كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

لماذ غضب الريحانى من أم كلثوم؟

بقلم : طارق الشناوي

 

من الممكن أن أتفهم مثلا سر عدم لقاء أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب فى فيلم غنائى، حيث يصبح الموقف هنا له علاقة باشتراط ما يطلبه كلا النجمين، وهو ما حدث بينهما عندما تحمس رائد الاقتصاد المصرى طلعت حرب فى منتصف الثلاثينيات، وقرر أن يجمع النجمين معا فطلبت ثومة ألا ينفرد عبدالوهاب بتلحين كل الأغانى التى تؤديها، وأن يترك المجال لكل من الشيخ زكريا ومحمد القصبجى ورياض السنباطى، وهو ما اعترض عليه عبدالوهاب ثم تعطلت لغة الكلام بينهما، ولم يتصالحا فنيا إلا بعدها بعد 30 عاما مع أغنية  «أنت عمرى».

ولكن ألم تسأل مثلا: لماذا لم نر نجيب الريحانى وأم كلثوم معا لا أعنى اللقاء الفنى فقط، ولكن الشخصى، فلماذا لم نسمع أن العملاقين ضمتهما مثلا سهرة.

السر هو الصورة الذهنية التى تسبق الفنان فى الحياة، وعلى هذا يتصور البعض أن الدموع التى لا تُنسى تلك التى رأيناها تنهمر من نجوم التراجيديا أمثال يوسف وهبى وأمينة رزق وحسين رياض وعبدالوارث عسر وغيرهم ولكنها فى الحقيقة أكثر نجم لم ننس دموعه هى تلك التى رأيناها على الشاشة أو عرفناها بعيدا عن الشاشة لنجوم الكوميديا هؤلاء الذين يملأون الدُنيا ضحكا فجأة تفيض عيونهم بالبكاء.

هل يستطيع أحد أن ينسى مثلا نجيب الريحانى فى فيلم «غزل البنات» وهو يبكى عندما يستمع إلى محمد عبد الوهاب وهو يغنى «ضحيت هنايا فداه وعشق الروح مالوش آخر لكن عشق الجسد فانى»، دموع لا تُنسى، نجم الكوميديا حتى بعيدا عن الكاميرا يتوقع منه البعض أن يكون حاضر البديهة يروى للناس آخر نكتة مهما كان يعيش فى مأساة.

مثلا إسماعيل يسن عندما مات لم يكن لديه فى البنك أى رصيد بل كانت مصلحة الضرائب تطارده وتطالبه بآلاف الجنيهات بينما هو «يامولاى كما خلقتنى»، ورغم ذلك كانت الناس تنتظر منه لو التقوه صُدفة فى الشارع أن يضحكهم، عدد كبير من نجوم الكوميديا كانت نهاياتهم حزينة مثل «عبدالفتاح القصرى» صاحب الجملة الشهيرة «كلمتى مش حتنزل الارض ثم تنزل الأرض» أصبحت هذه هى أشهر- إيفيه- يتبادله المصريين وحتى الآن بينما رحل القصرى وهو لا يملك حتى ثمن الإنفاق على دوائه، عبدالسلام النابلسى وحسن فايق وزينات صدقى ويونس شلبى وغيرهم عندما رحلوا كانت الأضواء والنجومية قد غادرتهم ولم يعد لديهم سوى الحسرة والبكاء على زمن كانوا هم فيه عنوان الضحك.

لا يوجد كوميديان 24 ساعة، بل هم الأقرب على عكس ما يبدو للبكاء، كان مثلا فؤاد المهندس كثير البكاء فى أى موقف ودمعته قريبة، عبد المنعم مدبولى عندما يؤدى دورًا تراجيديا أو يغنى مثل سائق الحنطور فى أغنية «طيب ياصبر طيب» فى فيلم «مولد يادُنيا» إخراج حسين كمال.. «ليه يا يازمان العبر سوق الحلاوة جبر واحنا اللى كانوا الحبايب بيسافروا بينا القمر بقينا أنتيكة دوقى يا مزيكة».

وفيما يبدو أن أم كلثوم اعتقدت أن الريحانى كوميديان 24 ساعة فى اليوم، ولهذا عندما رأته لأول مرة وجهاً لوجه فى نهاية الأربعينيات بالإسكندرية فى أحد الفنادق لم تستطع أن توقف ضحكاتها فما كان من «نجيب الريحانى» سوى أن انصرف غاضباً، ولم يتم التعارف بين قمتى الغناء والكوميديا فى مصر؟!

استمعت إلى «أم كلثوم» وهى تروى هذه الحكاية فى مذكراتها التى سجلها لها الإذاعى الراحل «وجدى الحكيم»، أعادت الإذاعة تقديمها فى ذكرى «أم كلثوم» وتلك الواقعة تحيلنا مباشرة إلى الفارق بين الفنان والإنسان، وهما فى العادة ليسا وجهين لعملة واحدة ملامح الفنان التى تصدرها لنا الشاشة تخلق عنه صورة ذهنية تبتعد كثيرا عن حقيقة هذا الفنان.. لو سألت كل نجوم الكوميديا لاكتشفت أن ما يؤرقهم هو أن الناس بمجرد أن تشاهدهم تعتقد أنهم على أهبة الاستعداد لكى يرووا لهم نكتة وكأنهم مخلوقون فقط للإضحاك.

عندما أتأمل غضب «نجيب الريحانى» من «أم كلثوم» وهى تضحك وهو يعلم بالطبع أنها لم تقصد إهانته.. أحيل ذلك إلى ما يعرف بالارتباط الشرطى كما يطلق عليه علماء النفس رأت «أم كلثوم» نجيب الريحانى انفجرت ضاحكة فانفجر هو غاضباً.. إنه الفارق بين الإنسان والفنان!

هل كان الزمان سيجود لنا بفيلم آخر رائع يجمع بين ثومة والريحانى مثل «غزل البنات» الذى جمع بين الريحانى وليلى مراد، وتوقف المشروع بسبب تلك الضحكة التى أطلقتها ثومة فغضب الريحانى!

تعلمت اللغة العبرية والصلاة اليهودية فى المدارس الداخلية

كتبت : ابتسام عبدالفتاح

ماجدة فنانة جمعت بين الكثير من المتناقضات.. القسوة والحنان، الصعوبة واللين، لا تعرف الوسط.. مذكراتها حافلة بالأسرار حول حبها الأول والوحيد وعلاقاتها بالملك فاروق وعبدالناصر والسادات ومبارك، وفاتن حمامة، والسبب وراء تعلمها اللغة العبرية وثراء أسرتها وغيرها من الأسرار فجرها السيد الحرانى الكاتب والباحث والصحفى:

 بدأت أعرض على الفنانة ماجدة فكرة كتابة المذكرات الخاصة بها وبعد عدة محاولات لإقناعها طلبت 10 ملايين جنيه الذى كان بالنسبة لى مبلغ كبير ثم قامت ثورة 25 يناير فقررت الفنانة ماجدة إنشاء متحف يحفظ مذكراتها، حيث إنها استاءت من المسلسلات التى تجسد قصص حياة الفنانات وتراها غير حقيقية ففضلت كتابة مذكراتها حتى تصبح مرجعا للجميع بعد ذلك ثم بدأت تسجيل مذكراتها معى بلا مقابل واستمر تسجيلها وصياغاتها نحو 4 سنوات حتى ظهرت بالصورة النهائية..  والفنانة ماجدة كانت لا تهدف للحصول على 10 ملايين جنيه بل كانت تهدف لخروج المذكرات بصورة لائقة، وأضاف الحرانى أن أهم النقاط بحياة الفنانة ماجدة فكرة أنها كانت متهمة بتأجير شقتها على النيل للسفارة الإسرائيلية وهذا ليس حقيقيا فمن قام بذلك وكيل أعمالها الذى كان يحق له التصرف فى عقاراتها بدون الرجوع لها، فقام بتأجير إحدى الشقق التى تملكها للمركز الثقافى التابع للسفارة الإسرائيلية، فتعرضت لهجوم  ودافعت الفنانة عن نفسها كثيراً ورفعت قضية على السفارة وحصلت على حكم بطرد المركز الثقافى ولم تستطع تنفيذ الحكم على المكان، وتضمنت المذكرات تعلمها خلال فترة الثلاثينيات بإحدى المدارس اليهودية وكانت  داخلية، وكانوا يعلمون الأطفال اللغة العبرية، والصلاة اليهودية، بإحدى المرات رأها والدها تصلى تلك الصلاة فسألها عما تفعل فقالت له إن تلك صلاة تتم بالمدرسة فانزعج وأخرجها من المدرسة وقام بتحفيظها القرآن من خلال أحد المشايخ ونقلها إلى مدرسة الراهبات، وحينما نشرت تلك الواقعة بالمذكرات وأكدت  الفنانة ماجدة أنها مسلمة وحافظة للقرآن، أصبح واضحاً أمام الجميع أن ما يقال عن يهوديتها أو كونها تميل إلى إسرائيل مجرد شائعات، وعن علاقة ماجدة بالمخابرات ذكرت أن فيلم جميلة بوحريد وتفاصيله مع المخابرات وكيفية تأثيره على تحرير الجزائر التى تحررت بعد عرض الفيلم بنحو عام ونصف العام وكيف تمت محاولة تفجير السينما ببيروت أثناء وجود الفنانة ماجدة فيها من بعض اليهود المتعصبين، وحدثت محاولات اغتيالها بفرنسا أثناء زيارتها لها ثم منعها من الدخول لفرنسا لمدة 20 عاماً بسبب فيلم «جميلة بوحريد»، المخابرات المصرية علاقتها ممتدة مع ماجدة فلم تنفصل المخابرات عن الفنانة ماجدة فى تلك الفترة، فكان هناك دعم معلوماتى فعند التنسيق لفيلم جميلة بوحريد كانت المخابرات توفر لها المعلومات وتسمح لها بزيارة أماكن سرية وكذلك الجلوس مع لجنة تحرير الجزائر التى كان يتبنها عبد الناصر، فمن كتب قصة الفيلم  يوسف السباعى وزير الثقافة فى ذلك الوقت.

أما عن حياتها الزوجية فقالت ماجدة إنها بعمرها كله لم تتزوج سوى الفنان إيهاب نافع لمدة ثلاث سنوات فقط، سنة زواج ثم سنة مشاكل ثم سنة طلاق، وحدث ذلك نتيجة قبول أخواتها للزيجة، حيث كانت تخطت الخمسة والعشرين عاماً والعادات والتقاليد كانت لا تسمح بذلك، وكان رشدى أباظة قد تقدم لها قبله، كانت تحبه جداً ولكن رفضه أشقاؤها نتيجة معرفتهم بسوء أخلاقه بشكل شخصى فقد كان صديقاً لهم، وأنجبت من إيهاب بنتها الوحيدة غادة نافع التى اعترضت على فكرة كتابة مذكرات والدتها ورفعت  قضايا بذلك الخصوص مستمرة فى المحاكم حتى الآن، واللافت للنظر أنه قد تقدم الكثيرون للزواج من ماجدة  ولكنها اكتفت بعملها الفنى واحتواء أخيصها مصطفى الصباحى لها ولابنتها وكان يرأس سجن طرة ولم يتزوج هو الآخر، وقد حدثت شائعات فى ذلك النحو حتى إن هناك مشاجرة حدثت بين شاب سورى وشباب مصريين وتم تكسير جروبى نتيجة شائعة تقول إنها سوف تتزوج شابا سوريا، واستطرد الحرانى: أما بخصوص علاقتها بالأنظمة الحاكمة فأسرتها كانت صديقة لأسرة الملك فاروق، وكانت لديها علاقة حميمة بالرئيس جمال عبدالناصر، والرئيس السادات كان مشجعاً لها وهو أكثر الرؤساء التى تأثرت به فقد كان ابن بلدها المنوفية أما مبارك فكان قائد إيهاب نافع بالقوات الجوية وبالتالى فهو حضر زواجهما، وامتدت تلك العلاقة بعد تقليد مبارك برئاسة الجمهورية، وترى ماجدة أن نظام مبارك قد يكون أخطأ ببعض الأمور ولكنها ترى أنه لا يجوز الخروج عليه بذلك الشكل المهين، تقديراً لعطائه للبلد  وأكدت ماجدة أن كل ما جاء فى مذكرات إيهاب نافع ليس سوى أكاذيب، وأشارت إلى أنها طلبت حذف فصل واحد من مذكراتها يختص بعلاقتها بالفنانة فاتن حمامة وحينما أصرت على نشره طلبت فاتن منها نشره بعد وفاتها، وأبرز ملامح هذا الفصل أن الفنانة فاتن حمامة كانت تعمل أعمالا سحرية للفنانة ماجدة فبمجرد دخول الشغالة الخاصة بها الاستديو تحدث مشاجرات بين ماجدة والمخرج أو تشتعل الكاميرا أو يحدث انفجار أحد الكابلات وأكدت أن هناك شهوداً كثيرين على تلك الوقائع مثل نور الشريف وحسن يوسف ومحمود ياسين الذين أكدوا لى ذلك وأكد لى حسن يوسف أنه كانت هناك منافسة قوية بين ماجدة وفاتن حمامة من حيث تشابه جسميهما واختيار أدوارهما كذلك، ومن أكثر الصعوبات التى واجهت الفنانة ماجدة بحياتها رفض أسرتها لفكرة عملها بالفن، حيث إنها تنحدر من أسرة عبدالرحمن باشا الصباحى، وهو أحد أبرز أعضاء مجلس شورى الخديوى إسماعيل، والعائلة كانت تمتلك 500 ألف فدان بالمنوفية، وتزوج والدها ووالدتها وهما أولاد عم رغم اعتراض الأسرة على ذلك، وتم حرمانهما من ميراث العائلة بسبب تلك الزيجة، بينما وضعت ماجدة الأسرة أمام الأمر الواقع حيث كتب إحسان عبدالقدوس فى ذلك الوقت أن بنت أحد موظفى الدولة بطلة فى فيلم سينمائى، ونتج عن انضمامها الوسط الفنى طلاق والدها لوالدتها.

وتتصف الفنانة ماجدة بأنها شخصية عنيدة جداً وطيبة جداً   فلا يوجد لديها وسط حتى حينما تشرب المشروبات تشربها ساخنة جداً أوباردة جداً وحتى الآن تعمل فى مجال الإنتاج، ويشير الحرانى إلى أنه من الملفت مراجعتها المذكرات أربع مرات قبل نشرها، ونتيجة إرتباطاتها الكثيرة وبعد مسكنى عن مسكنها كان فى أحوال كثيرة تلغى جلسة المراجعة بسبب تأخرى عن الموعد المحدد، ودفعنى ذلك للتفرغ الكامل أثناء كتابة مذكرات الفنانة ماجدة،  والتى تتميز داخل الوسط الفنى بأنها بيتوتة جداً فلا توجد لها علاقات بالوسط الفنى سوى داخل البلاتوه فقط.

فلوس هوليوود تختار رئيس أمريكا!

كتبت : هالة أمين

من يحكم العالم هوليوود أم البنتاجون أم مافيا السلاح والمخدرات؟ سؤال يطرح نفسه على الساحة الدولية منذ عقود وجاء طرح فيلم «Olympus Has Fallen» الذى يتنبأ بهجوم جماعة إرهابية على البيت الأبيض وتهدد باستخدام الأسلحة النووية وتحتفظ بالرئيس الأمريكى كرهينة ومحاولة حارس سابق تم تجريده من رتبته فى إنقاذ الولايات المتحدة.

ووفقا لمجلة «ذى أتلانتيك» الأمريكية فإن الكثير من أفلام هوليوود تنبأت بأحداث عالمية مهمة قبل حدوثها، وتساءلت: هل السينما فى أمريكا تحكم السياسة أم العكس؟ فقد سبق أن أنتجت هوليوود فيلم «بيست دفنس» لإيدى ميرفى عام 1984 وكانت أحداثه تدور حول تهديد العراق للكويت وتستعين الحكومة الكويتية بالحكومة الأمريكية لتدريب الجيش والدفاع عن الكويت مما استدعى إرسال الممثل إيدى ميرفى الذى يؤدى دور ضابط إلى الكويت لتدريب الجيش الكويتى على نوع متطور من الدبابات.

هذا الفيلم جاء وكأنه يقود صدام حسين الرئيس العراقى الراحل ليقوم بغزو الكويت حتى تتسنى للولايات المتحدة والمجتمع الدولى إيجاد ذريعة لكراهية العراق ومن ثم القيام بالكثير من التدخلات فيما بعد وعلى رأسها غزو العراق فى 2003 حتى إن بغداد مازالت تغرق فى عدم الاستقرار وأصبحت دولة فاشلة بعد أن كانت تمتلك كل مقومات الدولة القوية الناجحة حيث كان الجيش العراقى من أقوى الجيوش العربية هو والجيش المصرى والسورى.

وهنا يكمن التساؤل إلى أى حد تشارك هوليوود فى عملية صناعة القرار السياسى والعسكرى الأمريكى؟ وهل أصبحت السينما الأمريكية سلطة أخرى تضاف للبيت الأبيض ووزارة الدفاع، فضلا عن تحكم رأس المال الصهيونى والمافيا فى تلك الصناعة.

ومن النجوم الذين أثروا على العالم وينتمون لتوجهات صهيونية مايكل دوجلاس وديفيد دشوفنى وآلان وودى وكريستال بيرى وساندرا بولوك ومارك فرانكل وجيف جولدبلوم وريتشارد جير وروبين ويليامز وهاريسون فورد وآرى مايرز وبول نيومان وستيفين سيجال وستيفين سبيلبيرج وجيرى لويس وجون إستيوارد وباربرا سترايسند وميل بروكز وجوليانا مارجوليز وبروس ويلز وسكوت وولف وهنرى وينكلر ودوستين هوفمان وكيفين كوستنر وروبرت دينيرو وغيرهم.

ومن الشركات الهوليوودية التى يمتلكها صهاينة «سى بى إس» ويرأسها الصهيونى لارى تيش، وشركة «إيه بى سى» ويملكها تيد هيرببرت، ليوناردو جولدنسن، ستو بولمبرج، وشركة «إن بى سى» ويملكها ليونارد جروسمان، إيرفين سيجليشتين، براندن تاتريكوف وشركة ديزنى ويرأسها مايكل آيسنر، مايكل أوتفيز وكاراتى شامب وشركة سونى كورب يرأسها جون بيترز، بيتر جربر وكولومبيا بيكتشرز وقد اشتراها جون بيترز، بيتر جربر ويرأسها بيتر كاوفمان وهو صهيونى وشركة جولدن ماير ويملكها أسرة ماير الصهيونية ، ويرأسها كيرك كوركوريان، فرانك مانشو، آلان لاد، وشركة يونيفرسال بيكتشرز ويملكها و يتحكم فيها الصهيانة بنسبة 100٪  وشركة فوكس نيوز ويملكها اليهودى بارى ديلر وشركة تونتى سينشرى فوكس ويرأسها اليهودى بيتر شيرنين، وشركة بارامونت ويرأسها مارتن دافيز وشركة وارنر برازرز وتملكها أسرة وارنر اليهودية، ويرأسها اليهوديان جيرالد ليفين، ستيفين روس وغيرها من أهم الشركات التى يمتلكها صهاينة يتحكمون فى السياسة الأمريكية.

وبالتأكيد فإن إمبراطور الإعلام الصهيونى روبرت ميردوخ الذى يملك أغلب استوديوهات التصوير فى هوليوود، والكثير من محطات التليفزيون وعشرات الجرائد والمجلات من أهم المتحكمين فى السياسة الأمريكية والذى يروج لكراهية العرب والمسلمين.

ووفقا للتقارير فإن لهوليوود دورا فاعلا لاسيما فى سنوات الحرب الباردة مع المعسكر الشيوعى فى تشكيل عقلية شعوب الأرض تجاه السياسات الأمريكية والحلم الأمريكى عبر القارات وكانت هوليوود القوة الناعمة التى لعبت فى أحيان كثيرة دوراً لا يقل أهمية عن القوة الأمريكية المادية والاقتصادية والعسكرية، حيث تعمل عبر الشاشة الكبيرة والصغيرة لإرسال رسائل تحفز المشاهدين على تبنى أو تحقيق الأهداف الأمريكية، وتضمن للأمريكيين موافقة العالم مسبقا على ما يذهبون فى طريقه من مشروعات.

ومنذ أوائل القرن العشرين تتحكم هوليوود فى العقول البشرية بجميع أنحاء العالم وبعد الطفرة التكنولوجية والمعرفية غير المسبوقة فى العقود الثلاثة الأخيرة كالإنترنت والفضائيات وشبكات الكابل وغيرها بات التأثير لا يقاوم ولا يصد أو يرد، ومع تزايد الأجيال التى تجيد التعاطى مع تلك الأدوات، والأخطر من ذلك أن البنتاجون يتدخل بشكل مباشر فى عملية تقديم الأفلام العسكرية التى تعرض على شاشات العالم والتى فيها نجد الجندى الأمريكى لا يهزم والسلاح الأمريكى لا يضارعه سلاح، والتفوق الأمريكى الكاسح لا تحده حدود أو تقف فى مواجهته سدود.

ويقوم صناع الأفلام فى هوليوود من مخرجين ومنتجين وكتاب سيناريوهات بإعادة نسج التاريخ من خلال سرد أكاذيب ومن أهمها فيلم «الخروج: آلهة وملوك» الذى يجسد تاريخ النبى موسى وفيه مغالطات تاريخية كبيرة منها أن اليهود هم الذين بنوا الأهرامات حيث إن مخرج ومنتج الفيلم هو ريدلى سكوت الصهيونى وسيقوم بإنتاج فيلم جديد عن النبى داود هذا العام، وسننتظر تبديل التاريخ والأحداث.

وبحسب الخبراء فإن السيناريوهات تكتب بناء على طلب خاص من وزارة الدفاع الأمريكية، التى ترى أن تلك التغييرات تقدم لها مزايا فى عيون المشاهدين وتخلق فى أذهانهم أفكارًا نمطية ثابتة عن العظمة الأمريكية عسكرة وحضارة

والبنتاجون يسمح لهوليوود باستخدام العتاد العسكرى المكلف  ويسمح لهم بالموافقات اللوجستية العسكرية والتصوير بالفعل فى أماكن تواجد القوات المسلحة الأمريكية، وتشير الوثائق المتسربة حديثا إلى أن البنتاجون يعتبر العمل فى الأفلام جزءا مهما من العلاقات الأمريكية العامة، وتجسيد الجيش أصبح أمرا دعائيا وفقا للمحلل ديفيد روب فى تقريره فى مجلة «بريلز كونتنت».

وتظهر الوثيقة أن شركات الإنتاج غالبا ما تكون متلهفة للتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية، فقد كتب «فيليب ينمى» المدير التنفيذى «لشركة ديزنى» نحن نؤمن بقوة بأنه وبمساعدة الجيش الأمريكى سيكون فيلم «أرماجدون» أضخم أفلام العام 1998 الذى سيصور ويجسد ريادة وبطولة جيش الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد قام نائب الرئيس الأمريكى السابق «ديك تشينى» ووزير الدفاع «دونالد رامسفيلد» فى عهد بوش الابن، بالاستفادة من مشاهدة  فيلم «سقوط الصقر الأسود» الذى ظهر قبل أحداث الحادى عشر من سبتمبر ,2001 والذى كان مزيجا من الحقيقة والخيال بل تم إرسال نسخ منه إلى جميع القواعد العسكرية الأمريكية لرؤيتها.

الفيلم سبق أحداث سبتمبر 2001 والتى هبت أمريكا لمحاربة الإرهاب بعدها، وتسببت فى حالة الصراع وعدم الاستقرار والبلبلة حتى الآن وتنامى الجماعات الإرهابية أكثر وأكثر  وكان سيناريو الفيلم يحذر من إشكالية الصراع بين الأجهزة والمؤسسات الأمريكية وبصورة خاصة الصراع بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ووزارة الدفاع البنتاجون حول معلومات مهمة تتعلق بالأمن القومى الأمريكى، وقد تم عرض الفيلم على بوش وكونداليزا رايس وعدد من الكوادر الأمنية الأمريكية.

وكانت الأفلام الهوليوودية تتناول بقوة الهيمنة الأمريكية الجديدة على العالم بكل الطرق كالقوة والغطرسة والسيطرة الكاملة على منافذ القارات الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة وأخذ دور القيادى الذى يصدر الأوامر.

ومن أهم الأفلام التى روجت للسياسة الأمريكية فيلم «بن لادن» الذى عرض قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية بشهر واحد وكأنه أمر مقصود ومرتب له من أجل التدخل عند الرأى العام الأمريكى لتحقيق مصالح الحزب الديمقراطى للدفع بالمرشح الرئيسى وهو باراك أوباما الذى كان وراء تلك العملية من أجل إضعاف الجمهوريين.

وفى العام الماضى كانت المخابرات الأمريكية تستعد لوضع سياسة ترمى إلى الإشراف على علاقاتها مع العاملين فى صناعة السينما فى هوليوود مما يشير إلى متانة العلاقة بين هوليوود والبيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية فى مثلث يجيد صناعة الهيمنة العالمية بشكل احترافى.

وقد تم استبدال الاتحاد السوفيتى والشيوعية بالإسلام كعدو رئيسى وكانت هناك الكثير من الأفلام التى تسىء للعرب وللدين الإسلامى حتى يتسنى للإدارة الأمريكية تبرير هجومها فى الدول العربية ودول الشرق الأوسط بحجة القضاء على الإرهابيين وها هى تمارس حربها بطرق غير شريفة من هجمات للطائرات بدون طيار وغيرها.

وتخفى سلسلة الحروب التى أطلقتها واشنطن حول العالم بوصفها حروبًا ضد الإرهاب أجندات خاصة تعزز من فكرة القرن الأمريكى. فمنذ العام 2007 شهدت هوليوود سلسلة من الأفلام التى تؤكد على التراجع الشعبى المتزايد لدعم حروب أمريكية ضد الإرهاب من وجهة نظر أمريكا.

منها «إن ذا مالى أوف إيلا» الذى يروى قصة مقتل أمريكى عاد من العراق. وهذا الفيلم يحمل توقيع المخرج الكندى بول هانميس الحائز على جائزتى أوسكار عن فيلم «كراشى» فى العام 2006 ويقول لوهاريس رئيس تحرير موقع موفيز الإلكترونى إن هوليوود اكتسبت اليوم طابعا سياسيًا أكثر من أى وقت مضى، ولم تعد تهاب اتخاذ موقف يظهر تحكمها فى سياسة أقوى دولة بالعالم.

واللافت للنظر أن هوليوود كانت منبعا لتمويل مرشحى الرئاسة، وقد بدأت العلاقة بين واشنطن وهوليوود باحتياج رجالات هوليوود لاكتساب مظهر قوة بالظهور مع السياسيين، لكن هذه العلاقة تحولت، حين احتاجت واشنطن لأموال هوليوود إلى أن بدأ القرن الحادى والعشرون الذى صار فيه الاحتياج المتبادل ضرورة، من واشنطن لدعم سياستها الخارجية، ومن هوليوود لاستعادة السوق الخارجية بسياسة جديدة.

وكان التعاون وثيقا بين صناعة السياسة فى واشنطن وصناعة السينما فى هوليوود، فمن ناحية المصالح الاقتصادية، احتل التصدير مساحة لها اعتبارها فى هذا التعاون، حيث بلغت صادرات الأفلام ما يعادل عشر مرات وارداتها من الأفلام الأجنبية، أى أنها احتفظت بالميزان التجارى لصالحها.

ومن الناحية السياسية، كان دور السينما فى تقديم معلومات للشعوب، أمرًا يخص السياسة الخارجية، ويعزز مهامها فى الخارج، وعلى سبيل المثال، فحين قامت الحرب العالمية الثانية، أعطى الرئيس روزفلت الضوء الأخضر لاستمرار الإنتاج التجارى فى هوليوود، فى وقت كان جو الحرب قد بدأ يؤثر على إنتاجها، لكنه أعطى تعليمات بأن تساند استوديوهاتها جهود أمريكا فى الحرب، وقام تعاون بين الحكومة فى واشنطن، وبين هوليوود فى إنتاج أفلام الحرب.

بعد تولى جورج بوش الرئاسة عام 2001 بدأ يدرك بعد تعثر سياسته الخارجية، واتساع موجات الرفض لها فى أوروبا وآسيا والعالم الإسلامى، احتياجه لدور مساند من هوليوود، وذهب كارل روف مستشار بوش إلى هوليوود، وعقد اجتماعا حضره رؤساء شركات السينما وكبار المخرجين والكتاب، لإقناعهم بقيام هوليوود بدور فى الحرب على الإرهاب، أسوة بالدور الذى قامت به هوليوود فى الدعاية للولايات المتحدة والغرب فى أثناء الحرب العالمية الثانية، حين كانت الأفلام تتوالى عن المواجهة بين الحلفاء وألمانيا النازية، لكنهم وجدوا أن الوضع مختلف هذه المرة، حيث كانوا ضمن التيار العام من الأمريكيين ضد سياسات بوش، وضد حرب العراق.

مجلة روز اليوسف في

07.02.2015

 
 

«السوق المركزي» في تامبير بفنلندا

الوسط - منصورة عبدالأمير

يشارك المخرج البحريني الشاب صالح ناس بفيلمه «السوق المركزي» في مهرجان تامبير للأفلام Tampere Film Festival الذي يقام في فنلندا، ويعد أحد أكبر مهرجانات أوروبا للفيلم القصير. ويعد «السوق المركزي» الفيلم الوحيد الذي يمثل بلداً عربياً في مسابقة المهرجان. ويعقد المهرجان دورته الخامسة والأربعين في الفترة 4 - 8 مارس/ آذار 2015.

وشارك فيلم «السوق المركزي» في عدد من مهرجانات الأفلام العربية والدولية، من بينها مهرجان كالاغاري السينمائي الدولي في كندا، ومهرجان سان فرانسيسكو للسينما العربية في كاليفورنيا، ومهرجان مونتريال السينمائي الدولي.

ويروي الفيلم قصة صبي يعمل في السوق المركزي، حيث يقوم بنقل المشتريات وتوصيلها، وتأتيه الفرصة لكسب مبلغ مالي كبير من خلال حلب عنزة في حظيرة مجاورة.

قام ببطولة الفيلم الشاب الموهوب عبدالله حسن، وهو من تأليف وإخراج صالح ناس ومن تصوير شاكر بن يحمد. أما الموسيقى التصويرية فهي من تأليف المايسترو البحريني محمد حداد، وقام بتصميم الصوت عبدالله جمال وتم التسجيل بواسطة عادل محمود. الفيلم من إنتاج إليمنتز للتصوير السينمائي (Elements Cine Productions)، كما حصل على دعم جزئي من وزارة الثقافة ودعم «إنجاز» التابع لسوق دبي السينمائي.

الوسط البحرينية في

07.02.2015

 
 

مهرجانات السينما فى المحافظات منزوعة الدسم

تحقيق ــ محمد عدوى

·        الجمهور لا يحضر.. والمحليات لا تهتم إلا نادرًا

·        محمد القليوبى: نفتقد للدعاية.. وميزانيتنا لا تكفينا

·        على أبوشادى: توسيع دوائر المشاهدة مسئولية صناع المهرجانات

·        طارق الشناوى: للأسف القائمون عليها لا يعرفون الهدف الحقيقى لها

مع كثرة المهرجانات السينمائية التى تتم إقامتها فى محافظات مصر وهى مهرجانات مهمة بدون شك، لكن يبقى تساؤل مهم، وهو مدى تحقيق هذه المهرجانات لهدفها الحقيقى، وهو ان تصل الى الجماهير فى تلك المحافظات؟، فكثيرا ما نلاحظ ان من يشاهد افلام هذه المهرجانات هم النقاد والصحفيون الذين جاءوا من القاهرة لتغطية الفعاليات، ولا اثر لأهالى هذه المحافظة إلا فيما ندر.. «الشروق» تستعرض المشكلة فى هذا التحقيق.

المخرج محمد كامل القليوبى رئيس مؤسسة نون السينمائية والتى تنظم مهرجان بمدينة الأقصر هو مهرجان السينما الأوروبية والمصرية يعترف بهذه الأزمة، ويقول: فى الدورة الأولى من المهرجان قمنا بترجمة كل الأفلام الى اللغة العربية ولكن هذا العام للأسف الميزانية لم تسعفنا، واعتقد انه اذا قمنا بترجمة الأفلام سوف تجذب عددا اكبر من الجماهير، ونحن الآن نقوم بعمل قاعدة من شباب مدينة الأقصر لينضموا الى المؤسسة، وسوف نسعى لضم عدد من مثقفى الأقصر الذين لهم نفوذ جماهيرى، ونشكل مجموعة اصدقاء مهرجان الاقصر من شباب المدينة الذين جاءوا الى المؤسسة، وابدوا حماسا كبيرا، وعرضوا عمل مسابقة تصوير فوتغرافيا، وهناك مشاريع اخرى ليكون هناك تواصل مستمر، هذا العام ايضا قمنا بدعوة عدد من مشايخ الأقصر لمشاهدة فيلمى «الفيل الازرق» و«الجزيرة 2».

ويضيف القليوبى: للأسف وجدنا عند وصولونا الى الاقصر ان وسائل الدعاية التى وضعناها فى الطرق غير موجودة ربما بفعل الاهمال، أو البيروقراطية، اضافة الى اننا لا نملك ميزانية ضخمة للاتفاق مع شركة دعاية خاصة للترويج للمهرجان داخل مدينة الاقصر، واعتمدنا فقط على عدد من المتطوعين، والحقيقة اننا قمنا بتطوير نظام العرض (H D) ليكون هناك مستوى عالٍ من العرض وهذه المسألة كلفتنا 200 ألف جنيه، واعترف ان هناك تقصيرا فى مسألة حضور الجماهير لأفلام المهرجانات، ولكن عندى ثقة انها سوف تتحسن تدريجيا فالعام الماضى حضرت سيدات الاقصر فيلم فتاة المصنع، وهذا العام حضروا فيلم عائلة ميكى مع النجمة لبلبة، وصحيح انهم يقبلون على الافلام المصرية اكثر لكنى ارى انه سوف يحضر اهل الاقصر افلام المهرجان كلها بشكل تدريجى.

الناقد على ابوشادى والذى كان مسئولا عن مهرجان الاسماعيلية السينمائى يتحدث عن تجربته، وعن رؤيته لعدم وجود جماهير فى كثير من العروض وقال: فى الاسماعيلية كنا نعانى من مشكلة الجماهير فى السنوات الأولى من المهرجان، لكن بعد انتظام المهرجان وبعد حفاظنا على مستوى جيد للأعمال، وعمل دعاية مكثفة، استطعنا ان نزيد من ارضية المشاهدة، وآخر عام كانت لدينا كمية غير طبيعية من الدعاية بفضل وقوف المحافظة معنا، واذكر انها ألزمت المقاهى والمحلات بوضع بوستر المهرجان فى كل مكان، والحقيقة ان هذه المسألة تحتاج الى دعاية كبيرة واظن ان مهرجان الاقصر كان يعانى من عدم وجود بانرات دعائية، والتى قاموا بتعليقها وخلعت على ما اظن، والجمهور اذا عرف ان هناك مهرجانا سوف يذهب اليه بدون شك، وحتى لو وجدنا عددا قليلا من اهل المنطقة، واظن ان هذه مسئولية من يدير المهرجان والمحافظة واداراتها.

ويضيف ابو شادى: يجب ألا نضع اللوم على جمهور هذه المحافظات، وانا اعتقادى ان كل محافظة مصرية بها عدد كبير من عشاق السينما، وعليك ان تقل لهم فقط ان هناك مهرجانا وستجدهم فى قاعات العرض، ودائما لابد وان تعمل كإدارة للمهرجان على هؤلاء فلا معنى لمهرجان بدون جمهور، وتوسيع دوائر المشاهدة مهمة من ينظم المهرجان طبعا.

الناقد طارق الشناوى يضع يديه على بعض النقاط المهمة ويقول: هناك مفهوم خاطئ حتى عند صناع هذه المهرجانات والصحفيون الذين يتابعون المهرجانات، وهو اعتقادهم بأن هذه المهرجانات تصنع لهم وللنقاد ولصناع الأفلام، وهو مفهوم خاطئ تماما لكن الحقيقة ان المهرجان يعنى جمهورا، واذا ذهبت الى مهرجان كان مثلا تجد شعب هذه المدينة مصطفا لرؤية الافلام، ويعتبرون المهرجان جزءا من تكوينهم وحضوره اسلوب حياة، وللأسف هذه الثقافة غائبة لدينا حتى عن محافظات كبيرة مثل الاسماعيلية والاسكندرية، فلا تشهد المهرجانات التى تقام بها إقبالا جماهيريا، ودور المهرجانات ان تصل هى للناس، وتبحث عنهم، ودور من يقوم على هذه المهرجانات البحث عن جمهور، وان يصل الى اهالى هذه المحافظات وهذا دوره الاساسى قبل ان يحصل على افلام جيدة ويستضيف نجوما وخلافه، المهم هو ان يرى اهل هذه المحافظات هذه الافلام.

ويضيف الشناوى على السبيل لتحقيق هذا قائلا: يجب ان يعمل اصحاب هذه المهرجانات على عمل الدعاية اللازمة، وان يتم تخفيض اسعار التذاكر او حتى جعلها بالمجان، وارجو ان يضع القائمون على هذه المهرجانات هدف وجود جماهير على رأس اولوياتهم.

أهل الفن يخذلون سيدة الشاشة فى حفل تكريمها

كتبت ــ إيناس عبدالله:

محفوظ عبدالرحمن: فاتن حمامة لم تكن لتستطيع العيش فى العشوائية التى تسيطر علينا

محمود ياسين: لديها إبداع غير مسبوق.. وتعويضها غير وارد

أشرف عبدالغفور: قدمت 100 فيلم فى 60 عامًا لأنها كانت حريصة على طرح نموذج يحتذى به

«بعد ان اوصت بعدم اقامة عزاء لها، اصبح واجبا على عشاق فنها اقامة حفلات التكريم لهذه الفنانة العظيمة، لتكون فرصة للتعبير لها عن مدى حبنا وافتقادنا لها»، بهذه الجملة أكد الفنان اشرف عبدالغفور نقيب الممثلين على اهمية اقامة حفلات لتكريم اسم الراحلة فاتن حمامة، مشددا انها فرصة لكى يعبر الفنانون خاصة من ابناء هذا الجيل عن حبهم لفنانة لم تكن ممثلة عابرة عبرت الفن بسلام، وانما هى تمثل دفتر احوال السينما المصرية منذ ان بدأت التمثيل وعمرها 8 اعوام.

ورغم هذا التأكيد الذى جاء على لسان نقيب الممثلين فإن الممثلين انفسهم خيبوا ظنه، وخذلوا سيدة الشاشة العربية بدلا من تكريمهم حينما تغيبوا بلا اعذار عن حضور حفل تكريمها الذى اقامته جمعية كتاب ونقاد السينما برئاسة الناقد الامير اباظة فى مسرح الهناجر، رغم تأكيد عدد كبير منهم على الحضور للمشاركة بهذه الاحتفالية الهامة، فلم يحضر من قائمة تضمنت اكثر من 50 فنانا الا الفنان محمود ياسين واشرف عبدالغفور وسامح الصريطى ومنال سلامة والكاتب محفوظ عبدالرحمن والفنانة سميرة عبدالعزيز والكاتب مجدى صابر.

الحفل بدأ بعرض فيلم يستعرض اهم افيشات افلامها كما يتضمن بعض تصريحاتها التى ادلت بها لوسائل الاعلام وجزءا من حفل تكريمها بإحدى دورات مهرجان الإسكندرية الذى تقيمه جمعية كتاب ونقاد السينما ومشاهد من جنازتها.

وتحدث الناقد الامير اباظة رئيس الجمعية ورئيس مهرجان الاسكندرية السينمائى مؤكدا رفضه فكرة الوقوف دقيقة حدادا على روح فاتن حمامة، مشيرا الى انها نفسها حينما كانت تتحدث عن فنان رحل لا تشير الى وفاته ولكن تشير الى عمله الذى يخلد اسمه انطلاقا من أن الفنان لا يموت ورغم انها رحلت عن دنيانا بجسدها ولكن تبقى اعمالها راسخة فى اذهاننا.

واستعاد الفنان محمود ياسين ذكرياته مع الفنانة فاتن حمامة وقال انه تعلم منها عن بُعد من خلال اعمالها وشرف بالوقوف الى جوارها فى فيلم «الخيط الرفيع» ليتعرف اكثر على عظمتها وقدراتها الإبداعية وكيف احتوته وهو الذى كان فى بداية مشواره الفنى وهى صاحبة لقب سيدة الشاشة العربية وقال انها صاحبة ابداع غير مسبوق وليس بالإمكان تعويضها مرة اخرى وان احترام الجميع لها لا يقف عند حد.

وقال الفنان اشرف عبدالغفور: اختلف البعض عن عدد افلامها هناك من قال انهم 94 وهناك من اكد انهم 100 فيلم على مدى 60 عاما من الفن، وهذا الرقم ليس كبيرا فى هذه الرحلة الطويلة وان دل على شىء فإنما يدل على حرص هذه الفنانة العظيمة على انتقاء واختيار اعمالها بدقة لأنها كانت تعرف انها تمثل نموذجا وقدوة يحتذى به وان الجمهور ينتظر منها الاحسن وكانت تقدم له الاحسن باستمرار.

وتحدث الكاتب محفوظ عبدالرحمن معلنا غضبه من حالة العشوائيات التى تعانى منها مصر خاصة بعد ان تهافت على تصويره عدد كبير من المصورين مما سبب فوضى كبيرة وقال: فاتن حمامة لم تكن لتستطيع العيش فى هذه العشوائية ولو شاهدت هذا المنظر لماتت على الفور. واضاف: هى ابنة الطبقة الوسطى التى دعمتها وساعدتها على الاستمرار وباختفاء الطبقة الوسطى اختفى الفنان الحقيقى واحتل مكانة فنان العشوائيات وفاتن لا تتمتع بموهبة واحدة بل هى صاحبة العديد من المواهب اهلتها للقب سيدة الشاشة بلا جدال.

واستعادت الفنانة سميرة عبدالعزيز وهى تبكى ذكرياتها مع الفنانة فاتن حمامة منذ ان اشتركت معها فى بطولة مسلسل ضمير ابلة حكمت وقالت خرجت من هذا العمل بصداقة كبيرة مع فاتن امتدت 18 عاما كاملة.

واستعادت ايضا الفنان منال سلامة ذكرياتها مع الفنانة فاتن حمامة فى نفس المسلسل الذى شاركت فيه بمشهدين فقط.

واعلن مدير التصوير رمسيس مرزوق مسئوليته عن وضع فلاتر للكاميرا اثناء تصويره مسلسل وجه القمر للفنانة فاتن حمامة نافيا ما نشرته بعض الصحف ان هذه الفلاتر بناء على طلب فاتن حمامة لتحسين صورتها على الشاشة، مؤكدا انه صاحب القرار رغبة منه فى الحفاظ على صورة سيدة الشاشة لدى الجمهور خاصة انها كانت مبتعدة لسنوات طويلة.

واكد الفنان سامح الصريطى وكيل نقابة المهن التمثيلية ان الحديث عن رحيل فنان بحجم فاتن حمامة هى لحظة صعبة ولكن العزاء يكون فى الرصيد الكبير من الاعمال الرائعة التى تخلد اسم الفنان، وتحدثت د. غادة جبارة عميد معهد السينما عن الدور الحقيقى للفنان فى تأسيس مجتمعات متحضرة.

وانتهى الحفل بتسليم درع تكريم من جمعية نقاد وكتاب السينما للفنانة الراحلة وتسلمته عنها الفنانة سميرة عبدالعزيز التى كانت تنوب عن فاتن حمامة فى بعض حفلات تكريمها وسيدة الشاشة على قيد الحياة.

الشروق المصرية في

07.02.2015

 
 

كتاب جديد عن سينما ألكسندر سوكوروف وشخصياته المتناقضة

24 ـ محمد هاشم عبد السلام

يعتبر كتاب "سينما ألكسندر سوكوروف: شخصياته المتناقضة"، للباحث والناقد السينمائي جيرمي شانيفسكي، أول كتاب يكتب باللغة الإنجليزية عن المخرج الكبير ألكسندر سوكوروف. ويتناول مؤلف الكتاب بالنقد والتحليل الأفلام الروائية الطويلة لأحد أهم وأروع، إن لم يكن أصعب، صناع السينما الروس الكبار في زماننا

وقد انقسم الكتاب، بعد المقدمة، إلى خمسة عشر فصلاً متفاوتة الصفحات، أعقبتها خلاصة، وأخيراً حاشية كبيرة بعض الشيء، انقسمت لقسمين عبارة عن حوارين أجراهما المؤلف مع المخرج على سنوات متباعدة من تأليفه للكتاب.

إن الكتابة عن المخرج الروسي الكبير ألكسندر سوكوروف، أحد أكثر المخرجين المعاصرين غزارة، ليست هينة بالمرة، هكذا يكتب مؤلف الكتاب في مقدمته. وهو محق بالفعل، لأن التصدي بالنقد والتحليل لأفلام سوكوروف أمر جد صعب، لكن تلك الصعوبات تتلاقى كلها وتصب في النهاية في ميزة واحدة: سوكوروف فنان بحق، عميق الثقافة وغزير الاطلاع، من القلائل الذين يغوصون عميقًا فيما وراء التجارب الإنسانية والشخصية لسبر أغوارها، إلى جانب أننا كثيرًا ما نجد أعماله تردد صدى القضايا السياسية والاجتماعية التي تنتمي إما لزماننا أو الحقبة السوفيتية على أبعد تقدير.

وبالرغم من الصورة أو الرؤية البصرية والفكرية الكامنة في أفلام سوكوروف، إلا إنها بالفعل لا تنفصل عن القضايا السياسية والاجتماعية. وذلك ما بينه لنا مؤلف الكتاب في العديد من فصوله. كذلك أورده على لسان المخرج الشهير، الذي، وعلى النقيض من الكثير من الفنانين الحقيقيين، يعلن اهتمامه البالغ بالسياسة التي تشغل مكانًا مركزيًا في سينماه. وكيف أن العديد من أفلامه يمكن، بل وينبغي، قراءتها أيضاً كرموز سياسية، لكن من دون تعمد. فيلم "فاوست" (2011)، على سبيل المثال، تعرض لتبعات العلاقات المعقدة بين روسيا وألمانيا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وهو تقريباً نفس ما يعكسه فيلمه "البرود الحزين" (1983)، حيث رصده المماثل لانهيار الاتحاد السوفيتي.

إن الإخفاق في الاقتراب من عالم سوكوروف، وتناوله على النحو الملائم، ووفقاً لشروطه، كان من الممكن جداً أن يفضي بالمؤلف إلى أن يخفق بسهولة في الوصول إلى هدفه، ومن ثم نضل الطريق لفهمه. لكن المؤلف جيرمي شانيفسكي نجح في كتابه الرائع حقًا، في تجنب هذه المشكلة، على امتداد الكتاب الذي يتجاوز حجم صفحاته المئتين وخمسين صفحة، وذلك عبر رصده لتيمة واحدة رئيسية في أفلام سوكوروف، ومحاولته استجلائها، إلى جانب العديد من التيمات الأخرى الفرعية بالطبع، وتلك التيمة اختار لها المؤلف أن تحمل العنوان الفرعي للكتاب، "شخصيات متناقضة".

وتلك، تتبدى لنا جلية في الفصل المخصص لفيلم "ألكسندرا"، على سبيل المثال، حيث القصة الغريبة لتلك الروسية المُسنة التي تزور معسكرًا للجيش في الشيشان. وفيه يرفض المؤلف فكرة أن ألكسندرا فيلم لا يتحرج من الدعاية الداعمة والمبررة لعمليات وتصرفات الجيش الروسي هناك، لأنه في الوقت نفسه يُفسد ويُخرب ذلك الموقف الإيدولوجي بتبنيه مثلا إنسانية تدعم وفي الوقت نفسه تواجه الأجندة السياسية الروسية.

الفصل الذي يتناول بالنقد والتحليل فيلم "أب وابن" (2003)، يعتبر من أهم وأقوى فصول الكتاب. وينطلق فيه من اللقطة الافتتاحية التي يحضتن فيها الاب ابنه طويلا، ويأخذ في تحليلها على جميع المستويات، النفسية والاجتماعية والجنسية وحتى العسكرية، حيث التأييد الجارف للنزعة الوطنية والقومية للبلاد، وسياسة رئيسها بوتين، لكنه ينتهي إلى رصد التناقضات التي تنتهي باتساع الفجوة بين ما هو أبوي وما هو سلطوي بطبيعته.

ونفس هذا التحليل العميق والمتشعب، نقرأه في الفصل الذي يحلل فيه فيلم "الفُلك الروسي" (2002)، وقد حمل الفصل عنوان "الفُلك الروسي: مرثية إمبراطورية". في هذا الفيلم، الذي يبلغ زمنه مئة دقيقة مُصورة في لقطة واحدة ممتدة، تتجول بنا عبر الحقب الزمنية المختلفة تاريخيًا ومكانيًا، حيث صالات وقاعات وطرقات وأروقة متحف الأرميتاج، يلاحظة المؤلف ابتعاد المخرج عن كل ما يتعلق تقريبًا بالفترة السوفيتية. بينما يحتفي، بقدر من الحنين الواضح، بكل تلك العظمة التي للماضي الروسي، فيما يبدو أنه الوداع الأخير لفترة مضت إلى غير رجعة، ومن ثم رصد الفجوة الواسعة والتناقض الجلي بين الماضي والحاضر.

ثم فيلم "أم وابن" (1997)، الذي يمثل نقطة تحول حقيقية في الكتاب، وكذلك في مسيرة سوكوروف المهنية، والذي كان سببًا رئيسيًا في ذيوع اسمه أكثر على المستوى العالمي وانتشار أفلامه على نحو واسع في مختلف القارات، وفي الآن نفسه دخوله في علاقة غريبة ومعقدة مع السلطة. حيث تحوّل من مخرج، وحيد، منعزل منشق، مغضوب عليه، تضيّق عليه الرقابة وتخنقه السلطة خلال السنوات الأخيرة للنظام السوفيتي، بينما شرع في تنفيذ رباعيته، "مولوخ" (1999) عن هتلر، و"الثور" (2001) عن لينين، و"الشمس" (2005) عن هيروهيتو، وفاوست (2011)، وكيف أصبح تدريجيًا نوعًا من الفنانين الرسميين الممثلين لروسيا الجديدة البوتينية، وذلك في مقابل الاحتفاء والدعم المتزايدين له من جانب الدولة. باختصار، من مهمش يعيش على الهامش، لمخرج وجد نفسه فجأة في القلب. ومن هنا ينبع ذلك التناقض الذي راح يبرز بوضوح أكثر في بعض أفلامه الأخيرة.

إلى جانب الازدواجية أو التناقض للشخصيات، يرصد الكتاب أيضًا التناقض بين السمات الرئيسية لسينما سوكوروف. وبرغم هذا النهج الجديد المغاير للاقتراب من أفلامه وتناقضاتها، لكن المؤلف أسهب إلى حد كبير في رصد وتضخيم تلك التناقضات وعقد المقارنات أيضًا التي كان موفقًا في بعضها وغير موفق في البعض الآخر. فقد جانبه الصواب بعض الشيء فيما يتعلق بالمقارنة بين سوكوروف وفاسبيندر وبريسون وبرجمان، لا سيما وأنها لم تضف الكثير أو تعمق شيئًا بخصوص سوكوروف وسينماه.

في حين كان موفقاً فيما يتصل بتاركوفسكي، الذي كرّس فصلا من الكتاب للمقارنة بينه وبين تاركوفسكي بعنوان "أيام الكسوف: وداعًا، بابل، وداعًا، تاركوفسكي". وقد اختتم المؤلف ذلك الفصل بعدما اقنعنا بانتفاء تلك الأكاذيب أو الأقوال غير الدقيقة التي ترددت كثيرًا عن أن سوكوروف ما هو إلا مجرد وريث لتاركوفسكي وسينماه، بينما هو محض تلميذ مخلص سار بعض الوقت على درب خير سلف له.

وقد فعل المؤلف الشيء نفسه تقريبًا في الفصل الرابع "الحفظ والحماية: عن الملائكة والذباب"، الذي عقد فيه مقارنة بين العملية الإبداعية عند المخرج سوكوروف، وعند الأديب جوستاف فلوبير مؤلف رواية "مدام بوفاري"، التي أخرجها سوكوروف تحت عنوان "الحفظ والحماية" عام 1989، وأخذ يُبرز أوجه التشابه والتناقض فيما بين المبدعين وأسلوبهما.

يعتبر الحواران المنشوران بنهاية الكتاب مع المخرج ألكسندر سوكوروف، من أهم فصول الكتاب، حيث يتحدث المخرج إلى المؤلف عن العديد من النقاط التي أثارها الكتاب في فصوله المتعددة، وفي الآن نفسه ناقش معه القضايا التي تطرحها سينماه وأفلامه على وجه الخصوص ورؤيته الحياتية والفنية.

وفي أحد الحوارين كشف سوكوروف عن أن السينما، الآن، بالنسبة له، مجرد وظيفة، في حين أن ميوله الحقيقية في مكان آخر، على وجه التحديد، في الرسم والأدب والموسيقا، وبشكل أعم "الفن الجاد"، وأنه يُفضل أن يكون ذلك الفن سابقًا على تاريخ حدده بعام 1900.

حصل الناقد والباحث جيرمي شانيفسكي على درجة الدكتوراة من جامعة ييل في السينما والدراسات السلافية. وهو مخرج سينمائي مُستقل يعيش ويعمل في لوس أنجيليس، بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد اشترك في تحرير كتاب "معجم السينما العالمية: بلجيكا"، الذي صدر في عام 2013.

موقع "24" الإماراتي في

07.02.2015

 
 

هل بإمكان رابطة الدم أن تورث الجريمة؟

منة الله فهيد – التقرير

“أذناي تسمعان ما لا يستطيع الآخرون سماعه، أشياء صغيرة متباعدة لا يراها الناس أراها أنا، هذه الحواس ثمار سنوات من الاشتياق للتحرر، للكمال. أنا لا أستمد هيئتي من أشياء لي وحدي، فأنا أرتدي حزام والدي مربوطًا على قميص والدتي، وحذائي هذا أعطاه لي عمي. هذه أنا، كزهرة لم تختر لونها، نحن لسنا مسؤولين عما صرنا عليه، فقط عندما تدرك ذلك تصبح حرًا، ولكي تصبح راشدًا عليك أن تصبح حرًا“.

بهذه الكلمات بدأ المخرج الكوري الجنسية “تشان-ووك باركChan-wook Park” فيلمه “Stoker” على لسان بطلة الفيلم “أنديا” بمشهد النهاية؛ لتكون الـ 99 دقيقة، مدة عرض الفيلم، المقبلة ماهي إلا استعراض للأحداث التي أدت لهذا المشهد ولهذه الكلمات.

فيلم “ستوكر” هو الفيلم الأمريكي الأول للمخرج “تشان-ووك باركChan-wook Park“، فبعد نجاحه للوصول بأفلامه المحلية الجنسية إلى مهرجانات الأفلام العالمية واقتناص عدة جوائز منها، جاء هذا الفيلم بصبغته الأمريكية كتذكرة لاختراقه عالم هوليوود.

المخرج الذي بدأ حياته كناقد سينمائي وأغرته أعمال العظيم “ألفريد هيتشكوك” بالدخول إلى عالم صُنع الأفلام، يبدو هذا العمل متأثرًا كثيرًا بأسلوب ملهمه “هيتشكوك”.

تدور أحداث الفيلم حول “أنديا ستوكر”، الفتاة التي فقدت أباها “ريتشارد” -المقرب إليها- يوم عيد مولدها الـ 18 في حادث سيارة أليم، ليتركها بصحبة أمها “إيفلين” التي تبدو مضطربة وغير متزنة نفسيًا، في جنازة أبيها يظهر عمها “تشارلي” الذي لم تكن تدري بوجوده من قبل ولم تعرف عنه أمها سوى أنه يقضي حياته مسافرًا حول العالم، لذا لم يتمكنا من مقابلته سابقًا.

يعلن “تشارلي” عن رغبته في المكوث معهما بعض الوقت مما يسعد “إيفلين” التي تعاني حرمانًا عاطفيًا تعلم أنها لن تجده عند ابنتها مثلما لم تجده مع زوجها الذي انشغل عنها بحب ابنته، في حين تبدو “أنديا” غير مرحبة بوجود هذا العم الغامض تحت سقف بيتهما، ولكنه يبقى في النهاية.

يتقرب “تشارلي” من الأم بسهولة، بينما ترفضه “أنديا” على الرغم من محاولاته المتكررة لإظهار حبه واهتمامه بها.

تستمع “أنديا” لخلاف “تشارلي” مع مدبرة المنزل من بعيد، لتختفي بعدها السيدة “مكفريك” بدون أثر، لا تكترث “إيفلين” لاختفاء “مكفريك” ولا يشغل بالها سوى مهمة تحضير الطعام التي لا تجيدها وبات عليها الآن أن تفعلها بنفسها، ليتطوع “تشارلي” للقيام بها وينال بذلك إعجاب الأم أكثر فأكثر.

تأتي العمة “جين” لزيارة منزل “ريتشارد”، ابن أخيها المتوفى، ومواساة زوجته وابنته، لتفاجأ بوجود “تشارلي” بالمنزل ونيته في قضاء المزيد من الوقت معهما، تحاول “جين” التحدث إلى “إيفلين” على انفراد ولكن الأخيرة ترفض لعدم توافقهما فيما سبق.

أثناء رحيلها عن المنزل لقضاء ليلتها بأحد الفنادق، تعطي “جين” رقمها لـ “أنديا” وتطلب منها مهاتفتها، لاحقًا وأثناء محاولتها مكالمة “إيفلين” من أحد الهواتف العامة يجدها “تشارلي” الذي تتبعها إلى الفندق الذي تمكث فيه ويخنقها بحزامه قبل تمكنها من الوصول إلى “إيفلين”، في نفس اللحظة تكتشف “أنديا” جثة السيدة “مكفريك” التي أبقاها “تشارلي” في مجمد المنزل.

في اليوم التالي يقوم أحد الصبية بالسخرية من “أنديا” ومضايقتها بالألفاظ البذيئة، فتقوم الأخيرة بطعنه في يده بقلمها الرصاص، لينكشف لنا ولها ولـ “تشارلي”، الذي كان يراقبها من بعيد، وجهًا عدوانيًا لم نكن نعلم بوجوده داخل “أنديا” إلا من خلال رحلات صيدها مع أبيها.

تجد “أنديا” نفسها منجذبة نحو سحر عمها الغامض رغمًا عنها ورغمًا عن علمها بقتله للسيدة “مكفريك”.

في المساء، وعند مشاهدتها لتقرب عمها لأمها، تشعر “أنديا” ببعض الغيرة وتخرج للبحث عن “ويب تايلور”، أحد الشباب من المدرسة، وتذهب معه إلى الغابة مقررة أن تقضي معه وقتًا حميميًا، ولكن سرعان ما تتراجع وتقضم لسانه لتسيل دماؤه وتطلب منه إعادتها للمنزل، فيرفض الفتى ويحاول الاعتداء عليها، ليأتي “تشارلي” ويقوم بإنقاذها منه بعد أن يكسر عنقه بحزامه.

يذهبا لدفنه بحديقة المنزل، فتتذكر “أنديا” الرقم الذي أعطته لها عمتها “جين” فتحاول الاتصال بها، لتسمع رنين هاتفها يأتي من تحت الأرض التي يقوم “تشارلي” بحفرها لدفن “ويب تايلور”؛ فتعلم أن “تشارلي” قد قتل العمة “جيني” أيضًا.

في هذه الليلة أطلقت “أنديا” سراح الوحش بداخلها، الوحش الذي كان يقبع في داخلها لسنوات وحاول والدها تقييده وتقليم أظافره عن طريق اصطحابها في رحلات صيد برية ليشبع غريزتها العدوانية، برحيل أبيها ودخول “تشارلي” إلى حياتها لم تستطع “أنديا” التظاهر بعكس حقيقتها أكثر من ذلك.

الآن فقط فهمت مقولة أبيها: “أحيانًا عليك أن تفعلي شيئًا سيئًا ليوقفك عن فعل شيء أسوأ“، الآن أدركت أن أباها لم يهو الصيد يومًا، كما جعلها تصدق، بل كان يفعل ذلك فقط من أجلها.

في مشهد من المشاهد القليلة التي جمعت الأم بابنتها، تطلب “أنديا” من “إيفلين” أن تمشط لها شعرها، فتتململ الأخيرة متحججة بكونها ذاهبة للنوم، فتعرض عليها “أنديا” أن تقوم هي بتمشيط شعرها، تدرك حينها “إيفلين” أنها لم تمشط شعر ابنتها قط.

تبدوا “إيفلين” نادمة بعض الشيء جراء ما وصلت إليه علاقتها بابنتها، ولكنها تلقي باللوم على زوجها “ريتشارد” الذي استحوذ على اهتمام وقلب ابنتهما باصطحابها معه في رحلات الصيد، “كيف كان يمكنني أن أنافس كل تلك الطيور الميتة التي كنتي تحضرينها بانتظام إلى المنزل؟“.

في اليوم التالي، تذهب “أنديا” لتنظف مكتب أبيها فتجد أحد الأدراج مغلقًا، فتتذكر المفتاح الذي وجدته كهدية عيد مولدها هذا العام بديلًا عن زوجي الأحذية الموحد الذي أعتاد أبوها منحهما لها كل عام، ينجح المفتاح في فتح الدرج المغلق؛ لتجد “أنديا” بداخله صورًا لأبيها ريتشارد في طفولته مع أخويه “تشارلي” و”جوناثان” الذي يبدو أنه لم يتخط عامه الثاني أبدًا لعدم وجوده في الصور الأخرى، تبحث “أنديا” في محتويات الدرج الأخرى فتجد صندوقًا يحتوي على العديد من خطابات مرسلة إليها من عمها “تشارلي” على مدار سنوات عمرها.

قرأت “أنديا” خطابات “تشارلي” التي أخفاها عنها والدها في حياته، لتجد أن عمها اعتاد إرسال خطابات إليها في كل مناسبة، يتشارك معها رحلاته -المزعومة- وأفكاره وعواطفه، وعلى الرغم من عدم تلقيه جوابًا واحدًا منها يوحي بتجاوبها معه، إلا أنه بدا مؤمنًا كلية أنهما متشابهان: “أشعر بالأشياء بحدة شديدة، حتى بات الأمر لا يحتمل، أتساءل لو كان الأمر كذلك أيضًا بالنسبة إليكِ، الحياة صعبة جدًا مع حقيقة أنك تستطيعين سماع ما لا يستطيع الآخرون سماعه ورؤية ما لا يستطيعون رؤيته، أعلم أنك بداخلك تشعرين بالوحدة لأنك الوحيدة، رجاء اعلمي أني معك لأننا نتشارك نفس الدماء، سأنام الليلة وأنا أحلم أنك ستكبرين وتحملين اسمنا، كم أود أن أقابلك، مع كل حبي، تشارلي“.

بعد انتهائها من قراءة الخطابات، لاحظت “أنديا” أن عنوان المرسل منه مصحة نفسية، وليس من حول العالم كما ادعى “تشارلي” في خطاباته إليها؛ مبررًا عدم استطاعته القدوم لرؤيتها.

أمسكت “أنديا” هاتفها وفكرت في الإبلاغ عنه، لكنها تراجعت مفضلة أن تمنحه فرصة للرحيل بمواجهتها له، سألته عما حدث لأخيهم الأصغر “جوناثان” فأخبرها أنه شعر بالغيرة منه لارتباط “ريتشارد” الشديد به وحبه له، فقتله مثلما قتل “ريتشارد” الذي ذهب لإخراج “تشارلي” من المصحة يوم عيد ميلاد “أنديا”، وظن الأخير أنه سيتمكن من رؤيتها أخيرًا ليفجأ به يخبره أنه لا يستطيع تركه يقترب منها ولا من عائلته.

يهديها “تشارلي” زوجين من الأحذية مختلفين تمامًا عن النوع الطفولي الذي اعتاد والدها منحها إياه، يقاطعهما شرطي المدينة الذي جاء لاستجواب “أنديا” في قضية اختفاء “ويب تايلور”، تجيب “أنديا” على أسئلته مما يجعله يرحل مؤقتًا ويجعل “تشارلي” يسألها الرحيل معه إلى “نيويورك” لثقته بأنه سيعود ثانية بمزيد من الأسئلة والاتهامات.

تلاحظ “إيفيلين” تقاربهما، فتتحدث إلى ابنتها: “أتعرفين، غالبًا ما أتساءل عن سبب إنجابنا أطفالًا بالأساس، والاستنتاج الذي وصلت إليه هو أنه في مرحلة ما في حياتنا ندرك أن أمورًا قد فسدت لدرجة لا يجدي معها الإصلاح، نمحو الماضي، نبدأ من جديد وننجب أطفالًا، نسخًا كربونية صغيرة يمكننا أن ننظر لها ونقول: ستفعلون ما لم نتمكن من فعله، ستنجحون فيما فشلنا فيه، لأننا نريد أحدًا ليفعلها بشكل صحيح هذه المرة، لكن ليس أنا، متحدثةً عن نفسي، لا يمكنني أن أنتظر وأرى الحياة تُمزقكِ، (أنديا) من أنتِ؟

كان يُفترض أن تحبيني، أليس كذلك؟“.

لا تعطها “أنديا” أية إجابة، فتتوجه لـ”تشارلي” وتطلب منه الحديث على انفراد، تخبره “إيفلين” أنها تعلم أنه من قتل “ريتشارد” وأنه من قتل العمة “جين” وأنها لن تسمح له أخذ طفلتها بعيدًا عنها. حاول “تشارلي” إغواءها، وحالما اقتربت منه؛ خنقها بحزامه كما اعتاد أن يفعل مع ضحاياه، مناديًا على “أنديا” طالبًا منها أن تأتي وتشاهده وهو يقتل أمها.

تستجيب “أنديا” لندائه وتأتي ممسكة ببندقيتها وتصوبها نحوه وتسقطه قتيلًا، منقذة أمها من الموت.

في الصباح، ترحل “أنديا” من المنزل مرتدية حذاءها ذا الكعب العالي الذي أهداه لها عمها وقميص أمها وحزام أبيها، تبالغ في سرعة قيادتها ليلحق بها شرطي المدينة ويستوقفها فتطعنه بالمقص في رقبته؛ ليزحف مبتعدًا فتترجل من سيارتها (المشهد الذي بدأ به الفيلم)، لتجهز عليه بطلقة من بندقيتها.

استطاعت “ميا واسيكوسكا- Mia Wasikowska” على الرغم من صغر سنها، إحكام قبضتها على الشخصية، فنراها في بداية الفيلم فتاة وديعة وحيدة ثم تتحول في نهيته إلى قاتلة تقتنص ضحاياها بدم بارد مثلما اعتادت أن تفعل بالطيور، والمبهر في حقيقة الأمر أن هذا التحول في شخصيتها ستلاحظه عن طريق نظرات عينيها، مثل هذا الأداء لشخصيات لا يظهر عليها أي انفعال خارجي، بينما تعاني من انفعالات نفسية داخلية تظهرها بملامح وجهها ونبرة صوتها ونظرة عينها؛ هو الأكثر صعوبة في رأيي.

على نفس المستوى، جاء أداء “ماثيو جود- Matthew Goode”، الذي جسد شخصية “تشارلي”، بما تحتويه من إثارة وغموض وخطر وإجرام ومرض نفسي؛ متلاعبًا بأعصاب “أنديا” وأمها والمشهادين بابتسامته الساحرة.

قامت “نيكول كيدمان- Nicole Kidman” بأداء رائع، على الرغم من صغر الدور وهشاشة الشخصية، إلا أنها استغلت المرات القليلة التي أتيحت لها في الحوار لتخرج أفضل ما لديها؛ محاولة أن تسرق الأنظار. دور “إيفيلين” لم يضف إليها أي جديد، بينما أضافت له هي الكثير.

قام بكتابة السيناريو للفيلم “وينتورث ميلر- Wentworth Miller”، بطل المسلسل الشهير “Prison Break”، في أولى تجاربه السينمائية، وضمه النقاد عام 2010 لقائمة أفضل السيناريوهات التي لم تنتج بعد، وطُرحت أسماء كبيرة لإخراجه، وسعى “تشان-ووك بارك” لإخراجه؛ وفاز به.

الفيلم يرتكز على عنصري الإثارة والتشويق، اعتمد “تشان-ووك باركChan-wook Park” في إظهارهما على التركيز على الأمور الدقيقة وتضخيمها، ربط مشاهد الماضي بالحاضر طوال الفيلم في نسيج لا يمكن فصله، الفضول الذي صنعه ليحيط “تشارلي” وطبيعة نوع علاقته بـ “إيفيلين” و”أنديا”، وبالرغم من جو الهدوء المهيمن على الفيلم إلا أن مشاهد القتل كانت صاخبة.

فكرة العمل نفسها في إمكانية توريث الجريمة عبر الدماء، رغبة “تشارلي” في الحصول على خليفة له عن طريق فرض سيطرته وشخصيته على “أنديا”، تقبل الأخيرة للأمر وقيامها بقتله بمجرد إدراكها للجانب المظلم بداخلها، كل هذا نجح الفيلم في خلقه والإجابة عليه منذ مشهد البداية حتى الخاتمة.

الفيلم من إنتاج سنة 2013.

وتقييمه على موقع IMDb: العالمي 6.9 /10.

التقرير الإلكترونية في

07.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)