كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

"فيفيان ماير".. البحث عن المرأة المجهولة

أمير العمري

 

من بين الأفلام الخمسة المرشحة لجائزة الأوسكار لأحسن فيلم تسجيلي طويل الفيلم الأمريكي "العثور على فيفيان ماير"  Finding Vivian Maier الذي اشترك في إخراجه جون مالوف وشارلي سيسكل. غير أن الأول هو صاحب الموضوع والفكرة والبحث المرهق الطويل، بل ومن وجد نفسه داخل مغامرة البحث عن شخصية مجهولة، عثر مصادفة، على ما خلفته وراءها بعد وفاتها، من صور فوتوغرافية مدهشة، رغم أنها لم تكن مصورة معروفة، بل ولم يسبق لها أن عرضت صورها في أي معرض من معارض العالم.

جون مالوف شاب يعمل سمسار عقارات في شيكاغو. وقد قرر ذات يوم أن يصدر كتابا عن منازل الحي الذي يعمل فيه. وهو الذي يقدم لنا الفيلم بصوته ويظهر بصورته من حين إلى آخر، لكي يربط بين المواقف المختلفة، ويروي لنا تفصيلا قصته مع تلك المرأة المجهولة، فيقول إنه كان يبحث عن صور قديمة تصلح لكتابه المشار إليه، فاشترى في أحد المزادات عام 2009، صندوقا عثر في داخله على بضعة آلاف من النسخ السلبية للصور (النيجاتيف)، فألقى بالصندوق ومحتوياته جانبا، وبعد عامين دفعه الفضول للعودة إلى الصندوق، لكي يستخرج بعض النسخ السلبية ويقوم بتحميضها وطباعتها، ليجد أنه أمام مجموعة من الصور الرائعة (بالأبيض والأسود)، للناس، الشوارع، الأطفال، العربات، الملابس، المحلات، وكل ما يخطر على البال من تسجيل أمين لنمط الحياة في شيكاغو في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، فقرر نشر 200 صورة من هذه الصور في مدونته على الانترنت لكي يختبر رد فعل الآخرين، فجاء الردود حماسية، تشيد بالصور، وتبدي إعجابا كبيرا بمن صورها.

بداية البحث

اندفع جون مالوف في البحث عن المرأة التي قامت بتصوير تلك الصور، بعد أن وجد داخل الصندوق الكثير من القصاصات والبطاقات التي تكشف إسمها وهو "فيفيان ماير" Vivian Maier، وعند البحث عنها، علم أنها توفيت عام 2009 قبل فترة قصيرة من اكتشافه تلك الصور، وأنها كانت تعمل لسنوات طويلة، مدبرة منزل ومربية للأطفال في منازل عدد كبير من العائلات الثرية في شيكاغو، فأخذ يجري مقابلات مع كل من أمكنه الوصول اليهم ممن عرفوها وعملت لديهم، ومعظمهم كانوا أطفالا وأصبحوا الآن رجالا ونساء لديهم أسرهم، ومن هنا جاءت فكرة عمل هذا الفيلم، الذي يعتمد على البحث الي يشبه ما يقوم به العاملون في "الصحافة الاستقصائية"، أي صحافة البحث والتحري والكشف، لكن أساس البحث، التركة الهائلة من الصور والمتعلقات الأخرى لفيفيان ماير، فقد أوصله البحث الى اكتشاف مخزن مستأجر بالمدينة، فيه كل متعلقات فيفيان في صناديق، لم يكن أحد يعرف أبدا ما بداخلها. ويذكر كثيرون ممن عملت لديهم، أنها كانت تحرص كل الحرص على هذه الصناديق، ولم تكن تسمح لأحد بدخول الغرفة المخصصة لها، ولكن من أتيحت لهم فرصة التسلل إليها، وجدوها مليئة عن آخرها، بأكوام من الصحف.

اشترى مالوف الكمية الأكبر من تراث فيفيان ماير، وقام بتأسيس غرفة لتحميض الصور في بيته، واستعان بمن يساعده على تحميض آلاف الصور التي يقول إنها بلغت أكثر من 100 ألف صورة، معظمها لأشخاص هامشيين، ممن يجوبون الشوارع، أطفال مشردين، نساء، مانيكانات مقطوعة الرأس أو الساقين داخل واجهات المحال التجارية التي كانت تبيع الملابس، واجهات البيوت القديمة، الشوارع والحوانيت في الأحياء الفقيرة، صحف تحمل عناوين مثيرة تدور حول جرائم ترتكب ضد الاطفال، أناس يتجمعون أمام منزل الطفل الضحية، كلب يطل من فوق سطح احدى البنايات.. وغير ذلك الكثير. وإلى جانب الصور الفوتوغرافية التي لم تطبع أبدا من قبل والتي نراها في هذا الفيلم للمرة الأولى، دون أن تراها حتى السيدة "الغامضة" التي القتطتها، هناك الكثير من شرائط التسجيل الصوتي، والأفلام من مقاس 8 و16 مم التي التقطتها

كثيرون ممن عرفوها يقولون إنها كانت سيدة طويلة، شديدة التكتم، تميل الرتداء قمصان رجالية، وكانت ترفض الحديث عن نفسها بل وترفض أن تكشف للباعة في المحلات القريبة التي تشتري منها الأشياء، عن إسمها الحقيقي، بل كانت تزعم أن اسمها هو "لي سميث". ويجمع كل من توجه مالوف بسؤالهم على أنها فرنسية، ويقول البعض إنها ربما كانت تتعمد الحديث بلهجة فرنسية. ويقول أحد الذين كانوا أطفالا ترعاهم في الماضي، إنها قفزت لتصوير شقيقه الطفل عندما سقط على الأرض، وسط فزع الأم من ذلك، بل إنها كانت تستوقف الكثير من المارة، وتستجوبهم وتسجل لهم، وتطلب تصويرهم. وكانت تحمل معها دائما كاميرا على شكل صندوق، كان يمكنها استخدامها من زاوية منخفضة وهي تحملها بين يديها لتصوير المارة والواقفين دون أن ترفعها الى وجهها، وبالتالي لم يكن الكثيرون يلحظون ذلك السلوك الذي يقول أحد الشهود في الفيلم، إنه كان من الممكن أن يكلفها حياتها.

 بحث المخرج وذهابه الى الأرشيف الوطني يكشف أن فيفان أمريكية من نيويورك، من مواليد 1926، وانها كانت من أصول فرنسية، وقد اختفت ذات يوم، كما تقول احدى السيدات، بعد أن تركت لها رسالة تقول إنها ستغيب لمدة ثمانية أشهر في عطلة خارجية، وأنها سافرت بالفعل إلى مصر واليمن والمكسيك وتايوان بل وكل بلدان أمريكا اللاتينية، وعادت بالكثير من الصور التي نشاهد منها الكثير في الفيلم. كانت تلك الرحلة في عام 1959.

قصة مثيرة

إننا نشاهد فيلما وثائقيا يعتمد على قصة مثيرة، يستدرجنا راويها ومخرجها، إلى الدخول في أغوارها تدريجيا، يستخدم الكثير من المواد المتاحة له من تراث فيفيان المرئي والمسموع، من شرائط التسجيل والصور الفوتوغرافية البديعة التي تكشف عن موهبة خاصة جدا في التصوير، وكذلك الأفلام المصورة بالكاميرا السينمائية التي تعتبر وثائق على تلك الفترة من الخمسينيات والستينيات. ورغم ظهور جون مالوف المتكرر في الفيلم، إلا أنه ليس البطل الحقيقي، بل هو مجرد معلق على بعض أجزائه، فالبطلة الحقيقية: الحاضرة- الغائبة هي فيفيان نفسها، التي يشعر مالوف في لحظة ما  بالذنب كونه – كما يقول- يسمح لنفسه باماطة اللثام عن حقائق في حياتها لم تكن ترغب في الكشف عنها، بل ويجمع كل من يتحدثون في الفيلم، أنها كانت شخصية شديدة السرية والتكتم، وانها قالت ذات مرة، عندما حوصرت بالأسئلة عن ماضيها ومن أين جاءت، بأنها "امرأة غامضة" أو "جاسوسة". لقد كانت على الأغلب، ترغب في أن تحيا في ثياب شخصية أخرى غير شخصيتها الحقيقية

تقول امرأة عجوز تعمل في محل بالمدينة، إنها تعتقد أن اللغز المحيط بها أكثر اثارة للاهتمام من عملها، أي مما تركته خلفها، وأنها ترغب في معرفة المزيد عنها، وهو ما لن تكشف عنه الصور التي تركتها خلفها رغم أنها تركت العديد من الصور الشخصية لها، وكانت تميل، كما لاحظ البعض، إلى ارتداء قمصان الرجال

يتوصل مالوف إلى أن أصل الأسرة في قرية بالجنوب الفرنسي قضت فيها فيفيان بعض الوقت، فيسافر الى هناك، يجري المقابلات مع من يعتقد أنهم يمتون لها بصلة والذين سبق لهم أن التقوا بها، يطلعهم على الصور التي التقطتها في القرية في الستينيات، يقارن المخرج بين الصور الحقيقية الحديثة للمكان وبين صور فيفيان لنفس الأماكن، في نفس القرية، كما يتعرف الكثيرون من السكان على أنفسهم أو على آبائهم في كثير من الصور، بل ويعثر ايضا على كهل يقول إنه كان يعرف والدة فيفيان، ولديه صندوق الكاميرا التي كانت فيفيان تستخدمها.

يتحدث في الفيلم أيضا بعض المصورين المحترفين المعروفين، يبدون إعجابهم الكبير بتصوير تلك المرأة التي تتضارب الأقوال حول هدفها من التصوي: فهل كانت تلتقط الصور لكي تدفنها داخل تلك الصناديق، أم أنها كانت تود أن يراها الآخرون؟ يعثر مالوف على ما يشبه الوصية، قصاصة مكتوبة بخط يد فيفيان، توصي فيها من سيتولى تحميض وطبع الصور التي تركتها، بضرورة اتقان العمل، أي أنها كانت تتوقع أن تقع تلك النسخ السلبية في يد أحد يقوم بطبعها وتكبيرها.

من هي؟

السؤال الذي يظل دون إجابة شافية هو: من هي فيفيان ماير؟ هل كانت طيبة أم شريرة؟ هل كانت تساعد الأطفال على معرفة أشياء جديدة، وتصحبهم إلى أماكن لا يعرفونها لم يكن من الممكن أن يأخذهم إليها آباؤهم عادة؟ أم كانت تقسو عليهم؟ تقول امرأة كانت طفلة ترعاها فيفيان في الماضي، إنها أرغمتها ذات مرة، على تناول كل محتويات صحنها من الطعام، بالقوة، كما تعرضت للضرب على يديها، ولكنها تتساءل أيضا: ربما تكون فيفيان نفسها ضحية في طفولتها، خصوصا وأنها تتذكر أنها كانت دائما تحذرها من الرجال، وتقول إن كل ما يريدونه هو الجنس، وكانت تخشى الرجال، والتلامس الجسدي، وربما تكون قد تعرضت للاغتصاب أو لاعتداء ما في طفولتها. لكن امرأة أخرى ترى أنها عاشت حياتها كما كانت تريد، وانها كانت تؤكد لها ذلك.

المؤسسات الرسمية التي ترعى الفنون، لاتزال- كما يقول لنا مالوف- ترفض قبول أعمال منسوبة لسيدة مجهولة ليست على قيد الحياة، لكنه ينجح رغم ذلك، في تنظيم معارض خاصة لمئات الصور، في نيويورك ولندن وألمانيا ولوس أنجليس والدنمارك، وكما نرى، تمتليء هذه المعارض، بالناس بمستوى من الزحام، يقول أحد المعلقين المتخصصين، إنه لم يحدث من قبل بالنسبة لأي مصور في العالم. بل لقد أصبح الكثيرون يعتبرون الآن فيفيان ماير من أهم مصوري القرن العشرين.

إننا نعرف الكثير عما أنجزته فيفيان ماير من صور بديعة لكل نواحي الحياة، يستخدمها المخرج ببراعة، في الفيلم، مع موسيقى البيانو الايقاعية، ويمزج بينها وبين لقطات من الطبيعة، بل ويضاهي أحيانا بينها وبين الأماكن الحقيقية التي التقطت فيها كما تبدو اليوم، ويصل إلى المقعد الخشبي الذي كانت مغرمة بالجلوس فوقه على شاطيء البحر، في لحظات الهدوء والاسترخاء. ورغم كل ذلك، ومع نهاية الفيلم تظل "المرأة المجهولة" لغزا أكبر مما كانت. فلا أحد يعرف لماذا لم تتزوج، ولم تنجب، ولم يكن لديها أصدقاء، واختفة أهلها جميعا تماما، ولماذا صورت ما صورته، ولماذا أخفته عن عيون الآخرين، وما الذي جعلها تعمل مربية للأطفال. وربما تبقى هذه الأسئلة دون جواب إلى الأبد.

الجزيرة الوثائقية في

05.02.2015

 
 

أزياء الممثلات رسمت ذوق الشارع والموضة منذ بدء التلفزيون:

اسمهان وسعاد حسني وفاتن حمامة مثالا

رانيا يوسف

القاهرة – «القدس العربي» قدم برنامج «كلام في سرك»، للإعلامية راغدة شلهوب، الذي تقدمه علي شاشة قناة «الحياة -2»، العلاقة التبادلية بين السينما والدراما من جهة، والموضة من جهة أخرى، وتأثر المرأة العربية بالملابس والفساتين التي تظهر بها الفنانات منذ الثلاثينيات حتى الآن، وذلك من خلال مصمم الأزياء الشهير، خالد عبد العزيز، الذي قدم صيحات الموضة المختلفة على مر العقود الماضية، من خلال فنانات كانت إطلالاتهن بفساتين على الشاشة تحولت إلى الشارع.

قال إن المرأة المصرية، وبالتالي العربية تأثرت بالموضة، فارتدت أسفل الملايا للف الفستان وفوقه الشيفون الذي يظهر جسمها، في أول فيلم ناطق بالسينما المصرية، ثم جاءت الفنانة راقية إبراهيم التي قدمت للمرأة إمكانية ظهورها بلونين، وتقسيم جسمها إلى قطعتين، وهو ما اعتبر نقلة في شكل الملابس للفتاة  المصرية والعربية.

وأوضح مصمم الأزياء «عبد العزيز»، أن الموضة تختلف باختلاف الحالة السياسية والاقتصادية في العالم، لافتًا إلى وجود اختلافات بين عصر الموضة قبل السينما، حيث كان الرسام هو مصمم الأزياء، ومع ظهور السينما تم إدخال حالة من التعبيرية، وبدأت السينما تقوم بتصدير الموضة لمصر منذ الثلاثينيات حتى السبعينيات، بعكس الثمانينيات حتى الآن، حيث يتم استيحاء الموضة في العمل السينمائي أو الدراما من الشارع، بمعنى أن «الأستيلست» يقوم بتجهيز الملابس للفنان أو الفنانة بحسب الحالة الاقتصادية التي تقدمها.

قدم عبد العزيز من خلال عارضات أزياء، مجموعة من الفساتين لنجمات السينما، فكان فستان أمينة رزق في فيلم «بنات الذوات» عام 1932، حيث اتخذ هذا الفستان كموضة بعد أن كان الملبس هو الملاية اللف، ثم فستان الفنانة «أسمهان» من فيلم «غرام وانتقام» من إنتاج عام 1944، مشيرًا إلى وجود نقلة في الأربعينيات تتعلق بالحرب العالمية الثانية، حيث تم التطلع إلى لونين بعد أن كانت المرأة ترتدي لونًا واحدًا قبل ذلك، وكان هناك تأثر بالحرب بارتداء المرأة للجاكيت الرجالي.

وانتقل خالد إلى فيلم «سيدة القصر» من إنتاج عام 1958، لسيدة الشاشة فاتن حمامة، في فترة الخمسينيات التي وصفها بـ»المميزة»، حيث كانت المرأة محافظة وفي نفس الوقت، تظهر بملابس راقية وناعمة، ثم الفستان الذي ارتدته الفنانة سعاد حسني في فيلم «صغيرة على الحب»، باستخدام الفستان القصير مع التطلع لارتداء «الميكروجيب»، ثم الانتقال إلى حقبة السبعينيات، وقال: إنه كان بمثابة عصر الكرنفال من حيث الإبهاج مع الألوان، وذلك من خلال الفنانة شمس البارودي في فيلم «امرأة سيئة السمعة» في عام 1973.

النجمة السورية سوزان نجم الدين:

عناصر نجاح الدراما أصبحت بين أيدي المحطات الفضائية

محمد عاطف - القاهرة – «القدس العربي»

أكدت النجمة السورية سوزان نجم الدين أنها قررت نقل إقامتها للقاهرة بعد كثرة العروض الفنية التي تلقتها مؤخرا بجانب منزلها في دبي.

وقالت: اشتريت شقة في أحد أحياء القاهرة وأتفرغ لأعمالي الفنية في مصر خلال المرحلة الحالية.

وأشارت إلى أنها صورت بالفعل المسلسل التلفزيوني الجديد «كش ملك»، والذي بدأت تصويره العام الماضي مع شركة «صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات»، ثم توقف لظروف إنتاجية، وتم استئناف التصوير وانتهت من مشاهدها فيه.

وعن دورها في المسلسل تقول: أجسد شخصية «نهال» مذيعة برامج ا»لتوك شو»، التي تكتشف العديد من القضايا عن بعض رجال الأعمال الفاسدين وتدخل في صراع مع أحدهم يحاول إسكاتها بالمال وتتصاعد الأحداث.

تقوم بالبطولة أمام مجدي كامل ونهال عنبر وإبراهيم يسري ودنيا عبد العزيز وإيهاب فهمي وخالد محمود ومحسن منصور وأميرة نايف وحسن العدل تأليف رضا الوكيل، وإخراج حسام عبد الرحمن.

وتقول: أتمنى نجاح هذا المسلسل الذي اهديه إلى كل إعلامي مصري شريف وفي العالم العربي وأن يلقى القبول لأننا نعمل ونجتهد ولا نعلم مدى نجاح العمل.

وتضيف: عناصر نجاح العمل أصبحت خارج أيدينا وأصبحت في أيدي المحطات الفضائية والتي تختار التوقيت المناسب للعرض، وهل العرض حصري أم سيكون على قناة أخرى وكم الدعاية المتاحة للعمل والمخرج والمنتج والنص؟ ولذا الآن يبذل الممثل الجهد المتاح له ويترك النجاح على الله سبحانه وتعالى.

وعن تقييمها للدراما السورية الآن تقول: في ظل الوضع الراهن هناك 20 مسلسلا تم تنفيذها ولكن بعض المنتجين ذهبوا في اتجاه الفن الهابط والمفروض أن الفن ينتشل المجتمع في هذه الظروف.

وتضيف: اعتذرت عن مسلسلات سورية وجدتها تتجه نحو الانحدار في السلوك ورفضت وضع صوتي في الدراما التركية وأحب تقوية الدراما السورية والمصرية.

وأوضحت أنا من أوائل من نادى بالدراما العربية المشتركة، لكن يد واحدة لا تصفق بعض الأعمال ظهرت تقليدا للدراما التركية وهي بعيدة عن ثقافتنا وفيها تجاوزات أخلاقية والدراما العربية غير موظفة وبدون مضمون.

وعن السينما تضيف اعتذرت عن أفلام عديدة كانت ستحقق النجاح التجاري لكنها لا ترضيني على المستوى المضمون والعادات والتقاليد فأحب الفن الجريء، لكن بدون جرح للمشاهد.

وتشير إلى أنها «حضنت» الفنان أيمن زيدان بحميمية في مسلسل «نهاية رجل شجاع» في التسعينيات وكان موقفا لم ينتقده أحد.

وتنتظر سوزان نجم الدين عرض أول أفلامها السينمائية في مصر بعنوان «قط وفار»، تأليف وحيد حامد ويشاركها البطولة محمود حميدة وسوسن بدر ومحمد فراج وإخراج تامر محسن.

وقالت إنها تتمنى عودة سوريا إلى أحضان شعبها من جديد، واعتبرت أن الفنانين السوريين الذين يقدمون أعمالا فنية في هذه الظروف يناضلون ويحاربون أيضا من أجل البقاء.

وتضيف: نمر بوقت عصيب في الأمة العربية ونحتاج إلى التجمع حتى تقول كفى حروب وخراب ومقابلتنا الفنية تدل على الحب بيننا ونحتاج أيضا إلى المقابلات العامة لنبث رسالة إلى السياسيين بأن نكتفي بما حدث لنعيش في سلام وأمان. وتشير إلى ضرورة أبعاد الصراعات عنا .

عن عروض الزواج قالت: أي امرأة تنفصل عن زوجها تأتيها العروض وأنا لم أتزوج مرة أخرى.

مهرجان القاهرة لسينما الطفل يستأنف في 20 مارس بمشاركة 37 دولة بعد توقف عامين

القاهرة – من أسامة صفار:

تلقت لجنة المشاهدة والاختيار لمهرجان القاهرة لسينما وفنون الطفل، 165 عملا فنيا من 37 دولة في العالم وذلك لعرض ما يتم اختياره منها في الدورة الثانية والعشرين للمهرجان، التي ستعقد في الفترة من 20 الي 27 مارس/آذار المقبل بالقاهرة.

وستنتهي اللجنة التي بدأت أعمالها منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، من اختيار الأعمال التي سيتم عرضها بالمهرجان منتصف الأسبوع المقبل.

وقال محمد عفيفي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة ورئيس المهرجان، في تصريحات صحافية، إن «لجان المشاهدة والاختيار ركزت على الأعمال الجيدة فقط من الناحيتين الفنية والفكرية، والتي تمثل اتجاهات ومدارس مختلفة في مجالات فنون الطفل».

وأوضح أن الأعمال التي وصلت إلى إدارة المهرجان للمشاركة في هذه الدورة، بلغ عددها 165 عملاً ما بين أفلام روائية طويلة وقصيرة وثائقية ورسوم متحركة وبرامج تليفزيونية.

وأشار إلى أن تلك الأعمال وصلت من 37 دولة، أبرزها بريطانيا وهولندا وأمريكيا وإسبانيا وروسيا و سويسرا والهند وكوريا الجنوبية والفلبين وفرنسا واليونان والأردن وليتونيا وبولندا والأرجنتين.

ويترأس لجنة المشاهدة والاختيار، للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام الوثائقية، الناقدة السينمائية خيرية البشلاوى، بينما تتكون من رشيدة عبد الرؤوف وأحمد الصباح وسناء الشيخ وفايزة هنداوي وياسمين كفافي ورانيا أمين وغادة عاطف.

كما يترأس لجنة مشاهدة واختيار أعمال التحريك والتلفزيون، الفنانة شويكار خليفة، وتتكون عضويتها من محمد بهجت وسهى العرابي وشهيرة خليفة ومدحت شعلان ومحمد صبيح.

وكان مهرجان القاهرة لسينما وفنون الطفل قد توقف لعامي 2013 و 2014 عقب انتهاء الدورة الواحدة والعشرين والتي أقيمت في عام 2011، نظرا للظروف الأمنية التي مرت بها البلاد، ثم قرر وزير الثقافة المصري، جابر عصفور، استئناف إقامة المهرجان.

وأصدر عصفور قرارا بإعادة تشكيل إدارته، حيث اختار محمد عفيفي أمين المجلس الأعلى للثقافة رئيسا له، وسهير عبد القادر (تولت منصب مدير مهرجان القاهرة السينمائي لأكثر من 14عاما) مديرا لمهرجان سينما وفنون الطفل.

القدس العربي اللندنية في

05.02.2015

 
 

حنان شوقي: مسيرتي الفنية أستكملها بالإنترنت

كتب الخبرأمين خيرالله

تنشغل حنان شوقي بتقديم برنامج «من القلب مع حنان شوقي» الذي يبث على شبكة الإنترنت، وتحضر للمشاركة في مسلسل سيعرض على شاشة رمضان.

حول مسيرتها الفنية، وتجربتها في تقديم برامج على الإنترنت، والإشاعات عن اعتزالها الفن وجديدها كان اللقاء التالي معها.

·        كيف انطلقت فكرة تقديم برنامج على إذاعة «رحاب FM} التي تبثّ على شبكة الإنترنت؟

سعدت بالفكرة عندما عُرضت عليّ، لأن البرنامج عبارة عن «فضفضة» مع الجمهور، نناقش خلالها قضايا وأزمات مهمة تلمس المصريين في حياتهم اليومية، على غرار سلوكيات البعض الخاطئة في الشارع وغيره، بالإضافة إلى قضايا عاطفية واجتماعية تتمحور حول الحب والخيانة والشك والطلاق والعنوسة. ولم ننس الأخبار الفنية.

أعتبر كل حلقة بمثابة «جلسة صراحة» على الهواء مباشرة، أحاول في نهايتها طرح حل مناسب للأزمة التي تناولناها ببساطة وتلقائية وبكلام خارج من القلب إلى القلب.

·        هل استبدلت تقديم البرامج بالفن؟

لا... بل أعتبر تقديمي لهذا البرنامج استكمالاً لمسيرتي الفنية. عندما يجسد الممثل شخصية ما، يقدم رسالة فنية من خلالها، وأنا بدوري أقدم رسالة للجمهور لكن بشكل مختلف، فأنا في الأصل ممثلة ولا يمكن الاستغناء عن التمثيل، لكني وجدت في البرنامج فرصة لتقديم ما يفيد الناس ما دامت لم تعرض عليّ أعمال تساعدني في ذلك.

·        كيف تقيّمين دور الإعلام في الفترة المقبلة؟

على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة تشجيع الناس على السلوكيات الطيبة، ومطالبة المواطنين بالتعاون مع الأجهزة الرقابية والشرطة لعودة الأمن بشكل كامل، بالإضافة إلى الحد من العنف ضد المرأة والأطفال، وطرح حلول لقضايانا المزمنة التي تفاقمت، على غرار أطفال الشوارع والمخدرات، وكابوس الإرهاب الذي نعاني منه جميعاً.

·        هل المستقبل لإذاعات وقنوات الإنترنت برأيك؟

الإنترنت هو الحاضر والمستقبل ومخطئ من لا يرى ذلك، فالجميع يعتمد على هذا الوسيط اليوم، وبات موجوداً في الأمور كلها، البسيطة منها والمهمة. من يريد الاستماع إلى أغنية أو مشاهدة حلقة من مسلسل يستعين بالإنترنت، لا سيما الـ{يوتيوب»، كذلك نلج الـ{فيسبوك» كلما أردنا التواصل مع الأهل والأصدقاء. أضحت شبكة الإنترنت أهم من الأكل والشرب بالنسبة إلى كثيرين.

·        هل شعرت بأزمة بسبب بث البرنامج على الإنترنت فحسب؟

إطلاقاً، ذلك أحد أسباب حماستي للفكرة، بالإضافة إلى أن هذه الإذاعة تبث على القمر الصناعي المصري «نايل سات»، ما يوفر لها رواجاً وانتشاراً، وفي المستقبل سنرى مشاريع إذاعية وتلفزيونية على الإنترنت، باعتبار أن جيل الشباب سيسيطر في المستقبل على الأمور كافة.

·        ألم تفكري في إنشاء إذاعة أو قناة خاصة بك على الإنترنت طالما أنك مقتنعة بهذه الفكرة؟

على الإطلاق، فأنا أؤدي دوري المطلوب مني فحسب، وأظن أن ذلك يتيح لي التفرغ لمهمتي والتركيز فيها، بعيداً عن التشتت بمهام أخرى قد تؤثر على مهمتي الأساسية، لذا لا أحب أن أكون صاحبة شركة إنتاج فني أو قناة أو إذاعة، لأن ذلك قد يؤثر على دوري في التواصل مع الجمهور، وأترك الإنتاج لأصحابه الذين يعلمون خباياه.

·        ما صحة ما يتردد عن اعتزالك الفن وتفرغك لتقديم البرامج؟

كلام عار تماماً من الصحة. لن أعتزل وسأعمل طوال حياتي، فأنا أعشق التمثيل ولا أشعر بأن الفن حرام، وأتساءل: من يملك سلطة أو صك تحريم أو تحليل الفن أو غيره من مظاهر الحياة؟.

·        هل ثمة مشاريع فنية جديدة؟

سأشارك في مسلسل يفترض أن يعرض خلال شهر رمضان، لكن أتحفظ على تفاصيله، لا سيما أنني لم أوقع العقد بعد. عندما أبدأ تصويره سأفصح عنه.

·        كيف تقيّمين مستقبل الفن في مصر في الفترة المقبلة؟

يمر بمرحلة نقاهة بعد المخاض خلال السنوات الثلاث الماضية، ونحن ننتظر مرحلة الازدهار التي بدأنا نرى ثمارها في أمور عدة، إذ استعادت دور العرض السينمائي استقطاب الجمهور، وبات الإنتاج الدرامي مرضياً إلى حد كبير. أما المسرح فسيظل «أبا الفنون». لكنه كالمريض المحجوز داخل غرفة العناية المركزة وينتظر العلاج السريع. أتمنى أن تعود الأضواء إلى خشبته ويقبل الجمهور عليه مثلما كان في السابق. كذلك ينتظر الجميع عودة سوق الغناء، ما يعطينا مؤشرات جيدة في معظم الأحوال، بعد فترة حُكم جماعة «الإخوان» التي كانت ظلامية في تاريخ مصر وتُدار بواسطة عصابة.

الجريدة الكويتية في

05.02.2015

 
 

«صمت الراعي» لرعد مشتّت.. حقول القتل والشكّ

نديم جرجوره

لا شيء يمنع استعادة ذاكرة مضرّجة بالدم والعنف والنبذ، سينمائياً. المراجعة ضرورية. نبش الحكايات المغيّبة مُلحّ. التوثيق، إن كان سينمائياً، أفضل وأقدر على التأثير المباشر. القسوة الماضية لا تقف حائلاً دون تحقيق نتاجات إبداعية مختلفة تتناول فصولها وعناوينها. المساءلة تنصبّ على شكل الاستعادة وكيفية معالجتها فنياً ودرامياً. «صمت الراعي»، الروائي الطويل الأول للعراقي رعد مشتّت ـ المُشارك في «مسابقة آفاق جديدة»، في الدورة الـ 8 (23 تشرين الأول ـ 1 تشرين الثاني 2014) لـ «مهرجان أبوظبي السينمائي» ـ مندرج في الإطار نفسه. هناك ذاكرة عراقية مليئة بالقصص غير الموثّقة بعد. هناك جُرمٌ يُراد له أن يبقى طيّ الكتمان. جُرمٌ مرتبطٌ بسؤال المقابر الجماعية مثلاً، والإخفاء القسري لأناس كثيرين، وتغييب كلّ أثر لهم. يُمكن القول إن رعد مشتّت مهموم بسؤال الجريمة هذه. لكنه ـــ باختياره «الإدانة البصرية» لحكم قاتل ولنظام مجرم مصنوعين بيديّ صدّام حسين وعقله العنفيّ الدمويّ ـــ يروي قصّة موازية، تمتلك خصوصية الحياة الاجتماعية في بيئة قبائلية في جنوب العراق، ويُسلّط ضوءاً على التداخل بين أخلاقيات القبائل وجرائم النظام، و»براءة» أفراد تائهين بين قواعد صارمة تفرضها هذه الأخلاقيات، وشروط حياتية أقسى يُمارسها النظام الصدّامي السابق.
في «قرية العيون»، تقاليد صارمة تُسيّر يوميات الناس وأحوالهم وعلاقاتهم. إنها الحيّز الجغرافيّ لأحداث تؤدّي إلى كشف حقائق ووقائع: في صبيحة أحد الأيام، تجمع «الصدفة» مسارات عديدة توقع الجميع في قبضة الشكّ. الراعي صابر يُشاهد جُرماً من جرائم جنود صدّام حسين، فترتعد فرائصه خوفاً من إلقاء القبض عليه وسوقه إلى الموت حيّاً في حفرة كبيرة. لكنه، في اللحظة نفسها، يُشاهد «حقيقة» ما يجري للصبيّة زهرة (13 عاماً)، التي تخرج من منزل أهلها لجلب المياه ولا تعود، فيلوذ بالصمت المؤدي به إلى ما يُشبه الجنون، والمؤدّي بالجماعة إلى التمزّق والارتباك. يُفضّل صابر التقوقع في عزلته خوفاً وقلقاً وجنوناً، على الرغم من التأثيرات السلبية جداً لصمته وتقوقعه هذين على أحوال الجماعة، وتحديداً على أهل زهرة وأقاربها. في الوقت نفسه، يحمل الشاب سعود أوراقه ويُغادر منزل شقيقته وابنتيها بهدف ترتيب وضعه «العسكري». لكنه يختفي تماماً، فيرتفع منسوب الشكّ في كونه مسؤولاً عن اختفاء زهرة. إنه الصمت. كأن رعد مشتّت يحيل صمت الراعي، النابع من خوف وقلق وتوتر وارتباك، إلى بطش النظام الحاكم، الفارض على أبناء البلد برمّته صمتاً مطبقاً.

تُرى، أين هي زهرة؟ لماذا اختفى سعود في اللحظة نفسها على اختفاء زهرة؟ ما الذي جعل صابر شبيهاً بمن يفقد عقله؟ زوجة الراعي تقول له عند عودته إلى بيته بعد مشاهدته جريمة قتل عراقيين ودفنهم في مقبرة جماعية: «ما بك يا صابر، تبدو كأنك عدت من الموت»، فيُجيبها قائلاً، وهو شاردٌ ومرتجفٌ: «نعم، عدتُ من الموت»، من دون أن تفهم هي ما المقصود بذلك. يعود صابر من الموت، ويختفي في الصمت، ويترك البلدة تنهار في شكوكها وتمزّقاتها. شقيقة سعود لا رجل لديها (لا زوج ولا ابن ولا أخ)، أي لا «حصانة» اجتماعية لها. والد زهرة يحلف أمام الجميع أنه لن يجلس مع رجال البلدة، وأنه سيتخلّى عن هيبته إلى أن يغسل عاره بيديه. والعار، هنا، نابعٌ من شكّ لديه بأن زهرة «غادرت» برفقة رجل «قد» يكون سعود.

عن الشكّ والصمت والقتل، يحاول «صمت الراعي» أن يروي فصولاً بشعة من ذاكرة معقودة على خراب وموت. ثقل المادة الدرامية يُقابله اشتغال بصري عادي ومرتبك، تمثيلاً ومونتاجاً بصورة خاصة. قوة الحكاية الأصلية يُقابلها ضعف المعالجة الدرامية والمخيلة الفنية. جَعْلُ الفيلم شهادة إنسانية من أجل ضحايا سفّاح محتاج إلى توازن سينمائي مفقود.

أفلام قصيرة في القاهرة.. صناعة السينما المستقلّة

يبدو أن «مُصالحةً» ما تنشأ حالياً بين مشاهدين مصريين وصناعة الأفلام القصيرة. صناعة منتمية إلى ما يُعرف في القاهرة باسم «السينما المستقلّة»، التي يشتغل فيها شبابٌ يخطون خطواتهم الأولى في هذا المجال. وكالة الأنباء الألمانية «رويترز» تختصر المشهد بقولها، في تقرير موزّع من مكتبها في العاصمة المصرية، إن «عرضاً لأفلام مستقلة قصيرة من صنع شبان في بداية مشوارهم الفني» جذب جمهوراً كبيراً يوم الاثنين الفائت، في الثاني من شباط 2015. تُضيف الوكالة أن هذا يؤشّر إلى «مدى تقبّل المشاهدين لهذا التوجّه السينمائي، الآخذ في التصاعد في مصر خلال الأعوام القليلة الماضية»، وتشير إلى أن توثيق كثير من الشبان للأحداث التي شهدتها مصر منذ سقوط حسني مبارك بعد 18 يوماً على بداية «ثورة 25 كانون الثاني» في العام 2011، وتعثّر الإنتاج السينمائي الكبير بسبب الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية، «ساهما في تنامي الشغف بالتصوير الرقمي (ديجيتال)». وتُحدّد الوكالة مصطلح «السينما المستقلّة» بأنها تلك الخاصّة بإنتاج أفلام بـ «ميزانيات قليلة وإمكانيات بسيطة»، بعيداً عن شركات الإنتاج الكبيرة العاملة في المجال الفني.

إذاً، هناك احتفال بالفيلم المستقل والقصير في القاهرة، نظّمته «جمعية السينمائيين المستقلين». يوم الاثنين الفائت، في «قصر السينما» الــــتابع لـ «وزارة الثـــــقافة المصـــــرية»، شهــــد عرضاً لأفــــلام عــــديدة، كـ «شيرزاد» لأحمد نجم، و «فلومساتر أحمر» لعلاء عاصم، و «الزيارة» لأحمد محفوظ: «واجه الأخير صعوبات في العرض بسبب مشكلات تقنية». لكن «شيرزاد» (تمثيل بتول الحداد) لاقى استحساناً كبيراً من المشاهدين «الذين تراوحت أعمارهم بين 10 و60 عاماً»، والذين «صفّقوا طويلاً بعد عرضه»: يروي قصة فتاة تفقد أمّها لحظة ولادتها، وتعاني أشكال ضغط مختلفة وسط أسرة ذكورية مؤلّفة منها ومن أربعة أشقّاء، بالإضافة إلى الأب.

الجمعية حديثة النشأة. في آذار 2014 تمّ الإعلان عن تأسيسها «بغرض جمع السينمائيين المستقلين والعاملين في الأفلام القصيرة، الوثائقية أو الروائية تحت مظلّة واحدة، وتعريف بعضهم على البعض الآخر، والبحث عن فرص لعرض الأفلام وتسويقها جماهيرياً». المخرج هيثم عبد الحميد، رئيس الجمعية، يقول إن «فكرة الاحتفال بالفيلم القصير هذا منطلقة من قبل أعضاء مؤسّسين يبحثون عن أماكن لعرض أفلامهم، منها «قصور الثقافة». لكن، للأسف، ينصّ القانون على أن الجهات الحكومية لا تتعامل مع أفراد بل مع جمعيات أهلية، أو مؤسّسات رسمية. لذا، قررنا تأسيس الجمعية». يُضيف عبد الحميد لـ «رويترز» أن انتشار الفكرة وتعميمها لم يكن على مستوى التطلّعات والتوقعات: «مع هذا، نتمنّى أن ينضمّ إلينا عدد أكبر من صنّاع السينما المستقلة وعشّاقها، لأنه كلما ازداد عددنا، كبر حجم الجمعية».

السفير اللبنانية في

05.02.2015

 
 

الرومانس والكوميديا في حُلَة واحدة

روتردام/ عدنان حسين أحمد

ضمن فعاليات الدورة الرابعة والأربعين لمهرجان روتردام السينمائي الدولي اختار عدد من النقاد العالميين سبعة أفلام روائية ووثائقية مدهشة بحسب توصيفهم، وهي كذلك فعلاً، بغية عرضها ضمن برنامج خاص أطلقوا عليه اسم "اختيارات النقاد" ومن بين هذه الأفلام نذكر "القضية الغريبة للدكتور جاكل والآنسة أوزبورن" للمخرج الفرنسي فاليريان بروستك، "الحياة نفسها" للأميركي ستيف جيمس، "أكاذيب المنتصرين" للألماني كريستوف هوغهوسلر، و Laggies للأميركية لين شيلتون التي عنونت النسخة الإنكليزية باسم "قُل متى؟" وهي في مجملها أفلام مهمة ومثيرة للجدل.

يمكن أن نصنّف Laggies بأنه فيلم رومانسي وكوميدي في آنٍ معا لكن ثيماته الرئيسة والفرعية تتجاوز حدود الحب والكوميديا إلى الطلاق، والخيانة الزوجية، والتراجع، والانكفاء على الذات، واتخاذ القرارات المصيرية التي قد تقلب حياة الإنسان رأساً على عقب تماماً كما حصل لميغان "كيرا نايتلي" التي لم تغادر مرحلتي الصبا والشباب ولا تريد أن تندفع إلى الأمام قليلاً لتغيّر من نمط حياتها التي بدت رتيبة هادئة لم تزلزلها قراراتها الشخصية الحاسمة بعد فظلت كسولة مسترخية فتأخرت عن غالبية أقرانها الذين عرفتهم في مرحلة الدراسة الإعدادية قبل عشر سنوات. وها هي اليوم تحْضر حفل زفاف إحدى صديقاتها التي ودعت حياة العزوبية بحثاً عن التغيير وتماشياً مع سُنة الحياة. وفي هذه الليلة بالذات يقترح عليها صديقها أنتوني "مارك ويبَر" أن يضع خاتم الخطبة في إصبعها لكنها ترفض وتطلب منه تأجيل الموضوع قليلاً. ومما زاد في إرباكاها أنها اكتشفت أن والدها كان يخون أمها مع امرأة أخرى بحجة الملل والرغبة في التغيير بعد ثلاثة عقود من الزواج.

تلتقي ميغان في الليلة نفسها بأنيكا " كولي غريس موريتز" التي لم تجتز عامها السادس عشر بعد وتعيش مع أبيها المحامي الأعزب حالياً الذي انفصل عن زوجته قبل بضعة سنوات. وبما أن أنيكا لم تبلغ سن الرشد بعد هي وثلة أصدقائها فإنها تلتمس من ميغان أن تشتري لهم بعض النبيذ من مول مجاور فتوافق هذه الأخيرة لأنها تذكرت حادثاً مماثلاً وقع لها حينما كانت دون السن القانونية ولم يُسمح لها باقتناء النبيذ. لم تنتهِ العلاقة مع أنيكا عند هذا الموقف العابر بل توجه الدعوة إلى ميغان فتوافق هذه الأخيرة على أن تبقى برفقتهم لمدة ساعة واحدة لا غير لكن الأحداث تتطور حينما تطلب من أنيكا أن تمكث في بيت أبيها مدة أسبوع كامل بعد أن قررت تأجيل الخطوبة والزواج لمدة أسبوع في الأقل بحجة حضورها أحد المؤتمرات، بينما هي في واقع الحال لا تستطيع أن تتخذ قرارات مصيرية كانت تتركها لأمها وأبيها قبل أن ينفصلا بعد البرود الذي شابَ علاقتهما العاطفية. وها هي الآن تتسلل إلى منزل أبي أنيكا خلسة كي تغيب مدة أسبوع عن عيني صديقها الذي يحبها ويروم الزواج منها، غير أن سياق الأحداث ينعطف باتجاه آخر حينما يكتشف غريج، والد أنيكا، وجود ميغان مستلقية في غرفة ابنته فيستجوبها ويقتنع إلى حدٍ ما بالقصة التي سردتها له فيوافق على أن تنام في صالة الاستقبال وليس في غرفة ابنته. ثم بدأ يطمئن لها، ويثق بوجودها إلى الدرجة التي كان يتركها وحيدة في المنزل بينما يخرج هو إلى عمله وأنيكا إلى مدرستها. وحينما يعود مساء يقبِّلها في المطبخ ويخرج إلى أحد الحانات المجاورة وحينما يعودان يتعانقان في الطريق ثم يمارسان الحب في المنزل. وفي اليوم الثاني تضبطهما أنيكا وهما يقبلان بعضهما بعضا. وعلى الرغم من أن ميغان قد خبأت قصة خطوبتها عن كَريج وابنته إلا أنها سرعان ما تداركت هذا الخطأ غير المقصود وأصرّت على أنها لا تريد الارتباط بصديقها السابق أنتوني لأنها وجدت مشاعرها الحقيقية تتحرك تجاه كَريج الذي وجد فيها شخصية مضحية تتحمل أوزار الآخرين فحينما سبّب باتريك حادثاً مرورياً تبرعت ميغان للقول بأنها كان تقود السيارة على الرغم من أن آثار الكحول لا تزال تُشم من فمها الأمر الذي يضعها في مواجهة السجن أو الخروج بكفالة. لقد وجدت ضالتها في كَريج "سام روكويل" لذلك عاودت الكرّة من جديد وأفلحت لأنها حسمت أمرها هذه المرة وقالت بصريح العبارة أنها وقعت في حبه ففتح لها بابَ قلبه وبابَ منزله على حد سواء.

يتفق النقاد الأميركيون على وجه التحديد بأن هذا الفيلم يروي قصصاً متسلسلة الأحداث وإن جاء التركيز فيها على الآباء تحديداً وبالذات والد ميغان من جهة، ووالد أنيك من جهة أخرى إلاّ أن الأبناء لهم حصتهم الكبيرة وبالذات حصة البطلة ميغان التي طغت على الجميع لكنها منحت الآخرين حق البوح والمكاشفة فتعرفنا على إشكالات أنتوني من جهة، وهموم كَريج من جهة أخرى، ومحن أنيكا وما تعانيه من توزعها بين أبوين منفصلين لا يطيقان بعضهما بعضا. ثم مجيء هذه القادمة الجديدة التي جسدت دور الأم والصديقة والأخت الكبرى والحبيبة وقد تألقت فيهن جميعاً. ولابد أن المشاهد الكريم يتذكر توهجها في أدوار عديدة من بينها "غرور وتحامل"، "حافة الحب"، "الليلة الأخيرة"، "آنا كاريننا"، "الدوقة"، "لعبة التقليد" وغيرها من الأدوار الجذابة التي لا تُنسى. أما الممثل الأميركي سام روكويل فقد أدى هو الآخر دوره باتقان شديد وربما يتذكر المشاهد المتابع للأفلام الأميركية أدرواه في الأفلام الآتية مثل "البحث عن جيمي ذي العين الواحدة"، "القبض على جينا"، "حلم ليلة صيف"، "اعترفات عقل خطير" وسواها من الأفلام ذائعة الصيت. لابد من الإشادة بدور الممثلة الشابة "كولي غريس" التي أدت دور أنيكا وأجادت فيه، بل أنها قدمّت أنموذجاً للشخصية العفوية السلسة التي يعشقها المعجبون الشباب على وجه التحديد.

وقد عزز القصة والأداء مونتاج الفيلم الذي برع فيه المونتير الأميركي نات ساندرز الذي عرفناه في بضعة أفلام أبرزها "علاج للسوداوية" ولا يزال يعد بالكثير. أما مخرجة هذا الفيلم خفيف الظل لين شيلتون فقد أخرجت حتى الآن تسعة أفلام نذكر منها "ما المضحك؟"، "رجال ممسوسون"،"فتاة جديدة".

ذاكرة السينما: الرجل الذي أطلق النار على ليبوتي فالنس

عرض: كمال لطيف سالم

تمثيل: لي مارفن- جيمس ستيورات- فيرا مايلز- جون واين

اخراج: جون فورد

عن قصة دورثي جونسون وضع سيناريو فيلم- ليبوتي فالنس حيث يأخذنا الفيلم بلقطة الحصان الحديدي الذي يعبر أرضا ريفية هادئة وتدع حركة الكاميرا الذيل الثقيل من الدخان الأسود الذي يتأجج من اعقاب القطار. واللقطات تبدو وكأنها أعدت للأيام الأخيرة للماضي وظهور امريكا الحديثة
ومن هنا نرى لقطة الرجوع إلى الماضي والأحداث المحيطة بمعركة المسدسات حيث يروي الفيلم قصة أمريكي شرقي مهاجر دانتوم ستودارد – جيمس ستيورات. محرك أساسي للتاريخ المبكر للمنطقة، باعتباره الأسطورة الذي أطلق النار على ليبرتي فالنس- وهو الآن ممثله في المجلس التشريعي للولايات المتحدة . وفي النهاية تنكشف بطولته عن شيء زائف- والقطار الذي يحمله هو وزوجته عائدا بها إلى الشرق حيث نرى في اللقطة النهائية قوسا معاكسا للقطة الاستهلالية التي تبدو فيها السيدة من داخل القطار وهي تحدق نحو الوادي وتعلق:

- انظر اليه كان قفرا ذات يوم والآن هو جنّة.

ذلك هو السؤال الاساسي للفيلم.

وستودارد لم يحول رمزيا فقط القفر الى جنة عبر تصفية حسابه مع معادله الاسطوري فالنس – لي مارفن- ولكن حسابه حين يبدأ الفيلم يكون موشكا على تحويله فعلا باعتباره واضع مشروع الري إذ انه رمز الغرب القديم ليوجد امريكا الحديثة. ويظهر جون واين بدور دونيفون الذي اطلق النار على فالنس وجعل ستودارد ينال السمعة الحسنة.والفيلم بعد ذلك يمتلئ بالظلام والأماكن الداخلية والمناظر الطبيعية من خلال لقطات القطار.. وصفحة الرجوع إلى الماضي حيث يروي- ستودارد- قصته على ثلاثة صحفيين في مؤسسة تجارية تمارس اعمال النجارة لدفن الموتى . ويرينا المخرج عبر لقطات تابوت توم المصنوع من خشب الصنوبر ممدداً في الغرفة المجاورة ولقطة رمي دلو ممتلئ بالنفايات من التابوت على الشارع . ولعل اغرب شيء في الفيلم هو ان غالبية الممثلين اكبر سنا من الشخصيات المراد اداء دورها وكأن المخرج يريد بإسقاط فلمي يرجعه إلى الماضي ويعبر عن اللحظات المشؤومة. ويبدو ان هناك جمودا في المكياج ووقارا مبالغا في تصرفاتهم.. والفيلم يقول أن الغرب القديم من خلال استعادة الاحداث الماضية بجانب تابوت توم قد استمر بأسلوب حيوي مبالغ فيه، ففي حاضر الفيلم ماضينا لكنه مرتبط حتما بالحاضر وهنا يشير الفيلم الى ذكريات المشاهدين ويضيف حوارا متخيلا مع بنية الزمن.
جيمس ستيوارت ممثل بارز في تاريخ السينما وقد ظهر في العديد من الأفلام خاصة أفلام هتيشكوك : الدوامة ، النافذة، الطيور. والممثل لي مارفن هو الآخر مثل أفلاما مهمة مثل : دزينة القتلة، دورية المساء وغيرها. أما المخرج جون فورد الامريكي الايرلندي الاصل الذي عاش 79 سنة اخرج خلالها 137 فيلما اغلبها عن الغرب الأمريكي، فاز بأربع جوائز أوسكار وقد وصفه فرانك كابرا- ان جون نصف مستبد نصف ثوري نصف قديس نصف شيطان نصف معقول نصف مستحيل ونصف عبقري.

ضمت كبار النجوم..القائمة السوداء..

السينمائيون المنفيون من هوليود في أوروبا

ترجمة: عادل العامل

يعرف الناس اليوم جيداً قصص قائمة هوليود السوداء في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي. فهناك الكثير من الكتب، والمقالات، والأفلام الوثائقية حول حياة الممثلين، وكتّاب السيناريو، والمخرجين الذين اعتبرتهم الستوديوهات غير صالحين للتعامل معهم بسبب صلتهم ــ الحقيقية أو المزعومة ــ بالحزب الشيوعي.

مثلما هي معروفة أيضاً قصص سينمائيين، مثل رونالد ريغان، و إيليا كازان، وبَد شولبيرغ، زودوا لجنة الكونغرس الخاصة بالنشاطات المعادية لأميركا بأسماء مَن اعتقدوا بأنهم شيوعيون، وكذلك مصير أولئك الذين رفضوا أن يشهدوا وذهبوا للسجن بتهمة ازدراء الكونغرس، مثل دالتون ترَمبو و رنغ لاردنر، كما يقول الكاتب والمنتج السينمائي توم تيشولز في عرضه هذا لكتاب ريبيكا برايم ( منفيو هوليود في أوروبا : القائمة السوداء و الثقافة السينمائية للحرب الباردة ). 

وهناك فصل آخر من الحكاية يعرضه المسلسل السينمائي" منفيو هوليود في أوروبا " من إنتاج أرشيف UCLA التلفزيوني السينمائي The University of California, Los Angeles UCLA.

ويُيرز المسلسل أفلاماً لجون بيري، ونورما بيرزمان، وجوزيف لوسي، و دونالد أوغدين ستيوارت، وآخرين، وكلهم كانوا كتّاباً، ومخرجين، مضوا إلى أوروبا و واصلوا العمل هناك بأسمائهم، متقدمين بعملهم المهني أحياناً إلى النقطة التي اعتُبروا عندها فنانين أوروبيين. (وقد عاد دميتريك، مثلاً، من المنفى في عام 1950 وبعد أن قدم أسماءً سُمح له باستعادة عمله في هوليود ). وتشارك في رعاية هذا المسلسل ريبيكا برايم التي يحكي عملها "منفيو هوليود في أوروبا : القائمة السوداء و الثقافة السينمائية للحرب الباردة ( مطبعة جامعة روتغيرز، 2014 ) الحكاية غير المحكية سابقاً عن حياة و تأثير هؤلاء السينمائيين". 

وكما يبيّن جان ــ كريستوفر هوراك مدير الأرشيف المذكور، فإن كثيراً من المنفيين نجحوا عن طريق الإتيان بالفيلم الأسود إلى الأفلام المعمولة في أوروبا وصنع حكايات أخلاقية لعصر ملتبس أخلاقياً. وكما هي الحال مع أجيال من المهاجرين والمنفيين، لم يكن الجميع يقوم بالتكييف على نحوٍ ناجح أو بالطريقة نفسها. ويعرض المسلسل ردود الأفعال المختلفة التي عاشها ثلاثة منفيين في أوروبا: المخرج والكاتب جول داسين، وكاتبا السيناريو بَين Ben بارزمان وزوجته نورما.

وقد ولد داسين في ميدلتاون عام 1911، وانضم للحزب الشيوعي في الثلاثينات لكنه تركه بعد توقيع ستالين معاهدة عدم اعتداء مع هتلر. وكان داسين مخرجاً ناجحاً لأفلام هوليودية في الأربعينات مثل شبح كانرفيل، والمدينة العارية، وطريق اللصوص العام. ثم ورد اسمه في القائمة السوداء، فانتقل إلى فرنسا، ومرت خمس سنوات قبل أن ينتج فيلماً آخر، " ريفيفي Rififi "، الذي أخرجه وشارك في كتابته، مكيّفاً قصته عن رواية فرنسية. وقد فاز بجائزة مهرجان كان عام 1955 لأفضل مخرج عن فيلمه هذا، حيث التقى أيضاً الممثلة اليونانية ميلينا ميركوري التي جعلها شهيرةً في فيلم " ليس يوم الأحد أبداً Never On Sunday " عام 1960 والتي تزوجها عام 1966؛ و ظلا متزوجين حتى وفاة ميركوري عام 1994. وبعد وفاتها، أدار داسين " مؤسسة ميلينا ميركوري "، التي راحت تضغط على المتحف البريطاني لإعادة التماثيل اليونانية الكلاسيكية. وظل حتى وفاته عام 2008 على علاقة وثيقة باليونان والسياسة اليونانية، إلى الحد الذي جعل كثيرين يظنون أنه يوناني. ويمكن القول إن داسين قد تقبّل المنفى، وتمثَّله ولم يعد ينظر إلى الوراء من الناحية المهنية. 

أما بيرزمان، فلم يتأقلم مع أوروبا أبداً. وقد ولد في تورونتو بكندا عام 1910، وكان صحافياً وروائياً قبل مجيئه إلى هوليود. وفي أعقاب الكساد العظيم، انضم للحزب الشيوعي. وفي عام 1942، وبيما كان يذهب إلى بيت كاتب السيناريو و المخرج روبرت روسين، التقى زوجته المستقبلية نورما، التي كانت أيضاً صحافية وتحولت إلى كتابة السيناريو. وقد انضمت هي الأخرى للحزب الشيوعي. وفاز بين بارزمان بالاستحسان مع فيلم " الصبي ذو الشعر الأخضر " في عام 1948. وفي السنة التالية، غادر هو ونورما إلى أوروبا بعد أن أبلغتهما مارلين مونرو بأن هناك شرطياً يتوقف بسيارته عند نهاية شارعهما ويراقبهما في الرواح والمجيء، و حذّرهما غروتشو ماركس بأنهما على وشك أن يضافا للقائمة السوداء. وقد قضى الاثنان وقتاً في باريس ثم استقرا في جنوب فرنسا. واستمر بين بارزمان في كتابة السيناريوهات لكنه ظل يشعر على الدوام بوطأة المنفى. وكان يعاني أحياناً من الاكتئاب، ويشك في الغالب بأن وكلاء الولايات المتحدة يتجسسون عليه وعلى زوجته. وفي حينه، فكر كثيرون بأنه ظنَّان ولكن بعد سنوات كثيرة اكتشف بارزمان أن وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي كانوا يتعقبونهما حقاً. 

وفي عام 1960، أعاد صياغة نفسه بنجاح كبير ككاتب خيال علمي، وعلى نحوٍ ملحوظ مع رواية (خارج هذا العالم)، المعروفة أيضاً بـ " الصدى x ". وكتب، خلال النفي، مسرحيات تاريخية أوروبية تجارية مثل "السيدEl Cid "، 1961، لصوفيا لورين. واستطاع أخيراً، على كل حال، أن يمرر هواه السياسي في إعادة كتابة عمل كوستا ــ غافراس السياسي المثير " زد Z "، 1969

وفي السبعينات، عاد إلى الولايات المتحدة، ومات في عام 1989، في سانتا مونيكا. وكان المنفى قد جرد كتابته للسيناريو من زخمها، وأعاقه على المستوى الانفعالي.

 عن: Jewish Journaln

المدى العراقية في

05.02.2015

 
 

إلى شادية فى عيد ميلادها .. وجه القمر .. والنبى وحشتنا

كتبت - سهام صقر

فى ذكرى ميلادها كل عام تتفتح من جديد فى الذاكرة وقلوب الملايين كالزهرة لا تذبل ولا تفقد أريجها الذى يعطر أنفاس الدنيا.. ولم يزل صوتها ونغماته يتردد صداهما فى الوجدان.

إنها شادية التى لم تأسر قلوب محبيها فحسب بل باتت أيقونة للجمال والحب فى حياتهم ومازالت  متربعة على عرش الزمن الجميل  تحية إليك أيتها الرائعة فى عيد ميلادك وإن كنت قد احتجبت العيون إلا أنك مازلت بادية فى عقولنا وقلوبنا كشمس النهار فى رابعة النهار.. كل عام وأنت جميلة.

كانت شادية كالجملة المفيدة فى ديالوج زمن تزين بالجمال وتألقت فى دور الحبيبة وبنت البلد والأنثى الضعيفة الضحية وفى كل مرة تأخذك ببراعة أدائها وتجذبك بسحر عبقريتها وكأن داخلها روح إيزيس العصر الفرعونى حتى أدوار الإغراء عبرت عنها بمعنى خاص بها له بريق يداعب الخيال ومشاعر العشق لا الرغبة والجسد.                      

جواهر الإذاعة

كانت الإذاعة هى الجزء الأهم من حياة شادية الفنية وعلامة لا تسقط من تاريخنا الفنى ونسجت مسلسلاتها الدرامية حكاية وطن بأحلامه وآماله وآلامه وانكساراته وبلورت أغانيها مواقف الدراما بجدارة بدءا من مسلسل "جفت الدموع" تلك القصة الرومانسية الحالمة للراحل العظيم الكاتب والمؤلف الرقيق يوسف السباعى مع  زوجها آنذاك صلاح ذو الفقار وحب شادية الحقيقى, وقد جسدت شادية بشخصية هدى فى المسلسل دور العاشقة برومانسية رقيقة حالمة وبعبقرية وإحساس كان يبكينا من خلال الميكروفون فالكل كان يراها ويرسمها بخياله من خلال صوتها كواحدة من الموهوبين جدا فى استخدامهم للميكروفون بعبقرية منقطعة النظير.

وتوج تلك الحالة ألحان تتر المسلسل والأغانى للفنان الخالد الذى تسكن الكلمات بين أنغامه المبدع العاشق للأوتار "بليغ حمدى" فمن منا ينساها حينما شدت بالكلمات الحالمة فى مقدمة المسلسل {الحب روحه فى دمنا مهما افترقنا يلمنا ومهما طول بعدنا هايشدنا ويضمنا ومهما كان ومهما يبعدنا الزمان ولا المكان لازم مسيرنا لبعضنا}.

لقد ظلت شادية زمنا تعمر بيوتاً هجرها أصحابها من خلال مسلسلاتها وأعمالها الإذاعية وخاصة فى ليالى رمضان عبر صوتها فإن تباعدوا تقربهم بالشوق إلى اللمة الحلوة مع إحساس صوتها ومع روائعها الإذاعية "نحن لا نزرع الشوك، وسقطت فى بحر العسل، صابرين، شيء من الحب، سنة أولى حب، الشك يا حبيبى".. وانتهاء بمسلسل كل هذا الحب الذى لم تسطع فيه إلا من خلال الحلقات الخمس الأخيرة التى أذابت فيها.

بنت شبرا

عرفت شادية صغيرة باسم فتوش وهو اسم تركى يعنى فاطمة لأن والدتها من أصول تركية ولها أختان سعاد وعفاف التى سبقتها إلى عالم الفن فاستحوذت آنذاك على الاهتمام بصوتها العذب الذى كان تلتف حوله العائلة فى المناسبات.

تعلمت شادية فى مدرسة شبرا الأميرية للبنات ولم يكن تفوقها الدراسى على مستوى موهبتها الكبيرة التى لم تكتشف إلا بعد زواج أختها عفاف وذلك عندما لفتت الأنظار إلى جمال صوتها بأدائها أغنية "بتبص لى كده ليه" لليلى مراد التى كانت تعشقها فى حفلة عائلية.

بعدها تملصت شادية من عريس تلو الآخر بصعوبة دفعتها إلى التهديد بالانتحار وبدأ مشوارها الفنى بعد أن سمعها منير تركى وهو مطرب تركى كبير آنذاك فى حفل عائلى أقيم بالبيت وأعجب بها ونصح والدها الرافض دخولها مجال الفن أن يوجهها لدراسة الموسيقى ليضطر والدها بعد إلحاح أن يرضخ ويستعين بمدرس لتعليمها الموسيقى .

صدفة العمر

ومن مفارقات القدر أن ذلك المدرس كان صديقا للمخرج السنيمائى "أحمد بدرخان" ليرشحها لدور صغير فى فيلم (أزهار وأشواك) من إخراج محمد عبد الجواد وبمجرد الانتهاء منه اختارها لتقوم بالدوبلاج فى فيلم "المتشردة".. ثم يخطفها المنتج والمخرج "حلمى رفلة" لبطولة فيلم العقل فى أجازة من إنتاج محمد فوزى.. ويتبناها بعد ذلك حلمى رفلة الذى كانت تناديه "بابا حلمى" واختار لها اسم شادية وكان أول أجر تحصل عليه 150 جنيها ومن هنا انطلقت النجمة الوليدة شادية لتتلألأ فى سماء الفن.   

ومهما تغير الزمن وتبدل المكان تظل شادية لحن الوفاء الذى لن يغيب عن سمعنا وبالنيابة عن قلوب الملايين  من عشاقك إليك.. كل سنة وأنت طيبة.

حواء المصرية في

05.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)