كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

المخرج داود عبد السيد..

شاعر يصور بالكاميرا عذابات المهمشين وآمالهم

عمان - ناجح حسن

 

اختار المخرج السينمائي المصري داود عبد السيد التعبير بلغة العدسة السينمائية، وهو من بين القلائل الذين تمكنوا من مصالحة السينما الراقية وايصالها الى قطاع واسع من المشاهدين.

لا يوجد وصفة خاصة في سينما عبد السيد، لكن يوجد نية لصنع فيلم جيّد، هذا هو الهمّ الأساسي للمخرج، خاصة وان السينما المصرية تزخر بتلك الجوانب التجارية التي فرضت بصمتها على سواد الأفلام المنجزة خلال قرن من الزمان.

لغة الصورة

لا يصنع عبد السيد أفلامه وهو الذي يبذل جهودا فائقة في عمليات التحضير لتصوير أفلامه والبحث عن مناظر تنسجم وآمال وألآم شخصياته، لصالة فارغة من الجمهور، وهذا ليس مجرد اختيار، بل منحى اجباري يأخذه الى صناعة فيلم روائي يمتلك لغة الصورة على نحو أشبه باللوحة التشكيلية أو المقطوعة الموسيقية، وفيها تكمن سعادة المبدع، الذي يسعى الى حضور يتواصل مع شخصيات العمل بفعل اسلوبية معينة ترضي ذائقة المتلقي، وهو ما نجح فيه الى حد بعيد مع عدد من اقرانه من صناع الفيلم المصري المغاير للسائد. يقول داود عبد السيد في ندوة نظمت تكريما له في مهرجان تطوان لافلام بلدان البحر الابيض المتوسط العام 2013، ان محاولة صنع افلام بشكل مكثف هو تحد لا يقدر عليه كفرد، بل يجب توافر امكانيات ورؤى لخلق بنية تضمن مثل هذا التنوع، ومثل هذا ليس بالأمر السهل لأي مخرج سينمائي يؤمن بدور الفيلم في الحياة.

داود بارع في التعبير عن المشاعر الانسانية والتحليل الاجتماعي، خاصة لمن هم في بيئته المصرية، السواد الأعظم فيها، من ابناء الطبقة الشعبية، لذلك ينظر اليه كمخرج يتفاعل مع محيطه، وهو ما يتبدى في اكثر من مستوى، حيث تفاعل معه المتلقي وهو يصور وقائع تختلط فيها القتامة والسوداوية المشبعة بمناخات الفتنة والبهجة والمتعة داخل بيئات شخوصه المعاشة والمفعمة بأحاسيس ومشاعر متعددة.

يطرح المخرج عبد السيد الكثير من التساؤلات في افلامه مجتمعة، التي ساهمت في تشكيل الوعي بتلك التغيرات والتبدلات، بفعل معاصرتها لتلاوين الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في الواقع المصري المعاصر.

رصد متين

في فيلمه الأول (الصعاليك)، وفيلميه (سارق الفرح) و(الكيت كات) على سبيل المثال، ثلاثة اشتغالات ترصد بمتانة وافتتان احوال شخصيات آتية من قاع المجتمع، ثم صعودهم او محاولتهم لمجاراة من هم في الطبقة الاعلى، وصولا الى من تبوأ مكانة الرمز في السلطة، وكل ذلك يسري في تزاوج مليء بالصخب والجدل من خلال تلك العلاقات غير السوية، التي تنذر بحالات اجتماعية من التفكير غير السليم، وهذا يتأكد في فيلميه الاخيرين:(رسائل البحر) و (قدرات غير عادية)، حيث البطل القادم من الطبقة الوسطى وهو غير قادر على التواصل في مدينة مثل الاسكندرية، التي تبدو بالفيلمين كأنها مركز العالم، مثلما تنطوي على ابعاد سياسية وثيقة الصلة بالواقع بغية زيادة شحنة الوعي للمتلقي.

يقرأ عبد السيد هموم وتطلعات بيئات ابطاله وتفاعلهم مع محيطهم الانساني بشكل دقيق ومنطقي وواع للاحداث التي تعصف بالواقع، حيث لا يمكن الادعاء ان مثل هذا الأمر جاء بعفوية وتلقائية وبساطة، وانما بصدق الاحساس بنبض الحياة اليومية وما تزخر به من انماط بشرية يختلط فيها الأمين مع الحرامي والمواطن الصادق مع المهرج والمغرور والمكبوت والانتهازي واولئك المقطوعي الصلة عن جذورهم، وهم كالأبرياء في صداقاتهم المحدودة، وكل هذا بفعل عامل الخوف وانتظار تأثير أخطار تهدد على ما هم عليه من مكتسبات آنية في واقع قاس وصعب وينذر بتحولات جسام.

يسلك عبد السيد في افلامه منهج الواقعية السحرية التي اشتهرت بها سينما بلدان اميركا اللاتينية، الاّ انه غالبا ما يتنحى عن تأكيد ذلك، كونه لا يأبه شخصيا بتنظيرات النقاد الآتية من مصطلحات اشتهرت في بيئتها الاصلية، كونه ينحاز الى قناعاته الشخصية في أهمية العمل الذي يحفر في اعماق شخصيات مستلة من صميم الواقع، أو من بين الذين تابعهم عن قرب، فهم ليسوا باغراب عن مخيلته أو ذائقته، بل دوما كان يشعر معهم ويهيئهم للأطلالة على الشاشة البيضاء عندما يحين دورهم.

وحده فيلم (البحث عن سيد مرزوق)، يكاد ينفرد عن سائر افلام داود عبد السيد، نظرا لبنيته التي تقوم على الاستعادة وسعة الخيال مما شكّل صعوبة للمتلقي العادي في متابعته، وفيه قدّم حكايته بعناصر أسلوبية جديدة في لغة الفيلم من الناحيتين الفكرية والسينمائية، وهو ما ترك آثارا من الجدل والاعجاب لدى النقاد ومتابعي هذا النوع من الأفلام المغايرة لأنماط لفيلم المصري السائد.

ويؤكد عبد السيد ان العنصر التجاري عادة ما يقتل الابداع، فهو في سبيل ذلك اتجه الى تقديم اغنيات داخل عدد من افلامه: (سارق الفرح) ، (مواطن ومخبر وحرامي)، و(الكيت كات) وصولا الى فيلمه الجديد (قدرات غير عادية)، وفيها التقط اغنيات دارجة، بغية اغراء المنتج قبل ان يختار بحرية اغان صوفية غير تجارية شديدة الصلة بالموروث القديم على نحو حداثي مبتكر موظفة دراميا في مواقف الفيلم التي تصاحب ذهن وغرائز شخصيات الفيلم، فعلى سبيل المثال الأغنية في (سارق الفرح) تعمل على تغيير شعور المرء، وهي دافع لتحريك ابطاله البسطاء نحو مصائر متباينة، لكن في (قدرات غير عادية) ثمة اعتناء في اختيار اغنيات تنبش في دواخل افراد مشبعين بالثقافة والفكر والفنون وبالتالي كانها في حالة تناغم واندماج لأشواق نفوس محطمة بفعل ما يرونه من احباط على المستوى العام، وليس كحال اقرانهم في افلام سابقة ممن يبحثون عن طموحات بسيطة على المستوى الشخصي.

الالتصاق بالواقع

في فيلم (الكيت كات) يأخذ داود عبد السيد مسارا فريدا في انجازه لفيلم ذات سمات متعددة لا يمكن تجاهل كل منها، ففيه ذلك الالتصاق المتين بالواقع، الآتي من مخيلة رحبة مزنرة بلقياتها الجمالية، والمتصالحة مع نص أدبي للقاص والروائي الراحل ابراهيم أصلان، حيث اشتغل عليه عبد السيد بحرفية وابداع نادرين في تصالح السينما المصرية مع الأدب.

لم يكن المخرج عبد السيد ينتابه اليأس او فاقدا للأمل وهو ينظر لمعاناة السينما المصرية وغياب اشراقاتها الابداعية، بقدر ما يحث على عملية النبش والبحث عن نصوص من داخل تلك الادبيات الابداعية ومن ثم قولبتها بما يتلائم مع مخيلة وذائقة تتلائم مع اسلوبية كل مخرج يتصدى لتلك الأعمال فهو عن نفسه يدرك ان القصة أو النص الأدبي هو مجرد مفتاح ليقدم على انجاز عمل تكون حصته فيه وفيرة ومطلقة في عمليات التغيير والتبديل والشطب والاضافة، وهو يترجم بذلك انه باستطاعته ان يحافظ على جوهر العمل الأدبي، لكن بلمسات روحه وهو يقدمه على الشاشة البيضاء، فهناك رواية أدبية تدفع باتجاه مضمون مختلف عن الفيلم أو العكس، كون عملية اخراج فيلم هي أصلا كالافتراس للنص وبالتالي تملكه ثم قولبته وتفكيكه، الى ان يتم اعادة بنائه بادوات اللغة السينمائية، فهو قطعا ليس في خانة اولئك المخرجين الباحثين عن تعامل رقيق وأمين للنص الأدبي في السينما.

كما يستقطب الفيلم السينمائي لدى عبد السيد شخوصه عادة من من أنماط منتشرة في الحارة المصرية، وهم في طور الارتقاء المحموم نحو الشهرة أو التسلق الى طبقة أرفع رغم ما يكابدونه من هموم أسئلة الفقر والكبت والمرض والموت.

كثيرا ما تصادف سينما داود عبد السيد مصاعب جمة في اختيارات ابطال الافلام من بين ممثلي وممثلات السينما المصرية، فهي تنأى عن الظاهرة النجومية لظروف تتعلق بطبيعة متطلباتها، كما ان أغلبية أولئك النجوم باتوا في أعمار أكبر من شخوص أفلام عبد السيد، لذلك يبحث دائما عن وجوه جديدة او ممن هم في قائمة الممثلين الذين انحسرت عنهم الأضواء أو ممن لفتوا الانظار في تجارب معدودة، أو هم في طريقهم الى النجومية، وهذا ما تبدى بشكل جليّ في تجربته بأغلبية افلامه فعلى سبيل المثال هناك فيلم (مواطن ومخبر وحرامي) الذي قرر اسناد الأدوار الرئيسية فيه الى كل من: شعبان عبد الرحيم وخالد ابو النجا وصلاح عبدالله، فهم في تلك الفترة التي انجز فيها الفيلم لم تكن شهرتهم طاغية كما هي الآن.

ذائقة المتلقي

ويلخص عبد السيد الأمر بان اختيار الممثل عائد الى مذاق شخصي لدى المخرج، وأيضا هو عملية تشجيع للأجيال الجديدة، كما هي الرغبة كذلك في رفع سوية المتلقي بأشكال من فنون الأداء عبر الاكتشاق والبحث عن مكامن وقدرات من الجمال الروحي في الاداء.

يبقى المخرج عبد السيد تنتابه الحيرة والحذر والخوف والقلق من فشل الفيلم، فهو عندما يتجاوز هذه المعضلة، فانه لا يلبث ان يترك العمل برمته الى ذمة التاريخ ليواصل البحث من جديد عن فكرة اخرى لفيلمه التالي.

ما يصطدم به المخرج عقب خروج الفيلم الى شاشات العرض، هو اصداء العمل، خاصة اذا كان ذلك في بيئة صعبة لا تقيم وزنا للاجتهاد والبحث والتطوير في بنية العمل السينمائي، نظرا للانهيار الثقافي الذي بات يجثم على كثير من المجتمعات الانسانية.

ويرى ان الامور تصعب وتتعقد في المنحى التسجيلي، رغم ايمانه المطلق بان السينما هي السينما، سواء توارت في قصة درامية، او اتجهت الى توثيق الواقع، مبينا انه كان في بداياته مشدودا الى الفيلم التسجيلي، لكنه تحول عنها الى الفيلم الروائي لسبب بسيط عائد الى قواعد واحكام العرض والتوزيع السائدة، فهو يرغب في رؤية اعماله تنتشر الى قطاعات واسعة من الناس ممن يتابعون الافلام في الصالات، على نقيض الفيلم التسجيلي الذي يعرض داخل فضاءات محدودة، لان وجهة نظره تقول ان اي عمل فني لا بد ان يتوجه للناس اينما كانوا.

بلاغة «التسجيلية»

في جملة افلامه التسجيلية تبدو بصمة عبد السيد واضحة، وهي ما تزال ترسم خطوطها على كثير من افلامه الروائية، فهو اشتغل مطولا في بداياته على الفيلم التسجيلي، ومنه اكتسب خبرة أفادته في اعماله الروائية، مبينا ان الفيلم التسجيلي هو أعمق وأبلغ كثيرا مما يفهمه البعض خطأ للأسف انه منبر توجيه وتوعية بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

تتباين صورة المرأة في سينما داود عبد السيد فهي المرأة المهمشة والمهملة التي تشعر انها عالة على الأسرة والمجتمع، بحكم كثير من العادات والأعراف والتقاليد ونظرة المقربين القاصرين لها، لذا تراها مستسلمة لمصيرها وخاضعة لأحاسيسها ورغباتها المكبوتة، ومثل هذا كله لا يلغي الصورة الايجابية للمرأة الأم، أو تلك الشابة أو المطلقة التي تداري اخطاء وقسوة بيئتها في البحث عن العمل والاستقرار ، وهذا كله منح افلامه المصداقية والألق وتلك العلامة الفارقة في مسيرة السينما المصرية المديدة.

الدورة الثانية لأسبوع الفيلم الإيراني

عمان - الرأي

تنظم الهيئة الملكية الاردنية للأفلام في صالة سينما الرينبو بجبل عمان الدورة الثانية لأسبوع الفيلم الايراني الذي يتواصل حتى الخميس من الأسبوع الحالي.

تشمل فعاليات الدورة عروضا لخمسة افلام من النوع الروائي الطويل الحديثة الانتاج والتي تعاين العديد من الموضوعات والقضايا بالوان من الاساليب والرؤى الدرامية والجمالية، حيث سبق لها ان جالت في كثير من المهرجانات والملتقيات السينمائية العربية والدولية ونالت اهتمام النقاد وعشاق الفن السابع.

والأفلام المشاركة هي: محطة الشمس، بضعة كيلو غرامات من التمر لمراسم جنازة، الذي يعرض بحضور مخرجه سامان سالور، ثلج، السجادة الحمراء، ومن اجل بونة، وفيها يجري تسليط الضوء على تفاصيل الحياة اليومية في المجتمع الايراني المعاصر في اشتغال على الهموم والتطلعات الانسانية والابداعية والنفسية في مواقف صعبة وكوميدية احيانا، كما تزخر بمفردات وعناصر مستقاة من حالتي التشويق والشغف بالسينما وتأثيراتها على نظرة الناس العاديين.

وقالت مسؤولة الاعلام في الهيئة ندى دوماني ان اقامة هذه الاحتفالية السينمائية يندرج ضمن اهتمامات الهيئة في تنشيط الثقافة السينمائية بالمجتمع المحلي والتعريف بأبرز تيارات واتجاهات السينما العالمية المعاصرة، خصوصا تلك الافلام المنجزة في بلدان العالم الثالث.

واضافت ان السينما الايرانية هي سينما بسيطة غير مكلفة وتهتم بالتعبير عن الواقع من دواخل مبدعيها، حيث تعكس أوجه الحياة اليومية وما يشهده المجتمع هناك من تحديات وعوائق وتحولات، لدرجة باتت موضع اهتمام الكثير من المهرجانات السينمائية الكبرى وتظفر هناك بجوائز رفيعة.

قراءات في فلسفة وجماليات الفيلم

عمان - الرأي

صدر حديثا عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة كتاب (شاشة العالم: ثقافة وسائل إعلام وسينما في عصر الحداثة الفائقة) للكاتبين والمفكرين جيل ليبوفيتسكي وجان سيرو وهو من ترجمة وتقديم الناقدة والباحثة المصرية راوية صادق.

في كتاب (شاشة العالم) يستعرض الكاتبان جيل ليبوفيتسكى وجان سيرو، أن هذا العصر هو عصر تكاثر الشاشات ،حيث بدأت المغامرة منذ أكثر من قرن مع الشاشة الأصلية :شاشة السينما.منذ اللحظة التي نشهد فيها صعود الشاشة الشاملة، من التلفزيون إلى الفيديو ومن الحاسب الاّلي الصغير إلى الجوال، ومن كاميرا المراقبة إلى الشبكة العنكبوتية، حيث يستعرض الكتاب في عشرة فصول العديد من المواضيع المتلعقة بالسينما و الصورة ومدينة السينما و شاشات العالم و الدعاية و الفيديو و الأفلام التاريخية وألعاب الفيديو.

ويؤكد الكتاب أنه فخر للسينما عندما تبحث الحياة عن أن تشبه السينما، فهي تتطور بالأهداف الجمالية وفي التأكيد المتصاعد للتفرد، فعندما تصبح الشاشة ملجأ تتلاشى الحياة في شرك التفويض والإعتيادية السطحية لما هو معد مُسبقًا.

يشار الى ان المفكر ليبوفيتسكي من مواليد العام 1944، وهو فيلسوف وكاتب وأستاذ في جامعة «جرينوبل».

بدأ ليبوفيتسكي حياته بالتدريس الجامعي للفلسفة وأشتهر أسمه مع نشر كتابه الأول «زمن العدم»في العام 1983، قبل ان تتتالى اصداراته حيث قدم ثلاثة عشر مؤلفًا جميعها تعرض باستفاضة لاحوال المجتمع الغربي الحديث على نحو حداثي مبتكر.

الرأي الأردنية في

09.02.2015

 
 

'القضاء والقدر' سرد سينمائي يقلب الأزمنة ويعيد تشكيلها

العرب/ طاهر علوان

مخرجا الفيلم يبرعان في نقل المتفرج إلى دوامة هائلة من الأزمنة المتداخلة والسرد الفيلمي الكثيف والأداء الممتع والمقنع.

تبرز في فيلم “القضاء والقدر” للمخرجين الأخوين بيتر ومايكل سبيرغ، المعروض في الصالات الآن، إشكالية الزمن المركب بقوة، وإمكانية الرحيل فيه، والتنقل بين محطاته، ولكن بشرط أن يكون الإنسان حرا.

الأشخاص الذين يعرضهم فيلم “القضاء والقدر” بلا ماض، وخاصة بلا حياة أسرية، أي أنهم ليسوا مشدودين إلى عوامل أو أسباب تربطهم بزمنهم الأرضي، بل هم كائنات هائمة تتنقل في ذلك الفضاء الفسيح لغرض ملاحقة الشر.

“فيزل” كائن شرير سيجد نفسه في مواجهة من خلال الانتقال بالزمن عن طريق آلة مخبّأة في علبة آلة الكمان إلى العام 1992، لكي يكون في مواجهة مع أحد العملاء الأحد عشر، الذين تمّ تجنيدهم للتنقل عبر الزمن قصد القضاء على الشر.

غاية هؤلاء الحيلولة دون قيام التفجيري الشرير “فيزل” بواحدة من أعماله الإرهابية، ولكن العميل خلال عملية إبطال مفعول القنبلة يتعرض إلى لهب شديد يحرق له وجهه، مما يتطلب خضوعه إلى العديد من عمليات التجميل، فينتج عن ذلك أن يكون له وجه جديد، وما عليه إلاّ الاعتياد عليه لبدء عمليات ملاحقة جديدة.

إنها مؤسسة تجند أناسا بالغي الذكاء وبلا تاريخ، لكي تبحر بهم عبر الزمن من خلال تلك الآلة، لكي يقوموا بمهام من شأنها إيقاف الأشرار عن تنفيذ أعمالهم الإرهابية، وسيكون فيزل المفجر هو أحد التحديات التي تواجههم، لكونه من الشخصيات الأكثر خطورة، فهو الذي قتل قرابة أحد عشر ألف شخص في عملية واحدة بنيويورك كما في قصة الفيلم.

بعد أن تبرأ جراح العميل (الممثل إيثان هاوك) يتمّ إرساله في آخر المهمات عبر الزمن، قبل إحالته على التقاعد. لكن قبل ذلك هنالك قصة أخرى تتعلق برضيعة -لقيطة- يجلبها أحدهم ويضعها أمام باب ملجإ الأيتام وتنشأ هناك، لنعرف أنها ليست إلاّ الفتاة جاين (الممثلة الأسترالية سارا سنوك)، حيث نتابع مراحل حياتها وكيف نشأت.

فتاة ذكية ومميزة وفي نفس الوقت لديها من القوة ما يجعلها تتفوق جسديا حتى على أقرانها من الأولاد والشباب، وهو ما يلفت إليها الأنظار، ولهذا تقرر الالتحاق بمؤسسة تعنى بإعداد رواد الفضاء، وبعد اجتيازها للعديد من الاختبارات، تبدر منها أعمال عنف تحول بينها وبين الاستمرار في المهمة.

الشخصيات في الفيلم تتلبس ببعضها البعض من منطلق مقولة مفادها أن الثعبان يأكل ذيله

ولا تنتهي القصة عند هذا الحد، بل سيلاحقها المسؤول عن تجنيد أولئك الأشخاص للرحيل عبر الزمن، للقيام بمهمات خاصة، من أجل تكليفها بواحدة من تلك المهام.

تستمرّ جاين في حياتها الطبيعية وتكمل دراستها الجامعية، وخلال ذلك تلتقي صدفة في أروقـــة الجامعة بشخص تفاجأ أنه يفكر بنفس الطريقة التي تفــكر بها، ويستطيع سبر أغوار شخصيتها ويعرف فيم تفكر؟ وينتج عن هذه العلاقة السريعة ارتباطا عاطفيا شديدا من قبل جاين خاصة، وتنجب منه طفلة.

تفيق جاين في المستشفى لتكتشف حقيقة مروّعة يصدمها بها الطبيب، إنها ليست إلاّ رجلا وامرأة في آن، وأن فيها صفات ذكورية وأنثوية، وقد تمّ اكتشاف ذلك أثناء العملية الجراحية، وينصحها الطبيب بأن تتحوّل إلى رجل ويبدأ إعدادها لذلك، لكن ما يصدمها مرة أخرى هو قيام أحد الأشخاص المجهولين بسرقة طفلتها الرضيعة من إحدى غرف المستشفى.

تتحوّل جاين فعلا إلى رجل، ترتدي ملابس الرجال ويخشن صوتها، ثم تلتقي صدفة شخصا يعمل في إحدى الحانات، وهو العميل المكلف بعبور الزمن، فتروي له قصتها الطويلة على جلسات، وقصة الشخص الذي تسبـــب في تدمير حياتها ورغبتها في تدميره.

فيخبرها أنه قادر على إيصالها إليه، ويأخذها فعلا عبر الزمن لنكتشف أن جاين الفتاة الجميلة، ما هي إلاّ ذلك الرجل المتحوّل الذي تريد هي الانتقام منه لأنه دمّر حياتها، وتلتقي الشخصيتان.

وأما فيزل فهو ليس إلاّ العميل نفسه، ولكن في صورة أخرى ويجري الانتقال في أزمنة هذه الشخصيات الأربع طويلا وعميقا في دورات متعاقبة، تمتدّ من العشرينات وتنتهي في العام 1992، حيث يتمّ قتل فيزل، الذي يعلن مرارا أنه ليس مجرما، بل لديه من الأدلة ما يثبت أنه أنقذ حياة آلاف البشر.

برع المخرجان، وهما كاتبا السيناريو نفساهما، في نقلنا إلى دوامة هائلة من الأزمنة المتداخلة، والسرد الفيلمي الكثيف والأداء الممتع والمقنع، كل ذلك يقع بعد منتصف الزمن الفيلمي.

تتكاثف الانتقالات أو القفزات الزمنية، التي تسبب إرباكا في بعض الأحيان إن ما لم يجر التركيز جيدا على الوقائع والمجريات.

وحيث الشخصيات تتلبس ببعضها البعض من منطلق مقولة تتكرر في الفيلم، وهي أن الثعبان يأكل ذيله، ولكي تستطيع أن تغيّر المستقبل يجب أن تكون بلا ماض.

العرب اللندنية في

09.02.2015

 
 

«نوبة نساء جبل شنوة» لآسيا جبار: نزوة سينمائية من مبدعة مشاكسة

ابراهيم العريس

عرف قراء الفرنسية وكثر من قراء العربية الكاتبة الجزائرية الراحلة قبل يومين، آسيا جبار، أديبة روائية وعضوا في الأكاديمية الفرنسية ومرشحة دائمة لجائزة نوبل. لكن قلة عرفتها أيضاً كسينمائية ولو عبر فيلم طويل واحد حققته ذات يوم، وربما عوّضت به عدم اهتمام السينما الجزائرية بأدبها. وهنا عودة الى هذا الفيلم لمناسبة الرحيل المؤسي للكاتبة.

> خلال السنوات التالية مباشرة لنيل الجزائر استقلالها بعد ثورتها الدامية الطويلة التي سميت «ثورة المليون شهيد»، انشغلت الافلام الجزائرة التي راحت تُحقق بوفرة، وان بمستويات جودة متفاوتة، بالحديث عن الثورة وبطولاتها. وكان همّ العدد الاكبر من تلك الافلام تمجيد الثورة وترسيخ التضامن الشعبي من حولها، ومن ثم ترسيخ سلطة الطبقة الحاكمة التي انبثقت من العمل الثوري. وفي الوقت نفسه كان المطلوب، مع أبلسة العدو المعتادة، والطبيعية في مثل تلك الظروف، غض النظر عن المساوئ التي اقترفت في صفوف الثوار انفسهم، ودفع الصراعات الداخلية والخطابات الى مهب النسيان. وكما يبدو كان ثمة نوع من التوافق العام على مثل هذا التصرف. ولكن ما إن انقضت الاعوام الإستقلالية الأولى، وبدا لكثر ان شيئاً من خيبة الامل راح يحل تدريجياً محل زهو الأزمان الأولى، حتى آفاق كثر من المبدعين الجزائريين، من سكوتهم إن لم نقل من غفلتهم، أو بالأحرى من تواطئهم ليبدأوا بطرح أسئلتهم، ليس عما حدث خلال الثورة – فما حدث قد حدث ولا فائدة «الآن» من العودة إليه، وفي الوقت متسع لاحقاً لهذا، وليس على صعيد الابداع الأدبي والفني فقط، بل كذلك وبخاصة على الصعيد السياسي ما سينتج أحداثاً رهيبة، ليس هنا المكان الصالح للعودة اليها -، بل عما حدث خلال السنوات الاستقلالية نفسها. وعلى هذا النحو راحت تظهر تباعاً، وفي وقت متقارب، تلك الأفلام التي عبرت بالسينما الجزائرية من الحلقة المفرغة للأفلام التاريخية المتحدثة عن الثورة، الى سينما جديدة تتصدى بقوة متفاوتة لمشكلات ما بعد الثورة. ويمكن اللائحة هنا ان تطول بدءاً من «عمر قتلته» لمرزاق علواش، وصولاً الى «مغامرات بطل» لمرزاق علواش نفسه، مروراً بـ «نوه» لعبد العزيز طولبي، و «الفحام» و «الارث» لمحمد البوعماري، وصولاً الى الانجح والأكثر قسوة بين كل هذه الافلام «القاسية»، «وقائع سنوات الجمر» لمحمد الأخضر حامينا... ولكن مروراً بفيلم ربما كان، للأسف، منسياً بعض الشيء في أيامنا هذه، لكنه في الحقيقة كان، في أعماقه، الأكثر قسوة وذكاء في تصديه لأسئلة الثورة ولحقيقة ما حدث، متسائلاً من الذي دفع الثمن مرة فقط، ومن الذي دفعه مرات ومرات. الفيلم هو «نوبة نساء جبل شنوة»، أما مخرجته الاديبة الكبيرة آسيا جبار، فكانت عام تحقيق الفيلم، 1978، كاتبة كبيرة فقط تمكنت ذات لحظة من ان تصبح سينمائية كبيرة.

> مهما يكن من أمر، لا بد من أن نبادر هنا لنقول ان الاشكالية التي سعت جبار الى تطرحها في «نوبة نساء جبل شنوة»، أتت مختلفة الى حد كبير عن الاشكالات التي كان يطرحها زملاؤها السينمائيون الذين أشرنا اليهم، وان كانت تصبّ هي الأخرى بدورها في التساؤلات التي كانت تنطرح كالتحدي الحازم أمام مثقفي الجزائر: تساؤلات تتناول الهوية، والماضي القريب، والحاضر وآفاق المستقبل. مضافاً اليها تساؤل حول المرأة... دور المرأة في الثورة الجزائرية، دور المرأة في الحاضر الجزائري... ودور هذا كله في حياة المرأة نفسها. ولقد كان من الامور ذات الدلالة ان تختار آسيا جبار، ابنة المدينة والثقافة الفرانكوفونية «البورجوازية» لطرح أسئلتها هذه، بشكل محوري، السيدة «ليلى» المثقفة البورجوازية التي تصورها لنا وهي تعود الى مسقط رأسها بعدما عاشت حرب الجزائر في المنفى. ترى أولسنا هنا امام انا/أخرى لآسيا جبار نفسها، ما يقترح شيئاً من سيرة ذاتية؟ ابداً بالتأكيد. وذلك على المستوى الواقعي على الأقل، إن لم يكن على المستوى الرمزي. وذلك لأن لليلى، في الفيلم، زوجاً مقعداً كان من الثوار في الماضي القريب – وهذه، ويا لغرابة الأمر، ستكون نفس حال الزوجة والزوجة في رواية «حجر الصبر» التي كتبها، عن حرب أفغانستان، بعد فيلم آسيا جبار بأكثر من عقدين، الكاتب الافغاني باللغة الفرنسية عاتق رحيمي، وحولها لاحقاً الى فيلم قامت بطولته ممثلة ايرانية منشقة... فهل في الأمر مجرد صدفة: نفس الموضوع، نفس الوضع ونفس الشخصيتين؟ -

> مهما يكن، ليس هذا موضوعنا هنا. موضوعنا هو ليلى، شخصية فيلم آسيا جبار المحورية. وليلى تعمل مهندسة معمارية ولا تزال شابة وجميلة في نحو الثلاثين من عمرها.. ولها زوجها المقعد وطفلان... ونحن إذ نراها وقد وصلت الى الوطن، تبدأ من فورها بعيش أزمتها الخاصة. فالتواصل بينها وبين زوجها متوقف، كما حال مونيكا فيتي في فيلم «الصحراء الحمراء» للإيطالي أنطونيوني. وليلى، إذ سئمت ذكورة زوجها وذكورة الثورة وذكورة ذكريات الثورة، التي بعدما لعبت المرأة دوراً كبيراً فيها، وبالأسماء... ها هي المرأة تُركت جانباً ليعود المجتمع ذكورياً... ولكن أية ذكورية هنا والذكر في الفيلم مقعد صامت يجتر ذكرياته في باطنه وغضبه وخيبته في نظراته (!)، لا يبقى أمامها، هي الأخرى، إلا ان تجتر ذكرياتها، لكنها بدلاً من الصمت الذي تبدو في البداية محكومة به، تفضل ان تخرج من البيت لتتجول في الريف مجتمعة الى عشرات النساء اللواتي تلتقي بهن، لتنرسم من خلال تلك اللقاءات الحكاية الحقيقية للمرأة الجزائرية... وبالتالي تنرسم امكانية تقوم بها ليلى، ويقوم بها الفيلم بالتالي لإعادة كتابة تاريخ هذه المنطقة الجزائرية... وكذلك وبالتالي، تاريخ المرأة الجزائرية، التاريخ غير المكتوب وغير المعترف به ذكورياً للمرأة الجزائرية.

* ولمناسبة عرض فيلمها هذا، قالت آسيا جبار يومها انه «أول فيلم طويل أحققه، وقد أنجز في طبعتين احداهما عربية والثانية فرنسية. ولقد استغرقني انجازه عاماً ونصف العام من الجهد والعمل، ولا سيما على صعيد الموسيقى»، ومن الواضح ان للموسيقى دوراً كبيراً في هذا الفيلم، بدءاً من عنوانه الذي يشير أصلاً الى موسيقى النوبة التي تعتبر نمطاً من أنماط الموسيقى الأندلسية تتداخل فيه الألحان الفولكلورية ويكاد أداؤه يقتصر على النساء خلال الأفراح والمناسبات. والجدير ذكره هنا ان آسيا جبار طعَّمت فيلمها أيضاً ببضعة ألحان استقتها من ريبرتوار الموسيقى بيلا بارتوك، بعدما كان هذا، من خلال اشتغاله على الموسيقى الفولكلورية في بلاده وغيرها، قد استقى من الموسيقى الشعبية الجزائرية خلال فترة من حياته. والى هذا قالت آسيا انها أتمت انجاز فيلمها، بالنسبة الى اللغة السينمائية، عبر أسلوبين متداخلين: أسلوب روائي وآخر تسجيلي مضيفة «لقد شئت من الجانب الروائي ان يحكي الفيلم قصة امرأة جزائرية متزوجة تعود الى مسقط رأسها خائبة المسعى. ومن الجانب الروائي أن ألقي نظرة عبر تلك المرأة، تتيح لي ان أعيد اكتشاف تلك المنطقة من الجزائر ونسائها. وهكذا نرى ليلى في الفيلم تلتقي تباعاً بست نساء يروين لها مقاطع من حياتهن الخاصة، فيما نتمكن نحن، عبر ما يروين، كما عبر ذكريات ليلى وتفاعلها مع رواياتهن، من العودة الى الماضي».

> مع هذا الفيلم المتأرجح بين الوثائقي والروائي، كان في وسع المتفرج أن يكتشف، عبر كاميرا آسيا جبار الذكية والمتحركة، وعبر لغتها السينمائية المقتربة من لغة الأدب المصوّر، واقع المرأة الجزائرية، ودورها الصامت و «المجهول» خلال الحرب. ويومها، إذا كان «نوبة نساء جبل شنوة» قد قدّم بوصفه الفيلم الأول الذي حققته آسيا جبار، فإن جبار كانت معروفة تماماً للقراء الشمال-أفريقيين والغربيين، بوصفها واحدة من أهم أدباء الجزائر من أبناء جيل الثورة وما بعدها. وكان قد نشر لها في الفرنسية في ذلك الحين أربع روايات هي «الظمأ» (1957) و «فاقدو الصبر» (1958) و «أبناء العالم الجديد» (1960) و «القبرات الساذجات» (1963). وهي الى هذا كانت معروفة بكتابتها الشعر وإخراجها للمسرح، وكمناضلة سياسية واجتماعية الى جانب المرأة في شكل عام والمرأة الجزائرية في شكل خاص.

الحياة اللندنية في

09.02.2015

 
 

«الدوحة للأفلام» تُعلن عن أسماء مشاريع «قُمرة»

برلين ـ «سينماتوغراف»

أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام عن أسماء المشاريع الـ 31 المشاركة في الدورة الأولى من قمرة التي تقام في العاصمة القطرية الدوحة في الفترة بين 6 و11 مارس 2015.

وتضم قائمة هذه المشاريع 23 فيلماً روائياً طويلاً، و4 أفلام وثائقية طويلة، و4 أفلام روائية قصيرة وسيشارك صانعوها في برنامج مركز صُمم لتطوير أفلامهم ونقلها إلى المرحلة التالية من الإنتاج.

ومن المشاريع المختارة 22 مشــروعاً  مدعوماً من قبل برنامج المنح في المؤسسة، و9 أخرى من إخـراج صانعي أفلام مستقلين من قطر في إطار التزام المؤسسة بدعم قطاع السينما المحلي. وسيتم التركيز على دعم صانعي الأفلام الذين يخوضون تجاربهم الإخراجية الأولى أو الثانية في مرحلتي التطوير أو ما بعد الإنتاج.

وتنتمي المشاريع المشاركة إلى 29 بلداً مختلفاً، 11 منها لصناعي أفلام من قطر، و15 من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و5 من باقي أرجاء العالم. ويأتي 19 مشروعاً في مرحلة التطوير حالياً، فيما وصلت المشاريع المتبقية إلى مرحلة ما بعد الإنتاج أو المراحل النهائية.

وسيحضر منتجو ومخرجو كل مشروع عدداً من الجلسات المقرر انعقادها في الدوحة بحضور نخبة من خبراء القطاع في إطار سلسلة من الاجتماعات المُصممة خصيصاً لتلبية احتياجات المشروع.

وتتضمن هذه الجلسات مجموعة من اللقاءات الشخصية، واستشارات حول نص الفيلم، وجلسات لطرح أفكار أفلام، وجلسات العمل الصبحية ، وعرض مقاطع التصوير الأولية للفيلم لنقاش ردود الفعل عليها، إلى جانب عروض حصرية للنسخة النهائية من بعض الأعمال حيث ستُعرض مقتطفات من 20 دقيقة بحضور أبرز معدي برامج المهرجانات والموزعين ووكلاء المبيعات.

وفي هذا السياق، صرحت فاطمة الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: «جاءت فكرة قمرة استجابةً لاحتياجات صانعي الأفلام الصاعدين. وهي على صلة وثيقة بمبادرات مؤسسة الدوحة للأفلام على مدار العام، إذ تسعى إلى توحيد العديد من البرامج التي طورناها على مدى السنوات الخمس الماضية، والتوسع فيها من خلال تعزيز أطر التواصل بين صانعي الأفلام وأساتذة السينما الذين يوفرون الدعم الإبداعي والعملي اللازم للعبور إلى المرحلة التالية من مشاريعهم».

وأضافت الرميحي: «تشكل هذه المشاريع محور الدورة الأولى من قمرة التي تهدف إلى تمكين صانعي الأفلام ممن يخوضون تجربتهم الأولى أو الثانية في مجال الإخراج السينمائي، ومساعدتهم في الحصول على المعارف ومصادر الإلهام وفرص النمو التي تتيح لهم التقدم في مسيرتهم المهنية».

وإلى جانب دمج صناع الأفلام الصاعدين مع خبراء صناعة الأفلام، سيحضر المشاركون في مشاريع قمرة سلسلة من الجلسات التدريبية الاحترافية والعروض التي تقدمها نخبة من أبرز رواد القطاع اليوم.

وقد تأكد حضور الممثل والمخرج والمنتج غايل غارسيا برنالأموريس بيروس»، و«لا»، و«عجز») ليكون بذلك الخبير السينمائي الخامس في قمرة.

وأردفت الرميحي: «إن مشاركة الخبراء السينمائيين أمر مهم ورئيسي في قمرة التي يؤطرها التزامنا بتقديم الإرشاد والتوجيه والتطوير الإبداعي لصانعي الأفلام الصاعدين. ويسرني الترحيب بالسينمائي الكبير غايل غارسيا برنال عضواً خامساً في المجموعة، حيث ستشكل خبرته الغنية إضافة مهمة لبرنامجنا».

وتضم قائمة الخبراء السينمائيين في قمرة إلى جانب غايل غارسيا برنال كل من المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو (المرشح فيلمه «تمبكتو» لنيل جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي لهذا العام)، والممثلة الإيرانية ليلى حاتميليلى» و«انفصال»)؛ وكريستيان مونجيو، المؤلف السينمائي الروماني الفائز بجائزة «السعفة الذهبية» (4 أشهر و3 أسابيع ويومان، وما بعد التلال)؛ والمخرج والكاتب البوسني دانيس تانوفيتش (فصل من حياة جامع الخردة، والنمور وأرض محايدة الفائز بجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي لعام 2001).

وتتضمن الفعالية أيضاً برنامجاً من العروض العامة المختارة بالتعاون مع خبراء قمرة حيث تُعرض أعمالهم إلى جانب أعمال عدد من المواهب السينمائية الناشئة التي اختيرت من بين المشاريع التي شاركت المؤسسة في تمويلها ودعم إنتاجها، على أن تعلن المؤسسة عن برنامج هذه العروض خلال الأسابيع المقبلة.

المشاريع المختارة للمشاركة في قمرة 2015 هي:

أفلام روائية طويلة – النسخة النهائية

«جبل» لجواو سالافيزا

(البرتغال، فرنسا، قطر)

في فيلم شاعريّ وقويّ بصرياً، نتابع قصة ديفيد ابن الرابعة عشر الذي يجد نفسه فجأةً ربّ أسرة في حين يمضي جدّه آخر أيامه في المستشفى.

«روحي» لجيهان شعيب

(لبنان، فرنسا، قطر)

قصّة شابّة تبحث عن الحقيقة واكتشاف ذاتها.

«الطائرة المروحية للقمامة» لجوناس سيلبرغ آوغوستسين

(السويد، قطر)

ينطلق ثلاثة شبان في رحلة لاستعادة ساعة حائط قديمة تخص جدتهم، إلا أن مهمتهم البسيطة تتحول إلى رحلة أهم مما كانوا يتصورونه.

«الملاك الجريح» لأمير بايغازين

(كازاخستان، روسيا الاتحادية، ألمانيا، قطر)

أربع قصص مترابطة نسبياً عن مراهقين من “الملائكة الهابطة” الذين يصعب فهمهم ويتصرفون أحياناً بصورة غير عقلانيّة كما يفتقرون إلى الخبرة اللازمة. ويستكشف الفيلم ما يعترض الأرواح العاديّة والمعقّدة في مسيرة القدر.

أفلام روائية طويلة – مرحلة ما بعد الإنتاج

«إنشالله استفدت» لمحمود مساد

(الأردن، هولندا، ألمانيا، الإمارات، قطر)

السمكة التي تبقي فمها مغلقاً لن يصيدها أحد.

«ديغراديه» لعرب وطرزان أبو ناصر

(فرنسا، فلسطين، الأردن، قطر)

غزّة اليوم. اثنا عشرة امرأة محتجزات في صالون تزيين طوال فترة بعد الظهر في ظل اشتباكات عنيفة يشهدها الشارع المقابل.

«عند حلول الظلام» لأنوشا سويشاكورنبونغ

(تايلندا، فرنسا، قطر)

ذكريات مستعملة وفيلم وفطر شديد الزرقة.

«قادر وأخوانه» لأمين ألبر

(تركيا، ألمانيا، فرنسا، قطر)

في خضم فوضى سياسية تشهدها اسطنبول، تقع مدن الصفيح العشوائية في قبضة الجماعات المسلحة مما يتبعه رد وحشي من الشرطة. ووسط هذه الأحداث، ينجر أخوان إلى العنف.

أفلام وثائقية طويلة – مرحلة ما بعد الإنتاج

«أسفلت» لعلي حمود

(ليبيا، مصر، قطر، لبنان، سوريا، الأردن)

يوثق «أسفلت» قصص أسفار عربيين من سائقي الشاحنات في منطقة تمر بظروف صعبة وهشة، حيث يصحبنا الفيلم في رحلة شاعرية وواقعية في تفاصيل حياتهما اليومية.

«البقرة المقدسة» لإمام الدين هاسانوف

(أذربيجان، ألمانيا، رومانيا، قطر)

يحلم أحد الرجال باصطحاب بقرة أوروبية لمدينته الجميلة في أذربيجان، إلا أن سعيه إلى تحقيق هذا الحلم يزعج أهل القرية المحافظين المتمسكين بتقاليدهم.

«سلام كثير» لياسمين كاساري

(المغرب، أستراليا، بلجيكا، قطر)

يناقش هذا الفيلم إحدى أولى الدراسات التي تتناول حركة الشتات الأفغاني ونموذجاً مدهشاً على غزوة شنها مسلمون من مناطق بدوية نائية في آسيا على قلب مستعمرة بريطانية في القرن التاسع عشر. وما زالت آثار هذه الهجرة باقية إلى يومنا هذا.

«الجمعية» لريم صالح

(مصر، لبنان، قطر)

في واحد من أفقر أحياء القاهرة، ما زال للأمل مكان في قلوب الناس.

أفلام روائية طويلة – مرحلة التطوير

أنا ومردوخ ليحيى العبدالله

(الأردن، فلسطين، فرنسا، قطر)

إثر حادث سير، يستيقظ شاب فلسطيني ليجد نفسه في حالة فقدان للذاكرة ويكتشف أنه لا يجيد التحدث إلا بالعبرية.

بارودة خشب للفوز طنجور

(لبنان، سوريا، قطر)

خلال الثورة السورية، يحاول شاب يبلغ من العمر 21 عاماً الهروب مع والدته إلى أوروبا لينضمّا إلى والده. لكن قاربهما ينقلب وتموت الأم غرقاً. وإثر مشاجرة نشبت بين الشاب وأبيه حول أعمال القذرة التي تورط فيها الأخير، يدخل الأب في غيبوبة ويجد الابن نفسه مجبراً على رعاية أبيه المريض.

باريجات لهند فخرو

(قطر)

تنتقل سيدة قطرية من أسرة متفرقة للعيش في لندن، وعندما تُسند إليها مهام إدارة شركة العطور الخاصة بعائلتها التي تشهد تراجعاً كبيراً، تقرر أن تخوض التحدي لتنقذ الشركة وتضمد جرح الماضي.

البحث عن أدم لأحمد إبراهيم الباكر

(قطر)

كوكب الأرض يحتضر. يتم إرسال رجل واحد إلى مكان ما في الفضاء على أمل العثور على خلاص للبشرية ولكنه يكتشف خلال مهمّته شيئاً يزعزع وجوده. وفي ظل العزلة المفروضة عليه،  يجد نفسه المسؤول الوحيد عن تقرير مصير كوكبنا.

بيريتا  لصوفيا الماريا

(مصر، الولايات المتحدة، قطر)

قصة الشابة البكماء سعاد وتحولها من فتاة مطيعة خانعة إلى قاتلة تواقة إلى الثأر.

حراشيف لشهد أمين

(السعودية، قطر)

تدور الأحداث حول حياة، ابنة الثالثة عشرة، التي كاد والدها أن يضحّي بها لتصبح حوريّة عندما كانت طفلة. وها هي الآن تواجه المشكلة ذاتها بسبب أخيها الرضيع.

حصن المجانين لناريمان ماري

(الجزائر، فرنسا، قطر)

الشهوات والجشع مثل الطيور الجارحة، تحوّل الحلم إلى مأساة.

خيوط العنكبوت لفايزة أمبا

(السعودية، الولايات المتحدة، فرنسا، قطر)

ينجح إمام مسجد مصري بنيويورك في هداية مراهق مسيحي يُحتضر إلى الإسلام. ويتسبّب عمله هذا بفضيحة سياسية تهدّد عمله وإيمانه وعلاقته ببناته.

سحاب لخليفة المريخي

(قطر)

عندما يتوه ناصر وأصدقاؤه في الصحراء في محاولتهم العثور على صقرهم الشاهين، يتحول بحثهم إلى رحلة مميتة.

رجال في الشمس لمهدي فليفل

(فلسطين، اليونان، المملكة المتحدة، الدنمارك، قطر)

يحلم ثلاثة لاجئين فلسطينيين بالهرب من أثينا بعد سبع سنوات عاشوها في بلد حافل بالأزمات. تفشل الخطة التي وضعوها بعناية عندما يحتال عليهم أحد مهربي البشر ليصبحوا مضطرين للاستعانة بدهائهم لاستعادة مالهم. وبعدما ينجحون في الثأر، يجد الأصدقاء الثلاثة أنفسهم على مفترق طرق: فإما أن يظلوا مخلصين لبعضهم البعض أو تدخل حياتهم بداية جديدة.

طعم التفاح أحمر لإيهاب طربيه

(سوريا، الولايات المتحدة، فلسطين، قطر)

فيما تزداد الأمور تعقيداً في سوريا، تشتد البرودة في قرية ما على الجانب الآخر من الحدود. ويسعى أخوان فرقتهما الحدود إلى إنقاذ نفسيهما وبعضهما البعض.

قوة خارقة لمحمّد المحميد

(قطر)

أفراد عائلة مفككة يشككون بمعتقداتهم ويبحثون عن السعادة ويحقّقون أحلامهم عندما يوَاجهون بمرض أحد أبنائها.

سراب لنورة السبيعي

(قطر)

ابنة زعيم إحدى القبائل المحافظة تتحرّق فضولاً وتتعطّش للحرّيّة. وعندما تبدأ رحلتها في البحث عن عالم جديد وراء الأفق، تضطرّ للتساؤل عن مدى استعدادها للتضحية.

مرجون والحجاب الطائر لسوزان يوسف

(لبنان، هولندا، الولايات المتحدة، قطر)

بعد سجن والدها على خلفية تهم مشبوهة بالإرهاب، تبحث شابة لبنانية أمريكية في آركنساس عن هويتها بين الحجاب والدراجة النارية.

النهر الأخير لشيخة آل ثاني

(قطر)

يربط الفيلم بين أحداث متفرقة: آذان الصلاة في مكة، وصفقة سرية، وتطور المدينة على خلفية كذبة، وأمنية من طلب أختين تسعيان إلى تبرئة والدهما من تهمة أدت إلى نفيهم جميعاً.

أفلام روائية قصيرة – مرحلة التطوير

بو عجيلة لسعيد المناعي

(قطر)

تتعرض عفراء للاعتداء دون أن تلقى محاولاتها لشرح الأمر أي صدى لدى عائلتها التي لا تكترث لأمرها.

بيتزا وبس لمحمد الإبراهيم

(قطر)

قصة عامل توصيل بيتزا وطلبياته الثلاث في ليلة رأس السنة في قطر.

العيون الخضر لعبدالله الملا

(قطر)

تركز الأحداث على مريض غارق في غيبوبة، والصراع الذي يخوضه مع ذاته وذلك الوحش الغامض الكامن في داخله.

ليس أمامنا وقت لمريم مسراوه

(قطر)

يُثمن الأطفال قاعدة واحدة هي البساطة؛ لكن هل يتغير ذلك مع مرور الزمن؟ يبدأ مراهق براغماتيّ بالتشكيك بالمنطق الذي يحكم عالمه ويجد نفسه على حدود التنوير.

سينماتوغراف في

09.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)