كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

الفنان والمعارض السوري جمال سليمان لـ “راي اليوم”:

التاريخ يقول لا حلول بدون تسويات وتنازلات.. ولكن السؤال نتنازل عن ماذا؟..

الرباط ـ “راي اليوم” ـ عادل العوفي:

 

الى متى سنرحل مشاكلنا؟..

المشكلة الكبيرة هي ان بعضنا لا يرى حجم الانفجار الذي حصل ولن تعود الأمور إلى ما كانت عليه

من الصعب ان تحاور شخصية بحجمه وتتجاهل مساره الفني اللامع، لكن حينما يتعلق الامر بالوطن وماساته فان للضرورة احكام والمسالة تصبح مسالة اولويات، ولان سورية اليوم اسيرة الحرب الطاحنة والصراعات والاقتتال فاننا مرغمون على تقديمه كشخصية معارضة مستقلة فرضت عليها الظروف ان تتجند خلف المصلحة العليا، في هذا الحوار المستفيض مع النجم السوري الكبير “جمال سليمان” الذي عبر لقراء “راي اليوم” عن كل ما يجول في خاطره بصراحته المعهودة وكيف كسر صمته وعزلته وانبرى للمشاركة في “لقاء القاهرة” اولا ومن ثم السفر الى العاصمة الروسية ” موسكو” وتحدث عن وجود امل ما  لتجاوز هذا النفق الطويل  وعن جدال الثورة والمؤامرة وهل يؤمن الشعب السوري حقا بامكانية بلورة حل سياسي يكفيه شر هذا الليل الحالك الطويل بالاضافة الى تفاصيل الاجتماعات مع وفد النظام وعنجهيته وشرذمة المعارضة السورية وعن الخلاصات التي خرج بها من المنتدى وعن دخوله “مستنقع″ السياسة وهوالفنان المميز والكثير من التفاصيل الاخرى في هذا الحوار الشيق والمؤلم في ان لكل سوري غيور على وطنه الذي يذبح من الوريد الى الوريد .

·        لماذا ذهبت الى موسكو؟

لنفس السبب الذي جعلني يوما ما اقبل فكرة الانضمام الى الائتلاف، وهوالبحث عن اي بصيص أمل يوصلنا الى إيقاف هذه الكارثة التي نعيشها من خلال حل سياسي عادل .

·        ماهوالحل السياسي العادل بالنسبة لك؟

انه التغيير الديموقراطي الجدي والعميق الذي يتيح لنا ان نعيش في دولة حديثة تحتكم لدستور لا يضع كل السلطات في يد شخص واحد، ويتيح التداول السلمي للسلطة عبر عملية سياسية ومحددات قانونية تفضي الى صندوق انتخابات يضمن القضاء الحر الشريف السيد نزاهته .

·        هل هذا ممكن؟

نعم ممكن. ولكن الديموقراطية ليست صندوق انتخابات وحرية تظاهر فقط. بل أسلوب تفكير وحياة يتعلمه الإنسان إذا احبه وعامله على انه نعمة من نعم العقل. ولكن يجب أن نعترف بأن السبيل إلى ذلك طويلة وصعبة.

·        هل هناك بديل عن هذه الطريق الطويلة والصعبة؟

من وجهة نظري لا طريق آخر سوى الاستبداد، وأصبح طبيعياً أن يقال اليوم بأننا شعوب لا تحكم إلا بالاستبداد.(لقد قالها إعلامي شهير في معرض حديثه عن الشعب السوري). لكن المشكلة في هذه النظرية أن السد مهما علا حاجزاً الماء وراءه سيتصدع مع الزمن وعند اي تغير فيزيائي في بنية التربةتحته ستتسع صدوعه، وشيئا فشيئا سوف ينهار وستتدفق المياه هائجةوتجتاح كل شئ في طريقها .

·        هل الشعب السوري فعلا معني بهذا ويريده؟

في حدود معرفتي ان أكثر من سبعين في المائة يريدون ذلك وقدموا من اجل هذا الحلم آلاف الشهداء والمعتقلين. أما الثلاثين بالمائة الآخرين فهم ثلاث فئات الأولى  يعنيها الموضوع برمته، وفئة تخاف التغيير وخاصة أنه لم يٌسمح للبديل أن يوضح نفسه، إذ سرعان ما اعتُقل أوقُتل أودُفع إلى خيارات لا يحبها الحذرون من التغيير. وقسم آخر متأكد ان دولة القانون ستكون ضد طبيعته ومصالحه ولن تناسبأسلوبه في الحياة..

·        ولكنهل حقاً أن السبعين بالمائة الذين تقول أنهم يريدون الدولة الديموقراطية كلهم عبروا عن رأيهم وعملوا من اجل ما يريدون؟

لا. ولكل أسبابه. والخوف من العقاب كان وما زال سيد الأسباب.

·        هل استطاعت المعارضة ان تعبر عن هؤلاء وتمثلهم وهم أبناء وطن عريق اسمه سوريا؟

كنت أتمنى لوكان جوابي : نعم. لكن الوقائع تشير إلى أن البعض لم يكن كذلك.. كثيرون حملوا السلاح مدعين أنهم يدافعون عن الشعب السوري ولكنهم في الحقيقة ليسوا اكثر من عصابات ولصوص وقطاع طرق، وبعضهم تم صنعه ليثبت نظرية “الشتاء العربي” وليخدم أجندات ومصالح أبعد ما تكون عن السوريين وقضاياهم. وفي المقابل هناك شخصيات وطنية محترمة سعت ومازالت في سبيل وطنها، كثيرون منهم في المعتقلات الآن. وهناك أناس ما كانوا ليحملوا السلاح إلا أن عنف النظام دفعهم لحمله، وكثيرون منهم هم اليوم بين مطرقة النظام وسندان التنظيمات الإرهابية المتطرفة.. إنه مشهد مأساوي.

·        هل مازالت ثورة الحرية موجودة في سوريا؟

نعم ، ولكنها احتجبت وراء صراعات إقليمية ودولية قلبت المشهد رأسا على عقب واصبح السوري يموت من اجل قضية غيره، وفي معظم الأحيان دون أن يعرف.

·        هل كان من الممكن تجنب هذه المأساة؟

نعم. لوان السلطة استجابت للسوريين الذين خرجوا في الشارع بجرأة استثنائية وللألئك الذين كانوا يدعون لهم بالتوفيق من وراء زجاج الشبابيك أوالتليفزيونات. لوفعلت ذلك لبقيت سوريا للسوريين الذين يعرفهم العالم عبر آلاف السنين .

·        هل تقصد انه لا يوجد مؤامرة؟

بل يوجد مؤامرة وانامن أصحاب نظرية المؤامرة. ومماقرأته في التاريخ استنتجت ان المؤامرة والتآمر كانا في صلب أحداثه. يجب ان لا ننسى ان سوريا السياسيه التي نعيش فيها وضمن حدودها اليوم هي من صنع مؤامرة سايكس بيكوالتي قسمت منطقتنا. ولكن عرفت أيضاً من التاريخ ان طريقة التعاطي مع المؤامرة هي التي تميز القيادة السياسية الناجحة والخلاقه عن تلك الفاشلة والمتصلبة .

·        طالما ان السلاح قد اصبح في يد الناس الذين يقاتلون النظام هل هناك أمل بالحل العسكري؟

مصير الحل العسكري الذي تبنته بعض جهات المعارضة هوكمصير الحل الأمني العنفيالذي تبناه النظام. كلاهما سيئ. من وجهة نظري لا يوجد إلا الحل السياسي العااااااادل، لذلك نحن كما قلت في المؤتمر الصحفي عقب ملتقى القاهرة إننا نسعى كي نسابق استمرار الحلول العسكرية. هنا تحرك ملحوظ عند المعارضة السياسية وبحث عن أفق جديد أوحتى بصيص ضوء في آخر النفق. وهذا ما دفعني شخصيا لتجاوز كل المقدمات الغير مريحة في الدعوة الروسية والذهاب إلى موسكو.

·        هناك تضارب كبير للاراء حول ما جرى اثناء الاجتماع مع وفد النظام ,هل صحيح ان لهجة التعالي كانت هي الطاغية اثناء اللقاءات ؟

نعم وهذا متوقع. فالنظام في سوريا لم يعتد الجلوس والتحدث إلى معارضيه بصفة رسمية..واضح أن المسألة صعبة بالنسبة لهم وتعتبر تنازلا كبيراً يحاولون تغطيته بشروحات ونصائح فيها شبهة التعالي التي تتحدث عنها.

·        البعض يقول ( وهذا ما طلبه منكم السيد الجعفري في حوار موسكو) أننا كسوريين  يجب ان نفعل ذلك بأنفسنا دون تدخل احد وفي دمشق دونا عن اي مدينة أخرى ؟

يا ليت. ولكن النظام هوالذي أحرق المراكب ودمر كل جسور الثقة واعتقل أصحاب الرأي بما فيهم أولئك الحمائم الذين كان صقور المعارضة يتهمونهم بخيانة الشعب الثائر وبالعمالة للنظام. لقد منع السفر وحرض على التشهير والاغتيال المعنوي، وحرم سوريون كثر حتى من أوراقهم الرسمية التي هي ابسط حقوقهم. فمن أين ستأتي الثقة؟ سياسات كهذه هي التي ، مع الأسف، دمرت الثقة وجعلت وجود الوسيط والعاصمة الوسيطة مسألتان ضروريتان. وهذا كان فحوى جوابي على تحفظ السيد رئيس الوفد الحكومي على مطالبتنا في بيان ملتقى القاهرة بضمانات دولية للحل السياسي في حال تم التوافق عليه بين المعارضة والنظام.

·        هل طرحتم عليه البيان؟

نعم.. السيد الجعفري في الجلسة الأولى مع مجموعة المعارضة تحدث بإسهاب عن موضوعات، مثل وحدة الوطن والسيادة الوطنية والإرهاب، فكان جوابنا بأن هذه قضايا وطنية واجبة ومتفق عليها سواء كنا سلطة ومعارضة، فنحن معنيون بخطر الإرهاب الذي يهددنا وبالتطرف الذي ذبح ثورة شعبنا، وبالسيادة الوطنية التي نرفض انتهاكها وهذه كانت نقاطاً جوهرية في البيان الختامي لملتقى القاهرة بنقاطه العشر. المؤسف هوأن السلطة تتحدث معنا في هذه الموضوعات وكأننا غريبين عنها، أوأننا ضدها. حتى أن السيد الجعفري لا منا لأننا لم نذكر إسرائيل وحتلالها للجولان، وطالبنا ( وهذا كان مفاجئاً) أن ندين العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا. وكأن إدانة العدوان الإسرائيلي على وطننا تحتاج إلى حوار أومفاوضات تجري في موسكو. إنها لعبة، الغاية منها إظهارنا بمظهر اللاوطنية في مقابل وطنية السلطة.

ومن منطلق وطنيتنا الحقة نرى أن مواجهة هذه التحديات تحتاج إلى وحدة وطنية لن تتحقق إلا من خلال الحل السياسي العادل.ومرة أخرى لابد من الاستشهاد بالتاريخ الذي يعلمنا أن الأمم لا تنتصر في معاركها المصيرية إلا إذا اتحدت وآمنت بوحدة هدفها. لذلك أقول بأنه عندما يؤمن النظام حقاً بأن مصالح الوطن هي فوق السلطة فأنه سيشرع بالدخول في الحوار الجدي للوصول إلى الحل السياسي العادل الذي يعيد السوريين إلى التفكير كشعب واحد، ينهض لحماية الوطن وإعادة بنائه.

·        كذلك أكد السيد الجعفري في مؤتمره الصحفي عقب اللقاء التشاوري على أنكم كنتم في حوار موسكومعارضات لا معارضة واحدة، هل كان ذلك حقيقياً؟

قوله صحيح. وهولم يقلها مرة واحدة، بل استطابت له فكررها، متعمدا، في مؤتمره الصحافي هذا، وفي مؤتمرات سابقة تخص المسألة ذاتها، فهو يريد ان يقول للعالم بأنه بالإضافة للمؤامرة هناك معارضات، بدل المعارضة، وأنه لا يمكن إنجاز حل واحد مع جماعات متناقضة.

هوفي النهاية يمثل خصما سياسيا لا يريد اي تغيير جوهري ومن حقه استخدام ثغرات خصمه ليتهرب من اي استحقاق. هذا منطق الأشياء، عندما يعنى صاحب السلطة بسلطته دون النظر للمصالح الوطنية، وعندما تكون المعارضة على ما هي عليه ليست معارضات وحسب، بل إنها لا ترغب في أحيان كثيرة حتى بمجرد التنسيق فيما بينها.

·        ماهي الأسباب التي حالت دون وحدة صفوف المعارضة؟

 كثيرة، منها إحساس البعض بانهم عباقرة سياسيه وان الله خلقهم ليكونوا قادة تاريخيين، وأن سوريا الجديدة لن تولد إلا على أيديهم. ومنها ان البعض أوغل في تحالفاته لدرجة انه فقد استقلاليته. ومنها ان معظمنا لا يعرف ماذا يعني العمل الجماعي وبان اي شئ يحدث دون ان يكون له يد به هوبالضرورة سئ حتى ولوكان يعبر عنه وعن افكاره. ومنها انه ليس لدينا ثقافة الاستماع والقبول بقيادة الأفضل. ومنها أيضاً ان كثير منا لا يفهمون من السياسة إلا “التكتكه”. طبعا هذا بالإضافة للآفة الكبرى وهي عدم الثقة بالآخر .

·        وماذا بشأن وفدكم في موسكو؟

نحن لم نكن وفدا. كنا أربعة أصناف ان صح التعبير ١- أحزاب ٢- مستقلين ٣- هيئات تمثل تجمع أحزاب أوتجمع عشائر. ونحن لم نختر بعضنا بعضاً بل كانت دعوات الراعي الروسي على هذا النحو.

·        الم تستطيعواان تشكلوا رؤية منسجمة؟

أحيانا كنا ننجح بفعل ذلك في المسائل ذات الطابع الإنساني كالموضوع الإغاثي مثلا. ولكن في المسائل الجوهرية كموضوع العودة الى تفاهمات جنيف ومسائل التغيير الديموقراطي الجذري كان من الصعب تحقيق ذلك إلا مع موفدي هيئة التنسيق وبعض الأخوة المستقلين. البعض الآخرلا تنطبق عليه صفة المعارضة بل صفة الموالي المتشدد.

ويجب أيضا أن نتذكر أن معظم القوى السياسية التي كانت في الملتقى التشاوري جاءت من الداخل، أي من سوريا وتريد أن تعود إلى عائلاتها في سوريا، وبالتالي هي مضطرة لأن تمشي على حد السيف كي لا تدخل السجون بعد عودتها. عبد العزيز الخير ورجاء الناصر ولؤي حسين أمثلة حاضرة في الأذهان.

هذا من ناحية،ومن ناحية أخرى استنتج البعض أنه ليس بالإمكان أكثر مما كان وخاصة أن الدول في النهاية تبحث عن مصالحها لا عن مصالح الشعب السوري، وبالتالي لا بأس من القبول ببعض المكاسب على مبدأ “خذ وطالب” .

·        أليس في ذلك من ناحية براغماتية وجهة نظر جديرة بالتأمل؟

لا أظن ذلك، حتى من ناحية براغماتية.هذه الفكرة كانت مقبولة وممكنة حتى أواخر 2011 لكن فيما بعد ذهبت الأمور في منحى آخر.

ولكن إلا ترى من انه لإيقاف الكارثة كما قالت بعض الأحزاب المشاركة لا بد من تقديم التنازلات

التاريخ يقول لا حلول بدون تسويات، وتسويات كلمه مرادفه سياسيا لكلمة تنازلات. هذا مفهوم، ولكن السؤال نتنازل عن ماذا؟ ان كل تنازل لا يعالج جذر المشكلة هوبمثابة لغم نزرعه للمستقبل.  الى متى سنرحل مشاكلنا؟. المشكلة الكبيرة هي ان بعضنا لا يرى حجم الانفجار الذي حصل وبانه لنتعود الأمور إلى ما كانت عليه.

·        البعض يرى أن حوار موسكوكان فاشلا، كيف تراه؟

هذا يتوقف على توقعاتنا من هذا الحوار. أنا شخصيا لم تكن لدي توقعات كبيرة. لقد ذهبت وفي ذهني سؤال واحد ماذا يريد الروس بعد كل ماحدث؟

·        هل عرفتم ماذا يريدون؟

إذا اعتمدنا على على البيان الذي أعده البروفسور فيتالي نؤمكن (منسق الحوار) فإن الروس يحاولون رسم صورة غير دقيقة للقضية السورية ويحاولون خلق مسار يبتعد تدريجيا عن وثيقة جنيف وهذا ما رفضنا الموافقة عليه، مما اضطره لإصداره باسمه لأن وفد النظام أصر عليه.

ولكن يجب في المقابل أن نتنبه إلى أن السيد لافروف في لقائه معنا أكد على أن بيان جنيف هوالمرجعية وأشار يإيجابية إلى ملتقى القاهرة والدور المصري.

على كل حال روسيا دولة كبيرة وعضودائم في مجلس الأمن وتأثيرها في قضيتنا كبير جداً. وقد يكون هناك شيء لم يقولوه بعد، فالدول الكبيرة لا تؤمن بالثبات السياسي لأنها تفكر في مصالحها الكبيرة والمتشابكة. ونحن كسوريين يجب أن نعطي أنفسنا كل فرصة ممكنة لرصد أي ظروف مستجدة قد تنعكس سلباً أوإيجاباً على قضيتنا. مسترشدين دائما بحقنا كشعب في أن نعيش في دولة القانون والمؤسسات وهذا متن الموضوع الذي تضمنته النقاط العشر في بيان القاهرة.

هناك حديث يدور حول بروز الدور المصري في القضية السورية هل هناك معطيات تؤكد ذلك؟

نعم. إن أخوتنا في مصر قلقين حيال ما يجري ويشعرون بأن أمنهم القومي معني به. طبعا هذا بالإضافة إلى الروابط التاريخية بين مصر وسوريا. فمصر لديها أسباب كثيرة تدعوها للعب دور مهم في قضيتنا وهذا أمر إيجابي نتمنى أن ينجح.

·        كيف اهتدى الفنان والمثقف جمال سليمان للمشاركة في هذا الحراك الاخير كمعارض مستقل في ظل كل اللغط المثار حول المعارضة ؟ الا تخشى على اسمك اللامع من مستنقع السياسة ؟

الناس يعرفون أني شخص مستقل لا أسعى إلى أي مجد أومكسب شخصي. وما أقوم به هوجهد وطني وليس سياسي. سأخجل من نفسي إذا أنزويت وصمتت وأهل بلدي يموتون ووطني يتلاشى. أقول ما أعتقده صواباً وما يرضي ضميري. أحيانا أقول لنفسي يجب أن ابتعد للإعتبرات التي ذكرتها في سؤالك ولكني سرعان ما أشعر أن موقفي هذا شديد الأنانية. وأتمنى أني غير مخطئ.

رأي اليوم اللندنية في

03.02.2015

 
 

طارق العريان: حوّلت الأكشن في «أسوار القمر» إلى رومانسية

كتب: هند موسى

رغم أن إجمالى عدد الأعمال السينمائية التى أخرجها طارق العريان لا يتجاوز الـ ٥ أفلام، فإنه يتميَّز بأسلوبه المميز فى تقديم أعماله، منوعًا فى ما بينها، حتى لا يتم حصره فى إخراج نوعية محددة من الأفلام، فبعد أن قدم فيلمَى الإمبراطور و الباشا مع النجم الراحل أحمد زكى، تغيَّب لمدة 8 أعوام، ليعود بالفيلم الرومانسى السلم والثعبان ، ويفاجئ الجمهور مرة أخرى بالأكشن والدراما الاجتماعية لمشكلة أطفال الشوارع فى فيلم تيتو ، كما دفعه حرصه الشديد على خروج أفلامه على نحو متميز من جميع النواحى، وعدم الإهمال فى تفاصيلها، إلى تنفيذ فيلم أسوار القمر بدقة شديدة، وتصويره خلال عامين ونصف العام، قبل أن يتخذ قرارًا بتأجيل عرض الفيلم حتى تم الإفراج عنه بعد 4 سنوات.

العريان تحدَّث مع التحرير عن كواليس تصوير أسوار القمر ، وكذلك أصعب المشاهد من الناحية الإخراجية، وأيضًا عن اختياره أبطال العمل السينمائى النجوم: منى زكى، وآسر ياسين، وعمرو سعد.

فى البداية، أعرب العريان عن سعادته بالأصداء التى حقَّقها الفيلم، قائلًا وصلتنى ردود أفعال ممتازة جدًّا عن الفيلم ، موضحًا أنها أكثر مرة تصله فيها ردود فعل وتعليقات إيجابية إلى هذه الدرجة، وكان من غير المتوقع بالنسبة إليه أن يسعد الجمهور به إلى هذه الدرجة، معربًا عن اعتقاده بأنه لو تم عرض الفيلم بعد الانتهاء منه، أى منذ ٤ سنوات، كان سيبدو باهرًا من ناحية التقنيات المستخدمة فيه بشكل أكبر مما تحقق لدى المشاهدين بعد طرحه فى دور العرض فى الوقت الراهن، لافتًا إلى أن اختيار موسم إجازة منتصف العام لطرح الفيلم أمر جيّد من ناحية التوقيت، وكذلك على مستوى إيرادات شباك التذاكر.

مخرج أسوار القمر أكد أنه لم يجد أى صعوبة فى عرض الأحداث على طريقة الفلاش باك ، خصوصًا أن أحداث الفيلم تبدأ بمشادة بين آسر ياسين الذى يجسِّد شخصية أحمد ، وعمرو سعد فى دور رشيد فى البحر، و زينة الكفيفة التى قدّمتها منى زكى، والتى كانت تحاول الهروب، وبمرور الوقت تتذكَّر زينة ما عاشته قبل هذه المشادة.

العريان أضاف أن الأمر الأكثر صعوبة كان تصوير العمل على مدار عامين ونصف العام، وما ترتب على ذلك من حالة انفصال عن أجواء الفيلم والعودة إليها مرة أخرى، وهو ما أقلقه كثيرًا، قائلًا إن عملية الحفاظ على أداء الممثل لشخصيته طوال هذه الفترة ليست سهلة، وكانت مهمتى فيها أن أقود فريق العمل حينما نعود إلى التصوير، وذلك بالاعتماد على رؤيتى للفيلم، ووجهة نظرى فيه، خصوصًا أننا عمومًا لا نقوم بتصوير المشاهد بالترتيب فى الأفلام، لذا يكون على المخرج أن يتخيَّل تسلسل أحداث الفيلم، ويحافظ على رؤيته له، سواء مرَّت سنة أو عشرة أعوام .

مخرج أسوار القمر أوضح أنه عندما عُرض عليه الفيلم لم يكن بنفس القصة التى تم الاعتماد عليها، ولكن كانت فكرته تدور حول طرفَين، أحدهما يمثِّل الشر، والثانى يمثِّل الخير، وكان الصراع بينهما قائمًا على تيمة الإثارة، مضيفًا أنه حوّله إلى عمل رومانسى، قائلًا الفيلم كان ينتمى إلى نوعية الأعمال التشويقية المثيرة، ولكننى رغبت فى تحويله إلى عمل رومانسى، لذا اتفقت مع مؤلف العمل محمد حفظى على إضافة هذه الجزئية فيه، وعملنا على تعديل القصة عبر كتابة نحو 29 مسوّدة، حتى وصلنا إلى المسوّدة النهائية، وبرز هذا الجانب الرومانسى من خلال حكايات البطلة فى (الفلاش باك) .

العريان أضاف أن الفيلم يحمل رسالة مفادها أنه فى بعض الأحيان يتم إيهام الفرد بمشاعر مخدوعة، لكننا نظل دائمًا بحاجة إلى الحب الحقيقى، وهو ليس بالضرورة أن تراه عيناك وإنما يراه إحساسك، موضحًا أن أكثر المشاهد صعوبة من ناحية تنفيذها كانت التى تتم بالليل، وتحديدًا فى البحر، نظرًا لصعوبة إضاءة يخت فى منتصف المياه، مضيفًا أنها عملية لا يتم تنفيذها بشكل حقيقى من خلال استقلال المركب والذهاب به فى عرض البحر، لأنه من الصعب توصيل الكهرباء إلى هذه المنطقة، لذا فإن مشاهد كثيرة تم تصويرها على نحو 7 مرات، منها مشاهد اليخت، والذى تم تصوير مشاهد الدور العلوى منه أولًا ثم السفلى ثم الوسطى، وكذلك مشاهد ظهر اليخت.

العريان أشار إلى أنه من أصعب المشاهد فى أثناء التصوير كانت المشاهد الداخلية فى اليخت وداخل الغرف، وكذلك غرفة المَكن التى تم احتجاز عمرو سعد (رشيد) فيها، إضافة إلى الممرات ومشاهد غرق اليخت، موضحًا أنه لم يستخدم الجرافيك سوى فى مشاهد الجزيرة التى تحكى قصة انتحار اثنين من العشاق فيها.

مخرج أسوار القمر أوضح أنه كانت له توجيهاته لمنى زكى فى أداء دورها، خصوصًا تلك المشاهد التى ظهرت فيها وهى كفيفة، مضيفًا أنها ذاكرت شخصيتها جيدًا، قائلًا مهارة الممثل ليست فى أن ينفّذ ما يقوله له المخرج فحسب، وإنما فى أن يقوم بتنفيذه بإحساس واضح، وهذا ما تحقَّق مع أداء منى لشخصية (زينة)، حيث كانت (هايلة)، وقدمتها بشكل متميز .

وحول ما إذا كان اختياره لبطلَى الفيلم، آسر ياسين وعمرو سعد، يرجع إلى تشابههما من ناحية لون البشرة، قال العريان لم يكن فى بالى هذه الفكرة، خصوصًا أنهما من حيث الوجه لا يشبهان بعضهما، ربما يكون ذلك الشبه من ناحية الظهر، وهو ما أفاد بعض المشاهد فى دراما الفيلم التى لا أريد كشف أحداثها ، مشيرًا إلى أنه كان حريصًا على اختيار بطلَين شكلهما ليس بعيدًا عن بعضهما أو مختلفين بدرجة كبيرة، لكنهما مجرد شابَّين مختلفَين من ناحية الشكل والشخصية، وأيضًا وجود درجة معقولة من الشبه بينهما.

التحرير المصرية في

04.02.2015

 
 

صالات السينما للبيع: هل ضاقت مصر بمعابد الذاكرة؟

علا الشافعي

منذ أربع سنوات، يكافح أصحاب دور العرض من أجل البقاء في ظلّ الأوضاع الأمنية المضطربة، وامتناع رأس المال عن الانخرط في تمويل صناعة السينما لصالح الدراما التلفزيونية. نتيجة لذلك، تواجه أعرق الصالات خطر البيع اليوم لتعلو مكانها الأبراج السكنية والمراكز التجارية!

القاهرةرغم أنّ موسم منتصف العام السينمائي في مصر يشهد عرض حوالى 10 أفلام جديدة لكبار المخرجين والنجوم أمثال نور الشريف ومحمود حميدة وميرفت أمين، وخالد أبو النجا، وعمرو سعد، بما يؤكد أنّ المشهد السينمائي بدأ يستعيد عافيته، إلا أن اللافت أنّ هذه الحركة النشطة تتزامن مع طرح بعض دور العرض للبيع. بعد الخسائر المادية الفادحة التي تكبّدها أصحاب الصالات طوال السنوات الأربع الماضية بدءاً من «ثورة 25 يناير» وامتناع المنتجين عن المجازفة وعن ضخ أموال في الصناعة السينمائية لصالح الدراما الأسهل تسويقاً والأضمن ربحاً، بدأت لافتات بيع الصالات تنتشر في المحافظات. صاحب سينما «السراج مول» في مدينة نصر في القاهرة، يسعى اليوم إلى بيع هذه الدار التي تحتوي على ثماني قاعات لعرض الأفلام، رغم مكانها المميز في المدينة وإقبال جمهور العائلات عليها.

كما اقفلت قبل أيام سينما «فاتن حمامة» التي تقع في حي منيل الروضة بعد انتهاء فترة تعاقد «الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي» على استئجارها. وقام ملّاك السينما بلصق إعلان على واجهة الدار تفيد بعرضها للبيع. معظم المستثمرين الذين تقدموا لشراء المكان يرغبون في هدم السينما وبناء أبراج سكنية مكانها، عدا مستثمر واحد يفكر في إعادة إنشاء المبنى ليصبح 3 دور عرض حديثة بدلاً من واحدة فقط وفق تأكيدات أحد العاملين في السينما. لكن حتى الآن، لم يجر التوافق بين المستثمرين والملاك الأصليين للمبنى.

سينما «فاتن حمامة» عرفها الناس باعتبارها ملتقى للطبقات الشعبية والطلبة، منذ تجديدها وتغيير اسمها عام 1984 حتى الآن. كانت تعرف قبل ذلك التاريخ باسم «سينما ميرندا» إلى أن جُدّدت لتصبح « فاتن حمامة». وقد اعتاد عدد كبير من المواطنين والشباب على متابعتها، إذ كان يحجّ إليها أكبر عدد من طلاب المدارس لمشاهدة عروض الأفلام.

وقبل أشهر، قررت المنتجة إسعاد يونس بيع مجمع سينمات «رينيسانس أسيوط» التي تعد من أعرق الصالات في المحافظة لتحويلها مبنى تجارياً.

عرف الناس سينما «فاتن حمامة» باعتبارها ملتقى للطبقات الشعبية والطلبة

قرار ثار عليه مثقفو المحافظة ونظموا وقفات احتجاجية أمام السينما في أسيوط، احتجاجاً على بيعها، بمشاركة الناقدة نجوى العشري، والشاعر ماجد يوسف، والفنانة وفاء الحكيم، والباحثة في التراث إيمان مهران، والمخرج المسرحي هشام عبدالحميد، والتشكيلي أحمد الجنايني... واعتبر هؤلاء المثقفون إنّ بداية انهيار الفن هو مخطط يبدأ بشراء أصول السينما المصرية لوضعها لدى ملاك خارج مصر، وينتهي بهدم الصالات السينمائية مروراً بموجة أفلام التسطيح والهزل. وشددوا على أهمية مبنى «رينيسانس» ذي الطراز المعماري الفريد الذي لا يقل أهميةً عن «جامعة أسيوط». ورأى أنّ دار العرض هذه تعدّ منارة أخيرة للفن في الصعيد بعد هدم سينما «أسيوط الصيفي»، و«خشبة الصيفي». ووصفت الفنانة وفاء الحكيم بيع السينما بالمصيبة، متسائلةً عن دور الدولة وغرفة صناعة السينما والنقابات وكل المسؤولين ووزارة الثقافة، ومشيرة إلى أنّها ليست أول سينما تهدم ولكن «يكفينا كل هذا التجريف للثقافة وللفن». الحال نفسها في مجمع سينما «رينيسانس» في محافظة الإسماعيلية الذي تملكه المنتجة إسعاد يونس أيضاً، وهو من أهم الشاشات في مدن القناة التي تتمتع بإقبال شديد من قبل الطلاب والشباب. مع ذلك، تفكّر إسعاد يونس جدياً في بيعها.

اللافت أنّ الدولة المصرية لا تفكر في بناء دور عرض أو دعم الشركات الخاسرة، حتى تتمكن من استعادة قوتها وعافيتها، رغم حديث المسؤولين المصريين أمام العدسات عن ضرورة دعم الفن. وطبقاً لآخر إحصائية أجراها «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» في النشرة السنوية للإحصاءات الثقافية عام 2013، انخفض عدد القاعات في دور عرض الأفلام بنسبة 4.6٪، لنشهد 269 شاشة عرض عام 2013، مقابل 282 شاشة عام 2012، في ظل تزايد عدد سكان مصر واقترابهم من 90 مليوناً. وإذا قسمنا الرقم، سيصبح لدينا حوالى 335 ألف مصري لكل شاشة عرض، ما يعكس تدنياً حقيقياً في الخدمات الثقافية، فهناك محافظات مصرية بالكامل لا تحوي سوى دار عرض واحدة، سواء في صعيد مصر أو وسط الدلتا كمحافظتي المنوفية والقليوبية.

والمفارقة أنه مع كل التطور التكنولوجي، تشهد مصر هذا التراجع المرعب، في حين أنه عام 1949، كان عدد دور العرض في مصر يبلغ 244. وفي منتصف الخمسينيات وأوائل الستينيات، ارتفع إلى 355، ولم يكن عدد السكان يتخطى الـ27 مليون نسمة، طبقاً لكثير من الإحصائيات الرسمية. اختلف الأمر بعض الشيء مع قيام «ثورة يوليو» ودخول فصيل اجتماعي كبير إلى سوق مستهلكي السينما. وظهرت مع هذا الفصيل دور العرض الخاصة به في الريف والأحياء الشعبية داخل المدن. عرفت تلك الدور بسينمات الدرجة الثالثة، وازدياد عددها ووصلت إلى 500. لكن مع بدء سياسة الانفتاح الاقتصادي في عهد السادات، بدأ الانهيار الحقيقي في عدد دور العرض المصرية، ووصل التدهور مداه في عصر مبارك، قبل أن يدخل رجل الأعمال نجيب ساويرس مجال الإنتاج السينمائي في التسعينيات. أحدث ساويرس طفرة في دور عرض الدرجة الأولى وظهرت المجمعات السينمائية، وكان يفعل ذلك هو والمخرج يوسف شاهين، إلى أن عاد المشهد إلى التراجع من جديد في السنوات الأربع الأخيرة.

الأخبار اللبنانية في

04.02.2015

 
 

كان اسمه علامة الجودة المضمونة لأي فيلم مصري

رمسيس نجيب.. المنتج الذي فهم حقيقة رسالة السينما

«سينماتوغراف» ـ محمود درويش

يعرف الكثيرون من متابعي الأفلام المصرية، خاصة من الجيل القديم، اسم رمسيس نجيب جيدا. فالرجل كان اسمه علامة جودة تنالها الأفلام الجيدة التي يقوم بإنتاجها، ولم يكن منتجا مثل الأسماء التي نقرأها على مقدمات الأفلام في وقتنا الحالي تجار خردة أو لحوم أو كشري يدخلون صناعة السينما كـ «سبوبة» يطلعوا منها بـ «قرشين» طبقا لمفرداتهم.

ويعد الراحل نموذجا للمنتج السينمائي الفنان، فهو صاحب تاريخ حافل بالافلام الجيدة التي انتجها، وصاحب تاريخ في عدد الوجوه الجديدة التي قدمها للسينما. فقد كان منتجا جريئا في تقديم الافلام الجادة التي قد لا يغامر غيره بانتاجها وفي اعطاء فرص لنجوم جدد ليقوموا بأدوار البطولة.
دخل رمسيس نجيب، الذي توفي في مثل هذا اليوم الرابع من فبراير عام 1977، السينما من أول السلم، حيث بدأ حياته السينمائية كمساعد مخرج ثم عمل مديرا للإنتاج في شركة عزيزة أمير ومدير إنتاج استوديو نحاس، وصعد السلم من بدايته قاصدا وجهته مدركا طريقه جيدا، مثل وألف وأخرج وعمل حتى كـ«ريجسيير» ليبقى منتجا في النهاية.

ومارس رمسيس نجيب مهنته كمنتج محترف يدرك جيدا احتياجات السوق يؤثر فيه ويتأثر به، يقدم أفلاما جادة وأخرى كوميدية خفيفة تحمل رسالة ما حتى وكانت لمجرد الإضحاك. وقدم الراحل أفلاما أخرى صارت علامات في تاريخ السينما العربية، وصنع إمبراطورية خاصة حدودوها الفن والمتعة والبهجة والثقافة، لتبقى السينما المصرية مدينة لجرأته ومغامرته وصناعته حتى يومنا هذا.

وتميز رمسيس نجيب باختيار أفلام جيدة لإنتاجها بدءا من السيناريو مرورا باختيار افضل النجوم ونهاية بالمخرج ضمانا لجودة الفيلم الذي يضع عليه اسمه «فيلم من انتاج رمسيس نجيب». بل ذهب الرجل إلى أبعد من ذلك باكتشافه العديد من النجوم والنجمات وتقديمهم في أعمالهم الأولى مثل لبنى عبدالعزيز في فيلم «الوسادة الخالية» مع عبدالحليم حافظ 1957، ونادية لطفي في فيلم «سلطان» مع فريد شوقي ورشدي أباظه 1961.

وقد أشهر الراحل اسلامه ليتزوج من بطلتيه المحبوبتين إحداهما تلو الأخرى.

أنتج رمسيس نجيب للسينما حوالي 68 فيلما، وكان أول من أدخل السينما الملونة إلى مصر.

ومن أبرز أعماله كمنتج أفلام «زقاق المدق» للكاتب العالمى نجيب محفوظ بطولة شادية ويوسف شعبان وصلاح قابيل، و«وإسلاماه» للبنى عبدالعزيز وأحمد مظهر وحسين رياض، و«شباب امرأة» لتحية كاريوكا وشكري سرحان، و«أنا حرة» للبنى عبدالعزيز وشكري سرحان. وأخرج الراحل فيلم «هدى» في 1959، وفيلم «غرام الأسياد» في عام 1961.

وقدمت معه سندريلا السينما المصرية سعاد حسني، أفلام «شيء من العذاب»، و«بئر الحرمان»، و«الحب الضائع» وغيرها.

وتحكي نادية لطفي عن دور رمسيس نجيب في دخولها عالم السينما بالقول إنها التقت المنتج الراحل رمسيس نجيب في إحدى المناسبات العائلية وكانت في مرحلة الشباب، فأبدى إعجابه الشديد بها وتوقع لها مستقبلاً في التمثيل كبيراً، بعدما تحدثت معه. وتكررت اللقاءات بينهما إلى أن رشحها للمشاركة في فيلم سينمائي مع المخرج الراحل نيازي مصطفى.

وكان الفيلم يحمل اسم «سلطان» مع الفنانين الكبيرين فريد شوقي ورشدي أباظة. وظهرت في دور صحافية تسعى إلى إجراء حوار مع شخص مطارد من الشرطة بمساعدة خطيبها الذي جسد دوره أباظة وظهر في شخصية ضابط شرطة.

وتشير إلى أن اسمها الحقيقي بولا شفيق، لم يكن مناسباً للسينما آنذاك واعتبره رمسيس نجيب لا يليق بفنانة سينمائية جديدة. وفي تلك الفترة، كان يعرض فيلم «لا أنام» للفنانة الراحلة فاتن حمامة وكانت شخصيتها نادية لطفي قد حققت نجاحاً كبيراً، لذا فضل رمسيس أنجيب أن يسميها نادية لطفي، لتحمل هذا الاسم منذ ذلك الوقت.

أما نبيلة عبيد فتحدثت عن بداياتها الفنية، قائلة إن المنتج نجيب رمسيس عرفها على إحسان عبدالقدوس، لتقدم عددا من رواياته، وبالفعل قامت بشراء بعض الروايات.

وكان رمسيس نجيب، أول من غامر بتقديمه نجلاء فتحي كبطلة في الأفلام على الرغم منذ أن كان عمرها 17 عاماً فقط، فقد رأى فيها مواصفات النجمة السينمائية، فجلب لها من أعطاها دروساً فى اللغة وضبط طبقات الصوت ومخارج الألفاظ، كما استعان بعبد الرحيم الزرقاني ليعلمها الإلقاء وأصول التمثيل، ثم أعطى لها أول بطولة سينمائية في حياتها من خلال فيلم «أفراح» للمخرج أحمد بدرخان مع حسن يوسف وعادل أدهم. ورغم سنها الصغيرة وخبرتها المحدودة، إلا أنها نجحت في أول بطولة سينمائية لها، وفى العام التالي قدمت «أسرار البنات» مع حسن يوسف ونيللي وإخراج محمود ذو الفقار.

واقتحمت ليلي طاهر عالم التمثيل بعد أن اكتشفها رمسيس نجيب، حيث ظهرت لأول مرة معه عام 1958م من خلال فيلم «أبو حديد» الذي أدت فيه دور البطولة أمام الفنان فريد شوقي.

وبدأ محمود عبد العزيز بدايته في السينما من خلال رمسيس نجيب أيضا الذي وقع معه عقدا لبطولة فيلم «حتى آخر العمر» بعد نجاحه في مسلسل «الدوامة» مع نيللي ومحمود ياسين.

كما بدأت صفية العمري عملها في السينما مع رمسيس نجيب في فيلم «العذاب فوق شفاة تبتسم» حيث كان هو مكتشفها.

وشارك المنتج الراحل في تخليد انتصار أكتوبر، حيث قدم نجلاء فتحى فى فيلمين أمام محمود ياسين هما «بدور»، و«الوفاء العظيم»، وقدم نجوى إبراهيم في فيلمين أيضا هما «الرصاصة لاتزال فى جيبى»، و«حتى آخر العمر».

وهكذا يظل نجيب رمسيس علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية، واسما خالدا في سوق الانتاج يتمنى صناع السينما أن يتكرر أو يوجد شبيه له، بعد ان غاب الزمان بأمثاله، وتعرض حال الفيلم المصري لما نراه اليوم.

سينماتوغراف في

04.02.2015

 
 

Shaun the sheep حان دور الخروف

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

معظم الحيوانات، من اكبرها (الديناصورات والفيلة) الى اصغرها (النمل والحشرات والفئران) اصبحت نجوماً سينمائية وبطلة افلام انيمايشن. الآن حان دور الخروف شون أن يترك الريف الهادئ لينتقل الى المدينة والى السينما من خلال فيلم انيمايشن بعنوان Shaun the sheepمن اخراج مارك بورتون وريتشارد غوليزوفسكي، مصور بتقنية Stop-Motion، شكل لنا مفاجأة سارة.

شون الخروف الذي سيصبح قريباً حبيب قلب الاولاد اللبنانيين، هو في الاساس نجم بريطاني لأنه بطل سلسلة انيمايشن تلفزيونية انكليزية تحمل العنوان نفسه، وهي من انتاج 2007 ومنفذة بتقنية Stop-Motion التي ترتكز على تصوير اطارات فردية لمجسمات وشخصيات معدة بواسطة المعجون أو غيره، ثم تجمع الاطارات معاً لتبدو كأنها تتحرك من تلقاء نفسها. السلسلة والفيلم من انتاج ستوديوات "اردمان انيمايشن" التي سبق وقدمت افلام انيمايشن عديدة وظريفة ومصورة كلها بهذه التقنية مثل Wallace and Gromit وThe Pirates وChicken Run.
صحيح أن الفيلم يخلو تماماً من الكلام وتكثر فيه اصوات مثل "مااااااء" وغيرها، لكن احدا لن يفتقد الحوارات في خضم الاستمتاع بهذه المغامرة السهلة الفهم والحافلة بالاكشن والمقالب والتنكر والهرب وعمليات الانقاذ التي ينفذها الخروف شون واصدقاؤه الاغنام. شون اذاً خروف ذكي على عكس زملائه الاغنام في مزرعة يديرها المدير وكلبه. شون ضاق ذرعاً باعماله اليومية الروتينية، لذلك يحرض الاغنام على أخذ يوم عطلة. وهكذا يقومون بالهاء الكلب، وبحجز المدير داخل مقصورة سيارة. لكن المقصورة تتحرك لتنقل المدير الى المدينة حيث يتعرض لحادث ويفقد ذاكرته. كيف سيتمكن الخروف واصدقاؤه من الصمود في مدينة كبيرة، وايجاد المدير وتذكيره بهم، هو الذي اصبح اشهر حلاق يجز شعر الناس كالاغنام في المدينة؟ والاهم، كيف سيتمكنون من تغيير شكلهم والتنكر كي لا يحتجزهم المسؤول الشرير عن سجن الحيوانات الشاردة؟ الاجابة عن هذه الاسئلة نتابعها من خلال مغامرة ساحرة بانسيابية مشهديتها، ودقة تصميم النماذج التي تدب فيها الحياة والحركة رغم انها مصنوعة من المعجون، وسحر الشخصيات المؤثرة والظريفة التي نتعاطف معها فوراً، وسرعة ايقاعها الحافل بالمطاردات والمغامرات المذهلة والمضحكة. والاهم انها تحتوي عبرة ورسالة مفيدة للصغار والكبار على حد سواء، تدعونا الى تقدير الاشياء البسيطة في حياتنا وعدم اهمالها ونسيانها، فكثيرا ما نحاول البحث عن السعادة بعيداً، بينما هي قد تكون قريبة منا، وموجودة في اشياء بسيطة، وخصوصاً وسط العائلة.

The Gambler المقامر بماله وحياته

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

عشاق الممثل مارك والبرغ سيستمتعون بمتابعته في شخصيتين مختلفتين في شريطه الجديد The Gambler من اخراج البريطاني روبرت وايت. في النهار هو المثقف جيم بينيت استاذ جامعي لمادة الادب الانكليزي التي لا يبدو انها تهم طلابه، وفي الليل هو مجرد مقامر لا يتوقف عن المراهنة الا بعد ان يخسر كل ما ربحه من اموال طائلة. لكن جيم يجد نفسه في ورطة كبيرة، لأنه مضطر خلال سبعة ايام فقط، الى اعادة اكثر من ربع مليون دولار من الديون والفوائد التي استدانها من مرابين ومافيات كورية واميركية، ابرزهم جون غودمان البارع كعادته بحضوره الآسر وجاذبيته الكبيرة. لكن رغم ان والدته الثرية (جسيكا لانج) تمنحه المال مرغمة، لن يسارع الى تسديد ديونه، بل يقامر به ويخسره كله مجدداً. لكن عندما تصبح حياته وحياة طالبين لديه في خطر (طالبة تعجبه وطالب بطل في كرة السلة)، يحاول انقاذ طالبيه وحياته من الدمار الشامل.

The Gamblerهو استعادة لفيلم المخرج كارل رايز الذي قدمه عام 1974، ورغم أن من أعد له السيناريو هو ويليام موناهان (كاتب سيناريو فيلم The Departed لمارتن سكورسيزي)، الا ان التحليل النفسي الذي قدمه لحالة هذا المدمن على المراهنات والذي يدمر نفسه، جاء معقداً وسطحياً في الوقت عينه. الفيلم رغم ثرثرته، ينطلق قوياً وواعداً، من خلال ابتكاره مناخاً خاصاً فيه كثير من التشويق، اضافة الى اجواء موسيقية ملائمة وايقاع مضبوط. لكنه يضيع لاحقاً في التكرار وسط حلقة مفرغة تكثر فيها التشعبات والشخصيات التقليدية غير المستغلة كما يجب. حتى مارك والبرغ ورغم موهبته، الا ان الشخصية لا تساعده، فنحن لن نهتم كثيراً لمصير هذا المقامر الذي لا يشعر بأي قلق وتوتر، ولن يجعلنا نفهم دوافعه للمقامرة بحياته بهذا الشكل. في نهاية الشريط نخرج بانطباع أننا تابعنا مغامرة كان في امكانها ان تكون افضل بكثير لو انها حبكت جيدا، وخصوصاً أن بعض المشاهد قوية ولافتة بحواراتها واداءاتها. ونذكر منها تحديداً، مشاهد جون غودمان وجسيكا لانج الام الباردة من الخارج والمشتعلة من الداخل، والعائدة بعد غياب طويل من دون أي تجعيدة بفضل المبالغة في عمليات التجميل.

النهار اللبنانية في

04.02.2015

 
 

فرانسوا تروفو… الرجل الذي أحبّ السينما:

احتفاء فرنسي بالمخرج في ذكراه الثلاثين

سليم البيك - باريس ـ «القدس العربي»:

في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي مرّت الذكرى الثلاثون لرحيل المخرج السينمائي الفرنسي فرانسوا تروفو (1932 1984)، وفي السادس من هذا الشهر ستحلّ ذكرى ميلاده، وبين التاريخين تم الاحتفاء فرنسياً بأحد مؤسسي «الموجة الجديدة» في السينما الفرنسية ضمن عروض وندوات ومعارض نظّمتها «السينماتيك الفرنسية» في باريس ومدن أخرى، إضافة لأعداد «خارج السلسلة» وملفات خاصة في مجلات كـ «لو بوان» و «لو مودن» و «لو ماغازين ليتراير» و «تيليراما»، وبرامج تلفزيونية، كان أهمّها الوثائقي الذي عرضته مؤخراً قناة «آرتي» وهو «فرانسوا تروفو.. سيرة ذاتية».

لم يُعرف تروفو أساساً كمخرج أفلام، بل كناقد سينمائي، حيث قدِم إلى الإخراج من النقد، ولم يكن ناقداً عادياً، بل كان يُعرف بـ «حفّار قبور» للأفلام الرسميّة الفرنسية (سينما ما بعد الحرب) وغير الفرنسية، داعياً من خلال نقده القاسي الذي كان يكتبه في مجلة «دفاتر السينما» إلى سينما حرّة، طارحاً نظريّته في هذه المجلة، التي بدأ فيها كناقد ثم صار محرّراً منتقلاً منها إلى إخراج أفلامه الخاصة، طارحاً «نظرية المؤلّف» ومقدّمها للعالم، كتابة وإخراجاً، مع روّاد آخرين أهمّهم، جان لوك غودار المخرج الفرنسي المعروف، وآندريه بازان مؤسّس المجلّة المذكورة التي ما تزال تصدر حتى اليوم، وكلود شابرول وإيريك رومير وأسماء قليلة أخرى.

ضمن «الموجة الجديدة» التي أتت معظم أسماء المخرجين فيها من النقد، قُدّمت سينما فرنسية جديدة تعتمد على المخرج/المؤلّف، في ذلك أشار تروفو إلى أن «نظرية المؤلف» تقوم على المُخرج كصانع للفيلم، أنّه هو القوة الخلّاقة له، لا الكاتب ولا المنتج».

واعتمدت «الموجة الجديدة» ميزانيات بسيطة فكان الشارع موقع التصوير، من دون الحاجة لفبركة استديو خاص، كانت الكاميرا تُحمل باليد من دون أن تُثبّت، وكانت المقاربات السينمائية تجريبيّة في معظمها وتسعى لهدم البناء التقليدي للسينما الفرنسية، كما تظهر بوضوح في أعمال جان لوك غودار، في حين أن تروفو حرص على السيْر الروائي لأفلامه، فكانت جميعها حكاية وشخوصا، ربّما لأن العديد من أفلامه، وهي أفضلها، كانت سيراً ذاتيّة متكاملة لعدّة مراحل حياتية، من طفولته القاسية إلى علاقاته المتتالية مع النساء.

ولأنّ ما لم يكن من أفلامه سيرة ذاتية، كان في الغالب نقلاً للأدب إلى السينما، يُظهر الفيلم الذي عرضته «آرتي» روايات قرأها وحوّلها لأفلام، نشاهد شطبه لصفحات وتأطيره لفقرات وإرفاق ملاحظاته على هوامشها، كمادة أوّلية لصناعة فيلمه. قال مرّة إنّه لم يحب أن ينقل أعمالاً معروفة، كـ«الغريب» لألبير كامو، فيستفيد من شهرتها، لذلك اختار روايات غير منتشرة لينقلها إلى السينما. حبّه للأدب والكتب على كل حال واضح تماماً في أفلامه، هنالك دائماً مكتبات وكتب مبعثرة، الشخصيّات عنده تقرأ كثيراً، عدا عن كون بعضها كتّابا. لذلك ربّما لم تخل أفلامه من الثقافة والجمالية، ما يجعلها أعمالاً سينمائية بالمعنى الفنّي، بدا ذلك ظاهراً على الصورة فيها كما، وبشكل ملحوظ، على السيناريو الأقرب، بحد ذاته، لعمل أدبي.

لتروفو العديد من الأفلام، وقد رحل تاركاً عدّة مشاريع على ورق، لكن ما أنجزه من أفلام لا تخلو أي لائحة جادّة لأهم الأفلام على مستوى العالم من أحدها أو بعضها، قد تكون أهمّ أعماله الخماسيّة التي كانت بمثابة سيرة ذاتية، وهي أفلام منفصلة عن بعضها بقدر ما هي مكمّلة لبعضها في سيرة حياة أنطوان دوانيل، الأنا الآخر لفرانسوا تروفو، وهو، أنطوان أو الممثل جان بيير ليو، له هيئة المخرج تروفو، ما أوحى بأن تروفو نفسه قد أدّى دور أنطوان في أفلامه، خاصة أنّه مثّل في أفلام لاحقة. الأفلام الخمسة المعروفة بـ «حلقة أنطوان دوانيل» هي «الضربات الأربعمئة، أنطوان وكوليت، قبلات مسروقة، بيت الزوجيّة، الحب الهارب». له أيضاً أفلام كـ «الجلد الناعم» و «أخيراً.. الأحد» وهو فيلمه الأخير وكان تحيّة منه لمخرجه المفضّل ألفرد هيتشكوك الذي أنجز تروفو معه حواراً طويلاً نشره في كتاب مرجعيّ طرح أفكار المخرجيْن معاً، وله «جول وجيم» الذي يحكي فيه عن علاقة حب بين رجليْن صديقيْن وامرأة، و «الإنكليزيتان والقارّة» الذي يحكي فيه عن علاقة حب بين رجل وامرأتيْن شقيقتيْن، والفيلمان الأخيران مأخوذان عن روايتيْن للفرنسي آنري بيير روشيه.

تروفو الناقد الذي طالما تجنّب مهرجان كانّ السينمائي دعوته بسبب نقده الحاد، دُعي كمخرج عن فيلمه الأوّل «الضربات الأربعمئة» عام 1959 ونال عنه جائزة أفضل مخرج، ويَفتتح الفيلم العمل السِّيَري لتروفو بتصوير حياة الطفل أنطوان/فرانسوا البائسة في البيت والمدرسة.

وُلد فرانسوا تروفو في السادس من شباط/فبراير عام 1932 في باريس، أمضى طفولة قاسية مع أمّه، من دون أن يعرف هويّة أبيه البيولوجي، فاتّخذ اسم العائلة من زوج أمّه التي أهملته منذ ولادته إلى أن أُرسل طفلاً ليعيش مع جدّيْه. يكبر قليلاً ويصبح مداوماً على دور السينما، يترك المدرسة ويبدأ بالبحث عن عمل متعثّراً بقساوة الحياة، من السرقة إلى الحبس، ولاحقاً الخدمة العسكرية. كبر قليلاً وتحوّل شغفه بالسينما إلى العمل بها بعدما منحه صديقه برازان مكاناً للكتابة في مجلّة «دفاتر السينما»، فصار ناقداً، ثمّ ترك النقد ليتفرّغ لصناعة الأفلام متأثّراً بجان رينوار وروبيرتو روسيليني وألفرد هيتشكوك، وذلك إلى أن رحل عن 52 عاماً بسبب ورم في الدماغ، في 21 أكتوبر عام 1984.

في أفلامه التي نالت جوائز أوسكار وسيزار وكانّ وغيرها، احتفى تروفو بالكتب، في «فهرنهايت 451» بشكل أساسي، كما احتفى بالنساء وسيقانهنّ كما في «الرجل الذي أحب النساء» و«بيت الزوجيّة» و «الجلد الناعم» و «حوريّة المسيسيبي» و «المترو الأخير»، واحتفى بكتابة الرسائل، ما مارسته شخصيّاته مراراً كما في «الغرفة الخضراء» و «الطفل الوحشي» و «قصة آديل آش» و «الإنكليزيتان والقارّة» و «قبلات مسروقة» و «الحب الهارب» و «جول وجيم».

هنا، عند تروفو، نحكي عن السينما بمعناها الجماليّ الفنّي، وهذا يحيل إلى رهافة ونقاوة في اللقطة والسيناريو والموسيقى في الفيلم، واضحة تماماً عند تروفو. هنا تصبح السينما ثقافة وذوقاً.

دور السينما في غزة التي مرت بعصر ذهبي …

يعشش على جدرانها العنكبوت

علا عطاالله

لا تزال الفلسطينية بثينة مسعود (64 عاما) تذكر جيدا تفاصيل صراخها وخوفها وهي تشاهد لأول مرة برفقة والدها وشقيقتها عرضا لأحد الأفلام المصرية داخل سينما النصر، وسط مدينة غزة، في مطلع ستينيات القرن الماضي.

فيومها ظنّت مسعود التي لم تكن تتجاوز التاسعة من عمرها، أن سيارة الفنانة شادية وهي تغني «سوق على مهلك»، في فيلم «بشرة خير» (أنتج عام 1952) ستتجاوز شاشة العرض، وتصيب الجالسين في سينما «النصر» بسوء.

هذه السينما التي لم يبقَ منها سوى لافتة تشير إلى اسمها، وجدران سوداء مهجورة منذ عقود من الزمن، كانت كما تقول من أكبر دور السينما في قطاع غزة.

وقُدر لمسعود أن تكون ضمن جيل عاصر دور السينما، فأبناؤها، وأحفادها كبروا ولم يدخلوا دارا واحدة للسينما.

وقبل نحو 28 عاما، منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وما تبعها من أوضاع أمنية غير مستقرة في قطاع غزة، توقفت دور السينما عن فتح «أبوابها».

ويحلم الشاب الفلسطيني أنور شاهين المغرّم بمتابعة الأفلام السينمائية، بدخول دار للسينما، وهو يحمل معه علبة كرتونية ملونة وبداخلها «فُشار» (ذرة محمصة).

ويضيف شاهين (23 عاما):» أقوم بتنزيل الأفلام عبر مواقع التحميل على الإنترنت، أو شرائها عبر الأقراص المُدمجة، لكن كل هذا لا يُعوضّنا عن مشاهدة فيلم في دور السينما، وأن تحجز تذكرة للفيلم الذي تود مشاهدته، وتجلس في أجواء سينمائية خالصة».

ويؤكد شاهين أن السينما تلعب دورا في التخفيف عن معاناة الشباب، في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على القطاع منذ أكثر من 7 سنوات، وتساهم، وفق قوله، بالتخفيف من الضغوط النفسية التي تواجههم.

ويستدرك متسائلا: «ما العيب في وجود دور للسينما، واقتناء الأفلام المفيدة، هناك أفلام عالمية تستحق المتابعة، ولا أظن أن مدينة في العالم لا يوجد بها في هذا الوقت دار للسينما».

وعرفت فلسطين العروض السينمائية منذ بداية القرن الماضي؛ حيث تشير الكتابات التاريخية إلى أن أول دار عرض سينمائي ظهرت في فلسطين هي «أوراكل»، وذلك في مدينة القدس عام 1908. وفي عهد الانتداب البريطاني، شهدت فلسطين زيادة ملحوظة في ظهور دور العرض السينمائي بالتزامن مع صدور القانون الخاص بالأشرطة السينمائية عام 1927.

وفي الثلاثينيات، انتشرت في المدن الفلسطينية الرئيسية مجموعة من صلات السينما المجهزة التي كانت تعرض الأفلام التجارية المصرية بشكل خاص على الجمهور، حيث عرضت أفلاماً عربية وأجنبية، ناطقة وصامتة. وفي أعقاب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، تعطلّت دور العرض السينمائي في كافة المدن الفلسطينية كما يقول المؤرخ الفلسطيني سليم المبيض ووفق المبيض، فإن تاريخ السينما في غزة، يعود إلى أربعينيات القرن الماضي، إذ أسس «رشاد الشوا» رئيس البلدية آنذاك، أول دار للسينما عرفت باسم «سينما السامر» (عام 1944).

وتوالى افتتاح دور السينما في غزة في سبعينيات القرن الماضي، وكان من أشهرها سينما «النصر» و»السامر» و»الجلاء»، «وعامر» و»السلام» و»صابرين» وكانت تعرض فيها أفلام معظمها مصرية.

وأوضح المبيض أن دور السينما ومنذ افتتاحها، في قطاع غزة، كانت تفصل بين أماكن الرجال والنساء، إضافة لتميزها بتخصيص أماكن للعائلات.

ويقول المخرج الفلسطيني أشرف المشهراوي، أن طبيعة الأحداث التي مرت على قطاع غزة منذ الثمانينيات، كان لها بالغ الأثر في إغلاق دور السينما وعدم الاكتراث لوجودها.

ويُضيف المشهراوي، أنه في الوقت الحالي، وفي ظل الحصار، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان قطاع غزة (أكثر من 1.8 مليون فلسطيني)، لا يمكن الحديث عن إعادة افتتاح لدور السينما.

ووفق المشهراوي، فقد تجاوز سكان القطاع النظرة السلبية للسينما، وعدم تقبلهم لها، نظرا للحراك الثقافي، والانفتاح التي شهدته غزة، في ظل التطور التكنولوجي، إضافة إلى تنوع الأفلام وإمكانية عرض الجيد منها وبصورة كبيرة.

وتابع: «هناك وعي كبير، وتعطش لدى كثير من الفئات بإحياء دور السينما، لكن هناك عوائق اقتصادية، تفرضها طبيعة غزة، وما تعانيه من هم يومي».

وتتمثل العقبات بحسب المشهراوي، في مواجهة المستثمرين لمشكلة تعويض شراء الأفلام السينمائية وحقوق بثها بشكل قانوني.

ويستدرك بالقول:» في ظل الفقر والبطالة، وتوالي الأزمات لن يقوم أي شخص بدفع تذكرة لمشاهدة فيلم، وقد يعتبر ذلك نوعا من الترف والكماليات، وبالتالي أي مستثمر أمام فكرة شراء الأفلام وعرضها في دار السينما سيجد خسارة كبيرة لمشروعه أمام هذا الوضع».

وفي حال تحويله إلى مشروع وطني، وشراء تذاكر بأسعار رمزية، يقول المشهراوي أن هذه الفكرة قد تجد صعوبة في قطاع غزة، نظرا لما وصفه بخروج أصوات ترفض هذه الفكرة أمام مشاريع قد ترى أنها أهم وأكثر إلحاحا.

وفي عام 1994، وعقب إنشاء السلطة الفلسطينية، بعد توقيع منظمة التحرير الفلسطينية على اتفاق سلام مع إسرائيل والمعروف بـ»أوسلو»، قررت السلطة، إعادة افتتاح بعض دور السينما في غزة، ومن بينها سينما «السامر» و»النصر»، غير أن عدد من الشبان الفلسطينيين قاموا في عام 1996، بإحراق آخر ما تبقى من دور للسينما.

ولم تفلح الحكومات المتعاقبة على قطاع غزة، بافتتاح أي دار للسينما في ظل الحصار الإسرائيلي، وما شهدته الأراضي الفلسطينية من انقسام سياسي.

ولا ينكر المشهراوي أهمية، وجود دور للسينما في غزة في ظل ما شهدته من حراك ثقافي مؤخرأ، وصناعة أفلام حازت على جوائز دولية، إلى جانب ما يتمتع به عرض الفيلم داخل «دار السينما»، من جودة عالية ودقة في الصورة.

وتابع: «نحن اليوم في عصر ثقافة الصورة، وأي فيلم تشاهده على شاشة الحاسوب أو التلفاز لا يغني عن مشاهدته في السينما التي تعرض تفاصيل لا يمكن لأي وسيلة أخرى أن تقوم بدورها».

ويتمنى المشهراوي، أن يتكفل الوقت والأيام القادمة، بإعادة الحياة لدور السينما التي بات أغلبها أماكن مهجورة، ولم يبقَ منها سوى «اسمها».

بيروت تحتفل بأم كلثوم في ذكراها الأربعين

زهرة مرعي - بيروت – «القدس العربي»

ليس مفاجئاً أن تمتلئ مقاعد قصر الأونيسكو جميعها، وأن تضيق الممرات بمن فازوا بحيز عليها يفترشونه، وأن يبقى آخرون دون موطئ قدم، في أربعينية «الست أم كلثوم». ففي بيروت خير فني يتمثل بجيل الشباب اللافت حضوره بين الحشد. هم بعمر العشرينات يذوبون ولهاً بصوتها، كلماتها وموسيقى أغنياتها. عبّرت بيروت عن وفائها لـ»كوكب الشرق»، بمعرض صور وأمسية جميلة، غنتها أربع أصوات نسائية من تونس، المغرب، مصر ولبنان. وقاد الفرقة الموسيقية المايسترو اندريه الحاج، وذلك عشية الثالث من الجاري.

يمكن توصيف الحشد الذي توجه إلى قصر الأونيسكو، بأنه رسالة من بيروت لكل المعنيين في عالم الفن والغناء الحديث، بضرورة اعادة حساباتهم. وأن هجومهم على الجمهور بقصف من الأغنيات التي بالكاد يتذكر واحدة منها، ما هو سوى فقاقيع صابون. وأن المال الذي يهدر على الفيديو كليب، لن يصنع لهم سوى الشهرة الزائفة. أما استعانتهم بكافة وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وتغريدهم الفاقد لمعايير سلامة التخاطب عبر «انستغرام» واخواته، لن يصنع لهم جمهوراً وفياً. هؤلاء يسهبون في ترديد الأرقام، التي يتباهى بها هذا وذاك من الفنانين، والجميع يعرف كم هي وهمية. وحدها «الست» باقية، وإلى مزيد من الجمهور يلتف حول صوتها، وفنها ورقيها بعيداً عن أي من وسائل الدعاية والترويج.

الاحتفال بمرور أربعين عاماً على رحيل كوكب الشرق في لبنان شكل ما يشبه الوفاء لذكراها، هي التي زارت لبنان في المرة الأولى سنة 1934، آتية عبر البحر. حينها فرش لها السجاد الأحمر من المرفأ حتى التياترو الكبير، حيث غنت في وسط بيروت. زياراتها للغناء في لبنان، لا تحصى. وجميعها، كانت بدعوة من آل الجاك «منتجين فنيين». غنت أم كلثوم على مسرح قصر الأونيسكو في العام 1955، و1965. أما حفلاتها في بيسين عاليه، فلا يزال المصطافون يتحدثون عنها. وآخر زياراتها للغناء في لبنان كانت سنة 1970. وفي لبنان تم تقليدها العديد من الأوسمة. منها وسام من رئيس الجمهورية الراحل كميل شمعون، وآخر من رئيس الوزراء الراحل رشيد كرامي.

أربعة أصوات عربية غنّت أم كلثوم في ذكراها. غناء تلا احتفالية خطابية للمنظمين والراعين، كان عنوانها الأبرز «نعي الزمن الجميل والحنين إليه». «لجنة تكريم رواد الشرق» رسمت التكريم ونفذته، بالتنسيق مع وزارتي الثقافة في لبنان ومصر، وبالتعاون مع بلدية بيروت والسفارة المصرية. هو حشد متعاون غاب عنه وزير الثقافة اللبناني روني عريجي «ورد اسمه في الكتيب ريمون، وكذلك على لسان مقدمة الحفل الاعلامية ريما نجم»؟ وكذلك اعتذر وزير الثقافة المصري جابر عصفور بعد استشهاد الجنود في سيناء، وكان ممثلاً بالسفير المصري. ومن بين حضور الحفل رئيس مجلس النواب اللبناني السابق حسين الحسيني، ورئيس مجلس الوزراء السابق فؤاد السنيورة.

بدأ الاحتفال بالنشيدين اللبناني والمصري، وبعزف من قبل موسيقى قوى الأمن الداخلي اللبناني. فيلم وثائقي يؤرخ لبعض من مسيرة كوكب الشرق. خطابات تذكر وإعلان ولاء لصوتها، وللمرحلة التي عاشت فيها في ظل نكبات الحاضر. ثم الأوركسترا اللبنانية بقيادة المايسترو أندريه الحاج تعتلي المسرح وتعزف «هذه ليلتي»، وتقابل بالترحاب. «أنا في انتظارك» شكلت الفاتحة، بصوت شاب وقدير من المغرب. انها نزهة الشعباوي، وقفت برقي على الخشبة لتؤدي أصعب الأغنيات. «أنا في انتظارك» كلمات محمود بيرم التونسي، ألحان زكريا أحمد، انتاج سنة 1943. يسرى محنوش من تونس «نجمة برنامج سوبر ستار على قناة المستقبل»، كانت مرتاحة بوقوفها وحركتها على المسرح. تلاعبت بصوتها وتحكمت به. خاطبت الجمهور، وكذلك الفرقة الموسيقية. ساعدتها قصيدة «الأطلال» في التلوين على مستوى الصوت. «الأطلال» الباقية ابداً قصيدة للشاعر الطبيب ابراهيم ناجي، ألحان الموسيقار رياض السنباطي، غنتها أم كلثوم سنة 1965. من لبنان نادين صعب «نجمة استوديو الفن سنة 1996»، غنّت من كلمات عبد الوهاب محمد، وألحان محمد الموجي، انتاج سنة 1964 «للصبر حدود». وهي من الأغنيات الصعبة دون شك. الختام تُرك لصوت مصري لطيف وصحيح. كارمن سليمان الحائزة على لقب «محبوبة العرب» من قناة «أم بي سي»، ولأن الختام يفترض أن يكون مسكاً كانت «هذه ليلتي» من نصيب سليمان. القصيدة من شعر اللبناني الراحل جورج جرداق، وألحان محمد عبد الوهاب، غنتها أم كلثوم سنة 1968. «هذه ليلتي» كانت اللقاء الوحيد بين صوت أم كلثوم وشاعر لبناني. وغاب عن المُكرمين توجيه التحية لروح مبدع من لبنان، وكاتب القصيدة الخالدة.
سبق الحفل بأيام افتتاح معرض فني في قصر الأونيسكو، عنوانه أم كلثوم، نفذه فنانون مبتدئون. كان لهؤلاء نقل ما قدمته لهم الصور الفوتوغرافية المعروفة «للست»، دون كثير تعديل، سوى أنها أصبحت بالزيت وبالألوان. بعض الفنانين جذبتهم الآلات الموسيقية الشرقية، فقدموها وحيدة. أم كلثوم تغطس قدميها في نهر النيل، لوحة قدمت الإنسانة، بعيداً عن رسميات الحالة الفنية. هي صور اتاحت لأسماء جديدة في عالم الفن، تقديم ذاتهم لجمهور عريض، هو جمهور أم كلثوم.

القدس العربي اللندنية في

04.02.2015

 
 

المخرج محمد إبراهيم: حلمي أن أصور فيلماً

خليل العلي

فقد المخرج الفلسطيني محمد ابراهيم ابن مخيم عين الحلوة، والده عندما كان في التاسعة من عمره. فبدأ العمل وهو على مقاعد الدراسة لإعالة العائلة المؤلفة من 12 فرداً. كان يوزّع القهوة في سرايا صيدا الحكومية، وصار يبيع فيما بعد بالإضافة إلى القهوة، الطوابع المالية.

في العام 1982 إبان الاحتلال الاسرائيلي للبنان واتخاذ سرايا صيدا الحكومية مقراً لهم، انتقل للعمل في مطعم فلسطين بمدينة صيدا، ثم انتقل إلى سوق الخضروات، للعمل في نقل الخضروات للزبائن واستطاع مساعدة عائلته مادياً. استمر في العمل من المرحلة الابتدائية حتى السنة الجامعيّة الثالثة، موضّحاً في حديثه إلى "العربي الجديد" أنّ هذه المرحلة في حياته كانت صعبة جداً.

وعن كيفيّة بدايته الفنيّة، شرح إبراهيم: "خلال المرحلة الدراسيّة، طلب أحد الأساتذة منا أن نتدرب على التمثيل. رفضت في البداية، وبقيت خارج القاعة، ولكن عندما انهمر المطر هربت إلى القاعة، ونظرت إلى الأستاذ، طالباً منه أن أمثل، فأسند لي دور الجريح في المسرحية. كنّا حوالي 15 تلميذاً ولم يبق غيري في فرقة التمثيل. ومنذ ذلك الوقت، أكملت هوايتي بالتمثيل". 

"أول دور له في إحدى السرحيات الفلسطينية "الأسير فياض"

وتابع: "كان أول دور لي في احدى المسرحيات الفلسطينية "الأسير فياض"، فعشقت العمل المسرحي والتمثيل. كنت دائماً استمع إلى مسرحيات الرحابنة من خلال راديو صغير أملكه. بحثت عن الشباب الذين كانوا معي خلال مراحل التدريب على التمثيل وقمنا بتأليف مسرحية تحت عنوان "الحجر" خلال الانتفاضة في فلسطين عام 1987. لكن كانت الامكانيات الضئيلة تشكّل عائقاً لتنفيذ العمل، فصنعنا الديكور من صناديق الخشب الفارغة وعلب الكرتون، وانطلقنا بالعمل المسرحي الهادف، وخاصة واقع المخيمات الفلسطينية وحياة اللاجئين بداخلها". 

كان هدف إبراهيم تأسيس جمهور طفولي للمسرح الفلسطيني، فخضع لدورات مسرح، واتجه لمسرح الأطفال تحديداً، وعرض أول مسرحية تحت عنوان "الديك الهادر" وهي قصة تراثية فلسطينية. ومنذ ذلك الوقت بدأ بعرض مسرحيات الأطفال في المخيمات كافة.

انتقل بعدها إلى دور البطولة في عدد من المسرحيات، منها "ثورة الزنج"، ومسرحية "القبعة والنبي"، ثم تحول إلى مرحلة الإعداد والإخراج المسرحي، ونفّذ حوالي 20 مسرحية متنوعة بين وطنية واجتماعية وأطفال ومسرح دمى، وذلك خلال فترة عمله مع جمعية غوث الأطفال البريطانية. وعرضت أعماله في المخيمات والمناطق التي يقطنها فلسطينيون، منها مسرحيات، مجلس العدل، السر المدفون، طيور الظلام، مملكة الألوان وغيرها. 

في العام 1992 اتجه إلى العمل الإذاعي ونفّذ مسلسلين إعداداً وإخراجاً. وفي العام 1994 اتجه إلى العمل التلفزيوني بسبب الجمود في حركة المسرح، وعمل أربعة أفلام قصيرة منها فيلم "محمد يا زر الورد" الذي يتناول قصة الشهيد محمد الدرّة، ونال عن الفيلم شهادة تقدير وجائزة خاصة من مهرجان أصفهان الدولي. وفي العام 1995 خضع لدورات تدريب في التصوير والمونتاج والاخراج التلفزيوني وقام بتنفيذ أكثر من أربعين فيلماً وثائقياً لصالح مؤسسات حقوقية وخيرية في أميركا وأوروبا وأستراليا، بالإضافة إلى أفلام وثائقية عن حياة الدكتور فتحي الشقاقي وعن انتفاضة الأقصى وحياة الشهيد يحيى عيّاش، ومسلسل عائدون. وشارك بتأسيس فضائية "فلسطين اليوم" ثم اتجه للعمل في قناة القدس، كمنتج ومنفذ لعدة برامج، منها، برنامج "كل الأطراف" الذي قام بتصوير 64 حلقة منه.

لكن المحطة الأبرز في حياة المخرج محمد إبراهيم هي عندما زار قطاع غزة، ودخل عن طريق الأنفاق من مصر، وصوّر عشرين حلقة مع ممثلين من غزة حول الأنفاق والحياة الاجتماعية في فلسطين. وختم حديثه بالقول: "حلمي أن أصوّر فيلماً في قطاع غزة وبتمويل ضخم، لأنّ فلسطين تستحق".

العربي الجديد اللندنية في

04.02.2015

 
 

"صناعة السينما" توقف السبكي عن الإنتاج.. والمنتج يرد

القاهرة - أحمد الريدي

على الرغم من وفاة المنتج محمد حسن رمزي قبل أسابيع فإن أزمته الشهيرة مع المنتج محمد السبكي مازالت نتائجها مستمرة، وذلك بعدما قررت غرفة صناعة السينما إيقاف السبكي عن الإنتاج لمدة عام، حسب ما أكد صفوت غطاس نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة لـ"العربية.نت".

وأوضح غطاس أن القرار صدر من الغرفة بعدما تم التحقيق في الواقعة التي حدثت في أحد البرامج على الهواء، وأنه تم اتخاذ القرار قبل فترة، ولكن تم التصديق عليه في الاجتماع الأخير بعد أخذ رأي "اتحاد الصناعات" فيما جرى.

غير أنه شدد على كون القرار غير نهائي، ويحق للمنتج محمد السبكي أن يتظلم ضده خلال مدة لا تتجاوز الشهر، ووقتها سيقوم مجلس إدارة الغرفة ببحث التظلم وإصدار قرار نهائي بخصوصه.

وفي اتصال هاتفي أجرته "العربية.نت" بالمنتج محمد السبكي، نفى الأخير أن يكون هناك أي قرار صدر بحقه من غرفة صناعة السينما، خاصة أنه لم يصله أي شيء، ويبدو أن الغرفة لم تبلغ المنتج المصري قبل إعلان القرار لوسائل الإعلام.

وحول ما قيل في الفترة الماضية عن كون فيلم "ريجاتا" تم إنتاجه باسم رنا السبكي ابنة المنتج محمد السبكي، بسبب القرار الذي صدر من الغرفة، أوضح منتج الفيلم أنه هو من قام بإنتاج العمل، كما أنه لا يوجد مانع من أن تقوم ابنته بإنتاجه قائلا "وفيها إيه لما رنا تكون هي المنتجه، ما أنا وهي واحد".

ومن المنتظر أن يقوم المنتج محمد السبكي بالتظلم ضد القرار الصادر بحقه، وذلك بعد أن تعلمه الغرفة بالقرار، على أن يجتمع مجلس إدارة الغرفة مرة أخرى من أجل اتخاذ قرار نهائي بهذا الصدد.

العربية نت في

04.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)