كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

سينما 2015 تقدمها: خيرية البشلاوى

أسوار القمر.. انطـباعات أوليـة عن فيـلم طـموح

 

لو أن هذه هي رواية الصحفية "زينة عبدالحميد" التي حملت اسم "أسوار القمر". إذن فأنا أمام رواية تافهة وينقصها الخبرة. نفس الوصف الذي حددت به قيمة المقالات التي تكتبها وذلك حسب ما جاء علي لسانها في أحد مشاهد الفيلم.. مني زكي لعبت شخصية "زينة" بأقصي قدر من التفاني وتكريس خبرتها في الأداء التمثيلي حتي تمنحها ثقلاً وأبعاداً إنسانية. ولكن قوة الأداء تصبح بلا قيمة إذا لم يدعمها معني وثقل فكري وإنساني وقدرة علي التأمل والبحث عن قيمة أدبية ما. خصوصاً انها تقدم شخصية صحفية. وليس هذا فقط. انها ترسم في ذات الدور صورة لامرأة استثنائية "لم تتمن طيلة عمرها أن تكون زي أي بنت في الدنيا".

الشيء الوحيد الصحيح الذي قالته "زينة" انها تشعر بكونها امرأة "متلخبطة جدا مش عارفة ليه". الاجابة في بطن الفيلم الذي تلعبين بطولته ـ وانها ـ والكلام أيضا علي لسانها ـ "شربت أول سيجارة حشيش في حياتها مع واحد ما تعرفوش". إذن هي ليست امرأة استثنائية وإنما مثلها مثل مئات من ذات الطبقة الاجتماعية التي تنتمي لها "زينة". ممن يملكون الفيلا واليخت وثمن الحشيش ورفاهية الفراغ. والصحبة الحلوة المتحررة في أماكن اللهو الغالية والسيارة ذات الدفع الرباعي. و.. الخ..

أنا هنا أقرأ معطيات الصورة ولا أقدم شيئاً خارج إطارها!.

طارق العريان مخرج "أسوار القمر" يمتلك نزوعاً قوياً يكاد يصل إلي حد الهوس بلغة الحركة والمؤثرات الصوتية والإيقاع اللاهث واحتواء المتفرج داخل حالة بصرية سمعية مثيرة خاطفة للحواس ولكن من دون أن تحرك العقل ولا ملكة التفكير فيغرق المتفرج علي العمل وسط صخب عنيف ودموي ثم يخرج منه دون أثر يدوم بعد النهاية..

امتلاك أدوات المدرسة الأمريكية الخاصة بنوعية أفلام "الأكشن" يمكن أن يوفر الطاقة والقدرة لعمل ترفيهي لحظي. و"أسوار القمر" من هذه النوعية التي تجاوزتها حتي الأفلام الأمريكية التي تنتمي لهذه النوعية.. الترفيه الخالي من المعني. ولا أريد أن أقول الهدف والرسالة حتي لا أفتح الباب أمام تعليقات ضحلة.. ترفيه لا يشبع علي مستوي الابداع الفني.

في منتصف الفيلم وأنا أتأمل عضلات المخرج الحرفية راودني عنوان آخر غير رومانسي كأسوار القمر. أستعيره من إحدي مسرحيات شكسبير وأعني "جعجعة بلا طحن". فهذه الوليمة البصرية السمعية ينقصها بروتين الفكرة. ينقصها المعني. فهذه الضجة الكبري علي ماذا؟؟.. لم أتبين المحتوي ولا الخلاصة في نهاية هذا الصراع!

رجلان وامرأة.. رجلان "أحمد. ورشيد" وامرأة "زينة".. صراع بين ذكرين يحاولان امتلاك قلب امرأة. أحدهما نقيض الثاني. الأول "أحمد" "آسر ياسين" طموح وعملي وناجح وميسور مادياً. والثاني "عمرو سعد" عصبي وعنيف وحسي ومدمن.. والمرأة "زينة" تصاب بالعمي لأسباب يدريها المؤلف وحده.. ورغم العمي الذي لا يضيف شيئاً إلي الحبكة. تظل قادرة ومسيطرة علي مقدرات الاثنين. بل وقادرة علي الاشتراك في المطاردات التي يشاركا فيها. وإن ظلت عاجزة عن الحسم لأيهما تنحاز.. والمؤلف في سياق الأحداث و"لخبطة" البطلة يوهمنا ان الرجلين شخصان في واحد. في بعض المشاهد يبادل بين الاثنين. فيصبح أحدهما "أحمد" والثاني "رشيد" ويظهران بنفس "الوشم" المرسوم علي الظهر. تتشابه ملامحهما وكأن العمي الذي أصاب البطلة زينة مرادفاً لعمي البصيرة والعجز عن التمييز. أو لعله السبب الرئيسي لحالة "اللخبطة" التي تعاني منها دون ادراك مصادرها.

نلاحظ في المباراة المعقودة بين ثلاثة من الممثلين الشباب الموهوبين فعلاً. في إطار حبكة شكلانية مهمومة جداً بإنتاج تأثير مباشر وسريع لشكل الصورة. واختيار جماليات المكان بعناية وإبراز طبيعته الساحلية الجبلية. واستخدام البحر والمشهد الطبيعي الممدود أمام بصر المتفرج. حبكة مهمومة أكثر بحشد المؤثرات التي تشغل الحواس ومنها الموسيقي التعبيرية "هشام نزيه" الجيدة التي أضافت للغة الفيلم.

نلاحظ ان المباراة بين آسر ياسين وعمرو سعد ومني زكي حامية الوطيس فعلا. وأحيانا تصل إلي ذروة الأداء الميلودرامي في حالة "رشيد" "عمرو سعد" في تعبيره عن اللوعة والاحتياج والضياع أو عن العنف الدموي تجسيداً للغيرة أو الجنون. أو تعبير عن مسحة العقلانية في حالة أحمد "آسر ياسين" الذي رغم غرامه بـ "زينة" وحرصه علي تحقيق كل مطالبها إلا انه يبحث عن عذر يبرر انفصاله عنها..

ثلاثة أبطال نجوم في مقدمة الصورة يشدون الانتباه ولا يثيرون أي قدر من الانفعال الحقيقي. في بعض المشاهد كان الجمهور يضحك أمام "جنون" عمرو سعد في تعبيره عن عشقه لزينة علماً بأن الموقف لا يفترض أبداً انه يثير الضحك ولكنها المبالغة أحياناً. أو لعله عنصر التشخيص الذي لا يخلو بدوره من اضطراب وعدم اتساق.

وفي خلفية "الصورة" ممثلون مجيدون قادرون علي التشخيص المنطقي للحالات التي يمثلونها لولا فراغ الدور نفسه من مضمون يغذيه ويمنح الشخصية لحما ودما ويجعلها قابلة للتصديق وأعني تحديداً سلوي محمد علي في دور الأم ومحمد شاهين في دور صديق "رشيد" وشريكه في اليخت و"البزنس" ونشاط خارج القانون..

بعض مشاهد المطاردات خالية من المنطق ويصعب تصديقها. أشير إلي مشهد "رشيد" الذي أصيب في المطاردة اصابات بالغة بعد انقلاب سيارته ومع ذلك نراه ينهض ويشتبك عضلياً مع غريمه أحمد في صراع لا يقوي عليه غير إنسان سليم معافي.

حوار تامر حبيب صبغ الفيلم بغلالة رومانسية بدت في غير مكانها مع صوت البطلة التي لعبت دور الراوي لأسطورة أسوار القمر التي استهوتها. وللبطلة "زينة" نفسها التي انشطرت نفسياً وعاطفياً بين اثنين من الرجال لكل منهما حلاوته وطلاوته حسياً وعاطفياً ومادياً.

وسيناريو محمد حفظي الذي يكشف تأثره بمصادر عديدة لم تتشكل في كتلة واحدة متكاملة. قدر من خيال رومانسي. علي حواديت عصابات. علي مشاهد رعب تتراءي للبطلة في شكل كوابيس. علي "أركان" هنا وهناك لا تشبع وإن وفرت التسلية وقضاء الوقت.

"أسوار القمر" فيلم قوي راعي صناعة الأناقة الشكلية والصخب البصري السمعي والمؤثرات الخارجية التي تدعم التأثير المباشر بالصوت والصورة من دون التسلل إلي التأثير الأعمق الذي يتجاوز السطح. لقد غاب التوازن بين الرأس والقلب وما تتابعه العين وتلتقطه الأذن لخلق انسجام متكامل وتأثير يوفر للعمل فرصة بقاء أطول في ذاكرة المتفرج.

انه بالتأكيد عمل مسل وتجربة سينمائية كاشفة عن امتلاك السينما المصرية لكل ما يضمن تطورها. خصوصاً لو طال التطور"الدراما" ذاتها... أعني الإبداع الدرامي إلي جانب الترفيه الضروري لوسيط الفيلم.

سينما 2015 تقدمها: خيرية البشلاوى

فيلم هندي.. للطفل

نيودلهي تشارك بأعمال مميزة في مهرجان صندوق التنمية الثقافية

مازال بعض الاعلاميين يكشفون عن ضحالة فكرية معيبة عندما يستخدمون تعبير فيلم هندي للإشارة إلي قصص مفبركة أو ساذجة أو أي شيء عبيط من وجهة نظرهم. وجه الضحالة يظهر في غياب الادراك بواقع الهند الثقافي والفني وحجم الثراء الكبير الذي يجسده هذا الواقع إذا ما دعت الضرورة او الحاجة إلي الاستعانة بقدر من انتاج هذا الواقع نفسه.

في هذه الايام تستعد وزارة الثقافة ممثلة في صندوق التنمية الثقافية ومركز ثقافة الطفل لإقامة مهرجان لأفلام وفنون الطفل.. والشيء اللافت وفرة الاعمال السينمائية التي تقدمت للمشاركة في هذا المهرجان ومنها افلام روائية طويلة وقصيرة وافلام كرتون.. والنسبة الاكبر منها تمتلك مقومات فنية تؤهلها للمشاركة وجميعها من انتاج الجمعية الهندية لافلام الطفل وهي المؤسسة الوطنية المنوط بها انتاج هذه النوعية.

بعض التجارب التي توفرت لنا فرصة مشاهدتها بهدف اختيار نماذج منها لتمثيل بلادها في المهرجان الذي ينعقد في شهر مارس في القاهرة ان المؤسسات الثقافية المنتجة لهذه الاعمال تحرص بوعي علي تنمية مدارك الطفل بتعليمه كيف يفكر علي المستوي القيمي والإنساني وليس تلقينه الافكار الجاهزة المستهلكة أو التقليدية.

* الأمر الثاني الاهتمام اللافت بالانتاج السينمائي الموجه للطفل إدراكا منهم أن الفيلم معلم قوي ومؤثر ويمكن الاتكاء عليه في إثارة الافكار وتحريك الشهية للإبداع في فترة مبكرة من نمو الطفل.

والواضح من تنوع الانتاج وغزارته الامكانيات المتاحه أمام الجهات المنتجة والتأكيد علي الاحتياج المستمر لدور الفيلم وإقامة المهرجانات المتخصصة في هذا المجال ورغم هذه الوفرة التي ظهرت أمامنا ونحن نستقبل الاعمال التي جاءت للمشاركة أن الاهتمام بالمستوي الفني واضح في كثير من التجارب والجماليات المبهجة التي تتوافر للفيلم الهندي وتميز شخصية موجودة بنفس الجاذبية في افلام الطفل وانا اعني تحديدا الاستعانة بالطبيعة والرحابة والالوان الجميلة التي تتميز بها الهند. واستغلالها خلفية لأغان وموسقي ورقصات يؤديها الاطفال إنها السمات الاصيلة والجاذبة للفيلم الهندي عموما مما يميز سينما الهند التي استولت علي إعجاب جماهير العالم بعناصر الغناء والموسيقي وتقدم مستوي الصورة ونقاءها والتشكيل الرباني الرائع للمشهد الذي يعاد انتاجه وتصويره في سياق رائع.

فالهند هذا البلد الشاسع الممتد المتعدد اللغات والاجناس والديانات والعبادات والمتقدم جدا في البرمجيات والمتمسك جدا جدا بتقاليده وطقوسه وثقافاته وحضارته القديمة لا يتوقف عن السعي من اجل تطوير مستوي الانتاج السينمائي الخاص بالطفل.. تشجيع وابتكار مبادرات خاصة بفنون الطفل يشارك فيها الطفل بنفسه من خلال امتلاكه آلة التصوير وتحقيق افلام يعبر فيها عن أفكاره ويصور بنفسه ما يتوق إليه بخياله.

وقد لاحظنا ان المحتوي الموضوعي والقيمي يحظي باهتمام عند اختيار القصص. كثير من الاعمال تناقش بقدر من البساطة وبلغة فنية جذابة فكرة الطبقية بين الشرائح المختلفة بانتماءاتها سواء علي المستوي الاجتماعي أو المادي وكيفية ذوبانها بالتعايش والاجتهاد في الدراسة والتفوق في المهارات العملية مثل الرياضة والموسيقي إلخ.. ونبذ قيم الفهلوة أو الابتكار علي "الساحر" او "الجني" لتحقيق الأمنيات.

من الافلام التي سوف يتضمنها المهرجان هنا في القاهرة أفلام ترسم صورا نموذجية للأسرة الهندية التي يعتبر الترابط والتواصل بين اجيالها وضرورة تحقيق بيئة من الحنان والدفء والتفاعل الإنساني.

إن فكرة المضمون وأضيف الهادف تعليميا وقيميا وتربويا وعلميا تعتبر اساسية مهما بدأت الطبيعة الترفيهية الموجهة لشريحة صغار السن. وهؤلاء بدورهم يحظون بنوعيات خاصة بكل مرحلة سنية فنحن أمام هنود يتقدمون ويحققون مستويات للتنمية ويبرعون في مجالات علمية معقدة ومتقدمة وليسوا هنودا كما يصورهم خيال السادة أصحاب الياقات البيضاء وأربطة العنق المهمورة بأسماء مصممي الأزياء الغربيين الذين يطلون برءوسهم أمامنا ويكشفون عن محتوي داخل الجمجمة عندما يبتسمون ويسخرون بالقول له دا ولا"فيلم هندي" في إشارة إلي سذاجة ما يصل إلي أذنه أو أنها.

نحن يا سادة منذ سنوات ليست قليلة أبدا في عمر التنمية الثقافية لا نجد لمهرجان الطفل فيلما مصريا يليق بمهرجان سينمائي دولي.. ما نشاهده الآن من اعمال تكشف عن المدي التعيس الذي وصلت اليه فنون الطفل رغم اسماء المؤسسات الثقافية والحقوقية التي تحمل ما يشير إلي الطفل وحقوقه وفنونه بعض ما وصل إلينا حتي الآن من انتاجنا يثير الاكتئاب وأفضلها من انتاج مؤسسة غربية علي أرض مصر.. وهو فيلم لا يتجاوز الثماني دقائق ولكنه يحمل شهادة علي قدرة الطفل المصري علي الابتكار وعلي عمل الشربات من الفسيخ وان كنت لا أشجع هذا المثل لأن الفسيخ لذيذ أيضا لكن هؤلاء الاطفال بمساعدة مؤسسة تختار وتوجه ولديها رسالة استطاعت أن تقدم إبداعا من قلب البيئة وان تقهر الفقر المادي بالخيال الثري.

ليتنا مثل "الهنود" فالفيلم الهندي يحتل المرتبة الثانية بعد هوليوود ومن المؤكد انه اكثر إنسانية وقربا من روح ثقافتنا الشرقية.

رنات
كوماندوز سيناء

بقلم: خيرية البشلاوى

في عام 1968 بعد هزيمة الخامس من يونيه 1967 بسنة واحدة أنتجت إسرائيل فيلماً بعنوان "كوماندوز سيناء" يصور إحدي المعارك من خلال مجموعة من الكوماندوز تتكون من ثمانية أفراد وترافقهم امرأة برتبة كابتن تقود القارب الذي يحملهم إلي مدينة شرم الشيخ بهدف تدمير محطة الرادار التي يملكها المصريون. هذا العمل يعتبر الأول الذي يتناول حرب الأيام الستة ويقدم من وجهة النظر الإسرائيلية الانتصار الكاسح الذي حققته الدولة العبرية التي لم يكن قد مر علي تأسيسها أكثر من عشرين عاماً فقط.. 

ولم يكد والفيلم سلاح قوي أن يمر عام دون أن تثبت إسرائيل وهوليوود للعالم الطبعة السينمائية لما جري في هذا الصراع الذي مازال قائماً وإن تعقدت الصورة وتعددت أشكال "الكوماندوز" ودخل علي الصراع جماعات عربية إرهابية ومنهم "حماس" التي يفترض انها جماعة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.. 

47 سنة مرت علي انتاج هذا الفيلم جري اثناؤها حرب السادس من أكتوبر التي مر عليها الآن حوالي 42 سنة دون طبعة سينمائية تضاهي ما جري التواريخ في هذا المقال ليست صماء وانما تثير خواطر لا تخلو من ألم ومن خيبة أمل واحباط.. 

هوليود أنتجت عشرات الأفلام عن هزيمة 67 التي تجرعها المصريون وعن بطولات المؤسسة الصهيونية العسكرية. وكذلك أنتجت أفلاماً تقلل من الانتصار العظيم الذي حققه الجيش المصري.. فالصراع ليس فقط علي الأرض وانما شهدته "الشاشة" أيضاً

والخريطة السينمائية التي رسمها المنتجون الصهاينة عن الصراع العربي ـ الإسرائيلي تقدم صورة شائهة ومحرفة لما آل اليه الصراع. ولكن الواقع المروع الآني الذي تشهده سيناء بعد أن اختلفت جنسيات "الكوماندوز" فلم يعودوا صهاينة. انهم "عرب صهاينة وإرهابيون ومن جنس آدمي يثير اشمئزاز العالم حالياً ويوصمهم بأفظع الصفات

السينما المصرية في المقابل لم تقدم طبعتها "المحترمة" والمُنصفة للصراع الذي لم يعد عربياً ـ إسرائيلياً. وانما عربياً ـ عربيا. بينما إسرائيل تقبع في مركز التوجيه بالريموت كنترول وعبر العملاء والجواسيس ومصانع السلاح. والحلفاء الغربيين وعلي رأسهم الإدارة الأمريكية.. 

أحاول ان أتأمل المشهد باقتفاء أثر الدور الذي لعبته السينما وأدواتها المؤثرة فأجد ان "الخريطة" باتت معقدة للغاية. ومخزية لأقصي حد.. حتي السينما الفلسطينية تبعثرت رموزها في التيه واستقر معظمهم في بلاد الغرب وأصبحوا أسري المؤسسات الثقافية الغربية. ولا يملكون مقدرات امكانياتهم ومواهبهم

و"الثورات" العاصفة في السنوات الأخيرة أفرزت للشاشة من يمثلون الجانب الأضعف في الصناعة السينمائية الوطنية والأقل انتماءً واستعدادا لخوض الصراع بالسينما هم يستعدون أكثر للارتماء في أحضان المال "الغربي" الضامن لبقائهم كفنانين و"نجوم" ومنهم من يصل انتماؤهم للغرب إلي حدود الخيانة أو علي الأقل الاستعداد لارتكابها إذا كان الثمن المدفوع الشهرة والمال

شغلت "سيناء" صناع السينما الصهاينة وظهرت من خلال الأفلام المعتمدة علي قصص العهد القديم والجديد التي يعاد انتاجها كلما كان الصراع محتدماً والأيديولوجية الصهيونية تحقق انتصاراً وانتشاراً

لقد لاحظت مؤخراً من خلال متابعة البرامج الحوارية ذات الطابع السياسي ان هناك من يلتفت حالياً إلي دور السينما وإلي الأفلام الأمريكية وتحديداً التي ظهرت مؤخراً ومنها أفلام تتناول الحرب العراقية. والصراع الحضاري الضمني بين ما صار يمثله الشرق العربي والغرب الأوروبي.. وكيف يتم اختيار موضوعاتها وأبطالها بعناية فائقة ومن أجل أن تحقق أقصي تأثير ممكن عاطفياً وفكرياً وحضارياً.. 

عندما نتذكر تاريخ أول فيلم إسرائيلي عن "كوماندوز سيناء" ندرك أن التفوق لا يشمل مستوي واحداً وان "الأفلام" عن الدولة الصهيونية بدأت في الظهور قبل قيام إسرائيل والمصورون الصهاينة بشروا في الربع الأول من القرن العشرين بواسطة الأفلام التسجيلية والروائية. بشروا بأرض الميعاد.. وجسدوا بالصوت والصورة المقولة الصهيونية الشهيرة: "أرض بلا شعب وشعب بلا أرض". 

إذن تبدأ أفلام "النكسة" في الظهور بعد سنة واحدة فقط. وتغزو دور العرض.

المساء المصرية في

08.02.2015

 
 

"عائلة بيلييه".. بين الدموع والابتسامات والغناء

ندى الأزهري - باريس

في أسبوعه الأول جمع مليون متفرج، وفي الأسابيع التالية تربع في المركز الأول على لائحة الأفلام الأكثر مشاهدة في فرنسا إلى أن أزاحه الفيلم الأمريكي " تيكن 3" (Taken 3) في الأسبوع السادس. نسخه التي عُرضت في 915 صالة فرنسية جذبت أكثر من خمسة ملايين مشاهد حتى اليوم.

"عائلة بيلييه (الحَمَل)"(La famille Bélier)  للفرنسي ايريك لارتيغو. خلطة " سحرية" من العواطف المحلاة بروح المرح والظرافة تهافت الفرنسيون عليها. كوميديا اجتماعية تمس القلوب وتبعث الضحكة حتى في مواقف يحزرها المشاهد، لكنه يحبها ويطالب بها شرط ألا تكون مبالغة.

الشابة ذات الثمانية عشر ربيعا حملت الفيلم على أكتافها فقد مثلت وغنت واستخدمت لغة الإشارة. "لوان ايمرا" جاءت من البرنامج التلفزيوني"The voice" و كانت وصلت إلى الدور نصف النهائي. بصوتها الذي تميزه بحة جميلة تلعب في هذا الفيلم دور الناطقة الوحيدة في أسرة من الصمّ البكمّ ما يجعلها مترجمة لا غنى عنها للعائلة.

الأسرة تسكن الريف وتعمل باستثمار الأرض الزراعية وتبيع منتوجاتها في السوق المحلي. والفتاة موزعة بين المدرسة والحقل والبيع ومرافقة والديها عند كل ضرورة تتطلب وجودها، كزيارتهما الطبيب مثلا. ضمن مشاغلها التي لاتتوقف يأتيها اقتراح يقلب كيانها، فأستاذ الموسيقى يسعى لاقناعها بكسب امتحان القبول في الغناء الذي تنظمه إذاعة فرنسا ما سيسبب ابتعادها عن أهلها والذهاب للعيش في باريس. فكيف ستقنعهم بل كيف ستقنع نفسها بالتخلِّي عن دورها الحيوي لدى أسرتها؟

الفيلم يتابع هذا الكفاح الشخصي للوصول إلى " المجد" وقبله الاستقلالية، ويلعب السيناريو على هذا الموضوع المحبب لدى الناس بحيث يشعر المشاهد أن امتحان الشخصية هو امتحانه هو. هذا المشاهد الذي يحلو له دائما أن يرى بطله يتغلب على الصعاب ويصل إلى مبتغاه باستحقاق. وهو هنا يتابع البطلة في مشاغلها، يتشارك معها حين تأخذ دروس الغناء يوميا عند أستاذها، ويتحسر حين تقطعها بسبب مسؤولياتها، وعندما تتجه بغنائها ونظراتها في الفحص ليس نحو لجنة الاستماع بل نحو أبويها، اللذين لايسمعانها ولكنهما يتفاعلان معها بكل ذرة من أحاسيسهما، تترقرق الدموع في عينيه وقد تنهمر كذلك... المشهد النهائي هذا قلب الجمهور رأسا على عقب، بيد أنه كان كبقية المشاهد التي دأب فيها المخرج على الموازنة بين الضحك والبكاء والابتعاد عن المبالغة في العاطفة والتحكم في الانفعالات، هذا التفاعل مع الشخصيات جاء أيضا من أسلوب المخرج في التعامل معها بحميمية. وقد تماشى  المكان في ألفته وصفائه مع شخصياته، فاختير التصوير في الطبيعة الخضراء الزاهية.

كما لعب الطقس دوره في الحدث فالشمس ساطعة أغلب الاوقات ولكن الأمطار الغزيرة لا بد منها من حين لآخر. وقال المخرج أنه اختار الريف لتصوير السيناريو،  كدلالة على قسوة الحياة فيه وصعوبة المعاش اليومي ولدعم فكرة أن العائلة شجاعة لا تتراجع رغم إعاقتها عن تحديات اليومي.
جاء الأداء اللافت للشابة متفوقا على أداء الأم ( الممثلة الشهيرة كارين فيارد) الذي بدا مبالغا به فبدت أحيانا في لغة الإشارة التي تستخدمها وكأنها لا تسيطر على حركاتها التي انفلتت في كل الاتجاهات، هذا برغم تدرب الممثلين على الحديث بتلك اللغة وتواجد أستاذ لها في مواقع التصوير.

الفيلم الذي تتابع معه السينما الفرنسية نجاحاتها الجماهيرية بعد " المنبوذون" عام 2013 الذي اقترب عدد التذاكر المباعة من عشرين مليون، و" ماذا فعلنا بحق الإله؟!" في العام الماضي الذي تجاوز عدد مشاهديه الاثني عشر مليون، يعيد السؤال مجددا في فرنسا عن أسباب نجاح ذلك النوع من الكوميديا الاجتماعية  وتفوقه على الأفلام الأمريكية في السوق الفرنسية. ولعل ما يفسر الإقبال على  فيلم رقيق كهذا هو مجيئه في سياق اجتماعي اقتصادي سياسي محبط للفرنسيين، فأدخل شيئا من البهجة في قلوبهم، وأثار مشاعر من التآلف والحنين نحو أجواء حميمية باتت أكثر فأكثر بعيدة من متناولهم

قد لا يمكن إنكار المشاعر التي يثيرها الفيلم لدى المتلقي، ولا تعاطفه مع الشخصيات والأحداث واستمتاعه معظم الوقت، وليس كله، بسرد سلس وسيناريو حمل هفوات سرعان ما تنسى، وأغان "ميشيل ساردو" مغني المنوعات الفرنسي المعروف جدا... لكن الفيلم لا يعدو كونه صالحا لقضاء وقت لطيف دون أن يترك أثرا عميقا بعد مشاهدته. إنه من تلك الأفلام التي قد تستمتع بها حين مشاهدتها لكنك تنساها بمجرد خروجك من قاعة العرض. فهي لا تثير الأسئلة ولا تدفع للتأمل.

اتفق معظم النقاد الفرنسيين، مع الجمهور في إسباغ الإعجاب على الفيلم وإن بنسبة أقل، فنال من النقد الإيجابي ما حصده الفيلمان المذكوران أعلاه. ولكن في موجة الإعجاب هذه انطلقت بضعة أقلام لتصف الفيلم بأنه" تراكتور يندفع بخط مستقيم ويتابع سيره بإصرار وفعالية دون أن يعبأ باي نوع من الرهافة"، أو أخرى قاسية كقولها انتبه هذا ليس بفيلم بل " بلدوزر" وهذه ليست بعائلة بل " قطيع يجب الهرب منه"!

هل وصلت القَرصَنة الإلكترونية لنقطة اللاعودة؟

محمد موسى

يبدو حال شركات السينما والتلفزيون، وهي تُواجه مُعضلة القَرصَنة الإلكترونية اليوم، مثل من يُبحر بقارب مُهتريء البنيان. فكلما سدَّ ثقب ما، انفجرت ثغرات أخرى، ليتأرجح هذا القارب بين الإبحار الشاق والغرق البطيء. فبعد شهرين من التوقف الذي لا يُعرف أسبابه، عاد قبل أيام إلى الحياة مجدداً، موقع "قاعدة القراصنة" (بايرت بي) الإلكتروني الشهير لتحميل الملفات. لتحظى عودته باهتمام إعلامي مُهم، وصل إلى صفحات الصحف والمجلات المرموقة. كما لم يعد غريباً، ومنذ سنوات، أن تستحوذ أخبار القَرصَنة على متابعات إعلامية دورية. فمؤسسات إعلامية عريقة مثل: صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية، أو موقع "بي بي سي" البريطاني باللغة الإنكليزية، تنشر بوتيرة مُنتظمة، إحصائيات عن أكثر الأفلام والمسلسلات قرصنة في العام، لأن هذه الأرقام، أصبحت تساعد المختصون في دراسة مزاج الجمهور، إذ لم تعد مداخيل الصالات السينمائية، أو إحصائيات المشاهدة التلفزيونية، هي الوحيدة التي تشي بنجاحات مُنتج فنيّ ما، فهناك الحياة الأخرى، التي يعيشها هذا المُنتج في دهاليز الشبكة العنكبوتية.

والحال أن اختفاء موقع "بايرت بي" المُؤقت (على الأرجح بسبب المشاكل القضائية التي تطارد مؤسسيه منذ سنوات)، لم يؤثر فعلياً على زخم القَرصَنة الإلكترونية، فهناك من أعاد تقديم محتويات الموقع الشهير الضخم،  متستراً بأسماء مواقع  أخرى، كما لم يعد الموقع السويدي الأصل، ومنذ سنوات، الموقع الأبرز للقرصنة في العالم، فهناك الكثير من المواقع الإلكترونية الأخرى التي توازيه أهمية، تقدم مجاناً أفلاماً ومسلسلات للراغبين. نشاط هذه المواقع لم يتأثر كثيراً بالحصار الذي يحاول موقع البحث الأشهر في العالم (غوغول) أن يفرضه عليها. فمواقع القَرصَنة بتنوعاتها، أو ما يطلق عليها: مواقع "تبادل الملفات عبر الإنترنت"، لا يُمكن العثور عليها بسهولة عبر موقع البحث، كما أن "غوغول" يقوم بحذف الآلاف من المواقع الخاصة بتبادل الأفلام والمسلسلات كل ساعة، ليغدو العثور عليها بدون هذا الأخير، مُهمة صعبة أحياناً لغير المطلعين.

ولعل التطور الشديد الجديّة في موضوعة القَرصَنة، والذي برز على غيره في الأشهر القليلة الماضية، هو الصعود المفاجيء والقوي لمواقع المشاهدة الحيّة للمنتجات الفنيّة المُقرصنة، والتي لا تتطلب تحميل الملفات على أجهزة الكمبيوتر الخاصة، بما تتضمنه هذه من عمليات مُعقدة أو خطرة أحياناً، إذ يكفي فتح واحد من مواقع المشاهدة الحيّة تلك، واختيار فيلما ما ومشاهدته. تشكل هذه المواقع خطراً جسيماً لشركات تجهيز المواد الفنيّة حسب الطلب الحديثة العهد (شركة "نتفليكس" الأمريكية المُعروفة على سبيل المثال)، والتي كان ينتظر كُثر أن تكون بديلاً "شرعياً" عن القَرصَنة، وأن تنقذ ما تبقى من شركات السينما الصغيرة، لرخص الاشتراك في خدماتها. كما كان يؤمل أن تعيد "نتفليكس" ونظيراتها، النموذج الناجح لشركات تقديم المحتوى الموسيقي عبر الإنترنت، والتي تشير إحصائيات أخيرة تمت في أكثر من بلد أوروبي، بأنها ساهمت في خفض مُعدلات القَرصَنة للموسيقى على الإنترنت إلى حدود مُقبولة.

وعلى رغم أنه من المُبكر كثيراً، الحديث عن آثار شركات "المشاهدة حسب الطلب" القانونية عبر الإنترنت على معدلات القَرصَنة في العالم، بسبب عمر هذه الشركات القصير نسبياً، إلا أن هناك ما يُشير بأنها ستواجه منافسة حادة من مواقع القَرصَنة والمشاهدة الحيّة، بسبب محدودية ما تقدمه من مواد ترفيهية، مقارنة بما متوفر على مواقع القَرصَنة، من أحدث الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، والتي يُمكن الحصول عليها بعد ساعات فقط من عرضها في الصالات السينمائية أو على القنوات التلفزيونية المنتجة لتلك الأعمال. فالوقت الطويل النسبيّ الذي يستغرقه وصول أفلام ومسلسلات إلى شركات توفير المحتوى الفنيّ حسب الطلب، ليس في صالح هذه الأخيرة على الإطلاق. كما أن نشاط مُعظم هذه الشركات محدود على دول غربية فقط (عدد المشتركين بخدمة "نيتفلكس" حول العالم تعدّى الخمسين مليون مُشتركاً، موزعين على أربعين بلداً)، وتغيب الشركة عن معظم دول العالم الأخرى، وخاصة عن تلك التي تحتلّ مواقع متقدمة في قائمة الدول الأعلى في معدلات القَرصَنة للفرد الواحد، مثل الصين أو روسيا.

ورغم المرونة التكنلوجية التي تفسحها شركات توفير المشاهدة حسب الطلب عبر الإنترنت لمستخديمها، (يمكن مشاهدة خدمتها على وسائط عدة مثل:التلفزيون الذكي، الكمبيوتر الشخصي، الكمبيوترات اللوحية، والهواتف الذكية)، إلا إن النموذج الإقتصادي لهذه الشركات، هو محل تساؤل كبير عند مختصين اليوم. فمبلغ الاشتراك الشهري لشركة نيتفليكس (أقل من عشرة دولارات شهرياً)، يبقى مبلغاً كبيراً، إذا ما تم مقارنته مع مجانية ما توفره مواقع القَرصَنة الشعبية والعديدة، خاصة مع غياب أو تعثُّر أي تشريعات قانونية في الدول الغربية، في الوصول إلى صيغ قانونية  للحدّ من القَرصَنة عبر الإنترنت، واصطدام أي نية في هذا الاتجاه  بمفاهيم الحرية على الإنترنت، وما تثيره هذه الاخيرة من مشاعر حادة عند مُنظمات المحافظة على الخصوصية، والجمهور العادي، اللذان يعتبران أي قوانين تمنح حكومات اليد التكنولوجية العليا على ما يصل عبر الإنترنت، يُمكن أن يكون بداية لرقابات فكرية، غير مُرحَّب بها على الإطلاق.

خريطة القَرصَنة في العالم!

تُركز الإستديوهات السينمائية الأمريكية وشركات الموسيقى، معركتها مع القَرصَنة الإلكترونية، في أمريكا وأوروبا ودول غربية أخرى، وما زالت بعيدة، وإلى حدود كبيرة، عن خوض المعركة ذاتها خارج هذه الدول، إذ لم تحاول عبر النظام القضائي أو الضغط من أجل إجراءات تشريعية، مواجهة القَرصَنة في الصين أو روسيا مثلاً، اللتان تُعدان الدولتين الأكبر بعدد المواد المُقرصنة في العالم. وعلى الرغم من أنه لا يوجد لليوم إحصائيات دقيقية عن معدلات القَرصَنة حول العالم ، إلا ان هناك بعض الإحصائيات الأخيرة، التي تبرز جديّة المشكلة في بعض الدول المُتقدمة مثل: بريطانيا وإسبانيا. فحسب دراسة قدمها مركز "La Coalición" للدراسات الصناعية، يقوم نصف الإسبانيين الذين يستعلمون الإنترنت بالتحميل الغير قانوني لأفلام ومسلسلات. في حين خَمَّنَ مركز "Ipsos" البريطاني للبحوث، أن حوالي 30% من البريطانيين يقومون بين وقت لآخر بالقَرصَنة الإلكترونية، والتي تكبد الصناعة السينمائية والتلفزيونية في بريطانيا ما يقارب 500 مليون باوند. في الوقت الذي بيّن بحث أجرته مؤسسة "Rockwool Foundation" الدنماركية، إن 70% من الدنماركيين لا يعتقدون إن القَرصَنة تتضمن فعلاً مُخالفة للقانون.

نهاية السينما..؟

لا يخلو عام واحد، من العقد الأخير، من بحوث ودراسات وإحصائيات، تحاول أن تخمن الخسائر المادية التي تتكبدها صناعة الترفيه حول العالم بسبب القَرصَنة. فالإقتصاد الأمريكي وحده، يخسر، وحسب دراسة أجرتها مؤسسة "Institute for Policy Innovation" الأمريكية، مبلغ 12,5 مليار دولار سنوياً. هذا رغم أن عائدات السينما حول العالم في تصاعد، حتى يتوقع أن تبلغ 110,1 مليار دولار في عام 2018، مقارنة بـ 88,3 في عام 2013. لا شك أن اتجاه "هوليوود"، كلاعب أساسي في الصناعة السينمائية في العالم، إلى السينما الضخمة بتكاليفها، والتي تولي المؤثرات الصورية والصوتية الأهمية الأساس، هو أحد الأسباب التي تُفسر زيادة أعداد الجمهور المتوجِّه للصالات السينمائية حول العالم. حتى أن صالة السينما اليوم، تكاد تتحول إلى حاضنة لما يشبه التجربة الحسيّة، التي تسعى أن تتميز بشدة عن تجربة المشاهدة عبر شاشة التلفزيون أو شاشات وسائط  أخرى.

ومما لا شك فيه، إن أبرز ضحايا القَرصَنة هي سينما المؤلف والسينما الفنيّة، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية. فهذه السينما تكاد تنهار وتفقد كل مقومات وجودها، بسبب السرقات التي تتعرض لها مواردها القليلة، ومنافسة التلفزيون. منذ سنوات، ومنتجو ومخرجو هذه السينما لا يتوقفون عن الشكوى، خاصة عن الصعوبات المتزايدة لإنتاج أفلام فنيّة مختلفة، بسبب هيمنة ذهنية تجارية بحتة، تحاول أحياناً أن تحول صالة السينما، إلى ما يشبه صالة السيرك في القرن التاسع عشر. أي مكان لمشاهدة "الغريب" و"الشاذ" والمُختلف عن الحياة اليومية الرتيبة للمشاهد، مع فروقات مهمة كثيراً لزمننا عن ما سبق، بسبب وجود التلفزيون، والذي تحول إلى مكان طبيعي للمشاريع الفنيّة التي تقارب موضوعات صعبة وغير شعبية.

ورغم أن هوليوود تحاول أن تبرز آثار القَرصَنة على مستقبل صناعة الترفيه، وإمكانية أن تخسر هذه الصناعة معركتها مع القَرصَنة، إذا استمرت الأخيرة على نموها الحالي، دون أي محددات، إلا أن هناك في المقابل، دراسات من السنوات الأخيرة، أشارت بأن عمليات المشاهدة المكثفة للأفلام التي وفرتها القَرصَنة، حفزت كثيرين لمشاهدة السينما في مكانها الطبيعي، أي في صالات السينما. ففي بحث أجرته جامعة "بورتسموث" الأمريكية، على ستين ألف شخصاً في فنلندا، من الذين يقومون بالتحميل غير القانوني للأفلام، تبين إن النسبة الأكبر من الذين خضعوا للبحث، يقومون بالذهاب دورياً إلى السينما، وأنه يُمكن أن يتوقفوا عن القَرصَنة إذا شعروا أن تصرفاتهم، ربما تُهدد مستقبل الصناعة السينمائية.

الجزيرة الوثائقية في

08.02.2015

 
 

اسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال واعتزلت الفن منذ 26 عاماً

دلوعة السينما "شادية" تحتفل اليوم بعيدها الـ81

أحمد عدلي

تُلقي "إيلاف" الضوء على مسيرة الفنانة القديرة شادية التي تحتفل اليوم بعيد ميلادها الـ 81 مع عائلتها، لتواصل بذلك غيابها المتعمد عن الأضواء، علماً أنها اعتزلت الفن قبل أكثر من 26 عاماً.

القاهرةتحتفل الفنانة القديرة شادية بعيد ميلادها الـ81 اليوم حيث أنها من مواليد 8 فبراير(شباط) عام 1934 بحي عابدين في وسط القاهرة. وللمناسبة، تلقي "إيلاف" الضوء على مسيرتها، علماً أنها رغم اعتزالها الفن منذ أكثر من 26 عاماً وغيابها عن الساحة الفنية لا تزال أعمالها حاضرة.

ولدت فاطمة أحمد كمال وهو الإسم الحقيقي للفنانة شادية في أسرة متوسطة الحال، وحظيت بدعم من عائلتها لدخول مجال الفن حيث تقدمت لأحد المسابقات التي نظمتها شركة إتحاد الفنانين، وقام المخرج حلمي بتبني موهبتها الفنية وأطلق عليها اسم شادية. وتميزت بأداء دور الفتاة الدلوعة في أعمالها السينمائية، بينما قدمت نحو 117فيلماً سينمائياً بالإضافة لتجربة مسرحية وحيدة، وهي مسرحية "ريا وسكينة" التي قدمتها قبل اعتزالها لمدة 3 سنوات مع الفنانة سهير البابلي وحققت نجاحاً كبيراً في مصر والبلاد العربية التي طافت فيها.

وقدمت شادية في مسيرتها الفنية التي امتدت لنحو أربعة عقود عدداً من الأعمال السينمائية الناجحة منها "أغلى من حياتي"، "كرامة زوجي"، و"مراتي مدير عام" والذين قدمتهم مع زوجها صلاح ذو الفقار، بالإضافة إلى دويتو مع الفنان كمال الشناوي منها "الروح والجسد"، "عدل السماء"، و"ساعة لقلبك".

تزوجت شادية ثلاث مرات أولها من المهندس عزيز فتحي، فيما ارتبطت بالفنانين عماد حمدي، وصلاح ذو الفقار اللذين تعاونت معهما بكثافة في أعمالها الفنية، فيما لم ترزق بأطفال، الأمر الذي جعلها تعتبر أبناء أشقائها بمثابة أبنائها، بالإضافة لرعايتها للعديد من الأطفال الأيتام حتى الآن.

وجاء اعتزال شادية في قمة نجاحها، وهو القرار الذي ربطته بسعيها للإعتزال وهي في قمة النجاح لكي تحافظ على صورتها لدى الجمهور، فيما تستمر بالإعتذار عن أي تكريمات تتلقاها فيما ينوب عنها الأصدقاء الفنانين ليتسلموا الجوائز، كما أنها رفضت الظهور في العشرات من اللقاءات التليفزيونية التي عُرِضَت عليها مقابل ملايين الجنيهات، وتمسكت بقرار الإختفاء عن الأضواء لدرجة أن زوجة إبن شقيقها نقلت انزعاج الفنانة القديرة من تسريب صورة عائلية لها قبل عدة سنوات عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

GMT 8:00 2015 الأربعاء 21 يناير

أثارت قلق معجبيها على مواقع التواصل الإجتماعي بسبب سقوطها أرضاً

شادية تعود لمنزلها وإصابتها اقتصرت على الكدمات

أحمد عدلي

عادت الفنانة القديرة شادية إلى منزلها أمس بعد فترة علاج نتيجة سقوطها على الأرض في منزلها، علماً بأن الخبر أثار قلق معجبيها عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

القاهرةرغم اعتزال الفنانة القديرة شادية التمثيل منذ أكثر من 3 عقود إلا أن نشر خبر انتقالها إلى المستشفى أمس أثار قلق العديد من المعجبين والمحبين لهذه النجمة التي فضلت الإبتعاد عن الأضواء والإعلام منذ اعتزالها.

وكانت "شادية" قد نُقِلَت يوم أمس لأحد المستشفيات القريبة من منزلها بعد إصابتها بكدمات نتيجة السقوط على الأرض لكن سرعان ما خرجت بعدما اطمئن الأطباء على حالتها الصحية وخضعت للفحوص الطبية اللازمة التي أثبتت أنها تعاني من كدمات فحسب.

الجدير بالذكر هو أن شادية تفرض  حالةً من السرية حول وضعها الصحي مفضلة اعتزال الفن والإعلام حيث لم تُطِل على الجمهور إلا بمداخلات هاتفية نادرة.

فيلم "50 درجة من الرمادي" أرهق مخرجته

عبد الاله مجيد

اعلنت السينمائية سام تايلور جونسون انها تكاد ان تصاب بالجنون بعد ان شاهدت فيلم "50 درجة من الرمادي" الذي انتهت من اخراجه مؤخرا ما يربو على 1000 مرة.  ويقتبس الفيلم رواية اي. ايل. جيمس التي تصدرت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً فور صدور الجزء الأول منها في عام 2011. ويبدو ان تحويل الرواية الى الشاشة الفضية أرهق المخرجة تايلور جونسون عصبيا. وقالت تايلور جونسون التي تحولت من فن التصوير الفوتوغرافي الى الاخراج السينمائي لمجلة "ريد" ان الفيلم يدفعها الى الجنون "بالمعنى الحرفي للكلمة" بعد ان شاهدته أكثر من 1000 مرة. واضافت تايلور جونسون التي نالت اعجاب النقاد والجمهور بفيلمها "فتى اللامكان" عام 2009 "ان ظلال الفيلم، بما في ذلك أصغر نقلة أو نظرة أو رمشة عين، يمكن ان تغير كل شيء وتأخذه في الاتجاه الخطأ". ومضت واصفة العمل على الفيلم بأنه كمن ينطلق في قطار فائق السرعة حيث "أُغلق عليَّ الباب ولم أعد قادرة على النزول.  فالسرعة كانت لا تُصدق، وأحتاج الى النزول والتنفس والتفكير في شيء آخر". وأكدت تايلور جونسون لقراء الرواية بأجزائها الثلاثة انها ظلت أمينة للنص ولكنها أوضحت ان الاحتفاظ بالسيطرة الابداعية كان صعبا. وقالت "أنا عمليا التهمتُ الرواية وقرأتها المرة تلو الأخرى". 

واعلنت المخرجة المتزوجة من الممثل آرون تايلور جونسون انها تحتاج الى اجازة بعد العمل على فيلم "50 درجة من الرمادي" قائلة "لا أُريد أن أفعل أي شيء فأنا أشعر انه اعتصرني حتى الجفاف وأحتاج الى إيجاد بعض لبنات البناء مرة أخرى".  وتابعت قائلة "ان عقلي الابداعي انطفأ للحظة واحتاج الى ان أكون في بيتي، أن أسترخي وأشعر بالهدوء، وان آكل جيدا وأقضي وقتاً مع الأطفال".  

ومن المقرر عرض الفيلم ليكون متزامنا مع عيد الحب في 14 شباط/فبراير. وبهذه المناسبة افادت تقارير ان الرواية احدثت انقلابا في طريقة احتفال النساء الاميركيات والبريطانيات بعيد الحب، وان متاجر البضائع الجنسية في الولايات المتحدة وبريطانيا تتوقع اقبالا شديدا على أدوات مثل السياط والعصابات والأصفاد وأصناف القضيب الكهربائي.   ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر في متجر بابل لاند الاميركي الذي يبيع 20 بضاعة تحمل علامة "50 درجة من الرمادي" قوله ان المتجر مستعد لتلبية الطلب.  وسجل فرع المتجر في نيويورك زيادة في مبيعاته من هذا البضائع بلغت 40 في المئة بتأثير الرواية

إيلاف في

08.02.2015

 
 

أزمة السيناريو في السينما المغربية

محمد بنعزيز

قبل منتصف تسعينات القرن العشرين، كان السينمائيون المغاربة يبررون ضعف إنتاجهم بنقص التمويل، في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين تضاعفت ميزانية صندوق الدعم عشر مرات، سطرت القنوات التلفزيونية سياسية إنتاجية مكثفة، وهكذا ظهر أن الخلل في السيناريوهات، صار سؤال السيناريو في الواجهة، تغيرت المقاربة وهذا ممتاز.

الدليل؟

ملف صادم في مجلة سيني ماج CINEMAG العدد العاشر دجنبر 2009، ملف شامل حول كتابة السيناريو في المغرب، يثبت أن هناك أزمة إبداع لا أزمة نقود. وتعميما للفائدة، هذا عرض ومراجعة لأهم محاور الملف، بمناسبة احتفال السينما المغربية بمهرجانها في طنجة.

كيف يمكن كتابة السيناريو دون تقاليد حكائية؟

1- مهما قيل عن الصورة، فإن الفيلم يُستقبل من طرف المتفرج كحكاية للاستهلاك، ومن هنا أهمية الكتابة.

2- يكتب السيناريو في المغرب دون مرجعية روائية، دون معرفة قواعد الحكي الأرسطية. بينما سينما المؤلف الأوروبية هي في جزء منها ابنة القرن التاسع عشر روائيا وصناعيا. أما في مصر فبدأت كتابة السيناريو ضمن تقاليد روائية، بل رواية شعبية كانت تنشر في الصحف والمجلات. نشأت السينما الآسيوية في نسيج ثقافي مشبع بتقاليد الحكي والسرد. تبين هذه المقارنات مشكل السيناريست المغربي مع الحكاية.

3- يجهل كتاب السيناريو قواعد السرد الأدبية وهي ضرورية لتماسك الفيلم. والغريب أن بعضهم يرفضون تلك القواعد بدعوى أنهم سمعوا أنها تقيد الإبداع. الحقيقة انه لا تناقض بين الإبداع والقوانين التي وجدت لتعبد طريق الإبداع السينمائي. إذ لكل فن تقنياته. هم ينكرون هذا. لذا ينتجون سيناريو بلا بنية سردية، سيناريو رخو ومترهل (mal ficelé).

4- بسبب عجزه عن وضع تصميم وتنظيم الحكي وفق تراتبية تحترم الحس الإنساني بالزمان والمكان يدعي السيناريست أن قواعد السيناريو تقيد الإبداع... وبذلك يفتح الطريق لأوهامه ليفعل ما يريد، "ليخرمز" وهذا اللفظ لم يرد في المجلة لكنه ترجمة للتصريحات المؤدبة. أفكر هنا في أفلام نبيل لحلو مثل "جزيرة شاكر باكربن"؟؟؟

5- الإبداع الجيد هو الذي يعتبر القواعد التي رسختها التجربة وسيلة لا غاية، هو المدهش والعميق والجميل، الغني بالدوافع والمعلومات والمشاعر... والذي يصعب استهلاكه دفعة واحدة. الإبداع الحقيقي هو الذي يصمد في وجه الزمن.

6- يتصرف المخرجون الذين لا يتوفرون على سيناريوهات كثوريين، يزعموا أنهم يمكن أن يصوروا دون سيناريو، يعني يرتجلون. بل منهم من يدعي أنه سيعيد اختراع السينما من فيلمه الأول. وهم بذلك يتصرفون كهواة تفتقد أعمالهم الحرفية. وسبب هذا هو أن جل السينمائيين المغاربة تكونوا في أوروبا أو تأثروا بالسينما الفرنسية، بالموجة الجديدة، التي تحتقر السيناريو الإسمنتي، المنتهي، وهم يذكرون تروفو وغودار لتأكيد قوة الموجة الجديدة التي ترفض السيناريو... وقد تهور مخرج مغربي ثوري وفسر سبب رفضه لخطية السرد برفض متخيل البرجوازية الغربية. واضح أنه لم يسمع بخطية السرد المذهلة والمتماسكة في قصة يوسف في القرآن وكليلة ودمنة وألف ليلة وليلة. أي قبل نشأة البورجوازية.

7- جعلت هوليود من كتابة السيناريو مهنة بمعايير وقواعد صارمة، تتضمن الكتابة وإعادة الكتابة، عبر عمل جماعي.

ينصح عدد من المشاركين في الملف بالطريقة الأبجلو ساكسونية في كتابة السيناريو. لكن يفتخرون بتأثرهم بالمدرسة الفرنسية.

8- يكتب السيناريست المغربي عن أمور لا يعرفها، لم يعايشها، ويسرع لينهي السيناريو دون جمع المادة، دون تعميق البحث والتفكير، دون توثيق ومناقشة، دون الإصغاء للناس... وعند التصوير تظهر الهوة بين الواقع من جهة والصورة والحوار من جهة أخرى... لذا لا يتماهى المتفرج مع الشخصيات، لا يجد فيها نفسه.

9- يعاني الفيلم المغربي من الحوارات الطويلة مع أن الثرثرة ليس خاصية سينمائية.

10- حوارات الأفلام المغربية حسب المشاركين في الملف: حوارات سطحية - غبية - دون عمق - دون صدى واقعي - لا تلمس المتفرج - تكتب دون جهد - دون اشتغال على اللغة – تكتب بلغة سطحية – تبسيطية - غير مركزة - تحاول أن تشرح كل شيء فتهين ذكاءه المتفرج بضعفها.

كيف هي السيناريوهات المغربية؟

11- تفتقد الحد الأدنى من المهنية.

12- يسودها خلط يصعّب التقطيع التقني.

13- تفتقد التناسق الداخلي بشكل واضح مما يربك المشاهد.

14- تعاني من خلل في طريقة التقديم، تفتقر إلى وصف الحدث.

15- تعاني من ضعف الكتابة البصرية لأن السيناريست المغربي يكتب مركزا على الكلمات أكثر من الصور.

16- تترك مساحات فارغة في الكتابة على أمل ان يملأها الإلهام أثناء التصوير، وغالبا ما يتم تعويض غياب الإلهام بالارتجال.

النتيجة الصادمة

17- السيناريو المغربي بلا هوية يفتقد المعنى بدون روح بدون أصالة إبداعية وتنتج عنه سينما أرتيزنال artisanal.

18- أفلام ضعيفة، بواقعية سطحية، تفتقد لغة الصورة تفتقد الأصالة، أفلام مبتذلة قيميا ومتشابهة تيماتيا لا تحمل قيما سامية ومستلبة تتجاهل الإمكانيات الثقافية والتاريخية للمغرب.

19- اعتمدت أغلب الأفلام المغربية على سيناريوهات فقيرة وضعيفة البناء، ويميل المخرجون إلى المحاكاة الساخرة والخيال المنفلت...

20- يوجد انفصال بين الصورة والدراما بسبب انعدام خطية السرد.

21- نفس الشخص يكتب وينتج ويخرج... مما يعرقل ظهور سيناريست متخصص. صارت شركات الإنتاج أكثر من الكتاب.

22- تعكس عناوين الأفلام فقرا في الخيال، فغالبا لا يعكس العنوان أجواء الفيلم، وينتهي الفيلم دون أن يجد المشاهد صلة بين العنوان وما يشاهده.

23- للأفلام المغربية نهايات ضعيفة، لا تظهر صلة بين بداية الفيلم ونهايته. لأنه هناك خلل في البناء، يترتب عنه غياب التوازن.

24- فشلت السينما المغربية في بناء هوية خاصة، وهي لم تتجاوز الأساليب التقليدية في الإخراج.

المخرج في الملف

25- يعتقد المخرج المغربي أنه مخرج وسيناريست ممتاز فلا يثق إلا بما يكتبه هو. الدليل بالأرقام؟

66% من الأفلام المغربية كتبها مخرجوها، ونصف الثلث الباقي شارك فيه المخرج في كتابة السيناريو، أي أن 17% فقط لم يكن فيها المخرج كاتبا. ويغضب هؤلاء المخرجون حين لا يحصلون على الدعم من المركز السينمائي.

26- يعتبر كل مخرج أن السيناريو الذي كتبه لفيلمه مثالي.

27- كيف ستتطور السينما إن كان المخرج والسيناريست والمنتج شخصا واحدا؟ هذه دكتاتورية إبداعية. المثال الفذ في مثل هذه الكوارث هو سعيد الناصري ونبيل لحلو. ماذا جنوا؟ الفشل والطرد من المشهد. لا يمكن لمن يحتكر أن يبقى في مهنة الإبداع طويلا، قد ينهب ويهرب، لكنه ينكشف.

28- يؤدي ضعف الإخراج إلى سقوط الممثل في النمطية، إذ تلتصق به صورة الأبله أو المحتال أو البخيل... لذا يدهشنا الممثل المغربي حين يشتغل مع الأجانب.

29- الوعود التي بذرها المخرجون المغاربة الشبان المقيمون بالخارج انتهت سرابا ص71. حصل ذلك أيضا للمنتخب الوطني لكرة القدم الذي يستورد اللاعبين.

هسبريس المغربية في

08.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)