كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

مهرجان كليرمون فيران للفيلم القصير

"ربيع شتوي" المصري بعيدا عن السياسة

والإيرلندي "مكان ما أسفل الخط" أحسن فيلم تحريك عن الفقد والعلاقات الأسرية

أمل الجمل - فرنسا

 

شئون العائلة، والعلاقات الأسرية بما يكتنفها من خلافات ومشاكل، أو فقدان سواء بالموت أو الاختفاء، وعلاقات الحب المرتبكة والشائكة كانت سمة بارزة لأغلب الأفلام المشاركة في كليرمون فيران للفيلم القصير – والتي سنعرض لاثنين منها نال أحدها الجائزة الكبرى للمهرجان - الذي عُقدت دورته السابعة والثلاثين في الفترة ما بين (30 يناير – 7 فبراير 2015) وهو المهرجان الذي بدأ متواضعا عام 1979 لكنه أصبح أهم مهرجان للفيلم القصير في العالم أجمع، والذي تضمن هذا العام عرض أكثر من 400 فيلم قصير متنوع ما بين وثائقي وروائي وتحريك من مختلف أنحاء العالم، والتي تم توزيعها على مختلف الأقسام والبرامج السينمائية كان من بينها عروض استعادية احتفالا بالسينما الصينية تحت عنوان "ترويض التنين" حيث عرض لها 29 فيلماً، وبرنامج "المنظور الأفريقي" الذي تضمن 11 فيلما عن القارة السمراء ومشاكلها، إلى جانب قسم عن السينما الفلسطينية لمخرجين لا يحملون هويتها، وغيرها من البرامج التي تحتفي بسحر السينما.

ربيع شتوي

من بين ثمانية عشر فيلما مصرياً تقدمت للمهرجان كان فيلم "ربيع شتوي" للمخرج محمد كامل هو الفيلم المصري الوحيد الذي تم قبوله للمشاركة في المسابقة الرسمية الدولية للمهرجان، إذ عرض ضمن البرنامج الدولي الذي يضم 77 فيلماً من مختلف أنحاء العالم، وكان أحد ثلاثة أفلام عربية فقط شاركت في هذه الدورة.

 نال الفيلم إعجاب الجمهور حتى وإن خرج من دون جوائز على عكس الفيلم التونسي "الأب" الذي نال جائزة الجمهور وتنويه خاص من لجنة التحكيم. كما أنه حافظ على استمرار مشاركة مصر بالمهرجان للعام الرابع والعشرين على التوالي. هو روائي قصير مدته 15 دقيقة، شارك المخرج في كتابة السيناريو له مع تامر عبد الحميد، ويقوم ببطولته أحمد كمال، والصبية إيمان مصطفى التي تجسد شخصية نور، تلك الصبية التي تمر بمرحلة المراهقة وتقلباتها وما يكتنفها من اضطرابات. هى طالبة مرهفة الإحساس نراها كثيرة الشرود في حصص المدرسة، تصاب بالاشمئزاز من منظر دودة القز التي سلمها لها المدرس لتتابع التطورات التي تحدث لها وتقوم بتدوينها. تعيش نور بمفردها مع والدها بعد أن توفيت الأم.

يسعى الأب لتلبية مطالبها قدر استطاعته. يتعامل معها بلطف وحنان لكنها لا تتعامل معه بالمثل، فهى دائماً صامتة مكفهرة. مع ذلك يتولى مسئوليتها كأنما هو الأم والأب. لكنه مع ذلك لا يعي تماما تقلبات المرحلة الخطرة التي تمر بها الفتاة. فجأة عندما تطلب منه مبلغاً من المال يبتسم ويسألها لماذا؟ تقول "عاوزاه وخلاص". يتغير الوجه وتتبدل ملامحه إلى الضيق. يسألها ثانية لكنها في تلك اللحظة ترد بحسم: "خلاص مش عاوزاه يابابا.." فينصرف الأب وتبقى الفتاة في مكانها.

في المساء بينما الأب في طريقه لغرفة نومه يلمح ابنته تستلّ مبلغ النقود من محفظته قبل أن تُعيدها إلى جاكت البدلة. الصدمة تصعق ملامحه، يرتبك، غير مصدق، يتراجع بسرعة للخلف حتى لا تراه وكأنه لا يعرف كيف يتصرف. في المشهد التالي نراهما على مائدة الطعام، الفتاة لا تأكل، وتكتفي بتحريك الملعقة في الطبق أمامها، هل كان يخالجها الندم أو الحزن؟، بينما الأب في حالة غضب غير مباشر، غضب يرقد في الأعماق يسعي لكبته لكنه يتبدى في الإيماءات الجسدية له، في حركة يد تمسك رغيف الخبز وتقطع منه بتوتر أو وهو يلقيه على الطبق أمامه بينما يرمق ابنته، مما يجعل المتلقي يشعر بأن جدران جديدة انتصبت بينهما. يعيد الأب علي ابنته السؤال، وتعيد هى نفس الإجابة: "خلاص مش عاوزاه"... فيسألها: "ليه؟ علشان أخدت اللي انت عاوزاه... أخدت الفلوس من محفظتي". لكن الفتاة التي باغتتها المفاجأة تنكر فعلتها بحدة وتحدي ويرتفع صوت الأب بانفعال شديد قبل أن ينصرف خارج البيت قائلاً: "يبقى أنا اللي بتيجي لي تهيؤات."

عندما يعود الأب ليلاً يجد ابنته نائمة أمام التلفاز فينقلها إلى سريرها وبينما يهم بتغطيتها يلمح آثاراً للدماء على بنطالها. مفاجأة أخرى كانت في انتظاره، لكنها مفاجأة تمحو أثر الصدمة السابقة، وتفسر تصرف الصبية، توضح لماذا اضطرت لأخذ النقود من محفظته دون علمه، ولماذا لم تتمكن من إخباره؟ من أجمل لقطات الفيلم نظرة الأب إلى ابنته التي تكشف تعاطفه معها وإدراكه أنه لم يكن يعي ما يحدث لها رغم كل جهوده، نظرة تشي بأنه لم يكن في مستوى الدور التي تقوم به الأم، وأنه حزين لتلك الصبية التي فقدت أمها في مرحلة هى في أشد الحاجة إليها، نظرة فيها مزيج من المشاعر بين شبح إحساس بالفرح لأن ابنته تكبر وتدخل مرحلة عمرية جديدة وبين إحساس بالخوف مما هو آتي.   

جاء أداء أحمد كمال مميزاً خصوصاً بنظراته المعبرة عن ارتباكه واضطرابه الممزوج بشيء من الفرح والخوف في آن واحد. وكذلك وفق المخرج في اختيار الصبية التي جسدّت دور نور، ونجح في ضبط الإيقاع إلى حد كبير، وفي توظيف مشهد الحلم ببساطة ومن دون أي تصنُّع ومن دون اللجوء إلى الرمز، ففي المساء نرى لقطة لا تكشف كثيرا عن نفسها، لقطة للفتاة تسير بهدوء وحذر إلى المطبخ لتجد هناك امرأة شابة تبتسم لها، فتجلس أمامها، تربت على شعرها وتقبله ثم تمنحها حبة جوافة فتقضم منها وتبدأ المرأة الشابة هى الأخرى في تناول واحدة أخرى.

مكان ما أسفل الخط

أما فيلم "مكان ما أسفل الخط" من إخراج وتأليف جوليان رينارد، والذي حصد جائزة أحسن فيلم تحريك، فهو شريط سينمائي يخلو تماماً من أي حوار، مدته عشر دقائق، به قفزات زمنية متفاوتة من دون أن تُخلّ بالمعنى الدرامي، إذ نجح في تكثيف الحياة الممتدة لرجل تحدث له العديد من التبدّلات في حياته نعايشها خلال رحلته مع الركاب الذين يصعدون إلى سيارته، إلى أن يعثر على الحب ثم يعاني الفقد والحياة الباردة الجليدية إلى أن يصاب بالشيخوخة

يبدأ الفيلم من مرحله شبابه، إذ يركب معه زوجين وعندما يتشاجرا ويهبطا لشراء شيء ما من السوبر ماركت يتركهما ويسرع بالفرار، ثم يصعد إلى سيارته اثنين آخرين، وعند محطة بنزين يجد امرأة شابة تعطلت سيارتها، تقترب منه وتطلب منه المساعدة فيصطحبها في سيارته ويترك الآخرين. طوال الطريق يشاهدا أشياءاً مختلفة منها حادث لسيارة تشتعل، فيلفت نظرها بلمسة من يده وكأنه يدعوها لئلا تحزن لأنها نجت بنفسها عندما تعطلت السيارة، تغمض عينيها لتستريح وكأنها تطمئن إليه، يتأملها بود وتعاطف، تستيقظ، تضع يدها فوق يده، ثم يدخلان نفقاً ممتداً

يتكرر الشجار بين الزوجين، هذه المرة بين الرجل والمرأة الشابة بعد أن أنجبا طفلة جميلة. الإنفعال يكاد يتسبب في حادث، تصاب الزوجة بنزيف في الرأس. تبكي الطفلة في خوف وتحتضن حصانها الخشبي، وعندما تتوقف العربة تخرج الزوجة حاملة طفلتها وتستوقف أول شاحنة تمرّ مسرعة وتختفي بداخلها على الطريق، يحاول الزوج اللحاق بهما دون جدوى، ويظلّ يهيم على وجهه في صحراء جليدية مترامية الأطراف إلى أن يهرم. وذات يوم يستوقف سيارة تقودها امرأة شابة، تتأمله في ود وتعاطف مشوب بالحزن والرقة لحاله. ثم في لحظة ما ينتبه الرجل إلى الحصان الخشبي، ونرى نظرة عينيه غير المصدقة

الفيلم رغم بساطته مضفور برقة تغلفها المشاعر التي عبرت عنها خطوط فنان التحريك – والذي شارك المخرج في رسمها مع باسكال جيرود - سواء في حالات الغضب أو الحب أو الفقدان

الجزيرة الوثائقية في

09.02.2015

 
 

The Skeleton Twins ..في المحبة الخلاص

علياء طلعت – التقرير

الأخوة لا تعني فقط أبوين وجينات واحدة؛ بل تعني كذلك تاريخًا مشتركًا، أزمات ومشاكل، كل هذا يحفر في الروح علامات لا يمحيها الزمن وحتى لو كبر الإخوة وانطلق كل منهم في طريقه، يظل لكل منهم مكانة عند الآخر لا يستطيع أن يملأها أحد، سواء كان صديقًا أو زوجًا أو حتى أطفالًا.

ولكن في بعض الأحوال يتفرق الإخوة ولا يرى أحدهم الآخر لسنوات، فهل يظل الرابط الروحي بينهم متصلًا؟

في بداية الفيلم نتعرف على (ماجي) و(ميلو) في واحدة من أخطر لحظات حياتهما، اللحظة التي قرر كل منهما منفصلًا -وقد فرقت بينهما آلاف الأميال- أن ينهي حياته ولأسباب مختلفة، ولكن يشاء القدر أن يتم إنقاذ (ميلو) عن طريق جيرانه فيتصل المشفى (بماجي) ليمنعها هذا الاتصال من إتمام قتلها لنفسها وتذهب لأخيها لتساعده في أزمته التي تمر هي بمثلها، فهل التقاء الشقيقين بعد غياب عشر سنوات سيكون السبب الذي يدفع كلًا منهما للتمسك بحياته أم لا؟

هذا ما سنعرفه خلال أحداث هذا الفيلم المشوق والمليء بالمشاعر الإنسانية المختلفة عما اعتدنا تناوله في الأفلام والتي لا ترى في العلاقات الإنسانية سوى علاقة الحب بين الرجل والمرأة، بينما هناك مشاعر أخرى مثل الأمومة والأبوة والأخوة والصداقة تعتبر حقلًا أكثر خصوبة يستحق التناول.

أخ وأخت

(ماجي) سيدة شابة متزوجة منذ سنتين من المفترض أنها تسعى لإنجاب طفل حسب اتفاقها مع زوجها، والمفترض كذلك أنها تعيش حياة سعيدة مع رجل يصلح لأن يكون فتى الأحلام لكل امرأة، ناجحة في عملها وفي مستوى مادي جيد للغاية، ومع ذلك سعت إلى أن تنهي حياتها!

على الرغم من كل مظاهر السعادة التي تحيط بـ(ماجي) إلا أن نظرات عينها تنم عن امرأة محبطة للغاية، تكذب على زوجها وتتناول دواءً لمنع الحمل لشعورها بأنها غير قادرة على أن تكون أمًا صالحة، وعلى الرغم من حبها لزوجها إلا أنها تخونه، كما لو أنها تعاقب نفسها على إمكانية إحساسها بالسعادة أو تشعر بأنه ليس من حقها أن تنعم بحياة مستقرة.

أما عن (ميلو) فهو شاب كان حلمه أن يعمل في حقل التمثيل؛ لذلك ترك مدينته إلى هوليوود على أمل أن يصل إلى النجومية، ولكن لم يحقق أي نجاح يذكر سواء على الناحية العملية أو العاطفية، حساس للغاية وغير قادر على التعامل مع الواقع.

من يساعد الآخر

تهرع (ماجي) إلى أخيها في المشفى وتقنعه بأن يرحل معها ليسكن في منزلها حتى تعتني به، هذا الموقف مليء بالسخرية، فهي تحاول أن تساعده، تعرّفه على زوجها وتريد أن تُظهر عائلتها الصغيرة ومنزلها بأفضل حال أمام أخيها الذي يقول لها في أحد المشاهد إنها حققت ما لم يستطع معظم الناس أن يحققوه، ولكن في الحقيقة هي رغم ما تظهر عليه كشخص يحظى بحياة مثالية إلا أنها مدمرة من الداخل أكثر منه.

في الظاهر تبدو (ماجي) أنها الأخت التي تعطي أخاها مأوى وأسرة جديدة وتحتويه بعد محاولته الانتحار، لكن بدون أن يعلم أخوها أنها خارجة من نفس التجربة يشعر أنها محطمة نسيت معنى السعادة، والأهم لا تستطيع احترام ذاتها.

طفولة تعيسة

عند الذهاب إلى الطبيب النفسي لعلاج حالة معينة، تكون أول أسئلته عن الماضي وليس عن المشكلة نفسها، فتاريخ الشخص يحدد آلامه وأوجاعه أكثر من حاضره، وفي تاريخ (ماجي) و(ميلو) جذور لكل ما يعانيانه.

ما بين أب كان مصدر سعادتهم، ولكن يقرر في يوم من الأيام أن يقفز من فوق الجسر لينتحر، وأم منفصلة عاطفيًا عن ابنيها تتخلى عنهما بعد وفاة والدهما.

ففي سن الرابعة عشرة، مر الطفلان بآلام لا يمكن تخيلها وعاشا وحيدين في مجتمع قاس للغاية، وعلى الرغم من تعاستهما فهذا المستقبل يعتبر الأفضل بعد مامرا به، ويدل على صلابة معدن كل منهما، وأن قرار الانتحار كان نتيجة سنوات من الألم المستمر وعدم القدرة على نسيان الماضي.

حياة بحاجة للإنقاذ

هناك مشهدان في الفيلم برعا في تصوير العلاقة الاستثنائية بين الأخوين، الأول وهما يتبادلان الأسرار وهما جالسان على الأرض في مكان عملها بوضع يشبه ما كان يفعلانه وهما صغيران، (ماجي) في هذه اللحظة توقفت عن الظهور بمظهر المرأة الناجحة المتماسكة وأخبرت أخاها عما تخفيه، في هذه اللحظة بدأ الأخان يستعيدان التواصل بينهما من جديد.

أما عن المشهد الآخر فهو بعد أحد إخفاقاتها وهي جالسة في المنزل كارهة لنفسها، (ميلو) يحاول الرفع من روحها المعنوية فتخبره أنه بحاجة إلى أن يحل مشاكله ويصلح حياته، في الحقيقة إن هذه الصرخة لم تكن موجهة له قدر ما كانت توجهها لنفسها، يقوم (ميلو) بتشغيل أغنية قديمة كانا يرقصان عليها في الماضي، ويحاول أن يجعلها تغني معه ولكنها ترفض في البداية إلى أن تبدأ في الغناء والرقص معه وكأنهما عادا طفلين مرة أخرى، في هذا المشهد تحررت من القيود التي اعتادت أن تطوق بها مشاعرها حتى تظهر طبيعية في عيون الناس وأولهم زوجها.

أما عن كلمات الأغنية فقد كانت معبرة تمامًا عما كانا يحتاجانه في هذه اللحظة، كانا بحاجة لبعضهما، فلا زوج ولا أصدقاء، لا يستطيع أحد أن يستوعب المعاناة التي عاشاها معًا؛ لذلك إنقاذ حياتهما لا يمكن إلا عن طريق محبتهما.

ولكن، بعد هذا المشهد تظل الحياة كما هي، حتى يقرر ميلو أن يساعد أخته بطريقته الخاصة، وهي إفشاء سرها لزوجها، أن يظهر آلامها للأعين، وعلى الرغم من أنها لامته على تدمير حياتها الزوجية إلا أنها من داخلها كانت ممتنة له لأنه حطم هذا القيد الذي لم تستطع أن تتحمله أكثر من ذلك.

فهي مُدمرة لدرجة أنها لا تستطيع تحمل الحياة مع شخص طبيعي، وهربها من الحمل وخيانتها لزوجها كانت محاولات من عقلها الباطن لجعلها تخرج من هذه العلاقة التي لم تكن لتفيدها، ولا تستطيع احتمال التمثيل طوال الوقت حتى تظهر كزوجة سعيدة.

وتقرر أن تترك كل شيء لتحاول الانتحار مرة أخرى، وينقذها ميلو الذي استنتج من مكالمتها أنها ستقدم على ذلك، ليبدأ الأخوان حياة جديدة ويتركان للمشاهد الحق في استنتاج هل يستطيعان إنقاذ بعضهما البعض ويخرجان من هاوية الماضي أم ستنتهي حياتهما مثلما حدث لوالدهما؟

التقرير الإلكترونية في

09.02.2015

 
 

سمير نقاش.. نقش عراقي في الذاكرة

عبدالجبار العتابي

بغداد: رحل الروائي العراقي اليهودي سمير نقاش في 7 تموز / يوليو 2004 عن عمر ناهز 66 عاماً، ولم يحقق حلمه بالعودة إلى العراق، بل رحلَّ وهو يحمل في داخله ألم الفراق لبلاد الرافدين، لكنهُ ترك أدباً عراقياً أصيلاً بين رواية ومجموعة قصصية ومسرحية كتبها بالعربية لأنه يعتبرها اللغة الأم أما اللغة العبرية فيعتبرها بمثابة الزوجة.

صدر عن دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر كتاب لمازن لطيف يحمل عنوان (سمير نقاش..نقش عراقي في الذاكرة) وهو اعداد وتحرير لمقالات وحوارات عن الروائي نقاش من قبل كتاب وأدباء وصحفيين عراقيين عرفوا  سمير نقاش عن قرب، يقع الكتاب في 150 صفحة من القطع المتوسط  ويحتوي على أربعة فصول، فيما  هنالك تقديمان كتب احدهما المؤلف والثاني للدكتور سامي إبراهيم.

فقد جاء في تقديم مازن الذي حمل عنوان (سمير نقاش..  حالم رافديني كبير) قوله عنه (تمثل صورة سمير النقاش في مجمل سيرته الذاتية جزءا من حميمة الانتماء الى الوطن الأم، مهد الولادة، فهذا اليهودي المبدع الذي خلق في صيرورة روحه ومنتجه الادبي الروائي والصحفي الحس الاقرب للوطنية والانتماء بالرغم من قسوة التهجير والمنفي التي سكنت هاجسه الروحي وعكسه في مشاعر روحية وتناقضات ايقظت في الذات التوراتية لسمير نقاش مسارات الحكمة والسرد والبقاء وقيا (وفياً)  للمكان الرافديني وثقافته).

فالفصل الأول كان بعنوان (سمير نقاش مؤرخ اللهجة البغدادية روائياً)، وتضمن مقالات للدكتور رشيد الخيُّون بعنوان (سمير نقاش مؤرخ اللهجة البغدادية والحالم بالعودة إلى الفردوس المفقود)، وانعام كجه جي بعنوان (سمير نقاش يكتب سيرة التاجر اليهودي الذي أدخل تجارة الثياب المستعملة إلى أسواق بغداد) و عبد اللطيف الحرز بعنوان (سمير نقاش الناحت الاخير للولع)، والدكتورة فاطمة المحسن (سمير نقاش العائد الى بغداد دائما) .

اما الفصل الثاني فكان بعنوان (فيلم "انسَ بغداد") بقلم: أكرم أنطاكي، وتحدث فيه عن هذا الفيلم للمخرج العراقي سمير، وهو فيلم وثائقي، رصد حياة كتاب يهود العراق، تذكروا فيه قضية  تهجيرهم من العراق في اربعينيات وبداية خمسينيات القرن الماضي، وفي الفلم يقول سمير نقاش : "أنا أرفض أن تكون إسرائيل بلداً لي، هذه البلاد أجرمت بحقي وطحنتني، هذه ليست بلادي"، وتضمن ايضا مقالا بعنوان (انس بغداد .. لا هذا مستحيل، شهادة صادقة على وطنية اليهود العراقيين) كتبه علي عجيل منهل .

اما الفصل الثالث فقد تضمن (حوارات مع سمير نقاش)، وجاءت الحوارات تحمل عناوين مثل (تهجيرنا من العراق كان مأساة) وهو الحوار الموسع الذي  أجرته معه  راحيل يوتا، و"الإسرائيلي" سمير نقاش: لا أستطيع التعبير عن نفسي إلا بالعربية، اجراه فاضل السلطاني، و (سمير نقاش : يهود العراق من أبرز المجددين في الثقافة) اجرته غالية قباني .

فيما تضمن الفصل الرابع (شهادات بعد وفاة سمير نقاش)، منها شهادة لصلاح حزين عنوانها (رحل سمير نقاش: الكاتب اليهودي العراقي الذي اعتبر وجوده في اسرائيل مؤقتًا) جاء فيها : "اسمي سمير نقاش. كنت يهودياً عراقياً في العراق وأنا الآن يهودي عراقي في إسرائيل"، هذه الجملة التي قالها سمير نقاش الكاتب اليهودي الإسرائيلي في أول مقابلة أجراها معه مواطنه الكاتب والشاعر العراقي الراحل شريف الربيعي في العام 1990، تحولت في ما بعد إلى ما يشبه اللازمة يكررها في كل مقابلة تجرى معه وتنشر في صحيفة عربية، وقد أجري مثلها كثير من المقابلات في ما بعد).

وشهادة لمحمد علي الأتاسي بعنوان (سـمير نقاش الـيهودي .... العربي التائه) قال فيه (مات الكاتب اليهودي العراقي سمير نقاش  في 7 تموز 2004. ويأتي موته ودفنه في إسرائيل ليطرح العديد من الأسئلة عن عجز الثقافة العربية عن الاعتراف بجانبها المغفل المرتبط باليهود العرب المعادين للصهيونية. هنا قراءة في سيرة سمير نقاش وفي أبعاد هذا الحدث) .

وشهادة للدكتور علي ثويني بعنوان (طوبا يا سمير نقاش ... نقشت أنت واليهود وداً على قلوبنا) جاء فيها ( شعرنا بالأسى ونحن نودع الأديب العراقي سمير نقاش الى مثواه الأخير، بعد حياة مضطربة، كان همه فيها أن تقر عيناه بمعاينة أرض الوطن، وعاش على أمل أن يدفن تحت ثراها . لقد عانى من التهجير والتشرد وهموم العيش والمرض، و تعب من الحنين الطويل الى العراق..حنين  أمتد لـ 54  عاما).

كما كانت هناك شهادة لخالد المعالي بعنوان (رسالة لن تصل الى سمير نقاش) وشهادة للدكتور علي القاسمي بعنوان (بكائية سومرية على الأديب العراقي اليهودي سمير النقّاش).

السيرة النقاشية

ولد سمير نقاش في بغداد عام 1938، وهو الوحيد من بين ستة بنات ولدوا لعائلة يهودية عراقية ثرية. التحق بالمدرسة في سن 4 أعوام، وبدأ الكتابة في سن 6 أعوام، وفي عام 1951 وعندما كان عمره 13 سنة، هاجر هو وعائلته إلى إسرائيل، توفي والده عام 1953 اثر نزيف في الدماغ خلال وجود عائلته في "المعبراه"، ( وهو الاسم الذي كان يطلق على معسكرات اللجوء التي كان يوضع فيها اليهود الشرقيون القادمين إلى إسرائيل مدة طويلة والغربيين مدة قصيرة)، وهذا كان له تأثير قوي عليه لمشقة الحياة في الخيام، مما جعله يعقد العزم على مغادرة إسرائيل، انتقل من 1958 إلى 1962 بين تركيا، إيران، لبنان، مصر، الهند، والمملكة المتحدة. و واجه فيها صعوبات جمة مما إضطره العودة إلى إسرائيل، حيث تولى وظائف مختلفة.

عاش سمير نقاش حياةً مضطربة والتي كانت محور أعماله الروائية والقصصية والمسرحية العديدة، توفي  في 7 يوليو 2004 عن عمر يناهز 66 عاماً وفي داخله ألم بسبب تركه للعراق حيث كان يعتبر نفسه أنه مات عندما كان في الثلاثة عشرة من عمره، حيث كان يرى أن حياته الحقيقية تقتصر على تلك الأعوام التي قضاها في العراق وأن ما تلا ذلك هو مجرد ظلال لتلك الأعوام.
 
اصدر نقاش العديد من الكتب ما بين رواية ومجموعة قصصية ومسرحيات منها: الخطأ  (قصص)، 1971، حكاية كل زمان ومكان (قصص) 1978، انا وهؤلاء والفصام (قصص) 1978، الجنوح والانسياب (مسرحيات)، 1979، يوم حبلت واجهضت الدنيا (رواية) 1980،  في غيابه (مسرحية)، 1981، عندما تسقط اضواء المثلثات (قصة قصيرة طويلة)، نزولة وخيط الشيطان (رواية)، 1986، الرجس (رواية)، 1987، فوهة يادم (رواية) 1987، المقرورون (مسرحية) 1990، ونبوءات رجل مجنون في مدينة ملعونة (قصص) .

إيلاف في

09.02.2015

 
 

فجر يوم جديد: {ديكور}

كتب الخبرمجدي الطيب

لم أستسغ التجربة الأخيرة للمخرج الشاب أحمد عبدالله السيد في فيلم {ديكور}، بعد أن اعتراني شعور أنه تخلى عن تواضعه، وسعيه الدائم إلى التجريب، ومال إلى {الفذلكة} و«استعراض العضلات}. فهو الذي اختار أن يُصور الفيلم بالأبيض والأسود، ورغم هذا عجز عن التوصل إلى صيغة ناجحة يوظف فيها الأبيض والأسود توظيفاً درامياً، على غرار الأسلوب المتبع في الأفلام التي كان يصورها المبدع الكبير عبد العزيز فهمي، وهو الذي أوحى لي بأنه لم يتعمد التصوير الأبيض والأسود لكن خطأ ما أجبره على هذا!

تدور أحداث فيلم  {ديكور} (2014 / 116 دقيقة) حول مهندسة الديكور {مها} (حورية فرغلي) التي وقعت في غرام أفلام الأبيض والأسود، وأدمنت عوالمها، وسحرها، ونتيجة عملها في فيلم رديء أقرب إلى أفلام المقاولات ضعيفة الموازنة هابطة الفكر، وجدت نفسها تحت ضغوط نفسية هائلة قادتها إلى التحليق في عالم افتراضي هربت إليه من الواقع القاسي!

أجمل ما في السيناريو، الذي تعاون في كتابته شيرين ومحمد دياب، أن الخطوط الفاصلة بين الواقع والخيال سقطت وانهارت بحيث يصعب على المشاهد أن يتبين الزيف من الحقيقة، ولا يكاد يعرف إن كانت {مها} تعيش الوهم مع زميلها مهندس الديكور {شريف} (خالد أبو النجا) أم أنه عالمها الحقيقي بينما تهرب إلى الوهم عندما تزعم أنها تزوجت {مصطفى} (ماجد الكدواني) وأنجبت منه {هيا}؟    

نجح الفيلم في ترجمة التداخل بين العالمين، عبر الالتجاء إلى تصوير الفيلم داخل الفيلم، لكن اتهام السيناريو بأنه استلهم الفكرة من فيلم {الليلة الأخيرة} (إنتاج 1963) إخراج كمال الشيخ، الذي يحكي قصة {نادية} التي استيقظت لتجد نفسها مع رجل يزعم أنه زوجها، وفتاة تدعي أنها ابنتها، يظل معلقاً برقبة الفيلم، الذي استعان بمقاطع عدة من الأفلام التي شاركت فاتن حمامة في بطولتها مثل: {نهر الحب} و}أيامنا الحلوة}، فبدا وكأنه يوجه التحية إلى سيدة الشاشة العربية. لكن افتقد فيلم {ديكور} جرعة التشويق والإثارة والغموض التي ميزت فيلم {الليلة الأخيرة}، فضلاً عن رتابة الأداء التمثيلي لحورية فرغلي وخالد أبو النجا وماجد الكدواني في فيلم {ديكور}، مقارنة بالأداء العبقري لمحمود مرسي وفاتن حمامة وأحمد مظهر في {الليلة الأخيرة}!

 جاء اختيار عنوان {ديكور} مناسباً لأجواء وقضية الفيلم، نظراً إلى أن الديكور يحمل إيحاء بالزيف، وتكريس الوهم. لكن ثمة إشكاليات كثيرة واجهت التجربة، على رأسها الحوار الفقير الذي اتسم بالسطحية، وادعاء الفلسفة التي تحولت إلى سفسطة، كالحديث عن {الوهم إني أعيش حياة أنا مش مقتنع بها}، و«أن تحقق في الوهم ما تعجز عن تحقيقه في الواقع}، بالإضافة إلى الرسم الأكثر فقراً للشخصيات الدرامية، والمثال الصارخ في شخصية {مصطفى} التي جسدها ماجد الكدواني، وعانت هزالاً في ردود أفعالها، ومثالية في سلوكياتها، و«سيمترية} في رسم المواقف، كما رأينا في مشهد ضبط {مصطفى} زوجته {مها} في منزل {شريف} ثم العكس، والثرثرة التي لم تضف جديداً حول الأم التي أجبرت ابنتها على الانفصال عن {شريف} والارتباط بـ {مصطفى}، ما كان سبباً في أزمة {مها}!

 يعاني فيلم {ديكور} برودة لا تخطئها المشاعر، وارتباكاً في المواقف والأفكار، والدوران حول الفكرة الواحدة، وغياب التسلسل بحجة التمرد على طرق وأساليب السرد التقليدية (مونتاج سارة عبد الله)، لكن يُحسب للمخرج أحمد عبد الله السيد ميله الدائم إلى التجريب؛ فإذا كان قد لجأ إلى ابتكار شريط صوت جديد في فيلم {فرش وغطا} فها هو يتعمد التجديد اعتماداً على الصورة في {ديكور} مستعيناً بمدير التصوير طارق حفني، وإن بدا أن التجديد لم يؤت ثماره هذه المرة، لأن الهدف منه ليس أصيلاً، بل مستعاراً ومزيفاً بدرجة كبيرة، كزيف وفجاجة الإيحاء بأن الأحداث تدور في أعقاب ثورة 25 يناير، عبر الإشارة، من دون مناسبة، إلى أن ثمة {حظر تجول} في البلاد، والربط المتعسف بين أزمة {مها} ومحنة الوطن!

على النسق المرتبك نفسه تأتي المحاولات اليائسة لتوظيف الموسيقى (خالد القمار) و«شبابيك} محمد منير وأغاني محمد عبد الوهاب، والإيحاء بأن المنتج {الحديدي} و«السبكي} وجهان لعملة واحدة، انتهاء بمشهد البطلة في مصحة نفسية، وهي تفاضل بين {شريف} و«مصطفى}. ومرة أخرى يستعين المخرج بالمشهد الأخير في فيلم {أيامنا الحلوة} (1955) إخراج حلمي حليم وبطولة فاتن حمامة والثلاثي: عبد الحليم حافظ، عمر الشريف وأحمد رمزي بخلاف أن الستارة، هذه المرة، لا تسقط بسقوط البطلة «هدى} المصابة بالمرض القاتل، كما في {أيامنا الحلوة}، لكن تتخذ البطلة {مها} قراراً بأن تبدأ حياتها من جديد... ويستمر اللغز!

طارق العريان: ردود الفعل على {أسوار القمر} فاقت توقعاتي

كتب الخبرهند موسى

بعد سنوات من التأجيل قرر المخرج طارق العريان الإفراج عن فيلمه {أسوار القمر} لعرضه ضمن الأفلام المتنافسة في موسم إجازة نصف العام في مصر. ويمزج فيه بين الرومانسية والأجواء التشويقية المثيرة، عبر مشاعر متغيرة بين ثلاثة أطراف: عمرو سعد وآسر ياسين ومنى زكي.
حول ظروف التصوير خلال عامين ونصف العام، والحفاظ على أداء الممثلين أدوارهم طوال هذه المدة، وتقييمه الفيلم بعد عرضه كان لنا معه هذا الحوار.

·        حدثنا عن {أسوار القمر}؟

تدور أحداث الفيلم حول {زينة} (منى زكي)، فتاة ترتبط بشاب يدعى {أحمد} (آسر ياسين)، لديه الصفات التي تعشقها الفتيات كلهن، ولكنها مع ذلك لا تشعر بأنها تحمل له مشاعر الحبيبة لحبيبها، وهذا ما تجده مع {رشيد} (عمرو سعد)، لذا تقرر الابتعاد عن الأول والارتباط بالثاني. ولكن مع الوقت وفقدانها بصرها تكتشف أن النظر أحياناً يخدع المرء ويوهمه بأمور يراها أمامه، وتجد الحب الحقيقي بإحساسها وتعود إلى حبيبها الأول. وهذه هي الرسالة التي يؤكد عليها الفيلم، والهدف من سرد الأحداث على طريقة {فلاش باك}.

·        هل وجدت صعوبة في عرض الأحداث وفقاً لهذه الطريقة؟

لا إطلاقًا؛ فالسيناريست محمد حفظي كان قد كتبها في السيناريو منذ البداية، ومن جانبي وضعت تفاصيل بسيطة فيه أثناء التصوير. لكن في المونتاج توافرت طرق عدة لسرد القصة، لذا احتجنا إلى وقت طويل لنستقر على الشكل النهائي الذي يحافظ على تلسلسل الأحداث ولا يخل بها.

·        كيف وجدت التعاون الثالث لك مع المؤلف محمد حفظي؟

ساعدنا تعاوننا السابق في فيلمي {السلم والثعبان} و{تيتو}، إضافة إلى تقارب وجهات النظر، لا سيما أن {أسوار القمر} مكتوب بين عامي 2004 أو 2005 وبدأنا تصويره في 2010، أي أن خمس سنوات تفصل بين كتابته وتنفيذه، وقد كتبنا 29 مسودة حتى وصلنا إلى المسودة النهائية.

·        ما الذي يميز {أسوار القمر} عن الأفلام المطروحة معه في الموسم الحالي؟

عناصر عدة، من بينها صناعة الفيلم نفسه وما تضمنها من تقنية التصوير مروراً بالمواقع ودراما القصة والإخراج، وصولاً إلى أداء أبطاله وشكل الفيلم كاملاً الذي أعتقد أنه لا يشبهه عمل في دور العرض راهناً.

·        كيف أثرت فترة تصوير الفيلم على أداء الممثلين؟

كانت فترة التصوير إحدى أبرز الصعوبات التي واجهتها خلال تنفيذ {أسوار القمر}، ولكنها عموماً مسؤولية المخرج بأن يتمكن من الحفاظ على مستوى الأداء نفسه، وعلى عمل فريق العمل أمام الكاميرا وخلفها وفقاً لرؤيته، إلى جانب أن عدداً من المشاهد صورناها في ثلاثة مواقع تصوير وثلاثة أزمنة، وأعتقد أن هذا الأمر لم يؤثر على أداء الممثلين لأننا عموماً لا نصوِّر المشاهد بالتتالي.

·        كيف تأكدت من عدم تأثيره على تلقي المشاهدين للعمل؟

من ردود الفعل الإيجابية التي قابلتها منذ عرض الفيلم، حيث لم يذكر المشاهدون أي تأثير للتصوير المتقطع للفيلم على أداء أبطاله، بل قوبل باهتمام وترحيب شديدين، وبالثناء على قصته الرومانسية التشويقية والتقنيات المستخدمة فيه. حتى إن هذه التعليقات فاقت توقعاتي.

·        كيف استطعت الانتقال بين اللحظات الرومانسية وتلك التشويقية؟

كانت هذه إحدى المهام الصعبة أيضاً التي كان عليّ القيام بها كمخرج، وذلك للحفاظ على إيقاع الفيلم والانتقال من الثبات إلى التغيير المفاجئ، أو من المشاهد الرومانسية إلى الأجواء المتواترة ومشاهد الحركة والمشادات بين البطلين، مع الحفاظ أيضاً على انتباه المشاهد من المشهد الأول إلى الأخير. عموماً، هذا الأمر ليس مرتبطًا بـ{أسوار القمر} فحسب (بسبب توقفه المتكرر عن التصوير)، وإنما الأمر قائم في الأعمال كافة.

·        ما أصعب المشاهد من الناحية التنفيذية؟

جميع المشاهد الليلية، وتلك التي صورناها في اليخت، نظراً إلى صعوبة إضاءتها بسبب موقعها في وسط البحر، لذا نفذناها على مراحل، إلى جانب مشاهد الممرات والغرف الداخلية، وتلك التي تم حبس {رشيد} فيها.

·        كيف تجد نهاية {رشيد} الأليمة؟

{رشيد} مدمن مخدرات ومهووس بحبيبته {زينة} وليس لديه أي استعداد لتركها لأنها بالنسبة إليه الحياة، وهو من دونها شخصية ضعيفة. حتى إنه قرر الانتحار مرة، ولكنها وقفت إلى جواره حتى خرج من أزمته، وبعدما دخل المصح للعلاج اكتشف أنها تخلت عنه وعادت إلى حبيبها الأول وتزوجت منه، وبعدما فشلت محاولاته لإجبارها على الانتحار معه، اضطر إلى إلقاء نفسه من أعلى جزيرة العاشقين التي كان يقص لها قصته في بداية علاقتهما، وانتحر وحيداً. وهذه النهاية تؤكد أنه كان يبحث عن شكل انتحار يريحه نفسياً، ويجعله يشعر بأن هذا هو الحب ومنتهى الرومانسية.

·        لماذا جاءت نهاية قصة {زينة} و}أحمد} سعيدة كحال معظم قصص الحب؟

كان الفيلم لينتهي بـ{فلاش باك} عاد فيه {أحمد} إلى {زينة} ودخل {رشيد} المستشفى للعلاج من الإدمان، وقالت {زينة} بأنها مع فقدانها بصرها وجدت الحب الذي تحتاج إليه رغم أنها لم تكن تراه أثناء إبصارها. ولكن بذلك تكون النهاية طبيعية، بينما جاء الجزء الأخير ليحمل الأجواء التشويقية، بعدما انتهت الرومانسية قبل هذه الجزئية. وفي الختام اجتمعت {زينة} بزوجها لتكمل حياتها معه بعد عناء كثير مرا به.

·        ما نوعية الأفلام التي تفضل تقديمها؟

لا ألزم نفسي بنوعية معينة، لذا قدمت الدراما التشويقية المثيرة في {الإمبراطور} و{الباشا} و{تيتو}، والرومانسية في {السلم والثعبان}، وجمعت بين النوعين في {أسوار القمر}. كذلك أحب تقديم الأفلام كافة، سواء تصدرها نجم أو مجموعة نجوم، وفقاً لما تتطلبه دراما العمل السينمائي.

·        ما جديدك؟

يتبقى لي نحو ستة أيام لأنتهي من تصوير فيلم {ولاد رزق} من بطولة مجموعة من النجوم من بينهم أحمد عز، وعمرو يوسف، وأحمد الفيشاوي، وكريم قاسم، وأحمد داود، ويتولى التأليف صلاح الجهيني. ومن المقرر أن يُعرض خلال موسم عيد الفطر المبارك.

مدارس السينما الحديثة... بين البحث عن موهوبين وزيادة البطالة

كتب الخبرهيثم عسران

البطالة المنتشرة بين العاملين في صناعة السينما في مصر لم تمنع ظاهرة إنشاء المدارس السينمائية المختلفة التي تهدف إلى تعليم الشباب مبادئ التصوير والإخراج والمونتاج وكتابة السيناريوهات. {الجريدة} ألقت نظرة على أبرز هذه المدارس وتحدثت إلى القيمين عليها.

انتشرت في مصر أخيراً مراكز وورش تعليم المهارات السينمائية المختلفة تمهيداً لمشاركة المتدربين في أعمال جديدة أو إنتاجها. وأصبح عدد من صانعي السينما شركاء في هذه الدورات أو مؤسسين لمراكز خاصة في هذا المجال، من بينهم المخرجان علي بدرخان الذي أسس مؤسسة تحمل اسمه، وأحمد ماهر الذي أنشأ مدرسة {سكيب هوم} لتعليم أصول السينما بمشاركة خبراء في السينما العالمية.

اللافت في المدارس أنها تؤهل الشباب في حين يعاني خريجو المعهد العالي للسينما مشاكل متعددة مرتبطة بقلة الإنتاج السينمائي وعدم استيعاب سوق العمل لهم، الأمر الذي يشكل منافسين جدداً للشباب في سوق عمل ترتفع فيه نسبة البطالة جراء مشاكل صناعة السينما الكثيرة أصلاً.

يقول المخرج أحمد ماهر إن مدارس تعليم فنون السينما لا تنافس الدراسة الأكاديمية في معهد السينما، إذ يمكنها تأهيل الشباب للالتحاق بنقابة السينمائيين ولكنها تسهم في صقل خبرتهم لتقديم أعمال مميزة، مشيراً إلى أن الرهان الحقيقي يكون على الموهبة وتطورها واستجابتها في التعلم وقدرتها على الإبداع.

وأضاف ماهر أن فكرة تأسيسه مدرسة سينمائية حلم قديم بالنسبة إليه وتحقق، مشيراً إلى أن اختيار المتدربين لا يرتبط بأي أمور مالية بل بالموهبة، مع انتقاء عدد محدود يمكنه الاستفادة من الدراسة ليطبقها لاحقاً في سوق العمل.

مزايا كثيرة

عميدة المعهد العالي للسينما الدكتورة غادة جبارة تحدثت عن مزايا عدة لتعليم أساسيات السينما للشباب من مختلف الأعمار بغض النظر عن خلفيتهم الدراسية السابقة، مؤكدة أهمية هذه المدارس في الارتقاء بذوق الجمهور والمشاهد أيضاً، على اعتبار أنها تزيد من فرص تحسين صناعة السينما التي تشهد انتعاشاً بفضل أجيال جديدة كسرت تابوهات كثيرة.

وأضافت جبارة أن وزارة الثقافة تحضر عبر مركز التنمية الثقافية ورش سيناريو لغير الخبراء سيكون نتاجها تقديم 15 فيلماً متنوعة في المحتوى من تنفيذ خريجي قسم الإخراج من معهد السينما، مؤكدة أن الورش تعكس تبادل الخبرات بينها وبين الدراسات الأكاديمية، فضلاً عن توفير فرص عمل لخريجي المعهد.

وأضافت أن تصاريح العمل التي تمنحها نقابة السينمائيين وفقاً لضوابط قانونية محددة هي الضمان الرئيس لحماية صناعة السينما من غير المؤهلين، سواء بالدراسة أو المعرفة، مشيرةً إلى أن العبء الأكبر يقع على النقابة وليس على أي جهة أخرى.

وبينت غادة أن معهد السينما افتتح دراسات حرة لمدة عامين لمن يرغب في دراسة السينما أكاديمياً، خصوصاً أن سرعة تطور التكنولوجيا وصغر حجم الكاميرات شكلتا فرصاً أكبر للشباب لاحتراف التصوير والإخراج بإمكانات أقل، ما يعزز لدى كثيرين الرغبة في التطبيق العملي من دون الاهتمام بالجانب الأكاديمي.

بدوره يؤكد نقيب السينمائيين مسعد فودة أن النقابة حريصة على الالتزام بالنسب التي حددها القانون للعاملين للمرة الأولى في الأعمال الفنية، بالإضافة إلى استيفاء كامل شروط العضوية من غير خريجي معهد السينما، مشيراً إلى أن الإجراءات صارمة على الجميع.

وأضاف أن الدراسة في المدارس السينمائية المختلفة تعطي الشباب خبرة سينمائية وحساً فنياً في اختيار الأعمال التي يتابعونها لاحقاً، حتى إن لم يعملوا في المجال السينمائي، مشيراً إلى أن لا علاقة للنقابة بأي مدارس سينمائية خاصة.

كذلك أوضح أن دراسة السينما في الجامعة الفرنسية هي الدراسة الأكاديمية الوحيدة بخلاف معهد السينما الذي تمنح فيه النقابة تصريح عمل لمرة واحدة لخريجيها، مؤكداً أن القوانين في صياغتها الراهنة تحمي المهنة بوجود صلاحيات واسعة للنقابة لمواجهة أي تأثيرات سلبية قد تنال من صناعة السينما.

وذكر فودة أن احتراف العمل السينمائي ليس بالأمر السهل الذي يتحقق بمجرد الالتحاق بدورة تدريبية، مؤكداً أنه يرى في المراكز فرصة جيدة لتعليم السينما ولكن من دون أن يكون للنقابة دور فيها، خصوصاً أن أياً من القيمين عليها لم يتواصلوا مع النقابة لمعرفتهم بالقوانين التي تحول دون ارتباط خرجيها بها بشكل مباشر.

الجريدة الكويتية في

09.02.2015

 
 

الرقابة رفضت البرومو والسبكى يعرض مشاهد جنسية محذوفة..

ريجاتا.. الفيلم مافيهوش مناظر!

تحقيق - راندا طارق

البرومو الخاص بالفيلم السينمائى «ريجاتا» أثار كثيراً من الجدل، تصور البعض بعد مشاهدته أنه ملىء باللقطات الساخنة، والألفاظ الخارجة عن السياق، كانت مفاجأة صادمة عندما اكتشف مشاهدو العمل أن البرومو كان مجرد سنارة لاصطياد المراهقين، لدفعهم للتزاحم على شباك التذاكر، للوصول لحالة العرض، ليجد الفيلم خاليا من اللقطات التى حذفتها الرقابة، ليكتشف فخ الخديعة التى دبرتها له الجهة المنتجة لتحقيق مزيد من الإيرادات.

السينارست حسام موسى يقول إنه لايصح الحكم على الأفلام من خلال البرومو دون مشاهدة الفيلم، باعتبار أن المنتج يذهب للجهات المختصة لاختيار البرمو، بما يضمن له النجاح والإقبال، تعرضت للظلم فى فيلم «قلب الأسد» بعدما حكم البعض على العمل من خلال البرومو بأنه فيلم بلطجة، من خلال البرومو الذى عرض مقاطع من أغنية الفيلم والتى أوحت للبعض بأنه يسرد حياة بلطجى رغم أن هذه الأغنية قديمة وتم توظيفها، وبعد المشاهدة وجد البعض أنه فيلم أكشن لايزعج ولا ولم يهن من يشاهده، البرومو مدته تتراوح ما بين دقيقة إلى دقيقتين فلا يصح أن نحكم من خلالها على 120 دقيقة وهى مدة الفيلم، إلى جانب أن اللقطات التى تُعرض فى البرومو قد تبدو مفجعة ولكنها داخل الفيلم مهمة درامية وتائهة داخل مشاهد كثيرة.

ويضيف «هناك تنوع من الأفلام المعروضة حالياً، والمطلوب ألا نفرض وصايا على الفن لأن الفيلم لا يعلم أحدا الرذيلة، الدنيا مفتوحة ولم يذهب الجمهور لدور عرض من أجل لقطة داخل العمل، الفن هو المجال الوحيد الذى مازلنا نحقق به نجاحات «مش كل ما ينزل فيلم نوقفه» إذا كان هناك بعض الأخطاء فلابد من مواجهتها بالإنتاج، تتدخل الدولة وتنتج حتى نرى ما تقدمه، ولكن إشعال النيران فى مدرسة كاملة على سبيل المثال بسبب طالب فاشل هو قمة الانهيار، مصر على مدار الأعوام الأخيرة قدمت أفلاما ومسلسلات على أعلى مستوى، حاربت الدراما التركية وجذبت مزيداً من المشاهدين، الفن مرآة للواقع، مجتمعنا به الجاهل والمتعلم ومن يمتهن أعمالا محرمة وأعمالا شريفة هذه نماذج يجب إظهارها وتعريتها لمكافحتها، فى الستينيات فى أوج الطبقة الوسطى والمجد الاشتراكى قُدمت أفلام بها مشاهد جنسية، نحتاج فى الفترة المقبلة لتقديم سينما فى اتجاهات أخرى خاصة بـ الفقر، التعليم، والبحث العلمى، وفى النهاية لا تقيم على الفن الحل ليس القمع بل المواجهة بإنتاج الأفضل.

وأشار المنتج هانى جرجس فوزى إلى أن المشاهد التى عرضت فى برومو فيلم «ريجاتا» غير متواجدة فى الفيلم المعروض فى دور السينما، وأرجع ذلك الأمر إلى أن الرقابة قد تكون شاهدت «البرومو» ومنحت له الموافقة لأن اللقطات به خاطفة وسريعة وصغيرة، ولكن بعد مشاهدتها للعمل قد تكون وجدت انها مشاهد كثيرة طويلة وخارجة عن الآداب العامة فمنعتها لأن الأهم للجهة الرقابية هو مستوى الفيلم، ومع كل هذه التساؤلات، أرى أن الإعلان الدعائى الخاص بالفيلم لا عيب فيه موضحاً: «أنا مع الرقابة وضد من يطالب بتحرير الفن منها، لأن حجبها سيترتب عليه تقديم أفلام ضد الدين وبالتالى سوف تمس الأمن القومى.

وأضاف أن «السينما تحاول نقل جزء طفيف من الواقع الذى هو أسوء مما يقدم ولو التزمنا الواقع بحذافيره لوجدنا أنفسنا أمام مأساة حقيقية، نقدم من خلال الشاشة الكبيرة 10% من الحقيقة وما أبشع ما يدور فى الحوارى والعشوائيات من «زنا المحارم» وغيرها».

فشل ريجاتا

وأكد الناقد الفنى طارق الشناوى أن فيلم «ريجاتا» وغيره من الأفلام التى تعرض حالياً، لم يظهر بها الجنس بدرجة كبيرة، مشيراً إلى أن «برومو» فيلم ريجاتا ساهم فى فشله، بعدما أوحى للمشاهدين أنهم سيشاهدون جرعة جنسية مكثفة، بعد تعمد البرومو وضع خطوط مضيئة على بعض التفاصيل وصور البطلة كسيدة تبيع جسدها، وبالتالى أصبح لدى الجمهور طموح كبير فى مشاهد جرعة جنسية كبيرة ليفاجأ بأنها غير موجودة بالفيلم، وبالتالى لعب البرومو دوراً عكسياً، وساهم فى فشل العمل لأنه ردىء، ومتواضع وبطله لم يتمتع بالجاذبية الجماهيرية وطالب الشناوى المنظومة الرقابية فى مصر بتنظيم العروض طبقاً للأعمار، قائلاً إن الرقابة فى مصر انتهى عمرها الافتراضى، فهى رقابة ذات معايير مطاطة.

وعن التساؤلات بعودة موجة الجنس فى الأفلام السينمائية أكدت الناقدة الفنية خيرية البشلاوى أن الجنس قائم وسيظل وسيبقى لأن ذلك هو الطعم لاصطياد المراهقين، وهو السلطة التابعة للوجبة السينمائية، قائلة: ليست هناك ثقافة هناك تجارة».

البرومو فيلم داخل الفيلم

أوضحت الناقدة الفنية ماجدة موريس أن هناك منتجين يطالبون المخرج بإعداد أفلام للدعاية وهى «البرومو» ووصفته بالخدعة باعتباره قد يضم مشاهد حذفت من العمل الأصلى، وباعتباره يتعمد جمع كل اللقطات المثيرة التى يتم وضعها داخل فيلم جديد صغير وهو البرومو وذلك نوع من الغش والتضليل التجارى، مطالبة بقانون لحماية المشاهد من البرومو وللتأكد من أن مشاهده متواجدة داخل الفيلم، لأن البرومو قد يظهر أشياء صادمة للجمهور إلا أن توظيفها داخل الفيلم قد يبدو ضرورياً لذلك أطالب وزير الثقافة بتشكيل لجنة لمراجعة البرومو ومقارنته بالفيلم، بعدما تردد مؤخراً أن هناك بعض المشاهد التى يتم تصويرها لاستخدامها فى البرومو، ويجب على الرقابة مشاهدة البرومو مع الفيلم بالتزامن، ويبقى السؤال من الجهة المنوط بها الاشراف على عرض البرومو على شاشات التليفزيون والتأكد من كونها ملائمة لقوانين الشرف الإعلامى.

«برومو» ريجاتا رفضته الرقابة

وفجر رئيس الرقابة على المصنفات الفنية د. عبدالستار فتحى مفاجأة من العيار الثقيل ، بعدما أكد أن البرومو الذى يعرض حالياً على القنوات الفضائية الخاص بفيلم «ريجاتا» رفضته الرقابة ولم يحمل ترخيصا بعرضه إلا أن منتجه عرضه من خلال الفضائيات التى لم تكلف نفسها بسؤاله عن التراخيص، مؤكداً أنه لايمتلك أى سلطان على الفضائيات باعتبارها خاضعة لوزارة الاستثمار، والتى طالما ناشدها بالتنسيق والتعاون معه كل هذه الأزمات، موضحاً أن فيلم «ريجاتا» والذى يعرض حالياً داخل القاعات نظيف وأجازته الرقابة بعد حذفها ثلاثة مشاهد منه متعلقة بالآداب العامة عبارة عن مشهد حوارى للفنان محمود حميدة ومشهد صوت وجملة تأتى على لسان بطلة العمل، إلا أن البرومو المعروض يضم مشاهد غير موجودة داخل الفيلم لحذفها.

وأكد الرقيب أنه لايجوز أن تعرض مشاهد فى البرومو غير متواجدة داخل العمل، موكداً حرص الرقابة على مشاهدة الفيلم والبرومو للمقارنة بينهما للتأكد من تغيير الإعلان عن الفيلم لمنحه الترخيص.

وأوضح فتحى أنه اتخذ الإجراءات وصعد ذلك الأمر إلى وزير الثقافة ووزير الاستثمار والأخير لم يتضامن ويتعاون معنا.

وعن الأفلام الأخرى التى تعرض حالياً فى دور العرض السينمائى أكد الرقيب على المصنفات أنها تمت إجازتها أيضاً بالكامل ولا مشاكل بها باستثناء لقطة تم حذفها من فيلم «قط وفار» ولقطة من «هز وسط البلد» فقط لاغير.

المصور المصرية في

09.02.2015

 
 

الدورة الـ 12 للمهرجان تنطلق 9 ديسمبر المقبل

عبدالحميد جمعة: «دبي السينمائي» أحد أهم الأحداث الثقافية

المصدر: دبي ـــ الإمارات اليوم

كشف مهرجان دبي السينمائي الدولي أن دورته الـ12 لعام 2015 ستنظم خلال الفترة من التاسع إلى 16 ديسمبر المقبل في مدينة جميرا، بعد أن حقق نجاحاً جديداً يضاف إلى سجل إنجازاته خلال الدورة الـ11 التي أقيمت في ديسمبر الماضي، وشهدت حضوراً كثيفاً من نجوم وصانعي السينما من الدول العربية ومن حول العالم.

وقال رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي، عبدالحميد جمعة: «يعد مهرجان دبي السينمائي الدولي أحد أهم الأحداث الثقافية على خارطة الأنشطة السنوية التي تقام في دولة الإمارات والمنطقة، منذ انطلاقته الأولى في عام 2004، بما تشهد أروقته من تجمعات متنوعة تضم مبدعي السينما من نجوم ومخرجين وكتاب سيناريو ونقاد وغيرهم»، وأضاف «تبرز أهمية المهرجان كمنصة لتبادل المعارف والخبرات وتوطيد العلاقات وإنشاء روابط سينمائية جديدة، وقد أسهم ذلك بقوة في وصول العديد من الأفلام العربية خلال السنوات الماضية إلى ساحات السينما العالمية سواء بالمشاركة والعرض، أو للتكريم وحصد الجوائز، ونحن نفخر بكوننا جزءاً فاعلاً في كتابة هذا التاريخ الذي يسجل تطور السينما العربية، وبينما نتطلع للدورة المقبلة من المهرجان، فإننا نعتزم المضي قدماً واستكمال البناء على ما حققناه من إنجازات على الساحتين المحلية والدولية».

وبرهنت الدورة الـ11 من المهرجان على نجاح برامجه وما حالفها من اختيارات موفقة من الأفلام التي عرضها، والتي حصلت على 33 ترشيحاً لجوائز الأوسكار لعام 2015، وحصدت أربع جوائز غولدن غلوب، واثنتين من جوائز نقابة ممثلي الشاشة لعام 2015، وثماني جوائز لاختيار النقاد. وعرض المهرجان في 2014 مجموعة من أفضل إنتاجات السينما، من بينها فيلم «نظرية كل شيء» الذي افتتح الدورة الـ11، وكذلك «بيردمان» و«لعبة التقليد» التي تتوجه بقوة نحو الفوز بجائزة أفضل فيلم سينمائي هذا العام.

وتوافد على سوق دبي السينمائي خلال الدورة السابقة 2500 من محترفي الصناعة من 81 دولة، إذ يعد السوق الذراع التجارية للمهرجان. وبهدف التغلب على صعوبات أساسية تواجه صناعة السينما العربية، تم إطلاق «برنامج دبي للتوزيع» خلال الدورة السابقة لعرض ودعم أفضل الأفلام الروائية الطويلة، وتسهيل عملية توزيعها على مستوى المنطقة، وذلك من خلال التعاقد مع شركات توزيع رائدة من العالم العربي للاستحواذ على الأقل على أحد الأفلام العربية الطويلة التي عُرضت خلال الدورة الـ11 من «دبي السينمائي»، ومن ثم تقديمها لجمهور السينما من خلال دور العرض عبر منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، اختارت شركة «فوكس» التي تتخذ من دبي مقراً، وتدير دور عرض سينما «فوكس» في الإمارات وعُمان ولبنان، فيلم «دلافين»، للمخرج الإماراتي وليد الشحي، لعرضه في دول الخليج. أما في العراق، فيُعرض «دلافين» و«بتوقيت القاهرة» للمخرج المصري، أمير رمسيس، من خلال شركة «سينما العراق»، وتعمل شركة «غلف فيلم» حالياً على المراحل النهائية من المفاوضات لاختيار الفيلم الكوميدي «عبود كنديشن»، وذلك بالإضافة إلى العديد من صفقات الاستحواذ التي أبرمت خلال المهرجان. وعلى صعيد دعم مشروعات الأفلام في مرحلة الإنتاج وما بعد الإنتاج، قدم برنامج «إنجاز» التابع لمهرجان دبي السينمائي الدولي دعمه المالي لـ17 فيلماً لمخرجين عرب خلال الدورة السابقة. وسجلت ندوات «ملتقى دبي السينمائي» الحوارية، خلال الدورة السابقة، زيادة في أعداد المشاركين وصلت إلى 40%، عبر حضور لفيف من خبراء صناعة السينما الذين تناولوا أحدث المستجدات على الساحة السينمائية ومناقشة توجهات صناعة السينما.

50 ألف زائر

استقبل «دبي السينمائي» أكثر من 50 ألف زائر في دورته السابقة، إذ عرض 118 فيلماً بين روائي طويل وقصير وغير روائي، على مدى ثمانية أيام تضمنت 55 عرضاً أوّل، عالمياً ودولياً، من 48 دولة. واحتفى المهرجان بأفضل إنتاجات السينما العربية خلال حفل توزيع «جوائز المهر»، إذ شهدت الدورة الـ11 تنافس العشرات من الأعمال السينمائية على «جوائز المهر» بفئاتها المهر الإماراتي، المهر القصير، والمهر الطويل. وترأس النجم والمخرج الأميركي، لي دانيالز، لجنة تحكيم جوائز المهر للأفلام الطويلة، التي ضمت في عضويتها المخرج والمصوّر الهولندي ليونارد ريتيل هلمريتش، والمخرج الجزائري مالك بن إسماعيل، والممثلة المرشحة لجائزة الأوسكار فرجينيا مادسن، والمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي.

الإمارات اليوم في

09.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)