كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

بتوقيت القاهرة”..

عندما يشوه الحاضر المصري الماضي الجميل

محمد حمدي – التقرير

 

اسأل الرجال العجائز على مقاعد المقاهي عن أفضل سنوات عمرهم، سيجيبونك ودخان (الشيشة) لم يغادر فضاء المكان: الماضي أجمل وأمتع من الحاضر.

افتح بابًا لحديث لا ينتهي مع النسوة العجائز في الحارات المصرية، سيقولون بلا مواربة إن سنوات شبابهن كانت الأحلى والأكثر دفئًا وحميمية من اليوم.

وبين الماضي الجميل والحاضر المشوه، يتراقص “بتوقيت القاهرة” من خلال ثلاث رحلات تدور في فلك العقلية المصرية، وتقارن بين الماضي الجميل، والحاضر الأكثر تشوهًا وغرابة.

يصطحبنا المخرج “أمير رمسيس” في رحلة تمتد من بداية اليوم حتى نهايته، في الواقع هى رحلات ثلاث، تتشابك وتتقاطع من خلال سيناريو محكم يحاول الإلمام بكافة التفاصيل، وإن عابه اضطرار للتلاعب بالمنطق في بعض الأحيان في سبيل تحقيق الاشتباك بين مصائر الأبطال في الدقائق الأولى من الربع الأخير من الفيلم.

يبدأ الفيلم بمشاهد افتتاحية للأب العجوز المصاب بالزهايمر “نور الشريف”، يقع في مشكلة مع ابنه المتشدد دينيًا بسب تناوله الخمر، يصفعه الابن في مشهد غير مبرر يعكس كراهية الابن لأبيه، إنه الحاضر المريع؛ حيث يمر مشهد ضرب الابن لأبيه مرور الكرام، ولا تنزعج سوى الابنة البارة “درة”، التي تحاول أن تطيب خاطر أبيها، إلا أن قرارًا بالمغادرة قد تشكل في عقل الأب رغم نسيانه معظم ما يمر حوله.

ينتقل السيناريو بالمشاهد إلى “حازم” أو “شريف رمزي”، تاجر مخدرات عصري، ينطلق من الإسكندرية (على الرغم من اسم الفيلم المرتبط بالقاهرة)، لتوصيل شحنة مخدرات لزبائن من الطبقة الراقية في مصر، من جديد يوجه الفيلم أصابع الاتهام لمصر بتوقيتها الحالي، ما الذي دفع الشاب الوسيم الثري لهذه المهنة المحفوفة بالمخاطر؟ يخبر إحدى زبائنه “كندة علوش” بقصة مهلهلة ويترك تقييم مدى صدقها للقارىء، وينطلق التاجر العملي الساخر من العواطف الإنسانية في رحلته التي تصطدم بكمين للشرطة، يجبر على إثره بالتخلي عن حقيبته المحملة بما لذ وطاب من صنوف السم، ومن هنا تبدأ مشكلته الكبرى في التشكل.

المشكلة الكبرى تشكل وجدان الفنانة المعتزلة “ليلى السماحي”، قامت بدورها الفنانة “ميرفت أمين”، كانت فيما مضى “ليلى” محط السمع والأبصار، لكنها الآن مجرد سيدة تبحث عن ظل رجل لتحتمي به، تضع غطاء الرأس بإهمال قبل أن تفتح الباب، وتسعى للزواج من رجل له أصول دينية متشددة، يخبرها أنه مستعد لنسيان ماضيها مقابل أن تحصل على الطلاق من الفنان المعتزل هو الآخر “سامح كمال”، وقام بدوره الفنان “سمير صبري”. لم يتزوج “سامح” من “ليلى” حقيقة، لكن مشهدًا سينمائيًا جمعهما فيما مضى، تزوجا فيه أمام الكاميرات، إنه الواقع الديني المضمحل الذي تعانيه مصر هذه الأيام، فوضى الفتاوى و(شيوخ) تخصصوا في وضع العقدة في المنشار، كما يقول المثل الشعبي المصري الشهير.

تنطلق ليلى بحثًا عن خلاصها، لتصطدم بالنسخة الثانية من الفنان المعتزل “سامح كمال”، عجوز يطارد صحفية مبتدئة، ويرفض طلب “ليلى” جملة وتفصيلًا، لتستمر المشكلة بينهما في ترهل واضح للسيناريو الذي وقف عاجزًا هو الآخر أمام عبثية المشهد الذي صنعه بيده!

من القاهرة أيضًا تنطلق الشابة “سلمى”، والتي قامت بدورها “أيتن عامر”، شابة مصرية في ريعان شبابها، تعاني تذبذبًا واضحًا في الشخصية، ما بين علاقتها بحبيبها “وائل”، قام بدوره “كريم قاسم”، وبين رغبتها في ممارسة الحب معه. الصراع في شخصية ليلى تجسد في محورين أساسين: الأول- خوفها من العادات والتقاليد والدين، التي تجرم ما ستقدم عليه بعد ساعات معدودة، وبين رغبتها في إرضاء حبيبها المُلح وإرضاء رغبتها الدفينة التي تخشى الاعتراف بها حتى أمام نفسها.

في واحدة من أقوى الجمل الحوارية في الفيلم: تخبر “سلمى” حبيبها أنها كانت تتوقع “المرة الأولى” في حياتها في ديكور ممهد بالشموع، وبعد رقصة رومانسية بينها وبين حبيبها، وهنا تلقي “سلمى” الضوء على اختلاف نظرة المجتمع للفتاة التي تقدم على هذه الخطوة، والفتى الذي يقدم على نفس الأمر، المجتمع ينظر بعيون مغلقة للشاب، بينما يفتح عينيه على مصراعيهما ليضع الفتاة محل الشيطان، ويرجمها.

تتقاطع المصائر والأحداث بعد ذلك بقليل، يلتقي العجوز الهارب بحثًا عن ذكرى مشوهة لماض جميل مع تاجر المخدرات الذي يحاول الهرب من تجار أكثر قوة ونفوذًا، بينما يظل الوضع بين الثنائي “سامح” و”ليلى”، و”وائل” و”سلمى” كما هو، يعرض السيناريو العديد من المشاهد التي لا قيمة لها سوى زيادة وقت عرض الفيلم في ترهل درامي غير محمود؛ وهو المأخذ الوحيد -والكبير- لنا على الفيلم.

لعبت الموسيقى التصويرية دورًا هامًا في الأحداث، تناغمت بهدوء على خلفية المشاهد بانسيابية متميزة، وعزفت على أوتار الديكورات المصنوعة باهتمام، والمناسبة للخلفيات الاجتماعية والنفسية للأبطال باحترافية متميزة. جاء أداء “سمير صبري” متميزًا لحد دفعنا في بعض المشاهد للاعتقاد أن هذه الحياة العابثة هي حياة الفنان نفسه. بينما قام العظيم “نور الشريف” بدور اختلط لدينا فهمه -لفرط إتقانه- بين تخوفنا من أن تكون هذه الحالة الصحية الحقيقية للفنان، وبين الشخصية التي يؤديها. أما “ميرفت أمين” فجاء أداؤها باهتًا  ضعيفًا وغير متناسب مع تاريخها السينمائي الحافل. بينما انفرد الشباب “أيتن عامر” و”شريف رمزي” ببطولة مشرفة وأدوار لا تنسى، بينما سقط “عابد عناني” و”كريم قاسم” في فخ الشخصيات (الكليشية)، مع ظهور متفرد لبيومي فؤاد وكندة علوش في مشاهد قصيرة مؤثرة.

ينتهي الفيلم بنهاية مفتوحة، لا نعلم خلالها هل وصل الأبطال لمبتغاهم النهائي، النهاية المفتوحة مقصودة، يستطيع كل مشاهد تفسيرها كما يحلو له، لعبة ممتعة مارسها “أمير رمسيس” باحترافية عالية، وإن كان السؤال المتروك لنا في النهاية لنجيب عليه بصراحة:

هل كان الماضي بمثل هذه الروعة؟ وهل الحاضر بكل هذا التشوه؟

الإجابة نتركها لكم في فضاء التعليقات.

شارلي شابلن.. بين حياة البؤس والرفاهية

أفنان فهيد – التقرير

كنت لا أكاد أعي بوجود أزمة، لأننا كنا نعيش في أزمة متصلة”.

يكتب لنا “شابلن” مذكراته، أولها تقديم من أربع صفحات يوضح لك أن ما ستقرأه ليس مضحكًا ولا مسلّيًا، كما يمكن أن تبني آمالك وتوقعاتك على أساس ما تعرفه عن شخصيته. الأربع صفحات الأولى تعتبر تلخيصًا لما سيأتي في فصول تالية، عن طفولته الصعبة التي بلغت قمة البؤس.

بعد التقديم يأتي الإهداء:: إلى أونا. ورسم لها بريشة “شارلي”، وخلف صفحة الإهداء صورة لوالدة “شارلي” وتحتها تعقيب: “والدة شارلي: الشخصية الأولى في حياته“.

في الصفحات التالية، سيبدأ “شارلي” في سرد حكايته وكيف صعد سلم المجد، ولكن قبل المجد وسلمه، سيحكي أولًا عن طفولته في الشارع الكئيب، والأم التي فقدت صوتها فلم تعدْ تقوى على العمل كمغنية، فتوجهت للخياطة، ولكن خبرتها بها كانت متواضعة وبدأت في التدريب -أولًا- على أولادها -شارلي وسيدني- بتحويل ملابسها القديمة التي كانت تستعملها على المسرح إلى ملابس يذهب بها أطفالها إلى المدرسة. إلى أن فاضت بها السبلُ إلى أن تُدخل نفسها وولديها إلى ملجإ لامبث.

لم تفقد الأم صوتها فقط، بل وفقدت أيضًا عقلها، في نوبات كانت تهاجمها بين الحين والآخر وتبقى على إثرها فترات طويلة في المصحة النفسية. وكانت أولى النوبات التي أصابتها، شخّصها الأطباءُ أنها بسبب سوء التغذية.

لو أنك فقط أعطيتني فنجانًا من الشاي ذلك المساء، لما أصابني شيء“. ظلت هذه الكلمات تلاحق “شارلي” لأيام بعدها؛ فهل كان فنجان من الشاي في استطاعته أن ينقذ حياة والدته؟

عمل “شارلي” منذ نعومة أظافره في أعمال عديدة منها: بائع زهور، وبائع صحف، وعامل بمطبعة، وراقص استعراضي في إحدى الفرق التي كان أبوه -كان مغنيًا وممثلًا بالمسرح أيضًا وقضى عليه الخمر- على معرفة بصاحبها. كما تكفل أخوه في بعض الفترات بالإنفاق عليه من عمله بالتمثيل.

لم ينس “شابلن” هدفه الرئيس في دخول عالم الفن والتمثيل، وبدأ مشواره في أدوار بسيطة وهو في عمر الثانية عشرة. إلى أن وصل للتاسعة عشر وكان ممثلًا ناجحًا في إحدى الفرق، وأثناء إحدى جولاته مع فرقته عُرض عليه ثلاثة أدوار سينمائية.

تدرج “شابلن” في الصعود إلى أن صار يمثل ويخرج أفلامه بنفسه فكان يقول: “كل ما أحتاجه لصناعة كوميديا: منتزه وشرطي وفتاة جميلة“.

ولدت شخصية الصعلوك التي اشتهر بها “شارلي” في فيلم (أطفال يتسابقون في فينيس) عام 1914، عندما كانت الأفلام يقاس طولها بطول الفيلم المصوّر عليه -75 قدمًا، 60 قدمًا، هكذا- لا بمدة الفيلم كوقتنا الحاضر، لذلك، كان الفيلم يعتبر من الأفلام الطويلة في ذلك الوقت.

زادت شهرة “شابلن” وصار يُستقبل في البلاد كاستقبال الملوك والرؤساء، وكتبت الصحافة عنه وعن قصة نجاحة وأن الفقر هو الملهم الأساس لعبقريته؛ مما أثار دهشته ورد على ذلك في مذكراته وقال: “إنني لا أرى الفقر جذابًا، ولا بانيًا للشخصية. فالفقر لم يعلمني شيئًا غير تشويه القيم والمقاييس، والتقدير المبالغ فيه لفضائل ومحاسن الأغنياء والذين يطلق عليهم صف الطبقات الأرقى”.

لطالما جذبتني فكرة “الباكون الضاحكون”، أي الممثلون الذين أدوا أدوارًا كوميدية وكانت نشأتهم في الأصل صعبة وبائسة. وما الرابط بين الفكرتين؟ وجدت إجابة سؤالي على لسان “شابلن”: “من الحقائق العجيبة في عالم الخلق الكوميدي أن المآسي عادة توحي بالسخرية: لأن السخرية في اعتقادي موقف من مواقف التحدي. فنحن نسخر في مواجهة القوى التي نقف أمامها عاجزين وإلا أصابنا الجنون“.

بعد ظهور السينما الكلامية والتي حلت محل السينما الصامتة، رفض “شارلي” رفضًا تامًا العمل بها، وأخرج فيلمه الجديد الصامت والذي بالرغم من أنه كان في وقت سطوع نجم السينما الجديدة؛ إلا أنه حقق نجاحًا باهرًا منقطع النظير. وتوقف بعدها “شابلن” عن التمثيل بعد أن أدرك أنه لا يوجد مكان لنوع الفن الذي يقدمه. وبدأ في تدوين مذكراته هذه التي كان يكتبها من منزله الفخم وهو في قمة ثرائه. إلا أن القارئ لا يستطيع أن يخطئ النبرة الحزينة في كتاباته، بعيدًا عن السخرية والكوميدية التي اعتاد عليها في أفلامه.

شارلي شابلن” الذي رأيته في مذكراته: شخص حزين، لم يستطيع التغلب على ماضيه، ولم يستطع التوقف عن التفكير في مأساة والدته، رغم خفة الظل التي اتسم بها في أعماله؛ إلا أنه فقدها في مذكراته. فبمقارنته مع الممثلين الكوميديين الذين كتبوا مذكراتهم واستطاعوا أن يعاملوا القارئ على أنه صديق لهم، سترى أن “شابلن” يفتقر إلى هذه الصفة، فعامل القراء على أنه أديب يعرض عليهم قصته التي يجهلوها تمامًا. الأسلوب نفسه مشوق وسلس في كثير من فصول الكتاب؛ إلا أن التصوير بها لم يكن تصويرًا سينمائيًا، فلم تصل الصورة للقارئ كما ينبغي، لذلك ربما كان السبب في إرفاق العديد من الصور الفوتوغرافية للشخصيات التي تحدث عنها.

أما الترجمة، والتي قام بها “صلاح حافظ”؛ فترجمة أدبية جذابة، تنقل إليك شعورًا بأن اللغة العربية هي اللغة الأصلية للكتاب وليست مترجمة.

شارلي شابلن”، أخبرنا ما يريد أن يقوله عن نفسه وتجربته في الحياة، فمنذ أن كان طفلًا وُضع العالم كصخرة فوق كتفيه. كما الأدب في الأصل ليس مهنته، فيمكن أن نغفر له الكثير من الثغرات والهفوات الأدبية في سبيل معرفة كم أكبر من المعلومات عن حياته، ومراحل تطور عبقرية الشخصية الكامنة أمامنا في أفلامه.

التقرير الإلكترونية في

14.02.2015

 
 

في محاضرة بمركز كانو الثقافي

المخرج السينمائي بسام الذوادي: الذاكرة حالة عابرة

المصلى - حبيب حيدر

أكد المخرج السينمائي بسام الذوادي، في محاضرة بعنوان «السينما في حياتنا المفهوم والفهم»، أن «الذاكرة حالة عابرة وليست شيئاً مؤكداً، فالتفاصيل تغيب وتبقى الحالة وعليه لا يمكن نقل الواقع كما هو، ولذلك فإن الفن السينمائي يركز على الحالة وليس نقل الواقع أو نص الرواية التي يكتبها المؤلف»، محيلاً ذلك التباين إلى «اختلاف أدوات كل منهما؛ فكما أن للكاتب أدواته من وصف وسرد وغيرهما فإن للسينمائي أدواته المختلفة من لقطات ومشاهد وغيرها والتي بالضرورة تصنع مخيلة أخرى». جاء ذلك في محاضرة بمركز كانو الثقافي مساء يوم الثلثاء ( 10 فبراير/ شباط 2015)، بحضور مجموعة من المثقفين والأدباء والمهتمين ورواد المركز.

بداية، نوه الذوادي بدور الرواد في المجال السينمائي في البحرين محيلاً الفضل لهم في الريادة ومؤكداً على دورهم المهم «الذين لولاهم ما قدمنا الذي قدمناه بعدهم»، مشيداً بالمخرج خليفة شاهين، الذي حضر الأمسية، وبأفلامه التسجيلية «ودوره وأسبقيته في صناعة الفيلم السينمائي في البحرين، وإتاحته الفرصة للمخرجين البحرينيين في استخدام استوديو الصقر الخاص به ووضع إمكاناته في خدمتهم».

السينما بين موجتين

بعدها، تحدّث الذوادي عن الفرق بين السينما في السابق التي كانت تعتمد على البساطة والمشاهدة والاستماع، ولا تثير التفكير، حتى أنها (السينما) في فترة الأربعينيات كانت تصنف ضمن وسائل الاتصال الباردة كون القصة معروفة ونتيجتها محسومة بالضرورة، ولا تثير الجدال أو التفكير العميق، بينما الفترة التالية وخصوصاً مع مخرجي «أفلام الموجة الجديدة» حيث تم تجاوز تلك الحالة الباردة في التلقي وأصبح الفيلم يعتمد على فهم المشاهد؛ خرجت عن التصنيف السابق وصارت ضمن وسائل الاتصال الساخنة، فهؤلاء المخرجون الجدد أسسوا لحالة مختلفة وأكدوا على دور المشاهد الذي بات عليه أن يكمل الصورة من خلال الحالة الرمزية والنهاية المفتوحة، وصار المتلقي شريك المخرج، وأصبح الجمهور بعد خروجه من المشاهدة يناقش موضوع الفيلم ويعيد النظر في أفكاره ويتغير ويغير أيضاً، بل ويعيد النظر في أفكار الواقع من حوله.

الذاكرة حالة عابرة

أكد الذوادي أنه لا يوجد فيلم سيء وآخر جيد، فكل فيلم ينوي تقديم الأفضل ولكن أحياناً لاختلاف السياق أو للمغايرة في الفيلم لا يتم تقبله إلا بعد سنوات من صدوره كما حدث لبعض أفلام يوسف شاهين التي لم تتحول بعضها إلى أفلام جماهيرية إلا بعد عشر سنوات من صدورها وعرضها، وهكذا فإنه لا توجد أفلام ليس لها معنى.

وأضاف «لا توجد أفلام تنقل الواقع كما هو، فالذاكرة حالة عابرة وليست شيئاً مؤكداً، فالتفاصيل تغيب وتبقى الحالة، وليست الذاكرة سوى حالات ناتجة عن تلك التفاصيل الغائبة، بدليل أنك حينما تشاهد الفيلم مرة أخرى تكتشف أشياء أخرى لم تلتفت إليها من قبل بل وتعيد النظر إليها وما ذلك إلا للوعي الجديد الذي تكون لديك، وهكذا دائماً حينها نكون قد نسينا الفيلم وبقيت الحالة».

«حكاية بحرينية»

استشهد الذوادي بتجربته في فيلم «حكاية بحرينية» الذي كتبه الروائي والسينارست فريد رمضان عن قصة بحرينية حقيقية فعلاً ولكن «بالتأكيد تفاصيل الواقع العديدة تختلف عما التقطه فريد رمضان وكتبه، كما أن قصة فريد اختلفت عن الواقع فكذلك أنا كمخرج كان لي انطباعي المختلف، بالإضافة إلى خبرتي وخلفيتي التي لها دور في اختلاف التلقي، ومن حقي أن أقدمه كما رأيته، وهكذا من سيقرأ الرواية ثم يرى الفيلم حتماً سيرى الفارق بين الاثنين فأدواتي مختلفة بالطبع عن أدوات الكاتب؛ فهناك مشاهد مهمة في الرواية ولكنها غير مهمة في الفيلم، ناهيك عن الوصف الذي يصنعه الكاتب في جملة بسيطة وقصيرة، حين تحوله لمشهد لربما يتطلب الكثير ومن هنا يظهر حجم التباين بين سياقين مختلفين، وكثيراً ما يكون هدف الفيلم مختلفاً عن هدف الرواية، كما أنه من حق المخرج عكس الواقع الذي يريده على القصة الأساسية للرواية، وكثيراً ما نقارن بين الاثنين ونتوه ونظلم أحدهما».

بين الواقع والرواية والسينما

وخلص الذوادي إلى أن التباين بين الواقع والكتابة والسينما مرده إلى أنه لا يمكن نقل الواقع كما هو، على مستوى الكتابة كما لا يمكن نقل الكتابة كما هي على مستوى السينما، ولذلك فإن الفن السينمائي يركز على الحالة وليس نقل الواقع أو نص الرواية التي يكتبها المؤلف، محيلاً ذلك التباين إلى اختلاف أدوات كل منهما، فكما أن للكاتب أدواته من وصف وسرد فإن للسينمائي أدواته المختلفة التي بالضرورة تصنع مخيلة أخرى، فقراءة الرواية حالة، ومشاهدة السينما حالة أخرى، فالناس ترى المشاهد وتستمتع بالصورة، وهي حالة جماهيرية، بينما الرواية خاصة ومحدودة التوزيع والانتشار، والمقارنة تضيع الكثير من المتعة الفنية الخاصة بكل فن من الفنون.

ندوة في القطيف تناقش نظريات ستيفن هوكينغ

القطيف - النشاط الثقافي بالربيعية

نظم النشاط الثقافي بالربيعية ومركز ارتقاء للتدريب والتطوير ندوة علمية بعنوان «بين التصميم العظيم والمصمم الأعظم»، قدمها حسن أحمد اللواتي ومحمد رضا اللواتي وجاسم العلوي، بحضور نخبوي تجاوز 600 شخص من كلا الجنسين.

وناقشت الندوة النتائج الفلسفية لأحدث النظريات الفيزيائية وتأثيرها على الفلسفة والإيمان، المقدمة في كتاب «المصمم الأعظم» للمؤلف حسن أحمد اللواتي من سلطنة عمان، والذي كان قراءة نقدية في كتاب «التصميم العظيم» لستيفن هوكينغ الذي تمازج بين البحث الواقعي ومدى إدراك الإنسان للواقع الخارجي وبحثه في نظرية المعرفة، وبين الإنكار بضرورة وجود خالق للكون ومناقشة وجود إرادة حرة للإنسان بشكل فلسفي.

قدم الندوة عبدالمعطي المختار وبدأ بتقديم علم الفيزياء جاسم العلوي الذي استعرض خلال سلسة التطور الزمني لنظريات الفيزيائية بصورة علمية من بداية القرن العشرين بالتحديد والتي تعددت بين النظرية والكواتية والنسبية ومن ثم النسبية العامة التي تعارضت مع النظرية الكواتية، في حين نجد أن أغلب المحاولات العلمية هو محاولات حديثة لدمجهما مع ضخامتهما، في حين نجد المعول الأول الآن ضمن نظرية الأوتار العليا وغيرها من النظريات التي تبنى عليها السببيات لنشأة الكون بصورة فلسفية مع تسيد النظرية النسبية العامة.

وتحدث حسن اللواتي عن الهدف من تأليف كتاب «المصمم الأعظم» ومحاولة الوقوف بين سطوره لفتات فلسفية وحقائق علمية ومحاول التمازج بينهما، ومعرفة الطروحات المقدمة من خلال وجود الخالق وخلقه وإيجاده للكون بصورة علمية فلسفية، كما بين علاقة العلوم الطبيعية بالفلسفة إذ لا يمكن الوصول للمعلومة إلا من خلال القاعدة السببية مع حالة التعارض الحاكمية للبحث العقلي وهل يمكن الوصول للبحث التجريبي.

وبين مؤلف الكتاب اللواتي أن ستيفن هوكينغ لا ينفي وجود خالق لكون لكنه يؤمن بأن افتراض وجود خالق افتراض غير مبرهن، وهنا عرض المؤلف بعض النظريات بناءً على البحث العلمي من منظور إيماني بوجود الخالق ومنها حدثت بعض الاستنتاجات العلمية بقالب فلسفي. على ضوئها، ناقش مع الحضور بعض النظريات التي نقدها في كتابه وكان استنتاجه بما يوافق تمازج المنطلق الفلسفي والبحث العلمي، ومنها؛ مسألة الأكوان المتعددة، ما المقصود بالوجود والعدم؟ حاكمية القانون أم حاكمية العقل؟ هل تخطئ الحواس؟ الإرادة الحرة وهل الوجود منحصر بالمادة؟؛ هل نشأ الكون من العدم؟ ولماذا نحتاج للخالق؟

كان بين طيات الكتاب أربع تعليقات قدمها الكاتب محمد رضا اللواتي وعلى ضوئها تم استعراضها وشرح ما تحوي من مضامين وكانت التعليقات وفق ما طرح في الكتاب من استنتاجات ومناقشات فلسفية وهي؛ الفلسفة الإلهية، السببية، الحركة والزمان الجوهريان ونشوء البُعد اللامادي والتعليقة الرابعة برهان الصديقين وأشكاله الثلاثة.

يذكر أن أكثر ما ميز الأمسية هو الحضور الواعي القادر على المناقشة والطرح وفق دراسة علمية تنم عن غزارة الاطلاع والمعرفة.

الوسط البحرينية في

14.02.2015

 
 

أشهر 5 أفلام رومانسية

كتبت سارة الباز

فى زحام الحياة وصخب أزمات البشر واحتدام تطلعاتهم التى تقتل أفراحهم وإحساسهم بمشاعر الحب، تأتى الأفلام الرومانسية لتستثير تلك النزعة القابعة فى أعماق الإنسان، والباحثة عن الحب والسكينة والمشاعر رغم جفاف الحياة وحدّة إيقاعها، تلك اللحظة الإنسانية الصادقة التى يجنح فيها الإنسان إلى الحب والرحمة والحنان، يطلبها ويتطلبها، ليعود إلى حالة التوازن النفسى والروحى التى أفسدتها وقائع وحوادث دنيانا وماديتها الساحقة.

عندما تشعر بذلك الفراغ داخلك، وتجد نفسك تدفعك – دون أن تنتبه – إلى البحث عن أفلام رومانسية تشبع بها فراغ روحك وتداوى بها شرخًا صنعته الحياة فى النفس، فهناك قائمة من الأفلام ستتداعى إلى ذهنك مباشرة، تطول القائمة على الحصر، ولكننا فى عيد الحب لا يمكن أن ننفق الوقت فى حصر القائمة ولا نحتفل معكم بالحب وعيده وبإسهامات السينما المصرية برومانسيتها الناعمة فى الحنوّ على أرواحنا، لذا نورد لكم 5 أفلام رومانسية مهمة – من مراحل مختلفة ولنجوم مهمين – أثرت فى الجمهور بشكل غير عادى

فيلم حبيبى دائما

رومانسية وعذاب وحرمان، ثم لقاء مقرون بالفراق الأبدى، صورة وأحداث يدفعانك جبرًا إلى البكاء وأنت تتابع فيلم “حبيبى دائمًا”، الذى يرتبط فيه الحبيبان، ولكن بسبب الفوارق الاقتصادية والاجتماعية يرفض أهل الفتاة زواجها من زميلها الطبيب، تحاول الفتاة الهروب منهم إليه، ولكن كرامته تأبى عليه قبول زواجها رغمًا عن أهلها، فتشعر بالخذلان وخيبة الأمل، وتستسلم للزواج من الدبلوماسى الباحث عن زوجة مصرية يستأمنها على تربية أبنائه، ويرغب فى تطبيعها على تقبّل حياته وثقافته الغربية، ويحدث التنافر المحتوم بين فكر الشرق والغرب، وتعود الفتاة وتسهم الجدة فى عودة الحبيبين لبعضهما، ويتزوجان بالفعل، ولكن السعادة لا تكتمل، فالحبيبة فى طريقها إلى الموت بسبب إصابتها بورم خطير فى المخ، وتتوالى الأحداث التى يحاول فيها الحبيبان تسجيل ذكرياتهما الأخيرة فى العقل والوجدان، وتموت البطلة على ذراع البطل – فى المشهد الأخير – تاركة له الذكريات والدموع.

عرض فيلم “حبيبى دائمًا” فى 11 أغسطس 1981، فى سينما كايرو، والفيلم من إخراج حسين كمال، وسيناريو الدكتور رفيق الصبان، وحوار كوثر هيكل، وبطولة: نور الشريف، وبوسى، وماجدة الخطيب، وسعيد عبد الغنى.

بين الأطلال

فيلم “بين الأطلال” عمل سينمائى مهم، يروى تفاصيل حب يبدو مستحيلاً؛ وذلك لأن البطل والبطلة التقيا فى زمان ومكان وظروف اجتماعية غير مناسبة، فالبطل رجل متزوج يكبر الفتاة الجميلة المُحبِّة كثيرًا، تجمعهما المشاعر والانبهار بالكاتب الذى أحبته البطلة على صفحات رواياته، قبل أن تلتقيه على أرض الواقع، يواجه الحبيبان تحديات طبيعية متوقعة، تجعل حبهما يبدو مستحيلاً، فتتزوج الفتاة من رجل آخر، ويتعرض البطل لحادث سير، يجعله أسير الكرسى المتحرك بعد إصابته بالشلل، ويموت بعد فترة، تتوالى الأحداث وتساعد البطلة زوجة حبيبها فى الولادة، لتبقى فى منزله تربى ولده وتعيش بين الأطلال، حيث عاش الحبيب وتزوج وأنجب أثره فى الحياة.

عُرض فيلم “بين الأطلال” فى عام 1959، من إخراج عز الدين ذو الفقار، وقصة يوسف السباعى، وسيناريو وحوار عز الدين ذو الفقار ومحمد عثمان، وإنتاج عز الدين ذو الفقار، وفيلم بين الأطلال من بطولة: فاتن حمامة، وعماد حمدى، وحسين رياض، وصلاح ذو الفقار، وسميحة أيوب، وصلاح نظمى.

فيلم نهر الحب

نجح فيلم “نهر الحب” فى إقناع المشاهد بقلب المبادئ الأخلاقية، وتقبل حب غير مشروع من زوجة تعانى قسوة وصلف وبرودة مشاعر زوجها، الذى تزوجها رغمًا عنها وعن أخيها، بطريق الابتزاز، وذلك بعد اكتشاف الباشا الكبير فى السن اختلاس أخيها لمبلغ مالى من عهدته، فتضطر البطلة لقبول الزواج منه لتنقذ أخاها وأسرته من الضياع، وتعيش حياة تعيسة مع رجل لا يعرف للحب والمشاعر سبيلاً، حتى يمنّ الله عليها بابتسامة مشرقة فى ظلام حياتها المُرّة، على الرغم من تيسر المال وسبل الحياة، ويرزقها بطفل جميل، يخفف ألم معاشرة قسرية  لرجل مغرور لا تحبه، وبلا مقدمات تقابل شابًا فى إحدى الحفلات، وتقع فى غرامه، كما سقط هو أيضًا فى غرامها، تطلب الطلاق، ولكن الزوج يرفض ويتعسف فى منحها الحرية، لتعيش مع من أحبت، يبعث وراءها من يلتقط لها صورًا مع حبيبها، ليسلبها حق حضانة طفلها، ويموت حبيبها فى حرب 1949، وتحاول الرجوع لتربى ولدها، ولكن الزوج يطلقها، لتجد نفسها فى النهاية ضائعة بلا حبيب أو زوج أو ولد، فتفضل الموت، وتسلم نفسها لعجلات القطار، لتنهى حياتها باختيارها.

عُرض فيلم “نهر الحب” على شاشات السينما فى عام 1960، من إخراج عز الدين ذو الفقار، عن قصة الأديب الروسى الكبير ليو تولستوى “أنا كارنينا”، وسيناريو وحوار يوسف عيسى وعز الدين ذو الفقار، وإنتاج حلمى رفلة، وبطولة فاتن حمامة، وعمر الشريف، وزكى رستم، وعمر الحريرى، وفؤاد المهندس.

فيلم أيامنا الحلوة

يتناول فيلم “أيامنا الحلوة” قصة الحب الذى يخطفه المرض والموت، بين فتاة جميلة فقيرة، تسكن فى غرفة على السطوح بجوار سيدة، و3 شباب أصدقاء يقعون فى غرامها جميعًا، ولكن قلبها يختار واحدًا منهم، ويكتشفون جميعًا إصابتها بالمرض، فيتهافتون على مساعدتها بشتى الطرق، إلى درجة زواج أحدهم بفتاة غنيّة لا يحبّها من أجل توفير المال اللازم للعملية الجراحية اللازمة لإنقاذ حياتها، ويدخل الآخر رهانًا على مباراة ملاكمة من أجل مكافأة الفوز، وبالفعل تجرى العملية للبطلة بنجاح، ولكن الطبيب يصارحها بأنها لن تستطيع الزواج، ويجب أن تظل فى راحة دون حراك لشهور، لخطورة ذلك على حياتها، فتشعر أن حياتها بلا بمعنى وبلا هدف، فهى لا تستطيع أن تتزوج حبيبها، وستحرم من الأمومة، ولن تستطيع العمل، فلماذا تعيش، فتقرر الاستسلام للموت، وتخالف تعليمات الطبيب، وتقوم من سريرها لوداع حبيبها وأصدقائها الوداع الأخير من نافذة غرفتها بالمستشفى، لتسقط ويُسدل الستار على قصة حب كتب الموت نهايتها.

تم عرض فيلم “أيامنا الحلوة” فى دور السينما فى عام 1955، وهو من قصة وإخراج حلمى حليم، وسيناريو وحوار على الزرقانى – عن رواية البوهيمية لهنرى ميرجيه – وبطولة فاتن حمامة، وعمر الشريف، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزى، وزينات صدقى.

السلم والثعبان

فى صورة حديثة ومختلفة للحب وإيقاعه فى القرن الحادى والعشرين، يطل علينا فيلم “السلم والثعبان”، حاملاً قصة حب بين شاب توفيت زوجته ولديه ابنة، ويعيش حياته بنمط متحرر ومنطلق، حيث يُعرف بتعدّد علاقاته النسائية هو وصديقه، بينما يعانى أزمة مالية ومشكلات فى الشركة التى يعمل فيها، فيدبر القدر لقاء بين الفتاة الجميلة والشاب فى إحدى الحفلات.

تتطور العلاقة سريعًا بينهما، ويطلب منها إقامة علاقة حميمة، فترفض، فيعاقبها بالابتعاد عنها، ثم يندم ويشعر أنه أحبها بصدق، ويحاول العودة إليها مرارًا، ولكنها ترفض، ويبذل محاولاته حتى تقبل الزواج منه.

فيلم “السلم والثعبان” من إنتاج عام 2001، بطولة هانى سلامة، وحلا شيحة، وأحمد حلمى، ومن إخراج طارق العريان.

107 أعوام على رحيله.. وعرض بعد ثورة يوليو بخمسة أشهر!

ناصر عراق يكتب: مصطفى كامل.. أول فيلم روائى عن زعيم سياسى مصرى

* المصريون يكتتبون لعمل تمثال للزعيم عام 1909، فأين نحن الآن؟

الكاتب الصحفى أنور أحمد يمثل للمرة الأولى شخصية الزعيم ويهجر التمثيل بعدها نهائيًّا

* الملك فاروق يرفع الستار عن التمثال الذى صنعه فنان فرنسى فى عام 1940 

فى 10 فبراير من عام 1908 مات مصطفى كامل أول زعيم سياسي مصرى فى القرن العشرين، فانخلع قلب الأمة حزنًا عليه، وتصدى أمير الشعراء أحمد شوقى لغراب الموت، ورثا الزعيم بقصيدة ظلت خالدة من قرن إلى الآخر، وفى عام 1952 – وبالتحديد فى 14 ديسمبر – عرض فيلم يحمل اسم “مصطفى كامل”، فما حكاية هذا الفيلم؟ وهل عرض قبل هذا التاريخ؟ ولماذا حذفت السلطات من المقدمة اسم مؤلف قصة الفيلم؟ وكيف اتفق المصريون واكتتبوا لإنشاء تمثال تخليدًا لذكرى الرجل عام 1909، أى بعد رحيله بعام واحد، لكن الناس لم تر التمثال إلا فى عام 1940!

السطور التالية ستحمل الكثير من المفاجآت عن الزعيم والفيلم والقصيدة والتمثال

المحامى والسياسى فتحى رضوان.. واضع القصة

أولى المفاجآت تلوح لك عندما تشاهد فيلم “مصطفى كامل” الآن، لأن الشركة المنتجة واسمها “المصرى” – لصاحبها المخرج أحمد بدرخان – كتبت فى المقدمة ما يلى بالنص: “تعلن أفلام المصرى أن الظروف حالت فى العهد الماضى دون تسجيل اسم واضع قصة هذا الفيلم، ويسرنا أن نعلن فى عهد التحرير أن فكرة القصة من وضع الأستاذ فتحى رضوان”، وفتحى رضوان محام وسياسى مصرى شريف، ناضل ضد بطش النظام الملكى، فتلقى العقاب وذاق العذاب!

من هذه المقدمة نعرف أن الفيلم كان معروضًا فى العهد الملكي، لأن ناقدنا الكبير الأستاذ محمود قاسم قال فى كتابه “دليل الأفلام المصرية فى القرن العشرين”، إن الفيلم عرض فى 14 ديسمبر 1952، أى بعد اندلاع ثورة يوليو بخمسة أشهر تقريبًا، كما أنه لم يذكر اسم فتحى رضوان بوصفه مؤلف القصة! وما يؤكد أن الفيلم عرض قبل ثورة يوليو أن فتحى رضوان (1911/ 1988) كان مسجونًا منذ حريق القاهرة فى 26 يناير، حتى جاء الضباط الأحرار وأفرجوا عنه، وعليه فقد حذفت الرقابة فى عهد الملك اسمه من المقدمة

أنور أحمد.. التمثيل لأول وآخر مرة

المفاجأة الثانية فى هذا الفيلم تتمثل فى أن بطله – أى من تقمص شخصية مصطفى كامل – لم يمثل من قبل ومن بعد، واسمه أنور أحمد، ووفقًا لصفحة “السينما دوت كوم”، فالرجل من مواليد القاهرة عام 1913، وقد مارس الكتابة الصحفية فى الأدب والسياسة، كما أنه أشرف على باب مشاكل المرأة على الشاشة، الذى كانت تنشره مجلة “حواء”، وقد رحل عن دنيانا فى عام 1984.

الغريب أن الرجل لم يخض تجربة التمثيل بعدها على الإطلاق، رغم أنه حقق نجاحًا لافتا فى تجسيده لشخصية مصطفى كامل، ومن عجب أيضًا أنه شارك فى كتابة سيناريو الفيلم، وقد كتب اسمه قبل الاثنين اللذين شاركاه فى الكتابة، وهما: يوسف جوهر والمخرج أحمد بدرخان، ومع ذلك فقد أقلع تمامًا عن الكتابة للسينما، لكنه عاد فى سنة 1979 وشارك أمينة الصاوى فى كتابة سيناريو وحوار مسلسل “الأيام”، الذى تناول حياة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، ولعب بطولته أحمد زكى.

صمويل هنرى.. لمسات فرنسا على وجه الزعيم

أما المفاجأة الثالثة فيكشفها تمثال مصطفى كامل، الذى يزين الميدان الذى يحمل اسمه فى وسط القاهرة الآن، فهذا التمثال له قصة بالغة الغرابة، تتلخص فى أنه بعد وفاة مصطفى كامل – وبالمناسبة فقد كان رئيس الحزب الوطنى ورئيس تحرير جريدة اللواء – أقول، بعد وفاته اجتمعت لجنة مكونة من كبار الشخصيات السياسية والثقافية – أحد أعضائها أحمد لطفى السيد – للبحث فى كيفية تخليده، وتوصلت إلى الدعوة إلى الاكتتاب العام من أجل عمل تمثال لهذا الزعيم الشاب الذى ولد فى 1874.

بالفعل نشرت جريدة الأهرام – فى 20 أكتوبر 1909 – أن المصريين جمعوا 3500 جنيه وبعض الكنوز، وهى موجودة فى خزينة البنك الألمانى الشرقى، وفى 15 يناير 1914 نشرت الأهرام خبرًا عن وصول تمثال مصطفى كامل من باريس، وعلى الفور طالبت اللجنة الحكومة بأن تضع التمثال فى أحد الميادين. (جريدة الأهرام/ 7 فبراير 2015).

المهم لم يتم رفع الستار عن التمثال إلا فى 15 مايو من سنة 1940، حين تقدم الملك فاروق حاشيته ووزراءه ليزيح الستار عن تمثال أول زعيم مصرى فى القرن العشرين، رغم مطالبة على بك كامل – شقيق مصطفى – جريدة الأهرام بتبنّى أمر وضع التمثال فى ميدان عام فى عام 1927، وأظنك تعلم أن الإنجليز كانوا يحتلون مصر فى ذلك الزمن، ولا ريب فى أنهم تدخلوا وعطلوا رفع الستار عن التمثال طوال هذه السنوات كلها.

قصة هذا التمثال توضح لك بعض الأمور المهمة، مثل: أن المصريين قبل 107 سنوات كانوا يعشقون الفنون، ويعتبرون فن النحت هو الأهم فى تخليد العظماء، لذا أسهموا بأموالهم لجمع المبلغ المذكور للإنفاق على صناعة التمثال، ولك أن تتحسر الآن على الأفكار البائسة التى انتشرت لتحريم الفنون ولعن النحت والتماثيل، ولعل ذلك يفسر لك لماذا لا تحتوى ميادين القاهرة على تماثيل لجمال عبد الناصر، إذ أن كل التماثيل التى نراها الآن مصنوعة وموضوعة فى العهد الملكى، وهى لإبراهيم باشا وسعد زغلول ومحمد فريد وطلعت حرب ولاظوغلى باشا، ومؤخرًا وضعوا تماثيل لطه حسين ونجيب محفوظ وعبد المنعم رياض، لكن فوضى القاهرة وزحامها وتكدسها حرموا الناس من التطلع إلى هذه التماثيل والتمتع بها!

الأمر الثانى الذى يلفت نظرنا إليه هذا التمثال، هو أن مصر لم يكن بها نحات مهم فى ذلك الزمن، ما جعل اللجنة المصرية تكلف فنانًا فرنسيًّا بنحت تمثال لمصطفى كامل، أو “فتى مصر الأول” كما أسمته جريدة الأهرام آنذاك، مع الأخذ فى الاعتبار أن مدرسة الفنون الجميلة كانت قد أنشئت عام 1908، وكان النحات الرائد محمود مختار – صاحب نهضة مصر – ضمن طلابها الأوائل.

بقي أن نشير إلى أن الفنان الفرنسى الذى صمم ونفذ تمثال الزعيم مصطفى كامل اسمه هنرى صمويل، كما كُتِب فى مقدمة الفيلم، حيث أحسن المخرج صنعًا عندما جعل أسماء العاملين فى الفيلم تظهر على خلفية للتمثال.

أحمد شوقى.. الأمير يرثى الزعيم

عندما مات مصطفى كامل بكته مصر كلها، ولعل من أبرز ما كتب عنه يوم جنازته فى 11 فبراير 1908 ما كتبه مرقس حنا باشا الذى قال: “إن العظمة والمهابة اللتين أحاطتا بنعش المرحوم مصطفى كامل دلّتا دلالة صادقة أكيدة أنه لم يكن صديقًا لفريق من المصريين، بل كان صديقًا لجميع الوطنيين على السواء”.

لكن تظل قصيدة أمير الشعراء هي الحدث الأدبي الأهم في هذا المصاب الجلل الذي ألم بالمصريين، ويقال إن أمير الشعراء كانت تربطه علاقة صداقة قوية بالزعيم. طالع معي بعض الأبيات الرائعة التي كتبها شوقي في رثاء مصطفى كامل

         المشرقان عليك ينتحبـــــــان    قاصيهما فى مأتــــم والدانــــى

         لمّا نعيت إلى الحجاز مشى الأسى فى الزائرين وروّع الحرمان

         يا ليت مكة والمدينة فازتا فى المحفلين بصوتك الرنـــــــــــــان

         فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمـــر ثـــــــــان

        فاصبر على نعمى الحياة وبؤسها نعمى الحياة وبؤسها سيـــــان 

انتهى الاقتباس من قصيدة شوقى فى رثاء مصطفى كامل، ولنتوقف هنا.. إذ من الصعب أن نكتب شيئا بعد أمير الشعراء!

43 سنة على الرحيل

زكى رستم.. ارستقراطية الحياة وفتوّة التمثيل وخزانة الحكايات والوجوه

كتب حازم حسين

منذورون لمآلات تعرفنا قبل أن نعرفها، ولسكك تتشكّل فى خلجات أقدامنا ودواخلها، لا نحتاج إلى هندسة لما فوق الوعى، ولا ترتيب لما دون العين، تأتى الرياح بما يليق بالسفن، وما يحب المستقر فى وعى الألواح والدُّسر ويرضى، فتُبدّلنا الأيام على موائد الدراما وحوادثها، تصفّى عجينة الروح من مائها العارض، وتبثّ فيها حصة من خبز الوسائل وملح الغايات، فيعكف الفاسق على كؤوس الزهد، وينطلق العابد فى مروج اللذة، ويترك زكى رستم قصور وضياع العائلة، قاصدًا هيكل المسرح وكنيسته، وحانات السينما ومواخيرها، ومقتفيًا مآل المنذور للسفر البعيد، والموقوف على متاهة لا عاصم منها، والميسور لصنعة لا يُحسنها عاديّو العبور، ولا يليق لها المهندمون وأبناء الإيقاعات المتماثلة، وهكذا كان الباشا والصعلوك محمد زكى محرّم محمود رستم.

غُرّة على مفرق الطفل المنسوب للواء وباشا من وجهاء أول القرن، ولأب من كوادر الحزب الوطنى وأصدقاء مصطفى كامل ومحمد فريد، كانت تلوح كهلال وليد على هامة شهر عربى، يبشّر بتواتر منتظم الإيقاع للأيام والليالى، ونهاية على ظلام البداية، تُخربش وجه الساعة لتنسج شهرًا لا يشذّ عن عائلة القمر وأسلاف مواقيته، ولكن تشكُّل الغيب فى رحم المعلوم، واختلاج السرّ بمادة المُعلَن، وتداخل العابر والمقيم، كانوا مفاتيح نورانية لولوج لعنة مقدّسة تليق بالزكىّ الأرستقراطىّ ويليق بها، من بدء التكوّن على عين الأُبّهة، وفى رُدهات القصور، مفردة منمّقة فى سهرات البرجوازيين التى تقتات على عصير أرواح المشخصاتية ومادة حياتهم، كان اجتباء آلهة الفن وربّات الجمال لروح زكى رستم، ترسيمًا حادّ الوقع والمعنى للحدود بين تمايزات الطين وتفاخر الناس، وقَصَاصًا للفُرجة وإعجازها من المتفرّجين وعجزهم، فأخذت أسرة الباشاوات متعة رخيصة السعر فارهة المضمون، ومنحت قطعة من طينها – غير راضية ولا مُقِرّة – لتساهم على غير هوى منها فى إكمال معمار الفن، وابتداع وتهذيب وصَفّ اللَبِنَة الناقصة.

عوّدنا التنميط على قوالب اعتمدها النحَّات لصياغة عيال آدم وفق أدوارهم وموفور حظّهم من العطايا والمنح، وعلى هذا الإيقاع  شكّل الغيب مادة ومنظور ابن الافتتان، إغداقًا وتنويعًا لموارد وطاقات صناع الفتنة، فأتى زكى رستم بمعمار أرستقراطى فاره: قوام فارع ممشوق، وكتفين عريضتين تملأن العين وتشبعان نهم السترة الفاخرة، تعلوهما رأس كبيرة وموفورة السبك والتشكيل، تستطيل دون تطويل، وتتشرّب حصّة من قداسة الدائرة، ومن أزلية بيضاوية الأرض وفتنتها، وعلى سطحها تتوزّع ملامح تمُتّ للعلية والاستثنائيين، ولا تتعالى على المتواضعين والعاديين، بأنف طويل وحاد الخطوط والانحدار، وعينين واسعتين كبحيرتين صناعيتين فى حديقة قصر ملكى شاسع، على سطحيهما يتجمّع سِربان من البط الأسود، فى كتلة كنقطة الدائرة، يدفئون الماء وينفخون فى نصاعته، ومن شاطئى البحيرتين تنطلق ردهتان طويلتان وفسيحتان، مكسيّتان برخام ناعم ولامع، ينتهيان إلى فم كأنه بئر مهجور، ألقى حمل روحه فى البحيرتين والتأم طَوفُه على العمق والظلام والظمأ، يكلّله شارب محكم الدوران، كأنه هلال معتم ابْيَضّ الليل من حوله فجأة، فظلّ متوهّجًا فى المركز ومحطّ النظر، يشاكسه حاجبان عريضان ومعقوفان بحدّة، كمنجلين فى موسم حصاد، أو شَصّى صيد فى المسافة بين تحرير خيطيهما وانغماسهما فى ماء البحيرتين وتيههما فى تجمّعى البط الأسود، وهى الملامح التى وفّرت له فى مجملها، وفى مسلك تجميعها ورصفها، إلى جانب الصوت الأجش المنتمى إلى المطلق والميتافيزيقيا أكثر من انتمائه لأسماع الناس ومعهوداتها، صورة غنيّة بالدلالات ومكتنزة بالوجوه والتعبيرات، لا تنتمى إلى السادة بقدر زائد عن انتمائها للعبيد، ولا تثير الخوف إلا بحجم وطاقة إثارتها للشفقة والأسى.

تسع وستون سنة تقريبًا تقلب زكى رستم على جمر أيامها ولياليها – بين المبتدأ فى مارس 1903 والمُنتَهى فى فبراير 1972 – عاش أُبّهة القصور والباشوات، وحياة المشخصاتية والممثلين، وذاق علقم الوحدة والمرض وتبدّد العافية، طعن عائلته فى سويداء فخرها وأرستقراطيّتها، مارس الرياضة وحاز بطولة فى رفع الأثقال، أصاب أمه بالشلل، تتلمذ على أيدى جورج أبيض وعبد الوارث عسر، أحب وحاول الزواج، صُدِم وقاطع النساء لفشل الزيجة ولعقدة ما أصاب الأم – فكان تجسيدًا عصريًّا لعقدة أوديب – مثّل وأبدع 240 فيلمًا، ملأ الدنيا بحضوره وصيته وسيرته، فقال عنه الفرنسيون والبريطانيون أنه رائد مدرسة الاندماج، ومكافئ مصرى لأورسن ويلز وتشارلز لوتون، واختارته مجلة “بارى ماتش” واحدًا من أهم عشرة ممثلين فى العالم، وفقد السمع واعتزل التمثيل وكَلّ قلبه وتلقّفته أسرّة المستشفيات، إلى أن مات وحيدًا، كما خرج من قافلة العائلة وحيدًا، وكما عاش وحيدًا بين طينين: مادة سَبْكِه ومبتدأ صنعه، ورفاق جنونه وأهل صنعته.

الأحد 21 - 9 - 2014 21:00

حكاية ثروة زكى رستم وجمال عبد الناصر ترويها المذيعة ليلى رستم

كتبت مها البدينى

كان الفنان زكى رستم أرستقراطيا صاحب أملاك وأطيان، غير أنه ترك كل متاع الدنيا وثرواتها من أجل نعيم الفن وشوق الوقوف أمام الكاميرات، ولأنه عم مذيعة الستينات الشهيرة ليلى رستمفقد حكت عنه حكاية تستحق القراءة.

زكى رستم والرئيس عبد الناصر

تحكى ليلى رستم ابنة أخ الفنان الكبيرزكى رستم فى حوار مع الإعلامى مفيد فوزى عن عمها قائلة: “الفنان زكى رستمكان إنسانا غير عادى وهو فنان حقيقى بمعنى الكلمة، ولكن الرئيس جمال عبد الناصر أخذ نصف ثروته بعد وفاته وبعد أن تخلى زكى رستم عن النصف الآخر من أجل الفن”.

عبد الناصر يحترم الأدباء والمفكرين

ووفقا لحديث المذيعة ليلى رستم، فقد كان الرئيس جمال عبد الناصر يحترم الأدباء والمثقفين وقد دشن لهم يوما فى السنة للعلم والثقافة والفن، وأن عمها زكى رستم لم يكن له أصدقاء، وعاش فى عمارة يعقوبيان وحده بعد أن رفضت أمه أن يعيش معها لأنه كان يأتى إلى المنزل يوميا فى الفجر، مما يؤثر ذلك على سمعة أخواته الفتيات.

البلياردو فى حياة زكى رستم

وبحسب شهادة ليلى رستم، فقد كان زكى رستم يجد حياته فى الفن والبلياردو ولم يتزوج.

لمشاهدة تصريحات ليلى رستم من هنا..

https://www.youtube.com/watch?v=6ZES9JqhAJc

الأربعاء 17 - 9 - 2014 00:00

قصة الجمهور الذى خلد زكى رستم وإستيفان روستى فى بورتريه

كتبت مها البدينى

تظل صورة الفنان متعلقة بعقول وقلوب الجماهير حتى بعد وفاته وتظل طُرق ابتكار صور لهم دائمة من قِبل مُحبيهم، ولذلك فقد أبدع عدد من جمهور ومحبى النجمين الكبيرين زكى رستم وإستيفان روستى فى رسم برورتريه لكل منهما عبر القلم الرصاص باستخدام برامج الحاسب الحديثة.

زكى رستم وإستيفان رستى

يُعرف الفنانان زكى رستم وإستيفان رستى بأشرار السينما، وللشر ملامح وتقاسيم وأدوار وأداء تختلف من ممثل للآخر، الممثل إستيفان رستى الذى ولد 7 إبريل عام 1891 ويُعرف بالشرير الأرستقراطى، أما زكى رستم وهو من مواليد 25 مارس عام 1903 فقد قام بأداء أدوار الشر وأتقن لحد مدهش دور التاجر والباشا والأب البرجوازى والموظف البسيط أبو البنات وهو رمز مهم من رموز السينما المصرية.

الثلاثاء 17 - 6 - 2014 15:30

شاهد “زكى رستم” فى ريعان شبابه بالبذلة الكاملة والمنديل!

كتب أحمد علوى

يعد الفنان القدير زكى رستم من أشهر نجوم الزمن الجميل، ويرى عدد كبير من النقاد أنه أهم من وقف أمام الكاميرا العربية على الإطلاق، وهو الأكثر موهبة بين قرنائه على امتداد عصور السينما.

رستم اشتهر بأدواره المختلفة التى يظهر من خلالها فى شخصية مفعمة بالشر والحقد والكراهية وأخرى يبرز فيها طيبة شخصيته، وبذلك استطاع الجمع بين كل المتناقضات أمام كاميرات المخرجين الذين فتنوا به قبل أن يفتن بأدائه عامة الجمهور.

ومن أندر الصور للفنان الراحل زكى رستم تلك التى ظهر بها وهو فى ريعان شبابه، حيث كان يرتدى “بذلته” الكاملة مع المنديل الأنيق، فى مظهر يعطى انطباعا بأصوله الأرستقراطية.

ولد زكى رستم عام 1903م، وتوفى عام 1972 عن عمر يناهز 68 عاما. ومن أبرز الأعمال التى قدمها فيلم “زينب” عام 1930 و”الضحايا” عام 1932م، أما آخر أفلامه فهو “أجازة صيف” عام 1967.

السبت 24 - 5 - 2014 18:30

مجلة “لايف” الأمريكية تمجد زكى رستم.. فما السبب؟!

كتبت بسنت جميل

إنه أعظم ممثل فى الشرق الأوسط”.. هكذا قالت مجلة “لايف” الأمريكية، فترى ما السبب فى ذلك؟ وما الذى فعله الفنان العظيم زكى رستم ليدخل بؤرة اهتمام الصحافة الأمريكية بهذا الشكل؟!

المؤرخ السينمائى العالمى المشهور، جورج سادول، شبه زكى رستم بـ”أرسون ويلز” السينما المصرية، كما أكد أنه واحد من عظماء التمثيل فى الشرق والغرب.

نال رستم شهرة ومجدا فوق العادة فى تاريخ السينما العربية، ووفقا لكتاب “أبيض وأسود” للكاتب أشرف بيدس، فإن هذا بالتأكيد يرجع إلى أنه لم يقبل العمل فى أدوار بغرض التواجد أو العيش.

بيدس اعتقد فى كتابه أن زكى رستم كانت حالته المادية على أحسن ما يكون، بل إنه عمل فى بداياته دون أجر فقد كان يمارس الفن من باب الهواية ليس إلا، ولم يصادف مرة أنه جسد شخصية غير مقتنع بها.

كان زكى رستم يقول دائما: “لا أمثل إلا الدور الذى يقنعنى، فأنا وحدى أتحمل مسئولية أدوارى”.

ومن أشهر أعماله السينمائية “السوق السوداء” 1945 و”صراع فى الوادى” عام 1954 و”أين عمرى” عام 1956 و”أنا وبناتى” عام 1961.

السبت 17 - 5 - 2014 15:30

زكى رستم.. اختار “العزوبية” فقتلته الوحدة

كتبت يمنى سعيد

الوحدة التى فرضها على نفسه منذ البداية كان لها تأثير كبير عليه بعد ابتعاده عن الفن والتمثيل، فعانى كثيرًا حتى رحيله.

الفنان زكى رستم عاش وحيدًا على مدار حياته، ولم يتزوج على الإطلاق. وقال عن ذلك، إنه كان كلما ذهب لخطبة فتاة جميلة، ومن عائلة محترمة، يكتشف أن غيره سبقه وطلب يدها، وظل على هذه الحالة لسنوات عديدة، ولم ينجح فى الفوز بإحدى الجميلات.

وبعد أن تقدم به العمر، بدأ يخشى من الزواج بسبب عدم لحاقه بتربية أولاده، وأن يتركهم قبل الوصول لبر الأمان، ولكن الوحدة أثرت عليه بالسلب، حتى بدأت حاسة السمع لديه تتراجع.

وعندما قدم آخر أفلامه “أجازة صيف” قام أحد الممثلين بالفيلم بتعلية صوته كثيرًا حتى يسمعه رستم، وجاءت فنانة شابة أخرى سخرت منه، ومن هنا قرر أن يبتعد عن الفن ويجلس فى بيته حفاظًا على كرامته، خاصة أنه كان عزيز النفس، ومستقر ماديًا ولا يحتاج إلى أموال التمثيل.

لكن الوحدة التى فرضها زكى رستم على نفسه منذ البداية، أثرت فيه كثيرًا بعد الابتعاد عن الفن، فأصيب بكآبة الوحدة، وظل كذا حتى رحيله يوم 15 فبراير 1972 عن عمر يناهز 68 عامًا.

الخميس 8 - 5 - 2014 20:10

سر رفض زكى رستم بطولة فيلم عالمى !

كتبت بسنت جميل

عرضت شركة كولومبيا العالمية للإنتاج السينمائى على الفنان الراحل زكى رستم (25 مارس 1903 – 15 فبراير 1972) بطولة فيلم عالمى لكنه رفضه بشدة، فما سبب الرفض وما السر فى ذلك؟!

أجرت إحدى المجلات الفنية حوارا مع الفنان زكى رستم وسألته عن سر رفضه لبطولة الفيلم العالمى الذى عرض عليه، فقال فى غضب شديد: “إن من غير المعقول أن أشتغل فى فيلم يعادى العرب”.

برع زكى رستم فى تجسيد أدوار الشر فى السينما، وكان من أشهر أعماله التى حققت له شهرة واسعة: “السوق السوداء” 1946، و”ياسمين” عام 1950، و”أولادى” عام 1951، و”بائعة الخبز” عام 1953، و”أين عمرى” عام 1956، و”رصيف نمرة خمسة” عام 1956، و”امرأة فى الطريق” عام 1958، و”أنا وبناتى” عام 1962م.

موقع "كايرو دار" - اليوم السابع المصرية في

14.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)