كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

«أسوار القمر»: تشويق على الطريقة الأميركية

علا الشافعي

 

ذكاء طارق العريان المعروف ببطئه في إنجاز أعماله جعل فيلمه الجديد يتألق عبر إيقاع محكم، وسرد مليء بالمفاجآت والتحولات الدرامية. هكذا، احتل الشريط المرتبة الثالثة في إيرادات شباك التذاكر

القاهرةخمس إلى ست سنوات، استغرقها المخرج طارق العريان لإنجاز فيلمه الجديد «أسوار القمر» وطرحه أخيراً في الصالات المصرية. سنوات تغير فيها الكثير بدءاً من الظرف السياسي المحيط، وصولاً إلى شكل وتطور أبطال العمل منى زكي، وآسر ياسين، وعمرو سعد، وسلوى محمد علي. هذا الأمر شكل تحدياً كبيراً لصناع الفيلم (كتابة محمد حفظي وتامر حبيب)، خصوصاً أن الشريط ينتمي إلى أفلام الإثارة والتشويق.

لكن جودة النص الذي عمل عليه أكثر من مؤلف وحبكته، وذكاء طارق العريان المعروف ببطئه في إنجاز أعماله (آخر عمل قدمه للسينما كان «تيتو» عام 2004)، جعلت «أسوار القمر» يتألق عبر إيقاع محكم، وسرد مليء بالمفاجآت والتحولات الدرامية. هكذا، احتل الفيلم المرتبة الثالثة في إيرادات شباك التذاكر في مصر.

هو الحب الذي يكتب الأشخاص، ويجعلهم يشهدون تحولات حقيقية، بل حادة في بعض الأحيان في حياتهم، وتلك التركيبات النفسية المعقدة والمتداخلة هي المساحة الدرامية التي لعب عليها بذكاء حفظي وتامر حبيب في صياغة دراما العمل التشويقية. القصة في الأساس ليست فقط حكاية علاقة فتاة برجلين مختلفين. فهذا المنطق قد يصنع فيلماً درامياً رومانسياً. لكن الإثارة تكون من خلال اللعب على تناقضات المشاعر والشخصيات، خصوصاً أنّ الفيلم ينطلق مباشرة من نقطة الصراع. يبدأ بمشهد للبطلة الكفيفة (تجسدها منى زكي) التي تتحسس طريقها باتجاه البحر، حيث استيقظت بعد حالة إغماء شديدة.

أداء مكتمل لآسر ياسين ومنى زكي وعمرو سعد تجعلنا نشعر أنها فقدت البصر جراء الوقعة، تتحسس طريقها خارج حجرتها، وتأخذنا إلى البحر لنكتشف معها أنّ هناك رجلين يتصارعان إلى حد الموت ويقتتلان لأجلها. يحملها المنتصر في المعركة وهو آسر ياسين الذي يخرج مسرعاً من البحر، ويجذبها من يدها وهي تصرخ «مش شايفة حاجة. بالراحة أنا مش شايفة حاجة» وينطلق بسرعة فائقة بسيارة كانت تقف أمام ذلك المنزل الصيفي. وسرعان ما يلحق به الغريم (يجسد دوره عمرو سعد) فيصدمه آسر بسيارته. إلى هنا والإيقاع لاهث وسريع، والكاميرا كأنها تلاحق الشخصيات. سرعان ما يتصل آسر بطبيب زوجته، ويخبره أنه أحمد زوجها، وأن فقدان الذاكرة قد عاودها من جديد، ثم يصطحبها بالسرعة نفسها إلى يخت بحري كبير يحمل اسم زينة وهو اسم البطلة. ينطلق مسرعاً خوفاً من ملاحقة الغريم الذي يأتي بالفعل في أثرهما رغم انقلاب سيارته.

هذا الإيقاع اللاهث والمتلاحق للأحداث لا يجعلنا نركز على الهاتف المحمول القديم الذي ينتمي إلى بدايات تصوير الفيلم وتعلقه البطلة في رقبتها. من خلال جمل حوارية قليلة بين آسر ومنى، نفهم أنه زوجها وكانت بينهما قصة حب غير تقليدية حافلة بالجنون، وأنها تركته وذهبت مع حبيبها وخطيبها الأول. نفهم ذلك عندما يصرخ في وجهها «انتي تعملي في كدا فعلاً انتي مش فاكرة حاجة.. اسمعي كل حاجة متسجلة بصوتك على موبايلك». يتركها في حجرتها على اليخت مع صوتها لنسمع حكايتها والصراع بينها وبين نفسها، وبينها وبين رشيد، وأحمد ليتفرغ الأخير لمطاردة رشيد.

من خلال صوت زينة أو منى، نتعرف إلى علاقتها بأحمد، ذلك الرجل الناجح في عمله، المهذب الذي يحبها حد العبادة، وينال رضى أمها، ويدفعها دفعاً إلى التطوّر في مجال الكتابة مهنتها. إلا أنه طوال تواجدها معه، تشعر أن هناك شيئاً ناقصاً غير مكتمل. روحها تحتاج إلى التحرر رغم كل محاولات أحمد في التقرب منها ومن أصدقائها. يلحظ أحمد تهربها كلما سألها عن موعد الزواج، ما يجعله ينسحب من حياتها بهدوء، ويعلن على فايسبوك ارتباطه بأخرى. تهرب زينة إلى الغردقة مكانها المفضل على البحر. هناك تصر على التعرف أكثر إلى رشيد، ذلك المتحرر المنطلق الذي تتنافس عليه السيدات. إلى هنا وكان يمكن أن يكون الصراع تقليدياً حيث «الحب والموت والمطاردة والانتقام»، خصوصاً أنّ الفيلم في بعض المناطق يجعلنا نستدعي بعضاً من التركيبة الدرامية لفيلم «النوم مع العدو». لكن حالات العمى وفقدان الذاكرة المتتالية لزينة تجعل السيناريو يتلاعب بالبطلة وبالمتفرج معاً. وهو ما أعطى لسيناريو «أسوار القمر» عناصر تميزه. سرعان ما يحدث التحول لنكتشف أن آسر هو رشيد المتحرر المنطلق ومدمن المخدرات، وأن عمرو سعد هو الزوج المثالي المحب عكس ما اعتقدناه في البدايات ونتيجة تشويش البطلة.

ذلك التحول الذي أتاح لكل شخصية في العمل أن تلعب دورين مختلفين كزينة أو منى التي تقدم واحداً من أفضل أدوارها على الإطلاق. الفتاة المتحررة المنطلقة التي تجرب كل شيء مع رشيد الذي يأخذها إلى عوالم بعيدة ومختلفة، والكفيفة التي تعاني من نوبات فقدان ذاكرة. وبعد صدمتها في رشيد، تعود إلى رشدها، فتصبح أكثر تعقلاً ونضجاً، وتكتشف مساحات جديدة في نفسها وفي أحمد الذي تركته ثم تعود إليه مجدداً بعد طلاقها. نرى أيضاً النجمين عمرو وآسر يتبادلان الأدوار مع التحول الدرامي في الأحداث الذي جعل بعض المشاهدين في الصالة يشهقون مع تصاعد الأحداث.

معظم الأحداث تم تصويرها على شاطئ الغردقة، وفوق أحد المراكب. وإذا كان الحب يمثل قلب الحكاية، فإن الموت حاضر أيضاً بقوة. يقول رشيد المغامر الذي لا يتوقف عن تعاطي المخدرات إن والده حكى له في طفولته قصة أسطورية، إلا أنها باتت تشكل وجدانه ويؤمن بصحتها هي أنّ هناك أسواراً خلف القمر يذهب إليها الموتى. وإذا أراد أحد أن يكلم الموتى، فعليه أن ينتظر اكتمال القمر. لا يكتفي رشيد بذلك، بل يأخذ زينة إلى مكان وسط جزيرة بعيدة انتحر فيه شاب وفتاة مثل روميو وجولييت، وهو المكان الذي يحملها إليه بعد اختطافها من زوجها ليموتا سوياً ويشكل الموت ذروة تصاعد الحدث.

نجح طارق العريان إلى حد كبير في قيادة عناصر العمل فنياً. قدم مع حفظي عملاً تجارياً مصنوعاً بدقة وبروح أميركية، تجذب المشاهد المصري بدءاً من الاختيار الجيد لأبطاله الثلاثة الذين تنافسوا في ما بينهم، خصوصاً مع التحول الدرامي المفاجئ في النصف الثاني من الأحداث. وساعده في ذلك «المونتير» الذكي الذي أدرك قيمة الإيقاع في كل مشهد. الحال نفسها بالنسبة إلى مدير التصوير أحمد المرسي الذي وظف إضاءته درامياً لتعكس الكثير من انفعالات الأبطال وتطور الأحداث، ومهارته في تصوير كل المشاهد الخارجية والمطاردات.

«القرط»: ماذا بقي من الثورة إلا... البذاءة؟

نورالدين بالطيب

تونس | «القرط» أو «جمل بروطة» هو الشريط التسجيلي الثاني للسينمائي الشاب حمزة العوني الذي انطلقت عروضه في الصالات التونسية أخيراً. شريط موجع ومؤلم وبذيء بذاءة الواقع الذي يعيشه الشباب التونسي الذي كان يحلم بجني ثمار الثورة فسرقها الانتهازيون والحكام الجدد. يكشف الشريط (٨٧ دقيقة) واقع الشباب التونسي بين زمنين: زمن بن علي وزمن الحكام الجدد، إذ امتد التصوير من عام ٢٠٠٧ الى ٢٠١٢. استعمل العوني آلة تصوير محمولة ليرصد يوميات الشابين خيري ومحمد، والشاب الثالث عبد القادر الذي يحضر حيناً ويغيب أحياناً. من خلال الشبان الثلاثة، نرى واقع الشباب التونسي في منطقة ذات كثافة سكنية عالية وهي «المحمدية» ذات الحقول الخلابة التي اختارها ملك تونس مصطفى باي لبناء قصر بديع، لكنه توفي قبل أن تنتهي الأشغال. واصل عملية البناء أحمد باي الذي أراده على النسق المعماري لقصر فرساي الذي اكتشفه في زيارته إلى فرنسا عام ١٨٤٦. من خلال الشريط، نكتشف كيف تحوّل القصر الذي يعد أحد المعالم التاريخية زمن حكم الحسينيين عام ١٧٠٥ وانتهى بإعلان الجمهورية عام ١٩٥٧، الى بناية مهجورة يلجأ إليها العاطلون على العمل حيث يشربون الخمر الرديء ويدخنون «الزطلة» (نوع من المخدرات) ويمارسون الجنس مع العابرات.

انه شريط موجع، كتب الواقع كما هو بلا مساحيق وبلغة بذيئة، لم يترك كلمة نابية في قاموس اللهجة التونسية الشعبية لم يستعملها للتعبير عن حنق الشباب التونسي على بلاده في العهدين. لم يمنحاهم شيئاً الا البطالة والاحتقار والتهميش ليصبح الحلم الوحيد هو الهروب إلى ايطاليا عبر زوارق الموت المعروفة بـ «الحرقة». إذ يلتهم البحر كل شهر منذ سنوات عشرات الشبان ضحايا أوهام الهجرة والجنة الأوروبية. يحفل الشريط أيضاً ببعض الكلمات الإيطالية.

يرصد العمل خيبة الشباب التونسي من الواقع رغم الانتفاضة

خيري ومحمد يعملان في تجارة «القرط» (علف الحيوانات) ويقضيان اليوم في حجرة شاحنة كبيرة لبيع علف الحيوانات بين المدن والقرى مقابل أجر زهيد لا يتجاوز ٩ دولارات. في الليل، يلتقيان مع أبناء الحي في القصر الحسيني لشرب الخمر الرديء، وتدخين الزطلة ورثاء حياتهم التافهة. فهم يدورون في المكان نفسه بلا أمل ولا طموح، فعبد القادر أصابته رصاصة خلال الثورة، فأصبح يعيش بساق واحدة وخيري في لحظة سكر يسكب البنزين على جسده، فيحترق لينهي حياته مشوّهاً.

إنّها المرارة الكاملة التي تفوح من هذا الشريط التسجيلي البديع. واقع الاحباط ومرارة الخسران وفقدان الأمل التي تلتهم حياة الشباب التونسي (٦٠٠ الف خريج جامعة عاطل عن العمل) لم تترك مجالاً لجميل الكلام. إنّها بذاءة الواقع وقسوته اللتان نجح حمزة العوني في التقاطهما من خلال ثلاث شخصيات بدا واضحاً أنّه اختارها عن قصد وبعد دراسة عميقة. لذلك، لم تكن صدفة أن يحصل الشريط على «التانيت البرونزي» خلال مهرجان «أيام قرطاج السينمائية» الأخيرة عام 2014.

الطاهر الحداد في قبضة المتشددين

نور الدين بالطيب

تونسللمرة الأولى في تاريخ تونس، يتعرض النصب التذكاري لرائد تحرير المرأة الطاهر الحداد ( ١٨٩٩-١٩٣٥) الى التحطيم منذ وضعه في مدينته الحامة (جنوب تونس من محافظة قابس). هذه الحادثة المؤسفة التي وقعت أمس الأحد، مثلت جريمة رمزية استهدفت أحد رواد الإصلاح والتحديث وتحرير المرأة في تونس. كتابه "امرأتنا في الشريعة والمجتمع" (الصادر سنة١٩٣٠) مثل آنذاك ثورة تصدت لها المؤسسة الدينية الرسمية ممثلة في «جامع الزيتونة». وتم تكفير الحداد و"إخراجه من ملة الاسلام" ومنعه من العمل كوكيل للمحاكم الشرعية (محام). وتعرض لحملة صحافية غير مسبوقة بسبب أفكاره التنويرية التي تدعو إلى تمكين المرأة من التعليم والعمل وحقها في الزواج ممن تحب ورفع الوصاية عنها. وبسبب أفكاره، عانى الحداد التشرد والبؤس والفقر ومات وحيداً منبوذاً، ولم يشيعه إلى المقبرة إلا عدد قليل من أصدقائه الذين تضامنوا معه ضد الحملة الشرسة التي استهدفته.

ولم ينل الحداد الشاعر والصحافي والنقابي والمناضل السياسي الوطني حظه من الاهتمام إلا بعد استقلال تونس سنة ١٩٥٦، فكان صدور مجلة الأحوال الشخصية التي حررت المرأة، تتويجاً لنضاله من أجل حريتها.

وخلال عقد الستينات، تم إنجاز نصب تذكاري في وسط مدينة الحامة مسقط رأسه تقديراً لجهوده في تحرير المرأة وتحرير البلاد ودفاعه عن العمال من خلال كتابه "العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية" الصادر سنة ١٩٢٧، وكذلك مساهمته في تأسيس «جامعة عموم العملة التونسيين» التي كانت أول تنظيم نقابي في تونس أسسه الحداد مع ابن بلدته الحامة الزعيم محمد علي الحامي سنة ١٩٢٤. كما كان من مؤسسي الحزب الحر الدستوري سنة ١٩٢٠ مع الزعيم الإصلاحي عبدالعزيز الثعالبي، وكان أول ناطق رسمي لهذا الحزب الذي كان أول حزب تونسي يظهر بعد الاستعمار الفرنسي عام ١٩٨١.

الاعتداء على النصب التذكاري لرائد تحرير المرأة كان صدمة للقوى الديمقراطية والحقوقية، خصوصاً أنّه تم في ثاني يوم من تولي الحكومة الجديدة التي يقودها «حزب نداء تونس» الحكم. وهذا الحزب جعل الطاهر الحداد مع الزعيم الحبيب بورقيبة مراجع أساسية في أدبياته السياسية. كما رفع شعار المحافظة على مكاسب المرأة التونسية التي كان منظّرها الأساسي الطاهر الحداد. وواضح من خلال هذا الاعتداء الذي أدانته الحركة النسوية والديمقراطية أمس أنّ المتشددين أرادوا أن يوجهوا رسالة الى الحكومة الجديدة والى الرئيس الباجي قائد السبسي مفادها "أننا هنا" قادرون على ضرب مكاسب الدولة والمجتمع. وتحدى الناشطون حركة «النهضة» الإسلامية بأن تصدر بياناً تدين فيه هذا الاعتداء الذي وقع في مدينة تحظى فيها بأغلبية سياسية كما ينحدر منها زعيمها راشد الغنوشي. وستكون هذه الجريمة إحراجاً كبيراً لحركة «النهضة» التي تدّعي الإيمان بحرية المرأة والدفاع عن مكاسبها.

سينما مصرية بلا رقابة... حقاً؟

محب جميل

القاهرةفي تصريحه الأخير، قال رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية في مصر عبد الستّار فتحي إنّه اعتباراً من شهر نيسان (أبريل) المُقبل، لن تحذف الجهة الرقابية أي مقطع من الأفلام التي تُعرض على شاشات السينما المصرية، سواء كانت تلك الأفلام مصرية أو أجنبية، مشيراً إلى أنّه سيتم الاكتفاء بالتصنيف العمري فقط (+18).

وأضاف أنه لن يتم حذف مشاهد جنسية من أي فيلم «سوى أفلام البورنو الصريحة أو تلك التي تدعو إلى الفجور الصريح والإلحاد». وأشار إلى أن مسألة التصنيف العمري المقترحة جاءت نتيجة لاجتماعات مكثفة مع وزارة الثقافة برئاسة الوزير جابر عصفور. وفي لقائه مع الإعلامية منى سلمان على فضائية "دريم 2" خلال برنامج "مصر في يوم" يوم الأحد الماضي، أكد فتحي أن الفيلم الوحيد الذي تم منعه هو "الخروج" بعد الرجوع إلى مجموعة من النقاد وأساتذة السينما الذين أوضحوا «أن الفيلم يحتوي على مغالطات تاريخية تتعلق بسيرة النبي موسى والحياة الفرعونية». كما أوضح أن الفيلم «حمل بصماتٍ صهيونية عنصرية من شأنها تقديم مغالطات عن الوقائع المصرية التاريخية». وأشار فتحي إلى أنه تدخل بشكلٍ مباشر وأخرج ثلاثة أفلام مدفونة هي «لا مؤاخذة»، «أسماء»، و«فرش وغطا»، بالإضافة إلى ثلاث أغنياتٍ ضمن فيلم الراقصة سما المصري «بسبب عدم وجود أي جدوى لها».

وبخصوص الأفلام، أكد فتحي أنه «أخذ تعهدات على كل المنتجين بعدم عرض أي مشهد خارج إلا من خلال الرجوع للهيئة المنوطة بالرقابة لعدم تكرار سماع أي لفظ خارج أو خادش للحياء العام». وفي السياق ذاته، أوضح أن الدراما تختلف عن الأفلام؛ فهي تدخل كل البيوت الأسر المصرية. يشير الناقد السينمائي حسين بيومي في كتابة "الرقابة على السينما... القيود والحدود" إلى أن الدولة المصرية عرفت الرقابة مبكراً قبل وجود إنتاج سينمائي قومي، وكان الهدف وقتها مراقبة ما يُعرض من أفلام أجنبية، وإحكام السيطرة عليها نظراً لما تتضمنه من تحريض ضد النظام السياسي أو الاحتلال البريطاني أو الدين. وفي إحدى الدراسات في الكتاب، أوضح المخرج هاشم النحاس أنّ ثورة 1952 كشفت عن نظرة وضيعة تجاه السينما المصرية؛ إذ ألحقت الرقابة على الأفلام بوزارة الداخلية التي أصبحت بدورها منوطة بمراقبة كل ما يُعرض على الشاشة الفضية والتدخل في منعه أو عرضه. كما يرى أن هذا أدى إلى ابتعاد الفنان عن النقّاد وأصحاب الرأي في المجال العام. أما الناقد السينمائي أمير العمري، فكان قد طالب مسبقاً بمفهوم جديد للرقابة يعتمد على نظام "تصنيف الأفلام" Movies Rating الذي تتيح إمكانية الفرز بناء على الجمهور المستهدف من العرض. في النهاية، يصبح التنصيف إحدى الأدوات التي تشكل ماهية الفيلم ومدى صلاحيته للجمهور المعروض. هذا التصريح الذي أدلى به عبد الستّار فتحي، لا يلغي سؤالاً: ما هو موقف الأفلام التي تدخلت الرقابة في حجبها خلال الفترة السابقة؟

تونس: وثائقيات تكتب التاريخ الشعبي

حسّان حاجبي

تونساختاروا الكاميرا خلال الحراك الاجتماعي التونسي سنة 2011. اليد اليمنى ترصد ما تراه العين، واليسرى تختار رمز النصر للتعبير عن إرادة شعب اختار الانعتاق والتحرر. مخرجون شباب أنتجوا أفلاماً وثائقية اهتمّت بقضايا المجتمع السياسية والاجتماعية والثقافية. أحدهم أعاد لنا كلمة من عمق التاريخ هي «فلاقة» التي أُطلقت على من ناهضوا الاستعمار في خمسينات القرن الماضي وتعني قطّاع الطّرق.

آخر قال «نحن هنا» ثم استعار كلمة «على هذه الأرض» لمحمود درويش الذي زيّنت أشعاره المسيرات والتظاهرات في الشارع سواء في تونس أو في الدول العربية الأخرى. وآخر اختار «ينعلبو الفسفاط» أي «ما هذا الفسفاط اللعين». عناوين عانقت حرارة المجتمع وعايشته في زمنه وجغرافيته. أفلام وثائقية أربعة لكل من المخرج سامي التليلي صاحب فيلم «ينعلبو الفسفاط»، والمخرج رفيق عمراني صاحب «فلاقة 2011» وعبد الله يحيى صاحب فيلمي «نحن هنا» و«على هذه الأرض» تعدّ اللبنات الأولى لأرشيف تونس ما بعد الثورة.

في لحظة فارقة في تاريخ تونس، كان اعتصام القصبة تجمعاً بشرياً دام لأسابيع مطالباً بمجلس تأسيسي منتخب يعيد كتابة الدستور ويضع قوانين جديدة للدولة. يصوّر لنا «فلاقة 2011» الجزئيات الحميمية من الحدث ويعطي الفرصة لشباب قدم من كل أنحاء تونس للتعبير الحرّ. يرسم لنا وجهة نظر تسافر بك إلى عمق الانسان المتسامح المدافع عن كرامته وكرامة الآخر. غير بعيد عن جغرافيا «فلاقة 2011»، يأخذنا «نحن هنا» إلى حي شعبي يروي لنا تفاصيل العشوائيات هناك، فيما يرحل بنا فيلم «على هذه الأرض» إلى الوسط التونسي في المكان الذي قدّم أول الشهداء خلال الثورة أي منزل بوزيان وتحديداً جهة «العمران». يحدّثنا عن قرية تحتجّ على فقرها وتحلم بغد أفضل عبر عيون أطفالها الحالمين بالسفر الى كوكب آخر. ربما ذلك فقط ما عاينوه في الكتاب المدرسي باعتبار انعدام جميع المرافق الأخرى كالتلفزيون والكومبيتور والانترنت وغيرها. ضمن هذا الفعل الابداعي السينمائي، يعود بنا فيلم «ينعلبو الفسفاط» لسامي التليلي الى الخلف قليلاً، إلى ذاكرة انتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008. يدعّم صوره بروايات من عايشن وعايشوا الحدث. يغوص في جزئيات يكتمل بها النصّ التاريخي للحراك الاجتماعي في السنوات الثماني الأخيرة.

لم تكن هذه الأفلام الوثائقية التي ارتبطت بالواقع الاجتماعي والسياسي التونسي «ذخيرة مرئية وحسية» فقط بل مثّلت أرشيفاً مهمّاً سواء بنقلها لمواقف أو لتصويرها شخوصاً لم تتح لها الفرصة للوقوف يوماً ما أمام الكاميرا. غاصت الصورة في مباحث سوسيولوجية وانثروبولوجية: فيلم «فلاقة» صوّر أبناء القرى والمدن الداخلية في لقاء يجمع كل التونسيين في فضاء عام أمام المقرّ السياسي الأهمّ أي قصر الحكومة. أما فيلم «ينعلبو الفسفاط» أو «على هذه الأرض»، فقد صوّر أبناء القرى والمدن الداخلية وهم في الجغرافيا التي ولدوا بها وقضّوا بقية حياتهم فيها. المشاهد لا يكتفي بما ترصده الكاميرا، بل يترك خياله يسافر في قراءة سوسيولوجية للتاريخ كما المخرج يرتبط بنفس الواقع الاجتماعي، لا ينفصل عنه بل يتفاعل معه. هو ليس فقط فناناً يتقن ما يقوم به باسم الاحتراف، لكنّه أحد الشخوص القابعة خارج إطار الصورة التي يكتمل بها الفيلم الوثائقي.

ينطلق هذا الأرشيف السمعي البصري والسينمائي الفني منذ سنة 2008 من الحوض المنجمي في قفصة ثم ينتقل الى العاصمة سنة 2011 مع الشخوص والمواقف نفسها سواء في فضاءاتها العامة في الأحياء الشعبية ليعود معها الى القرى في الجهات الداخلية للبلاد التونسية. مسار تاريخي لواقع اجتماعي بأناس عايشوه وبجغرافيا احتضنته، تظهر فيه الصورة مركّبة وثريّة سواء من حيث الأرشيف وكتابة التاريخ الشعبي أو من حيث أهمية مشاركة صاحب العمل الفني في بناء الحدث التاريخي نفسه.

دريد لحام: خذوا «غوار» وادفئوا الأطفال السوريين

وسام كنعان

منذ فترة، أطلق بعض الناشطين السوريين حملة «دفانا محبتنا» بنية جمع التبرعات العينية والملابس للنازحين السوريين. لكن سرعان ما راحت القصة تتجه نحو الاستعراض خصوصاً مع مشاركة مذيعات مبتدئات في الحملة، وتصوير مقاطع فيديو توضح المواد التي تبرّع بها هؤلاء ثم ذكر عشرة أسماء من أجل تحديها للدخول في الحملة والتبرع.

بعد ذلك، عاد الناشطون لتصحيح مسار الحملة والعمل الفعلي على تقديم مساعدات حقيقية وجمع تبرعات من دون الإنجرار إلى المباهاة بما يقدمونه. وتمكن هؤلاء من تشكيل فريق من المتطوعين يتواصلون مع رجال أعمال وتجّار وفنانين بهدف جمع أكبر حصص من التبرعات. وفي آخر خطوة إعلامية مثيرة، التقى فريق الحملة التي تروج عن نفسها بصفحة على الفايسبوك، بالنجم السوري دريد لحام الذي تمكن في حديث مقتضب لا يتجاوز 3 دقائق من تحقيق الأثر المطلوب. على خلفية أغنية فيروز «سائلنيي» (كلمات سعيد عقل والحان الأخوين رحباني) وتحديداً في الشطر الذي يقول «ظَمِئَ الشرقُ فَيَا شامُ اسْكُبي واملئي الكأسَ لَهُ حتّى الجَمَامْ» يطل الكوميديان السوري ليقول: « إذ لم تتمكن من ملامسة قلب إنسان اليوم، فحاول أن تقوم بهذا العمل غداً وشارك في حملة «دفانا محبتنا» إذا كنت أنت سورياً وأنا سورياً، لا يجوز أن يبقى سوري واحد يشعر بالبرد على أرض هذا الوطن الطيب. لذلك تحدى للخير» ثم فجّر «غوار الطوشة» مفاجأة عندما كشف أن أحد المتابعين وعده بإكساء 300 طفل إن أهداه «شروال» غوار! كان رد صاحب الشخصية بأنه مستعد لتقديم كل ثياب غوار له إن فعل ذلك. ثم تحدى مجموعة أشخاص للمشاركة في الحملة من بينهم زوجته هالة بيطار وأبناؤه والمخرج خلدون المالح والمخرج الليث حجو.

وسرعان ما تداولت صفحات الكترونية الخبر عاتبة على وسائل الإعلام الذي أغفتله، مشيرة إلى أنّه لو حصل ذلك في الغرب وصرح وريث شارلي شابلن مثلاً بأنه سيهدي قبعته لشخص معين مقابل عمل خيري، لقامت الدنيا ولم تقعد من التهليل لهذا الفعل.

https://www.facebook.com/video.php?v=857016844359049&set=vr.857016844359...

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويترwesamkanaan2@

الأخبار اللبنانية في

09.02.2015

 
 

أصوات خليجية تنادي بإعطاء أهم التظاهرات السينمائية للمنطقة قبلة الحياة

عودة الخليج السينمائي.. حقيقة أم سراب

دبي: أحمد جلال

مُنذ انطلاق مهرجان الخليج السينمائي بدبي في دورته الأولى عام 2008، وهو يشكل ملتقى السينمائيين الخليجيين، ومهوى كاميراتهم، ومطمح الشباب السينمائي الخليجي على وجه التحديد لعرض أفلامهم التي لا يتمكنون من عرضها في بلادهم، وفرصتهم الأولى لنيل الاعتراف الفني من خلال إشادة المشاهدين والنقاد السينمائيين، أو تحقيق الجوائز وشهادات التقدير. حدث ما عكر صفو هؤلاء، حيث توقف المهرجان منذ دورته الأخيرة عام 2013، ومن هنا أطلق عدد من صناع السينما الخليجيين الشباب أخيراً، حملة تحت عنوان: «#عودة_الخليج_السينمائي» وذلك على موقع التواصل الاجتماعي؛ تويتر وانستغرام وفيسبوك، وتدعو الحملة لإعادة مهرجان الخليج السينمائي الذي تأجلت دورته في العام الماضي 2014، وكان مفترضاً أن تقدم النسخة السابعة من المهرجان في أبريل 2014 لكنها تأجلت.

تقدم مجلة «أرى» تحقيقاً توضح فيه الحملة التي ظهرت أخيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب توقف إقامة المهرجان بما تحمله بمطلب #عودة_الخليج_السينمائي، ومن بين المشاركين في الحملة عدد من المخرجين الخليجيين الشباب أبرزهم الإماراتيون خالد المحمود ووليد الشحي وسعيد سالمين المري ونجوم الغانم، والسعودي بدر الحمود، والبحرينيان صالح ناس وعمار الكوهجي، والفنان السعودي إبراهيم الحساوي، الذي وصف المهرجان في إحدى تغريداته بأنه «الحاضن الرسمي لإبداعات السينمائيين الخليجيين، ومنه انطلقت الكثير من التجارب السينمائية»، والفنان الكويتي خالد البريكي الذي اعتبر المهرجان، في إحدى تغريداته، «أحد أبرز المحطات بحياتي التي من خلالها ساهم بتطويري الفني» وكتب في تغريدة أخرى: «لا أتمنى أن يكون ذكريات وأحلاماً بل واقعاً أعيشه سنوياً».

غضب شديد

في هذا الصدد أعرب صانعو الأفلام القصيرة عن غضبهم الشديد في (الهاش تاج) الذي تناولته وسائل التواصل. وفي حوار خاص مع بعض مخرجي الأفلام من المملكة العربية السعودية، يقول المخرج محمد سلمان: «مهرجان الخليج السينمائي هو أهم منصة سينمائية للشباب الخليجي، فهو مصمم ليكون المحرك الأول للإنتاجات السينمائية الخليجية، ليس للعرض فقط، فهو يساهم في تطوير الثقافة السينمائية المحلية ويدفع بالحركة السينمائية للأمام، إذ يقدم أيضاً فرصة لشباب الخليج للتعرف على تجارب عالمية، والاختلاط بصانعي أفلام عالميين، وعرض تجارب سينمائية بمختلف الأفكار لرفع مستوى الوعي السينمائي بالفن السابع.

وجهة حقيقية

«أستطيع أن أصف الخليج السينمائي بمعهد سينمائي مجاني يقدم جرعة تعليمية بالفن السينمائي في زمن قياسي، فهناك ورش العمل وفرص الدعم والندوات. كل هذا في أجواء حميمة لا تعرف سوى الحب والسعي نحو عمل سينمائي حقيقي في الخليج. توقف مهرجان الخليج سيتسبب في عرقلة الصناعة الأفلام ولعل السؤال: أين يذهب صانعو الافلام الخليجيون بأفلامهم؟ فهو مهرجانهم الأول الذي يركز عليهم فقط، هذا التركيز والدعم لا يمكن أن نشاهده في أي مهرجان آخر، حتى مهرجان دبي السينمائي لا يستطيع احتضان كل التجارب الخليجية. لا يمكن لأي مهرجان في المنطقة أو العالم العربي ان يقدم ما يقدمه مهرجان الخليج السينمائي. سيكون هناك تراجع في صناعة السينما الخليجية، التي مازالت في بداية مشوارها نحو صناعة حقيقية في المنطقة.

مشاريع جادة

«ارتبط مهرجان الخليج السينمائي في ذهني ومنذ دورته الأولى التي كانت في عام 2008، بالفيلم التسجيلي «المريد» الذي كان التجربة الطويلة الأولى لي بعد ثلاثة أفلام قصيرة روائية وفيلم تسجيلي واحد، وحصل فيلم المريد في ذلك المهرجان على شهادة تقدير على الجهد البحثي فيه. ما أريد قوله أنه ومنذ انطلاقته والمهرجان والقائمون عليه كانوا الداعمين الأساسيين ليس فقط للسينما بمعناها المجرد وإنما للحركة السينمائية في الخليج وللسينمائيين الخليجيين وللمشاريع السينمائية الجادة» تقول المخرجة الإماراتية نجوم الغانم.

ضرورة حتمية 

في رأي نجوم، إن عودة المهرجان هي من الضرورات للكثير من الأسباب، وتعدد بعضها قائلة: «أهم هذه الأسباب أنه ارتبط باسم دبي ومشاريعها الفنية والثقافية الموازية للمشاريع الاقتصادية والسياحية وغيرها. ومن هنا فإن إبقاء هذا المشروع السينمائي المتفرد في مجال اختصاصه مستمراً على قيد الحياة وفاعلاً على الصعيد الثقافي والفني والاجتماعي والترفيهي، سيحفظ لدبي مساهمتها في مجال حيوي هام مرتبط بالجماهير العريضة ومرتبط بالفن وصناعته وصنّاعه، إذ سيبقي عجلة الصناعة السينمائية في نمو وتطور وتوسع مما يُعد مكسباً كبيراً يُضاف إلى مكاسب دبي الكثيرة على الصعيد الإقليمي. كل مهرجان سينمائي يُعد إنجازاً كبيراً وصرحاً ثقافيا وفنياً، والتخلي عن المنجزات يعني بشكل أو آخر إعلان الفشل. في الحقيقة ما حققه المهرجان حتى اليوم هو النجاح فلماذا لا نحتفي بذلك مع منظميه وداعميه بدلاً من أن نسدل عليه الستار ونعلن موته؟ لا أفهم ذلك!».

دمج سينمائي

دمج كل النتاجات القادمة من الخليج تحت مظلة مهرجان دبي السينمائي الدولي، سيضيف الكثير من الأعباء على المهرجان من ناحية وسيغير من رسالته العالمية برأي نجوم، التي تضيف: «هذا الدمج سيُلحق الكثير من الأذى بالتجارب الخليجية لأنها ستبقى في الهامش، وربما في الظل باعتبار أن مهرجان دبي السينمائي الدولي اكتسب صفته واستحقها من أنه أصبح دولياً. شخصياً أعتقد أن التخصص هو من المزايا الحضارية وفكرة مهرجان الخليج السينمائي كانت فكرة ذكية وناجحة وهي تركز على السينما داخل هذا الإقليم».

دوامة التوهان

«كنت قد قدمتُ فيلم «آيس كريم» ورفض، عندها تعمدت الحضور، وقابلني الاستاذ مسعود بحفاوة وقال إنه شخصيا من رفض قبول فيلمي مع أنه كان رائعاً، وسألني هل تعرف السبب؟ قلت له الصوت، قال: نعم. فقد خشيت على تجربتك السينمائية من النقد من الشباب وبإمكانك تجاوزها. هنا عرفت فعلاً أن هناك من يهتم لأمرنا، فلماذا يجب على هذا المهرجان أن يعود؟ ما الخسارة في غيابه والفائدة لنا في تواجده؟ كل هذه الأسئلة تحتاج لإجابات لتحديد مصير جيل كامل من الموهوبين في وطننا العربي» يقول المخرج السعودي محمد الباشا، ويتابع: «هذا المهرجان هو البيت الذي احتوانا، وأطلق لنا منصة الوجود في الساحة السينمائية، من خلال توريطه لنا بهذا الشغف، ومن دونه نحن شبه تائهين، ليست هناك بوصلة للسينمائيين الخليجيين بدونه».

وجوه أخرى للسينما

«لأنني مؤلف موسيقي فعملي يكون دائماً في الظل، ولا يكون لي حضور رسمي في مهرجانات السينما في الخليج، لكن في الدورة الخامسة من مهرجان الخليج تم الإعداد لجلسة حوارية أدارها مدير المهرجان، ناقشنا فيها مواضيع متصلة بالتأليف الموسيقي والديكور والتصوير، مما أضاء نقاط مهمة عنا كطاقم المشتغلين في السينما كانت غائبة عن الكثير من المتابعين. وهذه سابقة قام بها هذا المهرجان لأول مرة في الخليج، لأنه كان يحمل شخصية مختلفة عن المهرجانات الأخرى، من خلال تواجد أصوات سنيمائية شابة ويركز على تجاربهم بشكل أساسي، لذا يجب على المهرجان أن يعود. على صعيد آخر، غياب هذا المهرجان يعني غياب فرصة الشباب لتطوير نتاجهم، واحتضان تجاربهم بشكل حميم»، يقول المؤلف الموسيقي محمد حداد.

عن إشكالية دمج المهرجان بـ«دبي السينمائي»، يضيف: «في مهرجان دبي تتزاحم أفواج السينمائيين المحترفين، الذين يأخذون الأضواء (وهم جديرون بذلك) وهو فرصة للتعرف على أحدث تجاربهم واللقاء معهم للتعرف عليهم عن قرب. لكن مهرجان الخليج لا يهتم بهذه الأضواء، فهو يصب طاقاته في البحث عن التجارب اليافعة ويعمل على فتح الطرق الجديدة لكل تجربة مميزة وأعتقد أن هذا غير كافٍ لذا يجب العودة لكينونة مهرجان الخليج السينمائي المستقلة».

نخبة خليجية

«حكايتي مع مهرجان الخليج السينمائي بدأت عام 2010، عندما دعاني المخرج السعودي عبدالله آل عياف للمشاركة معه في فيلم «عايش». كانت المرة الأولى التي أشارك فيها في مهرجان سينمائي، ومن خلال هذه المشاركة تعرفتُ على نخبة كبيرة وجميلة من صنّاع الأفلام والمخرجين السينمائيين. وكان أن وفقنا بأن فاز فيلم عايش بالجائزة الأولى في المهرجان، ومن خلال هذا المهرجان كانت انطلاقتي السينمائية» يقول الممثل السعودي ابراهيم الحساوي.

عن غياب المهرجان يقترح أفكاراً لدعمه، فيقول: «بتوقف المهرجان، فقدنا الكثير من الفعاليات السينمائية التي كان المهرجان يحتضنها، لذا أتمنى وأرغب أن يعود المهرجان كما كان، لأنه الحاضن الرسمي لجميع السينمائيين في الخليج العربي، وأتمنى لو أن دول الخليج العربي تساهم في دعم المهرجان مادياً ومعنوياً، كي يستمر المهرجان بقوته المعهودة».

نقلة مهنية

«جميلة تلك الانشطة الشبابية بين أبناء الخليج على جميع الأصعدة، سواء الرياضية أو الاقتصادية أو الفنية، فلها طابع خاص بعيدٌ عن الضجيج العالمي وعن زحمة الأفكار، إذ تجدنا متلاحمين فكرياً وروحياً، فكان من تلك الملتقيات العظيمة مهرجان الخليج السينمائي، حيث كانت له عناية خاصة بأبناء الخليج، وكان له دور بإثراء الساحة السينمائية، وتأسيس جيل شبابي واعٍ ومثقفٍ سينمائياً، ومن خلال المهرجان استطعت أنا اليوم أن أتحول من فنان تلفزيوني ومسرحي إلى فنان سينمائي. وكانت الحصيلة أن خلطنا بين السينما التجريبية والسينما الجماهيرية بفليم «كان رفيجي»، الذي كان له صيت عند الجمهور. فمهرجان الخليج أحد الأساسيات المهمة التي ساعدت ودعمت تواجدنا كسينمائيين، وأقولها نعم لقد بدأت عجلة السينما بالدوران فعلياً وبدأ يتكون لها جمهور».

يتابع الفنان الكويتي متحدثاً عن خسارة المهرجان: «إن خسارتنا للمهرجان تعني أننا قد بدأنا في بناء تكنولوجيا حديثة، وقد استغنينا عنها بعد أن بدأت بالتطور وبالتفاعل مع أجيال تستقبل هذا التطور. إذ إن الفن السابع يعتبر من الصناعات التي تساهم في تثقيف الشباب وزيادة الوعي الاجتماعي، وأتمنى أن يعاد التفكير بشأن هذا الصرح العظيم وسيكون نبراساً تستفيد منه جميع الأجيال وستحظى أسماء القائمين عليه بخط من ذهب في قلوب محبي السينما على مر العصور لأن كان لهم الفضل بعد الله بصناعة مهرجان يصنعنا سينمائياً».

مسيرة إماراتية

«أنا كفنان إماراتي، انطلقت سينمائياً من خلال مهرجان الخليج السينمائي، وتشرفت ولأول مرة في تاريخ المهرجانات، بالمشاركة بسبع أعمال سينمائية من أعمالي خلال السنة الماضية. وحصلت على تكريم خاص من قبل إدارة المهرجان، وقام بتكريمي سمو الشيخ ماجد بن محمد آل مكتوم، علماً بأن لي أعمالاً عديدة قد شاركت بمهرجانات أخرى، وللأسف لم تأخذ حقها إعلامياً وتسويقياً إلا في مهرجان الخليج السينمائي»، يقول منصور الفيلي.

ويتابع متحدثاً عن أهمية المهرجان بالنسبة للسينما الخليجية: «برأيي إن مهرجان الخليج السينمائي هو الوحيد الذي يهتم ويبرز جميع الطاقات الخليجية بصورة عامة، ومواطني دولة الإمارات بصورة خاصة. وبكافة المجالات والإبداعات الفنية من كتابة قصة وسيناريو وحوار وإخراج وتمثيل وتصوير ومونتاج، من الإبداعات والطاقات المتوفرة في البلد، والتي لا يسلط عليها الضوء إلا في هذا المهرجان. أي بمعنى آخر، هو المهرجان الوحيد الذي يدعم مواطني الدولة للاستمرار بالمسيرة الفنية وتطويرها، الخسارة ستكون عبارة عن إهمال الطاقات التي ذكرتها سابقاً، وضياعها بمحاولة الحصول على مركز في المهرجانات الأخرى».

البيان الإماراتية في

09.02.2015

 
 

علا الشافعى تتساءل:

لماذا تم استبعاد "آل السبكى" من اجتماع فايزة أبو النجا مع السينمائيين؟

يبدو أن مؤسسة الرئاسة وحكومة المهندس إبراهيم محلب قد أدركتا أخيرًا، أهمية الفن والسينما كصناعة يحتاجها الأمن القومى، فتم الإعداد لمشروع قومى للنهوض بصناعة السينما فى مصر من قبل الرئاسة المصرية، ووجهت الدعوة لعدد من العاملين فى المجال السينمائى لحضور اجتماع بالرئاسة، تحت رعاية السفيرة فايزة أبوالنجا مستشارة الأمن القومى، واللواء أحمد جمال الدين، ومنير فخرى عبد النور وزير الصناعة والتجارة، لوضع آليات هذا المشروع ومحاور تنفيذه. الاجتماع حضره مجموعة من الفنانين والمبدعين على رأسهم يسرا، إلهام شاهين، والكاتب الكبير وحيد حامد، والمنتج صفوت غطاس، والفنانة سميرة أحمد، والمنتج كامل أبوعلى، والمنتج فاروق صبرى رئيس غرفة صناعة السينما، والمنتج جابى خورى، والمنتج محمد العدل، والمنتجة إسعاد يونس، ودكتور خالد عبدالجليل، ممثلًا عن وزارة الثقافة، والمخرج داود عبد السيد، والمخرج شريف مندور، والمخرج خالد يوسف، والدكتورة أحلام يونس رئيس أكاديمية الفنون. ولا أعرف مثلًا لماذا تم استبعاد آل السبكى من الاجتماع الأول، رغم أنهما من حافظا على استمرار صناعة السينما فى السنوات الـ4 العجاف الماضية، وبغض النظر عن نوعية الأفلام التى يقدمونها فهى نوعية تجارية يتم تقليلها ليس بتجاهلها أو تجاهل صناعها بل بإنتاج أفلام مختلفة ونوعيات سينمائية تجذب الجماهير. بغض النظر عن القائمة، كل ما نرجوه ألا يكون اجتماع «فض مجالس» تقال فيه الخطب العصماء والكلمات الرنانة ويكتفى الجميع بهذا القدر من التشجيع والتقاط الصور التذكارية، التى يضعها كلٌّ فى ألبوم ذكرياته. مشاكل صناعة السينما واضحة للجميع ومعروف آليات النهوض بها، ولا أعرف إذا كانت السفيرة الدكتورة فايزة أبوالنجا تدرك حجم المأساة الحقيقية لصناعة السينما، حيث يبدو من كلامها وتصريحاتها الصحفية أنها تركز فقط فى نوعية المنتج السينمائى، وأن هناك سينما خادشة تضم الكثير من الألفاظ الخارجة وهى لا تريد هذه النوعية، وللأسف هناك من سيصفقون لهذا الكلام، ولكن الدكتورة ومسؤولة الأمن القومى التى أدركت أخيرًا هى ومن حولها أهمية القوى الناعمة، وأن السينما صناعة أمن قومى، ولكن هل تدرك سيادتها شيئا عن البنية الأساسية فى الصناعة؟ هل أخبرها أحد عن حال استوديو مصر أقدم استوديو فى مصر والذى أسسه الاقتصادى الكبير طلعت باشا حرب؟ وهل تدرك شيئًا عن حال مدينة السينما والمعامل التى صارت مرتعًا للفئران؟ هل سألت أحدا عن مشروع الأرشيف القومى للسينما، والذى عقدت له مئات المؤتمرات والتقط لحجر أساسه عدد من الصور على مدى سنوات شهدت ضياع مئات الأفلام من تراث السينما المصرية، وتم إهدار الكثير، والقائمون على الصناعة وعلى وزارة الثقافة يملأون الدنيا صخبا بضرورة الحفاظ على التراث؟ وهل تدرك مستشارة الرئيس للأمن القومى أن عدد السينمات والشاشات فى مصر يتراجع عاما بعد الآخر، وأن مصر التى يقترب تعدادها السكانى من 100 مليون لا تملك سوى 250 شاشة عرض، وأن سينما فاتن حمامة أغلقت أبوابها منذ أيام ومطروحة للبيع، وأن هناك عددًا آخر من الشاشات فى طريقها للبيع؟ هل تدرك جيدا تفاصيل ملف تصوير الأفلام الأجنبية فى مصر والمآسى التى تحدث، وآخرها «الُجبن» فى مواجهة الموقف من قبل قيادات وزارة الثقافة، الذى صاحب تصوير فيلم «الخروج ملوك وآلهة»، وهل تعرف كيف تحولت دولة المغرب العربى إلى قبلة للسينمائيين من كل أنحاء العالم، وهو ما أصبح مصدرا كبيرا للدخل القومى فى المغرب، هل تدرك أن دولة مثل نيجيريا تنتج ألف فيلم فى العام فى حين أن الإنتاج السينمائى المصرى لم يعد يتخطى الـ40 فيلمًا؟ ولا أعرف إذا كانت دولة الرئيس السيسى، تملك رغبة حقيقية فى إنقاذ صناعة السينما والعمل على عودتها إلى سابق عصرها الذهبى فى الستينيات، أم أنه مجرد استغلال وقتى، نظرًا للظرف السياسى والرغبة فى محاربة التطرف الذى يجعل المنطقة العربية على شفا الانفجار؟ هل يعملون لليوم فقط، وينظرون تحت أقدامهم، أم إلى المستقبل الطويل، حتى تستعيد الصناعة عافيتها وتظل راسخة؟ كل التخوف أن تكون النظرة قاصرة فقط، بمعنى توظيف الفن والفنانين بهدف استنهاض الهمم وخلق حالة تعبئة بعيدًا عن صناعة نهضة سينمائية حقيقية

فى اجتماع السينمائيين مع فايزة أبو النجا..

اقتراحات بإقامة "القاهرة السينمائى" بشرم الشيخ ورئيس "صناعة السينما" يرفض

كتب - العباس السكرى - أسماء مأمون

اعترضت النجمة سميرة أحمد، خلال اجتماع السينمائيين ومستشارى الرئيس، الذى استمر 4 ساعات، على توجيه د. خالد عبدالجليل، النقد للنجوم، بسبب عدم حضورهم حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الأخيرة، حيث قالت إنها تسلّمت دعوة حضورها للمهرجان الساعة السابعة صباح يوم الافتتاح، وأضافت: «الشخص الذى جاء لى بالدعوة تركها مع حارس العمارة التى أقطن بها، ولم يقدمها لى بشكل شخصى يليق بى»، ووجهت كلامها لعبدالجليل: «المهرجان هو من أهمل نجومه وليس العكس». وخلال الاجتماع أيضاً، اقترح البعض إقامة فعاليات الدورة المقبلة، فى مدينة شرم الشيخ، وهو ما رفضه فاروق صبرى، وقال: «المهرجان يستمد اسمه من مدينة القاهرة العريقة ولا يجوز تغيير موقعه». 

الستينيات.. العصر الذهبى للسينما المصرية

كتب العباس السكرى - أسماء مأمون

اهتمت الحكومة المصرية فى الستينيات بصناعة السينما المصرية، وقامت بتأميم شركات السينما التابعة لبنك مصر وشركات التوزيع السينمائى مثل "الشروق فيلم"، و"دولار فيلم"، وعدد كبير من الاستوديوهات منها استوديو مصر واستوديو نحاس واستوديو الأهرام واستوديو جلال، وأنشأت المؤسسة المصرية العامة للسينما عام 1962. وشهدت السينما فى الستينيات والسبعينيات انتعاشة حقيقية فى إنتاجها الفنى، بتقديم أهم الإنتاجات منها "اللص والكلاب" و"القاهرة 30" و"خان الخليلى" و"بين القصرين" و"قصر الشوق" و"السكرية" و"بداية ونهاية"، و"ثرثرة فوق النيل" و"ميرامار" و"زقاق المدق" لنجيب محفوظ. و"آه من حواء" و"الزوجة رقم 13" و"الخطايا" "الشموع السوداء"، و"رسالة من امرأة مجهولة" و"جريمة فى الحى الهادى"، و"معبودة الجماهير" و"كرامة زوجتى" و"صغيرة على الحب" و"الحرام" و"الزوجة الثانية"، و"السمان والخريف" و"قنديل أم هاشم" و"شىء من الخوف" و"المومياء" و"نحن لا نزرع الشوك"، و"أم العروسة" و"مراتى مدير عام" و"بئر الحرمان"، و"الأرض" و"الكرنك" و"الرصاصة لا تزال فى جيبى"، وغيرها

اليوم السابع المصرية في

09.02.2015

 
 

الرقابة تفجر مفاجأة:

عرض الأفلام السينمائية العربية والأجنبية دون حذف بداية من إبريل

كتب: محمد السيد عبد الجواد

قال عبدالستار فتحي، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، إنه إدارة الرقابة قررت عدم حذف أي مشاهد من الأفلام العربية والأجنبية بداية من شهر أبريل القادم، موضحًا أنه لن تكون هناك رقابة على الأفلام التي تعرض على شاشات السينما، وسيتم استبدالها الحذف بالتصنيف العمري.

وأضاف عبد الستار، خلال لقائه مع الإعلامية منى سلمان، في برنامج «مصر في يوم»، على فضائية «دريم 2»، مساء الأحد: «الأفلام ستعرض كاملة، ولن يتم حذف المشاهد الجنسية منها، لكننا سنمنع فقط الأفلام التي تدعو للإلحاد، أو أفلام (البورنو) الصريحة».

وأوضح رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، أن قرار التصنيف العمري للأفلام، جاء نتيجة لاجتماعات استمرت حوالي عام تقريبا، تمت تحت إشراف الدكتور جابر عصفور.

وأكد عبد الستار فتحي، أنه في عهده، لم يرفض سوى فيلم واحد فقط وهو فيلم «الخروج»، لافتاً إلى أنه استعان بلجنة من أساتذة التاريخ واتفقوا جميعا على أن هذا الفيلم لا يجوز عرضه في مصر، لما يحمله من بصمات صهيونية عنصرية.

وأوضح عبد الستار أنه أجاز العديد من الأفلام التي كانت في المقبرة –على حد وصفه-، منها فيلم «لا مؤاخذة»، و«فرش وغطا»، و«أسماء»، كما أنه رفض ثلاث أغان في فيلم الفنانة سما المصري، لأن لا جدوى منها كما أنها تخدش الحياء.

وفيما يتعلق بالدراما التلفزيونية، أكد فتحي، أنه أخذ تعهدات على جميع المنتجين بعدم عرض أي مشهد على الشاشة بدون تصريح من الرقابة، لعدم تكرار عرض الألفاظ الخادشة للحياء، وأوضح رئيس هيئة الرقابة، أن الدراما تختلف عن السينما، لأن الدراما تدخل كل بيوت المصريين.

ماجد الكدواني يضرب عاملًا «تحت تأثير الخمر».. والتحريات: كان بحالة سُكْر وبصحبته فتاة

كتب: بوابة المصري اليوم

استدعت النيابة الفنان ماجد الكدواني للتحقيق معه بتهمة ضرب وسب عامل في محطة وقود وهو مخمور وكانت بصحبته فتاة.

وكان قسم شرطة مصر الجديدة، قد تلقى بلاغا من عامل بحطة وقود في مصر الجديدة أكد فيه تعرضه للضرب من جانب الفنان أثناء تأدية عمله، حيث حضر الفنان وبصحبته فتاة إلى المحطة، وطلب من العامل أن تدخل صديقته دورة المياه الرجالي، فاعترض العامل، وفوجئ بالفنان يحتد عليه، وتنشب بينهما مشادة كلامية قام على إثرها «الكدواني» بصفع العامل على وجهه، بحسب موقع «العربية نت».

وتبين من التحريات أن كاميرات المراقبة الخاصة سجلت الواقعة بالكامل، والتي أثبتت صحة أقوال العامل، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 1256 جنح مصر الجديدة، وأحيل إلى النيابة التي تولت التحقيق.

وتبين من التحريات وأقوال المجني عليه، أن الفنان كان في حالة سكر وبصحبته فتاة، وأنه تسبب في إصابة العامل بكدمات في العين اليسرى، ورفض العامل التنازل عن المحضر، ما أدى لاستدعاء النيابة للفنان الكوميدي للتحقيق معه رسميا، كما طلبت تحريز كاميرات المراقبة التي سجلت الواقعة.

«الكدواني» من مواليد 10 ديسمبر 1967، وهو حاصل على بكالوريوس فنون جميلة وبكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، وعمل في المسرح والتلفزيون والسينما، واشتهر بأداء الأدوار الكوميدية.

المصري اليوم في

09.02.2015

 
 

«مغامرات أليس في بلاد العجائب» ليست مجرد قصة أطفال

بعد مرور 150 عامًا على صدورها

لندن: «الشرق الأوسط»

مع الاحتفال بمرور 150 عاما على صدور كتاب الأطفال «مغامرات أليس في بلاد العجائب» الذي يرجع للعصر الفيكتوري يتقصى معرض في تكساس تاريخ الكتاب لمعرفة كيف تطورت القصة على مر الزمن من خلال المفاهيم التجارية الشائعة الآن والوسائط المتعددة.

وتصدر الكتاب الذي ألفه لويس كارول أدب الطفل لدى نشره في 1865 وسريعا ما انتقل العمل إلى المسرح ومن بعد ذلك تحولت شخصيات أليس إلى دمى ثم جسدت في أفلام خلال الأيام الأولى لصناعة السينما.

وقالت دانيل بروني سيجلر أمينة المتحف التي ساهمت في تنظيم المعرض الذي يفتتح اليوم في جامعة تكساس في أوستن «لم يتضمن الكتاب مغزى أخلاقيا تقليديا. تلاعب كارول بحكايات ذات معايير أخلاقية في عصره وقلبها رأسا على عقب».

ويحتوي المعرض - الذي سيقام في «هاري رانسوم سنتر» وهو مركز عالمي رائد في اقتناء المخطوطات والمواد الأصلية – على أكثر من 200 قطعة من بينها إصدارات نادرة ورسومات ورسائل وصور فوتوغرافية لكارول وهو الاسم الذي يكتب به أما اسمه الحقيقي فهو تشارلز لوتفيدج دودسون.

ويظهر المعرض كيف حاول دودسون - أستاذ الرياضيات في جامعة أوكسفورد الذي ألف القصة من أجل بنات عميد الجامعة - الموازنة بين حياته الأكاديمية وشخصيته الأخرى كمؤلف لكتاب ذي شعبية كبيرة.

وكان دودسون مصورا فوتوغرافيا هاويا - حين كانت هذه المهنة في مهدها - وانخرط أيضا في الرسم. وأحب أستاذ الرياضيات مراسلة الأطفال ويتضمن المعرض رسائل يتحداهم فيها بألعاب وأحجيات وشفرات.

ومن بين الصور الفوتوغرافية - التي سيتاح بعضها فقط للعرض - واحدة ألهمته القصة تظهر فيها أليس ليدل وأخواتها. وكانت أعمال دودسون الفوتوغرافية قد قوبلت بترحاب حافل لكنه كان يعلم أن رسوماته لكتاب «مغامرات أليس في بلاد العجائب» لم تكن على المستوى اللائق ولجأ إلى أحد الفنانين البارزين في وقته هو جون تينيل لمساعدته.

ويظهر المعرض كيف ضج كلاهما - أحيانا - بأليس وتنامي شعبيتها. ولم يكن دودسون يرد في أحيان كثيرة على الرسائل الموجهة إلى لويس كارول. وبالنسبة لتينيل فغالبا ما كان يضيق بالأمر.

وكتب تينيل إلى صديق في رسالة معروضة مشيرا إلى الكتاب بالاسم الذي كان شائعا «أشعر بالضيق من مجرد ذكر أليس في بلاد العجائب».

ورغم ما أصاب كارول من سأم فقد اشترك في تسويق منتجه بأن صمم طابعا بريديا للأطفال مستلهما من أليس وساعد في تقديم «أليس في بلاد العجائب» على خشبة المسرح.

وفي هذه الأثناء ساعد ضعف حماية حقوق النشر على ظهور طبعات من القصة غير مرخص بها في الولايات المتحدة

ومع تغير الزمن تغير الشكل الذي قدمت به شخصية أليس التي ظهرت فتاة متحررة في نسخة الكتاب عام 1929 بالمعرض ولفتاة مولعة بتعاطي المخدرات في النسخة الملونة الصادرة في الستينات.

والى جانب إظهار كيف تحول الكتاب إلى علامة بارزة في أدب الطفل يستعرض المعرض أيضا كيفية تحول أليس إلى مصدر الهام لصناعة الدمى. وسجلت القصة كذلك في كتاب مسجل صوتيا. وكانت جزءا من سلسلة في 1958 منها «الساحر أوز» و«محاكمة سقراط».

الشرق الأوسط في

09.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)