كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

«المجتمع المثالي» ليس هنا بعد!

باريس - ندى الأزهري

 

ضمن بحثه عن «المجتمع المثالي» حيث تتعايش معاً عقائد متنوعة وأديان متعددة، لا يتورع المخرج الإيراني الفرنسي مهران تمدن عن الذهاب نحو الآخر، هذا الذي لا يتبنى آراءه ولا يؤمن بها، هذا المختلف في كل شيء سوى في انتمائه إلى البلد ذاته.

لم يختر الحوار مع الآخر السهل، من قوات التعبئة الشعبية «الباسيج» إلى الملالي، تنقّل تمدن محاولاً فهم وجهات نظر هؤلاء الذين لا يقبلون بعقائد من هم على شاكلته. وحقّق وثائقيين «مبتكرين» أولهما «باسيج» (2009) وثانيهما «إيراني» (2014).

مع محاوريه لا يتــورع هذا المخرج عن المواجهة، إنما بأســلوب هادئ بعيد من الاســتفزاز. اسئلته تتمحور حول رفضهم الآخر. في شريطه الأول رغب في التعبير عن حيرة الجيل الجديد أمام التراث وكل ما يجرى في الجمــهورية الإســلامية: «نعـيش في مجتمعين وثمة جدار»، «لمَ تتحكــمون بنا؟!» يسأل و «ما هذه الــدولة التي تدافع عن المظلومين في العالم ولا تسمح بنقابة؟» و «لمَ فرض الحجاب؟» وهل ثمة طريق آخر غير الدين؟»... في الثاني استكمال للحوار حول المفاهيم نفسها ولكن مع الملالي.

غادر مهران تمدّن إيران في سن العاشرة. عاش في فرنسا ودرس فيها الهندسة المعمارية. عاد في سنة الألفين إلى إيران ومكث فيها أربع سنوات وحقق شريطاً وثائقياً عن «بهشت زهرة» أم الشهداء، المقبرة الشهيرة قرب العاصمة. جاءته فكرة فيلم «باسيج» في طهران حيث كان يخالط، على وجه الخصوص، الأوساط الأدبية والفنية، تلك التي تتبنى آراءه نفسها. فقرر التوجه نحو الآخر في محاولة للاقتراب منه. في فيلمه الجديد «إيراني» يدعو خمسة من الملالي مع عائلاتهم للإقامة يومين في بيته الريفي لمناقشة فكرة العيش المشترك.

أستمرارية

التقيناه في باريس حيث يعرض الفيلم.

·        لمَ هذا الطريق؟ الحوار مع الباسيج أولاً ثم الملالي؟

- ليس الأمر على هذا النحو بالنسبة إلي. ثمة نوع من الاستمرارية في لقاءاتي. لقد تدرجت علاقتي مع الباسيج حتى وصولها إلى تطور أدى إلى تحقيق الفيلم. في ما بعد وجدت أن إكمال الخطوة مع الأشخاص أنفسهم هو الأنسب. بيد أني لم أستطع أن أقنعهم بمتابعة الحوار لإنجاز فيلم ثان.

·        هل لأنهم رأوا الفيلم الأول؟

- لا، بل لأنني كنت شديد التطلب وأردت أن أبيّن الخلاف في أفكارنا. كنت متوتراً بعد نتائج انتخابات 2009 فلم أستطع التحاور معهم على نحو ملائم. فكرت عندها بالملالي فهم مهتمون «بالكلام» أكثر من الباسيج كونه يشكّل جزءاً من يومياتهم. بحثت عن رجال دين ينتمون إلى التيار المحافظ لتمتعهم بحرية الكلام، فهؤلاء «لا يدّعون» الدفاع عن النظام، إنهم يدافعون عنه حقاً بمعنى أنهم لا يلعبون اللعبة فهم متأكدون من أن الحق لديهم.

·        واجهتك صعوبات جمّة في إقناعهم بالحوار معك على ما يبدو!

- ما كانوا يرفضونه ليس الحوار بل فكرة القدوم إلى بيتي لأيام عدة لتجربة العيش المشترك. كنت مصراً عليها. فقد أردت عبر الفيلم تبيان أن ثمة اشياء مستحيلة يمكن لها أن تكون ممكنة، لكن كيف وضمن أي معيار؟ قبولهم القدوم إلى بيتي يعني قبول التعددية، قبول الاختلاف. التعددية من وجهة نظري ليست في إقناع الآخر بأفكارنا بل في قبوله حين لا نكون متفقين. العيش ضمن الديمقراطية يعني القبول بالتوتر لعدم الحصول على كل شيء، على عكس الديكتاتورية التي ترفض سماع كلمة «لا»!

·        الفكرة مبتكرة حقاً، لكن ينقص في الفيلم أحياناً سرعة البديهة من طرفك، لقد حاولوا زعزعتك! هل كان هذا موقفاً مقصوداً منك؟

- اعتمدت الموقف وليس الكلمة! الأمر لا يتعلق بسرعة البديهة بقدر تعلقه بالموقف المتخذ. لم أكن حاداً في نقاشي معهم، رددت على الكثير من أقوالهم إنما بلطف. مثلاً حين تناقشنا في قضية الحجاب وزينة النساء كان مهماً الرد عليهم بأن النساء في إيران ومع الحجاب يضعن الماكياج أكثر بكثير من الفرنسيات. صحيح ثمة أسئلة نوقشت ولم يكن لدي جواب حقيقي عليها. شعرت بمحدودية أي جواب وهم يقولون لي مع أفكارك «العلمانية» إلى أين يسير المجتمع الفرنسي مثلاً ؟ فالميل الجديد للعلمانية الفرنسية أن تُرفض المرأة المحجبة وهذا نوع من الديكتاتورية! وثمة قوانين خاصة بالحجاب لا معقولة صدرت بهذا الخصوص كما ذكروا. هنا ضحّيت ( يبتسم)! لم أردّ حتى لا أظهر أن نيتي سيئة إذ لا جواب لدي.

فيلمي يطرح أسئلة عدة تتعلق بـ «نحن» وليس بـ «هم»، كيف نتصرف مع الآخرين وفي كل الأحوال، هل نحن منغلقون أم منفتحون... هذا التوجه الذي تنحاه خطواتي وليس لدي بالضرورة إجابات.

·        أي استنتاج وصلت إليه؟ هل أنت راض عن النتيجة في الفيلم؟

- نعم! هم لم يرحلوا قبل النهاية! هذا يبرهن على أن العلاقة يمكن لها أن تتجاوز النظام القائم وتكون أقوى. لست مثالياً وأرضى بالقليل. أن يأتوا إلى منزلي هو في حد ذاته إنجاز ضخم. أن أكون ملحداً ويقبلوا القدوم إلى بيتي، أن...

·        لم ترد فكرة الإلحاد فقد قلت إنك علماني!

- هم يعرفون! وثمة إشارة في الفيلم إلى ذلك. (متابعاً) أن يبقوا في البيت بعد أن صرحت أنني عشت ثلاث سنوات مع صديقتي بلا زواج هو شيء استثنائي...إنها علاقة أقمتها معهم وليس مجرد لقاء وأصرّ على هذا. أما تجربة الفيلم فهي تدعوني للتفكير حول قدراتي، هل أنا جبان مثلاً؟

·        وهل وجدت نفسك جباناً في مواجهتهم؟

- لا ولكن يعجبني عدم رفض فكرة كوني «جباناً»! لست معنياً بهذه الفكرة على أية حال ولا بالحصول على إجابات محددة ومعينة. الرهان هو في تقبّل الآخر.

·        في نهاية الفيلم، تزيل من بيتك «أدوات الحياة المشتركة» التي استخدمتها في حوارك مع الملالي كالصور والكتب.. كما لو أنها لم توجد حتى! كل أثر يمحى، هل هذا ما أردت التعبير عنه في المشهد الأخير؟

- إنه مشروعي، أنا من يركّب وأنا من يزيل، هذه فكرتي ورغبتي. ما فعلته نوع من الاستعارة وكنت أزيل في النهاية ثلاث سنوات من تحضير الفيلم.

لا يوافقون!

·        ماذا سيقدم فيلمك، الذي لن يعرض في إيران كما نتوقع، لإيران وللإيرانيين؟

- لن يحمل لهم الكثير! كثير منهم لا يوافق على فكرتي حتى الإصلاحيين والفنانين. هوجمت من أناس على شاكلتي! في رأيهم يجب عدم تبادل الحوار مع الملالي، وأنه كان علي أن أكون هجومياً معهم وحاداً. من جهتي أردت الانفتاح وليس «الفتح»! لم يكن هدفي الربح.

·        هل تعتبر نفسك مخرجاً إيرانياً؟

- لا! بعض الإيرانيين يعتبر أن فيلمي هذا موجه للأجانب. لا يهمني كيف أُعتبر، أطرح أسئلة كونية وهذا هدفي، قضاياي ليست تلك التي يطرحها المثقفون الإيرانيون والفنانون. ما يهمني هو الآخر وعلاقتي معه وهذا لا يهم كثيراً الفنانين الإيرانيين. ما يهمهم هو وضعهم «هم» وما يهمني هو وضع الآخر الذي لا يفكر مثلي. أنا منجذب لجهة من ليس في جهتي ومتأثر بفلاسفة غربيين تناولوا مفهوم العلاقة مع الآخر.

·        هل ثمة ما هو» إيراني» فيك ؟

- (بعد تفكير) طريقتي في طرح الأسئلة ليست إيرانية. ارتباطي بإيران عاطفي. أنا أطرح أسئلة عمر أميرالاي مثلاً نفسها وهو لا يطرح أسئلة مخرج سوري. إن ما شعرت به من توتر وإحباط في هذه التجربة هو ما يعطي المشاهد الرغبة في أن يساهم في الفيلم. ثمة نقص والمشاهد يريد أخذ مكاني وهذا ما يجعلك تبدو كممثل. لست بطلاً! أنا حرّ ولا أريد أن أكون بطل الآخرين وعلى قدر توقعاتهم مني. أحب موقفي ولا أحبذ أن أكون منتصراً فأنا أؤمن بقول جيل دولوز «التحبيب بالأمل لذة».

·        ماكتبه الأخرون عن فيلمك؟

- لا أريد أن اقرأ ما يقوله الآخرون! لقد كتب وانتهى أمره. أجريت منذ عرض الفيلم وحتى اليوم أربعين نقاشاً مع الجمهور ومثلهم مع الصحافيين وأعرف كيف يفكر الآخرون. أنا في نقد متواصل لذاتي وأقسى على نفسي بكثير من الآخرين. لهذا أريد حماية نفسي وأعاتبها مثلاً حتى على أشياء لم يقلها لي أحد. مثلاً لم تُثر قضية أنني لم أكن مخلصاً كفاية مع أشخاص الفيلم. وأسأل نفسي باستمرار هل أجبرني التقطيع في الفيلم على ألا أبدي الشخصيات وتعقيداتها بما فيه الكفاية؟ هل أبدى المونتاج بعضهم أقسى مما هو؟ ربما أظهرني ساذجاً وأظهرهم قساة فيما خلال عيشنا المشترك كان الأمر مختلفاً. هذا هو النقد الحقيقي الذي يمكن توجيهه إليّ وهو أكثر ما يؤلمني.

كل واحد من المشاركين قدّم شيئاً مختلفاً، وقد يكون قدّم ما لم يبدُ واضحاً في الفيلم. المشكلة أن الفيلم يطرح محدودية الوثائقي، ففي الوثائقي نخون الواقع! لأنه ليس الواقع بل الروائي، إذ نحن لا نصور الواقع بل نحوّله لأن الأمر يتعلق بفيلم، بقصة، ومن الوهم القول إن ما نصوره هو الحقيقة. إنه جزء منها فهو إذاً روائي وهذا في حدّ ذاته مشكلة لأننا نصور أناساً حقيقيين.

·        كيف هي علاقتك مع إيران؟ كُتب في نهاية الفيلم أنك ستعاقب وإن دخلت إيران فلن يسمح لك بالخروج منها.

- سأذهب إلى إيران كي لا أنقطع عن شيء ما، كي أكون حراً! حراً بالكلام والتصوير وبالذهاب والإياب إلى حيث شئت.

بين الواقعية وزيف المظاهر

القاهرة – هيام الدهبي

ضمن مطبوعات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ36 صدر كتاب «كمال سليم... بين أصالة الواقعية وزيف المظاهر». للناقد السينمائي الدكتور وليد سيف.

ويقول سيف في مقدمة كتابه: «الحقيقة أن تفاصيل السيرة الذاتية لكمال سليم وبخاصة في مراحل طفولته وصباه وشبابه الأول لم تكن تعنيني بقدر ما كان يهمني الوصول إلى خطوطها العريضة والتي يمكن أن نتعرف من خلالها على كيفية تشكل وعي هذا الفنان الذي سيصبح صاحب الاسم الألمع بين أبناء جيله في مجال السينما. والتعرف على كواليسه الإبداعية وأسراره المهنية وما تعرض له من مشاكل وما واجهه من عقبات ومؤامرات والتي تعكس صورة مهمة للحياة الفنية في مصر في مرحلة شهدت تنافساً وصراعاً بين المصريين والأجانب وبينهما المتمصرين من أبناء الأجانب. فقد كان كمال سليم في قلب هذه المعركة وأحد فرسانها».

ويرى الكاتب أن كمال سليم يعد حالة نادرة بين المبدعين في تاريخ الفيلم في مصر والعالم أيضاً سواء من خلال بدايته المبكرة جداً كمخرج ظهر فيلمه الأول وهو مازال في الرابعة والعشرين أو في إنتاجه الغزير مقارنة بفترة حياته القصيرة، حيث ولد في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 1913 ورحل في 3 نيسان (أبريل) 1945، قبل أن يبلغ عامه الثانية والثلاثين. أو مقارنة بمسيرته الفنية التي لا تتجاوز الثمانية أعوام (1937- 1945) وهو من أبناء جيل تمتع بازدهار الحركة الفنية الثقافية ورواج العروض المسرحية والسينمائية.

ويقر سيف بأنه لا يُعرف متي وكيف قرر سليم أن يتوجه للإخراج، ويقول: «... ولكن من المؤكد أن إمكاناته وثقافته السينمائية كانت تعينه على فهم أمور عدة في مجال العمل السينمائي فسرعان ما سيحترف ويجيد ويمارس العمل في فنون أخرى، كالسيناريو والمونتاج، ما يجعل سيطرته على صناعة الفيلم أكبر وقدرته على الإخراج أفضل بكثير من غيره، فقد بدأ سليم مسيرته العملية والاحترافية موظفاً بقسم السيناريو بستوديو مصر ثم سرعان ما ترقي رئيساً للقسم».

ويشير الكاتب إلى أن المسافة الزمنية الفاصلة بين فيلميه «العزيمة» و «المظاهر» ست سنوات فقط، وهي تقريباً المسافة بين بداية الحرب العالمية الثانية ونهايتها (1945)، فقد كان العرض الأول لفيلمه الأول «وراء الستار» في 30 كانون الأول (ديسمبر) 1937 بينما عرض له في عام وفاته 1945 ثلاثة أفلام «المظاهر» في أول شباط (فبراير) و «ليلة الجمعة» في 26 آذار (مارس) و «قصة غرام» في 31 كانون الأول (ديسمبر). ولم يمهله القدر لاستكمال فيلمه الأخير فأكمله مساعده محمد عبد الجواد.

وقد عبر كمال سليم في أفلامه عن العديد من القضايا والهموم الاجتماعية، مثل البطالة في «العزيمة» والصراع الطبقي في «المظاهر» وقضية خروج المرأة للعمل في «قضية اليوم».

ميزة

ويرى سيف أن ميزة كمال سليم تكمن في أنه «لم يكن مخرجاً منفذاً» وإنما كان فناناً سينمائياً بمعنى الكلمة، «فقد كان يقوم عمله على الخلق والإبداع بداية من الفكرة والمعالجة السينمائية وكتابة السيناريو والمونتاج وهو على الرغم من رحيله في شبابه وعمره لم يتجاوز الثانية والثلاثين، وسنوات احترافه الإخراج القليلة التي لم تتجاوز الثمانية أعوام، استطاع أن يقدم إبداعاً غزيراً يتمثل في أحد عشر فيلماً شارك أو انفرد بكتابه معظمها ومارس إلى جانب الإخراج أحياناً أعمال المونتاج، كما أنه كتب لمخرجين آخرين سيناريوهات وشارك في قصة سينمائية.

كما أن ثقافة كمال سليم الغزيرة وإطلاعه على الأدب العالمي وقدرته على القراءة بلغات متعددة ومتابعته أعمال السينما العالمية، مكّنته من الاطلاع على كنوز هذا الأدب ومن أن يتخير منها الأكثر خلوداً ومناسبة للتحويل إلى السينما».

كازابلانكا في صورة أخرى

الدار البيضاء – مبارك حسني

ستظل كازابلانكا (الدار البيضاء) مدينة سينمائية، توحي وترفد الإلهام، طالما وُجد مبدعون لهم علاقة خاصة وشخصية بعوالمها وتاريخها الحداثي. وحالة المخرج ومدير التصوير محمد عبدالكريم الدرقاوي دالة في هذا المنحى. فهو كان قد أخرج في منتصف تسعينيات القرن الماضي شريطاً يحمل عنوان أحد أشهر الأزقة البيضاوية الشعبية، «زنقة القاهرة»، كشف فيه عن الارتباط الحميمي بعلامات بالمدينة. وفي هذا الشريط الجديد الذي نحن بصدد قراءته، يتصل العنوان أيضاً بالمدينة في اسمها الشعبي الشائع المأخوذ من الاسم اللاتيني الشهير كازابلانكا. «نحن كازاويون»، أو»وليدات كازا»، أي أبناؤها، شريط يود أن يقارب عوالم هذه المدينة وأجواءها المميزة من خلال تمثيل أشخاص معينين، ومن خلال مناظر وإحالات مخـتارة يراها المخرج سمة للمدينة.

ثنائية الخير والشرّ

في الحكاية قبل كل شيء، والتي هي مبرر الفيلم قبل مكان وقائعه، لدينا شابان يذرعان أزقة المدينة طوﻻً وعرضاً دون كلل، لكن كل واحد في اتجاه. وجهة الشر بالنسبة لحمزة، ووجهة الخير بالنسبة لإلياس. ثنائية السينما المعروفة منذ البداية والتي جعلتها المحرك الأساسي لحكاياها التي تدور غالباً حول صراع ينتصر فيها اﻹيجابي الطيب على السلبي القبيح. وذلك عين ما يود الشريط إظهاره، لكن مع الكثير من حسن النية، رغم أنه مستساغ وفي خط المنتوج السينمائي المغربي الذي لا يروم التعقيد والتجريب. وفيلم الدرقاوي هذا المبني على سيناريو الروائي المبدع نور الدين وحيد فيه هذا الجانب الدرامي، ثم الجانب الجمالي الشكلي المضمخ بخيارات المخرج الفنية ذات الحمولة الثقافية الذاتية. كما فيما يعلق بالشخصيتين من تعبيرات خاصة.

شرير الفيلم حمزة يناور كي يفوز بصفقات معينة بارتباط مع عصابة، في كادر أنيق وفاخر بمظاهر ومناخ رجال اﻷعمال وسلوكياتهم، في فيلات وفنادق فاخرة. وقد رُسم الشريط هنا على مقاس هو أقرب إلى نمط الأوباش من مهاجري ضواحي مدينة فرنسية والذين يود الكثيرون التشبه بهم، وذلك من حيث استخدام اللغة الفرنسية التي يرطن بها، كما من مظهره الذي يود أن يكون مظهر زير نساء وفهلوي وعاشق للمال، وفي سبيل ذلك لا يتورع عن الإيقاع بالشركاء والكذب والمشاركة في أي جرم من دون عوائق أخلاقية ولا كوابح عاطفية إنسانية، لكنه بالطبع سيقع في النهاية نتيجة كل ذلك وليس بالضبط بتفوق الخيرين عليه وعلى رأسهم البطل إلياس.

وهذا اﻷخير رسمه المخرج كابن طبقة بورجوازية درس في أميركا حيث حاز ديبلومات تجارة كما نال قدراً من «المعرفة المدنية والحضارية» بما أنه لا يتصرف، في الفيلم، إلا لما فيه الخير وبدوافع إنسانية. قد يبدو الأمر متعالياً على الواقع، فهو يساعد فناناً تشكيلياً فقيراً يعرض على قارعة الطريق على تنظيم معرض حقيقي في صالون نخبة، وينظم حفلاً غنائياً تعريفياً لموهبة طربية صاعدة يؤدي دورها الفنان الشاب حاتم إدار، ويتدبر عقدة سينمائية لمقلد شخصية شارلو كي يؤدي دوراً أتوبيوغرافياً لشارلي شابلن في فيلم أمريكي. كما أنه في آخر لقطة سيُساعد صبياً هو ماسح أحذية بالمشي برفقته في درب الحياة. وطبعاً هنا أيضاً، الكثير من الشباب المتعلم من الطبقة العليا يودون التشبه به. لكن السؤال الذي يطرح هنا يتعلق بحقيقة إمكان إنتاج هذين النوعين من البشر في مدينة لها معطيات مختلفة ومتعددة. وربما قصد المخرج أن يمنح تصوره الخاص بناء على حكاية سابقة، فألا تنتج الدار اليضاء خيّريها وشريريها دون الاستعانة بالخارج؟

على عكس الشخصيات الذكورية، تتسم الشخصيات النسوية في الفيلم بالطيبة والخير والجرأة رغم اختلاف المواقع التي يتحركن فيها. هناك البطلة وهي عميدة شرطة تؤدي مهمتها على الشكل الأفضل، ثم الشخصية النسائية الرئيســــية الثانية وهي صحفية تتسم بالمهنية والعناد وتقوم بإنجاز تحقيق دون موافقة رئيسها المباشر، وهناك المومس أو الرفيقة وهي جريئة وحــازمة ومُعاركة إن أُجبرت على ذلك. لكنهن جميعاً يتصفن بمقياس واحد: فارعات الطول، ممتلئات الجسد دون ترهل، جميلات بملامح جمال عربي متوسطي مميز، ولهن مشية خاصة ركزت عليها عدسة الكاميرا مراراً. وطبعاً هذا اختيار شخصي يمنح جاذبية مميزة للصورة، ففي السينما وكما يعرف الجميع، للحضور النسوي خصائص تحببنا فيها أكثر.

اكتشاف صوري

مواصفات النساء هنا تتفق ومواصفات المدينة كما تُشاهد في الشريط. كل الأحداث تجد روتينيتها لكنها تمّحي أمام قوة الصورة المنتقاة بعناية. فكما تخيّر المخرج نساءه تخيّر مواقع عدسته عاكساً حسّاً جمالياً محموداً. مدينة ترتبط بالفن والثقافة عبر رموز محددة لمعمار حنيني متناغم مع سكانه وتاريخه الأوروبي. بدءاً من مدار «لافاييت» المعروف في وسط المدينة و»لاكورنيش» وعمارة الحرية الشهيرة وزقاق البرانس الترفيهي الصاخب، والحديقة حيث يعرض الفنان التشكيلي وأزقة وسطوح المدينة القديمة بطابعها المحلي لكن مأخوذ ليلاً مع ضوء مُنتقى، صخب محطة المسافرين...إلخ. مدينة تحاول أن تكون فاعلة في الخط الدرامي للشريط، توزع فضاءاتها وفق كل شخصية وكل ثيمة، الشيء الذي يجعل قصة المطاردة البوليسية وقصص الحب التي هي عصب الفيلم تتوارى إلى الخلف أحياناً. إننا إزاء عمل يقوم ليس على الدرامي أساساً بقدر ما يلتجئ إلى إنزال صور سينمائية متخيلة أو مرجعية من الريبرتوار العالمي، مثل لقطة عثور «شارلو» على حقيبة المخدرات ملقاة على الطريق أو لقطة عراك إلياس وحمزة في حمام فندق.

لكل مخرج هوايات خاصة تملي عليه أن يقدم إبداعاً بلمسة خاصة، و»وليدات كازا» فيه ما يتوق محمد عبدالكريم الدرقاوي إلى تخليده في السينما... قد لا يكون هذا الشريط عملاً كبيراً، لكنه يتسم بالصدق ونخرج من الدار البيضاء بوجه مغاير لما تعودنا رؤيته من سواد عالق بها. وهو ما نقف عليه في التركيز على الفنون من تشكيل وغناء وتمثيل وعلى حوارات دالة بجمل ذات حمولة ثقافية.

ميلا كونيس: لا أبالي بالذين لا يعجبهم فيلمي

باريس – نبيل مسعد

عندما تقاسمت ميلا كونيس (31 سنة) بطولة فيلم «البجع الأسود» (بلاك سوان) مع النجم الفرنسي فانسان كاسيل والنجمة ناتالي بورتمان، اعتقد الجمهور أنها مجرد مبتدئة، لكن الذين يقيمون في نيويورك يعرفونها مذ كانت مراهقة، إذ بدأت تؤدي الأدوار الرئيسية في المسرحيات الاستعراضية المعروفة مستحقة الترشيح لأهم الجوائز كأفضل ممثلة استعراضية. ومنذ ذلك الحين لم تتوقف كونيس عن التمثيل في المسرح والتلفزيون، والآن في السينما، حيث إن أبرز أفلامها هي عناوين مهمة، مثل «أصدقاء بفوائد» و «تيد» و «كتاب إيلاي» و «ليلة الموعد» و«لغز».

في فيلمها الجديد «صعود جوبيتير» من إخراج أندي ولانا وارشاوسكي، الثنائي الذي ابتكر سلسلة أفلام «ميتريكس» المستقبلية الخيالية الناجحة شعبياً، والتي يؤدي بطولتها الكندي المولود في لبنان كيانو ريفز، تمثل كونيس شخصية مهاجرة روسية مقيمة في الولايات المتحدة يعثر عليها كائن فضائي هبط إلى الأرض ليعلن لها أنها سيدة كوكب الأرض الذي طال التفتيش عنها من أجل أن تحتل منصبها وتعيد السلام إلى البشرية.

جاءت ميلا كونيس إلى باريس من أجل الترويج للفيلم المذكور، فالتقتها «الحياة» وحاورتها.

·        لنبدأ الكلام عن مشوارك الفني اعتباراً من لحظة نجاحك، قبل أن نعود إلى الوراء بعض الشيء، فأنت اشتهرت عالمياً بفضل فيلم «البجع الأسود» الذي مثلت فيه مع النجم الفرنسي العالمي فانسان كاسيل، فكيف كان العمل معه؟

- لا أحتفظ بذكريات مثيرة عن عملي مع فانسان كاسيل، فهو اعتبرني مبتدئة حاله حال الجمهور العريض الذي لم يكن يعرفني من قبل، خصوصاً أن ناتالي بورتمان هي التي كانت بطلة هذا الفيلم، إلا أن الجمهور كان على حق بما أنه لم يشاهدني في عمل سابق، بينما كان كاسيل على دراية تامة بمشواري الفني في المسرح ومع ذلك أصر على سرد النكات في شأني وعلى الضحك على بعض تصرفاتي. أنا لم أجد الأمر في غاية التهذيب وأعرف بعض النجوم الذين يعاملون المبتدئات الحقيقيات بأسلوب راق ومهني من دون أن يضعوا تفوقهم المزعوم في المرتبة الأولى بهدف التقليل من شأن الآخر.

·        حدثينا عن حياتك المسرحية التي بدأت وأنت بعد صبية؟

- لقد شاركت في فرقة مدرستي المسرحية عندما بلغت سن السابعة أي فور وصولي من أوكرانيا إلى الولايات المتحدة مع عائلتي، حيث كنت أمثل وأغني وأرقص وأعشق ذلك إلى درجة إهمال كل ما لا يرتبط في شكل أو في آخر بالفنون الاستعراضية، الأمر الذي دفع والدتي إلى تسجيل اسمي في وكالة تهتم بالبحث عن أطفال للمشاركة في أفلام وصور دعائية. وحدث أنهم اختاروني على الفور لإعلان يخص ثياب للصغار، ومن بعده حصلت على عشرات الإعلانات الأخرى. وحينما بلغت العاشرة عرض أحد الوكلاء الفنيين الكبار في نيويورك على والدي أن يهتم بي شخصياً ويعثر من أجلي على أدوار في المسرح والتلفزيون والسينما. ولا يزال الرجل وكيلي الفني على رغم مرور فترة طويلة على بداية التعاون بيننا. هكذا، شاركت في مسرحيات كثيرة متنوعة واستعراضية معروفة وناجحة في نيويورك ولندن. وكانت الانطلاقة بما أنني رشحت لجائزة «توني» المرموقة كأفضل ممثلة استعراضية وحصدت جوائز أخرى. ومنذ ذلك الحين لم أتوقف عن المشاركة في أعمال من النوع الغنائي الراقص فوق مسارح نيويورك وفي مدن أخرى أميركية وأوروبية وحتى أسترالية.

·        كيف جمعت بين علمك المدرســي ونشـاطك الفني؟

- كنت أتابع حصصاً خصوصية في المنزل تحت إشراف أساتذة، ونجحت دورياً في كل الامتحانات، على رغم حبي وإخلاصي للفن قبل سواه وأيضاً نجاحي فيه.

الإيقاع

·        ظهرتِ في فيلم «ساحر أوز» الذي هو إعادة للعمل الناجح الذي يحمل العنوان نفسه والعائد إلى زمن الأربعينات من القرن العشرين ومن بطولة الراحلة جودي غارلاند، غير أنه أعيد مرة أولى في الثمانينات، فهل تميلين إلى هذا اللون السينمائي الخيالي الموجه أساساً إلى الصغار والمراهقين؟

- أنا كممثلة أميل إلى العمل في أفلام جيدة المستوى، مهما كان لونها، وأعتبر فيلم «ساحر أوز» من الأعمال الاستعراضية المبنية بطريقة فعالة، والتي تتميز بحبكة كاتمة للأنفاس ورومانسية في آن واحد، غير أن الإيقاع في العمل المذكور ممتاز في شكل خاص. ولا أبالي بالذين لا يعجبهم فيلمي لمجرد أن الأعمال المنتمية إلى هذا النوع تتجه إلى المراهقين أو الأطفال، وربما المراهقات، فليست هناك أي إهانة في هذا الأمر.

·        فيلمك الجديد «صعود جوبيتير» يتصف بلونه الخيالي المستقبلي، وهو من إخراج الثنائي وارشاوسكي مخترع سلسلة أفلام «ميتريكس» الشهيرة، على خلاف أعمالك السينمائية السابقة، فهل يعني الأمر أنك ستتخذين في السينما هذا الاتجاه؟

- لا، إنها صدفة بحتة، وأنا وقّعت العقود الخاصة بثلاثة أفلام بعد «صعود جوبيتير»، ولا علاقة لأي منها باللون المعني. أنا، مثلما قلته، أحبذ الظهور في أعمال تتصف بالجودة من دون أن أتوقف عند مسألة النوع الذي ينتمي إليه كل فيلم. وفي ما يخص اللون الخيالي المستقبلي الشائع سينمائياً في أيامنا فصحيح أنه من المحتمل أن يتكرر حدوثه بين حين وآخر في مشواري الفني، نظراً إلى كوني أجيد ممارسته أمام الكاميرا بدليل فيلم «صعود جوبيتير» الذي جلب لي أحلى المقالات من النقاد لدى ظهوره في الولايات المتحدة. وعلى العموم فأنا سعدت بالمشاركة في «صعود جوبيتير» بفضل المزج الماهر في هذا الفيلم بين المغامرات والعنصر الرومانسي. وأنا حتى في المسرح لا أكتفي بالتمثيل في أعمال استعراضية، وبظهوري في مسرحيات كلاسيكية درامية وأخرى عاطفية وفكاهية. لكن الذي حدث هو أن الاستعراضية منها تفوقت شعبياً على الأخرى، بالتالي بنيت لنفسي سمعة في هذا الميدان.

·        هل تعرفين العالم العربي؟

- أعرف المغرب لأنني زرته لأسباب مهنية فنية وقضيت فيه وقتاً طيباً في صحبة أشخاص رائعين، إضافة إلى أن المناخ أعجبني والوجبات الغذائية كانت من ألذ وأطيب ما أكلته في حياتي.

·        ما هي نشاطاتك خارج أوقات عملك الفني؟

أقضي الكثير من الوقت في التدريب الرياضي وفي الرقص، وأعشق القراءة، خصوصاً الأدب الكلاسيكي، وأيضاً الكتب التي تتعلق بعلم النفس، وأهوى سماع الموسيقى، كما أدرب صوتي في شكل دوري على الغناء من أجل أن أحافظ دائماً على المستوى المطلوب مهنياً. وأركب الخيل كلما سمح لي وقتي.

·        هل تعجبك باريس؟

-نعم، فهي مدينة العشاق، لكنني في كل مرة أزورها أكون لوحدي.

·        كيف تصفين شخصيتك؟

- مرتبة.

·        كيف تصفين سيكولوجيتك؟

- لست فوضوية في أمور حياتي إطلاقاً، وأحب الترتيب وأن يكون كل شيء في مكانه، العمل، العواطف، الإمكانات المادية والمنزل.

·        ما الذي تفتخرين به حالياً؟

- تنويعي في أدواري.

·        ما الذي لن تتخلين عنه أبداً؟

- هويتي.

·        ما أكثر شيء تحبين فعله؟

- ممارسة فني.

·        ما هي الصفات التي تبحثين عنها في الرجل؟

- الهدوء والإخلاص.

·        أي موهبة تفضلين لو حصلت عليها؟

- التحدث بكل لغات العالم بطلاقة.

·        ما هي أفضل صفاتك؟

- الرصانة.

·        وما العيب الذي تريدين أن تتخلصي منه أكثر؟

- قائمة عيوبي طويلة، بالتالي لن أرد على السؤال.

·        ما نوع الأفلام التي تحبينها؟

- الأفلام الكلاسيكية القديمة.

فيلم «لامؤاخذه» لعمرو سلامة:

«تناص» السينمائي وخطوة الى الوراء!

أوستند (بلجيكا) - هوشنك أوسي

على امتداد تاريخ السينما المصريّة لما يقرب من 100 عام، قليلة هي الأفلام التي تناولت المجتمع المسيحي - القبطي في مصر، غائصة في همومه ومشاغله ومشاكله وشؤونه وشجونه. إذ درجت العادة أن يظهر المواطن المسيحي إما صديقاً أو جاراً للبطل أو حبيبته، يعني لزوم الحشو والديكور، إن جاز التعبير. ما يعني أن الأفلام التي تطرّقت الى حياة هذا المكوّن الاجتماعي المصري، بشكل مباشر أو بغيره، تكاد تكون بعدد أصابع اليد، كفيلم «الشيخ حسن» لحسين صدقي (إنتاج 1951، لم يُسمح للعرض إلاّ بقرار من عبدالناصر سنة 1954)، «شفيقة القبطيّة» لحسن الإمام (إنتاج 1963)، «الراهبة» لحسن الإمام (إنتاج 1965 - تجري أحداثه في لبنان، وليس في مصر)، «بحب السيما» لأسامة فوزي (إنتاج 2004)، «حسن ومرقص» لرامي الإمام (إنتاج 2008)، «واحد صفر» لكاملة أبو ذكي (إنتاج 2009)، وأخيراً «لامؤاخذه» لعمرو سلامة (إنتاج 2014) الذي كان ضمن أفلام مهرجان الكاميرا العربيّة في روتردام الهولنديّة (14/12/2014).

بين فيلمين

وللحديث عن هذا الفيلم الأخير، يبدو لنا أن «التناص»، كمفهوم نقدي يشير إلى خلفيّات ومدى التفاعل الإيجابي أو السلبي بين نصّين أو أكثر، (اقتباساً أو انسجاما ومحاكاةً أو ردّاً ورفضاً)، لم يعد محصوراً في حقول الشعر والقصّة والرواية والمصنّفات الأدبيّة وحسب، بل بات يتعدّى ذلك إلى الموسيقى والفنّ التشكيلي والسينما أيضاً. إذاً مناسبة هذا الكلام هنا، الإشارة إلى الفيلم الروائي «لامؤاخذه» (90 دقيقة) المذكور آنفاً، ومدى تقاطعه مع فيلم «بحب السيما»، على رغم الفترة الزمنيّة التي تفصل بين الفيلمين. من دون أن ننسى أن نقّاداً مصريين صنّفوا «بحب السيما» ضمن أفضل 10 أفلام عبر تاريخ السينما المصريّة، مع إشارتهم إلى أنه يتقاطع (تناصاً) مع فيلم «سينما باراديسو» للمخرج الإيطالي جيوسيبي تورناتوري، «كون البطل الرئيسي في كلا الفيلمين طفلاً مرتبطاً بالسينما، وأن كلاهما يدوِّن سيرته الذاتية من خلال حب السينما والانقطاع لعوالمها الفنية والجمالية»، بحسب ما كتبه البعض.

والحقيقة أننا بمشاهدة الشريطين «لامؤاخذه» و»بحب السينما» والمقارنة بينهما، يمكننا أن نخلص الى النتائج التالية:

1 - كلا الفيلمين كوميدي، يتناول حياة أسرتين مسيحيتين قبطيتين. والبطل في كلا الفيلمين هو طفل (نعيم، يؤدي دوره يوسف عثمان في «بحب السيما») و(هاني، يؤدي دوره أحمد داش في «لامؤاخذه»). مع اختلاف اهتمامات الطفلين: نعيم مهووس بالسينما، بينما هاني مهووس بكرة القدم، وميوله علميّة. في حين أن نعيم، كان يطرح أسئلة فلسفيّة نقديّة عميقة، بلغة الأطفال وبراءتهم. إلى جانب أن كلا الطفلين، في لحظات العجز، يتجه الى مخاطبة الربّ، وطلب مساعدته ومعاتبته أحياناً.

2 - كلا الفيلمين، يعتمد على تقنيّة الراوي من وراء الكاميرا. إذ يعود الراوي (نعيم) 30 سنة إلى الوراء، الى سنة 1966، كي يروي حكايته. في حين أن الراوي في «لامؤاخذه» غير معروف من يكون.

3 - الأبوان في كلا الفيلمين، ملتزمان دينيّاً. لكن عدلي (محمود حميدة) في «بحب السيما» متزمّت، ويعيش حالة خوف وذعر من عقاب الربّ، وحالة تناقض عميقة، ويقف أحياناً عاجزاً عن الإجابة عن أسئلة ابنه نعيم، الطفوليّة البريئة والمحرجة. بينما الأب في «لامؤاخذه» (هاني عبدالله بيتر سوسة، يؤدي دوره هاني عادل) متديّن، ولكنه ليس متشدداً. ويموت الأب بشكل مفاجئ في بداية الفيلم الجديد، بينما الأب في «بحب السيما»، يموت قبل نهاية الفيلم، مع إعلان عبدالناصر قرار استقالته، على خلفيّة هزيمة 1967.

4 - الأم في «لامؤاخذه» (كريستين، تؤدي دورها كندا علوش)، مسيحية معتدلة، لا ترتاد الكنيسة، فنانة تعزف على التشيللو، وموظفة في الأوبرا. والأم في «بحب السيما» (نعمت، ليلى علوي)، تحبّ الفن والرسم، وترفض التشدد، وتخون زوجها مع فنان تشكيلي (ممدوح، زكي فطين عبدالوهاب). ولكن، في نهاية كلا الفيلمين، تعود كلتا الأمّين إلى التديّن وارتياد الكنيسة!.

5 - «بحب السيما»، يحمل رؤية نقديّة للتشدد والتزمّت الديني ضمن الدائر المسيحيّة - القبطيّة المصريّة، ويكشف محاربة الكنيسة السينما والتلفزيون والفن التشكيلي. إلى جانب نقد التناقضات ضمن الشخصيّة القبطيّة على الصعيد الاجتماعي والنفسي. كما يطرح الفيلم أسئلة وأفكاراً نقديّة عميقة في ما يتعلّق بالحياة والموت، والثواب العقاب، والجنّة والنار!. ذلك كله في قالب كوميدي، ساخر، مشوب بالدراما والجديّة أحياناً!. في حين يُظهر فيلم «لامؤاخذه» المجتمع المسيحي القبطي على أنه ضحيّة أمام التطرّف الديني الاجتماعي الإسلامي الذي بات لسان حال المجتمع، حتى قبل سقوط نظام حسني مبارك. ويركّز الفيلم على سلك التربية والتعليم بالدرجة الأولى، من ثمّ يوسّع دائرة «البيكار» كي يشمل المجتمع ككل. ما يدفع الأقباط إلى الهجرة من مصر. ولم يشر الفيلم إلى أي ملمح سلبي أو نقد طفيف للمجتمع القبطي، باستثناء مشهد حديث أخوي هاني، بعد وفاته، مع زوجته كريستين! إن جاز اعتبار هذا المشهد نقداً اجتماعيّاً للعلاقات الأسريّة في المجتمع القبطي؟.

6 - حتى في المشهد الأخير من «لامؤاخذه»، يظهر الطفل هاني سعيداً، دائراً ظهره للكاميرا وما يجري وراءه، متصالحاً مع خصمه. كذلك في «بحب السيما» ينتهي الفيلم بمشهد إدارة الطفل نعيم ظهره لما يجري من نحيب العائلة حول جثة جدّه الميّت، فاتحاً التلفزيون، وهو يضحك، منسجماً مع ما يعرضه!. طبعاً مع اختـلاف الأسباب بين المشهدين.

حاصل القول: فيلم «بحبّ السيما» أعمق وأقوى بكثير من فيلم «لامؤاخذه» الذي يمكن اعتـباره خطوة الى الوراء لعمرو ســلامة قـياساً بفــيلــميه الــسابقين؛ «زي النهاردة» (2008) و»أسماء» (2011).

الحياة اللندنية في

06.02.2015

 
 

لانها مجرد تمثيليات تلفزيونية بملايين الدولارات!!

يطالب سينمائيون بـ (حبس) المسؤولين على افلام سينمائية

عبدالجبار العتابي

بغداد: طالب العديد من الفنانين العراقيين وزارة الثقافة الى احالة الافلام (التافهة) التي انتجت ضمن (بغداد عاصمة للثقافة العربية) والتي تعرض حاليا على شاشة المسرح الوطني، الى النزاهة اسوة بالسياسيين!!

  اتفقت اغلب الاراء في ان ما تم عرضه من افلام خلال شهر لا علاقة له بالسينما، فيما تباينت الاراء في توصيف هذه الافلام، فمنهم من عدها نكسة واخر قال عنها خراب ومنهم من وصفها بالمهزلة وغيره بالغنيمة وغيرهم بالكعكة، فيما حمل الجميع مسؤولية الافلام على عاتق اعضاء لجان فحص النصوص وشددوا على انهم يتحملون الوزر الاكبر في عملية تمرير نصوص وصفوها بـ (البائسة) ولا ترتقي الى اية لغة وخاصة لغة السينما، وتساءلوا كيف مرت هذه المواضيع ومن المسؤول عن هذا الخراب، مطالبين وزارة الثقافة بـ (حبس) الذين اسهموا في هدر المال العام وتقديم افلام لا تليق ببغداد عاصمة الثقافة العربية،فيما اثار التوقيت الذي عرضت فيه الافلام (الساعة الواحدة ظهرا) جدلا كبيرا حاولت ادائرة السينما والمسرح تبريره بعدم وجود موظفين لديها اذا ما كانت العروض مساء، لكن هناك من شكك بهذا ورأى ان السبب هو ابعاد اكبر عدد من الجمهور لان هذا الوقت دوام رسمي على الاقل.

هنا.. حاولنا استطلاع اراء عدد من المعنيين بالشأن السينمائي للحديث عن الافلام التي عرضت خلال شهر واحد، على امل ان الخروج بنتائج عامة بعد الانتهاء من عرض الافلام كافة والتي عددها 33 والتي انتجت ضمن احتفالات بغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013، وقد تم تأجيل عرضها لاكثر من مرة لاسباب مختلفة.

استهانة بالجمهور

فقد اكد الفنان جبار الجنابي ان هذه الافلام تمثل استهانة بالجمهور، وقال: الافلام لا توازي ميزانياتها،وهذه مسألة مهمة جدا،لان هناك استسهال في الطرح السينمائي،وهناك ايضا استغفال للمشاهد،المخرج الذي اخرج هذه الافلام يستهين بالمتلقي، وهذه الاستهانة انتجت صورا غير مدروسة وغير متوازنة ودلالاتها منفلتة وتبتعد تماما عن السينما كعلم يدخل فيه كل الفنون وكل العلوم والافكار الانسانية من اول التاريخ الى الان.

واضاف: المواد الفلمية التي طرحت كانت عن عبارة عن لعب مشوه في السينما عدا فيلم صمت الراعي الذي امتلك صورة رصينة وادارة فنية رصينة ولكنه لا يخلو من خلل في السيناريو وخلل في المعالجات السينمائية في بعض المواقف اضافة الى ضعف في ادارة الممثل.

وتابع : توقيت عروض المهرجان قد يكون لسبب يتعلق بدائرة السينما والمسرح او لتحديد عدد الجمهور.

افلام تلفزيونية 

فيما اشار الدكتور صالح الصحن، الاستاذ في كلية الفنون الجميلة، الى ان اغلب الافلام تلفزيونية،وقال : مستوى الافلام متباين ومتفاوت بين السمة الغالبة لاغلب الافلام ان الصنعة السينمائية فيها نادرة باستثناء فيلمين هما صمت الراعي وبحيرة الوجع اللذان كسرا هذا الاحباط الذي تناثر عند عدد متذوقي السينما والمختصين بالسينما، فيما كانت الافلام الاخرى غارقة في بحر الحوار وهذه سمة تلفزيونية ففقدت الحركة والتشكيل في اللقطات والسيناريو فضلا عن ان النكهة السينمائية لم تتوفر في اغلب الافلام اما الصنعة فكانت ضعيفة وركيكة.

واضاف: مشكلة الافلام ان السيناريو ضعيف ومن الممكن ان نؤشر على التصوير كونه جيدا بعض الشيء،وممكن ان نؤشر على الالوان والاضاءة،ولكن هناك مخرج يفترض ان يصنع لغة سينمائية وان يصنع فلسفة سينمائية وان يصنع موضوعا سينمائيا وان يستخدم التصوير بطريقة جذابة ومثيرة وتجعل المشاهد الى ان يفكر،للاسف كل هذا لم نجده في هذه الافلام،وللاسف ان الافلام لم تكن بمستوى الميزانية الضخمة التي رصدت لها.

وتابع: العرض في الساعة الواحدة ظهرا ليس جيدا ولا عرف الاسباب الحقيقية وراء هذا الاختيار،لكننا نؤجل اعمالنا ونضطر الى الحضور.

مجرد تمثيليات 

اما المخرج صباح رحيمة فقد اكد انها مجرد تمثيليات وقال : نكسة كبيرة وحزن دائما،واتساءل متى يمكن ان نشاهد فيلما عراقيا ونصفق له بصدق،وان كنت قد صفقت لفيلمي (صمت الراعي) لرعد مشتت و(بحيرة الوجع) لجلال كامل،فالاول كان جيدا رغم الملاحظات عليه وكنا شاهدنا فيلما فيه لغة سينما وكوادر وانتاج وتصوير وممثل،والثاني كذلك واخطاؤه كانت قليلة، على عكس الافلام الاخرى التي فيها صراخ ولا تعامل مع الكاميرا ولا تآلف بين اداء الممثل ومشاعره والزي الذي يرتديه.

واضاف: انا شخصيا ا عتبرها نكسة وان افلام بغداد عاصمة للثقافة العربية غنيمة تقاسم اناس معينون حسب مواصفات معينة وعلاقات ممثل والقائه وحواره فكانت الحوارات عجيبة غريبة، وغير مدروسة.

وتابع :انا درست الانتاج وعملت في تلفزيون العراق كمنتج واعرف مفردات الانتاج واعرف كم يكلف الفيلم،فأين اللجنة التي قيمت وما الجدوى منه،انها تمثيليات تلفزيونية بسيطة،وحسب رأيي ان هذه الافلام لا تكلف اكثر من 150 مليون دينار عراقي (نحو 135 الف دولار)،لذلك الافلام هذه لا توازي اقيامها.

واضاف: اعتقد ان وقت عرض الافلام متعمد كي لا يأتي الكثيرون للمشاهدة،فلا يوجد اليوم شيء غير مقصود والتبريرات غير مقبولة،فالساعة الواحدة وقت غير جيد لعرض افلام وفي وقت دوام رسمي من الصعب حضور عدد كبير من الناس.

خيبة امل 

من جهته اكد الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم انه شعر بخيبة امل، وقال: ارائي تتلخص عبر التساؤلات التي ممكن ان يجيب عنها صناع هذه الافلام او لا يجيبون،فهل يكفي المال وحده لانتاج فيلم سينمائي؟هل يكفي ان تكون ممثلا في بعض الافلام التلفزيونية لتكون مخرجا سينمائيا؟ هل تأتي من التلفزيون باعتبارك مخرجا تلفزيونيا لتكون مخرجا سينمائيا؟ هذه الافلام اجابت عن هذه التساؤلات،ان المال لا يكفي بدليل ان بعض الافلام كلفت مليار دينار عراقي (نحو 880) الف دولار،ولم نشاهد فيلما سينمائيا، وليس هنالك مخرج له بصمة في هذه الافلام ولم نشهد ولادة مخرج سينمائي عراقي يضيف للسينما العراقية شيء،هذه ليست افلام بل تمثيليات تلفزيونية.

واضاف : اشعر بخيبة امل كبيرة ازاء ما منتج من هذه الافلام باستثناء فيلم رعد مشتت (صمت الراعي) الذي اتمنى ان يضاف اليه فيلم او فيلمان على الاقل لنقول ان المشروع استطاع ان ينتج ما يمكننا تصنيفه كأفلام سينمائية.

وتابع : الوقت غير ملائم واثار جدلا باعتبار ان المشاهدين في مثل هذا الوقت يكونون في الدوام وكان من المفروض ان يكون هناك مهرجان لهذه الافلام.

نصوص غير جيدة

اما المخرج السينمائي حسين سلمان فقد تساءل عن كيفية اجازة النصوص، وقال :اعتقد اذا ما ذهبنا الى تحليل مجمل الافلام التي شاهدنا خلال مدة شهر ونحيلها الى تشريح سينمائي لا نجد هناك سينما حقيقية اطلاقا الا ما ندر،فأغلب الافلام يميل السيناريو فيها الى العمل التلفزيوني وكذلك في مجال الاخراج،اما التمثيل فيميل الى المسرحي،والافلام افتقدت الى عناصر اللغة السينمائية،فلم تستطع هذه الافلام ان تقدم لنا واحدا من جوانب متعددة،وفقدت الجانب الاساسي وهو ليست هناك متعة،وكما هو معلوم ان كل عمل فني يجب ان تكون فيه متعة، لكن هذه الافلام فقدت هذه المتعة.

واضاف: الاسلوب السردي الصوري افتقدت له كل الافلام قاطبة،وفي تصوري هذا يعود الى شيء اساسي وهو ان اغلب كتاب السيناريو لايدركون ومفردات عناصر اللغة السينمائية واغلب المخرجين هذه محاولات اخراجية للمرة الاولى وقسم منهم للمرة الثانية، ولكنها تظل محاولات خارج اطر العمل السينمائي، واقول بشكل واضح ان هذه الاعمال وذاك الاندفاع الكبير تجاهها هو للحصول على لقمة من كعكة،فقد كانت هناك غنيمة بالنسبة للجميع تراكضوا اليها ضمن مجاملات معينة.

وتابع: اطالب بأحالة لجنة قراءة النصوص الى لجنة تحقيقية للاجابة عن سؤال : كيف اجازت مثل هذه النصوص،اعتقد ان هؤلاء كانوا وراء الاخفاق الكبير وراء هذه الاعمال التي لا تتناسب ابدا مع قيمة الاموال التي صرفت عليها.

واضاف :الوقت غير مناسب ولو انه زحف الى المساء لكان افضل.

خرقوا معاهدة برن!!

الى ذلك تحدث الناقد السينمائي محمد الرشيد عن مقاربة قانونية عن افلام السينما العراقية، وقال : لو رجعنا الى حدود المؤلف من معاهدة برن سنة 1886 لوجدنا ان اغلب الافلام خرقت المعاهدة وكذلك معاهدة اليونسكو اضافة الى ذلك جامعة الدول العربية حيث هناك معاهدة حقوق المؤلف وقد خرقت من قبل المخرجين، فالموسيقى الذي رافقت جميع الافلام هي يتيمة واكثرها الكترونية، واحد الافلام قدم نحو عشر اغاني ولم يذكر اسم مؤلف الاغنية وهذا يقودنا الى ان نذكر المخرجين ان هذا المال عام، والعقد الحكومي رقم 7 لسنة 2004 المنشور في جريدة الوقائع العراقية رقم 4932 هناك شروط للعقد مع الحكومة من ناحية النزاهة والجودة،فأين اختفت هذه الشروط من العقد ؟.

واضاف: المخرجون تعاقدوا مع الدولة بأموال الدولة لانتاج افلام تمثل السينما العراقية، فما شاهدناه لا علاقة له بالسينما لا من ناحية الصورة ولا الصوت ولا الاخراج ولا الحوار والسيناريو، واذن.. هم خرقوا القانون وعلى الجهات ذات العلاقة محاسبتهم على هدرهم للمال العام.

إيلاف في

06.02.2015

 
 

بطولة برادلي كوبر وجينيفر لورنس

«سيرينا» عن أسرار تجارة الأخشاب

عبدالستار ناجي

يأخذنا فيلم سيرينا ومن قبله الرواية التي تحمل ذات الاسم الى حكاية عاطفية ثرية بالاحداث والأحاسيس لتتجاوزها الى تحليل عميق لعوالم تجارة الخشب في العالم والقوى الاقتصادية التي تديرها وتتحكم بها. ضمن تحليل سينمائي ثري بالمشهديات السينمائية العالية الجودة

فيلم سيرينا يأخذنا الى حكاية تجمع بين رجل عصامي يعمل في تجارة الاخشاب يجسده النجم الاميركي برادلي كوبر الذي يتابعه العالم هذه الايام ايضا من خلال تجسيده لدور البطولة في الفيلم المثير للجدل القناص الاميركي اخراج كلينت ايستوود، ولكنه هنا في سيرينا يطل علينا عبر شخصية ثرية بالاحاسيس والعواطف، بالذات حينما يلتقي بالجميلة جينيفر لورنس التي تقف الى جواره في مواجهاته لمافيا تجارة الاخشاب وتجارها الذين يريدون السيطرة على كل شيء

وتتحول سيرينا من مجرد فتاة جميلة مشغولة بجمالها وأزيائها وعلاقتها الغرامية مع ذلك الرجل الشاب الى قوة ضاربه تقف الى جوار زوج المستقبل، تتحمل معه كافة الظروف وتتلقى الكثير من الضربات القاسية والموجعة والتي أقلها التعرض لأزمة بعد مجموعة مواجهات يعلن بعدها الاطباء عدم مقدرتها كليا على الانجاب

سيرينا تضحي بكل شيء لتقف الى جوار من تحب وتؤكد للجميع ان الانسان قادر على مواجهة كافة المصاعب . وان دعم الرفيق و الصديق يشكل قوة اضافية تزيد الانسان قوة وبسالة وتحديا

هذه المحاور الاساسية التي يتحرك من خلالها الفيلم، تظل مقرونة بمشهديات جمالية عالية الجودة، حيث صورت مشاهد الفيلم في غابات جمهورية التشيك بالاضافة طبعا الى الحضور السخي للنجمة جينيفرلورنس والنجم برادلي كوبر اللذين يلتقيان للمرة الثانية بدور حبيبين

ونشير هنا الى ان هذا المشروع كان قد تعطل لأكثر من خمسة اعوام بعد ان اعتذر المخرج الاول للفيلم دارين ارنوفسكي ومع اعتذاره اعتذرت النجمة انجلينا عن تجسيد شخصية سيرينا ليتم اختيار جينيفر لورنس وتتصدى المخرجة سوزان بير للاخراج .

فيلم يتجاوز العواطف والمصالح الهشة الى ما هو أبعد وأعمق، حيث تؤسس تلك العلاقة الى كيان انساني قادر على المواجهة والتحدي ومن هنا أهمية الفيلم المقرر عرضه في الاسواق العالمية نهاية فبراير الحالي.

النهار الكويتية في

06.02.2015

 
 

محمد رمضان: أنا من غيركم ولا حاجة.

بقلم: هبة اسماعيل

قال الفنان محمد رمضان أنه فوجئ بتأثر الأطفال الشديد بأفلامه، كما أنه لم يكن يملك حرية اختيار فى أفلام مثل عبده موتة والألمانى، حيث اضطر لقبولها ليستطيع الوصول للجمهور، ولذلك سيقوم فى الفترة القادمة باختيار أدواره بدقة وبالتالي يمكن للجمهور محاسبته على ما سيأتى، قائلا للحضور أنتوا اللى عملتونى وأنا من غيركم ولا حاجة.

وأضاف خلال الندوة التي اقيمت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب واستضافت اسرة مسلسل إبن حلال اعتذرت عن دخول السباق الرمضانى لعام 2015 لعدم وجود ما يليق بالمشاهد، ولن أقوم بأعمال لم يرضِ عنها الجمهور من اجل عدد من الملايين، ولن أتاجر بالجمهور حتى لا تهتز ثقة الجمهور بأعمالى، وأنه يتمنى أن ينضم للنجوم الذين رسخوا القيم ويحترمهم المشاهد، وأنه يسعى للانضمام إليهم.

واوضح أن فكرة الشكل فى اختيار البطل انتهت، لان الممثل روح مشيرا الي أنه لاقى صعوبات فى بداية مشواره الفنية لكنه تحلى بالصبر والجهد ليصل لهذه المكانة.

وأضاف أنه يتجه فى الفترة القادمة الي تقديم الإيجابيات فى المجتمع، لأن الإعلام والدراما يتجهون بشكل مباشر للسلبيات فى الوقت الحالى، لذلك فهو يتمنى أن يجسد شخصية ضابط شرطة فى عمله القادم، ويحضر لمسرحية فى القطاع الخاص.

وأشار إلى أنه يرغب في تقديم مسلسل يطرح فيه مشكلة المثقفون المنحرفون وخطرهم على المجتمعات، وأنه يتشرف بتجسيد دور شخص من ذوى الاحتياجات الخاصة وطرحها بشكل مختلف، بحيث لا تكون منبوذة فى المجتمع.

وقالت الكاتبه هالة البدرى التي أدارت اللقاء ان المسلسل أثار جدلا كبيرا وقت عرضه لتشابه أحداثه مع قضية مقتل إبنة إحدى الفنانات، ودخل المسلسل فى جدل نقدى كبير مع النقاد بين مؤيد ومنتقد، ولكن كانت كلمة الجمهور هى الحاسمة عندما أقبل على مشاهدة المسلسل والتأثر به.

وقال السيناريست حسان الدهشان أن سبب وجود الحارة بشكل كبير فى كتاباته يرجع إلى تأثره الشديد بأدب نجيب محفوظ، مشيرا إلى أن الحارة هى معنى التواصل والتقاعل، كما ان الجمهور يتأثر بشكل كبير وسريع مع شخصيات الحارة لأن لها ملمح واقعى من حياتنا، ومنها خرجت شخصية حبيشة هذا العامل البسيط الذى يبحث عن لقمة العيش ويتمتع بأخلاق وقيم نفتقدها اليوم فى مجتمعنا، ولكن الظروف التى مرت على مصر خلال السنوات الماضية قبل ثورة 25 يناير أفقدت المصرى جدعنته وأنه أراد إعلاء القيم التى اختفت فى المجتمع من خلال إبراز شخصية حبيشة الصعيدى الجدع، لأن معظم أهل الجنوب مرتبطتين بالأعراف.

وقال الفنان حسام داغر ان دوره في المسلسل تمت كتابته بحرفية شديدة، فهى شخصية معقدة تمر بعدة مراحل من السذاجة إلى قتل الأب.

وبناء على طلب أحد حضور الندوة، قام محمد رمضان بتقليد شخصية الرئيس أنور السادات الحقيقة، والفنان أحمد زكى فى فيلم السادات فى مشهد الخطاب الذى يتحدث فيه عن الفتنة. 

"الرئاسة" تستجيب لمطالب السينمائيين

بقلم: شريف نادى

فى سابقة تؤكد اهتمام الدولة بصناعة السينما، جاء اللقاء الذى عقد مساء أمس برئاسة الجمهورية وجمع بين الدكتورة فايزة أبوالنجا واللواء أحمد جمال الدين مستشار الرئيس ووفد من السينمائيين ضم المنتج محمد العدل والفنانين يسرا وإلهام شاهين وسميرة أحمد وحضره منير فخرى عبدالنور وزير الصناعة، حيث أكد مستشار الرئيس حرص الدولة على النهوض بصناعة السينما وحل كل المشكلات التى تواجهها والاستجابة لمطالب السينمائيين فى هذا الصدد.
وقال المنتج محمد العدل عضو الوفد الفنى قدمنا إستراتيجية واضحة المعالم للنهوض بصناعة السينما، كنا نعمل عليها منذ شهر أبريل 2013، لنقدمها أمس كاملة بكل الحلول، مشيرا إلى أنه يرى أن هناك إرادة سياسية متقبلة للأمر وترغب فى النهوض فعليا بصناعة السينما ككل.

وأضاف طرحنا خلال اللقاء عددا من النقاط التى تعوق صناعة السينما فى مصر ومن أهمها إعادة هيكلة الرقابة، مركز السينما، التدريب والعمالة، وطرق دعم الدولة للسينما، وكذلك القرصنة المستمرة على الأفلام السينمائية المعروضة، والقنوات التى تسرق الأفلام وتعرضها بدون وجه حق وكيفية وقف بثها حتى لا يتكبد المنتج خسائر فادحة.

وأشار إلى أنه لمس خلال اللقاء أن هناك استعدادا تاما لوضع الحلول ودعم الصناعة فلم نطرح شيئا إلا وناقشوه ليتفهموا أسبابه ويقفوا على الأسباب الحقيقية وراء أزمة صناعة السينما، حيث تقبلوا ما نقوله بصدر رحب ووعدوا بحله. 

الأهرام المسائي في

06.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)