدل، الذى فتح قلبه لنا ليتحدث إلى معشوقته مجلة «صباح الخير» فى حوار من القلب وإلى القلب عن أهم مراحل حياته الفنية على مدار ثلاثين عاما من المذاكرة والبحث، والتجوال بين مختلف بلدان هذه الأرض، ولتكون النتيجة باقة هائلة من أعذب الكلمات فى حب هذا الوطن «مصر».

رغم جميع ميولى الفنية بأن الموضة فى ذلك الوقت وإن لم تكن فى كل الأوقات حيث عقدة المجموع الكبير، الذى يضطرك إلى دخول كلية من اثنين  طب أو هندسة وبما أن كل زملائى دخلوا طب وهندسة، إذا إلى كلية الطب، التى بلا مبالغة كانت دراستى من خلالها قد أفادتنى كثيرا فى مسيرتى الأدبية والفنية وفى حياتى بشكل عام، ولكن دراستى للطب لم تأخذنى من عشقى الأكبر للشعر، فما من مرة فتحت فيها أحد كشاكيلى بالكلية إلا وجدت على ظهرها أشعارى الخاصة التى ظلت مجرد أشعار على ورقة من ورقات كثيرة تتضمنها كشاكيل عديدة عمرها من عمر دراستى للطب إلى أن تعرفت على النجم على الحجار والنجم محمد الحلو، أصدقاء شقيقى الأكبر سامى العدل ومع مرور الوقت ونظرا لطبيعتى الخجولة التى منعتنى من التعريف بمهاراتى الشعرية، ولكن تشاء الأقدار أن يعلم محمد الحلو بموهبتى الشعرية من قبل أخى ليطلب منى أن أقوم بكتابة أشعار عدد من أغانى ألبومه الجديد وقد كانت البداية من خلال أغنية «بيعى» وأغنية «جت من الغريب وماجتش منك»، هكذا بدأ حديثه الشاعر الكبير د. مدحت العدل، حيث أهم وأحلى المحطات التى صنعت ذاكرته التى سمح لنا بمشاركته لحظة استرجاع ذكرياته مع مدينة المنصورة وكلية الطب وبداية تعارفه بأبرز نجوم الغناء.
آيس كريم فى جليم

        ومن عالم الغناء إلى عالم السينما حيث نخبة كبيرة من أبرز ما قدمت السينما المصرية بداية من «آيس كريم فى جليم، أمريكا شيكا بيكا، قشر البندق، البطل، همام فى أمستردام»!

- بالصدفة البحتة ليس إلا، كان دخولى إلى عالم السينما، فقد كنت دائما وأبدا قارئا جيدا عن السينما والنقد، كان وقتها المخرج خيرى بشارة يقوم بإخراج آيس كريم فى جليم عن قصة محمد المنسى قنديل، وكان يبحث عن شاعر لكتابة أغنية عن القاهرة، والجدير بالذكر صداقتى القوية بخيرى بشارة، صديقى الغالى، الذى دائما ما لديه خيالات غير محددة المعالم، كان خيرى له أصدقاؤه من الشعراء وعمرو دياب لديه أصدقاؤه من الشعراء، وبالفعل كانت لهم بعض المبادرات بشأن هذه الأغنية وهم أسماء لامعة ولكن للأسف هذه المبادرات لم تحظ بإعجاب خيرى أو عمرو، إلى أن طلب عمرو من خيرى أن يترك أمر هذه الأغنية عليه ليكلف بها أحد أصدقائه من الشعراء، كان وقتها مجدى النجار والعبد لله، صاحبى النصيب الأكبر من أغنيات عمرو وبالفعل عرض عمرو على خيرى الاسمين، الاسم الأول شاعر طبيب والاسم الثانى شاعر ضابط شرطة، «وبما أن خيرى ميوله نحو الطب لا الشرطة»، بالصدفة البحتة، وإن كنت من عشاق خيرى بشارة وأعماله كمشاهد وقع على الاختيار لكتابة الأغنية، وعليه 
ألتقيت بخيرى وإذا به يطلب منى كتابة أغانى الفيلم إلا أغنية «آيس كريم فى جليم».

        ولكن ماذا حدث حتى أصبحت هذه الأغنية واحدة من أنجح ما قدم الشاعر مدحت العدل؟

- وبعند شديد نابع من صغر السن مكثت لأكتب، ولتكون أول كلماتى هي: أنا جوه دماغى حاجات هتغير شكل الكون، آيس كريم فى ديسمبر آيس كريم فى جليم وأول أغنية أنجح فى إنجازها، وكأننى أتحدث إلى خيرى شخصيا بكل عند وتحد، إلى أن أتى إلى وقرأها وأعجب بها إلى درجة كبيرة بعدها اطلع على أشعارى الأخرى التى أعجب بها أيضا كثيرا وتحمس لها وطلب أن يتم الاستعانة بها من خلال الفيلم، نظرا لكونها شديدة الشبه من موضوع الفيلم، بعدها فوجئت به يطلب منى أن أساعده فى كتابة حوار الفيلم ولكننى فى الحقيقة رفضت وطلبت منه أن يجربنى فى كتابة الحوار دون تدخل منه أو من أى شخص آخر لأننى لا أحب المشاركة، وعليه حصلت منه على عشرة مشاهد أكتبها وكان أول مشهد للنجم عزت أبو عوف وسيمون، وبالفعل كتبته وبعدها تقابلت معه هو وطارق التلمسانى فى فندق النبيلة بشارع جامعة الدول فأنا مازلت أتذكر وكأن هذا اللقاء كان بالأمس، وكانت هذه أول مرة التقى فيها طارق التلمسانى، من خلال هذا اللقاء قرر خيرى بشارة أن أكتب حوار فيلم آيس كريم فى جليم، فأنا أدعى أن الكثير من الأفكار ضمن آيس كريم فى جليم هى أفكارى الشخصية، خاصة أن بطل العمل عمرو دياب وهو من الأساس صديقى ونفس الشيء بالنسبة إلى فرقته كأننى أتحدث عن نفسى، لذلك كانت التجربة من أروع ما تكون سواء من حوار أو أغان، كان من أشهرها رصيف نمرة خمسة والأغنية التى كسرت الدنيا عن القاهرة.

رصيف نمرة خمسة

        بمناسبة الحديث عن رصيف نمرة خمسة.. صحيح أنك قمت بكتابتها فى مشوار من فيصل الى شارع الهرم؟

- حقيقى .. فعلى مدار أسبوع كامل كانت لى من خلاله العديد من المحاولات الفاشلة لإنجاز تلك الأغنية قررت بعدها أن أعتذر عن عدم كتابتها وبالفعل طلبت لقاء عمرو وخيرى فى بيت حسين الإمام، وأثناء توجهى إليهم للاعتذار وأنا فى شارع فيصل متجها إلى شارع  الهرم لفت انتباهى القهاوى والناس الجالسة عليها وإعلانات الدكاترة لأكتشف أن هذه هى القاهرة، فإذا بى أحمل قلمى وأكتب وما هى إلا ساعة وانتهيت من كلمات رصيف نمرة خمسة، والحقيقة أنه لأول مرة تكون للزحمة فائدة، بعدها قام رحمة الله عليه حسين الإمام بتلحينها بأسلوبه، إلا أن عمرو دياب طلب منه أن يتم تلحينها كما لو أن الشيخ إمام هو من قام بتلحينها والحمدلله كسرت الدنيا حتى ذلك الوقت

يعنى إيه كلمة وطن 

        برأيك كشاعر كبير «يعنى إيه كلمة وطن»؟

- سؤال فى غاية الصعوبة، الحمدلله نجحت فى الإجابة عنه من خلال فيلم «أمريكا شيكا بيكا» الذى تتضمن هو الآخر مجموعة من الأغانى كان من أقربها إلى أغنية «يعنى إيه كلمة وطن»، التى قام بغنائها النجم محمد فؤاد من خلال أحداث الفيلم وثانى تجاربى السينمائية التى قررت قبل أن أخوضها أن أمر بمرحلة مكثفة من المذاكرة خاصة أننى رجل علم وعلى وعى تام بأهمية الدراسة والمذاكرة بغض النظر عن طبيعة المجال الذى سأستمر من خلاله طب كان أو سينما، وعليه بدأت فى إحضار أهم سيناريوهات السينما الأجنبية مكتوبة والاطلاع على النسخة المرئية وعقد المقارنة بين كيفية رسم الصورة والحوار وتوظيف الزمن، إلى أن بدأت فى كتابة الفيلم والحقيقة أننى كنت قد سبق لى قراءة حادثة مشابهة لحادثة الفيلم على صفحات مجلة «صباح الخير» لمجموعة من المصريين، ممن سافروا إلى بلد أوروبى، وبالفعل تم النصب عليهم وضلوا طريقهم، بعدها  تجمدت أطرافهم واضطروا لقطعها، الحقيقة أن ما لفت انتباهى هو نوعيات الشخصيات المهاجرة، حيث تجد بينهم الفلاح والموظف البسيط، وليكون «أمريكا شيكا بيكا» أول فيلم عن الهجرة غير الشرعية.

بعد شوقة

        عقب أعوام طويلة جاء قرارك المفاجئ بإصدار ديوان شعرك الأول رصيف نمرة خمسة، برأيى هذا القرار جاء متأخرا كثيرا، ماذا عنك؟

بالتأكيد أوافقك الرأى ولكن هذا التأخير جاء لأسباب عديدة أهمها انشغالى بشكل دائم ثانيا  مهمة تجميع قصائدى منذ ثلاثين عاما كان بالأمر الصعب، ثالثا ثورة 25 يناير التى أطلقت عنان الشعر لدى الذى كان قد توقف، لاختلاف المناخ لأكتفى بوضع تترات المسلسلات مثل قضية رأى عام،  والحقيقة أن هذا القرار يعود الفضل فيه بعد ربنا إلى أبنائى وزوجتى، فعلى مدار عام مكثت أجمع فى قصائدى، كل ذاك لاشيء بالنسبة إلى رهاب النشر، الذى كنت أعانيه، فأنا على اقتناع تام بأن طالما أن القصيدة فى حضنى فهى ملكى ولكن بمجرد أن يتم  نشرها أصبحت ملكا للقارئ وللتاريخ، وعادة هناك جزء فى شخصيتى ولدى شعور أن ما أكتبه لا يستحق عناء النشر، طول عمرى فى كل مرة اكتب عملا فنيا جديدا وأنا أسلمه لا يمكننى وصف مدى التردد الذى ينتابنى، ومدى الشعور بالفرحة كلما قام أحد الممثلين أو المخرج بقراءة السيناريو والإشادة به، وهذا مبرره  كثرة انغماسى التى جعلت منى  أفتقد الاحساس بمدى جودة العمل، وتميزه، بقيمة ما أقدمه نفس شعور المرأة المصرية عقب كل طبخة تقوم بإنجازها

        ولماذا رصيف نمرة خمسة؟

- أثناء العمل على الديوان وقع اختيارى على قصيدة يعنى إيه كلمة وطن لتكون عنوانا للديوان، وذلك لعشقى الشديد لهذه القصيدة تحديدا، فعلى كثرة ما حصدت من تكريمات.. إلا أن هناك تكريما محددا حصلت عليه أعتز به كثيرا من قناة النيل للمنوعات السبب فيه دورى فى تغيير شكل ومفهوم الكلمة الوطنية من خلال كتاباتى، ولا سيما يعنى إيه كلمة وطن وأول أغنية تقال عن الوطن بهذا الشكل، فقد كان للشاعر الكبير مجدى نجيب رأى فى هذه القصيدة يفيد أنها لا تقل قيمة وأهمية عن أشعار لوركا التى كتبها عن إسبانيا، لهذه الأسباب نجحت هذه الشهادة  فى لمس شيء ما ألا وهو سعيى الدائم دون أن أشعر إلى التغيير من مفهوم الأغنية الوطنية، بعدها نجح القائمون على دار النشر والقائمون على تقديم الديوان من الشباب فى إقناعى باختيار رصيف نمرة خمسة، نظرا لكونه الاسم الأفضل تسويقيا، أيضا لكونه اسما لا يضع الديوان فى خانة الوطنية وتجاريا الأغنية شهيرة وناجحة والديوان عن القاهرة، إذا فالأغنية هى الأقرب شبها من إجمالى ما تضمنه الديوان والحقيقة أننى كمدحت أعشق الرصيف والقهاوى لأن برأيى هذه هى مصر.

فى حانة سبارتاكوس

        من خلال ديوان رصيف نمرة خمسة العديد من القصائد التى تتمتع فى مضمونها بجرأة شديدة من أبرزها فى حانة سبارتاكوس التى لفت انتباهى هذا التناقض بين حال فتيات القصيدة وعنوانها؟

- ولعل هذا أحد أسباب تحمسى لكتابة هذه القصيدة فهى بالفعل تتمتع بجرأة شديدة حول بار فى إسبانيا التى سافرت اليها فى الصغر، هذا البار الذى يحوى بداخله بنات من مختلف بلدان العالم فتيات ليل والغريب اسم الحانة سبارتاكوس أو محرر العبيد وهن عبيد، هذا التناقض دفعنى لكتابتها، ولعل الجرأة فى التناول المباشر لفتيات الليل من خلال القصيدة، فمن خلال حانة صغيرة جدا تناولت الرأسمالية والشيوعية ومنظومة عالمية ضخمة، من خلال مفردات فى غاية الجرأة، وللعلم فى حانة سبارتاكوس ليست القصيدة الأولى أو الأخيرة التى تتمتع بالجرأة، بل هناك قصائد أخرى بالنسبة إلى مثل المدافن، والحقيقة أننى منذ فترة وأنا أحاول مراجعة كل الثوابت التى تربيت عليها مثل حب الوطن، احساسى بالوطن، فهناك ثوابت فى الأفكار لابد أن تتغير وإلا سأصبح لا إراديا كمن يعبد الأصنام، ثابت عند فكرة معينة حتى الشخصيات التى صنعنا لها على مدار أعوام هالة نحبها، كان لابد أن نضع هذه الهالة جانبا ونعيد التفكير فى سلبياتها وإيجابياتها.

إحنا شعب وانتو شعب

        إذا انتقلنا إلى مرحلة أخرى من حياة د. مدحت العدل وقصيدة «إحنا شعب وانتوا شعب» التى اتهمها البعض بالدعوة إلى التفرقة والعنصرية؟

البعض وجد فيها دعوة للتفرقة وأنا أجدها تلخيصا لمصر، التى برأيى هى ذلك العسكرى الذى يجلس على الحدود يستمع إلى الراديو وبمجرد أن يستمع إلى صوت الأذان يبكى، فأنا عندما كتبت انتو شعب وإحنا شعب، كنت قبلها قد دخلت فى مناظرات سواء على الهواء مباشرة فى مداخلات مع بعض الإعلاميين خاصة عندما أنصت لأحد الأشخاص وهو يؤكد أن أدب نجيب محفوظ يدعو إلى الدعارة، وهو نفس الشخص مع اختلاف الأسماء يحرض على زواج الفتيات  اللاتى لا تتجاوز أعمارهن الثمانية أعوام، وأشياء أخرى من هذا المنطلق دفعتنى أثناء تواجدى بأحد متاحف القاهرة لأعمال الفلاحين على النول برفقة زوجتى وأنا أشاهد فلاحات يعملن على النول، لوحات خرافية من البيئة، استغرقت منهن ما يقرب من ستة أشهر، قريبات فى الشبه من جداتهن منذ آلاف الأعوام، وهنا قلت هل هن بالفعل شعب يجوز أن نقول له إن الفن حرام، فى البداية كتبت مقالة وصفت من خلالها تجربتى ولكن بعدها لمست أنه من المستحيل أن يكون من قال إن الفن حرام هو مصرى  لتكون قصيدة «إحنا شعب وانتو شعب» .

أنت حر 

        فجأة وبدون سابق إنذار قرر د.مدحت العدل الجلوس على كرسى المذيع وبرنامج أنت حر؟

- هذا القرار الدافع الرئيسى وراءه هو إحساسى الملح بضرورة قيامى بدورى التنويرى بالنسبة للمشاهدين وسط هذا العبث الإعلامى الذى نعيشه، لا لدوافع أخرى مثل الشهرة أو المكسب المادى خاصة أننى لست بحاجة إليهما.

        ولماذا أنت حر الذى برأيى ليس مجرد اسم بل رسالة يبعث بها د.مدحت العدل إلى كل مشاهديه؟

- من خلال أنت حر كنت حريصا على تأكيد مفهوم الحرية من خلال تشجيع الضيوف بفتح قلوبهم والحديث بكل صراحة وحرية ووضوح، فعلى سبيل المثال حلقة الكاتب وحيد حامد، الذى بدا متحفظا فى بداية الحلقة.. إلا أننى طالبته بالحرية فى الحديث والتمتع بأكبر قدر من الحرية لأن حريته هى حريتى أى بمجرد أن أستشعر أى سقف مستجد من قبل القناة للمساس بحريتى سأغادر البرنامج على الفور بلا رجعة، خاصة أننى شخص مدرك تماما لحدودى، ولا أتجاوزها فأنا أكاد أزعم أننى لدى القدرة على انتقاد الآخر دون أن أتجاوز مع أكثر الشخصيات اختلافا معى.

براءة لا مفر منها

        إذا عدنا إلى مدحت العدل الشاعر، تنبأت بنجاح ثورة يناير وقدمت «الله حى شعبنا جاي»، فهل تنبأت ببراءة مبارك؟

- كل المقدمات كانت تؤكد أن القضايا التى يحاكم عليها مبارك  تشير إلى البراءة، فقد كان لابد أن يحاكم على الفساد السياسى أما فى حال محاكمته على فيللا، فالمؤسسات التى صنعها مبارك هى التى تحاكمه وبالتالى فالبراءة أمر لا مفر منه، لكن من البداية كان ينبغى محاكمته على تجريف العقل المصرى وتوابيت الموت الآتية من العراق ونزع القوة من مصر.

واحد مننا 

        هذا الحديث سيدفعنى أن أتساءل عن العوامل التى أدت بك إلى تقديم أغنية «واحد مننا» التى كتبت لمبارك فى عيد ميلاده؟

- كنت أمكث فى إجازة بشرم الشيخ وإذا بوزير الإعلام الأسبق أنس الفقى يتصل بى ويطلب منى كتابة أغنية لمبارك فى عيد ميلاده خاصة أن هناك تكهنات بمهاجمة شباب 6 إبريل له فى نفس اليوم، انتهت المكالمة على وعد منى بمكالمة أخرى بمجرد أن أصل إلى القاهرة، بعدها فوجئت باتصال من عمرو دياب يتساءل عن الأغنية وقتها أدركت أن أنس الفقى بجانبه، وأنا فى طريقى بدأت فى التفكير فى كلمات الأغنية.. فوجدت أنه من الضرورى أن تتضمن الكلمات كلمة شكر وعرفان بالجميل لكل مصرى ساهم بشيء من أجل مصر والذى بالتأكيد هو واحد مننا، وبالفعل فإذا استعرضنا كلمات الأغنية سنكتشف ذلك وأيضا بمشاهدة الكليب الأول لها الذى تناول صورا لكل من جمال عبد الناصر، أحمد زويل، طه حسين، محمد منير عقب ذلك تم توظيفه ليكون من أجل مبارك ولكن أثناء ثورة 25 يناير شاهدناه كليب عن شهداء الثورة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر وشعبها.

حارة اليهود

        أخيراً إذا انتقلنا إلى أحدث مشاريعك الدرامية وخمس سنوات من العمل والتحضير من أجل  مسلسل حارة اليهود، برأيك أليست بفترة طويلة؟

- المهم توقيت عرض المسلسل الذى برأيه الأكثر مناسبة حيث عرض للحياة فى مصر، التى كان على أرضها يعيش المصرى مسلماً كان أو مسيحيا أو يهودياً وغير المؤمن بأى ديانات، من خلال هذا المسلسل هناك رسالة فى غاية الأهمية ألا وهى أنه حان الوقت من التخلص من هاجس القولبة الذى يصور لنا اليهودى ذلك الإنسان الأخنف والخائن لان هذا مجرد ادعاء، ولعل أبسط دليل  يوسف درويش الذى منحت عائلته منزلها هدية مقر السفارة الجزائرية الآن فهذه هى مصر ليس إلا. •

صباح الخير المصرية في

17.02.2015

 
 

“Cinema Paradiso”.. فيلم عن عشق الأفلام

علياء طلعت – التقرير

بالنسبة للبعض: السينما لا تعتبر طريقة لقضاء وقت الفراغ، بل هي أسلوب حياة. فاليوم الجيد هو اليوم الذي نشاهد فيه فيلمًا يبهرنا، أما عندما نشاهد فيلمًا يتضح أنه دون المستوى؛ يصيبنا الإحباط الشديد.

هذا الشعور نجح صناع فيلم “Cinema Paradiso” في إيصاله إلينا، وهو الفيلم الذي تتمحور أحداثه حول عشق الأفلام، وإلى أين يصل بالبعض.

تبدأ الأحداث عندما نلتقي “سلفاتور”، الرجل المشغول دومًا، والذي لم يزر قريته منذ 30 عامًا بعد انتقاله للمدينة، والذي تأتيه مكالمة هاتفية من والدته تخبره أن “ألفريدو” توفى ويجب أن يحضر للقرية؛ فيبدأ في استرجاع ذكريات طفولته ومراهقته التي يغرق المشاهد في تفاصيلها حتى النخاع.

“توتو”.. الطفل عاشق الأفلام

 “توتو”، طفل يتيم الأب (الذي فُقد في حرب لا ناقة له فيها ولاجمل)، يعيش مع والدته التي لازال لديها بعض الأمل في عودة زوجها مرة أخرى؛ ولكن لايتمنى سوى أن يظل طوال الوقت في دار السينما التي يعمل فيها العم “ألفريدو”، الذي يطرده منها المرة تلو الأخرى، ولكن يظل الطفل مصرًّا على أن يساعده في عمله.

في أحد المشاهد، نرى قس القرية وهو يجلس في السينما وحيدًا، يشاهد الأفلام التي ستُقدّم للجمهور قبل عرضها. وما إن يظهر مشهد لايعجبه، سواء كان عاطفيًا أو عنيفًا، حتى يرن الجرس؛ فيكون على “ألفريدو” أن يزيله. أما عن “توتو” فلا يقبل هذا التشويه للأعمال الفنية، فيأخذ القطع التي يتم قصها من الفيلم ويحتفظ بها لنفسه في صندوق واحد مع الصور العائلية وأهم ذكرياته.

ويظل الطفل توتو يُلحّ على “ألفريدو” حتى يعمل كمساعد له دون مقابل، ولكنه يرفض؛ حتى لا يصبح مثله بلا مستقبل، بعد أن ترك دراسته من أجل العمل، ويقضي أيامه الطويلة في الغرفة المغلقة يشاهد آخرين يبكون ويضحكون على الأفلام التي يقدمها لهم.

ولكن يتغير الأمر، فخلال أحد الامتحانات يفاجأ “توتو” بـ “ألفريدو” معه، الذي قرر العودة إلى المدرسة مرة أخرى، وحين يفشل في حل أحد الأسئلة؛ يبتزه بأن يوافق على أن يساعده في الامتحان، على أن يقبل وجوده أثناء تشغيل الأفلام وقت مايريد؛ وهو مايكون.

تتطور مع الأيام علاقة خاصة بين الطفل والكهل، حتى يشب حريق في غرفة عرض الأفلام، بما فيها من شرائط قابلة للاحتراق بشدة، وحاول توتو أن ينقذ ألفريدو، الذي فقد الوعي، وذلك بجره على السلالم وحده حتى وصل به إلى بر الأمان، ولكن ليس بحالة جيدة؛ حيث فقد نظره في هذه الحادثة، ليصبح توتو هو المسؤول الوحيد عن عرض الأفلام في دار السينما الوحيدة في القرية.

“سلفاتور”.. المراهق الذي يتعلم الحب

تمر الأعوام ونلتقي هذا المرة مع “سلفاتور”، الذي تجاوز الطفولة وأصبح مراهقًا، ولازال على افتتانه بالسينما، ولكنه طوّر كذلك مهارته في تصوير أفلامه الخاصة. وعن طريق هذه الأفلام؛ التقى بحبه الأول، الفتاة “إلينا”، التي تعذبه في البداية حتى تبادله الحب.

يعيش الفتى والفتاة علاقة حب بريئة مفعمة بالمشاعر، التي تحتار مابين النضج والطفولة، ورغم المعارضة من والديها اللذين يرغبان لها في مستقبل أفضل من ذلك الذي قد يقدمه العامل في دار السينما؛ إلا أنهما يتحديان كل شيء ليظلا معًا.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ويصرّ والداها على الانتقال لمدينة أخرى، وقد اتفقا على موعد أخير حتى يحددا كيف يتواصلان في المستقبل؛ ولكن إلينا تتأخر ولا يستطيع سلفاتور أن ينتظرها، فيذهب للبحث عنها ولا يجدها، ليعود واليأس يخيم على مشاعره.

التحول الكبير في مصير “سلفاتور”

كان من الممكن أن يعيش توتو في قريته حتى يشيخ وهو يعمل في دار السينما العمل ذاته، يدفن حزنه في حياة رتيبة مثل التي عاشها ألفريدو من قبل، لكن الأخير لم يقبل ذلك؛ بل شجعه على ترك كل شيء في قريته ونسيان حياته القديمة، ليبدأ أخرى مليئة بالطموح في المدينة التي تستطيع أن تقدم له الكثير.

وفي مشهد حزين للغاية، نشاهد ألفريدو وهو جالس على المحطة في وداع سلفاتور، ويطلب منه الوعد بألا يرجع مرة أخرى للقرية، حتى لو كان لرؤيته هو شخصيًا؛ يجب أن يحقق كل ما يحلم به من أجله.

وبالفعل، لمدة 30 عامًا؛ لايزور “سلفاتور” قريته. والدته وأخته يزورانه في المدينة من وقت لآخر، ولا يبخل عليهما بالمال، ولكن ظل بعيدًا؛ حتى يتوفى ألفريدو، وهو ما يحله من وعده له ليعود مرة أخرى.

عند عودة سلفاتور، يفاجأ بالتغيرات الكثيرة التي حدثت في قريته وفي دار السينما، التي سيتم هدمها بعد أيام، لكنه لم يفطن إلى أنه كذلك تغير كثيرًا؛ حتى قابل إلينا مرة أخرى بعد أن أصبحت امرأة في منتصف العمر، متزوجة ولديها ابنة في عمرها (عندما كانا يحبان بعضهما البعض).

وعندما سألها لماذا لم تقابله؛ علم أنها ذهبت، ولكن متأخرة، ولم تجده. ولكن ألفريدو تحدث معها عن طموحة في أن يصبح سلفاتور مخرجًا سينمائيًا عظيمًا لأنه يمتلك الموهبة اللازمة، لكن علاقته بها قد تعيقه عن ذلك، ويجب أن تتركه لتبدأ حياة جديدة كذلك؛ ولكنها تركت له عنوانها في ورقة صغيرة لم يرها أبدًا.

كان يجب عليه أن يغضب أو يحزن بسبب ما فعله ألفريدو لولا أن نبوءته بالفعل تحققت، وبعد رحيله إلى المدينة؛ تحول إلى مخرج عظيم، ووجد أن الأخير ترك له صندوقًا به أول فيلم صوره في مراهقته، ورغم أنه لم يكن يستطيع الرؤية، إلا أنه آمن بروعته.

الفيلم مفعم بالمشاعر الرقيقة، خصوصًا في العلاقة التي تجمع بين توتو وألفريدو، هذا غير الإخراج المميز الذي أظهر القرية الإيطالية في أبهى صورة. وقد فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي ويستحق المشاهدة بالفعل.

التقرير الإلكترونية في

17.02.2015

 
 

أسامة عبد الفتاح يكتب:

"قط وفار".. عندما يهتف وحيد حامد: "آي آي"!

** يقوم فيلم تامر محسن على فكرة عمل سعيد مرزوق لكنه يفتقد إلى جرأته السياسية
** يحتمي السيناريست المخضرم بصورة مبارك للتأكيد على أن الأحداث تدور في عصره والابتعاد عن نقد السلطة الحالية

يمكنك بسهولة، من دون مقدمة دعائية ولا ملصق، استنتاج أن فيلم "قط وفار"، للمخرج تامر محسن، من تأليف السيناريست وحيد حامد، فهو يحمل – ربما أكثر من بعض أعماله الأخرى – جميع خصائص سينما حامد، وأهمها اللعب البريء مع السلطة، والدعاء عليها – إن جاز التعبير – مع كراهية من يقول: "آمين"!

هنا يعود السيناريست المخضرم إلى الكوميديا الاجتماعية ذات الصبغة السياسية التي شكلت العمود الفقري لتجربته مع كل من الممثل عادل إمام والمخرج شريف عرفة في تسعينيات القرن الماضي، وإن كانت هناك اختلافات أبرزها وصول الكوميديا في الفيلم الجديد إلى حد لم تصل إليه مع زعيمها الأثير، وهو حد "الفارص"، أي الكوميديا الفاقعة المبالغ فيها التي تستخدم كل شيء وأي شيء للإضحاك بغض النظر عن المنطق.

غياب المنطق هنا برره البعض بكون العمل "كرتونيا" مثل أفلام الأطفال الشهيرة "توم وجيري"، التي تقوم على صراع أبدي بين قط وفأر ينتصر في جولاته دائما الفأر الأصغر والأضعف لكن الأذكى.. في فيلمنا أيضا ينتصر المواطن "حماده الفار" (محمد فرّاج) على الوزير "عباس القط" (محمود حميده) بالمكر والذكاء، ويتم التأكيد على الروح الكرتونية بتركيب أسنان بارزة كأسنان الفأر للمواطن وبمظهر "منفوش" كالقط المغرور للوزير.

أوافق على ذلك لكن في حدود، فليس من المعقول – حتى في عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي تدور فيه الأحداث – ألا يمتلك رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام" رقم تليفون وزير الداخلية، وأن يسعد للغاية بحصوله عليه.. وفي الحقيقة، الرعب الذي أبداه رئيس "الأهرام" في الفيلم (لطفي لبيب) تجاه وزير الداخلية، لم يكن ينتاب صاحب ذلك المنصب في عصر مبارك إلا إزاء رئيس الجمهورية فقط، لأن رئيس "الأهرام" في ذلك العصر كان أقوى من رئيس الوزراء!

ليس من المعقول أيضا – حتى بقواعد الفارص – أن تصر زوجة الوزير "الفافي"، "السنوب" (سوزان نجم الدين)، على زيارة مقابر نائية ليلا لمجرد التأكد من أنها تليق بدفن ابنة عم وزير الداخلية!

بداية مبشرة

على العموم، يمكن تقبل ذلك كله في إطار أن الفيلم – في مجمله – ممتع بحق ومضحك، ويمتاز بالسرد الشيق والإيقاع المناسب تماما لهذا السرد من دون ترهل، وهو يُعد بداية مبشرة للمخرج تامر محسن، الذي سبق له التعامل مع حامد في المسلسل التليفزيوني "بدون ذكر أسماء"، في عالم السينما الروائية الطويلة.. لكن يجب التوقف قليلا عند الأصل الذي يقوم عليه الفيلم.

تذكر عناوين "قط وفار" أنه "تأليف" وحيد حامد عن قصة لعبد الرحمن فهمي، ولا أفهم كيف يستقيم تعبير "تأليف" مع وجود قصة، لكن الأهم أنه لا يوجد أي ذكر لفيلم شهير سبق فيلمنا إلى الفكرة الرئيسية، وكان من المفترض الاعتراف بالاقتباس عنه أو على الأقل بأن العمل الجديد مستوحى منه، وأقصد "آي آي" (1993) للمخرج الكبير سعيد مرزوق، قصة وسيناريو وحوار بسيوني عثمان عن فكرة حمدي حسن.. أم أنه يمكن أكل حق مرزوق وعثمان طالما أنهما رحلا عن دنيانا؟

في "آي آي"، يتم استبدال جثتي المواطن البسيط "السيد الوزير" وأحد وزراء الحكومة، بحيث يحصل المواطن البسيط على الجنازة الرسمية الفخمة المقررة للوزير، فيما يتم بيع جثة الوزير لطلبة الطب بثلاثة آلاف جنيه، ليكون مصيرها التشريح.. وفي "قط وفار"، يتم أيضا استبدال جثتي مواطنة بسيطة وابنة عم وزير الداخلية (سوسن بدر)، بحيث تحصل المواطنة - وهي أم لشاب عاطل ومدمن - على الجنازة الفخمة المقررة لقريبة الوزير، وتُدفن الأخيرة في مقابر الصدقة.

نفس الفكرة، ونفس البُعد السياسي الذي يتجاوز الدلالة المباشرة لتساوي الوزير والغفير أمام جلال الموت إلى صرخة غير مباشرة تدعو كبار المسئولين للإحساس بالبسطاء ومعاناتهم، وإن كان الفيلم القديم أكثر جرأة لأنه يحتوي على لقطة لمبارك وهو يسير في الجنازة وكأنه تم إجباره - في عنفوانه - على الالتفات للبسطاء، فيما يحتمي الفيلم الجديد بصورة مبارك نفسه للتأكيد على أن الأحداث تدور في عصره، والابتعاد عن السلطة الحالية تحقيقا لرغبة وحيد حامد الدائمة في عدم قطع الشعرة التي تربطه بالسلطة، والتي يعرف جيدا متى يشدها ومتى يرخيها!

وفي الإطار السياسي أيضا، هالني ما ذهب إليه بعض النقاد من أن الصراع بين الوزير والمواطن على جثة أم الأخير، يرمز للصراع بين الشعب والحكومة على الوطن، لأن مصر - ببساطة - ليست جثة، ولن تكون.

جريدة القاهرة في

17.02.2015

 
 

مشاركة أردنية في مهرجان قمرة السينمائي بالدوحة

عمان - الرأي

يشارك مجموعة من احدث اشتغالات صناع الافلام الاردنيين ضمن فعاليات الدورة الأولى من مهرجان قمرة السينمائي بالدوحة، الذي تنظمه خلال الفترة بين السادس والحادي عشر من الشهر المقبل، مؤسسة الدوحة للأفلام والمخصص لمشاريع افلام الشباب في المنطقة والعالم.

ويتنافس في المهرجان الذي اختير المخرج الفلسطيني إيليا سليمان مستشارا فنيا له لمهرجان، العديد من المخرجين الناشئين بحضور مجموعة من اشهر صناع السينما العالمية.

وكشفت مؤسسة الدوحة للأفلام عن قائمة من المشاريع الروائية الطويلة والوثائقية الطويلة، وافلام روائية قصيرة، حيث يشارك صانعو تلك الأفلام في برنامج مركز صمم لتطوير أفلامهم ونقلها إلى المرحلة التالية من الإنتاج.

ومن المشاريع المختارة 22 مشروعا مدعوما من قبل برنامج المنح في المؤسسة، و9 أخرى من إخـراج صانعي أفلام مستقلين من قطر في إطار التزام المؤسسة بدعم قطاع السينما المحلي، حيث سيتم التركيز على دعم صانعي الأفلام الذين يخوضون تجاربهم الإخراجية الأولى أو الثانية في مرحلتي التطوير أو ما بعد الإنتاج.

وقالت مؤسسة الدوحة للأفلام في بيان صحفي إن المشاريع المشاركة تنتمي إلى 29 بلدا، 11 منها لصناعي أفلام من قطر، و 15 من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و5 من باقي أرجاء العالم، ويأتي 19 مشروعا في مرحلة التطوير حاليا، فيما وصلت المشاريع المتبقية إلى مرحلة ما بعد الإنتاج أو المراحل النهائية.

ولفت البيان إلى أن منتجي ومخرجي كل مشروع من مختلف الدول المشاركة سيحضرون عددا من الجلسات المقرر انعقادها في الدوحة بحضور نخبة من خبراء القطاع في إطار سلسلة من الاجتماعات المصممة خصيصا لتلبية احتياجات المشروع، مبينا أن هذه الجلسات تتضمن مجموعة من اللقاءات الشخصية، واستشارات حول نص لفيلم، وجلسات لطرح أفكار أفلام، فضلا عن عرض مقاطع التصوير الأولية لفيلم النقاش وردود الفعل عليها، إلى جانب عروض حصرية للنسخة النهائية من بعض الأعمال، حيث ستعرض مقتطفات من 20 دقيقة بحضور أبرز معدي برامج المهرجانات والموزعين ووكلاء المبيعات.

وقالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة الرميحي، في كلمة لها تضمنها البيان: إن فكرة مهرجان قمرة السينمائي جاء استجابة لاحتياجات صانعي الأفلام الصاعدين، لافتة الى ان هذه المشاريع تهدف إلى تمكين صانعي الأفلام ممن يخوضون تجربتهم الأولى أو الثانية في مجال الإخراج السينمائي، ومساعدتهم في الحصول على المعارف ومصادر الإلهام وفرص النمو التي تتيح لهم التقدم في مسيرتهم المهنية.

وأعلنت الرميحي عن تأكيد حضور الممثل والمخرج والمنتج العالمي غايل غارسيا برنال ليكون بذلك الخبير السينمائي الخامس في المهرجان معتبرة ان مشاركة الخبراء السينمائيين أمر مهم ورئيسي في قمرة التي يؤطرها التزامنا بتقديم الإرشاد والتوجيه والتطوير الإبداعي لصانعي الأفلام الصاعدين.

وتضم قائمة الخبراء السينمائيين في قمرة إلى جانب غايل غارسيا برنال كل من المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو (المرشح فيلمه «تمبكتو» لنيل جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي لهذا العام)، والممثلة الإيرانية ليلى حاتمي («ليلى» و»انفصال»)، وكريستيان مونجيو، المؤلف السينمائي الروماني الفائز بجائزة «السعفة الذهبية» («4 أشهر و3 أسابيع ويومان»، و»ما بعد التلال»)، والمخرج والكاتب البوسني دانيس تانوفيتش صاحب افلام: «فصل من حياة جامع الخردة»، «النمور» و»أرض محايدة» الفائز بجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي لعام 2001.

كما تتضمن الدورة الأولى من مهرجان قمرة قائمة الأفلام الروائية الطويلة (النسخة النهائية) كلا من أفلام: «جبل» لجواو سالافيزا (البرتغال، فرنسا، قطر)، وهو فيلم شاعري تدور قصته حول «ديفيد» ابن الرابعة عشرة الذي يجد نفسه فجأة رب أسرة في حين يمضي جده آخر أيامه في المستشفى، وفيلم «روحي» لجيهان شعيب (لبنان، فرنسا، قطر) والذي يحكي قصة شابة تبحث عن الحقيقة واكتشاف ذاتها، بجانب فيلم «الطائرة المروحية للقمامة» لجوناس سيلبرغ آوغوستسين من انتاج مشترك بين السويد و قطر، وأخيرا فيلم «الملاك الجريح» لأمير بايغازين (كازاخستان، روسيا الاتحادية، ألمانيا، قطر) والذي يستكشف ما يعترض الأرواح في مسيرة القدر.

أما قائمة الأفلام الروائية الطويلة في مرحلة (ما بعد الإنتاج) فتضم كلا من أفلام: «إن شالله استفدت» لمحمود مساد (الأردن، هولندا، ألمانيا، الإمارات، قطر)، و «ديغراديه» لعرب وطرزان أبو ناصر (فرنسا، فلسطين، الأردن، قطر)، و «عند حلول الظلام» لأنوشا سويشاكورنبونغ (تايلاندا، فرنسا، قطر)، بجانب فيلم :» قادر وإخوانه» لأمين ألبر (تركيا، ألمانيا، فرنسا، قطر).

وتتضمن قائمة الأفلام الوثائقية الطويلة لمرحلة (ما بعد الإنتاج) المشاركة في فعاليات النسخة الأولى من مهرجان قمرة السينمائي الذي ينطلق شهر مارس المقبل كلا من أفلام: «أسفلت» لعلي حمود (ليبيا، مصر، قطر، لبنان، سوريا، الأردن)، و «البقرة» لإمام الدين هاسانوف (أذربيجان، ألمانيا، رومانيا، قطر)، فضلا عن فيلم: «سلام كثير» لياسمين قصاري )المغرب، أستراليا، بلجيكا، قطر)، وفيلم «الجمعية» لريم صالح (مصر، لبنان، قطر).

كما أعلنت المؤسسة عن أسماء الأفلام الروائية الطويلة المشاركة من (مرحلة التطوير)، والتي تتضمن كلا من أفلام: «أنا ومردوخ» ليحيى العبدالله (الأردن، فلسطين، فرنسا، قطر)، و «بارودة خشب» للفوز طنجور )لبنان، سوريا، قطر)، والفيلم القطري «باريجات» لهند فخرو (قطر).

كما يشارك أيضا في قائمة الأفلام الروائية الطويلة في مرحلة التطوير الفيلم القطري «البحث عن آدم» لأحمد إبراهيم الباكر (قطر)، وتشارك أيضا كل من أفلام: «بيريتا» لصوفيا الماريا )مصر، الولايات المتحدة، قطر)، و «حراشيف» لشهد أمين (السعودية، قطر( ، وفيلم «حصن المجانين» لناريمان ماري (الجزائر، فرنسا، قطر)، وفيلم «خيوط العنكبوت» لفايزة أمبا (السعودية، الولايات المتحدة، فرنسا، قطر)، فضلا عن الفيلم القطري «سحاب» لخليفة المريخي، وفيلم «رجال».

يشار إلى أن مصطلح «قمرة» يرمز إلى أصل كلمة «كاميرا» باللغة العربية، ويقال أن أول من استخدمه كان العالم العربي ابن الهيثم الذي أدت اختراعاته في علم البصريات إلى اختراع الكاميرا.

صدور ترجمة كتاب «مفتاح نظرية السينما 200 مصطلح»

عمان - الرأي

صدر حديثا بدعم من الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب كتاب (مفتاح نظرية السينما: 200 مصطلح) الذي يبحث في الجانب المعرفي للفن السابع ونظرياته واشتغالات تياراته المتعددة.
الكتاب من تأليف الفرنسيين أندريه غارديه و جون بيساليل والذي تعاون على ترجمته للعربية النقاد نور الدين البوخصيبي وبوبكر الحيحي ومحمد عبد الفتاح حسان.

يتناول كتاب « مفتاح نظرية السينما 200 مصطلح)، بالتعريف مائتي مصطلح أساس من مصطلحات نظرية السينما، وهي مصطلحات مستمدة من حقول معرفية متنوعة قريبة من السينما كاللسانيات وتحليل الخطاب و السرديات والتحليل النفسي و السيميائيات على وجه الخصوص، وقد تحكم في وضع تعريفات هذه المصطلحات وعي حاد بالإشكاليات المرافقة لعمل من هذا النوع، لا من حيث ما يتطلبه ذلك من صرامة منهجية أو ما يقتضيه من وضوح مفاهيمي واصطلاحي.
يراعي الاصدار البعد التواصلي في ذائقة المتلقي للفيلم السينمائي، لكن من دون سقوط في الاختزال والتبسيط أو تكريس للوهم، كل ذلك بوعي عميق بحدود هذا العمل النظرية منها والعملية.
عمل المؤلفان توفير كل أسباب الالتحام السريع والسهل بمداخل المصطلحات المعرفة تيسيرا لاستعمال القاريء العادي والمتخصص على السواء لهذا المعجم على نحو أمثل وبالتالي الإفادة من التعريفات الموضوعة لمصطلحاته، من خلال وضع شبكة من المصطلحات ذات الإشارات البيبليوغرافية والتقنيات الترقيمية الأساسية.

يفيد الكتاب الذي يسد نقصا في المكتبة السينمائية العربية، الباحثين والدارسين والنقاد في الحقل السينمائي، وايضا لرواد الأندية السينمائية وعشاق الفن السابع، كما أنه موجه للأساتذة و الطلبة و المهتمين، وهو في الخلاصة مرجع لا غنى عنه لكل الساعين لفهم الفيلم ومدارسه واتجهاته وأساليبه وتياراته المتنوعة في أرجاء المعمورة.

كتاب «السينما حلم الواقع» للعراقي قاسم حول

عمان - الرأي

احتوى كتاب (السينما حلم الواقع :رحلة في عالم السينما) للكاتب والمخرج قاسم حول والصادر حديثا عن دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد، جملة من الكتابات السينمائية التي تبحث في منظور وفهم الفن السابع بتركيز على الهموم والتطلعات لدى سينمائيي العراق في اكثر من بيئة وحقبة زمنية.

يقع الكتاب في تسعة فصول قوامها 340 صفحة من القطع الكبير، يتحدث فيه الكاتب عن مسيرته الطويلة مع عالم السينما وعدة مقالات منها السينما نشأته وتطوره وكتابه ومراحل السيناريو ودور الصوت في الفيلم السينمائي وشكل العرض السينمائي وسيناريو الفيلم التسجيلي والفروقات بين السينما والمسرح وقصة السينما في العراق والسينما الكردية واليونانية.

يشار الى ان قاسم حول كاتب ومخرج سينمائي عراقي مواليد العام 1940 له عدة مؤلفات أدبية وفنية في مجالات القصة والمسرحية والرواية وهو صاحب العديد من الانجازات في السينما العراقية والعربية منها: (الاهوار) و(بيوت في ذلك الزقاق) و (عائد الى حيفا) و(المغني) بالاضافة الى مجموعة من الافلام التسجيلية القصيرة.

الرأي الأردنية في

17.02.2015

 
 

«كان» يختار «سيساكو» لرئاسة تحكيم الأفلام القصيرة

كان ـ الوكالات ـ «سينماتوغراف»

وقع إختيار إدارة مهرجان «كان» السينمائى الدولى، على المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو، لرئاسة لجنة تحكيم سينيفونداسيون والأفلام القصيرة خلال منفاسات الدورة المقبلة الـ68، والمقرر لها من 13 حتى 24 مايو القادم.

«سيساكو» موريتاني الأصل، ومالي النشأة، درس في الاتحاد السوفياتي السينما  في فجيك – موسكو، يتنقل بين الثقافات والقارات، لكشف العلاقات المعقدة بين الشمال والجنوب كما قدر أفريقيا المستهانة.

وشارك فيلمه Bamako  فى مسابقات كان السينمائى فى أفلام خارج المسابقة عام 2006 وسبق له عرض فيلم Timbuktu أن شارك في المسابقة عام 2014، كأول عمل سينمائي موريتاني مرشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي هذا العام.

ويمنح رئيس لجنة تحكيم سينيفونداسيون والأفلام القصيرة برفقة الشخصيات الأربع من عالم الفنون، ثلاث جوائز لأفلام معاهد السينما المشاركة في قائمة سينيفونداسيون كما السعفة الذهبية للفيلم القصير التي تقدم خلال الحفل الختامي للمهرجان مساء الأحد في 24 مايو 2015 .

المخرج الموريتاني الكبير عبدالرحمن سيساكو المرشح بفيلمه "تومبوكتو" لاوسكار هذا العام . اختير رئيسا للجنة تحكيم قسم السينفيندسيون لافلام المعاهد والجامعات بمهرجان كان السينمائي ٢٠١٥

سينماتوغراف في

17.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)