كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

سِير «كوكب الشرق» ومسيراتها ... «غلّبت قلبي معاك»

سيد محمود

 

أربعون سنة مرّت على وفاة كوكب الشرق أم كلثوم، ولا تزال هناك أسئلة كثيرة حول سيرتها ومسيرتها، بلا إجابات واضحة او نهائية. يرتبط بعض هذه الأسئلة بتحديد تاريخ ميلادها، لأننا لا نزال ازاء تاريخَين: الاول في العام 1898 والثاني في العام 1904، والبعض الآخر يرتبط بعلاقتها برجال عصرها والزيجات التي عاشتها وبعضها معلن كزيجتها بالدكتور حسن الحفناوي، وبعضها قصير كزيجتها بالملحن محمود الشريف (وفق ما أكده بالوثائق الصحافي طارق الشناوي). وهناك زواج محل شك كالذي أشيع عن ارتباطها بالصحافي مصطفي أمين، وهو امر أكده صحافي آخر شهير مثل رجاء النقاش، نقلاً عن أحد النافذين في دولة جمال عبدالناصر. وكل هذه الأمور والمعلومات تزيد حجم الاثارة لما فيها من التباس. وهناك ميل أم كلثوم الجنسي الذي لا يعتبر ملتبساً فحسب، بل هو محظور ولا يجرؤ كاتبو سيرتها على الحديث عنه إلا في مجالس ضيقة!

على الصعيد الفني، ثمة أسئلة أخرى تخصّ عدم غنائها أياً من ألحان سيد درويش الذي كان أبرز القامات اللحنية في السنوات التي سبقت مجيئها الى القاهرة أو دوافع توقفها عن غناء ألحان محمد القصبجي بعد «رق الحبيب» 1947، أو أسباب إبعادها ملحناً آخر رافق بداياتها وهو أحمد صبري النجريدي. وهناك سؤال آخر، يتعلق بعدم حماستها للمسرح الغنائي مع أنه كان سمة العصر الذي لمعت فيه.

وعلى رغم العديد من الاجتهادات، تظل غالبية نصوص السيرة مليئة بفجوات إما تاريخية أو فنية او حتى بأخطاء على النحو الذي تجلّى بوضوح في كتاب رتيبة الحفني عنها (دار الشروق 1994).

ولعل السبب الرئيس لاستمرار هذه الالتباسات، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالآليات التي اتّبعت عند كتابة سيرتها او تأليف كتب حولها، اذ سعى كتّاب هذه السير الى بناء تصوّرات مختلفة عن شخصية المطربة الأكثر تأثيراً في العالم العربي تصل في أحيان كثيرة الى حدّ التناقض.

وتصطدم أي محاولة لمقارنة أبرز سِيَر هذه المطربة بالعديد من الملاحظات، أهمها ان كتّاب هذه السيرة اعتمدوا على الارشيفات الصحافية بخاصة في سنوات البدايات. وكانت السمة الغالبة للصحافة الفنية الصبغة الفضائحية، فكانت كلها متورطة في صراعات الوسط الغنائي في تلك الفترة. وكانت الفضائحية إحدى أدوات حسم تلك الصراعات.

ونظراً إلى افتقار صحافة تلك السنوات إلى آليات التقصّي والتحري كما هو معروف اليوم، فإنها كانت ايضا ذات سمة مليودرامية قائمة بالاساس على المبالغات سواء كانت سلبية او ايجابية.

مذكرات الآنسة أم كلثوم

الأمر الثاني، ان غالبية كتب السيرة الكلثومية اعتمدت على رواية مركزية قدمتها أم كلثوم عن حياتها بشكل مبكر نسبياً للصحافي علي أمين، ونشرت على حلقات في مجلة «آخر ساعة» عام 1937 بعنوان «مذكرات الآنسة أم كلثوم». وبطبيعة الحال كانت هذه الرواية المركزية تعلي من العناصر الايجابية وتركز على علامات رئيسة في سيرتها مثل العصامية وتحدي الفقر. والصفتان صحيحتان، لكنهما أغنتا عناصر صورة النجم الاستثنائي المفارقة للواقع، وهو أمر تجلى بوضوح في الآلية التي اتبعتها نعمات أحمد فؤاد في كتابها ذائع الصيت «أم كلثوم وعصر من الفن»، وهو الكتاب الذي كان هاجسه الاول تأكيد عظمة «ثومة»، وأحدث نوعاً من التماهي بين صورتها وصورة وطنها الذي تمثله، ومن ثم جهدت المؤلِفة لتنفي عن ثومة كل ما هو سلبي من وجهة نظرها. وعلى النقيض من هذه الآلية سعى الزميل حازم صاغية في كتابه الشهير «الهوى دون أهله، أم كلثوم سيرة ونص» (دار الجديد، بيروت 1991)، لتقديم سردية بديلة يصعب التعامل معها من دون وصفها بالتّعسف لأنها اعتمدت على افتراضات اكثر منها وقائع، وركزت اساساً على هدم رواية نعمات فؤاد معتمدة على نفيها كلياً. لكن الاكيد ان الهاجس الذي اعتنى صاغية بإبرازه يتعلق بتفكيك علاقة النص الكلثومي بسردية أخرى موازية هي سردية الزعيم جمال عبدالناصر ناظراً إلى أم كلثوم «كإحدى ادوات القوة الناعمة لمصر وادوات تعميم الناصرية». وهو تصور صحيح جزئياً، لكن المؤلف أفرط في تأويل العلاقة بين ثومة وناصر، وقادته خلفياته كمحلل سياسي الى تجاهل فكرة ان مصادر القوة الناعمة لا تنشأ بقرار فوقي وإنما لا بد لها من قيمة ثقافية - فنية - جماهيرية خالصة في ذاتها. وعبّر عن ذلك الديبلوماسي المصري ياسر علوي في واحدة من تدويناته أخيراً، مشدداً على أن السياسة يمكن أن تستفيد من أصول للقوة الناعمة تطورت وتبلورت بفعل قيمتها الذاتية، ولكنها لا تستطيع أن تخلق هذه الأصول من العدم، ما يعني ان أم كلثوم لم تكن صنيعة للسياسة المصرية، لكنها كانت عنصراً من عناصر القوة الناعمة لهذه السياسة.

وكان ممكناً للإطلاع على الكثير في سيرة ثومة قراءة النص البارز الذي كتبه الصحافي الراحل محمود عوض بعنوان «ام كلثوم التي لا يعرفها أحد» ونشر في طبعات عدة من «أخبار اليوم»، أولاها طبعة صدرت في العام 1969. وهو في ظننا بعد قراءة كل السير التي نشرت عن أم كلثوم، احد أبرز النصوص التي كتبت عنها. وكانت هي من اختارته لكتابة الكتاب الذي اتسم بأناقة أسلوبية لافتة، وفيه ما كان مفتقداً في النصوص التي سبقته سواء الذي كتبته نعمات فؤاد أو علي أمين من حيث إحداث التوازن الدقيق بين العقلي والعاطفي. كما انها سيرة خارج الانبهار بشخص «ثومة»، اذ يبدو كاتبها حاضراً بقوة، وقد لجأ الى ما سمّاه «الحل الوسط» بكتابة سيرة نصفها مذكرات منها ونصفها الآخر مذكرات عنها، اتسمت إجمالاً بشمول الرؤية والوعي بالتاريخ وادراك ان أي بطل ابن سياقه ومعجزته في مدى قدرته على التعبير عن هذا السياق أو التمرد عليه وابتداع سياق بديل، وهو ما فعلته تماماً ام كلثوم فاكتملت المعجزة.

محمد بسطاوي ... «في الذاكرة»

الدار البيضاء – نور الدين محقق

استطاع الفنان المغربي الراحل محمد بسطاوي احتلال مكانة رفيعة في مجال التمثيل، سواء في المسرح الذي برع فيه، أو في التلفزيون الذي أصبح أحد نجومه المتميزين، أو في السينما التي قدّم فيها أدواراً شهدت على موهبته.

هذه المسيرة الغنية، استرجعتها مجموعة من البرامج التلفزيونية المغربية بعد وفاة بسطاوي، سواء في القناة الأولى أو الثانية، منها ما هو جديد، سلّط الضوء على وفاته التي خلّفت فراغاً في مجال الفن المغربي، ومنها ما سبق بثّه في حياة الفنان الراحل وشارك فيه بنفسه أو الى جوار بعض من أصدقائه الذين وافتهم المنية قبله، كما هي الحال مع الفنان محمد مجد الذي قدم شهادة مؤثرة في محمد بسطاوي، في الحلقة التي خصصها برنامج «في الذاكرة» الذي سنتوقف عنده هنا، لما قدمه عن هذا الفنان من جديد يكاد يشمل مساره في مختلف تجلياته الإبداعية المتعلقة بمجال التمثيل.

هذا البرنامج التلفزيوني الذي تقدّمه القناة الأولى، وتعده الإعلامية ماجدولين بنخرابة، ويخرجه سمير قاص، يستحضر سير الفنانين والمبدعين المغاربة الذين بصموا مجال اهتمامهم بقوة. واللافت أنه بتقديمه سيرة هذا الممثل المغربي الفذّ، حرص على تتبّعها بسلاسة فنية رائعة، إذ انطلق منذ بداية محمد بسطاوي الفنية إلى لحظات مجده، كما أن الشهادات أتت قوية ومؤثرة من رفاق الدرب في الفن والحياة، من أمثال محمد خيي وحسن النفالي ويوسف فاضل والراحل محمد مجد، إضافة الى شهادة زوجته الممثلة سعاد النجار.

أحب محمد بسطاوي المسرح منذ صغره ومارسه في شبابه في مدينة خريبكة، واستطاع بفضل موهبته القوية انتزاع بعض الأدوار المهمة فيه، وحين أتيحت له الفرصة في «حكايات بلا حدود» التي أخرجها عبد الواحد عوزري عن مقالات للكاتب السوري الراحل محمد الماغوط، تألق فيها وهو يجسد دور امرأة هي «برينة»، بفنية متميزة جعلته محط اهتمام الناس وعشاق الفن المسرحي.

بعدها، مثّل في مسرحيات أخرى مع «مسرح الشمس» وتألق فيها أيضاً، قبل أن يصل إلى مجال التلفزيون ويبدع في الأدوار التي أسندت إليه، كما تخبرنا بذلك المخرجة فريدة بورقية في شهادتها الرائعة عنه. وسرعان ما امتدت مسيرة البسطاوي التلفزيونية من نجاح الى آخر، ليدخل بسهولة الى قلوب الناس. أما في السينما، فلن يختلف الأمر كثيراً، إذ كان البسطاوي يتعامل مع الأدوار التي تُسند إليه باحترافية كبيرة.

كما تميّز، وفق الشهادة التي قدّمها الكاتب يوسف فاضل الى برنامج «في الذاكرة»، بكونه كان قادراً على تجسيد أنواع الأدوار التي تسند إليه كافة، وهي ميزة فنية ليست متاحة عند كثير من الممثلين.

باختصار، كان محمد بسطاوي، كما أعلن هو ذلك، يبحث في عمق الشخصية ويستطيع رؤيتها كي يعبّر عنها بكل صدق. هذا ما تبدّى من الحلقة التي كشفت كيف عاش في رحاب الفن، مسرحاً وتلفزيوناً وسينما، ممثلاً كبيراً وفناناً عميقاً... وهي حلقة ستبقى عالقة «في الذاكرة» دون أدنى شك.

الحياة اللندنية في

08.02.2015

 
 

فيلم «ديكور».. تحية رائعة لفن السينما

محمود عبدالشكور

يقدم فيلم «ديكور» الذى كتبه اثنان من مؤلفى فيلم «الجزيرة2» هما محمد دياب وشقيقته شيرين دياب، لعبة درامية ممتعة، ولكن العمل الذى قام ببطولته ماجد الكدوانى وحورية فرغلى وخالد أبو النجا، لا يلعب معنا لمجرد اللعب، ولكنه يحاول أن يقدم تحية مفعمة بالحنين إلى الماضى عموما وإلى زمن الأبيض والأسود وإلى فن السينما على وجه الخصوص، بل إنه يقدم التحية إلى الدراما التى تجعلنا نشاهد الأمور من زاويتين أو أكثر، محور اللعبة هو أن كل ما سنراه من أحداث ليس إلا فيلما طويلا داخل الفيلم الأصلى، وأساس اللعبة هو المراوغة المستمرة، لا فواصل فيها بين الواقع والفن، بين ما هو أصلى وما هو ديكور، بين ما هو حلم وما هو حقيقة.

???

بطلة الفيلم التى تلعب دورها حورية فرغلى، وزوجها الشاب (خالد أبو النجا) مهندسان للديكور فى فيلم تجارى من إخراج إبراهيم البطوط، أحد المنتجين أقنعه بتقديم أفلام تصل للناس بدلا من أفلامه المستقلة، بطلتنا مستاءة من الطريقة التى تتم بها فبركة الفيلم، عندما تدور لتنظر خلفها فى الاستديو، تكتشف اختفاء الجميع، تجد نفسها مع رجل يقول إنه زوجها (ماجد الكدوانى) ومعه طفلة يقول إنها ابنتهما، الرجل والطفلة يشبهان شخصيات الفيلم الذى يصور فى الاستديو، امتزجت حياة البطلة مع أحداث فيلم تشارك فى صنعه، يذهب الفيلم ويعود بسلاسة بين حياتين تعيشهما البطلة، ثم تتطور اللعبة إلى ما يقترب من تبادل الشخصيات الثلاث لمواقعها، لا يجمع بين شخصية حورية فى العالمين سوى تعلقها بأفلام الأبيض والأسود، كل من ماجد وخالد يؤكدان لها أن الحياة مع كل منهما هى الحقيقة، وأن العالم الآخر هو مجرد تهيؤات بسبب مرضها النفسى، عندما تغلق حورية ستارة النافذة وراء ماجد وخالد مثلما فعلت فاتن حمامة فى نهاية فيلم «أيامنا الحلوة» تظهر كلمة النهاية، تتراجع الكاميرا إلى الخلف لنكتشف أننا فى عرض خاص، أبطال الفيلم خرجوا من الشاشة ويتقبلون التهانى، لعبة الإيهام وكسر الإيهام تصل إلى مداها لتقول لنا إن الفن ربما يكون أكثر حقيقة من الواقع، يتميز الفيلم الذى اشترك فى مهرجانى القاهرة السينمائى ومهرجان قرطاج السينمائى بعناصر فنية مميزة مثل صورة طارق حفنى المصور الأثير عند أحمد عبد الله، وقد تفوقت حورية فرغلى فى أداء دور صعب وملىء بالتحولات، وكان أداء ماجد الكدوانى راسخا ولافتا كالمعتاد، بينما كان خالد أبو النجا الأقل تميزا، «ديكور» فيلم ذكى وفيه الكثير من الاختلاف عن السائد والمألوف، ومرة أخرى لن تستطيع أن تتوقع ما يقدمه لك أحمد عبد الله مع كل فيلم جديد، أفكاره ومغامراته الفنية مختلفة، وكلها تكشف عن موهبة حقيقية، وعن بصمة خاصة ومميزة.

نقاد وفنانون:

سينما الابتذال تشجع التحرش والعنف ضد المـــــــرأة

محمد رفعت

رغم الهجوم الشديد الذى تعرض له فيلم «حلاوة روح»، لدرجة دفعت رئيس الحكومة لمنعه، قبل أن يصدر حكم قضائى بإعادة عرضه فى دور السينما، إلا أن موجة الأفلام الهابطة التى تستهين بالقيم وتشجع العنف ضد المرأة والتحرش بها فى كل مكان، لا تزال مستمرة، وهو ما يشهد به موسم إجازة نصف العام السينمائى.

???

وقد استفز هذا التحدى من جانب صناع سينما الإسفاف الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، ودفعهم للمطالبة بمقاطعة دور العرض التى تقدم هذه النوعية من السينما الرخيصة، احتجاجا على تقديم تلك الأفلام للشخصيات النسائية بما يهين المرأة المصرية ويشجع على إباحة التحرش بها.

وأوضحت مبادرة «شُفت تحرّش» وهى إحدى الجهات الحقوقية فى مواجهة التحرش بالقاهرة أن صناع الأفلام السينمائية، قد أساءوا تناول الشخصيات النسائية فى معظم أفلام هذا الموسم، وأن تلك الأفلام تستبيح أجساد الشخصيات النسائية بمشاهدها، فضلا عن إباحة التحرش بهن وتبرير العنف الجسدى واللفظى والتمييز تجاههن، من خلال سياق كوميدى بسيط يظن صناع الفيلم أنه ليس مؤذيا.

وأكدت المبادرة، أن تلك المشاهد ليست مجرد مشاهد ساخرة تصنع البهجة لدى المتفرج، بل إنها تغير إحساس المتفرج بما هو مقبول ومعتاد، لأنه مثلما تتأثر السينما بالواقع المعاش، فإن الواقع يتأثر أيضا بالسينما.

ودعت حملة «اخرس» الحقوقية، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، المواطنين إلى مقاطعة أفلام إحدى شركات الإنتاج الفنى، ووصفتها بأنها «إسفاف»، وتدور معظم أعمال هذه الشركة «السبكى» حول شاب بلطجى يواجه المشاكل ويقع فى غرام فتاة غالبًا ما يتم اختيارها من ضمن فنانات الإغراء.

يقول الناقد طارق الشناوى إن تناول السينما لظاهرة التحرش بدأ مع حادث الثمانينيات الشهير والمعروف باسم فتاة المعادى، وقتها تسابق المنتجون على تقديم أفلام مستغلين الحادث، ومنها المغتصبون للفنانة ليلى علوى وأخرجه وكتبه سعيد مرزوق، وفيلم اغتصاب عن قصة فاروق سعيد بطولة هدى رمزى وفاروق الفيشاوى من إخراج على عبدالخالق، فقرر صناع تلك الأفلام مناقشة الأزمة لا لأغراض اجتماعية أو إنسانية أو فنية، ولكن كان هدفهم الوحيد تحقيق الربح وكانوا يتسابقون على من سيعرض قبل الآخر ليجنى ما سيحققه الفيلم خاصة أنه جرى، فكان هناك تسرع فى تقديم هذه الأعمال.

وأشار الشناوى إلى أن أفضل الأعمال الجديدة التى تناولت ظاهرة الاغتصاب فيلم «678» من تأليف وإخراج محمد دياب وبطولة نيللى كريم، لأنه مصنوع بذكاء وحس فنى، ورصد ظاهرة التحرش بكل أشكالها ويحتوى على جانب علمى وسيكولوجى، وتمكن من مهاجمة القضية بتواز فنى وعلمى وركز على طرح ما وراء جريمة التحرش وتأثيره على الشخصيات.

وأضاف: السينما كانت سببا فى انتشار الفواحش والسلبيات ولم تعالجها وللأسف تحولت السوقية إلى وسيلة لجذب الجماهير، وأصبح السبكى متحكما فى الإنتاج، وتسبب فى انهيار الموضوعات وتحولها إلى سطحية وحولت البطل إلى بلطجى، والعشوائيات أجواء رئيسية فى الفيلم المصرى.

أما المخرج مجدى أحمد على فيقول إن التحرش لم يكن ظاهرة كبيرة وواضحة إلا فى السنوات الأخيرة، لذا أعتقد أنه يستحق مزيداً من الاهتمام من المبدعين فى الفترة المقبلة، حتى يتم تناوله بشكل أفضل، رغم اعتقادى أن الفن ليس له تأثير كبير فى هذه الظاهرة التى تعود إلى أسباب كثيرة، منها نظرة المجتمع إلى المرأة، مع خطاب دينى رجعى جداً ناحية المرأة.

الإعلام.. والعنف ضد المرأة

محمد رفعت

أسعدنى الحظ مؤخراً بحضور ورشة عمل نظمها قطاع المرأة للأمم المتحدة ، واستمرت لمدة يومين بهدف تعزيز التغطية الإعلامية لقضايا المرأة والتركيز بشكل خاص على قضايا العنف ضد المرأة.
وبقدر ما استفدت من المحاضرات التى ألقتها علينا الدكتورة منى بدران، المستشار الإعلامى للأمم المتحدة بقطاع المرأة، والمناقشات التى شارك فيها عدد من الزملاء الإعلاميين ، بقدر ما أذهلتنى الأرقام والإحصائيات حول العنف الذى تتعرض له المرأة فى العالم كله، وخاصة فى المنطقة العربية، ومن بينها إحصائية تقول إن أكثر من 99% من النساء المصريات قد تعرضن للتحرش، بأشكاله المختلفة، وأكثرها شيوعاً التحرش اللفظى والاحتكاك الجسدى فى وسائل المواصلات والأماكن العامة.

وقد اتفق المشاركون فى الورشة على مواجهة تلك الظاهرة المؤسفة بكل الوسائل، وأهمها التوعية الإعلامية، رافضين بعض الدعوات والجمعيات التى تكونت لمواجهة المتحرشين بالقوة فى الشوارع، لما فى ذلك من خطر الانزلاق لمواجهات عنيفة ودامية حتى ولو كان هدفها تربوياً ونبيلاً.

وكان الفن حاضراً كالعادة فى تلك الورشة، باعتباره أهم الوسائل واكثرها تأثيراً فى تكوين وعى الناس، خاصة السينما، وشاهدنا على مدار يومين فيلمين روائيين قصيرين من إخراج رامى رزق الله ، أحدهما عن «الدخلة البلدى» والاغتصاب، والثانى عن التقاليد الاجتماعية التى تسمح للأخ الأكبر بالتحكم فى أخواته البنات وحرمانهن من العمل، فضلاً عن بعض المسرحيات التى اعتمدت على الارتجال وقام ببطولتها ممثلون وممثلات هواة التحموا بالجماهير فى إحدى قرى الصعيد وناقشوا معهم بأسلوب تلقائى وغير مباشر الكثير من القضايا المهمة مثل تمييز الذكور عن الإناث فى التعليم وإجبار الفتيات على الزواج المبكر، وحرمانهن من اختيار أزواجهن.

وقدمت الدكتورة منى بدران عدداً من النصائح والتوصيات المهمة، المفترض أن تحكم العمل الإعلامى فيما يتعلق بالتعامل مع ضحايا العنف، وأولها استخدام لفظ «الناجية» بدلاً من الضحية عند الاشارة لإحدى المتعرضات للعنف أو المغتصبات، وأن يقوم بإجراء الحوار معها صحفية وليس صحفياً حتى لا تخجل من أن تحكى له بعض التفاصيل المحرجة، ولا يجوز للصحفى إخفاء هويته ولا يجوز له إجراء أو تسجيل الحوار بدون علم وموافقة الناجية.

كما أوصت بأن يكون لدى الإعلامى العديد من المعلومات حول الناجية من مصادر محيطة بها، فضلاً عن الإنصات الجيد والاهتمام بالناجية والتفاعل معها، ومراجعة الحوار معها قبل النشر، فإن كان هناك ما تريد حذفه يتم حذفه، ومراعاة التوازن بين حق القارئ فى معرفة الحقيقة والحفاظ على خصوصية الناجية.

فى الذكرى الـ 40 لرحيلها صور نادرة لكوكب الشرق

محمد الكيلاني/ سلوى محمود

40 عاما مرت على رحيل كوكب الشرق، فقد توفيت يوم 3 فبراير عام 1975، عن عمر يناهز 77 عاما، أم كلثوم هى الصوت المصرى الأصيل الأشهر على مدار التاريخ، لمعت فى سماء الفن وذاع صيتها فى أرجاء العالم حتى أصبحت سيدة الغناء العربى، حباها الله صوتاً لم ولن يتكرر فى تاريخ الغناء، فقد تميزت بصوت قوى ورخيم أطرب كل من سمعه على مدار العقود الماضية، مازالت حتى الآن علماً يلمع فى سماء الفن،سنوات حافلة بالفن الراقى والعطاء والوطنية فى أبهى صورها، هكذا كانت حياة أشهر مطربات العرب فى العصر الحديث.

تاريخ ميلادها طبقا لبعض المؤرخين الموثوق بهم 31 ديسمبر 1898 أما تاريخ ميلادها المثبت فى السجلات هو 4 مايو 1908 لأنه لم يكن هناك توثيق رسمى وشهادات ميلاد فى هذا الوقت لذا اعتمد تاريخ التسنين– طبيًا– وهو 4 مايو 1908 تاريخًا لميلادها، ولدت فى محافظة الدقهلية لإبراهيم البلتاجى مؤذن قرية طماى الزهايرة، التابعة لمركز ميت غمر آنذاك (تابعة لمركز السنبلاوين حاليا)، كانت تحفظ وتغنى القصائد والتواشيح هى وشقيقها خالد. وفى حدود سن العاشرة أصبحت تغنى أمام الجمهور فى بيت شيخ البلد فى قريتها.

فى ذكرى الأربعين تنشر «أكتوبر» مجموعة من الصور النادرة ومنها صورها فى حفلاتها وصورها وهى تضع الطعام فى الفرن الفلاحى وصورتها وهى تأكل الفاكهة وصورة من الصور النادرة لها وهى ترتدى فستانًا بكم قصير، وصور فى جولاتها خارج مصر، وذلك بعدسة مصورها الخاص والذى رافقها فى جميع حفلاتها ومناسباتها على مدار ما يقرب من 20 عاما من حياتها الفنية بداية من عام 1955 وحتى وفاتها هو المصور الراحل والكيميائى سعد سويلم، مدير مكتب الإسكندرية لجريدة العالم العربى السابق، والذى التقط لها آلاف الصور الجميلة والطريفة والنادرة والذى أبعد عن أم كلثوم رعبها من التصوير والكاميرا وجعلها والكاميرا صديقتين، وكانت أم كلثوم تعتبره المصور الخاص لها، وقد أقام عشرات المعارض لصور أم كلثوم فى مدن مصرية متعددة سواء أثناء حياتها أو بعد وفاتها، وكان أولهم المعرض الذى أقيم بنادى الاتحاد السكندرى وافتتحته هى بنفسها ووقعت على العديد من الصور الموجودة به، وقد بيعت بعض الصور التى التقطها لها فى حفلات المجهود الحربى بمبالغ طائلة وجهت لصالح الجيش. وتستعد أسرته لإقامة معرض خاص لصور أم كلثوم التى التقطها لها فى مكتبة الإسكندرية خلال هذا الشهر الذى يوافق تاريخ وفاة أم كلثوم ووفاة مصورها الخاص أيضا سعد سويلم.

فى ذكرى وفاتها تقول د. أميمة سويلم ابنة د.سعد سويلم المصور الخاص لأم كلثوم، إن والدها كان «كيميائى» فى الأساس، ولكنه كان يهوى التصوير بشكل كبير فاحترفه واستفاد من دراسته للكيمياء فى تحضير محاليل التحميض ومعالجة الصور، وبسبب هوايته للتصوير سافر إلى الخارج لدراسته واكتساب الخبرات وحصل على عدة جوائز وشهادات تقدير دولية فى مجال التصوير. وعن بداية معرفة والدها بأم كلثوم كانت أثناء حفل بسينما «الهمبرا» بالإسكندرية عام 1955، وكانت سيدة الغناء العربى تخشى من الكاميرات ولا تحب التصوير خوفا من ظهورها بمظهر سيىء نتيجة إصابتها بمرض الغدة الدرقية والذى تسبب فى وجود جحوظ بعينيها، وأضافت: حضر والدى الحفل كمتفرج عادى ولكنه اصطحب معه كاميراته وبمجرد ظهور أم كلثوم على المسرح أسرع بالتقاط عدة صور لها بسرعة وجرى من المسرح وقام بطبع الصور فى المعمل ثم عاد إلى المسرح وسلم لها الصور فى الاستراحة فأعجبت بها جدا ومن بعدها تصالحت مع الكاميرا واعتبرت والدى المصور الخاص لها، وكانت وصيفتها عايدة تبلغه بمواعيد حفلاتها بعد ذلك.

وقالت د. أميمة سويلم إن والدها قام بالتقاط آلاف الصور لأم كلثوم منذ ذلك الوقت وحتى وفاتها عام 1975 سواء فى حفلاتها داخل مصر أو فى الخارج أو فى حياتها الخاصة، ولم يتقاضى مليما واحدا عن الصور، بل كان يرافقها فى رحلاتها خارج مصر على نفقته الخاصة لأنه كان من عشاق فنها، وأصدر كتيبًا عن أم كلثوم.

وأقام 54 معرضا لصورها فى مناسبات وأماكن عديدة فى الإسكندرية وفى محافظات أخرى على مدى ربع قرن، وكان أولهما المعرض الذى أقامه بنادى الاتحاد السكندرى عام 1966، وقامت هى بافتتاحه، ويعتبر معرض التصوير الفوتوغرافى الأول من نوعه فى العالم الذى ينفرد بشخصية واحدة، ومنها معارض فى القاهرة والمنصورة وطنطا وغيرها من المدن.

وعندما غنت أم كلثوم فى أبو ظبى احتفالا بتولى الشيخ زايد بن سلطان «رحمه الله» قام المصور الراحل سعد سويلم بإعداد ملحق خاص لمجلة الشبكة عبارة عن صور لأم كلثوم ووزع الملحق فى الحفلة، كما نشرت بعض الصور الفريدة والخاصة لأم كلثوم بعدسته على أغلفة وصفحات المجلات اللبنانية والعربية والأجنبية منذ عام 1963.

وكشفت د.أميمة سويلم أن والدها لم يتصرف بالبيع فى أى من صور أم كلثوم إلا أثناء حفلات المجهود الحربى، حيث وجه ثمن الصور لدعم الجيش، وقالت إنه فى حفل بعلبك ببيروت بيعت صورة واحدة لأم كلثوم من تصويره بمبلغ 80 ألف جنيه وكانت أغلى صورة فى العالم فى ذلك الوقت وخصصت للمجهود الحربى، كما بيعت صورتان فى حفل المجهود الحربى بدمنهور والذى كرم فيه محافظ دمنهور وقتها وجيه أباظة أم كلثوم.

وأضافت أن جميع المعارض التى عرضها الفنان المصور سعد سويلم منذ عام 1966 وحتى عام 2000 تحكى سلسلة من تاريخ وحياة أم كلثوم بالصورة. 

محطات مهمة

وفى حياة أم كلثوم محطات فنية وإنسانية وأخرى وطنية أثرت فى مسارها أيضا، يحدثنا عنها المؤرخ الفنى السكندرى فوزى السعداوى فيقول إن بداية أم كلثوم الفنية كانت مع والدها الشيخ إبراهيم البلتاجى، حيث كانت تغنى القصائد والتواشيح، ثم استمعت إلى أغنيات الشيخ أبو العلا محمد وكانت تغنى أغانيه دون أن تعرفه وعندما تقابلت به صدفة هى ووالدها ارتبطت به فنيا من عام 1922 وحتى عام 1927، وفى هذه الفترة غنت تسع قصائد له وسجلتهم بعد وفاته، ولكنه لم يلحن ألحانًا خاصة لها، وكانت الفتاة الوحيدة التى خرجت فى جنازته.

أما المحطة التالية فكانت التعاون الفنى مع شباب الملحنين وبدأتها مع محمد الموجى وكان أول تعاون معه قصيدة أخذتها من القصبجى وأعطتها للموجى، وكذلك أغنية للصبر حدود.

بعد ذلك تعاونت مع كمال الطويل ثم بليغ حمدى، وكان من المحطات المهمة جدا فى حياتها، وكان لقائها مع بليغ حمدى عن طريق المطرب محمد فوزى وكانت أول أغنية لحنها لها (حب إيه).

الرؤساء والملوك

كانت علاقة أم كلثوم بزعماء مصر والملوك العرب قوية جيدة كما يقول المؤرخ الفنى فوزى السعداوى، فقد غنت للملك فاروق قبل ثورة 23 يوليو أغنية (يا ليلة العيد) ومنحها الملك وسام الكمال والذى كان يمنح للأميرات واعترضت أميرات الأسرة المالكة فى ذلك الوقت وكان أزمة كبيرة، وكان تكريم الملك فاروق لها وغنائها له سببا فى أزمة شهيرة مع بعض ضباط مجلس قيادة الثورة والذين منعوا أغنياتها من الإذاعة لولا تدخل جمال عبد الناصر شخصيا والذى كان يقدرها تقديرا خاصا، كما كانت علاقتها بالملوك العرب جيدة جدا وحصلت على عدد هائل من الجوائز.

وكان بينها وبين أنور السادات موقف شهير، فقد كان هناك «معزّة» خاصة بينهما نظرا للود القديم منذ أن كان رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية وكانت وقتها تناديه بـ (أبو الأنوار) ولكن بعد توليه رئاسة الجمهورية اعترضت السيدة جيهان السادات على ذلك.

وكانت أهم وأكبر محطة فى حياة أم كلثوم هى مرحلة حفلات المجهود الحربى بعد حرب 1967 فبعد النكسة دخلت السيدة أم كلثوم فى حالة اكتئاب شديدة وانزوت فى بدروم فيلتها بحى الزمالك متشحة بالسواد، عازمة على الاعتزال، وتلقت أم كلثوم اتصالاً هاتفيًا من ديوان الرئاسة يدعوها للقاء الزعيم جمال عبد الناصر الذى تمكن- خلال اللقاء- من أن يقنع أم كلثوم بالعدول عن الاعتزال، وأن تستمر فى الغناء، ووافقت على أن تذهب كل أموال حفلاتها إلى المجهود الحربى لمساعدة الجيش المصرى على إعادة ترتيب صفوفه.

أكتوبر المصرية في

08.02.2015

 
 

هانى سلامة: الرقابة لم تعترض على «الراهب».. ولن نسىء لـ«الكنيسة»

كتبت - مريم الشريف

انتهى المخرج على إدريس من اختيار كل الفنانين المشاركين فى مسلسل «نصيبى وقسمتك»، والذى من المقرر عرضه خلال شهر رمضان المقبل.

ومن جانبه قال هانى سلامة أحد ابطال المسلسل إنه من المقرر أن يبدأ تصوير أول مشاهده فى العمل نهاية شهر يناير الجارى، عقب انتهاء المخرج من تجهيز المسلسل، معبرا عن مدى سعادته بتقديم عمل درامى بطريقة الحلقات المنفصلة والتى تحمل كل منها عنوانا منفصلا، وتعد أول تجربة يخوضها بهذا الشكل.

وأضاف ان العمل يدور فى اطار اجتماعى، حيث يناقش فى كل حلقة قضية اجتماعية معينه، نافيا أن يكون العمل رومانسيا بحتا.

وأكد أن من الفنانات المحتمل مشاركتهن معه خلال العمل الفنانة اللبنانية نيكول سابا، ومى سليم وريهام حجاج، شيرى عادل، حيث إن كل حلقة فى المسلسل تكون بفنانة مختلفة عن الحلقة الأخرى، والعمل من تأليف عمرو محمود ياسين، ومن المقرر عرضه خلال شهر رمضان المقبل.

من ناحية أخرى قال هانى سلامة إن استئناف تصوير فيلم «الراهب» مؤجل الفترة الحالية، لحين انتهائه من تصوير مسلسله «نصيبى وقسمتك».

كما نفى ما تردد حول وجود مشاكل مع هيئة الرقابة الفنية بخصوص فيلم «الراهب» الذى كان قد صور بعض المشاهد منه الفترة الماضية قبل توقفه، وانما انشغاله بمسلسل «نصيبى وقسمتك»، والذى يعد السبب الرئيسى فى توقف تصوير الفيلم.

ويشارك فى بطولة فيلم «الراهب» الفنانة الأردنية صبا مبارك ومن تأليف مدحت العدل واخراج هالة خليل.

كما نفى هانى سلامة مشاركته الفترة القادمة فى اى اعمال سينمائية آخرى، لحين انتهائه من تصوير مسلسله.

وعن انسحابه من مسلسل «حارة اليهود» رفض التعليق على سبب اعتذاره عن هذا العمل والذى كان وقع عقده الفترة الماضية.

واضاف قائلا: «لا احب التحدث عن سبب انسحابى من هذا العمل  خاصة انه ذهب لشخص آخر حاليا وبالتالى يمكننى التحدث عن اعمالى القادمة».

وعما تردد حول حدوث خلاف بينه وبين الاعلامية وفاء الكيلانى نتيجة حلقة برنامجها «الحكم» والتى تم عرضها خلال الفترة الماضية، وذلك بسبب أسئلتها المحرجة وقيام فتاة من الجمهور باعطائه قبله على الهواء، نفى هانى سلامة هذا الكلام، مؤكدا انه ليس له اساس من الصحة خاصة انه شاهد عددا من حلقات الكيلانى السابقة مع عدد من زملائه الفنانين، وكان على وعى بأسلوب الاسئلة التى تطرحها على الضيوف والتى يكون فيها بعض الجرأة.

واضاف انه ذهب لحضور هذه الحلقة وكان متوقعا هذه الاسئلة، ومستعدا للاجابة عنها دون اى اهتزاز، موضحا أنه اذا كان مستاء من اسلوب الاعلامية وفاء الكيلانى فلم يكن قد رحب باستضافتها له من البداية.

روز اليوسف اليومية في

08.02.2015

 
 

وحيد حامد : السيسي قادر علي هزيمة الإرهاب،ولم أهاجم وزير الداخلية في "قط وفار "

كتب :  أحمد ابراهيم

نفى الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد أن يكون قد هاجم أحدا في فيلمه الأخير" قط وفار"، وأكد أن في كل لقاء يجمعه بالرئيس السيسي يتأكد لديه إحساس بأنه رجل وطني وقادر علي حل الكثير من مشكلات الوطن بل هو قادر علي محاربة الإرهاب وهزيمته.

وقال وحيد حامد، من زعم انني أهاجم وزير الداخلية في فيلم"قط وفأر"لم يقرأ الفيلم جيدا،فوزير الداخلية هو رمز لأي مسئول،ولم يعترض أحد علي الفيلم سوي بعض الأصوات التي لا تمس أي شخصية بالفيلم أوبوزارة الداخلية ،وقال " لقد أصبحنا ملكيين أكثر من الملك نفسه".

واضاف "كلما إقترب الفنان أو المبدع من الناس إقتربوا منه،ومن المؤكد أن رضا الجمهور عن أي عمل فني هام جدا للفنان ولكنه وحده فقط ليس كافيا فالأهم هو أن يرتقي الفنان والمبدع بذوق المشاهد وهذا هو الطموح الذي يسعي إليه أي فنان مؤمن بقيمة أعماله الفنية،وبالطبع إلي جانب تقديم المتعة والترفية وكل هذه العناصر حرصت علي أن تكون موجودة بفيلمي الأخير "قط وفار"بالإضافة للصورة البصرية والحالة السينمائية الجيدة التي قدمها المخرج تامر محسن.

وعن فترة غيابه عن السينما لما يقرب من خمسة أعوام قال "إن كانت هذه الفترة تعد غيابا سينمائا من ناحية فإنها تعد إنشغالا دراميا من ناحية أخري،فالكتابة للسينما شئ وللتلفزيون شئ آخر،فأنت هنا تحتاج للصبر لجني ثمار ما قدمته من جهود في عملية الكتابة الطويلة، ولقد قدمت مسلسلين الأول هو"الجماعة" الذي أعتبر تقديمه واجبا وطنيا وأمرا حتميا،وكذلك مسلسل "بدون ذكر أسماء ".

وعن مقاله " القرود الخمسة " الذي هاجم فيه جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول "مرسي " أبان فترة حكمه،قال "نعم كنا نعيش في عالم مشوهة ولم أخشي من كتابة هذا المقال فأنا دائما مؤمن بأن الخائف مهزوم " .

وكشف عن أن مصر قادرة بالفعل من خلال قوتها الناعمة على العودة من جديد لريادة محيطها العربي وأن كل ما ينقصنا هو وضع مشروع ودراسة يتشارك فيها عدد من مبدعي مصر الكبار،فالأساس في عملية الإبداع هو الشعور والإحساس بالمشكلة أوبالقضية إحساسا كاملا،والمجتمع هو الذي يدفع المبدعين لنوعية إبداعهم،وقال"نحن شعوب تتعلم بالمحاكاة،ومصر الآن والوطن العربي يصارعان مشاكل عدة أبرزها الإرهاب الذي طفي علي السطح وأصبح يسيطر علي مساحات شاسعة من الوطن العربي.

بوابة روز اليوسف في

08.02.2015

 
 

أفلام 2014.. قليل من الدهشة كثير من خيبات الأمل

كتب: آية عبدالحكيم

في أواخر 2014 كان الحماس قد بلغ مبلغه بالكثيرين، أفلام كثيرة على الأبواب، ترشيحات وجوائز، انتظار على جمر حتى نختتم العام بأفضل ما فيه، لكن بعد الانتهاء من المشاهدة، تنظر مطولًا لقائمة الأفلام التي شاهدتها، وتحاول جاهدًا أن تعرف ما الخطأ ؟، لماذا لم تكن الأفلام على مستوى الانتظار؟، لماذا يصعب أن تصنع قائمة قصيرة من عشرة أفلام تستحق المشاهدة مجددًا ويمكنك أن ترشحها للآخرين دون أن تعقب اسم الفيلم باستطراد سخيف عن أنه ينقصه شيئًا أو تحذره بجملة «لا ترفع سقف توقعاتك»؟.

لهذا جاهدت كثيرًا لأعد هذه القائمة لأرشحها عن طيب خاطر ودون تعقيب، علّها تُنسينا خيبات الأمل الكثيرة.

Birdman) or The Unexpected Virtue of Ignorance)

لم يكن الاختيار صعبًا، فمجرد أن أنهيت ساعتي الفيلم حتى قررت أنه سيكون فيلمي المفضل، ليس فقط لهذا العام، ولكن يمكنه أن يكون الأفضل بالمقارنة بعامين ماضيين أو أكثر!.. مايكل كيتون كأنه يحكي قصته الذاتية، ممثل قدم شخصية بطل خارق في سلسة أفلام قديمة، ثم انزوى عن الأضواء يحاول أن يُعيد إثبات نفسه بتقديم مسرحية من إخراجه وبطولته، يبحث عن التقدير في عيون مشاهديه، لا مجرد الانبهار بشخصية «الرجل الطائر»، لكن «الرجل الطائر» شيطانه الوهمي الذي يرافقه كظله، يستنكر عليه التخلي عن عظمة كونه خارق وقادر على الطيران، مقابل بعض التقدير من مشاهدين عاديين.

كان الأمر مربكا في البداية حين كُتب عن الفيلم قبل إنتاجه أنه كوميديا، فالمخرج المكسيكي آليخاندرو إناريتو معروف بكتابته وإخراجه لأفلام درامية من الطراز الأول، لكنه هنا استطاع ببراعة أن يقدم فكرته الدرامية في إطار شديد الإمتاع بصريًا وحواريًا، مزيجٌ متقن من «الدراما، الجنون، والفانتازيا»، ساعده فريق تمثيل رائع بين بؤس مايكل كيتون، وعبثية إدوارد نورتون، وسوداوية إيما ستون، بالإضافة إلى تصوير ومونتاج عظيمين حوّلا الفيلم إلى مشهد واحد طويل بإيقاعٍ سريع مدته ساعتين لن تشعر فيهما بالملل.

Whiplash
يمكن اعتبار هذا الفيلم مفاجأة العام، عمل أول لمخرجه وكاتبه والذي قدمه قبل ذلك في فيلم قصير ليحصل على التمويل لمشروعه الطويل، وحين حصل عليه سارع بتصوير الفيلم في 19 يومًا كفيلم سينمائي طويل من بطولة جي كي سيمونز، ومايلز تيلر، أسماء غير مشهورة، وقصة تعتمد على موسيقى الجاز، وشخصيتين رئيسيتين: مايسترو، وأستاذ يدرّس الموسيقى في معهد موسيقي راق، وتلميذ يعزف على الدرامز.

أين تنتهي رغبة الأستاذ في الكمال، ويبدأ ضغطه القاتل على تلميذه؟، ما الذي يخلق فنانًا فريدًا التشجيع أم الدفع للحافة ؟، كمقطوعة موسيقية تصاعدية يبدأ الفيلم بسيطًا، ثم يتصاعد دراميًا حتى مشهد النهاية لينتهي بنهاية ممتازة جعلته واحدًا من أفضل أفلام العام خاصة بأداء تمثيلي خارق من جي كي سيمونز.

Locke
بعيدًا عن الأضواء وفي تجربة مستقلة ولها خصوصية فريدة اجتمع المؤلف والمخرج ستيفن نايت مع توم هاردي ليقدما فيلمًا مختلفًا ومتميزًا، آيفان لوك رجل عائلة، ناجح في عمله، يقود سيارته من برمنجهام إلى لندن ليصحح خطأ واحد ارتكبه مضحيًا بعمله وأسرته ومتحملاً تبعات قراره، لاتوجد أحداث بالفيلم عدا متابعة «لوك» وهو يخسر كل شيء عبر مكالماته الهاتفية التي يحاول أن يحد بها من خسائره، ورغم كونه فيلما وممثلًا واحدًا، إلا أنه يصعب أن تصاب بالملل وأنت تتابع المعضلة التي يواجهها البطل، مع وجود صوتي لزوجته، أبناءه، زملاءه في العمل، وحوارات تخيلية مع أبيه.

Calvary
بعيدًا في أيرلندا، وفي الكنيسة الصغيرة بإحدى القرى النائية، يجلس شخص للإعتراف لقس الكنيسة، ويخبره بهدوء أنه سيقتله في يوم الأحد التالي على الشاطئ، حيث يحب القس أن يمشي، هكذا يقدم الفيلم القس الطيب «جايمس» وبعض من سكان القرية بشخصياتهم المضطربة المعقدة، الفيلم ليس فيلم جريمة كما توحي بدايته، لكنه فيلمًا إنسانيًا دراميًا برع بريندن جليسن في بطولته، ومخرجه ومؤلفه جون ماكدون في كتابة وتقديم شخصياته المظلمة، وإثارة حيرة مشاهدي الفيلم في التفكير فيما سيصيب القس المسكين وفيمن يمكن أن يكون القاتل المهووس!.

Nightcrawler
فيلم آخر يمكن اعتباره مفاجئة، وإن كان الفيديو الدعائي له بشّر بالكثير، «الزاحف الليلي» هي وظيفة يشغلها بعض المصورين الذين يعملون بشكل مستقل للحصول على لقطات ومشاهد حصرية من الحوادث المفاجئة لتذاع مقاطعهم على القنوات الإخبارية، هذا هو ما قرر «لوي» عمله بعد أن عرفته الصدفة على العائد المادي للمهنة.

«لوي» ليس سويًا على الإطلاق، وانتهازية الإعلام الأمريكي ساعدته على أن يضع خلله النفسي وطاقته السوداوية في مكانها المناسب له، يُشبع اختلاله ويحصل على الدعم المادي والعلاقات الشخصية التي يطلبها، جايك جلينهال يقدم دور حياته، ملامح وجهه الثابتة، طريقته في الكلام، نحافته ونظرات عينيه الحادة. لا أستطيع التفكير فيمن يمكن أن ينافسه في أداء هذا الدور.

Only Lovers Left Alive

لست واثقة بشدة إن كان يمكن اعتبار الفيلم من إنتاج 2013 أو 2014، لكن لنعتبره 2014 حتى يناسب هذه القائمة. أفلام مصاصي الدماء متشابهة وتقليدية ولا أذكر منها ماهو مميز عدا نسخة كوبولا لرواية برام ستوكر «دراكيولا»، لكن بعيدًا عن قصص مصاصي الدماء التقليدية، وببساطة شديدة وضع المخرج جيم جارموش زوج من مصاصي الدماء تحت عدسته، واختار لهما اسمي «آدم» و«إيف» اللذان يعيشان حياة شبه عادية، يشتريان الدم من الأطباء دون أسئلة كثيرة، تقرأ «إيف» بنهم، في حين يؤلف «آدم» موسيقاه المتميزة.

يكمن تميز الفيلم في تناوله العادي لزوج غير عادي دون أن يحمّلهما عبء طبيعتهما المختلفة، أو يحملنا نحن تكرارية قصص مصاصي الدماء أو مطارداتهما، بالإضافة إلى إبداع تيلدا سوانتن في أداء دورها، مع ألوان دافئة وتصوير حالم منح الفيلم خصوصيته وتميزه بين أفلام العام.

Gone Girl

فكرت أكثر من مرة قبل أن أضع هذا الفيلم ضمن العشرة الأفضل، ثم وجدتني أرغب في مشاهدته مجدداً ورشيحه للآخرين، ما يمنحه بطاقة المرور. الدراما الممتزجة بطابع الغموض والتشويق والجريمة، ثم كشف الستار سريعًا عن سر الفيلم قبل أن يترك لك المساحة الكافية للإستمتاع بالتشويق، ما نقل الفيلم من الغموض للدراما النفسية.

محور الفيلم هي شخصية «إيمي» الزوجة التي اختفت يومًا في غموض، تترك خلفها مذكراتها الشخصية والتي تسردها بصوتها صانعة نسختها الخاصة من الحقيقة مما يثير الشبهات حول زوجها «نيك» حتى يصل الأمر لإتهامه بقتلها. سيناريو الفيلم الذي كتب على يد مؤلفة الرواية (جليان فلين) هو أفضل ما في الفيلم، فرغم كشف حقيقة اختفاء «إيمي» سريعًا، إلا أن الغوص في أعماق تلك الشخصية المضطربة لم يفقد الفيلم متعته على الإطلاق، كذلك الاختيار الموفق بشدة لـ «بين آفليك» الذي ستكرهه بسهولة، ما يجعله الزوج النموذجي للبطلة.

روزمند بايك هي اكتشاف الفيلم الفذ، أداء مدهش استحقت عليه ترشيحًا للأوسكار، لكن رغم جودة الفيلم لن تتوقف عن التفكير في أن المخرج ديفيد فينشر كان بإمكانه أن يقدم أفضل من ذلك!.

The Grand Hotel Budapest

لم يكن من الممكن أن أستثني ويس آندرسن بعالمه المبهر من القائمة، يمكن اعتبار هذا الفيلم «التحلية» الملائمة بعد وجبات درامية ثقيلة، ليس فقط لكونه الأكثر إبهارًا على مستوى الألوان والصورة، لكن لأن «آندرسن» قادر على البدء بحكاية بسيطة ليحوّلها بسحره الخاص لفيلم ممتع متلاحق الأحداث، تلهث وراء شخصياته الكثيرة ومشاهده السريعة.

البداية وحدها كفيلة بجذبك للمشاهدة: فتاة تزور قبر كاتبها المفضل وتبدأ بقراءة روايته، فننتقل للكاتب الذي يحكي عن نفسه حين كان شابًا، فنعود للكاتب الشاب الذي يتحدث مع صاحب الفندق الذي يقيم به، والذي بدوره يحكي لنا أحداث الفيلم كما عاشها.

وحده «آندرسن» قادر على هذا الإبداع المسلي الخفيف، الذي لم يفقد الفيلم مضمونه، ولم يجعله ثقيلاً مقبضًا وبائسًا.

حسنًا.. ليس هناك فيلم تاسع أو عاشر يمكن أن أفكر في مشاهدته مرة ثانية، أو أن أرشحه للمشاهدة دون أن أستطرد، لكن هذا لا يعني أن بقية أفلام العام سيئة، لكن كل واحدٍ منها ينقصه شئ جعله بالنهاية «عاديًا».

فيلم «Boyhood» مثلاً يتتبع حياة طفل على مدار 12 عامًا، هي تجربة فريدة للمخرج ريتشارد لينكلاتر، لكن تكمن المشكلة في أنك إن تجاهلت تجربة التصوير الطويلة، لن يبقى أمامك سوى فيلم شديد العادية، عن صبي عادي بحياته العادية.

فيلم «The Imitation Game» على صعيدٍ آخر تنتهي منه دون أن تشعر بالشبع، فلا هو منحك الفرصة الكافية للتعرف على آلان تيورنج، ولا على تفاصيل أكثر عن اختراعه لجهاز فكرة شفرة الـ«إينجما»، وكيفية فك هذه الشفرة، واكتفى بزاوية ضيقة جدًا لتأثير فك الشفرة، وعدم إعلان ذلك على الحرب وعلى شخصيات العلماء الذين ساعدوا على فكها.

مشاهد مقتضبة من الماضي، وأخرى أكثر اقتضابًا للأمام قد تتشتت بينهما، لكن ما يبقيك على المشاهدة هي عظمة أداء البريطاني بينيديكيت كامبرباتش لدوره.

فيلم «Foxcatcher» لم يتمكن من استغلال الدراما المتاحة أمامه: ابن مجنون يبحث عن رضا أمه، وشاب يهرب من ظل أخيه، واكتفى برؤية من جهة واحدة للعلاقة الثلاثية بين الأخوين «شولتز» والملياردير «دو بونت»، ولولا مشاهد مارك روفلو لما كان الفيلم جيدًا.

وأخيرًا «The theory of eالأوسكارverything» الذي كسابقيه تجاهل ثراء شخصياته الحقيقية وكل الدراما التي احتوتها حيواتهم، ومنحنا قصة أحادية الجانب كما ترويها الزوجة السابقة لـ«ستيفن هوكينج» دون أن يعني بـ «هوكينج» نفسه، أو يمنحنا الرضا بمعرفة المزيد عن عالمه وعلمه.

رغم أن هذه الأفلام بعضها يعد الأكثر شهرة، وبعضها الأكثر تميز في العام الماضي، إلا أن 2014 لازالت عامرة بالأفلام الجيدة التي لم تُشاهد بعد، وضاعت وسط مواسم الجوائز وازدحام الأخبار بإيرادات الأفلام وأرقامها القياسية، وكون العام انتهى لا يعني أن نتجاهل هذه الأفلام خاصة وقد ضنّ علينا صناع السينما بالأفلام التي تستحق المشاهدة دون ندم أو ملل.

المصري اليوم في

08.02.2015

 
 

"ريجاتا".. الهروب من الواقع والبحث عن الذات

كتب باسم فؤاد

بعيدا عن الألفاظ الخارجة التى انتقدها الكثيرون، فضلا عن موجة العشوائيات التى فرضها صناع السينما على النتاج السينمائى المصرى فى السنوات الأخيرة حتى ظهر ما يسمى بـ"سينما العشوائيات"، خرج علينا المخرج محمد سامى بفيلمه الأخير "ريجاتا" فى توليفة جديدة مختلفة عن أفلام "آل السبكى" التى تعتمد بشكل أساسى على مطرب شعبى وراقصة "لولبية" وألفاظ دارجة، لكنه لا يملك أن يتبرأ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب. "ريجاتا" فيلم تدور أحداثه حول شاب لا يعرف له أبًا وهو عمرو سعد، يعيش مع أمه إلهام شاهين ويحلم بالهروب من نظرة المجتمع له بالسفر للخارج وتحديدًا إيطاليا، ويسعى لتجميع المال اللازم بتهريب الممنوعات لحساب تاجر المخدرات "محمود حميدة"، لكن قتله لأخيه "وليد فواز" خطأً يحول دون سفره ويأخذنا المؤلف معتز فتيحة مع الأحداث فى اتجاه آخر . تساؤلات عديدة فرضتها دراما الفيلم، نبدأها بـ"ريجاتا" وهو اسم الشخصية التى يجسدها بطلنا عمرو سعد، وسبب تسميته بهذا الاسم يرجع لأول نوع سيارة يقوم بـ"سمكرتها" حيث كان يعمل "سمكرى سيارات" ، لكن نكتشف مع الأحداث أن الاسم يحمل معنى آخر وهو "سباق المراكب" فى مشهد يجمع بين "ريجاتا" وطفل أسمر بملامح نوبية طيبة يعمل "مراكبى" على ضفاف نهر النيل ملجأ "ريجاتا" ليفرج عن نفسه ما ألمّ به من ضيق العيش، ولا يكاد الطفل الأسمر يُسمعه تلك الكلمات، حتى شردت عيناه فى عنان السماء، وكأنه وجد تفسيرًا لما يحيطه من آلام منذ أن وطأت قدماه ظهر الحياة، أو توصل لخيط يكشف عن لغز نسبه –معضلته الأولى – إما أن لهذا التفسير بعدًا دراميًا سيقلب الأحداث رأسًا على عقب، لكن على عكس ما سبق، لم يكن له أى تأثير على قصة الفيلم، ولم يضف جديدا، وكان يكفينا العلة الأولى للتسمية. "نظرة المجتمع" لريجاتا بعد معرفة القاصى والدانى لقصة أمه "إلهام شاهين" المرأة اللعوب التى لا تستطيع أن تميز أبيه بين أربعة من الرجال رافقوها فى "ميكروباص"، تركت فيه شعورًا مُخزيًا، وإحساسًا مخلوطًا بالعار، وهى الأزمة الكبرى التى سعى دومًا للهروب منها بالسفر خارج البلاد وبدء حياة جديدة فى مجتمع لا يعير لقضايا الشرف والنسب أى أهمية. الغريب أن "ريجاتا" كان بارًا بأمه، متعلقًا بها، شغوفًا بقضاء حوائجها، وتوفير علاجها بعد أن أصابها المرض، على الرغم من أنها السبب الرئيسى فى صراعه الداخلى مع نفسه، وصراعه مع الناس ومحاولته أن يحيى بعيدًا عن نظراتهم الجارحة، حتى لو كلفه الأمر هجرة الوطن، بل والأكثر من ذلك حينما فكر فى السفر كان ينوى أن يصطحبها معه، ولم يلق باللوم عليها يوما جراء فعلتها المشئومة، أليس من الأجدى أن يكون أشد قسوة عليها؟ تلك المرأة التى كانت يومًا تعرض جسدها لمن اشتهاها مقابل حفنة من المال!!! علمًا بأن بطلنا لم يكن على قدر عالٍ من الثقافة يؤهله أن يغفر لها ما تقدم من ذنبها، على اعتبار أن باب التوبة مفتوح. مشهد انهيار إلهام شاهين حين ظنت أن "ريجاتا" ينظر لزوجة أخيه "رانيا يوسف" خلسة فى حجرتها، واستنكارها باكية ما أوهمها به ظنها، يجعلنى أشك أن تلك المرأة التى تعترف بأم لسانها أنها كانت يومًا "فتاة ليل" قبل أن تعود إلى الله وتتوب نادمة على ما فعلت، أقول أن هذا المشهد بجانب أداء القديرة إلهام شاهين لشخصبة الأم المكافحة، الحنونة، المحبة لأولادها حتى ابن الحرام منهما، الذى افتدته من جريمة قتله لأخيه، واعترافها على نفسها بأنها القاتلة، يجعلنى أشك فيما أشيع عنها وعن سلوكها المشين، وأن هناك سرًا تخفيه، سيغير الأحداث، يظهر قرب انتهاء الفيلم بقليل، وهو معرفتها لوالد "ريجاتا" لكنها لا تستطيع أن تبوح بذلك حتى الثلث الأخير من الفيلم، لغرض درامى لا يعرفه سوى الكاتب ، لكن خاب ظنى وسارت الأمور على عوارها حتى النهاية. ظهور صور للنجمة إلهام شاهين قبل عرض الفيلم بالسينمات حليقة الشعر، أذهل الكثيرين، وأشيع أنها ضحت بشعرها من أجل "ريجاتا"، مما خلق حالة من الشغف لرؤية الشخصية التى تلعبها النجمة الكبيرة، لكن فى صالة السينما وخلال مشاهدتك لأحداث الفيلم تفاجأ بأن مشهدًا واحدًا مدته أقل من 20 ثانية تظهر فيه إلهام شاهين دون شعر عندما تخبر "فتحى عبد الوهاب" ضابط المباحث بأنها مصابة بالسرطان، فى مشهد سطحى لم يترك أثرا اللهم إلا تعاطف ضابط المباحث معها، فى جريمة هو على يقين بحسه الأمنى أنها بريئة منها. الممثل الشاب "أحمد مالك" ظُلِم بتجسيد شخصية هامشية، ليس لها أى مغزى، بالإضافة إلى أن الشخصية التى يلعبها أكبر بكثير منه على مستوى الشكل أو المواصفات الجسدية للدور، وظهر أصغر كثيرًا مما يجب أن تكون عليه الشخصية، واتضح ذلك فى المشاهد التى جمعته بالفنان عمرو سعد . كل هذا لا يقلل من أداء النجم الكبير محمود حميدة الذى قدم شخصية "سارى" تاجر المخدرات بحرفية شديدة ، بجانب حس الفنان فتحى عبد الوهاب الفنى، وكانا نجمى العمل الحقيقيين.

محمد خان:

جوائز "فتاة المصنع" بجمعية الفيلم تؤكد أن الفن المصرى بخير

كتبت هنا موسى

صرح المخرج الكبير محمد خان أنه سعيد بحصول فيلمه "فتاة المصنع" على 6 جوائز فى مهرجان جمعية الفيلم السنوى فى دورته الـ41 هذا العام. وأكد خان لـ"اليوم السابع" أنه لم يُفاجأ بعدد الجوائز، لأن الفن الجيد يفرض نفسه فى أى مكان، وسبب سعادته أن هذه الجوائز تؤكد أن الفن المصرى مازال بخير، ويستطيع المشاهد تمييز الفن الحقيقى من التقليد. وأكد خان أن سعادته بحصوله على جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة الامتياز عن فيلمه "فتاة المصنع" لا تقل أبدًا عن سعادته بباقى جوائز العمل وهى جائزة أحسن ممثلة دور أول لياسمين رئيس، وأحسن مونتاج لدينا فاروق، وجائزة أحسن سيناريو لوسام سليمان، وجائزة أحسن ممثلة دور ثانى سلوى خطاب، لأن هذا العمل هو يمثله. "فتاة المصنع" بطولة ياسمين رئيس، وهانى عادل، وسلوى خطاب، وسلوى محمد على وابتهال الصريطى، مع مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة، وهو من تأليف وسام سليمان، ومن إنتاج شركة داى دريم للإنتاج الفنى التى أسسها المخرج والمنتج محمد سمير، وإخراج المخرج محمد خان، وتدور أحداث الفيلم حول هيام، وهى فتاة فى الواحد والعشرين ربيعًا، تعمل كغيرها من بنات حيها الفقير فى مصنع ملابس، تتفتح روحها ومشاعرها بانجذابها لتجربة حب تعيشها كرحلة ومغامرة بدون أن تدرى أنها تقف وحيدة أمام مجتمع يخاف من الحب ويخبئ رأسه فى رمال تقاليده البالية والقاسية.

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014 - 09:44 م

ياسمين رئيس تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان مالمو عن "فتاة المصنع"

كتب محمود ترك

فازت الفنانة ياسمين رئيس بجائزة أفضل ممثلة من مهرجان مالمو بالسويد، عن فيلمها فتاة المصنع، وتسلم الجائزة عنها الفنان خالد أبو النجا. "فتاة المصنع" من بطولة ياسمين رئيس، وهانى عادل، وسلوى خطاب، وسلوى محمد على وابتهال الصريطى، مع مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة، وهو من تأليف وسام سليمان، ومن إنتاج شركة داى دريم للإنتاج الفنى التى أسسها المخرج والمنتج محمد سمير، وإخراج المخرج محمد خان وتدور أحداث الفيلم حول "هيام"، وهى فتاة فى الواحد والعشرين ربيعا، تعمل كغيرها من بنات حيّها الفقير فى مصنع ملابس، تتفتح روحها ومشاعرها بانجذابها لتجربة حب تعيشها كرحلة ومغامرة بدون أن تدرى أنها تقف وحيدة أمام مجتمع يخاف من الحب ويخبئ رأسه فى رمال تقاليده البالية والقاسية

اليوم السابع المصرية في

08.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)