كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

قبائل السينما العربية

العرب/ أمير العمري*

 

من المستحيل تطويع الفيلم لمفاهيم القبيلة أو لسياسة أيّ نظام فلو خضع لهما لما أصبح إبداعا فنيا بل يصير أداة دعائية محدودة القيمة.

من الأمور المؤسفة التي تلعب فيها الصحافة العربية السائدة دورا سلبيا للغاية، تأجيج الصراعات بين جماهير السينما العرب، وعمليات الشحن التي تقع بين حين وآخر، بحيث تكرس الروح العدائية التي تنتقل أيضا، بكل أسف، من العامة إلى السينمائيين، فينغمسون في توجيه الاتهامات والاتهامات المضادة، وكأنهم في حروب للدفاع عن “شرف القبيلة”.

هنا تضيع السينما، وتتراجع قضية الفن السينمائي، وتصبح الساحة أشبه ما تكون بساحة للصراع والنزاع على بطولات وهمية في نهاية الأمر. يكتب ناقد من المغرب العربي مثلا، ويوجه نقدا لفيلم قادم من المشرق العربي، فينبري له نقاد المشرق يكيلون له الاتهامات بالجهل والتعصب والكراهية، وكل أنواع الاتهامات، التي ربما تصل إلى حدّ الاتهام بالنازية، والمطالبة بمنع دخوله إلى بلادهم وحرمانه من شرف الحضور في مهرجاناتهم.

ويحدث العكس أيضا في حالة أخرى، في حالة تعرّض فيلم من المغرب لنقد من المشرق لا يعجب نقاد المغرب، فقد أصبح كثيرون يعتبرون أنفسهم المدافعين عن “شرف وكرامة” السينما الوطنية عندهم طبقا لهذا المفهوم الضيق للغاية.

يرى البعض أيضا أن حصول فيلم ما على جائزة في مهرجان سينمائي دولي، يعني أن “الدولة” التي ينتمي إليها الفيلم، حققت انتصارا عظيما، والعكس أيضا صحيح، فإذا فشل فيلم قادم من دولة أخرى في الحصول على أيّة جائزة، اعتبر هذا هزيمة للدولة التي ينتمي إليها مخرج الفيلم، في حين أن الأفلام أصبحت حاليا تنتج نتيجة جهود شركات إنتاج متعددة من بلدان عدة.

وبالتالي، لم يعد من السهل القول إن فيلما ما يمثل دولة بعينها، وفي السينما الأوروبية تحديدا لم يعد هذا ممكنا، بل وقد أصبح الفيلم ينسب فقط إلى مبدعه من الزاوية الثقافية، وليس من زاوية الانتماء العرقي أو الوطني أو الجغرافي فقط.

وتنسب الأفلام عادة إلى مخرجيها وليس إلى البلاد التي جاءت منها، أي أن الفيلم ينتمي إلى مبدعه باعتباره نتاجا فرديا، وليس نتيجة لسياسات رسمية مخططة منظمة.

وعندما كان يوسف شاهين يصنع أفلاما يعتبرها نظام مبارك أفلاما معادية، مثل فيلمه الشهير “القاهرة منورة بأهلها” (1990)، كانت أقلام صحفيي النظام تصفه وقتها بأنه مخرج معاد، يشوّه الواقع والتاريخ، ويهيل التراب على مصر لحساب الأجنبي.

أما بعد حصول شاهين عام 1998 على جائزة شرفية مرموقة في مهرجان كان السينمائي، سارعت نفس الأقلام إلى الاحتفاء به، بعد أن نسبوا الجائزة إلى مصر الرسمية، أو “مصر- مبارك”، بينما أن ما يحققه أي فنان -سينمائي أو غير سينمائي- يعود إليه وإلى إبداعه الشخصي الذي ينتجه مستقلا عن الدولة وعن السياسة الرسمية، بل وربما أيضا، خارج الدولة نفسها في حدودها الجغرافية.

ولكن البعض لا يريد أن يفهم، أنه من المستحيل تطويع الفيلم لمفاهيم القبيلة أو لسياسة النظام، أيّ نظام، فلو خضع لهما لما أصبح إبداعا فنيا، بل يصير أداة دعائية محدودة القيمة والأثر.

*ناقد سينمائي من مصر

العرب اللندنية في

04.02.2015

 
 

فجر يوم جديد: قط وفار

كتب الخبرمجدي الطيب

يبدو الصراع بين «القط»و«الفار» ملمحاً رئيساً في الأفلام التي يكتبها المؤلف الكبير وحيد حامد، وإن اتخذ الصراع بينهما أشكالاً متعددة تختلف باختلاف الثنائية الجدلية التي يتناولها، كالظلم والعدل في فيلم «الغول»، السلطة والشعب في «اللعب مع الكبار»، القهر والحرية في «المنسي» والبراءة والبطش في «الوعد». لكنه لا يكتفي في فيلمه الجديد «قط وفار» بالإسقاط على الصراع، بل يُحدده بدقة، ومباشرة، في إطلاق لقب «القط» على الضابط «عباس» (محمود حميدة) و»الفأر» على الشاب «حمادة» (محمد فراج) الذي يعاني مشاكل نفسية بسبب شكه في أن أمه «ألطاف» (سوسن بدر) تُعد مطمعاً لأهل الحارة فضلاً عن مشاكله العاطفية المتمثلة في البحث عن الفتاة التي توافق على الارتباط به!

على صعيد الشكل، أيضاً، يبدو «حمادة» أقرب إلى «الفأر» بأسنانه البارزة، وملامح وجهه، بينما يبدو الضابط «عباس»، بميله الدائم إلى العنف، ومهارته الواضحة في القنص والافتراس، أشبه بـ «القط»، الذي يصقل مخالبه لنهش ضحاياه. بل إن الفيلم يكاد يبدو مغامرة جديدة من مغامرات «توم وجيري»، سواء في إيقاعه وتصويره أو مواقفه وشخصياته.

 يمثل فيلم «قط وفار» واحدة من التجارب النادرة التي اعتمد فيها الكاتب الكبير وحيد حامد على قصة لم يكتبها، كما فعل سابقاً في فيلم «عمارة يعقوبيان» (2006) المأخوذ عن قصة من تأليف علاء الأسواني. لكنه يستلهم، هذه المرة، أحداث فيلمه الجديد من مجموعة قصصية للكاتب عبد الرحمن فهمي انتهى الفيلم من دون تسميتها، واكتفى بكتابة السيناريو والحوار، الذي اتسم كعادة الأعمال التي يكتبها بطزاجة، وجدة، وطرافة، واكتشاف الجديد المتمثل هنا في دعم المخرج الشاب تامر محسن، الذي تعاون معه في المسلسل الدرامي «بدون ذكر أسماء»، والثقة في موهبة الوجه الشاب محمد فراج، وتغيير شكل وأداء النجم محمود حميدة!

يبدأ فيلم «قط وفار» بلقطات تقسم الإطار على الشاشة، وقطعات متوازية (مونتاج وائل فرج) بين الحارة الشعبية بأهلها البسطاء الذين يسكن بينهم «حمادة» وأمه، والحياة الفارهة التي يعيشها «عباس»، والهيبة التي يتمتع بها، قبل أن نرى موكبه، وهو يجتاز بوابات وزارة الداخلية، ولحظتها نُدرك أنه «وزير الداخلية» الذي لا تُرد له كلمة، ويهاب الجميع قراراته. لكن «حامد» يلجأ، كعادته، إلى تقديم شخصية «وزير الداخلية» بصورة كاريكاتورية ساخرة؛ إذ يؤكد أن «الأسد» في عرين وزارته ليس سوى «نعامة» في بيته؛ حيث تملك زوجته (النجمة السورية سوزان نجم الدين) مقاليد الأمور، وتسيطر على شخصيته، لدرجة أنها تُحرم عليه أن يناديها باسمها الأصلي «ميرفت»، وتؤكد عليه أن يدعوها «مافي»!

لا أدري السر وراء اقتباس المخرج تامر محسن مشهد هيفاء وهبي في دعاية فيلم «حلاوة روح»، ومن قبلها الإيطالية مونيكا بيلوتشي في الفيلم الإيطالي Malena، والرجال يتحلقون حولهما بغية الفوز بنظرة أو ابتسامة، ليوحي بأن {ألطاف} تؤرق مضجع رجال الحارة، وكان بمقدوره أن يُبدع تصوراً جديداً بدلاً من التكرار الذي يعكس قلة حيلته. كذلك الحال بالنسبة إلى الموسيقى (محمد مدحت) التي لم تخل من ضجيج وزعيق، على عكس الكاميرا (فيكتور كريدي) التي أدَّت دوراً درامياً كبيراً في فضح المشاعر الداخلية، عبر الاعتماد على اللقطات الكبيرة المقربة، وإظهار التناقض بين حياة البسطاء في الحارة، وحياة البذخ والترف التي تتمرغ فيها عائلة {وزير الداخلية}، رغم الأصل الوضيع لـ {عباس} و}مافي}، حسبما كشفت عنه الأحداث، والمواقف، والحوارات. وتأكد ذلك بالفعل في مشهد ظهور {عباس القط} في الحارة ليقبض على {حمادة الفار}، والفضيحة التي طاردته على يد العجوز (القديرة ثريا إبراهيم) التي ربته في طفولته، وعايرته بما أصبح عليه من جحود ونكران، بسبب الجذور التي تخلى عنها، والأصل الذي تجاهله، وكان سبباً في ويلاته، ومتاعبه!

بالطبع لم يكتف وحيد حامد بمناهضة ممارسات {وزير الداخلية}، وإنما وجه انتقادات عنيفة إلى تغييب القانون، وطبقة المحامين،  وتهافت المؤسسات الصحافية، وطغيان الوساطة. لكن تملكني شعور وأنا أتابع أحداث فيلم {قط وفار} بأنني حيال النسخة الحديثة من فيلم {أي أي}، الذي أنجزه المخرج الراحل سعيد مرزوق عام (1992)، واختار لبطولته: ليلى علوي، محمد عوض، كمال الشناوي وأشرف عبد الباقي. فالحديث عن الجثة التي يجري استغلالها، والمتاجرة بها، هي نفسها فكرة فيلم {أي أي} المأخوذ عن فكرة كتبها حمدي حسن وصاغ لها السيناريو والحوار بسيوني عثمان. لكن يُحسب لفيلم {قط وفار} أنه أعاد للسينما قلم الكاتب الكبير وحيد حامد، بعدما غاب عن الساحة عقب عرض فيلم {احكي يا شهر زاد} (2009)، وانشغل بالكتابة للتلفزيون، وهو القادر دائماً على تحريك المياه الراكدة.

«دراما اليوم الواحد» في صدارة «نصف العام السينمائي»

كتب الخبرأمين خيرالله

تشهد السينما المصرية أفلام «اليوم الواحد» في فترات متقطعة، إذ يقدم الصانعون فيلماً أو اثنين في أحد المواسم ثم يغيب هذا النوع من الأفلام ليعود في موسم آخر. ولكن موسم نصف العام السينمائي تطغى عليه «دراما اليوم الواحد» بثلاثة أفلام.

يأتي فيلم «بتوقيت القاهرة» في مقدمة أفلام اليوم الواحد في موسم نصف العام السينمائي في مصر. كتبه أمير رمسيس وأخرجه، ويتولى بطولته كل من نور الشريف وميرفت أمين وسمير صبري.

يتضمن الفيلم عدداً من القصص، يدور كل واحدة منها في يوم واحد، على أن تتشابك معاً في آخر العمل. أما فيلم «يوم مالوش لازمة» فكتب قصته عمر طاهر وأخرجه أحمد الجندي، فيما يتولى بطولته كل من محمد هنيدي وهالة فاخر وروبي وريهام حجاج. تدور أحداثه خلال يوم واحد أيضاً وفيه تتنافس ريهام وروبي على قلب هنيدي.

محمد أبو سيف كتب فيلم «هز وسط البلد» وأخرجه، وهو من بطولة كل من إلهام شاهين وحورية فرغلي وزينة وفتحي عبدالوهاب وأمير شاهين. تدور القصة خلال ثماني ساعات في منطقة وسط البلد، مُستعرضةً الشخصيات المختلفة فيها، ومشاكل المجتمع من بينها: البطالة وغلاء المعيشة المتزايد والباعة المتجولون.

سألنا إلهام شاهين عن ميزة أفلام اليوم الواحد وسبب كثرتها في الموسم الجاري، فأجابت أن هذا النوع يتطلب مواضيع معينة ومعالجات درامية مختلفة، موضحةً أن تايخ السينما المصرية يحوي الكثير من هذه الأعمال وأبرزها «بين السما والأرض» الذي يعود إنتاجه إلى عشرات السنين، قائلة: «السينما المصرية صاحبة تاريخ كبير، وهذه الأعمال ليست جديدة علينا. أما وجود هذا الكم منها اليوم فبسبب توارد الخواطر والصدفة».

تتابع شاهين: «عندما قرأت السيناريو، أعجبت به جداً وتحمست له»، مشيرة إلى أن بعض الفنانات يتخوف من هذه النوعية بسبب ظهورهن في شكل واحد وبالملابس نفسها، لكنها لا تضع هذه الأمور في بالها، خصوصاً أنها ظهرت طوال الفيلم من دون ماكياج كي يشعر الجمهور بمعاناة أبناء العشوائيات والباعة المتجولين‏.‏

مؤلف فيلم «يوم مالوش لازمة» عمر طاهر قال بدوره إن العمل في هذا النوع من الأفلام يكون صعباً جداً بسبب التزام المؤلف بوقت معين وأحداث تدور في أماكن محددة في زمن قصير جداً، ما يجعل كتابة السيناريو صعبة على عكس ما يتوقع البعض، مؤكداً أن المصادفة هي التي جمعت ثلاثة أفلام من هذا النمط خلال موسم واحد.

يوضح طاهر أنه يعلم تماماً موهبة أحمد الجندي الإخراجية التي حسمت أموراً كثيرة لصالح الفيلم، وهو ما ظهر على الشاشة، لا سيما أن دراما اليوم الواحد ترهق فريق العمل. ويؤكد أن المخرج يبذل جهداً كبيراً ومضاعفاً بغية إبعاد عنصر الملل، لأن الجمهور ينفر من ا‏لديكورات المتكررة في محيط التصوير الذي يدور في أماكن قليلة جداً غالباً.‏

مصادفة
الناقد السينمائي محمود قاسم  يرى أن عرض ثلاثة أعمال من «دراما اليوم الواحد» جاء بالمصادفة البحتة، موضحاً أن هذا النوع من الأفلام يتطلب مهارة خاصة في الكتابة والإخراج والتنفيذ، ضارباً المثل بفيلم «ساعة ونصف»، أحد أفضل أعمال «اليوم الواحد» لكثرة أبطاله وتداخل مشاهده وقصصه.

وينفي قاسم أن تكون «دراما اليوم الواحد» موفرة للمنتج، ويتابع: «صلاح أبو سيف هو صاحب الامتياز والحق في نقل هذه الأعمال إلى السينما العربية عموماً والمصرية خصوصاً، بكل حرفية ووضوح من خلال فيلم «بين السما والأرض». كان الأخير أول الأعمال البارزة في هذا المجال، علماً أنها تأتي جيدة عادة لأن من يتصدون لكتابتها يكونون أصحاب خبرة ومهارة غالباً، كذلك المخرج الذي يتجرأ على إخراجها يتمتع بثقة كبيرة بموهبته».

ويشير قاسم إلى أن تكثيف العلاقات الإنسانية في زمن محدد يصبّ في صالح العمل الفني، موضحاً أن اليونان ابتكروا الدراما التي تدور أحداثها خلال يوم واحد، وتحتاج من السيناريست والمخرج استغلال كل لحظة في وقت الفيلم.

يوافقه الناقد الفني كمال القاضي الرأي في أن المصادفة هي التي جمعت ثلاثة أعمال من نوعية «اليوم الواحد» خلال موسم نصف العام، مشيراً إلى أن فرص نجاح هذه الأعمال كبيرة جداً نظراً إلى تكثيف الأحداث وسرعتها، ما يجعل المشاهد بعيداً من الملل أو تشتت التركيز في مشاهد طويلة ومملة.

القاضي يرى تطوراً في خروج المؤلفين من أنماط السينما التقليدية، مؤكداً أن ارتفاع معدلات أفلام «اليوم الواحد» يصب في مصلحة السينما المصرية، لا سيما أن ميزانيتها قد تكون أقل من ميزانية الأفلام العادية بسبب التصوير في مكان واحد. ويذكر أن السيناريو الجيد يعوِّض المشاهد عن قلة عدد الديكورات المتاحة.

ويتوقع القاضي زيادة عدد هذه الأعمال خلال الفترة المقبلة في حال حصدت الأفلام المعروضة راهناً إيرادات كبيرة. أما إذا أخفقت في شباك التذاكر فسيتجاهل الصانعون محاسنها وجودتها، قائلاً: «للأسف، أصبح التقييم بالإيرادات لا الجودة أو الإبداع أو حداثة الفكرة وجرأتها».

أحمد ماهر: «سكيب هوم» تدعم صناعة السينما

كتب الخبرهيثم عسران

«سكيب هوم» مؤسسة جديدة هدفها دعم صناعة السينما، كما يؤكد مؤسسها المخرج أحمد ماهر، وتخريج شباب متخصصين في التقنيات السينمائية المختلفة، بالإضافة إلى تدريب الممثلين المحترفين ومراجعة السيناريوهات قبل تقديمها.

في حواره مع «الجريدة»، تحدَّث ماهر عن افتتاح المؤسسة، وسعيه إلى التواصل مع الغرب وإخراج السينما المصرية من محيطها الإقليمي الضيق.

·        ما سبب اتجاهك إلى إنشاء مدرسة لتعليم السينما؟

المخرج العالمي يوسف شاهين كان أول من بادر بإنشاء مثل هذه المدارس في مصر، ولكن ما زال لدينا نقص في هذا النوع من المدارس. من واقع دراستي في الخارج، وجدت أن الفرصة متاحة لتقديم خبرتي لصانعي السينما والمهتمين بها عبر مشروعي الجديد، الذي يهدف إلى تحسين الأجواء المحيطة بالصناعة، وتشجيع الشباب وزيادة خبرة المحترفين.

·        لماذا اخترت اسم «سكيب هوم»؟

لأنه الاسم البريطاني لدار السينما التي كانت تعتبر السينما بمثابة لحظة الهروب من الواقع، وقصدت أن يكون سينمائياً ليعبر عن مضمون المؤسسة ورسالتها.

·        حدثنا عن فكرة المشروع.

رغبت في تأسيس مؤسسة سينمائية مستقلة تؤهل الشباب بالتخصصات القليلة وتطوّر مهاراتهم للحد من الاستعانة بالأجانب في التخصصات السينمائية، أو تحصل على منح من الخارج. نجحت في ذلك، وأتمنى أن تكون محطة مهمة لتخريج أجيال سينمائية جديدة.

·        لماذا اخترت الانطلاق بأكثر من قسم في المدرسة؟

المشروع بمثابة مؤسسة كما ذكرت سلفاً، ويضم تخصصات عدة. لن يقتصر التدريس فيه على وجودي، بل سنستعين بخبراء في صناعة السينما من الخارج. وأتمنى أن تتوافر تحركات مماثلة سواء على المستوى الرسمي من خلال وزارة الثقافة والجهات المختصة أو بشكل مستقل من المنتجين.

·        كيف ستوفر فرص عمل للمنضمين إلى المؤسسة؟

تعمل المؤسسة وفق نظام الإنتاج الحر، وهو خارج إطار السوق العام لصناعة السينما، ومن خلال علاقاتي بالقيمين على المهرجانات السينمائية في الخارج وصانعي السينما العالميين سأتواصل معهم وأعرض عليهم أفلام الموهوبين لتقديمها، من ثم نعمل على إخراج صناعة السينما من الدائرة الإقليمية الضيقة ونفتح قنوات اتصال مع صانعي السينما الأوربية.

·        هل يكفي التواصل مع الخارج؟

أنا مخرج مصري ولدي علاقات  مع شركات الإنتاج المصرية أيضاً. لا أملك الأموال اللازمة لتنفيذ المشاريع السينمائية المقترحة كافة، لكني أنتج أشخاصاً لديهم القدرة على تنفيذ المشاريع.

·        هل تعتمد على المنح التي تقدم للمؤسسات السينمائية المستقلة؟

مشروعي حتى الآن قائم على الاجتهاد الذاتي الخاص، ولم أتلق أي منح بعد. ولكن لا أمانع فيها إذ كانت جيدة ومتوافقة مع طبيعة العمل الذي أقوم به.

·        ماذا عن قسم المحترفين؟

اعتمد فيه على الممثلين الذين لديهم تجارب تمثيلية سابقة ويرغبون في تحسين قدراتهم التمثيلية لتطوير مهاراتهم التمثيلية المختلفة، وهو أمر متعارف عليه مع النجوم العالميين الذين يحرصون على الالتحاق بهذه الدورات باستمرار، ليكونوا على علم بأحدث التقنيات التي تصل إليها صناعة السينما، وهو ما أنقله إليهم من خبرتي بالدراسة في إيطاليا.

·        من أبرز الفنانين الذين تعاونوا معك؟

داليا البحيري، راندا البحيري، عمر خورشيد وغيرهم. اخترت 16 ممثلاً محترفاً لديهم رغبة في الدراسة، وهي المرة الأولى التي يجتمع فيها ممثلون محترفون في ورش تدريب على التقنيات الحديثة.

·        هل طلبت منهم الانضمام؟

على العكس، هم من بادروا بالتقدم والتواصل معي. وثمة فنانون تقدموا ولم أتحمس لهم رغم أنهم نجوم، ذلك بسبب معرفتي بقدراتهم التمثيلية وشعوري أنني لن أستطيع أن أخرج منهم المزيد، ففضلت قبول الشخصيات التي لديها قدرة على التطور.

سبق أن دربت عدداً كبيراً من الممثلين على أداء شخصيات محددة قبل بدء تصوير أعمالهم من بينهم أحمد عز، نور، وبسمة. ولكن للمرة الأولى يكون التدريب بشكل عام وليس مرتبطاً بعمل محدد.

·        يهدف عدد من المشاريع السينمائية إلى الربح، ماذا عن مشروعك؟

هدف المشروع خدمة السينما لا الربح. الرسوم التي تحصل المؤسسة عليها تصب في شراء الأدوات وتجهيز مكان التدريب، ودفع مخصصات المدربين الأجانب.

·        ماذا عن الهواة؟

أستقبلهم وأدربهم على تقنيات التمثيل، والتي تساعدهم على معرفة تفاصيل الوقوف أمام الكاميرا. ويخضع المقبولون لاختبارات أولية، خصوصاً أن ثمة أعداداً كبيرة تقدمت ولكن تم الاستقرار على 16 شخصاً فقط، وهم الأكثر موهبة وتميزاً.

·        هل ثمة مساحة للسيناريو؟

تضم المؤسسة «سكريبت دكتور»، وهي بمثابة عيادة للسيناريو حيث يطلع عدد من الكتاب المحترفين على السيناريو، فيحددون نقاط ضعفه وقوته لمعالجتها قبل تقديمه على الشاشة. وهي نموذج لورش موجودة في الخارج منذ فترة طويلة.

«المضحكون الجدد» يغزون الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي

كتب الخبرأحمد بركات

ظاهرة جديدة يشهدها الوسط الفني وهي صعود نجوم الكوميديا الشباب الذين يحصدون مزيداً من الضحكات بأعمالهم المنتشرة في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ما يرسم علامات استفهام حول رؤيتهم للكوميديا ونوعية العروض المسرحية التي يقدمونها، والأدوات التي يمتلكونها وتميزهم عن نجوم الكوميديا المعروفين.

يرى أشرف عبد الباقي أن الفن، على غرار أي مجال في الحياة،  تتسلم فيه الأجيال الراية من الأجيال الأخرى، مشيراً إلى أن النجاحات التي حققها  في الفترة الأخيرة مع وجوه شابة جديدة تعود إلى امتلاكها كما هائلا من {الطاقة والإخلاص} تكفل استمرار صعود نجمها، مؤكداً أن هذا الجيل مكسب لأي عمل .

يضيف: {الموهبة هي الأرضية المشتركة  بين الأجيال، بالإضافة إلى {عامل مساعد} قد يكون فناناً يكتشف الشباب  أو يرشدهم أو يشاركهم أعمالهم، ولكن الفرق الملموس هو تأثير التكنولوجيا على الفن، ذلك أن الوجوه الحالية برزت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتم تدشين قناة رسمية على {يوتيوب}، لشرح الشروط المطلوبة وطريقة التقديم للمواهب الجديدة، الراغبة في المشاركة، وهي تسهيلات تقنية لم تتوافر للأجيال السابقة .

ينصح هؤلاء الشباب بعدم الغرور أو الخوف، مذكراً إياهم بأنهم تسببوا في انتعاشة الفن، {فأعدنا المسرح إلى الواجهة بعد توقف، والعروض السينمائية التي تطلب ظهوركم عديدة، والمسلسلات كذلك}.

كوميديا الموقف

يوضح علي ربيع (ممثل شاب وعضو فريق «تياترو مصر»)، أن بزوغ نجمه في الفترة الأخيرة لم يكن وليد المصادفة،  بل خاض تجارب على مدار السنوات السابقة استفاد منها على المستوى الشخصي، وساهمت في تطور قدراته.

يضيف في تصريح لـ «الجريدة»: «أقول لمن يتهموننا بالوصول السريع والنجاح السهل إنني، شخصياً، قدمت 25 عرضاً مسرحياً في مهرجانات الجامعات خلال دراستي في كلية التجارة بجامعة القاهرة، قبل أن التحق بمركز الإبداع في دار الأوبرا المصرية، والاشتراك في مسرحية «أين أشباحي» مع المخرج خالد جلال».

يتابع: {النوعية التي نقدمها حالياً تأخذ طابع الاسكتشات المنفصلة، ويعتمد ظهورنا الدرامي أو السينمائي على {كوميديا الموقف}، لذا توجه إلينا انتقادات بأننا لا نقدم عملا متكاملا ذات معنى مترابط من بداية العرض حتى نهايته، أتفهم ذلك جيداً، وأعتبره {مرحلياً} من ناحية، ومطلوب لذاته من ناحية أخرى، لجهة رسم الضحكة على وجوه المشاهدين كـ {غاية} من دون أهداف أخرى، فبعضنا يقف على خشبة المسرح للمرة الأولى، وبمرور الوقت سنترك بصمات مؤثرة في الكوميديا .

حول ما أضافه جيله أكثر  من جيل هنيدي ومحمد سعد وأشرف عبد الباقي نفسه، يوضح: {لكل جيل سمات معينة تميزه، وأعتبر الموهبة هي {الأرضية المشتركة} التي يقف عليها الجميع ولا تتأثر بفكرة الأجيال، لكن يكمن الاختلاف في الألفاظ والأفيهات السريعة الطابع التي نستخدمها، علاوة على {ظهورنا الجماعي} وقدرتنا على إضحاك المشاهدين، من خلال اشتراك  23 ممثلا في مشهد واحد، في حين يعتمد هنيدي أو سعد على الظهور {الفردي}، وسنحافظ على فكرة الأداء الجماعي وتجنب البطولات المطلقة.

يبدي محمد أسامة (ممثل شاب وعضو {تياترو مصر}) رضاه عن المستوى الذي حققه زملاؤه في الأعمال المختلفة على الشاشة، مؤكدا لـ {الجريدة} أنه اشترك في أعمال عدة أهمها:  الجزء الرابع من مسلسل {الكبير} مع الفنان أحمد مكي، وعروض {تياترو مصر} مع أشرف عبد الباقي، ومعتبراً أن المهمة الملقاة على {المضحكين الجدد} أثقل من تلك التي ألقيت على الأجيال السابقة، نظراً إلى الظروف السائدة في البلاد حاليا وانعكاسها على نفسية المشاهد.

يضيف أن اختيار الطابع الكوميدي في غالبية الأعمال لا ينفي القدرة على تقديم أدوار أخرى وشخصيات مختلفة، معتبراً أن أهم ما يميز جيله عن سابقيه من نجوم الكوميديا هو {الشمولية} في تقديم ألوان متنوعة في التمثيل، سواء المسرحي أو السينمائي، وما ساعد على ذلك العروض التي  قدموها في دار الأوبرا المصرية، فضلا عن موهبة أعضاء {تياترو مصر} في الرسم وإلقاء الشعر والغناء إلى جانب الكوميديا.

يسعى أسامة وأصدقاؤه إلى أن تدخل الكوميديا مرحلة {الوعي} ليس بمعناه الفني، بل السياسي والاجتماعي، {فيلمس المشاهدون اهتمامنا بمشكلاتهم وليس تركيب المفارقات فحسب}، مشيراً إلى أنه يطمح يوماً ما إلى بلوغ مستوى {ثلاثي أضواء المسرح}، وليس ترك بصمة فقط، كأجيال الكوميديا المعاصرة رغم تقديره الشديد لها.

تجربة إيجابية

يرى الناقد المسرحي عبد الغني داود ثمة إيجابية في تجربة الشباب في {تياترو مصر}، ومن الممكن أن تفرز أجيالا جديدة من راسمي البهجة على وجوه المشاهدين، محذراً، في الوقت ذاته، من تحول الموضوع إلى مصدر ربح مادي وأن يصاب الجيل الجديد بعدوى الاحتكار من المنتجين، وأن تغلب التجارة على عروضهم المسرحية.

يتمنى عدم اقتصار الأمر على اعتماد جيل جديد من {المضحكين} بقدر ما يفرز مواهب أخرى، على صعد التأليف والإخراج والغناء والديكور، مؤكداً لـ {الجريدة}: {لا تجد بلادنا مشكلة في إيجاد من يضحك الناس، لكن نريد أن يكون لعودة العروض المسرحية وصعود نجم الشباب صدى في مستويات فنية أخرى، تشكل نقلة نوعية في عالم الفن}.

جوليا قصّار: «يلا عقبالكن» فيلم واقعي من صلب مجتمعنا

كتب الخبرمايا الخوري

ممثلة مخضرمة اقتصرت إطلالاتها الفنية الأخيرة على خشبة المسرح وفي السينما، 
في حين تغيب قسراً عن التلفزيون، لأن أياً من الأدوار التي عُرضت عليها بعد {الشحرورة} لم تحمّسها للمشاركة فيها.

جوليا قصّار، تجسّد شخصية أمٍ تعاني فوبيا عنوسة ابنتها الثلاثينية، وذلك في الفيلم السينمائي اللبناني {يلا عقبالكن} (كتابة نيبال عرقجي، إخراج ايلي خليفة).

عن شخصيتها الفكاهية في الفيلم وواقع السينما والدراما تحدثت إلى {الجريدة}.

·        حصد «يلا عقبالكن» نسبة مشاهدين مرتفعة، إلام تعزين ذلك؟

هو فيلم حقيقي وواقعي، يشبه الجمهور سواء على صعيد الشخصيات التي يمكن أن نلتقي بها في حياتنا اليومية، أو أمكنة التصوير المألوفة لدينا، لذا يمكن لأي مشاهد التماهي مع إحدى الشخصيات التي ترجمت ما يفكّر فيه في قرارة نفسه، فرأى أمامه مواضيع تعنيه، لذا تفاعل معها بشكل تلقائي.

·        تجسدين شخصية الأم التي تعاني «فوبيا» عنوسة ابنتها، كيف تقيّمين تركيبة هذه الشخصية؟

تنتاب هذه الهواجس كل أم من دون أن تظهرها بالضرورة إلى العلن، فثمة أمهات يطالبن بناتهنّ بالارتباط علناً، فيما أخريات يبقينه في سرّهن، لذا ما عبّرت عنه، عبر الشاشة من خلال هذه الشخصية، هو حقيقي، والتعابير التي استخدمتها مألوفة في مجتمعنا ونسمعها على لسان أمهّات كثيرات.

·        برأيك هل تتماهى هذه الأم مع طبيعة المجتمع العربي؟

طبعاً، تفضّل الأم العربية أن ترى ابنتها متزوجة وأماً أولاً، قبل أن تراها صاحبة شهادات علمية عالية، لأن العلم والعمل ثانويان مقارنة مع الزواج والإنجاب بالنسبة إليها. لذا لا مبالغة في شخصيتي السينمائية بل هي نابعة من صلب المجتمع، والدليل على ذلك، عندما ألتقي الناس في الشارع يرددون الجملة التي أقولها في إعلان الفيلم.

·        ألم يسهم أداؤك الحقيقي في جعل هذه الشخصية حقيقية إلى هذه الدرجة؟

قالت نيبال عرقجي، كاتبة الفيلم، إنها لم تخترع شيئاً، بل نقلت ما رأته في محيطها وعايشته فأحبّت الحديث عنه. أمّا بالنسبة إلى طريقة الأداء، فلم أفتعل مواقف مضحكة، لأن المبالغة في هذه الشخصية غير مقبولة، خصوصاً أن المواقف الواردة في سياق العمل كافية ووافية، لذا جسّدت هذه الشخصية بصدق.

·        هل قصص بطلات الفيلم الأربع شائعة في مجتمعنا العربي؟

طبعاً، تخطّت فتيات كثيرات سنّ الثلاثين من دون زواج وذلك لأسباب عدّة، منها سعيهنّ إلى الدراسة والعمل قبل إيجاد الشخص المناسب لمستواهنّ العلمي والثقافي والمهني، لكننا نلاحظ، أيضاً، أن الشباب المثقفين، في غالبيتهم، يهاجرون بهدف العمل وتأمين المستقبل، وهذه أزمة يعانيها مجتمعنا، لذا تعاطف الجمهور مع ما طرحه الفيلم كونه يعكس واقعاً.

·        تضمّن الفيلم جرأة في بعض المشاهد والكلمات، هل يمكن تحديد الجرأة الفنية؟

يضحكني الحديث عن الجرأة! لأن الجرأة في أفلامنا المحلية في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته تخطّت ما نراه راهناً. تعكس السينما الحقيقة، وواقع المجتمع ولا يمكن الاختفاء وراء إصبعنا فيها، والأهمّ أسلوبها الفنّي، فإمّا يكون ناجحاً أو فاشلا. ثم لماذا ربط الجرأة بالتلميحات الجنسية فحسب؟

تكمن الجرأة في طريقة طرح الفكرة ومعالجة موضوعٍ يُعتبر «تابو» في المجتمع مثل العنوسة، واستحالة بعض العلاقات بين الرجل والمرأة التي عالجها الفيلم بصدق من دون أن يحوي ألفاظاً مبتذلة أو غريبة عن مجتمعنا، لذا تقبّله الجمهور ولم ينفر منه. أمّا المشاهد التي اعتبرها البعض جريئة فأتت في السياق الطبيعي للفيلم، وأعطته مصداقية ولم تكن مبتذلة. من جهة أخرى، وقبل الإشارة إلى الجرأة في الأفلام اللبنانية، لماذا لا يرونها في الأفلام المصرية مثلا!

·        بينما تغيبين عن الشاشة الصغيرة تطلين في السينما، ما سبب ابتعادك عن الدراما التلفزيونية؟

عندما أتلقى نصّاً يعجبني، وتتوافر المكونات التي أطمح إليها في التلفزيون على صعد الكتابة والإخراج والإنتاج وفريق العمل، عندها لا أغيب!

·        هل تقدّم لك السينما والمسرح ما لم يقدّمه التلفزيون؟

أستمتع بما يُعرض عليّ على صعيدي السينما والمسرح، فيما لم أتلقَّ، منذ سنوات، دوراً تلفزيونياً جاذباً لأؤديه، يرضيني فنياً ويحمّسني للمشاركة فيه. أحب الإطلالة عبر التلفزيون لاستمرار التواصل مع الناس الذين يظنون أنني بعيدة عن المهنة كوني غائبة عن الشاشة الصغيرة.

·        كيف تقيّمين العجلة السينمائية اللبنانية؟

ثمة أعمال جميلة إنما نحتاج إلى الاستقرار لتتحرك عجلة الإنتاج أكثر. برأيي، نحن متجهون إلى أعمال أجمل مما عُرض حتى الآن، خصوصاً أن صالات السينما تعي راهناً أهمية الفيلم اللبناني، وبات جمهورنا يعطي أولوية للفيلم المحلي على حساب الفيلم الأجنبي، شرط أن يكون ناجحاً وجميلا، لأنه يرى فيه قصصه ومجتمعه. أفرح لنجاح أي فيلم سينمائي محلّي، لأنه يستردّ تكاليف إنتاجه المرتفعة والنابعة من مبادرات فردية. من هنا أحيي نيبال عرقجي لشجاعتها بإنتاج فيلم ثانٍ بعد «قصة ثواني».

·        والخلطات العربية في المسلسلات الدرامية؟

أؤيدها شرط أن يستوجب الموضوع ذلك فنصدّق ما نراه، فأحياناً يحصل افتعال غير واقعي. إطلالتنا عبر الفضائيات العربية من خلال هذه الأعمال جيّدة، لكنني أفضّل أن نطلّ عبر أعمال محلية صرف، أيضاً، وهذا ما يحصل أحياناً.

·        ما انعكاس هذه الأعمال على الدراما المحلية؟

لا تؤدي إلى المنافسة بحدّ ذاتها إنما تحثّ على تقديم أعمال محلية بمستوى الأعمال العربية المشتركة، وعدم التهاون للحفاظ على الموقع والتطوّر. من جهة أخرى، ليست الأعمال العربية المشتركة كافة جيّدة فثمة أعمال سيئة أيضاً.

·        هل ترين تطوراً في مستوى الدراما المحلية؟

طبعاً، وثمة جمهور لبناني يتابع العمل المحلي ويدعمه ويتعاطف مع الممثلين اللبنانيين، ويفضّله على المسلسلات التركية والسورية، ما أدى إلى سعي المؤسسات المرئية إلى إنتاج هذه الأعمال وعرضها. في النهاية، عندما يوضع الشخص المناسب في الموقع المناسب، ويتوافر فريق تقني جيّد، يتحسّن الإنتاج ويتقدّم، خصوصاً مع انطلاق مؤسسات إنتاجية جديدة، ما يفعّل المنافسة الإيجابية وينعكس على نوعية الإنتاج والأعمال.

دراما تلفزيونية

·        هل من مشروع درامي تلفزيوني قريب؟

لا شيء في الأفق القريب على صعيد التلفزيون، إنما ثمة أعمال سينمائية قيد التحضير.

·        هل تختلف انطلاقة جيل جديد من الممثلين عن إنطلاقتكم؟

طبعاً، بسبب اختلاف الظروف، فنحن انطلقنا في زمن الحرب، وفي ظل ظروف إنتاجية صعبة. لكن، في الماضي، عندما كانت تُسلّط الأضواء على ممثل ما، كان الجميع يحيطه إعلامياً ومهنياً ويلفت النظر بأدائه، أمّا راهناً وبسبب المزاحمة في الوسط الفني، يضطر الممثل إلى الخضوع لـ{كاستينغ» والاجتهاد لإثبات وجوده عبر وسائل عدّة.

·        لكننا لم نعد نميّز بين الممثل المتخصص وبين الدخيل إلى المهنة؟

هذه إحدى المشاكل التي يعانيها الجيل الجديد أيضاً، بسبب الدخلاء الذين ليسوا جميعهم بالضرورة سيئين، إنما أصبحت الأولوية للظهور أكثر من الأداء، ما صعّب على الأشخاص الجديّين شق طريقهم المهنية. من جهة أخرى، عندما يُفسح في المجال أمام دخلاء لإظهار قدراتهم لا يعني ذلك نجاحهم، بالضرورة، لأنهم عندما يقفون إلى جانب ممثل جيّد، عندها سيظهر الفرق. نلاحظ أنه مع تقدّم الإنتاجات المحلية، أصبح المنتجون يبحثون عن العمل المتقن وعن الجودة، لذا نرى في الأعمال الأخيرة طغيان خريجي المسرح على الممثلين الآخرين.  

·        رغم غيابك عن التلفزيون، لا تزالين ماثلة في ذاكرة الجمهور، كيف تفسّرين ذلك؟

فوجئت بردود فعل الجمهور الإيجابية، مع أنني لم أشارك في أي دراما بعد مسلسل «الشحرورة»، منذ أربع سنوات، رغم أن ذاكرته قصيرة في ما يخصّ التلفزيون، إلا أنه يدرك أنني لا أختار إلا الأدوار الجيدة، وهذا ما يعبّر عنه عندما ألتقيه في الأماكن العامة.

الجريدة الكويتية في

04.02.2015

 
 

«ساعي بريد» نيرودا.. في ستديو الأربعاء

البطولة لمن.. للشاب المجهول أم الشاعر المشهور؟!

شريف صالح

خصص ستديو الأربعاء شهراً لأفلام السيرة ختمها بالفيلم الإيطالي ساعي البريد المأخوذ عن رواية أنطونيو سكارميتا الشهيرة الصبر المتأجج والتي ترجمها صالح علماني إلى العربية بعنوان ساعي بريد نيرودا.

يمثل الفيلم والرواية معاً العلامة الكاملة لعلاقة السينما بالأدب، فإذا كانت الروايات الكبيرة لا تتجسد أحيانًا في أفلام عظيمة، أو العكس، فنحن هنا أمام رواية عظيمة وفيلم عظيم في الوقت ذاته.

ولم نكن أمام سيرة بالمعنى التاريخي لحياة شاعر تشيلي الأشهر بابلو نيرودا (1904ـ 1973) الحائزة على جائزة نوبل عام 1971 والذي وصفه ماركيز بأنه أعظم شعراء القرن العشرين في كل اللغات.. بل أمام دوامة بسيطة من نهر حياته المديدة تتعلق بفترة نفيه إلى جزيرة إيطالية في الخمسينيات من القرن الماضي.

ما بين السينما الأدب، السيرة الكاملة فصل عابر منها، تؤسس كاميرا المخرج البريطاني مايكل رادفورد لجماليات ذلك الشريط الفريد، وتصبح بمثابة عدسة مكبرة جدًا لأشد التفاصيل وأدق المشاعر الإنسانية.

ورغم وجازة الفترة الزمنية، ومحدودية الفضاء المحكوم بجزيزة صغيرة على ضفاف البحر المتوسط إلا أن رادفورد استفاد من ذلك في إحكام قبضته على عناصر السرد، وعرض لنا روح نيرودا وسيرته مكثفة ومقطرة بوصفه شاعر الحب والثورة والطبيعة.

وقدم شريطًا متقنًا، متزنًا في بنائه ومفارقاته الدرامية، وتحولاته، سلسًا ومشبعًا في كل مشهد، فأرانا عبر لقطات بعيدة الجزيرة كآية من آيات الجمال الشعري، وأيضاً كسجن كبير بائس للصيادين الفقراء.

وأعطى للصورة أبعادها العميقة على الدوام، جماليا وإنسانيا، مستندة على موسيقى تصويرية من أجمل ما يكون، استحقت عن جدارة جائزة الأوسكار، من بين خمس جوائز رشح لها الفيلم. فكنا أمام قصيدة سينمائية في حد ذاتها، لا تقل عن عظمة قصيدة نيرودا، ولا عظمة رواية سكارميتا.

صداقة

خلال فترة نفي نيرودا ـ يتمطي زمن صداقة ناشئة بين شاب عاطل هو ماريو روبولو، لا يجيد القراءة والكتابة، من أبناء الجزيرة، يعيش عيشة بائسة مع والده الصياد العجوز.. وبين الشاعر العظيم المنفي والذي رآه في التلفزيون محط إعجاب واهتمام العالم كله.

شاعر تطارده الكاميرا، وشاب لا تراه الكاميرا أبدًا.. رجل يتلاعب بالكلمات والاستعارات.. وعاطل يعاني من الثأثأة والعجز عن نطق جملة سليمة.. إنسان محط إعجاب النساء.. وآخر يعجز عن قول كلمة واحدة للفتاة التي أحبها.

علاقة مفعمة بالجمال طرفاها ساعي البريد قرأ عن طلب عمل في مكتب البريد، كل المطلوب منه توصيل البريد عبر دراجته إلى شخص واحد فقط، هو الشاعر المنفي. ولأنه شخصية شهيرة يفترض أن يعامله باحترام بالغ ـ كما لقنه مسئول المكتب ـ ويشكره على البقشيش ولا يزعجه.

كانت المسافة بينهما بعيدة جدًا، لكنها تقاربت شيئًا فشيئًا عبر حوارات بسيطة، اكتشف نيرودا أنه أمام شاب لا يكاد يعرف القراءة والكتابة، لديه حس إنساني رائع، وشيء من الفضول للمعرفة، تحدثا معًا عن الحياة والسياسة والحب والشعر والاستعارات. ورغم عفوية الحوارات، لكنها بالغة العمق، ليس فيها تعمد التعليم والتلقين، بل كثيرًا ما بدا نيرودا ضجرا من إلحاح الشاب. مع ذلك ما قاله الاثنان عن الشعر وحده يشكل فلسفة بالغة العمق عن ماهية الشعر، فمن ينسى جملة جاءت على لسان الشاب لا الشاعر هي أن الشعر ليس ملكا لمن ينظمه بل لمن يحتاجونه.

ولأن نيرودا ليس مجرد شاعر كبير بل مناضل كبير أيضًا، كان من الطبيعي أن تُمرر بلطف مقولاته النضالية، بعيدًا عن التعقيد والدعائية والتعالم، فمثلا يدور حوار بسيط بينهما عن انقطاع الماء عن الجزيرة ووعود المسئولين، لتكشف عن منطقين نقيضين.. منطق ثوري رافض لانقطاع الماء كحق فطري لأي إنسان، ومنطق العامل الذي رضي بالظلم ويتعامل مع هذا الانقطاع كأمر طبيعي لا يستحق الثورة عليه.

ومن تباعد النموذجين، إلى التقارب والتحاور، وصولًا إلى الصداقة الحقيقية إلى درجة أن ماريو يتحدث مع الشاعر عن الفتاة التي أحبها وكيف عجز عن قول كلمة واحدة لها، ثم يطلب منه أن يكتب لها قصيدة، ويستغل استعاراته وقصائده لاستمالة قلبها، إلى أن يذهب الشاعر بنفسه لرؤيتها وتعزيز موقف صديقه.

وبعد أن كان الشاب لا يجيد التعبير عن مشاعره، ولا يعرف ما الذي يميز جزيرته التي ولد وعاش فيها، تنفك عقدة لسانه ويبدأ في تسجيل أهم معالمها من بحر وموج وجبال، بلغة شاعرية فتانة.

إذن الشعر، والحب، والثورة، والطبيعة.. أربع دوائر أساسية أطرت علاقة بالغة الرهافة بين شاعر عظيم وساعي بريد بسيط.

نهاية المنفى ولأنها من الأساس علاقة عابرة، كان من الطبيعي أن تعود إلى الانفصال، فعقب زواج الشاب من حبيبته، يحصل نيرودا على حق العودة إلى وطنه.

انتهى المنفى المادي بالنسبة للشاعر، وانتهى المنفى الروحي بالنسبة إلى ماريو الذي كان منفيًا في أميته ومحدودية وعيه. فها هو قد استرد بصيرته وأصبح ذا موقف سياسي يعلنه بوضوح أمام ساسة مستغلين لفقر صيادي الجزيرة، كما أصبح قادرا على نظم الشعر وأعد قصيدة مهداة إلى صديقه الشاعر العظيم كي يلقيها في ميدان الثورة.

وفي الجزء الأخير يتسارع الإيقاع مع لعبة الإخفاء والموازة، التي تظهر قوة المونتاج، فالشاب قد طُعن في محبته للشاعر الثوري الذي غادر ثم لم يتذكره بكلمة! ومع ذلك ظل مُصراً أن يطلق اسم بابلو على طفله الجنين.. وهنا تطرح بمواربة علاقة الأستاذ بالتلميذ، القائد الثائر بالأتباع.. وهي علاقة كثيراً ما تصيبها شروخ لا تلتئم.. فما أكثر الكبار الذين نظنهم منا ثم لا يتذكروننا بكلمة أو يبيعوننا عند أول منعطف!

لكن المفاجأة الشاعرية المذهلة حين يعود نيرودا مع زوجته ماتيلدا بعد سنوات قليلة إلى الجزيرة لزيارة صديقه ويتأثر لاستشهاد ساعي البريد أثناء الثورة وهو يستعد لقراءة قصيدته التي أهداها إليه، وكيف أطلق اسمه على طفله الوحيد الذي لم يره، ويستمع إلى صوته وقد سجل له إحساسه بمعالم الجزيرة، وطنه الصغير.

برغم مأساوية النهاية، لكن ماريو روبولو حقق في شهور قليلة ما يعجز ملايين البشر عن تحقيقه طيلة حياتهم، فهو أحب وتزوج حبيبته بياتريشيا التي جسدت دورها ماريا جرازيا بفتنتها الإيطالية

تعلم ماريو معنى الحب والثورة والجمال والوطن.. وحرر بنبالة وكفاح وعيه المستلب بفضل شعر نيرودا وحواره معه.

وكنا أمام روحين متفردتين وأداء تمثيلي في منتهي العبقرية والبساطة، إلى درجة أننا لا نشعر على الإطلاق أننا أمام ممثلين يتقمصان دورين.. براعة الممثل الفرنسي المخضرم فيليب نوريه (1930 ـ2006) أمام حيوية وعبقرية الممثل الإيطالي الشاب ماسيمو توريسي (1953 ـ 1994) وهو أيضا شاعر وشارك في كتابة الفيلم، ورغم إصابته بمرض القلب ودعوة الأطباء له بألا يجهد نفسه، لكنه فاض بكل روحه وكل طاقته لتخليد اسمه عبر دور ماريو روبولو، ومثلما مات ماريو في الفيلم في سبيل الكلمة التي آمن بها، مات ماسيمو في الواقع بعد اثنتى عشرة ساعة من تصوير دوره في سبيل السينما التي أحبها، واستحق أن يرشح عن الفيلم ـ الذي لم يره على الشاشة ـ لجائزة أوسكار أفضل ممثل.

ولعل سؤالا يفرض نفسه.. البطولة كانت لمن؟ للشاعر المشهور الذي كان السبب في ولادة ماريو من جديد.. بسحر كلماته؟ أم للعامل الذي بدأ من نقطة الصفر وواصل اكتشاف ذاته، بحثا عن الحب والحرية والجمال؟

برغم جمال شخصية نيرودا، وكونها المحرك الأساسي للتحول، لكنه يبقى كما هو نيرودا الشاعر المشهور لكن ماريو هو البطل الحقيقي للنص الفيلمي، هو المهيمن على فضائه، والأكثر عذوبة، وهو وحده من واصل التحول من اللاشيء إلى أن أصبح أيقونة ورمزاً.

إنه انتصار حاسم للهامشي على حساب المركز، للعابر المجهول لا المشهور.. للشخصية الروائية المختلقة ساعي البريد على حساب الشخصية الواقعية نيرودا.

انتصار كلمة الحرية على سلطة الفاشية السياسية، والدينية ممثلة في الكنيسة، وجشع المال ممثلا في أثرياء الجزيرة، وبطش التقاليد ممثلا في خالة الحبيبة المتزمتة.. حتى لو كانت الروح نفسها هي ثمن ذلك الانتصار.

إن ساعي البريد تحفة سينمائية عميقة في بساطتها، استحقت عن جدارة أكثر من ثلاثين جائزة.. ومهما ننسى من تفاصيل ستبقى شخصية ماريو روبولو أو ماسيمو توريسي علامة مضيئة في القلب، بكل نبلها وسموها ووجعها الإنساني وتوقها إلى الحرية.

في مهرجان الأقصر للأفلام المصرية والأوروبية

ماجدة واصف: السينما هي البطل.. وفرنسا ضيف الشرف

أكدت د. ماجدة واصف رئيس مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية أن الأحداث التي وقعت في فرنسا في مجلة شارلي ابدو أو في المطعم اليهودي هناك قد ألقت بظلالها على قرارات حضور بعض النجوم الفرنسيين لهذه الدورة وكانت هناك ندوة عن السينما الفرنسية باعتبار فرنسا ضيف شرف المهرجان في دورته الحالية حيث تقرر إلغاؤها بسبب ردود أفعال الخوف والقلق التي حدثت.

أضافت د. ماجدة واصف أن النجم نور الشريف كان يشرفه حضور عرض فيلمه بتوقيت القاهرة لأول مرة في المهرجان وفي الأقصر ولكنه اعتذر لها عن عدم الحضور لسفره إلى أميركا للعلاج والمعروف أن هذا الفيلم ينافس في المسابقة الدولية في هذه الدورة.

أوضحت رئيس المهرجان أن السينما وعرض الأفلام هما البطل الأول في هذه الدورة ضعيفة الميزانية وقد اعتذر نجوم آخرون عن الحضور لانشغالهم في تصوير أعمالهم السينمائية أو في الفيديو حيث بدأت عجلة الإعداد لدراما رمضان في الدورات.

قالت إن الفنانة لبلبة يتم تكريمها في المهرجان عن مشوارها الفني وإهداؤها درع المهرجان إضافة إلى عرض أربعة من أفلامها المهمة بالاضافة إلى تكريم المخرج الفرنسي الكبير أيضا بواسيه وهو نفسه يرأس لجنة تحكيم المهرجان.

والدورة تتضمن الاحتفال بمئوية أربعة من رواد السينما وهم صلاح أبو سيف وطارق التلمساني وتحية كاريوكا بالاضافة لتكريم الكاتب المتميز الذي رحل عن دنيانا فايز غالي وتشترك المخرج الشابة هالة لطفي في لجنة تحكيم المهرجان وسوف يتضمن المهرجان برنامجاً خاصاً للسينما المصرية يتضمن عروضاً خاصة تشمل عرض الأفلام المصرية حديثة الإنتاج وهي التي لا تزال تعرض في دور العرض السينمائي وهي قط وفار والجزيرة 2 وديكور إضافة إلى بتوقيت القاهرة والمعروف أن هذه الدورة مهداة لروح سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة حيث يعرض فيلمها التحفة صراع في الوادي.. هذه الدورة يعرض خلالها 66 فيلماً داخل برامج سينمائية متنوعة.

دعا في حواره جميع المسؤولين إلى إنشاء المسارح الضخمة التي تستوعب هذا النوع الراقي من الفنون

خالد أمين: رعاية سمو الأمير لـ «أوبرا ديرة» دافع أساس

تأتي مشاركة الفنان خالد أمين في أوبرا ديرة.. ونبقى كويتيين كمحطة مهمة في مشواره الفني، فبعد أن حقق الكثير من النجاحات كممثل وكمخرج وكمقدم للبرامج، تأتي هذه الخطوة لتزيد من نجاحاته وتؤكد نجوميته ومواهبه العديدة التي يتمتع بها، أما أهمية هذا الحدث الأوبرالي الضخم فتأتي كونه حدثا نوعيا لطالما حلم به الفنانون في الكويت، وهو بادرة أولى ستضع الكويت على أول اعتاب الفن الأوبرالي على مستوى الخليج والوطن العربي، اما الأهمية الأخرى فتأتي كون هذا الحدث يقدم في احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية تحت رعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح... خلال السطور التالية سنقترب أكثر من الفنان خالد أمين لنتعرف إلى فكره وشعوره لدى مشاركته في اوبرا ديرة.. ونبقى كويتيين:

·        هل هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها عملا غنائيا اوبراليا؟

نعم، وهو شعور جميل ان أشارك في مثل هذا النوع من الفنون الراقية، فأنا وان كنت ممثلا ومخرجا بالأساس، لكنني اعشق فن الاوبرا، ويكفي ان اقول لك انه فن يضم معظم الفنون الآخرى من غناء وموسيقى وتعبير حركي وجسدي، كما يتميز باستيعابه لعناصر السينوغرافيا فوق خشبة المسرح، ومن هنا أدعو المسؤولين كافة إلى إنشاء المسارح الكبيرة الضخمة التي تستوعب تقديم مثل هذا النوع الراقي من الفنون

·        وكيف وجدت التجربة لدى مشاركتك في هذا العمل الاوبرالي؟ 

مشاركتي حتى الأن لم تخرج عن كونها ضمن إطار التحضيرات والبروفات للعمل، وعن نفسي أشعر بالمتعة الكبيرة وأنا أقترب أكثر إلى فنيات هذا العمل، وكلي شغف إلى أيام العروض التي سنقدم العمل خلالها لكي أرقب ردود أفعال الجمهور الكويتي تجاه هذا الحدث الراقي، والذي يقوم على إقامته اساتذة متخصصون في مجال الفنون الاوبرالية والمسرحية أمثال د. علي العنزي، د. فهد العبد المحسن ود. رشيد البغيلي، وغيرهم الكثيرين

حب الأوبرا

·        بصراحة نعرف انها ربما تكون مغامرة منك كممثل وكمخرج ان تشارك في عمل غنائي، فهل من أسباب جوهرية دفعتك للمشاركة في هذا العمل ؟ 

هناك أكثر من سبب، فكما قلت لك انا أحب فن الأوبرا لا سيما وانه يقع في تماس مع المسرح والدراما اللذين اعشقهما، ولكن اذا كان من سبب جوهري آخر. حسنا انهم شهداؤنا... لقد شعرت بالفخر والسعادة الكبيرة عندما سمعت عن عمل فني اوبرالي يمجد شهداء الكويت ويبرز بطولاتهم من خلال ملحمة وطنية، ويشارك في صياغته عازفون ومغنيون للاوبرا من شتى بلدان العالم بداية من مصر، هولندا، فرنسا، المانيا وبلجيكا، وسيقود الاوركسترا السيمفوني المصاحبة للعمل المايسترو الهولندي إستاين سافينيرز، وستقدم الاوبرا على مدار ثلاثة أيام 22و 23 و 24 فبراير الحالي، وسيكون اليوم الأول لكبار الضيوف والثاني لأهالي الشهداء والثالث مفتوحا للجمهور

مسؤولية كبيرة

·        ما الصعوبات التي واجهتك كممثل في التعاون مع فريق كبير من ممثلين وعازفين ومغنيين ؟ 

لم توجد صعوبات في هذا الجانب لأنه يأتي ضمن خبرتي الطويلة في المجال الفني خاصة في المسرح، فلدي القدرة على التعامل والتعاون مع المجاميع الكبيرة، ولكن إذا كانت هناك من صعوبة واجهتني فهي تتعلق أولا بحجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا من أجل تقديم عمل أوبرالي ضخم يليق بالمناسبة والهدف السامي الذي صيغت من أجله وثانيا الحاجة إلى توافر مسرح كبير يستوعب الفن الأوبرالي.

حجم الدور

·        هل شغلتك مساحة دورك في العمل ؟

بالطبع لا، فأنا على مدار مشواري الفني لا أهتم بحجم الدور ولكن ما يهمني هو التأثير الذي يصل إلى الجمهور من وراء هذا الدور، وأرى أن أي دور حتى ولو كان بسيطاَ في هذاالعمل هو إضافة بلاشك في مشوار أي فنان شارك فيه.

·        ما طبيعة الدور الذي تقدمه من خلال هذا العمل ؟

سيعتمد على التمثيل أكثر، وهو الأمر الذي أجيده بعيداً عن الغناء، فالأوبرا فن يحتمل فنونا كثيرة داخله من تمثيل وغناء وموسيقى ورقص، ومن ضمن ذلك الحوارات المليئة المفعمة بالقوة، وهو أمر أشعر بالمتعة وأنا أؤديه.

·        إلى أي مدى تشعر أن هذا العمل يحظى بالدعم المادي والمعنوي المناسب له ؟

هذا العمل يحظى برعاية سمو أمير البلاد ويقف وراءه الديوان الأميري بجهود من وزير شؤون الديوان الشيخ ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح ونائب وزير شؤون الديوان الشيخ علي الجراح الصباح، وكذلك يقف وراء هذا العمل مكتب الشهيد الذي يشرف على هذا العمل ويرعاه بجهود كبيرة من الوكيل المساعد المدير العام لمكتب الشهيد فاطمة الأمير، بالإضافة إلى جهود كافة الأساتذة والمتخصصين والفنانين المشاركين في هذا العمل الكبير.

وجه الكويت

·        هل تطمح إلى عرض هذا العمل الأوبرالي في عدد من الدول العربية خارج الكويت؟

بالطبع نعم، لأنه يعكس الوجه الحضاري للكويت، وما وصلت إليه من رقي في الفنون والموسيقى بصفة عامة والأوبرا بصفة خاصة، لاسيما إذا عرفنا ان الفن والموسيقى هي في الأساس لغة إنسانية عالمية تخاطب كافة الشعوب، كما أن عرض مثل هذا العمل خارج الكويت سيقربنا أكثر من الشعوب على مستوى الوطن العربي والعالم كله، ويا حبذا لو يعرض في عدد من الدول الأجنبية مثل امريكا، فرنسا، إنكلترا، اليابان، الصين وغيرها من الدول التي تربطنا بها علاقات ثقافية وفنية وثيقة.

زخم وحيوية

·        هل تشجع استمرار تقديم مثل هذه العروض الأوبرالية في الكويت ؟

نعم، لأنها تعطي زخما وحيوية للساحة الفنية داخل الكويت، وتعكس تطور الفنون بشكل عام، كما تعبر عن الذوق الرفيع للجمهور الكويتي وتعاطيه مع هكذا فنون راقية مثل فن الأوبرا.

·        كيف جاءت فكرة تقديم مثل هذا العمل الأوبرالي ؟

نشأت الفكرة بين مكتب الشهيد بجهود من الوكيل المساعد للمكتب فاطمة الامير ومجموعة من الأساتذة المتخصصين في معهدي الموسيقى والمسرح، وقد أثمرت كل هذه الجهود هذا العمل الراقي.

·        حدثنا عن رعاية سمو الأمير لهذا العمل ؟

نحن محظوظون بهذه الرعاية السامية، لأنها تعطينا دافعاَ لبذل أقصى ما لدينا، وهي رعاية تمثل فخرا وشرفا لنا.

·        كم من الوقت استغرق التحضير لهذا العمل ؟

حوالي ثمانية أشهر حتى الآن من العمل والاستعدادات والتحضيرات، ولكن في النهاية نشعر اننا نقف على أرض صلبة بسبب المجهود والبروفات الكثيرة التي أجريناها.

فرق كبير

·        ما الفرق بين الاداء المسرحي العادي وبين أداء فن الاوبرا ؟

الفرق كبير جدا، فالأداء المسرحي مقارنة بالاوبرا يعد عملا بسيطاً وهو جزء يسير من العمل الاوبرالي، فالأوبرا تعد مفهوما أعم وأشمل وهي تضم فنونا مختلفة من المسرح، الغناء، الموسيقى والرقص.

النهار الكويتية في

04.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)