كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

ألكسندر باين على طرق السينما الجانبية

هوفيك حبشيان

 

هناك "ثغرة" من سبع سنوات بين فيلم ألكسندر باين ما قبل الأخير، "الأحفاد"، و"طرق جانبية" الذي أنجزه في العام 2004. عندما تسأله ماذا كان يفعل خلال هذه الفترة، لا تتلقى جواباً مرضياً، بل يتحول الجواب الذي تنتظره الى سؤال آخر: "أنجزتُ فيلماً قصيراً في العام 2006! لماذا لا تتحدث عنه؟". يضحك: "لن أخبرك ماذا كنت أفعل. هذا سرّ! كنت مشغولاً. طلّقتُ. بنيتُ منزلاً. كتبتُ سيناريواً لم أصوّره بعد".

المخرج ألكسندر باين من الذين لا يأخذون أنفسهم على محمل الجدّ، مع أنه نال "أوسكارين" وتسابق مع فيلمه الأخير "نبراسكا" لنيل "السعفة الذهب" في كانّ. بين كلمة وأخرى، يمازح باين ويضحك ويروي النكات على الطريقة الأميركية اللامبالية. السينمائي الخمسيني، أميركي الولادة والتربية والاشتغال، لكن جذوره تعود الى بلاد الاغريق واسمه الاصلي ألكسندروس بابادوبولوس. تتميز أفلامه بالسخرية والخفة والطرافة. عندما نشاهد فيلماً له، نعلم منذ الدقائق الخمس الأولى، أنه من إخراجه.

لباين ستة أفلام روائية طويلة بدأ بتحقيقها منذ 1996، وحظيت جميعها بتوزيع دولي وانتشار واسع. ألّف أيضاً سيناريوات لأفلام عدة وأنتج بعضها الآخر. أفلامه تمعن في تفاصيل العيش الأميركي الهادئ، بعيداً من المدن الكبرى والمظاهر البراقة، صحبة شخصيات عادية. في "عن شميدت"، الفيلم الذي كرّسه، نتابع مسيرة رجل متقاعد غريب الأطوار في خريف عمره (نيكلسون) يحاول الولادة مجدداً بعد رحيل زوجته. في "طرق جانبية"، حمل الشغف بالنبيذ وأسراره صديقَين الى رحلة كاليفورنية ممتعة. واستمرت الرحلات في أفلام باين المتنقلة حتى نصل الى هاواي ("الأحفاد")، حيث حياة عائلة تنقلب رأساً على عقب، بعد أن يعرف الزوج (كلوني) بخيانة زوجته التي ترقد الآن في المستشفى.

مع "نبراسكا"، حطّت سينما باين في مسقطه، ليروي حكاية هذا الأب (بروس درن) السيئ الطباع ومدمن الكحول المقتنع بأنه فاز بجائزة. كعادته، يقتصد باين في الادعاءات. سينماه تقف على الضفة المقابلة للسينما الهوليوودية، على المقلب الآخر للحلم الأميركي. أما الطريق فهي المكان المثالي لمصارحة الذات. "نبراسكا" عن جيلين، حكاية مستقاة من صميم التجربة الشخصية. يقول باين: "اختبرتُ ماذا يعني الاهتمام بوالدَيّ عندما دخلا سن الشيخوخة. لذلك، أعتقد أن النصّ افاد من تجربتي هذه. أما بالنسبة للأزمة الإقتصادية التي عصفت بالعالم ومدى تأثيرها في الواقع الأميركي، فهذا أيضاً كان ضرورياً لصوغ الحكاية، واعطى "نبراسكا" بُعداً آخر، خصوصاً انني كنت اصوّر بالأسود والأبيض. لذا، تحول الفيلم الى نسخة عصرية عن الأزمة التي صفعت أميركا في الثلاثينات. كنت أريد تصوير أشياء عادية بطريقة غير عادية. هذه سينما في النهاية. عليك جعل الأشياء تبدو فاقعة. اذا اردت أن تنجز فيلماً بالأسود والأبيض اليوم، فعليه أن يكون جميلاً من الناحية الاستيتيكية.

في الـ"نيويوركر"، قبل أشهر عدة، وصفوا باين بأكثر المهرّبين في هوليوود نجاحاً. بمعنى أنه استطاع أن يضع الكثير من شخصياته في أفلام هوليوودية. ترى، كيف استطاع؟ كل هذه الأسئلة تثير غضب باين: "كيف؟ لماذا؟ ضقتُ ذرعاً بتبرير كلّ شيء"، يرّد مستهزئاً. "قبل أيام، شاهدتُ مجدداً "المغامرة" لأنطونيوني. نرى العاشقَين معاً، ثم يقول الرجل: لماذا؟ لماذا؟ كم جميل هذا المشهد! بصراحة، صدّقني. لا أتهرب من السؤال. لا علاقة للموضوع بـالـ"لماذا" او الـ"كيف". "الاسلوب هو الرجل".هذه نظرية سكورسيزي: السينمائيون في أميركا وهوليوود مهرّبون. إنها وجهة نظر جميلة جداً. عندما تكثر الشرح، تفقد الأشياء معناها. ليس هناك من خلطة سحرية في السينما". فيلما باين الأخيران، "الأحفاد" و"نبراسكا"، كلٌّ منهما مختلف عن الثاني، لكن يجمعهما همّ الحديث عن العائلة. بالنسبة لباين انها محض مصادفة، اذ لم يكن في باله أن ينجز فيلماً عن العائلة. يأتي بـ"العرّاب" أو "ذهب مع الريح"، نموذجاً. أما الفيلم المتنقل أو فيلم الطريق، فيقول انه لا يثير فضوله، على الرغم من أنه صوّر العديد منه: "لا أحب أفلام الطريق حتى. وأكره التصوير في السيارة. ولكن، دائماً أجد نفسي عدتُ الى هذا الصنف السينمائي. لا تسئ فهمي: أحب السفر كثيراً، وأدرك ان الرحلة الخارجية تؤدي الى الرحلة الداخلية. بمعنى ان الأفلام المتنقلة تحملنا الى رحلة داخل الذات".

النقاد الذين يكتبون عن أفلام باين يساعدونه، باعترافه، في معرفة أشياء يجهلها عن نفسه. ولكن فقط النقاد الجيدون. هؤلاء، دائماً بحسب ما قاله لنا خلال المقابلة، يقرّبون المسافة بين الجمهور والفيلم. يشجعون جمهور الأفلام الفنية على مشاهدة فيلم جماهيري، أو العكس. "بين وقت وآخر، أطالع النقد الذي يُكتب عن أفلامي، كي أفهم ماذا أفعل وكيف أتصرف. عندما اقرأ لأحدهم يقول عني إني كنت بليداً في هذا الجزء من الفيلم، هذا يدفعني الى التفكير في الأسباب التي جعلته يكتب مثل هذا الكلام".

يقول باين إنه لا يزال صاحب القرار الأخير في المونتاج، حتى عندما يستعين بالنجوم من أمثال جورج كلوني. فهو متمسك بهذا الحق الذي ناضل من أجله، وحصل عليه منذ فيلمه الثالث. ولكن ماذا عن التمويل الذي بات يصعب على الكثير من السينمائيين المكرسين الحصول عليه؟

يقول: "الأفلام الصغيرة ذات هموم انسانية تعاني الإهمال. جارموش ينجز أفلامه بطريقة معينة، هو لا يلجأ الى الاستوديوات، بل يعتمد على مصادر مالية مستقلة، لأنه يريد أن يكون مالك النيغاتيف. لم أفعل هذا يوماً. أنا آخذ المال من الاستوديو. الى الآن، لم أكترث كثيراً اذا كنت صاحب الفيلم أم لا. أعتقد أن هذا همّ إضافي لا أستطيع أن أتحمل أعباءه في المرحلة الحالية. المشكلة الحاصلة الآن تطاول الأفلام المتوسطة الحجم. الانتاجات الصغيرة لا تزال على حالها، وكذا بالنسبة للانتاجات الضخمة. تنقصنا أفلام ما بين الاثنين. قابلتُ رئيس استوديو قبل أيام وقلتُ له: يا رجل، أين أفلام كـ"خارج أفريقيا" أو "المريض الانكليزي"؟ بصراحة، هذه الأفلام انقرضت. كل فيلم لا ينطوي على أبطال خارقين وليس اقتباساً للقصص المتسلسلة، لا يحظى الا بموازنة شحيحة".

لباين حالياً مشروع إنجاز فيلم في اليونان مع المنتج خريستوس كونستانتاكوبولس، لكن المشكلة أن الفيلم مكلف ولا يمكن إنجازه من دون نجوم، وفي اليونان ليس هناك نجوم. عن هذا المشروع الذي يؤمن به كثيراً، يقول: "قابلتُ خريستوس. إنه شخص لطيف وأعتبر أن ما يقدمه من أعمال جيد جداً. لديَّ أيضاً رئيس استوديو يوناني مستعد أن يساعدني. الفكرة موجودة. لننتظر. علينا الاستعانة بنجم لجذب الجمهور الواسع، لأنها الطريقة الوحيدة لاسترداد المال الذي نستثمره.

أعتقد أن نيكلسون كان جيداً في "عن شميدت"، وكلوني كان ممتازاً في "الأحفاد". في المقابل، كلوني لم يكن مناسباً لـ"طرق جانبية". لكلوني قامة الرجل الجميل الذي ولد وترعرع في الهاواي. سمعتُ ناساً يقولون: وهل يمكن امرأة أن تخون كلوني؟ في الحقيقة، الكلّ يخون الكلّ. لا علاقة لهذا بمدى جمال الشخص. ننسى أن كلوني ليس نجماً في الفيلم بل شخص عادي. أفلامي سيشاهدها ناس بعد مئة عام عندما لن تعود نجومية كلوني مهمة".

يأمل باين أن الأفلام التي أنجزها هي فعلاً الأفلام التي كان يريد إنجازها: "لا أزور محللاً نفسياً ولا أخضع لأيّ علاج. لذا، أتمنى أن تعبّر أفلامي عما في داخلي. أحياناً أنجز فيلماً لسبب واحد: كي أسأل بعد إنجازه لماذا أنجزته. ليس كلّ ما نفعله نحن السينمائيين ندركه ونعيه. أحياناً، العقل لا يسبق الفعل. أمنع نفسي من طرح أسئلة تبدأ بـ"لماذا" و"كيف".

hauvick.habechian@annahar.com.lb

النهار اللبنانية في

05.02.2015

 
 

الشيطان والجنّ في السينما المصرية

نورهان سمير

أقوال جاهزة

جولة على بعض الأدوار التي لعبها الشيطان في السينما المصرية شاركغرد

تعتبر المجتمعات العربية الشيطان “المسؤول الأول عن الشرّ”. ومنذ بداية صناعة السينما في مصر، حجزت شخصية الشيطان لنفسها حيّزاً في الدراما. إذ لا يخلو عمل سينمائي من جملة واحدة على الأقل تصفه بأنه وراء فعل الشر الذي وقع ضمن أحداث الفيلم.

في بعض الأفلام، تُعرض شخصية الشيطان بشكل مباشر وتلعب دوراً أساسياً في أحداث الفيلم. وفي أفلام أخرى يتم تجسيده بأدوار ثانوية. وأحياناً لا يكون له دور ولكن صانع الفيلم يستعير اسمه ليشير إلى فعل الشر. وغالباً ما يدرك المتفرج فحوى الفيلم من اسمه، فما إن يُذكر “الشيطان” في عنوان الفيلم حتى يتبادر إلى الذهن أن الفيلم يتمحور حول “الشر”.

أدوار جسّدت الشيطان

ظهرت شخصية الشيطان بشكل مباشر في فيلم “موعد مع إبليس” (1955) الذي أُعطي فيه الشيطان دور محرّك حياة طبيب مغمور يعاني من سوء الأحوال المادية. يجد الشيطان في الطبيب صيداً سهلاً فيظهر له من خلال شخصية “نبيل” ويبرم معه اتفاقاً يمنحه بموجبه قدرة خاصة على معالجة أي مريض بشرط موافقته المسبقة. هكذا يروح الطبيب يعالج المرضى ويذيع صيته ويحقق ثروة كبيرة إلى أن يصيب مرضاً نادراً ابنه. عندها، يلجأ الطبيب إلى “نبيل” ليأخذ موافقته على معالجة ابنه، ولكن الأخير يرفض طلبه فيدرك خطورة الشرك الذي وقع فيه ويثور على الشيطان.

وفي فيلم “المرأة التي غلبت الشيطان” (1973)، يظهر الشيطان، مجسّداً بشخصيته رجل أنيق يدعى “أدهم”، على “شفيقة”، الخادمة والعُرضة لسخرية الآخرين بسبب دمامتها، والتي تعاني من آثار قصة حبّ فاشلة. يعقد الشيطان معها اتفاقاً يحقق لها بموجبه أمنياتها، ومنها جمال الوجه وفتنة الجسد، مقابل أن تكون روحها ملكه. هكذا تتحول “شفيقة” إلى راقصة فاتنة وتحقّق ما كان ينقصها ولكن تتولّد لديها أمنية جديدة هي التغلّب على الشيطان وإكمال باقي حياتها تحت مظلة الخير.

عرضت هذه الأفلام شخصية الشيطان بشكل مباشر. ويبدو جلياً تأثرها بمسرحية “فاوست” لغوته، وفيها يبيع فاوست روحه للشيطان مقابل أن يتعلم السحر ويستطيع الإتيان بأعمال خارقة إلى أن يأتي وقت يدرك فيه المأزق الذي أوقع نفسه فيه ويحاول التخلّص منه.

الإنسان الشيطان

عادة ما يحضر الشيطان من خلال الشرّ المجسّد في شخصية بشرية عادية. وعلى المشاهد أن يلاحظ أفعالها الشريرة ليدرك أنها تمثل “الشيطان”. هذا هو الحال في فيلم “الريس عمر حرب” (2008). فبطل الفيلم، عمر حرب، يملك صالة لألعاب الميسر وباستطاعته التحكّم في عجلة الروليت لمصلحة الفندق. يمارس عمر حرب الشر من أجل السيطرة على خالد، الشاب الذي دخل عالم القمار مأخوذاً بشخصيته، وحاول أن يكون مثله، وينجح في ذلك .يمكن للمشاهد أن يدرك من أفعال عمر حرب ومن بعض الإشارات الإخراجية، أن الرجل لا يمثل شخصاً عادياً، بل يجسّد الشيطان الذي يسيطر على ذلك العالم ويتلاعب بالمقامرين.

وقد ظهرت أفلام كثيرة تضمّنت عناوينها إسم الشيطان، لكن أحداثها خلت من شخصية الشيطان تماماً. تستخدم هذه الأفلام تسمية الشيطان للدلالة على أفعال الشر التي يقوم بها أبطال الفيلم، من دون أن يكون للشيطان أيّة علاقة مباشرة بها. هذا هو الحال مع فيلم “ولد وبنت الشيطان” الذي يروي قصّة شاب تائه يحلم بالسفر للتحرر من القيود التي يفرضها عليه وطنه، وفيلم “الشيطان امرأة” الذي يقع فيه أمين، حارس أمن في أحد المصانع، في حبّ فتاة يتضّح له لاحقاً أنها عضو في عصابة، وأنها كانت طعماً للإيقاع به فيقتلها.

وفي فيلم “ابن الشيطان”، تلعب دور البطولة شخصية مقنعة تقتل الرجال الذين يتزوجون على زوجاتهنّ في يوم زفافهنّ. ورغم كون “ابن الشيطان” قاتلاً متسلسلاً، فإن شيطانية تصرفاته موضع سجال لكونه يمارس فعلاً انتقامياً لكل النساء اللواتي يعانين من خيانة أزواجهنّ، هو الذي يتحوّل إلى الإجرام بسبب معاناته من قسوة زوجة أبيه واتهامها إيّاه بالسرقة، ما أدخله السجن.

إضافة إلى هذه الأفلام، هناك أفلام أخرى ظهر اسم الشيطان في عنوانها مثل “ملاك وشيطان” و”إبليس في المدينة” و”الشيطان يقدم حلاً” و”الشيطان والخريف” و”الأرملة والشيطان” و”خطة الشيطان” و”الراقصة والشيطان” و”طريق الشيطان”.

الجنّ في السينما المصرية

لا يقتصر حضور المخلوقات الماورائية على الشياطين في السينما المصرية، فللجنّ وعوالمه حصّة مهمة من صناعة الأفلام. في فيلم “التعويذة” (1987)، نرى تدخّل الجنّ في حياة أسرة عادية وسعيه إلى إخافة أفرادها عبر حرق منزلهم وأذيتهم، وقلبه حياتهم رأساً على عقب. وفي النهاية، يتضح أن أحد الأشخاص استعان بالشيطان لإيذاء تلك الأسرة لرفضها بيع البيت له.

أما في فيلم “الأنس والجن” (1985)، فيظهر الجنّي “جلال” على “فاطمة” فيعشقها ويحاول استمالة قلبها بطرائق عدة. وحين تدرك فاطمه أنها أمام شخصية غير عادية تبدأ في محاربته وتحاول الابتعاد عنه. لكن جلال يؤذيها لإثارة خوفها. ويظل الصراع قائماً بينهما إلى أن تتغلب فاطمة عليه.

من خلال هذه الافلام يتّضح الفرق بين تصوّريْ شخصيتيْ الجنّي الشيطان. فالأول يدخل حياة الانسان رغماً عنه ويعبث بها ممارساً أفعاله الشريرة عليه. أما الشيطان فيتعامل مع الانسان بالغواية ولا يتدخل في حياته إلا بموافقته.

وفي بعض الأفلام، يظهر الجنّي كشخص مبهج ليس شريراً كما في فيلم “الفانوس السحري” (1960). ففي هذا الفيلم، يخرج الجنّي الطيّب من “الفانوس السحري” على شخص فقير وقع الفانوس في يده، فيقدم له مكافأة على تحريره من محبسه الذي حبس فيه منذ عهد النبي سليمان. والمكافأه تكون في أن يحقق الجني 7 أمنيات له.

وتتكرّر شخصية الجنّي المبهجة في فيلم “طير انت” (2009)، ولكنها تظهر في هيئة جنيّ فاشل يحاول أن يحقق أحلام “بهيج” لكنه يفشل في كل محاولاته لتتعاقب الأحداث بشكل كوميدي.

10 أفلام غربية عن العالم العربي عليك معرفتها

خالد برّاج

·        بعض الأفلام الأجنبية عن العالم العربي التي عليكم ألا تفوتوها

·        من فيلم Lawrence of Arabia عام 1962 إلى فيلم Salmon Fishing in Yemen عام 2011، العالم العربي بعيون أجنبية

الإنتاج السينمائي الغربي الهوليودي والمستقل الذي يتناول العالم العربي يعتبر ضئيلاً مقارنةً مع غزارة الإنتاج التي تشهدها صناعة السينما في الغرب والولايات المتحدة تحديداً. من النادر مشاهدة أفلام هوليودية تناقش الوضع في العالم العربي من الناحيتين الحياتية والاجتماعية لأسباب مختلفة، منها ضعف التواصل وصعوبة فهم تركيبات وتعقيدات المجتمعات العربية، بالإضافة إلى عدم اكتراث المواطن في الولايات المتحدة (حيث الإنتاج السينمائي هو الأبرز) بهذه المواضيع.

من هنا فإنّ الإنتاج السينمائي الهوليودي- والمستقل بشكل أقل- الذي يتناول العالم العربي يتمحور حول مواضيع تهّم المواطن الغربي مباشرة وتحاكي وجدانه وغرائزه. ولعّل أبرز هذه المواضيع في الحقبة الأخيرة، والتي ساهمت في زيادة عدد الأفلام السينمائية التي تتناول العالم العربي، هي حروب العراق المتعدّدة والوجود الأمريكي هناك، والهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001 ومكافحة الإرهاب. أما الصورة النمطية للـ”عربي” الماثلة بشكل شبه دائم في هذه الأعمال السينمائية، فتراوح بين شخصية شريرة، جاهلة، لا تتمتّع بالذوق وغارقة في بحر من الملذّات والترف.

في ما يلي لائحة بعشرة أفلام تتناول بشكل أو بآخر العالم العربي، منها أفلام هوليويديّة، وأخرى مستقلة تعتمد أسلوباً مغايراً للإنتاج الهوليودي، بمحاولتها طرح بعض خصوصيات العالم العربي ومناقشتها.

لورنس أوف أرابيا (1962) Lawrence of Arabia

الفيلم يتناول قصة حياة توماس إدوارد لورانس، الضابط البريطاني الذي قاتل إلى جانب الأمير فيصل ووحّد قادة القبائل العربية خلال الثورة العربية الكبرى على السلطنة العثمانية، وحاول إقناع الحكومة البريطانية بضرورة منح العرب استقلالهم بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية لما في ذلك من مصلحة لبريطانيا.

الفيلم إنتاج بريطاني، حاز سبع جوائز أوسكار عام 1963 وهو يعتبر مرجعاً في تقنية التصوير إذ أبدع المخرج ديفيد لين David Lean بنقل طبيعة الصحراء القاسية إلى الشاشة الكبرى. شارك في العمل بيتر أوتول Peter O’Toole، أليك غينيس Alec Guinness، أنطوني كوين Anthony Quinn، وعمر الشريف.

خليّة هامبورغ  (2004) The Hamburg Cell

فيلم تمّ إنتاجه للتلفزيون، وهو يستعرض قصّة زياد الجرّاح، الشاب اللبناني الذي إنضّم إلى تنظيم القاعدة أثناء دراسته في ألمانيا. يناقش الفيلم التحولات في شخصية الجرّاح، والتي تمرّ ببضع مراحل وصولاً ليوم صعوده على متن الطائرة “يونايتد 93″ لتنفيذ عملية 11 أيلول.

الفيلم من إخراج أنطونيا بيرد Antonia Bird وبطولة كريم صالح ومرال كامل ومجموعة من الممثلين العرب. أعطى ذلك صدقية أكبر للإخراج والحوار، إذ لم يتمّ اللجوء إلى الدبلجة أو إلى التلقين الشفوي فيما يخصّ الحوارات باللغة العربية.

ميونيخ (2005) Munich 

يتناول الفيلم عمليّات ملاحقة واغتيال بعض قادة منظمة التحرير الفلسطينية خلال السبعينيات في بعض المدن الأوروبية وفي بيروت على أيدي فرقة خاصة جهّزها الموساد الإسرائيلي، بناءً على طلب رئيسة الوزراء غولدا مائير. وذلك كردّ على عملية ميونيخ التي جرت خلال الألعاب الأولمبية عام 1972.

الفيلم يحاكي واقع الصراع العربي الإسرائيلي، وقد حاول المخرج ستيفن سبيلبرغ Steven Spielberg البقاء على الحياد ورسم صورة الأحداث كما حصلت تاركاً المجال لطرح أسئلة كثيرة تتعلّق بطبيعة الصراع وأحقية كل من طرفيه.

ترشّح العمل لخمس جوائز أوسكار ولم يحصل على أي جائزة. وقد كتبت الصحافة أنذاك أنّ هوليوود عاقبت سبيلبرغ على “حياده الغريب” وتركيزه على الشكّ وعدم إقتناع أعضاء فرقة الموساد بمدى صوابية أفعالهم وقانونيتها. الفيلم من بطولة إريك بانا Eric Bana، دانيال كريغ Daniel Craig، ماتيو كاسوفيتس Mathieu Kassovitz وجيوفري رش Geoffrey Rush.

مملكة السماء (2005) Kingdom of Heaven 

الفيلم يروي حقبة الصراعات الداخلية والمكائد بين قادة الصليبيين في أواخر فترة حكم ملك أورشليم بلدوين Baldwin الرابع، ونجاح صلاح الدين الأيوبي باسترجاع القدس برغم استماتة باليان أوف إيبلين Balian of Ibelin في الدفاع عنها.

نال الفيلم تقدير معظم النقّاد لتطرقه إلى موضوع حسّاس كالحروب الصليبية بطريقة مغايرة لما شاهدناه سابقاً. وقد برع المخرج ريدلي سكوت Ridley Scott بإظهار جوانب من المعتقدات المسيحية والإسلامية بشكلٍ متوازن مع التشديد على عنصر التسامح عند الديانتين وضرورة نبذ التطرف. الأدوار الرئيسية في الفيلم أسندت إلى أورلندو بلوم Orlando Bloom، وإيفا غرين Eva Green، وجيريمي آيرنز Jeremy Irons، وغسان مسعود.

المملكة (2007) The Kingdom

فيلم يستمد أحداثه من مسلسل التفجيرات التي ضربت المملكة العربية السعودية بين عاميّ 2003 و2004، حيث يقوم فريق من عملاء مكتب التحقيق الفيدرالي بالانتقال للرياض من أجل التحقيق في هجوم إرهابي وقع على أحد المجمعات السكنية حيث تقطن عائلات أمريكية.

العمل لم يرتقِ للمستوى المطلوب لعدم استطاعة المخرج بيتر برغ Peter Berg نقل خصوصية المجتمع السعودي إلى الشاشة، بل على العكس، فإنّه غرق في “كليشيهات” هوليوودية لا تتطابق مع الواقع. أمّا السبب فيعود حتماً لقلّة المواد المتاحة أمامه والعقبات الإدارية التي حالت دون تصوير مشاهد الفيلم في المملكة العربية السعودية والاستعاضة عنها بتصوير العمل بين إمارة ابو ظبي وولاية أريزونا. الفيلم من بطولة جيمي فوكس Jamie Foxx وكريس كوبر Chris Cooper وجينيفر غارنر Jennifer Garner وعلي سليمان.

ذا هيرت لوكر (2008) The Hurt Locker

من الممكن اعتبار هذا الفيلم الأفضل على صعيد أفلام “حروب العراق” لتركيزه على الجوانب الإنسانية والنفسية لمجموعة من الجنود الأمريكيين ضمن فرقة تفكيك العبوات والذخائر الحيّة في العراق. الفيلم دعوة شبه صريحة لنبذ العنف والحروب. وقد كان موضع أراء متباينة من نقد لاذع إلى ترحيب واسع عند عرضه في دور السينما.

حاز الفيلم ست جوائز أوسكار ويبقى خيار مخرجته كاثرين بيغالو Kathryn Bigelow تصوير القسم الأكبر من المشاهد عند الحدود الأردنية القريبة من العراق، هو الرهان الرابح الذي أمّن لها “الاستديو الطبيعي” من حيث المناظر والبيئة المطابقة لطبيعة العراق. الفيلم من بطولة جيريمي رينر Jeremy Renner وأنطوني ماكي Anthony Mackie.

كتلة من الأكاذيب (2008) Body of Lies

أحداث هذا الفيلم تقع في الأردن حيث يحاول أحد رجال وكالة الإستخبارات الأمريكية القبض على رجل دين يقود شبكة إرهابية هدفها زرع عبوات في عدد من المدن الأوروبية.

العمل يحتوي على كثير من الأخطاء ولعّل أبرزها ارتداء رجل الدين السني العمامة السوداء إضافةً لتصوير معظم المشاهد في كازابلانكا (وجزء منها في الرباط) التي تختلف بطبيعتها عن عمّان بشكل كلي. الفيلم من إخراج ريدلي سكوت Ridley Scott مع طاقم تمثيلي أمّن له النجاح في شبّاك التذاكر وهو مكوّن من ليوناردو دي كابريو Leonardo DiCaprio، وراسل كرو Russell Crowe، ومارك سترونغ Mark Strong.

كايرو تايم (2009) Cairo Time

فيلم مستقل، إنتاج مشترك كندي إيرلندي ومصري، حاز جائزة أفضل فيلم كندي في مهرجان تورنتو السينمائي عام 2009. الفيلم يروي قصة جوليات غرانت Juliette Grant التي تسافر إلى القاهرة لملاقاة زوجها الذي يعمل مع فريق الأمم المتحدة في قطاع غزّة. يطلب الزوج من صديقه المصري طارق الاهتمام بزوجته خلال إقامته في غزّة وسرعان ما تنشأ علاقة حب رومنسية بين الإثنين.

أهمية العمل تكمن في اختيار مواقع التصوير التي تنقلنا بين الشوارع والأزقة والمعالم الرئيسية في قاهرة اليوم. وقد استطاعت المخرجة ربى ندى Ruba Nadda ولو جزئياً أن تصوِر المجتمع القاهري بجميع أطيافه ونظرة هذا المجتمع الذكوري إلى “المرأة الأجنبية” الهائمة في شوارع المدينة والتي جسدّت دورها بشكل ممتاز الممثلة باتريسيا كلاركسون Patricia Clarkson.

المنطقة الخضراء (2010) Green Zone

عمل سينمائي آخر عن العراق من إخراج بول غرينغراس Paul Greengrass. وهو يتطرق إلى قضية “أسلحة الدمار الشامل” ومحاولة مجموعة من الجيش الأمريكي اكتشاف مخابىء هذه الأسلحة.

الفيلم يحاول إبراز التناقضات القائمة بين البنتاغون ووكالة الإستخبارات الأمريكية حول هذا الموضوع وانعكاسها على فريق التفتيش عن هذه الأسلحة. وقد صُوّرت المشاهد في المغرب وإسبانيا وتعتبر جيدّة مقارنةً بأفلام أخرى تناولت الموضوع العراقي. الفيلم من بطولة مات دايمن Matt Damon وغريغ كنير Greg Kinnear  وبراندن غليسن Brendan Gleeson.

صيد السلمون في اليمن (2011) Salmon Fishing in Yemen

تدور قصة الفيلم حول عالم بريطاني في صيد الأسماك يتمّ اختياره من قِبل أحد الشيوخ اليمنيين الأغنياء لمساعدته على جلب سمك السلمون وتربيته في بحيرة إصطناعية أنشأها في اليمن.

يمتاز الفيلم بحسن اختيار الممثلين إضافةً لمشاهد الحوارات بين عمرو واكد الذي مثّل دور الشيخ اليمني صاحب الرؤى العصرية والملتزم دينياً وإيوان ماغريغر Ewan McGregor الذي مثّل دور العالم ألفرد جونز Alfred Jones الحائر والمؤمن بقدسية العلم فقط.

الفيلم إنتاج بريطاني وهو من إخراج لاس هالستروم Lasse Hallström. نال استحسان الجمهور والنقّاد وحصل على ثلاثة ترشيحات لجوائز الغولدن غلوب.

موقع "رصيف22" في

06.02.2015

 
 

فجر يوم جديد: {قصة ثواني}

كتب الخبرمجدي الطيب

فوجئت بالمخرجة اللبنانية لارا سابا، بفيلمها الجريء «قصة ثواني»، الذي عرضه مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية في دورته الثالثة (24 – 31 يناير 2015)؛ إذ بدت وكأنها تُقدم لنا «بيروت» التي لا نعرفها... بيروت الحقيقية بعيداً عن متعة التزلج في فاريا، ورفاهية التسوق في سوليدير، بل إن صخرة الروشة في فيلمها تُنذر بالخوف والخطر، وكأنها منصة للمُقدمين على الانتحار، بأكثر مما هو معروف عنها كمعلم سياحي شهير.

اعتمدت لارا سابا في سيناريو فيلم «قصة ثواني» طريقة سرد غير تقليدية؛ حيث تبدأ الأحداث ليلاً برجل وامرأة في سيارة يستمعان إلى أغنية «انت عمري»، لكن سعادتهما لا تدوم طويلاً بعد أن تداهمهما سيارة تطيح بهما، وبسيارتهما. وفي المستشفى نرى الفتاة «نور»، التي يتضح أنها ابنة الرجل والمرأة اللذين صرعهما الحادث المروري، لكن السيناريو لا ينجرف وراء مأساة الفتاة، التي تعمل مضيفة في كافيه، وتعاني وجدتها المكلومة، الفقر وشظف العيش، وإنما يستعرض شرائح متعددة من النماذج الإنسانية التي تعيش في بيروت المتناقضات... بيروت التي تعاني انفصاماً هائلاً.

مثلما رأينا «نور»، التي وجدت نفسها، فجأة، محاصرة بالذئاب البشرية، في الكافيه الذي تعمل فيه، ومطالبة بسداد الفواتير المالية المتأخرة للبنك وشركة الكهرباء، تابعنا مأساة الصبي «مروان»، الذي اضطرت أمه، بسبب الفقر وأبيه الذي هجرها وابنها، إلى إدمان الخمر، وبيع جسدها، وتركت «مروان» نهباً لعشيقها، الذي انتهى من الأم فاتجه إلى العبث بجسد الابن، الذي انهار نفسياً، وتراجع دراسياً، ولم يكتف بالهرب من المنزل، وإنما اتجه إلى مصادقة ثلة من الأشرار والبلطجية، ممن اعتادوا سرقة حقائب السيدات والفتيات في قلب بيروت، والانغماس معهم في جلسات تعاطي الحشيش والمخدرات التخليقية!

في المقابل، رصدت المخرجة لارا سابا أبشع التناقضات التي تعيشها بيروت، عندما ألقت الضوء على «أنديا» ابنة الطبقة الارستقراطية التي درست في باريس، وعادت لتعلم فن الرسم للأطفال، ثم تزوجت الثري «مالك»، ولا يشغلها في حياتها الغارقة في ارتداء الحلي الثمينة، واقتناء الأحجار النفيسة، سوى الإنجاب، بينما تبدو أمها مشغولة بتهذيب حديقة الفيلا التي تسكنها، وتعنيف خادماتها اللائي ترى أنهن لا ينفذن أوامرها وفرماناتها!

على عكس الأفلام الكثيرة التي اختارت تقديم بيروت من منظور «الكارت السياحي» أو المدينة المدمرة التي عانت ويلات «الحرب الأهلية»، يكتسب فيلم «قصة ثواني» (لبنان/ الإمارات 2012) أهميته من اقترابه، لدرجة القسوة، من العالم السفلي الذي تعيشه العاصمة في الوقت الراهن، ولم تأبه بالاتهامات التي يمكن أن تلاحقها، كالعادة في مثل هذه الأحوال، بحجة أنها تسيء إلى سمعة لبنان؛ فالطبقة المتوسطة التي انهارت (رمزت إليها في الفيلم بالفتاة «نور») اضطرت إلى التنازل عن مبادئها، والتنازل عن اعتزازها بنفسها وشخصيتها، ولجأت إلى بيع جسدها من أجل أن تقاوم ضغوطات الواقع. والطبقة الفقيرة (عائلة «مروان») تحولت نساؤها إلى فتيات هوى وأطفالها إلى «جرذان»، وراحوا ضحايا للسموم، سواء الكحول أو المخدرات، بينما تصل الرفاهية بالطبقة الارستقراطية، التي استمرأت اللهو والعبث وتنظيم الحفلات بمناسبة ومن دون مناسبة، إلى ارتكاب فعل الخيانة. وفي ما يشبه النبوءة التي تحذر من صدام وشيك بين طبقات المجتمع وشرائحه تقدم لارا سابا مشهداً يتسبب فيه الصبي «مروان» في إجهاض السيدة الارستقراطية «أنديا»، أثناء قيامه بخطف حقيبة يدها، وتقدم الصبي في مشهد آخر، وهو على فراش الموت نتيجة تعاطي جرعة زائدة من المخدرات التخليقية، وتكاد تصرخ في وجوهنا مُنددة بالانتهاكات التي تقع على مرأى ومسمع منا، والمستقبل الذي ينهار تحت أعيننا!

في خلفية أحد مشاهد فيلم «قصة ثواني» تُشير المخرجة لارا سابا إلى لافتة تقول بالإنكليزية:»لبنان يشتعل»، ومن مشهد إلى آخر يتأكد المعنى، وتبدو «النار تحت الرماد»، ولا يجد المتلقي صعوبة في التواصل مع الرسالة التي يتبناها الفيلم، والشعور بالخطر الذي يتهدد الوطن في حال استمرار الانهيار الاجتماعي الحاصل نتيجة الأزمة الاقتصادية، والتفاوت الطبقي الهائل، والانفلات الأمني الذي كشفت عنه المخرجة بالغياب التام لأجهزة الأمن، وتدهور الأحوال في الشوارع من دون حسيب أو رقيب. غير أن النقطة اللافتة التي ينبغي الإشارة إليها أن سيناريو الفيلم واصل إبهاره، وطريقته المميزة في السرد، عندما جعل من المستشفى، الذي استقبل الرجل والمرأة عقب حادث السيارة، ملتقى الشخصيات الكثيرة التي تناولها الفيلم؛ فالفتاة «نور» تفقد والديها بين أروقته، وتنهار حياتها بعد مغادرته، والصبي «مروان» يرقد فيه عقب تعاطيه الجرعة الزائدة، قبل أن يهرب منه خشية عقاب السلطات، بينما السيدة «أنديا» تُجهض فيه. بل إن معاناة «مروان» ذكرت الطبيب المعالج بمعاناته مع مجتمع ينهار تحدثت عنه أغنية الراب التي أشارت إلى «الأحياء الموتى» و{الأوهام والألغام»!

قرصنة ودعاية ضعيفة... أفلام نصف العام مهدَّدة

كتب الخبرهيثم عسران

يواجه موسم نصف العام السينمائي مشكلتين تهددان برفع الأفلام من الصالات قريباً لضعف الإقبال الجماهيري عليها وهما: الدعاية الضعيفة للأفلام في دور العرض، على عكس مجهود صانعي الأفلام السينمائية السابقة، وتسريب الأفلام بصورة جيدة عبر الإنترنت وعرضها على القنوات التلفزيونية بالتزامن مع طرحها تجارياً.

بعد يوم من طرح التسجيلات الدعائية عبر القنوات التلفزيونية، وتعليق الملصقات في قاعات السينما قبل ساعات من بدء عرضه، طرح المنتج وليد صبري «أسوار القمر»، ما أثر سلباَ على إيراداته في الأيام الأولى من العرض.

الفيلم  من إخراج طارق العريان وبطولة: منى زكي، آسر ياسين وعمرو سعد. وقد استغرق التصوير أكثر من خمس سنوات وتعثر لظروف إنتاجية، بالإضافة إلى تأجيل العرض أكثر من مرة.

منى زكي التي تعود إلى السينما بعد غياب خمس سنوات، تجسد شخصية فتاة كفيفة، في ثاني بطولة سينمائية مطلقة لها بعد «احكي يا شهرزاد» مع المخرج يسري نصر الله.

غموض
الإهمال نفسه تكرر مع «يوم مالوش لازمة»، من بطولة محمد هنيدي وروبي، إذ طرح بشكل مفاجئ في الصالات من دون دعاية كافية رغم انطلاق تصويره قبل أكثر من شهرين.

لا شك في أن تركيز المخرج أحمد الجندي في التصوير، فرض سرية على العمل، طرح الملصق الدعائي له قبل يوم من عرضه في الصالات، كلها عوامل كافية لتأثر إيرادات الفيلم سلباً في الأيام الأولى، قبل أن يتصدر شباك التذاكر، بعد إعجاب الجمهور واقتراب إيراداته من حاجز المليوني جنيه في أسبوعه الأول.

الفيلم الذي يمثل عودة محمد هنيدي بعد غياب سنتين عن السينما، لم يعلم جمهوره بوجوده في الصالات السينمائية إلا بعد أيام من طرحه، مع غياب الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سواء عبر صفحات النجوم أبطال الفيلم أو تدشين صفحة خاصة به، كما تفعل غالبية صانعي السينما راهناً، واكتفى فريق العمل بعدم الحديث عن الفيلم.

 كذلك تعرّض «ريجاتا» للظلم بسبب التسجيل الدعائي الذي طرحه السبكي عبر قناته على «يوتيوب»، واحتوى ألفاظاً حذفتها الرقابة، ومشاهد مثيرة سببت جدلاً حوله، علماً بأن المخرج محمد سامي أكد أن التسجيل الذي تضمن لقطات محذوفة سُرق ولم يخرج من أسرة الفيلم.

تعرّض الفيلم لانتقادات حادة قبل طرحه، وواجه مشاكل رقابية، إلا أنها سويت بشكل كامل وطرح في الصالات، وقد أسهمت الدعاية والهجوم الذي تعرض له في تحقيقه إيراداته تجاوزت المليون ونصف المليون في الأسبوع الأول.

قرصنة
سرب «القط»، من بطولة كل من عمرو واكد وفاروق الفيشاوي، عبر الإنترنت وطرح في أسبوع عرضه الأول ما أثر سلباً على إيراداته، لا سيما مع طرحه بنسخ محدودة في الصالات.

دفع تسريب الفيلم قنوات فضائية تشتهر بقرصنة الأفلام إلى عرضه على شاشتها، فطالب صانعوه الدولة بالتدخل لإنقاذ الفيلم من القرصنة التي قد تدفع أصحاب الصالات السينمائية إلى رفعه بعد عرضه على شاشة التلفزيون. كذلك شدَّد المخرج علاء الشريف على اتخاذ خطوات من شأنها الحد منها، ووضع علامات في كل نسخة تحدد صالة العرض بهدف إغلاقها وفرض عقوبات قاسية على أصحابها.

بدوره يطالب عمرو واكد الجمهور بمشاهدته في الصالات، وكتب عبر حسابه على «فيسبوك» ممازحاً بأن من سيشاهد الفيلم على التلفزيون سيصاب بالكوابيس.

«القط» ليس الفيلم الوحيد الذي تأثر بالقرصنة، فقد فشل «حلاوة روح» لهيفاء وهبي في تحقيق إيرادات في الصالات السينمائية بعد إعادة عرضه نهاية الشهر الماضي، بسبب تسريب الفيلم وعرضه كاملاً عبر قنوات تلفزيونية بصورة جيدة للغاية.

بطل «قط وفار» محمد فراج:

أخشى اختياراتي المقبلة

بخطوات فنية ثابتة واختيارات متأنية، عزّز محمد فراج مكانته وسط نجوم السينما الشباب، ولعل أحدث أدواره في فيلم {قط وفار} يشهد له بذلك؛ حيث قدَّم شخصية {حمادة الفار} بعد تعديلات في مظهره الخارجي.

يشكِّل الفيلم تعاون فراج الثالث مع السيناريست وحيد حامد، والثاني مع المخرج تامر محسن. حول التعاون، والأصداء التي حققها الفيلم كان الحوار التالي.

·        كيف وجدت ردود الفعل التي تلقيتها عن فيلم {قط وفار}؟

وصلتني ردود فعل جيدة من داخل الوسط الفني وخارجه، وخرج المشاهدون سعداء بعد متابعتهم الفيلم، خصوصاً أنه مختلف وجديد، ويقترب من الأفلام الأجنبية.

·        هل توقعت هذا الكم من التعليقات الإيجابية؟

بالطبع لا، رغم أن مشاركة محمود حميدة ووحيد حامد تحثنا على توقع النجاح، وقد ساهما فيه فعلاً. ولكن عموماً، لا يأتي النجاح من دون اجتهاد، وقد اجتهدنا جميعاً. شخصياً، لا أرسم توقعات للأعمال التي أشارك فيها، بل أمنيات، وأضيف إليها الحرص على بذل أقصى جهد.

·        ماذا عن أصداء دورك؟

مثَّل مفاجأة للجمهور، إذ سألني كثيرون بعدما رأوا صورتي في الملصق حول ما إذا كنت أجسد شخصية فأر فعلاً. أسعدني هذا الأمر كثيراً لأنه يعني أن إطلالتي أقنعتهم.

·        ما الذي دفعك إلى قبول {قط وفار} ليكون ثاني بطولاتك السينمائية بعد {القشاش}؟

أسباب عدة؛ أهمها سيناريو السيناريست الكبير وحيد حامد، وهو من اختارني ومنحني مسؤولية كبيرة، بدءاً من تعاوني معه في مسلسل {الجماعة} بمشهد واحد، مروراً ببطولة {بدون ذكر أسماء}، ثم بطولة هذا الفيلم. كذلك شجعتني مشاركة الفنان القدير محمود حميدة، إلى جانب إعجابي بالشخصية نفسها.

·        ماذا أعجبك في {حمادة الفار}؟

أعتبره تحدياً لقدراتي التمثيلية، وأعتقد أنه يجذب أي فنان إلى تقديمه سواء من ناحية المظهر أو المضمون نفسه. أحب الشخصيات المختلفة؛ وأنا أجسد شخصية شاب شديد الطيبة، بعد وفاة والده تتزوج والدته أكثر من مرة بعد استشارته في هذه الخطوة. ورغم شعوره بالضيق من الأمر، فإنه بعد وفاتها يدرك أهميتها في حياته، خصوصاً أن أزواجها السابقين يساعدونه في الحصول على جثتها من وزير الداخلية {عباس القط}.

·        حدثنا عن استعداداتك الخارجية للشخصية؟

اهتممت بأن يقترب مظهر {حمادة} من الفأر فعلاً، لذا وضعت أسناناً في فمي، وارتديت نظارتين سميكتين، كذلك استخدمت طبقة صوت مميزة. وفي ظل عملي على هذه المظاهر، كنت شديد الخوف من كيفية تعامل الجمهور معها وتقبله لها، لذا أعطيت بعض المقربين مني صوراً للشخصية للتعرف إلى رأيهم، فنالت إعجابهم، وتزامنت هذه التعليقات مع آراء المتابعين بعد طرح الملصق والفيديو الدعائي والأغنية الترويجية، والتي جاءت في مجملها إيجابية.

·        هل كانت هذه الملامح موجودة في السيناريو؟

لم تكن مكتوبة في النص، بل عملت على تحديدها وإضافتها مع المخرج تامر محسن ضمن رسم الشخصية، إلى جانب لغة الجسد لا سيما حركة العنق وطريقة المشي، وذلك رغبة مني ومنه في تقديم دور مختلف شكلاً ومضموناً، وإن كنت تخوفت منها لأنها المرة الأولى التي ألجأ فيها إلى تعديلات شكلية لأجل شخصية كوميدية لا درامية أو تراجيدية، مثل {رجب الفرخ} في مسلسل {بدون ذكر أسماء}.

·        كيف ترى قراءة كثيرين للفيلم بأنه يمثل صراعاً بين السُلطة والشعب على مصر؟

بإمكان كل مشاهد قراءة أحداث الفيلم وفقًا لرؤيته، المهم أن يخرج من العرض سعيداً. عموماً، هذه القراءة صحيحة (تتجلى في صراع وزير الداخلية {عباس القط} و}حمادة الفار} على جثة الوالدة)، وتتفق مع رؤية الكاتب ومع مجهود المخرج، الذي وجَّه الممثلين بما يفيد الفكرة.

·        إلى أي مدى أفاد الأسلوب الكرتوني في عرض الصراع؟

أسهمت الطريقة الكرتونية في الطرح والسرد بشكل كوميدي سلس ومقبول لدى المشاهدين، وهي في رأيي ليست طريقة سهلة يمكن لكثيرين تقديمها بحرفية، والمتابع للفيلم يتأكد من ذلك. فرغم أن القصة بسيطة فإن عبقرية سيناريو الكاتب وحيد حامد جعلت منها قضية مهمة. أتمنى أن يصل الفيلم إلى المشاهد بالصورة التي تمناها صانعوه.

·        كيف وجدت العمل مع الفنان محمود حميدة؟

تشرفت بالتعاون معه، وهو منحني طاقة كبيرة أثناء تصوير مشاهدي. كذلك كان أحد أسباب قبولي المشاركة في العمل الذي أتمنى أن ينال استحسان الجمهور لأننا تعبنا في تصويره.

يشكل الفيلم التعاون الثالث لك مع وحيد حامد.

أتمنى أن أكون على قدر المسؤولية التي منحها لي هذا الكاتب الكبير بترشيحه لي في الأعمال الثلاثة، خصوصاً أنني أعتقد أنه لا يوجد فنان من جيلي نال هذه الفرص منه. ثقته هذه تزيد قلقي وتحملني المسؤولية، وتجعلني أخشى خياراتي المقبلة.

·        وتعاونك الثاني مع المخرج تامر محسن بعد {بدون ذكر أسماء}.

سعدت كثيراً عندما علمت أنه من سيتولى مهمة إخراج {قط وفار}، لأن وجهات نظرنا متقاربة، وبيننا كيمياء: هو يعرف كيف يحصل مني على أداء بعينه، وأعلم بدوري ماذا يريد مني، ما يسهم في تنفيذ العمل، خصوصاً أننا سنتعاون أيضاً في مسلسل رمضاني بعنوان {تحت السيطرة} من بطولة كل من نيللي كريم، ونسرين أمين، وتأليف مريم نعوم، وإنتاج العدل جروب. نبدأ تصويره خلال ثلاثة أسابيع.

·        هل تتغير معايير اختيارك أدوارك بعد {قط وفار}؟

صحيح؛ فكلما قدم الفنان عملاً ونجح تزداد مسؤوليته نحو أعماله المقبلة واختياراته، ولكنني عموماً سأستمر على طريقة اختيار شخصيات مختلفة شكلاً ومضموناً.

الجريدة الكويتية في

06.02.2015

 
 

سينمائيو مصر ينقلون مطالبهم للدولة بحضور ممثليها

القاهرة - أحمد الريدي

أزمات السينما المصرية ومطالبها كانت مطروحة على طاولة الاجتماع الذي حضره عدد كبير من السينمائيين المصريين، أبرزهم يسرا وإلهام شاهين وداوود عبد السيد والكاتب الكبير وحيد حامد، مع الدكتورة فايزة أبو النجا، مستشارة رئيس الجمهورية المصرية لشؤون الأمن القومي ووزير الصناعة والتجارة منير فخري عبد النور.

المخرج داوود عبد السيد تحدث لـ"العربية.نت" عما جرى داخل الاجتماع، الذي امتد لساعات طويلة مساء أمس الخميس، مؤكدا أنه خلّف لديه انطباعات إيجابية للغاية، خاصة وأن جميع السينمائيين الحاضرين نقلوا مشاكلهم ومطالبهم.

كما أن ممثلي الدولة كانوا يستمعون باهتمام إلى ما يقال من جانب السينمائيين، خاصة وأن الجلسة كانت عبارة عن جلسة طرح ولم تدر بها أية مناقشات، مما جعل عبد السيد يشعر بأن هناك روح إيجابية من قبل الدولة تجاه الأمر، كما أنها المرة الأولى التي يتم التعامل فيها مع السينما بشكل غير فئوي، حسب تعبيره.

واعتبر مخرج فيلم "الكيت كات" أن الاجتماع مهم ويدل على أن القيادة السياسية ترفع درجة الاهتمام بالسينما، وتتعامل معها باعتبارها مهمة في الجانب السياسي.

وشدد المخرج على كون السينمائيين كانوا يحملون أجندة تفصيلية لكافة القرارات المطلوبة، وهي المرة الأولى التي لا يتم الاكتفاء فيها بطرح الأزمات، بل كذلك طرح حلول موازية لهذه الأزمات التي تواجه صناعة السينما في مصر.

وأشار إلى كون الجانب الآخر الممثل للدولة عرض على السينمائيين خدمات أكثر مما طلبوهم هم، حيث لديهم إيمان بأهمية السينما المصرية، حسب عبد السيد.

عديد الأمور تطرق إليها الاجتماع، من بينها قرصنة الأفلام والحلول التي يمكن من خلالها مواجهة هذه الأزمة، وكذلك التصوير داخل الأماكن السياحية وتخفيف القيود على هذا الأمر.

وأوضح عبد السيد أنه تحدث شخصيا عن الرقابة وحرية الإبداع، وهو الأمر الذي نال اعتراضات من بعض السينمائيين. وأعرب عبد السيد عن أسفه لردة فعل بعض زملائه، رافضا الخوض بشكل تفصيلي في الأمر.

العربية نت في

06.02.2015

 
 

أفلام رقمية قصيرة تنهي احتكار الانتاج السينمائي في مصر

جمعية السينمائيين المستقلين تنظم في القاهرة عرضا جماعيا لأفلام قصيرة بهدف تشجيع ودعم الأفلام المستقلة.

العرب/ القاهرة - جذب عرض جماعي لأفلام مستقلة قصيرة من إنتاج شبان في بداية مشوارهم الفني جمهورا كبيرا في القاهرة مؤخرا، وفي ذلك إشارة إلى مدى تقبّل المشاهدين لهذا التوجه السينمائي الآخذ في التصاعد بمصر خلال السنوات القليلة الماضية.

ساهم توثيق الكثير من الشباب المصري للأحداث المختلفة التي شهدتها مصر منذ سقوط نظام حسني مبارك في 2011، إضافة إلى تعثر الإنتاج السينمائي الكبير بسبب الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية، في تنامي الشغف بالتصوير الرقمي “الديجيتال”.

ويطلق مصطلح السينما المستقلة على الأفلام المنتجة بميزانيات محدودة وبأبسط الإمكانيات، بعيدا عن شركات الإنتاج الكبيرة العاملة في المجال الفني.

وفتح قصر السينما التابع لوزارة الثقافة المصرية أبوابه لعرض أفلام “شيرزاد” للمخرج أحمد نجم، و”فلومساتر أحمر” للمخرج علاء عاصم، و”الزيارة” للمخرج أحمد محفوظ، إلاّ أن هذا الأخير واجه صعوبات في العرض بسبب بعض المشكلات التقنية.

ونال فيلم “شيرزاد”، وهو من بطولة الممثلة بتول الحداد، استحسان المشاهدين الذين تراوحت أعمارهم بين 10 أعوام وأكثر من 60 عاما وصفقوا طويلا بعد عرضه، وطرح الحضور أسئلة كثيرة على طاقم العمل خلال الندوة التي أعقبت الفيلم.

يتناول الفيلم، ومدته نحو 15 دقيقة، قصة فتاة فقدت أمها لحظة ميلادها، وبقيت تعاني أشكال ضغوط مختلفة وسط أسرة ذكورية تضمّ أربعة أشقاء إضافة إلى الأب. وقد عرض الفيلم من قبلُ في مهرجان فيلنغ في أسكتلندا ومهرجان بورسعيد السينمائي.

وقال عبدالرحمن أبوالسعود أحد الممثلين والمشارك أيضا في الإنتاج، إن ميزانية الفيلم لم تتجاوز 15 ألف جنيه مصري.

هيثم عبدالحميد: الجمعية تستعد لإقامة مهرجان السينمائيين المستقلين قريبا

ونظمت العرض “جمعية السينمائيين المستقلين”، وهي كيان ناشئ لا يتجاوز عمره عاما واحدا، لكنه استطاع جذب الانتباه لأعمال شبان لا تتجاوز أعمارهم 25 عاما والترويج لها داخل مصر وخارجها.

وتأسست الجمعية غير الهادفة للربح في مارس 2014، بغرض جمع السينمائيين المستقلين والعاملين في الأفلام القصيرة سواء التسجيلية أو الروائية تحت مظلة واحدة، وتعريف بعضهم على بعض والبحث عن فرص لعرض الأفلام وتسويقها جماهيريا.

قال المخرج هيثم عبدالحميد رئيس جمعية السينمائيين المستقلين: “بدأت الفكرة من بعض الأعضاء المؤسسين الذين كانوا يبحثون عن أماكن لعرض أفلامهم ومن بينها قصور الثقافة، لكن للأسف القانون ينص على أن الجهات الحكومية لا تتعامل مع أفراد، بل جمعيات أهلية أو مؤسسات رسمية ومن هنا قررنا تأسيس الجمعية”.

وأضاف: “حققنا انتشارا، لكن ليس بالقدر المأمول ونتطلع إلى انضمام عدد أكبر من عشاق وصناع السينما المستقلة إلينا، لأنه كلما زاد عددنا كبر حجم هذا الكيان”.

ويقدّر عدد أعضاء الجمعية الآن بالعشرات، إلاّ أن عبدالحميد أرجع ذلك إلى أن قيامها بعرض الأفلام والترويج لها ليس مرتبطا بالاشتراك والعضوية.

وقال: “لا يشترط أن يكون صناع الفيلم من أعضاء الجمعية، حتى نتبنى البحث عن أماكن عرض لهم، أو إشراكهم في مهرجانات سينمائية، الجمعية تقوم بذلك مجانا”. وكشف عن أن الجمعية تستعد لإقامة مهرجان السينمائيين المستقلين “قريبا جدا”.

ويؤكد عبدالحميد على أن سبب تأسيس الجمعية مردّه تنشيط حركة السينما المستقلة بعيدا عن الربحية، وهروبا من الصراعات على المناصب الإدارية، والتي قد تعيق في بعض الأحيان الحركة بصفة عامة.

أما عن الحاجة إلى تأسيس الجمعية فيقول رئيسها: “إنشاؤها يسمح لنا بالاستفادة من الجهات الحكومية التي تدعم منظمات المجتمع المدني والتي ستصب بدورها في صالح الجمعية، بما سيعود بالنفع على المشاريع السينمائية الجيدة وفقا لمظلة قانونية”.

توأمة بين مهرجاني الأقصر وفيسباكو ببوركينا فاسو

السينما المصرية ستكون ضيف شرف مهرجان “فيسباكو” الذي يقام كل عامين في بوركينا فاسو.

العرب/ الأقصر (مصر) – أعلن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الذي يقام سنويا بالمدينة الأثرية بجنوب مصر، استباق دورته الرابعة في شهر مارس القادم بالتوأمة مع مهرجان “فيسباكو” في بوركينا فاسو التي تحل ضيف شرف على مهرجان الأقصر.

وقال السيناريست المصري سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية إن الدورة الجديدة التي تبدأ في 16 مارس المقبل، ستحتفي بالسينما في بوركينا فاسو، بعد توقيع بروتوكول التعاون والتوأمة بين مهرجاني الأقصر وفيسباكو “أهم وأعرق المهرجانات الأفريقية”، حيث تأسس منذ 48 عاما.

وأضاف أن السينما المصرية ستكون “لأول مرة” ضيف شرف مهرجان “فيسباكو” الذي يقام كل عامين، وستفتتح دورته الرابعة والعشرون يوم 28 فبراير الجاري.

وقال إن إدارة مهرجان الأقصر بالتعاون مع سفارة مصر في بوركينا فاسو ونقابة المهن السينمائية المصرية، ستعمل على إيفاد بعثة سينمائية إلى بوركينا فاسو لتدريس فنون السيناريو والإخراج والتصوير والمونتاج.

وتنظم مؤسسة شباب الفنانين المستقلين -وهي مؤسسة مصرية لا تهدف إلى الربح وتعمل في مجال الفنون والثقافة منذ عام 2006- مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية منذ عام 2012، وهو ما اعتبره كثيرون عودة لمصر إلى أفريقيا بعد ثورة 25 يناير 2011 التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.

ويطمح مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية إلى أن يصبح مؤسسة تسهم في دعم إنتاج الأفلام، فضلا عن تنظيمه مشروع “نوافذ”، الذي يتيح لجمهور المحافظات المصرية المختلفة عروضا للأفلام، بحضور ممثلين بارزين منهم ليلى علوي وفردوس عبدالحميد وإشراف المخرجة عزة الحسيني مديرة المهرجان.

العرب اللندنية في

06.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)