كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

صناع النجوم وجدوا من يتذكرهم ولو على استحياء!

نيويورك ـ بلال فضل (التقرير)

 

بعد أن حمي وطيس موسم توزيع الجوائز على كبار نجوم هوليوود، بانتهاء توزيع جوائز جولدن جلوب واتحاد ممثلي هوليود ونقاد السينما الأمريكان، ومع استعداد الكل لقدوم جوائز الأوسكار هذا الشهر، سينتظر المغامير الذين يقومون بصناعة النجوم طويلًا، حتى يحل أوان تكريمهم في شهر سبتمبر القادم بعد انتهاء موسم الجوائز بتوزيع جوائز إيمي للأعمال التلفزيونية، ليحصلوا هم أيضًا على جوائز تعترف بفضلهم وتقدره، وهي جوائز لن ينقص من قدرها أنها معنوية أو رمزية، فأن تحصل على فتات التكريم خير من أن يتواصل تجاهلك الأليم.

غالبًا يكون أقصى ما يحصل عليه الذين يقومون بصناعة النجوم من مدربي تمثيل وإلقاء ورقص وغناء من تكريم، هو تلك الكلمات اللطيفة العابرة التي ربما يلقيها بعض النجوم عند حصولهم على الجوائز مثنين على ما قدمه لهم مدربوهم من مساعدة، أو متذكرين أول شخص فتح لهم أبواب الفرصة ليخطوا أولى خطواتهم نحو النجومية، وفيما عدا ذلك لم يكن هناك سعي حقيقي لتكريم صناع النجوم ولو من خلال منافسة يخوضونها على جوائز كالتي ينالها النجوم.

كان يمكن أن يستمر ذلك الوضع المجحف إلى الأبد، لولا تلك المبادرة الطيبة التي اتخذتها مجلة (باك ستيج) الفنية المتخصصة، والتي قامت قبل سنوات بالإعلان عن جوائز تقدم لصناع النجوم في كل من مدينتي نيويورك ولوس أنجلوس قطبي الفن في الولايات المتحدة، يقوم باختيار الفائزين فيها جمهور المجلة وأغلبه من الباحثين عن فرصة في السينما والمسرح والتلفزيون والغناء، حيث تقدم لهم المجلة في أعدادها موضوعات متخصصة لمساعدتهم في اتخاذ خطواتهم الفنية الأولى، بالإضافة إلى تقديمها أبوابًا إعلانية تمثل حلقة وصل بينهم وبين الباحثين عن المواهب الجديدة، وهو ما يجعل من جمهورها الحكم الأهم والأصدق في جائزة كهذه.

الغريب أن حظ هذه الجائزة لم يكن جيدًا، حيث توقفت مراسمها في العام قبل الماضي؛ لأنها لم تجد الاهتمام الكافي في عالم يخطف فيه الأضواء من يتصدرون المشهد وليس من يساعدهم على تصدره، لكن الجائزة عادت في العام الماضي وشارك فيها عدد كبير من جمهور المجلة بحماس، ولاقت اهتمامًا إعلاميًا أفضل على الأقل، وبدأت تراود القائمين على الجائزة آمال في أن تحظى بدعم كبار النجوم، ليصبح في مقدورهم في يوم من الأيام أن يقدموها في حفل تغطيه وسائل الإعلام الرئيسة، لإلقاء الضوء على آليات صناعة النجوم التي تغذي هذا الكم الضخم من الأعمال الفنية المتنوعة التي يشاهدها الملايين حول العالم.

توقفت من بين تجارب الفائزين في العام الماضي، عند تجربة تشامبرز ستيفنز الذي فاز بترشيحات قراء المجلة له في خمسة فروع من أفرع الجائزة، وهو ما يكشف غزارة نشاطه حيث يقوم بالتدريب على تقنيات تجارب الأداء التي يتقدم لها الممثلون قبل حصولهم على الأدوار، ويقوم أيضًا بتدريب الأطفال على التمثيل، ويكتب في تقنيات التمثيل، والجديد بالنسبة لي أنه يقوم بتدريب الممثلين على أداء المونولوجات، وهو مصطلح يرتبط لدينا دائمًا بكلمة المونولوجوست الذي يقدم الغناء الفكاهي والنكت، لكنه طبقًا للتعريف الحرفي يعني (الخطاب الأحادي) حيث يقف الممثل على المسرح أو أمام الكاميرا متحدثًا بمفرده كأنه يتحدث مع نفسه، فيتمكن من خلال ما يقوله من التعبير عن حالات شعورية مختلفة تبرز إمكانياته وموهبته.

يقول تشامبرز إن ما دفعه للتخصص في هذا المجال هو تجربته في العمل في مهنة مدير الكاستنج (اختيار الممثلين للأدوار)، وهي مهنة لا يقوم بها المخرج أو مساعدوه كما يحدث لدينا في السينما العربية غالبًا، بل يوجد لها مخرج متخصص يوضع اسمه على التيتر منفردًا تأكيدًا على أهميته، وأنه لاحظ أن أغلب الممثلين الشباب عندما يقفون في جلسات اختيار الأدوار يلجئون لتمثيل مشاهد شهيرة سواء كانت مسرحية أو سينمائية، ولذلك لا يوفقون في التعبير عن أنفسهم وإبراز مواهبهم.

 ومن هنا قرر أن يدرب هؤلاء على إجادة فن التعبير عن أنفسهم من خلال مونولوجات يكتبونها بأنفسهم لتصل إمكانياتهم الحقيقية بشكل كامل لمن يفكر في اختيار الأدوار، وهو ما يؤكد عليه أيضًا ديفيد نيوار الذي فاز بالجائزة أيضًا بسبب تميزه في التدريب على المونولوج في نيويورك، حيث يصف المونولوج بأنه أصعب ما يمكن على الفنان عمله؛ لأنك يجب أن تشعر من يشاهدك بأنك لم تبدأ من نقطة محددة بل إنك تحدثت بشكل تلقائي للتعريف عن نفسك، مؤكدًا أن دوره كمدرب لا يعني أبدًا أنه يختار للفنان شخصيته، بل يساعده فقط على إظهارها للناس دون تشويش.

لفت انتباهي أن من بين الفائزين أيضًا مركز متخصص له فرعان في نيويورك ولوس أنجلوس أيضًا، يقوم بمساعدة الممثلين الذين بدأوا طريقهم الفني بالفعل على تطوير أدائهم خصوصًا عندما تأتيهم أدوار تتطلب مجهودات خاصة إضافية، ولأن الممثل في المجتمعات المتقدمة فنيًا لا يتعامل مع نفسه بوصفه ملهمًا يهبط عليه الفن من السماء مباشرة دون مجهود، لن تستغرب كيف يلتحق بهذا المركز فنانون مشهورون حصلوا على جوائز الأوسكار أشهر جوائز فن التمثيل، في نفس الوقت الذي يدرس في نفس المركز فنانون لم يحصلوا إلا على أدوار صغيرة ويرغبون في تحسين أدائهم ليحصلوا على أدوار أفضل.

أسعدني أيضًا أن يكون من بين الفائزين مكتبة، هي مكتبة الدراما التي يعرفها كل المهتمين بالدراما وفنونها في نيويورك، والتي تقع غرب الشارع 40 في قلب منطقة مانهاتن، كنت قد قرأت كثيرًا عنها قبل أن أزور نيويورك، وتصورت أنها مكتبة شديدة الضخامة، واندهشت عندما زرتها ولم أجدها ضخمة المساحة، لكنني انبهرت بتنظيمها وموسوعية العاملين فيها، وقدرتهم على توفير كل ما ترغب فيه إن لم يكن موجودًا لديهم وقت زيارتك، بالإضافة إلى أنها تحولت إلى مركز إشعاع ثقافي فيما يخص فنون الدراما، حيث تنظم من حين لآخر لقاءات مع أبرز الفنانين الناجحين في مجالات المسرح والسينما والتلفزيون، وتبيع تذاكر مخفضة للراغبين في حضور أهم عروض مسارح برودواي.

المؤسف أنك لا تستطيع أن تحلم بوجود جوائز كهذه في بلادنا العربية؛ لأنه لا توجد لدينا مؤسسات لصناعة النجوم، فالأمر كله معتمد على تجارب شخصية، إما يتحمل مسؤوليتها الفنان الذي يظل يطارد حلمه حتى يصل إلى النجومية بعد أن ينجح في عمل فني، أو منتج ما اقتنع به وقرر دعمه، أو مخرج رأى أنه الأنسب لتقديم عمله، ويندر أن تجد من يصل إلى النجومية خارج هذه الدوائر حتى لو كان خريجًا من المعاهد الفنية المتخصصة التي كان يفترض أن تكون هي المنفذ الأهم والأبرز لتصدير نجوم جدد في كافة المجالات الفنية، وأقول كان لأن الأمر لم يعد كذلك في الغالب الأعم.

صحيح أن هناك تجارب فردية شهدها الوسط الفني في مصر مثلًا خلال السنوات الأخيرة، حاول من أقاموها المساهمة في صناعة نجوم المستقبل عبر مناهج إعداد أكاديمية وعملية، ربما كان أشهرها تجربة مدرب التمثيل محمد عبد الهادي التي لمعت لفترة ثم خفت بريقها، وتجربة المخرج الكبير رأفت الميهي في عمل أكاديمية فنية في استديو جلال، لكن هذه التجارب وغيرها ينطبق عليها مثل “الشاطرة تغزل برجل حمار”، وهو ما لا ينفي عنها الشطارة، لكنه أيضًا لا ينفي أن وجود رجل الحمار في الصورة لا يجعلها براقة إطلاقًا.

السينمائيون المستقلون”.. أول مكاسب “المواطن الصحفي” بعد ثورة 2011

عادل القاضي – التقرير

تعوض فساد السينما وأبطالها شبان وأفلامها 15 دقيقة بتكلفة زهيدة

تجربة جديدة، بدأها عدد من الشباب السينمائيين، تمثلت في عرض أفلام منتجة بإمكانيات بسيطة وعبر التصوير الديجيتال، بدأت تنتشر في مصر عقب ثورة 2011، مع تنامي ظاهرة قيام الشباب بتصوير الأحداث المختلفة للثورة وما تبعها من تعاظم التصوير الخاص، الذي انتقل لإنتاج أفلام قصيرة تعرض مجانًا؛ وتلقت استحسان العديد من رواد العروض الجديدة، وأغلبهم من الشباب.

التجربة بدأها كيان جديد يدعى “جمعية السينمائيين المستقلين”، وهي كيان ناشئ لا يتجاوز عمره عامًا واحدًا، لكنه استطاع جذب الانتباه لأعمال شبان لا تتجاوز أعمارهم 25 عامًا والترويج لها داخل مصر وخارجها. وهي جمعية انطلقت 16 نوفمبر الماضي، كأول جمعية تضم السينمائيين المستقلين، وبدأت عروضها في فبراير الجاري وسط استحسان للأفلام المعروضة.

ويرى نقاد وخبراء سياسيون أن تجربة السينمائيين المستقلين بمثابة أول مكاسب تنامي ظاهرة “المواطن الصحفي”، التي ظهرت قبل ثورة 25 يناير 2011، ولعبت دورًا في توثيق أحداث الثورة؛ عبر الصورة والأفلام القصيرة، ثم تطورت لقيام شبان بإنتاج أفلام قصيرة بإمكانيات ضعيفة وعرضها بأفكار جديدة، ساعدت على إقبال الشباب عليها.

حيث تأسست الجمعية غير الهادفة للربح، في مارس 2014، بغرض جمع السينمائيين المستقلين والعاملين في الأفلام القصيرة، سواء التسجيلية أو الروائية؛ تحت مظلة واحدة، وتعريف بعضهم ببعض، والبحث عن فرص لعرض الأفلام وتسويقها جماهيريًا.

ودعت جمعية السينمائيين المستقلين لحضور عروض الأسبوع الأول لشهر فبراير، بقصر ثقافة السينما بجاردن سيتي، والذي يعرض من خلاله ثلاثة أفلام قصيرة: “شيرذاد، زيارة، فلوماستر أحمر”، منذ أمس الاثنين 2 فبراير؛ والدخول بدون تذاكر.

وجذب العرض، الذي جرى أمس، لأفلام مستقلة قصيرة، من صنع شبان في بداية مشوارهم الفني؛ جمهورًا كبيرًا في القاهرة، في إشارة إلى مدى تقبل المشاهدين لهذا التوجه السينمائي الآخذ في التصاعد في مصر خلال السنوات القليلة الماضية.

حيث ساهم توثيق كثير من الشبان للأحداث المختلفة التي شهدتها مصر منذ سقوط نظام حسني مبارك، في 2011، إضافة لتعثر الإنتاج السينمائي الكبير، بسبب الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية؛ في تنامي الشغف بالتصوير الرقمي “الديجيتال”.

ويطلق مصطلح “السينما المستقلة” على الأفلام المنتجة بميزانيات قليلة وأبسط الإمكانيات، بعيدًا عن شركات الإنتاج الكبيرة العاملة بالمجال الفني.

وفتح قصر السينما، التابع لوزارة الثقافة، أبوابه لعرض أفلام مثل: “شيرزاد”، و”فلوماستر أحمر”، و”الزيارة”، و”آخر النهار”، و”حصالة”، و”الحرامي”، و”وطن لكن مرسوم”.

ونال فيلم “شيرزاد”، للمخرج أحمد نجم وبطولة الممثلة بتول الحداد؛ استحسان المشاهدين، الذين تراوحت أعمارهم بين 10 أعوام وأكثر من 60 عامًا، وصفقوا طويلًا بعد عرضه. وهو فيلم مدته 15 دقيقة، وتكلف 15 ألف جنية فقط، ويدور حول فتاة فقدت أمها لحظة ميلادها وتعاني أشكال ضغط مختلفة وسط أسرة ذكورية تضم أربعة أشقاء إضافة للأب، وعرض الفيلم من قبل في مهرجان فيلنج في اسكتلندا ومهرجان بورسعيد السينمائي.

وقال المخرج هيثم عبد الحميد، رئيس الجمعية، إن: “الفكرة بدأت من بعض الأعضاء المؤسسين، الذين كانوا يبحثون عن أماكن لعرض أفلامهم ومن بينها قصور الثقافة، لكن واجهتهم عقبة أن القانون ينص على أن الجهات الحكومية لا تتعامل مع أفراد بل جمعيات أهلية أو مؤسسات رسمية؛ ومن هنا قررنا تأسيس الجمعية“.

ويقول: “إنه لا يشترط أن يكون صناع الفيلم من أعضاء الجمعية حتى نتبنى البحث عن أماكن عرض لهم أو إشراكهم في مهرجانات سينمائية. الجمعية تقوم بذلك مجانًا“.

السينما القديمة والجديدة

وركزت السينما المصرية التقليدية، ما قبل ثورة 2011، على التعبير عن أنظمة الحكم المتعاقبة، ولكنها اهتمت أيضًا برصد قضاياه الحيوية المتمثلة في: الفقر ومشكلات المهمشين في المجتمع ومشكلات المرأة وقضايا الشباب ومشكلات الإسكان وقضايا المخدرات وقضايا الشرف وقضية الإنجاب ومشكلات الأسرة وقضايا الإقطاع وفساد القطاع العام والتطرف الديني.

أيضًا تناولت السينما المصرية التقليدية العديد من قضايا المجتمع المصري الاجتماعية، وأيضاً العديد من القضايا السياسية التي شهدها المجتمع على طول تاريخه المعاصر، منذ فترة ما قبل ثورة يوليو عام 1952 وحتى ثورة يناير 2011؛ مثل قضايا: الاحتلال الأجنبي والاستعمار، الأحزاب السياسية وقضية الديمقراطية، البوليس السياسي والمباحث العامة وأمن الدولة، التعبير عن الرأي وحرية الإبداع، مراكز القوى، الجاسوسية والتخابر مع الجهات الأجنبية، النقابات العمالية والمهنية، ممارسة الحقوق السياسية، قضية حق المواطنة وحرية العقيدة، وغيرها من القضايا التي تتصدى لها السلطة الحاكمة؛ إما بالحل أو بالمواجهة مع خصومها، وفق أيديولوجيتها ومصالحها، بغض النظر عن نتائج الصدام بينها وبين الجماهير التي تدافع عن حقوقها ومطالبها المشروعة، ما أنتج العديد من الظواهر السينمائية، الإيجابية والسلبية، خلال حقب حكم عبد الناصر والسادات ومبارك.

إلا أن السينما التقليدية شهدت عشوائية وتخبطًا عقب ثورة يناير، ولجأ القليل من المنتجين لإنتاج أفلام عن الثورة، تبين قمع الشرطة وما جرى في ميدان التحرير؛ أبرزها فيلم “حظ سعيد”، الذي قام ببطولته الممثل أحمد عيد الذي شارك في ثورة 25 يناير ونزل في مظاهراتها، ولكنه رفض انقلاب الثالث من يوليو ضمنًا؛ ما دفع صحفًا لاتهامه بأنه مقرب من الإخوان.

ودارت أحداث الفيلم حول شخصية “سعيد”، أحمد عيد، الذي يسعى جاهدًا لإتمام زواجه من فتاة أحلامه، ويقدم طلبًا للحصول على شقة ضمن أحد مشروعات الشاب قبل الثورة، ولكن وبعد الحصول على الموافقة؛ يفاجأ بأحداث ثورة 25 يناير وانخراطه فيها من حيث لا يدري، وهو ما يمنعه من استلامها.

ويبدأ معاناته في محاولة إنقاذ شقيقته وفاء من الاستمرار ضمن صفوف الثوار بميدان التحرير، إلا أنه يفاجأ بنفسه وسط تلك الصفوف ويتعرض للضرب من الشرطة، التي تعتقد أنه من الثوار، وتتوالى الأحداث مع نزول الجيش للشوارع ومحاكمة مبارك ونجليه ونظامه السابق؛ حتى يتمكن سعيد من الزواج وإنجاب ثلاثة أولاد، أفكارهم مختلفة ما بين الليبرالي “حمزاوي”، والسلفي “بكار”، والإخواني “بديع”، إشارة إلى تقسيم مصر.

ولكن منتجي السينما المصرية لم يهتموا بإنتاج أفلام عن الثورة، وركزوا على أفلام المقاولات الضعيفة، التي تركز على الغرائز؛ بسبب العزوف عن السينما لأسباب سياسية وغلق الكثير من السينمات أبوابها. واستمر هذا التوجه، ما دفع كثيرًا من الشباب، الذين ظهروا مع الثورة وأبدعوا في تصوير كل شيء عنها، يتجهون للأفلام القصيرة التي لا تحتاج لتكاليف كبيرة؛ حتى تطور الأمر لإنتاج أفلام اجتماعية.

ويرجع د.أحمد عبد الله، الخبير الاجتماعي والنفسي، هذه الظاهرة؛ إلى فكرة “المواطن الصحفي”، الذي ظهر قبل وبعد الثورة ليوثق بكاميراته أو بكاميرا الموبيل أحداث الثورة، ثم انتقل ليوثق ويصور أشياءً أخرى.

ويقول إنه: “كان هناك اهتمام كبير من قبل جماعات وهيئات ومؤسسات اجتماعية وبحثية غربية برصد وتفسير هذه “المساحات الإعلامية الجديدة”، أو الظاهرة الشبابية الخاصة بالإبداع الشبابي واستخدامات الهاتف الخلوي والمدونات بين الشباب؛ بغرض التواصل الحضاري بين الشرق والغرب، واستشراف أشكال المستقبل العربي في ظل هذه المساحات الجديدة”.

ويشير “عبد الله” إلى أن هذه الثورة المعلوماتية جعلت كل مواطن يحمل كاميرا محمول عادية، بمثابة مواطن أو مخبر صحفي، كانت لديه القدرة على فضح أي تجاوزات أمنية أو سياسية أو اجتماعية، بل وبثها عبر الإنترنت بالصوت والصورة، وأن الصورة هنا هي معيار المصداقية الجديد الذي يصعب تكذيبه، وأن هذا الأمر تطور مستقبلًا، مع توالي كشف تكنولوجيا اتصالات حديثة، وأنه أشبه ما يكون بثورة صناعية جديدة؛ مع ما يترتب على هذه الثورة الثانية مثل الثورة الأولى من تداعيات اجتماعية وسياسية، وسينمائية أيضًا.

في ذكراها الأربعين.. كوكب الشرق لا تغيب

أفنان فهيد – التقرير

وكانت صيحة الملايين.. الوداع يا ست! “الوداع يا ثومة”

هكذا كتبت الصحف الرسمية في الثالث من فبراير عام 1975. عندما فارقت “أم كلثوم” الحياة، وفي الثالث من فبراير لهذا العام تكون قد غابت عنّا كوكب الشرق مدة أربعين عامًا. وإن كانت فارقتها بشكل جزئي، فـ”أم كلثوم” التي نعرفها بقيت كما هي في آذان وعيون محبيها، تغني وتشدو “غلبت أصالح“، “أنت عمري“، “فات الميعاد” وغيرها. فقط، لم تعد سيدة الغناء قادرة على تقديم المزيد، هذا هو الموت الجزئي.

حفرت “أم كلثوم” اسمها على حجر صلب، حفر غائر لم تستطع السنوات أن تمحيه. ظلت يعرفها الصغير قبل الكبير، ونشأ على صوتها أجيال ولدوا بعد وفاتها.

“أم كلثوم” الأسطورة الكاملة، فنشأتها التي لم تكن سهلة وصوتها القوي البديع حقق لها تلك الأسطورة. وحدها “أم كلثوم” تستطيع الغناء في مسرح ضخم ويسمعها الجمهور بأكلمه دون الحاجة لميكروفون! فتلك الميكروفونات التي نراها في حفلاتها كانت للتسجيل الإذاعي فقط. وحدها “أم كلثوم” التي كانت تغني من الحجاب الحاجز لا من الرئتين.

لم يجار أحد قوة صوت “أم كلثوم” أو قاربها إلا “أسمهان“، والتي توفت في مقتبل عمرها، ولم يسمح لها الزمن برسم نفس الأسطورة لنفسها.

كتب الصحفي والمؤرخ الفني “محمد عوض” كتابًا عن “أم كلثوم” أسماه “أم كلثوم التي لا يعرفها أحد“. نصف الكتاب الأول تحكي “أم كلثوم” عن نفسها، وطفولتها ونشأتها، وكيف أنها لم تحب يومًا الأحاديث الصحفية، ولكن “محمد عوض” أقنعها بضرورة مثل هذا الكتاب ليفسر شخصية الأسطورة التي نقف أمامها. أما نصف الكتاب الثاني فتعقيب من الكاتب نفسه، وصدر الكتاب عن مؤسسة أخبار اليوم.

مرت حياة “أم كلثوم” بأكثر من مرحلة قبل أن تصل إلينا بصورتها التي نعرفها الآن.

مرحلة ترديد الأغاني

بعد تقديم الكاتب، تبدأ “أم كلثوم” في الحديث عن نفسها في فصل بعنوان “قرار من أبي لن نعود إلى القاهرة“. تقول: كنت أغنى بلا إحساس ولا شعور! كانت تردد الأغاني التي تسمعها من أبيها كما يردد التلميذ جدول الضرب. إلى أن سمعت الشيخ “أبو العلا” وعلمها أن تفهم الكلام الذي تغنيه، وتشعر به، وعلى هذا الأساس تغني.

ومن وقتها خرجت علينا “أم كلثوم” التي تغني بكل جوارحها، ويتمايل معها المستمعون.

مرحلة الخروج من القرية إلى القاهرة

سنة 1926، عندما كانت “أم كلثوم” تغني في فرح من أفراح القاهرة، كانت تغني للفقراء في الليلة السابقة لليلة الفرح، في حين أن “صالح أفندي عبد الحي” هو الذي يغني في الليلة الرئيسة؛ ففي القاهرة غناء للأغنياء، وغناء للفقراء.

ما لبثت “أم كلثوم” أن بدأ يذيع صيتها في أنحاء العاصمة، مما ولّد العداء بينها وبين السيدة “منيرة المهدية“، والآخيرة استعملت كل الطرق التي تليق والتي لا تليق لتدمير أسطورة “أم كلثوم” قبل أن تبدأ؛ فبدأت بنشر الشائعات عنها وعن الشيخ “أبو العلا” في مجلات الفن، مما أدى إلى وقوع خلاف بينها وبين أبيها، الذي كان يريد العودة فورًا إلى القرية، إلى أن ثبتت براءة “أم كلثوم” من تلك الشائعات المغرضة.

ظهرت “أم كلثوم” في القاهرة في وقت سادت فيه الأغاني البذيئة والمسفّة التي كانت ترضي الجمهور، ولكن “أم كلثوم” حاولت أن تبتعد عن هذا النوع من الأغاني الرديئة ونجحت.

مرحلة الأسطوانات والحفلات

بعد أن صُنفت “أم كلثوم” على أنها مطربة من الدرجة الثالثة  في مدة قصيرة من بدء مشوارها في القاهرة -مما يعني أن هذا نجاح كبير لمغنية في سنها وفي المدة التي ظهرت فيها- سعدت “أم كلثوم” سعادة بالغة بهذه النتيجة “ليس مهمًا أن أكون مطربة من الدرجة الثالثة، المهم ألا أبقى في الدرجة الثالثة“. بدأت شركات التسجيل في التهافت على الصوت الجديد، وبالفعل بدأت في تسجيل الأغاني الصغيرة أو الطقاطيق كما كانت تسمى في ذلك الوقت.

هنا أول اسطوانة مسجلة لأم كلثوم.

 وذاع صيت “أم كلثوم” أكثر وأكثر؛ إلا أن الربح المادي العائد عليها كان ضئيلًا جدًا، ولكن الربح المعنوي كان كبيرًا، فعُرض عليها أدور في السينما، وبالفعل قبلت بعضها ومنها فيلم “فاطمة” المُنتج عام 1946؛ إلا أن أم كلثوم لم تكمل في مجال التمثيل وفضلت التركيز في الغناء.

مرحلة الرسوخ والوصول للقمة

صارت “أم كلثوم” في صورتها التي نعرفها الآن. الهرم الرابع في مصر والوطن العربي وفي الغرب. نالت العديد من النياشين والأوسمة من مصر ومن باقي الدول العربية، ليس فقط لبلوغها الدرجة الأسطورية في الغناء؛ بل ولجهودها الوطنية، فبعد نكسة 67 قامت أم كلثوم بحفلات في مصر وخارجها وكان عائدها المادي (كله) لإعادة بناء الجيش، وأقامت العديد من المزادات تحت إشرافها والعائد المادي كان للجيش أيضًا، وفي أحد المزادات مسكت حفنة من تراب المنصورة وقالت هذا تراب وطننا ولا يوجد أغلى منه فتهافت عليه المشترون!

العاشق اللي حب واتلوّع ولا طالش

 “أحمد رامي“، كيف نتحدث عن “أم كلثوم” ولا نتحدث عن العشق الأسطوري الذي عانى منه “أحمد رامي“. فأحمد رامي كاتب معظم أغانيها -وخصوصًا المدوّية منها- كان يهيم عشقًا بـ”أم كلثوم“، وسئل أكثر من مرة لماذا لم يطلبها للزواج وكانت إجاباته متنوعة، فمرة يقول: “أنا رجل شرقي وإن تزوجت أم كلثوم فلن أدعها تكمل في الغناء“، ومرة يقول: “إن تزوجت أم كلثوم فلن أكتب لها الأغاني التي أكتبها الآن فكيف أكتب هجرتك لأجل ما أنسى هواك، ونحن نعيش تحت سقف بيت واحد!“.

رغم أنه لم يصارحها يومًا إلا أن الجميع كان يعرف بالحب من طرف واحد الذي غرق فيه “رامي“، ومنهم زوجته التي إذا حضرت حفلة لأم كلثوم تذهب مع صديقاتها لا مع زوجها وإن قابلته هناك لا تتحدث معه ولا كأنها تعرفه! كما أن “رامي” كان لا يغير مكانه أبدًا الكرسي رقم 8 في كل حفلاتها والذي يتيح له أفضل رؤية وسماع للست.

ومن القصص الطريفة أن خصامًا وقع بين “أم كلثوم” و”رامي” فابتعد عنها شهرًا و”أم كلثوم” لم تلق بالًا بالأمر، فكتب إليها: “غلبت أصالح في روحي عشان ما ترضى عليك.. وأنسى سهدي ونوحي ولوعتي بين إيديك” وأرسلها مع أحدهم، وعندما وصلت لأم كلثوم تأثرت من الكلمات ودرجة الحزن التي وصل إليها “رامي” فذهبت إليه وقالت له: “أنت زعلان يا رامي.. طب ما تزعلش حقك عليّا“، فتبخر حزن “رامي” في لحظة واحدة.

الصوت الماسي والوداع الآخير

حافظت “أم كلثوم” على قوة صوتها حتى الرمق الأخير من حياتها وكانت تغني بلا ميكروفونات حتى في حفلاتها الأخيرة، وكانت تجيب طلبات الجماهير في الإعادة عندما يهتفوا: “تاني.. تاني” وتعيد الأغاني مرارًا وتكرارًا، ورغم أن الأغاني نفسها قصيرة إلا أنها كانت تعيدها على آذان السامعين لأكثر من ساعتين للأغنية الواحدة!

ولم تشهد مصر جنازة أكبر ولا أعظم من تلك التي أقيمت لـ”أم كلثوم“. شارك فيها الأغنياء والفقراء، الوزير والغفير، وكل طبقات المجتمع، وجاء من الخارج بعض جمهورها ليُشيعوها في الخامس من فبراير عام 1975، وإن دل ذلك على شيء فيدل على عظمة الشخصية ومحبتها في قلوب جمهورها العظيم.

وُلدت بعد وفاة “أم كلثوم” بعشرين عامًا، إلا أنني لا أستطيع تمالك مشاعري عند مشاهدة جنازتها، ولا فساتينها التي ارتدتها أثناء إقامتها للحفلات في متحفها في قصر المانسترلي بالمنيل في القاهرة، ولا المفكرات التي كتبت فيها الملحوظات بخط يدها. لم أحضر يومًا واحدًا في حياتها، إلا أنني إن سنحت لي الفرصة بركوب آلة الزمن سأعود لسنة من السنوات قبل وفاتها في الخميس الأول من أي شهر لأحضر حفلة من حفلاتها فقط، وأعود لزمني أو أبقى هناك.

التقرير الإلكترونية في

04.02.2015

 
 

محمد حسن رمزى رمز الإخلاص لصناعة السينما

هناء نجيب

يعد المنتج والموزع الراحل محمد حسن رمزى من أكثر الشخصيات المؤثرة على صناعة السينما المصرية لتى دافع عن قضاياها حتى آخر يوم فى عمره ..

ولد محمد حسن رمزى عام ، 1954 وتخرج فى كلية التجارة عام 1977حيث توفى  فى نفس العام والده المخرج والمنتج الراحل حسن رمزى مؤسس غرفة السينما وصاحب  شركة النصر للإنتاج والتوزيع التى أنتجت العديد من الافلام المصرية بمفردها وأخرى بالتعاون مع شركات انتاج كبرى ..وقد تولى محمد حسن رمزى رئاسة الغرفة السينمائية حتى وفاته وكذلك رئاسة شركة الانتاج .

شارك فى فيلم «المرأة المجهولة « وكان عمره وقتها 16 عاما و لكنه فضل ان يترك التمثيل وبدأمشواره الانتاجى بإنتاج الفيلم الناجح «العاطفة والجسد « ثم عمل بعدها موزعا للافلام حيث حقق نجاحات كبيرة من خلال هذه المجالات ..من ابرز  الاعمال السينمائية التى أنتجها  «غرام الأفاعي «و «الجزيرة « و «الديلر» .. كما  قام بعدة مجهودات لحماية الافلام المصرية من القرصنة الرقمية على شبكة الانترنت او سرقة الافلام من بعض القنوات الفضائية دون وجه حق او نسخها على شرائط و اقراص  مدمجة ..هو شقيق للفنانة المعتزلة هدى رمزى ووالد لأربعة أبناء اكبرهم  الممثل الشاب شريف رمزى ثم صلاح وحسن وأخيرا شهد .

اما من الناحية الانسانية فهو شخص لم يختلف عليه احد من حيث السمعة الطيبة والأخلاق الكريمة ..وقد اقتربت صفحة السينما لاكثر الشخصيات المقربة إليه لتحدثنا عن حياته المهنية والانسانية .

فقال عنه ابنه شريف رمزى ان ابى كان رجلا عظيما بمعنى الكلمة وان كانت شهادتى مجروحة لانه والدى ولكن يمكن  سؤال الناس كلها الذين احبوه لحسن  خلقه  وقد تجلى هذا من خلال الجنازة ويوم العزاء فالكل ظهر عليه الحزن الصادق ..

اما مستقبلا  فساحافظ على شركة انتاج العائلة التى ورثتها أبا عن جد بل سنعمل انا بصفتى رئيس مجلس الادارة بالتعاون مع اخوانى على تطورها اكثر ، فلدى خبرة فى الانتاج كمنتج منفذ لعديد من الافلام التى شاركت بالتمثيل فيها ولكنى  فى نفس الوقت سأستمر فى مجال التمثيل الذى أعشقه والذى  جذبنى و تعلمته من جدى الفنان صلاح ذو الفقار ..اما بالنسبة لغرفة صناعة السينما فأنا لست عضوا فيها فهناك كوادر سينمائية من ضمن أعضائها يستطيعون استكمال المسيرة ولكنى لن ابخل بأى مجهودات يمكن ان اقدمها من خلال شركة الانتاج التى نمتلكها .

وأكد عادل حسين المستشار القانونى لغرفة السينما والمحامى الخاص لشركة النصر للإنتاج والتوزيع السينمائى ان علاقته بالراحل محمد  حسن رمزى  لم تكن فقط علاقة مهنية بين محام وموكل  منذ عام 1990 وقال انا ورمزى لدينا نفس الفكر فنحن نعمل سويا  على تطوير صناعة السينما ..فلقد ورث من والده الشركة  وهى مديونة ولكن بفضل جهوده منذ ان تخرج من الجامعة عام 1977عمل على نموها وأصبحت من كبرى شركات الانتاج  والتوزيع فى مصر  وقد وقفت بجانبه طوال هذه السنوات ولمست من خلال تصرفاته  تفانيه من اجل  الدفاع عن  القضايا السينمائية وتلافى العناصر السلبية التى تضر بالصناعة ككل وليس بشركته فقط  فقد ظهر  فى العديد من  القنوات التليفزيونية و تحدث فى كثير من الصحف والمجلات عن المشاكل التى تواجه السينما خاصة اعمال القرصنة .. وأنا متأكد ان شريف وإخوانه سيستكملون المسيرة من بعده لاننى اعرف ان  العلاقة بينهم  تتسم بالتفاهم والمودة والترابط الأسرى ..أما بالنسبة لعلاقات محمد مع الآخرين فهى علاقات إنسانية بمعنى الكلمة فكان يمتاز بالتواضع الشديد حتى مع أبسط الاشخاص فالكل يحبونه ويحترمونه ..فطول السنوات التى اشتغلت معه فيها لم يرفع دعوى قضائية على احد فكان مسالما لأقصى درجة

كذلك شدد محسن بغدادى مدير شركة النصر  على  نفس الكلام  عن حب  محمد رمزى للسينما و مجهوداته لإزالة اى عقبات تقف امام تقدمها وكان ذلك من خلال المقابلات الدائمة مع مسئولى الدولة كما انه  سافر مؤخرا على حسابه الشخصي الى بلاد عديدة  منها فرنسا والأردن لمحاولة إيجاد حلول لمشكلة قرصنة الافلام التى كانت شاغله الاول وتعهد بأن تكون أول اهتماماته حتى اخر يوم فى عمره وهذا ما حدث بالفعل ..اما على المستوى الشخصي فقد عرفت عنه  من خلال العشرة  التى تصل الى 36 عاما انه إنسان مخلص ومتسامح  مع نفسه ومع الآخرين .

«الأقصر للسينما المصرية والأوروبية» يستحق اهتمام الدولة

الأقصر ـ محمد مختار أبو دياب

أسدل الستار يوم السبت الماضى على الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية فى معبد الكرنك ، حيث تأكد للجميع أن المهرجان بدأ فى ختام هذه الدورة تثبيت أقدامه كمهرجان واعد يستحق اهتماماً أكبر من مسئولى الدولة خاصة أن المهرجان عانى بشدة هذا العام من قلة الدعم المادى مما تسبب فى حدوث عدد من الأخطاء فى التنظيم.

وعلى عكس الافتتاح كان لختام الدورة الثالثة صدى كبير بعد إلغاء إدارة المهرجان الاحتفال والاكتفاء بتسليم الجوائز حداداً على شهداء مدينة العريس بسيناء والذين راحوا ضحية الإرهاب الأسود بالإضافة لحضور الفنانة درة والفنان شريف رمزى المشاركين فى بطولة فيلم «بتوقيت القاهرة» والذى كان ضمن الأفلام المشاركة بالمسابقة الرسمية للمهرجان.

شهدت الدورة الحالية نجاحاً على المستوى الفنى من خلال نوعية الأفلام المتميزة التى تم تقديمها وعلى رأسها فيلم الافتتاح «زوجة فرعون» بينما شهدت الدورة أكبر سوء تنظيم حيث كان يتم تأخير مواعيد عرض بعض الأفلام والندوات منذ ثانى أيام المهرجان بعد أن تم تأخير عرض الفيلم الفرنسى «حياة منزلية» لمدة ساعة ليقام فى الساعة الواحدة والنصف بدلا من الثانية عشرة والنصف ظهرا ، كما كان من المفاجآت السيئة أن الفيلم الإماراتى «ظل البحر» لم يتم عرضة فى الموعد المحدد بسبب وجود مشكلة فى الميكنة الخاصة بعرض الفيلم مما تسبب فى تأجيله لليوم التالى .. كما أبدى عدد كبير من أبناء الأقصر العاملين بالشباب والرياضة استياءهم بسبب تجاهلهم التام من قبل إدارة المهرجان والمحافظة ولم يتم إرسال أى دعوات لهم للمشاركة وحضور الفعاليات خاصة أن عدداً كبيراً من الأفلام لم يحضرها سوى عدد يعد على أصابع اليد ومنها الأفلام الفرنسية التى فشلت إدارة المهرجان فى الحصول على نسخة مترجمه منها مما أدى للعزوف عنها ، وهو ما أكده للمخرج الفرنسي «إيف بواسيه» رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية بالمهرجان مشيرا إلى أن من أهم عيوب المهرجان غياب الجمهور

جوائز المهرجان:

الحقيقة أن جوائز المهرجان جاءت متوقعة إلى حد كبير حيث فاز الفيلم الروسي«ليفيانثان» بجائزة عمود الجد الذهبي للمخرج أندريه زفياجيستيف كأفضل اعمال الروائية الطويلة، في حين ذهبت جائزة الجد الفضي للفيلم الجورجي «جزيرة الذرة»للمخرج جورج أوفاشفيلي، وفاز الفيلم البريطاني «ستة عشر» بجائزة الجد البرونزي للمخرج روب براون.

وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة اقتنص فيلم «ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375» للمخرج المصري عمر الزهيري جائزة عمود الجد الذهبي، في حين فازت المخرجة أونا جوناجاك عن فيلمها الألماني «الدجاجة»بجائزة عمود الجد الفضي.

فيما حصل الفنان الكبير نور الشريف على شهادة تكريم خاصة عن دوره في فيلم«بتوقيت القاهرة» للمخرج أمير رمسيس والذي يعتبر الفيلم المصري الوحيد المشارك بالمسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بالمهرجان، وذلك عن الدور الإنساني الذي قدمه بالفيلم.

كما حصل فيلم «درب الصلبيب» الألماني للمخرج ديتريش بروجمان على جائزة تقدير خاصة لما يحمله الفيلم من عمق جمالي وفلسفي في رسالته.

مشاركة مصرية متميزة

عرض المهرجان عدداً من الأفلام المصرية الطويلة ومنها بتوقيت القاهرة» الذى شارك فى المسابقة الرسمية وهو من بطولة نور الشريف، ميرفت أمين، سمير صبري، شريف رمزى، درة، أيتن عامر وسيناريو وإخراج أمير رمسيس

ويناقش علاقة المجتمع بأفراده والضغوط والقهر الذي يمارسه المجتمع عليهم حتى يحولهم لشخصيات مشوهة نفسيا حيث تدور الأحداث فى يوم واحد من خلال ثلاث قصص في القاهرة ، ويحاول التشابك فى العلاقات بين هذه الشخصيات من ناحية وسيطرة المجتمع على العلاقات الإنسانية من ناحية أخرى.

ثانى الأفلام المصرية التى تم عرضها بالمهرجان فى قسم ليالى السينما المصرية هو فيلم كوميدى خفيف به بعض الإسقاطات السياسية من تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد وبطولة محمود حميدة وسوسن بدر ومحمد فراج وسوزان نجم الدين ومن إخراج:تامر محسن وتدور أحداثه يوم عيد الحب من خلال عامل خدمات بإحدى الصحف يحب فتاة معه بالعمل ويحاول الاعتراف لها بمشاعره في نفس الوقت، يستعد وزير الداخلية لإقامة حفل خطبة لإبنته وفى أثناء الأحداث تتوفى والدة العامل التى ترتبط بصلة قرابة بالوزير بعد إصابتها بأزمة قلبية داخل منزلهويتم الاتصال بالجريدة لإحضار العامل لتسلم جثة والدته ولكن فجأة تتغير الأحداث بشكل كوميدى بعد انتشار الخبر لتتوالى الأحداث. ثالث الأفلام المصرية فى قسم ليالى السينما المصرية هو «ديكور» بطولة حورية فرغلي، خالد أبو النجا، ماجد الكدواني و سيناريومحمد دياب، شيرين دياب وإخراجأحمد عبد الله

وتدور أحداثه حول مها ـ مهندسة ديكور ـ تعشق السينما ولديها خبرة في خلق العوالم الخيالية. وتحت ضغوط العمل، تجد نفسها متنقلة بين عالمين يمثلهما شريف ومصطفى، أحدهما بمواصفات ديكور الفيلم الذي تعمل فيه، والآخر من المفترض أنه الواقع. مع الوقت، تتوغل مها في العالمين حتى تختلط الأمور عليها.

من الأفلام المصرية التى تم عرضها خلال المهرجان فيلم»ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375» والذى حقق الفوز بجائزة عمود الجد الذهبي وتدور أحداثه في 18 دقيقة حول الخوف، وهومقتبس عن إحدى قصص الكاتب الروسي أنطوان تشيخوف، حول موظف حكومي يعطس أمام مديره في العمل، ومن بعد هذه الواقعة التي قد تبدو عادية لأي شخص آخر، يقضي هذا الموظف طيلة الوقت خائفا بشدة مما فعله، ومترقبا أثر ما فعله أمام مديره.

أفلام أجنبية متميزة

وعرض خلال فعاليات المهرجان عدد من الأفلام المتميزة يأتى فى مقدمتها الفيلم الروسي «ليفياثان» للمخرج أندريه زفياجيستيف الذى فاز بجائزة السيناريو فى مهرجان كان العام الماضي ، كما حاز جوائز مهرجانات «ميونيخ» و«صربيا» و«تورنتو» وغيرها، كما نجح أيضا فى حصد جائزة عمود الجد الذهبي كأفضل الأعمال الروائية الطويلة فى مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية ، وتدور أحداث الفيلم في مدينة ساحلية روسية ببحر بارنتس، حول عائلة تعيش فى إحدى البلدان الساحلية الصغيرة، وتتكون منالأب نيكولاى والأم ليلى وابنهما المراهق رومكا ويكتشف أفراد العائلة أنهم مستهدفون من عمدة فاسد يحاول الإستيلاء على ممتلكاتهم فيقوم نيكولاى باستدعاء صديقه القديم المحامي ديمتري لمساعدته. ولكن وصول الرجل يجلب معه مزيدا من سوء الحظ لكوليا وعائلته.

الفيلم الثانى هوالجورجى «جزيرة الذرة» وقد حصل المخرج جورج أوفاشفيلى على جائزة أحسن فيلم فى الدورة 49 لمهرجان كارلوفى فارى السينمائى ونجح أيضا فى حصد جائزة الجد الفضي من الأعمال الروائية الطويلة لمهرجان الأقصر الأوروبى ، وتدور أحداث الفيلم حول مزارع عجوز يعيش مع حفيدته فى جزيرة على نهر انجورى الذى يفصل بين جورجيا وأبخازيا.

الفيلم الثالث هو البريطاني«سته عشر» والذى نجح فى الفوز بجائزة الجد البرونزي للمخرج روب براون فى مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية وهو فيلم يناقش التميز والعنصرية داخل المجتمع الانجليزى .

الفيلم الرابع هو «درب الصلبيب» الألماني للمخرج ديتريش بروجمان الحائز على جائزة تقدير خاصة لما يحمله الفيلم من عمق جمالي وفلسفي في رسالته،.

من الأفلام المتميزة الفيلم الألمانى القصير»الدجاجة « والذى فازت مخرجتة أونا جوناجاك بجائزة عمود الجد الفضي وتدور أحداثه حول سلمى التى تتلقى في عيد ميلادها السادس هدية عبارة عن دجاجة حية. عندما تدرك أن الدجاجة ستتعرض للذبح كي تأكلها الأسرة، تقرر أن تنقذها وتحررها، دون أن تدرك ما سيؤدي إليه تصرفها. وخلال محاولتها لاستعادة الدجاجة الضائعة، تصبح والدة سلمى هدفا لرصاص القناصة.

خبايا فيلم «زوجة فرعون»

يعتبر فيلم زوجة فرعون هو المفاجأة الحقيقية للمهرجان لما يمثله هذا العمل من تشويق على طريقة أسطورة إيزيس وأوزوريس حيث قامت إيزيس بتجميع جثة زوجها أوزوريس، بعد مقتله وتوزيع أجزائه فى عده أماكن مختلفة لتعيد له الحياة

هكذا هو فيلم زوجة الفرعون، حيث أكد المشرف على ترميم الفيلم توماس باكلز بأن الفيلم عاد للحياة من لا شىء بعد أن تم تجميعه من عده دول من روسيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، وكشف باكلز عن الطريقة التى تم بها ترميم هذا العمل، مشيرًا أن النسخة المعروضة حاليًا ليست كاملة، وذلك لأن الفيلم تم فقده لمدة 60 عامًا، حيث وجد منها 60 % في روسيا، ومع استمرار البحث وجدوا جزءاً كبيراً منها في النسخة الموجودة في إيطاليا. وأوضح أنه مع تجميع الجزء الإيطالي مع الجزء الروسي وجد هناك ترابط بين الجزءين، وعندا مطابقتهم معا وجد أن هناك مشاهد تكمل الأخرى بين الجزئين، وبعده تم أضافة الجزء الموجود في باريس والذي كان عبارة عن 3 دقائق، وجزء آخر صغير في سينما بألمانيا، وعندما جمع تلك الأجزاء كان الفيلم بدون صوت . لذلك بدأنا العمل على الصوت الخاص به، ولجأنا إلى المقطوعة الموسيقية التي وزعها ادوارد كونكى للفيلم عند صنعه عام 1922 ليتم عرض الفيلم بالمهرجان.

الأهرام اليومي في

04.02.2015

 
 

غدا.. «الرئاسة» تناقش مسودة مشروع إنقاذ السينما المصرية

وليد ابو السعود

تستضيف رئاسة الجمهورية، غدا الخميس، بدعوة من فايزة أبو النجا، مستشارة رئيس الجمهورية للأمن القومي، وعددًا من السينمائيين، لمناقشة مسودة قانون إنقاذ السينما المصرية.

قال المخرج شريف مندور، نائب رئيس غرفة صناعة السينما، لـ«الشروق»، إنه بدأ الإعداد لمسودة مشروع إنقاذ السينما المصرية، منذ فترة تولي وزير الثقافة الأسبق محمد صابر عرب؛ حيث تم عمل لجنة وزارية بدأت في بحث كيفية إنقاذ السينما، بالتعاون مع الغرفة.

وأضاف أن اللجنة الوزارية انبثقت منها لجنة أخرى بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي، بعضوية كل من المنتج والموزع جابي خوري، والمنتج محمد العدل، والمخرج والمنتج شريف مندور، وخالد عبد الجليل، مستشار وزير الثقافة لشؤون السينما.

وأشار إلى أن وزارتا التعاون الدولي والتخطيط، طالبتا إجراء دراسة لتنمية صناعة السينما المصرية، مضيفا «بدأنا نعمل على هذه الخطة مع الدكتور أشرف العربي، الذي أصبح وزيرًا للتخطيط، فيما بعد، التي تضمنت توصيات غرفة صناعة السينما ولجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، وتوصيات أخرى من نقابة السينمائيين».

وأكد أن المشروع يهدف لاستعادة مصر دورها السينمائي السابق إقليميا وعالميا، ويتضمن تشجيع تصوير الأفلام الأجنبية بمصر، والإنتاج المشترك والوصول في خلال خمس سنوات لإنتاج 70 فيلم في السنة، لتصل بعدها لعدد يتراوح ما بين 80 لـ100 فيلما، بدلا من المتوسط الحالي الذي يبلغ 30 فيلم.

 نشر فى : الخميس 5 فبراير 2015 - 10:45 ص

مستشارة السيسى تناقش مشروع إنقاذ السينما اليوم

كتب ــ وليد أبوالسعود

تستضيف رئاسة الجمهورية، اليوم، عددا من السينمائيين لمناقشة مسودة قانون إنقاذ السينما المصرية، وذلك بدعوة من فايزة أبوالنجا، مستشارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للأمن القومى.

وقال المخرج شريف مندور، نائب رئيس غرفة صناعة السينما، لـ«الشروق»، إنه بدأ للقانون وقت تولى محمد صابر عرب، منصب وزير الثقافة، حيث تم تشكيل لجنة وزارية بحثت كيفية إنقاذ صناعة السينما بالتعاون مع الغرفة.

وأوضح أن مشروع القانون سيعيد للصناعة مجدها السابق، وستستعيد به السينما المصرية دورها السابق إقليميا وعالميا، فضلا عن تشجيع تصوير الأفلام الأجنبية بمصر والإنتاج المشترك، والوصول لإنتاج 70 فيلما فى العام، خلال 5 سنوات، تصل بعدها لما يتراوح بين 80 و100 فيلم.

الشروق المصرية في

04.02.2015

 
 

مستشار وزير الثقافة: قدمنا مسودة مشروع لتطوير السينما لمستشارة الرئيس

وليد أبو السعود

قال خالد عبد الجليل، مستشار وزير الثقافة لشؤون السينما، إن السينمائيين تقدموا بمسودة مشروع لتطوير السينما، خلال اجتماعهم مع السفيرة فايزة أبو النجا، مستشارة رئيس الجمهورية للأمن القومي، بقاعة الدفاع الجوي.

وأضاف مستشار وزير الثقافة لشؤون السينما، في تصريح لـ«الشروق»، الخميس، أن أجواء الاجتماع كانت إيجابية للغاية، لافتا إلى أن المشروع تم الإعداد له على مدار عام ونصف.

وكان انتهى الاجتماع بين السينمائيين والسفيرة فايزة أبو النجا، مستشارة رئيس الجمهورية للأمن القومي، منذ قليل.

وحضر الاجتماع كل من؛ خالد عبد الجليل، مستشار وزير الثقافة لشؤون السينما، والمنتج والموزع جابي خوري، والمنتج والسيناريست فاروق صبري، رئيس غرفة صناعة السينما، والمنتج شريف مندور، والفنانات يسرا، والهام شاهين، وسميرة أحمد، والمخرج خالد يوسف، والمنتج صفوت غطاس، والمنتج كامل أبو علي، والسيناريست وحيد حامد.

محمود الدفراوي:

موسم إجازة منتصف العام سيؤثر كثيرا على مستقبل السينما

وليد أبو السعود

أكد محمود الدفراوي، مسؤول التوزيع بإحدى شركات التوزيع الكبرى، أن كثرة عدد الأفلام التي تم عرضها خلال موسم إجازة منتصف السنة قد جاء نتيجة لحدوث انفراجة بالسوق بعد النجاحات والإيرادات التي تحققت خلال موسم العيدين الكبير والصغير والإيرادات الغير متوقعة التي تحققت خلالهما.

وهو ما شجع عددًا كبيرًا من المنتجين على صناعة أفلام والإصرار على عرضها في هذا التوقيت للاستفادة من الإقبال على السينمات.

وتمنى الدفراوي حدوث جلسات لترتيب الأوراق وتقسيم العام كله لتوقيت لعرض الأفلام، ففي هذا الموسم بعض المنتجين أصروا على عرض أفلامهم بغض النظر عن جودتها وقدرتها على المنافسة.

وحول أفلام الموسم أكد محمود أنه لا يستطيع تأجيل فيلم كـ"أسوار القمر" أكثر من هذا وهو فيلم في مرحلة الصناعة منذ سنوات عديدة.

وفيلم "قط وفار" مؤجل عرضه منذ موسم العيد، فكيف أطالب منتجه بتأجيله مرة أخرى؟ ومحمد هنيدي كان ومنذ بداية تصويره قد حدد إجازة منتصف العام توقيتًا لعرضه.

وانتقد الدفراوي رغبة البعض في التعامل مع السوق بمنطق تقسيم التورتة فلا توجد تورتة حتى الآن، هي مجرد جزء صغير منها، والكل يتصارعون عليه.

وقال محمود: إن الأزمة الحقيقية في تعويد الجمهور أن يشاهد الأفلام العربية بمواسم ويلزمهم وقت طويل لتعويده أن يشاهدها طوال العام.

وأضاف الدفراوي أن مشكلة ما يحدث الآن أن المخاطرة كبيرة، فإما أن يساهم موسم منتصف العام في استكمال مسيرة الإيرادات وتشجيع الصناع أو يعيدهم للخوف مرة أخرى.

وعن الأفلام الأخرى المتوقع نزولها بين الصيف والعيد قال هي أفلام "خارج الخدمة" بطولة أحمد الفيشاوي، وشيرين رضا، من تأليف محمود كامل، وعمر سامي، وإخراج محمود كامل. وسيتم عرضه في موسم شم النسيم.

وفيلم "سكر مر" للمخرج هاني خليفة، وتأليف الكاتب محمد عبد المعطي، في بطولة جماعية يشارك بها النجوم أحمد الفيشاوي، وهيثم أحمد زكي، وأيتن عامر، وشيري عادل، وناهد السباعي، وأمينة خليل، ونبيل عيسى، وكريم فهمي، وعمر السعيد وسارة شاهين.

ولم يتحدد بعد موعد عرض فيلم "قدرات غير عادية" للمخرج داود عبد السيد وخالد أبو النجا ونجلاء بدر. كما سيتم عرض فيلمي "كابتن مصر" للفنان محمد إمام و"الخلبوص" لمحمد رجب بين موسمي العيد والصيف.

وهناك فيلم لمجموعة من شباب الممثلين من إخراج أحمد نادر جلال بعنوان مؤقت هو "العيال السيس" تأليف عمرو سمير عاطف ومحمد حماد.

وحول ما يردده البعض حول عودة نظرية التوزيع لطريقة كل كيان كبير يعرض أفلامه في سينماته قال الدفراوي بأنه سيكون موجودًا بنسبة كبيرة وبطريقة غير معلنة ولن يسري على كل الأفلام.

ونفى محمود أن تكون هذه الطريقة بها إقصاء للمنتج الصغير، وقال بأنه فقط سيضطر لصناعة أفلام جيدة ولها معيار فني مرتفع كي يستطيع ضمان النجاح النجاح لها.

الشروق المصرية في

05.02.2015

 
 

التاريخ السينمائي لجبال سانتا مونيكا

ميغان باركس - كاتبة صحفية

عندما يشرع زوار لوس أنجليس في استكشاف البقاع ذات الصلة بتاريخ صناعة السينما والتليفزيون، يتجه غالبيتهم صوب أماكن مثل "صن سيت" المكتظة دائما بحركة المرور، أو "ممشى الشهرة" في هوليوود.

وقد يقصد هؤلاء ساحة مترامية الأطراف تشمل استوديوهات للتصوير تقدم رحلات تجوب عالم ما خلف كواليس تصوير الأعمال السينمائية والتلفزيونية.

لكن إذا ما اقتصر الأمر على ذلك، فهذا يعني أنك قد تهدر فرصة التعرف على جانب جذاب – وبالقطع أكثر وعورة في الوقت نفسه - من جوانب التاريخ السينمائي لمنطقة جنوبي كاليفورنيا.

فعلى بعد نحو 25 ميلا إلى الغرب من وسط لوس أنجليس، وبداخل منطقة جبال سانتا مونيكا؛ توجد بقاع طالما استعان بها صُنّاع أفلام وبرامج ومسلسلات تلفزيونية لا حصر لها، مثل المسلسل التلفزيوني "ماش"، وكذلك النسخة الأصلية لفيلم "كوكب القرود"، نظرا لأنها توفر تضاريس مماثلة للمناطق التي تدور فيها أحداث هذه الأعمال.

ومن بين هذه البقاع، أخاديد صخرية متناثرة، وبحيرة هادئة قريبة منها، إضافة إلى مراعٍ واسعة حافلة بالمنحدرات تقع داخل متنزه ماليبو كرييك المملوك للسلطات الاتحادية في ولاية كاليفورنيا.

ويمتد هذا المتنزه على مساحة تزيد على سبعة آلاف فدان من الأراضي التي يستخدمها هواة السير لمسافات طويلة، وكذلك هواة ركوب الدراجات والتخييم وتسلق الصخور، وهي أراضٍ تندرج كلها في إطار المنطقة الترفيهية الوطنية لجبال سانتا مونيكا.

أول فيلم

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2014، سُمح للعامة باستخدام 700 فدان أخرى، كانت مملوكة في السابق للمخرج جيمس كاميرون، وهو ما يشكل في الواقع سببا مقنعا آخر لزيارة هذه المنطقة.

وعلى أي حال، فإن ما يربط تلك المنطقة بهوليوود يعود إلى أمد بعيد. فقد صُور أول فيلم هناك عام 1919، وكان عملا صامتا قامت ببطولته ماري بيكفورد، وحمل اسم "دادي لونغ ليغز".

وعلى مدار الأعوام التالية، شهدت منطقة جبال سانتا مونيكا تصوير أكثر من 100 فيلم ومسلسل وبرنامج تلفزيوني، استفادت جميعا من تضاريس هذه المنطقة. وكان من بين هذه الأعمال؛ "تشارليز إنجلز" (ملائكة تشارلي) و"دكتور كوين، ميديسن وومان".

وتشكل المراعي المتاخمة للساحة الرئيسية للسيارات الموجودة في المتنزه مكانا ملائما للغاية لبدء رحلة الاستكشاف السينمائي لتلك البقعة من العالم، ففي هذه المراعي جرى تصوير مشاهد فيلم "هاو غرين واز ماي فاللي"، والذي أُنتِج عام 1941.

وقد حصد هذا العمل، الذي قامت ببطولته الممثلة الإيرلندية الفاتنة مورين أوهارا، خمسا من جوائز الأوسكار، التي تمنحها الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم السينمائية، وهو العدد الأكبر من جوائز الأوسكار، الذي يفوز به عمل جرى تصويره في متنزه "ماليبو كريك".

كما شهد المتنزه نفسه تصوير غالبية مشاهد فيلم "كوكب القرود" الكلاسيكي الذي أُنتج عام 1968. وقد أقام فريق العمل التابع للشركة المنتجة قرية للقردة على ضفاف بحيرة سنشري التي تمتد على مساحة سبعة أفدنة قرب الحدود الشمالية للمتنزه.

إلى جانب ذلك، أعد الفريق حقلا مزروعا لكي يعدو فيه بطل الفيلم تشارلتون هيستُن، هاربا من مطاردة عدد من القردة الشريرة، التي كانت تمتطي ظهور الجياد.

في الوقت الحاضر، بوسع زائر هذه المنطقة العدو عبر الحقل ذاته، وتسلق جدار صخري يحمل نفس اسم الفيلم، وكذلك الوقوف في البقعة التي حبس فيها بطل الفيلم في أحد الأقفاص.

ويمكن لعشاق السينما المخلصين زيارة المنطقة التي كانت تمثل قرية القردة على ضفاف البحيرة، وذلك عبر رحلة تبلغ مسافتها - ذهابا وإيابا - نحو أربعة أميال ونصف الميل؛ يقطعها هؤلاء إما على الأقدام، أو بدراجات تُمكِنُهم من صعود الجبال الموجودة في المنطقة.

ولعل قصة ظهور بحيرة (سنشري) على سطح الأرض تليق ببقعة ستصبح مكانا مرموقا لأنشطة التصوير السينمائي، إذ أن البحيرة لم تنشأ لعوامل طبيعية وإنما أُقيمت عام 1900 حتى ينتفع بها بعض من صفوة سكان لوس أنجليس.

ففي ذلك العام، اشترى عدد من الأعضاءً في نادي "كراجس كنتري" أرضا تمتد على نحو 2,000 فدان على طول متنزه "ماليبو كريك"، حيث شيدوا سدا يبلغ ارتفاعه 50 قدما، حتى يتسنى إقامة تلك البحيرة، والتي كان الغرض الأساسي من إقامتها صيد البط والأسماك.

لكن في النهاية، أغلق النادي في عام 1936، نظرا للارتفاع الكبير في رسوم عضويته، وقلة اهتمام السكان بالاشتراك فيه.

وفي عام 1946، باع النادي المفلس هذه القطعة من الأرض إلى شركة "فوكس للقرن العشرين" للإنتاج السينمائي.

وعلى مدار 28 عاما، أي حتى اشترت ولاية كاليفورنيا المنطقة وأعلنتها متنزها عاما، اتخذت الشركة هذه البقعة موقعا لتصوير الكثير والكثير من الأفلام السينمائية والبرامج التليفزيونية.

ومن بين هذه الأعمال: فيلم "بوتش كاسيدي آند ذا صن دانس كيد"، والذي أُنتج عام 1969، وكذلك فيلم "لاف مي تيندر"، الذي قام ببطولته المغني الشهير ألفيس بريسلي عام 1956.

كما صُور في تلك المنطقة فيلم "هرشة السنة السابعة"، والذي قامت ببطولته الممثلة الشهيرة مارلين مونرو عام 1955.

بحيرة "سنشري"

فضلا عن برنامج المغامرات التليفزيوني "دانييل بوٍن"، الذي كان يُعرض في الستينيات من القرن الماضي. وحتى بعدما تحولت المنطقة إلى متنزه، واصلت شركة "فوكس" وشركات إنتاج سينمائي أخرى استخدامها موقعا للتصوير.

وخلال هذه السنوات، شهدت بحيرة "سنشري" تصوير المشهد الشهير الذي جرى خلاله القفز من فوق جرف صخري في إطار أحداث فيلم "بوتش كاسيدي آند ذا صن دانس كيد".

ويمكننا هنا استعراض إفادة بريان روني، وهو متطوع يعمل في المتنزه، وكذلك مؤرخ غير رسمي له، إذ رصد الرجل التاريخ السينمائي لتلك المنطقة عبر كتاب يحمل عنوان "ثلاثة أميال سحرية".

ويقول روني إن البحيرة ظهرت ضمن أحداث فيلم "بوتش كاسيدي" في "دور" نهر ذي أمواج هوجاء. وقام فريق العمل في الفيلم بتغطية السد المجاور للبحيرة وأوراق النباتات والأشجار المحيطة به، لكي يعكس المشهد صورة الطبيعة القاحلة لمناطق الغرب الأمريكي.

واستخدم فريق العمل محركيّن عملاقيّن لتوليد الأمواج الهائجة والمياه المضطربة، التي قفز فيها الممثلان البديلان لبطلي الفيلم، واللذان حلا محل البطلين في المشاهد الخطرة.

رغم ذلك، فربما يكون المتنزه قد حظي بشهرة أكبر بوصفه الموقع الذي شهد تصوير مسلسل "ماش" التليفزيوني الذي حقق نجاحا كبيرا في سبعينيات القرن العشرين.

ويتذكر عشاق هذا العمل العمود الخشبي الذي شكل معلما له، والذي كان مزروعا في معسكر متخيل أقامت فيه شخصيات المسلسل خلال الأحداث، وهو معسكر من المفترض أنه كان يقع على الخطوط الأمامية في الحرب الكورية، التي دارت منتصف القرن الماضي.

ولذلك، فقد كان العمود يشير إلى أن مدينة بربانك، وهي إحدى مدن ولاية كاليفورنيا، تقع على بعد 5,610 من الأميال، ولكن في واقع الأمر، كان من يجسدون الشخصيات وكذلك فريق الإعداد، يلوذون على الأغلب بجبال سانتا مونيكا، تلك البقعة التي شهدت عمليات التصوير على مدى 11 عاما.

في الوقت الحاضر، يمكن للعشاق المتيمين بذلك المسلسل التليفزيوني تسلق المنطقة الجبلية أو صعودها على متن دراجات، لرؤية نسخة طبق الأصل من هذا العمود الخشبي الشهير.

وبوسع هؤلاء كذلك معاينة المركبات الأصلية التي استُخدمت في التصوير، تلك التي يعلوها الصدأ حاليا. ويتوافر في هذا المكان أيضا صور ولوحات إرشادية، توضح كيف جُهزت مواقع التصوير بما فيها من ديكورات، ودمجت في المعالم الطبيعية للمنطقة.

بطبيعة الحال، صورت العديد من مشاهد المسلسل في أحد استوديوهات شركة فوكس للقرن العشرين غرب مدينة لوس أنجليس. وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال مفاده: كيف يمكن التمييز بين المشاهد التي صُورت بداخل الاستوديو، وتلك التي صُورت في المتنزه؟

الإجابة تأتي على لسان روني الذي يقول: "يتعين أن يولي المرء انتباهه إلى أعين شخصيات العمل. فإذا كان الممثلون يضيقون حدقات أعينهم، فإن ذلك يعني أنهم بالفعل يصورون بالخارج؛ بداخل المتنزه. لكن عندما لا يقومون بذلك خلال مشاهد يُفترض أنها نهارية، فمعنى هذا أن فريق المسلسل كان بداخل الاستوديو".

ومثّل فيلم "ويند توكرز" (المتحدثون إلى الريح)، بطولة نيكولاس كيدج وكريستيان سلاتر في عام 2002؛ آخر عمل سينمائي ضخم صور في المتنزه.

وقد تراجع استخدام المنطقة كمكان للتصوير السينمائي والتليفزيوني على نحو جزئي، وذلك بعدما بدأت ولايات أمريكية أخرى تقديم إعفاءات ضريبية لجذب صناع الأعمال السينمائية والتليفزيونية، لإنتاج أعمالهم بعيدا عن جنوب كاليفورنيا.

وأكثر من ذلك، باتت معالم تلك المنطقة قابلة للتمييز من قبل المشاهدين أكثر من اللازم. وفي هذا الشأن، يقول بريان روني: "العديد من الأفلام استخدمت المتنزه مكانا لتصوير مشاهدها، ما جعل المشاهدين يبدأون في ملاحظة وتمييز معالم هذه المنطقة".

ويوضح روني أن ذلك جعل مشاهد الأعمال السينمائية والتليفزيونية المختلفة تبدو متشابهة، سواء كان يُفترض أنها تدور في أمريكا الجنوبية، أو في كوكب الأرض بعد تعرضه لكارثة ما أدت إلى تدميره تماما، أو في ويلز، أو حتى في الغرب الأمريكي في الماضي.

وهكذا، فبحسب روني، لم يعد بوسع صناع الأعمال السينمائية والتليفزيونية "التلاعب بطبيعة التضاريس الموجودة في هذه المنطقة، أو خداع المشاهدين أكثر من ذلك".

تطبيقات عملية

في واقع الأمر، كان التحول الذي وقع الصيف الماضي في ملكية هذه المنطقة ملائما تماما لماضيها السينمائي.

فقد باع المخرج جيمس كاميرون، الفائز بجائزة الأوسكار، قطعة أرض كان يمتلكها على مساحة 703 أفدنة في منطقة بوريكو كانيون إلى الهيئة المسؤولة عن أنشطة الصيانة والترفيه بجبال سانتا مونيكا.

وتوجد طرق تربط ما بين المحمية الطبيعية، التي كانت مملوكة لكاميرون، مع متنزه ماليبو كريك المتاخم لها.

في الوقت الحاضر، يوفر مركز خدمة الزوار بمتنزه ماليبو كريك خرائط للمتنزه وصورا توضيحية لماضي هذه المنطقة الحافل بتصوير الأعمال السينمائية التي أنتجتها هوليوود، وذلك للراغبين في شراء مثل هذه الخرائط والصور.

وداخل المتنزه، هناك أكثر من 60 خيمة وأربع مقطورات معدة للمعيشة ومزودة بوسائل الراحة لهواة المخيمات. ويوجد في هذه المركبات صنابير للاستحمام، ومراحيض حديثة.

أما بالنسبة لهواة تسلق المناطق الصخرية، فيتعين عليهم الحصول على نسخة من دليل يحمل عنوان "رياضة التسلق جنوبي كاليفورنيا"، وذلك لإرشادهم إلى المسارات الخاصة بتسلق الصخور ذات الطبيعة البركانية في المنطقة.

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Travel.

الـ BBC العربية في

05.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)