كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

جماليات كلاسيكية بالأبيض والأسود احتجاجا على الزمن

سليمان الحقيوي*

 

فيلموغرافيا المخرج الكسندر باين تدعو إلى البحث عن التشابهات الكامنة فيها، وعمله الجديد (نبراسكا Nebraska) يدفع إلى استحضار المؤتلف والمختلف في هذه التجربة، فمن جهة تصبح الطريق سياقا حكائيا معشوقا لديه، بعد عملين قدمهما غير بعيدين عن هذا المنحى، حيث يجعل جاك نكلسون في فيلم «عن شميت «About Schmidt (2002) يطارد ابنته، في رحلة طويلة لمنعها من الزواج، وفي فيلم «طرق جانبية Sideways» (2004)، يرصد رحلة رجلين عبر مزارع العنب في كاليفورنيا. ومن جهة أخرى يحرص باين على تقديم سينما العائلة فقد قدم قبل عامين فيلم «الأحفادThe Descendants «، الذي عالج فيه محاولة بارون احياء علاقته بابنتيه بعد إصابة زوجته بمرض مزمن، وها هو الآن يعود في عمله الجديد «نبراسكا» ليقطف فيه من كلا الشجرتين؛ فالطريق حاضرة هنا في رحلة الأب وابنه، والعائلة أيضا في تسليطه الضوء على العلاقات الاجتماعية بين كبار السن وابنائهم، والأمر المؤكد هنا، استمرارية باين في التوجه إلى السينما بجديته الفائقة والمعهودة، وهذه الائتلافات لا تنم عن تكرار فني، بل تُبرز الرؤية الفنية الخاصة بالرجل المتمَكِّن منها والمُطوِّع لها.

لا يستغرق الأمر كثيرا حتى يعلن الفيلم عن السمات السابقة، حيث يعود المخرج في فيلم نبراسكا إلى قصة رجل مسن وودي (بروس ديرن) ويكشف عنه أول مشهد في الفيلم يقطع الطريق راجلا في محاولة للذهاب إلى نبراسكا، لِتَسلُّم مليون دولار يعتقد أنه فاز بها، ثم يعود به شرطي إلى مخفر الشرطة ويأتي ابنه دافيد (ويل فورت) لإعادته إلى المنزل، وعبثا حاول إقناع والده بزيف الإعلان الذي يعتقد أنه سيجلب له مليون دولار، المهم هنا أن الابن سيحاول إرضاء أباه وسيصطحبه في رحلة طويلة – رغم اعتراض الأم ـ يمران فيها بالبلدة التي نشأ فيها الأب ويعيد إحياء الصلة بالأصدقاء هناك، وفي الأخير يحقق ديفيد حلم والده ويشتري له عربة وجهاز ضغط هواء كهربائي. ورغم السير الخطي للقصة فقد تفرعت عنها أحداث أخرى كالعلاقة المتكسرة بين وودي وزوجته، أو بين الناس وجشعهم عندما انتشر خبر فوز وودي بالمليون دولار. 

يحضر الماضي عنوة في هذا العمل فالمخرج في كل عناصره الفيلمية يستدرجنا إليه، ويطغى على القصة الحنين إلى الماضي، من خلال رحلة الأب وابنه والتقائهما بأصدقاء الأمس، وهي بمثابة رحلة في الزمن عاد بها الأب إلى حياته الماضية وتذكر فيها أشياء بدَّدت ـ نسبيا ـ حالة الفتور بينه وبين أفراد عائلته، الماضي حاضر أيضا من خلال الإيقاع الذي يحضن الأحداث، فالبطء هنا سمة مميزة للفيلم عموما، وهو يناسب قصة يمكننا اعتبارها، تجاوزا، تدور حول كبار السن، والمهم في الإيقاع أنه ناسب الحركة في الفضاء والحوار وسير الأحداث، لذلك لا أعتقد أن التسريع كان ليفيد القصة في شيء، وتستمر هيمنة الماضي أيضا في القطيعة مع المستقبل، حيث ظهر نفور المخرج من الألوان واعتماده الأبيض والأسود اللذين يمثلان الحنين والشوق والاسترجاع، رغم ما قد نلاحظه من عدم جدواهما في بعض المشاهد الطبيعية التي افتقدنا فيها الألوان الطبيعية، لكن رغم ذلك فالأمر يهون مقابل الرهان الكبير الذي راهن عليه المخرج من خلال كل هذه التلاقحات الفنية التي خالفت الاتجاه السينمائي الحالي في كل شيء.

لقد ظل المخرج وفيا لعديد من الاختيارات أهمها المضامين؛ فالعلاقات العائلية تشكل لديه مبدأ العناية الخاصة وهنا غاص فيها بشكل أعمق من خلال الزوجة المتسلطة مع زوجها التي تعتبر سببا وجيها لديه في إدمان الخمر، ثم هناك الابن الذي ساير أباه في حلم مزيف وحاول ترتيب بعض من علاقات الأسرة التي صارت متصدعة.

ومن ناحية الصورة فنلاحظ اختيار المخرج الاعتماد على الكاميرا الثابتة، ولم نكد نلاحظ حياده عن هذا ذلك، لأن الالتقاط الثابت يتماشى مع مجمل مقاصده، ففيه يتميز أولا بالإيقاع الهادئ، الإيقاع الذي يتحرك بحركة الشخصيىات الرئيسية نفسها، وتناغم هذه الالتقاطات مع طبيعة الرؤية الفنية للمخرج، من حيث تركيزه على الشخصيات في كل تحركاتها داخل الفضاء المغلق أو المفتوح، كما انتقل بأدواته إلى الفضاء الخارجي/ الطريق حيث رصده في وضعيات كثيرة ومن زوايا مختلفة، سواء عند مرور الشخصيات راجلة أو على متن سيارة، والأهم هو مساهمة الثبات في نقل المكان وجعله يعبر عن نفسه، وتتجلى وجاهة منطلق المخرج في اعتماد الكاميرا الثابتة في مزاوجتها بالالتقاط البعيد بزوايا جانبية ومتوسطة، ثم الالتقاطات الكبيرة في أثناء الحوار وتركيزه على الشخصيات بدءا بالملامح وكل الجسد بحسب مقتضيات التعبير. أما السيناريو فلم يخرج عن الجو الفني العام للفيلم، واشتغاله على الهدوء بطريقة لا تجعل الحوار متسرعا أو غير مناسب للحركة، بل ترك فجوات تعوض الشخصية فيها عن الكلام بالنظرات أو التعبير بالوجه. والسيناريست أخرج الفيلم في كثير من الأحيان عن دائرة القلق، سواء المنبعث من الألوان أو المتردد من صدى انكسار العلاقات، بمقاطع حوارية هي أقرب إلى الكوميديا، مما كسر الرتابة، والجميل في المشاهد التي تضمنت حوارات كوميدية أنها لم تقتحم جدية العمل ولم تنل من سير الأحداث وفق الأبعاد الإنسانية التي وضعتها القصة.

قد يتفق الكل في الذهاب إلى جدوى الأبيض والأسود في عمل يقدم سنة 2013، وهو الزمن الذي تتحدث فيه السينما لغة التقنية، لماذا أصر المخرج على اللون الأبيض والأسود إذن؟ صحيح أن فيلم الفنان الذي أُنتج سنة 2012 عُرِض بالطريقة نفسها، لكن شتان ما بين العملين، ففيلم الفنان يتناول حقبة تاريخية وقصة ملائمتين للونين الأبيض والأسود، لكن هنا الأمر مختلف. وعلينا أن نستحضر هنا فكر المخرج فهو ليس من مطاردي الأرباح وليس من الساعين لإرضاء شركات الإنتاج، فالرجل يشتغل بحسب رؤية فنية خاصة، واللون هنا هو استعارة بصرية تختزل البحيرة الكبيرة من الحزن التي تسبح فيها الشخصيات، وتهدم العلاقات الاجتماعية، كما أن غياب الألوان هنا هو طريقة احتجاج فنية فتعدد الألوان هو ترف بالنسبة إلى المخرج الذي يعبر عن قصة أغلب شخصياتها تعاني من أزمات مالية وعاطفية، هذا الكلام لا ينفي افتقادنا للألوان، لكن حتى غيابها هو مقصد فني آخر يجب أن يُنظر إليه في سياقات القصة والأحداث.

فيلم «نبراسكا» يقع داخل إطار فني رفيع تفتقده السينما اليوم، ورغم اختلاف النقاد حول مستوى الجمال فيه، فهم لم يختلفوا إطلاقا حول حتمية وجوده، وعلينا أخيرا أن ننظر إلى هذا العمل ككل متراكب، وعندها سنتذوق مستويات التعبير بمجازاته الفنية، وجماليات كلاسيكية تعود بنا إلى سينما الزمن الجميل.

*ناقد سينمائي من المغرب

وزير الثقافة المصري:

سنعتمد تصنيفا عمريا للأفلام ولن نمرر ازدراء الأديان والأفلام الإباحية

القاهرة – من مروة جمال:

(الاناضول): قــال وزير الثقافة المصــري، جابر عصفور، إن جهــاز الــــرقابة على المصنــفات الفنية (حكومي)، سيضطلع بدور وضع تصنيف عمري للأفلام العربية والأجنبية، نافيا بذلك ما تردد عن إلغاء الجهاز بعد قرار منع حذف المشاهد الجنسية من الأفلام التي تعــرض بدور السينما.

وأوضح: «جدل كبير أثاره القرار الذي اتخذناه مؤخرا بعدم حذف أي مشاهد حتى ولو كانت جنسـية من الأفلام، التي سيـــتم عرضهـــا بدور العرض المصــرية، ســـواء كانت أفلاما محلية أو أجنبية».

وأضاف: «هذا القرار اعتبره البعض إيذانا بإلغاء جهاز الرقابــة وهو أمر غير صحيح، لأننا نعمل على تطوير دور هذا الجهاز، وليس تجميده».

ولفت وزير الثقافة المصري إلى أن هذا التطوير «سيكون من خلال عدم السماح للرقابة بحذف أي مشاهد من الأفلام، في مقابل قيام الرقابة بدور آخر وهو وضع تصنيف عمري للأفلام، ليصبح لدينا أفلام لا تصلح للعرض على من هم دون الثامنة عشرة، وأفلام تصلح لكل أفراد الأسرة، وأخرى للأطفال».

ورغم إقـــراره بأن «تطبيــق التصنيفات العمرية في دور العرض المصرية أمر بالغ الصعوبة، خاصة أن غالبية القائمين على دور العرض لا يلتزمون بهذه التصنيفات ويسمحون لأي شخص بمشاهدة أي فيلم نظير مقابل مادي بخلاف ثمن التذكرة»، إلا أنه شدد في الوقت نفسه على أن قراره الوليد «سيطبق مع مطلع شهر إبريل/نيسان المقبل».

ومضى: «قرار عدم حذف المشاهد الجنسية من الأفلام والإكتفاء بتصنيفها عمريا سيمر بمرحلة انتقالية نعمل فيها على نشر هذه الثقافة لدى المشاهد، والقائمين على دور العرض».

عصفور أوضح: «في هذه المرحلة الانتقالية سننسق مع وزارة العدل لاستصدار قوانين تجرم مخالفة دور العرض للتصنيفات العمرية التي ستحددها الرقابة، وسنقوم بفرض عقوبات على هذه الدور قد تصل لإغلاقها أو دفع غرامات مالية كبيرة».

كما شدد الوزير المصري على أن القرار الجديد «لا يعني أن يترك الحبل على الغارب في ما يخص صناعة الأفلام وعرضها في مصر؛ لأنه سيظل هناك محظوران هامان لن يسمح بتمريرهما للمشاهد من خلال السينما وهما ازدراء الأديان، والأفلام التي تحض على الفجور بشكل مباشر كأفلام البورنو (الأفلام الجنسية)».

وتوقع الوزير أن يتسبب قراره الأخير في أزمة مع الأزهر الشريف ورجالات الدين في مصر. وبسؤاله عن كيفية تعامل الوزارة مع الأزمة المرتقبة صرّح في اقتضاب: «نحن غير تابعين للأزهر الشريف وموافقته على قراراتنا غير ملزمة لنا».

إلا أنه استدرك قائلا: «قرار كهذا من المتوقع أن يثير أزمات إذا ما أسيء فهمه أو نشر بشكل مجتزأ، لذلك علينا أن نوضح موقفنا الرافض لازدراء الأديان ونشر الفجور في المجتمع كما هو موقف الأزهر الشريف».

وأوضح: «في سبيل ذلك لن نسمح بعرض الأفلام التي تتضمن مشاهد جنسية لمن هم دون الثامنة عشرة».

وخلال الأيام الماضية، تناقلت صحف محلية قرار إلغاء حذف المشاهد الجنسية من الآلاف، ما أثار جدلا حول مستقبل الجهاز الذي كان منوطا بهذه المهمة، وهو جهاز الرقابة على المصنفات.

فيلم «أم كلثوم صوت يشبه مصر» في تدشين مهرجان «جاز وأفلام»

القاهرة –خاص:

يعرض فيلم «أم كلثوم. صوت يشبه مصر» للأمريكية ميشال غولدمان وتصوير المصري كمال عبد العزيز في حفل تدشين مهرجان «جاز وأفلام» للموسيقى في السينما، الذي أسسه الكاتب والناقد السينمائي المصري صلاح هاشم مصطفى، مؤلف كتاب «السينما العربية خارج الحدود»، الصادر حديثا عن هيئة الكتاب.

وينظم المهرجان برعاية جمعية النهضة العلمية والثقافية التي يترأسها الأب وليم سيدهم، ويعرض الفيلم يوم السبت 21 الشهر الجاري الساعة 6 مساء في نادي «سينما جيزويت القاهرة» – 15 شارع المهراني بالفجالة، محطة مترو الشهداء.

ويقول الكاتب والناقد السينمائي صلاح هاشم مؤسس المهرجان: «إن الدعوة الى تأسيس مهرجان سينمائي جديد في مصر تأتي من منطلق أننا بحاجة، وسط أجواء الكآبة والاحباط، والغضب والتراب، والألم واليأس. وفي وقت تبدو فيه مصر معزولة إعلاميا وفكريا وثقافيا عن المشهد السينمائي الدولي. بحاجة وأكثر من أي وقت مضى الى خلق طاقات وفضاءات «فرح» جديدة، لتكون «دعوة الى البهجة» من خلال نقل المعارف السينمائية الجديدة وتوظيف أعمال السينما الفن والخبرات الحديثة، لتكون أداة تأمل وتفكير في مشاكل ومتناقضات مجتمعاتنا الانسانية، وسلاحا ضد الظلامية، والفاشية، وضد الإنغلاق على ذواتنا، والتعصب والإرهاب.

ويتزامن حفل تدشين مهرجان «جاز وأفلام» مع الإحتفال بذكري مرور 40 عاما على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم سيدة الغناء العربي، ولذلك اختار صلاح هاشم أن يعرض فيلم «أم كلثوم، صوت يشبه مصر»، ودعوة مخرجته ميشال للحضور مع مدير تصوير الفيلم كمال عبد العزيز الرئيس الأسبق للمركز القومي للسينما في مصر.

القدس العربي اللندنية في

13.02.2015

 
 

فيلم "صائد الثعالب": الحلم الأمريكي المشوه!

مصطفى الباجوري

صائد الثعالب هو الفيلم الثالث للمخرج الأمريكي بينيت ميللر، وهو فيلمه الأهم والأفضل، وجد فيه ميللر الحكاية التي تتلائم مع أسلوبه الإخراجي، فأسلوبه ذو الإيقاع الخاص، يتيح الفرصة للتأمل في تفاصيل وفراغات الحكاية ومنعطفاتها وإطارها ومعايشة الشخصيات ومتابعتها عن قرب، وفوق كل ذلك يتيح مستويات متعددة للتلقي. هذا الأسلوب القائم على البساطة والواقعية في استخدام الإضاءة وأحجام اللقطات والديكور، والمعتمد على اللقطات الموضوعة بجوار بعضها البعض بميزان دقيق، كان أكثر نجاحا وتفاعلا وتناغما في فيلم "صائد الثعالب" من فيلميه السابقين " كابوتي " Capote  و" كرة المالMoneyball.

رغم أن أفلام ميللر تتفق جميعها في أنها مقتبسة من أحداث حقيقية، ورغم أن "صائد الثعالب" يتشابه مع فيلم " كرة المال" في الملامح العامة للحكاية وهي علاقة الرياضة بالمال والرغبة في الشهرة والطموح ، إلا أن أفلامه الثلاثة إذا اتفقت في شيء حقيقي فسيكون في أنها أفلام عن الشخصيات وعن دوافعها وعما يدور بداخلها من أفكار وتطلعات وأحاسيس، أفلام تتيح الفرصة للتأمل والتأني والمشاهدة وإدخال التجربة الخاصة للمشاهدين لتحقيق الاستجابة النفسية المطلوبة مع الأحداث والشخصيات ولقراءة الصورة ذهنيا أكثر من مرة في نفس المشاهدة لاستيعاب أفكار الفيلم ومعانيه الأكثرعمقا.

وبهذا المعنى ففيلم "صائد الثعالب" أفضل أفلام بينت ميللر وأهمها حتى الآن وهو أيضا أكثر أفلامه تقديرا على مستوى الجوائز، فقد حصل الفيلم على جائزة الإخراج في مهرجان كان السينمائي، وترشح لخمس جوائز أوسكار منها جائزة الإخراج والسيناريو والممثل الرئيسي.

في المزرعة

الحكاية الحقيقية هي حكاية مزرعة " فوكس كاتشر" التي يمتلكها رجل الأعمال المرتبط بدوائر السياسة "جون دي بونت" وهو من عائلة دي بونت الثرية والمرموقة.  يقرر دي بونت أن يستضيف الفريق الوطني الأمريكي للمصارعة في المزرعة ورعايته  للمشاركة في الأولمبياد المقامة في سول 1988، وعلى رأس هذا الفريق البطلان الأولمبيان الأخوان ديف ومارك شولتز.. ينجح ديف في إحراز ميدالية ذهبية في هذه الأولمبياد، وبعد ثماني سنوات يقوم دي بونت بقتل ديف شولتز في ظروف غامضة.

يعتمد السيناريو على فكرتين في تقديمه للحكاية وشخصياتها: الأولى هي تلاشي الحلم الأمريكي، حلم تحقيق الذات والشهرة والسعي نحو العظمة، حلم الفرص المتساوية والعدالة، الحلم الذي توارت خلفه كل المعاني الحقيقية للقيمة لينتج في النهاية أنماطا زائفة من نجوم المجتمع المثاليين والمصنوعين بواسطة الإعلام والنفوذ السياسي والأفكار الاستهلاكية وقيم المجتمع الطبقية المستقرة.. والفكرة الآخرى هي انعكاس هذا الفشل والتلاشي نفسيا على الشخصيات وتجليه في فكرة الآخر الذي نسقط عليه أوهامنا وهواجسنا ونحقق من خلاله الانعتاق من القيود والتخلص من محاصرة المجتمع ومحاصرة العائلة ومحاصرة أنفسنا.

الآخر إذن هو انعكاس للذات المحطمة، هو وسيلة الخلاص والتحقق والهرب وتحقيق الخلود وقد يصبح أيضا العقبة والقيد في طريق هذا التحرر، والهاجس الذي يذكرنا بالخوف والفشل والموت. فكرة عامة أولية موجودة في عمق الحكاية تخرج منها فكرة آخرى أكثر خصوصية وأكثر ارتباطا بشخصيات السرد، لا تغيب الأولى عن الأذهان ولا تطغي على الحكاية بتكلف، وتضفي الثانية الوحدة النفسية على الفيلم .

في مشهد البداية يذهب مارك شولتز الذي يؤدي دوره الممثل شاشنج توتم، لإحدى المدارس ويعرف نفسه للتلاميذ بأنه بطل أولمبي حائز على ميدالية ذهبية.. ثم وهو يتقاضى مبلغا ضئيلا من المال نظير عمله الدعائي تخلط الموظفة بينه وبين أخيه الأكبر المشهور وتقول:

-هل اسمك ديف أم ديفيد؟

- كلا، اسمي مارك شولتز. ديف هو أخي.

ويضيف بعد فترة من الصمت:

- فزنا كلانا بميداليات ذهبية..

بداية رائعة للغاية تدعم الحكاية على كافة مستوياتها، فمارك هو البطل الأولمبي الذي لا يعرفه أحد، فإحراز ميدالية ذهبية لا يكفي لتحقيق الشهرة والنجاح في المجتمع الأمريكي بل إن الأمر يتطلب شكلا معينا من النجاح ونمطا معينا من الشخصية، وقبل ذلك يحتاج الأمر وجود ماكينة إعلامية كبيرة كي تروج لهذا النجاح. ومن ناحية أخرى وعلى مستوى الدراما، يظهر من البداية أن الآخر الذي يسقط عليه مارك  فشله وشعوره بالظلم والخيبة هو أخوه الأكبر ديف.

ثم ننتقل إلى صالة التدريب الفقيرة لنرى مشهدت آخر تتلخص فيه العلاقة المركبة بين ديف ومارك أثناء التدريب. القلق والتوتر يسيطران على المشهد، مارك لديه كم كبير من الغضب واليأس وعدم الرضا والاندفاع، وديف هادئ يحاول امتصاصه وتهدئته. علاقة مركبة من مشاعر كثيرة متناقضة يتداخل فيها الحب والعطف والشعور بالامتنان مع القسوة والتوتر وعدم الرضا والغيرة والطموح .

مارك يشعر أن ديف هو المثال الذي لا يستطيع الوصول إليه، هو دائما عند نقطة معينة لا يتخطاها، لا يشعر بالاكتمال الإ في وجود ديف فهو دائما الأخ الأصغر والمندفع والمتدرب والأقل ذكاء، وهذا الشعور هو المشكلة التي لا يعرف كيف يتعامل معها.

يظهر دي بونت الذي يؤدي دوره الممثل ستيف كاريل ويعرض على ديف وشولتز الانضمام للفريق الوطني الذي يستعد للأولمبياد القادمة. يرفض ديف ويقبل مارك. يتحول السرد نحو شخصية دي بونت، وبمرور الوقت تصبح هي الشخصية الرئيسية المسيطرة على الأحداث ولكن من مميزات السيناريو أنه لم يتحول عن فكرته الأساسية وهي تلاشي الحلم الأمريكي، والآخر الذي نسقط عليه أوهام هذا التلاشي، ذلك خلق الوحدة والانسجام بين الشخصيات جاعلا الحبكة تدور حول نفس المعاني وجعل  السيناريو يقدم حكايته وشخصياته كأجزاء تتكامل وتتنوع في إطار عام  له نفس المعنى والروح.

دي بونت بشكل أو بآخر هو ضحية الحلم الأمريكي أيضا، فهو ينتمي لعائلة عريقة لها تاريخ طويل في تجارة السلاح مما جعلها عائلة ثرية جدا وشديدة الارتباط بدوائر السياسة والسلطة في أمريكا. ورغم كل ذلك فهو يعشق المصارعة وكان يتمني أن يصبح مصارعا ولكن أمه ترى أنها لعبة وضيعة لا تليق بالعائلة التي ينبغي أن تكون هواية أفرادها الفروسية وشراء أجود أنواع الخيول وسباقات الخيول فهذا يليق بالعائلة وتاريخها ومزرعتها وأرستقراطيتها بينما المصارعة لعبة لا يمارسها الإ الفقراء. من الجائز أن نفهم تعلق دي بونت بالمصارعة تعبيرا منه عن الرفض تجاه العائلة وعملها ورغبته في التخلص من نمط حياته المحدد سلفا أكثر من كونه تعلق بالمصارعة في حد ذاتها، نشعر بذلك عندما نجد أنه لا يتابع اللعبة كثيرا ومعرفته بقوانينها بسيطة للغاية.

دي بونت- كما نراه في المشهد الأخير قبل القبض عليه- هو رجل محاصر دائما في نفق ضيق لا يستطيع الخروج منه ، يشعر بالاختناق وأنفاسه الخائفة تحاصره أكثر وأكثر. رجل محطم تماما داخليا.. أصبح بدون حلم أو معنى، لم يعد لديه سوى إسقاط مخاوفه وآماله على الآخر وتحقيق الانعتاق من خلال الآخر. يستخدم نفوذه لإغراء مارك الذي يتحمس أيضا رغبة منه في التخلص من شبح أخيه الذي يطارده. يظهر دي بونت في الصورة التي يريدها باعتباره المدرب والراعي ورجل الأعمال الوطني، ولا بأس من تنظيم  بطولة للمصارعة لمن هم فوق الخمسين ولا بأس كذلك أن يفوز هو بهذه البطولة ولو عن طريق رشوة اللاعبين الآخرين .

يهمل مارك التدريب في المزرعة ويسرف في الشراب وتعاطى الكوكايين. يكتشف دي بونت أن مارك ليس رهانه الأفضل وأنه شخص محطم تماما مثله (وقد يكون لهذا اختاره من البداية مع علمه بأن ديف هو خياره الأمثل) وفي نفس الوقت تعود مشكلة مارك للظهورعلى السطح من جديد وهو شعوره بأنه لا يستطيع فعل شيء بدون أخيه.. يدعو دي بونت ديف مجددا، ينضم ديف إلى الفريق بعد أن يقبل دي بونت شروطه وتتوتر العلاقة بين ديف ومارك وبين دي بونت ومارك ويذهب الثلاثة للأولمبياد.

في لحظة معينة أصبحت العلاقة بين مارك ودي بونت تسير على نفس الخط رغم التوتر الخارجي الظاهر بينهما، ورغم ابتعاد مارك عن بؤرة الحدث قليلا، ورغم فرحة دي بونت بالفوز والانتصار الذي حققه ديف إلا أن الغضب واليأس والابتعاد والإحساس بالفشل قد تماهي بين مارك ودي بونت، وفي حين أظهره مارك جليا امتصه دي بونت كعادته في هدوئه وفي فرحته بالانتصار.

في المشهد الذي يقوم فيه دي بونت بإطلاق سراح الخيول تعبيرا عن التحرر لا تنطلق الكاميرا مع الخيول إنما تقف وراء الرجل وتبدو الخيول بعيدة ومنطلقة تحت السماء الباهرة، يعطي دي بونت ظهره للكاميرا ويحجب عنا منظر الخيول البعيدة. يبدو منزويا في الظلام ، شبحا أو ظلا بعيدا تماما عن الانعتاق والخلاص.

شخصية ديف التي أداها الممثل مارك رافالو هي الشخصية الأكثر تفاعلا مع المشاهدين لأنها الشخصية الأكثر وضوحا والأكثر طيبة، هي الشخصية المستقرة التي تسير على نفس الوتيرة من البداية للنهاية، الشخصية المريحة بين شخصيتين مضطربتين للغاية ومثيرتين للتساؤل والقلق، وقد أداها رافالو ببراعة ملفتة، لم يتكلف واستطاع أن يعبر عن شخصية أحادية بسيطة تقابل كل الحيرة والقتامة المسيطرة على الفيلم.

عن الأداء

رغم ذلك فالأداءان الآخران كانا أكثر إثارة وإتقانا لأن شخصياتهما بالأساس أعقد وأكثر تركيبا. قدم ستيف كاريل أداءً مذهلا واستطاع أن يمتص كل مشاعر الخيبة والإحساس بالفشل والضياع ويترجمها في شخصية ملموسة وحقيقية وغير منفعلة بنبرة صوته الرفيعة المتحفظة وملامحه الجامدة وشحوب وجهه ورأسه المرفوعة دائما وأنفه البارز، امتص بأدائه الحقيقي كل فراغات الحكاية ولحظات الصمت والتأمل مما ساعد ميللر كثيرا في أسلوبه الإخراجي والمعتمد بشكل كبير أيضا على التمثيل.

قدم تشاننغ تاتوم هو الآخر أداءا جيدا في شخصية مارك رغم أنه الأقل حضورا بين الممثلين الثلاثة ولم يترشح للأوسكار، ومع ذلك قدم أداءا جسديا رائعا وعبر بشكل واضح عن أزمة الشخصية ومشكلتها الرئيسية في القلق الناتج من عدم الرضا وعدم القدرة على الاستيعاب وقلة الثقة بالنفس والاندفاع والمبالغة في التعبير وفي ردود الفعل، والملفت للنظر أن كاريل وتانوم قدما أدائيين مختلفيين للغاية مقارنة بأدوراهما السابقة وعما اعتادا عليه من أدوار .

في النهاية "صائد الثعالب" فيلم عظيم ومتكامل إلى أبعد حد،  فيلم بارد ومقبض في أجوائه و فيلم نفسي في تناوله لشخصياته، كل عناصره تدعم حكايته وتصنع فيلما يثير التأمل والتساؤل محققا وحدة وانسجام من خلال فكرة رئيسية في لب الحكاية وهي تلاشي الحلم الأمريكي والإحساس بالخطر الناتج من هذا التلاشي والرغبة في التحرر والانعتاق عن طريق الآخر سواء بالابتعاد عنه أو عن طريق استخدامه لتحقيق الهواجس والآمال أو حتى من خلال قتله والتخلص منه.

عين على السينما في

13.02.2015

 
 

'ايتكسر' العوالم الأخرى ترسل أصواتها

العرب/ طاهر علوان

المخرج تريفور ساندس يجمع في فيلمه جملة من عناصر الخيال العلمي المرتبط بالعوالم الأخرى التي ترسل موسيقاها عبر آلاف السنوات الضوئية.

بعدما ذهب الخيال بعيدا في استشراف المجرات والأكوان البعيدة، والتفاعل مع كائناتها المجهولة ومع جغرافيتها وأسرارها، ها هو يتفاعل مع الأصوات القادمة من هناك، لكي تدخل في مزيج الموسيقى الحديثة، حتى أنها تتحول إلى موسيقى راقصة يتفاعل معها جيل كامل من الشباب المتعطش إلى الابتكار والتجديد.

الشاب الطموح كيرتيس (الممثل ليفي فيهلير) يمعن في غوصه في المجهول غير المرئي في فيلم “ايتكسر” للمخرج تريفور ساندس، في عوالم المجرات والفضاءات المجهولة ويراقب السماء عن كثب حتى يتمكن من تطوير تليسكوب فضائي مدعوم بخلية للطاقة، ويتمكن بواسطته من التقاط أصوات شتى من المجرات البعيدة، وإذ يتوصل إلى ذلك فإنه سيسعى إلى البحث عمن يقف معه في هذا الذي توصل إليه ويتبناه ويتفاعل مع أفكاره.

على الجانب الآخر هنالك الموسيقي المثابر بيكس (الممثل كاليب هانت) وهو أيضا “دي جي” ناجح وشهير، عرف بابتكاراته في مجال جمع الأصوات من أي مكان ومزجها بالموسيقى الإلكترونية، مما زاد من إقبال طوابير من الشباب لحضور حفلاته الموسيقية الصاخبة.

ها هو يروي إحداثيات حياته: إنه منذ صغره وهو يشعر أنه مراقب، حياته مراقبة وكذلك حركاته، ونحن أيضا كلنا مراقبون كما يقول، وفي كل يوم يجري تصويرنا وجمع المعلومات عنا وتخزينها، ومن هذا الإحساس اليومي بأنه مراقب، يفعل هو الشيء نفسه بمراقبة أصوات الطبيعة والحياة اليومية وأصوات الناس وجمعها وتبويبها وإدماجها في موسيقاه الصاخبة، وهو الذي عرف بظهوره مقنعا بما يشبه خوذة راكبي الدراجات النارية مع لاقطين أشبه بقرنين.

ها هما زميلا الدراسة كيرتس وبيكس يلتقيان، الأول يأتي حاملا التلسكوب؛ الاكتشاف الذي توصل إليه بكل ما فيه من أصوات قادمة من الفضاء الخارجي والمجرات الأخرى والطاقة الضوئية التي يكتنزها، وبعد حوار متشعب بين الاثنين يتبنى بيكس اختراع صديقه.

وفي المقابل يوظفه لصالحه بتشجيع من مدير أعماله الجشع داني (الممثل جيرمي ليوك)، ويقوم بتجارب يتوصل من خلالها إلى حصيلة مبهرة، إذ خرجت أصوات امتزجت بالموسيقى، لتكون مزيجا موسيقيا أذهل جمهوره ووسع من قاعدته وزاد من مكاسبه.

وعندما يعلم كيرتيس باستغلال صديقه لاكتشافه من دون علمه، يرفض ذلك بشدة، في وقت تظهر فيه عصابتان كل منهما لها أهدافها، فواحدة تسعى إلى الحصول على مجهز الطاقة في الجهاز لغرض القيام بأعمال إرهابية، فيما الثانية تسعى إلى شراء الاختراع، وكل ذلك أيضا يجري من دون علم كيرتيس وبتشجيع وتدبير من مدير الأعمال داني.

المخرج أوجد خطوطا درامية عمقت السرد الفيلمي، ونسج من خلالها سلسلة من الأحداث المبنية على ردود أفعال

لينتهي الأمر باغتيال كيرتيس وبدء سلسلة من المساومات لغرض بيع الجهاز، لنكتشف في الأخير مفارقة أن كيرتيس مازال حيا، فيما يستمر بيكس في استخدام الجهاز باعتباره إنجازا من صديقه.

يندرج الفيلم في خانة تلك الأفلام قليلة التكلفة التي أعلنت عنها استوديوهات “فوكس” الرقمية، من نوع ما يعرف بأفلام الموسيقى الإلكترونية الراقصة، وحقا هو فيلم محدود التكلفة، ولا سيما من جهة التصوير الذي تم في أماكن محددة، هي في الغالب الصالة الكبرى التي يقدّم فيها الـ”دي جي” المقنّع برنامجه الموسيقي الليلي، الذي يجتذب آلافا من الشباب المتلهف على الجديد الذي يبتكره بيكس.

بموازاة ذلك نجد أن الفيلم ينطوي على جملة من العناصر جمعها كلها مرة واحدة، وهي الإثارة المرتبطة بموضوع تلك المجموعة الإرهابية، الخيال العلمي المرتبط بالعوالم الأخرى التي ترسل موسيقاها عبر آلاف السنوات الضوئية، ويضاف إلى ذلك الموسيقى الإلكترونية الصاخبة التي تلهب حماس شباب وفتيات، يظهرون في المشاهد الأولى من الفيلم وهم في حالة انجذاب وذهول وعناق، فيما بيكس يمعن في إلهاب حماسهم، استطاع المخرج اجتذاب جمهوره إلى الفيلم الذي يحقق أغلب متطلبات الرواج التجاري، إذ لم يغفل الخوض في ذلك الغموض المرتبط بغياب كيرتيس، وبنتائج التجارب التي سيتوصل إليها بيكس، فضلا عن الشخصية التي تختلف عن شخصيته كليا، وهو مدير أعماله داني.

أوجد المخرج من خلال هذا الثلاثي، خطوطا درامية عمقت السرد الفيلمي، ونسج من خلالها سلسلة من الأحداث المبنية على ردود أفعال كل منها، لا سيما وبحث داني عن النجاح بأي ثمن واضح في الفيلم، حتى لو كان لا أخلاقيا من خلال سرقة اختراع كيرتيس وبيعه لإحدى الجماعات.

فضلا عن تدخل أحد أجهزة الدولة من الجهة الأمنية في الموضوع، في مقابل الرفض الشديد من قبل بيكس لاستغلال ما ائتمنه عليه صديقه كيرتس، أي رفضه بيع الجهاز، ولكن لا يتورّع في استغلاله تجاريا بالأعمال الموسيقية التي يقوم صديقه بإنجازها.

العرب اللندنية في

13.02.2015

 
 

فجر يوم جديد: {بتوقيت القاهرة}

كتب الخبرمجدي الطيب

لا أستطيع أن أصدق النتيجة التي وصل إليها المخرج الشاب أمير رمسيس في فيلمه الجديد «بتوقيت القاهرة»، فأنا متابع جيد لمسيرته، وأزعم أنني شاهدت أفلامه الروائية الطويلة كافة، بداية بـ{آخر الدنيا» (2006)، مروراً بـ{كشف حساب» (2007) وانتهاء بـ{ورقة شفرة» (2008)، بالإضافة إلى فيلميه التسجيليين «عن يهود مصر» (2012) و{عن يهود مصر: نهاية رحلة» (2014). من ثم، لا أبالغ عندما أتوقف عند ما تحقق وأرى فيه طفرة كبيرة، وكأنه ولد من جديد أو تخرج للتو في قسم الإخراج في المعهد العالي للسينما!  

خاض «رمسيس» مغامرة مثيرة في فيلم «بتوقيت القاهرة»، بدأها بتصديه لمهمة كتابة السيناريو ثم نجاحه في إقناع النجم الكبير نور الشريف ببطولة الفيلم، والعودة إلى الشاشة الكبيرة بعد غياب دام سبع سنوات، مذ مشاركته في بطولة فيلمي «مسجون ترانزيت» و{ليلة البيبي دول» (2008). وتابعها بتوصله إلى معادلة رائعة مزج فيها بين الكبار: نور الشريف، ميرفت أمين وسمير صبري، وجيل الشباب: شريف رمزي، دُرة، آيتن عامر وكريم قاسم، فضلاً عن حيوية الفيلم، وتدفق أحداثه، وطرافة حواره. بل يمكنني القول إن الفيلم أظهر روحاً ساخرة لم أكن أدري أن «رمسيس» يملكها، وانعكست على شخصية «يحيى شكري مراد» (نور الشريف) الأب المصاب بمرض ألزهايمر، والمُهدد بالموت، ويعاني قسوة ابنه المتطرف «مراد» (عابد عناني)، الذي لم يغفر له أنه تزوج مسيحية، أمه التي غيبها الموت، ولا يتوقف عن إهانته، على عكس الابنة «أميرة» (درة)، التي تكن له حباً جارفاً، وتتعاطف مع رغبته في البحث عن صاحبة الصورة التي أحبها يوماً، ويود لو تذكرها!  

يهدي المخرج الفيلم إلى صوت الرقيقة شادية، ويذخر «التتر» بمفردات مثل تروس الساعة التي تُشير إلى الزمن، والسحب التي تكاد تغطي وجه القمر، وتشير إلى مضمون ورسالة الفيلم، الذي يقوم على أربعة محاور، أولها مأساة «يحيى شكري مراد»، وثانيها العلاقة العاطفية المبتسرة بين العاشقين «سلمى» (آيتن عامر) و{وائل» (كريم قاسم)، وثالثها أزمة الشاب «حازم» (شريف رمزي) الذي يتاجر بالمخدرات.

أما المحور الرابع فيتسم بطرافة لا تخلو من مغزى يحمل كثيراً من الدلالات، حيث تمتثل النجمة المعتزلة «ليلى السماحي» (ميرفت أمين) لشرط المتشدد الذي أراد الاقتران بها، وتطالب النجم المعتزل «سامح» (سمير صبري)، الذي كانت تشكل معه ثنائياً فنياً، وتزوجت منه في أكثر من فيلم، بالطلاق امتثالاً للفتوى التي زعم مُطلقها أن «زواج الأفلام والمسلسلات والمسرحيات شرعي، ويتوافر فيه شرط الإشهار ما دام تم في حضور شهود هم الجمهور»!

تكتمل السخرية اللاذعة بالكشف عن اعتناق «سامح كمال ميخائيل» الديانة المسيحية، ومع هذا تُصر «ليلى» على طلب الطلاق (!). وفي مونتاج متواز (وسام الليثي) يُعد سمة للفيلم، يهجر «يحيى شكري مراد» شقته في الإسكندرية بعد معايرة ابنه له بأنه مخبول، ويرحل إلى القاهرة ومعه ساعة الحائط التي أهدتها له زوجته الراحلة، ليبدأ رحلة البحث عن صاحبة الصورة. وفي الطريق، تتعطل سيارته فيستقل سيارة  الديلر «حازم»، الذي يستثمر شيخوخته للتخفي من ملاحقة الأجهزة الأمنية!

باستثناء تكرار بعض المواقف، وربما لغة الحوار في مشاهد جمعت الحبيبين «سلمى» و{وائل» في الشقة، والمثالية وعدم الواقعية في إصرار الفتاة على أن تكون طاهرة وعفيفة وشريفة تُحرم على الفتى أن يقبلها أو يلمسها، فضلاً عن الاختيار غير المناسب لآيتن عامر في شخصية «سلمى»، يُبهرنا نور الشريف بخفة ظله، وميله إلى الأداء السهل الممتنع، وامتلاكه ناصية الشخصية الدرامية. وجاء شعره الأشعث، والبطاقة التي وضعت على صدره لتُسهل مهمة من يعثر عليه، لتضفي مصداقية كبيرة على الشخصية، وهي المصداقية التي تترك أثارها على مواقف وأداء وعناصر الفيلم كالتصوير (محمد عبد الرءوف) والموسيقى (خالد حماد) والديكور (أحمد شاكر)، بعدما أحكم المخرج أمير رمسيس قبضته على العمل، وقدَّم شخصيات من لحم ودم مثلما نسج مشاهد تفيض بالكوميديا والشاعرية والعذوبة (إنكار الأب ابنته حباً فيها وخوفاً عليها).

في فيلم «بتوقيت القاهرة»، تتلاقى الأقدار بشكل يبدو متعسفاً أو يتسم بقدر من «الميلودراما»، حيث يتعامل «الديلر» «حازم» مع النجم المعتزل «سامح» فيجد «يحيى» نفسه وجهاً لوجه مع «ليلى» جارته التي أحبها في شبابه بينما يتضح أن «سلمى» هي ابنة «ليلى» التي أرادت التدثر بالفتوى المزعومة. ومع التناقضات الذهنية والأيديولوجية التي يرصدها الفيلم، يؤكد المخرج على أهمية التعددية، ويفضح عقوق الأبناء، والنظرة السلبية تجاه الفن والمشتغلين به، ويتعاطف مع النجوم الذين انسحبت عنهم الأضواء، كما يدعو إلى التشبث بالمشاعر كسبيل لقهر الأمراض.

المخرج محمد أبو سيف: تركت نهاية {هز وسط البلد} مفتوحة

كتب الخبرفايزة هنداوي

بعد غياب عن الشاشة الفضية سنوات عدة، عاد المخرج محمد أبو سيف ليطل على جمهوره من خلال تجربة جديدة هي {هز وسط البلد}. حول أسباب الغياب والعودة وهذه التجربة، التقيناه.

·        ما هي أسباب ابتعادك عن السينما لسنوات عدة، ولماذا قررت العودة بفيلم {هز وسط البلد؟

لم تكن الحالة السينمائية مشجعة في الفترة الماضية، لأسباب عدة من بينها عدم الاستقرار السياسي في مصر طيلة أربع سنوات، إضافة إلى أن ظروف الإنتاج لم تكن ملائمة لي، لا سيما أن لدي شروطاً صعبة لا أتخلى أو أتنازل عنها عند التصوير مهما كانت الأسباب. من ثمّ، أصبت بحالة من الضجر والملل، وكان التلفزيون هو الملجأ، خصوصاً بعدما حققت الدراما التلفزيونية نجاحاً كبيراً وشهدت تطوراً واسعاً على مستوى الصورة لا يختلف عن السينما كثيراً. إلا أن عشقي للسينما لم يفارقني، وكنت أنتظر أي فرصة للعودة، وهو ما تحقق في فيلم {هز وسط البلد} الذي لم أتردد لحظة في قبوله وبدأت تصويره فوراً.

·        نعلم أن الفيلم مكتوب منذ عام 2007، فلماذا لم يُنفَّذ طيلة هذه الفترة؟

فعلاً، الفيلم مكتوب منذ سبع سنوات، وقد عرضته على معظم منتجي مصر وتحمسوا له بشدة، لكنهم لم يرغبوا في إنتاجه بسبب تكلفته العالية، إلى أن قرأته الفنانة إلهام شاهين وقررت إنتاجه، رغم أنه بطولة جماعية ودورها فيه صغير نسبياً. وهي مسألة ليست جديدة عليها لأنها تتحمس دوماً للعمل الجيد مهما كان حجم دورها، وتعلم جيداً أن سر نجاح أي عمل يكمن في الإجادة الجماعية.

·        تنبأت في الفيلم باندلاع الثورة من خلال رصد مظاهر الفساد في المجتمع، رغم أنك كتبته منذ سبع سنوات، فهل غيرت في أحداث الفيلم بعد اندلاع الثورة؟

لم أغير في الأحداث، لأنني أرى أن الأمور ما زالت على حالها. تخطينا مرحلة الفساد إلى مرحلة العفن، ليس في الحكومات فقط ولكن على مستوى الشعب أيضاً، وثمة أنواع كثيرة من الفساد مسكوت عنها، لأن الأزمة أصبحت تتعلَّق بالوعي، وتفشي الفقر والجهل والمرض.

·        ولكنك تركت النهاية مفتوحة، لماذا؟

لأن الأمور لم تتضح بعد، ولا نعرف إلى أين ستصل بنا الأحداث الراهنة. هل سننجح في القضاء على الفساد أم أنه سيستشري. لذلك تركت القنبلة في النهاية قابلة للانفجار لتجيب الأحداث المقبلة عن السؤال: هل ستنفجر أم أن مصر ستنقذ؟

·        هل قابلتك مشاكل مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية؟

بعد تجربة فيلم {النعامة والطاووس}، الذي ظلَّ لسنوات طويلة حبيس الأدراج بسبب رفض جهاز الرقابة على المصنفات الفنية له، أصبحت لدي خبرة كبيرة في التعامل مع الرقابة، خصوصاً أن الفيلم يعرض الفساد بشكل غير مباشر ومن دون الإساءة إلى أحد.

·        لماذا قررت تغيير اسم الفيلم إلى {هز وسط البلد} رغم أنك كنت مصراً على الاسم الأول، وهو {وسط هز البلد}؟

كنت متمسكاً بالاسم {وسط هز البلد}، ولكن بعد الانتهاء من التصوير وأثناء الاجتماع بالجهة المسؤولة عن التوزيع والعرض أقتنعت بأن هذا الاسم سيشكل عائقاً أمام توزيع الفيلم وفكرت في الموضوع بشكل عقلاني، فوافقت على {هز وسط البلد}، لأن الفيلم أهم من التمسك باسم قد يفقده بعض مشاهديه.

·        إضافة إلى {هز وسط البلد}، قدَّمت خمسة أعمال من تأليفك، في حين قدمت أعمالاً أخرى لمؤلفين آخرين، فأيهما تفضل؟

أفضل الأعمال التي أكتبها بنفسي والتي تنتمي إلى نوع سينما المؤلف، فهي أقرب إلى قلبي، لأن السينما تعتمد على التفاعل بين المخرج وبين المؤلف، وعندما يجتمع الاثنان في شخص واحد لا يُهدر أي وقت، لذا أشارك دائماً في كتابة السيناريو.

·        لماذا أهديت الفيلم إلى هالة خليل؟

كنت في عام 2006 ضمن لجنة تحكيم مهرجان المركز الكاثوليكي، وشاهدت فيلم {قص ولزق} حيث بهرتني بصدقها وجرأتها في اقتحام الشارع. خرجت وأنا أشعر بالغيرة، وتحديتها بأنني سأقدم فيلماً تدور أحداثه في الشارع، وشرعت فعلاً بكتابة «هز وسط البلد»، وكان لا بد من إهدائه إليها.

·        ما رأيك في رد فعل الجمهور، وهل وصل الفيلم إلى الناس كما تمنيت؟

كان رد فعل الجمهور رائعاً، وأثار عرضه تساؤلات كثيرة وقلقاً حول المستقبل والتفكير في حلول لما وصلت إليه حال المجتمع المصري.

إيرادات أفلام نصف العام... هنيدي يتصدَّر ومنى زكي تلاحقه والأجنبي ينافس بقوة

كتب الخبرهيثم عسران

رغم الظروف السياسية التي أثرت سلباً على إيرادات الأفلام المطروحة في موسم نصف العام، فإن اشتداد المنافسة بين نجوم الصف الأول في هذه الأفلام كان سبباً في تحقيق إيرادات جيدة لها.

تجاوزت إيرادات «يوم مالوش لازمة» لمحمد هنيدي مع روبي وريهام حجاج، حاجز الخمسة ملايين جنيه بعد أسبوعين من عرضه، وهي إيرادات جيدة، رغم ضعف حملة الفيلم الدعائية، والتي جعلت قطاعاً عريضاً من الجمهور يكتشف وجود الفيلم في الصالات صدفة.

أما «أسوار القمر» الذي تعود من خلاله منى زكي إلى السينما بعد غياب أكثر من ست سنوات، فحقق إيرادات تجاوزت مليوني جنيه بعد أسبوعين من عرضه رغم ضعف الدعاية أيضاً، وهو ما أرجعته زكي إلى الظروف السياسية التي حالت دون تنظيم حملة دعائية ضخمة للفيلم.
أضافت أن اقتصار الدعاية على بعض اللافتات، بالإضافة إلى إعلانات على قنوات سينمائية محددة، كان بالاتفاق بين المنتج وفريق العمل، مشيرة إلى أن ردود الفعل على الفيلم جاءت في مجملها إيجابية وأسعدتها.

الفيلم الذي يشارك في بطولته كل من عمرو سعد وآسر ياسين ويخرجه طارق العريان، استغرق تصويره نحو خمسة أعوام تقريباً على فترات متقطعة، وبلغت كلفته نحو 13 مليون جنيه بسبب مشاهد الحركة والتصوير الخارجي لأحداثه.

بلغت إيرادات «ريجاتا» نحو مليوني جنيه بعد ثلاثة أسابيع من عرضه،  علماً بأن الضجة التي أثيرت حوله قبل طرحه لم تؤثر على الإيرادات إلا في الأيام الأولى من طرحه، إذ شهدت ارتفاعاً ملحوظاً.
الفيلم من إخراج محمد سامي وإنتاج محمد السبكي، ويشارك في البطولة: عمرو سعد، محمود حميدة، إلهام شاهين ورانيا يوسف التي وصفت يوسف الإيرادات بالجيدة مقارنة بالمنافسة القوية من الأفلام المطروحة، بالإضافة إلى الظروف السياسية التي جعلت حفلات كثيرة بلا جمهور، مشيرة إلى أنها تشعر بالسعادة لنجاح الفيلم وإعجاب الجمهور به.

واقترب «قط وفأر» الذي يقوم ببطولته كل من محمود حميدة ومحمد فراج من تحقيق المليون الأول بعد أسبوعين تقريباً من طرحه، وهو البطولة السينمائية الأولى محمد فراج وسوزان نجم الدين.

أرباح متفاوتة

وحقق «بتوقيت القاهرة» الذي يعود من خلاله نور الشريف إلى السينما، بعد غياب سنوات، إيرادات وصلت إلى أكثر من 750 ألف جنيه، بعد مرور أربعة أسابيع على طرحه في الصالات. تجدر الإشارة إلى أن «مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية» في دورته الأخيرة، منح الشريف جائزة خاصة لأدائه الإنساني، وذلك بعد منافسة الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان.

لم ينجح «زجزاج»، بطولة ريم البارودي مع محمد نجاتي وعمرو محمود ياسين، في تجاوز حاجز 700 ألف جنيه، رغم طرحه قبل أكثر من شهر في الصالات، ما دفع دور العرض إلى استبدال أفلام مصرية وأجنبية أخرى به تجد إقبالاً من الجمهور.

أما «هز وسط البلد» الذي تنتجه إلهام شاهين بالتعاون مع مدينة الإنتاج الإعلامي، وتؤدي بطولته مع حورية فرغلي وزينة، فلم تصل إيراداته إلى نصف مليون جنيه، رغم مرور أسبوعين على طرحه في الصالات.

حلّ «القط» بطولة عمرو واكد وفاروق الفيشاوي في أسفل قائمة إيرادات الموسم، بعدما حقق أقل من 300 ألف جنيه في ثلاثة أسابيع، وهي إيرادات جيدة نسبياً مقارنة بالنسخ القليلة المطروحة من الفيلم، بالإضافة إلى تسريبه بنسخة جيدة عبر الإنترنت وعرضه عبر قنوات سينمائية تسرق الأفلام السينمائية، فضلا عن تصنيفه للكبار فقط بسبب المشاهد الدموية التي يتضمنها.

أفلام أجنبية

في المقابل، دخلت الأفلام السينمائية الأجنبية في منافسة قوية مع الأفلام المصرية في ظاهرة تحدث للمرة الأولى منذ سنوات، إذ حققت الأفلام الأجنبية المطروحة خلال الشهر الماضي إيرادات تجاوزت 4 ملايين جنيه، وهو رقم كبير مقارنة بالنسخ المحدودة (عددها ثماني) التي توزع على الصالات.

وحقق  The Theory of Everythingإيرادات وصلت إلى مليون جنيه تقريباً بعد أسبوعين من طرحه بالصالات المصرية، فيما حقق Taken3 إيرادات وصلت إلى مليوني جنيه بعد شهر من طرحه في الصالات المصرية.

بكى متأثراً باسترجاع الذكريات المؤلمة إبان فترة الاحتلال

سعد الفرج: رفضت الأجر المادي في الفيلم الوطني «السدرة»

كرّم «استوديو الأربعاء» الفنان سعد الفرج أمس الأول ضمن أمسية فنية استضافها نادي السينما بالمدرسة القبلية.

أكد الفنان سعد الفرج أنه لم يقبل تقاضي أجر مادي نظير مشاركته في فيلم «السدرة»، لأنه عمل وطني. جاء ذلك ضمن عرض الفيلم مساء أمس الأول في استديو الاربعاء بالمدرسة القبلية، الذي يعمل تحت رعاية نادي الكويت للسينما.

وعلق على الفيلم وأدار جلسة النقاش التي اعقبت العرض الناقد السينمائي مدير النادي عماد النويري.

ويأتي الفيلم ضمن مجموعة من الأفلام السينمائية الكويتية التي تُعرض تباعاً في استوديو الأربعاء خلال شهر فبراير ضمن احتفالية يقيمها الاستوديو بمناسبة احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية.
وبكى الفرج خلال الندوة متأثراً وهو يتحدث عن الذكريات الأليمة للغزو العراقي للكويت، لدرجة ان بعض الحضور تأثروا بنبرة صوته وبكوا معه.

وقال الفرج: «فقدت اثنين من عائلتي، ولم أكن اعلم شيئاً عن مصيرهما، ولذلك لم يأت اختيار العوضي لي من فراغ، فالدور الذي جسدته في فيلم «السدرة» لم يكن تمثيلاً بقدر ما كان تجسيداً لواقع عشته، وقد رفضت تقاضي أجر عن دوري في الفيلم من منطلق  شعوري بأنني أشارك في عمل وطني لبلدي الكويت».

وفي ختام الأمسية، سلم نادي الكويت للسينما واستوديو الاربعاء درعا تذكارية للفرج تكريماً لقيمته الفنية العالية، وأعقب ذلك تقديم أمسية شعرية شارك فيها عدد من الشعراء أمثال محمد صرخوه، وسعيد المحاميد، ونزار الفليحان وحنان شبيب، وأدارها الشاعر نادي  حافظ، وتخللت القصائد فقرات موسيقية حفلت بالاغاني الوطنية قدمها الفنان ميلاد الحكيم.

يشار إلى أنه مع بداية عام 2001 كان العرض الأول لـ«السدرة»، وهو فيلم روائي قصير مدته 35 دقيقة، والسدرة شجرة كويتية تقاوم الصحراء في أشد الظروف قسوة، وتعرف بأرواقها الصغيرة وأغصانها الشوكية ولحائها القاسي وثمارها الكروية الشكل التي تسمى «الكنار»، وتعتبر من الرموز الدائمة للكويت القديمة، ويثير اسمها لدى الكويتيين شعورا بالحنين.

ويحاول الفيلم أن يجيب عن أسئلة كثيرة يبحث عنها بطل الفيلم في رحلته مع حفيدته يوم تحرير الكويت. ويصور الفيلم بشكل عام العلاقة الإنسانية بين الجد والحفيدة التي تعكس في النهاية انتصار الحياة، وصور الفيلم فريق أميركي.

يذكر أن المخرج وليد العوضي بدأ حياته السينمائية مع المخرج وارنر هيرتزوغ عام 1991، وأتيح له التعلم على يد المصور جون الانزو مصور التحفة السينمائية «الحي الصيني»، وفي عام 1995 أنجز فيلمه الوثائقي الأول «لحظة من الزمن» الذي تناول فيه حرب تحرير الكويت، وفي عام 1996 أنجز فيلمه الثاني «صمت البراكين» الذي صور فيه معاناة الاسرى في السجون العراقية، وفي عام 1999 أنجز فيلمه الثالث «هاتف من الكويت»، وهو فيلم دعائي لاحدى شركات الاتصال، وتوالت له مجموعة من الأعمال التسجيلية والروائية القصيرة منها: «السدرة»، و«أحلام بلا نوم»، و«الديوانية»، و«عاصفة من الجنوب»، وأخيراً «تورا بورا»، الذي عرض في السوق الدولي لمهرجان كان عام 2011.

الجريدة الكويتية في

13.02.2015

 
 

غدا حفل ختام مهرجان جمعية الفيلم.. وزير الثقافة يسلم الجوائز للنجوم كريم عبدالعزيز وياسمين رئيس ومحمد خان.. ابن خالد صالح يستلم جائزته الخاصة.. وإدارة المهرجان تهدى الدورة الـ41 لاسم فاتن حمامة

كتب محمود ترك

تختتم غدا السبت فعاليات مهرجان جمعية الفيلم سنوى للسينما المصرية، حيث يتم توزيع الجوائز بمركز الإبداع فى دار الأوبرا المصرية، حيث يقوم بتوزيع الجوائز وزير الثقافة جابر عصفور ويبدأ الحفل فى السادسة مساء. ومن المقرر أن يحضر اليوم العديد من النجوم الفائزين بالجوائز ومنهم فريق عمل فيلم "الفيل الأزرق" الفائز بـ9 جوائز مختلفة ومنهم المخرج مروان حامد وكريم عبد العزيز، فيما لم يتأكد حضور خالد الصاوى حتى الآن، كما يحضر فريق عمل فيلم "فتاة المصنع" الفائز بـ6 جوائز ومنهم المخرج محمد خان وبطلة العمل ياسمين رئيس. وتم عمل جائزة خاصة مهداه لاسم الفنان الراحل خالد صالح، ومن المقرر أن يتسلمها ابنه أحمد خالد صالح. يشار إلى أن فيلم "الفيل الأزرق" نال نصيب الأسد من الجوائز بفوزه بـ9 جوائز دفعة واحدة، وهى جائزة أحسن ممثل دور أول لكريم عبد العزيز وجائزة أحسن ممثل دور ثانٍ لخالد الصاوى، وجائزة أحسن فيلم وجائزة أحسن إخراج لمروان حامد، وجائزة أحسن ملابس لناهد نصر الله، وجائزة أحسن ديكور لمحمد عطـية، وجائزة أحسن موسيقى لهشام نزيه، وجائزة أحسن تصوير لأحمد المرسى، وجائزة سامى السلامونى للتجديد والابتكار فاز بها طارق مصطفى عن المؤثرات البصرية للفيلم. وفاز المخرج محمد خان بجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة الامتياز عن فيلم "فتاة المصنع" وحصل فيلم "لا مؤخذة" على جائزة أحسن تصميم أفيش وجائزة خاصة باسم الكاتب الصحفى خالد السرجانى إضافة إلى شهادة تقدير للطفلين أحمد داش ومعاذ نبيل عن دورهما فى الفيلم. كما حصل فيلم "فتاة المصنع" على جائزة أحسن ممثلة الدور الأول لياسمين رئيـــس، وأحسن مونتاج لدينا فاروق، وجائزة أحسن سيناريو لوسام سليمان، وجائزة أحسن ممثلة دور ثانى سلوى خطاب. وكذلك فاز فيلم "الحرب العالمية الثالثة" بجائزة أحسن مكياج لطارق مصطفى وإيهاب محروس وفاز فيلم "الخروج للنهار" بجائزة أحسن صوت لكوستاس فاريبوبيوتس وجائزة العمل الأول لهالة لطفى. وأعلنت إدارة المهرجان أن الدورة مهداة إلى اسـم الفنانة القديرة الراحلة فاتن حمامة، كما قررت إدارة مهرجان جمعية الفيلم فى دورته الـ41 اختيار الفنان الكبير والقدير محمود ياسين ليكون ضيف شرف المهرجان هـذا الـعام تـقديرا لـعطائه الـمتميز طوال مسيرته الفـنية. يرأس المهرجان مدير التصوير محمود عبد السميع، بينما يرأس لجنة التحكيم الناقد على أبو شادى، وتضم فى عضويتها مدير التصوير السينمائى د.محسن أحمد، وكاتب السيناريو د.يحيى عزمى، والمخرج هانى لاشين، والمخرج أحمد عواض، ومهندس الديكور د.محمود محسن، ومهندس الصوت جميل عزيز، وفنان المونتاج سيد عبد المحسن، والناقد مجدى الطّيب، والناقد محمود عبد الشكور، والناقدة والكاتبة الصحفية ناهد عز العرب

السبت، 14 فبراير 2015 - 06:21 م

وصول محمد خان ووحيد ومروان حامد مهرجان "جمعية الفيلم"

كتب محمود ترك

وصل منذ قليل المخرج محمد خان والكاتب وحيد حامد ونجله المخرج مروان حامد لمركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية، لحضور حفل توزيع جوائز مهرجان "جمعية الفيلم". وتختتم اليوم السبت فعاليات مهرجان جمعية الفيلم للسينما المصرية، حيث يتم توزيع الجوائز بمركز الإبداع فى دار الأوبرا المصرية، ويقوم بتوزيع الجوائز وزير الثقافة جابر عصفور ويبدأ الحفل فى السادسة مساء. ومن المقرر أن يحضر اليوم العديد من النجوم الفائزين بالجوائز ومنهم فريق عمل فيلم "الفيل الأزرق" الفائز بـ9 جوائز مختلفة ومنهم المخرج مروان حامد وكريم عبد العزيز، فيما لم يتأكد حضور خالد الصاوى حتى الآن، كما يحضر فريق عمل فيلم "فتاة المصنع" الفائز بـ6 جوائز ومنهم المخرج محمد خان وبطلة العمل ياسمين رئيس، وتم عمل جائزة خاصة مهداة لاسم الفنان الراحل خالد صالح، ومن المقرر أن يتسلمها ابنه أحمد خالد صالح

اليوم السابع المصرية في

13.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)