كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

ملامح البطل في «سينما نجيب محفوظ»

«سينماتوغراف» :عماد النويرى ـ الكويت

 

الشخصيات التى  قدمها نجيب محفوظ في رواياته وانتقلت بعد ذلك الى السينما هي شخصيات ابن البلد ـ غالبا ـ في صوره المختلفة، وهى دائما شخصيات مطحونة جائعة للمال كما في «النمرود» وجائعة للجنس كما في «شباب امرأة» وتجد نفسها مدفوعة إلى الجريمة كما في «إحنا التلامذة»، و«جعلوني مجرما»، وهى شخصيات ضعيفة تبحث عن حل لها كما في «الهاربة»، وفى بحثها عن الحل تخطىء الطريق غالبا كما في «الفتوة» و«احنا التلامذة». اما شخصية المجرم، فقد تمت معالجتها اكثر من مرة من زوايا مختلفة بحيث يمكن ان تعطينا صورة واضحة لطبيعة الجريمة وطبيعة المجرم في ملابسات اجتماعية معينة. وقد شاهدنا ذلك في «لك يوم ياظالم» و«ريا وسكينة» و«الوحش» و«جعلوني مجرما» و«فتوات الحسنية» و«المذنبون» و«أهل القمة».

وهناك أيضا البطل الباحث عن خلاص، الأب المفقود، الأم ذات الماضي الملوث، الشيخ، العاهرة الفاضلة، الفتوة، المرأة الفاتنة الغاوية، المحبوبة التى تمثل النقاء، المخبر ممثل السلطة، وإلى جانب ذلك كله الرحلة من الفقر إلى الثراء ثم العودة إلى الفقر من جديد، ولقاء الشباب بالكهولة، وصراع دائم لا ينتهي بين الخير والشر، وحيرة لا تزول بين الاختيار والجبر، وانتظار مرير للحظة تقرير المصير.

وإذا كنا نتحفظ في إطلاق أحكام عامة على أعمال نجيب محفوظ، فإن من الأقرب للصواب أن نذكر أن هذا المزيج من الأدب الرفيع، والصورة السينمائية، والنظرة الصوفية، والعناصر الميلودرامية، وتعدد مستويات الدلالة  تتيح قراءات مختلفة لنفس العمل سواء كان في مرحلته الأدبية أو في حالة ترجمته على الشاشة مرئيا. وتتيح أيضا المجال واسعا للاقتراب من ملامح البطولة في سينما محفوظ من خلال أكثر من اتجاه وأكثر من رؤية واحدة.

نجيب محفوظ، أقرب الأدباء العرب في علاقته الحميمة بالسينما، ليس فقط من حيث عدد رواياته التى تحولت إلى أفلام، وإنما أيضاً من خلال قيامه بكتابة السيناريو مباشرة للسينما لعشرات الأفلام ..  وهو أول أديب عربي يكتب للسينما فقد بدأ عام 1945 وكان أول أفلامه «مغامرات عنتر وعبله» وبعده كتب سيناريو فيلم «المنتقم» وان ظهر فيلم «المنتقم» عام 1947 قبل فيلم «مغامرات عنتر وعبلة» الذى تأخر ظهوره لأسباب إنتاجية حتى عام 1948، والفيلمان من إخراج صلاح ابوسيف. ويعتبر نجيب محفوظ اكثر الأدباء المصريين اعمالا في السينما ويليه في الأهمية من هذه الناحية احسان عبد القدوس.

وتحتل الأفلام التى كتب لها نجيب محفوظ السيناريو أو القصة أو اخذت عن اعماله الأدبية مكانه خاصة في تاريخ السينما المصرية لعاملين أولهما انها كانت غالبا من اخراج أفضل المخرجين المصريين بغض النظر عن اتفاقنا اواختلافنا في تقييم هؤلاء المخرجين أمثال صلاح ابو سيف ويوسف شاهين وكمال الشيخ وعاطف سالم وحسام الدين مصطفى وحسن الإمام وحسين كمال ثم اشرف فهمي وعلى بدرخان وعاطف الطيب وسمير سيف، وثانيهما انها كانت دائما تمثل لدى كل مخرج افضل أفلامه أو على الأقل من أفضلها.

ولم يكن غريبا بعد ذلك أن نجد من بين احسن مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية التى حصرها الناقد سعد الدين توفيق احد عشر فيلما من الأفلام التى كتب لها نجيب محفوظ السيناريو او القصة او هما معا وستة أفلام من الأفلام التى اخذت عن رواياته فيكون المجموع 17 فيلما من المائة وهى بحسب ظهورها ( لك يوم ياظالم – ريا وسكينة – الوحش – جعلونى مجرما – درب المهابيل – شباب امرأة – الفتوة – جميلة – احنا التلامذة – بين السما والأرض – بداية ونهاية – اللص والكلاب – الناصر صلاح الدين – الطريق – القاهرة 30 – خان الخليلى – السمان والخريف. ويمكن أن نضيف الى هذه القائمة مجموعة أخرى من الأفلام التى ظهرت بعدها مأخوذة عن إعمال نجيب محفوظ وأشاد بها النقاد ومنها ( السكرية – الحب تحت المطر – الكرنك – اهل القمة – الشيطان يعظ – ايوب – المطارد – الحب فوق هضبة الهرم – الجوع ).

وتنقسم أفلام نجيب محفوظ الى ثلاث مجموعات الأولى هي الأفلام التى كتب لها مباشرة السيناريو أو القصة أو هما معا أو شارك في كتابة السيناريو لها مع آخرين، والثانية هي الأفلام التى اخذت عن رواياته، والثالثة هى الأفلام التى اخذت عن قصصه الأدبية القصيرة المنشورة.

وبقدر ما عرف الأديب الكبير من روتينية في حياته اليومية، وهو الذى قضى الجانب الأكبر من حياته موظفاً حكومياً منضبطاً، مما انعكس حتى على حياته الإبداعية والشخصية من التزام صارم في مواعيد الكتابة أو التوقف عنها، أو حتى جلساته الدورية مع أصدقائه من الحرافيش، فإن ذلك فيما يبدو كان وسيلته للتحكم الواعي والجمالى إن شئت الدقة في وجدانه الذى تضطرم فيه الأفكار والعواطف، بين الإنكار واليقين، أو بين اليمين واليسار، أو بين الانغماس المادي في الحياة والترفع الصوفي عنها ـ إن هذا الوجدان الثرى ـ يتجلى في صور عديدة في أعماله الأدبية وايضا على تلك الأعمال السينمائية التى اخذت عن اعماله ويتجلى أيضا في أعماق إبطاله كلما اقتربنا منها لتقصى ملامحها.

كان «بداية ونهاية» عام 1964 هو أول الأفلام  المأخوذة عن رواية لنجيب محفوظ وقد نجح صلاح ابوسيف في متابعة أفراد الأسرة التى عالجتها هذه الرواية متابعة دقيقة تكشف عن أزمتها بعد موت عائلها ومايدور داخل افرادها من صراعات، والفيلم يعطينا عموما – كما تعطينا الرواية – صورة مقربة لما تعانيه أسرة مصرية تعيش في ذيل الطبقة البرجوازية الفقيرة،  ويمكن القول ان  البطولة قد تم توزيعها في هذا الفيلم على حسن وحسين وحسنين اضافة الى الأخت نفيسة. كما نجح عاطف سالم في ان يعبر بصدق عن ميلودراما «خان الخليلي» العاطفية عام 1966 التى قدمت لنا كهلا مترددا «عماد حمدى» يقع في حب بنت الجيران الصغيرة  «سميرة احمد» لكن اخاه حسن يوسف يسبقه إليها فيتراجع الكهل ويموت الأخ قبل ان يتزوج بها ويتلقى الكهل صدمة اخرى من القدر الذى لم يترفق به بعد ان اصابه بالخيبة في حبه الأوحد.

وعن رواية نجيب محفوظ «القاهرة الجديدة»، أخرج صلاح ابو سيف فيلم «القاهرة 30» وفى الفيلم أغفل اثنين من ابطال الرواية الثلاثة، واكتفى بالتركيز على أهم هذه الشخصيات، وهو الطالب الفقير محجوب عبد الدايم «حمدى احمد» الذى يفقد إحساسه بالكرامة تحت وطأة الفقر الشديد حتى انه لا يجد مانعا من الزواج من احسان ليضمن وظيفة. أما الأفلام الثلاثة التى أخرجها حسن الامام في الستينيات عن روايات لنجيب محفوظ وهى حسب تسلسل ظهورها هي «زقاق المدق» و«بين القصرين» 1964 و«قصر الشوق»1967، فقد اخذت عن روايات مستعرضة تتناول شخصيات عديدة واحداثا كثيفة متشعبة يستحيل معها اصلا ترجمتها ترجمة كاملة في فيلم سينمائي ولهذا كان حسن الامام يختار من بين احداث القصة ما يكفى ليكون فيلما ويترك الباقي. في «زقاق المدق» تقتصر الاحداث على قصة الحب بين حميدة «شادية» وعباس الحلو «صلاح قابيل» وفى جزئي الثلاثية «بين القصرين» و«قصر الشوق» استأثرت مغامرات عبد الجواد «يحيى شاهين» الجنسية وابنه ياسين «عبد المنعم ابراهيم» باهتمام المخرج اكثر من اى شى اخر. ووقع حسام الدين مصطفى في نفس الخطأ بالاهتمام بالمشاهد الجنسية في فيلمي «الطريق» 1965 و«السمان والخريف» 1968 وقد اكتفى بمتابعة الأحداث الظاهرية دون ان يغوص الى مغزاها ففقد البحث عن الأب في الطريق دلالته الايجابية، كما عجز الفيلم الثاني عن تحليل مشاعر عيسى الدباغ.

وفى «اللص والكلاب» 1963 استأثرت المطاردات في نصفه الأخير باهتمام مخرجه كمال الشيخ على حساب تحليل شخصية البطل، اما فيلم كمال الشيخ الثاني عن روايات نجيب محفوظ وهو فيلم «ميرامار» 1969 فقد انتهى الى عكس ما ترمى اليه الرواية الأصلية حين جعلنا المخرج نميل الى «البك» السابق طلبة مرزوق  يوسف وهبى واكتفى من شخصية الاقطاعى حسنى علام «ابو  بكر عزت» بجانبها الفكاهى وصالح بين زهرة «شادية» وبائع الجرائد «عبد المنعم ابراهيم». وفى  «السراب» 1970 نجح انور الشناوي في ترجمة المغزى التربوي للقصة بما قدمه من دراسة لحالة عجز جنسي.

في «السراب» لعب نور الشريف أول بطولة مطلقة حيث جسد شخصية كامل البطل الشاب الذى دللته امه كثيرا واستطاعت الأم من شدة حبها وتدليلها ان تحوله – دون قصد – الى انسان بلا إرادة غير قادر على التصرف. وتصدم الزوجة في ليلة زفافها في رجولة كامل، ولكنها تكتشف بعد مضى الوقت انها ليست سوى حالة نفسية سببها الظروف غير الطبيعية التى مرت به. لكنه شيئا فشيئا يسترد ثقته في نفسه وفى رجولته التى ظن انها ولت ولن تعود.

ويأتى «ثرثرة فوق النيل» لكاتبه ممدوح الليثى اقرب الى فحوى الرواية من فيلمه السابق «ميرامار» بما طرحه من مظاهر الانحلال لمجموعة أصدقاء العوامة، بالإضافة الى حواره المليء بالسخرية والمرارة من الأوضاع الاجتماعية المتردية. كما يأتي «السكرية» 1973 أقربها إلى النص الذي يرصد حركة الجيل الثالث من أسرة السيد عبد الجواد وقد توجه احدهم «عبد المنعم» إلى الدين بحثا عن الخلاص وتوجه الأخر «احمد» حسين الامام الى اليسار بحثا عن العدل. أما الثالث «رضوان» محمد العربي فاعتمد على وسامته وعلاقته الشاذة بأحد البشوات للوصول الى الطبقة العليا بينما يغرق «كمال» ابن السيد عبد الجواد في رومانسيته وأحلامه الفلسفية ويحاول الفيلم بذلك ان يقدم ماتقدمه الرواية من تصوير صادق لاينقصه التحليل عن مجتمع ماقبل الثورة ومايرهص به من أحداث.

ويمثل «الشحات» بعد «السمان والخريف» التجربة الثانية المشتركة في ترجمة نجيب محفوظ الى السينما لكل من احمد عباس صالح كاتب السيناريو وحسام الدين مصطفى مخرجا. والروايتان من الأعمال الأدبية الصعبة على اللغة السينمائية حيث الاعتماد الأكبر فيهما على تحليل المشاعر والمنولوجات والأفكار الداخلية للشخصية. وكل منهما تتناول أفكارا فلسفية مجردة. ولم توفق التجربة الثانية كسابقتها في التعبير عن موضوعها : الثورى الباحث عن اليقين بعد ان تخلى عن ثوريته تحول فى الفيلم الى مجرد منحرف يلاحق الراقصات «محمود مرسى» وان كنا نراه مهموما دائما لكننا لانفهم السبب ولانتعرف على حقيقة أزمته الروحية التى بدت كما لو كانت مجرد الملل من الحياة الزوجية او الهروب من شعور بالذنب ناحية زميله المحكوم عليه بالسجن لأسباب سياسية. وتحولت بذلك المشكلة الفكرية في الرواية الى مشكلة أخلاقية في الفيلم الذي لم يترفع عن استغلال المشاهد الجنسية المثيرة كالعادة. ويمثل كل من «الحب تحت المطر» و«الكرنك» ذروة من ذروات النضج القليلة التى تصل الى ارقي مستويات المعالجة السينمائية لروايات نجيب محفوظ.

في «الحب تحت المطر» يكشف حسين كمال بعمق ولغة سينمائية رفيعة عن معاناة الشباب وما اصابه من انهيار بوقوع النكسة ويتميز الفيلم عن كل ماعداه من أفلام تناولت مواضيع مماثلة بميزتين الأولى انه تجنب استخدام مشاهد الإثارة الجنسية المعهودة رغم أنها كانت متاحة فعبر عنها ولم يقدمها. والميزة الثانية والاهم ان الشباب رغم سقوطهم تحت ظروف القهر الاقتصادي الساحق وهبوط الروح المعنوية بسبب الهزيمة وانهيار المثل وفقدان القدرة لم يتحول عنده السقوط الى عقد تسلمه الى العجز فهو يرفض السقوط الذى يقع فيه ويدينه ويقاومه دون خطابية ويكتشف بنفسه طريقه للخلاص من خلال خبرته الذاتية على مسار حياته اليومية.

وعن معاناة الشباب يجسد فيلم «الكرنك» ماجاء في الرواية من تلفيق للتهم وتعذيب بشع وتحطيم للكرامة الإنسانية في نفوس شباب الثورة باسم الحفاظ على الأمن والحفاظ على الثورة. وعندما يلجأ الشباب إلى عضو مجلس الشعب يتم القبض عليه هو الآخر ويزداد التعذيب في كل مرة حتى يصل إلى اغتصاب الطالبة زينب امام زميلها وخطيبها ولايفرج عنهما الا بعد التعهد بالتجسس على زملائهما بينما يموت زميل آخر من شدة التعذيب.

الذين هاجموا الفيلم والذين صفقوا له دخلوا في سجال، كلما انتهى بدأ من جديد، وشحذ كل فريق أسلحته وتبريراته وحججه وبراهينه، وكان الفائز أيامها هو المشاهد الذي تعرف ربما للمرة الأولى على بعض ما كان يحدث أيام ثورته المجيدة، وتعرف أيضا على بعض ملامح البطل التى تشوهت كثيرا بعد هزيمة 67 وخلال فترة السبعينيات .

وفى فيلم «أميرة حبى أنا» المأخوذ عن قصة قصيرة من مجموعة «المرايا» سنجد البطل حسين فهمي يتورط في زواج مصلحة من ابنة صاحب الشركة التى يتخلص منها ومن الشركة عندما يعثر على حبه الحقيقي سعاد حسنى. غير ان الفيلم يبدو تكرارا لفيلم «خلى بالك من زوزو».

وفى الثمانينات يصل تواجد نجيب محفوظ على الشاشة الى ذروته العديدة حيث يبلغ عدد أفلامه 17 فيلما وتصل الاستعانة بقصصه الى ذروتها أيضا بحيث تمثل بالنسبة الى ماسبق قفزة عددية ونوعية بارزة. كل أفلام هذا العقد مأخوذة عن قصصه القصيرة في ما عدا فيلمين فقط. والملاحظ ان ملحمة «الحرافيش» استأثرت بنسبة كبيرة منها حيث اعتمدت ستة أفلام على بعض ما جاء بها من حكايات وبالإضافة الى هذه الأفلام السته نجد ثلاثة أفلام اخرى من عصر الفتوات أيضا لتصبح تسعة أفلام يجمع بينها نفس الجو والشخصيات تقريبا. وخارج نطاق افلام الحرافيش والفتوات التى سادت هذا العقد نجد من الافلام التى تدور احداثها فى الزمن الحاضر وتناقش بعض قضايانا المعاصرة ثلاثة منها جديرة بالاعتبار هى على التوالى «أهل القمة»81 و«أيوب» 84 و«الحب فوق هضبة الهرم» 1986.

فى فيلم «أهل القمة» يقدم اللصوص الجدد الذين استفادوا من قوانين الانفتاح الاقتصادي، وتحولوا الى فئة شديدة الثراء، باهرة الشكل، ترتدى احدث الثياب، وتستخدم افخر السيارات وتتستر أحيانا وراء مظاهر التدين.

 والفيلم كما أراد نجيب محفوظ في قصته يضع المواجهة بين ضابط شرطة شاب «عزت العلايلى» ونشال «نور الشريف» وتأتى الصدمة القاسية عندما يعرف الضابط ان ابنة شقيقته على علاقة عاطفية بهذا النشال والذى اصبح الان تاجرا كبيرا والمشكلة ان الابنة تصر عليه حتى بعد ان عرفت حقيقته.

وهكذا يجد هذا الضابط نفسه داخل معركة مع جميع الاطراف. المعركة في بيته .. وفى عمله حيث يحاول المهرب الكبير الافلات من قبضة القانون.. بل ويسعى لاستصدار قرار بنقل الضابط الى صعيد مصر عقابا له.

وينتهى الفيلم .. بانتصار أهل القمة الجدد من اللصوص والمهربين والنشالين. ويمكن اعتبار «أهل القمة» وثيقة هامة تثبت انه فى مجال السينما مثل بقية مجالات الفن والفكر كان هناك من يقول الحقيقة حتى اذا كانت المتاعب من نصيبه.  ان البطل زعتر النورى فى الفيلم بطموحاته واحلامه للتسلق واحتلال مكانة جديدة فى عالم جديد تتشكل ملامحة فى تلك الفترة كان تعبيرا عن شريحة كاملة من المجتمع تتهيأ لاحتلال مكان الصدارة فى المجتمع .

وفى فيلم «أيوب» يصاب البطل المليونير بالشلل وينصحه صديقه الطبيب باسترجاع ذكرياته وتسجيلها ويعثر البطل على شفائه بالاعتراف ويعلم الآخرون من أصحاب الملايين بحقيقة الاعترافات فيقاومونه ويحرقون المطبعة وعندما يحاول ان يهرب بنسخة منها يطلقون عليه النار وتتطاير الأوراق في الهواء.

 ويمثل «الحب فوق هضبة الهرم» مناقشة جريئة بالصورة والحوار لمشكلة الحب والزواج عند الشباب فى عصر التضخم والانفتاح. ومن الافلام التى تدور فى اطار االاحداث المعاصرة ايضا والتى ظهرت ابان الثمانينيات «الشريدة» و«الخادمة»  و«دنيا الله». اما عن افلام «الحرافيش» والفتوات التسعة التى سادت عقد الثمانينيات فأهمها فيلمان جاء احدهما من خارج ملحمة «الحرافيش» وهو فيلم «الشيطان يعظ» وجاء الاخر من داخلها وان استوعب اكثر من حكاية منها صاغها معا فى قصته وهو فيلم «الجوع». وتنوعت ملامح البطل فى افلام الحرافيش بشكل عام مابين البطل المقهور بفعل قوى شرسة وظالمة، والبطل الباحث عن الحرية والعدالة فى عالم تسود فيه شريعة الغاب. وغير هذين الفيلمين يمكن الاشارة الى «فتوات بولاق» 1981 وهو فيلم ملىء بالمعارك والدماء وفيلم «وكالة البلح» 1983 الذى قدم البطلة «نادية الجندى» المثيرة التى تلعب بعواطف الرجال وتسيطر عليهم وتذلهم وهى تنتقل من واحد الى اخر. وفيلم «شهد الملكة» 1985 والذى تدور احداثه حول خادمة تتطلع الى سيدها فتتخلص منها الزوجة بفرض الزواج عليها من الفران. ويلى «شهد الملكة»  من افلام ملحمة «الحرافيش» فيلم «المطارد» عن البطل الذى يعود بعد مدة طويلة لللانتقام من ظالميه. وفى «التوت والنبوت» 86 تدور الاحداث حول الفتوة المستبد الذى يذل عائلة الناجى الى ان يظهر البطل وهو الابن الاكبر للعائلة الذى يقود الحرافيش لدفع الظلم واسترداد «الفتونة». وفى «الحرافيش» 86 نجد البطل الفتوة العادل الذى يفسده التصاهر بطبقة التجار الاغنياء فيستبد بالفقراء ويستغل ضعفهم. وفى «اصدقاء الشيطان» 88 نجد البطل الفتوة الذى يخاوى الجن املا فى الخلود.

وعن رواية للكاتب نجيب محفوظ قدم نور الشريف عام 1990 فيلم «قلب الليل». كانت هناك معالجة لقضية فلسفية مهمة أتعبت الفكر الإنساني كثيرا الا وهى قضية الحرية والاختيار مرورا بالأشواق والرغبات التى تعتمل في أعماق وروح والشخصيات فتنطلق لتحطم النواهي والممنوعات. وحاول الفيلم ان يتناول قضية اليقين المهتز بالشكوك والأسرار الغامضة والتى غالبا ما يعجز العقل البشرى عن كشفها او إدراكها. وكانت إطلالة اخرى على بعض ملامح البطل المعاصر الذى ينشغل أحيانا بأزمة الوجود وأزمة البحث عن هوية.

ويمكن ان نجمل الملامح المشتركة التى تميز البطل فى سينما نجيب محفوظ وتضفى عليه طابعا خاصا فمساحة المكان بالنسبة له محدود داخل الأزقة والحواري وهذا المكان ليس مجرد مساحة من الفراغ تتحرك داخله الشخصيات وانما هو شخصية حية بما له من تاريخ وتقاليد تترك بصماتها على الأحداث والشخصيات فضلا على انه يحدد الجو العام للفيلم. ومن الملاحظ في الغالب ان البطل المحفوظى مرتبط دائما بالظروف الاجتماعية التى حوله فى ماعدا «لك يوم ياظالم» و«ريا وسكينة» حيث يبدو الشرير مجرما بطبعه. وفى  اغلب الأفلام التى أخذت عن أعماله سنجد البطل المحفوظى غالبا مايمارس دورا مهما فى توجية النقد سواء للنظم والاعراف الاجتماعية او حتى الى المؤسسات والنظم الحاكمة. ويمكن هنا العودة الى «الوحش» و«درب المهابيل»  و«الفتوة» و«الكرنك».

مثل هاملت وماكبث والملك لير يمكن تذكر الكثير من أبطال نجيب محفوظ مثل كمال عبد الجواد وسيد الرحيمى وعيسى الدباغ وغيرهم، ويكمن السر في تذكر ملامح هؤلاء الأبطال الى قدرة محفوظ على ابداع الشخصية وكأنها منحوته قابلة للحياة، وفى كل شخصية ستجد انعكاسات لعصر بأكملة،  دراما نجيب محفوظ كانت دائما وأبدا على تماس بعوالم تموج بالبشر والأحداث بالتاريخ والجغرافيا بالزمان والمكان.

مصادر

- نجيب محفوظ على الشاشة لهاشم النحاس

- نور الشريف الفنان والانسان – عماد النويرى

- سينما التحولات – احمد جمعة

- احمد زكى الموهبة والتفرد – د احمد شوقى عبد الفتاح.

سينماتوغراف في

05.02.2015

 
 

طنجة.. كرنفال للفيلم المغربي

طنجة ـ المصطفى الصوفي

تستعيد مدينة طنجة المغربية، ألقها السينمائي والإبداعي، باستضافة عدد من المهرجانات المحلية والوطنية والدولية، التي تحتفي في أبهى مشاهدها بالسينما، كشكل من أشكال الحلم والجمال.

وخلال هذا العام تستضيف مدينة البوغاز الدورة الـ 16 من المهرجان الوطني للفيلم، والذي يعقده المركز السينمائي المغربي بالتعاون مع شركاء عدة، وبرعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس من 20 إلى 28 من شهر فبراير الجاري، وهي دورة تحمل الكثير من المتغيرات والمفاجآت وبخاصة، أنها الدورة الأولى التي تعقد في عهد المدير الجديد للمركز السينمائي المغربي صارم الفاسي الفهري، والذي عين مؤخرا، خلفا للمدير الأسبق نور الدين الصايل، هذا الأخير يعتبره الكثير من المتتبعين، مهندسا حقيقيا للسينما المغربية في علاقتها بالعربية والدولية، ولإشعاع ونجاح مختلف دورات هذا المهرجان، والذي عمل على تطويره، وفق خطة واستراتيجية تنبني في العمق على الرقي والنهوض بالقطاع السينمائي المغربي، وجعل السينما أكد مكونات التنمية الثقافية والدينامية الاقتصادية بالبلاد.

وإذا كان المهرجان الوطني للفيلم، الذي كان يقام بالتناوب بين عدد من المدن المغربية، بعد ان استقر في مدينة البوغاز، خلال شهر فبراير من كل سنة، يعرض مختلف الأفلام الجديدة، والتي لم تكن كثيرة بما يكفي، وهو رهان دخله المركز السينمائي المغربي، من خلال صندوق دعم الانتاحات السينمائية، بمبالغ مهمة، وذلك من أجل تحقيق كم مهم من الأفلام كل عام، إلا إنه خلال الفترة الأخيرة سن عملية لانتقاء الأفلام المزمع مشاركتها في هذا الاحتفال، وذلك تحت إشراف لجنة اختيار مختصة، الأمر الذي يقطع الطريق على أفلام أخرى للمشاركة، وإمكانية تتويجها، وبخاصة أن الجوائز ترصد لها مبالغ مالية مهمة، بل ان تتويج أحد الأفلام خلال فعاليات المهرجان، يكون محفزا قويا للمخرجين ونقطة تفضيلية في سجل المخرجين والممثلين والمنتجين، على اعتبار أن هذه التظاهرة السينمائية، تعد أكبر احتفال سينمائي وطني جماعي، للحكم على الأفلام والمخرجين وتتويجهم.

وبالنسبة للأفلام الروائية الطويلة التي تقدمت للمشاركة في المسابقة الرسمية لهذه الدورة، للظفر بأحد الجوائز، فقد فاق عددها الثلاثين، حيث تم اختيار 15  فيلما فقط، من أجل التنافس على جوائز المهرجان، ويتعلق الأمر، بأفلام (نصف سماء) لمخرجه عبد القادر لقطع، و(إطار الليل) للمخرجة تالا حديد، و(جوق العميين) لمحمد مفتكر، والذي كان شارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي الـ 14 للفيلم بمراكش شهر نوفمبر الماضي من غير أن يحصل على أية جائزة، وفيلم (رهان) لمحمد الكغاط، و(عايدة) لمخرجه إدريس المريني، و(الحمالة) للمخرج سعيد الناصري، فضلا عن (الحمالة) لسعيد الناصري، و(الفرّوج) لعبد الله فركوس، و(دالاس) لمحمد علي مجبود، و(الوشاح الأحمر) لمحمد اليونسي، ثم (الأوراق الميتة) لمخرجه يونس الركاب، و(كاريان بوليود) لياسين فنان، و(خنيفسة الرماد) للممثلة والمخرجة سناء عكرو

كما يشارك في فعاليات هذه الدورة الفيلم الوثائقي اليتيم من بين أفلام وثائقية عدة تقدمت للمشاركة، وهو (الريف 58-59: لنكسر جدار الصمت) لمخرجه طارق الإدريسي، والذي يسلط الضوء على فترة مهمة من التاريخ النضالي الوطني شمالي المملكة، والتي يطلق عليها أهالي المنطقة اسم (عام إقبارن) أو عام (الخوذات العسكرية). حيث يسعى طارق الإدريسي من خلال هذا الفيلم، إلى تكسير جدار الصمت والهدوء والخوف، في منطقتي (آيت بوخلف) و(آيت ورياغل)، التي شهدت أحداثا دامية، وذلك في قالب إبداعي مشوق، يروم من خلاله تقديم جزء من الحقيقية التاريخية المغيبة.

إجحاف في حق الفيلم الوثائقي 

ويرى العديد من المتتبعين أن اختيار فيلم وثائقي واحد، للتباري في هذا المهرجان من بين عدد من الأفلام التي قدمت ترشيحها، ومنها(قراصنة سلا) لمخرجته مريم عدو والبريطانية روزا روجرز، و(جدران ورجال) لدليلة النادر، و(هرقل ضد هيرميس) لمحمد ولاد محند، يعد إجحافا في حق الإبداع والفيلم الوثائقي، الذي أصبح يفرض ذاته في المغرب بشكل كبير، وذلك لسحره وجماله وقوته، وأيضا من خلال الاحتفاء به، بعدد من المهرجانات المحلية أو الوطنية أو الدولية بالمغرب، ومن أبرزها المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، والمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بزاكورة جنوب البلاد، ومهرجان أوربا الشرق للفيلم الوثائقي بأصيلة، ومهرجان الفيلم الوثائقي والتربوي ببوزنيقة وغيرها.

وقد تم اختيار هذه الأفلام تحت إشراف لجنة أكاديمية ونقدية متخصصة، وضمت مدير المركز السينمائي المغربي، بصفته رئيس المهرجان ولجنة التنظيم، ورئيس الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام المخرج محمد عبد الرحمن التازي، ورئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما خليل الدمون، وممثلين عن اتحاد المخرجين المؤلفين المغاربة إدريس الإدريسي، والغرفة المغربية لمنتجي الأفلام جمال السويسي، الذي كان ترأس الدورة الأخيرة من مهرجان أوربا الشرق للفيلم الوثائقي بمدينة أصيلة، والذي منح جائزته التي حملت اسم جائزة الجزيرة الوثائقية للفيلم الفلسطيني(ناجي العلي في حضن حنظلة) لمخرجه الفلسطيني فائق جرادة، وسيناريو الدكتور الحبيب الناصري رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة

تنافس ورهان

وفي هذا السياق يعتبر فيلم الروائي الطويل (إطار الليل) لمخرجته تالا حديد، من بين أبرز الأفلام المرشحة للظفر بأحد جوائز المهرجان، وهو من تشخيص خالد عبد الله، ماري جوزي كروز، فدوى بوجوان، حسين شطري، ثم ماجدولين الإدريسي، زهرة هندي، وسمير الحكيم، فنبيل المالح

ويحكي هذا الشريط قصة البطلة عائشة، ابنه منطقة الأطلس، بيعت في ظروف غامضة، ورغم ذلك فهي تتميز بشخصية قوية وعزيمة كبيرة، حيث تبحث لها دائما عن حلول، وهي بين مخالب المجرم عباس وصديقته نادية. في الفيلم سيلتقي الثلاثي بزكريا، وهو كاتب من أصل عراقي مغربي، ترك كل شيء وراءه بما في ذلك حبيبته (جوديت)، يسافر بحثا أخيه المفقود، يلتقي الأربعة في رحلة طويلة، تأخذهم عبر أنحاء المغرب، وإلى إسطنبول التركية، وسهول كردستان وغيرها من المناطق، ما يحول الفيلم إلى سفر مشوق مليء بالمفاجآت.

أما الفيلم الثاني، فهو(رهان) لمخرجه محمد الكغاط، حيث البطلة أسماء الخمليشي، تقوم إلى جانب مراد الزاوي، وربيع القاطي، وإيمان المشرفي، ورشيدة السعودي، ومحمد الحراكة بدور مميز، في قصة رومانسية ومسلية. في الفيلم يقتسم مروان وفؤاد نفس الشقة، ويشغلان محلا تجاريا مختصا في صناعة نوع من الحلويات. مروان شاب ماكر يعشق التسلية والحياة و يستمتع بها إلى أقصى حد، وهو في ذلك على النقيض تماما من صديقه فؤاد، حيث في أحد الأيام، بينما الصديقان يبحران في عالم الشبكة العنكبوتية، يقعان في صفحة واحدة من المشاهير، فيدخلا معا في رهان، أن يقنع مروان ياسمين بقبول دعوته للعشاء.. وتلك حكاية جديدة لاكتشاف عالم العشاق والحالمين.

15 فيلما قصيرا و(دوخو) الأوفر حظا

ويخصص المهرجان الوطني للفيلم، أيضا مسابقة من أجل تكريم الأفلام القصيرة، حيث تم اختيار هذه السنة كذلك 15 فيلما، من بين 54 شريطا قصيرا تقدمت للمشاركة في المسابقة الرسمية. ولعل ابرز الأفلام المختارة فيلم (دالطو) للمخرج لعصام دوخو، وهو المرشح بالفوز بالجائزة الأولى، وبخاصة أن هذا الشريط، كان تألق بشكل ملفت خلال الدورة ال 14 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وتوج بالجائزة الكبرى لمسابقة أفلام سينما المدارس، التي ترأسها المخرج المالي المخرج الموريتاني عبد الرحمان سيساكو، وضمت اسماء دولية وازنة كالممثلة الفرنسية انا جيراردو، والمخرجة والممثلة الايطالية ايلسا سيدناوي، والممثل الفرنسي كاسبار أولييل، والمخرجة والسيناريست الأمريكية زوي كاسافيتس.

وتدور أحداث هذا الشريط القصير، حول موضوع اجتماعي حالم، بطله الشاب (ادم)، ذو ال20 سنة، والذي ينتمي لاسرة فقيرة، والحالم بان يكون رساما في المستقبل، لكنه اثناء امتحانات الولوج إلى مدرسة الفنون التي لا يلجها لا

البناء الاسر الغنية والثرية، يصطدم بعقابا وصعوبات، الامر الذي يحز في نفسية الده الذي يقدم له كل ما يمنلك من اجل ان يتحقق له حلمه.

ويشارك أيضا في المسابقة الأفلام  القصيرة (دنيا ) للمخرجة جنان فاتن محمدي و (رحلة في صندوق ) لأمين صابر، و (حدود ) لعلي الصميلي وكلير كاهن و (العتبة ) لعلال العلاوي و(جدار)  للمهدي الدكالي، ثم (جزيرة ليلى) لمصطفى الشعبي، و(جنة) للمخرجة مريم بنمبارك، إضافة إلى (وسيط ) لمولاي الطيب بوحنانة، و(دوار السوليما) لأسماء المدير و( غضب) لنور آيت الله، و(نقطة الرجوع) لزينب الأشهب وفؤاد عزمي، و (الطفل والخبز) لمحمد كومان، و(حوت الصحرا) لعلاء الدين الجم و( عقول فاسدة) للمهدي الخوضي.

وتم اختيار هذه الأفلام تحت إشراف لجنة محترفة ترأسها المخرج السينمائي عز العرب العلوي والممثلة مجيدة بنكيران، والناقد السينمائي عادل السمار والمخرج السينمائي حسن دحاني.

ندوة الأندية والمهرجانات السينمائية

وبالموازاة مع عروض الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، التي ستعرض بالفضاء السينمائي (روكسي)، ومنتديات مناقشة الأفلام ولقاء مخرجيها وفرق العمل، تنظم سلسة من الفقرات والأنشطة، احتفاء بالفيلم المغربي ومبدعيه، ومن ابرز تلك الفقرات ندوة وطنية حول موضوع (الأندية والمهرجانات السينمائية:الأدوار والتقاطعات)، والتي يعقدها المرصد المغربي للصورة والوسائط، وذلك بقاعة صامويل بيكيت بالمعهد الفرنسي.

ويرتقب أن يشارك في هذه الندوة الكبيرة، عدد من الخبراء والمهنيين والنقاد والسينمائيين والأكاديميين، من بينهم رئيس المرصد عز الدين الوافي، ومحمد الطالب مستشار وزير الاتصال، والمديرة الفنية للمهرجان المغاربي للفيلم الروائي القصير بوجدة، والناقد إبراهيم اغلان، ومدير المهرجان السينمائي(سبو) للفيلم القصير بمدينة القنيطرة ضواحي الرابط المختار ايت عمر وغيرهم. وسيبحث هؤلاء الخبراء تيمة الإطارات والمهرجانات السينمائية، وقضايا عدة تهم، الثقافة السينمائية والتحولات التي عرفتها، فضلا عن دورها الكبير والمؤثر في تحديث الإبداع السينمائي، في علاقته بعدد من التجارب السينمائية المتوسطية والعربية والدولية.

يشار أن الدورة ال 15 من هذا المهرجان الذي نظم أول مرة عام 1982، منحت جائزتها الكبرى للفيلم الطويل (الصوت الخفي) لمخرجه كمال كمال، هذا الأخير فاز ايضا بجائزة أحسن موسيقى وصوت، أما جائزة أحسن مونطاج فعادت للفيلم (يما) لرشيد الوالي ومحمد الكغاط، فيما آلت جائزة أحسن صورة لكمال الدرقاوي عن فيلم (سرير الأسرار)، الذي فاز أيضا بجائزة أحسن سيناريو. ونال جائزة أول أحسن دور رجالي فعادت لحسن باديدة لتألقه في فيلم (هم الكلاب) لمخرجه هشام العسري، وجائزة أول أحسن دور نسائي منحت مناصفة بين مرجانة العلوي ونادين لبكي ولبنى أزبال في فيلم (روك القصبة)، في حين كانت جائزة العمل الأول لفيلم وداعا كارمن لمحمد بنعمراوي، وجائزة لجنة التحكيم لفيلم (أراي) لأحمد بايدو.

الجزيرة الوثائقية في

05.02.2015

 
 

أول فيلم روائي طويل في السينما الخليجية

«بس يا بحر».. علامة فارقة

إبراهيم الملا

من ماء إلى ماء، ومن موجة صغيرة وغامضة، إلى موجة هائلة تحدّد مسار عمر وقدر، كانت هذه المسافة المتحركة التي امتزج فيها التعب بالبهجة، وتداخل فيها الكدّ مع لذة الاكتشاف، هي ذات المسافة التي قطعها الفنان والكاتب المسرحي والسيناريست الإماراتي عبدالرحمن الصالح منذ خمسين عاماً، حين غادر بلدته الساحلية الحميمة (خورفكان) والمحاصرة بالجبال وقلق العيش ورغبة الترحال، غادر الصالح أرض العسل والضباب، ذاهلا بطفولته وذكرياته المتشكلة للتوّ، ومتجهاً إلى الكويت، تحرسه الأدعية وتلك الآمال الملونة التي ادخرها له والده وعائلته الصغيرة، الباحثة عن فرصة جديدة للعيش في مكان مقبل على ازدهار اقتصادي يضمن لأبناء المنطقة فرصاً ذهبية للعمل ومزاولة المهن المختلفة في بلد واعد وطامح للتغيير، ويتلمّس عصراً مختلفاً هو الآخر ومنفتحاً على الحداثة وتطوير منظومة البناء والتعليم والفنون، كتوظيف عمراني وإنساني وثقافي مطلوب بعد اكتشاف النفط في الكويت مبكراً مقارنة بالدول المجاورة.

وهناك قرب السواحل الضاجّة بالنهمات والمواويل، والمحتشدة بأفراح الغاصة وعذاباتهم وأخيلتهم الهائمة، قدم عبدالرحمن الصالح بعد اندماجه وتفاعله وعشقه للوسط الثقافي والفني في الكويت، واحدة من أهم الأعمال السينمائية الريادية المؤثرة والحاضرة إلى اليوم وهو فيلم : «بس يا بحر» من إخراج وإنتاج الفنان الكويتي خالد الصديق، الذي شارك أيضا في كتابة السيناريو مع كل من الصالح والفنان سعد الفرج، والسينارسيت المصري ولاء صلاح الدين، وبعد عرضه الأول في عام 1971م تحول الفيلم إلى علامة فارقة في تاريخ السينما الخليجية كأول فيلم روائي طويل يعرض في صالات السينما بالمنطقة، ويشهد مشاركة نخبة من الممثلين الكويتيين المميزين أمثال سعد الفرج في دور أبو مساعد، ومحمد المنصور في دور مساعد، وحياة الفهد في دور أم مساعد، وغيرهم من الممثلين الذين يقفون لأول مرة أمام الكاميرا السينمائية، توالت نجاحات الفيلم بعد فوزه بالعديد من الجوائز المهمة أثناء مشاركته بالمهرجانات العربية والعالمية في دمشق وطهران وفينيسيا وشيكاغو ونال ترشيحاً لافتاً ضمن قائمة أفضل فيلم أجنبي في حفل جوائز الأوسكار عام 1972.

استغرق تصوير الفيلم سنتين كاملتين بين عامي 1969 و 1970 ، وهو أيضاً أول فيلم على مستوى العالم العربي يتضمن لقطات مصورة تحت الماء، وبتفحص المقاييس التقنية والإنتاجية في تلك الحقبة وفي منطقة الخليج بالذات، فإن ظهور فيلم (بس يا بحر) يعتبر إنجازاً ومعجزة فنية يندر تكرارها.

استلهم عبدالرحمن الصالح قصة وحوارات الفيلم من وحي التجربة الحياتية والمهنية الثرية التي عاشها والده الذي كان بحاراً في الأصل، وكذلك من وحي الحكايات والقصص التي خبرها البحارة الكويتيون القدامى أثناء رحلاتهم الطويلة بحثاً عن اللؤلؤ، وجاء الفيلم معبراً عن هذه الدراما الإنسانية والنفسية المتلاطمة وسط الواقع الاجتماعي الصعب في تلك الأزمنة البعيدة، واقع امتحن الخصوصية المكانية والمعرفية والتراثية المتقاطعة وبعمق مع طبيعة البحر ذاته، وما يتضمنه من ملحمة صارخة بين ضفتي الميلاد والفناء، والفقر والغنى، والموت والحياة... نعرض هنا المشاهد الأربعة الأولى من سيناريو فيلم «بس يا بحر».

بس يا بحر

سيناريو: عبدالرحمن الصالح

خارجي / نهار

لقطة عامة للبحر تظهر فيها مجموعة من الصيادين وهم يغزلون شباكهم على الساحل وأصوات تلاطم الأمواج طاغية على المشهد.

أحد الصيادين ( أبو إبراهيم) موجهاً كلامه لرفيقه ( أبو مساعد) الجالس بعيداً عن الصيادين : انت ما تقولي إش قاعد تتطالع ؟

يرد علي رفيقه (أبو مساعد) ــ الفنان سعد الفرج ــ وعليه ملامح حزن : اللي اطالعه ما تشوفه إنت،

أبو إبراهيم : عيزت وأنا أطالع، ماني شايف شي.

أبو مساعد : يا أبو إبراهيم أنا أطالع هاي المويه، شوفها كيف تبتسم لي، لأني عارف أسرارها وخفاياها.

أبو إبراهيم مستغرباً : هاه ؟

أبو مساعد : قصدي إن ورا كل ها السكوت والابتسامة في طمع وبخل وعناد

أبو إبراهيم : بس يا بو مساعد ، البحر كل أهل الكويت عايشين من وراه، إنت وأنا وغيري وغيرك، والبحر كريم.

أبو مساعد (وملامح الانكسار بادية عليه) : كريم للضعيف والصبور، انت تنتظر ساعات وساعات بشبكتك هاذي، يا الله تعطيك سمجة ولا اسمجتين، أما الناس اللي مثلي، اللي يلقط وياخذ بيده اللي يبي، يعانده البحر ويصارعه ويحطمه، حتى ما يخذ منه كل شي.

***

تظهر تترات الفيلم وأسماء المشاركين فيه من ممثلين وتقنيين مع صوت إيقاعات بحرية متواصلة

***

عودة لمشهد البداية

أبو مساعد يشير للأمواج الهائجة في البحر، ويقول للصيادين المحيطين به : شوفو ، شوفو.

مشهد (3 )

داخلي / نهار

مساعد ــ الفنان محمد المنصور ــ يخرج دلو الماء من البئر في منزل متواضع ويخاطب أمه : يمّه، قلتي حق أبوي ؟

الأم ــ الفنانة حياة الفهد ــ وهي منشغلة بتنظيف أواني المنزل : قلتله، لكن ما رضى

يرمي (مساعد) الدلو في البئر بعنف وغضب ويقول لأمه : يا يمّه، أنا لازم أروح الغوص، ما يصير أقعد، الناس قاعدة إتعيب عليّ وإتعايرني

الأم : لكن أبوك قال لا، وإنته تعرف رايه

مساعد : أبوي لازم يغير رايه

يعود (مساعد) لهدوئه ويملأ الدلو مرة أخرى ويسكبه في وعاء تستخدمه والدته ويقول لها: يمّه نحن مب لازم انعيش على زفارة الناس.

الأم : يا وليدي، حنا بخير، والحمد لله، مو إحنا بحاجه.

مساعد ــ متسائلا ــ: الخير اللي إتقولين عنه، مب هو من اللقمة اللي إتيبينها إلنا من شغلج عند الناس ؟

يرمي (مساعد) الدلو في البئر وبغضب مضاعف هذه المرة ويقول : لين متى وإحنا بنتم على هاي الحالة.

الأم ــ بصوت عال ــ : وشو تبيني أسوي، إذا أبوك عايب وما يقدر يشتغل

مساعد : عشان جذي أبا أدش الغوص

صوت طرق على الباب

مساعد : زين، زين

الأم : منهو

مساعد : رفيجي بدر

ويكمل : تبين ماي ولا بس

الأم : لا .. بس

مساعد يحمل غترته متجهاً نحو الباب ويقول لأمه : رايحين البحر

الأم : مع السلامة يا وليدي.

مشهد 4

خارجي / نهار

(مساعد) يطلّ بوجهه متلصصاً وحذراً في إحدى السكيك في الحي، وأطفال يعبرون قربه، يمشي خائفاً ومسرعاً في الأزقة الضيقة بين البيوت الطينية، ثم يتوقف عند أحد المنازل ويرمي بحجر على نافذته العلوية ومنادياً : نورة ، نورة

تفتح نورة النافذة وترد عليه بصوت خفيض : أهلا مساعد، شلونك ؟

يرد مساعد : زين، أمس ما شفتج ؟

نورة : أبوي ما طلع من البيت أمس

مساعد وهو يراقب الطريق : إلّا ما قلتلج، أمس رحت حق النوخذه.

نورة ــ مندهشة ــ وهي ممسكة بقضبان النافذة : إش قلت مساعد ؟

مساعد ــ متسائلا ــ : علامج ؟ إشفيج ؟ قلتلج رحت حق النوخذه

نورة : يعني عزّمت تروح الغوص ؟

يأتي رجل على حماره ويقطع حديثهما، يتفاجأ به مساعد ويرمي بنفسه على الأرض

الرجل : أوه مساعد، سلامات، عسى ما شرّ

مساعد : ما فيني شي، بس صبعي طقته لجمه.

نورة متخفية وراء النافذة، تراقب المشهد

يهرب حمار الرجل، فيسرع الرجل لمطاردته ويغادر المكان .

يضحك مساعد ويعود لمخاطبة نورة قائلا : نورة

ترد عليه : قلتلي بتروح الغوص ؟

مساعد : عشان أقدر أيمّع مهرج ونتزوّج

نورة : وتخليني بروحي ؟

مساعد : برد لج، ما أقدر أخلّيج بروحج

نورة : الله يخليك يا مساعد، لا تروح

مساعد : لازم أروح، أنا مجبور

نورة : أبغيك تقعد إهني ، علشان أقدر أشوفك.

مساعد : أنا معاج، وإنتي معاي بقلبي، أحبج، أحبج يا نورة

نورة : لكن إمبيّن يا مساعد إنك تحب البحر أكثر مني، علشان جذي عزّمت إتروح، مو جذي؟

مساعد: إنتي إتعرفين شو ممكن أنحصله من البحر، بعدين لازم أروح، إش قلتي يا نورة ؟ موافقة ؟

لقطة مقربة على وجه نورة وهي تقول لمساعد : ما أدري، ما أدري ، بس أنا خايفة

مساعد: إش منه خايفة ؟ هذا حالنا وحال أهلنا، الكويت كلها جذي، مالنا بد من السفر والغوص.

يظهر شخص من بعيد وكأنه يراقبهما

مساعد : جنه في واحد ياي

نورة : يالله يالله أنا خايفة

مساعد : ليش نخاف

نورة وهي تحاول أن تداري وجهها: أنا خايفة

مساعد : إتخافين من الناس؟ ليش إتخافين، ما علينا منهم

مساعد ــ مستدركاً ــ : جنه أبوي اللي ياي

ينتابه الخوف ويقول لنورة : مع السلامة ، مع السلامة نورة

ــ قطع ــ

نرى مساعد وهو يجري هارباً وسط الحواري الضيقة ويدخل إلى منزله لاهثاً.

الإتحاد الإماراتية في

05.02.2015

 
 

مؤلف العمل ومخرجه أكدا: لا جزء ثالثاً للمسلسل

«القياضة 2» يستأنف الإبحار باتجاه ستينات «دبـــا الفجيرة»

المصدر: محمد عبد المقصود - الفجيرة

كما كان متوقعاً استؤنف تصوير الجزء الثاني من مسلسل «القياضة»، وهو ما أشارت إليه بالأساس النهاية المفتوحة للجزء الأول الذي عُرض على عدد من الشاشات المحلية قبل نحو عامين، ليواصل العمل الإبحار في ستينات القرن الماضي، وتحديداً في منطقة دبا الفجيرة.

«الإمارات اليوم» عايشت يوماً لتصوير العمل، الذي يخرجه السوري سلوم حداد، في ثاني تجربة له مع الدراما الإماراتية من موقع المخرج، بعد أن كانت البداية بالجزء الأول، فبالقرب من مسجد البدية القديم، في منطقة البدية بدبا الفجيرة، يقع التصوير على شاطئ دبا الفجيرة، إذ حافظت شركة «أرى الإمارات» المملوكة لمدير الديوان الأميري في الفجيرة، الشاعر محمد سعيد الضنحاني، على معالم القرية التراثية التي تم بناؤها خصيصاً لهذا المسلسل، لكن ثمة امتدادات جديدة للقرية، وبعض التجديدات التي طرأت على المكان.

ويستحضر «القياضة» الذي أكد مخرجه ومؤلفه أنه لا توجد نية لجزء ثالث، تفاصيل ستينات القرن الماضي التي تدور فيها حكاية العمل، وذلك بإعادة ترميم البيوت القديمة الموجودة في منطقة «دبا الفجيرة»، إلى جانب بناء عدد من المباني السكنية المماثلة، وأخرى خدمية بما يضمن بيئة حياتية متكاملة العناصر.

تجديد

غياب الفنان سيف الغانم عن الجزء الثاني، والاستعانة بالفنان حسن رجب بدلاً منه، بالإضافة إلى انضمام الفنان بلال عبدالله، وعدد من الوجوه الأخرى الشابة، أبرز الجديد في ما يتعلق بأسرة العمل، وهو تجديد غير يسير، نظراً إلى محورية الدور الذي كان يقوم به سيف الغانم، وهو كبير أهل هذه القرية وشيخها، صاحب الصوت المسموع لدى الجميع، لاسيما أن هناك اختلافاً كبيراً بين أداء رجب الذي يميل أكثر إلى الأعمال الكوميدية، وأداء غانم الأكثر نزوعاً للأعمال المغرقة في التراجيدية.

خصوصية النص المأخوذ بالأساس عن ديوان شعري للضنحاني، والنهل من سياق الستينات لم يمنع وجود مسار للمشاهد الأقرب إلى طبيعة «الأكشن»، حسب تصريحات بعض الممثلين لـ«الإمارات اليوم»، فضلاً عن الخط الأساسي للعمل الذي يروي تاريخ المكان ويستعرض قيمه وتراثه عبر قصة حب استمرت على مدار أحداثه.

ونسجت خيوط «القياضة» في الجزء الأول انطلاقاً من قصة حب تجمع صبية، تؤدي دورها الممثلة عبير أحمد التي تأتي مع عائلتها أثناء فترة الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة إلى مدينة دبا الفجيرة مع أحد شباب المكان وهو سليمان، ويؤدي دوره الممثل عبدالله الباروني، إلا أن هذه الحكاية سرعان ما يعكر صفوها مانع، الذي يؤدي دوره الفنان جمعة علي، فلا يوفر فرصة أو حيلة لمحاولة الإيقاع بين العاشقين.

وحسب مؤلف العمل محمد سعيد الضنحاني، فإن «خطوط الحكاية تمتد نحو مسارب درامية جديدة، إذ سنتابع مصير سليمان وعليا الهاربين باتجاه حلمهما بالزواج عند الشخص المخول بعقد الزواج شرعاً (المليك) بعيداً عن عيون من خرجوا للبحث عنهما، إلى جانب حكاية حب سليمان وعليا، ستنمو حكايات أخرى، وقصص وفاء وتفاصيل حياتية تعكس طبيعة المجتمع الإماراتي بكل ما ينطوي عليه من مواقف أهل الإمارات، وطيبة معشرهم وتماسكهم».

فضاءات درامية

وأضاف الضنحاني «يدخل الجزء الجديد من المسلسل فضاءات درامية جديدة تمتد إلى أعالي الجبال في منطقة دبا الفجيرة، عبر ملامح جديدة للمنطقة في ستينات القرن الفائت، أبرزها مهنة جمع العسل قديماً والقوانين التي تحكمها وما يترتب عليها من علاقات اجتماعية وسواها، كما سنتعرف إلى طريقة إعداد (الغبرة) وهي عملية صنع أعلاف الحيوانات»، معتبراً الحكايات بمجملها ستشكل واجهة الحدث الدرامي، فيما يشكل التراث والعادات البيئة الحاضنة لها، ويبرز المكان ليكون بطلاً في الحكاية إلى جانب بقية شخصياته التمثيلية.

وذكر الضنحاني إلى أن العمل، يأتي ضمن مشروع درامي كبير، لشركة «أرى الإمارات للإنتاج الإعلامي» يعنى بإنتاج «سلسة درامية، ترصد خلالها تاريخ الإمارات وتراثها الإنساني الغني ضمن قوالب حكائية درامية، تحمل بمدلولاتها هي الأخرى ما يعزز الوجه الإنساني الإماراتي، وضمن هذا المشروع يقدم (القياضة) بجزئيه وثيقة حية عن الإمارات وشعبها منذ ستينات القرن الفائت، مشغولة بتسجيل تفاصيل تاريخية وتراثية تتعلق بنبض الحياة الإماراتية، بوصفها من صلب الدراما والمحرك الرئيس لها».

وتابع «ندرك أن النيات الطيبة والعواطف لا تصنع مسلسلاً وحدها، لذلك وفرنا للعمل كل عوامل نجاحه، دون النظر إلى تكاليف إنتاجية، فاشتغلنا على أصغر التفاصيل، واعتمدنا الاختصاص، كما حرصنا على تقديم نص ببناء درامي محكم، بحثنا عن مخرج يضيف إلى النص، دون أن نغفل أهمية وجود باحث في التراث لتدقيق المضمون، ودعمنا كل ذلك بنخبة من نجوم الإمارات والخليج».

تطوير العمل

من جانبه، قال مخرج العمل الفنان سلوم حداد الذي أكد أنه لا نية لتصوير جزء ثالث، إنه يسعى إلى تقديم رؤى بصرية متطورة عما قدمه في الجزء الأول من المسلسل، إضافة إلى المزيد من العلاقات الدرامية الجديدة المتشابكة في الحبكة الدرامية لحكاية الجزء الثاني، مشيراً إلى أن تنسيقاً كاملاً تم بينه وبين كاتب العمل لتطوير الخطوط الدرامية التي تعرف عليها المشاهد في الجزء الأول ولإدخال خطوط درامية جديدة تتكامل مع أحداث الجزء الأول، بما يضمن الخروج بـ«حدوتة» درامية مشوقة تلبي بمضمونها شغف الحنين إلى التراث بكل ما فيه من عادات وتقاليد وقيم حياتية عظيمة، ضمن قالب درامي يوظف التراث ولا يكتفي به. وأضاف «من يتصور أن مهمة إخراج جزء ثانٍ قد تكون أسهل من نظيره الأول، حتى لو أخذنا في الاعتبار أنه كان بمثابة بداية مشواري الإخراجي مع الدراما الإماراتية، يكون واهماً، كوني أبحث هنا عن مفاجأة جمهور العمل، وبالتالي علي البحث عن حلول إخراجية جديدة ورؤى بصرية أكثر نوعية».

العمل الذي كتب السيناريو والحوار الخاص به فيصل جواد، يُعد الأول الذي يشرف على تصويره مدير المكتب الإعلامي لحكومة الفجيرة، الزميل جمال آدم، الذي ينتقل عبره من مهام رصد العمل بعيون صحافية، كما كان في الجزء الأول، إلى أسرة صناعته، وهي التجربة التي وصفها بـ«المثيرة»، مضيفاً «كان وجودي في الجزء الأول من باب الرصد الصحافي في المقام الأول، لكنني أخوض الآن تجربة مختلفة مع (أرى الإمارات) التي أشرف بتولي إدارتها، ومن حسن الطالع أن يكون عمل بهذه الضخامة الإنتاجية والجودة الفنية (القياضة 2)، هو باكورة المشوار الجديد».

الضنحاني: لا نلعب بالنار

رفض صاحب قصة وأشعار «القياضة»، محمد سعيد الضنحاني، توصيف اللجوء لإنتاج جزء ثان من المسلسل بمثابة «لعب بالنار»، من وجهة نظر نقدية تتعلق بكون هذا النمط من المسلسلات بمثابة «فخ» تقليدي سبق وأن وقع فيه العديد من الأعمال الأخرى.

وأوضح «لم نقم بمطّ الأحداث أو تطويلها من أجل صناعة جزء ثانٍ، بل حسب تسلسل الأحداث فإن المسار الدرامي يتيح ويفرض ذلك، فالحكاية التي بدأت في الجزء الأول، لم تنتهِ بنهاية أحداثه، ولاتزال هناك خيوط ممتدة لم تستجمع بعد». وعن سبب غياب المسلسل العام الماضي، وما إذا كان من الأفضل أن يتابع الجمهور العمل في عامين متتاليين، قال «انشغلت (أرى الإمارات) العام الماضي بإنتاج مسلسل ضخم كان محالاً أن يجاوره بالفترة ذاتها عمل آخر، وهو (وش رجعك)، في حين أن الرؤية للجزء الثاني فضلاً عن قرار إنتاجه، كانا جاهزين بمجرد الانتهاء من الجزء الأول».

حسن رجب: لست بديلاً لسيف الغانم

قال الفنان حسن رجب إنه لم يتردد في قبول دور الشيخ «أبوسليمان» الشخص الذي يهيمن معنوياً على المكان، بعد اعتذار الفنان سيف الغانم الذي أدى الشخصية نفسها في الجزء الأول، لأسباب تتعلق به، مؤكداً أن ترشيح ممثل آخر للعمل لا يؤخذ بهذه الحساسية الموجودة في بيئات الدراما الأخرى، عندما يتعلق الأمر بالدراما الإماراتية.

وأضاف رجب لـ«الإمارات اليوم»: «سيف الغانم أحد أصدقائي المقربين في الوسط الفني، وشخصياً أرى أنه أبدع في الجزء الأول، على الرغم من أنني لم أتابع جميع الحلقات، لكنني في كل الأحوال سأسعى إلى تقديم شخصية (أبوسليمان) وفق ملامحها النفسية الموجودة في النص، من خلال تفاعلي معها».

وتابع «أميل من دون شك للأدوار الكوميدية، لكنني كممثل محترف مستعد دوماً لتقديم جميع أنماط الدراما، بما فيها التراجيدية، على النحو الذي أخوضه في (القياضة 2)، لا سيما أن (أبوسليمان) يواجه معضلتين عبر عالم خارجي مع أهل المكان، وعالم داخلي في أسرته المملوءة بالمشكلات».

الإمارات اليوم في

05.02.2015

 
 

عراقيون ينهون قطيعتهم للسينما ويطالبون بصالات عرض مناسبة

أكبر دورة تنطلق في بغداد لعرض 33 فيلمًا عراقيًّا طويلاً وقصيرًا

بغداد: أفراح شوقي

بعد ترقب وجدل طويلين رافقا مراحل إنتاجها وتأجيل موعد عرضها أكثر من مرة، انطلقت في بغداد أكبر دورة سينمائية لعرض 33 فيلما سينمائيا طويلا وقصيرا تتنوع بين الروائية والوثائقية، أنتجتها وزارة الثقافة العراقية خلال العامين الماضيين بتكاليف إنتاجية ضخمة، وذلك ضمن مشروع «بغداد عاصمة للثقافة العربية» عام 2013، بواقع عرضين في صباح يومي الاثنين والأربعاء من كل أسبوع على قاعة المسرح الوطني في العاصمة بغداد.

العروض السينمائية التي بدأت في 12 يناير (كانون الثاني) الماضي وتنتهي يوم 11 مارس (آذار) المقبل وصفت بأنها استطاعت نسف القطيعة التي امتدت لعقود بين ماكينة السينما العراقية ونظيرتها في المنطقة والعالم، لكنها مع ذلك لم تشهد حضورا كبيرا من الجمهور بعد انطلاقتها في أول الأمر لتعارضها مع فترات العمل في المؤسسات الرسمية، حيث خصص ضمن الجدول المعد كل يومي اثنين وأربعاء عرض فيلمين، قصير وطويل، تلي ذلك جلسة نقدية بحضور أحد المختصين لتقديم ورقة نقدية بعدها يفتح المجال للمداخلات والحوارات.

دائرة السينما والمسرح بررت تأخير عرض تلك الأفلام «بعدم إمكانية عرضها ضمن مهرجان سينمائي عربي ودولي بسبب تأخر إقرار الموازنة العراقية، لذلك تم استبدال المهرجان بهذا العرض الدوري للأفلام العراقية المنجزة، وبسبب عدم وجود صالة عرض سينمائية صالحة فقد جرت الاستعانة بقاعة المسرح الوطني العراقي، الأمر الذي أثر على جودة تلك العروض، التي أراد لها منظموها أن تكون ردا صريحا وواضحا على أعداء السلام والحرية الذين يريدون لمظاهر الحياة في بغداد أن تموت».

يقول الناقد السينمائي مهدي عباس، ومدير الجلسات النقدية المقامة على هامش العروض السينمائية، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «حتى اليوم جرى عرض عشرة أفلام، خمسة قصيرة وخمسة طويلة، برز من بينها فيلمان فقط نالا استحسان الجمهور والسينمائيين، وهما (صمت الراعي) لرعد مشتت، و(بحيرة الوجع) لجلال كامل، أما الأفلام الباقية فكانت بها مشاكل عديدة لقربها للتلفزيون منه للسينما وغيرها».

وعن رؤيته النقدية للأفلام والعروض بشكل عام، قال عباس «أكيد كل تجربة فيها مساوئها وإيجابياتها، وتجربة أفلام بغداد عاصمة الثقافة العربية أضافت كما كبيرا للسينما العراقية كان الجيد منه قليلا لكنه أسهم في تحريك عجلة السينما وشغل السينمائيين وقدم لنا على الأقل خمسة أو ستة أفلام مهمة نتباهى بها».

وأكد عباس أن «هناك ثلاثة أفلام روائية طويلة لم تجهز للعرض هي فيلم محمد شكري جميل (المسرات والأوجاع)، وفيلم فاروق داود (وداعا نينوى)، وفيلم ثائر الحاج (يوسف الحصان)». ولم تكن الأفلام العراقية المنتجة بعيدة عن الهم والوجع العراقي، فقد جسدت فكرة فيلم «أحلام اليقظة» للمخرج صلاح كرم رحلة حافلة تحمل مواطنين عراقيين يودون مغادرة بلدهم باتجاه سوريا بسبب أحداث الإرهاب الطائفي. فيما جسد فيلم «بحيرة الوجع» للمخرج العراقي جلال كامل الألم العراقي، والتنقل بين مساحات القهر وتحدي الظروف الصعبة بسبب ما فرضه العنف والإرهاب الأعمى على البلاد من تهجير وتكفير، وهو ما أثار إعجاب الجمهور الذي صفق كثيرا للعمل، وعده مختصون بأنه الفيلم الذي يبشر بولادة جديدة لنهج الأفلام العراقية، وهو يدعو للحب والسلام ضد العنف والموت من خلال أحداث وشخصيات جمعت بين الرمز والواقع، بأداء تمثيلي مبهر من الفنانة سناء عبد الرحمن والفنان مازن محمد مصطفى والوجه الواعد همسة.

بدوره، أكد الإعلامي والناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «منذ الإعلان عن إنتاج مجموعة من الأفلام السينمائية بأنواعها الروائية والوثائقية، القصيرة والطويلة منها، أثارت جدلا كبيرا إزاءها، وسببه هو كفاءة المخرجين الذين منحوا أموالا طائلة لإنتاج أفلام سينمائية، مقابل الاعتراض على بعض الأسماء، إضافة لعدم إعطاء الفرصة للمخرجين الشباب». وأكد عباس أن «عرض تلك الأفلام بمثابة المحك الذي يمكننا من أن نحكم على جدارتها أو فشلها، كما أنها ستمنح مخرجيها التقييم الذي يناسب ما قدموه».

جمهور العرض السينمائي شكا من طريقة عرض الفيلم في صالة مخصصة أصلا للأعمال المسرحية، مما أثر على جودة الأفلام، وطالبوا في أحاديثهم لـ«الشرق الأوسط» بأن تهتم الحكومة الجديدة بإعادة الحياة إلى صالات السينما المهجورة في بغداد والتي غيبت بعد أن شهدت أوج شهرتها في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.

يقول أحمد المختار، أحد طلبة كلية الفنون الجميلة، قسم السينما «كنا نأمل أن تكون هناك صالات عرض مناسبة تستوعب الأموال التي صرفت على إنتاج مثل هذه الأفلام لئلا تبقى بعيدة عن العوائل العراقية». فيما لفتت المخرجة الشابة ازل الفهداوي، خلال حضورها العرض، إلى «أهمية أن تكون تلك العروض دورية وفي أوقات مسائية ليتسنى للعوائل البغدادية ارتيادها والمواظبة عليها كأحد أهم طقوسها الأسبوعية».

افتتاح أول قاعة لسينما الأبعاد الرباعية في بريطانيا

مقاعد متحركة ورياح ومياه وفقاعات لدمج المشاهد في الحدث

لندن: «الشرق الأوسط»

عشاق السينما على موعد مع تجربة سينمائية جديدة تقربهم من الفيلم السينمائي المعروض أمامهم تستغل جميع الحواس مثل السمع والشم واللمس؛ فقد بدأت دار سينما سينوورلد في ميلتون كيننز بوسط إنجلترا في عرض أول فيلم بتقنية البعد الرابع هذا الأسبوع لتفتح الباب أمام الجمهور لمعاينة التقنية الحديثة.

دخلت التقنية بريطانيا بعد 6 سنوات من اختراعها في كوريا الجنوبية.

وقامت «سينوورلد» بعرض فيلم «كينغزمان.. الخدمة السرية» لمجموعة من المشاهدين المدعوين واستخدمت قاعة سينما خاصة بها مقاعد متحركة واستخدمت مؤثرات خاصة مثل الرياح ورذاذ الماء والفقاعات والبرق والضباب لدمج المتفرج في المشاهد التي يتابعها، بحيث يشعر بأنه جزء من الحدث.

وستبث روائح مختلفة لتتلاءم مع أحداث الفيلم منها رائحة القهوة أو البارود كما تقوم فرش صغيرة مثبتة أسفل المقاعد بدغدغة سيقان المتفرجين لنقلهم لجو الفيلم الدرامي أمامهم. وتجهز المقاعد أيضا برشاشات ماء لإطلاق الرذاذ على المتفرجين لمحاكاة المطر كما تقوم مراوح ضخمة بإصدار موجات من الهواء لتصاحب مشاهد الرياح والأعاصير.

وكانت أول دار سينما بتقنية الأبعاد الرباعية قد افتتحت في سيول بكوريا في عام 2009 حيث عرضت الفيلم العالمي «أفتار» للمخرج جيمس كاميرون، وهو الفيلم الذي عرض بتقنية الأبعاد الثلاثية في مدن العالم. وفي الولايات المتحدة افتتحت أول دار عرض تقدم التقنية العام الماضي في لوس أنجليس.

ومنذ ذلك الوقت أدخلت تقنية البعد الرابع في 150 دار عرض في أكثر من 30 دولة منها الصين وفيتنام وتايلاند والمكسيك، وتأمل الشركة المطورة للتقنية أن يصل عدد الصالات التي تستخدمها إلى 1000 قاعة عرض بنهاية العام المقبل.

ورغم أن الكثيرين سيستقبلون التقنية الجديدة بانبهار وترحيب فإن البعض ممن خاض التجربة في عرض فيلم «قراصنة الكاريبي» قد شكوا من حالة غثيان من حركة المقعد أو من البلل بعد التعرض لرشاشات الماء. كما ذكرت تقارير أن بعض المشاهدين تعرضوا لاضطرابات في السمع وشعور بالغثيان بعد مشاهدة فيلم «المتحولون» حيث كانت الرائحة السائدة هي رائحة المطاط المحترق والمتفجرات.

أما الشركة المنتجة فتقول إن التقنية الجديدة تخرج بالسينما التقليدية من ثوبها وتجعلها تتحرر من قيودها. وجاء في بيانها: «تقنية البعد الرابع خطوة قادمة في تطور تجربة مشاهدة الأفلام السينمائية، فهي تأخذ المشاهدين في رحلة تغمسهم داخل أحداث الفيلم».

وقد استغرق تطوير قاعة العرض بميلتون كينز 5 أشهر، وهي تسع 140 مشاهدا، بالإضافة إلى شاشة مقوسة أبعادها 5.8 متر في 10.5 متر، أي أضخم من الحافلة ذات الطابقين التي تشتهر بها بريطانيا.

وقد حصلت سينما الأبعاد الرباعية مؤخرا على جائزة «اختراع السينما للعام». ورغم أن سينما الأبعاد الثلاثية اعتبرت بدعة لزيادة الأرباح، فإنه من المتوقع أن تنجح سينما الأبعاد الرباعية في الانتشار.

الشرق الأوسط في

05.02.2015

 
 

المغرب: محمد برادة يترأس لجنة المهرجان الوطني للفيلم

الدار البيضاء - خديجة الفتحي

أعلن المركز السينمائي المغربي، الأربعاء، عن تشكيلة لجنتي تحكيم المسابقة الرسمية للدورة 16 للمهرجان السينمائي الوطني للفيلم، المزمع تنظيمها بطنجة من 20 إلى 28 فبراير الحالي.

وسيترأس الروائي والناقد الأدبي، محمد برادة، لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة السباعية الأعضاء، وسيساعده في هذه المهمة كل من الناقد السينمائي مصطفى المسناوي، والموضب علال السهبي، والصحافي ومدير الإنتاج الدرامي بالقناة الثانية نجيب الرفايف، والمدير المركزي للإنتاج والبرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة العلمي الخلوفي، والمطربة كريمة الصقلي، والفنانة التشكيلية أحلام المسفر.

وستتركز مهمة هذه اللجنة الأولى على مشاهدة ومناقشة 15 فيلماً طويلاً من أجل توزيع 13 جائزة، موزعة على الجائزة الكبرى، والجائزة الخاصة للجنة التحكيم، وجائزة أول عمل، وجائزة السيناريو، وجائزة أول دور نسائي، وأول دور رجالي، ثم جائزة ثاني دور نسائي وثاني دور رجال، وجائزة الصوت، وجائزة التصوير، جائزة المونتاج، ثم جائزة الموسيقى الأصلية.

أما الأفلام المتبارية على هذه الجوائز فهي الوثائقي "ريف 58 – 59 : لنكسر جدار الصمت" لطارق الإدريسي، والأعمال الروائية "الأوراق الميتة" ليونس الركاب، و"جوق العميين" لمحمد مفتكر، و"نصف سماء" لعبد القادر لقطع، و"رهان مثير" لمحمد كغاط، و"إطار الليل" لطالا حديد، و"كاريانبوليود" لياسين فنان، و"الحمالة" لسعيد الناصري، و"الفروج" لعبد الله توكونة (فركوس)، و"أكادير إكسبريس" ليوسف فاضل، و"عايدة" لإدريس المريني، و"الوشاح الأحمر" لمحمد اليونسي، و "الشعيبية" ليوسف بريطل و"دالاس" لمحمد علي المجبود، و"خنيفيسة الرماد" لسناء عكرود.

وسيترأس الصحافي والروائي وكاتب السيناريو، محمد العروسي، لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، الخماسية الأعضاء، وسيساعده على اختيار الأفلام المستحقة للجوائز الثلاث المخصصة لهذا النوع من الأفلام (الجائزة الكبرى، جائزة لجنة التحكيم الخاصة، جائزة السيناريو) أعضاء آخرون هم الجامعي والباحث السينمائي حميد العيدوني، والممثلة والمخرجة المسرحية أسماء الهوري، ومديرة قطب التسويق بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بيسان خيرات، والسينوغرافية والأستاذة الجامعية مجدولين العلمي .

العربية نت في

05.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)