كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

محمود حميدة لـ"جيل كبار السن":

"كلنا فاسدون.. فافتحوا الطريق للشباب"

كتب : سحر عزازي

 

عقد الفنان محمود حميدة، لقاءً مفتوحًا، مساء اليوم، بمخيم المقهى الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

وقال "حميدة"، إنه رفض النزول إلى ميدان التحرير في ثورة 25 يناير مع أبنائه، لأنه شارك في الفساد ولو بالصمت، وأضاف: "كلنا فاسدون بالضرورة.. فكيف لفاسد أن يستقيم".

وطالب الفنان القدير، بفتح الطريق للشباب لطرح وتطوير أفكارهم، مشيرًا إلى أن الشباب يحملون نفس مطالب جيله الذي لم يفعل شيء لتحقيقها.

وأضاف: "السياسة فن فوق الاحتمال، ولا أعتبر نفسي سياسي"، معتبرًا أن القوى التي كانت تحكم مع نظام مبارك مازالت تحكم مع السيسي، وهذا خطأ لا بد من تصحيحه.

وتابع: ليس لدينا القدرة على إقامة حوار، لأن كل شخص منتصر لرأيه قبل أن نبدأ أي شيء، مشيرًا إلى رفضه أن يطلق أحد على الفنانين القوى الناعمة، لأنه القوة تقاس بالحصان وهذا ليس موجود مع الفنانين .

ورأى "حميدة"، أن المنتج محمد السبكي، ممن وقفوا أمام أزمة الركود التي تعرضت لها السينما في وقت ما.

وأبدى "حميدة" إعجابه بأغاني المهرجانات، وأنه يرقص عليها أحيانًا في بيته، لافتًا إلى ضرورة الالتفات إلى أغاني التراث. وأشار إلى أنه ضد مشاهدة التلفزيون، ويعتبر أنه عدواً له، فهو أخطر جهاز في العصر فهو يفصل بين الحاكم والمحكوم. على حد قوله.

محمد خان يناشد وزارة الثقافة دعم السينما الشبابية المستقلة

كتب : الوطن

"اتجاهات التجديد في السينما المصرية"، كان هذا هو موضوع الندوة التي أقيمت بالقاعة الرئيسية بحضور المخرجتين الشابتين أيتن أمين ونادين خان.

بدأت أيتن أمين اللقاء بتحية الجمهور، قائلة "المعرض عالق بذاكرتي منذ مرحلة الطفولة، مشيرة أن تجربة الأفلام المستقلة في مصر بدأت في الظهور منذ ما يقرب من 10 سنوات، وتطورت بشكل كبير في السنوات الخمس الأخيرة".

وأشارت أيتن أن تجربة إنتاج فيلم نادين خان الأخير كانت مُفيدة، حيث شارك بجزء في الإنتاج كل من شارك بالفيلم، بما فيهم النجم خالد أبوالنجا، الذي شارك في إنتاج الفيلم بجزء من أجره، وكم كان إيجابيا أن يشعر المشاركون في الفيلم أن الفيلم هو فيلمهم، فنجاحه على المستويين المادي والفني هو نجاح لهم.

وأكدت أن هذه التجربة إذا تم تطبيقها بشكل احترافى فستساعدنا في صناعة سينما جديدة لها دور مؤثر بعيدًا عن السينما التجارية، التي وللأسف أصبحت تسيطر وبشكل كبير على سوق الأفلام والسينما في مصر، وتابعت "أعتقد أن ما ينقصنا الآن هو أن نصل تلك الحلقة التي تفصل ما بين الإنتاج الهادف والجمهور، وقد واجهتنا العديد من المشاكل منها الإنتاج والتسويق، كما أن معظم النقاد للأسف يصنفون أفلامنا على أنها أفلام فنية، مع إهمال الجانب التجاري الذى يُعد مهمًا لإكمال مسيرة الأفلام المستقلة".

وأكملت نادين خان كلام أيتن، لتؤكد أن "مشكلة صناعة السينما المستقلة في مصر هي مشكلة إنتاج في المقام الأول ومشكلة توزيع، حيث دائمًا ما تكون أفلامنا عبءا ثقيلا على كاهل الموزع، فالكبار من النجوم والمنتجين والمخرجين يحتكرون صناعة السينما بشكل كبير، ومع ذلك أرى أننا نجحنا حتى ولو بشكل بسيط في الوصول للجمهور فى الخمس سنوات الأخيرة،

وأعتقد الجمهور المصري على درجة كبيرة من الوعي والفكر، ولديه قدرة كبيرة على التمييز بين الأفلام المُسفه والأفلام الهادفة، وكم هو جميل أن تكون راضيا عن ما تقدمه من أعمال".

وأشادت أيتن بالفيلم الأخير لنادين، الذي تم عرضه فيما يقرب من 25 دار عرض، مع العلم أنه كان هناك قصورًا في التسويق للفيلم، هذا إلى جانب أنه عندما تم عرض الفيلم على الإنترنت حصد أكثر من 300 ألف مشاهدة في مدة لا تتجاوز الشهر، وهذا يؤكد ويُدلل أن الأفلام المستقلة لها جمهور، ومن الظلم أن نصنف الأفلام المستقلة على أنها أفلام فنية بل هي أفلام جماهيرية".

وتابعت "الأفلام المستقلة هي أفلام لا تعتمد على التقليد، والمتابع للمخرجين الشباب الذين ظهرت أفلامهم مؤخرًا سيجد أن لكل منهم أسلوبه المستقل الذي لا يقلد فيه أحدا"، وتعجبت نادين من الهجمة الشرسة التي تتعرض لها السينما المستقلة، متسائلة عن السبب وراء ذلك؟ وهل أصبحنا عبيدا لكل ماهو تقليدي؟

وفي مداخلة من المخرج الكبير محمد خان، أشار أننا يجب أن نلتمس العذر للمنتجين، فأي فيلم يجب أن يغطي على الأقل تكاليفه، ويضمن للمنتج هامش ربح معقول، ويجب أن تكون السينما قريبة من المجتمع، فهي المرآة الصادقة التي تعكس همومه، وفي نهاية مداخلته، ناشد خان وزارة الثقافة أن تعود من جديد لتؤدي الدور المنوط بها في دعم السينما الشبابية المستقلة.

خالد يوسف:

دومة شريف.. والمحكمة أثبتت جرمه ولم تثبت 30 سنة فساد لمبارك

كتب : سحر عزازي

المخرج الشهير يكشف عن سعيه لتحويل رواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ إلى عمل سينمائي

عقدت مساء اليوم ندوة "مشوار نجم"، بقاعة كاتب وكتاب بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور المخرج خالد يوسف، وأدار اللقاء نادر علي.

وقال المخرج خالد يوسف، إنه كان يرغب في أن يحول رواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ إلى عمل سينمائي، مضيفا "بالفعل تحدثت مع بنات نجيب محفوظ لكي أحصل على حقوق الملكية من الورثة"، وموضحا أنه أرد أن يحول الرواية لعمل فني لكي يرد للمصريين حق نجيب محفوظ، خاصة وأن "المصريين الذين أجبروا على طاعة الله لا يقرأون" على حد قوله، مشيرا أن الرواية مباعة حصريا لشركة أجنبية.

وأضاف يوسف، أن الشعب المصري بعد الثورات كان صاحب أسرع رد على تساؤلات المجتمع، وخاصة أن فيلم "هي فوضى" و"دكان شحاتة" و"حين ميسرة" كان يتنبؤون بالثورات وما سيحدث بعدها، ولكن المصريين تحركوا بعدها بسنوات.

وعن الحكم الذي صدر ضد دومة، أكد خالد يوسف أن أحمد دومة إنسان مناضل وشريف، وأن الحكم عليه ليس نهائيا، متمنيا أن يكون النقض لصالح دومة، وأوضح أن أجهزة الدولة لم تستطع إثبات فساد 30 سنة على مبارك وأعوانه، لكنها استطاعت إثبات جرم دومة، مضيفا بسخرية "طب ازاي؟"، وقال يوسف إنه ليس قاضيا بالمحكمة، ولكنه غير راض على حكم دومة.

الوطن المصرية في

06.02.2015

 
 

مونيكا بيلوتشي في الخمسين...

يا مسوسحة جايمس بوند!

علي وجيه

لأمثال مونيكا بيلوتشي (1965 ــ الصورة)، كُتبت ملاحم التاريخ وقامت الحروب الضروس. من أجل عينيها فقط دُفنت طروادة، وعلى صدرها تبخّر وقار الرجال. لأنّها الأنثى الكاملة و«فينوس» العصور الحديثة، كُسرَت أعرق القواعد. في سن الخمسين، تستعدّ لإغواء جايمس بوند في فيلمه الجديد «سبيكتر».

تسجّل رقماً قياسياً كأكبر «فتاة بوند» عبر التاريخ، بعد أونور بلاكمان التي أدّت «بوسي غالور» في سن الـ 39. «مقارنةً بفتيات بوند السابقات، أنا أكبر عمراً وأكثر نضجاً. أفضّل تسمية امرأة بوند، أو سيّدة بوند ربّما»، تقول لمجلة Event البريطانية. عندما تلقّت اتصالاً من سام منديز، اعتقدت الإيطالية الفاتنة أنّها ستملأ فراغ جودي دينش في شخصية M الشهيرة. باغتها المخرج الإنكليزي: «للمرّة الأولى في التاريخ، سيقيم جايمس بوند علاقةً مع امرأة ناضجة. هذا المفهوم ثوري». إنّه كذلك بالتأكيد. لطالما كانت «فتاة بوند» حسناء مثيرة في العشرينات. المعيار الأزلي الذي رسّخته أورسولا أندريس، منذ خروجها من الكاريبي ببكيني أبيض مع سكين على فخذها في «دكتور نو» (1962 ــ الأخبار 25/10/2014).

استعان منديز بخدمات بيلوتشي لأنّها قريبة من سن دانيال كريغ (46 عاماً) الذي يلعب 007. سارعت إلى إخبار المخرج الأوسكاري انّ هذا يجعله «بطلاً بين النساء». ربّما يكون تعليقاً نسوياً، على الرغم من اعتراض الحركات النسوية الدائم على صورة المرأة في أفلام العميل البريطاني.

تنظر بيلوتشي إلى الجسد على أنّه آلة الممثل للعب الموسيقى. تحبّ التلوين مع مخرجين مختلفين والتماهي مع ثقافات متعدّدة. صوتها المشتعل قادر على إيصال الإيطالية والفرنسية والإنكليزية والإسبانية وحتى الفارسية. هكذا، سلّمت نفسها روحاً وجسداً لتقشّف الأفلام الصغيرة وملايين الإنتاجات الضخمة. من الكمال الأنثوي في «مالينا» (2000)، لتورناتوري والانتهاك الجسدي في Irreversible (عام 2002) لغاسبر نوي، إلى خصوصية بهمان قبادي في «موسم وحيد القرن» (2012)، مروراً بطهارة مريم المجدلية في «آلام المسيح» (2004) لميل غيبسون، جهدت بيلوتشي في إثبات نفسها.

عملت على رفع سقفها الفني، مثبتةً أنّها أكثر من مجرّد دمية تُلهب الأنفاس. هي سعيدة لأنّ السينما الأوروبية ما زالت قادرة على اجتراح أدوار لأيقونات في عمرها. هوليوود ليست كذلك. هناك، يبدأ كل شيء في التلاشي يوماً تلو الآخر.

في حديثها مع Event، تستفيض بيلوتشي حول اليوبيل الذهبي في وجود المرء: «كثير من النساء في سنّ الخمسين غير موجودات بالنسبة إلى الرجال، ولكن الأمور يجب ألّا تكون هكذا. تستحق التذكير بأنّ الانعكاس الخارجي آت من الداخل. عندما أذهب إلى البرازيل، أرى نساءً بعيدات عن النحول تماماً، ولكنهنّ يرقصن في الشوارع بكل أنوثة وإحساس، فتبدو أجسادهنّ رائعة الجمال. في أوروبا، نحن أكثر انغلاقاً، ونخاف من الانفتاح بهذا الشكل».

في آب (أغسطس) 2013، انفصلت مونيكا عن زوجها الممثل الفرنسي فينسنت كاسيل، بعد 14 عاماً من الزواج وابنتين. حالياً، تحوم الشائعات حول علاقتها برجل الأعمال الروسي الشهير تيلمان إسماعيلوف، إلا أنّها تنفي ذلك. «أين المشكلة في علاقة بين رجل يبلغ ثلاثين عاماً مع امرأة في الخمسين؟ إنّها مسألة طاقة وروح، ولا تتعلّق بالسن والجسد. الإثارة في العقل والمخيلة، لا في عمر الجسد». صاحبة الصور التي تمثل اجتياحاً على السوشال ميديا إثر كل جديد، تأكيداً للسحر الإيطالي بعد صوفيا لورين وكلوديا كاردينالي، تضيف: «لا يفاجئني أنّ الرجال ما زالوا ينجذبون لنساء مثل إيزابيل هوبير وكاترين دونوف وشارلوت رامبلينغ. يرون في جودي دينش الكثير من القوّة. إنّها طاقة هائلة آتية من الداخل، وهذا أمر ساحر. يبدو أنهنّ نساء من الطراز الذي لا يُنظر له بالعين. أتمنى أن أكون بهذا الغنى الداخلي، فيما أتقدّم في السن».

عودة نور الشريف “بتوقيت القاهرة” تحقق 500 ألف جنيه

القاهرة -"الخليج":

24/2 أي ما يعادل تقريباً 10 في المئة من دخل المؤلف والملحن، أصحاب الحقوق الأصلية من حق الأداء العلني والطبع الميكانيكي، وهي النسبة القانونية التي حددتها القوانين بالعالم وشركة "الساسم الفرنسية" التي سيحصل عليها، لأول مرة الموزعون الموسيقيون من حق الأداء العلني، وهي ما يطلق عليها "حقوق مجاورة" في خطوة أولى للاعتراف بحقوقهم التي لم تكن هناك جهة تعترف بها من قبل، حيث كانت الحقوق قاصرة على المؤلف والملحن فقط .

كان الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر قد دعا إلى فتح باب العضوية لشركة "أرابيان رايتس" خلال شهر فبراير/شباط عام 2013 للمطربين والشعراء والملحنين والموزعين، وذلك لمساعدتهم على تحصيل حقوقهم المجاورة في الأداء العلني من جميع أنحاء العالم .

500 ألف جنيه، حققها فيلم "بتوقيت القاهرة" بعد أسبوع من طرحه بدور العرض السينمائية، وهو الفيلم الذي يشهد عودة النجم نور الشريف للسينما بعد غياب 6 أعوام، ويجسد من خلاله شخصية رجل يدعى "يحيى شكري مراد"، يعاني مرض "الزهايمر" ولديه ابن متزمت دينياً، وابنة تحب والدها وتتحمل مرضه، ويحلم هذا الرجل بأن يقابل إنسانة في حياته كان يحبها، ومع تطور مرضه ينسى من تكون تلك المرأة أو اسمها، ويتجه للبحث عنها في الشوارع .

يشارك نور في بطولة الفيلم ميرفت أمين وسمير صبري ودرة، وشريف رمزي، تأليف وإخراج أمير رمسيس

12 فبراير/شباط الجاري، الموافق يوم "عيد الحب" هو اليوم الذي اختارته الشركة المنتجة لفيلم "سوء تفاهم" لطرحه في دور العرض، حيث يتناول الفيلم قصة حب رومانسية تدور أحداثها حول فتاة لبنانية، تعمل بائعة في أحد المحال، وتواجه مشاكل عاطفية، بسبب بحثها عن فارس أحلامها، وتتغير حياتها عندما تقابل شاباً مصرياً تقع في غرامه

الفيلم تأليف محمد ناير، ويشارك في بطولته سيرين عبدالنور، وشريف سلامة، وأحمد السعدني، ومها أبو عوف، وخالد عليش، وريهام حجاج، ويخرجه أحمد سمير فرج .

26 فبراير/شباط، يبدأ المخرج علي إدريس تصوير أول مشاهد مسلسله الجديد "نصيبي وقسمتي" التجربة الأولى في الكتابة الدرامية للفنان عمرو محمود ياسين، الذي يلعب بطولته الفنان هاني سلامة، ومعه نيكول سابا، وريهام حجاج وشيري عادل، وعدد كبير من النجوم والفنانين .

تدور أحداث المسلسل في إطار حلقات متصلة منفصلة، حول شاب يبحث عن عروسه، ومن خلال عدة مفارقات يدخل في مشاريع زواج، لكنها تنتهي في كل مرة بشكل مأساوي ليكتشف أن الزواج من المشكلات التي تواجه المجتمع، ويضطر في نهاية الأمر للقبول "بنصيبه وقسمته" .

8 أشهر من التحضير فقط، بخلاف التصوير، هو ما يحتاج إليه مسلسل "واحة الغروب" وهو ما جعل المنتج جمال العدل يتخذ قراراً بتأجيله إلى رمضان ،2016 خاصة أنه يتبقى على رمضان هذا العام أقل من 6 أشهر، مشيراً إلى أن المسلسل كبير ويحتاج إلى وقت طويل للتحضير والتصوير، فضلاً عن ميزانيته الضخمة .

المسلسل تأليف مريم نعوم، التي لم تكتب سوى 10 حلقات فقط منه، وستخرجه كاملة أبو ذكري، التي ستقوم خلال الفترة المقبلة بمصاحبة مهندس الديكور لمعاينة أماكن التصوير في "واحة سيوة" التي ستدور فيها أغلب الأحداث، والتي سيتم بناء جزء كبير من الواحة داخل الاستوديو، فضلاً عن التصوير في الواحة .

كاملة أكدت أنها لم ترشح حتى الآن أياً من أبطال العمل، كما نفى المنتج جمال العدل أن تكون بطلته الفنانة نيللي كريم

8 فبراير/شباط الجاري، يبدأ المخرج ماندو العدل، تصوير أول مشاهد مسلسله الجديد "حارة اليهود" قصة وسيناريو وحوار مدحت العدل، ومن إنتاج شركة "العدل جروب" وتدور أحداثه خلال الفترة الزمنية من عام 8491 إلى عام ،1956 تلك الفترة التي كانت ملأى بالأحداث السياسية التي أثرت في وجود أصحاب الديانة اليهودية بشكل مباشر، ومنها الحرب العالمية الثانية، وحرب فلسطين عام 48 واغتيال النقراشي، واغتيال مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، ثم حريق القاهرة، وثورة 23 يوليو/تموز ،1952 مروراً بطرد الملك فاروق، وصولاً إلى الجلاء وإعلان مصر جمهورية .

المسلسل بطولة منة شلبي، ريهام عبد الغفور، إياد نصار، هالة صدقي، سيد رجب، حنان سليمان، وليد فواز، أحمد حاتم، وعدد آخر من النجوم والفنانين .

158 مليون جنيه، ديون لمدينة الإنتاج الإعلامي مستحقة على التلفزيون المصري، طالب أسامة هيكل رئيس مجلس إدارة الشركة، المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، بأن تسددها وزارتا التخطيط والمالية، نيابة عن اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، مؤكداً أن هذا ليس فقط لمصلحة المساهمين في الشركة، ومن ضمنهم اتحاد الإذاعة والتلفزيون، بل أولاً لمصلحة2500 عامل وموظف، يعملون بالمدينة، والذين اعتبرهم هيكل، أصحاب الشركة الحقيقيين، ومن يعملون على نهضتها .

أكثر من 70 فضائية “مجهولة الهوية” تسرق الأعمال

“القرصنة” تهدد السينما المصرية

القاهرة- "الخليج":

ما يقرب من 70 قناة فضائية مجهولة المصدر والهوية، باتت تهدد صناعة السينما المصرية بالتوقف، خاصة بعد سرقة عدد كبير من الأفلام المصرية الجديدة، وقريبة الإنتاج، بل والقديمة أيضاً، وعرضها على شاشات هذه القنوات، من دون تصريح من أصحابها أو شركات إنتاجها، وجني أرقام خيالية من الأرباح من خلال الإعلانات التي تبث خلال وقبل وبعد هذه الأفلام . أزمة نتطرق إليها في هذا التحقيق مع المتضررين من أهل السينما .

في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وفي ظل حالة الفوضى والانفلات الأمني، التي انعكست على الإعلام، مسببة ما سمي ب"فوضى إعلامية" ظهرت مجموعة من القنوات الفضائية الجديدة المتخصصة في سرقة وعرض الأفلام السينمائية الجديدة لكبار النجوم، سواء عبر الشبكة العنكبوتية "الإنترنت"، بعد تصويرها بكاميرات ديجيتال من دور العرض، حتى قبل القنوات المشفرة أو المفتوحة، التي توقفت تماماً عن شراء الأفلام لتعرضها لخسائر فادحة أيضاً، حيث لم يعد عرض الأفلام الجديدة على هذه القنوات يجلب إعلانات تذكر، فيما يحصد ملاك قنوات "الفوضى الإعلامية" على أرباح كبيرة بسبب حجم الإعلانات الذي ارتفع إلى معدلات غير مسبوقة، لم تشهده أي قنوات أخرى، لأنهم حققوا أعلى نسب مشاهدة .

المدهش أن المشاهد يمكن أن يكتشف بسهولة سرقة الفيلم بمجرد عرضه على الشاشة، من الشواهد الظاهرة، سواء من خلال سماع ضحكات جمهور دار العرض أثناء المشاهدة، خاصة إذا كان الفيلم كوميدياً، أو أن يمر فجأة واحد من جمهور الصالة أمام الشاشة فتسجله الكاميرا التي تسرق الفيلم، كما أن أغلب هذه الأفلام يظهر عليها اسم موقع الإنترنت الذي قام بسرقة الفيلم وبثه، أثناء عرضها على هذه القنوات!

الأمر لم يقتصر على الأفلام الجديدة فقط، بل تقوم هذه القنوات بعرض الأفلام قريبة الإنتاج، لسنوات قليلة مضت، والأفلام القديمة "الأبيض والأسود"، عبر تسجيلها من التلفزيون، وعرضها بصورة مكبرة، أقرب إلى طريقة "سينما سكوب" بوضع شريط أسود أسفل وأعلى الصورة، لإخفاء شارة القناة التي تم التسجيل منها

ملاك هذه القنوات اختاروا أن يطلقوا عليها أسماء عشوائية وأسماء أفلام حديثة، أو أسماء دور عرض شهيرة في القاهرة، مثل: دربكة، شنبو، توك توك، حلاوة روح ،1 ،2 وسط البلد، سينما دوللي، الشاشة، سينما مترو، سينما شبرا بلاس، وlcd، وتتح، وa .b .c سينما، حبيشة، قلب الأسد، تيتو، طلقة، بوليكا . . وغيرها العديد من الأسماء للقنوات التي انتشرت بشكل كبير على القمر المصري "نايل سات"، أو هكذا ظن الجميع في بداية الأمر، حتى نفى الأمر المهندس حمدي منير، العضو المنتدب للشؤون الفنية، بشركة مصر للأقمار الصناعية "نايل سات"، مؤكداً أنه لا علاقة لشركة "نايل سات" بهذه القنوات، كما لم تستأجر مواقع أو قنوات قمرية أو فضائية، على القمر المصري .

وأضاف منير: القمر الأردني "نور سات" متعاقد مع شركة "نايل سات" على استئجار مدة زمنية محددة، يبث خلالها بعض قنواته وما تحتويه من مواد إعلامية، أما فيما يخص محتوى ما يتم تقديمه، فهذا يرجع إلى التعاقد المبرم بين ملاك القنوات وبين قمر "نور سات"، إضافة إلى بث عدد آخر من هذه القنوات على القمر الفرنسي "يوتلسات"، والقريب أيضاً من مدار القمر المصري "نايل سات"، لذا فإن الحل في الوقت الحالي في يد المنتجين وحدهم، وليس أمامهم سوى اللجوء إلى القضاء ومقاضاة هذه القنوات من أجل استعادة حقوقهم .

بعيداً عن مسؤولية "نايل سات" من عدمها، ورغم ما تشكله هذه الظاهرة من خطر حقيقي على صناعة السينما المصرية، إلا أن المنتجين هم أكثر جهة متضررة بشكل مباشر، مما يحدث من عرض هذه الأفلام، غير أن كل محاولتهم لاستعادة حقوقهم مهددة بالفشل، خاصة أنهم فشلوا حتى الآن في معرفة ملاك هذه القنوات الفضائية من أجل مقاضاتهم، بعد أن رفضت إدارة "نور سات" مدهم بأي معلومات حول هوية الملاك، باعتبار أن بيانات العملاء، من أسرار التعاقدات مع الأفراد والشركات . فلا بديل عن إقناع إدارتي "نور سات" و"يوتلسات" أن تلك القنوات تنتهك حقوق الملكية الفكرية، وهو أمر يحتاج لتضافر جهود أصحاب القنوات الشهيرة مع المنتجين وأصحاب دور العرض السينمائية

في الوقت نفسه كان اتفاق قد تم بالفعل مع مسؤولين من وزارة الداخلية لكيفية حماية قرصنة الأفلام من خلال إنشاء لجان إلكترونية تابعة للوزارة تقوم بمتابعة كل ما ينشر عن هذه الأفلام في مواقع الأفلام المشهورة بالقرصنة أو اليوتيوب ليتبقى فقط أزمة القنوات الفضائية التي تبث من خارج مصر

من جانبه أكد سيد فتحي، مدير عام غرفة صناعة السينما، أن الغرفة كانت قد بدأت بالفعل خلال العام الماضي ،2014 خطوات جادة ومهمة من أجل التصدّي للقراصنة ذلك "الغول الغامض"، الذي يلتهم السينما المصرية، والذي زاد وتوحش في العامين الأخيرين، بعرض الأفلام الجديدة على شاشات فضائية، قبل أن يطرح المنتجون أفلامهم على "دي . في . دي" أو بيعها للفضائيات المشفرة والمفتوحة، والأزمة الكبرى أنّ تلك القنوات لا تنطلق من قمر "نايل سات"، بل هناك قمر "نور سات"، الذي يبث من المملكة الأردنية، والقمر الفرنسي "يوتلسات"، الذي يسير في مدار "نايل سات"، ويلتقط المشاهدون العرب كل القنوات التي تبثّ عليه، حيث تستأجر شركات عربية وأجنبية تردّدات من هذا القمر، لتبيعها لتلك القنوات التي تقوم بعرض الأفلام المسروقة، والتي تحقّق بدورها مكاسب كبيرة، رغم عدم تعامل المعلنين الكبار معها، وهذا لا يعني أنها تخسر، والدليل أنّه لا يمرّ شهر من دون أن تظهر قناة جديدة من النوعية نفسها، حيث مدّة الفاصل الإعلاني لا تقل عن 15 دقيقة، وتتكرر أربع مرات مع كل فيلم . وتغطي السلع التي لا تستطيع اختراق القنوات المعروفة، ليصل الأمر إلى حد عرض أفلام حصرية مملوكة لقناة "روتانا سينما"، قبل أن تعرضها المحطة نفسها بثلاثة أشهر على الأقل! ولأن هذه القنوات لا تحتاج إلى فريق عمل، ولا تملك مصاريف باستثناء إيجار التردّد لأنها لا تدفع مقابل الحصول على الأفلام، فإنها لا تنطلق من مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة، ما يجعل المواجهة صعبة، لكنها ليست مستحيلة .

أضاف فتحي: قبل رحيل رئيس مجلس إدارة الغرفة، المنتج الراحل محمد حسن رمزي، كانت هناك خطوات مهمة وجادة جدا قامت بها الغرفة على هذا الطريق، وبالفعل سافرت الفنانة الكبير ليلى علوي إلى المملكة الأردنية، لمقابلة المسؤولين عن القمر الأردني "نور سات"، والتوصل معهم إلى حل في هذا الموضوع، وأبدوا تجاوباً كبيراً، واستعدادات للمساعدة، حيث صدرت تعليمات للقمر "نور سات" بأن القنوات التي تريد عرض أفلام مصرية يجب أن تحصل على موافقة من غرفة صناعة السينما المصرية، لأنها الجهة الوحيدة المسؤولة عن المنتجين والموزعين ودور العرض

المنتج أحمد السبكي قال: الشيء المؤكد أن لدى كل المنتجين رغبة حقيقية في انتعاش سوق السينما بإنتاج عدد كبير من الأفلام خلال الفترة المقبلة، لكن تبقى مشكلة القرصنة أحد عوامل إحجام الجميع عن الإنتاج، وعدم المخاطرة بأموالهم في مغامرة غير محسوبة، تعرضهم لخسائر فادحة .

وأضاف: لا شك أن سرقة الأفلام الجديدة، وحتى القديمة، ظاهرة تدمّر السوق الداخلية والخارجية أيضاً، فأصبح من الطبيعي أن تجد أي فيلم جديد، معروض في أي من هذه الفضائيات، بعد أسبوع واحد فقط من عرضه في الصالات، وهذه كارثة حقيقية، تعرض المنتج لخسائر لا حصر لها، حيث تقل الإيرادات بشكل لافت جداً، في الوقت الذي يحقق فيه من قام بسرقة الفيلم، أرباحاً طائلة من حجم الإعلانات التي يضعها مصاحبة للفيلم، ويضع أمام كل 15 دقيقة من أحداث الفيلم، 15 دقيقة إعلانات، أي أن الفيلم الذي مدته 90 دقيقة، يصاحبه 75 دقيقة إعلانات، وهذه كارثة، أضف إلى ذلك أن كل الأفلام والمسلسلات المعروضة حديثاً موجودة في كل المنازل وعلى أجهزة الكمبيوتر، وأجهزة المحمول، وما يتحمله المنتجون من خسائر باهظة يتخطى كثيرا ثلث حجم الإيرادات التي يمكن أن يحققها العمل

أكد المنتج محمد السبكي أنه يفاجأ كل يوم بانطلاق قناة جديدة تبث، من دون ترخيص، وتقوم بالسطو على أفلامه، موضحاً أن هذه القنوات قامت بالسطو على أفلامه الجديدة بالكامل، وبعضها مازال يعرض بدور العرض، "مثلما حدث مع فيلم "حلاوة روح"، الذي مني بخسائر كبيرة جداً، سواء بمنعه أولاً من عرضه بدور العرض، وعندما كسبنا القضية، كان قد عرض عشرات المرات على هذه القنوات" .

وأعرب محمد السبكي عن غضبه الشديد لعدم تصدي الجهات المسؤولة لهذه القنوات ومنعها من ممارسة عملها الإجرامي، مشيراً إلى أن هيئة الرقابة على المصنفات الفنية لم تتصد لهم، ومسؤولو الدولة المتخصصون في هذا الشأن لا يتحركون، مشيراً إلى أن ما يغضبه بشدة في هذا الأمر، هو قيام بعض الشركات والمطاعم المصرية بالترويج لمنتجاتها من خلال هذه القنوات، وهو ما يؤكد أن هناك وكيلاً إعلانياً لهذه القنوات، لابد من القبض عليه ومعاقبته . وشدد السبكي على ضرورة إيجاد حل لهذه الأزمة، وإلا فستنهار صناعة السينما في مصر خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن الصناعة في خطر كبير، ولابد من إنقاذها .

من جانبه قال أحمد بدوي، مدير شركتي نيوسينشري ودولار فيلم للإنتاج السينمائي، إنه فوجئ بالعديد من القنوات التي تقوم بسرقة أفلام شركته، مشيراً إلى أن فيلمه "صنع في مصر" للنجم أحمد حلمي، تم السطو عليه بعد أيام قليلة من طرحه، وفوجئ بعرضه على شاشات مجهولة الهوية، مشددا على ضرورة التصدي وبشدة لهؤلاء من أجل حماية صناعة السينما في مصر، والتي بدأت تنتعش خلال الأشهر الماضية، فلا يجوز أن نترك من يسعى لتدميرها

في السياق نفسه أقام المنتج والسيناريست حمدي يوسف دعوى قضائية ضد قناة "ماجيستك"، وذلك لسرقتها فيلمه "مهمة صعبة" قائلاً: قدمت شكوى رسمية لغرفة صناعة السينما، ومباحث المصنفات الفنية، ضد هذه القناة لقيامها بسرقة الأفلام المصرية دون وجه حق، ودون أن تتفاوض على شرائها، لكني لم أحصل على حقي .

وقال الدكتور سامي الشريف، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق: ظاهرة القنوات المجهولة تأتي امتدادا لظاهرة الانفلات الإعلامي، وعدم وجود قوانين وتشريعات تضبط العمل الإعلامي، لافتاً إلى أن أصحاب هذه القنوات أحياناً يفتتحون قناة بفروعها أي ،1 ،2 ،3 وعمل شبكة تلفزيونية، مؤكداً أن "هذه القنوات غير مكلفة، لذلك نجدها تنتشر بشكل سريع، لأنها ليس بها عمالة، فهي تعرض الأفلام المسروقة، ولا تتكلف سوى قيمة تأجير القمر الصناعي الذي تبث من خلاله، وربما يستعينون بشقة صغيرة لإقامة استوديو بها، لإذاعة فقرات الربط"، موضحاً أن سبب انتشار هذه الظاهرة هو غياب ضوابط الملكية الفكرية

أضاف الشريف: هذه القنوات تجذب بعض المعلنين، لأن تسعيرة الدقيقة الإعلانية بها منخفضة للغاية، لذلك يذهب أصحاب المنتجات الرديئة لها، والأمر في النهاية يكون عبارة عن نصب، سواء من المعلنين أو أصحاب هذه القنوات

بدوره قال الكاتب والمنتج محمد حفظي: المشكلة أنه إذا تم القبض على سارق هذه الأفلام يدفع غرامة 5000 جنيه فقط ثم يخرج، وللأسف يحدث ذلك من أشخاص ليس لديهم ضمير أو مسؤولية، فيقومون بسرقة أفلام تبلغ تكلفتها أكثر من عشرة ملايين جنيه ليستفيدوا فقط، وللأسف أيضاً لا يوجد قانون يحمي حقوق المنتجين، وأعباء الشرطة في الفترة الأخيرة تمنعها عن ملاحقة هؤلاء المجرمين . وأضاف: لا بديل عن دور الدولة أولاً، كي يتم القضاء على سرقة الأفلام وبيعها، إذ يجب عليها مخاطبة الأقمار التي تبث عليها هذه القنوات بشكل رسمي، لتخبرهم بأن الفيلم المصري يتعرض للسرقة على أقمارهم دون أن يكون للقنوات التي تعرضه أي حق في ذلك، فهذه إحدى الصناعات المهمة في الدولة، وأعتقد أنه إذا تدخلت الدولة بشكل جدي ستستطيع وضع حد لهذه القرصنة مع بقية الدول، إضافة إلى أن "النايل سات" يجب أيضاً أن يمنع القنوات من عرض الأفلام المسروقة، حتى إذا اضطر إلى إغلاق هذه القنوات كما فعل مع القنوات الدينية .

دعا المنتج محمد العدل إلى الوقوف بحزم ضد قرصنة الأفلام للحفاظ على صناع السينما، مشيراً إلى أن الأفلام تتكلف ملايين الجنيهات، ويأتي سارقها وينسف هذا المجهود بمنتهى السهولة، وتنهار الإيرادات، وتدريجياً بات هذا يؤثر سلباً على الآلاف ممن يعملون في الصناعة، خصوصاً أن أغلبية شركات الإنتاج توقفت عن مواصلة نشاطها خوفاً من الخسائر المادية الرهيبة التي تعرضت لها خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة

الناقد السينمائي محمود قاسم قال: الأمر ليس مجرد سرقة فيلم وعرضه دون إذن منتجه، الموضوع أكبر بكثير، فهذه القنوات تدمر صناعة السينما المصرية بالكامل، القائمون عليها يسعون إلى تدمير صناعة عمرها يقترب من المئة عام لابد للدولة من التدخل فوراً للحد من هذه القرصنة، وهذا ليس بدعة، فكل دول العالم التي لديها صناعة سينما بإطلاق حملة عامة لإغلاق المواقع التي تقدم إصدارات مقرصنة من الأفلام المصرية، نظراً إلى أنها وراء الخسائر الكبيرة التي لحقت بصناعة السينما في السنوات الأخيرة .

الخليج الإماراتية في

06.02.2015

 
 

«الناب ـ TUSK» فيلم عن حيونة الإنسان…

أداء ممتاز لم يكفِ لإنقاذ فيلم سقط في فخي المُباشرة والتكرار

يارا بدر - بيروت ـ «القدس العربي»:

جوني ديب اسم كفيلٌ وحده بجذب أوسع شريحة جماهيرية إلى شبّاك تذاكر السينما حول العالم، فكيف إن وقف إلى جانب مايكل باركس في فيلم تمّ تقديمه كونه واحداً من ثلاثيّة سينمائية من تأليف وإخراج كيفين سميث، وأوّل هذه الثلاثيّة مبنيٌّ على أحداثٍ حقيقية! وعلى الرغم من هذا بقيّ فيلم «TUSK- الناب» بعيداً عن قوائم الأفلام الرابحة تجاريّاً ونقديّاً لعام 2014.

تكرار أم غياب للإبداع؟

أبرز إشكالات الفيلم تكمن في جوهر بنائه، للأسف، حيث نجد أنفسنا بالضرورة نعود إلى الفيلم الرائع «الجلد الذي أعيش فيه – The Skin I Live In» للمخرج الإسباني بيدرو ألمودفار عام 2011. يحكي الفيلم الذي كتب قصته ألمودفار نفسه عن طبيب تخونه زوجته ثمّ تتعرّض لحادث سيارة وهي تفرّ هاربة مع صديقها، يؤدي إلى تشوّهها نتيجة حروق خطيرة، إلى أن تقرّر إنهاء حياتها بإلقاء نفسها من النافذة. بعد سنوات من عمله البحثي حول إمكانيّة معالجة حروق زوجته وتشوّهاتها بالاستفادة من التقدّم الطبي في أبحاث الخلايا والزراعة للأعضاء الاصطناعية يجد الطبيب المخدوع فرصته للانتقام من كل شيء بالشاب الذي اغتصب ابنته الوحيدة، فيحوّله من رجل إلى امرأة. 

هذا التحوّل الفيزيولوجي مشابه للعمليات التي يقوم بها كثير ممّن يولدون بأعضاء ذكرية وأنثويّة فيختارون أحد الجنسين ليكون هويتهم الوحيدة، لكن ما يعالجه الفيلم حقاً كان السؤال حول الهويّة التي تكمن داخل الشكل الخارجي، وعن إمكانيّة أي قوّة إجباريّة أن تفرض هويّة على الكائن يرفضها هو ويرفض الاعتراف بها. 

أمام فيلم ألمودفار يبدو «TUSK» وكأنّه نسخة كرتونية غير متقنة الصُنع. بدءاً بالبُنيّة السرديّة للفيلم، وليس انتهاء بأنموذج التحويل ذاته. يُقدّم لنا سميث الصورة النمطيّة لمن يستحق أن يكون ضحيّة، الشاب الثرثار والس بريتون- يؤدي دوره جاستن لونغ، المغرور الذي يهزأ من ألم الآخرين ولا يعبأ سوى بأرباح عمله كمقدّم كوميدي لبرنامح على أحد مواقع شبكة الانترنيت، يتهوّر انطلاقة من جشعه ويذهب لمقابلة عجوز اعتزل العالم في منزله المهجور وسط غابات أحد مدن كندا بحثاً عن حكاية غريبة لحلقة البرنامج المقبلة، وحيداً يذهب إذ يبحث عن مجده الشخصي من دون صديقه الذي يعمل معه، ومن دون صديقته التي يبحث عن مغامرة عابثة بعيداً عن عينيها. لكن الثمن يكون باهظاً كما في معظم أفلام الرعب الأمريكية.

إذ يجد البحار الكندي المجنون هوارد هاو- يؤدي الدور ببراعة الممثل مايكل باركس ضحيّة جديدة له في شخص المذيع الهازئ، فيخدره وهو يشرب الشاي ليستيقظ الشاب ويجد أنّ ساقه قد بُتِرَت من الركبة. البحار الصادق مع ضيفه يخبره الحكاية الغريبة التي أتى بحثاً عنها. يخبره كيف تاه في البحر بعد غرق السفينة التي عمل على متنها طباخاً، وكيف أنّ «فيل البحر» قد أنقذه. وهو خيار فني غريب بذاته. إذ يُعرف عن هذا الحيوان البرمائي أنّه يعيش ضمن مجموعات أو قطعان، فلماذا كان وحيداً حين أنقذ البحار الشاب وبقي وحيداً معه إلى أن قتله البحار واقتات عليه؟! 

لكن خلف قصّ الحكاية، حكاية. إذ أنّ جنون «هاو» يقوم على تحويل ضيفه إلى «فيل بحر»، يقطع قدميه، يخيط يديه إلى جذعه، يقتلع أسنانه ولسانه، ويلبسه ثوب «فيل بحر» صنعه من أجساد ضحايا آخرين ربما. ممّا يُعيدنا ليس إلى فيلم «ألمودفار» فقط، بل وكذلك إلى فيلم «مجزرة منشار تكساس» الذي أنتج أوّل مرّة عام 1974 من إخراج توب هوبر، حيث قام إد جين 1906-1984 وهو أصلاً من ويسكونسن بقتل النساء وصنع رداء من أجزاء من أجسادهن وجلدهنّ، وقد تكون هذه هي الأحداث الحقيقية التي تُشير إليها الجملة في بداية فيلم «TUSK».

المُباشرة تقتل.. ولمعات تضيء عتمة صالة العرض

لم تكن طفولة هاورد هاو مُشابهة لطفولة إد جين بقدر ما قاربت حكاية (V) البطل الثائر الرمز في الفيلم الشهير « V for Vendetta» الصادر عام 2006 بتوقيع جيمس مكتيغ مُخرجاً. فهاورد الطفل يجد نفسه يتيماً بعد مقتل والديه بوحشيّة من قبل سارقين، وهذا اليتيم ابن العشر سنوات يتحوّل إلى فأر تجارب وحشيّة لإشباع الرغبات الجنسيّة والماليّة للمسيطرين على دار الأيتام بقوّة سلطتهم الدينيّة والسياسية، لكن في حين نجح « V for Vendetta» بأن يكون فيلماً ثوريّاً- خاصة أنّه أتّى على أعتاب الربيع العربي- يسقط فيلم «TUSK» في فخ المباشرة، حين يعيد هاورد ويُكرّر أنّ الشر هو في الإنسان، وأنّ الحيوانات هي الصديق الوحيد الوفي. أنّ عالم الطبيعة نقي وعالم التمدّن وحشيّ، ولهذا هو يبحث عن رفيقه، يعيد إحياءه علّه يتغلّب عليه هذه المرّة ويقتله فيتحرّر من عقدة ذنبه الوحيدة التي يشعر بها!

وسط هذا كلّه يلمع أداء كل من مايكل باركس بدور هاورد هاو، خاصّة في مشاهده الأوّلى التي يقف فيها على حافة شخصيّة «الروائي» أكثر من كونه المُضيف. هنا ينجح «باركس» في أن يُظهر أنّ سيطرته لا يستمدها من موقعه المكاني كصاحب منزل، بقدر ما يستمدها من كونه الراوي كُلّي المعرفة، أمام جهل ضيفه. فيمسك بالحديث ويقوده إلى حيث يشاء كما يقود ضيفه إلى المصيدة. أداء لم يتطلّب حركة جسديّة بقدر ما احتاج مقدراتٍ صوتيّة وخبرة أدائيّة قدمها «باركس» بحرفيّة لم يضاهها ربما سوى مناورة جوني ديب، الذي خلع عباءة «قراصنة الكاريبي» من دون أن يودّع صديقه جاك سبارو بشكلٍ نهائي. فالممثل المعروف بقدرته على تقديم شخصيّات غرائبيّة، والعمل على تفصيلها لتكون فريدة بذاتها يحتفظ بالقليل من ملامح شخصيّة جاك سبارو الشهيرة، فيضيف إلى شخصيّة المُحقق الخاص التي يؤديها في هذا الفيلم التشوش الكلامي الذي يستغله «سبارو» ليتلاعب بخصومه، المسحة الساخرة، وأسلوب الكلام ذاته تقريباً، لكن «ديب» ليس ذاك الممثل الذي يرتدي ثوباً فلا يعلم كيف يخلعه. 
أسوأ مشاهد الفيلم هو آخرها، حين يرفض مخرج العمل أن يُنهي الفيلم بالنهاية الوحيدة المنطقيّة، ألا وهي قتل ذاك الكائن الوحشي الذي أنتجه «هاو» قبل وفاته. لنجد كيف لا تزال صديقة «والاس» تؤكد له حبّها- هي التي قدمها على كونها تقيم علاقة مع صديق والاس في العمل!!- وهي تناوله السمكة ليأكلها بعد أن بقي عالقاً ـ بأعجوبة علميّة ـ في كينونة «فيل البحر»!!

فيلم «ريجاتا».. الهام شاهين تتحدى نجمات جيلها وتتخلى عن انوثتها وعمرو سعد يخفق في خلق صورة بطل شعبي

القاهرة – «القدس العربي»:

شهدت أفلام موسم اجازة منتصف العام عودة عدد كبير من النجوم الى شاشة السينما، حيث يشارك الفنان محمود حميدة والفنانة الهام شاهين في أكثر من عمل فني، بالاضافة الى الفنان عمرو سعد، الذي قدم الموسم الماضي فيلم «حديد» ويشارك في هذا الموسم بفيلمي «ريجاتا» و»أسوار القمر»، ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الفنان عمرو سعد استقطاب نوعية معينة من جمهور السينما، هذه النوعية التي رفعت الفنان محمد رمضان الى مراتب النجومية بعد أن قدم ثلاثة أفلام تتماس معاً في ملامح البطل الشعبي، الذي أصبح كلمة السر عند المنتجيين، حيث يستغل معظمهم هذه الشخصية للاقتراب من الشريحة الأكثر اقبالاً على السينما وهم الشباب، حيث قدم عمرو سعد نموذج الشاب الذي يقهره الفقر والظلم في مجتمع غيري سوي لأول مرة في فيلم «حين ميسرة» مع المخرج خالد يوسف عام 2007 ، وكان هذا العمل بمثابة نقطة تحول كبيرة في نوعية الافلام التي كانت تفضح ممارسات نظام مبارك، واعتبر الفيلم أحد أهم الأسباب التي تنبأت بانفجار ثورة شعبية ضد هذا النظام، الفيلم لم يصنع نجومية سعد، رغم النجاح الجماهيري الذي حققه، لكنه ساعده على اقتحام الدراما التلفزيونية والتي جعلته أحد نجومها كل عام، ولكن سعد عاد الى شاشة السينما مرة اخرى، ليثبت اقدامه، ورغم تنوع الأدوار التي قدمها بعد ذلك في فيلم الكبار، وفيلم «خيانة مشروعة»، والذي ابتعد فيهما عن اداء دور البلطجي او ابن البلد، مع ذلك لم يحظ بالنجومية السينمائية المنتظرة، ربما وجد أن كاريزما البطل الشعبي هي الأكثر رواجا في السينما خاصة بعد الثورة، فعاد لهذا النمط من الأفلام كان أخرها فيلم «حديد» وفيلم «ريجاتا» الذي لم يفصلهما سوى موسم سينمائي واحد.

«ريجاتا» هو الاسم الذي تختبىء وراءه شخصية «رضا» وهو ابن مجهول النسب يحمل اسم والدته التي تخفي عنه حقيقة حملها سفاحاً، الأم التي كانت تعمل ساقطة في شبابها هي نفسها تجهل نسب ابنها الذي يعيش منبوذاً لهذا السبب، ويحاول ريجاتا الهروب من هذا المجتمع الذي يقهره نفسياً ومادياً، حيث يسعى للهجرة الى ايطاليا بصحبة والدته مريضة السرطان الذي لا تستطيع أن تتلقى علاجاً مناسباً في المستشفيات المجانية، وتقوم الفنانة الهام شاهين بدور الأم المريضة في أحد أهم ادوارها السينمائية خلال السنوات الماضية، حيث تتخلى عن انوثتها بالكامل وترتفع الى أعلى مراتب الاداء، بداية من قبولها أداء شخصية أم الفنان عمرو سعد والفنان وليد فواز، وإجتيازها حاجز الخوف من اداء شخصية في مثل هذا العمر، في الوقت الذي ما زالت فيه عدد من الفنانات لم يعترفن بتقدم أعمارهن، وأنه لا بد ان يطورن اختياراتهن التي اصحبت عاجزة وشائخة عند عمر المراهقة، بالاضافة الى أن الهام شاهين تؤدي شخصية أم مسنة لكنها ايضا مريضة بالسرطان الذي يقضي علي أي مظهر للأنوثة او الجمال، تعيش الأم مع ولديها في بيئة شعبية فقيرة، بينما يحاول الإبن تجميع الاموال من تجارة المخدرات ليهرب مع والدته من هذه البيئة التي ترفضه باستمرار يقع الابن الثاني قتيلاً ضحية خداع زوجتة التي تقوم بدورها الفنانة رانيا يوسف، وهي امرأة لعوب تخون زوجها مع تاجر مخدرات، وتسرق اموال شقيقه بعد أن يقتل أخاه خطأ اثناء مشاجرة، تقود الزوجة جميع الشخصيات الى الانتقام منها، أولهم «ريجاتا» الذي يحاول اثبات براءة والدته التي تعترف بقتل ابنها حتى تنقذ ابنها الثاني، وتنهار الأم التي رسمها المخرج وكاتب السيناريو محمد سامي بملامح سوداوية لا تجد أي نجاة لها، فهي التي عملت في شبابها عاهرة واصيبت في شيخوختها بهذا المرض القاتل، ترى ابناءها يتقاتلون أمامها ويسقط أحدهم قتيلا ويهرب الآخر، وتجبر هي على تحمل المسؤولية لانقاذ حياة ابنها، الذي يسعى الى مزيد من الانتقام بقتل زوجة أخيه، صورة قاتمة لقصص حياة لا تخرج من بين أحداثها نقطة ضوء واحدة تدفع الشخصيات الى الخلاص من هذا الوحل.

يشهد الفيلم عودة الفنان محمود حميدة الى شاشة السينما بعد غياب أربع سنوات منذ آخر فيلم قدمه عام 2010 بعنوان «تلك الايام»، ويجسد حميدة دور تاجر المخدرات الذي قدمه في عدة اعمال سابقة، لكنه يجعل من الشخصية هذه المرة شخصية اكثر هدوءا وأقل انفعالاً ويغلفها احياناً بالسخرية، هذا الأداء الذي بلغ ذروته عند حميدة فيلمه الآخر «قط وفأر» الذي ينتمي الى الأعمال الكوميدية الكارتونية، والذي يجسد فيه دور وزير الداخلية. ينتمي فيلم «ريجاتا» الى صنعة أفلام السبكية، وهو النوع الأكثر جماهيرية في شباك التذاكر، لكنه ايضا ينتمي الى نوعية الافلام الناضجة التي انتجها السبكي في السنوات الاخيرة وحققت معادلة السوق السينمائي والقبول الجماهيري والنقدي، مثل فيلم «ساعة ونص» وفيلم «الفرح» و«كبارية»، وهي من الأفلام القليلة التي حصلت على استحسان الجمهور والنقاد معاً، ولكنها تعتبر استثناء من قاعدة سينما السبكية التي ابتعدت دوماً عن الاهتمام بالمحتوى على حساب الشكل.

«ديكور» يشارك في الدورة الـ41 من مهرجان جمعية الفيلم للسينما المصرية

القاهرة – «القدس العربي»:

يستكمل فيلم ديكور جولاته في المهرجانات السينمائية داخل مصر، حيث ينافس فيلم المخرج أحمد عبد الله السيد على جوائز الدورة الـ 41 من مهرجان جمعية الفيلم للسينما المصرية (من 31 يناير/ كانون الثاني وحتى 7 فبراير/ شباط)، والتي يشارك فيها 7 أفلام من بين 36 فيلماً مصرياً تم إنتاجها في 2014.

وسوف تقام بعد عرض الفيلم ندوة مع صُناعه تديرها السيناريست والناقدة السينمائية ماجدة خير الله، ومن المقرر توزيع جوائز المهرجان على الأفلام الفائزة في حفل الختام.

وسوف ينافس فيلم شركة «نيوسنشري للإنتاج» في نهاية الشهر الحالي أيضاً على جوائز مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما، والذي تُقام فعاليات دورته الـ 63 في الفترة من 27 فبراير/شباط وحتى 6 مارس/ آذار.

فيلم ديكور من بطولة خالد أبو النجا، حورية فرغلي وماجد الكدواني، وهو من تأليف شيرين دياب في أولى تجاربها السينمائية، بالاشتراك مع شقيقها المخرج والمؤلف محمد دياب، وتقوم بتوزيع ديكور في مصر شركة «دولار فيلم».

ويحمل فيلم ديكور قصة غير معتادة على السينما المصرية، وقد تم تصويره كاملاً بالأبيض والأسود، وتدور أحداثه حول مها التي طالما عشقت السينما، وكمهندسة ديكور أصبحت خبيرة في خلق العوالم الخيالية. تحت ضغط شديد في العمل ترى حياة أخرى تظهر في الأفق، وتجد نفسها متنقلة بين عالمين يمثلهما شريف ومصطفى؛ أحدهما بمواصفات ديكور الفيلم الذي تعمل فيه والآخر من المفترض أنه الواقع. مع الوقت، تتوغل مها في العالمين حتى تختلط الأمور بين الواقعي والمتخيَّل، وتسير على الحافة بين الحياتين إلى أن يصبح عليها لأول مرة اختيار ما تريده فعلاً.

وقد انطلق ديكور في دور العرض المصرية في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2014، بعد جولة ناجحة في المهرجانات والفعاليات السينمائية حول العالم، حيث جاء عرضه العالمي الأول في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي من خلال مهرجان لندن السينمائي التابع لمعهد السينما البريطاني، والذي يُعد أكبر المهرجانات الأوروبية من حيث كم العروض الذي يشمل مئات الأفلام سنوياً من أنحاء العالم، كما كان العرض الأول للفيلم داخل مصر من خلال الدورة الـ 36 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ضمن قسم عروض خاصة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وقد نافس ديكور أيضاً في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بالدورة الـ 25 من أيام قرطاج السينمائية في تونس، بالإضافة إلى مشاركته في الدورة الـ 25 لمهرجان سنغافورة السينمائي الدولي الذي عرض كل الأعمال الروائية الطويلة للمخرج أحمد عبد الله السيد، والمشاركة في الدورة الـ 26 من مهرجان «بالم سبرينغز» السينمائي الدولي بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية في يناير/ كانون الثاني الماضي.

الفيلم التسجيلي «متحف محمد عيد» لغة الفن الشعبي في صرح من مكونات النخيل

كمال القاضي

لا ترتبط قدرات الإنسان الإبداعية بمستواه العلمي فحسب فكثيرون هم المبدعون الذين لم تتوافر لهم فرص التحصيل العلمي، ولكنهم عوضوا ذلك بملكات خاصة ومواهب تفوق في تأثيرها ما حصل عليه غيرهم من شهادات ودروس عبر سنوات طويلة، وقد يساهم في تكوين هؤلاء عوامل كثيرة على رأسها الاستعداد الشخصي والروافد الثقافية المتاحة والبيئة الصالحة لنمو الموهبة وأشياء أخرى نراها في الفيلم التسجيلي الفريد من نوعه «متحف محمد عيد» الذي يعكس بالصوت والصورة تجليات الموهبة الفطرية لدى المبدع الجنوبي محمد عيد، ذلك الرجل البسيط المستمد وجوده والمعتمد بشكل أساسي على مكونا النخيل الذي تزخر به قريته التابعة لمحافظة أسوان عكف طوال ثلاث سنوات ويزيد على جمع كل منتجات النخيل من جذوع وسحف وسوباط ونواء وليف وجرير ليشكل منها ويشيد بيته الريفي الجميل بأروقته المتعددة وطرقاته المستطيلة وستائره وأبوابه إذ لا شيء فيه مصنوع من خامات غريبة عن خامات النخيل الثرية فقط هي المصابيح تعلق في أركان وزوايا البيت تخرج عن إطار الاستغلال الذكي لمكونات البيئة بنخيلها الطويل الشامخ شموخ الإنسان الجنوبي المبدع.

تركز عين المخرج وكاتب السيناريو المنتمي لنفس البيئة الخلاقة ياسر مفضل فيرصد ذلك الإعجاز ويكتب فيلمه التشكيلي الإنساني الواقعي البديع ويقوم بإخراجه والتعليق بصوته على تفاصيله لتزداد إيضاحا وتجليا، فلم يقنع بالصورة كلغة ناقلة لمهارات الصانع والبطل وصاحب البيت الذي أطلق عليه من فرط ثرائه الفني وأناقته وطرازه النوعي اسم المتحف منسوبا لمبدعه الذي شيده ورحل قبل أن يصبح من المعالم الرئيسية والأساسية لبلدته دراو.
اعتنى المخرج ياسر مفضل باللقطات والتفاصيل الدقيقة مستعرضا بالكاميرا كل الأبعاد الفني منها والمهني والإنساني والعام فلم يسرد خطوات البناء والتشييد في صمت، ولكنه وقف عند خصائص كل مكون من مكونات البناء والفن على حدة شارحا بالتعليق والصورة ظروف وضرورة الأشياء التي نظنها مجرد نفايات مهملة لا تصلح إلا أن تكون وقودا على أكثر تقدير فإذا بنا نراها قطعا جمالية يحتل كل منها مكانه الطبيعي في نظم بديع لشاعرية الصورة الناطقة بالجمال المفعمة بالإحساس والروح.

وينتقل ياسر بالكاميرا عبر لقطات سريعة وموحية من وجه بطله صانع الصرح البيئي العظيم الى زوايا وأركان المتحف ليمكننا من رؤية كل الجوانب كأنما يؤكد صدق الموهبة ويعزز إحساسنا بالمتعة البصرية ويعيد علينا المشاهد لنزداد شغفا بالصورة وإيمانا بموهبة الرجل الأمي الناطق بأكثر من لغة إبداعية تتبدى في دأبه وصلابته وقدرته على تطويع الخامات الخشنة والشائكة فتتحول الى غر ومشربيات وأسقف وأواني وكراسي وأرائك وأسرة وطقاطيق ومفروشات وأبسطة وحاويات تتسع وتضيق وتستخدم في مختلف الأغراض.

هكذا لم يدخر الفنان وسعا للابتكار بما يثير الدهشة ويعلق النظر بالأشياء والتحف كأنها كنوز وهي المصنوعة من الخامات البسيطة الفقيرة وبصوت الربابة يكتمل المعنى الإبداعي وتطرب الأذن للنغمة الموحية الأخذة في التأثير والإضافة كأنها تملأ الفراغات فتكسب الفيلم طابعه المصري الأصيل والإمعان في ذلك لم يوقف ياسر، مفضلا صوت الربابة وتركها تسترسل في لحنها وأشجانها استشعرنا بخصوصية ما نراه وندركه بكل حواس التذوق الفني لدينا من متعة البصر والبصيرة والإحساس والتمييز، ولكنها كانت دليلنا نحو تلمس الجمال والصدق والإبداع في مكامن الرؤية والصورة والصوت والسكون والطبيعة البشرية التي سواها الخالق فألهم بها الإنسان قدراته وأفكاره وجعله وسيطا يكتب ويرسم ويبني ويصور ويزين واقعه وحياته.

لقد لمس المخرج هذه المعاني وأوحى بها دون مباشرة أو تصريح في العديد من مستويات الفيلم القائمة فكرته على إدراك المهارات المختزلة والطاقات الكامنة داخل الإنسان والمتفجرة بالإرادة والإصرار والموهبة، ذلك أن الإنسان ابن بيئته يتشكل بتشكيلها بتأثر بها ويؤثر فيها فكلاهما طاقة تستدعي الاخرى وتتفاعل معها وتدع فيها أسرارها فنرى آيات الإعجاز في النبات والبشر والحجر.

القدس العربي اللندنية في

06.02.2015

 
 

مشاركون بـ«اجتماع أبو النجا»:

مشروع ضخم لإنقاذ السينما المصرية

وليد أبو السعود

وجبة دسمة من القوانين، سجلت حضورًا ملحوظًا خلال اجتماع السفيرة فايزة أبو النجا مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومي مع 12 شخصًا من السينمائيين المصريين بدار الدفاع الجوي، مساء الخميس، مثل الممثلين فيهم الفنانات يسرا وسميرة أحمد وإلهام شاهين.

بينما مثل المخرجين كل من شريف مندور نائب رئيس غرفة صناعة السينما، وخالد يوسف مقرر لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، وكل من السيناريست والمنتج فاروق صبري رئيس غرفة صناعة السينما، والمنتج والموزع جابي خوري، والمنتج صفوت غطاس، والمنتج محمد العدل، والمنتج كامل أبو علي، بالاضافة للسيناريست وحيد حامد، وخالد عبد الجليل مستشار وزير الثاقفة لشئون السينما.

عقب الاجتماع، قال “عبدالجليل” لـ”الشروق” إن اللقاء كان إيجابيًا جدًا، وعكس اهتمام الدولة وإدراكها لقيمة السينما للأمن القومي المصري، وناقشت العديد من الأزمات والمشاكل الخاصة بالصناعة، ومنها أزمة تصوير الأفلام الأجنبية والقرصنة على الأفلام وكيفية تنمية ودعم الصناعة.

وعن مجريات اللقاء، ذكر “عبدالجليل” أنهم عرضوا مشروعًا متكاملًا لمواجهة السلبيات السابقة، عكفوا على رسم ملامحه منذ عام ونصف العام، تحت مظلة وإشراف وزارتي الثقافة والتخطيط، موضحًا أن من أبرز الأفكار التي تم طرحها «إنشاء شركة قابضة للأصول الملموكة لوزارة الثقافة والاستثمار المملكة للدولة».

ولفت إلى أنهم طالبوا بتحديد مكان واحد للحصول على تراخيص تصوير الأفلام الاجنبية بمصر، وإنشاء صندوقين (الأول) لدعم الثقافة والسينما، و(الثاني) لتنميتها، على أن يتبعا بنك الاستثمار، مركزًا على المؤشرات تؤكد أن التنفيذ سيكون قريبًا.

بدوره، ذكر المخرج ونائب رئيس غرفة صناعة السينما شريف مندور لـ”الشروق” أنه منذ تولي وزير الثقافة الأسبق محمد صابر عرب منصبه، تم إنشاء لجنة وزارية بدأت البحث في كيفية إنقاذ صناعة السينما بالتعاون مع غرفة صناعة السينما، وانبثقت عنها لجنة أخرى بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي بعضوية كل من المنتج والموزع جابي خوري والمنتج محمد العدل والمخرج والمنتج شريف مندور وخالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة لشئون السينما.

وأوضح أنه تم وضع مسودة لمشروع ضخم إنقاذ السينما المصرية أعدها (شريف مندور، والسيناريست خالد عبد الجليل، والمخرج خالد يوسف)، بحسب توصيات «غرفة صناعة السينما، ونقابة المهن السينمائية، ولجنة السينما بالمجلس الثقافي»، ليعيدوا صناعتها، وتستعيد مكانتها إقليميًا وعالميًا في الصناعة عن طريق مجموعة قوانين من كل الوزارات، بالإضافة إلى تشجيع تصوير الأفلام الأجنبية بمصر والإنتاج المشترك والوصول خلال خمس سنوات إلى إنتاج 70 فيلمًا في السنة لتصل بعدها إلى ما بين 80 لـ100 فيلم سنويًا.

الشروق المصرية في

06.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)